TV Program Development & History PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document discusses the historical development of television broadcasting and its program structure, tracing its origins and evolution. It explores various aspects of television programming, including talk shows and investigative programs. It also covers the technological aspects of television as a communication tool, and details the organization and functions of television services. This document explores the unique writing style and visual storytelling conventions of television, highlighting influential schools and principles of television writing.
Full Transcript
الوحدة األولى برامج التميفزيون وموقع الحديث التميفزيوني والتحقيق التميفزيوني عمى خارطتيا أوالً :تطور البث التميفزيوني وبرمجتو ونشأتو التاريخية األولى. ثانياً...
الوحدة األولى برامج التميفزيون وموقع الحديث التميفزيوني والتحقيق التميفزيوني عمى خارطتيا أوالً :تطور البث التميفزيوني وبرمجتو ونشأتو التاريخية األولى. ثانياً :تطور البنية البرامجية لمتميفزيون. ثالثاً :أنواع البرامج التميفزيونية ومكانة البرامج الحوارية والتحقيقية (الحديث والتحقيق التميفزيوني) فييا. رابعاً :الخصائص التكنولوجية لمتميفزيون كوسيمة اتصالية ومزايا بنيتو البرامجية. خامساً :سمبيات الخدمة البرامجية لمتميفزيون. سادساً :وظائف الخدمة البرامجية لمتميفزيون. سابعاً :خصوصية الكتابة لمتميفزيون وابداعية السرد المرئي. أىداف الوحدة البحثية: -يتعرف الطالب عمى تطور البث التميفزيوني وبرمجتو ونشأتو التاريخية األولى. -يتعمم الطالب كيفية تطور البنية البرامجية لمتميفزيون. -يدرس الطالب أنواع البرامج التميفزيونية ويتعرف بشكل موثق عمى مكانة البرامج الحوارية والتحقيقية (الحديث والتحقيق التميفزيوني) فييا. -يأخذ الطالب فكرة عن الخصائص التكنولوجية لمتميفزيون كوسيمة اتصالية ومزايا بنيتو البرامجية. -يمقي البحث الضوء عمى سمبيات الخدمة البرامجية لمتميفزيون. -يستخمص الطالب وظائف الخدمة البرامجية لمتميفزيون. -يتعمم الطالب خصوصية الكتابة لمتميفزيون وابداعية السرد المرئي ،متعرفاً عمى أبرز مدارس وقواعد ىذه الكتابة وأسسيا المختصة بالكتابة لمصورة. الكممات المفتاحية لموحدة: البنية البرامجية لمتميفزيوف – تطور البث التمفزيوني -أنواع البرامج التميفزيونية -البرامج الحوارية والتحقيقية -الخصائص التكنولوجية لمتميفزيوف -سمبيات التميفزيوف -وظائؼ التميفزيوف -الكتابة لمتميفزيوف -إبداعية السرد المرئي. أوالً :تطور البث التميفزيوني وبرمجتو ونشأتو التاريخية األولى: باعتبار التميفزيوف كالبحر يخفي كنوزه ،ويمفظ جثث موتاه ،فيذا دليؿ عمى أف البرامج الجيدة تعيش وتحيا في التميفزيوف ،انطالقاً مف إحياء قيمتيا عبر تقديرىا الجماىيري ،في حيف فإف الذي ال يستحؽ الحياة في ىذه الوسيمة يموت وال يقبؿ الدفف في ذاكرة الوسيمة ،ومف ىنا يقوؿ البعض أف التميفزيوف يمتاز بتمتعو بحاستي البصر والرؤيا ،وىما مف أىـ الحواس وأشدىا اتصاالً بما يجري في نفس اإلنساف مف أفكار ومشاعر ،لكف البعض يعتقد أف ىذه الحواس تمتد حتى تكاد تالمس حواس المذاؽ والممس وحتى الشـ ،ألف المادة التميفزيونية الجيدة تفوح رائحتيا كالسمعة الجيدة التي يستسيغيا الجميور عبر دوائر اتصاليـ الشخصية ،واألكثر مف ذلؾ ينطمؽ البعض مف تشبيو التمفزيوف "بعرس" دائـ تمييداً لدعوة الميتميف بمينة القيـ السمع-بصرية ،لمبحث عف الجديد دائماً ،مف حيث الفكرة والموضوع. ومف ىنا تطورت البنية البرامجية لمتمفزيونيات ،ودخمت مجاالت إنتاج جدية ،لـ تكف تألفيا مف قبؿ ،مستفيدة مف خاصية أف المغة والحداثة والشكؿ والمحتوى ال يقبموف الظيور بأبيى أثوابيـ إال في ىذه الوسيمة ،التي كانت انطالقتيا بمثابة النافذة السحرية لمجميور ،يصدؽ كؿ ما يراه ،حتى أنو يقاؿ أف بداية البث التميفزيوني في بريطانيا ،حينما قدمت ىيئة اإلذاعة البريطانية تقري اًر عف طفؿ مفقود خالؿ زيارة أسرتو إحدى الحدائؽ نتج عف ذلؾ تطوع عشر الشعب اإلنكميزي في جمعيات البحث عف المفقوديف ،حتى أصبح ىذا النوع البرامجي بمضمونو مادة ثابتة كخدمة اجتماعية تقدميا كؿ محطات العالـ ،حتى أف التميفزيوف السوري قدـ برنامجاً مف ىذا السبيؿ بعنواف "خبرني يا طير"، وىذا بسبب نجاح الكنز واخفائو في قمب اإلنتاج وبرمجتو ضمف أساسياتو وأولوياتو ،وال يختمؼ األمر بداية حيف تقدـ الشاشة السحرية إعالناً عف سمعة كنوع سمؾ مثالً ،كاف الزماً أف يرتفع سعر السمعة أضعافاً لزيادة الطمب ،حتى صنؼ اإلعالف التميفزيوني بالنسبة لمتوزيع كاآللة بالنسبة لإلنتاج. وعميو جمع التمفزيوف بيف خواص االذاعة المسموعة وخواص الوسائؿ المرئية كالمسرح والسينما ،وكممة " " televisionمكونة مف كممتيف :telومعناىا مكاف بعيد والثانية " "visionالرؤية، ما جعؿ المعنى الحرفي لطبيعة ىذه الوسيمة يعني (نقؿ صورة المرئيات مف بعيد). وبالتالي بدأت الدراسات واألبحاث لتطوير التمفزيوف كأداة اتصاؿ جماىيرية ،وىذا يؤكد أف رحمة التميفزيوني يسجؿ ليا البداية عاـ 1848كبياف لمبدأ نقؿ الصور ،ولكف مف دوف إمكاف اإلنجازات المادية ،قبؿ أف يقدـ المخترع األلماني بوؿ نيبكو عاـ 1884عمى براءة اختراع جياز لقرص خطوط تحميؿ الصور ،وىو عبارة عف اسطوانة يمكنيا تقسيـ جسـ ما إلى عناصر عدة ،تكوف في مجموعيا صورة مف الصور ،وىو أساس التمفزيوف الميكانيكي ،ثـ توالت األبحاث في الواليات المتحدة األمريكية ،ليبدأ الباحث "تشارلز جنكز" دراسة التمفزيوف عاـ ،1890مطو اًر مبدأ "نيبكو"، ليسجؿ بالتالي في 27يناير 1926الوالدة الرسمية لمتمفزيوف ،لتتبعيما إيطاليا عاـ 1915ـ حيف تنبأ عالميا (اإليطالي األب واالنجميزي األـ) "ماركوني" باكتشاؼ التمفزيوف المرئي ،فأجرى تجارب عدة عاـ ،1920عمى ىذا الجياز الجديد ،ومف ضمنيا إرساؿ برنامج تمفزيوني حي عمى اليواء مباشرة عاـ ،1927وذلؾ بيف والية نيويورؾ وواشنطف بمساعدة مف المختبرات بشركة بيؿ ،ما جعمو صاحب براءة اختراع الراديو ،وفي عاـ 1925قدـ العالـ جنكز اإلثباتات الميكانيكية عمى قدرة التمفزيوف بالحياة ،ليكوف عاـ 1931بمثابة نقطة االنطالؽ الحقيقية لمتميفزيوف عندما اخترع عالـ شركة "وسنتج ىاوس فالد" الباحث "اميرزرويكف" أوؿ أنبوبة لصورة تميفزيونية ،مييأة ألوؿ عرض حقيقي عاـ 1937–1935في لندف بواسطة (بيرد) ،وفي واشنطف بواسطة جنكز ،مستخدميف أنبوب أشعة كاتور متطور ،وبدورىـ قدـ الفرنسيوف الذيف ترجموا سابقاً عبر األخويف "لوميير" باكورة اإلنتاج السينمائي في العالـ ،في 26أبريؿ 1935أوؿ بث رسمي لتمفزيونيـ الفرنسي ،بعد بدء كؿ مف "خورنية ورينيو" البحث والدراسات المكثفة في التمفزيوف ،وذلؾ قبؿ أف يعرض التمفزيوف بػ 180خط تعريؼ ،بواسطة جياز إرساؿ عمى الموجات القصيرة يثبت عمى قمة برج ايفؿ في نوفمبر ،1935ما جعؿ التميفزيوف الفرنسي يبث في 4يناير 1937كؿ مساء مف ساعة 8وحتى الثامنة ونصؼ ،لكف األلماف في 3 سبتمبر 1939ىيمنوا عمى ىذا التمفزيوف خالؿ الحرب ،ليقوـ بعدىا في عاـ " 1944رينيو بارث" بتطوير تعريؼ 819خطوط التمفزيوف ،ثـ في 20نوفمبر 1948أصبح مستوى انتقاؿ إلى 819 خطوط ،وبحموؿ عاـ 1940طورت أنابيب األجيزة والدوائر ،مثؿ دوائر االنحراؼ ومكبرات الفيديو الالزمة لنظاـ التمفزيوف نتيجة الحاجة إلى إيجاد نظاـ قياسي موحد لمتمفزيوف ،وفي أواخر الثالثينات بدأ اإلرساؿ اليادي لمتمفزيوف ،ولكف لـ ينمو التمفزيوف في المجاالت التجارية والترفييية وكذلؾ تصوير أجيزة االستقباؿ إال بعد الحرب العالمية الثانية ،وفي أواخر االربعينات ط أر تطور ىائؿ في مجاؿ صناعة التمفزيوف إثر اكتشاؼ انبوب اربتكوف بدالً مف أنبوب الصماـ التمفزيوني الكيربي ،الذي يحتاج كمية أكبر مف الضوء لمعمؿ ،وفي العاـ نفسو استممت لجنة االتصاالت الفيدرالية نحو ثالثمائة طمب لترخيص العمؿ التجاري. عمماً أف البث العمني األوؿ لأللواف كاف عاـ ،1951ودخؿ نظاـ سيكاـ لمبث عاـ ،1967 وىو مقياس ترميز الفيديو مموف في 625خط ،اخترعو ىنري دو فرانس ،ومع بداية األلفية الجديدة في عاـ 2000تطور األنظمة التمفزيونية ليتـ تقسيميا حسب فئات عمرية محددة. والخالصة :أنو بيذه التاريخية الزمنية انتشر التمفزيوف في الدوؿ المتقدمة ،ففي بريطانيا بدأ التجارب عميو سنة ،1924وكانت ىيئة اإلذاعة البريطانية في بريطانيا ،وشركتا سي بي إس واإلذاعة القومية بالواليات المتحدة ىي الرائدة في تجارب البث التمفازي؛ حيث بدأت ىيئة اإلذاعة البريطانية أوؿ خدمة تمفازية عامة عاـ 1936ـ ،وذلؾ بالبث مف قصر ألكسندرا ،في لندف.وفي عاـ 1936ـ ،وضعت شركة السمكي أمريكا (فيما بعد شركة آر إس أيو) ،والتي تمتمؾ شركة اإلذاعة القومية "إف بي سي" أجيزة استقباؿ في 150منزالً بمدينة نيويورؾ ،فيما بدأت محطة نيويورؾ التابعة لشركة اإلذاعة القومية أوؿ بث تمفازي تجريبي ليذه المنازؿ ،عبر فيمـ كرتوف ،وبالتالي بدأت شركة اإلذاعة القومية أوؿ بث تمفازي منتظـ في الواليات المتحدة في عاـ 1939ـ ،أما في فرنسا فبدأ البث التمفزيوني عاـ 1935مف برج إيفؿ وأوؿ نشرة أخبار أذيعت مف التمفزيوف الفرنسي كانت ،1949في حيف طورت شركة كولمبيا اإلذاعية في الواليات المتحدة نظاـ تتابعي مموف باإلرساؿ التمفزيوني، معتمداً توظيؼ قرص سريع الدوراف يحتوى عمى فالتر األلواف األساسية قبؿ اإلرساؿ ويوضع قرص آخر بنفس المواصفات أماـ جياز االستقباؿ ،بالمقابؿ يسجؿ التاريخ إطالؽ أوؿ قمر صناعي لالتصاالت التجارية في عاـ 1965ـ ،ولقد جعمت األقمار الصناعية البث التمفازي عالمي النطاؽ، وبالتالي ما زاؿ تطور التمفزيوف سريعاً منذ ُو ِجد ،حتى إف العصر الحالي صار يعرؼ بعصر االتصاالت ،وصار البث المباشر ميزة التسعينات مف القرف العشريف. واستناداً إلى ما مضى إذا كانت الصحافة المكتوبة احتكرت عممية تشكيؿ الرأي وصياغة التعبير عنو " مدة تزيد عف ثالثة قروف ،وذلؾ مف القرف السادس عشر وحنى نياية القرف التاسع عشر ،فإف التقدـ العممي والتكنولوجي ،الناجـ عف التطور االجتماعي والتاريخي ،وضع حداً ليذا االحتكار ،فظيرت طرؽ جديدة لنشر األخبار وتوزيعيا ،ومخاطبة الجماىير الواسعة ،ما يجعؿ التمفزيوف اليوـ أوسع وسائؿ اإلعالـ انتشا اًر ،وأكثرىا تأثي اًر في حياة الشعوب ،واستطاعت القنوات الفضائية أف توصؿ بثّيا إلى جميع البقاع في الكرة األرضية ،وصارت بعض المحطات القوية موجودة في كؿ مكاف عمى ىذه األرض تقريباً ،وعمى مدار أربع وعشريف ساعة. وعميو استطاع التمفزيوف أف يدخؿ إلى حياة الشعوب ،ويحتؿ مكاناً بار اًز في قائمة ضروريات المنزؿ ،ويتربع في زاوية المكتب ،أو مكاف العمؿ ،بؿ يصحبو سائؽ السيارة في سيارتو" ،ولـ يحدث أف انتشرت وسيمة إعالمية جماىيرية كما انتشر التمفزيوف ،حتى أنو في أواخر الخمسينات أصبح عدد مشاىدي التمفزيوف في العالـ ( )75مميوف نسمة )7.5( ،مميوناً في أوربا ،و( )61.5مميوناً في أمريكا، و( )5.5مميوف في آسيا ،ومميوناً واحد في استراليا ونيوزيمندا ،ومئة ألؼ في أفريقيا ،أما في الوطف العربي ،فقد أجرت منظمة اليونسكو إحصائية عاـ ( ،)1982أفادت بأف عدد أجيزة االستقباؿ التمفزيوني المستعممة في البمداف العربية بمغ حوالي ( )8.300مميوف جياز ،وتصدرت البمداف العربية في ذلؾ الوقت المممكة العربية السعودية ،حيث بيا ( )2.100مميوف جياز ،تمييا مصر التي يبمغ عدد األجيزة فييا ( ،)1.400.000ثـ الجزائر ( )975ألؼ جياز. وتتنوع اليوـ القنوات التمفزيونية ،فمنيا الحكومي واألىمي ،ومنيا العاـ ومنيا المتخصص كالعممي والفني والرياضي ،ومنيا الديني والحزبي ،ومنيا أيضاً الخارج عف اإلطار األخالقي كالجنسي والخاص بالعنؼ ،ولمجميور المشاىد في العالـ أف يختار ما يحمو لو مف بيف ىذه القنوات. ثانياً :تطور البنية البرامجية لمتميفزيون: إف التقديـ السابؽ لرحمة البث التميفزيوني يؤكد بناء البنية البرامجية أوالً عمى خدمات البث المباشر لألحداث ،ما جعؿ الوالدة الحقيقية األولى لمبرامج المتكاممة في التميفزيوف كاف عبر البرامج السياسية ،وتحديداً مواجيز األخبار ،التي تجسد لفظ (نقؿ صورة المرئيات مف بعيد) سابقة الذكر، فالتغطية اإلخبارية لمحروب والكوارث الطبيعية التي تعرض المآسي في مالييف المنازؿ افتتحت نادي البرمجة التميفزيونية ،باعتبار التميفزيوف ينقؿ الحدث إلى مشاىديو في أغمب األحياف وقت حدوثو، وينقمو بما فيو مف معاف وانفعاالت ،وكذلؾ ينقؿ المعمومات الجديدة داخمية أو خارجية بأسموب سيؿ وجذاب ،ويساعد عمى معرفة المشاىد محيطو ،و معرفة العالـ مف حولو" ،فيما كانت محطة نيويورؾ التابعة لشركة اإلذاعة القومية سباقة ببث برنامجاً لمرسوـ المتحركة. وبالتالي كاف معظـ البث التمفازي في البداية بثاً مباش اًر عمى اليواء أو برامج مأخوذة مف األفالـ ،وكانت األفالـ تحتاج وقتاً إلظيارىا ،كما كانت األجيزة والتقنيات المستخدمة تنتج صو اًر وأصواتاً ذات نوعية غير جيدة ،وبدأ تسجيؿ البرامج عمى شرائط الفيديو في منتصؼ الخمسينيات، وبذلؾ أصبح التسجيؿ عمى ىذه الشرائط طريقة إنتاج أساسية ،ويمكف تشغيؿ شرائط الفيديو مباشرة بعد تسجيميا ،وىي تنتج صو اًر وأصواتاً ذات جودة عالية ،كما تتيح مرونة في جدولة البرامج ،واثر ذلؾ طّور العمماء المعدات والتقنيات التي أدت إلى تحسيف جودة عروض األفالـ. وبعد التركيز اإلخباري لمتميفزيوف كانت الحاجة لوالدة براج مواد الرأي التي استحضرىا التميفزيوف بأشكاؿ مختمفة ،ثـ البرامج الترفييية ،خاصة الدرامية والمنوعات التي أخذت الجميور نحو متنفس ساعدىا في ذلؾ خصوصية الوسيمة التكنولوجية ،التي تصؿ كؿ بيت ،وطبيعة التمقي السيؿ، ولغة التقديـ الوسطية في مستواىا الفكري والثقافي ،حتى أتيمت الوسيمة مف الوسائؿ المنافسة األخرى -وخاصة المطبوعة التي أزاحتيا عف عرش المعرفة -بتقديـ "الثقافة السطحية" ،عبر ىذا التطور البرامجي لمتميفزيوف. وتسجؿ الدورة البرامجية لمتمفزيونات دورتيا التنسيقية عمى مدار ثالثة أشير ،وىذا النظاـ العالمي لوضع الخطط البرامجية يستثنى منو في المنطقة العربية الدورة الرمضانية التي تفصؿ تمقائياً، ليصمـ القائموف دورة خاصة بشير رمضاف الكريـ نظ اًر لخصوصيتو الشعبية ،وطبيعة التعرض الزائد مف قبؿ جميورىـ. وكرحمة تاريخية لمبرمجة التميفزيونية البد التأكيد أنو بداية الخمسينيات كانت األولوية لمعروض المرحة ،وأفالـ الغرب األمريكي ،ثـ أصبحت برامج المسابقات ،ذات الجوائز المالية الكبيرة البرامج المفضمة عمى المحطات التجارية ،وجذبت مسمسالت الدراما ،مثؿ شارع التتويج البريطاني عددا ىائالً مف المشاىديف في مالييف المشاىديف ،وقد كاف ىذا في عاـ 1960ـ ،وما زاؿ يجذب ً التسعينيات ،وخالؿ الستينيات مع أف برامج التسمية الشعبية ظمت ىي الجزء األساسي مف برامج التمفاز فإف مخططي التمفاز غطوا بازدياد أحداثاً مثؿ االجتماعات السياسية ،ومراسـ تشييع جنازات الشخصيات الميمة ،وحفالت الزواج الممكية ،وقد كانت سمسمة المناظرات في عاـ 1960ـ بيف المرشحيف لرئاسة الواليات المتحدة ،جوف كنيدي وريتشارد نيكسوف ،معمماً في البث التمفازي ،ويعتقد الكثيروف أف ىذه المناظرات أسيمت إسياماً كبي اًر في فوز كنيدي في انتخابات رئاسة الواليات المتحدة في عاـ 1960ـ ،وسرعاف ما أدرؾ السياسيوف أىمية التمفاز في تقديـ أنفسيـ ورسائميـ السياسية لمناخبيف. ويذكر ىنا أنو في األعواـ األولى لمتمفاز في الواليات المتحدة ،تجنب اإلذاعيوف الموضوعات التي تُثير الجدؿ ،مثؿ اإلجياض ،والطالؽ ،وتعاطي المخدرات ،واليجاء السياسي ،والجنس ،فقد خشوا أف تسيء ىذه الموضوعات لبعض المشاىديف ،ولكف في أواخر الستينيات وجد اإلذاعيوف األمريكيوف أنو يمكف تناوؿ ىذه الموضوعات دوف اعتراضات كثيرة.فقد انتقدت الدراما األمريكية "ماش" التي ُبثت في السبعينيات وأوائؿ الثمانينيات الحروب ،كما تناوؿ البرنامج الفائؽ النجاح "الجيراف" الذي أُنتج في أستراليا مشكالت المخدرات واإليدز ،كما عالج برنامج "سكاف الطرؼ الشرقي" مشكالت سكاف وسط المدينة بما يحتويو مف الجريمة والعالقات األسرية الرديئة ،والعنصرية ،وىنا ساد االعتقاد لدى البعض أف التمفاز قد تمادى في عرض الموضوعات الجدلية ،كما تتعرض مشاىد العنؼ والجنس التي تعرض في أجيزة التمفاز في الدوؿ الغربية في التمفاز لكثير مف االنتقادات ،وليذا حدودا لمياقة واألدب ً أنشئ في بريطانيا مجمس لممقاييس المعيارية لإلذاعة في عاـ 1988ـ ،ليضع طا إرشادية لواضعي البرامج. األخالقي ويحدد خطو ً خصيصا ً وفي أواخر السبعينيات بدأ اإلذاعيوف في عرض عدد متزايد مف األفالـ المعدة لمتمفاز والمسمسالت المأساوية القصيرة ،والبرامج الخاصة األخرى ،ومف بيف المسمسالت التي القت نجاحاً مسمسؿ الجذ ور ،وىو دراما مكونة مف ثمانية أجزاء تتقصى تاريخ أسرة سوداء أمريكية مف عددا مف مسمسالت المأساة اليندية مف االستعباد إلى الحرية ،وفي الثمانينيات عرض التمفاز اليندي ً بينيا مسمسؿ "بنياد الشعبي" ،الذي عرض حياة أسرة ىندية خالؿ سبعة عقود ،كما أصبحت خالؿ ىذه الفترة أجيزة الفيديو متاحة لالستخداـ المنزلي ،وتمكف كثير مف المشاىديف مف استئجار أو شراء أيضا ازداد استخداـ األقمار أفالـ سابقة التسجيؿ ،وتمتعوا بمشاىدتيا في منازليـ ،وفي الثمانينيات ً الصناعية في نقؿ البرامج التمفازية لمشتركي التمفاز الكبمي ،ويستقبؿ بعض المشاىديف اإلشارات التمفازية المنبعثة مف األقمار الصناعية باستخداـ ىوائي كبير يسمى الطبؽ ،ولذلؾ ابتدأت بعض النظـ الكبمية في خمط إشارتيا لتمنع مالكي األطباؽ مف استقباؿ برامجيـ دوف دفع رسوـ االشتراؾ. في أواخر التسعينات ظيرت بعض الشركات األمريكية العالمية بأنظمة تمفزيونية منوعة تقسـ برامجيا عمى حسب الفئات العمرية (السنية) ،وكانت منيا المسارح واألفالـ ،وكانت يسمى نظاـ الكبار والحماية العائمية ب ( )18+بينما كاف يسمى النظاـ المحمي والذي يصمح لكؿ فئات المجتمع العمرية بػ ) ،(Tv Pg.ccوليذا بدأت أميركا بتطوير نظاميا التمفزيوني في أيار ،2000لتقسـ البرامج األمريكية بمسميات توضيحية لمشعب عمى حسب الفئات العمرية Tv Pg.cc : 1 :وىذا يسمح لكؿ فئات المجتمع بمف فييـ األطفاؿ بمتابعة أي برنامج ترفييي مخطط لو سمفاً ،أما المستوى Tv )14 (2فيعد خطر عمى األطفاؿ الصغار ويمنع مف األسرة السماح لمف اقؿ عم اًر مف سف ( )14أف يشاىد ىذه النوعية مف البرامج ،ويمكف أف تكوف دموية ولكنيا ليست قاتمة أو تدعو لإلجراـ ،ويكوف ليا تخطيط مستقبمي ،في حيف تعد البرامج ( TV 18 A.o : )3شبو اإلجرامية ،أو البرامج الجنسية التي تعطي طاقة يجب أف يستيمكيا وىو في سف ال يسمح لو باستيالؾ الطاقة الغريزية مثؿ حب العنؼ أو الثقافة الجنسية ،ثـ ظيرت بالدوؿ المصادقة ليذه الفكرة أنظمة تمفزيونية بأسماء مختمفة عمى حسب لغاتيـ وظير عند العرب نظاـ يسمى (لمكبار فقط) وال يوجد غيره ويعتبر ىو النظاـ ( ،)18+وبمثؿ قوانينو ومستمزماتو الدولية. ثالثاً :أنواع البرامج التميفزيونية ومكانة البرامج الحوارية والتحقيقية (الحديث والتحقيق التميفزيوني) فييا: بناء عمى السرد السابؽ لتطور البنية البرامجية في العالـ يمكف تصنيؼ البرامج التميفزيونية كالتالي: )1األخبار والبرامج السياسية :وىي تشغؿ شريحة كبيرة مف المشاىديف في العالـ، وىذه البرامج تشبع حاجة اإلنساف إلى الفضوؿ المعرفي السياسي ،وتؤجج فيو مواقؼ محددة يقتنع بيا ،ثـ يقوـ بالدفاع عنيا ،إف ما يميز برامجاً مف ىذا النوع ىو أنيا تدافع عف القضايا الوطنية وتحاوؿ تسميط الضوء عمى ما تدور مف إحداث سياسية لمبالد. )2البرامج الحوارّية :يسجؿ لمحديث التميفزيوني أو بمسماه األوسع البرامج الحوارية في التميفزيوف أنو ثاني برامج مف حيث التاريخية ،حيث استخدـ في النوع األوؿ (اإلخباري) كما استخدـ مع كؿ األنواع الالحقة الترفييية والمنوعات والكوميدية والفنية والتثقيفية..ما يجعميا أكثر البرامج التمفزيونية انتشا اًر ،ويقسـ البعض ىذا النوع مف البرامج إلى أقساـ ستشرح تفصيمياً الحقاً أىما حوار الرأي الذي يعتمد عمى استطالع رأي شخصية معينة في موضوع ما ،وحوار المعمومات اليادؼ لمحصوؿ عمى معمومات أو بيانات تخدـ ىدفاً معيناً ،وحوار الشخصية الذي يستيدؼ تسميط الضوء عمى شخصية ما وتقديـ الجوانب المختمفة منيا لممشاىد ،ويعتمد نجاح البرامج الحوارية عمى اختيار الشخصية المناسبة ،ومدى كفاءة مدير الحوار ،وطريقة وضع األسئمة بحيث تكوف مباشرة وبسيطة وفي الوقت نفسو قوية وواضحة، وال تكوف األسئمة مما يحتمؿ اإلجابة عنو بنعـ أو ال ،ولكف يفضؿ اختيار أسئمة تسمح لمضيؼ بأف يخرج إجابات تقريرية أو تفسيرية ،ويفضؿ أف يبتعد المعد عف األسئمة اإليمائية التي تتضمف في طياتيا اإلجابة التي يجب أف يرد بيا الضيؼ ،ومف الميـ أف يستفز المعد الشخصية المجرى معيا الحوار بأسئمة تجعمو يقدـ معمومات جديدة ومشوقة أو آراء ميمة، ويبقى ىناؾ عوامؿ معينة تساعد عمى نجاح البرنامج في كؿ قالب مف ىذه القوالب ،منيا جدة وجدية الفكرة ،واحتياج الناس لمموضوع ،وتنوع المصادر وتكامميا بحيث تعبر عف كؿ االتجاىات المرتبطة بالظاىرة ،ودقة المعمومات ونسبيا إلى مصادرىا ،كما ينبغي التأكيد في النياية عمى أىمية أف يقوـ المعد بجمع المعمومات الكافية عف الشخصية وعف الموضوع، التي تساعده وتساعد فريؽ العمؿ المتعاوف معو عمى إخراج العمؿ بالشكؿ الذي يخدـ الغرض الذي قاـ مف أجمو. الكوميدية :وىي التي تختص بمواضيع االستراحة والمواقؼ المضحكة والمسمية ّ )3البرامج والتي في النياية تقصد الكوميديا. الفنية :وىي التي تقوـ عمى أسس فنية مف نشرات إخبار ولقاءات ومتابعة أخر )4البرامج ّ اإلخبار والمستجدات الفنية التثقيفية :وىي برامج التوعية واإلرشاد التثقيفي. ّ )5البرامج )6برامج أطفاؿ :وىي التي تختص بالطفؿ مف متابعة ودراسة الف األطفاؿ ىـ أكثر فئات الجميور حساسية ،ويتعيف إف يتـ إخضاع كافة البرامج الموجية ليـ لمبحث والدراسة قبؿ بثيا )7المسمسالت و الدراما. ياضية. )8البرامج الر ّ الدينية. ّ )9البرامج )10البرامج الوثائقية. )11البرامج التسجيمية. )12البرامج التحقيقية :وقد احتمت مكانة كبيرة في بنية البرامج التميفزيونية ،فيي دخمت األخبار عبر التقارير االستقصائية ،كما يسجؿ ليا دخوليا دائرة البرامج التسجيمية والوثائقية ،إضافة النفرادىا ببرامجيا الخاصة ،التي يطمؽ عمييا ألقاب عدة ،كميمة سرية ،وسري لمغاية، وكشؼ الحقيقة ،وخمؼ نطاؽ الفساد ،وغيرىا مف المسميات ،وىي أكثر البرامج صعوبة يتخؿ عف َ وتكمفة ،وىنا ال بد مف اإلشارة أنو مع انتقاؿ التميفزيوف كوسيمة أساسية لمتسمية ،لـ دوره في تغطية األحداث الميمة ،فمثالً في عاـ 1973ـ ألغت شبكات التمفاز األمريكية برامجيا العادية لتذيع جمسات قضية ووترجيت الخاصة بتحقيقات مجمس الشيوخ األمريكي حوؿ الممارسات غير القانونية خالؿ حممة االنتخابات الرئاسية في عاـ 1972ـ. رابعاً :الخصائص التكنولوجية لمتميفزيون كوسيمة اتصالية ومزايا بنيتو البرامجية: لمتمفزيوف بمسمياتو العديدة "كالتمفاز ،والتمفزة ،والمرناة ،والرائي" خصائص جامعة لـ توجد في غيره ،فقد ورث الحوار والحدث والتمثيؿ عف المسرح ،وورث عف السينما شاشتيا وطريقة عرضيا، حيث يقدـ الواقع المصور ،كما ورث عف اإلذاعة إمكانية الوصوؿ إلى كؿ بيت ،ويمكف القوؿ أنو يعتبر ابناً ليذه اآلباء الثالثة ،كما أف فيو كثي اًر مف الصحافة ،فيو يقدـ األخبار ،ويكفي الصحفي عناء الوصؼ ،وليذه الميزات العالية اىتـ أصحاب األفكار والق اررات بيذا الجياز السحري ،وسموه رسوؿ العالـ المتجوؿ ،واستخدموه لمتجارة واإلعالنات والدعايات ،ولتحريؾ الشعوب وتوجيييـ، وصاروا يفضِّموف فيو ثواف معدودة عمى صفحات كبيرة مف الصحؼ ،ومن ىنا يمكن تسجيل أبرز الخصائص الفنية والتكنولوجية لمتمفزيون وفق التالي: اآلنية :إف تصوير األحداث ونقميا بشكؿ مباشر إلى المشاىديف أكسب التمفزيوف ميزة عالية" ،فأنت عمى مقعدؾ الوثير يمكنؾ متابعة ما يجري عمى أرض المعركة خطوة بخطوة ،وقد أثبت التمفزيوف كمتابعيف لمحروب والنزاعات مدى قدرتو اليائمة عمى رصد األحداث ،وىي في طور التشكؿ زماناً ومكاناً ،وأصبح التمفزيوف امتداداً لمعيف البشرية التي ال يغفؿ ليا جفف عما يدور في العالـ مف مجريات". القدرة عمى تحديث المعمومات والمتابعة فسرعة التمفزيوف في نقؿ الخبر أعطتو ميزة إضافية ،حيث صار مف أىـ مصادر األخبار في وسائؿ اإلعالـ ،وأكثرىا مصداقية وقدرة عمى اإلقناع. الحضور المتزامف :إف أجيزة التصوير التمفزيوني حاضرة في زماف الحدث ومكانو ،وعمى مدار أربع وعشريف ساعة ،كما أنيا حاضرة في قاعة المؤتمر وساحة الحرب والمسرح ،وفي كؿ مكاف ُيراد تصويره ،وبالتالي يمتمؾ التمفزيوف اإلمكانيات الفنية التي تتيح لو اختصار الزمف بيف حصوؿ الحدث وعرضو لمناس. يتمتع التمفزيوف بإمكانية نقؿ مشاىدة مف اماكف يصعب بؿ يستحيؿ احياناً عمى المشاىد مشاىدتيا في مواقعيا األصمية أو عمى الطبيعة أو التوجو اصالً إلى ىذه المواقع مثاؿ النقؿ التمفزيوني الفوري لنزوؿ مركبة فضاء امريكية عمى سطح القمر .1969 يجمع عناصر(الصوت والصورة والحركة) المؤثرة في الجميور فعبر إشراؾ حاستي السمع والبصر تتيح ىذه الميزة قدرة إقناعية عالية ،فالصورة الحية المرئية ليا أىميتيا وفاعميتيا في جذب المشاىد، وتشكؿ قدرة في التأثير عمى عواطفو ،وىي أقدر عمى التعبير مف آالؼ الكممات.وتعتبر الصورة الحية مف أحسف الوسائؿ إقناعاً ،فالرؤية أساس االقتناع ،والرؤية أو البصر أىـ وأكثر حواس اإلنساف استخداماً في اكتساب المعمومات ،لذا يعتبر التمفزيوف مف أكثر وسائؿ اإلعالـ إيضاحاً وقدرة عمى التفسير والتوضيح ،لما يتميز بو مف خاصية الجمع بيف الصورة المقترنة أو المدعمة بالصوت في مشاىد واقعية قريبة مف مدارؾ اإلنساف ،كما أف األلواف تساعد المشاىد في استبياف المعمومات واستيعابيا ،وبذلؾ يحيؿ التمفزيوف المعمومات واألفكار المجردة إلى صور حية قابمة لمفيـ واإلدراؾ، وتعطي الصورة الحية إحساساً باأللفة ،وتزيد مف المشاركة التي يتيحيا التمفزيوف لمشاىديو. لمتمفزيوف خاصتو بالمؤثرات المرئية اإللكترونية ،التي يكثر استخداميا في مختمؼ البرامج ،وتستعمؿ المشاىد ،واظيار صورة بيدؼ جذب االنتباه ،فيناؾ االنتقاؿ المفاجئ مف صورة إلى أخرى لتتابع َ فوؽ أخرى ،لتجسيد األفكار التي تجوؿ في ذىف شخصية مف شخصيات النص ،أو إظيار األشباح، وتستخدـ ىذه المؤثرات في إظيار عدة صور في وقت واحد ،وفي ظيور منظر وتالشي آخر ،وفي تغيير مفاىيـ الزماف والمكاف ،كما أف إمكانية استخداـ المقطات الكبيرة close upوالكبيرة جداً Big close upقد أوجد ما يسمى بالتعبير الدرامي لمصورة واصبح مف الممكف ،كما يؤكد خبراء اإلعالـ أف تعبر بواسطة لقطة واحدة كبيرة عما تقولو في عدد مف الصفحات بواسطة السرد أو الحوار، وبالتالي يمتمؾ التمفزيوف اآلالت واألجيزة مف كمرات تصوير وغيرىا مما يتيح لو نقؿ أحداث ووقائع ومعمومات عممية دقيقة تعجز األجيزة األخرى عنيا ،والطاقة البشرية المجردة عف الوصوؿ الييا مع ىذا فالتمفزيوف يعتبر وسيمة جذب إعالمي لمكبار والصغار ،فيو يمتمؾ القدرات الفنية التي تعينو عمى تحويؿ الخياؿ الى واقع مرئي وىو يحوؿ القصص والروايات إلى صور متحركة إلى مشاىدة يمألىا النشاط الحيوي كما يمكنو نقؿ األطفاؿ والكبار إلى أماكف ال يمكنيـ الوصوؿ إلييا مثؿ أعماؿ البحار والفضاء وذلؾ بما يمتمكو مف إمكانيات فنية دقيقة. إف البصر أقؿ بكثير مف شرود األذف ،والذاكرة تحتفظ بالصور المرئية ،وتتأثر بيا في أعماؽ الالشعور ،وكثي اًر ما تختزنيا مدة طويمة. سعة االنتشار ،فجميوره كبير جداً بالنسبة إلى الوسائؿ األخرى ،فمجميور التمفزيوف خصائص تختمؼ عف جميور الوسائؿ األخرى ،فجميور التمفزيوف أوالً أكبر مف غيره ،وىو غالباً متابع وثابت نسبياً، تمكف المرسؿ المسمـ مف تبميغ رسالتو ،وتسيّؿ عممو ،وتسيـ في إعطاء المستقبِؿ فائدة وىذه الميزة ِّ أكبر ،فيناؾ أوقات معينة يتفرغ فييا بعض الناس لمتابعة برامج التمفزيوف ،وكثير منيـ يتابعوف برنامجاً معيناً في أوقات محددة ،وذلؾ حسب وقت راحتيـ ووجودىـ أماـ الشاشة ،إلى ما ىنالؾ مف أحواؿ وظروؼ. الصفة العائمية لمتمفزيوف فيو يجذب جميع الفئات العمرية في المجتمع ،وبفضمو استطاع ألوؿ مرة الجد واالبف والحفيد ،والرجؿ والمرأة ،والكبير في التاريخ أف يدخؿ اإلعالمي إلى البيت ،فيخاطب َ والصغير ،في جو منزلي عائمي ،وىذا ما أكسب التمفزيوف. الثقافية ،ما يتيح لو التعميمية و ّ ّ يخاطب التميفزيوف ليس الفئات العمرية فقط بؿ يجذب كافة المستويات مقدرة عمى خطاب جميع الفئات ،مف عمماء ومثقفيف ،وعماؿ وأمييف ،ومدنييف وريفييف ،بؿ إف القروييف يشاىدوف التمفزيوف بنسب أعمى مف أىؿ المدف ،وذلؾ بسبب قمة الوسائؿ البديمة ،مثؿ السينما والمسرح والفيديو والصحؼ. شاشة التمفزيوف قادرة عمى تكبير األشياء الصغيرة ،وتحريؾ األشياء النامية. لمتمفزيوف قدرة عالية في مخاطبة الرأي العاـ والتأثير فيو ،فمو دور أساسي في تربية الجميور وبث المبادئ والسموؾ واألخالؽ ،ويمعب دو اًر في عممية التثقيؼ والتعميـ ،فخاصية المشاىدة الجماعية تسيـ في تشكيؿ الرأي العاـ والتأثير عميو بمخاطبة ما يسميو أساتذة عمـ النفس واالجتماع (بالعقؿ الجمعي). أقرب وسيمة لالتصاؿ المواجيي؛ حيث يجمع بيف الصورة والصوت والحركة والموف ،وىي محددات االشياء في االتصاؿ المواجيي وينمو عف االتصاؿ المواجيي في أنو تبديؿ األشياء الصغيرة وتحريؾ الثوابت منيا. يساعد اإلنساف عمى االختالط بالثقافات األخرى ومعرفة ثقافة غيره بسيولة القدرة عمى المخاطبة المحمية تفوؽ الوسائؿ األخرى القترابو مف واقعو عبر إنتاج برامج تالمس محيطو. مجانية التعرض فرغـ أف تكاليؼ البث التمفزيوني عبر الفضاء عالية ،فيناؾ ثمف القمر الصناعي، أو رسـ االشتراؾ في أحد األقمار ،ثـ قيمة األجيزة األخرى ،وىي كثيرة ومتنوعة ،وقبؿ ظيور القنوات الفضائية كانت ىناؾ المحطات األرضية ،وكانت أيضاً عالية التكاليؼ ،إال أف التعرض يبقى مجاني داخؿ المنزؿ ،وىذا قبؿ بدء نظاـ التشفير لممقتدريف. يساعد التمفاز األطفاؿ عمى إعماؿ عقميـ واستخداـ ممكة الخياؿ والتفكير بما يشاىدوه. يسر وجوده في البيوت ،إضافة إلى قمةيمتاز البث التمفزيوني بسيولة وصولو إلى أي مكاف ،مما ّ تكمفتو المالية لمجميور إذا ما قورف ببعض الوسائؿ المنافسة كاإلنترنت. الواقعية التامة في نقؿ الحدث ،مع ما يتضمنو مف انفعاالت وحركات ومؤثرات صوتية ،مف تصفيؽ وضجة ،وصوت أمواج ،ودوي انفجار ،وضجيج محركات ،فالشاشة عمى عكس الصحافة واإلذاعة، أقرب الطرؽ لنقؿ الحدث الحي بمصداقية وموضوعية ،ما يجعؿ التمفزيوف أكثر مصداقية عند الناس مف غيره. لممشاىد مع راحة تامة ،فيو ال يكمفو عناء الخروج مف المنزؿ لممشاىدة أو التمفزيوف يوصؿ رسالتو ُ تمقي المعمومات ،كما ىو حاؿ كثير مف وسائؿ اإلعالـ ،كما أف الصوت والصورة فيو أيضاً تتيحاف ليذا المشاىد رفاىية عالية في االستماع والرؤية مف دوف إجياد سمعي أو بصري ،وىذا ما جعؿ منو وسيمة تسيطر عمى ميداف االتصاالت الجماىيرية بشكؿ كبير ،وىذه األىمية أعطت لمتمفزيوف الدور الكبير في مختمؼ المياديف التثقيفية والتربوية والصحية واالجتماعية واالقتصادية واإلعالمية. التمفزيوف ركز عمى قرب الصورة مف المتفرج فقضى عمى االنفصاؿ الذى أوجدتو الشاشة السينمائية وزاد مف عنصر األلفة ومف ثـ ازدادت اعداد المتفرجيف لو. غير التميفزيوف أنماط الترفيو والتسمية الطبيعية ،فيو يعد وسيمة ترفييية لجميع أفراد العائمة ،حيث يقضي األطفاؿ معظـ أوقاتيـ في مشاىدة البرامج الكرتونية ،ويعتمد كبار السف عمى التمفاز لمشاىدة األخبار والبرامج التثقيفية ،وييتـ الشباب بالتمفاز لمتابعة األفالـ الشبابية والبرامج التعميمية والثقافية. الحيادية بالنسبة لمظاىر عمى الشاشة. االعتماد عمى الحديث وليس عمى النصوص ،فالتمفزيوف يعتمد عمى الصورة كما ذكر آنفاً كعنصر أساسي ويقؿ اعتماده عمى النصوص المكتوبة ولذا اصبح التمفزيوف يعتمد عمى الشخص المتكمـ بنفسو وليس القارئ مف النص كما ىو الحاؿ في الراديو.وتسعى شبكات ومحطات التمفزيوف جاىدة إليجاد نوع مف العالقات االتصالية بيف المشاىديف ومقدمي البرامج وقارئ النشرات اإلخبارية.بحيث يتخيؿ المشاىد أف مذيع التمفزيوف يتحدث إليو شخصياً ما يعطى اإلحساس باأللفة والحميمية والمودة والعالقة الدافئة بيف المشاىد والمذيع. يتـ إعادة تقديـ البرامج مرات عدة. التكرار واعادة تقديـ البرامج أكثر مف مرة ،حيث ّ أصبح اإلعالـ المرئي الذي يبث مف الفضاء قاد اًر عمى التحكـ في مبدأ حرية تداوؿ المعمومات والصور والبرامج وتخطى حواجز الرقابة السياسية والقانونية التي تقيميا الدولة المستقبمية لمبث المباشر. التمفزيوف وسيمة مناسبة لعرض االعالنات مما يكسبو خاصية الزمف بيف حصوؿ الحدث وعرضو لمناس ،فيو يتميز بقدرة كبيرة عمى الترويج والدعاية لمسمع فاقت في كثير مف األحياف ما يقوـ بو الراديو والصحيفة. خامساً :سمبيات الخدمة البرامجية لمتميفزيون: رغـ أف العمـ وسيمة لمتقدـ واالكتشاؼ واالختراع لكف لو سمبيات عدة وعمى وجو التخصيص في المجاؿ األخالقي ،لكف الذات العاقمة والعارفة “اإلنساف” ىو الذي يعطي الموضوع “الطبيعة” قيمتو األخالقية والفائدة االجتماعية منو ومف ناحية سمبيات وايجابيات االستخداـ لممنتجات التكنولوجية ،عند استخداـ أي منتج مف منتجات العمـ مف قبؿ االنساف يتـ تحديد مدى الضرر أو الفائدة العائدة عمى المستخدـ كؿ حسب منظوره ووجية نظره وطبيعة استخدامو لتطبيقات التكنولوجيا ميما ،وعميو فأبرز سمبيات الخدمة البرامجية لمتميفزيون: المرسؿ بعيد عف المستقبؿ في البرامج التمفزيونية ،لذلؾ ال يعرؼ ردة فعؿ رسالتو إال بعد زمف. االستحواذ عمى المشاىد ،فيو يتطمب التفرغ لو والتركيز لمتابعتو ،فالتمفزيوف وسيمة تعرض برامجيا بشكؿ محدد ،بحيث ال يمكنؾ كمتابع أف تتعرض لرسائؿ محدودة في أي وقت تشاء ،كما تفعؿ بالكتاب أو الفيديو ،فاألمر ليس قابالً لمتأجيؿ ،وليذا يجب أف تكوف برامج التمفزيوف واضحة ومختصرة ،تحترـ وقت الم ِ شاىد ،فتُقَدـ بطريقة سيمة الفيـ واإلدراؾ. ُ يورث التميفزيوف السمبية لممشاىد مف حيث عدـ إعطاء فرصة الستحضار الخياؿ. يعطي المشاىد الخموؿ والكسؿ؛ وذلؾ بسبب جموسو الطويؿ أماـ التمفاز وحرمانو مف ممارسة الرياضة أو القراءة أو الحديث مع العائمة. إعطاء أفكار غير مناسبة لكافة المجتمعات؛ حيث ّإنيا تتعارض مع العادات والتقاليد واألعراؼ والديف ،فيو يمكف اف يرسخ بعض المفاىيـ واالفكار الخاطئة المخالفة لصورة مجتمعاتيا الحقيقية. يخفؼ مف العالقات العائمية وترابطيـ العائمي. تفتيت الجميور ،فانتشار قنوات التمفزيوف وامكانات التمقي الواسعة يؤدي الى التعرض الموحد ،إلى جانب تمقي معمومات وأفكار قد ال تتناسب كؿ المجتمعات في كؿ االحياف. عدـ التنسيؽ في متابعة البرامج ،ما يولد حالة مف الممؿ والضجر. انتشار االفالـ الرعب مما يسبب العنؼ في المجتمع يعد وسيمة لمغزو الثقافي فيمكف اف تثبت البالد االوربية او الغربية بعض المفاىيـ واالفكار الخاطئة وترسخيا في عقوؿ الشباب لتدميره وتغيير معتقداتو. يساعد عمي عدـ انتشار القراءة لسيولة الحصوؿ عمي المعمومات. سادساً :وظائف الخدمة البرامجية لمتميفزيون: أىمية التمفزيوف في خصائصو سابقة الذكر ،وعميو فالوظائؼ التي يقوـ بيا التمفزيوف تتمثّ ُؿ ّ أكثر اتساعاً وتنوعاً مما تقوـ بو وسائؿ اإلعالـ الجماىيرية األخرى ،كونو يمتمؾ مجاالً أوسع وأغنى لتصوير العالـ وتقويمو ،وقدرة التميفزيوف بناء عمى ذلؾ غيرت الخارطة السكانية الكونية إلى عالـ استقصاء أجرتو إحدى الدوريات األمريكية ً صغير بسبب انتشاره الواسع ،ونفوذه الواسع ،وىذا ما يؤكده بيدؼ التعرؼ عمى أىـ المؤسسات ذات السمطة والنفوذ في حياة المجتمع األمريكي ،وتبيف مف خاللو أف التمفزيوف جاء في المركز الثاني بعد البيت األبيض مباشرة ،بينما جاءت الصحؼ في المركز الثاني عشر ،كما احتمت اإلذاعة المركز السابع عشر مف بيف المؤسسات المختمفة ،وفي دراسة أخرى سئؿ فييا الباحثوف عما إذا قُ ِّدر ليـ أف يحتفظوا بوسيمة واحدة مف الوسائؿ اإلعالمية ،فكانت النتيجة تفوؽ التمفزيوف ،وحصولو عمى أعمى نسبة مئوية بيف جميع الوسائؿ اإلعالمية ،ثـ جاءت اإلذاعة، فالدوريات مف صحؼ ومجالت ،ويشير تقرير أمريكي عممي إلى أف ثمثي األمريكييف تقريباً يحصموف عمى أنبائيـ ومعموماتيـ مف التمفزيوف ،وفي المممكة المتحدة البريطانية أصبح التمفزيوف وسيمة اإلعالـ األساسية لغالبية جماىير المممكة" ،بينما اكتشؼ في الياباف معيد دراسات الرأي العاـ التابع لييئة اإلذاعة اليابانية أف كثي اًر مف اليابانييف يعتبروف التمفزيوف جزًء ال يتج أز مف حياتيـ اليومية ،كما أف ثالثة أشخاص مف بيف كؿ عشرة يعتبروف التمفزيوف أىـ مقومات الحياة ،ومن ىنا يناط بالتميفزيون وظائف عدة أبرزىا: المعرفة واإلخبار :لمتمفزيوف لديو المقدرة عمى جعؿ العالـ بيف يدي المشاىد ،ونقمو إلى أماكف ال يمكنو الوصوؿ إلييا ،مثؿ أعماؽ البحار والفضاء ،والغابات الممتمئة بالوحوش ،وىو يتيح نقؿ أحداث ووقائع ومعمومات عممية دقيقة تعجز األجيزة األخرى ،والطاقة البشرية المجردة عف الوصوؿ إلييا. توحيد الوجداف القومي حيث يؤدي التميفزيوف دو اًر في توحيد الوجداف وتأكيد روابط االنتماء والتمازج القومي بيف مكونات المجتمع وتعمؿ برامجيا عمى تالقح الثقافات وتقوية النسيج االجتماعي عبر الفنوف الشعبية والتراث. التثقيؼ والتعميـ :لمتمفزيوف أىمية خاصة في ىذيف المجاليف ،وذلؾ عائد لقدرات التمفزيوف الكبيرة، ففيو الصورة المسموعة ،والمعروؼ أف ىذه الصورة ليا أثرىا التعميمي ،فيي تزيد مف وضوح الكممة، ما يؤدي إلى زيادة في فيـ معناىا ،والكممة نفسيا توضح ما تتضمنو الصورة مف أفكار ودالالت ومعاف ومفاىيـ ،وىذا كمو يساعد عمى سيولة فيـ الموضوع الموجو واستيعابو ،وفي بعض الدوؿ ذات المساحة الشاسعة والمجموعات السكانية المتباعدة وتزيد فييا المناطؽ الريفية فإف التميفزيوف يحؿ محؿ المؤسسات التعميمية التي ال تستطيع بعض الدوؿ إنشائيا. التربية والتقويـ :لـ يقؼ التمفزيوف عند حد التعميـ ،بؿ تعدى ذلؾ إلى التربية ،وصار لو دور ىاـ في تربية الجميور ،وبخاصة األطفاؿ ،فمو تأثير في تربية العقيدة والمبادئ واألخالؽ والسموؾ ،إضافة أنو يقوـ بوظيفة التربية الفنية والجمالية. التنشئة االجتماعية والسياسية :إف وظيفة التربية المناطة بالتميفزيوف جعمتو الوالد الثالث ،لتتعدى مفاىيـ التربية إلى حدود الوعي بالتنشئة األسرية اجتماعياً وسياسياً ،فيو الذي يصمـ النسؽ القيمي وىو الذي يضع صيغ الرموز والصور الذىنية عف الفرد والجماعة وصوالً إلى المجتمع والعالـ المحيط ،وبالتالي يؤدي التميفزيوف بنقؿ الثقافة لألجياؿ مف ناحية عرض التقاليد و االحتفاليات و بياف الحقوؽ و الواجبات مف ناحية أخرى. الوظيفة التكوينية كوف التميفزيوف أو منسؽ لتكويف آراء الفرد وتشكيؿ اتجاىاتو وآرائو تجاه كؿ ـ يحدث في محيطو القريب والبعيد مف أحداث ووقائع. الوظيفة الترفييية والتسمية والقضاء عمى وقت الفراغ :فالتميفزيوف األقدر عمى تأدية ىذه الوظيفة نتيجة خصائصو التكنولوجية وقدرة تعاطيو مع المواد الدرامية والفنية والمنوعة بطريقة جذابة وسيمة التمقي والفيـ. الوظيفة الوسيطة ،حيث كاف العرؼ قديماً أف التميفزيوف يتوسط لتحسيف حياة الناس مف خالؿ التركيز عمى قضاياىـ واشكالياتيـ ومنغصات عيشيـ ،فالعرؼ القديـ أف المجرميف والقتمة ال يستطيعوف ممارسة ىواياتيـ بالقتؿ واالنحراؼ والفساد أماـ كاميرات التميفزيوف ألنيا تفضح أعماليـ أماـ الرأي العاـ ،فحيف تدخمت القوات األمريكية تحت مسمى حرب الجياع إلى الصوماؿ كانت النتيجة آالؼ متألفة مف القتمى ،لكف حيف تدخمت كاميرات التميفزيوف كانت النتيجة مساعدات خمصت %40ممف عرضت صور ىياكميـ العظمية تطغى عمى لحـ أجسادىـ مف مشاكميـ الغذائية. سابعاً :خصوصية الكتابة لمتميفزيون وابداعية السرد المرئي: يقولوف الصحافة تروي الرسالة كما ساعي البريد التقميدي ،لكف التميفزيوف يروييا كما الحمـ المصور كامؿ التفاصيؿ ،وليذا تظؿ الكتابة لمصورة اليـ الرئيس والشغؿ الشاغؿ لمصحافييف التمفزيونييف ،والجميع يعترؼ بأنيا ميارة ليست ىينة ،واتقانيا والتمكف منيا يحتاج عمالً دؤوباً لسنوات ،ورغـ تعدد طرؽ بناء الموضوعات الصحافية وتنوعيا ،وادخاليا في السياؽ الجذاب لممتمقيف؛ الموحدة التي يساعد ّ فإف عالـ الصحافة التميفزيونية يظؿ محكوماً ،لحسف الحظ ،ببعض المعايير اإللماـ بيا عمى تسييؿ ميمة الصحافييف التمفزيونييف الجاديف في إيصاؿ الحقيقة بصورة مبتكرة. وتذىب معظـ الكتابات العربية –عمى قمتيا -في مسألة التعامؿ مع الصورة في التمفزيونات العربية إلى تحديد األزمة األكبر واألوضح في أنيا تكمف باألساس في عدـ إدراؾ الفارؽ بيف شكؿ الكتابة لقارئ أنت عينو ،التي رأت وتحكي ،وبيف الكتابة لمشاىد لو عيناف ترياف ما عمى الشاشة، بينما تساعده أنت بكمماتؾ عمى ادراؾ أشياء أخرى ،وفي المادة التمفزيونية – تقرير أو فيمـ وثائقي أو مقتطؼ – الصورة ىي العنصر األوؿ يمييا الصوت الطبيعي المصاحب لممشاىد ثـ تأتي كممات المراسؿ أو المعمؽ أف اقتضى األمر ذلؾ لتضيؼ مممحاً آخر لممادة. وكنموذج لمتعبير عف إدخاؿ صانع الفيديو البد أف يكوف مكمالً لصورة واضحة ،وصوت ينقؿ إلى أجواء القصة وتفاصيميا ،وبالتالي تتطمّب الكتابة لمتمفزيوف مجموعة ميارات مختمفة عف تمؾ المستخدمة في الكتابة لمصحافة المكتوبة ،ومفتاحيا الكتابة الواضحة والموجزة ،ففي نياية المطاؼ ال يستطيع المشاىد التمفزيوني أو المستمع اإلذاعي أف يعود إلى الوراء كي يعيد قراءة إحدى الجمؿ. عندما ينتيي تقرير أو برنامج تمفزيوني مر عمى الشاشة لمتو اسأؿ نفسؾ ىذا السؤاؿ :ىؿ شاىدت العمؿ أـ أنؾ استمعت إليو؟ فأكثر ما يعيب أعماالً تمفزيونية تمأل الفضائيات أنيا تكتب بمعزؿ عف االىتماـ بما يرافقيا مف صور ،والحؿ في ىذه الحاؿ يبدو ساذجاً لمغاية :لو كاف الحديث عف بغداد فإف منظ اًر عاماً لممدينة سيظير عمى الشاشة ،وال شيء آخر – عمى اعتبار أف الرابط المباشر لمحديث عف بغداد ىو صورتيا فقط ،ال ناسيا وال آثار قذائؼ عمى البيوت.ال شيء يعبر عف بغداد إال مشيد بغداد نفسيا ،وليذا عند الكتابة لمتمفزيوف ،في وقت الكتابة ذاتو ،يجب التفكير بما سيرافؽ النص مف صور :ىؿ مف الضروري وضع صورة ما يتـ الحديث عنيا مباشرة؟ وىنا يطرح سؤاؿ ميـ أليست الكتابة ،بعيداً مف التمفزيوف ،تخمّت منذ زمف عف التشبييات المباشرة واعتنت بنفسيا لتخمؽ لغة أكثر رحابة مف صورة تقميدية تممع في الذىف عند سماع تمؾ الكممة؟ فمماذا تحمؿ األعماؿ التمفزيونية ،التي نراىا و"نسمعيا" في التقارير أو بقية أنواع البرامج ،صيغة تعميمية (وكأنيا كتاب مدرسة مباشر يغرؽ في حسو التمقيني) وبعيداً تماماً مف أي إبداع ممكف ،ولماذا لـ تستطع الكتابة التمفزيونية التحرر مف إسار الصور النمطية :ومتى تصؿ تمؾ األساليب إلى زمف الحداثة أو ما بعدىا؟ ومتى تصؿ ألف تكوف أعماالً تمفزيونية؟ قد يسمط ىذا الخمؿ ،فأي نمطية في التعاطي مع الصور المرافقة لمنص التمفزيوني ،يمقي بعضاً مف الضوء عمى مدى تراجع مستوى اإلعالـ المرئي العربي.فيو ،عمى رغـ تسيده أنواع اإلعالـ األخرى وتفوقو عمييا بال منازع جماىيرياً ،فإنو يظؿ في شكؿ أو آخر يتبع اإلعالـ المكتوب ،خاصة أف اإلعالـ المرئي يتفوؽ عمى المكتوب انتشا اًر ،لكنو أسير لألخير بأسموبو ،وال يستطيع الفكاؾ منو بػ «اكتشاؼ» أسموب كتابة خاص بو ،مكتشؼ أصالً، والحؿ يبدو بػ «ترجمتو» مف تجارب متوافرة عمى الفضاء ذاتػو الذي تبث عميو المحطات التمفزيونية العربية ،وىذا ال يعني عف أف الكالـ المرافؽ لمصورة التمفزيونية ال غنى عنو ،لكف ىذا فقط في حاؿ تجعؿ ىذه الصور مادة غنية ،تضيؼ قوالً عمى القوؿ المرافؽ ،أما لو كاف الكالـ ىو نفسو ما يمر عمى الشاشة ،فإف تخفيض الصوت لف يؤثر كثي اًر في االستيعاب. ويمكف التأكيد أف اليـ الرئيس والشغؿ الشاغؿ لمكتاب التمفزيونييف ليس رسـ الصورة المرئية عمى الشاشة وتعاقب المقطات ،وانما أف يتقف 'سرد' الحكاية بالحوار والمواقؼ وىي بال شؾ ميارة ليست ىينة ،فإذا كاف الطبيعي مع بدايات البث التمفزيوني في المنطقة العربية أف ال يتقصد المؤلفوف العرب أف يكتبوا نصوصا درامية (تمثيمية) لمتمفزيوف تيتـ بالصورة والبناء المرئي لمحكاية ،ولـ تكف لمكتابة الدرامية لمتمفزيوف قواعد وأصوؿ يجب مراعاتيا ،وانما اكتفى المؤلفوف بنقؿ أساليب الكتابة لإلذاعة أو المسرح ،بعد تقطيعيا إلى مواقؼ تدور في ديكورات محصورة داخؿ استوديوىات التمفزيوف. وعميو يقوؿ "فيصؿ الياسري" :لقد حتـ التقيد بوحدتي المكاف والزماف طبيعة الكامي ار التمفزيونية الضخمة شبو مقيدة في مكانيا ،محدودة الحركة داخؿ االستوديو ،مربوطة بأسالؾ وكابالت متصمة بمازج الصورة في حجرة المراقبة ،وبأجيزة التسجيؿ في حجرة الفيديو ،مف خالؿ مداخؿ ومخارج في جدراف االستوديو ،وكاف عمى مصمـ الديكور مراعاة مواقعيا كي ال يسد طريقيا ،وعمى المخرج أيضا مراعاتيا وىو يرسـ حركة كاميراتو الثالث كي ال تتشابؾ أسالكيا وكابالتيا فتسبب إرباكا لحركتيا أثناء التصوير ،خاصة وأف كؿ مشيد كاف يصور كامالً دوف توقؼ لعدـ إمكانية المونتاج اإللكتروني آنذاؾ ،مما يستوجب قياـ الممثميف بحفظ المشيد كامال وتأديتو أماـ ثالث كاميرات تعمؿ متزامنة قاـ المخرج برسـ لقطة كؿ منيا ودرب المصوريف عمييا في تماريف متكررة عمييـ تنفيذىا بصمت وىدوء ودوف تمكؤ أثناء التصوير والتسجيؿ وفؽ إيعازات وتوجييات المخرج خمؼ مكسر الصورة في غرفة السيطرة ،ويخاطبيـ مف خالؿ السماعات التي كانت ىي بدورىا كبيرة آنذاؾ تغطي األذف كاممة وليس مجرد كتمة صغيرة مدورة تُحشر في مدخؿ األذف ،وليذا بقيت ميارة كاتب الدراما التمفزيوني لفترة طويمة تتجسد قبؿ كؿ شيء في حبكة القصة وبناء المواقؼ وسرد الحكاية وقوة الحوار ورسـ الشخصيات وتصاعد الصراعات بينيا ،وظؿ اليـ الرئيس والشغؿ الشاغؿ لمكتاب التمفزيونييف ليس رسـ الصورة المرئية عمى الشاشة وتعاقب المقطات ،وانما أف يتقف "سرد" الحكاية بالحوار والمواقؼ وىي بال شؾ ميارة ليست ىينة ،واتقانيا والتمكف منيا يحتاجاف إلى ممارسة وخبرة تميز بيا عدد مف الكتاب العرب عندما كتبوا لمشاشات العربية المسمسالت المحمية أو التاريخية. ومف ىنا ثمة تطوراف أساسياف في تقنيات العمؿ التمفزيوني ساىما في حدوث انقالبات ثورية في فنوف الدراما التمفزيونية ،األوؿ في مجاؿ التصوير والثاني في مجاؿ المونتاج ،ففي المجاؿ األوؿ أدى تطور معدات التصوير اإللكتروني إلى أمور عديدة ميمة في اإلنتاج التمفزيوني ،حيث صغر حجـ الكامي ار وخؼ وزنيا فسيؿ نقميا وحمميا والتعامؿ معيا ،وارتفعت جودة الصورة إلى عشرة أضعاؼ ما كانت عميو ،وأصبحت الكامي ار ىي أداة التصوير والتسجيؿ في آف واحد (كامكوردر) فاستطاعت أف تتحرر مف ارتباطيا بمراكز التسجيؿ الثابتة ،وأف تخرج مف االستوديوىات وأف تصور األحداث في األماكف الطبيعية الفسيحة ،فاقتربت الدراما التمفزيونية مف الواقعية كثيرا ،عمى األقؿ مف حيث الشكؿ. أما في المجاؿ الثاني ،المرتبط بتقنيات المونتاج ،فالتطور الذي حصؿ فيو قرب العمؿ التمفزيوني مف ميارات العمؿ السينمائي فمـ يعد مف الممزـ تصوير المشيد دفعة واحدة مف حيث الزماف أو المكاف ،فصار مف الممكف مثال تأجيؿ بعض لقطات مف نفس المشيد لتصور في زمف آخر ،ولـ يعد الممثؿ مجب اًر عمى حفظ المشيد كامالً ،وأدائو دفعة واحدة أماـ عدد مف الكاميرات تصوره في أوضاع مختمفة ،وصار مف المفضؿ تصوير عدد مف المرات لمقطة الواحدة واختيار أفضميا أثناء المونتاج الالحؽ. وبالتالي حدث االنفجار األعظـ في فنوف اإلنتاج التمفزيوني في الثالثيف سنة األخيرة بدخوؿ التقنيات الرقمية في التصوير والمونتاج ،فالكامي ار التمفزيونية والسينمائية ىذه األياـ بحؽ كمبيوتر لمتصوير ،ووحدات المونتاج كمبيوتر لممونتاج ،فمـ يعد مف المتوقع أف يرى اآلف إنتاجاً تمفزيونياً بال مؤثرات صورية وتصحيحات بالكمبيوتر ،واضافات إبداعية رقمية لـ يكتبيا كاتب ولـ يؤدييا ممثؿ. وىكذا فتح تطور تقنيات التصوير والمونتاج الديجيتاؿ آفاقا غير محدودة لمسرد الدرامي التمفزيوني أطمقت العناف لخياؿ الكاتب لصياغة “حكايتو” بالنمط الذي يريده ،وأف يستعيض عف الحوار بالصورة المعبرة أو الموحية ،وأف يقترب النص التمفزيوني كثي اًر مف تفاصيؿ ومنيج السيناريو السينمائي ،الذي يكتمؿ عمى يدي المخرج. المتعددة "جييانغير أيراني" ّ ولتطوير الكتابة لألعماؿ المرئية ،ينصح منتج الوسائط التمفزيونييف نقالً عف "جيسيكا وايس" باختيار أي مقالة إخبارية مف أي صحيفة كبرى ومحاولة قراءة األوؿ بصوت عاؿ ،وسيجدونو عمى األغمب "طويالً جداً وجافاً" ،وحسب تعبيره "فمف تستطيع المقطع ّ التقاط أنفاسؾ وأنت تنيي قراءتو" ،ولممساعدة عمى ثقؿ الميارة الكتابية لمبث التمفزيوني أو اإلذاعي أو أىم النصائح والتي يمكن المدرب اإلعالمي "أيستيؿ ديموف"ّ ، عبر اإلنترنت ،قدـ "جييانغير" و ّ تمخيصيا فيما يمي: ؽ الجمؿتتحدث :اكتب بصوتؾ ،بميجة ُمخاطبة ،كما لو ّأنؾ تخاطب مستمعاً واحداً ،وأب ِ -اكتب كما ّ جمال قصيرة ،وعندما تعود إلى قراءة قصيرة ،واف كنت تممؾ جمالً طويمة ،ألحؽ مف بعدىا مباشرةً ً أنت المتكمّـ بالفعؿ؟ السرد بصوت عاؿ ،ىؿ تبدو حقاً كما و ّأنؾ َ ّ بالقصة المختارة ّ خصص جممة لكؿ فكرة ،وكف واضحاً وموج اًز ،والتزـ ؽ األمور عمى بساطتياّ : -أب ِ سابقاً ،وال تحاوؿ جاىداً كي تثبت "قدراتؾ وذكاءؾ". القصة تركيزىا. ّ -الكثير مف التفاصيؿ يمكف أف تفقد المعنى األساس وتُفقد المتعددة المقاطع ،والكممات التي يصعب لفظيا ،والجمؿ الطويمة الممتوية،ّ تجنب معظـ الكمماتّ - وكما يقوؿ "ديموف"" :ارفع مف شأف الكممات الصغيرة". تجنب الكتابة بطريقة الخصوصية :رغـ أف اليدؼ يكمف في الكتابة الواضحة ،لكف يجب عميؾ ّ ّ -وفّر عامة ،إذ يقوؿ ديموف ّأنو يجب عميؾ أف توفّر السياؽ ألي عامؿ قد يخمؽ االرتباؾ أو "رفع ّ الحاجبيف". معينة ،وق ّؿ تقدـ وصفاً عف األشخاص ال تضعيـ مف خالؿ وصفؾ في خانات أو تصنيفات ّ -عندما ّ تحديداً ما الذي يؤدونو دوف االستعانة بالمّقب الرسمي الذي يستخدمونو لمتعريؼ بوظيفتيـ أو عمميـ. اسرد القصص بالتسمسؿ الزمني المطموب :احرص عمى امتالؾ المحتوى الخاص بؾ عمى بداية - النص؛ وضع األخبار في مرحمة الحقة ومنتصؼ ونياية ،و "ال تدفف" الجممة األولى التي يبدأ بيا ّ عف البداية ،بحيث ال تبني المعمومات بشكؿ تدريجي لألشخاص لمعرفة المعمومة. -استخدـ المضارع والصوت النشط المحفّز :أنت تكتب بانسيابية لمتعبير عف ما يجري اآلف ،فدائماً ما المستمع.البث اإلذاعية والتمفزيونية لنقؿ الحدث فو اًر وبطريقة مباشرة ،لتنقؿ ىذا إلى ُ تصارع محطات ّ النشط) كمّما كاف ذلؾ ممكناً ،ففي المغة اإلنجميزية ،حاوؿ استخداـ -استخدـ المبني لممعموـ (الصوت ّ الجممة التي تحمؿ في تركيبتيا الفاعؿ-الفعؿ-المفعوؿ بو.عمى سبيؿ المثاؿ" :الشرطة (الفاعؿ) اعتقمت (الفعؿ) 21ناشطاً (المفعوؿ بو) لتنظيميـ وقفة احتجاجية عمى ميرليوف بارؾ بعد ظير يوـ السبت" ،وبالمغة العربية قدـ الفعؿ عمى الفاعؿ. الصور :يجب أف يرى مشاىدو الفيديو والتمفزيوف سبب حدوث شيء ما ،ففي -اكتب مف أجؿ ّ القصة حوؿ ّ المصور" -لوصؼ كيفية بناء سيناريو ّ التمفزيوف ،تُستخدـ الجممة "-أكتب لمشريط الصور القصة أو عدد ّ ّ مبرر لمكتابة بشكؿ يفوؽ الصور المرئية التي جمعتيا مسبقاً ،وليس ىناؾ مف ّ الموجودة. يتخيؿ الجميور اإلذاعي ما يمكف لمناس واألماكف واألشياء أف تكوف عميو في -استخدـ الصورّ : قوية ومباشرة ال تحمؿ أكثر مف معنى صور مر ّئية ّ اً كوف مف خالؿ كمماتؾ المستخدمة القصة ،و ّ ّ واحد. -استخدـ األفعاؿ التي تصؼ الحالة أكثر مف استخداـ الصفات ،فعمى سبيؿ المثاؿ ،إف كنت تقوؿ يتبجح أو يسير متئداً" فأنت تعطي الجميور صورة واضحة مع االستغناء عف استخداـ الصفة، "ىو ّ الغنية يوصمؾ إلى اإلسياب في الكتابة ،بؿ استخدـ الحية و ّ لكف ال تدع الكتابة بأسموب الصور ّ الكممات المقتضبة. معينة ،كف المضيؼ.وال تحكـ قبضتؾ -دع المتحدث يتكمّـ :إف كنت تستضيؼ ) (showأو مقابمة ّ القصة. ّ عمى موضوع -عندما تجري المقابمة" ،ال تيميـ mm hmm' ،خالليا وال تواظب عمى الحديث عف نفسؾ "،فحسب القصة /التجربة /والعاطفة مف الضيؼ إلى ّ ميمتيا في متابعة إيصاؿ مجرد قناة تكمف ّ "أنت ّ أيراني َ الجميور". بدورىا تفتتح شبكة بي بي سي دليميا لمكتابة لمصورة بعبارة تصمح ممخصاً لمشكالت الصحافة التمفزيونية العربية ،إذ تقول: أبسط قواعد الكتابة لمصورة ىي أال تمجأ مطمقا إلى استخداـ لقطة لمؿء الفراغ ،وأال تكتب كممة - واحدة مف دوف أف تتأكد مف وجود الصور المالئمة ليا ،أي أف تكتب فقط لما لديؾ مف صور”، فاتباع ىذه النصيحة سيجنب المشاىد ما يراه مف الساعات الطواؿ التي يقؼ فييا التميفزيوني ليتحدث إلى الكامي ار بدوف ىدؼ أو أف تجد تقري اًر كامالً بال متحدثيف سوى المراسؿ نفسو ،وال يعني ىذا أف ظيور الصحفي محظور لكف السياؽ وفائدة الظيور ليدؼ العمؿ ىو المقصود. كما أف لمصورة والصوت أىمية فاف لمصمت والصوت الطبيعي قيمة في الشريط التمفزيوني ،وعميو - يقوؿ يسري فودة في إحدى محاضرتو اف استخداـ الصمت يتيح لممشاىد فرصة لكي يمتقط أنفاسو، ويتعايش مع القصة ،أو العمؿ الذي يشاىده ،وال تشرح لو كؿ ما يراه ،واتركو ليتخيؿ ويستنتج ويربط األشياء ببعضيا ويصؿ بنفسو. -إف الفارؽ بيف الكتابة لمصورة والكتابة لمصحافة المطبوعة أو االلكتروني يتطمب منؾ في المقاـ األوؿ أنت تعرؼ قواعد الكتابة الصحفية الصحيحة مف ضبط لمحروؼ واستخداـ دقيؽ لألوصاؼ واألفعاؿ وسالمة في كتابة الجمؿ لغويا وصحفياً. مع بداية انتشار برامج التوؾ شو وسيطرتيا عمى مناخ التمفزيونات المصرية عمؽ كثيروف مف - الميتميف باإلعالـ في العالـ العربي عمى انخفاض مستوى اتقاف المراسميف العامميف بيا لمغة العربية الفصحى ،وارتكابيـ أخطاء في النطؽ والتشكيؿ وضبط نيايات الكممات ،وىو ما كاف صحيحاً بدرجة كبيرة لكف الصورة التي تعززت لدى الصحفييف ىي أف الصحفي البد أف يبالغ في اظيار مياراتو الكتابية واستعراض حصيمتو المغوية في غير موضعيا ،ما جاء في النياية عمى حساب المشاىد العادي الذي وجد نفسو أماـ لغة متعالية ومفردات ال تناسب الموضوع المطروح أمامو ،لذا فاالقتصاد في استخداـ المغة واجب ،ويأتي في الوقت نفسو مع اتقانيا لتكوف سيمة وبسيطة عمى مشاىد ييمو في المقاـ األوؿ أف يرى ما غاب عنو ال أف يستمع إلى عمؿ أدبي ولغة تناسب منتج ثقافي ابداعي وليس نشرة اخبارية أو تقرير مف الشارع. لمصورة ذائقة وثقافة كما لمغة ،وتنميتيا واالبقاء عمى اطالع عمى الجديد فييا يحتاج منؾ تخصيص - وقت يومي لمتابعة ومشاىدة فيمـ أو أكثر مف تقرير تمفزيوني وصور فوتوغرافية بشكؿ مستمر ليساعدؾ كؿ ىذا عمى تطوير تعاممؾ مع الصورة والمقطات وتجديد الروح التي يتسـ بيا عممؾ التمفزيوني ،ولتالحظ تجدد األفكار وزوايا التصوير واستخداـ الموسيقي. -قبؿ أف تتحرؾ إلى تصوير عممؾ فكر وتوقع ما الذي قد تراه وأعد قائمة مبدئية بالمشاىد التي تريدىا وتناقش مع المصور فييا ،واف لـ تكف أنت مف تصور وقبؿ أف تتحرؾ عائداً راجعيا واعرؼ ما فاتؾ ،وحيف تصؿ إلى القناة مرة أخرى قـ بمشاىدة ما تـ التقاطو وفرغ كممات جاءت عمى لساف الضيوؼ أو األشخاص الذيف التقيتيـ ،وأعد بيـ قائمة