الفنون المعمارية في شبه الجزيرة العربية PDF
Document Details
![PrizeIntelligence3701](https://quizgecko.com/images/avatars/avatar-12.webp)
Uploaded by PrizeIntelligence3701
جامعة الموصل
Tags
Summary
يتناول هذا المستند العمارة والفنون الزخرفية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، مع التركيز على مكة واليمن. ويناقش التطورات المعمارية والفنية، بما في ذلك بناء الكعبة المشرفة وأساليب البناء في تلك الفترة. كما يتطرق إلى الحضارات القديمة مثل المعينيين وقتبان، وأهمية الآثار في فهم الحضارات العربية.
Full Transcript
Here's the converted markdown format of the provided text: # الفصل الاول ## العمارة والفنون الزخرفية ### المبحث الأول ### الفنون في جزيرة العرب قبيل الاسلام ليس بين ايدينا معلومات كافية نستطيع ان نبرز معها النشاط المعماري والفني عند عرب الجزيرة قبيل الاسلام . فنحن لا نعلم الا القليل عن نشاطات ا...
Here's the converted markdown format of the provided text: # الفصل الاول ## العمارة والفنون الزخرفية ### المبحث الأول ### الفنون في جزيرة العرب قبيل الاسلام ليس بين ايدينا معلومات كافية نستطيع ان نبرز معها النشاط المعماري والفني عند عرب الجزيرة قبيل الاسلام . فنحن لا نعلم الا القليل عن نشاطات العرب في ذلك المضمار . والقليل هذا هو ما اورده لنا مؤرخو العصر العباسي الأول والواقع ان الجزيرة العربية لم تشهد بعد جفائر أثرية واسعة تكشف لنا بشكل واضح عن الحضارات العربية قبيل الاسلام غير أن جامعة الرياض وغيرها من المؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية قد اتجهت في الاونة الاخيرة نحو القيام باجراء الحفائر الأثرية العلمية فمن المواقع العربية القديمة لبعض المدن المندرسة التي بدأت فيها الحفائر الأثرية المنظمه هي مدينه ( الفاو ) الواقعة في منتصف الجزيرة العربية تقريبا والواقعة على بعض الطرق التجارية القديمة . وقد كشفت تلك الحفائر لحد الآن عن الكثير من المباني الضخمة المبنية بالحجارة والجص والكثير من النصوص الكتابية بخط المسند بالاضافة الى العديد من اللقى الاثرية . وتقوم الهيئات التنقيبية التي نفذت تلك الحفائر باعدادها وتهيئتها للنشر في الوقت الحاضر . والواقع ان ماذهب اليه بعض المستشرقين من المعنيين بالآثار والفنون العربية من أن سكان الجزيرة العربية لم يمارسوا قبيل الاسلام ما نسميه اليوم بالعمارة هو كلام فيه كثير من الاجحاف وبعيد كل البعد عن الواقع . صحيح ان نسبة كبيرة من سكان الجزيرة العربية كانوا بدوا يسكنون بيوت الشعر ويعرفون بــ ( اهل الوبر ) ، غير ان هناك نسبة كبيرة اخرى قد سكنت المدن المختلفة ، منها مدينة مكة ومدينة يترب والطائف والحديبية وغيرها من المدن. لقد كانت مدينه مكة بلا شك اكبر مدينة عربية في شبه جزيرة العرب والسبب الذي ساعدها على ان تكون كذلك هي مكانتها الدينية الكبرى عند العرب بسبب وجود بيت الله الحرام فيها . فكان العرب يحجون اليها من جميع اطراف شبه الجزيرة . هذا بالاضافة لموقعها الجغرافي الممتاز حيث انها كانت تقع على الطريق التجاري الرئيس المار من بلاد اليمن الى الهلال الخصيب، وبنفس الوقت فانها لم تكن بعيدة كثيرا عن سواحل البحر الأحمر والذي كان يسمى آنذاك ببحر القلزم ، وهو البحر الذي كانت تمخر فيه السفن الناقلة للبضائع من الهند واليمن والبلدان الافريقية الى مصر لتنقل من هناك الى سواحل البحر المتوسط حيث يتم شحنها الى المدن الكبرى مثل روما والقسطنطينية . ف اهل مكة اذن كانوا تجارا ، والتجارة مزدهرة ، وعلى ذلك فانه مما لا شك فيه ان الكثير من اهل مكة كانوا ميسوري الحال . فلا يعقل والحالة هذه ان يسكن هؤلاء في اكواخ متواضعة جدا كما يذهب الى ذلك المستشرق الانجليزي كرسويل (۱) . غير انه من سوء الحظ لم تصل الينا بعد نماذج من تلك المساكن . ومما يؤسف له حقا ايضا ان المؤرخين العرب لم يتطرقوا الى تلك المساكن الا نادرا . من ذلك اشارات عابرة سريعة لا تغنينا في شيء ، فقد اشاروا مثلا الى بعض بيوت القريشيين مثل بيت الرسول (ص) وبيت ابي چهل وبيت ابي سفيان . كما تطرقوا ايضا الى ذكر بعض نوادي اهل مكة (۱) Creswell, Ashont Account of Early Muslim Architecture, p. 1. ومحلات تجمماتهم مثل ( دار الندوة ) و ( دار الارقم ) وغيرهما الا ان تلك الاشارات خالية من اية معلومات معمارية . ان البناء الوحيد الذي تعرض له بعض المؤرخين العرب بشيء من الاسهاب هو الكمية المشرفة في مكة المكرمة فقد أفادوا بان قريشا قد هدمت البيت العتيق لتصدع البعض جدرانه نتيجة عوامل الزمن ، فاعادت بناءه عندما كان النبي (ص) في الخامسة والثلاثين من عمره وذلك سنة ٦٠٨ للميلاد . لقد أعيد تشييد الكعبة المشرفة على نفس النمط والنسق والشكل الذي كان عليه قبل هدمه . فقد شغل البناء ارضا مستطيلة تقريبا ، مقاسات جدرانه على حد رواية الازرقي(۱) ، كما يلي : - ۳۲ ذراعا الضلع الشرقي - ۲۳ ذراعا الضلع الغربي - ۳۱ ذراعا الضلع الجنوبي - ۲۰۰ ذراعا الضلع الشمالي - ارتفاع البناء تسعة اذرع ، أو أعلى قليلا من قامة الرجل على رواية ابن هشام(۲) . لقد أعيد تشييد الكعبة كما كانت في الاصل بالحجر غير المنتظم كما كسيت الجدران الاربعة من الداخل والخارج بالجص . لقد استخدمت في بناء الكعبة طريقة يبدو انها كانت جديدة وغير مألوفة في عمائر شبه جزيرة العرب والطريقة هذه هي استعمال رباطات الخشب التي تفصل صفوف الحجر بعضها عن بعض ويذكر المؤرخون العرب بان القريشين قد نزعوا تلك الاخشاب التي استعملوها في البناء من حطام سفينة كانت قد القت بها امواج بحر الاحمر الى السواحل القريبة من مكة نسبيا ويقال ايضا ان الذي ساعد في اعداد تلك الاخشاب للبناء هو نجار حبشي اسمه (باقوم) . ويذهب بعض المستشرقين الى ان هذا الضرب من البناء اي رباطات الخشب مع صفوف الحجر كان معروفا في بلاد الحبشة في تلك الحقبة الزمنية . وعلى (1) الازرقي ، اخبار مكة وما جاء فيها من الآثار ، ج ۱، ص ۱۱۳ . (۲) ابن هشام، السيرة النبويه ، جـ ج ۱ ص ۱۱۲ ذلك فليس من المستبعد ان يكون استعمال الخشب في البناء على تلك الصورة كان بتأثير هذا الرجل الحبشي . والذي يعزز هذا الرأي ان بلاد شبه جزيرة العرب ، باستثناء بلاد اليمن ، فقيرة في الاخشاب بشكل عام . وفي الوقت الذي لا نعرف فيه شيئا عن تخطيط مساكن القرشيين في مكة لم ترد الينا اشارات واضحة عن مساكن الأوس والخزرج او دور اليهود في ثاني كبريات مدن الجزيرة العربية قبيل الاسلام وهي يثرب . ونحن نأمل ان تكشف لنا الحفائر الأثرية في المستقبل عن تخطيط بعض تلك البيوت وغيرها من المباني العربية هناك واذا انتقلنا الى التحصينات والأسوار الدفاعية فلم يكن حول مكة ولا يثرب استوار تحيط بها قبل الاسلام . ولم ترد اشارات في كتب التاريخ الأسوار المدن في شبه الجزيرة العربية بشكل عام الا مدينة الطائف التي يبدو انه كان تحيط بها أسوار منيعة فمن أولى الاشارات الى تلك الأسوار ، ان رسول الله (ص) عندما قدم الطائف قبيل الهجرة النبوية الشريفة داعيا الناس فيها إلى الاسلام جلس عند اسوار المدينة قبل مغادرتها في طريق عودته الى مكة وتتكرر الاشارات مرة أخرى الى اسوار تلك المدينة عندما حاصرها جيش العرب المسلمين بعد فتح مكة في محاولة لفتحها . غير ان تلك الاسوار كانت من المنعة والقوة والمتانة ان استعصت حتى على جيش النبي الكريم الذي كان افراده لا يألون في طلب الاستشهاد في سبيل اعلاء كلمة الله . فلم يدخل المسلمون الطائف الا بعد أتفاق مسبق بين أهلها ورسول الله (ص) أعلنوا فيه اسلامهم وكسروا الاصنام ونبذوها وكل ما له صلة بالكفر والشرك بالله عز وجل . فاذا كانت تلك الاسوار قد استعصت على جيش رسول الله كما ذكرنا فلا بد ان يكون فيها كل المتطلبات الضرورية للاسوار الدفاعية الممتازة . وعلى ذلك الاريب ان تكون عالية وسميكة وجيدة البناء . كما لابد ان تكون معززة بالأبراج الدفاعية التي تمنع اقتراب جنود الاعداء منها ، وأن كنا لا ندري ان كانت هذه الابراج مربعة او مستطيلة او نصف دائرية . وليس هناك اشك في ان السور فيه الأبراج كان معززاً بالفتحات الضيقة الشاقولية المسماة بالمزاغل لرمي السهام على المهاجمين . وربما كان يعلو السور الشرفات المسننة ليتخذ منها المدافعون درعا تحميهم من سهام وقذائف الجنود المهاجمين . ووردت ايضا اشارات مختلفة الى حصون عديدة منتشرة في شبة جزيرة العرب . فمن تلك الحصون التي اقتحمها جنود رسول الله حصن خيبر. وهنا أيضا لم تتطرق المؤرخون العرب الى تفاصيل معمارية تتعلق تلك الحصون . ## المبحث الثاني ## العمارة والفنون الزخرفية في اليمن تعد ارض اليمن اهم بقاع جنوب شبه جزيرة العرب من حيث الخصب والثروة الزراعية . والحق انها لا تقل خصبا عن بلاد الهلال الخصيب او وادي النيل غير انها مثل اقليم وادي الرافدين خيراتها ليست سهلة الجني وانما تتطلب صراعا دائما وعملا دائبا . فأن ارض اليمن وما جاورها من مقاطعات جبلية وعرة امطارها موسمية غزيرة . فلا مندوحة من بناء السدود العديدة والحفاظ عليها بشكل دائب مستمر . كما انه على سكان بلاد اليمن ان يعملوا في تحويل جبالهم واراضيهم المتموجة الى مساطب متدرجة في سبيل زراعتها واستغلالها وتعد الدولة المعينية من اقدم الدول التي ظهرت في بلاد اليمن وهي الدولة التي عاشت وازدهرت بين عام ۱۳۰۰ وعام ٦٣٠ قبل الميلاد تقريبا . لقد ظهرت هذه الدولة اول ما ظهرت في ( الجوف ) ، والجوف منطقة سهلة تقع بين نجران وحضرموت جنوب شبه جزيرة العرب . أرضها خصبة منبسطة ، كثيرة الامطار . وتكون الامطار احيانا سيولا تسيل في الأودية وتحيط بالجوف الجبال من ثلاث جهات . لقد وصلت الينا الكثير من الكتابات المعينية من الجوف وغيرها من البقاع ، حتى انه عثر على شيء من ذلك خارج الجزيرة العربية. فقد وجدت بعض النقوش الكتابية ، وجميعها بالخط المسند ، في جزيرة ديلوس Delos من جزر اليونان . ولولا تلك الكتابات لكانت معرفتنا عن المعينيين قليلة جدا . ومع ذلك فقد اختلف علماء العربية الجنوبية في تاريخ المعينيين . فمنهم من يضع بداية تلك الدولة بين سنة ۱۰۰۰ و ۱۲۰۰ قبل الميلاد ونهاية حكمها في حوالي عام ۷۰۰ قبل الميلاد . ويرى بعض العلماء انها احدث من ذلك بكثير . خاصة العلماء المتأثرين بنصوص التوراة . ومنهم من يرى أن الدولة المعينية قد استمرت في الوجود حتى القرن الثاني الميلادي عندما قضت عليها مملكة سبأ . وما زال الجدل بين علماء العربية الجنوبية في تقدير عمر الدولة المعينية مستمر ). (۱). ولا يمكن البت في هذا الموضوع بشكل ثابت الا بالاستعانة بالحفائر الأثرية العلمية الدقيقة وذلك باستخراج بعض الآثار والكتابات من جوف الارض ودراستها دراسة علمية متنوعة . (۱) جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ، ج ۲، ص ۷۹ . لقد حكم الدولة المعينيه عدد من الملوك يرى بعض العلماء انهم اثنان وعشرون ملكا ينحدرون من خمس سلالات مختلفة ، وان بعضهم كان معاصرا الملوك حضرموت المجاورة ومن المعروف ايضاً ان بعض الملوك كانوا قد حكموا كلا من حضرموت ومعين معا الا اننا لا نستطيع أن نبت فيما اذا كان هؤلاء معينيين او حضارمة . ويلاحظ ان ملوك معين وملوك سائر الحكومات العربية الجنوبية ، كانوا يحملون القابا مثل ( المنقذ ) و ( الصادق ) و ( العادل ) و ( المجيب ) و ( المطيع ) ، الى غير ذلك من القاب . ويظهر من الكتابات المعينية ان نظام الحكم في معين لم يكن تعسفيا بل كان الحكم فيها استشاريا كما كان لكل مدينة معينية حكومتها الخاص بها . كذلك كان لكل مدينة آلهتها الخاصة . وكان رؤساء هذه المدن قد شيدوا دورا خاصة كبيرة اتخذوها مجالس عامة ثبتوا على جدرانها بخط المسند المعيني تاريخ تأسيسها وبنائها ، كما سجلوا الترميمات والتحسينات والاضافات التي ادخلوها عليها . اما المعابد فقد كانت كثيرة ومتنوعة وغنية والتي كان لها ايراداتها الخاصة . لقد كان في كل مدينة معبد ، واحيانا عدة معابد. ان من اشهر مدن معين مدينة ( قرنو ) وهي العاصمه وقد عرفت ايضا ( بمعن ) وتقع خرائبها اليوم في الجوف . ويبدو من دراسة خرائب هذه المدينة انها كانت مستطيلة الشكل طولها حوالي ٤٠٠ متر وعرضها ٢٥٠ متر وهي مسورة ولها بوابتان ، احداهما في الجانب الغربي والاخرى في الجهة المقابلة من الجانب الشرقي . لقد قدر ارتفاع سورها الذي كان يحيط بها بخمسة عشر مترا . وقد وجد في بعض اقسامه العليا فتحات المزاغل التي استعملت للمراقبة ورمي السهام. لقد كانت هذه المدينة مأهولة حتى القرن الثاني عشر الميلادي ، ثم هجرت وتحولت الى خرائب وهي تنتظر الحفائر الأثرية المنظمة لتكشف لنا الجوانب المعمارية والفنية للحضارة العربية الأولى في اقليم اليمن ## دولة قتبان لقد عاصرت مدلكة معين مملكة عربية جنوبية اخرى هي دولة قتبان وبالرغم من انها كانت دولة صغيرة عيران لها اهمية عظيمة لما امدننا به من معلومات عن الفنون والعمارة العربية قبل الاسلام في جنوب الجزيرة العربية لقد اشار بعض الجغرافيين من اليونانيين والرومان الى هذه الدولة مثل ثيوفراستس ( حوالي ۳۱۲ ق.م ) و ( سترابو ) وبلينوس وغيرهم وذلك عند تطرقهم الى بلاد اليمن وجغرافيتها . يفهم من كتاباتهم تلك ثم من دراسة المخلات واللقى الاثرية ان أراضي تلك الدولة تقع في الاقسام الغربية من بلاد اليمن ثم امتدت منازلهم حتى بلغت باب المندب ونحن لا نجد مع الاسف في الكتب العربية القديمة شيئا يستحق الذكر عن قتبان . والظاهر ان اخبارهم قد انقطعت قبل ظهور الاسلام بزمن طويل وكل ما ورد عنهم انهم من قبائل حمير ، وان هناك موضعا في عدن يقال له ( قتبان ) (۱) . (۱) جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام جـ ۲ ، ص ۱۷۳ . لقد حاول الباحثون وضع تقويم لحكومة قتبان، غير انهم لم يتفقوا حتى الان في تعيين مبدأ هذه المملكة او نهايتها . وقد ارجع بعض الباحثين تاريخهم الى ما قبل الف سنة قبل الميلاد . لقد كانت مدينة (تمنع) عاصمة لدولة قتبان والتي تعرف خرائبها اليوم بـ ) كحلان ( . تقع في منطقة عرفت قديما بخصبها وكثرة مياهها ولا تزال آثار نظم الرى القديمة تشاهد في هذه المنطقة حتى اليوم لقد قامت بعثة اثرية اجنبية بالتنقيبات المنتظمة في خرائب ( تمنع ) فكشفت عن اجزاء من سورها العظيم بما فيه الباب الجنوبي للمدينة والذي . وجد انه يقع بين برجين عظيمين . وقد تبين كذلك ان البوابة الجنوبية تؤدي الى ساحة واسعة مبلطة وضعت على اطرافها مقاعد مبنية من الحجر الجلوس الناس عليها . ويبدو ان تلك الساحات كانت تتخذ كسحلات لتلاقي الناس ومواضع لاجتماعهم وتعاملهم وفي باب العمارة ايضا عثر على منازل متعددة ساعدت البعثة على تكوين رأي ثابت في الطراز المعماري الذي كان سائدا في عصر مملكة قتبان . وفي باب الفنون الزخرفية عثرت البعثة على الكثير من المنحوتات الحجرية التي مارسها الفنانون العرب هناك كما عثرت على تحف معدنية مزخرفة بالغة القيمة من الناحية الفنيه . هذا بالاضافة الى النقوش الكتابية العديدة ، على الحجر ، والتي ظهر من دراسة بعضها انها تضم اسماء ومعلومات اخرى متنوعه عن بعض قصور تلك المدينة . ومن المكتشفات الأثرية المهمة جدا والتي عثر عليها في خرائب تلك المدينة تمثال اسدين صنعا من البرونز وقد امتطى احدهما طفل سمين على هيئة (كيوبيد) وهو ابن الاله ( فينوس) في الاساطير اليونانية ويرمز الى الحب، يحمل باحدى يديه سهما وباليد الأخرى سلة اما الاسد الآخر فقد سقط راكبة وبقى من غير فارس ومن جملة ما عثر عليه من آثار مهمة رأس لفتاة منحوت من الرخام الأبيض المعرق ، وقد تدلى شعرها على شكل خصلات مجمدة وان اذني التمثال مثقوبتان لتوضع فيهما الاقراط ، كما ان جيده قد حلى بعقد . اما عيناه فمن حجر اللازورد الازرق وقد نحت التمثال باتقان وهو يدل بلا شك على تقدم صناعة النحت عند العرب في مملكة قتبان . لقد تبين للبعثة الأثرية ان مدينة ( تمنع ) قد جددت مرارا وان البيوت المبنية في الطبقات السفلى قد شيدت باللبن فلما ازداد رخاء المدينة وعمرانها نزع الناس الى البناء بالحجر المنتظم المسقول. ## السبئيون لقد ذهب بعض علماء الآثار الى ان السبئيين هم من اهل العربية الشمالية في الاصل ، غير انهم تركوا مواطنهم تلك في القرن الثامن قبل الميلاد ونزحوا الى جنوب جزيرة العرب ليستقروا في منطقة ( صرواح ) و (مأرب) وغيرها من الاماكن . ويرى علماء آخرون احتمال هجرة السبئيين الى اليمن في حدود سنة ۱۲۰۰ قبل الميلاد . لقد مارس السبئيون الزراعة والتجارة ، فكانت قوافلهم التجارية تصل الى بلاد الشام ، وذلك حوالي سنة ۹۲۲ قبل الميلاد . لقد ورد ذكر سبأ في سفر التكوين من التوراة فقد وصفت ارض ( سبأ ) بأنها كانت تصدر ( اللبان ) وكانت ذات تجارة . كما ورد ذكرهم في القرآن الكريم ، وربما كان ذلك من الاسباب التي جعلت الاخباريين العرب الاوائل يولونهم اهتماما خاصا . ان قصة زيارة ( ملكة سبأ ) للنبي سليمان ، المدونة في التوراة هي تعبير عن علم العبرانيين بالسبئيين . وقد قص القرآن الكريم قصة زيارة ملكة سبأ لسليمان دون ان يذكر اسم الملكة غير أن المفسرين والمؤرخين واهل الأخبار ذكروا انها ( بلقيس ) . كذلك وردت اشارات متفرقة عن السبئيين في المؤلفات اليونانية القديمة غير أن غالب علمنا باحوال السبئيين يعود بشكل عام إلى الكتابات السبئية التي عثر عليها في مواضع متعددة من اليمن لقد تلقب حكام سبأ الأوائل بلقب ( مكرب ) ثم تلقب حكامها بلقب ( ملك ) اعتبارا من سنة ٦٥٠ قبل الميلاد على تقدير بعض العلماء . اما عن كبريات مدنهم فقد كانت صرواح عاصمة السبئيين الأولى ثم اصبحت العاصمة فيما بعد مدينة (مأرب ) فقد جرت في خرائب هذه المدينة تنقيبات أثرية واسعة ، وقد تبين ان مدينة مأرب كانت مسورة بسور قوي حصين له ابراج عديدة وقد شيد بالحجر المنتظم وله بوابتان فقط . وقد تبين نتيجة الحفائر ان اعظم ابنية مأرب واشهرها هو قصر ملوكها المعروف بقصر ( سلحن ) أو ( سلحم ( الذي ورد ذكره في الكتابات السبئية كثيرا ، وهو يقع غرب المدينة والى الجنوب من خرائب هذا القصر خرائب اخرى على شكل دائرة ، تحيط بها اعمدة شاهقة هي بلا شك بقايا معبد ( المقة ) اله سبأ وفي الناحية الشمالية والغربية من المدينة وفي خارج سورها تشاهد بقايا مقبرة جاهلية ، يظهر انها مقبرة مارب قبل الاسلام وعلى مسافة خمسة كيلومترات تقريبا من مأرب ، تقع خرائب معبد شهير كانت له شهرة كبيرة عند السبئيين يعرف اليوم بـ (حرم بلقيس) . لقد تم العثور على العديد من المنحوتات والتماثيل في مدينة مأرب بعضها من الرخام وبعضها من البرونز وجميع هذه المنحوتات تشهد للفنان العربي بالاصالة وان كان بعضها لا يخلو من التأثر ببعض العناصر الفنية اليونانية القديمة . ## المبحث الثالث ## العمارة والفنون الزخرفية في العراق والجزيرة والشام ## العمارة والفنون العربية في العراق قبل الاسلام من الأمور المسلم بها أن حضارة عربية صميمة نشأت وازدهرت في بلادي الرافدين قبل الدعوة النبوية الشريفة بزمن بعيد . فبعد ان سقطت الدولة الاشورية بشكل نهائي سنة ٦١٢ قبل الميلاد اخذت القبائل العربية تتدفق الى العراق وبلاد الشام وبدأت هجرة عربية امتدت شمالا الى نصيبين وديار بكر . وكان تدفق القبائل سريعا وكبيرا لدرجة ان الاقاليم الشمالية من بلاد ما بين النهرين والقسم الشمالي والشرقي من سورية صارت تعرف بعد سقوط الدولة الاشورية بنحو قرن من الزمن باسم ( عربايا ( اي بلاد العرب . وقد ورد هذا الاسم في كتابات حجر بهستون من ضمن اسماء الاقاليم المؤلفة لامبراطورية الملك الاخميني دارا الكبير في نهاية القرن السادس قبل الميلاد ان اقدم الدول العربية التي تشكلت في اقليم بلاد الرافدين هي دولة الحضر، وكانت الحدود الطبيعية لهذه الدولة تمتد من نهر دجلة شرقا الى نهر الفرات غربا ومن جبال سنجار شمالا الى مشارف مدينة المدائن جنوبا . ان عاصمة تلك المملكة العربيه الأولى في بلاد الرافدين هي مدينة الحضر الواقعة خرائبها اليوم على بعد ۱۱۰ کیلومتر جنوب غرب الموصل . والمنطقة التي تقع فيها هذه المدينة بادية لا تتوفر فيها المياه الجارية ولا الزراعة الوافرة ، شأنها في هذا شأن مدينة تدمر والبتراء وغيرها من المدن الصحراوية التي نمت وازدهرت في ظرف خاص ملائم لوجودها . ومما ساعد على ازدهار تلك المدن انصرافها الى التجارة وانصرافها الى اعمال نقل البضائع من الشرق الى الغرب وبالعكس لا ندري بالضبط الزمن الدقيق الذي تشكلت فيه المملكة العربية في الحضر ولكن ربما كان ذلك حوالي سنة ٣٠٠ قبل الميلاد. واستمرت مملكة الحضر ، خاصة مدينة الحضر نفسها بالتقدم والتطور والازدهار الى سنة ٢٤٠ او ٢٤١ ميلادية عندما لم تستطع الصمود امام الملك الساساني شابور الاول ( ٢٤١ - ٢٧٢م ) فسقطت ولم تقم لها قائمة منذ ذلك الوقت . تدل خرائب مدينة الحضر انها مستديرة تقريبا . قطرها زهاء كيلومترين يحيط بها من جوانبها المختلفة سور هائل مدعوم بمئة وثلاثة وستين برجًا وبعدد من القلاع . ويتكون هذا السور من جدارين مشيدين بالحجارة المهندسة الضخمة يتقدمه خندق عميق . ولهذا السور اربع بوابات مزوره اي ان مداخل تلك البوابات لا تقع على محور واحد، والغرض من ذلك كان لعرقلة تدفق جنود العدو الى داخل المدينة فيما اذا استطاعوا ان يخترقوا بابها الاول . ان لمتانة هذا السور العظيم ولبسالة جيشها العربي استطاعت الحضر ان تقف بوجه الجيوش الرومانية الهائلة بقيادة الامبراطور تراجان عند حصاره لها سنة ١١٧ ميلادية فلم يتمكن هذا الامبراطور من اقتحام اسوار مدينة الحضر المنيعة فباءت مساعيه بالخيبة والفشل . لقد بلغت هذه المملكة العربية اوج عظمتها في منتصف القرن الثاني الميلادي وهو الدور الذي تلقب فيه حكامها بالملوك . وقد تمتعت الحضر يومئذ بقسط وافر من الاستقلال وتوسع نفوذها حتى بلغت ما وراء نهر الخابور ويظن ان اول من سمي نفسه ملكا على الحضر هو (ولجش) بعد ان كان حكامها يتلقبون بـ (السيد) (۱). ولاشك ان الحضر قد بلغت في هذا العصر من المناعة (۱). لقد تلقب لـجش بالسـيـد من سـنة ١٥٥ مـيـلاديـة الى سـنة ١٥٨ ثم تلقب بـملك مـن سـنة ١٥٨ ميـلاديـة الـى وفـاتـه فـي سـنة ١٦٥ مـيـلاديـة والشهرة والنفوذ شأوا عظيما فباتت اهلا لتكون قاعدة المملكة العرب وان تكون لها الحرية التامة في ادارة شؤونها بنفسها . وفي باب العمارة نجد انه كان للحضر اسلوب خاص بها سواء كان ذلك في طريقة البناء ومادته ام في التصميم والزخرفة المعمارية يتميز البناء في الحضر بشكل عام باستخدام الحجر المهدم والجص ، والسبب يعود الى توفر هاتين المادتين الاساسيتين في البناء في المنطقة . وطبيعي ان ذلك لا يعني ان اللبن ، وهو الاجر غير المحروق ، لم يستعمل في البناء في الحضر والواقع ان اللبن قد استخدم بكثرة في تشييد المنازل الخاصة وبعض . المعابد الصغيرة المنتشرة في المدينة والتي بلغ عدد المنقب منها حتي الان اثني عشر معبد) . (۱) فؤاد سفر ومحمد علي مصطفى ، الحضر ، ص م۳ . لقد استخدم الحجر المهندم الضخم بالدرجة الأولى في بناء سور المدينة كبير بابراجه الضخمة وبواباته الواقعة عليه . كذلك استخدم الحجر المهدم الضخم في تشييد المعابد الكبيرة المتركزة في وسط المدينة واستخدم الحجر كذلك في تشييد الكثير من القصور الخاصة واضرحة الملوك وبعض ارباب . الطبقة العليا الموزعة في اطراف المدينة وحول القسم المركزي منها لقد استفاد الحضريون الفائدة التامة مما حققه اسلافهم الاشوريون وغيرهم من اصحاب الحضارات العظيمة السالفة في العراق القديم فأخذوا عنهم أخر ما وصلوا اليه من انجازات وتطوير في حقل العمارة ثم أضافوا الى تلك المكاسب من المبتكرات المعمارية الجديدة ما كان يتلائم و ومتطلباتهم الحياتيه ان من اهم العناصر المعمارية الجديدة التي اكثروا من استعمالها هي الأواوين الايوان عبارة عن قاعة كبيرة عالية ذات ثلاثه جدران فقط تطل على فناء مكشوف ومسقف في الغالب يقبو نصف اسطواني ان اقدم الأمثلة على استخدام الأواوين في الحضر ترجع الى القرن الأول الميلادي. وفي القرن الثاني الميلادي ازداد الاقبال على استخدام الأواوين اقبالا عظيما . ويبدو ان الافراط في استخدام الايوان عند الحضريين يرجع الى ما المس لهذا العنصر المعماري الهام من فوائد جمه . ان في اصل الايوان نظريات متعددة من اهمها انه عنصر معماري عربي اصيل يناسب تماما طبيعة العربي في الميل نحو الانفتاح وعدم حصره في غرف وقاعات مغلقة ، فالعربي كما هو معروف ميال بطبيعته الى البيئة التي تذكره دوما بالبادية المكشوفة المترامية الأطراف المنظريات التي ساقها جماعة من اختصاصي العمارة القديمة ان اصل الايوان مقتبس من بيوت الشعر عند اهل البوادي من العرب (1) . ومن النظريات الأخرى في أصل الايوان انه مستوحى من بيوت القصب والحصير المعروفة عند سكان جنوب العراق . والتي قوامها حزم من القصب يشد بعضها الى بعض مكونة ما يشبه العقود نصف الدائرية تغطيها الحصر (٢). وذلك خلاقا لما ذكره بعض المستشرقين من ان الموطن الاصلي للايوان هو الهضبة الايرانية حيث وجد نموذج لهذا العنصر المعماري في خرائب مدينة ( جوخي خواجه ) والذي يرتقي في زمنه الى نهاية القرن الأول الميلادي فالواقع ان الاواوين المكتشفة في الحضر تسبق في الزمن الايوان المكتشف في هذه المدينة الايرانية ان من اهم المباني التي لا يزال قسم كبير منها شاخص في الحضر هو المعبد الكبير الذي كان محصصا بالدرجة الأولى لعبادة آله الشمس ، ويعتبر هذا المعبد أضخم بناء قائم في الحضر اليوم مشيد بالحجارة المهندمة الضخمة وهو يقع في وسط المدينة حيث تؤدي اليه الشوارع العريضة من مختلف ارجاء المدينة (شكل ١ ) . (۱) Pope, The Survey of Persian Art, vol. 1, p. 429. (۲) Ibid., vol. 1, p. 430. أن التخطيط المعماري لهذا المعبد مستطيل تقريبا محاط بسور ضخم ويتميز بوجود العديد من الإواوين الضخمة ففي واجهته المطلة على الصحن الفسيح المواجهة المشرق صف من الأواوين المتجاورة وفي جهة المعبد الخلفية حجرة محاطة بدهاليـز من جهاتها الأربع وهو البناء المعروف بـ ( خلوة الشمس ) (۱ لقد تعاونت اجيال من الحضريين كما يبدو ، في تشييد هذا المعبد را الضخم وذلك قبل ظهور الملكية وبالاضافة الى هذا المعبد الكبير ان في الحضر معابد كثيرة اخرى خصصت لعبادة عدد من آلهة الحضر وهي على العموم صغيرة بالقياس الى المعبد الكبير وقد وجدت في معظم هذه المعابد تماثيل للملوك والامراء وكبار رجال الدولة وكبار التجار والفكرة من وجود هذه التماثيل الشخصية في المعابد هي نفس الفكرة العراقية القديمة وذلك لتشمل الله اصحاب تلك التماثيل تعطفها ورعايتها ( شكل ٣) . . اثار العرب المناذرة لقد كان لسقوط الدولة القرثية وما تلاها من سقوط الدولة العربية في الحضر اثر كبير في تألق نجم مملكة عربية اخرى في بلاد وادي الرافدين هي مملكة المناذرة والتي كانت عاصمتها مدينة الحيرة الماتعة خرائبها اليوم قرب مدينة الكوفة . وقد عرفت مدينة الحيرة في مؤلفات السريان القديمة فدعيت الحيرة مدينة العرب وقد ورد اسم مدينة الحيرة في كتابة قديمة ترجع الى سنة ۱۳۳ م ، أي أن الحيرة مدينة عربية عاصرت مدينة الحضر ، وان كان هذا لا يعني ان الحيرة لم تكن قائمة قبل ذلك التاريخ ولا نستبعد ابدا انها ترجع الى الفترة الزمنية السابقة لميلاد السيد المسيح وربما كانت آنذاك مدينة صغيرة او قرية . اما الأخباريون العرب فيرجعون عهدها إلى ايام نبختنصر ) ٦٠٥ - ٥٦٢ ق ٠ م ) وفي روايات اخرى ان ( الاردوان ( ملك النبط هو الذي مصر الحيرة ايام الملك الساساني الأول اردشير ( ۲۲۲-۲٤٦م ) . وتأريخ دولة المناذره مع سعته وكثرة ما يرويه الاخباريون عنه فانه لا يخلو . من اضطراب وتناقض فقد اختلف المؤرخون العرب مثلا في اسماء ملوك (1) فؤاد سـفر ، محمد علي مـصطفى ، المصدر السابـق ، لـوح ١٤ . دولة المناذرة وسني حكمهم . ومن حسن الحظ ان بين أيدينا اليوم جملة مؤلفات يونانية ولاتينية وسريانية وردت فيها اشارات غير قليلة الى تلك الدولة العربية ، ولو ان اقدم تلك المدونات لا ترجع الى ماقبل القرن الخامس الميلادي يقسم الاخباريون عرب أهل الحيرة الى ثلاث فئات رئيسة ( بني تنوخ ) وهي قبائل منها من اتخذت خيام الشعر بيوتا لها وتنقلت بين المنطقة الواقعة غربي الفرات بين الحيرة والانبار وما فوقها واتخذت بعضها الزراعة حرفة لها والفئة الثانية هم ( العباد ) ، والعباد فئة من العرب سكنت رقعة الحيرة فابتنت بها . غالبيتهم حضر مستقرون ويقول معظم الاخباريين انهم كانوا نصارى ، قبائل من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية . ومع ذلك فيمكن القول استنادا الى روايات بعض الاخباريين في تحديد مدلول كلمة (العباد ) انها ربما كانت مقتصرة على نصارى الحيرة دون غيرهم من نصارى العرب ، اطلقت في الأصل على من تنصر من أهل الحيرة ليتميزوا عن غيرهم من سكان دولة اللخميين من الوثنيين . ولم يكن اولئك النصارى في بادىء الامر الا فئة قليلة، نمت فيما بعد والفئه الثالثة هي فئة ( و الاحلاف » ، وهم الذين لحقوا باهل الحيرة ونزلوا فيها ، ولم يكونوا اصلا من ولا من ( العباد ) ويرى الاخباريون ايضا بان الغالبية العظمى لسكان مملكة اللخميين هم من عرب شبه ا قصدوا العراق للتجارة والتكسب ، ثم سكن منهم من سكن هناك وللاخباريين في ذلك جملة مضطربة متناقضة اختلط فيها الواقع مع ا غير انه يمكننا القول بشى. من الاطمئنان الى الن القبائل شبه الجزيرة الى العراق تعود الى عدة اسباب منها تداعي وسقوط الدولة الأشورية العظمى وما اعقبها من الدولة الكلدانية التي اسهمت اسهاما كبيرا في اس ويكاد يتفق المؤرخون العرب على انهم استقوا معلوماتهم عن تاريخ مملكة واللحميين وأسماء ملوكهم وعدد سني حكمهم من مواردها الأصلية ، وهي السجلات المحفوظة في بعض اديرة الحيرة وكتب التاريخ عند الفرس . ومع ذلك فهناك اختلاف في مجموع ملوكهم وعدد سني حكمهم ، غير ان غالبية المؤرخين العرب يميلون الى ان عدد ملوك الحيرة كانوا ، كما كتب ابن الك. وأخذ عنه الطبري ، عشرين ملكا اهمهم واولهم عمرو بن عدي الذي قيل انه عاش مائة وعشرين سنة وحكم أكثر من مئة . أغلبها ايام حكم البارثيين واقلها ايام الساسانيين . فاذا صحت تلك الرواية فهذا يعني ان دولة اللخميين قد تأسست في العصور البارثي وثاني ملوكهم امرؤ القيس بن عمرو الذي ذكر عنه انه عاش فترة طويلة جدا ايضا . ومن الجدير بالذكر انه من المعتقد ان أمرء القيس هذا هو نفسه الذي ورد اس مدونا في شاهد القبر المعروف بنص ( فقد جاء في النص ان أمرؤ القيس بن عمرو ( بمافيهم قبائل نزار واسد ومذحح وكان قد اخضع معدا ووزع بنيه على القبائل العربية وبلغت فتوحاته اسوار نجران. وهو بهذه الفتوحات صح في شاهد القبر هذا قد تمكن من حكم معظم الجزيرة العربية . وجاء في النص ايضا بانه قد تلقب بتاج ويـبـدو مـن ذلك أن هذا اللقب قد تلقب به جملة من ملوك الحـيـرة منهم النعمان .ابن المنذر وجاء في شاهد القبر ايضا ان وفاة امريء ال في سنة ۳۲۸ ميلادية وهو يدخل ضمن فترة حكم الملك شابور الثاني بهذي الاكتاف ( ۳۱۰ - ۳۷۹م ) . ومن مشاهير الملوك اللخميين المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان الملقب بالمنذر بن ماء السماء الذي عاصر الساساني يزدجر الاول (٤٢٠٣٩٩ م) وابنه بهرام گور (٤٣٨٤٢٠م المعرفة ان الا. الاول فداختار لحضانة اینه بهرام گور العرب نقدخ عرب نثم علمه الرماية والفروسية . ثم ساعده النعمان بجيش كبير عندما نصب الفرس شخصا اخر بدلا عنه ملكا فاستعاد عربي ايضا بانه صاحب ويوم النعيم الشه وينسب الى الملك العربي القصر من قبل ومن م