🎧 New: AI-Generated Podcasts Turn your study notes into engaging audio conversations. Learn more

علوم القرآن PDF - الدرس 3

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Summary

هذا الدرس الثالث من علوم القرآن، ويتناول موضوع نزول القرآن الكريم. يُناقش الدرس معنى النزول في اللغة العربية، ويشرح تنزيلات القرآن الكريم وأسراره.

Full Transcript

‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫نزول القرآن الكريم‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫عنارص الدرس‪:‬‬ ‫اأ...

‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫نزول القرآن الكريم‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫عنارص الدرس‪:‬‬ ‫األهداف اإلجرائية‪:‬‬ ‫يشتمل هذا الدرس عىل العنارص الرئيسة‬ ‫أن‪:‬‬ ‫منك بعد هذا الدَّ ِ‬ ‫رس ْ‬ ‫توقع َ‬ ‫عزيزي طالب العلم‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫تعرف النزول يف اللغة واالصطالح القرآين‪.‬‬ ‫‪ِّ -1‬‬ ‫‪ ‬معنى النّزول‪.‬‬ ‫‪ِّ -2‬‬ ‫توضح تنزالت القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعدِّ د أرسار تنزيل القرآن الكريم مفر ًقا‪.‬‬ ‫‪ ‬تنزّالت القرآن الكريم‪.‬‬ ‫مفرقا‪.‬‬ ‫‪ ‬أرسار تنزيل القرآن الكريم ّ‬ ‫***‬ ‫‪1‬‬ ‫ﷺ‬ ‫ﷺ‬ ‫ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآن‬ ‫اﻟﺪرس ‪٣‬‬ ‫اﻟﺪّﻟﻴﻞ ﻋﲆ اﻟﺘﻨﺰّل اﻷوّل وﺟﻮد اﻟﻘﺮآن ﰲ اﻟﻠﻮح اﳌﺤﻔﻮظ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ‪﴿ :‬ﺑَﻞْ ﻫُﻮَ ﻗُﺮْآنٌ ﳎَِﻴﺪٌ ﰲِ ﻟَﻮْحٍ ﳏَْﻔُﻮظٍ﴾ـ‬ ‫اﻟﺪّﻟﻴﻞ ﻋﲆ اﻟﺘﻨﺰّل اﻟﺜّﺎﲏ ﺣﺪﻳﺚ‪» :‬أُﻧﺰل اﻟﻘﺮآن ﻛﻠّﻪ ﲨﻠﺔ واﺣﺪة ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر إﱃ اﻟﺴّﲈء اﻟﺪّﻧﻴﺎ‪ ،‬وﻛﺎن‬ ‫اﷲ إذا أراد أن ﳛﺪث ﰲ اﻷرض ﺷﻴﺌﺎ أﻧﺰل ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﲨﻌﻪ«ـ‬ ‫ﷺ‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫ﻣﻦ أدﻟﺘﻬﻢ‪ :‬اﳌُْﺘَﺒَﺎدر ﻣﻦ اﻹْﻧْﺰَال اﳌﺬﻛﻮر ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻮ اﻹْﻧْﺰَال إﻟﻴﻪ ﷺ‪ ،‬وﻷنّ اﻟﻘﻮل ﺑﺄنّ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ أﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﻠﻮح‬ ‫اﳌﺤﻔﻮظ إﱃ ﺳﲈء اﻟﺪّﻧﻴﺎ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﰲ رﻣﻀﺎن ﻣﺒﻨﻲّ ﻋﲆ آﺛﺎر ﻣﻮﻗﻮﻓﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒّﺎس‬ ‫﴿‬ ‫ﷺ‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫الدّ رس (‪)3‬‬ ‫نزول القرآن الكريم‬ ‫‪ -1‬معنى (النّزول) يف اللغة‪:‬‬ ‫‪ ‬النّزول يف اللغة‪ :‬مصدر لِن ََز َل َين ِْز ُل‪ ،‬والنّزول كام يف معاجم اللغة يأيت بمعنيني أساسنيني انيا‪:‬‬ ‫اللغنية ‪:‬نيو‪ُ :ُ « :‬بنيوط ء‬ ‫‪ -1‬اهل ُ ُبوط من ُع ْلو إىل ُس ْفل‪ ،‬يقول ابن فارس يف معجم مقنيايي‬ ‫ً‬ ‫نزول»)‪ -2 ،(1‬احللول باملكنيا‪ ،،‬يقنيول‬ ‫املطر من السام‬ ‫نزول‪ ،‬ونزل ُ‬‫وو ُقو ُعه‪ ،‬ونزل عن دا ّبته ً‬ ‫ُ‬ ‫طاط من ُع ْلو»(‪.)2‬‬ ‫األصل ِ‬ ‫انح ٌ‬ ‫ِ‬ ‫حللول‪ ،‬و‪:‬و يف‬‫بالض ّم‪ :‬ا ُ‬ ‫بيدي يف تاج العروس‪« :‬النُّزول‪َّ ،‬‬ ‫الز ّ‬ ‫ّ‬ ‫القرآين‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬معاين (النّزول) ومشت ّقاته يف االصطالح‬ ‫املجرد‪ ،‬ومشت ّقات عديدة مزيدة منه‪ ،‬مثل‪ :‬أنزل ّ‬ ‫وننيزل‬ ‫‪ ‬ورد يف الكتاب العزيز الفعل نزل ّ‬ ‫وتنزل‪ ،‬وكذلك بصيغ األسام مثل‪ :‬ن ُُزل‪ ،‬و ُم ِنزلني‪ ،‬ون َْزلة ومنازل‪ ،‬وغري‪:‬ا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الّشني منين ج نية عالينية‬ ‫‪ ‬الدّ للة العا ّمة لفعل النّزول يف القرآ‪ ،‬الكريم‪ّ :‬‬ ‫يدل عىل وصول ّ‬ ‫اخللييل حفظه اهلل تعاىل‪« :‬والتّحقيق أنّه ل بنيدّ‬ ‫ّ‬ ‫حسا أو معنى‪ ،‬يقول سامحة شيخنا العالمة‬ ‫ٍ‬ ‫متعال فنيو للقنيه علنيوا معنو ّينيا بق نيره‬ ‫العلو يف مصدره‪ ،‬واهلل سبحانه‬ ‫ّ‬ ‫من رعاية معنى‬ ‫صح إطال لفظ اإلنزال عىل ما يصدر منه من إحسا‪ ،‬إىل للقه»(‪.)3‬‬ ‫وسلطانه‪ ،‬فلذا ّ‬ ‫احلقيقي للنّزول‪ :‬وذلك عند إسناد فعل النّزول لذوات تننيزل ننيزول حقيقينيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬الستعامل‬ ‫السنيام‬ ‫السابقني‪ ،‬ك بوط منيا املطنير منين ّ‬ ‫ويكو‪ ،‬معنى النّزول حينئذ باملعنيني اللغويني ّ‬ ‫احل ِص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نييد﴾ [ ‪،]9 :‬‬ ‫الس َام َما ً ُم َب َاركًا َف َأ ْن َب ْتنَا بِه َجنَّات َو َح َّ‬ ‫نيَّ ْ َ‬ ‫يقول سبحانه‪َ ﴿ :‬ون ََّز ْلنَا م َن َّ‬ ‫اللغنيوي‬ ‫ّ‬ ‫الّش من ج ة عالية إىل أدو‪ ،‬من ا»(‪ ،)4‬و‪:‬ذا ‪:‬و املعننيى‬ ‫فالتّنزيل ‪:‬نا ‪:‬و‪« :‬نقل ّ‬ ‫اللغة‪ ،‬ابن فارس‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.417‬‬ ‫(‪ )1‬معجم مقايي‬ ‫(‪ )2‬تاج العروس‪ ،‬الزبيدي‪ ،‬ج ‪ ،30‬ص ‪.478‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬اخللييل‪ ،‬جوا‪:‬ر التفسري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ّ 159‬‬ ‫(‪ )4‬اخللييل‪ ،‬جوا‪:‬ر التفسري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.159‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫األول‪.‬ويأيت أيضا مرادا به املعنى ال ّثاين‪ ،‬مثل قوله ‪َ ﴿ :‬و ُق ْل َر ِّب َأن ِْز ْلنِي ُمن َْز ًل ُم َب َاركًنيا‬ ‫ّ‬ ‫ني﴾ [املؤمنو‪ ،]29 :،‬فيكو‪ ،‬معناه «إحالل الغري يف مكا‪ ،‬وإينيواؤه بنيه»(‪.)1‬‬ ‫ْت َل ْ ُري املُْن ِْزل ِ َ‬ ‫َو َأن َ‬ ‫سؤال‪ :‬ملاذا ل يمكن أ‪ُُ ،‬يمل نزول القرآ‪ ،‬الكريم عىل أحد املعنيني اللغو ّيني احلقيق ّينيني‬ ‫شيئا ما ّديا يصنيد علينيه أحنيد معنينيي اإلننيزال»(‪،)2‬‬ ‫للنّزول؟ اجلواب‪ّ « :‬‬ ‫أل‪ ،‬القرآ‪ ،‬لي‬ ‫جسام حتى ّ‬ ‫ُيل يف مكنيا‪ ،‬أو‬ ‫«لقتضائ ام اجلسم ّية واملكان ّية والنتقال»(‪« ،)3‬والقرآ‪ ،‬لي‬ ‫بمجرد النّطق هبنيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ينحدر من ُع ْلو إىل ُس ْفل»(‪ ،)4‬بل ‪:‬و ألفاظ‪« ،‬واأللفاظ أعراض تنت ي‬ ‫ول يتأتّى من ا نزول ول إنزال»(‪.)5‬وعليه فال بدّ من محل معنى نزول القرآ‪ ،‬الكريم عنيىل‬ ‫املعاين املجاز ّية‪.‬‬ ‫‪ ‬الستعاملت املجاز ّية للنّزول‪ :‬وذلك يف ثالث حالت‪ّ :‬أول‪ :‬إنزال القرآ‪ ،‬الكريم‪ :‬كنيام‬ ‫ني ن ِ‬ ‫ُنيو‪ ،‬ل ِ ْل َعنياملَ ِ َ‬ ‫نيد ِه ل ِ َيك َ‬ ‫نيىل َعب ِ‬ ‫احلق سبحانه‪َ ﴿ :‬ت َب َار َك ا َّل ِذي ن ََّز َل ا ْل ُف ْر َق َ‬ ‫َنيذ ًيرا﴾‬ ‫نيا‪َ ،‬ع َ ْ‬ ‫يف قول ّ‬ ‫ْنيذر بِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫نيه‬ ‫َاب ُأن ِْز َل إِ َل ْي َك َف َال َي ُك ْن ِيف َصنيدْ ِر َك َح َنير ٌج منْني ُه ل ُتن َ‬ ‫[الفرقا‪ ،]1 :،‬وكام يف قوله‪﴿ :‬كت ٌ‬ ‫احلنيق‬ ‫معا‪( ،‬ليست بذوات)‪ :‬كنيام يف قنيول ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ني﴾ [األعراف‪.]2 :‬ثانيا‪ :‬إنزال‬ ‫َو ِذك َْرى ل ِ ْل ُم ْؤ ِمن ِ َ‬ ‫ني ل ِ َي ْز َدا ُدوا إِ َيامنًا َم َع إِ َيام ِ ِِن ْم َوهلل ُجنُنيو ُد‬ ‫وب املُْ ْؤ ِمن ِ َ‬ ‫السكِينَ َة ِيف ُق ُل ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبحانه‪َ :ُ ﴿ :‬و ا َّلذي َأن َْز َل َّ‬ ‫فالسنيكينة ليسنيت شنييئا ما ّدينيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َوك َ‬ ‫ات َو ْاألَ ْر ِ‬ ‫السامو ِ‬ ‫نييام﴾ [الفنيتح‪ّ ،]4 :‬‬ ‫نييام َحك ً‬ ‫َا‪ ،‬اهلل َعل ً‬ ‫َّ َ َ‬ ‫احلنيق‬ ‫ّ‬ ‫احلقيقنيي‪ :‬كنيام يف قنيول‬ ‫ذوات يبعد محل إنزاهلنيا عنيىل املعننيى‬ ‫ٍ‬ ‫حمسوسا‪.‬ثالثا‪ :‬إنزال‬ ‫ّ‬ ‫احل ِديدَ فِ ِ‬ ‫سبحانه‪َ ﴿ :‬و َأن َْز َل َلك ُْم ِم َن ْاألَ ْن َعا ِم َث َامنِ َي َة َأ ْز َو ٍ‬ ‫ينيه‬ ‫اج﴾ [الزمر‪ ،]6 :‬وقوله‪َ ﴿ :‬و َأن َْز ْلنَا ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َب ْأ ٌس َش ِديدٌ َو َمنَافِ ُع لِلن ِ‬ ‫اسنيا‬ ‫َّاس﴾ [احلديد‪ ،]25 :‬وقوله‪َ ﴿ :‬يا َبننيي آ َد َم َقنيدْ َأن َْز ْلنَنيا َع َلني ْيك ُْم ل َب ً‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬حممد عبد العظيم الزرقاين‪ ،‬منا‪:‬ل العرفا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 43-41‬‬ ‫(‪ )2‬فضل حسن ع ّباس‪ ،‬إتقا‪ ،‬الرب‪:‬ا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬دار الفرقا‪ ،،‬األرد‪ ،،‬ط ‪1997 ،1‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬ ‫‪.146‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬حممد أبو ش بة‪ ،‬املدلل لدراسة القرآ‪ ،‬الكريم‪ ،‬ص ‪ّ 48 -47‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬حممد عبد العظيم الزرقاين‪ ،‬منا‪:‬ل العرفا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 43-41‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬حممد أبو ش بة‪ ،‬املدلل لدراسة القرآ‪ ،‬الكريم‪ ،‬ص ‪ّ 48 -47‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو ِاري سوآتِكُم و ِر ً ِ‬ ‫و‪﴾،‬‬‫نيذك َُّر َ‬ ‫اس ال َّت ْق َوى َذل َك َل ْ ٌري َذل َك مني ْن آ َينيات اهلل َل َع َّل ُ ْ‬ ‫نيم َي َّ‬ ‫يشا َول َب ُ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫نياحلَ ِّق َواملْ ِ َ‬ ‫ينيز َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫َنياب بِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫[األعراف‪ ،]26 :‬ومنه إنزال امليزا‪ ،،‬يقول ‪﴿ :‬اهلل ا َّل ِذي َأن َ‬ ‫ْنيز َل ا ْلكت َ‬ ‫أ‪: ،‬ذه األشيا مل تنزل كننيزول‬ ‫شك ّ‬ ‫الشورى‪ ،]17 :‬ول ّ‬ ‫يَّ﴾ [ ّ‬ ‫السا َع َة َق ِر ٌ‬ ‫َو َما ُيدْ ِر َ‬ ‫يك َل َع َّل َّ‬ ‫املطر‪.‬وللعلام آرا يف معنى نزول القرآ‪ ،‬الكريم‪ ،‬ونزول تلك األشيا ‪ ،‬من ا‪:‬‬ ‫عقيل‪« :‬بإسناد النّزول إىل القرآ‪ ،‬تب ًعا لنزول املَ َلك ُم َب ّلغه»(‪« )1‬متل ّب ًسنيا‬ ‫‪ -1 o‬جماز ّ‬ ‫الرسول ﷺ بأمر اهلل»(‪«.)2‬واملالبسة ‪:‬نا ّ‬ ‫أ‪ ،‬القرآ‪ ،‬الكنيريم‬ ‫به حتّى يصل إىل ّ‬ ‫حمل»(‪ ،)3‬فمعنى إنزال القرآ‪ ،‬الكنيريم إننيزال ّ‬ ‫حمنيل‬ ‫حال وس ّيدنا جربيل ‪ّ ‬‬ ‫ّ‬ ‫القرآ‪ ،‬الكريم‪.‬‬ ‫‪ -2 o‬جماز باحلذف‪« :‬فيكو‪ ،‬املراد باإلنزال‪ :‬نزول حاملنيه بنيه»(‪ ،)4‬أو أ‪ ،‬يكنيو‪،‬‬ ‫«التقدير‪ :‬نزل الفرقا‪ ،‬بتنزيل حم ّله»(‪.)5‬‬ ‫‪ -3 o‬جماز مرسل عالقتنيه املسني ّبب ّية‪ :‬حيني ذكنير إننيزال املسني َّبَّ وأراد «إننيزال‬ ‫والسبَّ عند بعض م ‪:‬و إثباته يف اللوح املحفنيوظ‪ ،‬ألنّنيه «تعنياىل‬ ‫السبَّ»(‪ّ ،)6‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا قىض وقسم أثبت ذلك يف اللوح املحفوظ‪ ،‬ونزلنيت بنيه املالئكنية املوكّلنية‬ ‫ذلنيك بنيالنّزول»(‪ ،)7‬يقنيول القوننيوي‪:‬‬ ‫فيل‪ ،‬فلذا وصني‬ ‫الس ّ‬ ‫بإظ اره يف العامل ّ‬ ‫«وجينينيوز أ‪ ،‬يكنينيو‪ ،‬اهلل َت َعني َ‬ ‫نياىل للنينيق يف اللنينيوح املحفنينيوظ كتابنينيه هبنينيذا النينينظم‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ّ 14‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اخللييل‪ ،‬جوا‪:‬ر التفسري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ّ 159‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬القونوي‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 497‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬حممد أبو ش بة‪ ،‬املدلل لدراسة القرآ‪ ،‬الكريم‪ ،‬ص ‪ّ 48 -47‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬القونوي‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 497‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )6‬الراغَّ األصف اين‪ ،‬املفردات يف غريَّ القرآ‪ ،،‬ص‪ّ 799 :‬‬ ‫(‪ )7‬الش اب‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.327‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫املَْ ْخ ُصوص فسمعه جربيل ‪ ،)1(»‬ولكن ‪:‬ذا التّأويل مرجوح‪ّ ،‬‬ ‫أل‪ ،‬للقنيه‬ ‫إنزال إليه ﷺ‪ ،‬يقول القوننيوي‪« :‬إذ اإلجينياد وإ‪،‬‬ ‫يف اللوح املحفوظ ل يعترب ً‬ ‫احلنيق‬ ‫ّ‬ ‫حت ّقق يف اللوح لك ّن قوله‪{ :‬إليك} يأبى عنه»(‪ ،)2‬ويشري بذلك إىل قول‬ ‫ْنيز َل إِ َل ْي َ‬ ‫نيك﴾ [البقنيرة‪.]4 :‬أ ّمنيا إننيزال األنعنيام‬ ‫سبحانه‪َ ﴿ :‬وا َّل ِذي َن ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫ُو‪ ،‬بِ َام ُأن ِ‬ ‫واللباس فيكو‪ ،‬بإنزال سبب ا و‪:‬و املا الذي ينبت النّبات الذي ّ‬ ‫تتغذى عليه‬ ‫األنعام‪ ،‬ويصنع منه اللباس‪ ،‬وإنزال احلديد بإنزال سببه و‪:‬و «إهلام النّنياس‬ ‫(‪)3‬‬ ‫السكينة بإنزال « َأ ْسني َب ِ َ‬ ‫اهبا‬ ‫بإلراجه من املعاد‪ ،)4(»،‬وتسخريه ملنافع م‪ ،‬وإنزال ّ‬ ‫نياد ِق َ‬ ‫ني‪ ،‬وإزالنينية‬ ‫ني الصني ِ‬‫نية»(‪ ،)5‬مثنينيل «إذ‪:‬نينياب روا املُْني ْ ِ ِ‬ ‫نيؤمن َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ار َةني ِ‬ ‫اجلو‪ِ :‬ريني ِ‬ ‫نية َوا ْل َع ِ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ‬ ‫حريهتم و ْ ِ‬ ‫اةط َر ِاهبِ ْم»(‪.)6‬وجيوز أ‪ ،‬يكو‪ّ ،‬‬ ‫السبَّ املقصود فيام سبق ‪:‬و إثباهتا‬ ‫َ َْ ْ َ‬ ‫الز ََم ْ ََش ُّي‪َ « :‬ج َع َل ما يف األرض ُم َّنز ًل من ّ‬ ‫السنيام‬ ‫يف اللوح املحفوظ‪ ،‬يقول َّ‬ ‫ِض َث َّم َوكُتَِّ»(‪ ،)7‬ألنّه «تعاىل إذا قىضني وقسنيم أثبنيت ذلنيك يف اللنيوح‬‫ِ‬ ‫أل َّن ُه ُق َ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬القونوي‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 499‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬القونوي‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 498‬‬ ‫الشيخ ابن عاشور عىل الستعارة‪ ،‬يقول يف التحرير والتنوير‪ ،‬ج ‪ ،27‬ص ‪:416‬‬ ‫(‪ )3‬اإلهلام أجراه ّ‬ ‫خل ْل ِق َم ْعدَ نِ ِه َك َق ْول ِ ِه‪َ ﴿ :‬و َأن َْز َل َلك ُْم ِم َن ْاألَنْعا ِم َثامنِ َي َة َأ ْز ٍ‬ ‫واج﴾ [الزمر‪َ ،]6 :‬أ ْي‬ ‫ِ‬ ‫احلديد‪ُ :‬م ْس َت َع ٌار َ‬ ‫«وإِن َْز ُال ْ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫استِ ْع َام َل ُه»‪.‬‬ ‫َش ْ‬ ‫َل َل َق ِألَ ْجلِك ُْم َو َذل ِ َك بِإِ ْهلَا ِم ا ْلبَ َ ِ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫أطفيش‪ ،‬ايا‪ ،‬الزاد‪ ،‬ج‪ ،14 :‬ص ‪ّ 26‬‬ ‫حممد بن يوس‬ ‫(‪ )4‬أ ّ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ّ 149‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫حممد رشيد رةا‪ ،‬تفسري املنار‪ ،‬ج‪ ،10 :‬ص ‪ّ 221‬‬ ‫(‪ّ )6‬‬ ‫الزَمَشي‪ّ ،‬‬ ‫الكشاف‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.93‬‬ ‫(‪ّ )7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫نيفيل‪ ،‬فلنيذا وصني‬ ‫الس ّ‬ ‫املحفوظ‪ ،‬ونزلت به املالئكة املوكّلة بإظ اره يف العامل ّ‬ ‫احل ِديدَ ﴾‪ :‬أثبتناه يف اللوح املحفوظ»(‪.)2‬‬ ‫ذلك بالنّزول»(‪ ،)1‬فمعنى «﴿أن َْز ْلنَا ْ َ‬ ‫‪ -4 o‬جمنينياز مرسنينيل عالقتنينيه امللزوم ّينينية‪« :‬منينين قبينينيل‪ :‬إطنينيال امللنينيزوم وإرادة‬ ‫الالزم»(‪ّ « ،)3‬‬ ‫أل‪ ،‬إنزال ء يستلزم إعالم من أننيزل إلينيه بنيه‪ ،‬فمعننيى إنزالنيه‬ ‫اإلعالم به أيضا ولكن بواسطة إثباته عىل قلَّ النبي ﷺ»(‪.)4‬‬ ‫‪ -5 o‬استعارة‪« :‬إطال اإلنزال عىل حصوله استعارة تشبي ً ا له بّش نزل أو‬ ‫والرفعة املعنو ّية»(‪،)6‬‬ ‫الَشف ّ‬ ‫علو»(‪« ،)5‬ووجه ّ‬ ‫الشبه ‪:‬و ّ‬ ‫وصل إلي م من ّ‬ ‫املعنوي‬ ‫ّ‬ ‫العلو‬ ‫ّ‬ ‫أ‪،‬‬ ‫« َف َخ ْل ُق اهلل وأفعاله إنَّام ‪:‬ي من ٍّ‬ ‫علو يف ال َقدْ ر واملنزلة»(‪.)7‬أو ّ‬ ‫‪:‬نا إنّام ‪:‬و «خلزائنه التي عنده‪ ،‬أو ل ِ َ‬ ‫عامل الغيَّ‪ ،‬فإظ ار ‪:‬ذه األشيا يف َ‬ ‫عامل‬ ‫ء ٍ إِ َّل‬ ‫ِ ِ‬ ‫عز من قائل‪َ ﴿ :‬وإ ْ‪ ،‬م ْن َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫الش ادة يعترب إنزال هلا»(‪ ،)8‬ألذا من قوله ّ‬ ‫ِعنْدَ نَا َل َز ِائنُ ُه َو َما ُنن َِّز ُل ُه إِ َّل بِ َقدَ ٍر َم ْع ُلو ٍم﴾ [احلجر‪ُ.]21 :‬‬ ‫وُيمل عىل ‪:‬ذا‬ ‫فّسه‬ ‫التّأويل كثري من األلفاظ الواردة عن العلام يف معنى اإلنزال‪ ،‬فقد « ّ‬ ‫(‪ )1‬الش اب‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.327‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫أطفيش‪ ،‬تيسري التّفسري‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص ‪ّ 92‬‬ ‫حممد بن يوس‬ ‫(‪ )2‬أ ّ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬حممد أبو ش بة‪ ،‬املدلل لدراسة القرآ‪ ،‬الكريم‪ ،‬ص ‪ّ 48 -47‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬حممد عبد العظيم الزرقاين‪ ،‬منا‪:‬ل العرفا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 43-41‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ّ 14‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )6‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 235‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫املحرر الوجيز‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 235‬‬ ‫(‪ )7‬ابن عطيّة‪ّ ،‬‬ ‫(‪ )8‬الطباطبائي‪ ،‬امليزا‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.196‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫عيل»(‪ ،)1‬و«احلسن»(‪ )2‬بأنّه «اخللق»(‪ ،)3‬وقيل‪« :‬اإلحداث أو اإلنشا ‪ ،‬أو‬ ‫اإلمام ّ‬ ‫اإلبداا»(‪ ،)4‬أو «اإليقاا أو احلصول»(‪ )5‬أو «اإلجياد»(‪ ،)6‬وك ّل ا متقاربة يف‬ ‫املعنى‪ ،‬و‪:‬ذه التأويالت ذكر‪:‬ا العلام يف نزول غري القرآ‪ ،‬الكريم‪ ،‬مثل‬ ‫إنزال امليزا‪ ،‬واللباس ونحواا‪ ،‬واملجاز بابه واسع‪ ،‬فال مانع من محل نزول‬ ‫القرآ‪ ،‬الكريم علي ا‪.‬‬ ‫السابق ّ‬ ‫أ‪،‬‬ ‫تبني لنا من لالل الكالم ّ‬ ‫الصطالحي لنزول القرآ‪ ،‬الكريم‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬املعنى‬ ‫نزول القرآ‪ ،‬الكريم ‪:‬و وصوله لقلَّ س ّيد اخللق ﷺ بواسطة س ّيدنا جربيل ‪‬‬ ‫ُو‪ِ ،‬م َن املُْن ِْذ ِري َن‬ ‫ني َع َىل َق ْلبِ َك ل ِ َتك َ‬ ‫وح ْاألَ ِم ُ‬ ‫ِ‬ ‫من عند اهلل ‪ ،‬يقول ‪ ﴿ :‬ن ََز َل بِه ُّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ِب ُمبِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ني﴾ [الشعرا ‪.]195 ،193 :‬‬ ‫بِل َسا‪َ ،‬ع َر ِ ٍّ‬ ‫رس التيار الفعل (نزل) للدّ للة عىل وصول الكتاب العزيز لقلبه ﷺ؟‬‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما ّ‬ ‫علو شأ‪ُ ،‬م ْب ِد ِئه ‪ -2.‬رشف ‪:‬ذا الكتاب العظيم‪.‬‬ ‫اجلواب‪ :‬إشارة إىل‪ّ -1 :‬‬ ‫تننيزلت يقنيول‬ ‫السنيابقني ّ‬ ‫أ‪ ،‬لنيه ثالثنية ّ‬ ‫تنزلت القرآ‪ ،‬الكريم‪ :‬املش ور عند مج ور العلام ّ‬ ‫‪ّ ‬‬ ‫القرطبي‪« :‬ول لالف ّ‬ ‫أ‪ ،‬القرآ‪ ،‬أنزل من اللوح املحفوظ ليلة القنيدر مجلنية واحنيدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلمام‬ ‫العنيزة إىل‬ ‫رب ّ‬ ‫األول‪ :‬منين ّ‬ ‫التننيزل ّ‬ ‫ّ‬ ‫نجنيام»(‪،)7‬‬ ‫نجام ً‬‫العزة‪ ،‬ثم كا‪ ،‬جربيل ينزل به ً‬ ‫فوةع ببيت ّ‬ ‫(‪ )1‬الطباطبائي‪ ،‬امليزا‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.200‬‬ ‫بترصف‪ّ.‬‬ ‫لعل املقصود اإلمام احلسن‬ ‫أطفيش‪ ،‬تيسري التّفسري‪ ،‬ج‪ ،11 :‬ص ‪ّ 92‬‬ ‫حممد بن يوس‬ ‫(‪ )2‬أ ّ‬ ‫ّابعي املعروف‪.‬‬ ‫البرصي الت ّ‬ ‫ّ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬تفسري اللباب يف علوم الكتاب‪ ،‬عمر بن عيل بن عادل الدمشقي‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪ّ 90‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الفخر الرازي ‪ ،‬مفاتيح الغيَّ‪ ،‬ج ‪ ،19‬ص ‪ّ 139‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪.149‬ج ‪ ،10‬ص ‪ّ 14‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )6‬القرطبي ‪ ،‬اجلامع ألحكام القرآ‪ ،،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ّ 15‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )7‬اجلامع ألحكام القرآ‪ ،،‬القرطبي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ّ 297‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫السنيام‬ ‫التنزل ال ّثاين‪ :‬نزل مجل ًة واحدة من اللوح املحفوظ إىل بيت ّ‬ ‫العنيزة يف ّ‬ ‫اللوح املحفوظ‪ّ.‬‬ ‫مفرقا يف ثنيالث وعَشنيين‬ ‫لتنزل ال ّثال ‪ :‬نزل به جربيل ‪ ‬عىل قلَّ ّ‬ ‫الرسول ﷺ ّ‬ ‫الدّ نيا‪.‬ا ّ‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫السام الدّ نيا»(‪.)1‬‬ ‫العزة؟ اجلواب‪:« :‬و بيت يف ّ‬ ‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما ‪:‬و بيت ّ‬ ‫األول؟ اجلواب‪ :‬من أد ّلة وجود القرآ‪ ،‬يف اللوح املحفوظ قوله‬ ‫التنزل ّ‬ ‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما الدّ ليل عىل ّ‬ ‫نيوظ﴾ [النيربوج‪ ،]22 ،21 :‬ويقنيول ‪َ ﴿ :‬وإِنَّني ُه ِيف ُأ ِّم‬ ‫آ‪ِ َ ،‬جمينيدٌ ِيف َلنيو ٍح َحم ْ ُف ٍ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ ﴿ :‬ب ْل ُ‪َ :‬‬ ‫نيو ُق ْنير ٌ‬ ‫َاب م ْكن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلكِت ِ‬ ‫ُنيو‪،‬‬ ‫يم ِيف كت ٍ َ‬ ‫يم﴾ [الزّ لرف‪ ،]4:‬ويقول سبحانه‪﴿ :‬إِ َّن ُه َل ُق ْر ٌ‬ ‫آ‪ ،‬ك َِر ٌ‬ ‫َاب َلدَ ْينَا َل َع ٌّيل َحك ٌ‬ ‫َنيال إِ َِّنَنيا‬ ‫ني﴾ [الواقعنية‪ ،]77،80 :‬ويقنيول ‪ ﴿ :‬ك َّ‬ ‫و‪َ ،‬تن ِْز ٌيل ِم ْن َر ِّب ا ْل َعنياملَ ِ َ‬ ‫َل َي َم ُّس ُه إِ َّل املُْ َط َّ ُر َ‬ ‫نيدي َسني َف َر ٍة كِ َنيرا ٍم َب َنير َر ٍة﴾‬‫ت َْذكِر ٌة (‪َ )11‬فمن َشا َذكَره ِيف صح ٍ مكَرم ٍة مر ُفو َع ٍة م َط ر ٍة بِ َأي ِ‬ ‫ُ َّ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ُ ُ ُ َّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫[عب ‪.]16 ،11 :‬‬ ‫التنزل ال ّثاين؟ اجلواب‪ :‬من أد ّلة نزوله مجلة واحدة منين اللنيوح‬ ‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما الدّ ليل عىل ّ‬ ‫الربيع «عن عكرمة عن ابن ع ّباس عنين رسنيول‬ ‫السام الدّ نيا‪ -1 :‬روى ّ‬ ‫املحفوظ إىل ّ‬ ‫اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬أنزل القرآ‪ ،‬ك ّله مجلة واحدة يف ليلة القدر إىل ّ‬ ‫السام النيدّ نيا‪ ،‬وكنيا‪ ،‬اهلل‬ ‫إذا أراد أ‪ُ ،‬يدث يف األرض شيئا أنزل منه حتى مجعه»(‪« -2.)2‬عن سنيعيد بنين جبنيري‬ ‫السنيام النيدّ نيا‪،‬‬ ‫العزة يف ّ‬ ‫عن ابن ع ّباس قال‪ :‬فصل القرآ‪ ،‬من ّ‬ ‫الذكر(‪ )3‬فوةع يف بيت ّ‬ ‫وصنيححه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّبي ﷺ ويرتّلنيه تنيرتيال»(‪ ،)4‬رواه احلنياكم‬ ‫فجعل جربيل ‪ ‬ينزله عىل الن ّ‬ ‫‪:‬بي‪.‬و‪:‬ذا األثر املوقوف عىل ابن ع ّباس يعطى حكم املرفوا‪ ،‬ألنّنيه ّّنيا ل‬ ‫وتابعه ّ‬ ‫الذ ّ‬ ‫للرأي فيه‪ -3.‬اآليات التنيي ّ‬ ‫ينيدل ظا‪:‬ر‪:‬نيا عنيىل ننيزول القنيرآ‪ ،‬الكنيريم مجلنية‬ ‫جمال ّ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬تفسري ابن كثري ج ‪ ،7‬ص ‪.398‬‬ ‫(‪ )2‬ألرجه الربيع يف مسنده (‪.)16‬‬ ‫(‪ )3‬أي‪ :‬من اللوح املحفوظ‪.‬حممد بكر إسامعيل‪ ،‬دراسات يف علوم القرآ‪ ،،‬ص ‪.25‬‬ ‫(‪ )4‬املستدرك عىل الصحيحني‪ ،‬احلاكم‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،242‬وقال احلاكم‪: :‬ذا حدي صحيح اإلسناد ومل‬ ‫خيرجاه‪ ،‬وتابعه اإلمام الذ‪:‬بي‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫ْنيذ ِري َن﴾ [النيدلا‪،]3 :،‬‬ ‫واحدة‪ ،‬مثل قوله سبحانه‪﴿ :‬إِنَّا َأن َْز ْلنَاه ِيف َلي َل ٍة مبارك ٍَة إِنَّا ُكنَّا من ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َُ َ‬ ‫ا‪ ،‬ا َّل ِذي ُأن ِْز َل فِ ِ‬ ‫ينيه‬ ‫وقوله‪﴿ :‬إِنَّا َأن َْز ْلنَا ُه ِيف َل ْي َل ِة ا ْل َقدْ ِر﴾ [القنيدر‪ ،]1:‬وقوله‪َ ﴿ :‬ش ْ ُر َر َم َض َ‬ ‫َّاس﴾ [البقرة‪.]185:‬‬ ‫آ‪:ُ ،‬دً ى لِلن ِ‬ ‫ا ْل ُق ْر ُ‬ ‫مفر ًقا عىل قلَّ الن ّ‬ ‫ّبي ﷺ أش ر‬ ‫التنزل ال ّثال ؟ اجلواب‪ :‬نزوله ّ‬ ‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما الدّ ليل عىل ّ‬ ‫الصنيحابة الكنيرام ورأوه‪ ،‬يقنيول تعنياىل‪:‬‬ ‫أل‪: ،‬نيذا منيا عايشنيه ّ‬ ‫من أ‪ُ ،‬يتاج إىل دليل‪ّ ،‬‬ ‫َّاس َع َىل ُم ْك ٍ َون ََّز ْلنَا ُه َتن ِْز ًيال﴾ [اإلرسا ‪.]106 :‬وّّا ّ‬ ‫يدل‬ ‫﴿ َو ُق ْرآنًا َف َر ْقنَا ُه ل ِ َت ْق َر َأ ُه َع َىل الن ِ‬ ‫عليه استنكار املَشكني تنجيم القرآ‪ ،،‬وطلب م أ‪ ،‬ينزل مجلنية واحنيدة‪ ،‬يقنيول تعنياىل‪:‬‬ ‫نيؤا َد َك‬ ‫نيت بِ ِ‬ ‫نيه ُف َ‬ ‫َنيذل ِ َك لِنُ َث ِّب َ‬ ‫مج َلني ًة و ِ‬ ‫احنيدَ ًة ك َ‬ ‫﴿ َو َق َال ا َّل ِذي َن َك َف ُروا َل ْو َل ن ُِّز َل َع َل ْي ِه ا ْل ُق ْنير ُ‬ ‫آ‪َ ْ ُ ،‬‬ ‫َو َر َّت ْلنَا ُه ت َْرتِ ًيال﴾ [الفرقا‪.]32 :،‬‬ ‫التننيزلت؟ اجلنيواب‪ :‬نعنيم‪: ،‬ننياك منين‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬سؤال‪: :‬ل يوجد من العلام من رفض القول بتلك‬ ‫وحممنيد بنين إسنيحا (‪،)1‬‬ ‫نيعبي‪ّ ،‬‬ ‫منيروي عنين ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫ّ‬ ‫للقرآ‪ ،‬إل تنزيل واحد‪ ،‬و‪:‬نيو‬ ‫رأى أ‪ ،‬لي‬ ‫البيضاوي(‪ ،)2‬وإليه مال املح ّققو‪ ،‬من ّ‬ ‫املتألرين(‪.)3‬‬ ‫ّ‬ ‫والتاره القايض‬ ‫ْنيزال‬‫أل‪ ،‬املُْ َت َبادر من ْاإلن َ‬ ‫التنزلت؟ اجلواب‪ّ « -1 :‬‬ ‫الرافضني لتلك ّ‬ ‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما أد ّلة العلام ّ‬ ‫ِ‬ ‫أ‪ ،‬لفنيظ القنيرآ‪ ،‬يف قولنيه‬ ‫نيال ُم»(‪ّ -2.)4‬‬ ‫املذكور يف القرآ‪ ،‬الكريم ‪:‬و ْاإلن َْزال إليه َع َل ْيه َّ‬ ‫الس َ‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬إِنَّا َأن َْز ْلنَا ُه ِيف َل ْي َل ٍة ُم َب َارك ٍَة إِنَّا ُكنَّا ُمن ِْذ ِري َن﴾ [النيدلا‪ ،]3 :،‬وقولنيه‪ ﴿ :‬إِنَّنيا َأن َْز ْلنَنيا ُه ِيف‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬تفسري اللباب يف علوم الكتاب‪ ،‬عمر بن عيل بن عادل الدمشقي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.280‬‬ ‫البيضاوي‪ ،‬ص ‪.513‬‬ ‫ّ‬ ‫البيضاوي‪ ،‬تفسري‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )2‬القايض‬ ‫حممد رشيد رةا‪ ،‬والدّ كتور فضل حسن عباس والدّ كتور‬ ‫(‪ )3‬مثل شيخنا اخللييل حفظه اهلل‪ّ ،‬‬ ‫والشيخ ّ‬ ‫حممد رشيد‬ ‫صبحي الصالح‪ ،‬انظر‪ :‬سؤال أ‪:‬ل الذكر‪ ،‬حلقة ‪ 22‬رمضا‪:1422 ،‬ني‪.‬وانظر‪ :‬تفسري املنار‪ّ ،‬‬ ‫رةا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.130‬وانظر‪ :‬إتقا‪ ،‬الرب‪:‬ا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬فضل حسن عباس‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.149‬‬ ‫وانظر‪ :‬مباح يف علوم القرآ‪ ،،‬صبحي الصالح‪ ،‬ص ‪.51-50‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬القونوي‪ ،‬حاشية عىل تفسري البيضاوي‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪ّ 368‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫(‪)1‬‬ ‫َل ْي َل ِة ا ْل َقدْ ِر﴾ [القدر‪ ،]1 :‬كام يطلق عىل القرآ‪ ،‬ك ّله كذلك يطلق عىل اآلية واآليتنيني مننيه‬ ‫يصد عىل القليل والكثري»(‪ ،)2‬أو أنّه من باب املجاز املرسل من إطال‬ ‫ألنّه «اسم جن‬ ‫األوىل منين سنيورة العلنيق‪« ،‬وإننيزال‬ ‫الكل وإرادة اجلز ‪ ،‬واملراد بالقرآ‪ ،‬اآليات اخلمني‬ ‫ّ‬ ‫القرآ‪ ،‬يف ليلة القدر يعني بداي َة إِنْزالِه عىل قلَّ النّبي ‪ ،‬إذ بداية نزوله علينيه و‪:‬نيو يف‬ ‫غار حرا كانت يف ش ر رمضا‪ ،‬املبارك يف ‪:‬ذه الليلة املباركة»(‪« -3.)3‬ألنّه َل َت ْظ َ ُر املِْنَّني ُة‬ ‫آ‪ِ ،‬يف‬ ‫نيذا ِألَ َّ‪ ،‬وجنيود ا ْل ُقنير ِ‬ ‫نيو ِهل ْم َ‪َ :‬‬ ‫احلك َْم ُة ِيف َج ْع ِل َر َم َض َ‬ ‫َع َلينَا و َل ِْ‬ ‫ُ ُ َ ْ‬ ‫الص ْو ِم َع َىل َق ْ‬ ‫ا‪َ ،‬ش ْ َر َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫نيوظ ِمني ْن َح ْيني ُ إِنَّني ُه َمل ْ َيكُني ْن‬ ‫ات َأ ِو ال َّلنيو ِح املَْح ُف ِ‬ ‫ود ِه ِيف َغ ِري‪:‬ا ِمن السامو ِ‬ ‫سام ِ الدُّ ْنيا كَوج ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ََ‬ ‫أل‪ ،‬أمنيور الغينيَّ ل‬ ‫ار»(‪ّ -4.)4‬‬ ‫ال َو َل ِيف ْ ِ‬ ‫اإل ْل َب ِ‬ ‫ِ‪:‬دَ ا َي ًة َلنَا‪َ ،‬و َل َت ْظ َ ُر َلنَا َف ِائدَ ٌة ِيف َ‪َ :‬ذا ْ ِ‬ ‫اإلن َْز ِ‬ ‫ّننيزلت‬ ‫الرأي صحيحة ّ‬ ‫أل‪: ،‬نيذه الت ّ‬ ‫يعول في ا إل عىل املتواتر‪ْ « ،‬‬ ‫وإ‪ ،‬كانت أسانيد ‪:‬ذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫فصنيحة األسنيانيد‬ ‫ّ‬ ‫من عامل الغيَّ الذي ل يؤلذ فيه إل بام تواتر يقينًا يف الكتاب والسنّة‪،‬‬ ‫وقد نطنيق القنيرآ‪ ،‬بخالفنيه؟ »‪.‬‬ ‫يف ‪:‬ذا القول ل تكفي وحد‪:‬ا لوجوب اعتقاده‪ ،‬فكي‬ ‫أل‪ ،‬القول ّ‬ ‫بأ‪ ،‬القرآ‪ ،‬الكريم أنزل من اللوح املحفوظ إىل سام الدّ نيا يف ليلة القنيدر‬ ‫‪ّ « -5‬‬ ‫»(‪ ،)5‬وليست مرفوعة‪.‬‬ ‫مبني عىل آثار موقوفة عن ابن ع ّباس‬ ‫يف رمضا‪ّ ،‬‬ ‫مفرقا‪ :‬القرآ‪ ،‬الكريم َذك ََر تلكم األرسار يف ثنيالث آينيات‪ّ ّ ،‬ثنيل‬ ‫‪ ‬أرسار تنزيل القرآن الكريم ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل آية من ا حكمة إهل ّية بديعة‪.‬‬ ‫مج َلني ًة‬ ‫بالرسول ‪َ ﴿ ،‬و َق َال ا َّل ِذي َن َك َف ُروا َل ْو َل ن ُِّز َل َع َل ْي ِه ا ْل ُق ْر ُ‬ ‫آ‪ْ ُ ،‬‬ ‫الّت ّفق ّ‬ ‫‪ ‬احلكمة األوىل‪: :‬ي ّ‬ ‫احدَ ًة ك ََذل ِ َك لِنُ َث ِّب َت بِ ِه ُف َؤا َد َك َو َر َّت ْلنَا ُه ت َْرتِ ًيال﴾ [الفرقا‪.]32 :،‬‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬فضل حسن عباس‪ ،‬إتقا‪ ،‬الرب‪:‬ا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.149‬‬ ‫(‪ )2‬تفسري ابن عرفة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.232‬‬ ‫(‪ )3‬برنامج‪ :‬سؤال أ‪:‬ل الذكر من تلفزيو‪ ،‬سلطنة ُعام‪ ،،‬حلقة ‪ 22‬رمضا‪:1422 ،‬ني‪ ،‬يوافقه‬ ‫‪2001/12/8‬م‪.‬‬ ‫حممد رشيد رةا‪ ،‬تفسري املنار‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.130‬‬ ‫(‪ّ )4‬‬ ‫(‪ )5‬فضل حسن عباس‪ ،‬إتقا‪ ،‬الرب‪:‬ا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.149‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫ورس التعبري عن م بعنوا‪ ،‬الكفنير‪ :‬أ‪-‬‬ ‫تتجىل من ‪:‬ذه اآلية الكريمة‪ّ « -1 :‬‬ ‫‪ ‬ملحات تفسري ّية ّ‬ ‫أ‪ ،‬كفر‪:‬م ‪:‬و سبَّ قنيوهلم»(‪« -2 ،)1‬مجلنية واحنيدة‪،‬‬ ‫لذ ّم م‪ ،‬ب‪ -‬لإلشعار بِ ِع ِّل َّي ِة احلكم‪ ،‬أي ّ‬ ‫َنيذل ِ َك﴾ إشنيارة إىل اإلننيزال‪ ،‬أي‪ :‬أنزلننياه‬ ‫أي‪ :‬دفعة واحدة يف وقت واحد»(‪« -3 ،)2‬قولنيه ﴿ك َ‬ ‫املنجم‪ -4 ،‬والتّثبيت‪ :‬جعنيل الّشني ثابتنيا مسنيتقرا يف مكاننيه غنيري متزلنيزل‪،‬‬ ‫كذلك اإلنزال ّ‬ ‫ويستعار الثبات لليقني ولالطمئنا‪ ،‬بحصول اخلري لصاحبه‪ -5 ،‬والفؤاد‪ :‬العقل‪ -6 ،‬تثبيت‬ ‫بنيه‬ ‫الّتتيل من الناحينية اللغوينية يوصني‬ ‫الفؤاد يقتِض حصول ّ‬ ‫كل ما به لري للنّف ‪ّ « -7.‬‬ ‫الكالم إذا كا‪ ،‬حسن التّألي ّبني الدّ للة‪ ،‬و‪:‬و مألوذ منين قنيوهلم‪ :‬ثغنير مرتَّنيل ورتِنيل‪ ،‬إذا‬ ‫مّتاصة»(‪.)3‬‬ ‫ّ‬ ‫كانت أسنانه مف ّلجة‪ ،‬أي متباعدة غري‬ ‫الّتتينيل‬ ‫الصطالحي املقصود يف ‪:‬ذه اآلية الكريمنية؟ اجلنيواب‪ّ « :‬‬ ‫ّ‬ ‫الّتتيل‬ ‫‪ ‬سؤال‪ :‬ما ‪:‬و ّ‬ ‫منسنيقا يف‬ ‫ّ‬ ‫الزمنيا‪ ،‬ويف التّنيألي‬ ‫مفرقنيا يف ّ‬ ‫جيوز ْ‬ ‫أ‪ ،‬يكو‪ -1 ،‬حالة لنزول القرآ‪ ،،‬أي ّنزلننياه ّ‬ ‫أ‪ ،‬ذلك من دلئل أنّه من عند اهلل ّ‬ ‫أل‪ ،‬شنيأ‪،‬‬ ‫ألفاظه ومعانيه غري مّتاكم‪ ،‬ويف ‪:‬ذا إشارة إىل ّ‬ ‫كالم النّاس إذا ّفر تأليفه عىل أزمنة متباعدة ْ‬ ‫أ‪ ،‬يعتوره التفكّك وعنيدم تشنيابه اجلمنيل‪-2 ،‬‬ ‫بنير َّت ْلنَا ُه أمرنا بّتتيله‪ ،‬أي بقرا ته مرت ًّال‪ ،‬أي بتم ّ ل‪ْ ،‬‬ ‫بأ‪ ،‬ل ُيعجنيل يف قرا تنيه‪،‬‬ ‫وجيوز ْ‬ ‫أ‪ ،‬يراد َ‬ ‫ْ‬ ‫بأ‪ ،‬ت ُّبني مجيع احلروف واحلركات بم ل»(‪.)4‬‬ ‫مفرقا‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬ ‫‪: o‬ذا وقد تبارى العلام يف بيا‪ ،‬التّثبيت بنزوله ّ‬ ‫متنوعة‪.‬‬ ‫تتكرر بصور َمتلفة‪ ،‬وأساليَّ ّ‬ ‫الرسل التي « ّ‬ ‫‪ ‬أنّه يكو‪ ،‬بإيراد قصص ّ‬ ‫نيت بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نيؤا َد َك‬ ‫نيه ُف َ‬ ‫ص َع َل ْي َك م ْن َأ ْن َبا ُّ‬ ‫الر ُس ِل َمنيا ُن َث ِّب ُ‬ ‫‪ ‬وقد نطق القرآ‪ ،‬بذلك فقال‪َ ﴿ :‬وكُال َن ُق ُّ‬ ‫حممنيد بنيد ًعا منين‬‫ني﴾ [‪:‬نيود‪ ،]120 :‬ومنيا كنيا‪ّ ،‬‬ ‫احل ُّق َو َم ْو ِع َظ ٌة َو ِذك َْرى ل ِ ْل ُم ْؤ ِمن ِ َ‬ ‫ِِ‬ ‫َو َجا َ َك ِيف َ‪:‬ذه ْ َ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬البحر املديد‪ ،‬ابن عجيبة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ّ 293‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬البحر املديد‪ ،‬ابن عجيبة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ّ 293‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ج ‪ ،14‬ص ‪ّ 181‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ج ‪ ،14‬ص ‪ّ 181‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫الرسنيل»(‪،)1‬‬ ‫ّنيأب بمنين قبلنيه منين ّ‬ ‫انفك القرآ‪ ،‬يتجدّ د نزوله حم ّببنيا إلينيه الت ّ‬ ‫الرسل‪ ،‬و‪:‬كذا ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫رب ُأو ُلو ا ْل َع ْز ِم ِمني َن‬ ‫اص ِ ْ‬ ‫رب ك ََام َص َ َ‬ ‫الصرب عىل أذى قومه»(‪ ،)2‬ويقول سبحانه‪َ ﴿ :‬ف ْ‬ ‫مقو ًيا لقلبه عىل ّ‬ ‫« ّ‬ ‫و‪َ ،‬مل َي ْل َب ُثوا إِ َّل َسا َع ًة ِمني ْن َِن ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نيل‬‫نيال ٌف َف َ ْ‬‫نيار َب َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُس ِل َو َل ت َْس َت ْعج ْل َهل ُ ْم َكأ َِّن ُ ْم َي ْو َم َي َر ْو َ‪َ ،‬ما ُيوعَدُ َ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫الصنيرب عنيىل‬ ‫و‪[ ﴾،‬األحقاف‪ ،]35 :‬فقنيد ب ّيننيت ‪:‬نيذه اآلينية وغري‪:‬نيا ّ‬ ‫اس ُق َ‬ ‫ُي َل ُك إِ َّل ا ْل َقوم ا ْل َف ِ‬ ‫أ‪ّ ،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫والسالم ‪ -‬طريق الدعوة إىل اهلل سبحانه ‪ -‬و‪:‬و‬ ‫الصالة ّ‬ ‫األذى ‪:‬و طريق مجيع األنبيا علي م ّ‬ ‫طريق حمفوف باملشا ّ ‪.‬‬ ‫أ‪ ،‬العاقبنية والنّرصني يكنيو‪ ،‬هلنيم يف‬ ‫تبنيني ّ‬ ‫‪ ‬وكذلك جا ت آيات ألبار األنبيا وقصص م ّ‬ ‫ِ‬ ‫َرصنينَا َفن ُِّج َ‬ ‫نيي َمني ْن‬ ‫اس َت ْي َأ َس ُّ‬ ‫الر ُس ُل َو َظنُّوا َأ َِّن ُ ْم َقدْ كُذ ُبوا َجا َ ُ‪ْ :‬م ن ْ ُ‬ ‫الدنيا واآللرة‪َ ﴿ ،‬حتَّى إِ َذا ْ‬ ‫ني﴾ [يوس ‪ ،]110 :‬ويقول‪َ ﴿ :‬و َل َقدْ َأ ْر َسني ْلنَا ِمني ْن َق ْبلِ َ‬ ‫نيك‬ ‫ن ََشا ُ َو َل ُي َر ُّد َب ْأ ُسنَا َع ِن ا ْل َق ْو ِم املُْ ْج ِر ِم َ‬ ‫َنيات َفا ْن َت َقمنَنيا ِمنين ا َّل ِ‬ ‫نيذي َن َأ ْج َر ُمنيوا َوك َ‬ ‫رس ًال إِ َىل َقو ِم ِ م َفجا و‪:‬م بِا ْلبين ِ‬ ‫َنيا‪َ ،‬حقنيا َع َل ْينَنيا ن ْ ُ‬ ‫َرصني‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ ُ ُ ْ َ ِّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ني﴾ [الروم‪ ،]47 :‬وغري ذلك من قصص األنبيا الكثرية‪.‬‬ ‫املُْ ْؤ ِمن ِ َ‬ ‫املحنيَّ يسنيكن بتنيواتر‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬ويكو‪ ،‬تثبيت قلبه أيضا «بتواتر وصول جربيل ‪‬إليه‪ ،‬وقلنيَّ‬ ‫ّس ويفرح بنزول القرآ‪« ،،‬فك ّلام دلل قلبه الغنيم نزلنيت علينيه آينية‬ ‫كتَّ املحبوب» ‪ ،‬وألنّه ُي ّ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫نيال ك َ‬ ‫َنيا‪،‬‬ ‫البخاري « َع ْن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫نياس َق َ‬ ‫ّ‬ ‫ويدل عىل األمرين األلريين ما رواه‬ ‫وآيتا‪ ،‬فيفرح»(‪ّ ،)4‬‬ ‫َا‪َ ،‬ي ْل َقنيا ُه ِيف‬ ‫ا‪ِ ،‬ح َ‬ ‫ني َي ْل َقا ُه ِج ْ ِرب ُيل َوك َ‬ ‫ُو‪ِ ،‬يف َر َم َض َ‬ ‫َا‪َ ،‬أ ْج َو َد َما َيك ُ‬ ‫َّاس َوك َ‬ ‫ول اهلل ﷺ َأ ْج َو َد الن ِ‬ ‫َر ُس ُ‬ ‫يح املُْ ْر َس َل ِة»(‪.)5‬‬ ‫ول اهلل ﷺ َأجود بِ ْ ِ‬ ‫اخلَ ْ ِري م ْن ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫آ‪َ ،‬ف َل َر ُس ُ‬ ‫ك ُِّل َل ْي َل ٍة ِم ْن َر َم َض َ‬ ‫ا‪َ ،‬ف ُيدَ ِار ُس ُه ا ْل ُق ْر َ‬ ‫الزَمَشي وتابعه آلرو‪ ،‬التّثبينيت «أ‪ ،‬نقنيوي بتفريقنيه فنيؤادك حتنيى ِ‬ ‫تع َينيه‬ ‫‪ o‬ويرى اإلمام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أل‪ ،‬املتل ّقن إنّام يقوى قلبه عىل حفظ العلم شيئا بعد ء وجنيزأ عقينيَّ جنيز ‪،‬‬ ‫وحتفظه َّ‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مباح يف علوم القرآ‪ ،،‬صبحي الصالح‪ ،‬ص ‪ّ 53‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تفسري البغوي‪ ،‬البغوي‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ّ 207‬‬ ‫(‪ )3‬تيسري التفسري‪ ،‬أطفيش‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ ،316‬بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الوجيز‪ ،‬الواحدي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.604‬‬ ‫(‪ )5‬ألرجه البخاري (‪.)5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫والسنيالم‬ ‫ولو ألقي عليه مجلة واحدة ِ‬ ‫لبع َل به(‪ )1‬وتع ّيا بحفظه»(‪،)2‬‬ ‫الصنيالة ّ‬ ‫واحلق أنّه عليه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُك َف َال َتن َْسى إِ َّل َما َشا َ اهلل إِنَّني ُه َي ْع َل ُ‬ ‫نيم‬ ‫بأل ينسى‪َ ﴿ :‬سنُ ْق ِرئ َ‬ ‫وعز‪ ،‬وتك ّفل له ّ‬‫جل ّ‬ ‫لصه اهلل ّ‬ ‫ّ‬ ‫مج َع ُه َو ُق ْرآ َن ُه﴾ [القيامة‪ ،]17 :‬ويقنيول‪:‬‬ ‫خي َفى﴾ [األعىل‪ ،]7 ،6 :‬ويقول‪﴿ :‬إِ َّ‪َ ،‬ع َل ْينَا َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫اجل ْ َر َو َما َ ْ‬ ‫حلافِ ُظ َ‬ ‫و‪[ ﴾،‬احلجر‪ ،]9 :‬لذلك ل فر عنده يف ‪:‬نيذه الناحينية‬ ‫الذك َْر َوإِنَّا َل ُه َ َ‬ ‫﴿إِنَّا َن ْح ُن ن ََّز ْلنَا ِّ‬ ‫مفرقا‪ ،‬ف و ل ينسى يف مجيع األحوال‪ ،‬والعلم عند اهلل‪.‬‬ ‫بني أ‪ ،‬ينزل دفعة واحدة أو ّ‬ ‫نيىل‬ ‫جل وعال‪َ ﴿ :‬و ُق ْرآ ًنا َف َر ْقنَا ُه ل ِ َت ْق َر َأ ُه َع َ‬ ‫الّت ّفق بالنّاس عا ّمة‪ ،‬يقول املوىل ّ‬ ‫‪ ‬احلكمة ال ّثانية‪ :‬و‪:‬ي ّ‬ ‫َّاس َع َىل ُم ْك ٍ َون ََّز ْلنَا ُه َتن ِْز ًيال﴾ [اإلرسا ‪ ،]106 :‬واملعنى‪َ :‬و ُق ْرآ ًنا أنزلناه شنيي ًئا فشنيي ًئا ل ِ َت ْق َنير َأ ُه‬ ‫الن ِ‬ ‫َع َىل الن ِ‬ ‫َّاس عىل م ل»(‪.)3‬‬ ‫‪ ‬وهذه احلكمة هلا مظاهر عديدة‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬ ‫الَشك‪.‬‬ ‫ّدرج يف ‪:‬دم عقائد وعادات ّ‬ ‫‪« ‬الت ّ‬ ‫ّدرج يف غرس عقيدة اإلسالم وعاداته‪.‬‬ ‫‪ ‬والت ّ‬ ‫‪ ‬وتثبيت القرآ‪ ،‬يف نفوس املسلمني حف ًظا وف ًام وتد ّبرا‪.‬‬ ‫‪ ‬ومواكبة التَّشيع للحياة بمعاجلته للحوادث وقت وقوع ا‪.‬‬ ‫لبايا املنافقني‪.‬‬ ‫‪ ‬وإصالح األلطا وكش‬ ‫‪ ‬وتثبيت أفئدة املؤمنني وتصبري‪:‬م بقصص املرسلني‪.‬‬ ‫‪ ‬والبد بتثبيت العقيدة‪.‬‬ ‫‪ ‬والّتغيَّ والّت‪:‬يَّ والقصص‪.‬‬ ‫ثم يتواىل نزول احلالل واحلرام‪.‬‬ ‫‪ّ ‬‬ ‫‪ ‬ولكي ينفصل النّاسخ من املنسوخ»(‪.)4‬‬ ‫(‪ )1‬د‪:‬ش وحتري‪ ،‬انظر‪ :‬املعجم الوسيط‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الكشاف‪ ،‬الزَمَشي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.283‬‬ ‫(‪ )3‬تيسري التفسري‪ ،‬أطفيش‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ ،316‬بترصف‪.‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬إتقا‪ ،‬الرب‪:‬ا‪ ،‬يف علوم القرآ‪ ،،‬فضل حسن عباس‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ّ 162 – 158‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫موزعة عىل احلوادث‬ ‫الّتبية ْ‬ ‫أ‪ ،‬تلقى ‪:‬ذه املعارف العالية بالتّدريج ّ‬ ‫«وأحسن التّعليم وأكمل ّ‬ ‫احلنيق‪ ،‬واخللنيق‬ ‫املتضمنة ملساس أنواا احلاجات مب ّيننية ملنيا ينيرتبط هبنيا منين العتقنياد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الواقعة‬ ‫العميل املَشوا مع ما يتع ّلق هبا من أسباب العتبار والتّعاظ بني قصنيص‬ ‫ّ‬ ‫الفاةل‪ ،‬واحلكم‬ ‫وعتو ال ّطاغني واملستكربين‪ ،‬و‪:‬نيذه سنيبيل البياننيات القرآن ّينية‬ ‫ّ‬ ‫املاةني‪ ،‬وعاقبة أمر املّسفني‪،‬‬ ‫املودعة يف آياته النّازلة»(‪.)1‬‬ ‫نيل إِ َّل ِج ْئن َ‬ ‫َنياك‬ ‫َنيك بِ َم َث ٍ‬ ‫ِ‬ ‫املجادلني‪ ،‬يقول تعاىل‪َ ﴿ :‬و َل َي ْأتُون َ‬ ‫‪ ‬احلكمة ال ّثالثة‪: :‬ي دحض شب ات‬ ‫احل ِّق َو َأ ْح َس َن َت ْف ِس ًريا﴾ [الفرقنيا‪« ،]33 :،‬واملَ َثنيل‪ :‬املُشنيابِه‪ ،‬وفعنيل اإلتينيا‪ ،‬جمنياز يف أقنيواهلم‪،‬‬ ‫بِ ْ َ‬ ‫وتنكري ( َم َثل) يف سيا النّفي للتّعميم‪ ،‬أي‪ّ :‬‬ ‫بكل َم َثل من نوا ما تقنيدّ م‪ ،‬واإلتينيا‪ ،‬مسنيتعمل‬ ‫حنيال منين أحوالنيك يبتغنيو‪ ،‬إظ نيار َّ‬ ‫أ‪،‬‬ ‫جمازا يف اإلظ ار‪ ،‬أي‪ :‬ل يأتونك ِ‬ ‫بشبه يشني ّب و‪ ،‬بنيه ً‬ ‫ً‬ ‫حالك ل يشبه حال رسول من اهلل إل أبطلنا تشبي م»(‪.)2‬‬ ‫َمَشي‪َ « :‬ولَ َي ْأتُون ََك بسؤال عجيَّ من سؤالهتم الباطلة كأنّه مثنيل يف النيبطال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الز‬ ‫ويقول ّ‬ ‫احلنيق النيذي ل حمينيد عننيه وبنيام ‪:‬نيو أحسنين معننيى ومنيؤ ّدى منين‬ ‫ّ‬ ‫إلّ أتيناك نحن بنياجلواب‬ ‫سؤاهلم‪.)3(»....‬‬ ‫‪ ‬األمثلة عىل ر ِّد شبهات الكافرين وامللحدين واملشككني‪:‬‬ ‫ر ّد شب ات الكافرين وامللحدين واملشككني له أمثلة كثرية يف الكتاب العزيز‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫حائل‪ ،‬ففتّه بينيده‪،‬‬ ‫األول‪ :‬ما ُروي أنّه جا العاص بن وائل إىل رسول اهلل ﷺ بعظ ٍم‬ ‫‪ ‬املثال ّ‬ ‫فقال يا حممد‪ :‬أُييي اهلل ‪:‬ذا بعدما أرى؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬يبع اهلل ‪:‬ذا‪ ،‬ثم يميتك‪ ،‬ثم ُيييك‪،‬‬ ‫نيا‪َ ،‬أنَّنيا َل َل ْقنَنيا ُه‬ ‫ثم يدللك نار ج نم‪ ،‬فنزلت اآليات من آلر سورة ي ‪َ ﴿ :‬أ َو َمل َي َر ْ ِ‬ ‫اإلن َْس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫نيال منين ُُي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نيي‬‫نيي ا ْلع َظنيا َم َو‪َ :‬‬ ‫َِس َل ْل َق ُه َق َ َ ْ ْ‬ ‫َض َب َلنَا َم َث ًال َون َ‬ ‫ني َو َ َ‬ ‫م ْن ُن ْط َفة َفإِ َذا ُ‪َ :‬و َلص ٌ‬ ‫يم ُمبِ ٌ‬ ‫(‪ )1‬امليزا‪ ،،‬ال ّطباطبائي‪ ،‬ج ‪ ،15‬ص ‪ّ 211‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ج ‪ ،19‬ص ‪ّ 21‬‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الكشاف‪ ،‬الزَمَشي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪ّ 283‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫نيج ِر‬ ‫الش َ‬ ‫ُنيم ِمني َن َّ‬ ‫يم ا َّلذي َج َع َل َلك ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ِيي َ ا ا َّلذي َأن َْش َأ َ‪:‬ا َأ َّو َل َم َّرة َو ُ‪َ :‬و بِك ُِّل َل ْل ٍق َعل ٌ‬ ‫يم ُق ْل ُ ْ‬‫َرم ٌ‬ ‫ِ‬ ‫نياد ٍر َع َ‬ ‫ات و ْاألَر َض بِ َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َض نَارا َفإِ َذا َأ ْنتُم ِمنْه ت ِ‬ ‫نيىل َأ ْ‪،‬‬ ‫الس َام َو َ ْ‬ ‫و‪َ ،‬أ َو َل ْي َ ا َّلذي َل َل َق َّ‬ ‫ُوقدُ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْاألَ ْل َ ِ ً‬ ‫ا‪،‬‬‫و‪َ ،‬ف ُسني ْب َح َ‬ ‫ول َل ُه ُك ْن َف َي ُك ُ‬ ‫يم إِن ََّام َأ ْم ُر ُه إِ َذا َأ َرا َد َش ْي ًئا َأ ْ‪َ ،‬ي ُق َ‬‫ِ‬ ‫خي ُل َق ِم ْث َل ُ ْم َب َىل َو ُ‪َ :‬و ْ‬ ‫اخلَ َّال ُ ا ْل َعل ُ‬ ‫َْ‬ ‫و‪[ ﴾ ،‬ي ‪.]83 ،77 :‬‬ ‫ء ٍ َوإِ َل ْي ِه ت ُْر َج ُع َ‬ ‫ُوت ك ُِّل َ ْ‬ ‫ا َّل ِذي بِ َي ِد ِه َم َلك ُ‬ ‫‪ ‬املثال ال ّثاين‪ :‬ما جا يف تفسري قوله سبحانه‪َ ﴿ :‬و َل َقدْ َن ْع َل ُم َأ َِّن ْم َي ُقو ُل َ ِ‬ ‫َش‬ ‫و‪ ،‬إن ََّام ُي َع ِّل ُم ُه َب َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِب ُمبِ ٌ‬ ‫ني﴾ [النحل‪ ،]103:‬ويعنو‪ ،‬بالبَش‪:‬‬ ‫و‪ ،‬إِ َل ْي ِه َأ ْع َج ِم ٌّي َو َ‪َ :‬ذا ل ِ َس ٌ‬ ‫ا‪َ ،‬ع َر ِ ٌّ‬ ‫ا‪ ،‬ا َّل ِذي ُي ْل ِحدُ َ‬ ‫ل ِ َس ُ‬ ‫يلوحو‪،‬‬ ‫جرب الرومي غالم عامر بن احلَضمي‪ ،‬ومعنى يلحدو‪ ،‬أي‪ :‬يميلو‪ ،،‬أو بمعنى ّ‬ ‫أعجمي‪ ،‬و‪:‬ذا القرآ‪ ،‬بلغ غاية‬ ‫ّ‬ ‫بأ‪ ،‬القرآ‪ ،‬ألذه من البَش ل من جربيل عن اهلل‪ ،‬و‪:‬و‬ ‫ألعجمي أ‪ ،‬يأيت به‪.‬‬‫ّ‬ ‫البالغة والفصاحة وعجز فصحاؤ‪:‬م عن جماراته‪ ،‬فكي يتأتّى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِض ْاألَ ْم ُنير ُث َّ‬ ‫نيم َل ُينْ َظ ُنير َ‬ ‫و‪،‬‬ ‫‪ ‬املثال ال ّثال ‪َ ﴿ :‬و َقا ُلوا َل ْو َل ُأنْز َل َع َل ْيه َم َل ٌك َو َل ْو َأن َْز ْلنَا َم َلكًا َل ُق َ‬ ‫جل َع ْلنَا ُه َر ُج ًال َو َل َل َب ْسنينَا َع َلني ْي ِ ْم َمنيا َي ْلبِ ُس َ‬ ‫نيو‪[ ﴾،‬سنيورة األنعنيام‪،]9 ،8 :‬‬ ‫(‪َ )8‬و َل ْو َج َع ْلنَا ُه َم َلكًا َ َ‬ ‫ً‬ ‫رسنيول إلنيي م ر ّد اهلل علنيي م‬ ‫فعندما طلبوا ْ‬ ‫أ‪ ،‬يرسل اهلل علي م مل ًكا من املالئكة ليكنيو‪،‬‬ ‫بر ّدين‪:‬‬ ‫لعجل هلم العذاب‪ ،‬ومل يم ل م‪ ،‬فاهلل سبحانه من رمحته‬ ‫األول‪ :‬أنّه لو أرسل املالئكة ّ‬ ‫الر ّد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‪ ،‬أرسل إلي م ً‬ ‫رجال‪ ،‬فاملالئكة ينزلو‪ ،‬بالعذاب امل لك للمجرمني‪.‬‬ ‫هبم ْ‬ ‫أ‪ ،‬خياطب م ْ‬ ‫وأ‪ ،‬يعيش بين م‪،‬‬ ‫الر ّد ال ّثاين‪ :‬أنّه لو أرسل مل ًكا جلعله يف ‪:‬يئة بَش ليتأتّى له ْ‬ ‫ّ‬ ‫رجال ما خيلطو‪ ،‬عىل َأنفس م‬ ‫وعندئذ للبسنا علي م ما يلبسو‪ ،،‬أي خللطنا علي م بجعله ً‬ ‫رجال شي ًئا‪ ،‬فال يزالو‪ ،‬يطلبو‪ ،‬شا‪:‬دً ا مل ًكا َأو رسول مل ًكا‪،‬‬ ‫وعىل غري‪:‬م فام يفيد‪:‬م جعله ً‬ ‫ِ‬ ‫والتباسا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويقولو‪ ،‬للملك الذي بصورة الرجل ما َأنت إل بَش مثلنا‪ ،‬ويزيدو‪ً ،‬‬ ‫حتريا‬ ‫‪15‬‬ ‫الدرس (‪)3‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫السنة الدراسية الرابعة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫امللخص‬ ‫تناولنا لالل ‪:‬ذا الدرس احلدي عن «نزول القرآن الكريم» وفيام ييل تلخيص ملا ورد فيه‪:‬‬ ‫‪ -1‬معنى (النّزول) يف اللغة‪ :‬يأيت بمعنيني أساسني اا‪ :‬اهل ُ ُبوط من ُع ْلو إىل ُسني ْفل‪ ،‬واحللنيول‬ ‫باملكا‪.،‬‬ ‫القرآين‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬معاين (النّزول) ومشت ّقاته يف االصطالح‬ ‫املجرد‪ ،‬ومشت ّقات عديدة مزيدة منه‪ ،‬مثل‪ :‬أنزل ّ‬ ‫ونزل‪.‬‬ ‫ورد يف الكتاب العزيز الفعل نزل ّ‬ ‫الّش من ج ة عالينية حسنيا‬ ‫الدّ للة العا ّمة لفعل النّزول يف القرآ‪ ،‬الكريم‪ّ :‬‬ ‫يدل عىل وصول ّ‬ ‫أو معنى‪.‬‬ ‫احلقيقي للنّزول‪ :‬وذلك عند إسناد فعنيل النّنيزول لنيذوات تننيزل ننيزول حقيقينيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الستعامل‬ ‫السابقني‪.‬‬ ‫ويكو‪ ،‬معنى النّزول حينئذ باملعنيني اللغويني ّ‬ ‫الستعاملت املجاز ّية للنّزول‪ :‬وذلك يف ثالث حالت‪ّ :‬أول‪ :‬إنزال القرآ‪ ،‬الكنيريم‪ ،‬ثانينيا‪:‬‬ ‫احلقيقي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ذوات يبعد محل إنزاهلا عىل املعنى‬ ‫ٍ‬ ‫معا‪( ،‬ليست بذوات)‪ ،‬ثالثا‪ :‬إنزال‬ ‫إنزال‬ ‫ّ‬ ‫السابق ّ‬ ‫أ‪ ،‬نزول القرآ‪،‬‬ ‫تبني لنا من لالل الكالم ّ‬ ‫الصطالحي لنزول القرآ‪ ،‬الكريم‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫املعنى‬ ‫الكريم ‪:‬و وصوله لقلَّ س ّيد اخللق ﷺ بواسطة س ّيدنا جربيل ‪ ‬من عند اهلل ‪.‬‬ ‫رس التيار الفعل (نزل) للدّ للة عىل وصول الكتاب العزيز لقلبه ﷺ؟‬ ‫ما ّ‬ ‫علو شأ‪ُ ،‬م ْب ِد ِئه ‪ -2.‬رشف ‪:‬ذا الكتاب العظيم‪.‬‬ ‫‪ -‬إشارة إىل‪ّ -1 :‬‬ ‫التننيزل‬ ‫ّ‬ ‫تننيزلت‪:‬‬ ‫السابقني ّ‬ ‫أ‪ ،‬لنيه ثالثنية ّ‬ ‫تنزلت القرآ‪ ،‬الكريم‪ :‬املش ور عند مج ور العلام ّ‬ ‫‪ّ ‬‬ ‫التننيزل ال ّثنياين‪ :‬ننيزل مجلني ًة واحنيدة منين اللنيوح‬ ‫ّ‬ ‫العزة إىل اللنيوح املحفنيوظ‪،‬‬ ‫رب ّ‬ ‫األول‪ :‬من ّ‬ ‫ّ‬ ‫التننيزل ال ّثالني ‪ :‬ننيزل بنيه جربينيل ‪ ‬عنيىل قلنيَّ‬ ‫ّ‬ ‫السام الدّ نيا‪،‬‬ ‫العزة يف ّ‬ ‫

Use Quizgecko on...
Browser
Browser