فلسفة تربية - الفصل الأول PDF

Summary

هذا ملخص لكتاب فلسفة التربية - الفصل الأول. يغطي الكتاب مفهوم الفلسفة و علاقتها بالتربية. يقدم تطبيقات الفكر التربوي.

Full Transcript

‫‪1‬‬ ‫تأمل اإلنسان منذ أن خلق جميع ظواهر الكون من موت ‪ ،‬وحياة ‪ ،‬وصحة ‪ ،‬وبرق ‪ ،‬ورعد ‪.‬ولكن لم تكن حواسه حينذاك‬ ‫تسعفه لإلجابة عن األسئلة التي تدور فى ذهنه ‪.‬فأخذ يعمل عق...

‫‪1‬‬ ‫تأمل اإلنسان منذ أن خلق جميع ظواهر الكون من موت ‪ ،‬وحياة ‪ ،‬وصحة ‪ ،‬وبرق ‪ ،‬ورعد ‪.‬ولكن لم تكن حواسه حينذاك‬ ‫تسعفه لإلجابة عن األسئلة التي تدور فى ذهنه ‪.‬فأخذ يعمل عقله و يربط بين الظواهر و الجزئيات المختلفة للوصول إلى‬ ‫إجابات لتلك األسئلة ‪.‬تماما ً كمن يضع قصاصات الصورة إلى جوار بعضها البعض ‪.‬فإذا لم يجد القصاصة التى تكمل الصورة‬ ‫بدأ يتخيلها ليكملها في خياله ‪..‬وكانت تلك المحاوالت تتوج بالنجاح أحيانا ً ‪ ،‬و بالفشل أحيانا ً أخرى ‪.‬وفى كل مرة كان يسأل‬ ‫نفسه ليصل إلى إجابات ترضيه وترضى فضوله للمعرفة ‪.‬‬ ‫وقد ظهر أثناء تلك المحاوالت نوعان من التفكير والتفسير هما ‪:‬‬ ‫‪ -1‬سببى ( علي ) ‪ :‬يقوم على الربط المنطقى بين السبب والنتيجة بشكل منطقى معقول‬ ‫‪ -2‬خرافى أو أسطورى‪ :‬يفسر الظواهر واألحداث عن التي ال يمكن إثباتها بالحواس ووسائل الرصد والقياس ‪ ،‬وال يمكن‬ ‫إثباتها باإلستدالل العقلى ‪.‬‬ ‫‪..‬من هنا نشأت الفلسفة أوالً ثم إنفصل عنها باقى العلوم ‪.‬‬ ‫وكانت لإلجابة عن أسئلة كبرى مثل ‪:‬‬ ‫* ما اإلنسان ؟ وما طبيعته ؟ * ما الوجود ؟ وما الحكمة منه ؟ و إلى أى مصير يسير ؟‬ ‫* ما المعرفة و ما مصادرها و ما طبيعتها ؟‬ ‫* ما األخالق ؟ وهل هي نسبية أم مطلقة ؟‬ ‫* ما القيم وما عالقتها باألخالق ؟‬ ‫ومع تطور الفكر الفلسفى ونجاحه فى اإلجابة عن تلك التساؤالت بدأ فى تكوين رؤى متكاملة ‪.‬ومن خاللها ظهرت‬ ‫المباحث الفلسفية الرئيسية وهى ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مبحث الوجود ( األنطولوجى ) ‪:‬‬ ‫والذى يتضمن مجموع الرؤى والتصورات الفلسفية حول الوجود ‪.‬هل هو مادى أم روحى ؟ أم مزيج من االثنين معا ً ؟‬ ‫وما تكوينه هل يتكون من جوهر واحد أم من عناصر متعددة ؟ هل الوحدة هى األصل فى الوجود و الكثرة مظهر عارضت‬ ‫أم العكس ؟‬ ‫‪ -‬فى الفلسفة كل موجود له مظهرين ‪ :‬مظهر عارض ( ملموس ) ‪ ،‬وجوهر ( روح )‬ ‫ملموس ‪ :‬توجد أشياء كائنة موجودة نراها بأعيننا مثل اإلنسان ‪ ،‬النبات ‪ ،‬السبورة ‪.‬‬ ‫روح ‪ :‬توجد أشياء ال نراها بأعيننا ‪ ،‬ولكن نستدل على وجودها قبل الكهرباء والهواء ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ – 2‬مبحث المعرفة ( الستمولوجى) ‪:‬‬ ‫والذى يتضمن نظريات متعددة حول ‪ ٣‬مسائل هى ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬إمكانية المعرفة وحدودها ‪:‬‬ ‫هل يستطيع اإلنسان أن يدرك جميع موضوعاتها أم يقتصر إدراكه فقط على المحسوس منها ؟‬ ‫ب ‪ -‬مصادر المعرفة ووسائلها ‪:‬‬ ‫العقل ‪ ،‬الحواس ‪ ،‬والمعرفة الدينية التى تلقى فى قلب ‪.‬اإلنسان مباشرة عندما تتوثق صلته باهلل ‪ ،‬وأى تلك المصادر‬ ‫يحصل فيها اإلنسان على المعرفة اليقينية ‪ ،‬أو اغير اليقينة ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬طبيعة المعرفة ‪:‬‬ ‫هل هى واقعية تجريبية ( نصل إليها بالتجربة ) ‪ ،‬أم عقلية مثالية ( نصل إليها بالعقل ) ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مبحث القيم ( إكسيولوجى ) ‪:‬‬ ‫والذى يبحث فى طبيعة القيم هل هى نسبية تختلف بإختالف الزمان والمكان ‪ ،‬أم هى مطلقة يسعى إليها اإلنسان لذاتها‬ ‫حتى لو لم يتحقق من خالل أغراضا ً معينة ( كمفهوم السعادة التى تعد خيرا ً فى حد ذاتها ) ‪.‬‬ ‫‪ -‬و إتفق الفالسفة على أن هناك ثالث قيم أساسية هى ‪ :‬الحق و الخير و الجمال وهى التى ينشرها اإلنسان فى كل زمان‬ ‫و مكان من هنا نشأت فى الفلسفة ثالثة علوم متخصصة هي ‪-:‬‬ ‫أ ‪ -‬علم المنطق ‪ :‬ويحث إلى قيمة الحق ‪ ،‬و يحاول مساعدتنا على إلتزام الصواب وتجنب الخطأ ‪ ،‬و تحديد الشروط التى‬ ‫ينبغى مراعاتها لكى يكون التفكير صحيح‬ ‫ب ‪ -‬علم األخالق ‪ :‬ويبحث فى قيمة الخير و يحاول أن يساعدنا على توجيه سلوكنا بتحديده لمعانى الخير و الشر‪ ،‬وتحديد‬ ‫القواعد التى ينبغى مراعاتها لكى يكون السلوك خيرا ً ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬علم الجمال ‪ :‬وهو الذى يحاول أن يعيننا على ترقية أذواقنا بتحديده لمعانى الجمال والقبح وتحديد الخصائص التى‬ ‫ينبغى توافرها فى األشياء كى تكون جميلة ‪.‬‬ ‫و سميت هذه العلوم بـ ( العلوم المعيارية ) نظرا ً لكونها تبحث فى المعايير التى ينبغى توافرها فى التفكير السليم ‪،‬‬ ‫والسلوك الخير ‪ ،‬والشئ الجميل ‪.‬‬ ‫وهي تختلف عن ( العلوم الوصفية ) التى تصف الشئ كما هو كائن بالفعل وليس كما ينبغى أن يكون ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مبحث ( الميتافيزيقا ) ‪:‬‬ ‫وهو المبحث الرئيسى للفلسفة ‪ ،‬ويضم كال من محبث الوجود ( األنطولوجى ) ‪ ( ،‬الكونيويات ) ‪ ( ،‬کوزمولوجی ) و يهتم‬ ‫بدراسة العالقة بين الوجود العام للكون أو الوجود المطلق ‪ ،‬ويبين الوجود فى صورة معين من صورة ‪.‬‬ ‫وبعض الفالسفة يقصده فى البحث في العالقة فى الوجود والفكرة ‪ ،‬والعالقة بين المادة والروح ويسميه البعض ( ما‬ ‫وراء الطبيعية ) ‪ ( ،‬أصل الموجودات ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ظلت الفلسفة قرونا ً طويلة بمثابة اإلطار العام المنظم للفكر أيا ً كان نوعه سواء العلوم التجريبية أو العقلية ‪ ،‬وكانت تسمى‬ ‫أم العلوم ‪ ،‬إلى أن ظهر الفكر التجريبى وتميزت المعارف الناشئة عن الحواس وما يعينيها من أدوات عن المعارف‬ ‫المعتمدة على اإلستدالل العقلى ‪.‬ومن هنا ظهر نوعان من التفكير هما التفكير الفلسفى ‪ ،‬و التفكير العلمى ‪..‬‬ ‫كان الفالسفة األوائل علماء فى الطبيعة ( طاليس كان عالما ً في الطبيعة والرياضيات ‪ ،‬و فيثاغورت فى الرياضيات ‪ ،‬و‬ ‫أبن رشد فى الفلك والطب والقضاء ‪ ،‬و أبن سينا فى الطب )‬ ‫كانت أول العلوم التى إنفصلت عن الفلسفة هو علم الطبيعة بفضل بحوث جاليليو في الفلك ‪ ،‬ونيوتن فى الفيزياء ‪ ،‬ثم‬ ‫إنفصل علم الكيمياء ‪ ،‬ثم علم األحياء ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أما علم النفس واإلجتماع فأنفصال فى مطلع القرن العشرين حيث إتجهت الدراسات النفسية واإلجتماعية للتجريب‬ ‫والقياس ‪.‬‬ ‫‪ -‬من هنا أصبح هناك إتجاهان فى التفكير هما ‪:‬‬ ‫التفكير الخرافى‬ ‫التفكير العقالنى‬ ‫الذى يفسرها بطريقة أسطورية‬ ‫الذى يفسر الظواهر بطريقة منطقية منظمة‬ ‫ال يستند للعقل و المنطق مثل ‪ :‬تفسير الظواهر الطبيعية‬ ‫يضم المعارف التى تستند للعقل مثل ‪:‬‬ ‫بربطها بقوى غير معروفة‬ ‫الفلسفة و الرياضيات‬ ‫والمعارف الحسية التجريبية التى تعتمد على الحواس فى‬ ‫إستخالص المعرفة من واقع الظواهر سواء كانت طبيعية‬ ‫أو إنسانية إجتماعية مثل ‪ :‬الفيزياء و الكيمياء و االحياء‬ ‫و علم النفس‬ ‫‪3‬‬ ‫يسعى العالم إلى دراسة القوانين و المبادئ العامة التى تفسر الظواهر و يصمم التجارب و األدوات التى تعينه على ذلك‬ ‫ليصل فى النهاية للنتائج ‪.‬‬ ‫وهو فى سعيه هذا ينتقل من الحقائق للمفاهيم إلى المبادئ و القوانين ثم للنظريات و اإلطار العام لبنية العلم و العالقة بين‬ ‫المفاهيم و المقوالت و النظريات ‪ ،‬هو ما يسمى بفلسفة العلم ‪.‬‬ ‫أما العلم فهو المضمون الذى تتضمنه تلك المفاهيم و المقوالت و النظريات و فلسفة العلم ( و هى أعلى درجة يمكن أن‬ ‫يصل إليها العالم ) ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬تسمى الدرجة العلمية التى يحصل عليها المتخصص فى أحد العلوم درجة دكتوراه الفلسفة فى علم (‪ )...‬لماذا ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ألنه يسعى إليجاد العالقة بين المفاهيم و المقوالت و النظريات و المبادئ ذات العالقة بهذا العلم ‪.‬‬ ‫‪...‬بنا ًء على ذلك ‪...‬‬ ‫سؤال ‪ :‬ما المقصود بفلسفة التربية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬هو تصور للعالقة بين النظريات ‪ ،‬المقوالت ‪ ،‬المفاهيم ذات العالقة بعلم التربية ‪.‬‬ ‫‪ -‬بنية أى علم تتكون من حقائق ‪ -‬مفاهيم ‪ -‬مبادئ ‪ -‬نظريات تنتظم فى شكل هرمى ‪.‬‬ ‫المضمون الذى تتضمنه الحقائق و المفاهيم ‪...‬ألخ = تسمى علم ‪.‬‬ ‫نظريات‬ ‫أما دراسة اإلطار العام لبنية العلم من حقائق و مفاهيم و مبادئ‬ ‫و نظريات بإستخدام منهج بحثى و محكوم بتصور عام‬ ‫مبادئ‬ ‫يوضح العالقة بين العلم و محتواه و بنيته و منهجه البحثى‬ ‫مفاهيم‬ ‫هذا ما يطلق عليه فلسفة العلم ‪.‬‬ ‫حقـــــــائق‬ ‫بنيـــــــــــة العلــــــــــم‬ ‫‪3‬‬ ‫التفكير الفلسفى‬ ‫التفكير العلمى‬ ‫أوجه الفرق‬ ‫الشمول نحوالظواهر و الوجود‬ ‫متخصص فى مجال أو فرع معين ‪ ،‬حيث‬ ‫التخصص‬ ‫يهتم بدراسة الظواهر التى تندرج تحته‬ ‫مقابل الشمول‬ ‫الذاتية وال يفصل بين موضوع التأمل و‬ ‫الموضوعية و الحيادية فى النظرة للظواهر‬ ‫الموضوعية‬ ‫الذات المتأملة ‪ ،‬وال يسعى لذلك ‪ ،‬بل‬ ‫مقابل‬ ‫على العكس يهتم بتأملها و يحاول أن‬ ‫الذاتية و التأملية‬ ‫يضمنها فى تصوراته الشاملة‬ ‫مرن ال يتقيد بتلك القيود الرياضية فى‬ ‫يسعى العالم لقياس الظواهر و صياغة‬ ‫التكميم و القياس‬ ‫تأمله للظواهر و فى الوصول لصياغة‬ ‫العالقات بين العوامل بشكل رياضى كمى‬ ‫مقابل‬ ‫تصوره الفلسفى لها‬ ‫سواء ظواهر طبيعية أو إجتماعية ‪ ،‬مثال‬ ‫المرونة‬ ‫[ القوة = الكتلة ‪ x‬الحركة ‪ ،‬السرعة =‬ ‫المسافة ‪ /‬الزمن ‪ ،‬درجة غليان الماء عند‬ ‫ْ‪ ، ] 100‬و إجتماعية نفسية مثل [ العالقة‬ ‫بين الذكاء و التحصيل ]‬ ‫الفيلسوف يصل للحقيقة من خالل المنطق‬ ‫العالم يصل للحقيقة من خالل التجريب و‬ ‫اليقين التجريبى‬ ‫العقلى و االستدالل مثال ‪ :‬كل الفواكه‬ ‫الرصد والقياس‬ ‫مقابل‬ ‫حلوة المذاق ‪ ،‬التفاح فاكهه ‪ ،‬إذا ً التفاح‬ ‫اليقين العقلى‬ ‫حلو المذاق‬ ‫‪ -‬ويوجد أحد التيارات الفلسفية ال تتفق مع مبدأ اليقين العقلى كلية ‪ ،‬و يذهب إلى ضرورة إضفاء المعرفة للتحقق‬ ‫التجريبى و من هؤالء ( اإلتجاه الوضعى ) ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬النسقية و اإلتساق المنطقى ‪:‬‬ ‫‪ -‬وذلك ألن كال النوعين يتفقان للتفكير العقالنى و ليس الخرافى و ألن البنية النسقية للعلم هى الوظيفة األساسية لفلسفة‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬العلية ( السببية ) ‪:‬‬ ‫‪ -‬كالهما يهدف التعليل و التفسير و ربط العوارض و المظاهر باألسباب و العلل المنشئة لها مع إختالف المنهج و‬ ‫األسلوب ‪ [.‬السبب و النتيجة ] ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ - 3‬تعاقب التحليل و التركيب ‪:‬‬ ‫‪ -‬التحليل يعنى تجزئة الكل ‪ ،‬و التركيب العكس ‪.‬‬ ‫فكالهما يسعى إلى تحليل الظواهر ثم يسعى لبناء تصورات عامة يمكن اإلعتماد عليها فى التفسير ( تركيب )‬ ‫** و أهم ما يميز التفكير الفلسفى هو (( الشك المنهجى )) فهو نقطة اإلنطالق للوصول لليقين ‪ ،‬وعالمة الوجود اإلنسانى‬ ‫و دليلك (( أنا أشك إذا ً أنا موجود )) ‪ ،‬وهو أيضا ً نقطة اإلختالف بين الفكر الدينى و الفكر الفلسفى ‪ ،‬فالفكر الدينى يبدأ‬ ‫بمقدمات يقينية تمثل العقيدة و اإليمان والثوابت ‪ ،‬و هذا ال يعنى أن الفكر الفلسفى مرادف اإللحاد ‪ ،‬فالشك فى الفكر الفلسفى‬ ‫يعنى نقطة بداية للوصل لليقين ‪ ،‬بينما اإللحاد ينكر من البداية مبدأ وجود الخالق ‪.‬‬ ‫إزدهرت التربية فى العصور والحضارات التي إزدهرت فيه الفلسفة والعكس فقد تخلفت فى العصور التى إضطهد فيه‬ ‫الفالسفة والفكر الفلسفى ‪.‬‬ ‫** مثال ‪ :‬إزدهار األفكار التربوية فى وقت إزدهار الفلسفة فى أثينا و فى العصر العباسى ‪ ،‬و تدهورها فى عصور الظالم‬ ‫المسيحية حيث كانت المحارق و آالت التعذيب مليئة بعشرات الفالسفة و العلماء و المفكرين‪.‬‬ ‫أن الفالسفة فى المقام األول مربون ‪.‬‬ ‫السبب‬ ‫‪ -‬ووضوح الرؤية الفلسفية للمجتمع تعنى أنه يمتلك تصورا ً معنيا ً حول هويته و ثقافته ‪ ،‬و تعنى أنه يدرك الماضى و‬ ‫الحاضر و يستشرف المستقبل و يعرف ماذا يريد من التربية أن تحققه و هو ما يتطلب مناخا ً مجتمعيا ً يقدر الفكر الفلسفى‪.‬‬ ‫‪ -‬هناك أربعة مستويات من الفلسفات تندرج من العام الشامل للخاص و هى ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العام الشامل ‪ :‬الذى يتضمن المسائل الفلسفية بشكل خاص مثل حقيقة الوجود( الوجود ‪ -‬المعرفة ‪ -‬القيم)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬العام المرتبط بمجتمع معين ‪ :‬فى زمان و مكان معينين ( فلسفة الدولة ) ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الخاص ‪ :‬المرتبط بفئة معينة من أفراد المجتمع لهم خصوصيتهم ( المراهقين )‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الخاص ‪ :‬المرتبط بفرد معين من أفراد تلك الفئة ( مبادئه ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -‬و كل فرد من له فلسفته الخاصة فى الحياة ‪ ،‬التى يتخذ بنا ًء عليها قراراته و يسير وفقا ً لها ‪ ،‬وذلك وفق الفلسفة العامة‬ ‫للمجتمع ‪.‬‬ ‫لكن أحيانا ً ما يحدث صدام بين الفكر العام للمجتمع و الفلسفة الخاصة باإلنسان‬ ‫مثال ‪ :‬المعلم له فلسفته الخاصة كمواطن ‪ ،‬و لكن فى نفس الوقت البد أن يخضع لفلسفة المجتمع فى عمله بوصفه منفذ‬ ‫لهذة الفلسفة ‪.‬‬ ‫‪ -‬ففلسفة الفرد إختيار حر ‪ ،‬بينما فلسفة المجتمع قدر وإجبار ‪ ،‬لذا فقد يتعرض الفرد لإلغتراب إذا قدر له التعارض بين‬ ‫الفلسفتين ‪ ،‬إال إذا إستطاع أن يحل هذا التناقد و الصراع ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬ما هى فلسفتك فى احلياة ؟‬ ‫‪ -‬المعلمون هم أولى الناس بفهم هذة الفلسفة اإلجتماعية و إدراك ما بينها و بين الفلسفة التربوية من تناقض أو إتساق ‪.‬‬ ‫وهنا تأتى أهمية دراسة األصول الفلسفية للتربية فى وقاية المعلمين من الوقوع أسرى (( الكتلة الحرجة ))‬ ‫بل يكون دورهم هو المشاركة فى صيانة فلسفتهم اإلجتماعية و التربوية من الجمود و من التخلف عن مواكبة التطور و‬ ‫النمو ‪ ،‬من خالل تأهيلهم لفقدها بأساليب منهجية و تكوين وجهات نظر مستقلة ‪ ،‬و إتخاذ مواقف إيجابية بناءة ‪.‬‬ ‫الكتلة الحرجة ‪ :‬وجود عدد كبير من األفراد ال يمتلكون الوعى و يتسمون بضبابية الرؤية بحيث يمكن ألى فئة أو قوة‬ ‫إجتماعية أخرى أن توظفهم لمصالحها ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser