دراسات في المذاهب الأخلاقية عند المسلمين PDF

Document Details

FastestGrowingSeries7154

Uploaded by FastestGrowingSeries7154

Faculty of Arts

2025

أ‪.‬د فاطمة فؤاد

Tags

فلسفة الأخلاق مذاهب أخلاقية المسلمين العلوم الإنسانية

Summary

هذا ملخص لورقة دراسة في المذاهب الأخلاقية عند المسلمين، والتي تُغطي جوانب مختلفة من الفلسفة الإسلامية، و تتضمن دراسات في المذاهب الأخلاقية عند المتكلمين، والمُعتزلة، والمتصوفة، والفلاسفة، مع إعطاء أمثلة من الفلاسفة المسلمين. كما تُقدم ورقة الدراسة عناصر أخلاقية مستمدة من التراث الإسلامي وفقًا للقرآن الكريم والحديث النبوي.

Full Transcript

‫‪-0-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫الترم األول ‪2025/2024‬‬ ‫دراسات‬ ‫فى المذاهب األخالقية‬ ‫عند المسلمين‬ ‫إعداد‬ ‫أ‪.‬د فاطمة فؤاد‬ ...

‫‪-0-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫الترم األول ‪2025/2024‬‬ ‫دراسات‬ ‫فى المذاهب األخالقية‬ ‫عند المسلمين‬ ‫إعداد‬ ‫أ‪.‬د فاطمة فؤاد‬ ‫‪-1-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫التوصيف‬ ‫‪ -1‬مقدمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مدخل إلى الفلسفة األخالقية‪.‬‬ ‫‪ -3‬مقارنة بين األخالق والمنطق‪.‬‬ ‫‪ -4‬المذاهب األخالقية عند المتكلمين‪.‬‬ ‫‪ -5‬األخالق واألصول الخمسة عند المعتزلة‪.‬‬ ‫‪ -6‬المذاهب األخالقية عند المتصوفة‪.‬‬ ‫‪ -7‬المذاهب األخالقية عند الفالسفة‬ ‫‪ -‬أبو نصرالفارابى " المعلم الثانى"‬ ‫‪ -‬ابن مســكويــة " المعلم الثالث "‬ ‫‪-2-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫التكليفات‬ ‫اسم الطالب‪......................................................................:‬‬ ‫الـفـــــــــرقة‪.................:‬‬ ‫القســـــــــــــم‪...................:‬‬ ‫رقم الجلوس‪.................:‬‬ ‫المـــــــــــادة‪....................:‬‬ ‫الدرجـــــة‪....................:‬‬ ‫سريل نمبـــــر‪..................:‬‬ ‫أستاذ المادة‪......................................................................:‬‬ ‫تطبيق رقم ‪1‬‬ ‫اختر اإلجابة الصحيحة مما يلى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬حديث المعتزلة عن يوم البعث يسمى ب‬ ‫ج‪ -‬كالهما‬ ‫ب‪ -‬الحسن والقبح‬ ‫أ‪ -‬األستحقاق‬ ‫‪ -2‬الوعد والوعيد عند المعتزلة مستمد من أصل‪.‬‬ ‫ج‪ -‬كالهما‬ ‫ب‪ -‬األمررررررررررر بررررررررررالمعرو‬ ‫أ‪ -‬العدل‬ ‫والنهى عن المنكر‬ ‫‪ -3‬ال شفاعة ألهل الكبائر عند المعتزلة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬القتل العمد‬ ‫ب‪ -‬السرقة‬ ‫أ‪ -‬النفاق‬ ‫‪ -4‬األصل الثالث من األصول الخمسة عند المعتزلة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الوعد والوعيد‬ ‫ب‪ -‬المنزلة بين المنزلتين‬ ‫أ‪ -‬العدل‬ ‫تعررالى‬ ‫قال‪"...‬استرسررال الررنفا مر‬ ‫‪ -5‬عرن ارتبرراط األخررالق بررالنفا فررى مجرال التصررو‬ ‫على ما يريد"‬ ‫ج‪ -‬محمد القصاب‬ ‫ب‪ -‬أبو محمد الجريري‬ ‫أ‪ -‬رويم البغدادى‬ ‫‪-3-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫التكليفات‬ ‫اسم الطالب‪......................................................................:‬‬ ‫الـفـــــــــرقة‪..................:‬‬ ‫القســـــــــــــم‪....................:‬‬ ‫رقم الجلوس‪..................:‬‬ ‫المـــــــــــادة‪....................:‬‬ ‫الدرجـــــة‪.....................:‬‬ ‫سريل نمبـــــر‪...................:‬‬ ‫أستاذ المادة‪......................................................................:‬‬ ‫تطبيق رقم ‪2‬‬ ‫ض عالمة صح أم خطأ ‪:‬‬ ‫( )‬ ‫‪ -1‬كلمة خلق هى الطب الذى يتركه الختم المنقوش فوق المعدن‬ ‫( )‬ ‫‪ -2‬ال توجد عالقة بين العلوم اإلنسانية وعلم األخالق‬ ‫( )‬ ‫‪ -3‬أن قوام علم األخالق ومدارها أن اإلنسان حيوان أخالقى‬ ‫( )‬ ‫‪ -4‬الدعوة األخالقية قديمة قدم المجتمعات البشرية‬ ‫( )‬ ‫‪ -5‬أصحاب النزعة التجربية (النفعية) دافعوا عن الواجب‬ ‫‪-4-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫التكليفات‬ ‫اسم الطالب‪......................................................................:‬‬ ‫الـفـــــــــرقة‪..................:‬‬ ‫القســـــــــــــم‪...................:‬‬ ‫رقم الجلوس‪...................:‬‬ ‫المـــــــــــادة‪....................:‬‬ ‫الدرجـــــة‪.....................:‬‬ ‫سريل نمبـــــر‪...................:‬‬ ‫أستاذ المادة‪......................................................................:‬‬ ‫تطبيق رقم ‪3‬‬ ‫ض عالمة صح أم خطأ ‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬علم األخالق علم يدعو إلى الضوابط التى تحكم السلوك‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬اس تغنى المسلمين بتعاليم القراءن والحديث عن النظرة فى المسائل األخالقية‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬لم يمتزج التراث بالتراث الدينى وهذا يعد شيئا طبيعيا متوقعا‬ ‫‪-5-‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫قسم الفلسفة‬ ‫التعلم الذاتى‬ ‫اسم الطالب‪......................................................................:‬‬ ‫الـفـــــــــرقة‪..................:‬‬ ‫القســـــــــــــم‪....................:‬‬ ‫رقم الجلوس‪...................:‬‬ ‫المـــــــــــادة‪....................:‬‬ ‫الدرجـــــة‪.....................:‬‬ ‫سريل نمبـــــر‪...................:‬‬ ‫أستاذ المادة‪......................................................................:‬‬ ‫‪ -1‬استخرج خمسة أسئلة من المقرر الدراسى في صورة اختيار من متعدد مع اإلجابة‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪ -2‬استخرج خمسة أسئلة من المقرر الدراسى في صورة صح أم خطأ مع اإلجابة عليهم‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪-1‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪-2‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪-3‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪-4‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪-5‬‬ ‫أستاذ المادة‪.........................:‬‬ ‫‪-6-‬‬ ‫دراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫في‬ ‫الفلسف ــة األخالقية‬ ‫إعداد‬ ‫أ ‪.‬د‪ /‬فاطمـة فــؤاد‬ ‫‪ -‬مقدمـــه ‪:‬‬ ‫‪-7-‬‬ ‫إن الدارس للتراث الفكرى فى الحضارة اإلسالمية يجد أن مفكرى اإلسالم سواء كاانوا‬ ‫متكملين أو فالسافة أو متواوفة قاد اهتماوا االبحا فاى الددياد مان المجاا ا الفكرياة التاى‬ ‫شملت كال أادااد الدلاوم اإلنساانية والدلاوم الاال إنساانية والتاى كانات مدروفاة فاى عوارهم‬ ‫صلت إليهم من خالل كتب فالسفة اليونان اوفة خاصة‪ ،‬مدنى هذا أن الفالسفة الدار قاد‬ ‫اهتموا االبح فى كافة ميادين الدلوم النظرية كالرياضياا والطبيدياا والدملية كاألخالق‬ ‫والسياسااة متاان رين فااى ذل ا ااااراء أرسااطو وامنهجااف فااى مقساايم الدلااوم وارمباطهااا ادضااها‬ ‫ابدض(‪.)1‬‬ ‫نستطيع القول انن البح عند مفكرى الدر فى مجال األخالق كان احثا فى‬ ‫ايد أننا‬ ‫اد أن نضع فى اعتبارنا أن الفلسفة الخلقية عند أكثر مفكرى‬ ‫هذا المجال فى حد ذامف‪ ،‬ال‬ ‫اإلساالم كانات ممتزجاة إلاى حاد كبياار االجواناب الدينياة اإللهياة احيا أن دراساة األخااالق‬ ‫عندهم لم مكن منفولة عن الجانب الدينى‪ ،‬وهذه مدد سمة متسم اهاا الماذاهب األخالقياة فاى‬ ‫الدور الوسيط‪ ،‬سواء عند مفكرى المسيحية أو مفكرى اإلسالم(‪.)2‬‬ ‫كماا مباادو األخااالق متغلغلاة فااى كاال فاروة المدرفااة اإلسااالمية‪ ،‬يؤكادها القاار ن الكاريم‬ ‫والحاادي النبااوى‪ ،‬وممكاان لهااا الوصااايا والنوااااآل وا دا الدامااة‪ ،‬ومغنااى اهااا األشاادار‬ ‫ومماادحها القوااو واألمث اال ‪...‬ولكاان ح ا التفكياار األخالقااى علمااا مسااتقال ع ان كاال هااذه‬ ‫الفروة من المدرفة يبدو ضئيال االقياس إلى غياره مان ألاوان الفكار الدلماى والفلسافى عناد‬ ‫أعالم مفكرى الدر ‪ ،‬والكثير مما نقرأه لهم من وجوه التفكير األخالقى الاذى يتسام اطاااع‬ ‫علمى أو فلسفى‪ ،‬قد زودهم اف التفكير األجنبى الدخيل الذى مهين لهم منذ أن اموالوا اتاراث‬ ‫األمم القديمة المتحضرة منذ منتوف القرن الثاامن‪.....‬فيقاال أن حناين اان إساحاق قاد نقال‬ ‫(‪ )1‬عاطف الدراقى ‪ :‬الفلسفة الدراية والطريق إلى المستقبل رؤية عقلية نقدية "دار الرشاد ‪ 2009‬الطبدة السادسة‬ ‫‪ ،‬ص‪.78‬‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق ‪:‬ص‪.78‬‬ ‫‪-8-‬‬ ‫كتا األخالق (النقوماخية) ألرسطو فى ا نى عشر مجلدا مع أننا عرفنا أنف يقع فى عشرة‬ ‫أاوا ‪ ،‬فلدل المترجم قد أضاف إليف ادض كتاااا أرسطو األخارى فاى األخاالق وقاد كاان‬ ‫ادض فالسفة الدر من أمثال الفاراى على علم اكتااى أرسطو فى (األخاالق النيقوماخياة‬ ‫واألخااالق ا دويميااة) ونقاال احااى ا ان عاادى كتااا النااواميس ألفالطااون‪ ،‬وقياال أن كتااا‬ ‫مسكويف – مهذيب األخالق – الغرقااسى رواقى الطاااع‪ ،‬ومثال هاذا وغياره كثيار كثيار فاى‬ ‫مراث الدر (‪. )1‬‬ ‫ويدد كتا مسكواة(مهذيب األخالق) أكمل دراسة علمية فاى مجاال األخاالق اارغم أن‬ ‫أكثره منقول عن أرسطو فى األخالق النيقوماخية اوجف خاص‪ ،‬ويدد الغزالى أكبر مفكرى‬ ‫اإلسالم إهتماما ااألخالق التى مقوم على المبادئ اإلسالمية الحقيقة‪ ،‬وفى كتااف إحياء علاوم‬ ‫الدين خاصة موداق مما نقول وقد كتب ادده نوير الدين الطوسى رساالة أكثرهاا مرجماة‬ ‫فارسية من كتا مسكويف‪.‬‬ ‫وقد امفق جمهرة مفكرى الدار علاى اعتباار الرذااال أمراضاا نفساية متطلاب الداال ‪،‬‬ ‫ومن هنا اادأ وجاف الشابف اابن علام األخاالق وعلام الطاب‪ ،‬ألناف يداالن الجاناب الروحاى فاى‬ ‫وحفا‬ ‫طبااع البشر‪ ،‬ومن أجال هاذا كاان علام األخاالق صاناعة مساتهدف عاال األمارا‬ ‫الوحة‪ ،‬وغايتف محقيق السدادة ‪ ،‬وهكذا ادا علم األخالق فرعاا مان الحكماة الدملياة يتنااول‬ ‫االدراسة "الفضاال وكيفية افتنااها لتتحلى النفس اها‪ ،‬والرذاال وكيفية موقيها لتتخلى عنهاا"‬ ‫فيما قال حاجى خليفة نقال عن صدر الدين الشروانى(‪.)2‬‬ ‫واالرغم من إختالف الدلماء حاول أصال مسامية علام التواوف إ أنهام متفقاون جميداا‬ ‫علااى أنااف علاام األخااالق‪ ،‬أى يمثاال الجانااب الروحااى أو الباااطنى فااى اإلنسااان ولهااذا قياال‬ ‫(‪ )1‬موفيق الطويل‪ :‬فلسفة األخالق نشنمها ومطورها دار النهضة الدراية الطبدة الراادة ‪1979‬م‪ ،‬ص‪.159‬‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق ‪ :‬ص‪160-159‬‬ ‫‪-9-‬‬ ‫التووف هو التخلق ااألخالق اإللهية(‪.)1‬وامباع التواوف كثيار مان أاماة اإلساالم المشاهود‬ ‫افضاالهم وورعهاام وفااى أقااوالهم الماان ورة عاانهم حكاام االغااة وفهاام‪ ،‬عميااق وساامو روحااانى‬ ‫وحض على مكارم األخالق اكافة الوور وإيمان مطلق اقدرة الخاالق ورضااء كامال اكال‬ ‫طمداا فاى واااف أو خشاية مان‬ ‫ما يفدل وعبادمهم محبة للذاا اإللهياة ومقار إلياف مداالى‬ ‫عقااف(‪. )2‬‬ ‫ومن م لم يدرف عن أامة الووفية أنهم حرماوا حاال أو حللاوا حراماا وأنهام خرجاوا‬ ‫عاان الكتااا والساانة‪ ،‬ولكاان مجاهاادمهم فااى الزهااد والدبااادة قااد جدلاات صاافاء نفوسااهم قااوى‬ ‫روحانية يستشفون اها ادض الحقااق التى قد يدق إدراكها على الفقهاء(‪.)3‬‬ ‫وإذا كاناات األخااالق هااى محاال دراسااة علماااء التوااوف ‪ ،‬فلنهااا هااى أيضااا المحااور‬ ‫األساسااى لاادى فالساافة اإلسااالم مشااتقين ذل ا ماان الكتااا والساانة ومتاان رين ااااراء فالساافة‬ ‫اليونااان فااى راااط السياسااة ااااألخالق وإعتبارهااا فاارة ماان فااروة السياسااة وأن الغايااة عنااد‬ ‫كالمها واحدة وهى السدادة واللذة ‪ ،‬ومن م مستمد نظرية الفارااى فى األخالق أصولها من‬ ‫النظرية اليونانية األخالقية اوفة عاماة ملا التاى مارى فاى السادادة الخيار األقواى للحيااة‬ ‫اإلنسااانية اكافااة أنشااطتها‪ ،‬كمااا أنهااا متبااع اواافة خاصااة ماان موقااف أرسااطو األخالقااى‪،‬‬ ‫فاألخالق عند كال مان الفاارااى وأرساطو علام عملاى‪ ،‬أى أناف يقاوم علاى ممارساة األفداال‬ ‫المحمودة وإمباة القدوة الوالحة إلكتسا ملكف األفدال الخلقياة‪ ،‬فلكال إنساان حاصال علاى‬ ‫القدرة على فدل الخير ولكنف يسميها االفدل والممارسة‪ ،‬وكاذل فالن األخاالق الفردياة عناد‬ ‫أرسطو والفارااي مخضع للدلم المدنى أى الدلم السياسة‪ ،‬فكانن السالوا الفاردى يتفارة مان‬ ‫(‪ )1‬عبدالرازق القاشانى‪ :‬اصطالحاا الووفية‪ ،‬محقيق كمال إاراهيم جدفر ‪ ،‬الهيئة المورية الدامة للكتا‬ ‫‪ ،2008‬ص‪.156‬‬ ‫(‪ )2‬أحمد عبدهللا اليظى‪ :‬دراسة فى القرن والطوااف اإلسالمية الهيئة المورية الدامة للكتا ‪2009‬م‪ ،‬ص‪.373‬‬ ‫(‪ )3‬المودر السااق ‪ :‬ص‪373‬‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫السلوا اإلجتماعى‪ ،‬وهكذا يظهر ا رمباط الو يق اين نظرية الفااراى فاى المديناة الفاضالة‬ ‫ونظرية األخالقية من حي أن السدادة غاية الفرد وغاية اإلجتماة المدنى على السواء(‪.)1‬‬ ‫مقوم الفلسافة علاى االث مباحا رايساية‪ ،‬اى مادرس االث موضاوعاا رايساية وهماا‬ ‫مبح الوجود واتناول هذا المبح دراسة أصل الوجود (الكون) والدالقة ااين الكاون وهللا‬ ‫مدالى وغير ذل من الموضوعاا‪ ،‬أما المبح الثانى وهو مبحا المدرفاة ويهاتم ادراساة‬ ‫موادر المدرفة هل هاو الدقال أم الحاواس أم كالهماا مداا أم الحادس البااطنى أماا المبحا‬ ‫الثال يهتم ادراسة القيم واألخالق (الحق والخير والجمال) وهاو يمثال الجاناب الدملاى فاى‬ ‫الفلسفة وذل ألنف يهتم ادراسة السلوا الفردى المتمثل فى علم األخالق والسلوا الجماعى‬ ‫المتمثل فى علم السياسة ومدى الولة اينهما ومدى عالقة هذا السلوا االدين‪.‬‬ ‫أى أنف علم يدرس الخير فى صورة المتدددة والمتنوعة أن علم األخالق هو المبح الثال‬ ‫من مباح الفلسفة وهو مبح القيم حي يدرس ما ينبغى أن يكون عليف السالوا اإلنساانى‬ ‫أى هو علم مديارى وليس علم م قريرى وأيضا يدرس سلوا اإلنسان من حي مدى مطااقف‬ ‫مع الدين والقيم والمبادئ األخالقية‪ ،‬أى ما هو السالوا المباا خلقياا وغيار المباا وماا هاو‬ ‫السلوا الواجب والملزم وما هى األمور التى يجب مجنبها وإمباعها ومدى عالقتها االدين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬محمد على أاو ريان‪ :‬ماريخ الفكر الفلسفى فى اإلسالم‪ ،‬دار المدرفة الجامدية اإلسكندرية ادون ماريخ ‪،‬‬ ‫ص‪257‬‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫المدخل إلى الفلسفة األخالقية‬ ‫‪ -1‬أصل الكلمة‪:‬‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫مدنااى كلمااة خلااق هااو الطبااع الااذى يتركااف الخااتم المنقااوا فااوق الطااين الطاارى أو‬ ‫(الطااع) الذى فوق المددن فى صا النقاود‪ ،‬أماا الجرحاانى فقاد عارف الخلاق اقولاف (هيئاة‬ ‫للنفس) راسخة مودر عنها األفداال اساهولة ويسار مان غيار حاجاة إلاى فكار وروياة‪ ،‬فالن‬ ‫كانت الهيئة احي مودر عنها األفدال الجميلة عقال وشرعا اسهولة سميت الهيئة التى هى‬ ‫المودر خلقا سيئا‪ ،‬وإنما قلنا إنف هيئة راسخة‪ ،‬ألن من يودر مناف ااذل الماال علاى النادور‬ ‫يقال خلقف السخاء ما لم يثبت ذل فى نفسف وكذل‬ ‫(أى أحيانا قليلة للغاية) احالة عارضة‬ ‫يقال خلقف الحلم‪....‬أما من حي اللغة فقد‬ ‫من مك لف السكوا عند الغضب اجهد أو روية‬ ‫جاءا كلمة الخلق فى أساس البالغة امدناى التقادير‪ ،‬واساتدملت فاى القار ن مجاازا امدناى‬ ‫اإليجاد واتقادير وحكماة‪ ،‬يقاال رجال مختلاق أى حسان الخلاق‪ ،‬ويقاال رجال لاف خلاق حسان‬ ‫وخليقف‪ ،‬وهى ما خلق عليف من طبيدتف(‪.)1‬‬ ‫وجاءا كلمة الخلق فى القاموس المحيط امدنى السجية والطباع والماروءة والادين‪،‬‬ ‫والخلقف امدنى الفطرة والخلق امدنى التقدير‪ ،‬وفى لسان الدر الخلق – الطبيداة وجمدهاا‬ ‫أخالق والخلق‪ :‬السجية وقال الخلق هو الدين والطبع والسجية وحقيقتف أنف وصاف لواورة‬ ‫اإلنسااان الباط نااة وهااى نفسااف وأوصااافها ومدانيهااا المختوااة اهااا امنزلااة الخلااق لوااورمف‬ ‫الظاااهرة وأوصااافها ومدانيهااا ولهااا أوصاااف حساانة وقبيحااة أمااا فااى المدجاام الوساايط فنجااد‬ ‫األخالق علم موضوعف أحكاام قيمياف متدلاق ااألعماال التاى موصاف االحسان أو القابآل وفاى‬ ‫داارة المدارف اإلسالمية عرف كارادى األخاالق اقولاف أخاالق جماع خلاق واألخاالق هاى‬ ‫صفاا اإلنسان األداية وعلم األخالق هو هذه الوافاا مدروضاة علاى وجاف مدليماى‪ ،‬وقاد‬ ‫عاارف حاااجى خليقااة علاام األخااالق فقااال إنااف قساام ماان الحكمااة الدمليااة‪ ،‬أمااا صاادر الاادين‬ ‫(‪ )1‬فيول ادرعون ‪ :‬دراساا فى الفلسفة األخالقية ‪ ،‬ادون ماراخ ص‪4-3‬‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫الشيرازى فقال إنف علم االفضاال وكيفية اقتنااها لتتحلى النفس اها‪ ،‬واالرذاال وكيفية موقيها‬ ‫لتتخلى عنها(‪.)1‬‬ ‫ويجب أ نخلط علم األخالق ‪....‬اما أسماه الدر (ا د ) فاألد أقال عمقاا مان‬ ‫سابيل إلاى‬ ‫األخالق وأكثار شامو مناف‪ ،‬ألن مدناى هاذا اللفا يتضامن قافاة أداياة حسانة‬ ‫عااادها ااااين الفضااااال أو علاااى األقااال ااااين أمهااااا ملااا الفضااااال‪ ،‬ويتوااال ادلااام األخاااالق‬ ‫"النوااآل" و"الوصايا"(‪.)2‬‬ ‫كثيرا ما مساتدمل كلمتناا‪ Moral‬و ‪ Ethical‬فاى اإلنجليزياة المداصارة كمتارادفين‬ ‫مقريبا‪ ،‬أما كلمات ‪ Ethics‬أى علام األخاالق أو األخالقيااا و ‪ Ethical‬أى أخالقاى فتنميناا‬ ‫من الكلمة اليونانية ‪ethos‬ومدنى ‪ :‬مداملة ‪ ،‬طباع‪ ،‬ميال شاخو وأماا كلمتناا‪ morality‬أى‬ ‫األخالقية و ‪moral‬أى خلقاى فتنميناا مان الكلماة اليونانياة ‪ mores‬ومدناى عااداا‪ ،‬أخاالق‪،‬‬ ‫طبع وينبغى أن ناذكر أيضاا أصالين لغاويين أخارين‪ :‬فكلمتناا ‪ Society‬و ‪ social‬مشاتقاا‬ ‫من اللفظة اليونانية ‪ socius‬ومدنى رفيق‪ ،‬حليف‪ ،‬وكلمت ‪ politics‬و ‪ political‬مشتقاا‬ ‫من الكلماة اليونانياة ‪ polis‬ومدناى مديناة وحيا أن المادن اإلغرايقياة مثال أميناا وإسابرطف‬ ‫كانت وحداا سياسية مستقلة ذاا سيادة ‪ ،‬فلن كلمة ‪ polis‬مترجم أحيانا إلى دولة المدينة‪،‬‬ ‫وهااو اإلسااتدمال الااذى يطبااع إسااتخدامنا لكلمااة ‪ political‬سياسااي والموااطلحاا المتدلقااة‬ ‫اها(‪.)3‬‬ ‫‪ -1‬كمااا يداارف علاام اإلخااالق ‪ Ethics‬ويساامى أيضااا الفلساافة الخلقيااة فااى حاادود األساائلة‬ ‫التالية ما هى األخالقية ‪ morality‬؟‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق ‪ :‬ص‪6-5‬‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق ‪ :‬ص ‪6‬‬ ‫(‪ )3‬وليم جيم س‪ :‬مدخل إلى الفلسفة‪ ،‬مراجدة يمناى طريفاة الخاولى مرجماة عاادل مواطفى المجلاس األعلاى للثقافاة‬ ‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪.255-254‬‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫‪ -2‬علااى أى أساااس مواانف أفدالنااا محاات مقااو ا المبااا خلقياا وغياار المبااا والملاازم أو‬ ‫الواجب؟‬ ‫‪ -3‬ما مدى الولة اين األخالقية والدين؟‬ ‫‪ -4‬وما مدى الولة اين األخالقية والشرعية القانونية؟‬ ‫إن األسئلة الخلقية قد مطار نفساها عليناا مباشارة كنسائلة عملياة وملحاة ادرجاة أو اانخرى‬ ‫عما ينبغى فدلف أو ينبغى مجنبف هناا وا ن أو أنهاا قاد يغلاب علاى هاذا أن مخامرناا اوصافها‬ ‫أسئلة منملية حول مونيفامنا األخالقية مدناها ومغزاها‪ ،‬مسوغامها قد مسمى األسئلة الدلمياة‬ ‫أسئلة الدرجة األولى ‪Frist – order Question‬‬ ‫اينما مسمى األسئلة األمدن فى التنمل أسئلة الدرجة الثانية أو الميتا أسئلة أو األسئلة البددية‬ ‫‪.)1(meta- question‬‬ ‫ومن مفكرى الدر فى ذهب إلى أن الخلق مفروز فاى طباااع البشار‪ ،‬ومدهام مان رأى أن‬ ‫يتغير " واالتالى مكون وظيفة األخاالق وصاف‬ ‫من األخالق ما يكون فطريا طبيديا ااتا‬ ‫السالوا ولايس هدايتاف ومقويماف" ومنهاا ماا يجاب إكتساا االتراياة والتدلايم " واالتاالى يقبال‬ ‫ال تغييار ويتيساار مهاذيب األخااالق وإصاال النفااوس وماان هناا جاااء الحادي الشااريف إنمااا‬ ‫ادثت ألممم مكارم األخالق(‪. )2‬‬ ‫‪ -2‬موضوع علم الخالق ‪:‬‬ ‫وادد أن محد نا عن أصل الكلمة من ناحية اللغاة والمواطلآل كاان عليناا أن نتدارف‬ ‫على أهم الموضوعاا التى يدرسها علم األخالق وما هى الغاية من ذل ومدى عالقاة هاذا‬ ‫الدلم االدلوم األخرى‪ ،‬أما من موضوة علم األخالق فكلما سبق ذكره وهاو دراساة السالوا‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق ‪ :‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )2‬موفيق الطويل‪ :‬فلسفة األخالق ونشنمها ومطورها ص‪.160‬‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫وايان عما إذا كان هذا السلوا واجب أم جااز أم غير جااز أو الغة أخرى هل هذا السلوا‬ ‫خير أم شرير‪ ،‬ولهذا قيل أن علم األخالق هو الدلم الذى يدرس السلوا البشرى وهو أيضاا‬ ‫الدلم الذى يضع المدايير والمستوياا األخالقية الالزمة والتى ينبغاى أن نتاوافر فاى سالوا‬ ‫اشرى ما لكى يحكم عليف فىالنهاية اننف أخالقى أو غير أخالقى(‪. )1‬‬ ‫ومدنى أن يضع علم األخالق مدايير يقاس اها السلوا البشرى‪ ،‬مدناه أن هذا الدلام‬ ‫يدرس الوقااع ال يدرس القيم‪ ،‬ولهذا فلن علم األخالق ينادر فاى الفلسافة محات مبحا‬ ‫القيم التى هى الحق والخير والجمال‪ ،‬فلذا كان المنطق يدرس مديار الودق وإذا كاان علام‬ ‫عن ماا هياة الجماال أو ماا ااف يكاون الشاب جمايال فالن علام األخاالق يادرس‬ ‫الجمال يبح‬ ‫الخير فى صورة المتدددة والمتنوعة وهو يهدف إلى فهم طبيدة الحياة الخلقية(‪.)2‬‬ ‫ويحاااول علاام األخالقياااا ‪ ethics‬اوصاافف مساادى فلساافيا منميليااا أن يضاافى مدنااى‬ ‫نظريا على مونيفا لألفدال‪ ،‬فانحن نواف األفداال إلاى أفداال جااارة أخالقياا وأخارى غيار‬ ‫جاازة أخالقيا و الثة واجبة أخالقيا‪ ،‬لقاد دأ النااس علاى مقيايم أفداالهم وأفداال غيارهم مان‬ ‫الوجهة الخلقية ‪...‬وقد حاول الفالسفة طر عدد من النظرياا عن طبيدة األخالق ومسمى‬ ‫نظرياا الدرجة الثانية أو الميتا أخالق ‪ metaethics‬إلى الث أنواة أساسية‪:‬‬ ‫النوووع األول‪ :‬نظرياااا ذاا صاايغة مدرفيااة ماارى أن األحكااام األخالقيااة إمااا صااادقة وإمااا‬ ‫كاذاة وأن هناا حقااق أخالقية ومدرفة ممكنة اهذه الحقااق‪.‬‬ ‫النوع الثانى‪ :‬نظرياا ذاا صيغة أمرية مدتبر أن األحكام األخالقية هى فى حقيقتها قواعد‬ ‫هى صادقة و كاذاة‪.‬‬ ‫وموجيهاا وهى من م‬ ‫(‪ )1‬فيول ادرعون‪ :‬دراساا فى الفلسفة الخلقية‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق‪ :‬ص‪.7‬‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫النوع الثالث‪ :‬نظرياا ذاا صيغة إنفدالية مدد األحكام واألخالقية فى واقاع األمار محاض‬ ‫مشاعر مدجبية(‪.)1‬‬ ‫ولقد قيل أن فلسفة األخالق ممكن من مدرفة الواجب ومهدى إلى طريقة فدلاف‪ ،‬وقاد‬ ‫إهتم سقراط االجانب األول وأغفل الجاناب الثاانى‪ ،‬إذ فسار مشاكلف ا ستبواار الاذى يتمثال‬ ‫فى مدرفة الخير‪ ،‬ولكنف أهمل البح فى مشكلة اإلرادة التى مهدى إلى مزاولة الخير‪ ،‬وأما‬ ‫مااذهب أمانوي ال كااانط ‪ )1804-1724( immanual kant‬فقااد فواال فااى ايااان اإلرادة‬ ‫وأوجز إيجازا مخال فى مدالجة ا ستبوار فشر السبب الذى يبرر مندية الواجب مفترضا‬ ‫أننااا نداارف هااذا الواجااب واهااذا كشااف عاان مواادر اإللاازام الخلقااى وساالطتف‪ ،‬ولكنااف أغفاال‬ ‫الحدي عن الطريقة التى يدرف اها هذا اإللزام(‪.)2‬‬ ‫ولما كانت األخالق علم مديارى أو مقينى ضد وضدى أو وصفى مقريرى‪.‬‬ ‫‪Normativeorregulative,opp.‬‬ ‫‪Positiveordiscriptive‬‬ ‫فاالن كااانط ماان أااارز رواد المثاليااة أنكاار راااط األخااالق انتاااان األفدااال‪ ،‬ماان الااذاا‬ ‫و م أو منافع ومضااد‪ ،‬وجدال قيماة األفداال قااماة فاى ااطنهاا ولايس فاى الغايااا التىتقاوم‬ ‫فى الخيار الاذى يوايب صااحبف‬ ‫خارجها‪ ،‬ومن أجل هذا كان مذهبف‪ ،‬نظرية فى الواجب‬ ‫أو غيره من الناس‪ ،‬وقد مول إلى فكرمف االقول انن الخيرية صفة اإلرادة‪ ،‬وحدها‪ ،‬فال شب‬ ‫غير اإلرادة يمكن أن يكون خيرا االذاا ‪...‬هكذا أرمدا األخاالق إلاى مبادأ الواجاب الاذى‬ ‫يتمثل فى قولنا‪ :‬ينبغى على أن أفدل كذا‪..‬على عكاس ماا ذهاب أمبااة الحاساة الخلقياة ومان‬ ‫ذهب مذهبهم(‪.)1‬أى أنف رفض أن يستمدها من التجريبية‪ ،‬فقاد أنكار ماذهب الحاساة الخلقياة‬ ‫(‪ )1‬وليم جيمس‪ :‬مدخل إلى الفلسفة ‪ ،‬ص ‪.253‬‬ ‫(‪ )2‬موفيق الطويل‪ :‬فلسفة األخالق ‪ ،‬ص‪.449‬‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق‪ :‬ص‪.407-406‬‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫وأن أ ره على جميع المذاهب التجريبة التى مرجع األخالق إلى السدادة‪ ،‬ألن إمبااة الحاساة‬ ‫الخلقياااة أقااااموا األخالقياااة مساااتقلة عااان الدقااال وردوا ادو هاااا إلاااى الوجااادان أو الشااادور‬ ‫االجمال(‪.)2‬‬ ‫أما عن موضوة األخالق عند مفكر اإلسالم فقد امفقاوا علاى إقاماة المباادئ الخلقياة‬ ‫على أساس من اإليمان ااهلل على نحو ما ورد فى القر ن الكريم‪ ،‬ليس هلل مكان فى األخالق‬ ‫عند أرسطو اكبر فالسفة األخالق قديما ألن هللا عنده هاو المفهاوم األعلاى للوجاود‪ ،‬أو هاو‬ ‫جنس فوق ا جناس وهم يديشون سدداء فى غمرة من السرور‪...‬وعلى عكسف كان (كانط)‬ ‫إمام الفلسفة الخلقية الحديثة أقام مبدأ من الواجب على الث مسلماا هى ا عتقاد فى حرية‬ ‫اإلرادة وخلود النفس ووجود هللا وهى المسلماا التى كان قد أنكر إمكان التدليل عليها عقليا‬ ‫أمااا مفكاارو الداار فااى الدوااور الوسااطى فقااد حرصااوا علااى اإلعتقاااد فااى أن األخااالق‬ ‫مستقيم قط اغير اإليمان ااهلل وصفامف التى صدرا عنها المبادئ وا عتقاد فى خلاود الارو‬ ‫وعقبى الدار‪ ،‬ال ذهبوا إلى أن كمال األخالق إنما يكون االتخلق انخالق هللا‪ ،‬ألن فى الذاا‬ ‫اإللهية مجتمع كال الكلمااا القواوى‪ ،‬وهللا مداالى يجماع ااين الرحماة والمحباة مان ناحياة‬ ‫والقوة والجبروا مان ناحياة أخارى فاى مداادل وماوازن‪ ،‬ومان أجال هاذا جماع ااين صافامف‬ ‫يَ قادرا ً قهارا جباارا ً‬ ‫الحسنى اين أن يكون رحيما ودودا محبا غفورا‪...‬واين أن يكون قو ً‬ ‫‪....‬ولهذا يقول مدالى فى سورة النحل ‪‬وهلل المثل األعلى‪ ‬وفى ساورة الاروم ‪‬ولاف المثال‬ ‫وهو الدزيز الحكيم‪ ‬ولما كان هللا مدالى لم يدطى و ينتظر‬ ‫األعلى فى السمواا واألر‬ ‫مقااااال والمدطااى أكاارم ماان األخااذ والمحتااا يااد المثاال األعلااى عاان مفكاارى األخااالق ماان‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق‪ :‬ص ‪.362‬‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫المسلمين قااما فى التضحية والبذل والدطاء ‪...‬الذى ينتظر صااحبف مان وراااف جازاء و‬ ‫شكورا(‪.)1‬‬ ‫ولقد الغت فلسفة األخالق واإلسالمية كمالها عند مسكويف المتوفى ‪421‬هـ‪1030/‬م‬ ‫من خالل مؤلفف " مهذيب األخالق ومطهير األعراق" وأيضا كتا "الفوز األصاغر" حيا‬ ‫عالن فيهما كيف يكون السلوا أخالقى وكيف يول اإلنسان إلاى أعلاى مراماب الكماال مان‬ ‫خالل التداون ماع أانااء جنساف‪ ،‬ولهاذا يارى مساكواة أن إجتمااة النااس ادضاهم اابدض‬ ‫ضرورة طبيدية من أجل هذا كانات المحباة ااين النااس‪ ،‬وهاى قاوام الفضااال وأسااس‬ ‫الواجباا(‪.)2‬‬ ‫كذل عرف الووفية التووف اننف علم األخالق أو هو علم السالوا الروحاى‬ ‫أو هو علم الباطن أو علم الحقيقة أو علم األخاالق الدينياة ومداانى الدبااد وكاان قواماف‬ ‫اإلرادة قيما قال اان القيم المتاوفى عاام ‪756‬هاـ‪1355 /‬م‪....‬أناف أصابآل علام األخاالق‬ ‫اإلسالمى‪ ،‬م مطور التووف ادد هذا إلى وضع نظرية فى المدرفة وطرق محويلها‬ ‫وهى مجب اتقديم المجاهدة ومحو الوفاا المذمومة وقطع الدالاق كلها واإلقبال اكنة‬ ‫الهمااة علااى هللا مدااالى‪ ،‬واااذل مرجااع إلااى مطهياار محااض ومواافية وجااالء ومحاساابة‬ ‫للاانفس اام اسااتدداد وإنتظااار للتجلااى فيمااا يقااول الغزالااى‪ ،‬و مجااب عاان طريااق الااتدلم‬ ‫وا ستد ل الدقلى الذى يختو اف الدلماء والحكماء(‪.)3‬‬ ‫يخطب من يقول أن فلسفة األخالق فى اإلسالم قد نبت فى ظال التواوف‪،‬‬ ‫ويكاد‬ ‫ونماات اجهااود أهلااف ال اذين عبااروا احيااامهم الدمليااة عاان نااوة ماان المثاال األخالقااى األعلااى‪،‬‬ ‫وفلسفوه اتنويالمهم للتجراة التى عاشوها(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق‪ :‬ص‪.161‬‬ ‫(‪ )2‬موفيق الطويل‪ :‬فلسفة األخالق ‪ ،‬ص‪.162‬‬ ‫(‪ )3‬المودر السااق ‪ :‬ص‪.164‬‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق ‪ :‬ص‪.165‬‬ ‫‪- 19 -‬‬ ‫فا هتمام االحياة الروحية أمر ضرورى خاصة وأن مطالب الحياة المادية قد طغت‬ ‫على هذا الجانب األخالقى (الروحى) ذل الجانب الذى يسدى إلى رفاع اإلنساان إلاى أعلاى‬ ‫مرامااب الكمااال األخالقااى واسااتخدام الداماال المااادى كوساايلة للوصااول إلااى هااذا الكمااال‬ ‫األخالقى‪ ،‬مبينا أنف من الضرورى على اإلنساان أن يحاساب نفساف قبال أن يحاساب ويدمال‬ ‫ألخرمف قبل دنياه متحلياا االفضااال األخالقياة متخلياا عان رذااال الانفس وأهوااهاا‪ ،‬ومان ام‬ ‫فالتووف هو خير وسيلة للتدبير عن الحياة الروحية‪ ،‬وفى هذا يقاول د‪ /‬مواطفى حلماى‪:‬‬ ‫والمتنمل فى ماريخ الحيااة الروحياة اإلساالمية يالحا أن التواوف ارياضاامف ومجاهداماف‬ ‫وانذواقف ومواجيده‪ ،‬واما انكشف عن قلاو أهلاف مان الحجاب وماا كشاف مان الحقاااق هاو‬ ‫الماار ة الوااادقة التااى مااندكس علااى صاافحتها الوااور المختلفااة التااى امخااذمها هااذه الحياااة‬ ‫الروحية فى مختلف الدوور اإلسالمية(‪.)2‬‬ ‫لقد ذهب فالسفة األخالق إلى مقسيم األفدال من حي عالقتهاا اااألخالق إلاى االث‬ ‫يجاوز أن‬ ‫مقو ا فهى إما أفدال مباحة أو يجوز أن مؤدى‪ ،‬وهناا أفدال غيار مباحاة أو‬ ‫يجااوز أن مااؤدى‪.... ،‬وماان اام منقساام‬ ‫مااؤدى‪ ،‬وهناااا طاافااة الثااة ماان األفدااال واجبااة أو‬ ‫النظرياا األخالقية إلى ال ة من حي طبيدتها‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬المذهب المعرفى‪ :‬هو المذهب القاال أن الجمل األخالقية مان قبيال السارقة خطان هاى‬ ‫جمل محمل قيم صدق أو ادبارة أخرى هى إما صادقة وإما كاذاة أى هى أسئلة موضاوعية‬ ‫لها إجااااا صاحيحة وإجااااا خاطئاة ويطلاق علاى هاذا الماذهب المدرفاى فاى الدراسااا‬ ‫المداصرة إسم الواقدية األخالقية(‪.)1‬‬ ‫(‪ )2‬محمد موطفى حلمى‪ :‬الحياة الروحية فى اإلسالم‪ ،‬دار إحياء الكتب الدراية ‪1945‬م‪ ،‬ص‪.8‬‬ ‫(‪ )1‬وليم جيمس‪ :‬مدخل إلى الفلسفة ‪ ،‬ص‪.259-258‬‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫المذهب الثانى‪ :‬مذهب األمر هو الرأى القاال اانن الجمال األخالقياة هاى أوامار متخفياة أو‬ ‫مقندة‪ ،‬فرغم أن الجمل األخالقية هى جمل إخبارية من الوجهة النحوية فلنها ماؤدى وظيفاة‬ ‫مسرق أى منمى فى‬ ‫القواعد ‪...‬واناء على ذل فمن الممكن لجملة السرقة خطن أن مدادل‬ ‫صورة أمر(‪.)2‬‬ ‫المذهب الثالث‪ :‬هو المذهب اإلنفدالى القاال انن الجمل األخالقية هى جمال مدجبياة فدباارة‬ ‫أخالقية مثل السرقة خطن إنما مدبر عن انفدا ا سلبية مجااه السارقة‪ ،‬السارقة خطان مداادل‬ ‫أف لها‪...‬فهذا المذهب يدعى أن المشاعر أو ا نفدا ا هى التاى مفسار أحكامناا األخالقياة‬ ‫التى متكشف فى النهاية عن مدبيراا متخفية عن مل المشاعر(‪.)3‬‬ ‫ومن م فلن موضوة علم األخاالق هاو السالوا البشارى مان حيا امواافف ااالخير‬ ‫والشر‪ ،‬وهو فى احثف لهذا السلوا أو ذاا إنما يقومف وفاق مدياار أخالقاى مداين قاد يكاون‬ ‫الواجب وقد مكون اللذة وقد مكون المنفدة ولهذا قيل إن علم األخالق هو الدلام الاذى يادرس‬ ‫السلوا البشرى وهو أيضا الدلم الذى يضع المدايير والمستوياا األخالقياة الالزماة والتاى‬ ‫ينبغااى أن متااوافر فااى ساالوا اشاارى مااا لكااى نحكاام عليااف فااى النهايااة اننااف أخالقااى أو غياار‬ ‫يدرس الوقااع ال يدرس القيم(‪.)4‬‬ ‫أخالقى‪ ،‬أى أن هذا الدلم‬ ‫ومن م فلن علم األخاالق ينقسام إلاى قسامين قسام نظارى مان حيا وضاع القواعاد‬ ‫والمدياار الااالزم إمباعهااا لكااى يكاون الساالوا البشاارى فاضاال وقسام عملااى ماان حيا ماادى‬ ‫مطااق هذا السلوا مع القواعد والمداايير الالزماة للحكام علاى السالوا انناف فاضال أو غيار‬ ‫فاضل أو ادبارة أخرى أخالقى أو غير أخالقى‪.‬‬ ‫‪ -3‬هدف الدراسة األخالقية‪:‬‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق ‪:‬ص‪.261‬‬ ‫(‪ )3‬المودر السااق ‪ :‬ص‪.263‬‬ ‫(‪ )4‬فيول ادرعون‪ :‬دراساا فى الفلسفة الخلقية ‪ ،‬ص‪.706‬‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫إذا كان علم األخالق علم نظرى أو علم مدياارى فننناا نتسااال عان ماا هاو الهادف مان‬ ‫هااذه الدراسااة‪ ،‬فااالجوا أن هناااا وجهاااا نظاار ااالث يطرحهااا الفالساافة الغاارايين متدلااق‬ ‫اموضوة هدف الدراسة األخالقية أ وهى‪- :‬‬ ‫‪-1‬مؤكد وجهة النظر األولى أن علم األخالق هو دراسة نظرية صرفف مستهدف فهم طبيداة‬ ‫األخالق دون أن يكون لها أى من ير على سلوا دارسيها‪ ،‬فلقد أنكر "ارادلاى" ماثال إمكانياة‬ ‫األخالق فى مدنا اقاعدة كلية وقانون عام لكل حالة ممكنة ورأى أن علم حل المشاكل الاذى‬ ‫يستهدف مطبيق المبادئ األخالقية على حا ا الش فى خبرمنا الدملية غير مقبول‪.‬‬ ‫األساسااى ماان األخااالق هااو التاان ير علااى‬ ‫‪-2‬ومؤكااد وجهااة النظاار الثانيااة علااى أن الغاار‬ ‫ساالوكنا الااواقدى‪ ،‬ولقااد جداال "مااور" علاام حاال المشااكالا "الهاادف الرايسااى ماان البح ا‬ ‫األخالق هو مطبيق مباداف كى يساعد اإلنسان ويرشاده ويدلماف‬ ‫األخالقى" وسلم انن غر‬ ‫فن الحياة ‪.‬‬ ‫‪-3‬ومؤكد وجهة النظر األخيرة والتى يؤديها أغلب المفكرين أنف اينماا مكاون األخاالق علماا‬ ‫نظريا أساساا يهاتم اكشاف الحقيقاة فاى األماور األخالقياة فيجاب أن يبقاى فاى مساار البحا‬ ‫األخالقى نقدا دااما للمدايير األخالقية الموجودة ولذل يوبآل علم األخالق موضوعا علميا‬ ‫ارغم طبيدتف(‪.)1‬‬ ‫‪ -4‬مقارنة بين األخالق والمنطق‪:‬‬ ‫االرغم من السمة المشتركة اين علم األخالق والمنطق من حي كونهما من الدلاوم‬ ‫المديارية فلن هناا إختالف اينهما‪ ،‬أيضا هناا مشااف خر اين وظيفتى المنطق واألخالق‪،‬‬ ‫(‪ )1‬وليام ليلى‪ :‬المدخل إلى علم ا خالق‪ ،‬مرجمة على عبدالمدطى ‪ ،‬دار المدرفة الجامدية ‪1985‬م‪ ،‬ص‪.317‬‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫فكما أن الناس يستطيدون التفكير الوحيآل دون أن يدرسوا المنطق‪ ،‬فهام يساتطيدون كاذل‬ ‫أن يديشوا حياة خيرة ادون دراساة األخاالق‪ ،‬وكماا أن مان شانن المنطاق إكتشااف المباادئ‬ ‫التى يتم التفكير السليم على أساسها كذل يكون من شنن األخالق إكتشاف المبادئ التى ياتم‬ ‫على أساسها الفدل الساليم أو الواالآل‪ ،‬وكماا أن التادريب علاى موضاوعاا المنطاق يمكنناا‬ ‫اوورة أكبر من مالحظة الزيف فى مفكيرنا ومفكير ا خرين‪ ،‬كاذل يمكنناا التادريب علاى‬ ‫موضوعاا األخالق من رؤية الديو فى سلوكنا وسلوا ا خرين وفهام الطبيداة البشارية‬ ‫من الجهة األخالقية فهما أعظم‪.‬‬ ‫أما اإلختالفاا اين المنطق واألخالقاى فهاى فاى أن المشاتغل اااألمور المنطقياة إذا‬ ‫كان حااد الاذهن‪ ،‬قاد يساتخدم مهارماف فاى خاداة ا خارين‪ ،‬امجااد ا سوفساطااية‪ ،‬وحجان‬ ‫خادعة‪ ،‬وهنا يكون المنطق اديدا عن األخالق‪ ،‬كذل يجب أن نذكر أن ما يباعد أيضاا ااين‬ ‫المنطق واألخالق هو أن المنطق ليس لف موضوعا يخوف اينما لألخالق موضاوعها الاذى‬ ‫يخوها وهو األفدال الطوعية أو اإلرادية(‪.)1‬‬ ‫‪ -5‬عالقة علم األخالق ببعض العلوم اإلنسانية‪:‬‬ ‫من الدسير على المرء أن ينظر إلى األخالقياا دون أن ينظار أيضاا فاى الدالقااا‬ ‫مسارق"‬ ‫مكاذ ‪،‬‬ ‫القاامة اين البشر‪ ،‬أن القواعد األخالقياة مان قبيال " منكا الدهاد ‪،‬‬ ‫عالماا ً ماان األشااخاص ا خاارين‪ ،‬وكثياارا مااا يوصااف الساالوا األخالقااى اننااف‬ ‫كلهااا مفتاار‬ ‫السااالوا الاااذى يراعاااى ا خااارين "كمقااااال للسااالوا األناااانى" ‪...‬فالبشااار هااام إعطااااء فاااى‬ ‫مجتمداا كثيرة مراطهم اها روااط الحب والمودة والاو ء‪ ،‬وغناى عان القاول إن أهام هاذه‬ ‫المجتمداا على األقل فى اداية حياة اإلنسان‪ ،‬هو األسرة ‪ ،‬وما نظن أن األخالقية المجردة‬ ‫(‪ )1‬وليام ليلى‪ :‬المدخل إلى علم ا خالق‪ ،‬ص‪.325‬‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫– أى الحس الخاص اما يتطلبف األخالق مان حيا هاى أخاالق – يمكان أن مقاوم لهاا قااماة‬ ‫لو الدالقاا الحميمة الديانية المشراة االداطفة التى مراطنا اا خرين(‪.)1‬‬ ‫أما عن عالقة علم األخالق ابدض الدلوم اإلنساانية فهاى عالقاة و يقاة للغاياة وأهام‬ ‫هاذه الدلاوم هاى علام اإلجتماااة وعلام الانفس وذلا مان حيا أنهماا يدرساان السالوا ولكاان‬ ‫السلوا من حي ما هو موجود االفدل‪ ،‬أماا علام األخاالق يادرس ماا ينبغاى أن يكاون علياف‬ ‫السلوا ومدى موافق هذا السلوا مع المجتمع من حي درجة الخير والشار‪ ،‬فكاال مان علام‬ ‫النفس وعلم اإلجتماة يدرس السلوا اشكل مقريرى أو وضدى‪ ،‬أما علم األخالق يدرس ما‬ ‫ينبغى أن يكون السلوا من ناحية ومن ناحية أخارى يهاتم اوضاع المداايير والمقااييس التاى‬ ‫اها نحكم على السلوا اننف أخالق أو غير أخالقاى‪ ،‬ولهاذا قيال أن علام األخاالق علام عقلاى‬ ‫يدرس سلوا البشر من جهة كونف خيرا أو غير خير‪ ،‬وادبارة أخرى أنف النظر الدقلاى فاى‬ ‫الخياار والشاار‪ ،‬أمااا علاام الاانفس واإلجتماااة فلنهمااا يكتفيااان االوصااف‪ ،‬اااالتقرير اتواانيف‬ ‫الظواهر(‪.)2‬‬ ‫أن قااوام األخااالق وماادارها أن اإلنسااان حيااوان أخالقااى‪ ،‬إنااف يشااارا الحيااوان فااى‬ ‫الحس فينزة مداف إلاى إشاباة حاجاماف الدضاوية ومطالباة الجسامانية‪ ،‬وينفارد دوناف االتنمال‬ ‫الدقلى‪ ،‬فيقوى على أن يدتزل واقدف ويباشر النظر فيف‪ ،‬ويتدالى عليف‪ ،‬فى ضوء مثل أعلى‬ ‫إرادة التغييار عان وعاى‬ ‫يدين لف االو ء إنف اين ساار الكااناا – الكاان الوحيد الذى يمل‬ ‫ومبور(‪.)1‬‬ ‫وماان هن اا صااآل القااول اااان الاادعوة األخالقيااة قديمااة قاادم المجتمداااا البشاارية‪ ،‬فمااا‬ ‫‪ ،‬وفى عور من عوور التاريخ‪،‬‬ ‫اجتمدت طاافة من الناس فى أى ركن من أركان األر‬ ‫(‪ )1‬وليم جيمس‪ :‬مدخل إلى الفلسفة‪ ،‬ص‪.281‬‬ ‫(‪ )2‬فيول ادرعون‪ :‬دراساا فى الفلسفة الخلقية‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫(‪ )1‬موفيق الطويل ‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫إ وقد نجحت عن إقامة أفرادها ادضهم مع ادض‪ ،‬قواعد للتميز اين الخير والشر‪ ،‬والحق‬ ‫والباطل‪ ،‬والكمال والنقو ‪...‬إلى خر هذه المدايير(‪.)2‬‬ ‫وقد جدل المثاليون من الحدسين والدقليين منهم وظيفاة الفلسافة الخلقياة وضاع مثال‬ ‫إنسانى أعلى يسير امقتضاه السلوا اإلنسانى اما هو كذل – أى مجرد من الزمان والمكان‬ ‫‪...‬فالناس جميدا حتى مان كاان مانهم علاى مساتوى أخالقاى دناى ينشادون القايم الدلياا التاى‬ ‫مقضى اتندية الواجب وقيام المحباة واإلخااء وإشااعة الددالاة وكفالاة الحرياة وإقارار األمان‬ ‫والسالم(‪.)3‬‬ ‫أما أصحا النزعة التجريبية – انتام – إمام الفلسفة النفدياة فاى عواره يادافع عان‬ ‫المنفدااة مباادءا أخالقيااا‪ ،‬ويهاااجم الواجااب الااذى ارمفااع عنااد المثااالين فااوق إخااتالف الزمااان‬ ‫يفكار قااط إ فاى إشااباة مطالباف الشخوااية ورعاياة موااالحف‬ ‫والمكاان ‪...‬أن كال إنسااان‬ ‫الذامية‪ ،‬أما أشباة الفلسفة الوضدية فقد ذهبوا ماع إمامهاا "أوجسات كونات" إلاى أن الفلسافة‬ ‫الميتافيزيقية قد أصبحت ادد ظهور الدلم التجريبى غير ذاا موضوة ‪...‬وإنتهى إلى القول‬ ‫انسبية القيم فى مجال األخالق وغيرها من الدلوم المديارية(‪.)4‬‬ ‫أماا عان عالقاة علام األخاالق ادلاام اإلجتمااة وعلام الانفس‪ ،‬فقاد امجاف الفريااق األول‬ ‫إقامتف األخالق على أسس سيكولوجية أو اجتماعية ورفضوا إسنادها إلى أسس ميتافيزيقية‪،‬‬ ‫اعتقادا ً منهم انن الميتا فيزيقيا غير ذاا موضوة ‪...‬وقد ظهر من اين أنواار هاذه الادعوة‬ ‫من اعتبر علم األخالق فرعا من علم النفس‪...‬وذهب ادض أصاار هاذه الادعوة نفساها إلاى‬ ‫جدل األخاالق فرعاا مان علام اإلجتمااة‪ ،‬إساتنادا إلاى أن مباادئ األخاالق موابآل غيار ذاا‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫(‪ )3‬المودر السااق‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫(‪ )4‬المودر السااق‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫موضوة متى عاا اإلنسان فى عزلة عان غياره مان النااس‪ ،‬ومان أجال هاذا ارمابط الخيار‬ ‫األقوى غاية السلوا اإلنسان‪ ،‬اناوة الدالقااا اإلجتماعياة التاى مقاوم ااين أفاراد المجماوة‬ ‫ادضاهم والاابدض األخاار‪ ،‬أمااا فريااق الدقلياين الاذى أاااى الوقااوف عنااد التجراااة فااى مفساايره‬ ‫لطبيدة الوجود وحقيقة المدرفة‪ ،‬فقد ألآل فى إقامة األخالق على أساس ميتافيزيقياة‪ ،‬اعتقاادا‬ ‫منف انن وضع مثل إنسانى أعلى يتطلب الوقاوف علاى طبيداة اإلنساان ومكاناف مان الوجاود‬ ‫ومااع هااذا يساالم المدتاادلون ماان هااؤ ء المثاااليين ااألسااس الساايكولوجية أو اإلجتماعيااة أو‬ ‫اهما(‪.)1‬‬ ‫أمااا عاان عالقااة الاادين ااااألخالق‪ ،‬يلتجااب كثياار ماان الناااس‪ ،‬وماانهم ادااض الفالساافة‬ ‫البارزين إلى الدين لكى يمدهم انساس لألخالقياة‪ ،‬وهاذا شاب مفيادا مماماا لاذوى ا لتزامااا‬ ‫الدينية من الناس‪ ،‬غير أن هناا مشكلتين خطيرمين مواجهاان أى محاولاة لتنسايس األخاالق‬ ‫دين لهام‪ ،‬وإذا‬ ‫على الدين‪ ،‬المشكلة األولى‪ :‬هو أن هناا أديانا ً مختلفة عديدة وهناا أناسا‬ ‫كااان ماان المدقااول ممامااا لشااخو ماان طاافااة دينيااة مدينااة‪ ،‬الكا وليكيااة مااثال‪ ،‬أن يستشااير‬ ‫النووص المدترف اها فى هذه الطاافة ويستفنى أحبارها‪ ،‬فليس مان المدقاول أن ملازم كال‬ ‫إنسان أن يحذو حذوه‪....‬‬ ‫نقتال وأنناا ااذل عرفناا أن‬ ‫المشكلة الثانية‪ :‬هب أن الر قد حرم القتل انن أصادر وحياف‬ ‫علينا واجبا أ نقتل(‪.)1‬‬ ‫فالدين اف ياا كثيرة محكم على السلوا البشرى ومادعو إلاى القياام اابدض األفداال‬ ‫وممد صاحبها ومدده وعدا حسنا‪ ،‬واف ياا أخرى محرم أنواعا من األفدال وماذم مرمكبهاا‬ ‫ومتوعااده‪ ،‬إن الاادين هااذا يحكاام علااى األفدااال اننهااا صااالحة أو غياار صااالحة وهااو يرغااب‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق‪ ،‬ص‪.37-36‬‬ ‫(‪ )1‬وليم جيمس‪ :‬مدخل إلى الفلسفة ‪ ،‬ص‪.267-266‬‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫ويرهب فاللظالمين حسا وللدادلين والمتقين حسا ‪ ،‬ولماا كاان الادين أقادم مان الفارد فالن‬ ‫الجماعة واألسرة متضافران على ملقينف مداليم هذا الدين منذ نشنمف(‪.)2‬‬ ‫أما عن موقف رجال الدين من مسنلة الخير والشر فقد أنقسام رجاال الادين هناا إلاى‬ ‫فريقين اختلفا اشان خيريف األفدال أو شريتها‪ ،‬فذهب فريق إلى أن الخيار خيار فاى ذاماف ‪...‬‬ ‫أما الفريق ا خر فيرى أن الخيرية والشرية مردان إلى إطالق الدين ذاماف حيا أن األشاياء‬ ‫من ذامها ال من الدين‪...‬فدلى سبيال لمثاال نجاد أن الادين قاد حارم (الرااا)‬ ‫مستمد خب رمها‬ ‫ومن م أصبآل يداقب عليف ويتوعده صاحبف‪ ،‬الدقليون من رجال الدين يذهبون إلى أن الراا‬ ‫فى حد ذامف عمل قبيآل ألنف يدنى إستغالل اإلنسان ألخيف اإلنسان دون حق ولهذا فهاو عمال‬ ‫أخالقى فى حد ذامف ولهذا حرمف هللا‪ ،‬أما الفرق األخر فيارى أن الرااا فاى حاد ذاماف لايس‬ ‫خيرا أو شرا إنماا هاو إكتساب صافة (الشارية) مان الادين ولهاذا أصابآل فاعلاة ماذموما ألن‬ ‫الدين ذهب إلى ذل ‪ ،‬الجماعة األولى مرى أن حيوية األفدال أو شريتها مرد إلى الدقل‪ ،‬إلى‬ ‫طبيدة الفدل ذامف‪ ،‬أما الجماعة األخرى فذهبت إلى أن خيرياة األفداال أو شاريتها مارد إلاى‬ ‫النقل(‪.)3‬‬ ‫وهناا اعتراف عام فى الدياناا انن إطاعة قوانين األخالق محتال منزلاة علياا ااين‬ ‫الواجباا الدينية‪ ،‬ولقد علم األنبياء الدبرانيون ذل عندما قالوا أن هللا يطلب من اإلنسان أن‬ ‫يكون عاد رحيما اد من أدااف للشداار ومقديمف للقرااين‪ ،‬وهناا رأى يقول اننف كلما كان‬ ‫الفرد أو المجتمع متدينا كانن أخالقياا‪ ،‬ولقاد أ بات التااريخ أناف فاى المرحلاة التاى يساود فيهاا‬ ‫فساد دينى نجد إنحطاطا أخالقيا مواكبا لهذا الفساد(‪.)1‬‬ ‫(‪ )2‬فيول ادرعون‪ :‬دراساا فى الفلسفة األخالقية ‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫(‪ )3‬المودر السااق ‪ :‬ص‪.13‬‬ ‫(‪ )1‬وليام ليلى‪ :‬المدخل إلى علم األخالق‪ ،‬ص ‪.445‬‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫واااالرغم ماان الدالقااة الو يقااة اااين الاادين واألخااالق إ أن هناااا إختالفاااا مح ادود‬ ‫اينهما هى ‪:‬‬ ‫‪-1‬أن الدين يتضمن داارة عريضة من الواجباا أكبر مما نجدها فى مجال األخالق فالدبادة‬ ‫والوالة ومراعاة الشداار والقارااين هاى مان ااين أهام الواجبااا الدينياة‪ ،‬لكان األخاالق‬ ‫مدتبر الواجباا من مكونامها ومنظر إليها اطريقة طبيدية غيار مباشارة ‪...‬فالرجال المتادين‬ ‫األول من هذه الواجباا ليس غرضا أخالقيا‪... ،‬لكن غرضاف ديناى‬ ‫يذهب إلى أن الغر‬ ‫نااع من موجيف هللا مدالى‪.‬‬ ‫‪-2‬والدين يتميز أساسا اننف مجراف عاطفية أكثر من األخالق ‪...‬ويمكن وصف هذه الداطفة‬ ‫اننها شدور غامض أو سر هاال ‪ ،‬أو ورة أو شدور كبير االو ء مجاه هللا‪.‬‬ ‫‪-3‬أن المدرفاة مجارد وسايلة لفدال أفضال فاى مجاال األخاالق أو أنهاا أداة للسالوا ‪...‬ولقاد‬ ‫وصافت الادياناا الكبارى المدرفاة الدينياة اكلمااة عقيادة اياد أن ملا الدقيادة ليسات اسااتد‬ ‫منطقيا و رؤيا ف سارية رغام ماا فيهاا مان اداهاة أنهاا منغمساة االداطفاة كماا قلناا‪.‬ومشاواة‬ ‫االتداطف الوجدانى وهى حالة مجمع اين الفهم والشدور ‪...‬ولقد ذهب ادض المفكرين إلى‬ ‫أنف اينما مهتم األخالق اسلوا اإلنسان‪ ،‬فلن الدين يهتم االشخوية كلها(‪.)2‬‬ ‫وإذا كااان علاام األخااالق علاام مديااارى أى ياادرس مااا ينبغااى أن يكااون عليااف الساالوا‬ ‫ووضااع الضااوااط التااى محكاام هااذا الساالوا وقياااس هااذا الساالوا ماان حي ا درج اة الخيريااة‬ ‫والشرية‪ ،‬فلنف يتفق مع علم القانون فى مواضع لكنف يختلف عناف مان حيا عالقاة االزماان‬ ‫يتداين عليهاا أن محادد "أيان" و "متاى"‬ ‫والمكان‪ ،‬وحول هذا يقال ‪ :‬األسئلة عن األخالقية‬ ‫يتوقف عن كونف خطن عند ادض الحدود الدولياة ‪ ،‬ونكا الحادود لام يكان مباحاا ً‬ ‫فالكذ‬ ‫أخالقيا ً حتى مااريخ مداين ‪...‬أماا األسائلة عان القانونياة فهاى فاى المقااال ملزماة اانن محادد‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق ‪ :‬ص‪.455 :446‬‬ ‫‪- 28 -‬‬ ‫الزمان والمكان‪ ،‬فماا هاو قاانونى أو غيار قاانونى يتوقاف علاى الموا ياق التشاريدية ألولئا‬ ‫الذين يملكون سلطة سن القوانين فى إقليم مداين‪ ،‬والمسانلة أكثار مان ذلا ‪ ،‬فالداادة ماثال قاد‬ ‫يثبات إ اداد أن‬ ‫منتهى إلى أن مكتسب قاوة القاانون‪ ،‬كماا أن ماا يقولاف القاانون االفدال قاد‬ ‫متااراكم قااراراا القضاااة‪...‬إ أنااف يبقااى ماان الجلااى أن الشااب قااد يكااون محظااورا فااى الااد‬ ‫ومشروعا ً " قانونا ً " فى الد خر وأن القوانين فى مغير وأن قاوانين جديادة قاد مقار وقاوانين‬ ‫قديمة قد ملغى(‪.)1‬‬ ‫الفصل الثانى‬ ‫(‪ )1‬وليم جيمس ‪ :‬مدخل إلى الفلسفة ‪ ،‬ص‪.288‬‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫المذاهب األخالقية عنــد المتكلمين‬ ‫‪ -‬مقدمـــه‪:‬‬ ‫لقد اختلف راء الدارسايين عماا إذا كاان فاى الفكار اإلساالمى فلسافة أخالقياة أم ‪،‬‬ ‫ولإلجاا ة على هذا ساؤال ذهاب مدظمهام إلاى أن الفلسافة األخالقياة مان أقال فاروة الفلسافة‬ ‫حظا من عناية الدارسين والماؤرخين للثقافاة اإلساالمية األقادمين والمحاد ين علاى الساواء‪،‬‬ ‫فاالان خلاادون فااى الفواال السااادس ماان مقدمتااف (الدلااوم وأصاانافها والتدلاايم وطرقااف وساااار‬ ‫وجوهف) ذكر علوم الدر جميدا دون أدنى إشارة لألخالق‪..،‬أما الفارااى فقاد جدلهاا أحاد‬ ‫‪- 30 -‬‬ ‫فرعى الدلم المدنى فى إحوااف للدلوم ولكنف كان فى ذل يترسام خطاى أرساطو ساواء فاى‬ ‫مونيفف للدلوم أم فى فهمف لألخالق‪.‬‬ ‫أما التهانوى فلقاد أشاار إلاى األخاالق فاى مقدماة كتاااف كشااف اصاطالحاا الفناون‬ ‫حي صنف فيها الدلوم‪ ،‬ولكنف كانت مدوزه النظرة الكلية فى فهم موضوعاا األخاالق‪ ،‬إذ‬ ‫هو يفول اين النظر والدمل فى األخالق‪ ،‬أماا النظار فيفهماف فهماا مشااايا إذ األخاالق أول‬ ‫أقسام الحكمة الدملية حي الدلم اموالآل الشخو من مداير المنزل والسياسة المدنياة مثال‬ ‫أرسطو‪ ،‬كما يضفى عليها مدنى إسالميا إذ جدلها مرادفة للتووف أو مدرفة ما للنفس وما‬ ‫عليها من الوجدانياا وهى اذل مقاال علم الكالم من حي مدرفة ما للنفس وماا عليهاا مان‬ ‫صالة لاف فاى‬ ‫ا عتقاداا‪ ،‬فليس الجاناب النظارى لألخاالق متواال اهاا ولكنهاا علام خار‬ ‫نظره ااألخالق(‪.)1‬‬ ‫ويذهب الدكتور عبدالرحمن ادوى إلى أنف ليس فى الفكر اإلساالمى فلسافة أخالقياة‬ ‫وذل يرجع إلى ارمباط اإلخالق االدين‪ ،‬وا لتزام األخالقى ناااع مان مدااليم الادين ومان ام‬ ‫اساتغنى المسالمين اتدااليم القار ن والحادي عاان النظار فاى المسااال األخالقياة فلام يشاادروا‬ ‫االحاجة إلى النظر الفلسفى فى مشكالا األخالق ‪...‬ولم منخذ األخاالق فاى اإلساالم حظهاا‬ ‫ماان البحاا والاادرس والكتااااة الدلميااة إ ادااد اإلموااال االيونااان ‪...‬فضااال عاان أن راء‬ ‫الفالساافة الكناادى والفااارااى فااى الساادادة كاناات مخااتلط اااارااهم فىااا لاانفس حينااا واالمباح ا‬ ‫الوجوديااة حي ا نظريااة الفاايض حينااا خاار ‪ ،‬وماان اام كاناات شااهرة هااؤ ء الفالساافة اغياار‬ ‫النسق الفلسفى الدام(‪.)1‬‬ ‫األخالق ألن كالمهم فيها جاء فى نايا عر‬ ‫(‪ )1‬أحمد محمود صبحى ‪ :‬الفلسفة األخالقية فى الفكر اإلسالمى الدقليون والذوقيون أو النظر والدمل‪ ،‬دار‬ ‫المدارف اإلسكندرية ‪1983‬م‪،‬ص‪.13‬‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق‪ :‬ص‪ 15-14‬وانظر د‪ /‬عاطف الدراقى الفلسفة الدراية والطريق إلى المستقبل رؤية عقلية‬ ‫نقدية ‪ ،‬دار الرشاد ‪ 2009‬الطبدة السادسة ‪ ،‬ص‪.78‬‬ ‫‪- 31 -‬‬ ‫على حين أن ادض الدارساين قاد ذهاب إلاى وصاف ااان مساكويف انناف أكبار ااحا‬ ‫عراى فى األخالق‪ ،‬أما علماء الكالم وخووصا المدتزلة مجلت فلسفة األخالق عندهم مان‬ ‫خالل البح فى مشكلة الخير والشر الدقليين ومشكلة حرية إرادة اإلنسان‪.‬‬ ‫خالصة الرأى أن ليس فى الفلسفة اإلسالمية أاحاث أخالقية ألن المسلمين قد اكتفوا‬ ‫اتدليم النو – كتااا أو حديثا وقد أغنتهم هاذه عان النظار الدقلاى أو البحا الفلسافى ‪...‬لقاد‬ ‫اقترن اإليمان فى الكتا الكريم غالبا االدمل الوالآل د لة على ما اين اإليماان واألخاالق‬ ‫من وشااآل وصالا وإشارة إلاى ضارورة اقتاران اإليماان االدمال الواالآل كشارط للثاوا‬ ‫‪....‬وليساات األواماار اإللهيااة متدلقااة اشااداار مدبدي اف فحسااب ولكنهااا منطااوى علااى فضاااال‬ ‫ا أخالقية (‪.)2‬‬ ‫أخالقية‪ ،‬وكذل المحظوراا الدينية غالبا لها د‬ ‫فالنظرة الفاحوة الدقي قة إلى التراث الخلقى الذى مركف لنا مفكروا اإلسالم مبين لناا‬ ‫كيف امتز هذا التراث االتراث الدينى‪ ،‬وهذا يدد شايئا طبيدياا ومتوقداا مان رجاال درساوا‬ ‫الاادين اإلسااالمى واعتنقااوه‪ ،‬وعاشااوا فااى ظاال الحضااارة اإلسااالمية‪ ،‬فالمدتزلااة واألشاااعرة‬ ‫والجبرية على سبيل المثال حين احثوا فى مشكلة اإلرادة لم يدرسوا اإلرادة فى حد ذامها ال‬ ‫نظااره إلااى اإلرادة اإلنسااانية ماان خااالل عالقتهااا ااااإلرادة اإللهيااة‪ ،‬وحااين حللااوا األفدااال‬ ‫اإلنسانية عن طرياق اياان الدالقاة اينهاا وااين األفداال اإللهياة‪ ،‬وقاد أدا اهام هاذه الدراساة‬ ‫وهذا التحليل إما إلى التمييز اين مجال ينسب إلى اإلنسان ومجال يتدلق اااهلل مداالى‪ ،‬احيا‬ ‫يكون اإلنسان مسئو عن أفدالف وهو الاذى أوجادها "المدتزلاة"‪ ،‬وإماا إلاى الوضاع الاداارة‬ ‫اإلنسانية "الكساب" داخال الاداارة اإللهياة "الخلاق" وهاذا ماا فدلاف "األشااعرة" ‪ ،‬وإماا إلاى‬ ‫إسقاط اإلرادة اإلنسانية مماما "الجبرية"(‪.)1‬‬ ‫(‪ )2‬المودر السااق ‪ :‬ص ‪.17-15‬‬ ‫(‪ )1‬عاطف الدراقى‪ :‬الفلسفة الدراية والطريق إلى المستقبل ‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫‪- 32 -‬‬ ‫ينفواال عاان النظاار فااى الاادين عنااد كاال مفكاارى‬ ‫فالبح ا فااى الفلساافة األخالقيااة‬ ‫اإلسالم سواء كان متكلمين أو فالسافة أو متواوقة أى أن اإلهتماام االجاناب األخالقاى عناد‬ ‫ينف أحدهما عن ا خر‪ ،‬وحاول هاذا المدناى يقاول د‪ /‬عااطف الدراقاى وماا‬ ‫رجال الدين‬ ‫يقال عن المتكلمين‪ ،‬يمكن أن يقال أيضا عن فالسفة اإلسالم والمتووفة‪ ،‬إنهم قد احثوا فاى‬ ‫المجال األخالقى واستطاعوا المز اين الجوانب الخلقية اإلنسانية ومجاال اإللهيااا‪ ،‬ومان‬ ‫هنا جاءا احو هم متميزة الطااع إلى حاد كبيار عان البحاوث الخلقياة عناد فالسافة اليوناان‪،‬‬ ‫واحوث كثيرة من فالسفة األخالق فى الدور الحدي وفى أيامنا المداصرة‪.‬‬ ‫هاااذا كلاااف يدناااى أن الدراسااااا الخلقياااة كاااان لهاااا حظاااا عناااد المتكلماااين والفالسااافة‬ ‫والمتووفة‪ ،‬ولكن إذا مساءلنا عن أارز المفكرين الذين اهتموا االدراساا الخلقية واالفلسفة‬ ‫األخالقية لوجدنا أن على رأس هؤ ء المفكرين مسكويف والغزالى واحد منهما كانت فلسفتف‬ ‫الخلقية دينية الطااع‪ ،‬صوفية اإلطار‪ ،‬وندنى اف الغزالى‪ ،‬إذ أن اإلمجاه الووفى اارز غاياة‬ ‫البروز فى كل الدراساا التى قدمها لنا الغزالى والتى متدلق امجال األخالق‪.‬‬ ‫و انيهما وهو مسكويف سيطر على فلسفتف الخلقية الطااع اليونانى األرساطى‪ ،‬فالمقاارن ااين‬ ‫الفلسفة الخلقية عند أرسطو والفلسفة الخلقياة عناد مساكويف‪ ،‬يجاد أن مساكواة قاد مان ر مان را‬ ‫واضحا واارزا االفيلسوف اليونانى أرسطو ‪...‬ومان ام فننناا سانجد أن طاااع فلسافة أولهماا‬ ‫(الغزالى) كان الطااع اإلسالمى الووفى السنى‪ ،‬أماا الطاااع فلسافة الثاانى "مساكويف" كاان‬ ‫يسيطر عليف إلى حد كبير الطااع الفلسفى اليونانى (‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق‪ :‬ص‪.80-79‬‬ ‫‪- 33 -‬‬ ‫‪ -1‬األخالق واألصول الخمسة عند المعتزلة ‪:‬‬ ‫لقااد محااد ت الفاارق الكالميااة فااى موضااوعاا علاام األخااالق وعلااى رأسااهم فرقااة‬ ‫المدتزلة واارز هذا الدلم من خالل حديثهم عن األصول الخمسة وكذل حديثهم عن مسانلة‬ ‫الحسن والقبآل وذل نااع من أن القر ن الكريم والسانة النبوياة هاى موادر اإللازام الخلقاى‪،‬‬ ‫وأن اإلنساان خياار اطبيدتااف ألن الحااق مدااالى خلقااف فاى أحساان مقااويم‪ ،‬أمااا الشاار لاايس صاافة‬ ‫أساسية فى طبيدة وإنما يميل دااما اطبيدتف إلى الخير‪.‬‬ ‫‪- 34 -‬‬ ‫ويظهر هذا المذهب األخالقى عند المدتزلة فى حديثهم عن الحساا ياوم البدا أو‬ ‫ما يسمى اا ستحقاق‪ ،‬أى الثوا للمطيدين والدقا للداصيين‪ ،‬ولقد سبق المدتزلة كل مان‬ ‫سقراط وأفالطون فى التدليل على الحياة ادد المماا على أسااس أخالقاى ‪ ،‬فقاد أشاار إليهاا‬ ‫ااد أن يوجاد مداويض‬ ‫سقراط فى حواره مع مالميذه فاى الساجن فاى محااوره (فيادون) إذ‬ ‫أادى متبادل لألكوان ‪...‬و اد أن يكون مواير النفاوس الخيارة أحسان وأن يكاون للنفاوس‬ ‫الشريرة أسوأ موير(‪.)1‬‬ ‫اإليمان االيوم ا خر أمار أساساى يفرضاف الادين و يجاوز لداقال أن ينكاره‪ ،‬ولهاذا‬ ‫يدرا المدتزلة أن اإليمان االيوم ا خر ضرورة عقلية مقضيها األخالق‪ ،‬ولما كان المدتزلة‬ ‫فى غير حاجة إلى التدليل على مسنلة الخلود فى ذامها ألنها إحدى أركان الدقيدة ومن ام‬ ‫يجااادل فيهااا مساالم‪ ،‬فاالن إخااتالفهم عاان ساااار المساالمين فااى موااورهم ليااوم الحسااا ذل ا‬ ‫التوور الذى يتضآل ا مجاه األخالقاى فياف مساميتهم لاف انصال الوعاد والوعياد وهاو اادوره‬ ‫مستمد من أصل الددل حي مقتضى الددالة المطلقة هلل أن يثياب األخياار ويداقاب األشارار‬ ‫و ينفول أصل الوعد والوعيد من أصل خر المنزلاة ااين المنازلتين حيا فاعال الكبيارة‬ ‫وإن كان فى درجة اين الكفار واإليماان فالن لساوء عملاف وفساقف يساتحق الخلاود فاى الناار‪،‬‬ ‫فليس الشر فى نظرهم انهو من الشرا فكالهما يحبط اإليمان‪.‬‬ ‫ويتلخو الفهم المدتزلى لليوم ا خر فى لف ا ستحقاق‪ ،‬فاإلنسان يساتحق اطاعتاف‬ ‫الثاااوا وعلاااى مدوااايتف الدقاااا ‪...‬ويخاااالف األشااااعرة المدتزلاااة فاااى لفظاااى الوجاااو‬ ‫واإلستحقاق ويستبدلون لهما لفظى التفضال فاى حالاة الثاوا والدادل فاى الدقاا ‪ ،‬غيار أن‬ ‫المدتزلة يرون أن درجة ا ستحقاق أسمى وأعلى من التفضل المجرد(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬أحمد محمود صبحى‪ :‬الفلسفة األخالقية فى الفكر اإلسالمى الدقليون والذوقيون ‪ ،‬ص ‪.94‬‬ ‫(‪ )1‬المودر السااق‪ :‬ص ‪.95-94‬‬ ‫‪- 35 -‬‬ ‫ويقيم المدت زلة كما سبق ذكره مسانلة الوعاد والوعياد علاى أسااس أخالقاى فاالثوا‬ ‫كالمد أى أمر أخالقى‪ ،‬والدقا كالذم أمر غير أخالقى‪ ،‬والثوا يتبدف سدادة أما الداذا‬ ‫يتبداف شااقاء وإساتحقار وحااول هاذا يقااول المدتزلاة اسااتحقاق الثاوا يجااب أن يكاون سادادة‬ ‫داامة خالية من الشاوااب مقروناة ااالتدظيم كماا أن اساتحقاق الدقاا يجاب أن يكاون عاذااا‬ ‫دااما خاليا مان الشاوااب مقروناا اا ساتحقار‪ ،‬فاالثوا كالماد والدقاا كالاذم‪ ،‬فلماا وجاب‬ ‫كون المد أو الذم عن حسن األفدال أو قبحها داامين فقد وجب استحقاق الثوا أو الدقاا‬ ‫كذل (‪.)2‬‬ ‫يكلاف الدبااد ماا‬ ‫وفى إطار موضوة الثوا والدقا ذهب المدتزلة إلى أن هللا‬ ‫يطيقونااف و يجااوز لااف ساابحانف أن يكلفهاام إ مااا يقاادرون علااى إميانااف ومنفيااذه ولقااد ناااق‬ ‫يظلم‬ ‫المدتزلة هذه المسنلة ضمن احثهم ألصل الددل اإللهى‪ ،‬فدند المدتزلة أن هللا عادل‬ ‫أحدا من عباده‪ ،‬وهذا مدناه‪ ،‬أن اإلنسان عنده حر مختار مسئول عان أفدالاف التاى سيحاسابف‬ ‫يساتطيع ذلا ‪ ،‬اال ألن هللا‬ ‫يتدخل فى أفدال الدباد ألنف‬ ‫هللا عليها‪ ،‬ولهذا فلن هللا عندهم‬ ‫أقدرهم على أفدالهم طلب منهم أداءها(‪.)1‬‬ ‫جمع المدتزلة الدنيا وا خرة فى نظرة شاملة جامدة يحكمها قانون خلقى واحد وهو‬ ‫م فلنهاا يجاب أن مساتقيم ياوم‬ ‫عدل هللا‪ ،‬فلن اختلت الماوازين فاى الادنيا حيا الشارور وا‬ ‫‪ ،‬يشمل ذل الملكفاين وغيارهم‪ ،‬حيا إن عادل هللا‬ ‫القيامة وفقا لمبدأ ا ستحقاق والدو‬ ‫يتباين و يختلف‪ ،‬قال مدالى ‪‬ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فال مظلام نفاس شايئا وإن‬ ‫كان مثقال حبة من خردل أمينا اها وكفى انا حاسبين‪ ‬األنبياء‪ :‬ية ‪ "47‬ونظريتهم فى جملتها‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser