حقوق الإنسان في ضوء الاختالفات الثقافية في العراق PDF

Summary

هذه دراسة سوسيولوجية ميدانية عن حقوق الإنسان في العراق في ضوء الاختلافات الثقافية. أجريت الدراسة في أربع محافظات عراقية عام 2015، وشملت عينة 400 مواطن. استخدمت الدراسة أعمالًا أكاديمية تتعلق بالاجتماع الكلاسيكي والوطني، وركزت على العلاقة بين حقوق الإنسان والاختلافات الثقافية في المجتمع العراقي. توصلت الدراسة إلى أن حقوق الإنسان في المجتمع العراقي تتعرّض لانتهاكات جسيمة، ودعت إلى إعادة النظر في المنظومة الفكرية للقوانين العراقية، مع أهمية تطوير الوعي الاجتماعي.

Full Transcript

‫بحوث ودراسات‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء‬ ‫االختالفات الثقافية يف العراق‪:‬‬ ‫«درا سة سو سيولوجية ميدانية»‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني ‬ ‫‪45‬‬...

‫بحوث ودراسات‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء‬ ‫االختالفات الثقافية يف العراق‪:‬‬ ‫«درا سة سو سيولوجية ميدانية»‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني ‬ ‫‪45‬‬ ‫خال صة‪:‬‬ ‫ أجريت هذه الدرا سة امليدانية حول حقوق الإن سان واالختالفات الثقافية يف العراق يف أربع‬ ‫حمافظات عراقية‪ :‬بغداد‪ ،‬دياىل‪ ،‬بابل ووا سط مطلع عام ‪.2015‬و شملت الدرا سة عينة بلغت‬ ‫(‪ )400‬مواطن توزعوا بح ص ص مت ساوية لأغرا ض إح صائية بني املحافظات املذكورة‪.‬و ضعت‬ ‫الدرا سة يف ق سمني رئي سيني‪ :‬الأطار النظري واجلانب امليداين‪.‬بنت الدرا سة نظري ًا على أعمال‬ ‫عامل االجتماع الكال سيكي إمييل دوركهامي م رور ًا بعامل االجتماع الوطني املحدث علي الوردي‬ ‫وا ستفادت من أعمال برينارد و أي س و سامي زبيدة يف ت سليط ال ضوء على جوهر ما يقوم عليه‬ ‫املجتمع امل سلم من قيم أخالقية را سخة جتعل أمر االن سجام مع ما جاء يف وثيقة حقوق الإن سان‬ ‫ذات املرجعية الفكرية الغربية الو ضعية صعبا للغاية‪.‬لأغرا ض جمع البيانات الالزمة ّمت تطوير‬ ‫ا ستبيان ا شتمل على أربعة حماور رئي سية‪ :‬اخللفية العامة ملجتمع الدرا سة؛ التوجهات وامليول‬ ‫الثقافية العامة؛ املواقف ال سلوكية واالجتماعية؛ وحقوق الإن سان على صعيد احلياة العامة‪.‬‬ ‫كلية الآداب‪ ،‬جامعة بغداد‬ ‫ ‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫تو صلت الدرا سة إىل أنّ حقوق الإن سان يف املجتمع العراقي تتعر ض إىل انتهاكات ج سيمة‬ ‫با ستخدام غطاء "االختالفات الثقافية"‪.‬دعت الدرا سة إىل إعادة النظر باملنظومة الفكرية التي‬ ‫تقوم عليها القوانني الو ضعية العراقية باعتبارها املرجعية احلاكمة على سلوك ومواقف النا س ‬ ‫ولأنها تف سح جماال وا سع ًا للتف سريات التي تتماهى مع حقوق الإن سان وت سمح بالتايل ملختلف‬ ‫التجاوزات‪.‬كما دعت الدرا سة إىل العمل على تطوير الوعي االجتماعي للنا س واالهتمام باملر أة‬ ‫من خالل العمل على ت أمني وتعزيز املكانة املنا سبة والالئقة لها يف املجتمع‪.‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ أجريت هذه الدرا سة امليدانية حول حقوق الإن سان واالختالفات الثقافية يف العراق يف أربع‬ ‫حمافظات عراقية‪ :‬بغداد‪ ،‬دياىل‪ ،‬بابل ووا سط يف مطلع عام ‪ 2015‬و شملت الدرا سة عينة بلغت‬ ‫‪ 400‬مواطن توزعوا ب صورة ح ص ص مت ساوية لأغرا ض إح صائية بني املحافظات املذكورة‪.‬هدفت‬ ‫الدرا سة إىل التعرف على احل ّد الذي ميكن أنْ ت ؤثر فيه االختالفات الثقافية على التمتع بحقوق‬ ‫الإن سان يف العراق‪.‬وفيما متيل الدرا سات يف جمال حقوق الإن سان على وجه العموم إىل النظر يف‬ ‫الق ضية من إحدى زاويتني‪ :‬الفردية أو البنيوية(‪ ،)1‬ف إنّ الدرا سة احلالية ت ستدمج وجهتي النظر‬ ‫‪46‬‬ ‫ أم ًال بالتو صل إىل أو سع قد ٍر ممكن من الفهم والإحاطة بحيثيات املو ضوع‪.‬فحقوق الإن سان ت ؤثر‬ ‫ت أثري ًا وا ضح ًا وملمو س ًا يف الفرد ك إن سان ولك ّنها يف الوقت نف سه تلعب أدوار ًا م ؤثرة يف حياة‬ ‫اجلماعة بو صفها صدى لبنية اجتماعية حاكمة‪.‬فما قيمة احلرية الفردية على سبيل املثال‪ ،‬يف‬ ‫جمتمع لي س فيه منْ ي سمع ويت صرف حل ّل الإ شكاالت االجتماعية من خالل توفري الأر ضية الالزمة‬ ‫للتمتع بثمار احلرية؟ أو ما قيمة العي ش وكيف الطريق إىل ضمانه يف ظ ّل ظروف الفقر واحلاجة‬ ‫واالعتقال الع شوائي والتعذيب والتطهري العرقي وما إىل ذلك؟‬ ‫تقع الدرا سة احلالية يف ق سمني رئي سيني يركز الق سم الأول منها على الإطار النظري ابتدا ًء‬ ‫من تقدمي املفهومات الأ سا سية امل ستخدمة هنا وم رورا بالأفكار والنظريات ذات ال صلة التي‬ ‫ا سرت شدت بها الدرا سة‪.‬ويهتم الق سم الثاين باجلانب امليداين التطبيقي حيث أج ري م سح‬ ‫ميداين م صمم لهذا الغر ض‪.‬‬ ‫مفاهيم الدرا سة‪:‬‬ ‫يعرف مفهوم حقوق الإن سان يف درا ستنا هذه ب أ ّنه ن سق احلقوق واحلريات امل ستحقة لكل‬ ‫ شخ ص بو صفه إن سان ًا‪.‬وينطوي ه ذا املفهوم على الإق رار جلميع الأف راد بالقيمة والكرامة‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫الإن سانية‪ ،‬وهذا يتيح للفرد أنْ يتمتع بالأمن والأمان لي صبح قادر ًا على اتخاذ القرارات وتنظيم‬ ‫حياته مبقت ضاها‪.‬فالفرد الذي يعي ش يف إطار دولة معينة وفق هذا املفهوم ميتلك حقوق ًا أ سا سية‪،‬‬ ‫بحيث أ ّنه لو انتهك هذا ال شخ ص أو ذاك القانون‪ ،‬يجب أنْ تكون هناك ضمانات ملعاملته ب صورة‬ ‫ إن سانية‪.‬ويعرفها العلماء العرب كما يف حممد عبد امللك متوكل ب أ ّنها «جمموعة احلقوق واملطالب‬ ‫الواجبة ‪ -‬لكل الب شر على قدم امل ساواة دومنا متييز بينهم»‪.‬ويعرفها ر ضوان زيادة ب أ ّنها «احلقوق‬ ‫التي تكفل للكائن الب شري واملرتبطة بطبيعته كحقه يف احلياة وامل ساواة ‪.»...‬ويعرفها با سيل‬ ‫يو سف ب أ ّنها «تعبري عن تراكم االجتاهات الفل سفية والعقائد والأديان عرب التاريخ لتج سيد قيم‬ ‫ إن سانية عليا تتناول الإن سان أينما وجد»‪.‬ويعرفها حممد املجذوب على أ ّنها «جمموعة من احلقوق‬ ‫الطبيعية التي ميتلكها الإن سان والل صيقة بطبيعته‪ ،‬والتي تظل موجودة و إنْ مل يتم االعرتاف بها‪،‬‬ ‫بل أكرث من ذلك‪ ،‬حتى لو انتهكت من قبل سلطة ما»‪.‬وعرفت املنظمة الأممية مفهوم حقوق‬ ‫الإن سان ب أ ّن ه جمموعة « ضمانات قانونية عاملية حلماية الأف راد واجلماعات من إج راءات‬ ‫احلكومات التي مت س احلريات الأ سا سية والكرامة الإن سانية»‪.‬وك ان الإع لان العاملي حلقوق‬ ‫الإن سان صدر يف العا شر من كانون أول من عام ‪.1948‬ي شتمل الإعالن على مقدمة وثالثني مادة‬ ‫‪47‬‬ ‫تقع يف أربع فئات هي‪ :‬احلقوق الفردية وال شخ صية؛ عالقات الفرد باملجموع أو بالدولة؛ احلريات‬ ‫العامة واحلقوق الأ سا سية؛ احلقوق االقت صادية واالجتماعية(‪.)2‬‬ ‫االختالفات الثقافية‪ :‬هو مفهوم آخر ذو صلة ْإذ يالحظ الإعالن العاملي حلقوق الإن سان أ ّنه‬ ‫ال وجود ملفهوم واحد صالح لكل زمان ومكان حلقوق الإن سان ب سبب االختالفات الثقافية بني‬ ‫الأمم‪.‬وهذا ما يف سر اختالف التعاريف ملفهوم حقوق الإن سان ابتداء ولعله لذلك سرعان ما‬ ‫ارتفع أوار اجلدل يف مو ضوعة «االختالف الثقايف»‪.‬وانق سم املجادلون يف هذا املجال إىل فريقني‪:‬‬ ‫يدعي أولهما ب أنّ املقايي س العاملية التي ت ضمنها الإع لان العاملي حلقوق الإن سان تتعار ض مع‬ ‫ال سمات التقليدية الأ صيلة لثقافاتهم‪.‬باملقابل‪ ،‬ترد الأمم املتحدة بالقول إ ّنها حتمي احلقوق‬ ‫الثقافية للنا س كافة إال أ ّنها ال حتمي املمار سات التي تنتهك احلقوق الإن سانية للأ شخا ص ‬ ‫الآخرين‪.‬وت ضيف إىل ذلك أ ّنه يفرت ض أنْ ت ستوعب أي ثقافة إن سانية مبادئ حقوق الإن سان‪.‬‬ ‫وكان علماء االجتماع والأنرثوبولوجيا أول من أثار اجلدل يف هذا املو ضوع نتيجة درا ساتهم لعدد‬ ‫من املجتمعات الب شرية غري الغربية الأمر الذي سرعان ما دخل مدخ ًال عن صري ًا‪ْ.‬إذ صدرت‬ ‫وثيقة حقوق الإن سان ‪ -‬يف القرن الثامن ع شر لت ضع ال شعوب يف م ستويات يتقدمها البي ض‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫قت بني‬ ‫فامللونون فامل ستعمرون فالعبيد وهكذا دواليك‪.‬ثم جاءت وثيقة القرن التا سع ع شر التي ف ّر ْ‬ ‫مفهوم حقوق الإن سان يف جمتمع ا شرتاكي عنه يف جمتمع ر أ سمايل(‪.)3‬اليوم‪ ،‬تناق ش م س ألة‬ ‫االختالفات الثقافية أنرثوبولوجي ًا ضمن ما أ صطلح عليه بـ «الن سبية الثقافية»‪ ،‬وهي املقاربة‬ ‫النظرية التي تقف على ال ض ّد من نظرية «التحول الثقايف»‪.‬بينما يفرت ض دعاة التحول الثقايف ‪-‬‬ ‫ أنّ املجتمعات الإن سانية تتغري ب صورة موحدة وت صل بالنهاية إىل ‪-‬م ستويات معلومة ومتماثلة من‬ ‫حيث اجلوهر و أ ّنها تفعل ذلك عرب امل رور مبراحل حمددة كما افرت ض لوي س هرني مورجان‪،‬‬ ‫وكارل مارك س‪ ،‬و آخرون‪.‬جادل دعاة الن سبية الثقافية التي ظهرت يف ثالثينيات و أربعينيات القرن‬ ‫املا ضي على أنّ هناك قوالب و أمناط ًا ثقافية ذات خ صو صية لي س من ال سهل جتاوزها سواء من‬ ‫قبل أبناء املجتمع املق صود أو أطراف أخرى و أ ّنه ال وجود لأخالقيات كونية أو نظم أخالقية ميكن‬ ‫ أنْ تف ضل على بع ضها البع ض و أ ّنها لذلك ت ستحق «احرتام ًا مت ساوي ًا»‪.‬باملقابل‪ ،‬نتيجة االكت شافات‬ ‫الفظيعة التي حققها نا شطون ومهتمون يف جمال حقوق الإن سان‪ُ ،‬ط ِر َح ْت ق ضايا جوهرية للبحث‬ ‫عن مربرات للتعذيب والعبودية والإبادة اجلماعية والتطهري العرقي والثقايف التي ترتكب با سم‬ ‫الثقافة واملعايري الأخالقية ذات اخل صو صية االجتماعية واحل ضارية مما و ضع هذه املقاربة أمام‬ ‫‪48‬‬ ‫حتديات حقيقية لي س من ال سهل ّ‬ ‫غ ض الط ْرف عنها(‪.)4‬‬ ‫املوقف‪ :‬لأغرا ض هذه الدرا سة‪ ،‬اعتمدنا طريقة تفح ص املواقف الفردية للمبحوثني مما‬ ‫يتطلب التعريف به‪.‬يعرف ثيودور سون وثيودور سون (‪ )1969‬املوقف على أ ّنه توجه نحو مو ضوعات‬ ‫قد ٍر من العواطف‪.‬ويتطور‬ ‫معينة ب ضمنها الأ شخا ص أو الظروف الدائمة ن سبي ًا والتي تنطوي على ْ‬ ‫املوقف بالتعلم لذلك فهو اجتماعي بطبيعته وينطوي على تقييم سلبي أو إيجابي ملو ضوع حمدد‬ ‫مما ي سهل أم ر التنب ؤ به‪.‬ويعترب املوقف نوع ًا من أن واع ال سلوك املعرب عنه لفظي ًا وقد ي سبق‬ ‫ال سلوك الذي ميكن ر صده باملالحظة امليدانية(‪.)5‬تنطوي أهمية املوقف على حقيقة أ ّنه قد يكون‬ ‫ال سبب يف ت صرفات معينة جتاه حدث يخ ص شخ ص ًا ما أو جماعة(‪.)6‬ينطوي املوقف على ر أي‬ ‫باجتاه سلبي أو إيجابي ب صدد ق ضية ما ويت أثر بالأيديولوجيا أو العقيدة االجتماعية ال سائدة ك أنْ‬ ‫متيل املجتمعات ذات الديانات العريقة إىل التعبري عن آراء حمافظة نتيجة تبني مواقف حمافظة‪.‬‬ ‫فيما متيل املجتمعات الليربالية والر أ سمالية املعا صرة إىل التغيري وحتث على االبتكار‪ ،‬على سبيل‬ ‫املثال(‪.)7‬وي سبق املوقف الدور وقد يتزامن معه ليعرب عن صورة معينة(‪.)8‬‬ ‫متغري اجلندر‪ :‬يعرف مفهوم اجلندر يف هذه الدرا سة على أ ّنه التوقعات االجتماعية حول‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫لكل من اجلن سني‪.‬إ ّنه ي شري إىل ال سمات امل شك ّلة اجتماعي ًا وثقافي ًا‬ ‫ال سلوك الذي يعترب منا سب ًا ٍ‬ ‫للذكورة والإنوثة يف املجتمع‪.‬وهو بالت أكيد يختلف عن مفهوم «اجلن س» الذي يقت صر على الفروق‬ ‫احليوية الفيزيولوجية الطبيعية بني اجلن سني والتي ال دخل للإن سان فيها أي أ ّنه يولد بها فيما‬ ‫يت أثر الإن سان بالطريقة التي يعامل بها مما يرتب عليها نتائج مهمة يف حياته العملية(‪.)9‬‬ ‫الدرا سات سابقة‪:‬‬ ‫حظيت درا سات حقوق الإن سان باهتمام دويل و سيا سي و أكادميي كبري‪.‬وهذا ما جعل الدخول‬ ‫يف م شروع ذي صلة صعب ًا جد ًا من حيث احلاجة للرتكيز على جانب حمدد ميكن أنْ ي ؤدي إىل‬ ‫‪‬‬ ‫نوع ما فيه‪.‬وكان ال ب ّد من مواجهة هذه ال صعوبة من خالل تناول جانب معني‬ ‫حتقيق إ ضاءة من ٍ‬ ‫وهو ما قمنا به بت سليط ال ضوء على مو ضوعة «االختالفات الثقافية»‪ ،‬التي ترتكب العديد من‬ ‫االنتهاكات با سمها‪.‬واحلق الب ّد من االعرتاف بدور و سائل الإعالم بتغطية املو ضوع وجلبه إىل‬ ‫دائرة االهتمام حيث يظهر البحث عن الأدبيات العلمية املهنية املوثقة يف هذا املجال شحة كبرية‪.‬‬ ‫نقل عدد من و سائل الإعالم وو سائل التوا صل الثقايف على سبيل املثال‪ ،‬واحدة من اجلرائم التي‬ ‫ارتكبت بهذا الغطاء مما ا ست أثر باهتمام وا سع‪.‬فقد ا ضطرت احلكومة الربيطانية يف آب ‪1998‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ إىل إن شاء جمموعة عمل عربية معنية بالزواج الق سري بوزارة الداخلية وبرئا سة وزير الداخلية‬ ‫ملتابعة زعماء اجلاليات املقيمة يف بريطانيا حلل م شكالت جالياتهم‪.‬جاء ذلك بعد أنْ ّمت االطالع‬ ‫على حادثة قتل فتاة بريطانية من أ صل آ سيوي من قبل أخيها و أمها ب سبب متردها على زيجة‬ ‫تقليدية رتبتها العائلة وهروبها للعي ش مع شخ ص آخر كانت حام ًال منه ع شية وقوع اجلرمية طعن ًا‬ ‫بال سكاكني(‪.)10‬‬ ‫ع زا النجار ق ضية ال صراع ب ين ال غ رب وال ع رب ب ش أن حقوق الإن س ان إىل اخل صو صية‬ ‫واحل سا سية امل شتعلة بني الطرفني ب سبب املواقف ال سيا سية وامل س ألة الدميوغرافية يف بلدان‬ ‫اخلليج العربي(‪.)11‬وخل ص سامل إىل أنّ الأقوياء فقط هم الذين ي صنعون التاريخ يف إ شار ٍة إىل‬ ‫امتهان النا س بناء على مكانتهم االجتماعية الواطئة التي ال توفر لهم القدر الكايف من القوة(‪.)12‬‬ ‫و أ شارت درا سة أخرى إىل أنّ انتهاكات حقوق الإن سان غالب ًا ما تعطى مربرات قيمية ودينية(‪.)13‬‬ ‫وعزا حتالف م شروع دعم حقوق الإن سان يف العراق ال سبب يف الو ضع ال سيء للحريات املدنية يف‬ ‫العراق اليوم إىل ضعف الدولة وبخا صة على م ستوى القدرة على الوفاء بواجباتها املن صو ص ‬ ‫عليها يف املادة ‪ 15‬من الد ستور العراقي لعام ‪ 2005‬التي ن صت على أنّ «لكل فرد احلق يف احلياة‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫والأمن واحلرية وال يجوز احلرمان من هذه احلقوق أو تقييدها اال وفق ًا للقانون وبناء على قرار‬ ‫ صادر من جهة ق ضائية خمت صة»‪.‬وتطرقت الن شرة إىل انتهاكات كثرية حلقوق الإن سان يف العراق‬ ‫من قبيل الزواج املبكر (‪ 14‬سنة – ‪ 16‬سنة) والزواج خارج املحكمة مما يعر ض الن ساء املعنيات‬ ‫ إىل ضياع احلقوق وااللتزامات القانونية وبالتايل االجتماعية(‪.)14‬‬ ‫وقامت ب شرى العبيدي ع ضو جمل س املفو ضية العليا حلقوق الإن سان ب إعداد درا سات مهمة‬ ‫وثقت فيها عدد ًا من حاالت الزواج الق سري والقتل غ س ًال للعار باال سم واحلالة واملكان يف خمتلف‬ ‫املحافظات العراقية مثل النجف‪ ،‬املثنى‪ ،‬ذي قار وال سليمانية‪.‬بل وا ست شهدت ب آراء أ شخا ص ‬ ‫برروا االنتهاكات وبخا صة على م ستوى الزيجات الق سرية لكونها «تق ّرب العوائل وتن سيهم أ سباب‬ ‫النزاع»(‪.)15‬‬ ‫درا سات متخ ص صة‪:‬‬ ‫على صعيد املجتمع العراقي غالب ًا ما تناق ش م س ألة حقوق الإن سان من مواقف دفاعية تقوم‬ ‫على مربرات دينية وقيمية ومعيارية‪.‬إذ ال ميانع القري شي (‪ )2010‬على سبيل املثال‪ ،‬يف احرتام‬ ‫حقوق الإن سان إنمّ ا وفق «مبد أ اخل صو صية»‪ ،‬الذي ورد يف الإعالن العاملي حلقوق الإن سان «وما‬ ‫‪50‬‬ ‫ميكن أنْ توفره ال شريعة الإ سالمية»‪.‬كما ا ست شهد الكاتب برغبة جمل س اجلامعة العربية بت ضمني‬ ‫الكتاب املنهجي املدر سي ما يدعو اىل قيم الت سامح واالنفتاح وحق االختالف مع الآخر والتفاعل‬ ‫مع الثقافات الأخرى وفق ضوابط الدين الإ سالمي والديانات ال سماوية الأخرى‪.‬وم ضى إىل القول‬ ‫ إ ّنه من أجل إجراء م صاحلة تاريخية بني العرب والغرب الب ّد من التفريق بني دائرتني من دوائر‬ ‫القيم املطلوبة‪.‬فمن جانب‪ ،‬هناك دائ رة القيم الإن سانية امل شرتكة التي ت شمل «قيم ال سالم‬ ‫جانب آخ ر‪ ،‬هناك دائ رة القيم‬ ‫والت سامح والرحمة والعدل وامل ساواة وحقوق الإن سان»‪.‬ومن ٍ‬ ‫االجتماعية التي ينفرد بها كل جمتمع‪.‬وهذه «ت ضم القيم االجتماعية مبا يتفرع عنها من أن ساق‬ ‫و أ شكال تختلف من جمتمع إىل آخر‪ ،‬ومن أمة اىل أخرى‪.‬وهذه الدائرة من القيم لي س مطلوب ًا‬ ‫فيها التطابق‪ ،‬بل لكل طرف حق تبني مفاهيمه اخلا صة متى كان يف النهاية ملتزم ًا بالقيم‬ ‫الإن سانية امل شرتكة التي ينبغي أنْ متثل ال سقف الذي يظللنا جميع ًا»‪.‬وخل ص الكاتب بالت شديد‬ ‫على خ صو صية املجتمع امل سلم م ؤكد ًا على أهمية عدد من احلقوق مثل‪:‬‬ ‫‪1.1‬حق اجلنني؛‬ ‫‪2.2‬حق الأبوين على الأبناء وحقوق ذوي القرابة؛‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫‪3.3‬حق اجلار؛‬ ‫‪4.4‬حق حرمة اخليانة وبدن املتويف؛‬ ‫‪5.5‬حق اخل صم؛‬ ‫‪6.6‬حق حماية العر ض(‪.)16‬‬ ‫و ضعت جهود كبرية على م ستوى الهيئات امل ستقلة لت سليط ال ضوء على انتهاكات حقوق الإن سان‬ ‫يف العراق‪.‬فقد جاء يف درا سة صدرت عن الهيئة امل ستقلة حلقوق الإن سان أنّ من ال صعب بح سب‬ ‫مدير معهد الطب العديل يف مدينة الطب ببغداد إعطاء إح صاءات دقيقة حول حاالت القتل‬ ‫غ س ًال للعار وبخا صة بعد حرب عام ‪.2003‬و أوردت الدرا سة عدد ًا من احلاالت املوثقة لزواج‬ ‫القا صرات ( صغريات ال سن) إىل جانب عودة عدد من أنواع الزيجات التي قاربت على الزوال‬ ‫كما يف زواج «الف صلية»(‪ )17‬أو زواج «ك صة بك صة»(‪ ،)18‬أو الد ّية وما شاكلها كثري من املمار سات التي‬ ‫تعرب عن انتهاك صارخ حلقوق الإن سان يف العراق‪.‬‬ ‫وتظهر إح صاءات حوادث العنف ض ّد الن ساء يف إقليم كرد ستان حتى عام ‪ 2010‬ارتفاع تلك‬ ‫احل وادث إىل الآالف من قبيل جرائم القتل واالنتحار واحل رق والإي ذاء اجل سدي والتعذيب‬ ‫‪51‬‬ ‫عدت يف سياق ما هو‬ ‫والتحر ش اجلن سي يف الأماكن العامة مثل مكان العمل إىل جانب شكاوى ْ‬ ‫متنوع لكرثتها وتفردها(‪.)19‬‬ ‫قانون العقوبات‪:‬‬ ‫يف الوقت الذي تع ّول فيه املجتمعات الإن سانية على القانون حلماية حقوق الأفراد واجلماعات‬ ‫وبخا صة على صعيد معاجلة املمار سات التي مل تعد مقبولة فيها ملربرات عملية و أدبية إال أن ّنا‬ ‫جند القانون يف احلالة العراقية يدعم احلاالت التقليدية ويدافع عنها بل ويكر سها ن ص ًا وتف سري ًا‪.‬‬ ‫ويجعل هذا من ال صعب العمل على ح ّل الإ شكاالت االجتماعية بطريقة العودة إىل القانون لأ ّنه ويف‬ ‫ أكرث من مكان ال يكاد يبايل بالتغري احلا صل يف قناعات النا س و أولوياتهم ناهيك ع ّما ميكن أنْ‬ ‫يقال ب ش أن الدور املتوقع له يف قيادة و صقل قناعاتهم و أولياتهم لتوجيهها الوجهة ال سليمة حلماية‬ ‫املجتمع و ضبط م ساراته‪ْ.‬إذ يالحظ أنّ القانون واملجتمع يف العراق ال ي سريان مع ًا بل يتقدم‬ ‫املجتمع يف أحايني كثرية مما يعرب عنه ب سل سلة من املواقف والآراء املتنا سقة واملن سجمة مع‬ ‫بع ضها البع ض لدى أع داد متزايدة من الأف راد عما هو ثابت وم ستقر يف القانون‪.‬وتقدم هذه‬ ‫الدرا سة امليدانية كما سيت ضح أدلة على هذا‪.‬لهذا ميكن القول إنّ أحد الأ سباب املهمة التي تقف‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫وراء ا ستمرار تزايد بل وتدفق حاالت القتل واالعتداء على الن ساء مبختلف الأ شكال وامل ستويات‬ ‫من إهانة وتهديد و ضرب وما إليها حت صل على ما حتتاجه من امل بررات القانونية يف قانون‬ ‫العقوبات النافذ يف العراق‪ ،‬رقم ‪ 111‬ل سنة ‪.)20(1969‬جاء يف املادة (‪ )41‬أنْ «ال جرمية إذا وقع‬ ‫حلق مقرر مبقت ضى القانون كما يف ‪.1‬ت أديب الزوج زوجته»‪.‬ويالحظ يف هذا ‬ ‫الفعل ا ستعماال ٍ‬ ‫املجال أنّ القانون جعل ت أديب الزوج لزوجته يف م صاف احلق القانوين لقيام الآباء واملعلمني ومنْ‬ ‫أوالد الق صر يف حدود ما هو مقرر شرع ًا أو قانون ًا أو عرف ًا(‪.)21‬وهناك حزمة‬ ‫ّ‬ ‫يف حكمهم بت أديب ال‬ ‫من املفهومات التي ت ساعد على التماهي مع املتجاوزين على حقوق الإن سان وت سمح بذلك ح ّد بلوغ‬ ‫اجلرمية كما يف مفهومي «ال صفح»‪« ،‬الباعث ال شريف» و»الإيواء»‪ ،‬مما سن أتي على تو ضيحه‪.‬‬ ‫«ال صفح»‪:‬‬ ‫يق ضي القانون ب إ سقاط احلق ب إنزال العقوبة على جرمية يف ح االت منها « صفح املجني‬ ‫عليه»(‪.)22‬أ ضف إىل ذلك أنّ القانون مينع على سبيل املثال حتريك الدعوى اجلزائية إال ب شكوى‬ ‫من املجني عليها أو بنا ًء على شكوى من أ صولها أو فروعها أو أخوتها أو أخواتها ‪...‬و سبب املنع‬ ‫«حفظ سمعة املحارم وعدم ف ضح العالقات امل شينة بني أفراد الأ سرة الواحدة»(‪.)23‬وهذه م س ألة‬ ‫‪52‬‬ ‫ إ شكالية إذا ما أخذنا باالعتبار حجم ال ضغوط االجتماعية التي تو ضع على املر أة و أفراد عائلتها‬ ‫يف العادة للت سرت وعدم التعر ض للـ «ف ضيحة»‪.‬أ ضف إىل ذلك أنّ القانون أجاز إيقاف الدعوة‬ ‫اجلزائية و إنهاء إجراءات التحقيق ومنع باقي الإجراءات املالزمة إذا ما ّمت «زواج صحيح» بني‬ ‫الفاعل واملعتدى عليها‪.‬وي شمل هذا الن ص القانوين جرائم االغت صاب واللواط وهتك العر ض‬ ‫وخطف الن ساء(‪.)24‬وعلى صعيد املوانع امل ؤبدة‪ ،‬ورد يف قانون العقوبات منع االدعاء العام حتريك‬ ‫دعوى جزائية يف حال « أنْ يكون اجلاين زوج ًا للمكلف باخلدمة العامة أو من أ صوله أو فروعه أو‬ ‫ أخوته أو أخواته أو من هم يف منزلة ه ؤالء من الأقارب بحكم امل صاهرة ‪...‬وعلة املنع من حتريك‬ ‫الدعوى اجلزائية ض ّد من ارتكب اجلرمية املذكورة يف هذه امل ادة هو الإبقاء على العالقات‬ ‫العائلية و صالت القرابة وعدم تعري ضها خلطر التفكك واالنقطاع‪ ،‬وت شتيت العوائل‪ ،‬أو عالقات‬ ‫امل صاهرة ب سببها»(‪.)25‬‬ ‫«الباعث ال شريف»‪:‬‬ ‫وهناك ما ي سمى بـ «الباعث ال شريف»‪ ،‬إذ يق ضي القانون ب أنّ الأعذار إما أنْ تكون معفية من‬ ‫العقوبة أو خمففة لها‪...‬وفيما عدا ذلك يعترب عذر ًا خمفف ًا ارتكاب اجلرمية لبواعث شريفة أو‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫بنا ًء على ا ستفزاز خطري من املجني عليه ‪ /‬عليها بغري حق‪.‬جاء ذلك يف املادة (‪ )128‬الف صل‬ ‫اخلام س املعنون‪( ،‬الأعذار القانونية والظروف الق ضائية املخففة) من قانون العقوبات(‪.)26‬يعطي‬ ‫هذا املربر القانوين ال ضوء الأخ ضر ساطع ًا الرتكاب خمتلف اجلرائم واالعتداءات ك أنْ يكون‬ ‫م س ألة الدفاع عن شرف العائلة أو سمعتها أو مكانتها وما إىل ذلك‪.‬هذا يف الوقت الذي يفرت ض‬ ‫ أنْ ي شدد على أهمية ال ضوابط القانونية امل صممة للدفاع عن ال ضحايا املحتملني ويف مقدمتهم‬ ‫ شرخ و إن بدا معقو ًال وغري م ؤثر‪.‬‬ ‫الن ساء والبنات والأوالد ال صغار من خالل ا ستغالل أي ٍ‬ ‫«الإيواء»‪:‬‬ ‫ أن زل القانون عقوبات صارمة ب ش أن إي واء املحبو سني واملقبو ض عليهم وبخا صة ملن كان‬ ‫حمكوم ًا بالإعدام أو ال سجن امل ؤبد أو امل ؤقت فيما جاء يف (‪ )3‬من املادة (‪ )273‬أ ّنه «ال ي سري‬ ‫حكم هذه امل ادة على أ صول أو فروع ال شخ ص الهارب وال على زوجه أو أخواته أو إخوانه»(‪،)27‬‬ ‫للأ سباب ال واردة أعاله ب ش أن املحافظة على الروابط العائلية واحليلولة دون ت صدعها‪.‬ميكن‬ ‫بالت أكيد‪ ،‬أنْ ي ستدل من خالل هذه الفقرات القانونية والتعليالت التي أ ضفيت عليها أنّ احتماالت‬ ‫التجاوز واالنتهاك لها ممكنة ج د ًا‪.‬ظهر هذا م ؤخر ًا ب صورة وا ضحة جد ًا حيث ا ستغلت قوى‬ ‫‪53‬‬ ‫الإره اب والتمرد ال سيا سي العائلة و أقحمتها يف أو ضاع مل تكن لتختارها أو تقوم بها مقتنعة‬ ‫بال ضرورة مما عر ض الكثري من العوائل إىل خماطر االعتقال وت شتيت الأو ض اع والفو ضى‬ ‫واال ضطراب‪.‬وهنا‪ ،‬كانت الن ساء أ سهل الأهداف‪.‬‬ ‫الدرا سة امليدانية‪:‬‬ ‫كما قدمنا هذه درا سة ميدانية أجريت يف أربع حمافظات عراقية هي بغداد‪ ،‬دياىل‪ ،‬بابل‬ ‫ووا سط مطلع عام ‪.2015‬هدفت الدرا سة إىل تبني احل ّد الذي يحتمل أنْ ت ؤثر فيه االختالفات‬ ‫الثقافية على التمتع بحقوق الإن سان يف العراق‪.‬وقد صمم ا ستبيان لهذا الغر ض ا شتمل على (‪)28‬‬ ‫فقرة عرب (‪ )24‬منها عن موقف سلوكي حمدد ب ش أن الق ضية مو ضوع البحث‪.‬وو ضعت جمموعة‬ ‫حمددة من الأ سئلة التي هدفت إىل احل صول على فكرة عن اخل صائ ص العامة ملجتمع الدرا سة‬ ‫يف املحافظات الأربع املذكورة كما يف العمر بال سنوات‪ ،‬احلالة الزواجية‪ ،‬امل ستوى التعليمي‪ ،‬العمل‬ ‫ أو الوظيفة‪ ،‬منطقة ال سكن‪ ،‬اجلندر وعدد أف راد العائلة‪.‬وا شتمل املحور الثاين االط لاع على‬ ‫التوجهات الثقافية والفكرية العامة للمبحوثني ب ش أن حقوق الإن سان يف العامل على سبيل التعرف‬ ‫عليهم على نحو أقرب‪.‬وركز املحور الثالث على مواقف املبحوثني جتاه عدد من الق ضايا ال سلوكية‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫التي ي سجل القيام بها انتهاك ًا أو يف الأقل جتاوز ًا حلقوق الإن سان على امل ستوى العائلي وبخا صة مع‬ ‫البنات والأوالد الأ صغر سن ًا‪.‬واخت ص املحور الرابع والأخري بانتهاكات حقوق الإن سان على صعيد‬ ‫احلياة العامة‪.‬تك ّون حجم العينة من (‪ )400‬مبحوث ومبحوثة توزعوا ب صورة متوازنة عددي ًا على‬ ‫املحافظات العراقية الأرب ع املذكورة أعاله بواقع (‪ )100‬مبحوث ومبحوثة لكل حمافظة‪ ،‬على‬ ‫انفراد‪.‬‬ ‫الإطار النظري‪:‬‬ ‫يف ضوء ما متت مراجعته من درا سات سابقة وبنا ًء على ت صنيف إمييل دوركهامي للمجتمع‬ ‫الب شري كونه إما أنْ يكون تقليدي ًا يقوم على أ سا س ما أ سماه «الت ضامن امليكانيكي» الذي ي ستند‬ ‫يف العادة إىل قيم ومعايري و أعراف متماثلة ومتطابقة‪ ،‬أو أنْ يكون جمتمع ًا حديث ًا يقوم على أ سا س ‬ ‫«الت ضامن الع ضوي» الذي ي سمح بالتنوع واالختالف القيمي وامل ؤ س سي(‪.)28‬وت أكيد إيرن ست جلرن‬ ‫على أنّ املجتمعات العربية امل سلمة – والعراق أحدها – أميل إىل املجتمع امليكانيكي الذي يهتم‬ ‫ب سبب من هذا(‪.)29‬و أخذ ًا بتو صيف علي‬‫بالتماثل والتطابق ويفرت ض حتقق التما سك االجتماعي ٍ‬ ‫ال وردي للمجتمع العراقي كونه ازدواج ي النزعة تتقاذفه ق وى التقليد واحل داث ة أو البداوة‬ ‫‪54‬‬ ‫والتح ضر وما إليهما من ع شائرية ومت دن(‪ ،)30‬تقوم هذه الدرا سة‪.‬باحلقيقة‪ ،‬تتواتر التحليالت‬ ‫العلمية حول الطبيعة املختلفة اختالف ًا جوهري ًا للمجتمعات امل سلمة عموم ًا واملجتمعات العربية‬ ‫امل سلمة على وجه اخل صو ص‪.‬يجادل سامي زبيدة يف هذا املجال على أنّ نظام «الدولة» يف هذه‬ ‫البلدان ا ستمر «و ْقفي ًا»‪ ،‬مبعنى أ ّنه نظام تقليدي موروث توكل ال سلطة فيه إىل احلاكم الأعلى الذي‬ ‫يعمل كما لو كان هو ب شخ صه الآمر الناهي فيما ي سري ال شعب سرية العبد الذي ال يعمل مبعيته‪،‬‬ ‫و إنمّ ا يعمل ب أمرته وحتت سطوته‪.‬ومع أنّ زبيدة ي ّقر ب أنّ هناك تغريات ملحوظة يف مواقف النا س ‬ ‫و آرائ ه م و سلوكياتهم ب ش أن ع دد كبري ج د ًا من الق ضايا وه و التغري ال ذي أف ضى إىل ظهور‬ ‫ت شكيالت تنظيمية على امل ستوى الثقايف واالجتماعي وال سيا سي كالأحزاب ال سيا سية ومنظمات‬ ‫ف شلت حتى الآن بتحقيق أهدافها لرت سيخ‬ ‫املجتمع املدين واجلمعيات إال أ ّنه ي ستدرك قائ ًال إ ّنها ْ‬ ‫قواعد املواطنة للجميع‪.‬ففي الوقت الذي ا ستطاع فيه الغرب ال سماح لبناء م ؤ س سات ت سمح‬ ‫باملعار ضة واالختالف من خالل ن شوء الأحزاب ال سيا سية املتعددة وتفوي ض ممثلي ال شعب سلطة‬ ‫العمل با سمه‪ ،‬ا ستمرت قواعد ال سلوك القبلية والدينية بالت س ّيد يف ال شرق امل سلم‪.‬ومل تتوقف هذه‬ ‫البلدان عند هذا احل ّد بل سرعان ما سمحت ل شتى أنواع التخ ص صات الدقيقة واملت شعبة على‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫ صعيد االنتماءات املوروثة من مذهبية وقرابية وعائلية ومناطقية بالظهور بفعالية مما جعل أمر‬ ‫النهو ض بالدولة احلديثة‪ ،‬دولة املواطنة وامل ساواة املعززة بالقانون املطبق بحيادية وعدالة‪ ،‬صعب‬ ‫املنال(‪.)31‬‬ ‫جانب آخر‪ ،‬يالحظ واي س أنّ املوقف الأخالقي يكمن يف صلب الفقه الإ سالمي مما يجعل‬ ‫من ٍ‬ ‫من ال صعب فهم الإرها صات الناتئة يف هذ املجال مبقايي س غربية‪.‬فالفل سفة الأخالقية الو ضعية‬ ‫أ ضف إىل ذلك أنّ هناك عدة فل سفات أخالقية يف املجتمعات الغربية‬ ‫غري معروفة يف الإ سالم‪ْ.‬‬ ‫ولي س فل سفة واحدة فيما ال يعرف الإ سالم غري فل سفة واحدة ت ستمد مربراتها من خالق الكون‬ ‫وقدرته غري املحدودة على املنح والعطاء(‪.)32‬ونرى أ ّنه يف ضوء هذا الإ شكال الفكري املهم قد‬ ‫ي صبح ممكن ًا تعليل اخللط واالرتباك احلا صل بطريقة تلقي وتطبيق القوانني الو ضعية ومنها‬ ‫وثيقة حقوق الإن سان والإعالن العاملي حلقوق الإن سان وما تاله من وثائق دولية على هذا ال صعيد‬ ‫يف العامل امل سلم‪.‬فالعامل امل سلم غري جاهز للآن‪ ،‬أو أ ّنه بب ساطة ال يريد التخلي بعد عن مرجعياته‬ ‫الإلهية التقليدية املتوارثة ل صالح متكني مرجعيات دنيوية علمانية مدنية غربية يراها غريبة‬ ‫و أجنبية خارجية بالن سبة له‪.‬‬ ‫‪55‬‬ ‫ صممت الدرا سة اال ستطالعية احلالية بهدف النظر يف مثل ه ذه الإ شكاالت الفكرية‬ ‫واملنهجية التي تطبع مواقف النا س و سلوكياتهم بطابع الت ضارب وت سبب التوتر واال ضطراب‪.‬‬ ‫وهي حماولة للتعرف على ما ح صل من تغري ل صالح ما جاء يف املواثيق الدولية املعنية ومنها‬ ‫على وجه التعيني الوثيقة الدولية حلقوق الإن سان ب ش أن احلريات الفردية والعائلية واحلريات‬ ‫على صعيد احلياة العامة وذلك من خالل تقدمي عدد من الت سا ؤالت ذات ال صلة‪.‬وت سلط‬ ‫الدرا سة ضوء ًا على العديد من االنتهاكات الأدبية واالجتماعية التي حتول دون حياة وادعة‬ ‫و سليمة للأ شخا ص‪ ،‬ذكور ًا كانوا أم إناث ًا‪ ،‬من حيث إ ّنها تنطلق من ر ؤية جندرية وا سعة تهتم‬ ‫بكال النوعني‪ ،‬الذكور والإناث بالت ساوي‪.‬فكيف يربر العنف واالزدراء والإهانة والعقاب القا سي‬ ‫بحق الأقربني من الأوالد والبنات‪.‬وتت ساءل الدرا سة كيف ي سمح لفكرة الت ضامن العائلي‬ ‫والوحدة العائلية والتما سك العائلي واحرتام ال سلطة لأنْ تكون غطا ًء النتهاكات ال ح صر لها يف‬ ‫جمال حقوق الإن سان! هذه وما اليها بع ض مما ت سعى الدرا سة احلالية للخو ض فيه من خالل‬ ‫ا ستطالع مواقف عينة وا سعة ن سبي ًا من املبحوثني يف م ساحة وا سعة ن سبي ًا من املجتمع العراقي‪.‬‬ ‫وكان ميكن شمول أعداد أخرى من املحافظات العراقية الأخرى بغية أنْ تكون الدرا سة أكرث‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫متثي ًال لوال الظروف الأمنية امل ضطربة التي حالت دون ذلك‪ ،‬كما أو ضحنا يف أكرث من مكان‪.‬‬ ‫ إال أنّ هذا ال مينع أنْ ي صار إىل تو سعة عينة الدرا سة يف امل ستقبل متى ما حت سنت الظروف‬ ‫و أ صبح أمر القيام بذلك ممكن ًا‪.‬‬ ‫نتائج الدرا سة امليدانية‪:‬‬ ‫فيما يلي نقدم نتائج الدرا سة امليدانية والتي ضمت أربعة حماور أ سا سية بدء ًا باملحور الأول‬ ‫اخلا ص بتو صيف عينة الدرا سة لإعطاء فكرة عامة شاملة عن اخللفية االجتماعية للم شمولني بها‬ ‫من رجال ون ساء‪.‬واخت ص املحور الثاين با ستطالع املواقف الثقافية واالجتماعية العامة للمبحوثني‬ ‫فيما اهتم املحور الثالث باملواقف ال سلوكية املحددة على صعيد املوقف من ق ضايا حقوق الإن سان‬ ‫وركز املحور الرابع على املواقف ال سلوكية للمبحوثني على صعيد احلياة العامة‪.‬‬ ‫اخللفية العامة ملجتمع الدرا سة‬ ‫ميكن و صف عينة الدرا سة التي بلغت (‪ )400‬ب أ ّنها عينة ق صدية وق د مت اختيارها وفق‬ ‫مقايي س حمددة منها متثيل الن ساء بن سبة متوازنة وح صر املبحوثني يف الفئة العمرية الفعالة (‪20‬‬ ‫– ‪ )60‬سنة على افرتا ض أنّ ه ؤالء الأ شخا ص هم الذين يخو ضون غمار احلياة االجتماعية‬ ‫‪56‬‬ ‫ويواجهون حتدياتها مما يتطلب اتخاذ قرارات حا سمة ت ؤثر على منْ يعي شون معهم ومبعيتهم من‬ ‫الأبناء والبنات‪.‬وب سبب الظروف الأمنية القاهرة يف العراق اقت صرنا على سحب العينة من عدد‬ ‫من املحافظات الآمنة التي ا ستطعنا الو صول اليها(‪.)33‬ولهذا فالعينة ال متثل املجتمع العراقي ككل‪،‬‬ ‫بالت أكيد‪.‬كما تق صدنا االت صال باملتعلمني عموم ًا ممن ي ستطيعون التعامل مع اال ستبيان ويجيبون‬ ‫عليه ب أنف سهم بدون تدخل تفادي ًا الحتماالت الت أثري على أفكارهم إال يف احلاالت اال ستثنائية التي‬ ‫تتطلب تو ضيح ًا‪.‬جتدر الإ شارة إىل أنّ اال ستبيان و ضع بلغة ّمت االهتمام باختيار مفرادتها بعناية‬ ‫لتاليف احتماالت التف سريات والت أويالت اخلاطئة‪.‬‬ ‫على صعيد املحور الأول اخلا ص باخللفية العامة لعينة الدرا سة بينت النتائج امليدانية أنّ ما‬ ‫يزيد على ثلثي العينة وقع يف الفئتني العمريتني ‪ 39 – 30‬سنة & ‪ 49 – 40‬سنة‪.‬فيما سجلت‬ ‫الفئة العمرية ‪ 59 – 50‬سنة ما يقدر بـ ‪ % 9‬فقط من امل شمولني بالدرا سة و‪ % 27‬منهم يف الفئة‬ ‫العمرية الأوىل وهي ‪ 29 – 20‬سنة‪.‬و سجل املتزوجون ‪ % 77‬من املبحوثني فيما كان العزاب بن سبة‬ ‫‪ , % 21‬وتوزعت الن سب الباقية على الفئتني الأخريني وهما الأرام ل واملطلقون‪.‬وهذه نتائج ّمت‬ ‫التحكم بها أي ض ًا ب سبب الرغبة باالت صال بالأ شخا ص الذين يقودون عوائلهم أو ميار سون دور ًا‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫حيوي ًا فيها‪.‬ولهذا ف إنّ هذه النتائج ال ت شهد على التوزيع الواقعي ل سكان املجتمع بح سب العمر‬ ‫واحلالة الزواجية إال وفق متطلبات الدرا سة على وجه العموم‪.‬وكذلك احلال فيما يتعلق بامل ستوى‬ ‫التعليمي حيث كان ‪ % 61‬من املبحوثني ضمن فئة احلا صلني على شهادة معهد أو كلية فما فوق‪.‬‬ ‫كما كانت الغالبية العظمى من املوظفني (‪ ,)% 53‬و سجل أ صحاب الأعمال احلرة ‪ % 17‬وتوزع‬ ‫الباقون على فئة متقاعد‪ ،‬طالب أو ربة بيت‪.‬وفيما يتعلق مبنطقة ال سكن فقد توزع املبحوثون‬ ‫بن سب متوازنة بني املحافظات الأربع أي ض ًا بطريقة ق صدية ل ضمان ن سبة متثيل مت ساوية فيما بني‬ ‫اجلميع‪.‬فيما يتعلق باجلندر ظهر أنّ ن سبة الن ساء تزيد على ن سبة الرجال لأ سباب يرتبط بع ضها‬ ‫أبدت الن ساء رغب ًة أكرب يف امل شاركة لالجابة‬‫باملطبقني وا ستعداد جمتمع الدرا سة للتعاون حيث ْ‬ ‫وقعت الغالبية العظمى‬‫على اال ستبيان يبقى متغري حجم العائلة مقا س ًا بعدد أفراد العائلة حيث ْ‬ ‫يف فئة عدد الأف راد ما بني ‪ 9 – 4‬أف راد‪ ،‬أو ما يعادل ‪ % 80‬من املجموع الكلي للمبحوثني فيما‬ ‫ سجلت الفئات الأقل من حيث عدد أف راد العائلة (‪ )3 – 1‬والأك بر (‪ )12 – 10‬ف رد ًا‪ ،‬الن سب‬ ‫الأ صغر مما ين سجم مع اخل صائ ص العامة حلجم العائلة يف املجتمع العراقي الذي مييل إىل أنْ‬ ‫يكون كبري ًا إنمّ ا لي س كبري ًا جد ًا وال صغري ًا جد ًا‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫التوجهات وامليول الثقافية العامة‬ ‫يهتم هذا املحور بت سليط ال ضوء على التوجهات وامليول الثقافية العامة للمبحوثني يف جمال‬ ‫حقوق الإن سان‪.‬وكانت الق ضية الأوىل أنْ طلبنا من املبحوثني إعطاء ن سب مئوية حمددة لعدد من‬ ‫الدول الغربية وال شرق أو سطية ملدى احرتام هذه الدول ملا جاء يف الإعالن العاملي حلقوق الإن سان‬ ‫– بح سب تقديراتهم ال شخ صية‪.‬شملت قائمة الدول املق صودة هنا ال سويد‪ ،‬الرنويج‪ ،‬بريطانيا‪،‬‬ ‫فرن سا‪ ،‬الواليات املتحدة الأمريكية اىل جانب م صر‪ ،‬سوريا‪ ،‬العراق‪ ،‬الأردن ولبنان‪.‬وكانت النتيجة‬ ‫ أنْ أعطيت بريطانيا املرتبة الأوىل (‪ ،)% 89‬تلتها فرن سا (‪ ،)% 87‬ال سويد (‪ ،)% 83‬الرنويج‬ ‫وبفارق كبري وتقدمت فيها‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ ،)% 81‬الواليات املتحدة (‪.)% 76‬وجاءت املجموعة العربية ثاني ًا‬ ‫لبنان لتح صل على (‪ ،)% 37‬الأردن (‪ ،)% 20‬م صر (‪ ،)% 15‬سوريا (‪ )% 10‬و أخري ًا العراق‬ ‫وح صل على ‪.% 7‬‬ ‫وعند ال س ؤال عن احلقوق التي يراها املبحوثون الأهم بالن سبة للإن سان على وجه العموم إىل‬ ‫جانب احلق باحلياة‪ ،‬جاء احلق بامل ساواة أمام القانون واحلق يف العي ش الكرمي ليحتل املرتبة‬ ‫الأوىل فيما تراجع احلق باالعتقاد الديني أو املذهبي إىل الوراء وتقهقرت احلقوق الأخرى من‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫قبيل احلق يف االنتماء ال سيا سي وحق اال شرتاك بع ضوية اجلمعيات واملنظمات والنوادي املتنوعة‬ ‫وحق التمتع بالنظام االجتماعي إىل مراتب متدنية ال تكاد تذكر‪.‬‬ ‫ويف ال س ؤال عما يهم املبحوث شخ صي ًا من ق ضايا تقدمت ق ضية الأم ان لتحتل املرتبة‬ ‫الأوىل وبفارق ملحوظ عما تالها (اال ستقرار)‪.‬وجاءت احلرية تالي ًا‪ ،‬فيما تدنت الق ضايا‬ ‫الأخ رى إىل مراتب بعيدة كما يف اخلال ص ال ذات ي‪ ,‬أو اخل صو صية الفردية‪ ,‬بل وحتى‬ ‫اخل صو صية العائلية‪.‬‬ ‫ويف حماولة لتح س س املوقف الفكري والفل سفي للمبحوث‪ ،‬كان هناك س ؤال حول م صدر‬ ‫احلقوق يف احلياة والعامل والذي ا شتمل على خم سة خيارات هي احلكومة؛ العائلة؛ الفرد؛ الدين‬ ‫والقانون‪.‬ح صلت احلكومة والقانون على الن سبة الأكرب (‪ ،)% 57‬فيما ح صل الدين على ‪% 35‬‬ ‫وتراجعت العائلة إىل أقل من ‪ % 5‬والفرد إىل أقل من ‪.% 4‬وعلى سبيل التف سري الأويل ميكن‬ ‫القول إنّ املبحوثني امل شمولني يف هذه الدرا سة أظهروا ميو ًال وتوجهات علمانية وا ضحة بدليل‬ ‫اهتمامهم باحلكومة والقانون وتراجع االهتمام بالدين ب صورة وا ضحة‪.‬بالت أكيد‪ ،‬هناك فروق‬ ‫على م ستوى املحافظات الأرب ع امل شمولة بالدرا سة إال أ ّنها مل تكن كبرية جد ًا كما أ ّننا هنا يف‬ ‫‪58‬‬ ‫معر ض تقدمي النتائج الإجمالية‪ ،‬ح صر ًا‪.‬‬ ‫املواقف ال سلوكية واالجتماعية‪:‬‬ ‫اهتم هذا املحور وهو الأو سع مبواقف املبحوثني جتاه عدد من احلاالت التي غالب ًا ما ينظر‬ ‫ إليها من زاوية االختالفات الثقافية‪.‬مبعنى أ ّنها ت ستخدم كمربر النتهاك حقوق الإن سان‪ ،‬إنمّ ا‬ ‫ب ضمري مرتاح على افرتا ض كونها جمتمعية متعارف ًا عليها وهي مقبولة وم ست ساغة ولي ست‬ ‫فردية‪.‬‬ ‫العائلة ومعاقبة الأبناء‪:‬‬ ‫وكانت الق ضية الأوىل التعرف على مواقف املبحوثني حول ما إذا كان من حق العائلة – من‬ ‫ربح و إحلاق الإعاقة‪،‬‬ ‫حيث املبد أ ‪ -‬معاقبة ٍأي من أع ضاء العائلة من بنات و أوالد ح ّد ال ضرب امل ّ‬ ‫ إذا ما ر ْأت ذلك منا سب ًا‪.‬وجاءت النتيجة أنْ قال ‪ % 79‬من املجموع الكلي للمبحوثني (ال)‪ ،‬لي س ‬ ‫من حق العائلة أنْ تفعل ذلك‪.‬باملقابل وافق ‪ % 21‬منهم على ذلك‪.‬ومل يكن هناك اختالف بينّ ‬ ‫توافقت تقريب ًا مواقف الذكور (‪ )% 78‬والإناث (‪ )% 79‬ممن رف ضوا ‬ ‫ْ‬ ‫على م ستوى اجلندر حيث‬ ‫الفكرة وقالوا (ال)‪ ،‬لي س من حق العائلة أنْ تفعل ذلك‪.‬أنظر اجلدول (‪ ،)1‬الفقرة (‪.)1‬‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫جدول (‪ ،)1‬الفقرة (‪ )1‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)1‬‬ ‫املوقف ال سلبي‬ ‫املوقف الإيجابي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪( 79‬املجموع)‬ ‫‪( 21‬املجموع)‬ ‫‪.1‬م ن ح ق العائلة – م ن حيث امل ب د أ معاقبة‬ ‫‪( 78‬الذكور)‬ ‫‪( 22‬الذكور)‬ ‫برح‬ ‫الأب ن اء م ن ب ن ات و أوالد ح ّد ال ض ً رب امل ّ‬ ‫‪( 79‬الإناث)‬ ‫‪( 21‬الإناث)‬ ‫و إحلاق الإعاقة إذا ر ْأت ذلك منا سبا‬ ‫التفرقة بني ال صبيان والبنات‪:‬‬ ‫كان يهمنا هنا تفح ص مواقف املبحوثني ب ش أن تربير التفرقة بني الأوالد والبنات على ال صعيد‬ ‫العائلي وال صعد املجتمعية الأخرى لكونهم يختلفون فيزيولوجيا وبالتايل اجتماعيا فكانت النتيجة‬ ‫ أنْ ارتفعت ن سبة القائلني بـ (نعم) ممن ثبتوا أنّ هناك مربر ًا‪ ,‬للتفرقة ب سبب الطبيعة الفيزيولوجية‬ ‫لكليهما إىل ‪ % 41‬من املجموع الكلي للمبحوثني فيما كانت ن سبة الذين ال يوافقون على ذلك ‪.% 59‬‬ ‫وعلى صعيد إىل اجلندر‪ ،‬واف ق ‪ % 40‬من الذكور على هذه العبارة فيما ارتفعت ن سبة الإناث‬ ‫‪59‬‬ ‫املوافقات قلي ًال لت صل إىل ‪.% 42‬ومع أنّ الفرق اجلندري لي س كبري ًا إال أ ّنه ي شري بدرجة ما إىل‬ ‫تع صب الإناث بق ْد ٍر أكرب من الذكور ل صالح املواقف التقليدية‪.‬أنظر اجلدول (‪ ،)2‬الفقرة (‪.)2‬‬ ‫جدول (‪ ،)2‬الفقرة (‪ )2‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)2‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪( 59‬املجموع)‬ ‫‪.2‬التفرقة بني البنات (الإن اث) والأوالد (الذكور) ‪( 41‬املجموع)‬ ‫‪( 60‬الذكور)‬ ‫على امل ستوى العائلي وامل ستويات املجتمعية الأخرى ‪( 40‬الذكور)‬ ‫‪( 58‬الإناث)‬ ‫مربرة لكونهم يختلفون فيزيولوجيا وبالتايل إجتماعيا ‪( 42‬الإناث)‬ ‫معاقبة البنات‪:‬‬ ‫بلغت ن سبة القائلني بـ (نعم) ما يقرب من ‪ % 43‬من املجموع الكلي للمبحوثني ملنْ قبلوا فكرة‬ ‫ربح و إحلاق الإعاقة يف حالة التجاوز‬‫ أنّ من حق العائلة أنْ تعاقب البنات (الإناث) ح ّد ال ضرب امل ّ‬ ‫وارتفعت ن سبة‬ ‫ْ‬ ‫الأخالقي‪ ،‬مقابل ‪ % 57‬ممن قالوا (ال)‪ ،‬لي س من حق العائلة أنْ تفعل ذلك‪.‬‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫الذكور الذين يوافقون على فقرة العقوبة هذه إىل ‪ % 44‬فيما انخف ضت ن سبة الإن اث اللواتي‬ ‫يربرن معاقبة البنات إىل ‪.% 41‬ويف هذا دليل على ت شدد الرجال وتعاطف الن ساء على صعيد‬ ‫العقوبة و إيقاع الأذى‪.‬أنظر اجلدول (‪ ،)3‬الفقرة (‪.)3‬‬ ‫جدول (‪ ،)3‬الفقرة (‪ )3‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)3‬‬ ‫املوقف ال سلبي‬ ‫املوقف الإيجابي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪( 57‬املجموع)‬ ‫‪.3‬من حق العائلة معاقبة البنات (الإن اث) فيها‪( 43 ،‬املجموع)‬ ‫‪( 56‬الذكور)‬ ‫خ صو ص ًا‪ ،‬ح ّد ال ضرب امل ّ‬ ‫برح و إحل اق الإع اق ة يف ‪( 44‬الذكور)‬ ‫‪( 58‬الإناث)‬ ‫‪( 41‬الإناث)‬ ‫حالة التجاوز الأخالقي‬ ‫معاقبة ال صبيان‪:‬‬ ‫عندما حتولنا بال س ؤال إىل اجلانب الآخ ر وه و ما إذا ك ان للعائلة حق يف معاقبة ال صبيان‬ ‫(الذكور) حدّ ال ضرب امل ّربح والطرد من البيت‪ ،‬يف حالة التجاوز الأخالقي‪ ،‬انخف ضت ن سبة القائلني‬ ‫‪60‬‬ ‫بـ (نعم) من املجموع الكلي للمبحوثني إىل ‪ % 38‬فيما ارتفعت ن سبة القائلني (ال) إىل ‪.% 62‬وتعطي‬ ‫ّ‬ ‫على ال ضد من املوقف جتاه البنات‪.‬على صعيد اجلندر‪،‬‬ ‫هذه النتيجة دعم ًا لفكرة التعاطف مع الأوالد‬ ‫ظهر الذكور أكرث ت شدد ًا من الإناث يف هذا املجال حيث أعطوا ‪ % 41‬لـ (نعم) ينبغي أنْ يعاقبوا‪ ،‬فيما‬ ‫انخف ضت ن سبة املوافقات من الأناث على معاقبة الأوالد إىل ‪.% 36‬أنظر اجلدول (‪ ،)4‬الفقرة (‪.)4‬‬ ‫جدول (‪ ،)4‬الفقرة (‪ )4‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)4‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.4‬من حق العائلة معاقبة الأوالد (الذكور) فيها ح ّد ‪( 38‬املجموع) ‪( 62‬املجموع)‬ ‫‪( 59‬الذكور)‬ ‫برح والطرد من البيت يف حالة التجاوز ‪( 41‬الذكور)‬ ‫ال ضرب امل ّ‬ ‫‪( 64‬الإناث)‬ ‫‪( 36‬الإناث)‬ ‫الأخالقي‬ ‫مفهوم ال شرف لدى املر أة والرجل‪:‬‬ ‫بغية الوقوف على م ستوى التخ صي ص الذي يحمله املبحوثون للن ساء باملقارنة مع الرجال‪،‬‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫ سئلوا عما إذا كان مفهوم ال شرف يختلف للمر أة عنه لدى الرجل‪.‬جاءت الإجابة ب أغلبية كبرية‬ ‫(‪( )% 67‬نعم)‪ ،‬هناك اختالف‪ ،‬فيما انخف ضت ن سبة امل ساواتيني ممن قالوا (ال)‪ ،‬مبعنى ال‬ ‫وجود لالختالف إىل ‪ % 33‬من املجموع الكلي للمبحوثني‪.‬على صعيد اجلندر‪ ،‬ارتفعت ن سبة‬ ‫الذكور الذين يرون أنّ هناك اختالف ًا إىل ‪ , % 68‬فيما كانت ن سبة الإناث اللواتي وافقن على فكرة‬ ‫االختالف أقل بقليل لتبلغ ‪.% 65‬وقد ت شري هذه النتيجة إىل أنّ الغالبية العظمى من اجلن سني‪،‬‬ ‫إىل حد ما يف تقدير مدياته‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الذكور والإناث تتفق على فحوى االختالف ووجوده إال أ ّنهما يختلفان ‬ ‫ أنظر اجلدول (‪ ،)5‬الفقرة (‪.)5‬‬ ‫جدول (‪ ،)5‬الفقرة (‪ )5‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)5‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.5‬مفهوم ال شرف بالن سبة للمر أة يختلف عن مفهوم ‪( 67‬املجموع) ‪( 33‬املجموع)‬ ‫‪( 32‬الذكور)‬ ‫‪( 68‬الذكور)‬ ‫ال شرف بالن سبة للرجل‬ ‫‪61‬‬ ‫‪( 35‬الإناث)‬ ‫‪( 65‬الإناث)‬ ‫العائلة واحلجاب‪:‬‬ ‫فيما يتعلق مبوقف املبحوثني فيما إذا كان «يتوجب» على البنات ارتداء احلجاب حتى و إنْ مل‬ ‫يرغنب فيه نزو ًال عند رغبة العائلة‪ ،‬أجابت الغالبية الكربى من املجموع الكلي للمبحوثني (‪)% 65‬‬ ‫بـ (نعم)‪ ,‬فيما قال ‪ % 35‬منهم (ال)‪.‬على صعيد اجلندر‪ ،‬وافق ‪ % 67‬من الذكور على ذلك فيما‬ ‫انخف ضت ن سبة الإناث املوافقات على هذه الفكرة إىل ‪.% 63‬وهنا أي ض ًا نلحظ تباين ًا جندري ًا‪،‬‬ ‫و إنْ مل يكن كبري ًا‪ ،‬يظهر فيه الرجال مت سك ًا أقوى مبقايي سهم املت شددة عما تظهر به الن ساء‪.‬‬ ‫ أنظر اجلدول (‪ ،)6‬الفقرة (‪.)6‬‬ ‫جدول (‪ ،)6‬الفقرة (‪ )6‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)6‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.6‬يتوجب على البنات (الإناث) ارتداء احلجاب حتى ‪( 65‬املجموع) ‪( 35‬املجموع)‬ ‫‪( 33‬الذكور)‬ ‫‪( 67‬الذكور)‬ ‫و إنْ مل يرغنب فيه نزو ًال عند رغبة العائلة‬ ‫‪( 37‬الإناث)‬ ‫‪( 63‬الإناث)‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫العائلة وزواج الأوالد والبنات‪:‬‬ ‫ويف ال س ؤال عن املوقف جتاه ما إذا كان يتوجب على الأوالد الذكور القبول مبر شحة للزواج من‬ ‫قبل العائلة‪ ،‬حتى و إنْ مل يرغبوا فيها ن زو ًال عند رغبة العائلة‪ ،‬انخف ضت ن سبة املوافقني من‬ ‫املجموع الكلي للمبحوثني إىل ‪ , % 23‬فيما ارتفعت ن سبة الراف ضني للفكرة إىل ‪.% 77‬على صعيد‬ ‫التباين اجلندري‪ ،‬ظهر أنّ ‪ % 79‬من الذكور يرف ضون الفكرة متام ًا فيما رف ضت ‪ % 75‬من الإناث‬ ‫ذل ك‪.‬وتظهر هذه النتيجة بجالء ت ساهل الرجال والن ساء مع الأوالد على الرغم من التباين‬ ‫الن سبي بالدرجة ال بالنوع فيما بينهما‪.‬أنظر اجلدول (‪ ،)7‬الفقرة (‪.)7‬‬ ‫جدول (‪ ،)7‬الفقرة (‪ )7‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)7‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.7‬يتوجب على الأوالد (ال ذك ور) القبول مبر شحة ‪( 23‬املجموع) ‪( 77‬املجموع)‬ ‫‪( 79‬الذكور)‬ ‫للزواج من قبل العائلة‪ ،‬حتى و إنْ مل يرغبوا فيها‪ ،‬نزو ًال ‪( 21‬الذكور)‬ ‫‪( 75‬الإناث)‬ ‫‪( 25‬الإناث)‬ ‫عند رغبة العائلة‬ ‫‪62‬‬ ‫واختلفت النتيجة كما هو متوقع‪ ،‬و إنْ مل يكن بدرجة كبرية‪ ،‬عندما س ؤال املبحوثني عما إذا ‬ ‫كان يتوجب على البنات القبول بطالب إذن للزواج‪ ،‬نزو ًال عند رغبة العائلة‪.‬بلغت ن سبة القائلني بـ ‬ ‫(نعم) ‪ % 29‬من املجموع الكلي للمبحوثني فيما بلغت ن سبة أ صحاب الـ (ال) ‪.% 71‬جندري ًا‪ ،‬قال‬ ‫‪ % 26‬من الذكور (نعم) للفكرة فيما ارتفعت ن سبة الإناث املوافقات على الفكرة إىل ‪.% 31‬أنظر‬ ‫اجلدول (‪ ،)8‬الفقرة (‪.)8‬‬ ‫جدول (‪ ،)8‬الفقرة (‪ )8‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)8‬‬ ‫املوقف ال سلبي‬ ‫املوقف الإيجابي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪( 71‬املجموع)‬ ‫‪.8‬يتوجب على البنات (الإن اث) القبول بطالب إذن ‪( 29‬املجموع)‬ ‫‪( 74‬الذكور)‬ ‫‪( 26‬الذكور)‬ ‫للزواج‪ ،‬نزو ًال عند رغبة العائلة بذلك‬ ‫‪( 69‬الإناث)‬ ‫‪( 31‬الإناث)‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫ال سن عند الزواج‪:‬‬ ‫تكت سب مو ضوعة ال سن عند الزواج أهمية كبرية من حيث إنّ املراجع الدينية تخف ض هذا إىل‬ ‫(‪ )9‬سنوات أو أقل عند ال ضرورة أو بح سب قانون الأحوال ال شخ صية النافذ يف العراق رقم ‪188‬‬ ‫أخذ إذن القا ضي(‪.)34‬‬ ‫لعام ‪ 1959‬يجوز الزواج ملن بلغوا الـ (‪ )15‬سنة عند موافقة ويل الأمر و ْ‬ ‫وه ذا أم ر يتعار ض واملواثيق الدولية احلديثة التي تدعو إىل الرتيث لل سماح بالزواج يف سن‬ ‫مبكرة‪.‬فكان أنْ ا ستعلمنا هنا عن موقف املبحوثني جتاه فكرة ما إذا كان ممكن ًا ال سماح للفتيات‬ ‫بالزواج يف أي سن تراه العائلة منا سب ًا وبح سب منظومة اعتقاداتها االجتماعية والدينية مما‬ ‫يفتح الباب وا سع ًا لكل اخليارات امل ذك ورة‪.‬وكانت النتيجة أنْ قال ‪ % 44‬من املجموع الكلي‬ ‫للمبحوثني (نعم) فيما قال ما يقرب من ‪ % 56‬منهم (ال)‪.‬على صعيد اجلندر‪ ،‬وافق ‪ % 42‬من‬ ‫الذكور على ذلك فيما ارتفعت ن سبة الإناث اللواتي وافقن على الفكرة إىل ‪.% 46‬وهذه نتيجة‬ ‫ت ؤكد التوجهات املحافظة للن ساء باملقارنة مع الرجال ممن مل يبالني مبا يرتتب على الزواج املبكر‬ ‫للإناث من م شكالت جدية‪.‬أنظر اجلدول (‪ ،)9‬الفقرة (‪.)9‬‬ ‫جدول (‪ ،)9‬الفقرة (‪ )9‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫‪63‬‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)9‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.9‬ي سمح للبنات (الإن اث) ب ال زواج يف أي سن تراه ‪( 44‬املجموع) ‪( 56‬املجموع)‬ ‫‪( 58‬الذكور)‬ ‫العائلة منا سب ًا بح سب منظومة اعتقاداتها و أعرافها ‪( 42‬الذكور)‬ ‫‪( 54‬الإناث)‬ ‫‪( 46‬الإناث)‬ ‫االجتماعية والدينية‬ ‫العائلة وال سمعة والكرامة‪:‬‬ ‫تكاد تكون اخل صو صية العائلية ومفهومات ال سمعة والكرامة والتما سك العائلي وما إليها‬ ‫ت سدل حجب ًا ثخينة على عدد غري معروف من ال ضحايا داخل ج دران البيوت املغلقة ب أحكام‪.‬‬ ‫ومي ضي هذا إىل احل ّد الذي يقف فيه امل ش ّرع العراقي حامي ًا ومدافع ًا كما أ شرنا إىل ‪ -‬ذلك‪.‬وقد‬ ‫ سئل املبحوثون عن موقفهم جتاه فكرة أنّ على اجلريان والأ صدقاء واملعارف عدم التدخل يف‬ ‫امل شاكل العائلية جلريانهم و أ صدقائهم ومعارفهم حتى و إنْ تيقنوا من ح صول جتاوزات وانتهاكات‬ ‫احرتاما خل صو صية العائلة ورغب ًة يف املحافظة على سمعتها وكرامتها‪.‬فكان اجلواب أنْ ْ‬ ‫أكدت‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫الغالبية العظمى من املجموع الكلي للمبحوثني سالمة الفكرة (‪ ,)% 84‬ب أنْ قالوا (نعم) ينبغي‬ ‫عدم التدخل‪ ،‬فيما جتر أ ‪ % 16‬منهم على قول (ال) مبعنى ينبغي التدخل أو ال ب ّد من التدخل‪.‬‬ ‫على صعيد اجلندر‪ ،‬تباينت الن سبتان الرئي سيتان مبقدا ٍر قليل فكان أنْ أجاب ‪ % 82‬من الذكور بـ ‬ ‫عربت ‪ % 86‬من الإناث عن موافقتهن على فكرة عدم التدخل‪.‬أنظر اجلدول (‪،)10‬‬ ‫(نعم) فيما ْ‬ ‫الفقرة (‪.)10‬‬ ‫جدول (‪ ،)10‬الفقرة (‪ )10‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)10‬‬ ‫املوقف ال سلبي‬ ‫املوقف الإيجابي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪( 16‬املجموع)‬ ‫‪( 84‬املجموع)‬ ‫‪.10‬على اجلريان والأ صدقاء واملعارف عدم التدخل يف‬ ‫‪( 18‬الذكور)‬ ‫‪( 82‬الذكور)‬ ‫امل شاكل العائلية جلريانهم و أ صدقائهم ومعارفهم‬ ‫‪( 14‬الإناث)‬ ‫‪( 86‬الإناث)‬ ‫حتى و إنْ تيقنوا من ذلك احرتاما خل صو صية العائلة‬ ‫ورغب ًة يف املحافظة على سمعتها وكرامتها ‬ ‫‪64‬‬ ‫مراكز ال شرطة واملحاكم ومنظمات املجتمع املدين‪:‬‬ ‫ملنْ توجد مراكز ال شرطة واملحاكم ومنظمات املجتمع املدين! مما ال شك فيه أ ّنها وجدت‬ ‫مل ساعدة ال سكان للح ّد من بع ض امل شكالت أو العمل على ح ّلها بالطريقة التي تراها منا سبة‪،‬‬ ‫بالقوة أو التفاو ض أو بكليهما مع ًا‪.‬من هذا املنطلق ت ساءلنا عما إذا كان على مراكز ال شرطة‬ ‫تغ ض الط ْرف عن امل شاكل العائلية احرتاما خل صو صية‬ ‫واملحاكم ومنظمات املجتمع املدين أنْ ّ‬ ‫العائلة ورغب ًة يف املحافظة على سمعتها وكرامتها‪.‬فكان اجلواب ب أغلبية وا سعة أو ما يقرب من‬ ‫‪ % 65‬من املجموع الكلي للمبحوثني (نعم)‪ ،‬و‪( % 35‬ال)‪.‬وهكذا يعطل أو يف الأقل يعوق عمل‬ ‫ج زء مهم من جهد مثل ه ذه امل ؤ س سات إىل احل ّد ال ذي قد تفرغ فيه من م ضمون ر سالتها‬ ‫الإن سانية يف ضبط الأمن املجتمعي واملحافظة عليه‪.‬على صعيد التباين اجلندري يف املواقف‪،‬‬ ‫تبني أنّ ‪ % 59‬من الذكور وافقوا على هذه الفكرة فيما ارتفعت ن سبة املوافقات من الإناث ب صورة‬ ‫ملحوظة لت سجل ‪.% 70‬م رة أخ رى ع برت الأن اث امل شموالت يف ه ذه الدرا سة عن ميولهن‬ ‫املحافظة التي تريد إبقاء ما هو للعائلة للعائلة‪ ،‬حتى و إنْ ش ّب ْت النريان يف أرجائها‪.‬أنظر اجلدول‬ ‫(‪ ،)11‬الفقرة (‪.)11‬‬ ‫ ش ؤون اجتماعية | العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪34‬‬ ‫حقوق الإن سان يف ضوء االختالفات الثقافية يف العراق‪ :‬درا سة سو سيولوجية ميدانية‬ ‫جدول (‪ ،)11‬الفقرة (‪ )11‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)11‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.11‬على مراكز ال شرطة واملحاكم ومنظمات املجتمع ‪( 65‬املجموع) ‪( 35‬املجموع)‬ ‫‪( 41‬الذكور)‬ ‫امل دين أنْ ت غ ّ ض ال ط ْرف ع ن امل ش اك ل العائلية ‪( 59‬الذكور)‬ ‫‪( 30‬الإناث)‬ ‫خل صو صيتها وللمحافظة على سمعة العائلة وكرامتها ‪( 70‬الإناث)‬ ‫جرمية «غ سل العار»‪:‬‬ ‫ال تزال جرمية «غ سل العار»‪ ،‬وهي أنْ يقوم أي من أفراد العائلة رجا ًال كانوا أم ن سا ًء بارتكاب‬ ‫جرمية قتل بحق أحد أفراد العائلة الذي غالب ًا ما يكون من الإناث‪ ،‬ابنة كانت أم أخت ًا أو حتى أم ًا‬ ‫بدعوى الإ س اءة إىل ‪ -‬العائلة والت صرف مبا ال ير ضيها وي صون سمعتها وي رد عنها احتماالت‬ ‫الت شويه‪.‬ال ت زال جرائم من ه ذا النوع ترتكب وب لا ت ردد أو رادع من قبل البع ض يف مواجهة‬ ‫نوع ما‪.‬والغريب أ ّنها ترتكب يف أحايني كثرية على أ سا س ال شبهة و إ ساءة الظنّ‬ ‫جتاوزات سلوكية من ٍ‬ ‫ إىل ‪ -‬جانب أ سباب أخرى قد يغطي بع ضها على القاتل نف سه‪.‬وال تزيد هذه اجلرمية على كونها‬ ‫‪65‬‬ ‫جرمية قتل اعتيادية مبربرات أخالقية‪.‬هنا‪ ،‬حاولنا أنْ ن ستك شف ما إذا كان هناك تغري يف املوقف‬ ‫جتاه هذه اجلرمية‪.‬فكان منطوق الفقرة ين ص على أ ّنه «ينبغي أنْ ال يعاقب على ارتكاب جرمية‬ ‫«غ سل العار»‪ ،‬من قبل العائلة ب سبب ح سا سيتها»‪.‬أج اب ما يقرب من ‪ % 53‬من املجموع الكلي‬ ‫للمبحوثني بـ (نعم) فيما قال ‪ % 47‬منهم (ال)‪.‬ي شي بنظرنا ارتفاع ن سبة القائلني بـ (نعم) مبوقف‬ ‫اجتماعي ت شجيعي على ارتكاب هذا النوع من اجلرائم أو يف الأقل التغا ضي عنها‪.‬و أظهر التوزيع‬ ‫اجلندري أنّ ‪ % 60‬من الذكور قالوا (نعم) ‘ينبغي أنْ ال يعاقب على هذه اجلرمية’‪ ،‬فيما انخف ضت‬ ‫ن سبة الإناث اللواتي وافقن على تلك العبارة إىل ‪.% 47 -‬أنظر اجلدول (‪ ،)12‬الفقرة (‪.)12‬‬ ‫جدول (‪ ،)12‬الفقرة (‪ )12‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) على الفكرة (‪)12‬‬ ‫املوقف الإيجابي املوقف ال سلبي‬ ‫الفكرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪.12‬ينبغي أنْ ال يعاقب على ارت ك اب جرمية "غ سل ‪( 53‬املجموع) ‪( 47‬املجموع)‬ ‫‪( 40‬الذكور)‬ ‫‪( 60‬الذكور)‬ ‫العار"‪ ،‬من قبل العائلة ب سبب ح سا سيتها‬ ‫‪( 53‬الإناث)‬ ‫‪( 47‬الإناث)‬ ‫العدد ‪ ،133‬ربيع ‪ 2017‬ال سنة ‪ | 34‬ش ؤون اجتماعية‬ ‫ أ‪.‬د‪.‬الهاي عبد احل سني‬ ‫تطابقت الن سبة ذاتها يف حال ارتكبت اجلرمية من قبل الأقارب الأبعدين مثل أبناء العم‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬ ‫ أو أبناء اخلال ومن هم مبرتبتهم ب سبب ح سا سيتها لتبلغ ‪ % 53‬ممن قالوا (نعم) من املجموع‬ ‫الكلي للمبحوثني‪ ,‬و‪ % 47‬ممن قالوا ال‪.‬واختلف املوقف قلي ًال على صعيد التوزيع اجلندري حيث‬ ‫انخف ضت ن سبة الذكور الذين وافقوا على «عدم العقاب للأقارب الأبعدين ‪ »...‬لت صل ‪ % 52‬فيما‬ ‫ارتفعت ن سبة الإن اث ممن وافقن على الفكرة إىل ‪.% 53‬وق د ي شري االخ ت لاف يف املواقف‬ ‫قد ٍر أكرب من املحاججة‬ ‫اجلندرية على م ستوى ن سب الإجابات على ال صعيد العائلي والقرابي إىل ْ‬ ‫بقد ٍر ما قيام أحد أفراد العائلة املبا شرين بذلك إال‬ ‫واحل سا سية من قبل الإناث‪.‬إذ تربر الن ساء ْ‬ ‫ أنّ لبع ضهن موقف ًا آخ ر من الأق ارب الأبعدين ك أبناء العم واخل ال ومن هم مبرتبتهم‪.‬أنظر‬ ‫اجلدول (‪ ،)13‬الفقرة (‪.)13‬‬ ‫جدول (‪ ،)13‬الفقرة (‪ )13‬يبني توزيع املبحوثني بح سب مواقفهم‬ ‫بـ (نعم) أو (ال) من الفكرة (‪)13‬‬ ‫املوقف ال سلبي‬ ‫املوقف الإيجابي‬ ‫الفكرة‬ ‫‪66‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪( 47‬املجموع)‬ ‫‪( 53‬املجموع)‬ ‫‪.13‬ينبغي أنْ ال يعاقب على ارت ك اب جرمية "غ سل‬ ‫‪( 48‬الذكور)‬ ‫‪( 52‬الذكور)‬ ‫العار"‪ ،‬من قبل الأقارب الأبعدين ك أبناء العم أو أبناء‬ ‫‪( 47‬الإناث)‬ ‫‪( 53‬الإناث)‬ ‫اخلال ومن هم مبرتبتهم ب سبب ح سا سيتها‬ ‫املغت صبة باملغ َت ِ صب‪:‬‬ ‫َ‬ ‫زواج‬ ‫ن ص‬ ‫بغا صبها(‪.)35‬فكان أنْ ّ‬ ‫زواج البنت املغت صبة ِ‬ ‫َ‬ ‫جت ّوز املادة (‪ )398‬من قانون العقوبات‬ ‫بغا صبها – و إنْ كان ذلك‬‫للفتاة املغت صبة أنْ تتزوج ِ‬ ‫َ‬ ‫منطوق الفقرة يف اال ستبيان على أ ّنه «يجوز‬ ‫وجاءت النتيجة أنْ وافق ‪ % 62‬من‬ ‫ْ‬ ‫ ض ّد رغبتها – لت سرت على نف سها وخ شية أنْ ال يتزوجها أحد»‪.‬‬ ‫املجموع الكلي للمبحوثني على ذلك بالقول (نعم) مقابل ‪ % 38‬ممن قالوا (ال)‪.‬جندري ًا‪ ،‬وافق‬ ‫‪ % 65‬من الذكور على ذلك فيما بلغت ن سبة الإناث املوافقات ‪ % 60‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser