علوم القرآن PDF
Document Details
Uploaded by ExquisiteLearning
Tags
Summary
This document discusses the definition of the Quran, noting its characteristics (e.g., composition, origin, transmission). It also touches on the development of the science of Quranic studies among early Muslims, highlighting aspects such as the historical context of revelations and ways of interpretation by early scholars. It includes mentions of sources and historical references related to the context of the Quran.
Full Transcript
علوم القرآن الفصل السابع السنة الدراسية الرابعة الدرس ()1 الساملي القرآن يف طلعة الشمس بأنّه« :النّظم، عرف اإلمام عبد اهلل بن محيد ّ التعريف املختارّ : تواترا ،عىل سبيل اإلعجاز» ،وبيان هذا التعريف: ّ حممد ،املنقول عنه ً املنزل ،عىل س ّيدنا ّ النظم :...
علوم القرآن الفصل السابع السنة الدراسية الرابعة الدرس ()1 الساملي القرآن يف طلعة الشمس بأنّه« :النّظم، عرف اإلمام عبد اهلل بن محيد ّ التعريف املختارّ : تواترا ،عىل سبيل اإلعجاز» ،وبيان هذا التعريف: ّ حممد ،املنقول عنه ً املنزل ،عىل س ّيدنا ّ النظم :هو «الكالم املؤلف بطريقة حسنة ،فيشمل كل كالم تلك صفته» ،وخيرج هبذا القيد: ّ رس اختيار هذا القيد فـ: كل كالم ليس بنظم ،مثل كالم النّاس يف أسواقهم ،أما ّ أ .كلمة (نظم) فيها ححسن ،فهي أليق بمكانة القرآن الكريم؛ ّ ألن أصل وضعها من َن ْظم الدّ ّر ،أي :ترتيب ح ّبات اللؤلؤ ونحوه يف خيط جيمعها. ب .كلمة (لفظ) فيها معنى ال يليق بمكانة القرآن الكريم ،فاللفظ هو ال ّطرح واإللقاء من الفم. املنزل بألفاظه من عند اهلل تعاىل» ،وخيرج هبذا القيدّ : كل كالم مل ينزل بألفاظه من املنزلّ « : ّ اهلل تعاىل ،مثل: أِّ . الش ْعر والنّ ْثر البليغ وغريه من كالم البرش. الرشيفة ،إذ مل تنزل بألفاظها من اهلل تعاىل. ب .األحاديث النّبو ّية ّ الرسل حممد :خيرج هبذا القيد :الكتب اإلهل ّية التي نزلت عىل غريه من ّ عىل س ّيدنا ّ ، والزبور. كالتّوراة واإلنجيل ّ تواترا« :ما رواه مجع عن مجع عن مجع إىل ْ أن ينتهي إىل متنه ،ويكون عدد اجلمع املنقول عنه ً بحيث ُتيل العادة تواطؤهم عىل الكذب» ،وخيرج هبذا القيدّ : كل نظم نزل بألفاظه من اهلل حممد لكنّه مل يتواتر ،مثل: تعاىل عىل س ّيدنا ّ أ .القراءات اآلحاد ّية. ب .منسوخ التالوة. ألهنا مل تتواتر. ج .معظم األحاديث القدسية؛ ّ أن يتحدّ اهم اهلل ْ عىل سبيل اإلعجاز :أنّه حيقصد به التّحدّ ي ،أيْ : بأن يأتوا بمثله ،وخيرج هبذا القيد :األحاديث القدس ّية املتواترة عىل تقدير وجودها ،فهي نظم نزل بألفاظه من عند حممد ،لكنّها مل َيت ََحدَّ اهلل تعاىل النّاس أن يأتوا بمثلها. اهلل ،عىل س ّيدنا ّ 5 علوم القرآن الفصل السابع السنة الدراسية الرابعة الدرس ()1 -2علوم القرآن باملعنى ال َع َل ِم ّي :هي :مباحث متع ّلقة بالقرآن الكريم؛ أي :العلوم التي ختدم القرآن الكريم ،وُتاول كشف خباياه وأرساره من خالل البحث فيه من حيث كتابته، ونزوله ،وقراءته ،وترتيبه ،وناسخه ومنسوخه ،وحمكمه ومتشاهبه ،ورسمه ،وقصصه، ّ السبب وراء نشأته هو تعدّ د جوانب وجماالت القرآن وأساليبه ،وبالغته وإعجازه، ولعل ّ وتفرعها. الكريم ّ ثانيا :تطور علم علوم القرآن الكريم والتأليف فيه. -1نشأة هذا العلم: حممد ﷺ ،إذ أمره ر ّبه بأن: نشأ بنزول القرآن عىل س ّيدنا ّ َّاس َع َىل مك ٍ oيقرأه عىل أ ّمتهَ ﴿ :و حق ْرآنًا َف َر ْقنَا حه ل ِ َت ْق َر َأ حه َع َىل الن ِ ْث َون ََّز ْلنَا حه َتن ِْز ًيال﴾ [اإلرساء.]10٦ : ح ني لِلن ِ يبني للنّاس معاين القرآنَ ﴿ :و َأن َْز ْلنَا إِ َل ْي َك ِّ َّاس َما ن ِّحز َل إِ َل ْي ِه ْم َو َل َع َّل حه ْم الذك َْر ل ِ حت َب ِّ َ ّ o َي َت َفك حَّر َ أهم فرع من فروع علوم القرآن ،وما علوم القرآن ون﴾ [النحل ،]44 :فالتّفسري هو ّ األخرى إال علوم مساعدة لعلم التفسري .وتفسريه ﷺ للقرآن الكريم يكون عن طريق: األفعال :فقد كان ﷺ جيسد القرآن بأوامره ونواهيه يف حياته؛ فقد «س ِئ َل ْت ِ عائش حة ح ّ ِ رسول اهللِ ﷺ فقا َل ْت :كان حخ حل حقه ال حق َ العميل ﷺ رآن»( .)1ومن أمثلة تفسريه عن حخ حل ِق ّ تفسريه آليات احلج وأداؤه املناسك برفقتهم ،مع قوله ألصحابه « :حخ حذوا َعنِّي منَ ِ اس َك حكم»( ،)2فقد وقف بعرفات ،عىل ّ أن قريشا دأبت عىل عدم الوقوف هبا ،فعن َ ان ِدين ََها َي ِق حف َ َت حق َر ْي ٌش َو َم ْن َد َ ون ِه َشام َع ْن َأبِ ِيه َع ْن َع ِائ َش َة أهنا قالت« :كَان ْ ب ي ِق حفو َن بِعر َف ٍ ِ ِ ِ احل ْم َس َوك َ ات َف َل َّم َجا َء َان َسائ حر ا ْل َع َر ِ َ ََ بِاملْح ْز َدل َفة َوكَانحوا حي َس َّم ْو َن ْ ح ) (1أخرجه أمحد (.)25813 ) (2أخرجه النسائي (.)30٦2 6 علوم القرآن الفصل السابع السنة الدراسية الرابعة الدرس ()1 اإلس َالم َأمر اهللَّح نَبِيه ﷺ َأ ْن ي ْأ ِِت َعر َف ٍ يض ِمن َْها َف َذل ِ َك َق ْو حل حه ات حث َّم َي ِق َ ف ِ َهبا حث َّم حي ِف َ َّ ح َ َ َ ِْ ْ ح ََ َّاس﴾ [البقرة.)1(»]199 : يضوا ِم ْن َح ْي حث َأ َف َ َت َع َاىل ﴿ :حث َّم َأفِ ح اض الن ح شفي أنّه سمع عقبة بن عامر يقول: عيل ثممة بن ّ األقوال :مثاله ما روي عن أّب ّ ِ عىل املِن َ ِْرب ح « َس ِم ْع حت َر َ سول اهللِ ﷺ َوهو َ اس َت َط ْعت ْحم ِم ْن حق َّو ٍة﴾ يقولَ ﴿ :و َأعدُّ وا َهل ح ْم َما ْ الر ْم حيَ ،أ َال َّ الر ْم حيَ ،أ َال َّ [األنفالَ ،]٦0 :أ َال َّ الر ْم حي»( ،)2فهذا إن ال حق َّو َة َّ إن ال حق َّو َة َّ إن ال حق َّو َة َّ الرشيف بيان منه ﷺ لآلية الكريمة. احلديث ّ الصحابة: -2علوم القرآن زمن ّ الصحابة الكرام مسرية علوم القرآن ،وُتدّ ثوا بعلوم القرآن التي أخذوها من ومن بعده ﷺ تابع ّ شك َّ الرسول ،واجتهدوا فيم ال يوجد له مثال سابق .وال ّ الصحابة تو ّفر هلم ما مل يتو ّفر أن ّ ّ لغريهم؛ من خمالطتهم للرسول ﷺ ،ومشاهدهتم ألحواله ،ومعايشتهم لنزول القرآن الكريم، واهتممهم به ،وسليقتهم العربية النقية ،وتذوقهم لألساليب القرآنية الفصيحة ،وقوة احلفظ والفهم، وكل تلك األمور جعلتهم حائزين ِ القدْ َح املح َع َّىل يف فهم القرآن الكريم ،متقنني لعلوم القرآن .ومن أبرز اجلوانب التي نقلت عنهم ،وكانت أساسا ملن جاء بعدهم ليبني عليها: لت ل ِ َع ِائ َش َة َز ْو ِج oمناسبات النّزول :مثاله :ما روي َع ْن ِه َشا ِم ْب ِن حع ْر َو َة َع ْن َأبِ ِيه َأ َّن حه َق َال « :حق ح ديث السن :أر َأي ِ ٍ الص َفا َواملَْ ْر َو َة ِم ْن ت َق ْو َل ا َِّ هلل َت َب َار َك و َت َع َاىل﴿ :إِ َّن َّ النَّبِ ِّي ،و َأنَا َيو َمئذ َح ح ِّ ِّ َ ْ ِ ف ِهبِ َم﴾ [البقرةَ ،]158 :فم حأ َرى َاح َع َل ْي ِه َأ ْن َي َّط َّو َ َش َعائ ِر اهللَِّ َف َم ْن َح َّج ا ْل َب ْي َت َأ ِو ا ْعت ََم َر َف َال حجن َ َت كم َت حق ح أح ٍد شي ًئا ْ َ َاح أن ال َي َّط َّو َ ول ،كَان ْ ف هبِ َم؟ َفقا َل ْت َع ِائ َش حة :ك ََّال ،لو كَان ْ َت :فال حجن َ عىل َ ف هبِم ،إنَّم حأن ِْز َل ْت ِ هذه اآل َي حة يف األن َْص ِ ار ،كَانحوا حُيِ ُّل َ عليه ْ َت َمنَا حة َح ْذ َو ون َمل ِنَاةَ ،وكَان ْ أن ال َي َّط َّو َ َ ِ اإلس َال حم َس َأ حلوا َر َ ون ْ حقدَ ْي ٍد ،وكَانحوا َيت ََح َّر حج َ سول اهللَِّ أن َي حطو حفوا ْ َ بني َّ الص َفا واملَ ْر َوةَ ،ف َل َّم َجا َء ْ ) (1أخرجه البخاري (.)4520 ) (2أخرجه مسلم (.)1917 7