الدِّينُ وَالقضايا المُعاصِرَة - ثالثَةٌ إِنجِليزِيٌّ أساسيٌّ

Summary

هذا الكتاب يُناقش الدِّينَ والقضايا المُعاصِرَةَ للطلاب في مرحلة الثالثة إِنجِليزيٌّ أساسيٌّ. يُقدمُ معلوماتٍ هامّةً حول أهمية الدين في حياة الإنسان، و يناقش الديانات السماوية والديانات الوضعية الشرقية و الثقافة الدينية الإسلامية وغيرها.

Full Transcript

‫‪2-‬‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫الصفحة‬ ‫الفصل‬ ‫م‬ ‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أهمية الدين في حياة اإلنسان‬ ‫‪5‬‬ ‫‪56‬‬ ‫من الديانات السماوية السابقة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫من الديانات الوضعية الشرقية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2...

‫‪2-‬‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫الصفحة‬ ‫الفصل‬ ‫م‬ ‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أهمية الدين في حياة اإلنسان‬ ‫‪5‬‬ ‫‪56‬‬ ‫من الديانات السماوية السابقة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫من الديانات الوضعية الشرقية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫الثقافة الدينية اإلسالمية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫من تحديات الثقافة الدينية‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلسالمية‬ ‫‪62‬‬ ‫الحضارة اإلسالمية‬ ‫‪6‬‬ ‫‪72‬‬ ‫اإلنسان و القيم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫التسامح و السماحة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪82‬‬ ‫الوفاء بالعهد‬ ‫‪4‬‬ ‫‪45‬‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫‪52‬‬ ‫‪44‬‬ ‫العدل‬ ‫‪55‬‬ ‫‪522‬‬ ‫المساواة‬ ‫‪52‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪527‬‬ ‫الشباب بين االنحراف السلوكي‬ ‫‪52‬‬ ‫و االنحراف الفكري‬ ‫‪562‬‬ ‫العالقات الدولية الخارجية للدولة‬ ‫‪52‬‬ ‫اإلسالمية في السلم و الحرب‬ ‫‪575‬‬ ‫حوار الحضارات‬ ‫‪51‬‬ ‫‪587‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪588‬‬ ‫المصادر و المراجع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7-‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬أهمية الدين في حياة اإلنسان‬ ‫يعد الدين أحد المكونات الرئيسة للحضارات اإلنسانية التي أقامها اإلنسان‬ ‫على مدى تاريخه ‪.‬و إذا تجنبنا طائفة اإللحاد االستثنائية التي ظهرت عند‬ ‫بعض البشر ‪ ،‬وجدنا اإليمان فطرة أصلية في أعماق اإلنسان ‪ ،‬بما يعني أن‬ ‫اإلنسان متدين بطبعه ‪ ،‬يقول الحق ‪{ : ‬فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِّ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي‬ ‫‪3‬‬ ‫فَطَرَ النَاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِّ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ولَكِنَ أَكْثَرَ النَاسِّ لاَ يَعْلَمُون}‬ ‫و في الوقت الراهن ‪ ،‬نالحظ الفقر الروحي و الديني الذي يعاني العالم منه‬ ‫– عامةً – و الغرب – خاصة ‪ -‬على الرغم من الحضارة المادية الكبيرة‬ ‫التي وصل إليها ‪ ،‬و الخطر الذي نعانيه يتمثل في انبهار الشباب بالمادية‬ ‫الغربية ‪ ،‬و ما يأتي من جانبها من موضا ٍّ‬ ‫ت في المجاالت الحياتية المختلفة ؛‬ ‫ب آخر ؛ و لذا علينا أن نبين أهمية‬ ‫وذلك يعني ابتعادهم عن الدين من جان ٍّ‬ ‫الدين في حياة اإلنسان ‪ ،‬و نعرضها في النقاط اآلتية ‪:‬‬ ‫‪ 3‬سورة الروم اآلية رقم ‪. 22‬‬ ‫‪8-‬‬ ‫أوالً ‪ :‬مفهوم الدين ‪.‬‬ ‫* في اللغة ‪:‬‬ ‫يدل الدين – لغةً ‪ -‬على الطاعة و العبودية و الملك و السلطان و الجزاء‬ ‫و الحساب و العقيدة و الملة و الطريقة والمنهاج ‪.‬و جاء في القرآن ما يشير‬ ‫إلى هذه المعاني ‪ ،‬يقول الحق ‪: ‬‬ ‫‪4‬‬ ‫{مَـالِكِ يَوْمِّ الدِّين}‬ ‫‪5‬‬ ‫{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِّالْهُدَى وَدِينِّ الْحَقِّ لِيُظْهِّرَهُ عَلَى الدِّينِّ كُّلِّّهِ ولَوْ كَرِّهَ الْمُشْرِّكُّون}‬ ‫خذُّوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِّلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِّلَى اللَّهِ زُّلْفَى إِّنَ‬ ‫{أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَا َّلذِينَ اتَّ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫اللَّهَ يَحْكُّمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُّونَ إِّنَ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار}‬ ‫{شَرَعَ لَكُّم مِّنَ الدِّينِّ مَا وَصَى بِّهِ نُّوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِّلَيْكَ وَمَا وَصَيْنَا بِّهِ إِّبْرَاهِيمَ وَمُوسَى‬ ‫وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَقُّوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِّكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِّلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِّي إِّلَيْهِ‬ ‫‪7‬‬ ‫مَن يَشَاء ويَهْدِي إِّلَيْهِ مَن يُنِيب}‬ ‫‪ 4‬سورة الفاتحة ‪ ،‬اآلية رقم ‪. 2‬‬ ‫‪ 5‬سورة التوبة اآلية رقم ‪. 22‬‬ ‫‪ 6‬سورة الزمر ‪ ،‬اآلية رقم ‪. 2‬‬ ‫‪ 7‬سورة الشورى ‪ ،‬اآلية رقم ‪. 52‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫{فَبَدَأَ بِّأَوْعِيَتِهِّمْ قَبْلَ وِّعَاء أَخِيهِ ثُّمَ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِّعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ‬ ‫لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِّ الْمَلِكِ إِّلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُّلِّّ ذِي عِلْمٍ‬ ‫‪8‬‬ ‫عَلِيم}‬ ‫* الدين في االصطالح العام ‪ :‬الدين هو ما يعتنقه اإلنسان و يؤمن به من‬ ‫أمور الغيب و الشهادة ‪.‬‬ ‫* الدين في االصطالح االجتماعي ‪ :‬هناك ارتباط وثيق بين طبيعة النظام‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬و طبيعة التصور االعتقادي ‪ ،‬بل إن النظام االجتماعي ينبع من‬ ‫التصور االعتقادي ؛ و لهذا فإن منهج الحياة لكل دولة أو أمة هو دينها ؛ ألنه‬ ‫ماض في ظالله و أضوائه ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫صادر عن تصورها االعتقادي ومتأثر به و‬ ‫وعليه يمكن القول ‪:‬‬ ‫إذا كان منهج الحياة للمجتمع من صنع الله ‪ ،‬وصادر من عقيدةٍّ ربانية فهذا‬ ‫المجتمع في دين الله ‪.‬وإذا كان المجتمع يسير حسب منهجٍّ الشعب أو األمير‬ ‫أو القبيلة ‪ ،‬فهو بذلك صادر عن تصور أو فلسف ٍّة بشرية ‪ ،‬و هي قاصرة‬ ‫بالطبع ‪.‬‬ ‫* الدين في االصطالح السياسي و االقتصادي ‪ :‬ال يبتعد األمر – هنا –‬ ‫كثيرا عما ذكرناه آنفًا كالشيوعية و العلمانية مثالً ‪ ،‬فاألولى ليست مجرد‬ ‫ً‬ ‫ضا ‪ ،‬فالشيوعية تقوم على‬ ‫ب اقتصادي ‪ ،‬بل تعبر عن تصور اعتقادي أي ً‬ ‫مذه ٍّ‬ ‫‪ 8‬سورة يوسف اآلية رقم ‪. 76‬‬ ‫‪52-‬‬ ‫فكر ينكر وجود اإلله و يقر بمادية الكون البحتة ‪ ،‬و يفسر تاريخ البشرية‬ ‫كنظام سياسي ‪ ،‬صادرة عن‬ ‫ٍّ‬ ‫تفسيرا اقتصاديًّا بحتًا ‪.‬و كذلك العلمانية ‪ ،‬فهي‬ ‫ً‬ ‫تصور اعتقادي بأن الدين أمر يتعلق باإلنسان تفسه ‪ ،‬و ال ضرورة لتدخل‬ ‫ٍّ‬ ‫الدين في شئون المجتمع المختلفة ‪.‬‬ ‫‪ ‬الدين في اصطالح الفالسفة و علماء االجتماع ‪.‬‬ ‫يرى الفالسفة و علماء االجتماع أن الدين " قوة ما سماوية أو وثنية أو‬ ‫معنوية تعبد و تسيد و تطاع "‬ ‫* الدين في االصطالح اإلسالمي ‪.‬‬ ‫عرف العلماء المسلمون الدين بأنه وضع إلهي يرشد إلى الحق في‬ ‫االعتقادات و إلى الخير في السلوك والمعامالت ‪.‬و عليه بينوا أن اإلسالم‬ ‫هو االستسالم لله بالتوحيد و االنقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله‬ ‫و هو الدين بمعناه األخص للمسلمين ‪ ،‬دون غيرهم من أهل الديانات‬ ‫والمناهج ‪.‬و الدين بهذا المعنى هو ملة اإلسالم وعقيدة التوحيد التي هي دين‬ ‫{و َمن يَ ْبت َغِ َ‬ ‫غي َْر‬ ‫جميع المرسلين من لدن آدم ‪ ‬إلى محم ٍّد ‪. ‬يقول ‪َ : ‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اآلخ َرةِ ِمنَ ْالخَا ِس ِرين}‬ ‫اإل ْسالَ ِم دِينًا فَلَن يُ ْقبَ َل ِم ْنهُ َو ُه َو فِي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإنَّكَ أَنتَ‬ ‫ت َو ِإ ْس َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَب َّْل ِمنَّا‬ ‫{و ِإ ْذ يَ ْرفَ ُع ِإب َْراهِي ُم ْالقَ َوا ِعدَ ِمنَ ْالبَ ْي ِ‬‫َ‬ ‫لَّكَ َوأ َ ِرنَا‬ ‫س ِمي ُع ْال َع ِليم ‪َ.‬ربَّنَا َواجْ َع ْلنَا ُم ْس ِل َمي ِْن لَكَ َو ِمن ذُ ِريَّتِنَا أ ُ َّمةً ُّم ْس ِل َمةً‬ ‫ال َّ‬ ‫‪10‬‬ ‫الر ِحيم}‬ ‫علَ ْينَآ ِإنَّكَ أَنتَ الت َّ َّو ُ‬ ‫اب َّ‬ ‫َمنَا ِس َكنَا َوتُبْ َ‬ ‫و من النظرة اإلجمالية السابقة عن الدين ‪ ،‬يمكن القول ‪ :‬إن المناهج الدينية‬ ‫على األرض ال تخرج عما يوجد في الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪ 9‬سورة آل عمران اآلية ‪. 81‬‬ ‫‪ 10‬سورة البقرة اآليتان ‪. 528 ، 527‬‬ ‫‪55-‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬نشأة العقيدة اإللهية ‪.‬‬ ‫الدين و التدين قضية كونية كبرى‪ ،‬و مع أن اإليمان بالله ‪ ‬فطرة إنسانية‪،‬‬ ‫فإن علماء األديان أرادوا أن يصلوا إلى اإلجابة عن سؤالين في العقيدة‬ ‫اإللهية ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬متى بدأ الدين ؟ و متى نشأت العقيدة ؟‬ ‫الثاني ‪ :‬على أية صورةٍّ كانت هذه البداية الدينية للعقيدة اإللهية ؟‬ ‫و هناك تفسيران لإلجابة عن هذين السؤالين‬ ‫‪ -5‬التفسير التطوري ‪ :‬نشأ هذا التفسير على أثر انتشار النظرية‬ ‫الداروينية في أصل األنواع ‪ ،‬فحاول فريق من علماء األديان‬ ‫والفلسفة تطبيقها على نشأة العقيدة اإللهية ‪.‬و خالصة ما يرون فيها‬ ‫أن اإلنسان المعاصر‪ ،‬مر في عصور سابقة بمرحلة كان يعيش فيها‬ ‫قردًا أو إنسانًا أوليًّا وسط الغابات و داخل الكهوف يأكل األعشاب‬ ‫واللحوم النيئة ويعيش على طريقة بدائية‪ ،‬و مع مرور آالف السنين‬ ‫و ماليينها تطور هذا اإلنسان القديم‪ ،‬فهجر الغابات و سكن البيوت‬ ‫‪52-‬‬ ‫الحجرية وأنشأ المدن و القرى و كون اللغة‪ ،‬فانتقل بهذا إلى مرحل ٍّة‬ ‫جديدةٍّ من المدنية و التفكير‪.‬و في هذه المرحلة الجديدة من حياة‬ ‫اإلنسان الجديد‪ ،‬نشأت فكرة العقيدة اإللهية ألول مرةٍّ في التاريخ‬ ‫البشري؛ حيث بدأ اإلنسان يتطلع إلى البحث عن الدين و اإلله‬ ‫بالتفكير و التأمل ‪.‬و دفع اإلنسان لذلك ‪:‬‬ ‫‪ -‬مبررات طبيعية ‪ :‬الظواهر الطبيعية التي لفتت انتباهه ‪ ،‬مثل‬ ‫األفالك و األعاصير و البرق و الرعد و الطوفان و الزالزل ‪.‬‬ ‫‪ -‬مبررات روحية ‪ :‬كالخوف و الغيوب كاألشباح و األرواح ‪.‬‬ ‫‪ -‬مبررات أخالقية ‪ :‬كالميل الطبيعي للحق و الخير و الجمال‬ ‫والفطرة ‪.‬‬ ‫‪ -‬مبررات نفسية ‪ :‬كالضعف اإلنساني و إحساس اإلنسان بالنقص‬ ‫و التوجه نحو الخالق ‪.‬‬ ‫أما السؤال الثاني عن نشأة العقيدة ‪ ،‬فقد اختلف أصحاب هذا التفسير فيه على‬ ‫مذهبين ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬المذهب الخرافي ‪.‬و يرى أصحابه أن العقيدة في بدايتها تمثلت‬ ‫بصور من‬ ‫ٍّ‬ ‫في الخرافات الساذجة و الوثنية المتعددة و تجسدت فيها اآللهة‬ ‫الجمادات و الكائنات البسيطة‬ ‫ثم تطورت العقيدة نحو الكمال بطريق ٍّة تصاعدية مع تطور علوم اإلنسان‬ ‫ولغته و حضارته و حياته إلى أن انتهت إلى فكرة اإليمان بالخالق الواحد‬ ‫واإلله األعلى ‪.‬‬ ‫‪52-‬‬ ‫الثاني ‪ :‬المذهب الفطري ‪.‬و يرى أصحابه أن العقيدة قامت على صورة‬ ‫اإلله األكبر الذي يمثل القاسم المشترك األعلى بين الشعوب و األمم ‪ ،‬فهي‬ ‫عقيدة لم تنفك عنها أمة من األمم في القديم و الحديث ‪ ،‬و عليه فإن عبادة‬ ‫األصنام و الخرافات – عندهم – ليس إال تجسيدًا رمزيًّا في الداللة على اإلله‬ ‫األكبر ‪ ،‬و هذا التوحد في فكرة اإلله األكبر يعني أن اإلله األعلى فطرة‬ ‫جامعة في األنفس اإلنسانية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التفسير الديني ‪ :‬يقوم هذا التفسير على أن نشأة العقيدة اإللهية‬ ‫بدأت مع بداية الحياة اإلنسانية ‪ ،‬منذ وجد سيدنا آدم ‪ ، ‬و عليه فقد‬ ‫عرفت البشرية منذ وجدت اإلله الواحد و اجتمعت عليه ‪ ،‬أما‬ ‫العبادات الخرافية و الوثنية ‪ ،‬فهي أعراض طارئة على الدين‬ ‫الصحيح أصيبت بها بعض الجماعات البشرية بسبب الغفلة و الكسل‬ ‫العقلي و سيطرة الطغيان ‪.‬‬ ‫و يرى أصحاب هذا التفسير أن هذه القضية خارجة عن حدود العلوم‬ ‫التجريبية أو الدراسات الكشفية و االجتماعية ‪ ،‬و أنها داخلة في نطاق الغيب‬ ‫الذي ال يمكن معرفته إال بطريق الوحي السماوي ‪ ،‬و رغم أن الكتب‬ ‫السماوية جميعها عرضت لتلك العقيدة ‪ ،‬فإن أصح هذه الكتب القرآن الكريم‬ ‫؛ لتعرض الكتب السابقة للتحريف ‪ ،‬و القرآن الكريم عرض لها عن طريق ‪:‬‬ ‫‪ -‬معرفة الخالق من آياته المنظورة و المسطورة ‪.‬‬ ‫‪ -‬الحديث عن خلق الكون و اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ -‬الحديث عن بداية العقيدة اإللهية األولى ‪ ،‬ثم تحريفها على يد‬ ‫بعض أصحاب الكتب السماوية و غيرهم ‪.‬‬ ‫‪52-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬حاجة اإلنسان إلى الدين ‪.‬‬ ‫الدين عنصر ضروري ؛ لتكميل الفطرة في اإلنسان ‪ ،‬فبه وحده يجد العقل‬ ‫تحقيق مصالحه العليا ‪ ،‬كما يجد الوجدان في التدين ضالته المنشودة ؛‬ ‫لتحقيق عواطفه النبيلة عن الحب و الشوق و الشكر و األمل ‪ ،‬و هو عنصر‬ ‫ضروري لتكميل قوة اإلرادة ؛ إذ يمدها بأعظم الدوافع و البواعث و يدركها‬ ‫بأكبر وسائل المقاومة لعوامل اليأس و القنوط ‪ ،‬و عليه يمكن القول ‪ :‬إن‬ ‫اإلنسان متدين بطبعه ‪ ،‬و هناك أمثلة كثيرة تدل على اإليمان بالفطرة ‪ ،‬و‬ ‫تركد على أهمية الدين بالنسبة لألفراد و المجتمعات ‪.‬‬ ‫‪ -‬لألفراد ‪ :‬تحقق النزعة الدينية لألفراد الغذاء العقلي و النظري‬ ‫– اإلشباع النفسي و الوجداني – بناء الشخصية القوية و اإلرادة‬ ‫الثابتة – تحقيق األهداف و الغايات ‪.‬‬ ‫‪ -‬للمجتمعات ‪ :‬يحقق الدين للمجتمعات بناء المجتمع الفاضل‬ ‫الصحيح – تحقيق الوحدة االجتماعية – تحقيق األمن و التفاعل‬ ‫االجتماعي – بناء مجتمع الدنيا و مجتمع اآلخرة ‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser