الدين و القضايا المعاصرة ثالثة انجليزي أساسي عجمية السيد-صور-4 PDF

Summary

This document discusses Islamic culture and its relation to contemporary issues. It defines culture in both linguistic and technical terms, and explores the relationship between culture and concepts like science and civilization. It also examines the challenges facing Islamic culture and ways to address them.

Full Transcript

‫‪21-‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الثقافة الدينية اإلسالمية‬ ‫تبين من قبل أن الدين من الجوانب األساسية التي ال يجوز إهمالها في حياة‬ ‫اإلنسان ؛ ألن الدين يغذي الجانب الروحي و الذي " يشمل كل القوى‬ ‫‪ ،‬وهو الذي عبر عنه‬ ‫‪12‬‬ ‫ب و روح "‬...

‫‪21-‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الثقافة الدينية اإلسالمية‬ ‫تبين من قبل أن الدين من الجوانب األساسية التي ال يجوز إهمالها في حياة‬ ‫اإلنسان ؛ ألن الدين يغذي الجانب الروحي و الذي " يشمل كل القوى‬ ‫‪ ،‬وهو الذي عبر عنه‬ ‫‪12‬‬ ‫ب و روح "‬ ‫المعنوية في اإلنسان من عق ٍّل و قل ٍّ‬ ‫اإلمام الغزالي بـ " الحس السادس الذي يعبر عنه بالعقل أو بالنور أو بالقلب‬ ‫‪13‬‬ ‫"‪.‬‬ ‫و أيًّا ما كان هذا الجانب الروحي ‪ ،‬فإن من أهم وسائل تغذيته و تنميته‬ ‫الثقافة الدينية أو الثقافة اإلسالمية ‪ ،‬و فيما يلي بيان تعريفها لغةً و اصطال ًحا‬ ‫أوالً ‪ :‬الثقافة في اللغة ‪.‬‬ ‫وردت مادة " ثقف " في لغة العرب ‪ ،‬فدلت على معان حسية و أخرى‬ ‫معنوية ‪ ،‬من المعاني الحسية تثقيف الرمح ‪ ،‬أي تسويته و تهذيبه ‪ ،‬و من‬ ‫الدالالت المعنوية‪ :‬تثقيف العقل ‪ ،‬و كذا الحذق و الفطنة والذكاء و سرعة‬ ‫التعلم والضبط و التقويم والتهذيب ‪.‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬الثقافة في االصطالح ‪.‬‬ ‫لم يستعمل العرب قدي ًما مادة الثقافة بالمعنى الذي ندركه حاليًا من اللفظ ‪ ،‬و‬ ‫لكن اللغويين بعد اإلسالم أدرجوا في معاني اللفظ و دالالته التهذيب ‪ ،‬جاء‬ ‫في ذلك قول الزمخشري ‪ " :‬ثقف القناة‪ ،‬وعض بها الثقاف‪ ،‬وطلبناه فثقفناه‬ ‫في مكان كذا‪ :‬أي أدركناه‪.‬وثقفت العلم أو الصناعة في أوهى مدة‪ :‬إذا‬ ‫أسرعت أخذه‪ ،‬ومن المجاز‪ :‬أدَّبه وثقفه‪ ،‬ولوال تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئًا‪.‬‬ ‫‪ 12‬اإلنسان و القيم في التصور اإلسالمي ‪ ،‬د‪.‬محمود حمدي زقزوق ‪ ،‬ص‪. 12‬‬ ‫‪ 13‬إحياء علوم الدين للغزالي ج‪ 2‬ص‪. 284‬‬ ‫‪26-‬‬ ‫وهل تهذبت وتثقفت إال على يدك"‪ 14.‬كما نجد ابن سالم الجمحي يشير إليها‬ ‫مستقلةً بقوله ‪ " :‬وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف‬ ‫‪15‬‬ ‫العلم والصناعات " ‪.‬‬ ‫نظرا الختالف األشخاص الذين‬ ‫ً‬ ‫و قد تعددت التعريفات االصطالحية‬ ‫نظرا لتنوع القضايا التي تندرج ضمن الثقافة ‪.‬‬ ‫يعرفونها و تخصصاتهم ‪ ،‬و ً‬ ‫عرفها بعض رجال الغرب ‪ ،‬فرأوا أنها " الكل المركب الذي يتضمن‬ ‫‪16‬‬ ‫المعارف والعقائد والفنون واألخالق والقوانين"‬ ‫و عرفها مجمع اللغة العربية بأنها جملة " ْالعُلُوم والمعارف والفنون الَّتِي‬ ‫‪17‬‬ ‫ْ‬ ‫يطلب الحذق ِفي َها "‬ ‫و عرفها د‪.‬أحمد شلبي بأنها ‪ " :‬الرقي في األفكار النظرية ‪ ،‬وذلك يشمل‬ ‫الرقي في القانون والسياسة واإلحاطة بقضايا التاريخ المهمة ‪ ،‬والرقي كذلك‬ ‫‪18‬‬ ‫في األخالق أو السلوك‪ ،‬وأمثال ذلك من االتجاهات النظرية"‪.‬‬ ‫و قد فرق د‪.‬أحمد شلبي في هذا التعريف بين العلوم اإلنسانية التي تحدد‬ ‫الطابع المميز لكل أمة‪ ،‬وبين العلوم التجريبية التطبيقية ‪ ،‬فال يعتبرها داخلة‬ ‫ضمن نطاق الثقافة ؛ وذلك ألن الثقافة تتناول العقيدة والنشاط اإلنساني في‬ ‫شتى مجاالت اآلداب والعلوم والفنون والعادات واألدب الشعبي وأدب‬ ‫الخاصة‪ ،‬والنظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية كنظم الحكم واإلدارة‬ ‫ونظم األسرة ‪ ،‬بينما يخرج عن هذه الدائرة تخطيط المدن وتطوير القرى‬ ‫ووسائل النقل ‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫‪ 14‬أساس البالغة للزمخشري ‪.‬‬ ‫‪ 15‬طبقات الشعراء البن سالم الجمحي ‪ ،‬ص‪. 6‬‬ ‫‪ 16‬ركائز علم االجتماع ص‪. 562‬‬ ‫‪ 17‬المعجم الوسيط (‪)48 /5‬‬ ‫‪ 18‬موسوعة "النظم والحضارة اإلسالمية" د‪.‬أحمد شلبي ‪.‬‬ ‫‪27-‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬العالقة بين الثقافة و مصطلحي العلم و الحضارة ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬العالقة بين الثقافة و العلم ‪.‬‬ ‫األمر السابق يأخذنا ؛ الستكشاف العالقة بين الثقافة و بعض المفاهيم التي قد‬ ‫تختلط بها عند البعض ‪ ،‬كالعلم ‪ ،‬و يمكن توضيح العالقة بينهما في الشكل‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫العلم‬ ‫الثقافة‬ ‫وجه‬ ‫المناقشة‬ ‫جملة من العلوم و الفنون جملة من المعارف المتنوعة‬ ‫التعريف‬ ‫يطلب العلم بها ( في جوانب التي يحصل عليها المتعلم في‬ ‫ب معين ‪.‬‬ ‫جان ٍّ‬ ‫متعددة )‬ ‫تتميز بالتنوع ؛ فهي كما يتميز بالتخصص؛ ألنه يشير‬ ‫شئ عن عدة إلى التعمق في مجا ٍّل ما بعينه ؛‬ ‫نقول معرفة ٍّ‬ ‫أشياء ‪ ،‬فاإلنسان إذا أخذ لنتعرف جميع معارفه و‬ ‫الخصائص‬ ‫معرفة من عدة مجاال ٍّ‬ ‫ت معلوماته تقريبًا ‪ ،‬و لذا يقال‬ ‫عن صاحبه ‪ :‬عال ًما ‪.‬‬ ‫أصبح مثقفًا‬ ‫تتميز بالذاتية و الشخصية ‪ ،‬يتميز بالعالمية و الموضوعية‬ ‫إذا‬ ‫العلمية‬ ‫فالمعارف‬ ‫و لذا تختلف ثقافات األمم ‪،‬‬ ‫استقرت علميًّا ال يختلف عليها‬ ‫فيما بينها‬ ‫البشر على اختالف بالدهم و‬ ‫أديانهم ‪.‬‬ ‫‪28-‬‬ ‫ب‪ -‬العالقة بين الثقافة والحضارة ‪.‬‬ ‫يرى بعض العلماء أن الثقافة تختلف عن الحضارة بينما يرى البعض‬ ‫تالزمهما ‪ ،‬و نبين ذلك في الشكل التالي ‪:‬‬ ‫الحضارة‬ ‫الثقافة‬ ‫وجه‬ ‫المناقشة‬ ‫جملة من العلوم و الفنون مظاهر الرقي العلمي والفني‬ ‫التعريف‬ ‫يطلب العلم بها ( في جوانب واألدبي واالجتماعي التي تنتقل‬ ‫من جب ٍّل آلخر‪ ،‬ومن أمة‬ ‫متعددة )‬ ‫ألخرى في جوانب الحياة‬ ‫المادية‬ ‫تختص بالجوانب المعنوية تختص بالوسائل والمخترعات‬ ‫وصل‬ ‫التي‬ ‫واالبتكارات‬ ‫و المعرفية و الروحية‬ ‫المجتمع اإلنساني بها إلى آفاق‬ ‫بعيدة من الرقي والتنظيم‬ ‫‪19‬‬ ‫المادي و الرفاه في الحياة ‪.‬‬ ‫العقلي هي المظهر المادي للثقافة‬ ‫المظهر‬ ‫هي‬ ‫للحضارة‬ ‫‪ 19‬لمحات في الثقافة اإلسالمية (ص‪)22 :‬‬ ‫‪24-‬‬ ‫األمر السابق يعني تالزمهما و تقاربهما ؛ ألن ثقافة كل أمة "‬ ‫الخصائص‬ ‫أساس حضارتها‪ ،‬فهي فكرها وحركتها وأسلوب حياتها " ‪، 20‬‬ ‫هي الوقود المعتمد عليه في قيام الحضارة ‪ ،‬و هي الموجه‬ ‫األول للحضارة للسير في اتجا ٍّه معين دون اتجا ٍّه آخر ‪.‬‬ ‫إذا كانت الحضارة " هي التطبيق المادي للتراث الثقافي؛ فهي‬ ‫‪-‬من ناحية أخرى‪ -‬وليدة هذا التراث في البيئة التي تقوم فيها؛‬ ‫ثم إنها كذلك المرآة التي تعكس لنا مقومات ثقافة المجتمع‬ ‫و عليه فال ضير إذا أطلقنا الكلمتين‬ ‫‪21‬‬ ‫وخصائصها العامة "‬ ‫ثقافة و حضارة على مفاهيم واحدة ‪.‬‬ ‫و بنا ًء على ما سبق ‪ ،‬يمكن القول ‪ :‬إن الحضارة نوعان مادية‬ ‫و معنوية ‪ ،‬و قد يكون المجتمع متحضر ماديًّا متخلف معنويًّا‬ ‫أو روحيا ‪ ،‬و العكس صحيح ‪.‬‬ ‫‪ 20‬أضواء على الثقافة االسالمية (ص‪)56 :‬‬ ‫‪ 21‬لمحات في الثقافة اإلسالمية (ص‪)22 :‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬أهمية الثقافة الدينية و اإلسالمية في المجتمعات‬ ‫اإلسالمية‬ ‫‪ -5‬ذكرنا من قبل أن الثقافة مجموعة من العلوم و المعارف يكتسبها‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬وعليه فالثقافة الدينية توسع دائرة المعارف اإلنسانية لدى‬ ‫صاحبها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تمد الثقافة الدينية و اإلسالمية اإلنسان بالتصور الصحيح عن الحياة‬ ‫و الكون و اإلنسان ‪ ،‬و تمده بالمعارف المتعلقة بالغيبيات ‪ ،‬مثل‬ ‫المالئكة و الجنة و النار ‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫ب ‪ ،‬وتوجهه‬ ‫‪ -2‬تربط الثقافة اإلنسان بتراثه من جانب ‪ ،‬وواقعه من جان ٍّ‬ ‫للتعامل األمثل مع مستقبله ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الثقافة الدينية زاد ضروري لمن يريد أن يعيش حياة متدينة في‬ ‫مواجهة التحديات المعاصرة ‪ ،‬و ثقافة المسلم حينئ ٍّذ خير زاد‬ ‫لإلنسان المسلم الواعي‪ ،‬فثقافته اإلسالمية تحصن عقله ونفسه‬ ‫‪22‬‬ ‫وأسرته‪ ،‬ليتقدم في ركب الحياة ويعايش أحداث العصر‪.‬‬ ‫سا ‪ :‬مصادر الثقافة الدينية و اإلسالمية ‪.‬‬ ‫خام ً‬ ‫‪ -5‬تعتبر النصوص الدينية النقلية المصدر األول للثقافة الدينية ‪،‬‬ ‫فالقرآن و السنة المصدر األول للثقافة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التاريخ من أهم مصادر ثقافتنا الدينية و اإلسالمية ؛ ألنه يغرس في‬ ‫نفس اإلنسان الفخر و االنتماء لدينه ووطنه و تاريخه ‪.‬‬ ‫‪ 22‬أضواء على الثقافة االسالمية (ص‪)12 :‬‬ ‫‪25-‬‬ ‫‪ -2‬اللغة العربية ‪ ،‬و هي من أهم المصادر ؛ ألنها تشكل هويتنا الدينية‬ ‫و اإلسالمية ؛ ألنها لغة القرآن و السنة و علوم التراث كلها سواء‬ ‫‪24‬‬ ‫كانت علوم دين‪ 23‬أو علوم دنيا ‪.‬‬ ‫سا ‪ :‬أهم التحديات التي تواجه الثقافة الدينية و اإلسالمية ‪.‬‬ ‫ساد ً‬ ‫يعتبر الغزو الغربي من أهم التحديات التي تواجه الثقافة بشكل عام ؛ ألن‬ ‫الغزو يأتي بفرض نموذجه األجنبي من الثقافة على ثقافة البلد التي يحتل ‪.‬‬ ‫خطرا من األول‬ ‫ً‬ ‫و إذا كان للغزو نوعان عسكري و فكري ‪ ،‬فإن الثاني أشد‬ ‫لتنوع أساليبه و خفائها ‪.‬و فيما يلي نبين كالً منهما ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الغزو العسكري ‪ :‬و يمثل الهجمات العسكرية الظالمة التي عانت منها البالد‬ ‫اإلسالمية ؛ ألنها استهدفت وجودها منذ القدم ‪.‬ومنها ‪:‬‬ ‫‪ -5‬الحروب الصليبية الشرسة (‪ )645_242‬التي استهدفت الشام ومصر وأدت إلى‬ ‫انشغال األمة بها قرنين من الزمان ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الهجوم التتري علي العراق والشام وإسقاط الخالفة العباسية وتدمير الكتب وقتل‬ ‫العلماء في القرن السابع الهجري ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستعمار األوربي للبلدان اإلسالمية طوال قرنين (‪ ، )5462_5748‬وما حاول‬ ‫فيه من مسخ الثقافة اإلسالمية واستنزاف خيرات األمة ‪.‬‬ ‫‪ 23‬كالتفسير و الفقه و الحديث ‪.‬‬ ‫‪ 24‬كالطب و الهندسة و الصيدلة و الجغرافيا ‪.‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪ -2‬الهجمة الصهيونيه الشرسة التي زرعها الغرب في قلب العالم اإلسالمي لليهود ؛‬ ‫إذ اجتمعوا من أنحاء العالم باختالف لغاتهم وعرقياتهم في هجرات متتابعة إلى‬ ‫فلسطين ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ومايجرى – حاليًا ‪ -‬من احتالل ألكثر من بلد إسالمي بحجج وهمية " كالعراق‬ ‫و سوريا "‬ ‫ب‪ -‬الغزو الفكري ‪ " :‬هو إغارة األعداء على أمة من األمم بأساليب مختلفة‬ ‫ووسائل عديدة لتدمير قواها الداخلية واألخالقية " وهذا المصطلح ظهر في بداية‬ ‫القرن العشرين ‪ ،‬لكنه موجود بأساليبه من قبل ذلك بكثير ‪.‬‬ ‫والفرق بينه وبين الغزو العسكري أن الغزو العسكري يأتي للقهر وتحقيق‬ ‫أهداف استعمارية دون رغبة الشعوب و رضوخهم له‪ ،‬أما الغزو الفكري فهو‬ ‫ي‬ ‫لتصفية العقول واألفهام لتكون تابعة للمحتل ‪ ،‬و هو غزو غير مسلح ‪ ،‬و ُ‬ ‫س ِم َ‬ ‫فكريًّا ؛ ألنه غزو لألفكار والعقول بعد أن أدرك األعداء أن الغزو المسلح ال‬ ‫يكفي إلضعاف األمم المراد احتاللها ‪ ،‬فعمدوا إلى غزو العقول واألفكار عند‬ ‫أصحاب تلك البالد ‪.‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫وسائل الغزو الفكري‬ ‫‪ -5‬اإلعالم‪ :‬من أقوى أسلحة الغزو الفكري‪ ،‬و هو يؤدي دور كبير في تشويه‬ ‫اإلسالم و المسلمين ؛ إذ يسمي األسماء بغير مسمياتها ‪ ،‬فالمدافع عن أرضه‬ ‫وبلده إرهابي ‪ ،‬والمحتل مدافع عن نفسه ‪ ،‬و يسئ إلى معتقداتنا وشعائرنا وسلفنا‬ ‫وعلمائنا إلى جانب ما يقدمه من الشبهات التي تشكك في الدين وأحكامه ‪ ،‬وقد‬ ‫ازداد خطر هذه الوسيلة مع انتشار الفضائيات وتنامي الشبكة العنكبوتية‬ ‫(اإلنترنت) حيث نجد المواقع التي تثير الشبهات وتشكك في العقائد وتنشر‬ ‫المذاهب و األفكار الباطلة ‪ ،‬كما تنشر اإللحاد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستشراق‪ :‬في االصطالح هو " دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه –‬ ‫خاصة اإلسالم –ألهداف مختلفة علمي ٍّة واستعمارية و دينية تقوم في أغلبها ؛‬ ‫لتشويه اإلسالم وإضعاف المسلمين " و هذا من مظاهر الغزو الفكري الغربي‬ ‫للمسلمين ‪ ،‬فالمستشرقون درسوا اإلسالم من كافة مجاالته – القرآن و السنة ‪،‬‬ ‫الفقه و الشريعة ‪ ،‬اللغة و األدب واألخالق – وكان لعملهم نتاج كبير ‪ ،‬من أهمه‬ ‫في القرن العشرين " دائرة المعارف اإلسالمية " التي صدرت بثالث لغات‬ ‫"اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية " وترجمت إلى عدة لغات ‪ ،‬و اشترك في‬ ‫تألفيها أكثر من (‪)222‬مستشرق ‪ ،‬واحتوت على معلومات مهمة عن الشرق‬ ‫واإلسالم ‪ ،‬كما اشتملت على شب ٍّه ومطاعن حول القران والعقيدة والشريعة‬ ‫اإلسالمية وأعالم المسلمين بلغت أكثر من (‪ )222‬مطعن وانتقاص للعقيدة‬ ‫اإلسالمية ‪.‬‬ ‫‪ 25‬المدخل إلى الثقافة اإلسالمية ‪ ،‬ص‪ ، 25‬و ما بعدها ‪.‬‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪ -2‬العلمانية ‪ :‬التي تعمل على إقصاء اإلسالم من شتى شؤون الحياة السياسية‬ ‫واالقتصادية والتعليمية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاربة الدعوة اإلسالمية‪ :‬بحجة أن اإلسالم دين اإلرهاب و اإلرهابيين ‪،‬‬ ‫مبررا لمحاربة الدعوة‬ ‫ً‬ ‫ودليلهم االعتداء على برجي نيويورك‪ ، 26‬فيجعلون ذلك‬ ‫اإلسالمية و الجمعيات الخيرية اإلسالمية والزج بها في تلك األحداث واتهامها‬ ‫بدعم اإلرهاب ومصادرة ممتلكاتها‪.‬‬ ‫‪ -6‬التغريب والعولمة الثقافية‪ :‬وهي باختصار فرض الثقافة الغربية عن طريق‬ ‫المنظمات والمؤتمرات الدولية ووسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬ ‫نتائج الغزو الفكري " آثاره "‬ ‫‪ -5‬تشويه اإلسالم وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة النبوية وعقيدة اإلسالم‬ ‫وشريعته وما يحدث اآلن من محاول ٍّة لربط اإلسالم باإلرهاب هو جزء من هذه‬ ‫الحملة‬ ‫‪ -2‬تفريق المسلمين وإزالة الوحدة اإلسالمية والدعوة إلى القوميات المتنوعة وقد‬ ‫كانت الرابطة التي تجمع الشعوب اإلسالمية هي الرابطة اإلسالمية فشجع‬ ‫الغرب الشعوب المختلفة على المناداة بالقوميات التي تنتسب إليها األمم المختلفة‬ ‫فنادى العرب بالقومية العربية واألتراك بالتركية الطورانيه ونادى األكراد‬ ‫بالكردية وبذلك تفسخت عرى الرابطة الواحدة التي كانت تجمع هذه األمة‬ ‫وتوحدها ‪.‬وقد أغرق البعض في دعوتهم عندما أحيوا الحضارات القديمة إليجاد‬ ‫‪ 26‬اللذين دمرا في ‪. 2225‬‬ ‫‪21-‬‬ ‫مزيد من االنقسام والفرقة ‪ ،‬فرأينا الدعوة إلى الفرعونية والدعوة إلى البابلية‬ ‫واآلشورية ‪.‬‬ ‫و إذا ما أردنا تبين موقف اإلسالم ‪ ،‬فإن اإلسالم يشجع الوطنية الحقة والقومية‬ ‫الهادفة القائمة على التعاون على البر والتقوى ‪ ،‬و لكنه في الوقت نفسه يحارب‬ ‫العصبيات ‪ ،‬و يجعل الرابطة الحقيقية بين المسلمين هي رابطة العقيدة وجميع‬ ‫الروابط األخرى هي فرع منها مثل رابط الجوار والقرابة والوطن‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجهل باإلسالم وعقائده وأحكامه في كثير من بالد اإلسالم وانتشار البدع‬ ‫والخرافات والمذاهب الباطلة كالقاديانية والبهائية وانتشار األفكار العلمانية‬ ‫المتطرفة والتكفيرية الغالية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الهزيمة النفسية لدى بعض المسلمين واهتزاز الثوابت لديهم ونشوء طبقة من‬ ‫المثقفين المستغربين المنبهرين بالغرب وثقافته ‪.‬‬ ‫‪ -1‬إضعاف اللغة العربية التي اختارها الله لكتابه وانتشار اللهجات المحلية‪.‬‬ ‫‪ -6‬إفساد التعليم وإضعاف التعليم اإلسالمي ‪.‬‬ ‫‪ -7‬إفساد المرأة‪ :‬حرص الغرب على هذا ؛ ألن فسادها يفسد المجتمع كله ‪ ،‬فهي‬ ‫نصف المجتمع ‪ ،‬و تنتج النصف اآلخر ‪ ،‬فحرصوا على إفسادها و تغريب‬ ‫أفكارها بالدعوات الخداعة إلى الحرية و المساواة بالرجل ‪.‬‬ ‫‪26-‬‬ ‫كيف نواجه الغزو الفكري‬ ‫‪ -1‬تعزيز الهوية بأقوى سالح بالعودة إلى أصولنا و منابعها األصلية‬ ‫الصافية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬العناية بالثقافة اإلسالمية واللغة العربية في وسائل اإلعالم ومناهج‬ ‫التعليم وتسهيل تدريسها وتحبيبها للطالب‪ ،‬ومن العناية باللغة‬ ‫العربية تفعيل التعريب والترجمة والتقليص من التعلق باللغات‬ ‫األخرى إال في حدود الحاجة الالزمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬إبراز إيجابيات اإلسالم وعالميته وعدالته وحضارته وتاريخه‬ ‫للمسلمين قبل غيرهم‪ ،‬ليستلهموا أمجادهم ويعتزوا بهويتهم‬ ‫‪ -4‬العمل على نهوض األمة في شتى الميادين دينيا ً وثقافيا ً وسياسيا ً‬ ‫وعسكريا ً واقتصاديا ً وتقنياً‪ ،‬ومحاربة أسباب التخلف والفساد‪،‬‬ ‫‪ -5‬تقليص الخالفات بين المسلمين حكومات وشعوبا ً وجماعات‬ ‫‪ -6‬ضمان الحرية الثقافية وتدعيمها‪ ،‬حيث إن حرية الثقافة‪ ،‬وإن كانت‬ ‫تنبع من العدالة في توزيع اإلمكانات واإلبداعات اإلنسانية على‬ ‫األفراد‪ ،‬فإنها في الوقت نفسه عامل أساسي في إغناء الحياة الثقافية‬ ‫وزيادة عطائها ‪.‬و في هذه النقطة البد من التأكيد على أن الحرية‬ ‫هنا تعني الحرية المنضبطة التي نرجع إلى معايير ثابتة ‪ ،‬ال تلك‬ ‫الحرية التي تجيز لصاجبها انتقاد أي شيء أو رفضه ‪ ،‬و لو كان‬ ‫دينه ‪.‬‬ ‫‪27-‬‬ ‫‪ -7‬أن نتعرف اآلخرين وثقافاتهم‪ ،‬والكشف على مواطن القوة والضعف‬ ‫في الثقافات المختلفة ال سيما الغربية‪ ،‬ودراسة سلبياتها وإيجابياتها‬ ‫برؤية متفتحة‪ ،‬غايتها البحث والدراسة العلمية ‪،‬وفي الوقت نفسه‬ ‫نعرف تلك الثقافات ما لنا من عقيدة وقيم وتراث وتقاليد اجتماعية‬ ‫عريقة وأن يواكب ذلك عملية التخلص من اإلحساس بمركزية‬ ‫الغرب ونزع صفة العالمية والعلمية والمطلقية عن حضارته ‪.‬‬ ‫‪ -8‬أن نقوم وسائل اإلعالم بواجباتها في الحفاظ على الهوية ودعمها‪،‬‬ ‫فضالً عن منع استيراد البرامج التي تهدم الهوية دون نظر‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser