الدين و القضايا المعاصرة - ثالثة انجليزي أساسي - عجمية السيد PDF
Document Details
Uploaded by HappyKansasCity
جامعة حلوان
عجمية السيد محمد برايه
Tags
Related
- حديث الأيام PDF
- محاضرة 6 حول قضايا العقيدة الحالية PDF
- الدِّينُ وَالقضايا المُعاصِرَة - ثالثَةٌ إِنجِليزِيٌّ أساسيٌّ
- الدين و القضايا المعاصرة - ثالثة انجليزي أساسي - اليهودية - PDF
- الدين والقضايا المعاصرة ثالثة انجليزي أساسي عجمية السيد-صور-3 PDF
- الدين و القضايا المعاصرة ثالثة انجليزي أساسي عجمية السيد-صور-4 PDF
Summary
هذا الكتاب يتناول الدين و القضايا المعاصرة، و يقدم لمحة عن أهمية الدين في حياة الإنسان. يُناقش الكتاب بعض القضايا من عدة جوانب، ويستعرض كيفية معالجتها من قبل العلماء، بالإضافة إلى فهرس شامل للمحتويات.
Full Transcript
كلية التربية قسم اللغة اإلنجليزية " أساسي " مقرر الدين و القضايا المعاصرة الفرقة الثالثة قسم اللغة اإلنجليزية -أساسي د.عجميه السيد محمد برايه مدرس الدراسات اإلسالمية بقسم اللغة العربية كلية اآلداب -جامعة حلوان ...
كلية التربية قسم اللغة اإلنجليزية " أساسي " مقرر الدين و القضايا المعاصرة الفرقة الثالثة قسم اللغة اإلنجليزية -أساسي د.عجميه السيد محمد برايه مدرس الدراسات اإلسالمية بقسم اللغة العربية كلية اآلداب -جامعة حلوان 2- الناشر :جهاز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي جامعة حلوان حقوق النشر اإللكتروني حصرية لصالح الجهاز حقوق التأليف محفوظة للمؤلف 2222/2222 شهر التعاقد :أغسطس 2- المقدمة أحمد الله رب العالمين ،و أصلي و أسلم على سيدنا وموالنا محمد النبي األمي األمين ،وعلى آله وصحبه و أزواجه و ذريه ،و على جميع آبائه وإخوانه من األنبياء و المرسلين ،وبعد . فإن الله أرسل الرسل و أنزل الكتب ؛ إرشادًا للبشر إلى ما فيه خيرهم و صالحهم في الدنيا و اآلخرة ،و إقامةً للحجة عليهم يقول : {رُّسُلاً مُّبَشِّرِّينَ وَمُنذِرِّينَ لِئَلاَّ يَكُّونَ لِلنَاسِّ عَلَى اللّهِ حُجَةٌ بَعْدَ الرُّسُلِّ وَكَانَ اللّهُ عَزِّيزًا حَكِيمًا} 1ثم ختم الله الرسل بسيدنا محمد و ختم الكتب بالقرآن الكريم و هو المعجزة القائمة منذ نزل إلى أن يرث الله األرض و من عليها ،و قد َاب اللَّ ِه فِي ِه َخ َب ُر َما َق ْبلَ َك ْمَ ،ونَ َبأ ُ َما َب ْعدَ ُك ْم، أخبر عنه الرسول بقوله ِ :كت ُ ْس بِ ْال َه ْز ِلُ ،ه َو الَّذِي َال ت َِزي ُغ ِب ِه ْاأل َ ْه َوا ُءَ ،و َال َو ُح ْك ُم َما َب ْينَ ُك ْمُ ،ه َو ْالفَ ْ ص ُل َلي َ 2 ع َجائِبُهُ ... ضي َ َي ْشبَ ُع ِم ْنهُ ْالعُلَ َما ُءَ ،و َال َي ْخلَ ُق َ ع ْن َكثْ َر ِة َردٍَّ ،و َال ت َ ْنقَ ِ و إلى جانب القرآن الكريم كانت سنة الرسول ، و منهما دائ ًما يستنبط العلماء األحكام .و من ذلك الحين تتوالى القضايا و تتجدد المسائل الفكرية حتى العصر الراهن ؛ لذا تم وضع هذا الكتاب لمناقشة بعض القضايا كيف عالجها العلماء و استنبطوا أحكامها بما يصلح زمانًا و مكانًا .و الله أسأل أن ينفعكم بمحاضرات هذا المقرر .و الحمد لله رب العالمين . 1سورة النساء . 561 2مصنف ابن أبي شيبة ()521 /6 2- فهرس المحتويات الصفحة الفصل م 2 المقدمة - 7 أهمية الدين في حياة اإلنسان 5 56 من الديانات السماوية السابقة 2 21 من الديانات الوضعية الشرقية 2 21 الثقافة الدينية اإلسالمية 2 24 من تحديات الثقافة الدينية 1 اإلسالمية 62 الحضارة اإلسالمية 6 72 اإلنسان و القيم 7 74 التسامح و السماحة 8 82 الوفاء بالعهد 4 45 حقوق اإلنسان 52 44 العدل 55 522 المساواة 52 1- 527 الشباب بين االنحراف السلوكي 52 و االنحراف الفكري 562 العالقات الدولية الخارجية للدولة 52 اإلسالمية في السلم و الحرب 575 حوار الحضارات 51 587 الخاتمة - 588 المصادر و المراجع - 6- 7- الفصل األول :أهمية الدين في حياة اإلنسان يعد الدين أحد المكونات الرئيسة للحضارات اإلنسانية التي أقامها اإلنسان على مدى تاريخه .و إذا تجنبنا طائفة اإللحاد االستثنائية التي ظهرت عند بعض البشر ،وجدنا اإليمان فطرة أصلية في أعماق اإلنسان ،بما يعني أن اإلنسان متدين بطبعه ،يقول الحق { : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِّ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي 3 فَطَرَ النَاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِّ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ولَكِنَ أَكْثَرَ النَاسِّ لاَ يَعْلَمُون} و في الوقت الراهن ،نالحظ الفقر الروحي و الديني الذي يعاني العالم منه – عامةً – و الغرب – خاصة -على الرغم من الحضارة المادية الكبيرة التي وصل إليها ،و الخطر الذي نعانيه يتمثل في انبهار الشباب بالمادية الغربية ،و ما يأتي من جانبها من موضا ٍّ ت في المجاالت الحياتية المختلفة ؛ ب آخر ؛ و لذا علينا أن نبين أهمية وذلك يعني ابتعادهم عن الدين من جان ٍّ الدين في حياة اإلنسان ،و نعرضها في النقاط اآلتية : 3سورة الروم اآلية رقم . 22 8- أوالً :مفهوم الدين . * في اللغة : يدل الدين – لغةً -على الطاعة و العبودية و الملك و السلطان و الجزاء و الحساب و العقيدة و الملة و الطريقة والمنهاج .و جاء في القرآن ما يشير إلى هذه المعاني ،يقول الحق : 4 {مَـالِكِ يَوْمِّ الدِّين} 5 {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِّالْهُدَى وَدِينِّ الْحَقِّ لِيُظْهِّرَهُ عَلَى الدِّينِّ كُّلِّّهِ ولَوْ كَرِّهَ الْمُشْرِّكُّون} خذُّوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِّلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِّلَى اللَّهِ زُّلْفَى إِّنَ {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَا َّلذِينَ اتَّ َ 6 اللَّهَ يَحْكُّمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُّونَ إِّنَ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار} {شَرَعَ لَكُّم مِّنَ الدِّينِّ مَا وَصَى بِّهِ نُّوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِّلَيْكَ وَمَا وَصَيْنَا بِّهِ إِّبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَقُّوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِّكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِّلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِّي إِّلَيْهِ 7 مَن يَشَاء ويَهْدِي إِّلَيْهِ مَن يُنِيب} 4سورة الفاتحة ،اآلية رقم . 2 5سورة التوبة اآلية رقم . 22 6سورة الزمر ،اآلية رقم . 2 7سورة الشورى ،اآلية رقم . 52 4- {فَبَدَأَ بِّأَوْعِيَتِهِّمْ قَبْلَ وِّعَاء أَخِيهِ ثُّمَ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِّعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِّ الْمَلِكِ إِّلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُّلِّّ ذِي عِلْمٍ 8 عَلِيم} * الدين في االصطالح العام :الدين هو ما يعتنقه اإلنسان و يؤمن به من أمور الغيب و الشهادة . * الدين في االصطالح االجتماعي :هناك ارتباط وثيق بين طبيعة النظام االجتماعي ،و طبيعة التصور االعتقادي ،بل إن النظام االجتماعي ينبع من التصور االعتقادي ؛ و لهذا فإن منهج الحياة لكل دولة أو أمة هو دينها ؛ ألنه ماض في ظالله و أضوائه . ٍّ صادر عن تصورها االعتقادي ومتأثر به و وعليه يمكن القول : إذا كان منهج الحياة للمجتمع من صنع الله ،وصادر من عقيدةٍّ ربانية فهذا المجتمع في دين الله .وإذا كان المجتمع يسير حسب منهجٍّ الشعب أو األمير أو القبيلة ،فهو بذلك صادر عن تصور أو فلسف ٍّة بشرية ،و هي قاصرة بالطبع . * الدين في االصطالح السياسي و االقتصادي :ال يبتعد األمر – هنا – كثيرا عما ذكرناه آنفًا كالشيوعية و العلمانية مثالً ،فاألولى ليست مجرد ً ضا ،فالشيوعية تقوم على ب اقتصادي ،بل تعبر عن تصور اعتقادي أي ً مذه ٍّ 8سورة يوسف اآلية رقم . 76 52- فكر ينكر وجود اإلله و يقر بمادية الكون البحتة ،و يفسر تاريخ البشرية كنظام سياسي ،صادرة عن ٍّ تفسيرا اقتصاديًّا بحتًا .و كذلك العلمانية ،فهي ً تصور اعتقادي بأن الدين أمر يتعلق باإلنسان تفسه ،و ال ضرورة لتدخل ٍّ الدين في شئون المجتمع المختلفة . الدين في اصطالح الفالسفة و علماء االجتماع . يرى الفالسفة و علماء االجتماع أن الدين " قوة ما سماوية أو وثنية أو معنوية تعبد و تسيد و تطاع " * الدين في االصطالح اإلسالمي . عرف العلماء المسلمون الدين بأنه وضع إلهي يرشد إلى الحق في االعتقادات و إلى الخير في السلوك والمعامالت .و عليه بينوا أن اإلسالم هو االستسالم لله بالتوحيد و االنقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله و هو الدين بمعناه األخص للمسلمين ،دون غيرهم من أهل الديانات والمناهج .و الدين بهذا المعنى هو ملة اإلسالم وعقيدة التوحيد التي هي دين {و َمن يَ ْبت َغِ َ غي َْر جميع المرسلين من لدن آدم إلى محم ٍّد . يقول َ : 9 اآلخ َرةِ ِمنَ ْالخَا ِس ِرين} اإل ْسالَ ِم دِينًا فَلَن يُ ْقبَ َل ِم ْنهُ َو ُه َو فِي ِ ِ ِإنَّكَ أَنتَ ت َو ِإ ْس َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَب َّْل ِمنَّا {و ِإ ْذ يَ ْرفَ ُع ِإب َْراهِي ُم ْالقَ َوا ِعدَ ِمنَ ْالبَ ْي َِ لَّكَ َوأ َ ِرنَا س ِمي ُع ْال َع ِليم َ.ربَّنَا َواجْ َع ْلنَا ُم ْس ِل َمي ِْن لَكَ َو ِمن ذُ ِريَّتِنَا أ ُ َّمةً ُّم ْس ِل َمةً ال َّ 10 الر ِحيم} علَ ْينَآ ِإنَّكَ أَنتَ الت َّ َّو ُ اب َّ َمنَا ِس َكنَا َوتُبْ َ و من النظرة اإلجمالية السابقة عن الدين ،يمكن القول :إن المناهج الدينية على األرض ال تخرج عما يوجد في الشكل التالي : 9سورة آل عمران اآلية . 81 10سورة البقرة اآليتان . 528 ، 527 55- ثانيًا :نشأة العقيدة اإللهية . الدين و التدين قضية كونية كبرى ،و مع أن اإليمان بالله فطرة إنسانية، فإن علماء األديان أرادوا أن يصلوا إلى اإلجابة عن سؤالين في العقيدة اإللهية : األول :متى بدأ الدين ؟ و متى نشأت العقيدة ؟ الثاني :على أية صورةٍّ كانت هذه البداية الدينية للعقيدة اإللهية ؟ و هناك تفسيران لإلجابة عن هذين السؤالين -5التفسير التطوري :نشأ هذا التفسير على أثر انتشار النظرية الداروينية في أصل األنواع ،فحاول فريق من علماء األديان والفلسفة تطبيقها على نشأة العقيدة اإللهية .و خالصة ما يرون فيها أن اإلنسان المعاصر ،مر في عصور سابقة بمرحلة كان يعيش فيها قردًا أو إنسانًا أوليًّا وسط الغابات و داخل الكهوف يأكل األعشاب واللحوم النيئة ويعيش على طريقة بدائية ،و مع مرور آالف السنين و ماليينها تطور هذا اإلنسان القديم ،فهجر الغابات و سكن البيوت 52- الحجرية وأنشأ المدن و القرى و كون اللغة ،فانتقل بهذا إلى مرحل ٍّة جديدةٍّ من المدنية و التفكير.و في هذه المرحلة الجديدة من حياة اإلنسان الجديد ،نشأت فكرة العقيدة اإللهية ألول مرةٍّ في التاريخ البشري؛ حيث بدأ اإلنسان يتطلع إلى البحث عن الدين و اإلله بالتفكير و التأمل .و دفع اإلنسان لذلك : -مبررات طبيعية :الظواهر الطبيعية التي لفتت انتباهه ،مثل األفالك و األعاصير و البرق و الرعد و الطوفان و الزالزل . -مبررات روحية :كالخوف و الغيوب كاألشباح و األرواح . -مبررات أخالقية :كالميل الطبيعي للحق و الخير و الجمال والفطرة . -مبررات نفسية :كالضعف اإلنساني و إحساس اإلنسان بالنقص و التوجه نحو الخالق . أما السؤال الثاني عن نشأة العقيدة ،فقد اختلف أصحاب هذا التفسير فيه على مذهبين : األول :المذهب الخرافي .و يرى أصحابه أن العقيدة في بدايتها تمثلت بصور من ٍّ في الخرافات الساذجة و الوثنية المتعددة و تجسدت فيها اآللهة الجمادات و الكائنات البسيطة ثم تطورت العقيدة نحو الكمال بطريق ٍّة تصاعدية مع تطور علوم اإلنسان ولغته و حضارته و حياته إلى أن انتهت إلى فكرة اإليمان بالخالق الواحد واإلله األعلى . 52- الثاني :المذهب الفطري .و يرى أصحابه أن العقيدة قامت على صورة اإلله األكبر الذي يمثل القاسم المشترك األعلى بين الشعوب و األمم ،فهي عقيدة لم تنفك عنها أمة من األمم في القديم و الحديث ،و عليه فإن عبادة األصنام و الخرافات – عندهم – ليس إال تجسيدًا رمزيًّا في الداللة على اإلله األكبر ،و هذا التوحد في فكرة اإلله األكبر يعني أن اإلله األعلى فطرة جامعة في األنفس اإلنسانية . -2التفسير الديني :يقوم هذا التفسير على أن نشأة العقيدة اإللهية بدأت مع بداية الحياة اإلنسانية ،منذ وجد سيدنا آدم ، و عليه فقد عرفت البشرية منذ وجدت اإلله الواحد و اجتمعت عليه ،أما العبادات الخرافية و الوثنية ،فهي أعراض طارئة على الدين الصحيح أصيبت بها بعض الجماعات البشرية بسبب الغفلة و الكسل العقلي و سيطرة الطغيان . و يرى أصحاب هذا التفسير أن هذه القضية خارجة عن حدود العلوم التجريبية أو الدراسات الكشفية و االجتماعية ،و أنها داخلة في نطاق الغيب الذي ال يمكن معرفته إال بطريق الوحي السماوي ،و رغم أن الكتب السماوية جميعها عرضت لتلك العقيدة ،فإن أصح هذه الكتب القرآن الكريم ؛ لتعرض الكتب السابقة للتحريف ،و القرآن الكريم عرض لها عن طريق : -معرفة الخالق من آياته المنظورة و المسطورة . -الحديث عن خلق الكون و اإلنسان . -الحديث عن بداية العقيدة اإللهية األولى ،ثم تحريفها على يد بعض أصحاب الكتب السماوية و غيرهم . 52- - ثالثًا :حاجة اإلنسان إلى الدين . الدين عنصر ضروري ؛ لتكميل الفطرة في اإلنسان ،فبه وحده يجد العقل تحقيق مصالحه العليا ،كما يجد الوجدان في التدين ضالته المنشودة ؛ لتحقيق عواطفه النبيلة عن الحب و الشوق و الشكر و األمل ،و هو عنصر ضروري لتكميل قوة اإلرادة ؛ إذ يمدها بأعظم الدوافع و البواعث و يدركها بأكبر وسائل المقاومة لعوامل اليأس و القنوط ،و عليه يمكن القول :إن اإلنسان متدين بطبعه ،و هناك أمثلة كثيرة تدل على اإليمان بالفطرة ،و تركد على أهمية الدين بالنسبة لألفراد و المجتمعات . -لألفراد :تحقق النزعة الدينية لألفراد الغذاء العقلي و النظري – اإلشباع النفسي و الوجداني – بناء الشخصية القوية و اإلرادة الثابتة – تحقيق األهداف و الغايات . -للمجتمعات :يحقق الدين للمجتمعات بناء المجتمع الفاضل الصحيح – تحقيق الوحدة االجتماعية – تحقيق األمن و التفاعل االجتماعي – بناء مجتمع الدنيا و مجتمع اآلخرة . 51- 56- الفصل الثاني :من الديانات السماوية السابقة من الديانات السماوية السابقة اليهودية أرسل الله رسالً و أنزل عليهم كتبًا ؛ لهداية البشر و إقامة الحجة عليهم لئال يقولوا يوم القيامة :إنا كنا عن هذا غافلين ،كما قال رسول الله : {رُّسُلاً مُّبَشِّرِّينَ وَمُنذِرِّينَ لِئَلاَّ يَكُّونَ لِلنَاسِّ عَلَى اللّهِ حُجَةٌ بَعْدَ الرُّسُلِّ وَكَانَ اللّهُ عَزِّيزًا 11 حَكِيمًا} وإذا كان اإلسالم خاتم الرساالت السماوية ؛ إذ صدق ما فيها من الحق ، وبَيَّن ما وضع فيها البشر من الباطل و هيمن عليها ،فنذكر هنا نموذ ًجا من الديانات السماوية الموجودة على األرض اآلن مع اإلسالم ؛ ليتضح مع دراستها قدر التحريف الذي لحق بها من قبل البشر. أوالً :اليهودية . تعريف بها هي الرسالة التي أنزلت على سيدنا موسى ، و هي ديانة العبرانيين المنحدرين من نسل سيدنا إبراهيم و المعروفين بأسباط بني إسرائيل الذين أرسل إليهم موسى مؤيدًا بالتوراة ؛ ليكون لهم نبيًّا .و في نسبتها ، 11سورة النساء . 561 57- قيل :إنها منسوبة إلى شعب اليهود .و قيل :بل منسوبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب ، و عممت على الشعب على سبيل التغليب . أهم الشخصيات -موسى : ولد في مصر أيام الفرعون المذكور في القرآن الكريم ،تربى في قصره بعد أن وجدته امراته في اليم داخل التابوت ،كما قص القرآن علينا ،خرج إلى مدين في شبابه ؛ هاربًا من بطش فرعون ؛ ألنه قتل مصريًّا اعتدى على رج ٍّل من بني إسرائيل – دون قص ٍّد – و عاد بعد ذلك نبيًّا يدعوه إلى الله ،و أن يخرج معه بني إسرائيل .أتعبه بنو إسرائيل في سيناء حتى إنهم رفضوا دخول األرض المقدسة التي كتب الله لهم و عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري ،فغضب الله عليهم وجعلهم يتيهون في الصحراء أربعين سنةً مات خاللها موسى و دُفِنَ في كثي ٍّ ب أحمر دون أن يدخل فلسطين . -يوشع بن نون :تولى قيادة بني إسرائيل بعد موسى ، و مع ْ ظهرت بوادر دخولهم األرض المقدسة ؛ إذ وصل بهم إلى قيادته أريحا شرقي األردن . -صموئيل شاءول " طالوت المذكور في القرآن " :ظهر في أواخر عصر القضاة الذين حكموا عشائريًّا قبائل بني إسرائيل االثني عشر ،فكان آخر القضاة و أول الملوك عندهم ،واجه جالوت " ملك الفلسطنيين الكافر " في المعركة التي ذُ ِك َر ْ ت في سورة البقرة 58- -داوود : كان أحد الجنود في جيش طالوت ،و هو الذي قتل جالوت الملك ،فأصبح الملك بعد طالوت ،و اتخذ من القدس عاصمة لمملكته " أورشليم " ،و كان الملك وراثيًّا في أوالده . -سليمان بن داوود :خلف أباه النبي – عليهما السالم – عال نجمه حتى صاهر فرعون مصر و تزوج ملكة سبأ بعد أن دانت له و اتبعت دينه ،لكن ملكه انكمش بعد مماته فاقتصر على غرب األردن . ْ يحظ بمبايعة بني إسرائيل -رحبعام :أحد ملوك بني إسرائيل ،لم جميعًا فمال بعضهم إلى أخيه يربعام ،فانقسمت مملكة بني إسرائيل في عصره إلى قسمين :شمالية اسمها إسرائيل و عاصمتها شكيم . وجنوبية اسمها يهوذا و عاصمتها أورشليم . -عاموس :نب ٌّ ي من أقدم أنبياء العهد القديم الذين وردت أقوالهم مكتوبةً فيه . -أرميا :ندد بأخطاء بني إسرائيل و تنبأ بسقوط أورشليم على يد البابليين . -حزقيال :قال بالبعث و الحساب و تنبأ بالمسيح – عيسى - الذي يجئ من نسل داوود مشتهرا بالمنامات و الرؤى الرمزية ،ووعد شعبه ً -دانيال :كان بالخالص على يد المسيح . 54- المراحل التاريخية لبني إسرائيل المرحلة األولى :خياتهم مع بني كنعان العرب الذين أنشأوا القدس أو إيلياء . المرحلة الثانية :خروجهم من إيلياء إلى مصر أوان حكم يوسف لها بعد دعوة قدمها ألبيه يعقوب و إخوته للقدوم ؛ للعيش في مصر . المرحلة الثالثة :عبوديتهم في مصر أوان الفرعون المذكور في القرآن الكريم . المرحلة الرابعة :خروجهم من مصر مع موسى و مرحلة التيه في الصحراء . المرحلة الخامسة :خروجهم من التيه و الحكم العشائري على يد القضاة . المرحلة السادسة :الممالك اإلسرائيلية التي بدأت بملك طالوت . المرحلة السابعة :مرحلة المتنبئين باالحتالل البابلي – على يد بختنصر – والخالص على يد المسيح من األسر البابلي . المرحلة الثامنة :احتالل قورش ملك فارس لبابل و السماح ألسرى بني إسرائيل بالعودة منه . المرحلة التاسعة :وقوع بني إسرائيل تحت حكم اإلسكندر األكبر و البطالمة من بعده . المرحلة العاشرة :اكتساح الرومان لفلسطين و استيالئهم على القدس تحت قيادة بامبيوس . المرحلة الحادية عشرة :الحكم اإلسالمي فيها بعد فتح فلسطين في عهد عمر ، و إجالء الرومان منها شريطة أال يدخلها أحد من اليهود . 22- المرحلة الثانية عشرة :الحركة الجديدة لليهود تحت اسم الصهيونية لبناء دولة إسرائيل على أرض فلسطين ،باعتبارها مركز دولتهم التي تبدأ من النيل وتنتهي عند الفرات ؛ لتجمع تاريخهم كله . المعتقدات و اآلراء اإلله عند اليهود : كثيرا ما كانوا يعمدون إلى التعدد ً اليهود موحدون في األصل ،و لكنهم والتجسيد ؛ لذا كثر فيهم األنبياء لردهم إلى جادة التوحيد كلما ضلوا ، واتخذوا العجل إل ًها على يد السامري بعد خروجهم من مصر ،و اسم إلههم يهوه ،و ليس معصو ًما عندهم ،بل يخطئ و يثور و يندم ،كما أنه إله قاس مدمر لشعبه ،وهو إلههم فقط و عدو لآلخرين ،و عزرا متعصب ٍّ عندهم – عزير عندنا – ابن الله ؛ ألنه أوجد التوراة بعد ضياعها . كتب اليهود : -العهد القديم :مقدس لدى اليهود ،و ينقسم قسمين : التوراة :و فيها خمسة أسفار – أسفار موسى : - التكوين – الخروج – األخبار – العدد – التثنية . أسفار األنبياء :المتقدمين و المتأخرين ،كيوشع بن نون و الملوك األول والثاني ،و يونس و ميخا و زكريا . -الكتابات :و فيها خمسة كتابات ،هي : 25- الكتابات العظيمة كالمزامير و الزبور و أمثال سليمان و أيوب . المجالت الخمس :كنشيد اإلنشاد و أرميا . الكتب :مثل دانيال و عزرا و أخبار األيام األول و أخبار األيام الثاني . أستير و يهوديت :و ك ٌّل منهما أسطورة تحكي قصة امرأة تحت حاكم من غير بني إسرائيل ،واستخدمت جمالها في سبيل رفع ٍّ الظلم عن اليهود . التلمود :و هو روايات شفوية تناقلتها الحاخامات حتى جمعها ب أسماه المشنا – إيضاح الشريعة و أحدهم " يوضاس " في كتا ٍّ ت و روايا ٍّ ت شفوية تفسيرها – و قد أتم الراباي يهوذا تدوين زيادا ٍّ ب آخر هو " جمارا " و من المشنا و الجمارا يتكون التلمود . في كتا ٍّ و يحتل التلمود عند اليهود مكانةً كبيرة تزيد على مكانة التوراة . الفرق اليهودية :و هي : -الفريسيون " متصوفة رهبانيون – األحبار الربانيون " :يحافظون على مذهبهم عن طريق التبني ويؤمنون بالبعث و المالئكة و العالم اآلخر . -المتعصبون " السفاكون " :هم قريبون من الفريسيين ،و لكنهم اتسموا بالعدوانية و سفك الدماء وعدم التسامح مع من اضطهدوا اليهود و غيرهم ،قاموا في مطلع القرن الميالدي األول بثورةٍّ قتلوا فيها الرومان و من عاونهم من اليهود . 22- -الصدقيون :رغم اسمهم هذا ،فقد اشتهروا باإلنكار و التكذيب بالبعث و الحساب و الجنة و النار و المالئكة و المسيح ،و سموا بهذا االسم نسبةً إلى كاهن اسمه صادوق . -الكتبة " السادة و الحكماء " :عرفوا شريعة اليهود من خالل عملهم بفحش على ٍّ بالنسخ ،فاتخذوا الوعظ مهنةً لهم ،و أثروا من خاللها حساب مريديهم . -القراءون :من قراءة التوراة ،و هم قلة من أتباع أحبار الفريسيين ، ال يعترفون إال بالتوراة و ينكرون التلمود بدعوى حريتهم في قراءة التوراة و شرحها . -السامريون :طائفة من المتهودين – يهود من غير بني إسرائيل – سكنوا جبال بيت المقدس ،أثبتوا نبوة موسى و هارون و يوشع بن نون دون من بعدهم من أنبياء بني إسرائيل . -السبئية :فرقة من اليهود من أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي ،دخلوا اإلسالم لتدميره و تفريق المسلمين ،فأشعلوا الثورة ضد عثمان بن عفان و دسوا األحاديث الموضوعة على الرسول ، و زعيمهم هو رائد الفتن السياسية و الدينية في اإلسالم . أعياد اليهود : -عيد الفصح :و هو يوم خروجهم من مصر . -يوم التكفير :و هي 4أيام ،و تسمى أيام التوبة . -زيارة بيت المقدس :و هو واجب عليهم مرتين في العام . -الهالل الجديد :يحتفلون به كل شهر . 22- -يوم السبت :من أهم أيامهم ؛ ألنه عندهم اليوم الذي استراح فيه الرب بعد فراغه من خلق السموات و األرض . الجذور العقائدية -أخذ اليهود من الشعوب التي عاشوا معها ،فأخذوا من المصريين عبادة العجل ،و أخذوا من البابليين تشريع حمورابي ،كما أخذوا القول التناسخ من بابل التي أخذته بدورها من الهند . -أخذوا من النصرانية اعتقادهم البنوة لله ،فاعتقدوا بنوة عزير لله ، كما يقولون في أناشيدهم " تسبب يا أبانا في أن نعود لشريعتك " . -أخذوا عن الفلسطينيين القدماء بعض اآللهة ،كآلهة البلعيم والعشتارت و آرام و صيروم و مؤاب . االنتشار و مواقع النفوذ عاش العبريون في األصل في عهد أبيهم يعقوب في منطقة األردن وفلسطين ،ثم انتقلوا إلى مصر في عهد يوسف ، ثم رحلوا إلى فلسطين نظرا النعزالهم ،تفرقوا في دول العالم ومنذ القرن العشرين ،و هم ً ،و يجمعون شتاتهم في أرض فلسطين ،تشجعهم الصليبية األوروبية والصهيونية على الرغم من أنهم حاليًا أخالط متعددة ال تمت للعبرانيين األصليين بأي صلة . 22- 21- الفصل الثالث :من الديانات الوضعية من الديانات الوضعية الشرقية و نعرض في هذه المحاضرة لثالث ديانات وضعية ظهرت في شعوب الشرق ،و ال زال لها أتباع ،و هذه الديانات هي :الصابئة المندائية – الهندوسية البرهمية – المجوسية الزرادشتية . أوالً :الصابئة المندائية تعريفها الصابئة تالمندائية إحدى الديانات الشرقية ،يعتقد أصحابها وحدانية الله ، و أن نبيهم يحيى ، و لكنهم وقعوا في الوثنية لعبادتهم الكواكب و المالئكة و الروحانيات العلوية ،ويتجهون للقطب الشمالي ( قبلتهم ) .كما يعتقد بعضهم أن ديانتهم موجودة قبل إبراهيم ؛ و لذا فهم حنفاء متمسكون باإلسالم المشترك بينهم و بين المسلمين ،مثل عبادة الله و تحريم الفواحش و الظلم . أبرز الشخصيات عند الصابئة -آدم إذ يزعمون انتسابهم إليه ؛ ألن دينهم يصل إلى سام بن نوح -يحيى ، فهم يزعمون أنه أرسل إليهم بهذا الدين . 26- -الشيخ عبد الله بن الشيخ سام " الكنزبرا" ،فهو الرئيس الروحي لهم و كان يعيش بالكرخ في بغداد . 5412 معتقدات الصابئة اإلله عندهم :هو الله الواحد األزلي الخالق ،و لكنهم يعتقدون أنه خلق 262 مخلوقًا يفعلون أفعاله و يعلمون الغيب ،و ٍّ لكل منهم مملكة في عالم األنوار ،و هم ليسوا مالئكةً و ال آلهة ،و ال مخلوقا ٍّ ت كبقية الكائنات الحية ،و لكن الله ناداهم بأسمائهم ،ف ُخ ِلقُوا و تزوجوا بنساءٍّ من جنسهم و يتناسلون منهم فورا و تلد واحدًا منهم .إضافةً إلى أنهم بالكلمة منهم ،فتحمل امرأته ً يقدسون الكواكب ألنهم يعتقدون أنها مساكن المالئكة . كتبهم :كتبهم متعددة ،و من أهمها : -يعتقدون أنه صحف آدم ، و توجد منها نسخة في خزانة المتحف العراقي . -دراشة إديهيا :يشتمل على تعاليم يحيى و حياته . -الفلستا :كتابهم المتعلق بالزواج و الخطبة و النكاح و احتفاالتها . صور لهم . ٍّ -الديونان :و هو قصص و سير بعض الروحانيين مع -سفر ملواشة " سفر البروج أو التنجيم " :يعرفون منه حوادث السنة المقبلة .س مصطلح -النياني :يشتمل على أناشيدهم و أذكارهم الدينية ،و منه نسخة في المتحف العراقي . 27- رجال الدين عندهم :و هم طبقا ٍّ ت ،منها : -الحاللي " الشماس " :و هو الذي يسير في الجنازات و يقيم سنن الذبح . -الترميدة :هو الشماس إذا فقه كتابين من كتبهم المقدسة " إنشماثا و النياني " -األبيسق :الترميدة الذي يختص في العقد على األرامل . -الكنزبرا :الترميدة الذي لم يتزوج ثيبًا أبدًا ،و حفظ الكنزاربا . يشترط في الكنزبرا عند الصابئة ....... ،...... -الريش أمه :هو رئيس األمة المطاع و صاحب الكلمة النافذة . -الرباني :و هي منزلة لم يصل لها عندهم إال يحيى . معبدهم :يسمى المندي ،و فيه كتبهم المقدسة ،كما يتم فيه تعميد رجال دينهم ؛ و لذا يقام على ضفاف األنهار اليمنى ،له باب واحد يقابل الجنوب حتى يتوجه القطب الشمالي الذي يعتبر قبلتهم . عباداتهم : -الصالة عندهم ثالث عند الشروق و الزوال و الغروب ،ويجعلونها جماعةً في أيام األعياد و اآلحاد فيها وقوف و ركوع و جلوس دون سجود . -الصوم :و هم يحرمونه حاليًا ؛ ألنه عندهم من باب تحريم ما أحل الله ،و لكنه عند أسالفهم كان نوعين كبير و صغير ،فالكبير ما كان عن كبائر الذنوب و اآلثام .و الصغير لمدة من 22 – 22يوم متفرقة في السنة عن اللحوم المباحة . 28- -الطهارة :مفروضة على الذكر و األنثى بال تمييز ،و البد أن تكون في الماء الجاري الحي غير المنقطع عن مجراه الطبيعي . -من مفسدات وضوئهم و طهارتهم :البول و الغائط و الريح و لمس الحائض و النفساء . -التعميد :يعني الوضع في الماء الحي ،و هو من أبرز عقائدهم ،و له أنواع :تعميد الوالدة و تعميد الزواج ،و عماد الجماعة في كل عيد – عماد األعياد الكبير و الصغير و عيد يحيى و تعميد المحتضر و دفنه . جذورهم الفكرية و العقائدية -أخذ الصابئة المندائيين عن فرق الصابئة القديمة ،كأصحاب الروحانيات وأصحاب الهياكل و الحلولية . -كما تأثروا باليهودية و المسيحية و المجوسية لمجاورتهم المكانية . -تأثر الصابئة باألفالطونية الحديثة التي كانت موجودة ً في سوريا ،كما ْ ظهرت أيام إبراهيم ، و كذا الفلسفة اليونانية تأثروا بالفلسفة التي بوثنيتها . االنتشار و أماكن النفوذ ينتشر الصابئة في العراق على ضفاف دجلة و الفرات ،و منطقة األهوار ، و لهم معبدان في قلعة صالح بالعراق .كما يوجدون في إيران على ضفاف نهر الكارون و الدز ،و كذا في مدن إيران الساحلية . 24- ثانيًا :الهندوسية البرهمية هي إحدى الديانات الوثنية الشرقية ،يعتنقها معظم أهل الهند ،و هي ْ تشكلت عبر مسيرةٍّ طويل ٍّة من مجموعة من العقائد و العادات و التقاليد التي القرن 51ق .م حتى اآلن ،و تضم قي ًما روحيةً و خلقية إلى جانب مبادئ قانونية و تنظيمية ،متخذة ً عدة آلهة بحسب األعمال و المناطق . أبرز الشخصيات ليس للهندوسية مؤسس معين معروف ،و لكن من أهم من ساهم في وضعها على مر العصور :اآلريون الغزاة ،و كهنة البراهمة الذين يزعمون أن في عنصرا إلهيًّا ،و كذا قوانين منوشاستر . ً طبائعهم األفكار و المعتقدات -اإلله في عقيدة الهندوس :ليس لديهم توحيد ،و لكن أحدهم إذا أقبل على أحد اآللهة ،أقبل عليه بالكلية ،حتى تختفي عنه باقي اآللهة ،فيدعوه رب األرباب .و عندهم عقيدة التعدد و التثليث في اآللهة منذ القرن 4ق.م ،في إيمانهم بثالثة آلهة ،هم :براهما و فشنو و سيفا . -كما يلتقي الهندوس على تقديس البقرة و أنواعٍّ من الزواحف و الحيوان ، كاألفعى و القرد ،كما يؤلهون بعض البشر مثل " كرشنا " الذي يعتقدون أن اآللهة تحل فيه . 22- -كتبهم المقدسة :هي كثيرة و غريبة اللغة عسيرة الفهم شرحت عدة مرا ٍّ ت ،فقدسوها و شروحها جميعًا ،ومنها :الفيدا – رج فيدا – بجور فيدا – سم فيدا – سمهتا – البراهمن – آرنياك – مها بهارتا – كيتا – رامايانا – يوجا واسستها . -أهم الطبقات في المجتمع الهندوسي : الكاستر :خلقوا من ذراعي اإلله البراهمة :و فيهم صفات اآللهة . الشودر :خلقهم اإلله من رجليه الويش :خلقهم اإلله من فخذه جذورها العقائدية تأثر الهندوس باآلريين غزاة الهند في القرن 51ق .م ،فتمازجت عقائد الجانبين ،كما دخلت البوذية و الجينية على الهندوسية فأثرت فيها ،كما تأثرت بقوانين منوشاستر .إلى جانب ذلك أثرت الهندوسية في النصارى بعقيدة التثليث ،و في المسلمين بعقيدة التناسخ و الحلول ووحدة الوجود التي ظهرت في بعض فرق الصوفية و الشيعة " اإلسماعيلية " االنتشار و مواقع النفوذ توجد الهندوسية في شبه القارة الهندية ؛ و لذا انفصلت الباكستان عن الهند ؛ الختالف ديانتها " اإلسالم " عن عقيدة الهند و ديانته " الهندوسية " . 25- ثالثًا :المجوسية الزرادشتية تعريفها . ْ تأسست في بالد فارس " إيران " في القرن 6ق.م هي ديانة وضعية شرقية على يدي زرادشت بن يورشب ،و تسمى المجوسية ؛ ألن قبيلة المجوس الفارسية أول من آمن بها ،ثم كانت الدين الرسمي لفارس قديما في عهد اإلمبراطوريات اإلخمينية و البارثية و الساسانية . أهم الشخصيات من أهم الشخصيات زرادشت ،و هو مفكر دين ظهر في فارس ،و تنسب إليه هذه الديانة . األفكار و المعتقدات -اإلله في المجوسية :المجوسية عقيدة وثنية ثنوية " تقول بإلهين اثنين إله للخير و إله للشر" فاألصل هو إله الخير " إله النور أهورا مزدا " وال نظرا لوجود الشر ،جعلوا له إل ًها ،هو " إله ً يصدر عنه إال الخير ،و الظالم أهرمان " تصدر عنه الشرور ،و الصراع بين االثنين مستمر ، فاألشرار ينسبون إلله الظلمة والصالحون ينسبون إلله النور . -نبوة زرادشت :فهو نبي من عند إله النور أهورا مزدا . -الحساب بعد الموت :يؤمنون به ،و بأن الزرادشتي الصالح يلتحق بزرادشت في الجنة ،أما الفاسق ،فيخلد في النار مع الشاطين . 22- -نهاية العالم :يؤمنون بأن العالم ينتهي بانتصار إله الخير على إله الشر ، فتنتهي من العالم الشرور و الشقاء -تقديس النار :ألنها مصدر النور الذي يجب عليهم االتجاه إليه ؛ ألنه قبس من نور اإلله . بدن مات صاحبه إلى بدن -تناسخ األرواح :و يعني ذلك انتقال الروح من ٍّ ق حي ٍّ آخر . مخلو ٍّ -الرجعة :و هي فكرة تنص على ظهور من ينشر العدل ،و يُ ْد َ عى صاحب العودة " أشيزريكا " أي الرجل العالم الذي يحيي العدل و يميت الجور وتنقاد له الملوك . الجذور العقائدية و الفكرية تأثرت المجوسية بالصابئة عبدة الكواكب في القول بوجود الخير و الشر معًا ْ تأثرت بالديانات الهندية في القول بالتناسخ .إلى جانب ذلك أثرت في ،كما ْ تسترت بحب آل البيت لهدم بعض الحركات الباطنية " الشيعية" التي اإلسالم ،و منهم عبد الله بن سبأ و هو يهودي مجوسي األصل ،و كذا أبو لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب . االنتشار و مواقع النفوذ أكثر المجوس في إيران في مدن طهران و كرمان و أصفهان ،و يوجدون في الهند ،و منهم أقلية في الباكستان و دول أوروبا و أفريقيا و أمريكا ، 22- وعددهم الحقيقي غير معروف ؛ ألن بعضهم يخفي انتماءه الديني الحقيقي ، بدين آخر . و يتظاهر بالتدين ٍّ 22- 21- الفصل الرابع :الثقافة الدينية اإلسالمية تبين من قبل أن الدين من الجوانب األساسية التي ال يجوز إهمالها في حياة اإلنسان ؛ ألن الدين يغذي الجانب الروحي و الذي " يشمل كل القوى ،وهو الذي عبر عنه 12 ب و روح " المعنوية في اإلنسان من عق ٍّل و قل ٍّ اإلمام الغزالي بـ " الحس السادس الذي يعبر عنه بالعقل أو بالنور أو بالقلب 13 ". و أيًّا ما كان هذا الجانب الروحي ،فإن من أهم وسائل تغذيته و تنميته الثقافة الدينية أو الثقافة اإلسالمية ،و فيما يلي بيان تعريفها لغةً و اصطال ًحا أوالً :الثقافة في اللغة . وردت مادة " ثقف " في لغة العرب ،فدلت على معان حسية و أخرى معنوية ،من المعاني الحسية تثقيف الرمح ،أي تسويته و تهذيبه ،و من الدالالت المعنوية :تثقيف العقل ،و كذا الحذق و الفطنة والذكاء و سرعة التعلم والضبط و التقويم والتهذيب . ثانيًا :الثقافة في االصطالح . لم يستعمل العرب قدي ًما مادة الثقافة بالمعنى الذي ندركه حاليًا من اللفظ ،و لكن اللغويين بعد اإلسالم أدرجوا في معاني اللفظ و دالالته التهذيب ،جاء في ذلك قول الزمخشري " :ثقف القناة ،وعض بها الثقاف ،وطلبناه فثقفناه في مكان كذا :أي أدركناه.وثقفت العلم أو الصناعة في أوهى مدة :إذا أسرعت أخذه ،ومن المجاز :أدَّبه وثقفه ،ولوال تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئًا. 12اإلنسان و القيم في التصور اإلسالمي ،د.محمود حمدي زقزوق ،ص. 12 13إحياء علوم الدين للغزالي ج 2ص. 284 26- وهل تهذبت وتثقفت إال على يدك" 14.كما نجد ابن سالم الجمحي يشير إليها مستقلةً بقوله " :وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف 15 العلم والصناعات " . نظرا الختالف األشخاص الذين ً و قد تعددت التعريفات االصطالحية نظرا لتنوع القضايا التي تندرج ضمن الثقافة . يعرفونها و تخصصاتهم ،و ً عرفها بعض رجال الغرب ،فرأوا أنها " الكل المركب الذي يتضمن 16 المعارف والعقائد والفنون واألخالق والقوانين" و عرفها مجمع اللغة العربية بأنها جملة " ْالعُلُوم والمعارف والفنون الَّتِي 17 ْ يطلب الحذق ِفي َها " و عرفها د.أحمد شلبي بأنها " :الرقي في األفكار النظرية ،وذلك يشمل الرقي في القانون والسياسة واإلحاطة بقضايا التاريخ المهمة ،والرقي كذلك 18 في األخالق أو السلوك ،وأمثال ذلك من االتجاهات النظرية". و قد فرق د.أحمد شلبي في هذا التعريف بين العلوم اإلنسانية التي تحدد الطابع المميز لكل أمة ،وبين العلوم التجريبية التطبيقية ،فال يعتبرها داخلة ضمن نطاق الثقافة ؛ وذلك ألن الثقافة تتناول العقيدة والنشاط اإلنساني في شتى مجاالت اآلداب والعلوم والفنون والعادات واألدب الشعبي وأدب الخاصة ،والنظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية كنظم الحكم واإلدارة ونظم األسرة ،بينما يخرج عن هذه الدائرة تخطيط المدن وتطوير القرى ووسائل النقل ...الخ . 14أساس البالغة للزمخشري . 15طبقات الشعراء البن سالم الجمحي ،ص. 6 16ركائز علم االجتماع ص. 562 17المعجم الوسيط ()48 /5 18موسوعة "النظم والحضارة اإلسالمية" د.أحمد شلبي . 27- ثالثًا :العالقة بين الثقافة و مصطلحي العلم و الحضارة . أ -العالقة بين الثقافة و العلم . األمر السابق يأخذنا ؛ الستكشاف العالقة بين الثقافة و بعض المفاهيم التي قد تختلط بها عند البعض ،كالعلم ،و يمكن توضيح العالقة بينهما في الشكل التالي : العلم الثقافة وجه المناقشة جملة من العلوم و الفنون جملة من المعارف المتنوعة التعريف يطلب العلم بها ( في جوانب التي يحصل عليها المتعلم في ب معين . جان ٍّ متعددة ) تتميز بالتنوع ؛ فهي كما يتميز بالتخصص؛ ألنه يشير شئ عن عدة إلى التعمق في مجا ٍّل ما بعينه ؛ نقول معرفة ٍّ أشياء ،فاإلنسان إذا أخذ لنتعرف جميع معارفه و الخصائص معرفة من عدة مجاال ٍّ ت معلوماته تقريبًا ،و لذا يقال عن صاحبه :عال ًما . أصبح مثقفًا تتميز بالذاتية و الشخصية ،يتميز بالعالمية و الموضوعية إذا العلمية فالمعارف و لذا تختلف ثقافات األمم ، استقرت علميًّا ال يختلف عليها فيما بينها البشر على اختالف بالدهم و أديانهم . 28- ب -العالقة بين الثقافة والحضارة . يرى بعض العلماء أن الثقافة تختلف عن الحضارة بينما يرى البعض تالزمهما ،و نبين ذلك في الشكل التالي : الحضارة الثقافة وجه المناقشة جملة من العلوم و الفنون مظاهر الرقي العلمي والفني التعريف يطلب العلم بها ( في جوانب واألدبي واالجتماعي التي تنتقل من جب ٍّل آلخر ،ومن أمة متعددة ) ألخرى في جوانب الحياة المادية تختص بالجوانب المعنوية تختص بالوسائل والمخترعات وصل التي واالبتكارات و المعرفية و الروحية المجتمع اإلنساني بها إلى آفاق بعيدة من الرقي والتنظيم 19 المادي و الرفاه في الحياة . العقلي هي المظهر المادي للثقافة المظهر هي للحضارة 19لمحات في الثقافة اإلسالمية (ص)22 : 24- األمر السابق يعني تالزمهما و تقاربهما ؛ ألن ثقافة كل أمة " الخصائص أساس حضارتها ،فهي فكرها وحركتها وأسلوب حياتها " ، 20 هي الوقود المعتمد عليه في قيام الحضارة ،و هي الموجه األول للحضارة للسير في اتجا ٍّه معين دون اتجا ٍّه آخر . إذا كانت الحضارة " هي التطبيق المادي للتراث الثقافي؛ فهي -من ناحية أخرى -وليدة هذا التراث في البيئة التي تقوم فيها؛ ثم إنها كذلك المرآة التي تعكس لنا مقومات ثقافة المجتمع و عليه فال ضير إذا أطلقنا الكلمتين 21 وخصائصها العامة " ثقافة و حضارة على مفاهيم واحدة . و بنا ًء على ما سبق ،يمكن القول :إن الحضارة نوعان مادية و معنوية ،و قد يكون المجتمع متحضر ماديًّا متخلف معنويًّا أو روحيا ،و العكس صحيح . 20أضواء على الثقافة االسالمية (ص)56 : 21لمحات في الثقافة اإلسالمية (ص)22 : 22- رابعًا :أهمية الثقافة الدينية و اإلسالمية في المجتمعات اإلسالمية -5ذكرنا من قبل أن الثقافة مجموعة من العلوم و المعارف يكتسبها اإلنسان ،وعليه فالثقافة الدينية توسع دائرة المعارف اإلنسانية لدى صاحبها . -2تمد الثقافة الدينية و اإلسالمية اإلنسان بالتصور الصحيح عن الحياة و الكون و اإلنسان ،و تمده بالمعارف المتعلقة بالغيبيات ،مثل المالئكة و الجنة و النار ...الخ . ب ،وتوجهه -2تربط الثقافة اإلنسان بتراثه من جانب ،وواقعه من جان ٍّ للتعامل األمثل مع مستقبله . -2الثقافة الدينية زاد ضروري لمن يريد أن يعيش حياة متدينة في مواجهة التحديات المعاصرة ،و ثقافة المسلم حينئ ٍّذ خير زاد لإلنسان المسلم الواعي ،فثقافته اإلسالمية تحصن عقله ونفسه 22 وأسرته ،ليتقدم في ركب الحياة ويعايش أحداث العصر. سا :مصادر الثقافة الدينية و اإلسالمية . خام ً -5تعتبر النصوص الدينية النقلية المصدر األول للثقافة الدينية ، فالقرآن و السنة المصدر األول للثقافة اإلسالمية . -2التاريخ من أهم مصادر ثقافتنا الدينية و اإلسالمية ؛ ألنه يغرس في نفس اإلنسان الفخر و االنتماء لدينه ووطنه و تاريخه . 22أضواء على الثقافة االسالمية (ص)12 : 25- -2اللغة العربية ،و هي من أهم المصادر ؛ ألنها تشكل هويتنا الدينية و اإلسالمية ؛ ألنها لغة القرآن و السنة و علوم التراث كلها سواء 24 كانت علوم دين 23أو علوم دنيا . سا :أهم التحديات التي تواجه الثقافة الدينية و اإلسالمية . ساد ً يعتبر الغزو الغربي من أهم التحديات التي تواجه الثقافة بشكل عام ؛ ألن الغزو يأتي بفرض نموذجه األجنبي من الثقافة على ثقافة البلد التي يحتل . خطرا من األول ً و إذا كان للغزو نوعان عسكري و فكري ،فإن الثاني أشد لتنوع أساليبه و خفائها .و فيما يلي نبين كالً منهما . أ -الغزو العسكري :و يمثل الهجمات العسكرية الظالمة التي عانت منها البالد اإلسالمية ؛ ألنها استهدفت وجودها منذ القدم .ومنها : -5الحروب الصليبية الشرسة ( )645_242التي استهدفت الشام ومصر وأدت إلى انشغال األمة بها قرنين من الزمان . -2الهجوم التتري علي العراق والشام وإسقاط الخالفة العباسية وتدمير الكتب وقتل العلماء في القرن السابع الهجري . -2االستعمار األوربي للبلدان اإلسالمية طوال قرنين ( ، )5462_5748وما حاول فيه من مسخ الثقافة اإلسالمية واستنزاف خيرات األمة . 23كالتفسير و الفقه و الحديث . 24كالطب و الهندسة و الصيدلة و الجغرافيا . 22- -2الهجمة الصهيونيه الشرسة التي زرعها الغرب في قلب العالم اإلسالمي لليهود ؛ إذ اجتمعوا من أنحاء العالم باختالف لغاتهم وعرقياتهم في هجرات متتابعة إلى فلسطين . -1ومايجرى – حاليًا -من احتالل ألكثر من بلد إسالمي بحجج وهمية " كالعراق و سوريا " ب -الغزو الفكري " :هو إغارة األعداء على أمة من األمم بأساليب مختلفة ووسائل عديدة لتدمير قواها الداخلية واألخالقية " وهذا المصطلح ظهر في بداية القرن العشرين ،لكنه موجود بأساليبه من قبل ذلك بكثير . والفرق بينه وبين الغزو العسكري أن الغزو العسكري يأتي للقهر وتحقيق أهداف استعمارية دون رغبة الشعوب و رضوخهم له ،أما الغزو الفكري فهو ي س ِم َ لتصفية العقول واألفهام لتكون تابعة للمحتل ،و هو غزو غير مسلح ،و ُ فكريًّا ؛ ألنه غزو لألفكار والعقول بعد أن أدرك األعداء أن الغزو المسلح ال يكفي إلضعاف األمم المراد احتاللها ،فعمدوا إلى غزو العقول واألفكار عند أصحاب تلك البالد . 22- 25 وسائل الغزو الفكري -5اإلعالم :من أقوى أسلحة الغزو الفكري ،و هو يؤدي دور كبير في تشويه اإلسالم و المسلمين ؛ إذ يسمي األسماء بغير مسمياتها ،فالمدافع عن أرضه وبلده إرهابي ،والمحتل مدافع عن نفسه ،و يسئ إلى معتقداتنا وشعائرنا وسلفنا وعلمائنا إلى جانب ما يقدمه من الشبهات التي تشكك في الدين وأحكامه ،وقد ازداد خطر هذه الوسيلة مع انتشار الفضائيات وتنامي الشبكة العنكبوتية (اإلنترنت) حيث نجد المواقع التي تثير الشبهات وتشكك في العقائد وتنشر المذاهب و األفكار الباطلة ،كما تنشر اإللحاد . -2االستشراق :في االصطالح هو " دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه – خاصة اإلسالم –ألهداف مختلفة علمي ٍّة واستعمارية و دينية تقوم في أغلبها ؛ لتشويه اإلسالم وإضعاف المسلمين " و هذا من مظاهر الغزو الفكري الغربي للمسلمين ،فالمستشرقون درسوا اإلسالم من كافة مجاالته – القرآن و السنة ، الفقه و الشريعة ،اللغة و األدب واألخالق – وكان لعملهم نتاج كبير ،من أهمه في القرن العشرين " دائرة المعارف اإلسالمية " التي صدرت بثالث لغات "اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية " وترجمت إلى عدة لغات ،و اشترك في تألفيها أكثر من ()222مستشرق ،واحتوت على معلومات مهمة عن الشرق واإلسالم ،كما اشتملت على شب ٍّه ومطاعن حول القران والعقيدة والشريعة اإلسالمية وأعالم المسلمين بلغت أكثر من ( )222مطعن وانتقاص للعقيدة اإلسالمية . 25المدخل إلى الثقافة اإلسالمية ،ص ، 25و ما بعدها . 22- -2العلمانية :التي تعمل على إقصاء اإلسالم من شتى شؤون الحياة السياسية واالقتصادية والتعليمية واالجتماعية. -2محاربة الدعوة اإلسالمية :بحجة أن اإلسالم دين اإلرهاب و اإلرهابيين ، مبررا لمحاربة الدعوة ً ودليلهم االعتداء على برجي نيويورك ، 26فيجعلون ذلك اإلسالمية و الجمعيات الخيرية اإلسالمية والزج بها في تلك األحداث واتهامها بدعم اإلرهاب ومصادرة ممتلكاتها. -6التغريب والعولمة الثقافية :وهي باختصار فرض الثقافة الغربية عن طريق المنظمات والمؤتمرات الدولية ووسائل اإلعالم المختلفة. نتائج الغزو الفكري " آثاره " -5تشويه اإلسالم وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة النبوية وعقيدة اإلسالم وشريعته وما يحدث اآلن من محاول ٍّة لربط اإلسالم باإلرهاب هو جزء من هذه الحملة -2تفريق المسلمين وإزالة الوحدة اإلسالمية والدعوة إلى القوميات المتنوعة وقد كانت الرابطة التي تجمع الشعوب اإلسالمية هي الرابطة اإلسالمية فشجع الغرب الشعوب المختلفة على المناداة بالقوميات التي تنتسب إليها األمم المختلفة فنادى العرب بالقومية العربية واألتراك بالتركية الطورانيه ونادى األكراد بالكردية وبذلك تفسخت عرى الرابطة الواحدة التي كانت تجمع هذه األمة وتوحدها .وقد أغرق البعض في دعوتهم عندما أحيوا الحضارات القديمة إليجاد 26اللذين دمرا في . 2225 21- مزيد من االنقسام والفرقة ،فرأينا الدعوة إلى الفرعونية والدعوة إلى البابلية واآلشورية . و إذا ما أردنا تبين موقف اإلسالم ،فإن اإلسالم يشجع الوطنية الحقة والقومية الهادفة القائمة على التعاون على البر والتقوى ،و لكنه في الوقت نفسه يحارب العصبيات ،و يجعل الرابطة الحقيقية بين المسلمين هي رابطة العقيدة وجميع الروابط األخرى هي فرع منها مثل رابط الجوار والقرابة والوطن. -2الجهل باإلسالم وعقائده وأحكامه في كثير من بالد اإلسالم وانتشار البدع والخرافات والمذاهب الباطلة كالقاديانية والبهائية وانتشار األفكار العلمانية المتطرفة والتكفيرية الغالية . -2الهزيمة النفسية لدى بعض المسلمين واهتزاز الثوابت لديهم ونشوء طبقة من المثقفين المستغربين المنبهرين بالغرب وثقافته . -1إضعاف اللغة العربية التي اختارها الله لكتابه وانتشار اللهجات المحلية. -6إفساد التعليم وإضعاف التعليم اإلسالمي . -7إفساد المرأة :حرص الغرب على هذا ؛ ألن فسادها يفسد المجتمع كله ،فهي نصف المجتمع ،و تنتج النصف اآلخر ،فحرصوا على إفسادها و تغريب أفكارها بالدعوات الخداعة إلى الحرية و المساواة بالرجل . 26- كيف نواجه الغزو الفكري -1تعزيز الهوية بأقوى سالح بالعودة إلى أصولنا و منابعها األصلية الصافية . -2العناية بالثقافة اإلسالمية واللغة العربية في وسائل اإلعالم ومناهج التعليم وتسهيل تدريسها وتحبيبها للطالب ،ومن العناية باللغة العربية تفعيل التعريب والترجمة والتقليص من التعلق باللغات األخرى إال في حدود الحاجة الالزمة. -3إبراز إيجابيات اإلسالم وعالميته وعدالته وحضارته وتاريخه للمسلمين قبل غيرهم ،ليستلهموا أمجادهم ويعتزوا بهويتهم -4العمل على نهوض األمة في شتى الميادين دينيا ً وثقافيا ً وسياسيا ً وعسكريا ً واقتصاديا ً وتقنياً ،ومحاربة أسباب التخلف والفساد، -5تقليص الخالفات بين المسلمين حكومات وشعوبا ً وجماعات -6ضمان الحرية الثقافية وتدعيمها ،حيث إن حرية الثقافة ،وإن كانت تنبع من العدالة في توزيع اإلمكانات واإلبداعات اإلنسانية على األفراد ،فإنها في الوقت نفسه عامل أساسي في إغناء الحياة الثقافية وزيادة عطائها .و في هذه النقطة البد من التأكيد على أن الحرية هنا تعني الحرية المنضبطة التي نرجع إلى معايير ثابتة ،ال تلك الحرية التي تجيز لصاجبها انتقاد أي شيء أو رفضه ،و لو كان دينه . 27- -7أن نتعرف اآلخرين وثقافاتهم ،والكشف على مواطن القوة والضعف في الثقافات المختلفة ال سيما الغربية ،ودراسة سلبياتها وإيجابياتها برؤية متفتحة ،غايتها البحث والدراسة العلمية ،وفي الوقت نفسه نعرف تلك الثقافات ما لنا من عقيدة وقيم وتراث وتقاليد اجتماعية عريقة وأن يواكب ذلك عملية التخلص من اإلحساس بمركزية الغرب ونزع صفة العالمية والعلمية والمطلقية عن حضارته . -8أن نقوم وسائل اإلعالم بواجباتها في الحفاظ على الهوية ودعمها، فضالً عن منع استيراد البرامج التي تهدم الهوية دون نظر. 28- 24- الفصل الخامس :من تحديات الثقافة الدينية اإلسالمية المبحث األول :العولمة أوالً :التعريف . هي سيادة النمط الغربي في الثقافة و االقتصاد و الحكم و السياسة في المجتمعات البشرية – عامةً – و العالم اإلسالمي بغرض إخضاعه والقضاء على ميزاته . ثانيًا :المؤتمرات :تتعدد المؤتمرات التي تتبنى فكر العولمة و تدعو إليه ، و من أهمها :المؤتمرات الدولية للسكان التي عقدت في عدة عواصم عالمية ،مثل القاهرة و استانبول و نيويورك و بكين و نيروبي .و تركز هذه المؤتمرات عل إفساد المرأة و األسرة و تدعو إلى الحرية الجنسية واإلباحية و منه تعدد الزوجات . ثالثًا :الوسائل :من أهم وسائل الفكر العولمي : -5اإلعالم -2صندوق النقد الدولي -2اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان -2منظمة التجارة العالمية -1الشركات العمالقة متعددة الجنسيات في منطقة اليورو و منطقة الين ،مثل شركة ميتسوبيشي – شركة جنرال موتورز . رابعًا :األفكار و المعتقدات : -5أفضلية الثقافة الغربية على الثقافة اإلسالمية . 12- -2إهمال األساسيات الدينية " العقائد " و تذويب االنتماء للدين و مسخ شخصية المسلم المستقلة ؛ ليذوب في منظومة العولمة الثقا