فقه العبادات 3 الدرس 2 PDF

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Summary

This document is a lesson on the conditions for obligatory Hajj. It discusses the requirements and different viewpoints on whether Hajj is mandatory or not. Also, it emphasizes the importance of fulfilling the aspects related to Islam.

Full Transcript

‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫رشوط وجوب احلج‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫عنارص الدرس‪:‬‬...

‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫رشوط وجوب احلج‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫عنارص الدرس‪:‬‬ ‫األهداف اإلجرائية‪:‬‬ ‫يشتمل هذا الدرس عىل العنارص الرئيسة‬ ‫عزيزي طالب العلم‪ ،‬يتوقع منك بعد هذا الدرس أن‪:‬‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تستنتج رشوط وجوب احلج‪.‬‬ ‫‪ ‬رشوط احلج‪:‬‬ ‫‪ -2‬توضح حكم حج الصبي واملجنون‪.‬‬ ‫‪ -3‬تشح خالف الفقهاء يف حد االستطاعة‪.‬‬ ‫الرشط األول‪ :‬التكليف‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفرق بني رشط اإلسالم لوجوب احلج عند احلنفية‬ ‫الرشط الثاين‪ :‬احلرية‪.‬‬ ‫واجلمهور‪.‬‬ ‫الرشط الثالث‪ :‬االستطاعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬توضح حكم حج املرأة بدون حمرم‪.‬‬ ‫الرشط الرابع‪ :‬اإلسالم عىل قول احلنفية‪.‬‬ ‫الرشط اخلامس‪ :‬وجود املحرم للمرأة‪.‬‬ ‫***‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫ﻓﻘﻪ اﻟﻌﺒﺎدات ‪٣‬‬ ‫اﻟﺪرس ‪٢‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫رشوط وجوب احلج‬ ‫خامسا‪ :‬رشوط وجوب احلج‪:‬‬ ‫هناك جمموعة رشوط إذا توفرت فإن احلج جيب عىل اإلنسان‪ ،‬وإذا اختل رشط منها فإن‬ ‫احلج يسقط عنه ما مل تكتمل الشوط‪.‬‬ ‫الرشط األول‪ :‬التكليف‪.‬‬ ‫أن يكون اإلنسان بالغا وعاقال‪ ،‬فالصبي واملجنون ال جيب عليهم احلج؛ فقد ورد يف‬ ‫احلديث «رفع القلم عن ثالثة»(‪ ،)1‬والنصوص الشعية بينت أن الصبي واملجنون ال جيب‬ ‫عليهم يشء من األحكام‪ ،‬وإنام يمكن أن يعود الصبي عليها‪ ،‬فإذا ما بلغ استطاع أن يأتيها‪،‬‬ ‫ولكن لو حج الصبي أو املجنون فحجهم صحيح‪ ،‬لكن ذلك ال يسقط عنهم فريضة احلج؛‬ ‫ألن احلجة األوىل التي أتى هبا يف صغره يف حقه تعد نافلة يؤجر عليها‪.‬‬ ‫بل إنه حتى لو كان هذا الصبي غري مميز‪ ،‬وال يعقل وال يفهم شيئا من العبادات يكون‬ ‫حجه صحيحا‪ ،‬ومما يدل عىل ذلك ما رواه اإلمام مسلم من طريق ابن عباس عن النبي ‪‬‬ ‫أنه «لقي ركبا بالروحاء‪ ،‬فقال‪« :‬من القوم؟» قالوا‪ :‬املسلمون‪ ،‬فقالوا‪ :‬من أنت؟ قال‪:‬‬ ‫«رسول اهلل»‪ ،‬فرفعت إليه امرأة صبيا‪ ،‬فقالت‪ :‬أِلذا حج؟ قال‪« :‬نعم‪ ،‬ولك أجر»(‪ )2‬فالنبي‬ ‫‪ ‬بني أن ِلذا الصبي حجا؛ فاحلج ينعقد منه ولكن يكون يف حقه نافلة فإذا ما بلغ احللم‬ ‫فعليه أن حيج حجة اإلسالم مرة أخرى‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪.)1232‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)409‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫الرشط الثاين‪ :‬احلرية‪.‬‬ ‫فالعبد اململوك واألمة اململوكة ال جيب عليهام احلج‪ ،‬بل مها مكلفان رشعا بخدمة‬ ‫سيدمها‪ ،‬إال أنه إن أذن ِلام سيدمها باحلج فإن حجهام يكون صحيحا‪ ،‬ولكنه يكون نافلة يف‬ ‫حقهام؛ ألنه ال جيب عليهام احلج أصال‪ ،‬فإذا من اهلل تعاىل عليهام بالعتق فإن عليهام أن حيجا‬ ‫حجة أخرى كام ورد يف احلديث‪« :‬أيام عبد حج ثم أعتق فعليه حجة أخرى»(‪.)1‬‬ ‫الرشط الثالث‪ :‬االستطاعة‪.‬‬ ‫وردت االستطاعة يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬وهلل عىل الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال‬ ‫ومن كفر فإن اهلل غني عن العاملني﴾ [آل عمران‪ ،]97 :‬وكام ورد أيضا يف احلديث «وحج البيت‬ ‫من استطاع إليه سبيال»(‪ ،)2‬وكذلك حديث عمر «وَتج البيت إن استطعت إليه سبيال»(‪،)3‬‬ ‫وقد وقع خالف بني العلامء يف ذكر ماهية هذه االستطاعة‪ ،‬وأقواِلم تتلخص يف ثالثة‬ ‫اجتاهات يف كوهنا بدنية فقط؟ أو مالية فقط؟ أو بدنية مالية؟ والذي يدل عليه الدليل أن‬ ‫االستطاعة هي االستطاعة املالية فحسب‪ ،‬يعني احلج جيب عىل اإلنسان سواء كان قادرا عىل‬ ‫الذهاب بنفسه أو مل يكن قادرا عىل الذهاب بنفسه‪ ،‬فإن مل يكن قادرا عىل الذهاب بنفسه‬ ‫أناب غريه وعليه نفقة ذلك النائب‪.‬‬ ‫ومما يدل عليه ما جاء يف احلديث الذي يرويه اإلمام الربيع بن حبيب وغريه من طريق ابن‬ ‫عباس قال‪ :‬كان الفضل بن العباس رديف رسول اهلل ‪ ‬فجاءت امرأة من خثعم تستفتيه‬ ‫فجعل الفضل بن عباس ينظر إليها وتنظر إليه‪ ،‬فجعل رسول اهلل ‪ ‬يرصف وجه الفضل إىل‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي يف السنن الصغرى (‪.)1477‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه الربيع (‪.)769‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)102‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫الشق اآلخر قالت‪« :‬يا رسول اهلل إن فريضة اهلل عىل العباد يف احلج أدركت أِب شيخا كبريا‬ ‫ال يستطيع أن يثبت عىل الراحلة أفأحج عنه ؟ قال‪« :‬أرأيت لو كان عىل أبيك دين فقضيته‬ ‫عنه‪ ،‬أكنت قاضية عنه؟»‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪« :‬فذاك ذاك»»(‪.)1‬‬ ‫بمعنى أنه ملا وجب احلج عىل الناس أدرك وقت وجوب احلج أباها شيخا كبريا ال يقدر‬ ‫أن يثبت عىل الراحلة‪ ،‬فجسمه ضعيف مهلهل ال يتمكن من الوصول إىل تلك املشاعر‬ ‫املقدسة فهل يسقط عنه احلج؟ فالنبي ‪ ‬بني ِلا أن هذا حق هلل ‪ ،‬وأن عليها أن تعينه عىل‬ ‫أداء هذا احلق وأن َتج عنه‪ ،‬فلو مل يكن احلج واجبا عليه لذكر ِلا النبي ‪ ‬بأنه ما دام أنه ال‬ ‫يستطيع أن يثبت عىل الراحلة سقط عنه احلج‪.‬‬ ‫والقدرة البدنية تشمل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬صحة اجلسم‪ :‬بمعنى أنه يستطيع أن يصل بجسده إىل تلك املشاعر ليطوف‬ ‫ويسعى‪ ،‬ويذهب إىل عرفات ونحو ذلك‪ ،‬عىل أن هناك رخصا ِلذا اإلنسان إن كان ال‬ ‫يقوى عىل الذهاب إىل تلك املشاعر بجسده؛ مثل أن يطوف حمموال‪ ،‬فليس من‬ ‫الرضوري أن يميش بنفسه فيمكن أن يطوف وهو حممول وأن يسعى وهو حممول‪ ،‬وأن‬ ‫يأيت بقية املناسك وهو حممول‪ ،‬بل فيام يتعلق بالرمي‪ ،‬له أن ينيب غريه يف الرمي‪ ،‬املهم‬ ‫أنه إذا كان اإلنسان يقوى أن يقيص بدنه إىل ذلك املكان ولو حمموال فإن عليه أن‬ ‫يذهب للحج‪ ،‬اللهم إال إن كان به أمراض‪ ،‬وهذه األمراض حيتاج معها إىل رعاية‬ ‫خاصة‪ ،‬وهذه الرعاية قد ال تتحقق له خارج بيته أو خارج خارج بلده‪ ،‬فنقول بأنه غري‬ ‫مستطيع‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وجود وسيلة النقل‪ :‬سواء كانت بالسيارة أو بالطائرة أو نحو ذلك مما يقوى‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الربيع (‪.)392‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫عليه‪ ،‬فمن ملك الوسيلة أو استطاع أن يملك الوسيلة أو بواسطة األجرة أو نحو ذلك‬ ‫فنقول بأنه مالك وقادر للذهاب إىل احلج‪ ،‬وهذا إن كان حمتاجا إىل وسيلة لطبيعة‬ ‫احلال‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أمان الطريق ووجود الصحبة الصاحلة‪.‬‬ ‫أما القدرة املالية فتشمل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬زاد الطريق وما حيتاجه وقت املناسك‪ :‬بداية من خروجه من بيته إىل أن يعود‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قوت أهله من لدن خروجه عنهم إىل أن يعود إليهم‪ ،‬حتى ال يكونوا عالة عىل‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫هنا تنبيه مهم يتعلق بمسألة التصاريح وهو أنه قد تتوفر هذه األشياء لإلنسان‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك أمرا آخر يف وقتنا املعارص وهو مسألة الترصيح‪ ،‬بمعنى أن اإلنسان يمنع قانونا أن‬ ‫يذهب بدون ترصيح‪ ،‬ومراعاة للمقاصد الشعية فإن مثل هذا القانون هو إجراء مطلوب؛‬ ‫ألن فتح الباب بدون أن يكون هناك بطاقات مما يؤدي إىل إيقاع الرضر بالناس مجيعا‪.‬‬ ‫الرشط الرابع‪ :‬اإلسالم عىل قول احلنفية‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن غري املسلم ال جيب عليه احلج عندهم‪ ،‬وذهب اجلمهور إىل أن احلج‬ ‫واجب عىل املشك‪ ،‬وأنه غري معذور برتكه‪ ،‬ولكنه ال يصح منه إال باإلسالم‪ ،‬وإذا مات‬ ‫الكافر فإنه سيعذب عىل ترك اإليامن وترك فروع الشيعة‪ ،‬هذا بناء عىل أن اجلمهور يرون أن‬ ‫املشك خماطب بفروع الشيعة‪ ،‬وهناك أدلة تدل عىل أن الكافر خياطب بفروع الشيعة من‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫قوله تعاىل‪﴿ :‬كل نفس بام كسبت رهينة * إال أصحاب اليمني * يف جنات‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫يتساءلون * عن املجرمني * ما سلككم يف سقر * قالوا مل نك من املصلني * ومل نك‬ ‫[املدثر‪-38 :‬‬ ‫نطعم املسكني * وكنا نخوض مع اْلائضني * وكنا نكذب بيوم الدين﴾‬ ‫‪ ، ]46‬فهم ذكروا جمموعة أسباب أدت هبم إىل دخول النار من بينها أهنم كانوا ال‬ ‫يصلون‪ ،‬وكانوا ال يطعمون املسكني‪.‬‬ ‫ال يقول قائل بأهنم قد يكونوا غري مشكني‪.‬ال هم مشكون؛ ألهنم قالوا‪﴿ :‬وكنا‬ ‫نكذب بيوم الدين﴾ فتكذيبهم بيوم الدين يعني الشك‪ ،‬ومع هذا عذبوا عىل ترك‬ ‫الصالة‪ ،‬وعذبوا عىل ترك اإلطعام‪ ،‬فدلت هذه اآليات عىل أن الكافر خماطب بفروع‬ ‫الدين‪ ،‬فيكون هذا شامال جلميع أحكام الدين ومن بينها الصالة‪ ،‬والصوم‪ ،‬والزكاة‪،‬‬ ‫واحلج‪ ،‬وغريها من الواجبات الشعية‪.‬‬ ‫قوله تعاىل‪﴿ :‬وويل ّللمشكني * الذين ال يؤتون الزكاة﴾ [فصلت‪،]7 ،6 :‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫فذكر اهلل تعاىل أهنم يستحقون الويل‪ ،‬وأن مما يستحقون به الويل تركهم للزكاة‪ ،‬والزكاة‬ ‫من فروع الشيعة‪ ،‬فاملشك يعذب عىل ترك التوحيد‪ ،‬ويعذب عىل ترك العمل‪ ،‬هذا عىل‬ ‫قول اجلمهور‪ ،‬فاإلسالم عندهم ليس بشط لوجوب احلج‪ ،‬وإنام هو رشط لصحته‪.‬‬ ‫فعىل قول اجلمهور رشوط الوجوب تكون‪ :‬البلوغ والعقل واحلرية واالستطاعة‪ ،‬أما‬ ‫اإلسالم فليس بشط عندهم‪ ،‬وإنام هو رشط وجوب ‪-‬كام قلنا‪ -‬عىل قول احلنفية الذين‬ ‫يرون أن املشك غري خماطب بفروع الشيعة‪ ،‬وأنه يعذب يوم القيامة عىل ترك التوحيد‬ ‫فحسب‪.‬‬ ‫الرشط اخلامس‪ :‬وجود املحرم للمرأة‪.‬‬ ‫وهذا يف األصل ليس رشطا لوجوب احلج وإن كنا أدرجناه من ضمن الشوط‪ ،‬وإنام هو‬ ‫رشط لوجوب أداء احلج‪ ،‬فاملرأة ال جيب عليها أن تؤدي احلج إال إذا توفر لدهيا حمرم‪ ،‬لكن‬ ‫ال نقول بأنه رشط لوجوب احلج عليها‪ ،‬وإنام رشط ألداء احلج‪ ،‬ومعنى هذا أن املرأة مطالبة‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫بأال تسافر إال مع ذي حمرم‪ ،‬فهناك أحاديث كثرية تدل عىل حرمة سفر املرأة بغري حمرم «ال‬ ‫حيل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تسري مسرية يوم وليلة إال مع ذي حمرم منها»(‪.)1‬‬ ‫أما إذا مل جتد املرأة املحرم فإنه ال جيب عليها احلج يف ذلك العام‪ ،‬وجيب عليها أن تويص‬ ‫باحلج‪ ،‬فإن تيرس ِلا املحرم حجت‪ ،‬وإن مل جتد املحرم فقد أوصت باحلج ينفذ عنها إن ماتت‬ ‫قبل أن جتد املحرم‪ ،‬وال تكون مقرصة بذلك‪.‬‬ ‫ووقع اْلالف عند العلامء يف الرتخيص ِلا إن مل جتد حمرما وجدت رفقة فيها نساء‬ ‫مسلامت معهن حمارم؟ فبعض أهل العلم رخص ِلا أن تذهب معهم بشط أن تتحقق الثقة‬ ‫من هذه الصحبة‪.‬‬ ‫وقالوا‪ :‬بأن هذه الرخصة تبذل ملن تريد أن َتج حجة الفريضة أو عمرة الفريضة‪ ،‬وهذا‬ ‫عىل اْلالف الذي ذكرناه يف حكم العمرة هل هي فريضة واجبة أو أهنا سنة‪ ،‬فال تذهب‬ ‫ألجل حج النافلة‪ ،‬وإنام تذهب ألجل حج الفريضة مع هؤالء النسوة الاليت عندهن جمموعة‬ ‫من املحارم‪ ،‬فمن أخذت هبذه الرخصة وذهبت مع نساء مسلامت معهن حمارم ثقات فال‬ ‫حرج عليها إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫لكن هناك ملحوظة ينبغي التنبيه ِلا وهي أننا ننصح بأال تذهب املرأة إىل احلج إال مع‬ ‫وجود املحرم؛ ألن املرأة َتتاج إىل رعاية خاصة‪ ،‬وقد تفقد هذه الرعاية حينام ال يكون لدهيا‬ ‫حمرم‪ ،‬فاملرأة قد تتعرض للمرض‪ ،‬و قد تسقط أثناء الطواف أو أثناء السعي بسبب اإلرهاق‬ ‫املستمر واملرأة مل تتعود عليه‪ ،‬وقد َتدث بعض النوازل من وقوع حرائق أو أمطار أو غري‬ ‫ذلك وال جتد فعال من يقوم بشأهنا‪.‬‬ ‫عىل أن الذين قالوا‪ :‬بأن املرأة ال تذهب إال مع حمرم قوِلم أيرس وأسهل وليس فيه‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الربيع (‪.)730‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫تشديد؛ ألهنا ال جيب عليها رشعا أن تذهب حتى ولو قلنا بأن احلج عىل الفور‪ ،‬وإنام تقوم‬ ‫بالوصية‪ ،‬فإذا ما توفر لدهيا املحرم ذهبت معه‪ ،‬وإذا مل يتوفر معها فهي قد أوصت بذلك‬ ‫وهي غري مكلفة بأكثر من ذلك عىل هذا القول‪.‬‬ ‫ورشوط الصحة العامة التي يف بقية العبادات موجودة يف احلج‪ ،‬فالنية واإلسالم من‬ ‫رشوط صحة احلج‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫التلخيص‬ ‫تناولنا خالل هذا الدرس رشوط وجوب احلج‪:‬‬ ‫رشوط وجوب احلج‪:‬‬ ‫هناك جمموعة من الشوط إذا توفرت فإن احلج جيب عىل اإلنسان‪ ،‬وإذا اختل رشط منها‬ ‫فإن فريضة احلج تسقط عن اإلنسان‪ ،‬وهذه الشوط هي‪:‬‬ ‫الرشط األول‪ :‬التكليف‪:‬‬ ‫وهو وصول اإلنسان سن التكليف بأن يكون بالغا عاقال‪ ،‬فالصبي واملجنون ال جيب‬ ‫عليهم احلج‪ ،‬ولكن لو حج الصبي أو املجنون فحجهم صحيح‪ ،‬وجيب عليه احلج مرة‬ ‫أخرى عند البلوغ‪ ،‬وَتتسب احلجة األوىل نافلة‪.‬‬ ‫الرشط الثاين‪ :‬احلرية‪:‬‬ ‫فالعبد اململوك واألمة اململوكة ال جيب عليهام احلج‪ ،‬بل مها مكلفان رشعا بخدمة‬ ‫سيدمها‪ ،‬إال إن أذن السيد باحلج فإن احلج منهام يكون صحيحا‪.‬‬ ‫الرشط الثالث‪ :‬االستطاعة‪:‬‬ ‫والتي وردت يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬وهلل عىل الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال ومن‬ ‫كفر فإن اهلل غني عن العاملني﴾‪ ،‬وقد وقع اْلالف بني العلامء يف ماهية االستطاعة وتتلخص‬ ‫أقواِلم فيام ييل‪:‬‬ ‫االستطاعة تكون مالية فحسب وهذا ما تدل عليه النصوص‪ ،‬وقيل هي‪ :‬استطاعة بدينة‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬هي استطاعة مالية‪ ،‬وبدنية‪.‬‬ ‫احلج جيب عىل اإلنسان سواء كان قادرا عىل الذهاب بنفسه أو مل يكن قادرا عىل الذهاب‬ ‫بنفسه‪ ،‬فإن مل يكن قادرا عىل الذهاب بنفسه أناب غريه وعليه نفقة ذلك النائب‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫القول األصح يف االستطاعة أهنا استطاعة مالية فحسب‪ ،‬فمن كان قادرا عىل احلج بنفسه‬ ‫وجب عليه أن حيج بنفسه‪ ،‬ومن مل يكن قادرا عىل احلج بنفسه فله أن ينيب غريه باحلج عنه‪.‬‬ ‫القدرة البدنية تشمل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬صحة اجلسم بأن يقوى بدنه عىل أداء املناسك‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وجود وسيلة النقل‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أمان الطريق ووجود الصحبة الصاحلة‪.‬‬ ‫القدرة املالية تشمل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬زاد الطريق وما حيتاجه يف احلج‪ ،‬وحتى يعود للبيت‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نفقه أهله حتى يعود إليهم‪.‬‬ ‫الرشط الرابع‪ :‬اإلسالم عىل قول احلنفية‪:‬‬ ‫احلنفية يقولون بأن غري املسلم ال جيب عليه احلج‪ ،‬وذهب اجلمهور إىل أن احلج واجب‬ ‫عىل املشك‪ ،‬وهو غري معذور‪ ،‬ولكن ال يصح منه إال باإلسالم‪.‬‬ ‫فاجلمهور يرون أن اإلسالم ليس بشط لوجوب احلج‪ ،‬ولكنه رشط لصحة وقوعه‪،‬‬ ‫ورشوط وجوب احلج عند اجلمهور البلوغ والعقل واحلرية واالستطاعة‪ ،‬أما اإلسالم فليس‬ ‫بشط عندهم‪ ،‬وإنام هو رشط وجوب عىل قول احلنفية الذين يرون بأن املشك غري خماطب‬ ‫بفروع الشيعة‪ ،‬وأنه يعذب يوم القيامة عىل ترك التوحيد فحسب‪.‬‬ ‫الرشط اخلامس‪ :‬وجود املحرم للمرأة‪:‬‬ ‫ال جيب عىل املرأة أن تؤدي احلج إال إذا توفر لدهيا حمرم‪ ،‬وهذا الشط ليس لوجوب‬ ‫احلج عليها‪ ،‬وإنام هو رشط ألداء احلج‪ ،‬ومعنى هذا أن املرأة مطالبة بأن ال تسافر إال مع ذي‬ ‫حمرم‪ ،‬فهناك أحاديث كثرية تدل عىل حرمة سفر املرأة بغري حمرم‪ ،‬منها‪ :‬قول النبي ‪« :‬ال‬ ‫حيل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تسري مسرية يوم وليلة إال مع ذي حمرم منها»‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫ال حرج عىل املرأة أن تذهب للحج مع جمموعة من النساء الثقات‪.‬‬ ‫ننصح املرأة أن ال تذهب إىل احلج إال مع وجود املحرم؛ ألن املرأة َتتاج إىل رعاية‬ ‫خاصة‪ ،‬وقد تفقد الرعاية حينام ال يكون لدهيا حمرم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الدرس (‪)2‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫فقه العبادات (‪)3‬‬ ‫التقويم‬ ‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬اذكر رشوط وجوب احلج املتفق عليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬فصل القول يف رشط «اإلسالم» عند اجلمهور واحلنفية‪ ،‬هل هو رشط وجوب أو‬ ‫رشط صحة؟ وما سبب اْلالف؟‬ ‫‪ -3‬بني حكم سفر املرأة ‪-‬التي ال جتد حمرما‪ -‬مع جمموعة من النساء الثقات‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪11‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser