🎧 New: AI-Generated Podcasts Turn your study notes into engaging audio conversations. Learn more

البيان العالمي عن حقوق اإلنسان في اإلسالم PDF

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Summary

هذه وثيقة إسلامية حول حقوق الإنسان، اعتمدها المجلس الإسلامي في باريس عام 1981م. تُستمد هذه الحقوق من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتهدف إلى إعادة صياغة المجتمع الإسلامي على أصول هذا المنهاج.

Full Transcript

‫البيان العالمي عن حقوق اإلنسان في اإلسالم‬ ‫اعتمد من قبل المجلس اإلسالمي بتاريخ باريس ‪ 21‬من ذي القعدة ‪1401‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ 19‬أيلول‪/‬سبتمبر‬ ‫‪1981‬م‬ ‫تقديم‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا‪...

‫البيان العالمي عن حقوق اإلنسان في اإلسالم‬ ‫اعتمد من قبل المجلس اإلسالمي بتاريخ باريس ‪ 21‬من ذي القعدة ‪1401‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ 19‬أيلول‪/‬سبتمبر‬ ‫‪1981‬م‬ ‫تقديم‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا‪ ،‬سيدنا محمد بن عبد هللا‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه‪،‬‬ ‫‪:‬وبعد‬ ‫فهذه هي الوثيقة اإلسالمية الثانية‪ ،‬يعلنها المجلس اإلسالمي الدولي للعالم ‪..‬متضمنة حقوق اإلنسان في‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ومن قبل اصدر المجلس الوثيقة األولى "البيان اإلسالمي العالمي" عن النظام اإلسالمي متضمنة األطر‬ ‫العامة لهذا النظام‪.‬‬ ‫وأنه لمن دواعي التفاؤل أن ييسر هللا صدور الوثيقتين في مستهل القرن الخامس عشر الهجري ومع‬ ‫تصاعد الحركة اإلسالمية‪ ،‬التي تؤذن بصحوة األمة‪ ،‬والتقاء شعوبها على كلمة جامعة ‪..‬دعوة صادقة‬ ‫للعودة إلى منهاج هللا تعالى‪ ،‬وسعيا حثيثا إلعادة صياغة المجتمع اإلسالمي على أصول هذا المنهاج‪.‬‬ ‫إن حقوق اإلنسان في اإلسالم ليست منحة من ملك أو حاكم‪ ،‬أو قرار صادرا عن سلطة أو منظمة دولية‪،‬‬ ‫وإنما هي حقوق ملزمة بحكم مصدرها اإللهي‪ ،‬ال تقبل الحذف وال النسخ وال التعطيل‪ ،‬وال يسمح‬ ‫باالعتداء عليها‪ ،‬وال يجوز التنازل عنها‪.‬‬ ‫ووثيقة حقوق اإلنسان في اإلسالم ‪ -‬التي نعلنها اليوم ‪ -‬ثمرة طيبة لجهد مخلص أمين‪ ،‬توافر له وتعاون‬ ‫عليه نخبة صالحة‪ ،‬من كبار مفكري العالم اإلسالمي‪ ،‬وقادة الحركات اإلسالمية فيه‪ ،‬وقد ارتفعوا بها فوق‬ ‫الواقع الراهن‪ ،‬بما يالبسه من اعتبارات الزمان والمكان واألشخاص الخاصة ببيئة أو شعب‪ ،‬فجاءت‬ ‫بحمد هللا وتوفيق منه معبرة عن تمثيل صحيح وشامل لحقوق اإلنسان‪ ،‬مستمدة من كتاب هللا تعالى وسنة‬ ‫رسوله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫إن المجلس اإلسالمي الدولي ‪ -‬وهو يعلن للعالم كله هذه الوثيقة ‪ -‬ليأمل أن تكون زادا للمسلم المعاصر‪،‬‬ ‫في جهاده اليومي‪ ،‬وأن تكون دعوة خير لقادة المسلمين وحكامهم‪ :‬أن يتواصوا بالحق فيما بينهم وبين‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وفيما بينهم وبين غيرهم تواصيا ينتهي بهم إلى مراجعة جادة لمناهج حياتهم‪ ،‬وطرائق حكمهم‪،‬‬ ‫وعالقاتهم بشعوبهم وأمتهم‪ ،‬وإلى احترام "حقوق اإلنسان" التي شرعها اإلسالم‪ ،‬الذي ال يقبل من مسلم‬ ‫أن يتجاهله‪ ،‬أو يخرج عليه‪.‬‬ ‫كما يأمل المجلس‪ :‬أن تلقى هذه الوثيقة ما هي جديرة به من عناية المنظمات المحلية والدولية‪ ،‬التي تعنى‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬وأن تضمها إلى ما لديها من وثائق‪ ،‬تتصل بهذه الحقوق‪ ،‬وتدعو إلى إقرارها في حياة‬ ‫اإلنسان حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫وهللا تعالى أسأل‪ :‬أن يجزي خيرا كل من شارك في إعداد هذه الوثيقة‪ ،‬وأن يفتح لها القلوب‪ ،‬والضمائر‪،‬‬ ‫‪.‬والعقول‪ ،‬بما يحقق ما نرجوه من التجديد الحق لحياة المسلمين‬ ‫باريس ‪ 21‬من ذي القعدة ‪1401‬هـ‬ ‫أيلول‪/‬سبتمبر ‪1981‬م ‪19‬‬ ‫األمين العام‬ ‫سالم عزام‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫مدخل‬ ‫شرع اإلسالم ‪ -‬منذ أربعة عشر قرنا ‪" -‬حقوق اإلنسان" في شمول وعمق‪ ،‬وأحاطها بضمانات كافية‬ ‫‪.‬لحمايتها‪ ،‬وصاغ مجتمعه على أصول ومبادئ تمكن هذه الحقوق وتدعمها‬ ‫واإلسالم هو خاتم رساالت السماء‪ ،‬التي أوحى بها رب العالمين إلى رسله ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬ليبلغوها‬ ‫‪.‬للناس‪ ،‬هداية وتوجيها‪ ،‬إلى ما يكفل لهم حياة طيبة كريمة‪ ،‬يسودها الحق والخير والعدل والسالم‬ ‫ومن هنا كان لزاما على المسلمين أن يبلغوا للناس جميعا دعوة اإلسالم امتثاال ألمر ربهم‪" :‬ولتكن منكم‬ ‫أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" (آل عمران‪ ،)104 :‬ووفاء بحق اإلنسانية‬ ‫عليهم وإسهاما مخلصا في استنقاذ العالم مما تردى فيه من أخطاء وتخليص الشعوب مما تئن تحته من‬ ‫‪.‬صنوف المعاناة‬ ‫‪..‬ونحن معشر المسلمين ‪ -‬على اختالف شعوبنا وأقطارنا ‪ -‬انطالقا من عبوديتنا هلل الواحد القهار‬ ‫ومن‪ :‬إيماننا بأنه ولي األمر كله في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وأن مردنا جميعا إليه وأنه وحده الذي يملك هداية‬ ‫‪.‬اإلنسان إلى ما فيه خيره‪ ،‬وصالحه بعد أن استخلفه في األرض‪ ،‬وسخر له كل ما في الكون‬ ‫ومن‪ :‬تصديقنا بوحدة الدين الحق‪ ،‬الذي جاءت به رسل ربنا‪ ،‬ووضع كل منهم لبنة في صرحه حتى أكمله‬ ‫هللا تعالي برسالة محمد صلى هللا عليه وسلم فكان كما قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أنا اللبنة ‪ -‬األخيرة ‪ -‬وأنا‬ ‫‪.‬خاتم النبيين" (رواه البخاري ومسلم)‬ ‫‪...‬ومن‪ :‬تسليمنا بعجز العقل البشري عن وضع المنهاج األقوم للحياة‪ ،‬مستقال عن هداية هللا ووحيه‬ ‫ومن‪ :‬رؤيتنا الصحيحة ‪ -‬في ضوء كتابنا المجيد ‪ -‬لوضع اإلنسان في الكون‪ ،‬وللغاية من إيجاده‪ ،‬وللحكمة‬ ‫‪...‬من خلقه‬ ‫‪...‬ومن‪ :‬معرفتنا بما أصفاه عليه خالقه‪ ،‬من كرامة وتفضيل على كثير من خلقه‬ ‫‪...‬ومن‪ :‬استبصارنا بما أحاطه به ربه ‪ -‬جل وعال ‪ -‬من نعم‪ ،‬ال تعد وال تحصى‬ ‫‪.‬ومن‪ :‬تمثلنا الحق لمفهوم األمة‪ ،‬التي تجسد وحدة المسلمين‪ ،‬على اختالف أقطارهم وشعوبهم‬ ‫‪...‬ومن رغبتنا الصادقة‪ ،‬في الوفاء بمسئوليتنا تجاه المجتمع اإلنساني كأعضاء فيه‬ ‫ومن‪ :‬حرصنا على أداء أمانة البالغ‪ ،‬التي وضعها اإلسالم في أعناقنا ‪...‬سعيا من أجل إقامة حياة أفضل‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬تقوم على الفضيلة‪ ،‬وتتطهر من الرذيلة‬ ‫‪...‬يحل فيها التعاون بدل التناكر‪ ،‬واإلخاء مكان العداوة‬ ‫‪...‬يسودها التعاون والسالم‪ ،‬بدال من الصراع والحروب‬ ‫‪:‬حياة يتنفس فيها اإلنسان معاني‬ ‫‪...‬الحرية‪ ،‬والمساواة‪ ،‬واإلخاء‪ ،‬والعزة والكرامة‬ ‫‪:‬بدل أن يختنق تحت ضغوط‬ ‫‪...‬العبودية‪ ،‬والتفرقة العنصرية‪ ،‬والطبقية‪ ،‬والقهر والهوان‬ ‫‪:‬وبهذا يتهيأ ألداء رسالته الحقيقية في الوجود‬ ‫‪.‬عبادة لخالقه تعالى‬ ‫‪.‬وعمارة شاملة للكون‬ ‫تتيح له أن يستمتع بنعم خالقه‪ ،‬وأن يكون بارا باإلنسانية التي تمثل ‪ -‬بالنسبة له ‪ -‬أسرة أكبر‪ ،‬يشده إليها‬ ‫‪.‬إحساس عميق بوحدة األصل اإلنساني‪ ،‬التي تنشيء رحما موصولة بين جميع بني آدم‬ ‫وإنطالقا من هذا كله‪ :‬نعلن نحن معشر المسلمين‪ ،‬حملة لواء الدعوة إلى هللا ‪ -‬في مستهل القرن الخامس‬ ‫عشر الهجري ‪ -‬هذا البيان بإسم اإلسالم‪ ،‬عن حقوق اإلنسان‪ ،‬مستمدة من القران الكريم و "السنة النبوية"‬ ‫‪.‬المطهرة‬ ‫ومن‪ :‬تصديقنا بوحدة الدين الحق‪ ،‬الذي جاءت به رسل ربنا‪ ،‬ووضع كل منهم لبنه في صرحة حتى أكمله‬ ‫هللا تعالى برسالة محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬وكان كما قال صلى هللا عليه وسلم "أنا اللبنة (األخيرة) وأنا‬ ‫‪.‬خاتم النبيين‪( "...‬رواه البخاري ومسلم)‬ ‫‪..‬تسليمنا بعجز العقل البشرى على وضع المنهاج األقوام للحياة مستقال عن هداية هللا ووحيه‬ ‫ومن‪ :‬رؤيتنا الصحيحة ‪ -‬في ضوء كتابنا المجيد ‪ -‬لوضع اإلنسان في الكون‪ ،‬وللغاية من إيجاده وللحكمة‬ ‫‪..‬في خلقه‬ ‫‪..‬ومن‪ :‬معرفتنا بما أضفاه عليه خالقه‪ ،‬من كرامة وعزة وتفضيل على كثير من خلقه‬ ‫‪..‬ومن‪ :‬استبصارنا بما أحاطه به ربه ‪ -‬جل وعال ‪ -‬من نعم ال تعد وال تحصى‬ ‫‪.‬ومن‪ :‬تمثلنا الحق لمفهوم األمة‪ ،‬التي تجسد وحدة المسلمين‪ ،‬على اختالف أقطارهم وشعوبهم‬ ‫‪...‬ومن‪ :‬إدراكنا العميق‪ ،‬لما يعانيه عالم اليوم من أوضاع فاسدة‪ ،‬ونظم آثمة‬ ‫… ومن‪ :‬رغبتنا الصادقة‪ ،‬في الوفاء بمسؤوليتنا تجاه المجتمع اإلنساني‪ ،‬كأعضاء فيه‬ ‫ومن‪ :‬حرصنا على أداء أمانة البالغ التي وضعها اإلسالم في أعناقنا … سعيا من اجل إقامة حياة أفضل‬ ‫‪...‬‬ ‫… تقوم على الفضيلة وتتطهر من الرذيلة‬ ‫… يحل فيها التعاون بدل التناكر واإلخاء مكان العداوة‬ ‫… يسودها التعاون والسالم بديال من الصراع والحروب‬ ‫‪:‬حياة يتنفس فيها اإلنسان معاني‬ ‫… الحرية‪ ،‬والمساواة‪ ،‬واإلخاء‪ ،‬والعزة والكرامة‬ ‫‪:‬بدال أن يختنق تحت ضغوط‬ ‫… العبودية‪ ،‬والتفرقة العنصرية‪ ،‬والطبقية‪ ،‬والقهر والهوان‬ ‫‪:‬وبهذا يتهيأ ألداء رسالته الحقيقة في الوجود‬ ‫‪.‬عبادة لخالقه تعالى‬ ‫‪.‬وعمارة شاملة للكون‬ ‫تتيح له أن يستمتع بنعم خالقه‪ ،‬وأن يكون بارا باإلنسانية التي تمثل ‪ -‬بالنسبة له ‪ -‬أسرة أكبر‪ ،‬يشده إليها‬ ‫‪.‬إحساس عميق بوحدة األصل اإلنساني‪ ،‬التي تنشأ رحما موصولة بين جميع بني آدم‬ ‫‪:‬انطالقا من هذا كله‬ ‫نعلن نحن معشر المسلمين‪ ،‬حملة لواء الدعوة إلى هللا ‪ -‬في مستهل القرن الخامس عشر الهجري ‪ -‬هذا‬ ‫‪.‬البيان باسم اإلسالم‪ ،‬عن حقوق اإلنسان مستمدة من القرآن الكريم و"السنة النبوية" المطهرة‬ ‫… وهى ‪ -‬بهذا الوضع ‪ -‬حقوق أبدية‪ ،‬ال تقبل حذفا وال تعديال ‪...‬وال نسخا وال تعطيال‬ ‫أنها حقوق شرعها الخالق ‪ -‬سبحانه ‪ -‬فليس من حق بشر ‪ -‬كائنا من كان ‪ -‬أن يعطلها‪ ،‬أو يعتدي عليها‪،‬‬ ‫وال تسقط حصانتها الذاتية‪ ،‬ال بإرادة الفرد تنازال عنها‪ ،‬وال بإرادة المجتمع ممثال فيما يقيمه من مؤسسات‬ ‫أيا كانت طبيعتها‪ ،‬وكيفما كانت السلطات التي تخولها‬ ‫… إن إقرار هذه الحقوق هو المدخل الصحيح إلقامة مجتمع إسالمي حقيقي‬ ‫مجتمع‪ :‬الناس جميعا فيه سواء‪ ،‬ال إمتياز وال تمييز بين فرد وفرد على أساس من أصل أو عنصر‪1- ،‬‬ ‫‪.‬أو جنس‪ ،‬أو لون‪ ،‬أو لغة‪ ،‬أو دين‬ ‫مجتمع‪ :‬المساواة فيه أساس التمتع بالحقوق‪ ،‬والتكليف بالواجبات … مساواة تنبع من وحدة األصل ‪2-‬‬ ‫اإلنساني المشترك‪" :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" (الحجرات‪ :‬اآلية ‪.)13‬ومما أسبغه الخالق‬ ‫‪ -‬جل جالله ‪ -‬على اإلنسان من تكريم " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من‬ ‫‪.‬الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال" (اإلسراء‪ :‬اآلية ‪)70‬‬ ‫مجتمع‪ :‬حرية اإلنسان فيه مرادفة لمعنى حياته سواء‪ ،‬يولد بها‪ ،‬ويحقق ذاته في ظلها‪ ،‬آمنا من الكبت‪3- ،‬‬ ‫‪.‬والقهر‪ ،‬واإلذالل‪ ،‬واالستعباد‬ ‫مجتمع‪ :‬يرى في األسرة نواة المجتمع‪ ،‬ويحوطها بحمايته وتكريمه‪ ،‬ويهيىء لها كل أسباب االستقرار ‪4-‬‬ ‫‪.‬والتقدم‬ ‫‪.‬مجتمع‪ :‬يتساوى فيه الحاكم والرعية‪ ،‬أمام شريعة من وضع الخالق ‪ -‬سبحانه ‪ -‬دون امتياز أو تمييز ‪5-‬‬ ‫مجتمع‪ :‬السلطة فيه أمانة‪ ،‬توضع في عنق الحاكم‪ ،‬ليحقق ما رسمته الشريعة من غايات‪ ،‬وبالمنهج ‪6-‬‬ ‫‪.‬الذي وضعته لتحقيق هذه الغايات‬ ‫مجتمع‪ :‬يؤمن كل فرد فيه أن هللا ‪ -‬وحده هو مالك الكون كله‪ ،‬وأن كل ما فيه مسخر لخلق هللا جميعا‪7- ،‬‬ ‫عطاء من فضله‪ ،‬دون استحقاق سابق ألحد‪ ،‬ومن حق كل إنسان أن ينال نصيبا عادال من هذا العطاء‬ ‫‪.‬اإللهي‪" :‬وسخر لكم ما في السموات وما في األرض جميعا منه" (الجاثية‪ :‬اآلية ‪)13‬‬ ‫مجتمع‪ :‬تقرر فيه السياسات التي تنظم شئون األمة‪ ،‬وتمارس السلطات التي تطبقها وتنفذها ‪8-‬‬ ‫‪".‬بالشورى"‪" :‬وأمرهم شورى بينهم" (الشورى‪ :‬اآلية ‪)38‬‬ ‫مجتمع‪ :‬تتوافر فيه الفرص المتكافئة‪ ،‬ليتحمل كل فرد فيه من المسئوليات بحسب قدرته وكفاءته وتتم ‪9-‬‬ ‫‪.‬محاسبته عليها دنيويا أمام أمته وأخرويا أمام خالقه "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" (رواه الخمسة)‬ ‫‪.‬مجتمع‪ :‬يقف فيه الحاكم والمحكوم على قدم المساواة أمام القضاء‪ ،‬حتى في إجراءات التقاضي ‪10-‬‬ ‫مجتمع‪ :‬كل فرد فيه هو ضمير مجتمعه‪ ،‬ومن حقه أن يقيم الدعوى ‪ -‬حسبة ‪ -‬ضد أي إنسان يرتكب ‪11-‬‬ ‫جريمة في حق المجتمع‪ ،‬وله أن يطلب المساندة من غيره ‪...‬وعلى اآلخرين أن ينصروه وال يخذلوه في‬ ‫‪.‬قضيته العادلة‬ ‫مجتمع‪ :‬يرفض كل ألوان الطغيان‪ ،‬ويضمن لكل فرد فيه‪ :‬األمن‪ ،‬والحرية‪ ،‬والكرامة والعدالة ‪12-‬‬ ‫بالتزام ما قررته شريعة هللا لإلنسان من حقوق‪ ،‬والعمل على تطبيقها‪ ،‬والسهر على حراستها ‪...‬تلك‬ ‫"الحقوق التي يعلنها للعالم‪" :‬هذا البيان‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫حقوق اإلنسان في اإلسالم‬ ‫حق الحياة ‪:1-‬‬ ‫(أ) حياة اإلنسان مقدسة ‪...‬ال يجوز ألحد أن يعتدي عليها‪" :‬من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض‬ ‫فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (المائدة‪.)32 :‬وال تسلب هذه القدسية إال‬ ‫بسلطان الشريعة وباإلجراءات التي تقرها‪.‬‬ ‫(ب) كيان اإلنسان المادي والمعنوي حمى‪ ،‬تحميه الشريعة في حياته‪ ،‬وبعد مماته‪ ،‬ومن حقه الترفق‬ ‫والتكريم في التعامل مع جثمانه‪" :‬إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" (رواه مسلم وأبو داود والترمذي‬ ‫والنسائي)‪.‬ويجب ستره سوءاته وعيوبه الشخصية‪" :‬ال تسبو األموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا" (رواه‬ ‫البخاري)‪.‬‬ ‫حق الحرية ‪:2-‬‬ ‫(أ) حرية اإلنسان مقدسة ‪ -‬كحياته سواء ‪ -‬وهي الصفة الطبيعية األولى التي بها يولد اإلنسان‪" :‬ما من‬ ‫مولود إال ويولد على الفطرة" (رواه الشيخان)‪.‬وهي مستصحبة ومستمرة ليس ألحد أن يعتدي عليها‪:‬‬ ‫"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" من كلمة لعمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪.‬ويجب‬ ‫توفير الضمانات الكافية لحماية حرية األفراد‪ ،‬وال يجوز تقييدها أو الحد منها إال بسلطان الشريعة‪،‬‬ ‫‪.‬وباإلجراءات التي تقرها‬ ‫(ب) ال يجوز لشعب أن يعتدي على حرية شعب آخر‪ ،‬وللشعب المعتدى عليه أن يرد العدوان‪ ،‬ويسترد‬ ‫حريته بكل السبل الممكنة‪" :‬ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل" (الشورى‪.)41 :‬وعلى‬ ‫المجتمع الدولي مساندة كل شعب يجاهد من أجل حريته‪ ،‬ويتحمل المسلمون في هذا واجبا ال ترخص فيه‪:‬‬ ‫"الذين إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر" (الحج‪:‬‬ ‫‪.)41‬‬ ‫حق المساواة ‪:3-‬‬ ‫(أ) الناس جميعا سواسية أمام الشريعة‪" :‬ال فضل لعربي على عجمي‪ ،‬وال لعجمي على عربي‪ ،‬وال‬ ‫ألحمر على أسود‪ ،‬وال ألسود على أحمر إال بالتقوى" من خطبة للنبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬وال تمايز بين‬ ‫األفراد في تطبيقها عليهم‪" :‬لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (رواه البخاري ومسلم وأبو داود‬ ‫والترمذي والنسائي)‪.‬وال في حمايتها إياهم‪" :‬أال إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق له‪ ،‬وأقواكم‬ ‫‪.‬عندي الضعيف حتى آخذ الحق منه" من خطبة ألبي بكر رضي هللا عنه عقب توليته خليفة على المسلمين‬ ‫(ب) الناس كلهم في القيمة اإلنسانية سواء‪" :‬كلكم آلدم وآدم من تراب" من خطبة حجة الوداع‪.‬وإنما‬ ‫يتفاضلون بحسب عملهم‪" :‬ولكل درجات مما عملوا"(األحقاف‪ ،)19 :‬وال يجوز تعريض شخص لخطر‬ ‫أو ضرر بأكثر مما يتعرض له غيره‪" :‬المسلمون تتكافأ دماؤهم" (رواه أحمد)‪.‬وكل فكر وكل تشريع‪،‬‬ ‫وكل وضع يسوغ التفرقة بين األفراد على أساس الجنس‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬أو الدين‪ ،‬هو‬ ‫‪.‬مصادرة مباشرة لهذا المبدأ اإلسالمي العام‬ ‫(ج) لكل فرد حق في االنتفاع بالموارد المادية للمجتمع من خالل فرصة عمل مكافئة لفرصة غيره‪:‬‬ ‫"امشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" (الملك‪.)15 :‬وال يجوز التفرقة بين األفراد في األجر‪ ،‬ما دام الجهد‬ ‫المبذول واحدا‪ ،‬والعمل المؤدي واحدا كما وكيفا‪" :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة‬ ‫شرا يره" (الزلزلة‪ 7 :‬و ‪.)8‬‬ ‫حق العدالة ‪:4-‬‬ ‫(أ) من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة‪ ،‬وأن يحاكم إليها دون سواها‪" :‬فإن تنازعتم في شئ فردوه‬ ‫‪.‬إلى هللا والرسول" (النساء‪" ،)59 :‬وأن أحكم بينهم بما أنزل هللا وال تتبع أهواءهم" (المائدة‪)49 :‬‬ ‫(ب) من حق الفرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم‪" :‬ال يحب هللا الجهر بالسوء من القول إال من ظلم"‬ ‫(النساء‪ )148 :‬ومن واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك‪" :‬لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما‪ :‬إن‬ ‫كان ظالما فلينهه وإن كان مظلوما فلينصره" (رواه الشيخان والترمذي)‪.‬ومن حق الفرد أن يلجأ إلى‬ ‫سلطة شرعية تحميه وتنصفه‪ ،‬وتدفع عنه ما لحقه من ضرر أو ظلم‪ ،‬وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه‬ ‫السلطة‪ ،‬ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيدتها واستقاللها‪" :‬إنما اإلمام جنة يقاتل من ورائه‪ ،‬ويحتمي به"‬ ‫‪(.‬رواه الشيخان)‬ ‫(ج) من حق الفرد ‪ -‬ومن واجبه ‪ -‬أن يدافع عن حق أي فرد آخر‪ ،‬وعن حق الجماعة "حسبة"‪" :‬أال‬ ‫أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها" (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) ‪-‬‬ ‫‪ -.‬يتطوع بها حسبة دون طلب من أحد‬ ‫(د) ال تجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت أي مسوغ‪" :‬إن لصاحب الحق مقاال" (رواه‬ ‫الخمسة)‪" ،‬إذا جلس بين يديك الخصمان فال تقضين حتى تسمع من اآلخر‪ ،‬كما سمعت من األول‪ ،‬فإنه‬ ‫‪.‬أحرى أن يتبين لك القضاء" (رواه أبو داود والترمذي بسند حسن)‬ ‫(هـ) ليس ألحد أن يلزم مسلما بأن يطيع أمرا يخالف الشريعة‪ ،‬وعلى الفرد المسلم أن يقول‪" :‬ال" في وجه‬ ‫من يأمره بمعصية‪ ،‬أيا كان األمر‪" :‬إذا أمر بمعصية ال سمع وال طاعة" (رواه الخمسة)‪.‬ومن حقه على‬ ‫الجماعة أن تحمي رفضه تضامنا مع الحق‪" :‬المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يسلمه""(رواه البخاري)‪.‬‬ ‫حق الفرد في محاكمة عادلة ‪:5-‬‬ ‫(أ) البراءة هي األصل‪" :‬كل أمتي معافى إال المجاهرين" (رواه البخاري)‪.‬وهو مستصحب ومستمر حتى‬ ‫‪.‬مع إتهام الشخص ما لم تثبت إدانته أمام محكمة عادلة إدانة نهائية‬ ‫(ب) ال تجريم إال بنص شرعي‪" :‬وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال" (اإلسراء‪ ،)15 :‬وال يعذر مسلم‬ ‫بالجهل بما هو معلوم من الدين بالضرورة‪ ،‬ولكن ينظر إلى جهله ‪ -‬متى ثبت ‪ -‬على أنه شبهة تدرأ بها‬ ‫‪.‬الحدود فحسب‪" :‬وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم" (األحزاب‪)5 :‬‬ ‫(ج) ال يحكم بتجريم شخص‪ ،‬وال يعاقب على جرم إال بعد ثبوت إرتكابه له بأدلة ال تقبل المراجعة‪ ،‬أمام‬ ‫محكمة ذات طبيعة قضائية كاملة‪" :‬إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" (الحجرات‪".)6 :‬وإن الظن ال يغني من‬ ‫‪.‬الحق شيئا" (النجم‪)28 :‬‬ ‫(د) ال يجوز ‪ -‬بحال ‪ -‬تجاوز العقوبة‪ ،‬التي قدرتها الشريعة للجريمة‪" :‬تلك حدود هللا فال تعتدوها" (البقرة‪:‬‬ ‫‪ ،)229‬ومن مبادئ الشريعة مراعاة الظروف والمالبسات‪ ،‬التي ارتكبت فيها الجريمة درءا للحدود‪:‬‬ ‫"ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم‪ ،‬فإن كان له مخرج فخلوا سبيله" (رواه البيهقي والحاكم بسند‬ ‫‪.‬صحيح)‬ ‫(هـ) ال يؤخذ إنسان بجريرة غيره‪" :‬وال تزر وازرة وزر أخرى" (اإلسراء‪ ،)15 :‬وكل إنسان مستقل‬ ‫بمسئوليته عن أفعاله‪" :‬كل امرئ بما كسب رهين" (الطور‪ ،)21 :‬وال يجوز بحال ‪ -‬أن تمتد المساءلة إلى‬ ‫ذويه من أهل وأقارب‪ ،‬أو أتباع وأصدقاء‪" :‬معاذ هللا أن نأخذ إال من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون"‬ ‫(يوسف‪.)79 :‬‬ ‫حق الحماية من تعسف السلطة ‪:6-‬‬ ‫لكل فرد الحق في حمايته من تعسف السلطات معه‪ ،‬وال يجوز مطالبته بتقديم تفسير لعمل من أعماله أو‬ ‫وضع من أوضاعه‪ ،‬وال توجيه اتهام له إال بناء على قرائن قوية تدل على تورطه فيما يوجه إليه‪" :‬والذين‬ ‫يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" (األحزاب‪.)58 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حق الحماية من التعذيب ‪:7-‬‬ ‫(أ) ال يجوز تعذيب المجرم فضال عن المتهم‪" :‬إن هللا يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" (رواه‬ ‫الخمسة)‪ ،‬كما ال يجوز حمل الشخص على االعتراف بجريمة لم يرتكبها‪ ،‬وكل ما ينتزع بوسائل اإلكراه‬ ‫‪.‬باطل‪" :‬إن هللا وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" (رواه ابن ماجه بسند صحيح)‬ ‫(ب) مهما كانت جريمة الفرد‪ ،‬وكيفما كانت عقوبتهما المقدرة شرعا‪ ،‬فإن إنسانيته‪ ،‬وكرامته اآلدمية تظل‬ ‫مصونة‪:‬‬ ‫حق الفرد في حماية عرضه وسمعته ‪:8-‬‬ ‫عرض الفرد‪ ،‬وسمعته حرمة ال يجوز انتهاكها‪" :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة‬ ‫يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" من خطبة الوداع‪.‬ويحرم تتبع عوراته‪ ،‬ومحاولة النيل من‬ ‫شخصيته‪ ،‬وكيانه األدبي‪" :‬وال تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا" (الحجرات‪" ،)12 :‬وال تلمزوا أنفسكم‬ ‫وال تنابذوا باأللقاب" (الحجرات‪.)11 :‬‬ ‫حق اللجوء ‪:9-‬‬ ‫(أ) من حق كل مسلم مضطهد أو مظلوم أن يلجأ إلى حيث يأمن‪ ،‬في نطاق دار اإلسالم‪.‬وهو حق يكفله‬ ‫اإلسالم لكل مضطهد‪ ،‬أيا كانت جنسيته‪ ،‬أو عقيدته‪ ،‬أو لونه ويحمل المسلمين واجب توفير األمن له متى‬ ‫‪.‬لجأ إليهم‪" :‬وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم هللا ثم أبلغه مأمنه" (التوبة‪)6 :‬‬ ‫(ب) بيت هللا الحرام ‪ -‬بمكة المشرفة ‪ -‬هو مثابة وأمن للناس جميعا ال يصد عنه مسلم‪" :‬ومن دخله كان‬ ‫آمنا" (آل عمران‪".)97 :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا" (البقرة‪" ،)256 :‬سواء العاكف فيه والباد"‬ ‫(الحج‪.)25 :‬‬ ‫حقوق األقليات ‪:10-‬‬ ‫(أ) األوضاع الدينية لألقليات يحكمها المبدأ القرآني العام‪" :‬ال إكراه في الدين" (البقرة‪.)256 :‬‬ ‫(ب) األوضاع المدنية‪ ،‬واألحوال الشخصية لألقليات تحكمها شريعة اإلسالم إن هم تحاكموا إلينا‪" :‬فإن‬ ‫جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فأحكم بينهم‬ ‫بالقسط" (المائدة‪.)42 :‬فإن لم يتحاكموا إلينا كان عليهم أن يتحاكموا إلى شرائعهم ما دامت تنتمي ‪-‬‬ ‫عندهم ‪ -‬ألصل إلهي‪" :‬وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم هللا ثم يتولون من بعد ذلك" (المائدة‪:‬‬ ‫‪" ،)43‬وليحكم أهل اإلنجيل بما أنزل هللا فيه" (المائدة‪.)47 :‬‬ ‫حق المشاركة في الحياة العامة ‪:11-‬‬ ‫(أ) من حق كل فرد في األمة أن يعلم بما يجري في حياتها‪ ،‬من شؤون تتصل بالمصلحة العامة للجماعة‪،‬‬ ‫وعليه أن يسهم فيها بقدر ما تتيح له قدراته ومواهبه‪ ،‬إعماال لمبدأ الشورى‪" :‬وأمرهم شورى بينهم"‬ ‫(الشورى‪.)38 :‬وكل فرد في األمة أهل لتولي المناصب والوظائف العامة‪ ،‬متى توافرت فيه شرائطها‬ ‫الشرعية‪ ،‬وال تسقط هذه األهلية‪ ،‬أو تنقص تحت أي اعتبار عنصري أو طبقي‪" :‬المسلمون تتكافأ دماؤهم‪،‬‬ ‫‪.‬وهم يد على من سواهم‪ ،‬يسعى بذمتهم أدناهم" (رواه أحمد)‬ ‫(ب) الشورى أساس العالقة بين الحاكم واألمة‪ ،‬ومن حق األمة أن تختار حكامها‪.‬بإرادتها الحرة‪ ،‬تطبيقا‬ ‫لهذا المبدأ‪ ،‬ولها الحق في محاسبتهم وفي عزلهم إذا حادوا عن الشريعة‪" :‬إني وليت عليكم ولست بخيركم‬ ‫فإن رأيتموني على حق فأعينوني‪ ،‬وإن رأيتموني على باطل فقومومني‪.‬أطيعوني ما أطعت هللا ورسوله‬ ‫فإن عصيت فال طاعة لي عليكم" من خطبة أبي بكر رضي هللا عنه عقب توليته الخالفة‪.‬‬ ‫حق حرية التفكير واالعتقاد والتعبير ‪:12-‬‬ ‫(أ) لكل شخص أن يفكر‪ ،‬ويعتقد‪ ،‬ويعبر عن فكره ومعتقده‪ ،‬دون تدخل أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم‬ ‫الحدود العامة التي أقرتها الشريعة‪ ،‬وال يجوز إذاعة الباطل‪ ،‬وال نشر ما فيه ترويج للفاحشة أو تخذيل‬ ‫لألمة‪" :‬لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم ال‬ ‫‪.‬يجاورونك فيها إال قليال‪ ،‬ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيال" (األحزاب‪ 60 :‬و ‪)61‬‬ ‫(ب) التفكير الحر ‪ -‬بحثا عن الحق ‪ -‬ليس مجرد حق فحسب‪ ،‬بل هو واجب كذلك‪" :‬قل إنما أعظكم‬ ‫‪.‬بواحدة أن تقوموا هلل مثنى وفرادى ثم تتفكروا" (سبأ‪)46 :‬‬ ‫(ج) من حق كل فرد ومن واجبه‪ :‬أن يعلن رفضه للظلم‪ ،‬وإنكاره له‪ ،‬وأن يقاومه‪ ،‬دون تهيب مواجهة‬ ‫سلطة متعسفة‪ ،‬أو حاكم جائر‪ ،‬أو نظام طاغ ‪..‬وهذا أفضل أنواع الجهاد‪" :‬سئل رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫‪.‬وسلم‪ :‬أي الجهاد أفضل؟ قال‪ :‬كلمة حق عند سلطان جائر" (رواه الترمذي والنسائي بسند حسن)‬ ‫(د) ال حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة‪ ،‬إال ما يكون في نشره خطر على أمن المجتمع‬ ‫والدولة‪" :‬وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به‪ ،‬ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم‬ ‫‪.‬لعلمه الذين يستنبطونه منهم" (النساء‪)83 :‬‬ ‫(هـ) احترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم‪ ،‬فال يجوز ألحد أن يسخر من معتقدات غيره‪ ،‬وال‬ ‫أن يستعدي المجتمع عليه‪" :‬وال تسبوا الذين يدعون من دون هللا فيسبوا هللا عدوا بغير علم‪ ،‬كذلك زينا لكل‬ ‫أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم" (األنعام‪.)108 :‬‬ ‫حق الحرية الدينية ‪:13-‬‬ ‫لكل شخص‪ :‬حرية االعتقاد‪ ،‬وحرية العبادة وفقا لمعتقده‪" :‬لكم دينكم ولي دين" (الكافرون‪.)6 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حق الدعوة والبالغ ‪:14-‬‬ ‫(أ) لكل فرد الحق أن يشارك ‪ -‬منفردا ومع غيره ‪ -‬في حياة الجماعة‪ :‬دينيا‪ ،‬واجتماعيا‪ ،‬وثقافيا‪ ،‬وسياسيا‪،‬‬ ‫الخ‪ ،‬وأن ينشئ من المؤسسات‪ ،‬ويصطنع من الوسائل ما هو ضروري لممارسة هذا الحق‪" :‬قل هذه‬ ‫‪.‬سبيلي أدعو إلى هللا‪ ،‬على بصيرة أنا ومن اتبعني" (يوسف‪)108 :‬‬ ‫(ب) من حق كل فرد ومن واجبه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‪ ،‬وأن يطالب المجتمع بإقامة‬ ‫المؤسسات التي تهيئ لألفراد الوفاء بهذه المسئولية‪ ،‬تعاونا على البر والتقوى‪" :‬ولتكن منكم أمة يدعون‬ ‫إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" (آل عمران‪" ،)104 :‬وتعانوا على البر والتقوى"‬ ‫(المائدة‪" ،)12 :‬إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم هللا بعقاب" (رواه أصحاب‬ ‫السنن بسند صحيح)‪.‬‬ ‫الحقوق االقتصادية ‪:15-‬‬ ‫(أ) الطبيعة ‪ -‬بثرواتها جميعا‪ -‬ملك هلل تعالى‪" :‬هلل ملك السموات واألرض وما فيهن" (المائدة‪.)120 :‬‬ ‫وهى عطاء منه للبشر‪ ،‬منحهم حق االنتفاع بها‪" :‬وسخر لكم ما في السموات وما في األرض جميعا"‬ ‫(الجاثية‪.)13 :‬وحرم عليهم إفسادها وتدميرها‪ :‬وال تعثوا في األرض مفسدين" (الشعراء‪.)183 :‬وال‬ ‫يجوز ألحد أن يحرم آخر أو يعتدي على حقه في االنتفاع بما في الطبيعة من مصادر الرزق‪" :‬وما كان‬ ‫‪.‬عطاء ربك محظورا" (اإلسراء‪)20 :‬‬ ‫(ب) لكل إنسان أن يعمل وينتج‪ ،‬تحصيال للرزق من وجوهه المشروعة‪" :‬وما من دابة في األرض إال‬ ‫‪.‬على هللا رزقها" (هود‪" ،)6 :‬فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" (الملك‪)15 :‬‬ ‫(ج) الملكية الخاصة مشروعة ‪ -‬على انفراد ومشاركة ‪ -‬ولكل إنسان أن يقتني ما اكتسبه بجهده وعمله‪:‬‬ ‫"وأنه هو أغنى وأقنى" (النجم‪.)48 :‬والملكية العامة مشروعة‪ ،‬وتوظف لمصلحة األمة بأسرها‪" :‬ما أفاء‬ ‫هللا على رسوله من أهل القرى هللف وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي ال يكون‬ ‫‪.‬دولة بين األغنياء منكم" (الحشر‪)7 :‬‬ ‫(د) لفقراء األمة حق مقرر في مال األغنياء‪ ،‬نظمته الزكاة‪" ،‬والذين في أموالهم حق معلوم‪.‬للسائل‬ ‫والمحروم" (المعارج‪ 24 :‬و ‪.)25‬وهو حق ال يجوز تعطيله‪ ،‬وال منعه‪ ،‬وال الترخص فيه‪ ،‬من قبل‬ ‫الحاكم‪ ،‬ولو أدى به الموقف إلى قتال مانعي الزكاة‪" :‬وهللا لو منعوني عقاال‪ ،‬كانوا يؤدونه إلى رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وسلم لقاتلتهم عليه" من كالم أبي بكر رضي هللا عنه في مشاورته الصحابة في أمر مانعي‬ ‫‪.‬الزكاة‬ ‫(هـ) توظيف مصادر الثروة‪ ،‬ووسائل اإلنتاج لمصلحة األمة واجب‪ ،‬فال يجوز إهمالها وال تعطيلها‪" :‬ما‬ ‫من عبد استرعاه هللا رعية فلم يحطها بالنصيحة إال لما يجد رائحة الجنة" (رواه الشيخان)‪ ،‬كذلك ال يجوز‬ ‫‪.‬استثمارها فيما حرمته الشريعة‪ ،‬وال فيما يضر بمصلحة الجماعة‬ ‫‪(:‬و) ترشيدا للنشاط االقتصادي‪ ،‬وضمانا لسالمته‪ ،‬حرم اإلسالم‬ ‫‪.‬الغش بكل صوره‪" :‬ليس منا من غش" (رواه مسلم) ‪1-‬‬ ‫الغرر والجهالة‪ ،‬وكل ما يفضي إلى منازعات‪ ،‬ال يمكن إخضاعها لمعايير موضوعية‪" :‬نهى النبي ‪2-‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم عن بيع الحصاة‪ ،‬وعن بيع الغرر" (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي)‪،‬‬ ‫‪".‬نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن بيع العنب حتى يسود وعن بيع الحب حتى يشتد" (رواه الخمسة)‬ ‫االستغالل والتغابن في عمليات التبادل‪" :‬ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون‪.‬وإذا ‪3-‬‬ ‫‪.‬كالوهم أو وزنوهم يخسرون" (المطففين‪ 1 :‬و ‪)2‬‬ ‫‪.‬االحتكار‪ ،‬وكل ما يؤدي إلى منافسة غير متكافئة‪" :‬ال يحتكر إال خاطئ" (رواه مسلم) ‪4-‬‬ ‫‪.‬الربا‪ ،‬وكل كسب طفيلي‪ ،‬يستغل ضوائق الناس‪" :‬وأحل هللا البيع وحرم الربا" (البقرة‪5- )275 :‬‬ ‫الدعايات الكاذبة والخادعة‪ :‬البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما‪ ،‬وإن ‪6-‬‬ ‫غشا وكذبا محقت بركة بيعهما" (رواه الخمسة)‪.‬‬ ‫(ز) رعاية مصلحة األمة‪ ،‬والتزام قيم اإلسالم العامة‪ ،‬هما القيد الوحيد على النشاط االقتصادي‪ ،‬في‬ ‫مجتمع المسلمين‪.‬‬ ‫حق حماية الملكية ‪:16-‬‬ ‫ال يجوز انتزاع ملكية نشأت عن كسب حالل‪ ،‬إال للمصلحة العامة‪" :‬وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"‬ ‫(البقرة‪ ،)188 :‬ومع تعويض عادل لصاحبها‪" :‬من أخذ من األرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة‬ ‫إلى سبع أرضين" (رواه البخاري)‪.‬وحرمة الملكية العامة أعظم‪ ،‬وعقوبة االعتداء عليها أشد ألنه عدوان‬ ‫على المجتمع كله‪ ،‬وخيانة لألمة بأسرها‪" :‬من استعملناه منكم على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه كان‬ ‫غلوال يأتي به يوم القيامة" (رواه مسلم)‪".‬قيل يا رسول هللا‪ :‬إن فالنا قد استشهد! قال‪ :‬كال! لقد رأيته في‬ ‫النار بعباءة قد غلها‪.‬ثم قال‪ :‬يا عمر‪ :‬قم فناد‪ :‬إنه ال يدخل الجنة إال المؤمنون ‪ -‬ثالثا‪( "-‬رواه مسلم‬ ‫والترمذي)‪.‬‬ ‫حق العامل وواجبه ‪:17-‬‬ ‫العمل"‪ :‬شعار رفعه اإلسالم لمجتمعه‪" :‬وقل اعملوا" (التوبة‪ ،)105 :‬وإذا كان حق العمل‪ :‬اإلتقان‪" :‬إن "‬ ‫‪.‬هللا يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه" (رواه أبو يعلى‪ ،‬مجمع الزوائد‪ ،‬جـ ‪)4‬‬ ‫‪:‬فإن حق العامل‬ ‫أن يوفى أجره المكافئ لجهده دون حيف عليه أو مماطلة له‪" :‬أعطوا األجير حقه قبل أن يجف عرقه" ‪1-‬‬ ‫‪(.‬رواه ابن ماجة بسند جيد)‬ ‫أن توفر له حياة كريمة تتناسب مع ما يبذله من جهد وعرق‪" :‬ولكل درجات مما عملوا" (األحقاف‪2- :‬‬ ‫‪)19.‬‬ ‫أن يمنح ما هو جدير به من تكريم المجتمع كله له‪" :‬اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون" ‪3-‬‬ ‫‪(.‬التوبة‪".)105 :‬إن هللا يحب المؤمن المحترف" (رواه الطبراني‪ ،‬مجمع الزائد‪ ،‬جـ ‪)4‬‬ ‫أن يجد الحماية التي تحول دون غبنه واستغالل ظروفه قال هللا تعالى‪" :‬ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة‪4- :‬‬ ‫رجل أعطى بي ثم غدر‪ ،‬ورجل باع حرا فأكل ثمنه‪ ،‬ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه حقه"‬ ‫(رواه البخاري (حديث قدسي))‪.‬‬ ‫حق الفرد في كفايته من مقومات الحياة ‪:18-‬‬ ‫من حق الفرد أن ينال كفايته من ضروريات الحياة ‪..‬من طعام‪ ،‬وشراب‪ ،‬وملبس‪ ،‬ومسكن ‪..‬ومما يلزم‬ ‫لصحة بدنه من رعاية‪ ،‬وما يلزم لصحة روحه‪ ،‬وعقله‪ ،‬من علم‪ ،‬ومعرفة‪ ،‬وثقافة‪ ،‬في نطاق ما تسمح به‬ ‫موارد األمة ‪ -‬ويمتد واجب األمة في هذا ليشمل ما ال يستطيع الفرد أن يستقل بتوفيره لنفسه من ذلك‪:‬‬ ‫"النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" (األحزاب‪.)6 :‬‬ ‫حق بناء األسرة ‪:19-‬‬ ‫(ب) الزواج ‪ -‬بإطاره اإلسالمي ‪ -‬حق لكل إنسان‪ ،‬وهو الطريق الشرعي لبناء األسرة وإنجاب الذرية‪،‬‬ ‫واعفاف النفس‪" :‬يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال‬ ‫‪.‬كثيرا ونساء" (النساء‪)1 :‬‬ ‫لكل من الزوجين قبل اآلخر ‪ -‬عليه وله ‪ -‬حقوق وواجبات متكافئة قررتها الشريعة" "ولهن مثل الذي‬ ‫عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" (البقرة‪ ،)228 :‬ولألب تربية أوالده‪ :‬بدينا‪ ،‬وخلقيا‪ ،‬ودينيا‪ ،‬وفقا‬ ‫لعقيدته وشريعته‪ ،‬وهو مسئول عن اختياره الوجهة التي يوليهم إياها‪" :‬كلكم راع وكلكم مسئول عن‬ ‫‪.‬رعيته" (رواه الخمسة)‬ ‫(ب) لكل من الزوجين ‪ -‬قبل اآلخر ‪ -‬حق احترامه‪ ،‬وتقدير مشاعره‪ ،‬وظروفه‪ ،‬في إطار من التواد‬ ‫والتراحم‪" :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" (الروم‪:‬‬ ‫‪)21.‬‬ ‫(ج) على الزوج أن ينفق على زوجته وأوالده دون تقتير عليهم‪" :‬لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه‬ ‫‪.‬رزقه فلينفق مما آتاه هللا" (الطالق‪)7 :‬‬ ‫(د) لكل طفل على أبويه حق إحسان تربيته‪ ،‬وتعليمه‪ ،‬وتأديبه‪" :‬وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"‬ ‫(اإلسراء‪ ،)24 :‬وال يجوز تشغيل األطفال في سن باكرة‪ ،‬وال تحميلهم من األعمال ما يرهقهم‪ ،‬أو يعوق‬ ‫‪.‬نموهم أو يحول بينهم وبين حقهم في اللعب والتعلم‬ ‫(هـ) إذا عجز والدا الطفل عن الوفاء بمسئوليتهما نحوه‪ ،‬انتقلت هذه المسئولية إلى المجتمع‪ ،‬وتكون نفقات‬ ‫الطفل في بيت مال المسلمين ‪ -‬الخزانة العامة للدولة ‪" :-‬أنا أولى بكل مؤمن من نفسه‪ ،‬فمن ترك دينا أو‬ ‫ضيعة [ضيعة‪ :‬أي ذرية ضعافا يخشى عليهم الضياع] فعلي‪ ،‬ومن ترك ماال فلورثته" (رواه الشيخان‬ ‫‪.‬وأبو داود والترمذي)‬ ‫(و) ولكل فرد في األسرة أن ينال منها ما هو في حاجة إليه‪ :‬من كفاية مادية‪ ،‬ومن رعاية وحنان‪ ،‬في‬ ‫طفولته‪ ،‬وشيخوخته‪ ،‬وعجزه وللوالدين على أوالدهما حق كفالتهما ماديا ورعايتهما بدنيا‪ ،‬ونفسيا‪" :‬أنت‬ ‫‪.‬ومالك لوالدك" (رواه أبو داود بسند حسن)‬ ‫(ز) لألمومة حق في رعاية خاصة من األسرة‪" :‬يا رسول هللا‪ :‬من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال‪ :‬أمك‬ ‫‪.‬قال (السائل)‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬أمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من‪ :‬قال‪ :‬أمك‪ :‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬أبوك" (رواه الشيخان)‬ ‫(ح) مسئولية األسرة شركة بين أفرادها‪ ،‬كل بحسب طاقته‪ ،‬وطبيعة فطرته‪ ،‬وهى مسئولية تتجاوز دائرة‬ ‫اآلباء واألوالد‪ ،‬لتعم األقارب وذوي األرحام‪" :‬يا رسول هللا من أبر؟ قال‪ :‬أمك! ثم أمك! ثم أمك! ثم أباك‬ ‫‪.‬ثم األقرب فاألقرب" (رواه أبو داود والترمذي بسند حسن)‬ ‫(ط) ال يجبر الفتى أو الفتاة على الزواج ممن ال يرغب فيه‪" :‬جاءت جارية بكر إلى النبي صلى هللا عليه‬ ‫وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها النبي صلى هللا عليه وسلم" (رواه أحمد وأبو داود)‪.‬‬ ‫حقوق الزوجة ‪:20-‬‬ ‫‪(.‬أ) أن تعيش مع زوجها حيث يعيش "أسكنوهن من حيث سكنتم" (رواه أحمد وأبو داود)‬ ‫(ب) أن ينفق عليها زوجها بالمعروف طوال زواجهما‪ ،‬وخالل فترة عدتها إن هو طلقها‪" :‬الرجال‬ ‫قوامون على النساء بما فضل هللا بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" (الطالق‪".)6:‬وإن كن‬ ‫أوالت حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن" (النساء‪ ،)34 :‬وأن تأخذ من مطلقها نفقة من تحضنهم من‬ ‫‪.‬أوالده منها‪ ،‬بما يتناسب مع كسب أبيه "فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن" (الطالق‪)6 :‬‬ ‫‪(.‬ج) تستحق الزوجة هذه النفقات أيا كان وضعها المالي وأيا كانت ثروتها الخاصة‬ ‫(د) للزوجة‪ :‬أن تطلب من زوجها‪ :‬إنهاء عقد الزواج ‪ -‬وديا ‪ -‬عن طريق الخلع‪" :‬فإن خفتم أال يقيما‬ ‫[الزوجان] حدود هللا فال جناح عليهما فيما افتدت به" (البقرة‪.)229 :‬كما أن لها أن تطلب التطليق قضائيا‬ ‫‪.‬في نطاق أحكام الشريعة‬ ‫(هـ) للزوجة حق الميراث من زوجها‪ ،‬كما ترث من أبويها‪ ،‬وأوالدها‪ ،‬وذوي قرابتها‪" :‬ولهن الربع مما‬ ‫‪.‬تركتم إن لم يكن لم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم" (النساء‪)12 :‬‬ ‫(و) على كال الزوجين أن يحفظ غيب صاحبه‪ ،‬وأال يفشي شيئا من أسراره‪ ،‬وأال يكشف عما قد يكون به‬ ‫من نقص خلقي أو ُخلقي‪ ،‬ويتأكد هذا الحق عند الطالق وبعده‪" :‬وال تنسوا الفضل بينكم" (البقرة‪.)237 :‬‬ ‫حق التربية ‪:21-‬‬ ‫(أ) التربية الصالحة حق األوالد على اآلباء‪ ،‬كما أن البر وإحسان المعاملة حق اآلباء على األوالد‪:‬‬ ‫"وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كالهما فال تقل لهما‬ ‫أف وال تنهرهما وقل لهما قوال كريما‪ ،‬واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني‬ ‫صغيرا" (اإلسراء‪ 23 :‬و ‪.)24‬‬ ‫(ب) التعليم حق للجميع‪ ،‬وطلب العلم واجب على الجميع ذكورا وإناثا على السواء‪" :‬طلب العلم فريضة‬ ‫على كل مسلم ومسلمة" (رواه ابن ماجة)‪.‬‬ ‫والتعليم حق لغير المتعلم على المتعلم‪":‬وإذ أخذ هللا ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس وال تكتمونه‬ ‫فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليال فبئس ما يشترون" (آل عمران‪" ،)187 :‬ليبلغ الشاهد الغائب"‬ ‫‪.‬من خطبة حجة الوداع‬ ‫(ج) على المجتمع أن يوفر لكل فرد فرصة متكافئة‪ ،‬ليتعلم ويستنير‪" :‬من يرد هللا به خيرا يفقهه في الدين‪.‬‬ ‫وإنما أنا قاسم وهللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬يعطي" (رواه الشيخان)‪.‬ولكل فرد أن يختار ما يالئم مواهبه وقدراته‪:‬‬ ‫"كل ميسر لما خلق له" (رواه الشيخان وأبو داود والترمذي)‪.‬‬ ‫حق الفرد في حماية خصوصياته ‪:22-‬‬ ‫سرائر البشر إلى خالقهم وحده‪" :‬أفال شققت عن قلبه" رواه مسلم‪ ،‬وخصوصياتهم حمى‪ ،‬ال يحل التسور‬ ‫عليه‪" :‬وال تجسسوا" (الحجرات‪.)12 :‬يا معشر من أسلم بلسانه‪ ،‬ولم يفض اإليمان إلى قلبه‪" :‬ال تؤذوا‬ ‫المسلمين وال تعيروهم وال تتبعوا عوراتهم‪ ،‬فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم‪ ،‬تتبع هللا عورته‪ ،‬ومن تتبع‬ ‫هللا عورته يفضحه ولو في جوف رحله" (رواه أبو داود والترمذي واللفظ هنا له)‬ ‫حق حرية االرتحال واإلقامة ‪:23-‬‬ ‫(أ) من حق كل فرد أن تكون له حرية الحركة‪ ،‬التنقل من مكان إقامته وإليه‪ ،‬وله حق الرحلة والهجرة من‬ ‫موطنه‪ ،‬والعودة إليه دون ما تضييق عليه‪ ،‬أو تعويق له‪" :‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا في‬ ‫مناكبها وكلوا من رزقه" (الملك‪" ،)15 :‬قل سيروا في األرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين"‬ ‫‪(.‬األنعام‪" ،)11 :‬ألم تكن أرض هللا واسعة فتهاجروا فيها" (النساء‪)97 :‬‬ ‫(ب) ال يجوز إجبار شخص على ترك موطنه‪ ،‬وال إبعاده عنه ‪ -‬تعسفا ‪ -‬دون سبب شرعي‪" :‬يسألونك‬ ‫عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل هللا وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله‬ ‫‪.‬منه أكبر عند هللا" (البقرة‪)217 :‬‬ ‫(ج) دار اإلسالم واحدة ‪..‬وهى وطن لكل مسلم‪ ،‬ال يجوز أن تقيد حركته فيها بحواجز جغرافية‪ ،‬أو حدود‬ ‫سياسية ‪..‬وعلى كل بلد مسلم أن يستقبل من يهاجر إليه أو يدخله من المسلمين استقبال األخ ألخيه‪:‬‬ ‫"والذين تبوأوا الدار واإليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم وال يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا‬ ‫‪.‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" (الحشر‪)9 :‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪،،،‬‬ ‫اكتفينا باستخدام لفظ "حقوق" ولم نستخدم معه لفظ "واجبات" ألن كل ما هو "حق" لفرد هو "واجب"‬ ‫على آخر (حق الرعية = واجب على الراعي‪ ،‬حق الوالد = واجب على الولد‪ ،‬حق الزوجة = واجب على‬ ‫الزوج‪ ،‬وبالعكس حق الراعي = واجب على الرعية‪ ،‬الخ)‪.‬ومادامت حقوق اإلنسان في اإلسالم شاملة‬ ‫جميع األفراد‪ ،‬على اختالف مواقعهم وعالقاتهم فقد أصبح ما هو "الحق" من وجه ‪..‬هو "الواجب" من‬ ‫‪!.‬وجه آخر‬ ‫_______________________‬ ‫ننوه بأننا اكتفينا باستخدام لفظ "حقوق" ولم نستخدم معه لفظ "واجبات" ألن كل ما هو "حق" لفرد هو ‪-‬‬ ‫"واجب" على آخر (حق الرعية = واجب على الراعي‪ ،‬حق الوالد = واجب على الولد‪ ،‬حق الزوجة =‬ ‫واجب على الزوج‪ ،‬وبالعكس حق الراعي = واجب على الرعية‪ ،‬الخ)‪.‬ومادامت حقوق اإلنسان في‬ ‫اإلسالم شاملة جميع األفراد‪ ،‬على اختالف مواقعهم وعالقاتهم فقد أصبح ما هو "الحق" من وجه ‪..‬هو‬ ‫‪"!.‬الواجب" من وجه آخر‬ ‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/UIDHR.html‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser