تلخيص من التمهيد لصفحة 66 النسخة الأخيرة PDF

Document Details

SaneNumber

Uploaded by SaneNumber

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

2024

مجموعة من طلبة شعبة 13

Tags

سيرة النبوية فقه السيرة النبوية الرسالة الإسلامية التاريخ الإسلامي

Summary

هذا تلخيص لمساق فقه السيرة النبوية من التمهيد لصفحة 66، من إعداد مجموعة من طلبة شعبة 13 بإشراف د. خديجة الظهوري، لفصل الخريف 2024-2025. يغطي الملخص أهداف دراسة فقه السيرة النبوية، وأهميتها، وخصائصها، بالإضافة إلى معلومات عن شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.

Full Transcript

‫كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‬ ‫قسم أصول الدين‬ ‫تلخيص دروس مساق فقه السيرة النبوية‬ ‫من التمهيد ص‪ 5‬ل ص ‪66‬‬ ‫إعداد‪ :‬مجموعة من طلبة شعبة ‪13‬‬ ‫إشراف ‪ :‬د‪.‬خديجة الظهوري‬ ‫فصل الخريف ‪2025-2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫...

‫كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‬ ‫قسم أصول الدين‬ ‫تلخيص دروس مساق فقه السيرة النبوية‬ ‫من التمهيد ص‪ 5‬ل ص ‪66‬‬ ‫إعداد‪ :‬مجموعة من طلبة شعبة ‪13‬‬ ‫إشراف ‪ :‬د‪.‬خديجة الظهوري‬ ‫فصل الخريف ‪2025-2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ملحوظة هامة‪ :‬هذا الملخص ال يمنعك من قراءة الكتاب المقرر للفائدة والكتمال المعلومة‬ ‫تمهيد‪ :‬من ص ‪ 5‬ل ‪11‬‬ ‫السيرة النبوية‪:‬‬ ‫هي التي تتضمن جوانب حياة النبي ﷺ من ميالده إلى مماته وتشمل أقواله وأفعاله وصفاته واألمور‬ ‫التي أقرها النبي ﷺ‪.‬وهي النموذج األفضل الذي يحتاجه المسلم ليصل إلى درجات الكمال والفضيلة‪.‬‬ ‫َّللا َو ْاليَ ْو َم ْاْل ِخ َر َو َذك ََر َّ َ‬ ‫َّللا‬ ‫َّللا أُس َْوة ٌ َح َ‬ ‫سنَةٌ ِل َمن َكانَ يَ ْر ُجو َّ َ‬ ‫حيث قال تعإلى‪﴿ :‬لَّقَ ْد َكانَ لَ ُك ْم فِي َر ُ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫يرا﴾ [األحزاب‪.[ 21:‬‬ ‫َكثِ ً‬ ‫أهداف دراسة فقه السيرة النبوية‪:‬‬ ‫التعريف بسيرة النبي ‪:‬دراسة تفاصيل حياة النبي محمد ﷺ لتعزيز المعرفة بسيرته‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫الوقوف على تفاصيل حياة النبي‪ :‬معرفة تفاصيل دقيقة عن حياة النبي وكيف عاشها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫استلهام العظات والعبر ‪:‬استخراج الدروس والعبر من حياته لمحاولة تطبيقها في حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫إعطاء نماذج تطبيقية ‪:‬عرض كيفية تطبيق القيم اإلسالمية من خالل حياة النبي كمثال عملي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫تشكيل العقلية المسلمة ‪:‬بناء شخصية مسلمة تستمد قيمها وأخالقها من حياة النبي‪ ،‬الذي جسد هذه‬ ‫‪.5‬‬ ‫ع ِظ ٍيم﴾ [القلم‪[4 :‬‬ ‫﴿وإِنَّكَ لَعَلَى ُخلُ ٍ‬ ‫ق َ‬ ‫القيم بشكل مثالي‪ ،‬كما وصفه هللا في قوله‪َ :‬‬ ‫أهمية دراسة فقه السيرة النبوية‪:‬‬ ‫تحتوي على العديد من العلوم والمعارف التي تهم المسلمين‪.‬مثال‪ -١ :‬معرفه أسباب النزول‪-٢ ،‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫معرفه الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫تعطي منهجا ً للدعوة لهذا الدين وكيفية نشره بين الناس‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫تساعد في عالج المشاكل االجتماعية التي تهم المجتمع المسلم وتضع معايير لكيفية التعامل مع‬ ‫‪.3‬‬ ‫غير المسلمين‪.‬‬ ‫تهتم بالحياة االقتصادية التي تهم المسلم من حيث حصوله على المال وكيفية إنفاقه كما أنها تضع‬ ‫‪.4‬‬ ‫معايير وضوابط للعديد من المعامالت المالية‪.‬‬ ‫مؤلفات في السيرة النبوية‪:‬‬ ‫األقدم‪ :‬موسى بن عقبة‪ ،‬ومحمد بن إسحاق ثم توالت المصنفات منها‪ :‬ابن هشام وابن جرير ولم يكتف‬ ‫العلماء بالتأليف في السيرة فقط‪ ،‬كذلك قاموا بتمحيص السيرة وظهر‪:‬علم الجرح والتعديل وعلم الرجال‬ ‫وعلم نقد الروايات وعلم الطبقات‬ ‫وقد ألف المستشرقون في السيرة النبوية معتمدين على أحاديث ضعيفة ومكذوبة منهم ‪ :‬المستشرق‬ ‫(مونتغـمـري وات(‬ ‫‪2‬‬ ‫فقامت كتابتهم على ثالثة أمور‪:‬‬ ‫‪.1‬دراسة نقدية‬ ‫‪.2‬منهج علماني في وصف الوقائع التاريخية‬ ‫‪.3‬رد السيرة إلى األصول النصرانية واليهودية‬ ‫خصائص السيرة النبوية‪:‬‬ ‫الصحة والدقة ‪:‬تعتبر سيرة النبي محمد ﷺ من أصح السير التاريخية‪ ،‬حيث وصلت إلينا عبر‬ ‫‪.1‬‬ ‫مصادر موثوقة مثل القرآن والسنة‪ ،‬وتم التحقق من صحة الروايات‪.‬‬ ‫شمولية التفاصيل ‪:‬تغطي السيرة جميع جوانب حياة النبي‪ ،‬من ميالده إلى وفاته‪ ،‬وحتى قبل‬ ‫‪.2‬‬ ‫ميالده‪ ،‬مما يوفر تفاصيل دقيقة لم تتوفر في سير األنبياء السابقين فضالً عن سير غيرهم من‬ ‫أصحاب الديانات الوضعية والفالسفة والعظماء‪.‬‬ ‫الطبيعة البشرية ‪:‬تعرض السيرة الطبيعة البشرية للنبي‪ ،‬مما يجعله قدوة عملية للبشر‪ ،‬إذ كان‬ ‫‪.3‬‬ ‫إنسانًا‪ ،‬ولكنه قدوة برسالته السماوية وأخالقه‪.‬‬ ‫شمولية األدوار ‪:‬تشمل السيرة جميع أدوار النبي‪ ،‬بما في ذلك كونه شابًا‪ ،‬داعية‪ ،‬قائد دولة‪ ،‬زوج‪،‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫أب‪ ،‬مربي‪ ،‬وقائد شجاع‪ ،‬مما يجعله قدوة لجميع الناس في مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫دليل الصدق ‪:‬تعزز سيرة النبي من صدق نبوته ورسالته‪ ،‬حيث كان يُعرف بالصادق األمين‪،‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫وتمكنت أخالقه من جذب واتباع مجموعة من الناس ال يمكن أن تتبع إال من كان صادقًا‪.‬‬ ‫قال هرقل عظيم الروم لكفار قريش ‪( :‬فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟( فرد أبو سفيان‪:‬‬ ‫“ال”‪ ،‬فكان جواب هرقل‪( :‬إنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على هللا)‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬شبه الجزيرة العربية والعرب قبل اإلسالم (ص‪)18- 14‬‬ ‫تقع شبه الجزيرة في الجنوب الغربي من قارة آسيا وتمتد طويالً في مواجهة قارة أفريقيا‪ ،‬وتعد شبه‬ ‫الجزيرة العربية أكبر شبه جزيرة في العالم‬ ‫ أقسام شبه الجزيرة العربية قديما ً خمسة‪ :‬تهامة ‪-‬الحجاز ‪-‬اليمن ‪-‬نجد ‪-‬العروض‪.‬وبعضهم قسمها‬ ‫تقسيما ً آخر‪.‬‬ ‫ ونظرا ً لكبر شبه الجزيرة العربية واتساعها فقد تنوعت تضاريسها‪ ،‬ولكن الغالب عليها‬ ‫الطابع الصحراوي؛ مما أدى إلى تفاوت السكان في مناطق دون أخرى وفي العالقة التي‬ ‫كانت تربط بين هذه األجزاء والمناطق من شبه الجزيرة مع العالم الخارجي ‪.‬‬ ‫وأدى ذلك إلى تنوع سكان شبه الجزيرة العربية إلى بدو رحال يجيبون الماء والطعام‬ ‫وإلى حضر وجدو أسباب االستقرار فبنو المدن واشتغلوا بالزراعة والتجارة‪.‬‬ ‫تتكون التركيبة السكانية لشبه الجزيرة العربية من ثالثة أقسام وهي‪:‬‬ ‫ ‬ ‫العرب البائدة‪ :‬وهي القبائل التي لم يعد لها وجود مثل عاد وثمود وطسم‬ ‫‪.1‬‬ ‫العرب العاربة‪ :‬يعود نسبهم إلى قحطان الجد األكبر وكأنو يسكنون في الجهة الجنوبية من شبه‬ ‫‪.2‬‬ ‫الجزيرة العربية وتحديدا في اليمن‬ ‫العرب المستعربة‪ :‬يعود نسبهم إلى جدهم األكبر عدنان وكانوا يسكنون في الجهة الشمالية من شبه‬ ‫‪.3‬‬ ‫الجزيرة العربية وتحديدا ً في الحجاز‬ ‫ شهدت شبه الجزيرة العربية عدة حضارات عبر التاريخ مثال‪ :‬ثمود وسبأ وقد ذكر هللا قصصهم‬ ‫ومصائرهم في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ حال العرب قبل اإلسالم كان يركز على أمرين أساسيين‬ ‫‪.1‬حاجة العرب إلى اإلسالم‬ ‫‪.2‬النعمة الكبرى التي أنعم هللا بها على العرب‪.‬‬ ‫وتفصيالً حال العرب من النواحي‪:‬‬ ‫ ‪ = 1‬الناحية الدينية‪ :‬تخلى العرب عن اإلسالم إال القليل منهم‪ ،‬ومالوا إلى عبادة األصنام التي‬ ‫افتتحها عمرو بن عمار بن لحي الخزاعي‪ ،‬وكان ينصب األوثان حول الكعبة وأغرى الناس‬ ‫بعبادتها ولم يكن هناك دين موحد يربط العرب جميعا ً ومن هناك انتشرت عبادة األصنام وصار‬ ‫لكل قبيلة صنم تعبده‪.‬‬ ‫❖ بعض الشخصيات التي ثبتت على دين إبراهيم (الحنيفية) في شبه الجزيرة العربية قبل‬ ‫اإلسالم هم‪ :‬زيد بن نفيل ولبيد بن ربيعة وكان هناك آخرون من العرب الذين اتبعوا‬ ‫الحنيفية ورفضوا عبادة األصنام وكانوا يؤمنون بالتوحيد مما جعلهم مهيئين الستقبال‬ ‫رسالة اإلسالم عندما ظهرت‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ =*2‬الناحية السياسية‪ :‬لم يكن للعرب دولة تحميهم وتفرض السلطة عليهم وتقيم العدل بينهم‪ ،‬بل كانوا أمة‬ ‫متناحرة ولذالك نشأت لديهم العصبية القبلية حيث كانوا يعيشون من أجلها ويقاتلون من أجلها وأدت هذه‬ ‫الوضعية إلى صراعات مستمرة بين القبائل مما أثر سلبا ً على االستقرار السياسي واالجتماعي في شبه‬ ‫الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫كقولهم‪( :‬انصر أخاك ظالما أو مظلوماً)الذي قاله جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم وبهذا يظهر المثل‬ ‫كيف كانت العالقات القبلية توثر على السلوك السياسي واألخالقي في ذاك الوقت‬ ‫وخضعت أطراف الجزيرة العربية للدول الكبرى في ذاك الوقت (الروم والفرس)‪ :‬حيث كانت اليمن‬ ‫والعراق والبحرين تحت سيطرة الفرس‪ ،‬والشام ومصر تحت سيطرة الروم‪.‬‬ ‫‪=*3‬الناحية االجتماعية‪ :‬سجل التاريخ للعرب قبل اإلسالم مجموعة من األخالق السلبية واالنحرافات‬ ‫الخلقية مثل شرب الخمر والقمار والربا باإلضافة إلى ظاهرة قتل اإلناث المعروفة بالوأد‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫اعتزازهم باألنساب والكلمة والشعر‪.‬‬ ‫‪=*4‬الناحية االقتصادية‪ :‬كانت حياة العرب تقوم على الرعي والزراعة في بعض مناطق شبه الجزيرة‬ ‫العربية؛ ولذا اتجهوا إلى التجارة حيث كانت لهم رحلتان تجاريتان‪ ،‬واحدة إلى اليمن في الشتاء وأخرى‬ ‫إلى الشام في الصيف‪.‬‬ ‫و كانت مكة مركزا ً تجاريا ً مهما ً في الجزيرة العربية‪ ،‬وكان لكل قبيلة منزل خاص تنزل به‪ ،‬حيث تتجمع‬ ‫القوافل وتتبادل السلع كما ساهمت التجارة في تعزيز العالقات بين القبائل المختلفة وتنمية االقتصاد المحلي‪.‬‬ ‫‪-‬أشهر األسواق في شبه الجزيرة العربية قبل اإلسالم‪:‬‬ ‫❖ سوق مجنة‬ ‫❖ سوق عكاظ‬ ‫❖ سوق المجاز‬ ‫ إن العرب إذا حجوا يقيمون في سوق عكاظ خالل شهر شوال ثم ينتقلون إلى سوق مجنة ويقيمون‬ ‫فيه عشرين يوما ً‪ ،‬وكانت هذه األسواق تجمع الشعراء واألدباء‪ ،‬حيث تقام المسابقات الشعرية‬ ‫واألدبية مما جعلها مراكز ثقافية واجتماعية مهمة في التجمع العربي‪.‬‬ ‫ من سلبيات االقتصاد في الجزيرة العربية قبل اإلسالم‪ :‬كان العرب يتعاملون بالربا؛ الذي سرى‬ ‫إليهم من اليهود‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬محمد ﷺ من الميالد إلى البعثة (‪)24-19‬‬ ‫كانت مكةُ مركزَ الجزيرة العربية لسببين‪ :‬أنها كانت المكان المقدس عند العرب جمي ًعا لزيارة الكعبة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مركزا تجاريًّا من خالل رحالت قريش إلى الشام واليمن‪.‬‬ ‫وفيها تجتمع أصنامهم‪.‬وكانت‬ ‫بنى أبرهةُ الحبشي بيتًا في اليمن‪ ،‬ليشغلهم عن الكعبة‪ ، ،‬وأمر العرب أن يحجوا إليه‪ ،‬ويتركوا مكة‪.‬‬ ‫ولكن العرب أصروا على التعلق بمكة المكرمة‪ ،‬وقام أحد العرب بتدنيس البيت الذي بناه أبرهة‪ ،‬فاشتد‬ ‫َّ‬ ‫ضهم‬ ‫شا‪ ،‬وذاع خبره في أرجاء الجزيرة العربية‪ ،‬وحاول بع ُ‬ ‫غضبه‪ ،‬وعزم على هدم الكعبة‪ ،‬وسير لذلك جي ً‬ ‫مواجهتَه‪ ،‬ولكنهم فشلوا‪ ،‬واستمر أبرهة في التقدم حتى أشرف على مكة المكرمة‪ ،‬فسارع أهلها بالخروج‬ ‫إلى الجبال واالعتصام بها‪ ،‬ألنهم ال طاقة لهم بأبرهة وجنوده‪ ،‬وهنا تدخلت العناية اإللهية‪ ،‬فأرسل هللا‬ ‫طيورا تحمل في مناقرها وأرجلها حجارة‪ ،‬فصبتها على هذا الجيش الجرار‪ ،‬فهلك‪ ،‬ولم ينج منه‬ ‫ً‬ ‫تعإلى‬ ‫أحد‪.‬كما ذكر في سورة الفيل‪ ،‬وكان هذا إكرا ًما لهذا البيت العتيق ولنبيه محمد ﷺ‪.‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ميالده‬ ‫وفي عام الفيل ُولد النبي محمد ﷺ ‪ ،‬في مكة المكرمة ألسرة بني هاشم‪ ،‬فهو محمد‪ ،‬بن عبد هللا‪ ،‬بن عبد‬ ‫المطلب‪ ،‬بن هاشم‪ ،‬بن عبد مناف‪ ،‬بن قُ َ‬ ‫صي‪.. ،‬بن كنانة وينتهي نسبه إلى َم َعد‪ ،‬بن عدنان‪.‬وهذا القدر‬ ‫خالف‪.‬هذا النسب األصيل ‪ ،‬حتى ال تجد‬‫ٌ‬ ‫المتفق عليه من نسبه ‪ ،‬وفيما بعد عدنان إلى إسماعيل وإلى آدم‬ ‫شا أو غيرها مطعنًا في شرفه يتوصلون به إلى إنكار رسالته‪ ،‬أو تكذيب دعوته‪.‬‬ ‫قري ً‬ ‫توفي والده عبدهللا بن عبد المطلب قبل مولده‪ ،‬بينما توفيت والدته آمنة بنت وهب عندما كان في السادسة‬ ‫من عمره‪.‬ونشأ يتي ًما‪ ،‬ليشعر بآالم اليتامى‪ ،‬وقد أرسلته أمه إلى بادية بني سعد عند حليمة السعدية‪،‬‬ ‫لترضعه‪ ،‬وينشأ على الفصاحة العربية والقوة البدنية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬حادثة شق الصدر‬ ‫وهذه حادثة صحيحة ثابتة وقعت للنبي محمد ﷺ في طفولته‪ ،‬وتحديدًا عندما كان في كنف حليمة السعدية‪،‬‬ ‫مرضعته‪ُ.‬ذكر أن جبريل عليه السالم أتى النبي وهو يلعب مع األطفال‪ ،‬فأخذ وشق صدره وأخرج قلبه‪،‬‬ ‫واستخرج العلقة "حظ الشيطان"‪ ،‬وقام بغسلها في طست من ذهب بماء زمزم‪ ،‬ثم أل َ َمه وأعاده إلى مكانه‬ ‫لتطهير قلبه من أي دنس وتجهيزه للنبوة‪.‬و جا َء ال ِغلمانُ يسعون إلى أ ُ ِم ِه ـ يَ ْعنِي ِظئْ َرهُ ـ فَقَالُوا‪ :‬إِ َّن ُمحمدًا‬ ‫صد ِْرهِ"‪.‬‬‫الم ْخيَ ِط فِي َ‬ ‫قَ ْد قُتِلَ‪ ،‬فَا ْستَ ْقبلوه وهو ُم ْنتَ ِق ُع اللَّون‪.‬قَال أَنس‪َ ":‬وقَ ْد ُك ْنتُ أَ َرى أَثَ َر َذلِكَ ِ‬ ‫وتكررت هذه الحادثة مرة أخرى في ليلة اإلسراء والمعراج‪ ،‬إعدادًا له ليواجه تفاصيل هذه الرحلة المباركة‬ ‫العجيبة‪ ،‬التي ال قوة لإلنسان على تحمل أحداثها‪.‬‬ ‫ثم لما عاد إلى أمه في مكة توفيت أمه بعد زمن‪ ،‬ثم كفله جده عبدالمطلب وكان يقول ألوالده‪" :‬إن‬ ‫ابني هذا له شأناً" ثم مات عنه وهو في الثامنة من عمره ‪ ،‬ثم كفله عمه أبو طالب‪ ،‬وفي تلك السن المبكرة‪،‬‬ ‫(‪ 8‬سنوات) مارس رسول هللا ﷺ ما كان يمارسه قومه من رعي الغنم على قراريط ألهل مكة‪ ،‬وكل نبي‬ ‫بعث قبله قد رعى الغنم‪ ،‬ولما بلغ من العمر اثني عشر عا ًما‪ ،‬اصطحبه عمه في رحلة تجارية إلى الشام‪،‬‬ ‫وهناك في الشام كانت قصةُ الراهب بحيرا‪ ،‬وما أخبر به ع َّمه عن مستقبل هذا الولد‪ ،‬وأنه سيكون نبيًّا‪،‬‬ ‫وحذره من اليهود‪ ،‬فعاد أبو طالب أكثر رعاية واهتما ًما به‪ ،‬وحمايةً له‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وفي مكة ظهرت نجابة رسول هللا ورجاحة رأيه‪ ،‬وصدقه وأمانته‪ ،‬وشاعت أخباره في أرجاء مكة‪،‬‬ ‫وبلغت مسام َع خديجة رضي هللا عنها‪ ،‬فرغبت في أن يتولى تجارتَها إلى الشام‪ ،‬وكانت الرحلةُ الثانيةُ‪،‬‬ ‫وعجائب صنع هللا به ما‬ ‫َ‬ ‫غالم خديجة‪ ،‬وفي هذه الرحلة رأى ميسرة ُ من أخالق رسول هللا‬ ‫ِ‬ ‫برفق ِة ميسرة‬ ‫مأله إعجابًا به‪ ،‬وحبًّا له‪ ،‬وعاد إلى خديجة ليلقي إليها بما رآه‪ ،‬فازدادت خديجة إعجابًا بهذه الصفات‬ ‫‪6‬‬ ‫الحميدة‪ ،‬فرغبت في الزواج منه‪ ،‬وأرسلت إليه في ذلك‪ ،‬وتم األمر‪ ،‬وتزو ًجا‪ ،‬وكان عمرها يومئذ أربعين‬ ‫وأثره الكبير في حياة رسول هللا‬ ‫ُ‬ ‫سا وعشرين سنة‪ ،‬وقد كان لهذا الزواج بركته‬ ‫سنة‪ ،‬وهو لم يتجاوز خم ً‬ ‫بعد البعثة‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬قصة بناء الكعبة‬ ‫وفي قصة بناء الكعبة مث ٌل كافٍ في إبراز هذه المنزلة‪.‬فعندما اختلفت قريش في تجديد بناء الكعبة‪ ،‬وأرادوا‬ ‫بطن من قريش‪ :‬نحن نضعه‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬نحن نضعه‪.‬‬ ‫أن يضعوا الحجر األسود مكانه واختصموا‪ ،‬فقال ٌ‬ ‫فقالوا‪ :‬اجعلوا بينكم حك ًما‪.‬فقالوا‪ :‬أول رجل يطلع من الفج‪.‬فجاء النبي ﷺ‪.‬‬ ‫فقالوا‪ :‬أتاكم األمين‪ ،‬فأخبروه بما حدث‪ ،‬فوضع الحجر في ثوب‪ ،‬ثم دعا بطونهم‪ ،‬فأخذوا بنواحيه معه‪،‬‬ ‫فوضعه هو ﷺ‪.‬وكان في ذلك من الشرف لرسول هللا ﷺ ما ال يخفى على أحد‪.‬‬ ‫دروس وعبر‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ إنه كلما جمع اإلنسان بين شرف النسب وشرف العمل كان أرجى أن يقبلوا دعوة الداعية‪ ،‬وهكذا‬ ‫كان األنبياء جميعًا‪ ،‬يبعثون في أشراف قومهم‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أعد هللا نبيه قبل بعثته إعدادًا فطريًا ونفسيًا وخلقيًا من صفاء الذهن وقوة العقل والجسم‪ ،‬وسالمة‬ ‫المنطق والتفكير لحياة النبوة بعد ذلك‪.‬‬ ‫إن الحكمة في اختيار هللا للعرب ليكونوا حملة رسالته ودينه تكمن في أنهم كانوا بالنسبة لألمم في‬ ‫‪َّ.3‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تفكيرا‪ ،‬وأقوم أخالقا‪ ،‬وأكثر احتماال لمكاره الحروب‪ ،‬وهذا ما ظهر‬‫ً‬ ‫سا‪ ،‬وأسلم‬‫ذلك الوقت أصفى نفو ً‬ ‫مصداقه في الفتوحات اإلسالمية بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ إن االستقامة في الصغر وترك منكرات األخالق تعين على النجاح في الكبر‪ ،‬فكلما كان الداعية‬ ‫بعيدًا عن سفاسف األمور‪ ،‬كان ذلك أدعى لقبول الناس له‪ ،‬وعجز خصومه عن أن ينالوا منه؛ ألنهم ال‬ ‫يجدون في سيرته ما يلطخون به سمعته‪.‬‬ ‫كثيرا من الحقائق والمعارف‪ ،‬ويطلع على عادات الشعوب‬ ‫ً‬ ‫‪ 5‬ـ إن السفر مدرسة يتعلم فيها اإلنسان‬ ‫وأخالقهم‪ ،‬ويتلمس مكامن األمراض واألسقام فيهم‪ ،‬حتى يمكنه بعد ذلك أن يستفيد من هذه التجارب‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬بداية الوحي (‪)27-26‬‬ ‫‪ -‬كانت أولى عالمات النبوة الرؤيا الصادقة التي كان يراها الرسول ﷺ‪" :‬قالت عائشة‪" :‬أَ َّو ُل َما‬ ‫ت ِمثْ َل فَلَ ِ‬ ‫ق‬ ‫صا ِل َحةُ فِي النَّ ْو ِم‪ ،‬فَ َكانَ الَ يَ َرى ُرؤْ يَا إِ َّال َجا َء ْ‬ ‫الرؤْ يَا ال َّ‬ ‫الوحْ ي ِ ُّ‬ ‫َّللا ِمنَ َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ئ بِ ِه َر ُ‬ ‫بُ ِد َ‬ ‫ث فِي ِه ـ َوه َُو التَّعَبُّ ُد الليالي ذوات العدد‬ ‫َار ِح َراءٍ فَيَتَ َحنَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب إِلَ ْي ِه ال َخالَ ُء‪َ ،‬و َكانَ يَ ْخلو بِغ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْح‪ ،‬ث َّم ُحبِ َ‬ ‫صب ِ‬‫ال ُّ‬ ‫‪.‬‬ ‫حتى نزل عليه الملك جبريل عليه السالم في شهر رمضان في غار حراء‪ ،‬حيث كان يتعبد‪ ،‬فقال‬ ‫له ‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال ما أنا بقارئ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ‪،‬‬ ‫فقلت ‪ :‬ما انا بقارئ‪ ،‬فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال‪" :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق"‪.‬‬ ‫رد فعل السيدة خديجة رضي هللا عنها‪:‬‬ ‫‪ -‬عندما عاد النبي ﷺ إلى بيته مرتجفًا من هول ما رأى مما يفوق طاقة البشر‪ ،‬قامت السيدة خديجة‬ ‫رضي هللا عنها بدعمه وتهدئته‪ ،‬وقالت له‪ " :‬وهللا ما يخزيك هللا أبداً‪ ،‬إنك لتصل الرحم‪ ،‬وتحمل‬ ‫الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق"‪.‬‬ ‫‪ -‬ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل‪ ،‬والذي كان نصرانيا ً‪.‬وأكد ورقة للنبي ﷺ أن ما رآه هو وحي حقيقي‬ ‫من هللا‪.‬بقوله‪ " :‬هذا الناموس الذي أنزل هللا على موسى يا ليتني ليها جذعا ليتني أكون حيا اذ‬ ‫يخرجك قومك فقال ﷺ‪َ :‬أو مخرجي هم؟‪ ،‬قال ‪ :‬نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودي‬ ‫وإن يدركني يومك أنصرك نصرا ً مؤزرا ً" ثم لم ي ْنشب ورقة أن توفي‪.‬‬ ‫ثم بدأت مرحلة أمره بالتبليغ ‪:‬‬ ‫الوحْ يِ‪ ،‬فَقَا َل فِي َحدِيثِ ِه‪" :‬بَ ْينَا‬‫ع ْن فَتْ َرةِ َ‬‫ِث َ‬ ‫ي‪ ،‬عن رسول هللا ‪َ ،‬وه َُو يُ َحد ُ‬ ‫ار َّ‬ ‫َّللا األ َ ْن َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْب ِد َّ ِ‬‫فعن َجابِر بْن َ‬ ‫علَى ُك ْر ِسي ٍ‬ ‫س َ‬ ‫َّ‬ ‫ص ِري‪ ،‬فَإِ َذا ال َملَكُ الذِي َجا َءنِي بِ ِح َراءٍ َجا ِل ٌ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َرفَ ْعتُ بَ َ‬ ‫ص ْوتًا ِمنَ ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َ‬ ‫أَنَا أَ ْم ِشي ِإ ْذ َ‬ ‫َّللاُ تَ َعالَى‪ (( :‬يا أيها المدثر‬ ‫ض‪ ،‬فَ ُر ِعبْتُ ِم ْنهُ‪ ،‬فَ َر َج ْعتُ فَقُ ْلتُ ‪ :‬زَ ِملُونِي زَ ِملُونِي"‪.‬فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫اء َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫بَيْنَ ال َّ‬ ‫حْي َوتَتَابَ َع‪.‬‬ ‫الو ُ‬‫ي َ‬‫ِإلَى قَ ْو ِل ِه‪ :‬والرجز فاهجر)) [المدثر‪ ، ]5-1 :‬فَ َح ِم َ‬ ‫يومها بدأت الدعوة ُ اإلسالمية تشق طريقَها لنشر دين هللا تعالى‪ ،‬وإقام ِة الحجة على الناس‬ ‫ومن ِ‬ ‫جميعًا‪.‬‬ ‫دروس وعبر‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ لقد كانت بعثة النبي رحمة للعالمين‪ ،‬أنقذ هللا بها الناس من ظلمات الجهل والشرك والضالل إلى‬ ‫نور العلم والتوحيد والهدى‪.‬‬ ‫آخر مرحلة في اإلعداد النفسي والتربوي لرسول هللا ؛‬ ‫‪ 2‬ـ لقد كانت مرحلة الخلوة في غار حراء َ‬ ‫َ‬ ‫قادرا على تلقي هذا األمر العظيم الذي ال عهد له به‪ ،‬ولم يكن يدور ب َخلده‪ ،‬أو يستشرف له‪.‬‬ ‫ليكون ً‬ ‫‪.3‬يحتاج المسلم أن يكون له أوقات يخلو فيها بنفسه‪ ،‬يراجع فيها مسيرته‪ ،‬ويقيم خطواته‪ ،‬ويحاسب‬ ‫نفسه‪ ،‬من أجل تصحيح النية‪ ،‬وتجديد العزم‪ ،‬وتصفية النفس من األهواء‪ ،‬وتحديد األهداف‪ ،‬حتى يمضي‬ ‫اإلنسان على الطريق الصحيح‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ لقد أظهرت هذه المرحلة من حياة النبي دور المرأة المسلمة في الدعوة اإلسالمية وأثرها في ذلك‪.‬‬ ‫فقد قامت خديجة رضي هللا عنها بدور كبير في حياة رسول هللا‪ ،‬ووقفت معه في المرحلة الجديدة من‬ ‫حياته‪ ،‬من حين اقترانها به‪ ،‬فقد أمدته بمالها‪ ،‬ووفرت له أسباب الخلوة في غار حراء‪ ،‬ولما جاءه الوحي‬ ‫وقفت معه تسانده وتقوي من عزمه‪.‬‬ ‫‪ -5‬يستحب للرجل إذا خرج من بيته أن يخبر أهله عن مكانه‪ ،‬حتى يزيل عنهم الوساوس‪،‬‬ ‫ويستدعونه إذا طرأ حادث عليهم‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫مراحل الدعوة اإلسالمية‪ :‬من ص (‪)32-28‬‬ ‫مرت الدعوة اإلسالمية بمرحلتين في مكة‪:‬‬ ‫المرحلة السرية‪:‬‬ ‫في البداية‪ ،‬كانت الدعوة سرية‪ ،‬حيث دعا النبي ﷺ أقرب الناس إليه سراً‪.‬ومن أوائل من‬ ‫أسلم السيدة خديجة وبناته وعلي بن أبي طالب ‪ ،‬ومن ذوي المكانة أبو بكر وعثمان والزبير‬ ‫وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬ومن الموالي والعبيد‪ :‬بالل بن رباح‪ ،‬وزيد بن‬ ‫حارثة وغيرهما‪.‬‬ ‫استمر النبي ﷺ في دعوته سرا ً لمدة ثالث سنوات‪ ،‬وكانت دار األرقم بن أبي األرقم مركزا ً‬ ‫الجتماعات المسلمين سرا ً في تلك الفترة وهذه الدار قد أسلم فيها قوم كثير أزيد من ثالثين‬ ‫من قريش رجاالً ونسا ًء وعلمهم العقيدة الصحيحة وأعدهم للتضحية في سبيل هذا الدين‪.‬‬ ‫المرحلة الجهرية‪:‬‬ ‫أمر هللا النبي ﷺ بالجهر بالدعوة إلى اإلسالم‪ ،‬بإنزاله قوله سبحانه‪(( :‬وأنذر عشيرتك األقربين))‪.‬فصعد‬ ‫النبي ﷺ على الصفا وجعل ينادي بطون قريش‪" ،‬يا بني فهر يا بني عدي‪ ،‬حتى اجتمعوا فجعل الرجل اذا‬ ‫لم يستطع ان يخرج ارسل رسوالً لينظر ما هو فقال‪ :‬أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيالً بالوادي تريد أن تغير‬ ‫عليكم أكنتم مصدقي؟‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم ما جربنا عليك إال صدقاً‪ ،‬فقال‪ :‬فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" فقال‬ ‫أبو لهب ‪" :‬تبا ً لك سائر اليوم"‪ ،‬فنزلت سورة المسد التي ترد عليه‪.‬‬ ‫تكتف قريش بالمعارضة الكالمية بل لجأت إلى التعذيب الجسدي واالضطهاد للمسلمين‪ ،‬ووضعوا‬ ‫ِ‬ ‫ولم‬ ‫األوساخ على النبي أثناء الصالة وحاولوا خنقه‪ ،‬ولكن النبي استمر في دعوته بإصرار وتح ٍد للصعوبات‪.‬‬ ‫ما الذي تعرض له النبي ﷺ بعد جهره بالدعوة؟‬ ‫اإليذاء النفسي‪ :‬ما كان يفعله عمه أبو لهب‪ ،‬حيث كان يتبعه في كل مكان‪ ،‬ويصيح بالناس أنه كذاب‪ ،‬كما‬ ‫روى ذلك َربِيعَةَ ب ِْن ِعبَادٍ‪ ،‬الدُّؤلي ـ َو َكانَ َجا ِه ِليًّا وأسلم‪.-‬‬ ‫وقد عمدت قريش إلى إطالق أنواع من التهم واالفتراءات عليه ‪ ،‬فهو عندهم مجنون‪ ،‬وساحر‪ ،‬وكاهن‪،‬‬ ‫وشاعر‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫علَ ْي ِه القُ ْرآنَ ‪ ،‬فَ َكأَنَّهُ َر َّق لَهُ فَ َبلَ َغ َذلِكَ أَ َبا َج ْه ٍل‪ ،‬فَأَتَاهُ فَقَالَ‪َ :‬يا‬ ‫يرةِ َجا َء ِإلَى النَّ ِبي ِ فَقَ َرأَ َ‬ ‫مثاله‪ْ :‬ال َو ِلي َد بْنَ ال ُم ِغ َ‬ ‫ض ِل َما قِبَلَهُ قَالَ‪:‬‬ ‫طو َكهُ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ ُم َح َّمدًا ِلت ُ ْع ِر َ‬ ‫اال‪.‬قَالَ‪ :‬لَ َم؟ قَالَ‪ِ :‬ليُ ْع ُ‬ ‫ع ُّم‪ ،‬إِ َّن قَ ْو َمكَ يَ َر ْونَ أَ ْن يَجْ َمعُوا لَكَ َم ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َارهٌ لهُ قَالَ‪َ :‬و َما َذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْش أنِي ِم ْن أكثَ ِرهَا َماال‪.‬قَالَ‪ :‬فَق ْل فِي ِه قَ ْوال يَ ْبل ُغ قَ ْو َمكَ أنَّكَ ُم ْن ِك ٌر لهُ أ ْو أنَّكَ ك ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ق َري ٌ‬‫ُ‬ ‫قَ ْد َ‬ ‫ع ِل َم ْ‬ ‫ار ْال ِج ِن َو َّ ِ‬ ‫َّللا َما‬ ‫صي َدةٍ ِمنِي َو َال ِبأ َ ْش َع ِ‬ ‫ار ِمنِي‪َ ،‬و َال أَ ْعلَ َم ِب َر َج ٍز َو َال ِبقَ ِ‬ ‫َّللا َما فِي ُك ْم َر ُج ٌل أَ ْعلَ َم ِب ْاأل َ ْش َع ِ‬ ‫أَقُو ُل "فَ َو َّ ِ‬ ‫ط َال َوةً‪َ ،‬وإِنَّهُ لَ ُمثْ ِم ٌر أَع َْالهُ ُم ْغد ٌ‬ ‫ِق‬ ‫َّللا إِ َّن ِلقَ ْو ِل ِه الَّذِي يَقُو ُل َح َال َوةً‪َ ،‬وإِ َّن َ‬ ‫علَ ْي ِه لَ َ‬ ‫ش ْيئًا ِم ْن َه َذا َو َو َّ ِ‬‫يُ ْشبِهُ الَّذِي يَقُو ُل َ‬ ‫ع ْنكَ قَ ْو ُمكَ َحتَّى تَقُو َل فِي ِه‪.‬قَالَ‪ :‬فَ َد ْعنِي‬ ‫ضى َ‬ ‫حْط ُم َما تَحْ تَهُ" قَالَ‪َ :‬ال يَ ْر َ‬ ‫أَ ْسفَلُهُ‪َ ،‬و ِإنَّهُ لَيَ ْعلُو َو َما يُ ْعلَى َو ِإنَّهُ لَيَ ِ‬ ‫غي ِْرهِ‪ ،‬فَنَزَ َل قوله تعالى‪(( :‬ذرني ومن خلقت وحيداً))‬ ‫َحتَّى أُفَ ِك َر‪ ،‬فَلَ َّما فَ َّك َر قَالَ‪َ :‬ه َذا سِحْ ٌر يُؤْ ثَ ُر َيأْث ُ ُرهُ ِم ْن َ‬ ‫[المدثر‪]28-11 :‬‬ ‫‪9‬‬ ‫وقد نفى هللا عنه تلك التهم ودافع عنه في آيات تتلى إلى قيام الساعة منها سورة الحاقة [الحاقة‪.]42 -41 :‬‬ ‫و[الطور ‪ ]30- 29‬و[ص‪.]4:‬‬ ‫اإليذاء الجسدي‪ :‬وضع النجاسات على عاتقه‪ ،‬وهو ساجد عند الكعبة‪ ،‬أو خنقه بثوبه‪ ،‬وما حاوله أبو جهل‬ ‫صلهى هللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْنهُ‪ ،‬قَالَ‪ :‬بَ ْينَا النه ِب ُّ‬ ‫ي ه‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َّللا بن مسعود‪َ ،‬ر ِ‬ ‫ع ْب ِد ه ِ‬ ‫من اإلساءة إليه‪.‬ومن أمثلة ذلك ما رواه َ‬ ‫صلهى هللاُ‬ ‫ظ ْه ِر النهبِي ِ َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ور‪ ،‬فَقَذَفَهُ َ‬‫سلَى َج ُز ٍ‬ ‫ع ْقبَةُ بْنُ أَبِي ُمعَيْطٍ بِ َ‬ ‫َاس ِم ْن قُ َري ٍْش‪َ ،‬جا َء ُ‬ ‫اجدٌ‪َ ،‬و َح ْولَهُ ن ٌ‬‫س ِ‬ ‫سله َم َ‬‫َو َ‬ ‫صنَ َع‪ ،‬فَقَا َل‬ ‫على َم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سالَ ُم فَأ َخذَتهُ ِم ْن ظ ْه ِرهِ‪َ ،‬ودَ َ‬ ‫عل ْي َها ال ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اط َمة َ‬ ‫ت فَ ِ‬ ‫سهُ‪ ،‬فَ َجا َء ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫سل َم‪ ،‬فَل ْم يَ ْرفَ ْع َرأ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َ‬ ‫ش ْي َبةَ بْنَ‬‫عتْ َبةَ بْنَ َر ِبي َعةَ‪َ ،‬و َ‬ ‫علَيْكَ ال َم ََل َ ِم ْن قُ َري ٍْش‪ :‬أَ َبا َج ْه ِل بْنَ ِهش ٍَام‪َ ،‬و ُ‬ ‫سله َم‪( :‬الله ُه هم َ‬ ‫صلهى هللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫النه ِب ُّ‬ ‫ي بْنَ َخلَفٍ )‪ ،‬فَ َرأَ ْيت ُ ُه ْم قُتِلُوا يَ ْو َم بَد ٍْر‪.‬‬ ‫َربِيعَةَ‪َ ،‬وأ ُ َميهةَ بْنَ َخلَفٍ أَ ْو أُبَ ه‬ ‫أسلوب الترغيب والترهيب‪ :‬لما فشلت قريش في محاوالت اإليذاء النفسي والجسدي اتجهت إلى أسلوب‬ ‫إن كنتَ إنه َما ت ُ ِريدُ ِب َما‬ ‫اإلغراء بالملك والمال‪.‬فأرسلوا عتبة بن ربيعة إلى رسول هللا ‪ ،‬فجلس إليه‪ ،‬وقال له‪ْ :‬‬ ‫جئتَ بِ ِه ِم ْن َهذَا ْاْل َ ْم ِر َم ًال َج َم ْعنَا لَكَ ِم ْن أَ ْم َوا ِلنَا َحتهى تَ ُكونَ أَ ْكثَ َرنَا َم ًال‪َ ،‬وإِ ْن ُك ْنتَ ت ُ ِريدُ بِ ِه ش ََرفًا َ‬ ‫س هو ْدنَاكَ‬ ‫علَ ْينَا‪َ ،‬و ِإ ْن َكانَ َهذَا الهذِي يَأْتِيكَ َرئِيًّا ت ََراهُ َل‬ ‫ط َع أَ ْم ًرا دُونَكَ ‪َ ،‬و ِإ ْن ُك ْنتَ ت ُ ِريدُ بِ ِه ُمل ًكا َمله ْكنَاكَ َ‬ ‫علَ ْينَا‪َ ،‬حتهى َل نَ ْق َ‬‫َ‬ ‫علَى‬ ‫ب التاب ُع َ‬ ‫طلَ ْبنَا لَكَ الطبه ‪َ ،‬و َبذَ ْلنَا فِي ِه أَ ْم َوالَنَا َحتهى نبرئَك ِم ْنهُ‪ ،‬فَإِنههُ ُربه َما َ‬ ‫غلَ َ‬ ‫ع ْن نفسِك‪َ ،‬‬ ‫تَ ْست َِطي ُع َردههُ َ‬ ‫جل حتهى يُ َداوى ِم ْنهُ أَو َكما قَا َل لَهُ"‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُ ِ َ‬‫ه‬ ‫التحريض عليه‪ :‬أوغرت قريش صدر أبي طالب ليترك نصرة ابن أخيه‪ ،‬فأوفدوا إليه من يحاول معه ذلك‪،‬‬ ‫ع ُمونَ أَنهكَ تُؤْ ذِي ِه ْم فِي‬ ‫فدعا أبو طالب رسول هللا ‪ ،‬بحضرة قريش‪ ،‬وقال له‪ :‬يَا ابْنَ أَ ِخي ِإ هن بَنِي َ‬ ‫ع ِمكَ يَ ْز ُ‬ ‫س؟"‬ ‫ش ْم َ‬‫اء ث ُ هم قَا َل‪" :‬ه َْل ت ََر ْونَ َه ِذ ِه ال ه‬ ‫ص َرهُ إِلَى ال ه‬ ‫س َم ِ‬ ‫َّللا ‪ ‬بَ َ‬ ‫سو ُل ه ِ‬‫ع ْن ذَلِكَ ‪ ،‬قَا َل‪ :‬فَ َحلهقَ َر ُ‬ ‫نَادِي ِه ْم َو َمس ِْج ِد ِه ْم فَا ْنتَ ِه َ‬ ‫ب‪َ :‬ما‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ش ْعلَةً"‪.‬قَا َل‪ :‬فَقَا َل أَبُو َ‬ ‫علَى أَ ْن تَ ْستَ ْش ِعلُوا ِلي ِم ْن َها ُ‬ ‫قَالُوا‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬قَا َل‪َ " :‬ما أَنَا ِبأ َ ْقدَ َر أَ ْن أَدَ َ‬ ‫ع ذَلِكَ ِم ْن ُك ْم َ‬ ‫ار ِجعُوا‪ ،‬قَا َل‪ :‬فَ َر َجعُوا‪.‬‬ ‫َكذَ َبنَا ابْنُ أَ ِخي فَ ْ‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬ما تعرض له أصحاب النبي ﷺ (‪)34-32‬‬ ‫األذى والتعذيب‬ ‫أكثر الناس الذين عذبوا هم الضعفاء والفقراء ممن آمن مع النبي بدين هللا اإلسالم‪ ،‬فكان النبي بين أظهرهم‬ ‫ودائم التصبير والتثبيت لهم‪ ،‬مذكرا ً بعظمة هذه العبادة‪ ،‬وبشاراتها الجنة‪ ،‬فقال ُمخاطبا ً آل ياسر‪( :‬اصبروا‬ ‫يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة)‪ ،‬وهذا حال النبي بينهم يقينا ً وهو يأمرهم بالصبر‪ ،‬والثبات‪ ،‬وتحمل األذى‪،‬‬ ‫حتى يجعل هللا في األمر فرجا ً ومخرجا ً‪ ،‬لماذا؟ ألن هللا سبحانه وتعإلى لم يأذن للمسلمين بالقتال بعد‪.‬‬ ‫وكان من هؤالء المعذبين عمار بن ياسر وأبوه وأمه سمية‪ ،‬وبالل‪ ،‬وصهيب‪ ،‬وخباب‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫الحصار االجتماعي واالقتصادي‪:‬‬ ‫هذا الحصار االجتماعي واالقتصادي الذي دام ثالث سنوات من السنة السابعة للبعثة إلى السنة العاشرة منها‪،‬‬ ‫وشمل الحصار كافة صحابة النبي وأهليهم‪ ،‬وأيضا ً من ناصرالنبي من مشركي بني هاشم‪ ،‬وبني عبد المطلب‪،‬‬ ‫لماذا؟ ألنها وسيلة من وسائل الضغط التي اتخذها كفار مكة‪ ،‬والتي تسمى بالعقاب الجماعي‪.‬‬ ‫فكان مما لقيه المسملون ومن بايعهم‪ ،‬الحصار االجتماعي ضدهم؛ بعدم مجالستهم‪ ،‬وال مبيايعتهم‪ ،‬وأال تُدخل‬ ‫بيوتهم‪ ،‬وأال يزوجوهم أو يتزوجوا منهم‪ ،‬وأيضا ً الحصار االقتصادي‪ ،‬فمنعوا البيع والشراء منهم‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫كتبوا بنود المقاطعة في صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة ‪ ،‬وكان هذا الحصار شديداً فأضحوا يأكلون الخبط؛ وهو‬ ‫نوع من الشجر‪ ،‬وبمرور ثالث سنوات من الحصار‪ ،‬تحركت في بعض القرشيين نوازع الخير‪ ،‬فذهبوا إلى‬ ‫الصحيفة‪ ،‬ومزقوها وأعلنوا رفع الحصار عن بني هاشم وبني مطلب‪.‬‬ ‫وفاة عم النبي ﷺ وزوجته‪ ،‬وانتشار الدعوة اإلسالمية‪:‬‬ ‫في السنة العاشرة من البعثه توفي عمه أبو طالب‪ ،‬وزوجته أم المؤمنيين خديجة رضي هللا عنها؛ فازداد األذى‬ ‫والتجرأ عليه‪ ،‬ظنا ً من كفار مكة بأن وفاة دعامتيه ‪-‬اللذين خففا عنه كثيراً من معاناته ‪ -‬هو ٌ‬ ‫فوز لهم‬ ‫ُ‬ ‫على النبي ﷺ‬ ‫وغلبة‪ ،‬إال أن أمر هللا وحكمته مختلفة؛ فقد انتشرت الدعوة خارج حدود مكة أكثر فأكثر بانتشار صيت الحصار‬ ‫عليه وصحابته‪ ،‬فوصلت الرسالة المحمدية مسامع القبائل التي جاورت مكة‪ ،‬فجاء وفد من نصارى نجران إلى‬ ‫النبي ﷺ ‪ ،‬وكلموه وسألوه‪ ،‬فأجابهم وتال عليهم القرآن‪ ،‬فلما سمعوه فاضت أعينهم واستجابوا له‪ ،‬وصدقوا وآمنوا‪.‬‬ ‫دروس وعبر‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ لقد كان سلوك النبي ومنهجه واضحا ً في كيفية التعامل مع المخالفين‪ ،‬والصبر على كيدهم ومكرهم‪،‬‬ ‫والوقوف عند أمر هللا في دعوة هؤلء بالحكمة والموعظة الحسنة‪ ،‬والجدال بالتي أحسن‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ إن ثبات المؤمنين على عقيدتهم في مواجهة أهل الباطل دليل على صدق إيمانهم وإخالصهم في‬ ‫معتقداتهم‪ ،‬وسمو نفوسهم وأرواحهم‪ ،‬بحيث يرون ما هم عليه من راحة الضمير واطمئنان النفس والعقل‪،‬‬ ‫وما يأملونه من رضا هللا جل شأنه أعظم بكثير مما ينال أجسادهم من تعذيب وحرمان واضطهاد‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ إن في قول الرسول ذلك القول لعمه أبي طالب‪ ،‬وفي رفضه ما عرضته عليه قريش من مال وملك‬ ‫دليال على صدقه في دعوى الرسالة‪ ،‬وحرصه على هداية الناس‪ ،‬وكذلك ينبغي أن يكون الداعية مصم ًما‬ ‫على الستمرار في دعوته مهما تألب عليه المبطلون‪ ،‬معرضا عن إغراء المبطلين بالجاه والمناصب‪،‬‬ ‫فالمتاعب في سبيل الحق لدى المؤمنين راحة لضمائرهم وقلوبهم‪ ،‬ورضى هللا وجنته أعز وأغلى عندهم‬ ‫من كل مناصب الدنيا وجاهها وأموالها‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ إن على الداعية أن يهتم بأقربائه فيبلغهم دعوة اإلصالح‪ ،‬فإذا أعرضوا‪ ،‬كان له عذر أمام هللا والناس‬ ‫صا على هذا اْلمر من أول يوم‪ ،‬ولذلك ل نعجب‬ ‫عما هم عليه من فساد وضالل‪.‬وقد كان رسول هللا حري ً‬ ‫والصاحب القريب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إذا رأينا من جملة أول الداخلين في هذا الدين اْلول َد والزوجةَ وابنَ العم والمولى‬ ‫‪ 5‬ـ إن أهل الباطل ل يستسلمون أمام أهل الحق بسهولة ويسر‪ ،‬فهم كلما أخفقت لهم وسيلة من وسائل‬ ‫المقاومة والقضاء على دعوة الحق‪ ،‬ابتكروا وسائل أخرى‪ ،‬وهكذا‪ ،‬حتى ينتصر الحق انتصاره النهائي‪،‬‬ ‫ويلفظ الباطل أنفاسه اْلخيرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬على الداعية أن يستعد لمناوأة المخالفين له‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الدرس الخامس‪ :‬الهجرة إلى أرض الحبشة (‪)40-35‬‬ ‫ما هو سبب هجرة المسلمين إلى الحبشة؟‬ ‫هاجر المسلمون إلى الحبشة بسبب اشتداد البالء عليهم في مكة وأذى قريش لهم‪.‬‬ ‫من أذن للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة؟‬ ‫خرج المسلمون إلى الحبشة بإذن من النبي محمد ﷺ‪.‬‬ ‫لماذا أمر الرسول المسلمين بالهجرة إلى الحبشة؟‬ ‫أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ألن فيها ملكا ً ال يُظلم عنده أحد‪.‬ويقصد بذلك "النجاشي"‪.‬‬ ‫كم كان عدد المسلمين المهاجرين إلى الحبشة في الهجرة األولى؟‬ ‫كان أول فوج خرج عددهم أربعة عشر نفراً‪ ،‬عشرة من الرجال وأربعة من النساء‪.‬هم‪:‬‬ ‫عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول هللا‪.‬‬ ‫وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وزوجته سهله بنت سهيل بن عمرو‪.‬‬ ‫وأبو سلمة بن عبد األسد ومعه زوجته أم سلمه‪.‬‬ ‫وعامر بن ربيعة ومعه زوجته ليلى بنت أبي َحثْمة‪.‬‬ ‫سبْرة بن أبي‬ ‫والزبير بن العوام‪ ،‬ومصعب بن عمير‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وعثمان بن مظعون‪ ،‬وأبو َ‬ ‫ُر ْهم ‪ ،‬وسهيل بن بيضاء‪.‬‬ ‫من كان على المسلمين في الهجرة األولى إلى الحبشة؟‬ ‫كان عليهم عثمان بن مظعون‪.‬‬ ‫بعد تتابع الهجرة إلى الحبشة‪ ،‬كم أصبح عدد المهاجرين؟‬ ‫أصبح عدد المهاجرين فيما بعد ثالثة وثمانون رجالً‪ ،‬سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم‬ ‫معهم صغاراً‪ ،‬أو ولدوا بها‪.‬وسوى النساء‬ ‫كيف وجد المسلمون حالهم بعد استقرارهم في أرض الحبشة؟‬ ‫كانت لهم خير أرض‪ ،‬وفيها ملك عادل‪ ،‬ووجدوا فيها نعمة األمن واألمان‪ ،‬وتفرغوا‬ ‫لعبادة هللا‪ ،‬وأظهروا فيها إسالمهم الذي أخفوه في مكة‪.‬‬ ‫لماذا سمي عبد هللا بن الحارث‪(( :‬ال ُمب ِْرقُ))؟‬ ‫بسبب هذا البيت الذي قاله‪( :‬يا راكبا ً بلغن عني مغلغلة ‪...‬من كان يرجو بالغ هللا والدين)‪.‬‬ ‫ماذا كان موقف قريش من الهجرة إلى الحبشة؟‬ ‫قررت قريش مالحقة المسلمين في الحبشة وردهم إليهم ليشفوا صدورهم فيهم من الغل والحقد‪.‬وقد أرسلوا‬ ‫رجلين منهم هما عبد هللا بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص‪.‬‬ ‫ماهي خطة قريش الستعادة المسلمين من مكة؟‬ ‫أرسلوا بالهدايا إلى النجاشي وبطارقته‪ ،‬وطلبوا من عبد هللا بن أبي ربيعة وعمرو بن‬ ‫العاص بأن يدفعوا لكل بطريق هديته قبل أن يكلموا النجاشي في سبب قدومهم‪ ،‬لكي‬ ‫يشيروا على النجاشي بأن يسلم المسلمين إليهم‪.‬‬ ‫ماذا قال وفد قريش للنجاشي عندما التقى بهم؟‬ ‫‪12‬‬ ‫ض َوى إلى بلدك غلمان سفهاء‪ ،‬فارقوا دين قومهم‪ ،‬ولم يدخلوا في دينك‪ ،‬وجاءوا بدين‬ ‫أيَ َها ْال َم ِلكُ ((إنه قد َ‬ ‫ابتدعوه‪ ،‬ال نعرفه نحن وال أنت‪ ،‬وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم؛‬ ‫لتردهم إليهم‪ ،‬فهم أعلى بهم عينًا‪ ،‬وأعلم بما عابوا عليهم‪ ،‬وعاتبوهم فيه‪)).‬‬ ‫ماذا كان موقف النجاشي من وفد قريش؟‬ ‫قرارا إال بعد أن يحقق العدل‬ ‫ً‬ ‫أمرا أو يتخذ‬ ‫كان رد النجاشي على وفد قريش رد الملك العادل الذي ال يقطع ً‬ ‫بين أطراف الخصومة فيسمع من كليهما دعواه‪.‬‬ ‫وقال‪( (:‬ال ها هللا‪ ،‬إذن ال أسلمهم إليهما‪ ،‬وال يكاد قوم جاوروني‪ ،‬ونزلوا بالدي واختاروني على من‬ ‫سوا ي‪ ،‬حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم‪ ،‬فإن كانوا كما يقوالن أسلمتهم إليهما‪ ،‬ورددتهم‬ ‫إلى قومهم‪ ،‬وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما‪ ،‬وأحسنت جوارهم ما جاوروني))‬ ‫على ماذا اتفق المسلمون حال إجابة دعوة النجاشي لهم؟‬ ‫اتفقوا على أن يقولوا كلمة الحق والصدق‪( :‬وهللا ما علمنا‪ ،‬وما أمرنا به نبينا ﷺ‪ -‬كائنا ً في ذلك ما هو‬ ‫كائن)‬ ‫ّ‬ ‫من الذي مثل المسلمين في الحوار مع النجاشي؟‬ ‫جعفر بن أبي طالب‪.‬‬ ‫ماذا سأل النجاشي المسلمين عندما جاءوه؟‬ ‫(ما هذا الدين قد فارقتم فيه قومكم‪ ،‬ولم تدخلوا به في ديني‪ ،‬وال في دين أحد من هذا الملل؟)‬ ‫بماذا أجاب جعفر بن أبي طالب على سؤال النجاشي؟‬ ‫(أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية‪ ،‬نعبد األصنام‪ ،‬ونأكل الميتة‪ ،‬ونأتي الفواحش‪ ،‬ونقطع األرحام‪ ،‬ونسئ‬ ‫الجوار‪ ،‬ويأكل القوي منا الضعيف‪ ،‬فكنا على ذلك حتى بعث هللا إلينا رسوالً منا‪ ،‬نعرف نسبه وصدقه‬ ‫وأمانته وعفافة‪ ،‬فدعانا إلى هللا لنوحده ونعبده‪ ،‬ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة واألوثان‪،‬‬ ‫وأمرنا بصدق الحديث‪ ،‬وأداء األمانة‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وحسن الجوار‪ ،‬والكف عن المحارم والدماء‪ ،‬ونهانا‬ ‫عن الفواحش‪ ،‬وقول الزور‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬وقذف المحصنات‪ ،‬وأمرنا أن نعبد هللا وحده‪ ،‬ال نشرك به‬ ‫شيئا ً ‪ ،‬وامرنا بالصالة والزكاة والصيام‪.‬فصدقناه‪ ،‬وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من هللا‪ ،‬فعبدنا هللا‬ ‫وحده فلم نشرك به شيئا‪ ،‬وحرمنا ما حرم علينا‪ ،‬وأحللنا ما أحل لنا‪ ،‬فعدا علينا قومنا‪ ،‬فعذبونا وفتنونا عن‬ ‫ديننا‪ ،‬ليردونا إلى عبادة االوثان من عبادة هللا تعإلى‪ ،‬وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث‪ ،‬فلما قهرونا‬ ‫وظلمونا وضيقوا علينا‪ ،‬وحالوا بيننا وبين ديننا‪ ،‬خرجنا إلى بالدك‪ ،‬واخترناك على من سواك ورغبنا في‬ ‫جوارك‪ ،‬ورجونا ان ال نظلم عندك أيها الملك)‬ ‫من أي سورة قرأ جعفر عندما طلب منه النجاشي أن يأتي بشيء مما أتى به محمد؟‬ ‫قرأ عليه صدرا ً من سورة مريم (مريم‪)١٩-١ :‬‬ ‫ماذا كان موقف النجاشي من سماع القران؟‬ ‫بكى حتى اخضلت لحيته‪ ،‬وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم‪.‬ثم قال «إن هذا والذي جاء به عيسى‬ ‫ليخرج من مشكاة واحدة‪ ،‬انطلقا‪ ،‬فال وهللا ال أسلمهم إليكما‪ ،‬وال يكادون»‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫هل استسلم عمرو بن العاص؟‬ ‫ال‪ ،‬لم يتقبل الهزيمة بل عاد إلى النجاشي وقال له‪" :‬إن المسلمين يقولون في عيسى قوالً عظيماً"‪.‬‬ ‫بماذا أجاب جعفر بن أبي طالب عندما استدعاهم النجاشي عن قولهم في عيسى بن مريم؟‬ ‫نقول فيه الذي جاء به نبينا ﷺ هو عبد هللا ورسوله وروحه‪ ،‬وكلمته القاها إلى مريم العذراء البتول‪.‬‬ ‫ماذا كان موقف النجاشي بعد أن سمع كالم جعفر بن أبي طالب في عيسى؟‬ ‫أخذ النجاشي عودا ً وقال ‪:‬وهللا ما عدا عيسى بن مريم هذا العود" اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي أي آمنون‪،‬‬ ‫ورفض أن يسلم المسلمين إلى وفد قريش‪ ،‬و رد عليهم هداياهم‪ ،‬فعادا من عنده مقبوحين كما قالت أم سلمة‪.‬‬ ‫لماذا عاد بعض المهاجرين إلى مكة؟‬ ‫عاد بعض المسلمين إلى مكة بسبب حنينهم إلى وطنهم مكة وشوقهم إليها‪ ،‬وبسبب ما‬ ‫وصل إليهم من أخبار من مكة تحمل نبأ إسالم أهلها‪.‬‬ ‫وكان ممن عاد‪:‬عثمان بن عفان وامرأته رقية بنت رسول هللا‪.‬وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وامراته‬ ‫سهلة بنت سهيل بن عمرو‪.‬وأبو سلمة وامرأته أم سلمة‪.‬ومصعب بن عمير وغيرهم‪.‬‬ ‫دروس وعبر‪:‬‬ ‫‪ -1‬رابطة الدين بين المتدينين ولو اختلفت دياناتهم أقوى من رابطتهم مع الوثنيين والملحدين‪ ،‬ولهذا‬ ‫حزن المسلمون لما انتصر الفرس على الروم‪ ،‬ثم فرحوا لما كانت الجولة الثانية للروم على‬ ‫الفرس‪ ،‬كما أثبت هللا في أول سورة الروم وثيت في السيرة النبوية ما يؤكد هذا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الديانات السماوية في مصدرها وأصولها الصحيحة متفقة في األهداف االجتماعية الكبرى‪ ،‬كما‬ ‫هي متفقة في اإليمان باهلل ورسله واليوم اْلخر‪.‬‬ ‫‪ -3‬على المسلم أن يبتعد عن مواطن الفتنة وال يبقى فيها فال عذر له وال حجة للبقاء‪ ،‬بل عليه أن‬ ‫يبحث عن مكان يستطيع فيه إقامة دينه فأرض هللا واسعة‬ ‫صر المظلوم‪.‬‬‫‪ -4‬العدل قيمة إنسانية ال ترتبط بدين أو لون أو جنس وحيثما ُو ِجد انتصر الحق ونُ ِ‬ ‫‪ -5‬المؤمن ال يداهن على حساب عقيدته‪ ،‬بل عليه أن يبين عقيدته بوضوح تام مهما تعارضت مع‬ ‫عقيدة غيره‪ ،‬ومهما كانت نتيجة ذلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬العقيدة ال تخضع أبدا ً للمساومة أو المداهنة أو المجاملة‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬خروجه ﷺ إلى الطائف (‪)45-41‬‬ ‫للطائف وما سبب خروجه؟ العـام العـاشر مـن البعثـة‬ ‫ﷺ‬ ‫متى كان خروج النبي‬ ‫السبب‪:‬‬ ‫بعـد وفـاة أبي طالـب وخديجة ضاقـت مكــة على رســول هللا واستوحشــت‬ ‫‪.1‬ماذا كانت تعني خديجة للرسول؟ كانت عضــده األيمن في الدعــوة وأفضل معين له بالصبر‬ ‫والتحمل‬ ‫‪.2‬ماذا كان يعني أبو طالب للرسول؟ كان درعا ً واقيا ً للرسول وكان يحميه ويمنعه من كل أذى‬ ‫ويصد عنه اعتداءات قريش‬ ‫س ِفيهٌ ِم ْن‬ ‫ضه ُ َ‬ ‫‪ -‬لم تستطع قريش النيل من رسول هللا حتى مات عمه أبو طالب ففي مرة "ا ْعت ََر َ‬ ‫ت إلَ ْي ِه‬‫علَى َرأْ ِس ِه‪ ،‬فَقَا َم ْ‬ ‫اب َ‬ ‫َّللا بَ ْيتَهُ َوالت ُّ َر ُ‬ ‫سو ُل ه ِ‬ ‫علَى َرأْ ِس ِه ت ُ َرابًا‪ ،‬فدَ َخ َل َر ُ‬ ‫اء قُ َري ٍْش‪ ،‬فَنَثَ َر َ‬ ‫سفَ َه ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّللا يَقُو ُل لَ َها‪َ :‬ل تَ ْب ِكي يَا بُنَيه ِة‪ ،‬فَإِ هن‬ ‫سو ُل ه ِ‬ ‫ِي تَ ْب ِكي‪َ ،‬و َر ُ‬ ‫اب َوه َ‬ ‫ع ْنهُ الت ُّ َر َ‬ ‫ت تَ ْغ ِس ُل َ‬‫إحْ دَى بَنَاتِ ِه‪ ،‬فَ َجعَلَ ْ‬ ‫ب"‪.‬‬ ‫ش ْيئًا أَ ْك َر ُههُ‪َ ،‬حتهى َماتَ أَبُو َ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ْش َ‬ ‫ت ِم ِني قُ َري ٌ‬‫َّللاَ َما ِن ٌع أَ َباكَ ‪.‬قَا َل‪َ :‬و َيقُو ُل َبيْنَ ذَلِكَ ‪َ :‬ما نَالَ ْ‬ ‫ه‬ ‫———————‬ ‫خروج النبي ﷺ إلى الطائف وموقف أهلها منه‪:‬‬ ‫توجه النبي إلى الطائف ولما وصل ذهب إلى سادتها من قبيلة ثقيف وهم ثالثة أخوة (عبد ياليل ومسعود‬ ‫وحبيب أبناء عمرو بن عمير بن عوف بن ثقيف)‪ ،‬وطلب منهم الحماية من قومه ليستطيع تبليغ رسالة‬ ‫هللا وكان ردهم أقبح رد‪.‬‬ ‫ما هو ردهم على النبي ﷺ‪:‬‬ ‫‪.1‬قال أحدهم‪ :‬وهو يمرط ثياب الكعبة ان كان هللا ارسله‬ ‫‪.2‬قال االخر‪ :‬اما وجد هللا أحد يرسله غيرك‬ ‫‪.3‬وقال الثالث‪ :‬وهللا ال أكلمك أبدا ً لئن كنت رسوالً من هللا كما تقول ألنت أعظم خطرا ً من أن‬ ‫أرد عليك الكالم‪ ،‬ولئن كنت تكذب على هللا ما ينبغي لي ان اكلمك‬ ‫‪.4‬لم يكتف سادة ثقيف بتكذيبهم له‪ ،‬بل حرضوا األطفال والعبيد والسفهاء لمهاجمته ورميه‬ ‫بالحجارة حتى أصابوا قدميه الشريفتين وأدموه وهو في الخمسين من عمره‪ ،‬وهذه ليست‬ ‫أخالق العرب فلم يحفظوا للجوار حرمته وللضيف مكانته‪.‬‬ ‫اس‪ ،‬يَا أَ ْر َح َم‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫ف قُ هوتِي‪َ ،‬وقِلهةَ ِحيلَتِي‪َ ،‬وه ََوانِي َ‬ ‫ض ْع َ‬‫فدعا النبي ﷺ "اللههم إلَيْكَ أَ ْش ُكو َ‬ ‫عد ٍُو‬‫ضعَفِينَ ‪َ ،‬وأَ ْنتَ َربِي‪ ،‬إلَى َم ْن تَ ِكلُنِي؟ إلَى بَ ِعي ٍد يَتَ َج هه ُمنِي؟ أَ ْم إلَى َ‬ ‫اح ِمينَ ‪ ،‬أَ ْنتَ َربُّ ْال ُم ْستَ ْ‬‫الر ِ‬ ‫ه‬ ‫عوذُ ِبنُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ضبٌ فَ َال أبَا ِلي‪َ ،‬ولَ ِك هن َ‬ ‫علَ ه‬ ‫َمله ْكتَهُ أ ْم ِري؟ ْ‬ ‫إن لَ ْم يَ ُك ْن ِبكَ َ‬ ‫َ‬ ‫ور‬ ‫س ُع ِلي‪ ،‬أ ُ‬ ‫ِي أ ْو َ‬ ‫عافِيَتَكَ ه َ‬ ‫غ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ضبَكَ ‪ ،‬أَ ْو‬‫غ َ‬ ‫علَ ْي ِه أَ ْم ُر الدُّ ْنيَا َو ْاْل ِخ َرةِ ِم ْن أَ ْن ت ُ ْن ِز َل بِي َ‬ ‫صلُ َح َ‬ ‫ت لَهُ ُّ‬ ‫الظلُ َماتُ ‪َ ،‬و َ‬ ‫َوجْ ِهكَ الهذِي أَ ْش َرقَ ْ‬ ‫ضى‪َ ،‬و َل َح ْو َل َو َل قُ هوةَ هإل بِكَ "‬ ‫طكَ ‪ ،‬لَكَ ْالعُتْبَى َحتهى ت َْر َ‬ ‫س ْخ ُ‬‫ي ُ‬‫علَ ه‬ ‫يَ ِح هل َ‬ ‫ماذا حدث في بستان ابني ربيعة؟‬ ‫الحدث‪ :‬لجأ النبي محمد ﷺ إلى بستان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وهم من أشراف مكة‬ ‫‪15‬‬ ‫التفاصيل‪:‬‬ ‫لما رأى عتبة وشيبة حال النبي أشفقا عليه وأرسال عداس خادمهم يقطف العنب له‬ ‫‪.1‬‬ ‫وعند تناول النبي ﷺ العنب قال "بسم هللا" فتعجب عداس‬ ‫‪.2‬‬ ‫سأل رسول هللا ﷺ عداس عن بالده ودينه فأخبره أنه نصراني من نينوى (مدينة في شمال‬ ‫‪.3‬‬ ‫العراق)‬ ‫فأخبره النبي ﷺ أن نينوى هي قرية النبي يونس بن متى فتفاجأ عداس وقال ‪ :‬ما يدريك ما‬ ‫‪.4‬‬ ‫يونس بن متى فقال رسول هللا‪" :‬ذاك أخي كان نبيا ً وأنا نبي" فقَبَّ َل عداس رأس ويد وقدمي النبي‬ ‫ﷺ‪.‬‬ ‫فلما رأى عتبة وشيبة ذلك خافا على خادمهما وحذراه منه وقاال له‪ :‬دينك خير من دينه‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫عودة النبي ﷺ من الطائف إلى مكة وقصة إسالم الجن‪:‬‬ ‫الحدث‪ :‬العودة من الطائف إلى مكة‬ ‫ ‬ ‫المكان‪ :‬نخلـة يبعد مسيرة ليلة من مكة‬ ‫ ‬ ‫التفاصيل‪:‬‬ ‫صلى النبي ﷺ وقرأ القرآن في الليل‬ ‫‪.1‬‬ ‫استمع إليه نفر من الجن وآمنوا به‬ ‫‪.2‬‬ ‫الجن عادوا إلى قومهم لينذروا‬ ‫‪.3‬‬ ‫أدرك النبي ﷺ رحمة هللا بإرسال من يؤمن به من الجن رغم كفر قومه به‬ ‫‪-‬‬ ‫ض ُروهُ قَالُوا‬ ‫ص َر ْفنَا إِلَيْكَ نَف ًَرا ِمنَ ْال ِج ِن يَ ْست َِمعُونَ ْالقُ ْرآنَ فَلَ َّما َح َ‬ ‫(وإِ ْذ َ‬ ‫كما ذكر هللا ذلك في القرآن الكريم َ‬ ‫س ٰى‬ ‫نز َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫إلى قَ ْو ِم ِهم ُّمنذ ِِرينَ (‪ )29‬قالوا يَا ق ْو َمنَا إِنا َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي َولَّ ْوا ٰ‬ ‫أَ ِ‬ ‫نصتُوا ۖ فَلَ َّما قُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ي أَنَّهُ‬ ‫ي إِلَ َّ‬ ‫ق ُّم ْستَ ِق ٍيم (‪ ))30‬األحقاف‪.‬وقوله‪( :‬قُ ْل أ ُ ِ‬ ‫وح َ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫إلى َ‬ ‫ق َو ٰ‬‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه يَ ْهدِي إلى ْال َح ِ‬‫ُم َ‬ ‫ع َجبًا (‪ ) )1‬الجن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْستَ َم َع نَف ٌَر ِمنَ ال ِج ِن فقالوا إِنا َ‬ ‫س ِم ْعنَا ق ْرآنا َ‬ ‫رحمة رسول هللا ﷺ بقومه‪:‬‬ ‫الحدث‪ :‬تعامل النبي مع أذى الطائف‬ ‫التفاصيل‪:‬‬ ‫‪.1‬تعرض النبي ﷺ ألذى شديد في الطائف‬ ‫‪.2‬عندما سألته زوجته عائشة رضي هللا عنها عن أشد يوم مر عليه ذكر أنه لم يلق أذى أشد من يوم‬ ‫الطائف‬ ‫‪.3‬دعا النبي هللا أن يخرج من أهل الطائف من يعبد هللا وحده‬ ‫‪.4‬عرض ملك الجبال عليه إهالك أهل الطائف بإطباق الجبلين عليهم لكنه رفض النبي ﷺ وكان‬ ‫يأمل أن يخرج من بينهم من يعبد هللا وحده ( فناداني ملك الجبال فسلم علي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا محمد‪،‬‬ ‫فقال‪ ،‬ذلك فيما شئت‪ ،‬إن شئت أن أطبق عليهم اْلخشبين؟ فقال النبي‪ :‬بل أرجو أن يخرج هللا من‬ ‫أصالبهم من يعبد هللا وحده‪ ،‬ل يشرك به شيئًا)‪.‬‬ ‫دروس وعبر‪:‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪.1‬عدم استجابة قوم لهذا الدين ال تعني انتهاء المهمة بل عليه أن يحملها إلى مكان آخر‪.‬‬ ‫‪.2‬عندما ال يجد الباطل برهانا ً يجابه به الحق يلجأ إلى الشتم‪.‬‬ ‫‪.3‬االنسان غير مسؤول عن النتائج مادام يقدم ما عليه‪.‬‬ ‫‪.4‬قد يمنع هللا عبده عن شي دعاه ليرزقه األفضل‬ ‫‪.5‬رحمة نبينا محمد ال تتساوى مع البشر ومرتبة العفو عنده بلغت أقصى حد‪.‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬اإلسراء والمعراج (‪)49-46‬‬ ‫التعريف‪:‬‬ ‫معنى سرى لغة‪ :‬سير عامة الليل ‪.‬والمعــراج معنــاه لغــة‪ :‬السلم والمصعد‬ ‫سبب الرحلة؟‬ ‫رحلة اإلسراء والمعراج كانت تأكيدًا على مكانة النبي محمد ﷺ عند ربه‪ ،‬وتخفيفا ً له وكانت تذكيرا ً بعظمة‬ ‫هللا وإظهارا ً لقوة اإليمان‪.‬‬ ‫أين ذكرت هذه الحادثة؟‬ ‫رحلة اإلسراء والمعراج ُذكرت في القرآن الكريم في سورة اإلسراء والنجم‪.‬‬ ‫ووردت أيضا ً روايات كثيرة عن اإلسراء و المعراج (بعض الروايات مختصرة ومجملة و بعضها‬ ‫بالتفصيل)‪ ،‬عن عدة رواة‪ :‬ابن مسعود وأبي سعيد الخدري وعائشة رضي هللا عنها ومعاوية بن أبي سفيان‬ ‫وأم هانئ بنت أبي طالب‪ ،‬والحسن البصري وقتادة وابن شهاب الزهري وغيرهم‪.‬كل منهم نقل جزءا ً من‬ ‫تفاصيل الحادثة‪.‬‬ ‫من أين بدأت الرحلة؟‬ ‫بدأت الرحلة باإلسراء من مكة إلى بيت المقدس حيث جاءه جبريل عليه السالم ليالً‪ ،‬ومعه دابة بين البغل‬ ‫والحمار لها جناحان‪ ،‬فأركبه عليها وانطلقا إلى بيت المقدس‪ ،‬فوجدا األنبياء إبراهيم وموسى وعيسى‬ ‫وغيرهم‪.‬فأمهم رسول هللا فصلى بهم‪ ،‬ثم أتاه جبريل بإناءين في أحدهما خمر وفي اْلخر لبن فاختار‬ ‫الفطرة (اللبن)‪.‬‬ ‫ثم عرج به جبريل عليه السالم من المسجد األقصى إلى السماوات السبع‪ ،‬وكان يرحب به في كل سماء‬ ‫ويلق نبيا ً من األنبياء ويرى مشاهد عظيمة‪.‬‬ ‫وفي السماء السابعة ُر ِفع النبي ﷺ إلى سدرة المنتهى‪.‬حيث فرضت على النبي ﷺ الصلوات‪ ،‬وكانت البداية‬ ‫خمسين صالة في اليوم‪.‬ثم بعد مشورة النبي موسى عليه السالم‪ ،‬طلب النبي ﷺ تخفيفها‪ ،‬فاستجاب هللا عز‬ ‫وجل و ُخففت إلى خمس صلوات في اليوم مع ثواب خمسين صالة‪.‬‬ ‫موقف قومه من هذه الرحلة؟‬ ‫لما عاد النبي ﷺ من رحله اإلسراء والمعراج إلى مكة والتي دامت بضع ساعات‪ ،‬وأخبر قومه بما حدث‪،‬‬ ‫اإلمر‪..‬أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة"‪،‬‬ ‫كذبه بعضهم وسخروا منه وقالوا ‪":‬وهللا هذا ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫فورا وقال‪" :‬وهللا لئن كان قاله لقد‬ ‫وأسرعوا إلى أبي بكر إلعالمه ولكن أبو بكر رضي هللا عنه صدقه ً‬ ‫صدق" ‪ ،‬ولذلك لُقب بـ"الصديق"‪.‬‬ ‫وروى البخـاري عـن جابـر بـن عبـد هللا رضي هللا عنهـا‪ ،‬أنـه سـمع رسـول هللا يقــول‪« :‬لمــا كذبتنــي‬ ‫قريــش‪ ،‬قمــت في الحجــر‪ ،‬فجــال هللا لي بيــت المقــدس‪ ،‬فطفقــت أخبرهـم عـن آياتـه وأنـا أنظـر إليـه»‪.‬‬ ‫دروس وعبر ‪-:‬‬ ‫مكانة رسول هللا عند النبي مكانة عظيمة حيث أطلعه على آيات عظيمة وأراه مشاهد من الغيب كالجنة‬ ‫‪.1‬‬ ‫والنار واألنبياء والمالئكة‪.‬‬ ‫الصالة هي معراج الروح‪ ،‬وهي الهدية التي أعطيت له وألمته في هذه الضيافة الربانية فالصالة تفتح‬ ‫‪.2‬‬ ‫قناة للمؤمنين للتواصل مع هللا مباشرة وطلب ما يتمنون‪.‬‬ ‫عظمة هللا وقدرته ال حدود لهما‪ ،‬ورحلة االسراء والمعراج بينت لنا بعض آيات هللا الخفية وواجب‬ ‫‪.3‬‬ ‫على المؤمن التصديق والتسليم ألن قدرة هللا ال يحيط بها عقل بشري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ربط بيت المقدس بهذه الحادثة – اإلسراء والمعراج ‪ -‬هو ربط للرساالت السماوية جميعا وأنبيائها مع‬ ‫‪.4‬‬ ‫بعضهم البعض‪.‬‬ ‫ربطت هذه الحادثة بين المسجد األقصى والمسجد الحرام‪ ،‬وأكدت على مكانة المساجد الثالثة المقدسة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫المسجد الحرام‪ ،‬المسجد النبوي‪ ،‬والمسجد األقصى‪.‬‬ ‫‪18‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser