🎧 New: AI-Generated Podcasts Turn your study notes into engaging audio conversations. Learn more

مقرر السيرة النبوية - جامعة نجران 2.pdf

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Full Transcript

‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-0-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-1-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-2-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-3-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-4-‬‬ ...

‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-0-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-1-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-2-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-3-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪-4-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬ ‫اتلىُيد‬ ‫تػريف السرية انلبِية‬ ‫الظيرة لغت‬ ‫السورة‪ :‬الطريؼة يؼال سار هبؿ سقرة حسـة‪.‬والسقرة الفقئة ويف التـزيؾ الؽريؿ‪:‬‬ ‫ﱩﮛ ﮜ ﮝ ﮞﱨ [صف‪.]21:‬وسقر سقرة‪ :‬حدث أحاديث‬ ‫إوائؾ(‪.)1‬‬ ‫ً‬ ‫اصطالحا‬ ‫الظيرة‬ ‫يف آصطالح‪ :‬لفا دٓٓت متـقطة‪ ،‬فؼد تؽقن مرادفة لؿعـك السـة طـد طؾؿاء‬ ‫الحديث‪ ،‬وهق ما أضقػ إلك الـبل ‪ ‬مـ ققل أو فعؾ أو تؼرير أو صػة‪.‬‬ ‫كؿا تعـل السـة صريؼة الـبل ‪ ‬وهديف طـد طؾؿاء العؼقدة وأصقل الديـ‪،‬‬ ‫وهق مـ معاين السقرة‪.‬أما طؾؿاء التاريخ‪ :‬فالسقرة طـدهؿ هل‪ :‬أخباره ومغازيف‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬لسان العرب‪ ،‬مادة سقر (‪.)390/4‬‬ ‫‪-5-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫وهذه ا لدٓٓت والؿعاين لقست متضادة إكؿا هل متـقطة ومتؽامؾة وهبذا‬ ‫اصطالحا‪ :‬هل دراسة حقاة الـبل ‪‬‬ ‫ً‬ ‫كستطقع أن كؼقل يف تعريػ السقرة الـبقية‬ ‫وأخبار أصحابف طؾك الجؿؾة‪ ،‬وبقان أخالقف وصػاتف وخصائصف ودٓئؾ كبقتف‪،‬‬ ‫وأحقال طصره‪.‬‬ ‫فالسقرة الـبقية تشؿؾ كؾ ما يتعؾؼ بالـبل ‪ ،‬وأحقال طصره‪ ،‬وأخبار‬ ‫أصحابف‪ٕ ،‬ن السقرة هل‪ :‬فعؾف ‪ ‬وإقراره لػعؾ أصحابف ‪.)1(‬‬ ‫أهداف وملاصد دزاطت الظيرة النبىيت‬ ‫إن دراسة السقرة الـبقية لقست كدراسة سقرة بطؾ مـ إبطال فحسب‪ -‬وإن‬ ‫كان هق ‪ ‬بطؾ إبطال‪ -‬فال تؼرأ وتتعؾؿ ٕجؾ الؿعرفة وإشباع رغبة حب‬ ‫آستطالع وزيادة الرصقد الؿعريف فؼط وإكؿا تدرس ٕهداف ومؼاصد طظقؿة‬ ‫كشقر إلك بعضفا‪:‬‬ ‫‪ - 1‬معرفة مقاصد الشريعة وأحوال المتعبدين‬ ‫وذلؽ لؾبحث فقفا طـ الفدى والصراط الؿستؼقؿ ومرضاة رب العالؿقـ‪،‬‬ ‫ٕن السقرة مصدر مـ مصادر التشريع ومـفج لحقاة كؾ مسؾؿ ومسؾؿة‪ ،‬وٓبد‬ ‫أن يدرك الؼارئ لؾسقرة الـبقية أهؿقتفا الرتبقية والتشريعقة وآجتؿاطقة‬ ‫واإلدارية والسقاسقة‪ٕ ،‬هنا تطبقؼ طؿؾل لـصقص القحل يف كافة مـاحل الحقاة‬ ‫اإلكساكقة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ابـ تقؿقة‪ ،‬مجؿقع الػتاوى (‪.)18 /7‬‬ ‫‪-6-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪ - 2‬تحصول الدروس والعبر‬ ‫إن السقرة العطرة مؾقئة بالدروس والعرب التل ٓ يدركفا إٓ مـ تعؾؿفا بؼصد‬ ‫آتباع لصاحبفا ‪ ،‬والرتبقة طؾك مؼاصدها وطربها‪ ،‬ففل مادة تربقية سؾقكقة‬ ‫تبـل الشخصقة السقية الؿتؽامؾة وتؼقم السؾقك الؿعقج‪.‬‬ ‫ولذا فنكف يجب طؾك العؾؿاء والؿربقـ آطتـاء بدراسة السقرة الـبقية‪،‬‬ ‫والحرص طؾك ما صح مـ أخبارها حتك يحصؾ التلسل والؿتابعة طؾك القجف‬ ‫الصحقح‪.‬وإن الؿـاهج الرتبقية والدطقات اإلصالحقة يجب أن تؼتبس مـ‬ ‫هدي الؿصطػك ‪ ،‬وتؾتزم بف اطتؼا ًدا وسؾقكًا ومـفج تػؽقر‪ ،‬وتلخذ مـ‬ ‫التجارب الـاجحة ما ٓ يتعارض مع إدلة الشرطقة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬االصالع على مآثر جول الصحابة وكوف تحققت لهم السوادة والريادة‬ ‫السقرة الـبقية معقـ ٓ يـضب وتراث ٓ يبؾك لؽؾ مـ رجع إلقفا وتلدب‬ ‫بلدهبا واقتبس مـ مشؽاهتا وقد فؼف الصحابة ‪ ‬هذه الؿعاين يف السقرة‪ ،‬وأدركقا‬ ‫أهؿقتفا‪ ،‬فؽاكت مع الؼرآن الؽريؿ هل مـفج الرتبقة لألجقال ومادة البـاء الػؽري‬ ‫والسؾقكل‪،‬‬ ‫ومحط آهتؿام والعـاية‪.‬يؼقل طؾل بـ الحسقـ زيـ العابديـ(‪ :)1‬كـا كعؾؿ‬ ‫مغازي رسقل اهلل ‪ ‬كؿا كعؾؿ السقرة مـ الؼرآن(‪ )2‬وكان إسؿاطقؾ بـ محؿد‬ ‫(‪ )1‬طؾل بـ الحسقـ بـ طؾل بـ أبل صالب‪ ،‬كان مع والده الحسقـ ‪ ‬يقم قتؾ بؽربالء‪،‬‬ ‫مريضا‪ ،‬ولذلؽ لؿ يؼتؾ‪ ،‬لف ترجؿة حافؾة يف الطبؼات الؽربى (‪ )211/5‬وقال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫شا ًبا‪،‬‬ ‫ورطا‪ ،‬مات بالؿديـة سـة ‪ 94‬هـ ودفـ بالبؼقع‪.‬‬ ‫كان ثؼة ملمقكًا كثقر الحديث طال ًقا رفق ًعا ً‬ ‫(‪ )2‬ابـ كثقر‪ ،‬البداية والـفاية (‪.)242/3‬‬ ‫‪-7-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫بـ سعد بـ أبل وقاص يحػظ أبـاءه مغازي رسقل اهلل ‪ ‬ويعدها طؾقفؿ‪،‬‬ ‫ويؼقل‪" :‬هذه مآثر آبائؽؿ فال تضقعقا ذكرها"(‪.)1‬‬ ‫وهبذا الؿـفج العالل كان جقؾ الصحابة رضقان اهلل طؾقفؿ‪ ،‬ثؿ التابعقن‪،‬‬ ‫وأثرا يف واقع الحقاة وبـاء الحضارة‪،‬‬ ‫وطؿال ً‬ ‫ً‬ ‫طؾؿا‬ ‫أرقك أجقال إمة وأققاها ً‬ ‫فؽاكقا قادة وسادة‪ ،‬معتزيـ بؿـفجفؿ‪ ،‬ممثريـ يف غقرهؿ غقر متلثريـ‪ ،‬فؼد‬ ‫حؼؼت السقرة الـبقية لؾجقؾ إول السقادة والريادة يف كؾ الؿقاديـ الخقرة‬ ‫الـافعة‪ ،‬وكشروا العدل وإمـ واإلسالم يف كؾ بؾد وصؾقا إلقف‪ ،‬واكتشر فقف كقر‬ ‫الحؼ‪.‬‬ ‫وقد تحؼؼت السقادة والريادة لؾجقؾ إول طـدما صدق يف التلسل والؿتابعة‬ ‫لؾرسقل ‪ ،‬فتؿؽـ مـ التطبقؼ القاقعل لـصقص الؼرآن والسـة‪ ،‬وٓبد‬ ‫ٓستئـاف الحقاة اإلسالمقة الصحقحة مـ تؿثؾ السقرة الـبقية يف القاقع الؿعاش‬ ‫طؾك مختؾػ الؿستقيات‪ ،‬ويف كؾ الؿقاقع والـقاحل‪ ،‬وأن تؽقن دراستـا لؾسقرة‬ ‫الـبقية هبذه الؿعاين العؿقؼة‪ ،‬والـظرة الشامؾة‪ ،‬والػؼف القاطل‪ ،‬حتك كصـع جقؾ‬ ‫الـفضة‪ ،‬وثؾة الـصر‪ ،‬وقاطدة التؿؽقـ لألمة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تحصول القدوة والتيسي بالنبي ‪‬‬ ‫ً‬ ‫وشؿقٓ لؽؾ جاكب مـ جقاكب‬ ‫تـقطا‬ ‫ً‬ ‫جعؾ اهلل يف سقرتف وتصرفاتف ‪‬‬ ‫الحقاة ومقاقػفا الؿتغقرة‪ ،‬لتؽقن مساحة آقتداء والتلسل واسعة وشامؾة لؽافة‬ ‫الؼدرات البشرية بػروقفا الػردية وسجاياها الػطرية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الخطقب البغدادي‪ ،‬الجامع ٕخالق الراوي وآداب السامع (‪.)195/2‬‬ ‫‪-8-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫فالرسقل ‪ ‬قدوة لؽؾ الؿسؾؿقـ طؾك مختؾػ طصقرهؿ‪ ،‬وتعدد مقاقعفؿ‬ ‫الجغرافقة‪ ،‬وأحقالفؿ العؾؿقة‪ ،‬ومراكزهؿ اإلدارية‪.‬قال تعالك‪ :‬ﱩﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ‬ ‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ‬ ‫ﰑ ﰒ ﰓ ﰔﱨ [إحزاب‪.]22-21 :‬‬ ‫قال الحافظ ابـ كثقر‪ :‬هذه أية أصؾ كبقر يف التلسل برسقل اهلل ‪ ‬يف أققالف‬ ‫وأفعالف وأحقالف‪ ،‬ولفذا أمر الـاس بالتلسل بالـبل ‪ ‬يقم إحزاب‪ ،‬يف صربه‬ ‫ومصابرتف ومرابطتف ومجاهدتف واكتظاره الػرج مـ اهلل ‪ ،‬قال تعالك‪ -‬لؾديـ‬ ‫تؼؾؼؾقا وتضجروا وتزلزلقا واضطربقا ‪-‬يف أمرهؿ يقم إحزاب‪ -‬ﱩﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﱨ [إحزاب‪ ]21 :‬أي‪ :‬هال اقتديتؿ بف وتلسقتؿ بشؿائؾف؟‬ ‫ثؿ قال ‪- ‬مخربًا طـ طباده الؿممـقـ الؿصدققـ بؿقطقد اهلل لفؿ‪ ،‬وجعؾف‬ ‫العاقبة حاصؾة لفؿ يف الدكقا وأخرة‪ :-‬ﱩﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬ ‫أي هذا ما وطدكا اهلل ورسقلف مـ آبتالء‬ ‫[إحزاب‪]22 :‬‬ ‫ﰈ ﰉ ﰊﱨ‬ ‫وآختبار وآمتحان الذي يعؼبف الـصر الؼريب‪ ،‬والؿراد كؿا قال ابـ طباس‬ ‫‪ ،‬وقتادة‪ :‬ققلف تعالك يف سقرة البؼرة‪ :‬ﱩﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﱨ [البؼرة‪.]214 :‬‬ ‫فأية أمرة بالتلسل بالرسقل ‪ ‬كزلت بؿـاسبة غزوة إحزاب حقـ رمك‬ ‫أهؾ الشرك والؽػر الؿسؾؿقـ طـ ققس واحدة وتحزبقا طؾقفؿ‪ ،‬حقث زلزلت‬ ‫الـػقس وبؾغت الؼؾقب الحـاجر‪ ،‬وكاد أن يفتز آقتداء لتلخر الـصر‪ ،‬فجاءت‬ ‫‪-9-‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫لتمكد أن آقتداء يؽقن يف مقاصـ الشدة والصرب‪ ،‬والبلس والضقؼ‪ ،‬وممشرات‬ ‫فقت الحقاة الدكقا كؿا يؽقن يف القسر‪ ،‬وتبقـ أن آرتباط بأخرة هق سبقؾ‬ ‫الصؿقد والحؿاية مـ السؼقط‪ ،‬فآقتداء يؽقن يف القسر والعسر وطؾك كؾ‬ ‫إحقال‪.‬‬ ‫وإن ققؿة آقتداء وفائدتف وططاءه‪ ،‬وطظقؿ ثقابف إكؿا يؽقن يف العزائؿ‬ ‫والؼضايا ال ؽبقرة التل قد يؿتحـ صاحبفا يف صدق إيؿاكف وققة يؼقـف‪ ،‬فتػقتف‬ ‫بعض الـتائج يف الدكقا ويخسر الؿعركة‪ ،‬لؽـ آقتداء يحؿقف ويحقل بقـف وبقـ‬ ‫السؼقط‪ ،‬ويرتػع بف مـ القققف طـد الـتائج الؼريبة إلك إبصار العقاقب‬ ‫والؿآٓت‪ ،‬ذلؽ أن كؼطة آرتؽاز يف آقتداء هل رجاء الققم أخر‪ ،‬واستؿرار‬ ‫ذكر اهلل الذي يجؾل هذه الحؼقؼة ويمكد حضقرها واستؿرارها(‪.)1‬‬ ‫‪ - 5‬التكامل والشمول يف فهم النصوص الشرعوة واحترام ىصوصها‬ ‫الصحوحة الثابتة‬ ‫لؼد يسر اهلل لفذه السقرة مـ يؼقم طؾك حػظفا والعـاية بلدق تػاصقؾفا حتك‬ ‫كلكؽ تـظر إلك صاحبفا ‪ ‬وأحقالف رأي العقـ‪ ،‬والتاريخ شاهد طؾك أكف ٓ‬ ‫تقجد سقرة يف الدكقا مثؾ سقرتف ‪ ‬مـ القضقح والؽؿال والصدق‪.‬‬ ‫يؼقل إستاذ سؾقؿان الـدوي‪ :‬إن حقاة العظقؿ الذي يجدر بالـاس أن يتخذوا‬ ‫مـفا قدوة لفؿ يف الحقاة يـبغل أن تتقافر فقفا أربع خصال‪:‬‬ ‫‪ )1‬أن تؽقن تاريخقة‪ ،‬أي أن التاريخ الصحقح الؿؿحص يصدقفا ويشفد لفا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬طؿر طبقد حسـة‪ ،‬مؼدمة السقرة الـبقية قراءه لجقاكب الحذر والحؿاية ص(‪.)31‬‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪ )2‬أن تؽقن جامعة‪ ،‬أي محقطة بلصقار الحقاة ومـاحقفا وجؿقع شموهنا‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن تؽقن كامؾة‪ ،‬أي متسؾسؾة ٓ يـؼص فقفا شلء مـ حؾؼات الحقاة لذلؽ‬ ‫العظقؿ‪.‬‬ ‫‪ )4‬أن تؽقن طؿؾقة‪ ،‬أي أن الدطقة إلك الػضائؾ والؿبادئ والقاجبات بعؿؾ‬ ‫الداطل وأخالقف ٓ بؿجرد ققلف‪ ،‬وأن يؽقن كؾ ما دطا إلقف بؾساكف قد حؼؼف‬ ‫بسقرتف‪ ،‬وطؿؾ بف يف حقاتف الشخصقة والعائؾقة وآجتؿاطقة‪ ،‬وهبذا تؽقن‬ ‫مثال طؾقا لؾـاس يتلسقن هبا(‪.)1‬‬ ‫أطؿالف ً‬ ‫معواريا‬ ‫ً‬ ‫منهجا‬ ‫ً‬ ‫‪ - 6‬اتخاذ السورة النبوية‬ ‫إن السقرة الـبقية لقست مجرد حقادث تاريخقة تمخذ مـفا العرب والعظات‬ ‫فحسب‪ ،‬وإكؿا هل فقق هذا كؾف‪ ،‬تجسقد طؿؾل لؾقحل الذي يؼتدى بف‪ ،‬وهل‬ ‫مـفج واضح يفتدى هبداه‪ ،‬وصراط مستؼقؿ يسؾؽ ويتبع‪ٕ ،‬هنا مـفج معقاري‬ ‫غقر خاضع لحدود الزمان والؿؽان وإكؿا تؼاس إلقف إطؿال والؿقاقػ‪ ،‬وتعاير‬ ‫طؾقف آجتفادات وأراء وتقزن بؿقزاكف الحؼ‪.‬‬ ‫يؼقل الدكتقر فاروق حؿادة‪ :‬السقرة الـبقية تجسقد حل لتعالقؿ اإلسالم كؿا‬ ‫أرادها اهلل تعالك أن تطبؼ يف طالؿ القاقع‪ ،‬فتعالقؿ اإلسالم لؿ تـزل لتحصر بقـ‬ ‫جدران الؿساجد وداخؾ أروقة بققت العؾؿ الشرطل وكؾقاتف‪ ،‬بؾ تـزلت مـ‬ ‫ومـفجا حقات ًقا يعقشفا الػرد الؿسؾؿ يف كػسف‬ ‫ً‬ ‫الحؽقؿ العؾقؿ لتؽقن سؾقكًا إكساك ًقا‬ ‫(‪ )1‬سؾقؿان الـدوي‪ ،‬الرسالة الؿحؿدية ص (‪.)68‬‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫وشخصف‪ ،‬ويدركفا يف واقعف ومجتؿعف‪ ،‬ويشب طؾقفا فتصبح جز ًءا ٓ يتجزأ مـ‬ ‫كقاكف‪ ،‬ويتصرف طؾك هديفا يف كؾ صغقرة وكبقرة‪ ،‬ويف كؾ مققػ وشلن‪.‬‬ ‫قائؿا يف شخص صاحبف‪ ،‬وهذا ما كجده يف السقرة‬ ‫ماثال ً‬ ‫فالؿبدأ الـظري يرى ً‬ ‫الـبقية‪ ،‬حقث كان رسقل ‪ ‬يجسد تعالقؿ اإلسالم كؿا أرادها اهلل تعالك أن‬ ‫تطبؼ يف طالؿ إحقاء والبشر‪ ،‬وذلؽ يف جؿقع أحقالف وضروفف‪ ،‬كق ًما ويؼظة‪،‬‬ ‫سؾؿا وحر ًبا‪ ،‬جدً ا ومداطبة‪ ،‬غض ًبا ورضا‪ ،‬فر ًدا وجؿاطة(‪.)1‬‬ ‫ً‬ ‫وتظفر شخصقة الـبل ‪ ‬مـ خالل السقرة الـبقية يف الصقرة الؿشرقة‬ ‫لإلكسان الذي يؿارس إكساكقتف بؽؾ أبعادها‪ ،‬ويتػاطؾ مع القاقع بؽؾ معطقاتف‪.‬‬ ‫وكدرك أن محؿدً ا ‪ ‬اإلكسان ‪-‬بؽؾ كقازع اإلكسان‪ -‬قد تربع قؿة التسامل‬ ‫اإلكساين وهق الؿثؾ إطؾك الحؼ لؾبشرية جؿق ًعا‪.‬كؿا يدرك الدارس لؾسقرة‬ ‫الـبقية التالزم والتطابؼ الذي ٓ يـػصؿ بقـ الؼقل والعؿؾ‪ ،‬والؿبدأ والسؾقك يف‬ ‫شخصقتف ‪ ،‬فال يلمر الـاس بالرب ويـسك كػسف‪ ،‬بؾ هق أول مؾتزم ومطبؼ لألمر‬ ‫ولق كان وحده‪ ،‬ولؼد اهتدى هبذه السقرة الؽريؿة العطرة واستدل هبا طؾك صدق‬ ‫كبقتف ورسالتف طدد غقر قؾقؾ يف حقاتف وبعد وفاتف ‪ ‬مـ العظؿاء والؽرباء‪،‬‬ ‫وآحاد الـاس وطامتفؿ‪ ،‬ومـفؿ الجؾـدى مؾؽ طؿان(‪ ،)2‬فؼد قال لعؿرو بـ‬ ‫العاص طـدما جاءه برسالة مـ الـبل ‪ :‬واهلل لؼد دلـل طؾك صدق هذا الـبل‬ ‫(‪ )1‬مصادر السقرة الـبقية وتؼقيؿفا ص (‪.)20‬‬ ‫(‪ )2‬الجؾـدي‪ -‬بضؿ أولف وفتح الالم وسؽقن الـقن وفتح الدال‪ -‬ابـ طبد جؿؾ إزدي‬ ‫مؾؽ طؿان زمـ البعثة الـبقية‪ ،‬وخؾػف مـ بعده ابـف جقػر (اكظر ترجؿتف يف اإلصابة‬ ‫ٓبـ حجر ‪.)538 /1‬‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫إمل أكف ٓ يلمر بخقر إٓ كان أول آخذ بف‪ ،‬وٓ يـفك طـ شلء إٓ كان أول تارك‬ ‫لف‪ ،‬وأكف يغؾب فال يبطر‪ ،‬ويغؾب فال يفجر‪ ،‬ويػل بالعفد‪ ،‬ويـجز القطد‪ ،‬وأشفد‬ ‫أكف كبل(‪.)1‬‬ ‫ففذه الؼؿة الرفقعة مـ اإلكساكقة يف شخص محؿد ‪ ،‬والتل كاكت تدرج‬ ‫طؾك إرض‪ ،‬وتسقر يف فجاجفا‪ ،‬طـدما تؼدم لإلكسان طؾك اختالف زماكف‬ ‫ومؽاكف‪ ،‬وديـف‬ ‫صحقحا غقر مشقبة بلساصقر وخرافات الؿحبقـ الجاهؾقـ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تؼديؿا‬ ‫ً‬ ‫ولغتف‪،‬‬ ‫وغقر مشقهة بتحؾقالت الجاحديـ والؿـؽريـ‪ ،‬بؾ تؼدم حق ًة كابضة يراها‬ ‫الؼارئ وكلكف يعقش أحداثفا دون حجب التعصب‪ ،‬أو غشاوة العاصػة الجاهؾة‪،‬‬ ‫ٓ شؽ أهنا ستستفقي الؼؾقب‪ ،‬ويرى فقفا أي شخص إكساكقتف التل يحـ إلقفا‪،‬‬ ‫ٕن الـػقس السؾقؿة جبؾت طؾك التسامل والتعؾؼ بالؿثؾ إطؾك‪ ،‬وقد كان يف‬ ‫مظفرا لؾؽؿال اإلكساين‪ ،‬وصؾب مـ الـاس أن يسعقا‬ ‫ً‬ ‫قدر اهلل أن يؽقن محؿد ‪‬‬ ‫إلقف ويحاولقا التخؾؼ بلخالقف‪ ،‬ومحاكاة سؾقكف ٕن هذه هل إخالق الؿرضقة‬ ‫الؽامؾة طـد اهلل تعالك(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬الؿصدر كػسف (‪ )538 /1‬وكسبف طـ وثقؿة يف كتاب الردة طـ ابـ إسحاق‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اكظر‪ :‬مصادر السقرة الـبقية وتؼقيؿفا (ص ‪( )23 - 21‬بتصرف يسقر)‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫انلطاق الزواين لنسرية انلبِية‬ ‫البعثة الؿحؿدية هل خاتؿة الرسآت كؿا قال تعالك‪ :‬ﱩﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳﱨ [إحزاب‪.]40 :‬‬ ‫ورسالتف طامة لجؿقع اإلكس والجـ‪ ،‬كؿا أن شريعتف كاسخة لجؿقع شرائع‬ ‫الرسؾ فال يؼبؾ اهلل مـ أحد غقر شريعتف ‪ ،‬وهل تليت حسب التسؾسؾ‬ ‫التاريخل آخر الـبقات‪.‬‬ ‫والسقرة الـبقية يف كطاقفا الزماين هل مـ وٓدتف ‪ ‬طام الػقؾ وحتك وفاتف يف‬ ‫الثاين طشر مـ شفر ربقع إول مـ السـة الحادية طشرة مـ الفجرة الـبقية‪،‬‬ ‫وجؿؾتفا ثالث وستقن سـة قؿرية ويقافؼفا يف التاريخ الؿقالدي مـ ((‪ 571‬م‪-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ 632‬م))‬ ‫والـبقات جؿق ًعا تؿثؾ وحدة تاريخقة ذات حؾؼات متعددة‪ ،‬وإكبقاء‬ ‫وأتباطفؿ أمة واحدة‪ ،‬لفا سؿات مشرتكة‪ ،‬والتاريخ اإلسالمل هبذا الؿػفقم‬ ‫لقست بدايتف مـ بعثة محؿد ‪ ‬كؿا قد يظـ البعض‪ ،‬وإكؿا بدايتف الحؼقؼقة مـ‬ ‫هبقط آدم وحقاء إلك هذه‬ ‫(‪ )1‬راجع‪" :‬التؼقيؿان الفجري والؿقالدي"‪ ،‬تللقػ فريؿان‪ ،‬وجركػقؾ‪ ،‬ترجؿة حسام‬ ‫الديـ الؼدسل‪.‬‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫النىع الثالث‪ :‬الظيرواملغاشي‬ ‫والؿؼصقد هبا تاريخ رسقل اهلل ‪ ‬وجفاده يف كشر الدطقة يف العفديـ الؿؽل‬ ‫والؿدين‪ ،‬ويدخؾ يف هذا الـقع تعامالتف الؿختؾػة مع أهؾف‪ ،‬ومع أصحابف‪ ،‬ومع‬ ‫غقر الؿسؾؿقـ‪ ،‬وما يؼع مـ الصحابة بقـ يديف أو يبؾغف فقؼرهؿ طؾقف أو يعدل لفؿ‬ ‫فقف‪ ،‬وسقليت تػصقؾ ذلؽ يف فصقل الؽتاب‪.‬‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫ثىرات دراسة السرية انلبِية‬ ‫إهداف والؿؼاصد التل ذكركا بعضفا ‪-‬فقؿا مضك‪ -‬يـبغل أن تراطك يف‬ ‫الؿـفج التعؾقؿل‪ ،‬وأن يجعؾفا الؿعؾؿقن والؿربقن كصب أطقـفؿ يف تدريسفؿ‬ ‫وتعامؾفؿ مع صالهبؿ‪ ،‬وطؾك أساس تؾؽ إهداف والؿؼاصد تبـك الشخصقة‬ ‫الؿتؽامؾة لؾػرد الؿسؾؿ والجقؾ كؾف كؿا كان يف طفد الـبقة والؼرون الؿػضؾة‪،‬‬ ‫ومـ الؿؼرر طـد أهؾ العؾؿ أكف لـ يصؾح آخر هذه إمة إٓ بؿا صؾح بف أولفا‪،‬‬ ‫والؿـفج الذي أخرج خقر إجقال وأطالها وأكؿؾفا‪ ،‬حؼقؼ بآتباع وآهتؿام‬ ‫وآطتؿاد طؾقف يف مـاهجـا التعؾقؿقة والػؽرية‪ ،‬ويف بـاء إمة آجتؿاطل‬ ‫والسقاسل واإلداري‪.‬‬ ‫والثؿرات التل يجـقفا الدارس مـ دراستف لؾسقرة الـبقية كثقرة وواسعة وغقر‬ ‫محصقرة لؽـ كذكر بعضفا‪:‬‬ ‫‪ - 1‬جحليم شطسالشهادة التي هي السهن لاعظم من أزوان إلاطالم‪:‬‬ ‫وذلؽ بتحؼقؼ تقحقد الؿتابعة لؾرسقل ‪ ‬فنن الشفادة بلن محؿدً ا رسقل اهلل‬ ‫تستؾزم أربعة أمقر كؿا قرر أهؾ العؾؿ(‪.)1‬‬ ‫أ‪ -‬تصديؼف ‪ ‬فقؿا أخرب طـ اهلل وصػات كؿالف وكعقت جاللف وأسؿائف‬ ‫وصػاتف‪ ،‬وطـ أوامره وكقاهقف‪ ،‬وطـ جزاء الؿتؼقـ الؿستجقبقـ يف جـات الـعقؿ‪،‬‬ ‫(‪ )1‬اكظر‪ :‬إصقل الثالثة‪ ،‬لؾشقخ محؿد بـ طبد القهاب‪ ،‬ص (‪.)14‬‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫وما فقفا مؿا ٓ طقـ رأت وٓ أذن سؿعت وٓ خطر طؾك قؾب بشر‪ ،‬وما وصػ‬ ‫لـا رسقل اهلل ‪ ‬وما ذكر فقفا لعباده الؿممـقـ‪ ،‬وما ذكر طـ طؼقبة الؿؽذبقـ‬ ‫الؿعرضقـ مـ العذاب إلقؿ‪ ،‬يف كار تؾظك‪ ،‬وجحقؿ مؼقؿ تذوب فقف الجبال‬ ‫الراسقات‪ ،‬وغقر ذلؽ مـ إخبار طـ إمقر الغقبقة والحقادث الؿـتظرة وطـ‬ ‫الؿالئؽة والجـ والشقاصقـ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬صاطتف ‪ ‬فقؿا أمر‪ ،‬بآستجابة ٕمره‪ ،‬وآكؼقاد لف وتـػقذ ذلؽ يف واقع‬ ‫الحقاة بؿختؾػ صقرها السقاسقة وآقتصادية وآجتؿاطقة والػؽرية والثؼافقة‪،‬‬ ‫وطدم التؼدم بقـ يديف‪ ،‬وتؼديره والتحاكؿ إلك شرطف‪ ،‬والرضا بف‪ ،‬والتسؾقؿ التام‬ ‫لف‪ ،‬قال اهلل تعالك‪ :‬ﱩﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫﱨ [الـساء‪:‬‬ ‫‪.]64‬وقال تعالك‪ :‬ﱩﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗﱨ [الـساء‪.]80 :‬وقال تعالك‪:‬‬ ‫ﱩﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿﱨ [الـساء‪.]59 :‬وقال‬ ‫تعالك‪ :‬ﱩﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﱨ [إحزاب‪.]71 :‬‬ ‫ج‪ -‬اجتـاب ما هنك طـف وزجر‪ ،‬فؽؾ ما هنك طـف رسقل اهلل ‪ ‬واجب اجتـابف‬ ‫والبعد طـف وطـ إسباب والقسائؾ الؿػضقة إلقف‪ ،‬فنن القسائؾ لفا حؽؿ‬ ‫الؿؼاصد‪ ،‬وأطظؿ ما هنك طـف هق الشرك بؽؾ صقره وأكقاطف‪ ،‬ففق أخطر الذكقب‬ ‫وأطظؿفا وهق أطظؿ الظؾؿ قال تعالك‪ :‬ﱩﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﱨ [لؼؿان‪]13 :‬‬ ‫وقد قال طبد اهلل بـ مسعقد‪ :‬سللت رسقل اهلل ‪ ‬أي الذكب أطظؿ طـد اهلل؟‬ ‫قال‪« :‬أن تجعؾ هلل كدا وهق خؾؼؽ»(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬متػؼ طؾقف‪ ،‬البخاري‪ ،‬ح رقؿ‪ 7520:‬ومسؾؿ‪ ،‬ح رقؿ‪.)141( :‬‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫وقال ‪« :‬إما أمرتؽؿ بف فلتقا مـف ما استطعتؿ وما هنقتؽؿ طـف فاجتـبقه»(‪.)1‬‬ ‫فاجتـاب الؿـاهل والؿحرمات حتؿ طؾك كؾ مؽؾػ‪ ،‬وطؾك الؿرء الؿسؾؿ أن‬ ‫يجعؾ بقـف وبقـ الحرام وقاية وحؿك حتك ٓ يؼع يف شلء مـ محارم اهلل‪.‬‬ ‫د‪ -‬أن ٓ يعبد اهلل إٓ بؿا شرع رسقل اهلل ‪ ‬وطؾك صريؼتف ومـفجف‪ ،‬وهذا‬ ‫أصؾ يف الؿتابعة وآقتداء‪ ،‬وضابط يف العبادة الؿشروطة‪ ،‬فال يزيد العبد طؾك‬ ‫الؿشروع وٓ يـؼص‪ ،‬إكؿا يتبع وٓ يبتدع‪.‬قال ‪« :‬مـ أحدث يف أمركا هذا ما‬ ‫لقس مـف ففق رد»(‪.)2‬أي مردود طؾك صاحبف وغقر مؼبقل طـد اهلل بؾ يعاقب‬ ‫أمرا لقس طؾقف أمر رسقل اهلل ‪ ‬وتؼرب إلك اهلل بلمر‬ ‫فاطؾف وٓ يثاب‪ٕ ،‬كف شرع ً‬ ‫لؿ يشرطف رسقل اهلل ‪ ،‬وابتدع يف الديـ بدطة حتك لق كان قصده حسـًا‪ ،‬فال‬ ‫يؽػل حسـ الـقايا بؾ ٓبد مـ الدلقؾ الشرطل‪ ،‬فنن العبادة لقست بالفقى‬ ‫والرغبة وآستحسان العؼؾل إكؿا هل بآتباع لفدي الـبل ‪ ‬وآستؿساك‬ ‫بالؽتاب والسـة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬شيادة املحبت للسطىٌ ‪‬‬ ‫مـ ثؿرات دراسة السقرة الـبقية زيادة الؿحبة لؾرسقل ‪ ‬الؿؼتضقة لزيادة‬ ‫اإليؿان والرغبة يف الؿتابعة‪ ،‬والطاطة ٕمره‪ ،‬واجتـاب هنقف‪ ،‬وتقققره واحرتام‬ ‫أمره‪ ،‬وآهتداء هبديف‪ ،‬وترك البدع والخرافات التل أحدثفا أهؾ إهقاء ومـ ٓ‬ ‫طؾؿ لفؿ‪ ،‬مثؾ الؿغآة يف اإلصراء والتؼديس الؿـفل طـف‪ ،‬الذي يؾغل الطبقعة‬ ‫(‪ )1‬رواه مسؾؿ مـ حديث أبل هريرة‪( ،‬ح رقؿ‪.)1338:‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجف مسؾؿ يف صحقحف‪ ،‬ح رقؿ ‪ 1718‬مـ حديث طائشة ‪. -‬‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫البشرية لؾرسقل ‪ ،‬وقد هنك ‪ ‬طـ ذلؽ فؼال‪ ٓ" :‬تطروين كؿا أصرت‬ ‫الـصارى ابـ مريؿ فنكؿا أكا طبد فؼقلقا طبد اهلل ورسقلف"(‪.)1‬‬ ‫وهذا الغؾق ترتب طؾقف كثقر مـ الؿخاصر العؼدية والرتبقية‪ ،‬وأبعد شخصقة‬ ‫الرسقل ‪ ‬طـ مجال الؿتابعة وآقتداء‪ ،‬وأحؾ تؾؽ الؿتابعة وإسقة يف‬ ‫الشققخ الؿربقـ الذيـ يسؾؽقن هذا الؿسؾؽ ويصقرون يف أذهان أتباطفؿ هذه‬ ‫الصقر طـ رسقل اهلل ‪ ،‬لقؽقكقا هؿ بطرق خاصة ومجاهدات ‪-‬كؿا‬ ‫يذكرون‪ -‬الذيـ يـؼؾقن الصقرة ويتؿثؾقهنا‪ ،‬وإتباع يؼتدون هبؿ‪.‬‬ ‫إن شخصقة الرسقل ‪ ‬شخصقة إكساكقة بشرية كؿؾفا اهلل بالقحل‪ ،‬وطصؿفا‬ ‫مـ الخطل يف إبالغ الرسالة طـ اهلل‪ ،‬ففذه مقزتف العظؿك أكف رسقل يقحك إلقف‪،‬‬ ‫وقد خضع يف حؿؾف ووٓدتف ورضاطتف وشبابف ومرضف ووفاتف وسائر أحقالف‬ ‫لؾســ الػطرية والؼقاكقـ الطبقعقة التل يخضع لفا سائر البشر‪.‬فؾؼد كان حؿؾف‬ ‫صبقع ًقا استغرق مدة الحؿؾ الطبقعقة كػسفا‪ ،‬كؿا كاكت وٓدتف صبقعقة كسائر‬ ‫القٓدات‪ ،‬وطاكك مـ فؼد إم وإب كؽثقر مـ البشر‪ ،‬وخضع لؽػالة‬ ‫إقارب‪ ،‬ولؿا بؾغ مـ الشباب طؿؾ يف إطؿال الؿقجقدة يف مجتؿعف كالرطل‬ ‫والتجارة‪ ،‬وتزوج وأكجب‪ ،‬وفؼد اإلبـ والبـت والزوجة والصديؼ‪ ،‬وتعرض‬ ‫لألذى والؿرض والـصر والفزيؿة‪ ،‬وجرح يف الحرب‪ ،‬مؿا يؿؽـ أن يحؾ بؽؾ‬ ‫إكسان(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجف البخاري يف صحقحف مـ ح طؿر بـ الخطاب‪( ،‬ح رقؿ‪.)3445:‬‬ ‫(‪ )2‬طؿر طبقد حسـف‪ ،‬مرجع سابؼ ص‪.)70( :‬‬ ‫‪- 19 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫إن حؼقؼة الؿحبة لؾرسقل ‪ ‬تستؾزم سؾقك صريؼتف وهديف‪ ،‬واتباع سـتف‬ ‫وتعظقؿا‪ ،‬وتجريد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وإجالٓ‬ ‫وتؼديرا‬ ‫ً‬ ‫وتطبقؼفا يف واقع حقاتـا وسؾقكـا‪ ،‬محبة‬ ‫التقحقد هلل ‪ ،‬وآبتعاد طـ وسائؾ الشرك والحذر مـفا‪ ،‬وترك الغؾق وآطتؼاد‬ ‫يف إمقات والؿؼبقريـ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التعسف على منهج النبي ‪ ‬في الدعىة‬ ‫مـ دراسة السقرة الـبقية بؿختؾػ مقاقػفا وصقرها كتعؾؿ الؿـفج الدطقي‬ ‫الذي سار طؾقف رسقلـا ‪ ،‬وكقػ تعامؾ مع أخطاء الـاس‪ ،‬وجػاء إطراب‪،‬‬ ‫حريصا طؾك‬ ‫ً‬ ‫رحقؿا‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫ومؽايد إطداء‪ ،‬ودسائس الؿـافؼقـ‪ ،‬فؼد كان رؤو ًفا‬ ‫حؽقؿا يف معالجة الؿشؽالت والؿقاقػ‬‫ً‬ ‫هداية الخؾؼ إلك الحؼ‪ ،‬وكان‬ ‫حؾقؿا يعذر الجاهؾ حتك يتعؾؿ‪ ،‬وهبذا الؿـفج وهذه إخالق‬ ‫ً‬ ‫الؿختؾػة‪ ،‬وكان‬ ‫استطاع رسقل اهلل ‪ ‬إخراج إمة إمقة مـ ضؾؿات الجفؾ والتعصب‪،‬‬ ‫والشتات والتػرق‪ ،‬إلك كقر اإلسالم‪ ،‬وهداية الرحؿـ‪ ،‬والرتقل يف ذلؽ حتك‬ ‫كاكت خقر أمة أخرج لؾـاس‪.‬إن الـاضر يف أحقال العرب يف جاهؾقتفؿ وما فقفؿ‬ ‫مـ قسقة الطباع‪ ،‬وققة العصبقة‪ ،‬والتعؾؼ بعبادة إصـام وصاطة الجان والؽفان‪،‬‬ ‫وتؼديس التؼالقد والعادات‪ ،‬ومقروث أباء وإجداد مـ غقر تلمؾ وٓ برهان‪،‬‬ ‫لقعجب كقػ تحقلت أخالقفا وتبدلت صباطفا يف وقت وجقز‪ ،‬فصارت أمة‬ ‫ذات طؾؿ وحضارة‪ ،:‬وأخالق سامقة‪ ،‬وجفاد يف سبقؾ اهلل لفداية الخؾؼ جؿق ًعا‬ ‫مؿتثال لؼقلف تعالك‪ :‬ﱩﭵ ﭶ‬ ‫ً‬ ‫إلك الفدى والـقر‪ ،‬لؼد كان رسقل اهلل ‪‬‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﱨ [إطراف‪.]199 :‬قال طبد اهلل بـ الزبقر‪- :‬‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫كؿا يف صحقح البخاري(‪ - )1‬أمر رسقل اهلل ‪ ‬أن يلخذ العػق مـ أخالق الـاس‪.‬‬ ‫أي يتجاوز طـ أخطائفؿ وما ٓ يـبغل مـ أققالفؿ وأفعالفؿ‪.‬‬ ‫والوقائع الدالة على ذلك كثورة جدً ا‪:‬‬ ‫مـفا قصة إطرابل الذي جذب برداء رسقل اهلل ‪ ،‬حتك أثرت حاشقة‬ ‫الرداء يف‬ ‫صػحة طاتؼف ‪ ‬صال ًبا مـف أن يعطقف مـ مال اهلل‪ ،‬فؽان رد رسقل اهلل ‪ ‬أن‬ ‫كظر إلقف بؽؾ هدوء ثؿ تبسؿ يف وجفف وأمر لف بعطاء(‪.)2‬‬ ‫ومـفا قصة الشاب الذي جاء إلك رسقل اهلل ‪ ‬فؼال‪ :‬ائذن لل بالزكك‪ ،‬فلقبؾ‬ ‫الؼقم طؾقف‪.‬فزجروه قالقا‪ :‬مف‪ ،‬مف‪ ،‬فؼال ‪ :‬ادكف فدكا مـف قري ًبا‪ ،‬قال‪ :‬فجؾس‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أفتحبف ٕمؽ؟ قال‪ ٓ :‬واهلل ‪-‬جعؾـل اهلل فداءك‪ -‬قال‪ :‬وٓ الـاس يحبقكف‬ ‫ٕمفاهتؿ‪ ،‬قال‪ :‬أفتحبف ٓبـتؽ؟ قال‪ ٓ :‬واهلل ‪-‬جعؾـل اهلل فداءك‪ -‬قال‪ :‬وٓ‬ ‫الـاس يحبقكف لبـاهتؿ‪ ،‬قال‪ :‬أفتحبف ٕختؽ قال‪ ٓ :‬واهلل ‪-‬جعؾـل اهلل فداءك‪-‬‬ ‫قال‪ :‬وٓ الـاس يحبقكف ٕخقاهتؿ‪ ،‬قال‪ :‬أفتحبف لعؿتؽ؟ قال‪ ٓ :‬واهلل ‪-‬جعؾـل‬ ‫اهلل فداءك‪ -‬قال‪ :‬وٓ الـاس يحبقكف لعؿاهتؿ‪ ،‬قال‪ :‬أفتحقف لخالتؽ؟ قال‪ ٓ :‬واهلل‬ ‫‪-‬جعؾـل اهلل فداءك‪ -‬قال‪ :‬وٓ الـاس يحبقكف لخآهتؿ‪.‬قال‪ :‬فقضع يده طؾقف‬ ‫(‪ )1‬ح رقؿ‪.)4643( :‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجف البخاري يف صحقحف‪ ،‬ح رقؿ‪ 3149:‬ومسؾؿ‪( ،‬ح رقؿ‪.)128:‬‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫وقال‪ :‬الؾفؿ اغػر ذكبف وصفر قؾبف وحصـ فرجف‪ ،‬فؾؿ يؽتب بعد ذلؽ الػتك‬ ‫يؾتػت إلك شلء(‪.)1‬‬ ‫فؼد كاقش الـبل ‪ ‬الشاب مـاقشة طؼؾقة مـطؼقة وأحسـ التصرف معف‪ ،‬ولؿ‬ ‫يزجره ويـفره رغؿ الجرأة وسقء إدب يف صؾبف‪ ،‬وتدرج معف يف الخطاب حتك‬ ‫اقتـع وتبقـ لف خطمه يف هذا الطؾب‪.‬‬ ‫ومـفا قص ة إطرابل الذي بال يف صائػة مـ الؿسجد الـبقي فؽان التصرف‬ ‫حؽقؿا مراط ًقا لعدد مـ الؿصالح الشرطقة(‪.)2‬‬ ‫ً‬ ‫معف‬ ‫والؿـفج الـبقي يف الدطقة مستؿد مـ ققل اهلل ‪ ‬لف‪ :‬ﱩﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷‬ ‫﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ﱨ [الـحؾ‪.]125 :‬‬ ‫فمعالم المنهج النبوي يف الدعوة من خالل اآلية السابقة هي‪:‬‬ ‫* اإلخالص هلل وابتغاء ثقابف والدطقة إلك سبقؾف وحده ٓ سبقؾ غقره‪.‬‬ ‫* العؾؿ الشرطل بؽؾ ما يدطق إلقف مـ طؼائد وأحؽام وآداب وهق الحؽؿة‬ ‫الؿلمقر هبا يف أية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجف اإلمام أحؿد يف مسـده ‪ 257 ،256 /5‬مـ صريؼقـ بنسـاد صحقح مـ حديث‬ ‫أبل أمامف الباهؾل‪.‬‬ ‫(‪ )2‬صحقح مسؾؿ‪ ،‬ح رقؿ‪.24:‬‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫* التذكقر باهلل وصػاتف ودٓٓت تؾؽ الصػات وإسؿاء‪ ،‬وبعظؿتف ودقة‬ ‫خؾؼف وبديع صـعف‪ ،‬واستشعار رقابتف وإحاصتف بالعبد‪ ،‬وبقان ثقابف وطؼابف والدال‬ ‫طؾقف مـ أية ققلف‪ :‬ﱩﮫﱨ [الـحؾ‪.]125 :‬‬ ‫* الرحؿة والشػؼة بالؿدطقيـ واإلحسان إلقفؿ وإٓكة الؽالم معفؿ حتك‬ ‫تؽقن‬ ‫الؿقطظة والتذكقر حسـة وإحساكًا‪.‬‬ ‫* استعؿال إسؾقب إمثؾ والؿـاسب لؽؾ حالة‪ ،‬والؿعرب طـف يف أية‬ ‫بالحؽؿة‪ ،‬والتل تعـل وضع الشلء يف مقضعف‪ ،‬وهذا أحد معاكقفا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التعسف على منهج النبي ‪ ‬في العبادة والظلىن‬ ‫من أهم معالم المنهج النبوي يف العبادة والسلوك‪:‬‬ ‫* إخالص العبادة هلل ‪ ،‬وطدم تحؿقؾ الـػس ما ٓ تطقؼ‪ ،‬والحث طؾك‬ ‫طؿال داوم‬ ‫لزوم السـة والجؿاطة‪ ،‬والحذر مـ البدع والؿحدثات‪.‬وأكف إذا طؿؾ ً‬ ‫طؾقف‪ ،‬وقال‪( :‬خقر العؿؾ ما داوم طؾقف صاحبف وإن قؾ)(‪.)1‬‬ ‫* كثرة الذكر هلل ‪ ‬والؿحافظة طؾك إذكار يف كؾ أحقالف‪ ،‬أذكار الصباح‬ ‫والؿساء‪ ،‬والذكر طؼب الصالة‪ ،‬والذكر الؿطؾؼ‪ ،‬والذكر يف الؿـاسبات‪( ،‬طـد‬ ‫دخقل‬ ‫(‪ )1‬أخرجف البخاري يف صحقحف‪ ،‬كتاب الزهد والرقائؼ‪ ،‬باب الؼصد والؿداومة طؾك‬ ‫العؿؾ (ح رقؿ‪ )6464:‬ومسؾؿ‪ ،‬ح رقؿ‪ 2818:‬مـ حديث طائشة ‪. -‬‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫الؿـزل‪ ،‬وطـد الخروج مـف‪ ،‬وطـد الـقم‪ ،‬وطـد دخقل الؿسجد‪ ،‬ويف السػر‪،‬‬ ‫وطـد ركقب الدابة‪...‬إلخ)‪.‬وكثرة آستغػار والتقبة والؾجقء إلك اهلل‪ ،‬وكذا‬ ‫الصقام‪ ،‬والصدقة‪ ،‬وإمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬وحسـ الؿعاشرة‬ ‫لؾـاس وٕهؾف‪.‬‬ ‫* الزهد يف الدكقا‪ ،‬والزاهد هق الذي يجعؾ الدكقا يف يده ٓ يف قؾبف‪ ،‬فقـػؼ ما‬ ‫يحصؾف مـفا يف صاطة اهلل‪ ،‬مؿا يجب طؾقف مـ الـػؼات‪ ،‬ويف سد حاجة‬ ‫الؿحتاجقـ‪ ،‬فنن هذا اإلكػاق هق الباقل لإلكسان‪ ،‬الذي يحسب يف رصقده يف‬ ‫أخرة‪ ،‬فؼد روت طائشة ‪ :‬أهنؿ ذبحقا شاة‪ ،‬قال الـبل ‪ :‬ما بؼل مـفا؟‬ ‫قالت‪ :‬ما بؼل إٓ كتػفا‪.‬قال‪« :‬بؼل كؾفا غقر كتػفا»(‪.)1‬‬ ‫ففذا الحديث وأمثالف يبقـ حؼقؼة معـك الزهد‪ ،‬وأكف فعؾ إيجابل تجاه الـػس‬ ‫أمرا سؾب ًقا‪ -‬كؿا قد يػفؿ البعض‪ -‬أو قعقدا طـ الؽسب‬ ‫والؿجتؿع‪ ،‬ولقس ً‬ ‫والعؿؾ‪ ،‬وقد قال ‪« :‬القد العؾقا خقر مـ القد السػؾك وابدأ بؿـ تعقل»(‪.)2‬‬ ‫وقد قال أهؾ العؾؿ‪ :‬إن الزهد هق ترك ما ٓ يـػع يف أخرة(‪.)3‬أي والحرص‬ ‫طؾك ما يـػعؽ يف أخرة‪.‬‬ ‫* القرع‪ ،‬وهق‪ :‬ترك ما تخشك طؼقبتف شل أخرة‪.‬أي مؿا لؿ تتضح حرمتف‬ ‫لؽـ فقف شبفة‪ ،‬أو يف تركف صقاكة لؾعرض‪ ،‬أما الؿحرم فؿـ القاجب تركف ولقس‬ ‫(‪ )1‬ســ الرتمذي‪ ،‬كتاب صػة الؼقامة‪ ،‬باب (رقؿ ‪ 33‬ح رقؿ‪ )2470:‬وقال‪ :‬حديث‬ ‫صحقح‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجف مسؾؿ مـ حديث أبل هريرة‪( ،‬برقؿ‪.)1042:‬‬ ‫(‪ )3‬اكظر مجؿقع الػتاوى (‪ )615 /10‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫مـ القرع فحسب‪ ،‬وقد قال ‪« :‬الحالل بقـ والحرام بقـ وبقـفؿا أمقر‬ ‫مشتبفات‪ ،‬فؿـ ترك الشبفات فؼد استربأ لديـف طرضف»(‪.)1‬فالقرع استرباء‬ ‫لؾديـ والعرض‪.‬‬ ‫‪ - 5‬جنميت الىالء للنبي ‪ ‬والبراءة من أعدائه في املاض ي والحاضس‬ ‫يف دراسة السقرة الـبقية وآصالع طؾك أحقالف ومقاقػف ‪ ،‬وأحقال‬ ‫الصحابة ‪ ،‬يـؿق القٓء هلل ولرسقلف ولؾؿممـقـ ويزداد ويرتسخ‪ ،‬ويرتتب طؾك‬ ‫هذا الرباءة مـ الؽػار والؿشركقـ وكؾ أطداء الؿؾة والديـ يف الؿاضل‬ ‫والحاضر‪ ،‬مع العدل والؼسط وفؼ أحؽام الشريعة‪.‬والقٓء والرباء مـ أطظؿ‬ ‫العـاصر التل تحافظ طؾك هقية إمة وتؿقزها‪ ،‬وهق حصـ ققي يجب آهتؿام‬ ‫بف حتك تضؿـ إمة استؼالل شخصقتفا وتؿقزها‪.‬‬ ‫والقٓء والرباء طؿؾ قؾبل ممثر يف السؾقك‪ ،‬ومـضبط بلحؽام الشريعة‪،‬‬ ‫ويرتبط بالؿحبة هلل ولرسقلف ولؾؿممـقـ‪ ،‬قال تعالك‪ :‬ﱩﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬ ‫ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱨ [الؿجادلة‪.]22 :‬‬ ‫(‪ )1‬صحقح البخاري‪( ،‬ح رقؿ‪.)2051 ،52:‬‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪ 66‬التعسف على آثازالجهاد في جحسيسلامم والشعىب‬ ‫مـ ثؿرات دراسة السقرة الـبقية التعرف طؾك آثار الجفاد يف تحرير إمؿ‬ ‫والشعقب‪ ،‬وإزالة الظؾؿ طـفا‪ ،‬وإخراجفا مـ الظؾؿات وطبادة الطاغقت إلك‬ ‫طدل اإلسالم ورحؿتف‪ ،‬وتحؽقؿ شرطف الذي ضؿـ لفؿ العدل وتحؼقؼ‬ ‫اإلكساكقة الحؼة‪ ،‬ومؿارسة اإلكسان لحؼققف الطبقعقة الػطرية كؿا أراد لف خالؼف‪،‬‬ ‫فلتقحت لف الحرية‪ ،‬وأزيؾت مـ أمامف العقائؼ التل تؿـعف مـ آختقار الصحقح‪،‬‬ ‫فنن الجفاد كؿا هق معؾقم لقس إلجبار الـاس طؾك اطتـاق اإلسالم‪ ،‬وإكؿا هق‬ ‫إلزالة الؿقاكع والحقاجز وإكظؿة التل تصد طـ سبقؾ اهلل‪ ،‬وٓ تتقح الحرية‬ ‫لؾـاس لقختاروا ٕكػسفؿ بعد تؿعـ وتلمؾ يف دٓئؾ التقحقد‪ ،‬وهؿ يرون أمام‬ ‫أطقـفؿ الـؿقذج الؿثالل مطب ًؼا يف القاقع بؽؾ كظافتف وطدلف واستؼامتف‪ ،‬فال‬ ‫يؽتػقن بدطقهتؿ إلك مثؾ وكظريات جؿقؾة غقر مطبؼة يف القاقع‪ ،‬وإكؿا يدطقهنؿ‬ ‫إلك أمر بقـ يشاهدون تطبقؼف يف القاقع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معاشا‪ ،‬ولذلؽ كاكت‬ ‫إهنا فتقحات لتؿؽقـ الـاس مـ رؤية الحؼ واق ًعا‬ ‫الػتقحات اإلسالمقة ذات صبقعة مستؼرة ٕهنا مطابؼة لؾػطرة التل فطر اهلل الـاس‬ ‫طؾقفا‪ ،‬فاستؼبؾتفا الـػقس السؾقؿة بؽؾ ترحاب وقبؾتفا‪ ،‬فالػتقحات اإلسالمقة‬ ‫عضا‪ ،‬ومـ جقر إديان‬ ‫وجفاد الـبل ‪ ‬إكؼاذ لؾبشرية مـ ضؾؿ بعضفؿ ب ً‬ ‫الؿبتدطة والؿحرفة إلك رحؿة اإلسالم وطدلف‪ ،‬وسعة الدكقا وأخرة كؿا قال‬ ‫ربعل بـ طامر أمام رستؿ‪" :‬إن اهلل ابتعثـا لـخرج العباد مـ طبادة العباد إلك طبادة‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫رب العباد‪ ،‬ومـ جقر إديان إلك طدل اإلسالم‪ ،‬ومـ ضقؼ الدكقا إلك سعة‬ ‫الدكقا وأخرة"(‪.)1‬‬ ‫‪ - 7‬بيان مىكف السطىٌ ‪ ‬من املنافلين وميائدهم‬ ‫مـ ثؿرات الدراسة لؾسقرة الـبقية‪ ،‬التعرف طؾك مققػ الرسقل ‪ ‬مـ‬ ‫الـػاق والؿـافؼقـ‪ ،‬وكقػ تجاوز مؽائدهؿ الؽثقرة حتك فضحفؿ اهلل‪ ،‬وطرففؿ‬ ‫رسقل اهلل ‪ ‬بسقؿاهؿ ولحـ ققلفؿ‪ ،‬بؾ طرفف اهلل بلسؿائفؿ‪ ،‬فلخذ الؿسؾؿقن‬ ‫حذرهؿ مـ فؿ‪ ،‬رغؿ ما أصاب بعضفؿ مـ آثار دسائسفؿ‪ ،‬بؾ حتك رسقل اهلل ‪‬‬ ‫وصؾف أذاهؿ يف أهؾف طـدما جاء طصبة مـفؿ باإلفؽ‪ ،‬لؽـ جعؾ اهلل يف ذلؽ‬ ‫خقرا‪ ،‬ورفع درجة مـ ابتؾك مـ الؿممـقـ بسببفؿ قال تعالك‪ :‬ﱩﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ً‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫ﭨﭩﱨ [الـقر‪.)2(]11 :‬‬ ‫وهذا فقف د رس لؾؿممـقـ طؾك مر إزمان لقلخذوا حذرهؿ ويحتاصقا يف‬ ‫أمرهؿ‪ ،‬وٓ يؼعقا يف شلء مـ حبائؾفؿ ودطاواهؿ التل يزخرفقهنا ويظفرون مـفا‬ ‫إرادة اإلصالح وهؿ يف واقع أمرهؿ مػسدون مخادطقن هلل ولرسقلف وما‬ ‫يخدطقن إٓ أكػسفؿ وما يشعرون‪ ،‬كؿا قال تعالك يف وصػفؿ‪ :‬ﱩﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬ ‫(‪ )1‬ابـ جرير الطربي‪ ،‬تاريخ إمؿ والرسؾ (‪.)520 /3‬‬ ‫(‪ )2‬واكظر تػصقؾ ذلؽ يف مسـد اإلمام أحؿد (‪ )194 /6‬وصحقح البخاري ح‬ ‫(رقؿ‪ 4750:‬وسقرة ابـ هشام ‪ 267 /2‬وتػسقر ابـ كثقر ‪.)26 – 19 /6‬‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﱨ [البؼرة‪.]10-8 :‬‬ ‫‪ - 8‬الاطالع على مى اكف اليهىد من السطالت والسطىٌ ‪--‬‬ ‫مـ الثؿرات الؿفؿة‪ ،‬التعرف طؾك مقاقػ القفقد مـ الرسالة والدطقة‬ ‫الـبقية‪ ،‬فؼد طامؾفؿ رسقل اهلل ‪ ‬طـ قرب‪ ،‬وطؼد معفؿ معاهدات ومقاثقؼ‪،‬‬ ‫ولؽـفؿ غؾب طؾقفؿ صبعفؿ وحؾت طؾقفؿ الشؼاوة‪ ،‬فـؼضقا العفد معف قبقؾة تؾق‬ ‫إخرى‪ ،‬وحاق هبؿ كتقجة غدرهؿ‪ ،‬ومؽـ اهلل رسقلف مـفؿ‪ ،‬فلجؾك بعضفؿ‪،‬‬ ‫وقتؾ بعضفؿ جزاء غدرهؿ وخقاكتفؿ العظؿك يف مقدان الؼتال والؿقاجفة مع‬ ‫إحزاب الؽافرة‪ ،‬فؽان ذلؽ حؽؿ اهلل فقفؿ‪ ،‬وقضاءه العادل لشـاطة فعؾفؿ‬ ‫ومؽرهؿ بالؿممـقـ‪.‬‬ ‫فليـ الؿعتربون؟ وكقػ يقثؼ يف يفقد وهذا تاريخفؿ؟ وقد طرفـا اهلل مـ‬ ‫أخبارهؿ مع رسؾفؿ مثؾ هذه الؿقاقػ الغادرة‪ ،‬والطرق الؿؾتقية‪.‬وواقع‬ ‫التعامؾ معفؿ يف قضقة فؾسطقـ يثبت هذا الخؾؼ الؿتلصؾ يف الؿحاربقـ مـفؿ‪،‬‬ ‫وأهنؿ كؾؿا طاهدوا طفدً ا كبذه فريؼ مـفؿ‪.‬‬ ‫قال تعالك‪ :‬ﱩﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫ﯢﱨ [البؼرة‪.]100 :‬‬ ‫‪- 28 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫‪ - 9‬عدم اليأض والثلت بنصسهللا لدًنه وألوليائه الصالحين‬ ‫الؿطؾع طؾك سقرة الـبل ‪ ‬وسقر دطقتف‪ ،‬يالحظ يف أول إمر شدة الضغقط‬ ‫التل واجففا ‪ ‬ثؿ يرى بعد ذلؽ اكتؼالفا مـ كصر إلك كصر‪ ،‬وازدياد أتباع‬ ‫الدطقة مـ أهؾ مؽة‪ ،‬ثؿ مـ الـزاع مـ الؼبائؾ رغؿ إذى الشديد والؿقاجفة‬ ‫الؼقية مـ الؿشركقـ‪ ،‬وتـقيعفؿ إسالقب يف محاربة الدطقة وأهؾفا‪ ،‬يدرك بؽؾ‬ ‫يؼقـ طـاية اهلل وتقفقؼف لرسقلف ‪ ‬ولؾؿممـقـ وكصرهؿ طؾك طدوهؿ‪ ،،‬وهذا مؿا‬ ‫يؼقي الثؼة يف كػقس الؿممـقـ يف كؾ مؽان وكؾ زمان‪ ،‬بلن العاقبة لفؿ‬ ‫والتؿؽقـ سقؽقن لديـف وحؿؾتف‪ ،‬فقجدوا ويجتفدوا ويثبتقا حتك يلتقفؿ الـصر‪،‬‬ ‫وما يروكف مـ ضفقر الؽػار وسقطرهتؿ يف فرتة مـ فرتات الزمـ لـ يؽقن وض ًعا‬ ‫دائؿا بؾ سقزول ويظفر أهؾ الحؼ‪ ،‬وهذا مـ أطظؿ العقامؾ طؾك محاربة القلس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والؼقام بالقاجب ا لشرطل حسب الؿؼدرة وآستطاطة‪ ،‬وآجتفاد يف ذلؽ‪،‬‬ ‫ومغالبة الؽػار حتك يؿتؾؽ الؿسؾؿقن زمام الؼقة وطدة الـصر طؾقفؿ‪.‬‬ ‫واطؾؿ أن الـصر مـ اهلل‪ ،‬ولف شروط ومستؾزمات ٓبد مـ التحؼؼ هبا حتك‬ ‫يليت كصر اهلل‪ ،‬قال تعالك‪ :‬ﱩﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯞﱨ [محؿد‪.]7 :‬‬ ‫وقال تعالك‪ :‬ﱩﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫(‪ )2‬فشرط التؿؽقـ وآستخالف يف‬ ‫[الـقر‪]55 :‬‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﱨ‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫إرض وحصقل إمـ واكتػاء الخقف هق طبادة اهلل وحده ٓ شريؽ لف‪ ،‬الذي‬ ‫هق اإليؿان والعؿؾ الصالح الؿذكقر يف أول أية‪.‬‬ ‫‪ - 16‬التمظً بالدًن والصبرعلى ما ًالقي املسء في طسيم الدعىة‬ ‫لؼد ٓقك رسقل اهلل ‪ ‬صـق ًفا مـ إذى يف سبقؾ الدطقة إلك اهلل‪ ،‬وإبالغ ما‬ ‫أكزل إلقف مـ ربف‪ ،‬فؼد اهتؿف الؿشركقن يف طؼؾف وسؾقكف وهق بريء مـ ذلؽ‪،‬‬ ‫وأطداؤه يعرفقن هذا‪ ،‬لؽـ الخصقمة والؿغالبة وآطتداء وصؾ هبؿ إلك هذا‬ ‫إمر‪ ،‬فؼالقا طـف ‪ :‬إكف مجـقن‪ ،‬وشاطر‪ ،‬وساحر‪ ،‬وقالقا طـ ما جاء بف مـ‬ ‫القحل والفدى أساصقر‪ :‬ﱩﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃﱨ [الػرقان‪.]5 :‬‬ ‫‪.]103‬فرد اهلل طؾقفؿ كذهبؿ فؼال‪:‬‬ ‫[الـحؾ‪:‬‬ ‫وقالقا‪ :‬ﱩﭕ ﭖ ﭗﭘﱨ‬ ‫[الـحؾ‪:‬‬ ‫ﱩﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﱨ‬ ‫‪.)1(]103‬لأهنؿ ادطقا أن الرسقل ‪ ‬يليت بالؼرآن مـ طـد رجؾ كصراين كان‬ ‫يؿتفـ الـجارة طـد الصػا‪ ،‬وهق أطجؿل وهذا الؼرآن لسان طربل مبقـ‪ ،‬فؽقػ‬ ‫يتػؼ أن يليت إطجؿل الذي ٓ يعرف العربقة هبذا الؼرآن العربل الػصقح؟! إن‬ ‫هذا محال‪..‬ولؽـ كؿا ققؾ‪ :‬الخصقمة حجاب ساتر طـ إدراك الحؼ‪.‬لؼد واجف‬ ‫رسقل اهلل ‪ ‬كؾ أكقاع إذى يف العفد الؿؽل بالصرب(‪ ،)2‬وكذلؽ أصحابف‬ ‫(‪ )1‬واكظر‪ :‬تػسقر ابـ كثقر (‪ )603 /4‬والسقرة الـبقية ٓبـ هشام (‪.)393 /1‬‬ ‫(‪ )2‬ومع ذلؽ أخذ ‪ ‬يف البحث طـ مخرج مـ القضع الذي هق فقف فلذن ٕصحابف‬ ‫بالفجرة إلك الحبشة‪ ،‬ثؿ أخذ يسعك يف صؾب الـصرة مـ خارج مؽة حتك وجد‬ ‫إكصار‪ ،‬ففاجر‪ ،‬ثؿ شرع اهلل لف الجفاد‪ ،‬فجاهد ورد إذى طـ أصحابف‪.‬ولؽـ يبؼك =‬ ‫‪- 30 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫صربوا طؾك ما ٓ يصرب طؾقف طادة‪ ،‬مع أهنؿ طرب‪ ،‬وطاشقا يف بقئة تتصػ بسرطة‬ ‫الغضب وآكتؼام‪ ،‬وتؼدس الثلر‪.‬وحروب العرب وأيامفا يف الجاهؾقة غالبفا‬ ‫كاكت ٕسباب تاففة كحرب البسقس‪ ،‬وحرب داحس والغرباء(‪.)1‬‬ ‫إن الصرب ققؿة خؾؼقف مرتبطة باإليؿان باهلل والققم أخر‪ ،‬واإليؿان بلن ما‬ ‫يػقت اإلكسان يف الدكقا يلتقف يف أخرة‪.‬ولفذا لؿا آمـ الصحابة بؿعاين الصرب‬ ‫هذه تحؿؾقا إذى‪ ،‬حتك إن سؿقة أم طؿار ‪ ‬وهل جارية ضعقػة ٓ يمبف لفا يف‬ ‫مجتؿع مؽة‪ ،‬تصؿد أمام الجبابرة وٓ يػرحقا مـفا بؽؾؿة تخدش يف ديـفا حتك‬ ‫ٓقت وجف اهلل شفقدة يف سبقؾ اهلل‪.‬وبالل ‪ ‬يعجزهؿ رغؿ ما صبقا طؾقف مـ‬ ‫إذى‪ ،‬وكثقر مـ الصحابة رضقان اهلل طؾقفؿ أصاهبؿ إذى وصربوا‪ ،‬ورسقل‬ ‫اهلل ‪ ‬كالف إذى الجسدي بعد إذى الؿعـقي‪ ،‬فضرب‪ ،‬وحقصر‪ ،‬وأخرج مـ‬ ‫أرضف وأحب البالد إلقف مؽة الؿؽرمة‪ ،‬فصرب وضحك بذلؽ حتك أضفره اهلل‬ ‫طؾقفؿ ومؽـف مـفؿ يقم الػتح فؿا اكتؼؿ ولؽـ طػا وأكرم(‪.)2‬‬ ‫قال تعالك‪ :‬ﱩﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﱨ [العصر‪.]3-1 :‬‬ ‫وقال تعالك‪ :‬ﱩﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﱨ [الشقرى‪.]43 :‬‬ ‫_______________________________________________________________‬ ‫الصرب لف ققؿتف وأثره‪ ،‬والجفاد محتاج لؾصرب‪ ،‬والعبادة محتاجة لؾصرب لؾؼقام‬ ‫=‬ ‫بؿتطؾباهتا‪ ،‬وترك الؿعاصل والشفقات محتاج لؾصرب‪ ،‬ففق صرب طؾك الطاطة‪ ،‬وصرب‬ ‫طـ الؿعصقة‪ ،‬وصرب طؾك أقدار اهلل الؿملؿة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اكظر الـقيري‪ ،‬هناية إرب ‪.396 /15‬‬ ‫(‪ )2‬اكظر‪ :‬سقرة ابـ هشام (‪.)426 – 402 /2‬‬ ‫‪- 31 -‬‬ ‫‹ التمهود تعريف السورة النبوية ›‬ ‫وقال تعالك‪ :‬ﱩﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰﱨ [آل طؿران‪.]120 :‬‬ ‫‪- 32 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫الفصل األول‪:‬‬ ‫الرسيل ﷺ من ميلده إلى ةعثتو‬ ‫‪- 33 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫نسبٍ ‪‬‬ ‫هق أبق الؼاسؿ محؿد بـ طبد اهلل بـ طبد الؿطؾب بـ هاشؿ بـ طبد مـاف بـ‬ ‫قصل بـ كالب بـ مرة بـ كعب بـ لمي بـ غالب بـ ففر بـ مالؽ بـ الـضر بـ‬ ‫كـاكة بـ خزيؿة بـ مدركة بـ إلقاس بـ مضر بـ كزار بـ معد بـ طدكان‪.‬وطدكان‬ ‫مـ ولد إسؿاطقؾ ابـ إبراهقؿ أبق إكبقاء ‪.‬‬ ‫وهذا السقاق يف كسبة ‪ ‬إلك طدكان اتػؼ أهؾ السقر وطؾؿاء إكساب طؾقف‬ ‫وٓ خالف فقف‪ ،‬ويبؾغ طدد أباء يف هذا السقاق واحدا وطشريـ أ ًبا‪.‬أما سقاق‬ ‫كسبف ‪ ‬مـ طدكان إلك إسؿاطقؾ بـ إبراهقؿ الخؾقؾ‪ ،‬فػقف خالف‪ ،‬وتققػ‬ ‫بعض أهؾ العؾؿ يف ذلؽ‪ ،‬ولؽـفؿ ٓ يختؾػقن يف أن طدكان مـ ذرية إسؿاطقؾ‬ ‫‪ ،‬وطدد أباء يف هذا الؼسؿ مـ طدكان إلك إبراهقؿ مختؾػ فقف‪ ،‬فلكثر ما ققؾ‬ ‫أربعقن أ ًبا‪ ،‬وأقؾ ما ققؾ سبعة آباء(‪ )1‬وقد كره ابـ طباس وكثقر مـ طؾؿاء السؾػ‬ ‫رفع الـسب الـبقي فقق طدكان‪ ،‬وكان ابـ طباس يؼقل‪ :‬بقـ طدكان وإسؿاطقؾ‬ ‫ثالثقن أ ًبا ٓ يعرفقن(‪ )2‬ويؼقل طروة بـ الزبقر‪ :‬ما وجدكا أحدً ا يعرف ما وراء‬ ‫طدكان(‪.)3‬‬ ‫وقد قال اهلل تعالك‪ :‬ﱩﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﱨ [الػرقان‪.]38 :‬‬ ‫(‪ )1‬ابـ كثقر‪ ،‬الػصقل يف سقرة الرسقل ص(‪.)87‬‬ ‫(‪ )2‬ابـ طبد الرب‪ ،‬اإلكباه طؾك قبائؾ الرواة ص (‪.)21‬‬ ‫(‪ )3‬الؿصدر كػسف‪ ،‬ص( ‪.)16‬‬ ‫‪- 34 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫أما قائؿة الـسب مـ إبراهقؿ ‪ ‬إلك آدم‪ ،‬فآختالف فقفا شديد‪ ،‬سقاء يف‬ ‫إسؿاء‪ ،‬أم يف ترتقبفا أم يف طدد صبؼات الـسب وأباء‪.‬‬ ‫أما أمف ففل آمـة بـت وهب بـ طبد مـاف بـ زهرة بـ كالب بـ مرة‪.‬ويؾتؼل‬ ‫كسبف مع كسب أمف يف كالب بـ مرة‪.‬‬ ‫وأسؿاؤه ‪ ‬كؿا ورد يف الصحقح هل‪ :‬أحؿد‪ ،‬ومحؿد‪ ،‬والؿاحل‪ ،‬والحاشر‪،‬‬ ‫والعاقب‪ ،‬وزاد مسؾؿ‪ :‬والؿؼػل‪ ،‬وكبل الرحؿة(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬صحقح البخاري‪( ،‬ح ‪ ،4896‬ومسؾؿ‪ ،‬ح ‪ 2354‬وح ‪.)2355‬‬ ‫‪- 35 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫أرستٍ ‪‬‬ ‫تعرف أسرة الـبل ‪ ‬بإسرة الفاشؿقة كسبة إلك جده الثاين هاشؿ بـ طبد‬ ‫مـاف بـ قصل‪ ،‬وقصل هق الذي جؿع قريشا وتقلك أمر مؽة وسداكة الؽعبة بعد‬ ‫أن صرد مـفا خزاطة‪ ،‬وصار لؼصل مـ مظاهر الرياسة‪ ،‬دار الـدوة‪ ،‬والؾقاء‪،‬‬ ‫والحجابة لؾؽعبة‪ ،‬وسؼاية الحاج ورفادهتؿ‪ ،‬وكان يف ققمف قريش كالؿؾؽ ٓ‬ ‫يعصك لف أمر‪ ،‬ففق الذي أكزلفؿ مؽة ومؾؽفؿ أمرها وكظؿ شموهنؿ فقفا‪ ،‬وقد‬ ‫أوصك قصل هبذه الؿـاصب ٓبـف إكرب طبد الدار فتقلك طبد الدار ما كان يتقٓه‬ ‫قصل‪ ،‬فؾؿا مات قصل طزم بـق طبد مـاف أن يـزطقا مـ بـل طبد الدار ما بقدهؿ‬ ‫مـ القضائػ لؿا كاكقا طؾقف مـ الػضؾ والشرف‪ ،‬فاختؾػقا واختؾػت قريش‬ ‫باختالففؿ‪ ،‬وأشرفقا طؾك آقتتال وطؼدوا مـ أجؾ ذلؽ حؾػ الؿطقبقـ‪ ،‬ثؿ‬ ‫اصطؾحقا طؾك أن تؽقن دار الـدوة‪ ،‬والؾقاء‪ ،‬والحجابة لبـل طبد الدار‪ ،‬ولبـل‬ ‫طبد مـاف‪ ،‬السؼاية‪ ،‬والرفادة‪ ،‬والتل صارت بحؽؿ الؼرطة لفاشؿ دون بؼقة بـل‬ ‫طبد مـاف‪ ،‬ثؿ خؾػف طبد الؿطؾب‪ ،‬وبعده العباس‪ ،‬وقد جاء اإلسالم وهل بقده‪.‬‬ ‫مقسرا وذا شرف يف ققمف‪ ،‬وهق أول مـ أصعؿ الثريد لؾحجاج‬ ‫ً‬ ‫وكان هاشؿ‬ ‫بؿؽة‪،‬‬ ‫وأول مـ سـ الرحؾتقـ لؼريش‪ ،‬رحؾة الشتاء‪ ،‬ورحؾة الصقػ‪.‬‬ ‫‪- 36 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫يؼقل فقف الشاطر(‪.)1‬‬ ‫قــــــقم بؿؽــــــة مســـــــتقـ طجــــــاف‬ ‫طؿـــرو الـــذي هشـــؿ الثريـــد لؼقمـــف‬ ‫ســــػر الشــــتاء ورحؾــــة إصــــقاف‬ ‫ســــــت إلقـــــف الرحؾتـــــان كالهؿـــــا‬ ‫تاجرا‪ ،‬ومر بقثرب (الؿديـة) فتزوج سؾؿك بـت‬ ‫وقد خرج هاشؿ إلك الشام ً‬ ‫طؿرو بـ طدي مـ بـل الـجار‪ ،‬وأكؿؾ رحؾتف إلك الشام‪ ،‬ومات بغزة مـ أرض‬ ‫فؾسطقـ‪.‬وقد حؿؾت زوجتف سؾؿك‪ ،‬فجاءت بقلد سؿتف شقبة‪ ،‬ولؿا طؾؿ طؿف‬ ‫الؿطؾب بـ طبد مـاف‪ ،‬خرج إلك يثرب وجاء بف‪ ،‬ودخؾ مؽة وهق مردفف طؾك‬ ‫راحؾتف‪ ،‬فظـ أهؾ مؽة أكف غالم لف فؼالقا‪ :‬طبد الؿطؾب‪.‬فرد طؾقفؿ‪ :‬إكف ابـ أخل‬ ‫هاشؿ‪ ،‬فؾزمف هذا الؾؼب وصار يعرف بف(‪.)2‬‬ ‫وقد شرف طبد الؿطؾب يف ققمف وتقلك ما كان لقالده هاشؿ‪ ،‬وحصؾ لف أمقر‬ ‫زادت يف شرفف ومؽاكتف‪ ،‬ومـفا‪:‬‬ ‫األول‪ :‬حفر بئر زمزم‬ ‫وذلؽ أن بئر زمزم التل كبعت طؾك يد إسؿاطقؾ وأمف هاجر قد دفـت بسبب‬ ‫الحروب التل كاكت يف مؽة‪ ،‬فؾؿ تعرف‪ ،‬ثؿ إن طبد الطؾب قد أري مؽاهنا يف‬ ‫الؿـام وأمر بحػرها‪ ،‬فؾؿا قام بذلؽ كازطتف قريش فقفا‪ ،‬فؼال لفؿ‪ :‬إن هذا أمر قد‬ ‫خصصت بف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اكظر‪ :‬سقرة ابـ هشام (‪.)126 ،123 ،122 /1‬‬ ‫(‪ )2‬الؿصدر السابؼ (‪.)123 ،122 /1‬‬ ‫‪- 37 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫فتحاكؿقا إلك كاهـة مـ العرب‪ ،‬وقبؾ أن يصؾقا إلقفا أراهؿ اهلل آية طؾؿقا‬ ‫مـفا اختصاص طبد الؿطؾب بذلؽ فتـازلقا طـ مطؾبفؿ(‪.)1‬‬ ‫الثاين‪ :‬حادثة الفول‬ ‫وهل أن أبرهة الحبشل لؿا استقلك طؾك القؿـ بـل يف صـعاء كـسقة سؿاها‬ ‫"الؼؾقس" وأراد أن يصرف إلقفا حج العرب بدل الؽعبة‪ ،‬فحؿل لفذا رجؾ مـ‬ ‫العرب فدكس الؼؾقس‪ ،‬مؿا جعؾ أبرهة يعزم طؾك هدم الؽعبة‪ ،‬فسار يف جقش‬ ‫كثقػ ومعف الػقؾة التل استؼدمفا مـ الحبشة‪ ،‬ولؿا وصؾ "الؿغؿس" قرب مؽة‬ ‫مات دلقؾف مـ العرب أبق رغال‪ ،‬وكاكت العرب بعد ذلؽ ترجؿ قربه‪ ،‬وقد أخذ‬ ‫جـقد أبرهة أمقال أهؾ مؽة وفقفا إبؾ لعبد الؿطؾب‪ ،‬فجاء طبد الؿطؾب وكان‬ ‫جؿقال مفق ًبا حتك دخؾ طؾك أبرهة وصؾب مـف إرجاع إبؾف فؼال أبرهة‪ :‬إكا‬ ‫ً‬ ‫رجال‬ ‫ً‬ ‫جئـا لفدم البقت الذي هق طزكؿ وشرفؽؿ وأكت تطؾب اإلبؾ‪.‬فرد طبد الؿطؾب‪:‬‬ ‫أكا رب إبؾل ولؾبقت رب يحؿقف‪.‬وكان لفذه الؽؾؿة أثرها يف كػس أبرهة‪ ،‬أما‬ ‫قريش فؼد طجزت طـ الؿقاجفة وخرجت إلك رؤوس الجبال حتك ٓ تصطدم‬ ‫مع جـقد أبرهة‪ ،‬وأراد اهلل ‪ ‬أن ٓ يؽقن ٕهؾ الشرك فضؾ طؾك بقتف فحؿاه‬ ‫صقرا أبابقؾ‪ ،‬ترمقفؿ بحجارة مـ‬ ‫سبحاكف‪ ،‬حقث أرسؾ طؾك أبرهة وجـقده‪ً :‬‬ ‫سجقؾ‪ ،‬ففزم اهلل أبرهة وأهؾؽ جـده وفقؾتف‪ ،‬ومات هق يف صريؼ طقدتف إلك‬ ‫صـعاء(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬الؿصدر السابؼ (‪.)126 /1‬‬ ‫(‪ )2‬ابـ هشام (‪ ،)66 /1‬واكظر‪ :‬تػسقر سقرة الػقؾ يف تػسقر ابـ كثقر( ‪ )483 /8‬وما‬ ‫بعدها‪.‬‬ ‫‪- 38 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫وهذه أية العظقؿة مؿا زاد يف مؽاكة البقت وتعظقؿ مؽة والحرم طـد العرب‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬ىذر عبد المطلب‬ ‫وذلؽ أن طبد الؿطؾب لؿا صالبتف قريش بالؿشاركة يف بئر زمزم وكان وقتفا‬ ‫لقس لف مـ إبـاء إٓ الحارث‪ ،‬فـذر هلل إن رزقف طشرة مـ القلد‪ ،‬وبؾغقا أن‬ ‫يحؿقه‪ ،‬أن يذبح أحدهؿ هلل‪.‬فرزق طشرة مـ إبـاء وأراد أن يػل بـذره‪ ،‬فضرب‬ ‫الؼداح طـد الصـؿ هبؾ‪ ،‬وكان يف جقف الؽعبة‪ ،‬فخرج السفؿ طؾك طبد اهلل‪،‬‬ ‫فلخذ طبد الؿطؾب الشػرة وأراد ذبحف‪ ،‬فؼالت لف قريش‪ ٓ :‬تػعؾ ذلؽ حتك‬ ‫تعذر‪ ،‬وأشاروا طؾقف أن يستػتل يف ذلؽ كاهـة معروفة يف خقرب‪ ،‬فذهب إلقفا طبد‬ ‫الؿطؾب ومعف ركب‪ ،‬وأخربوها فؼالت لفؿ‪ :‬ارجعقا طـل الققم حتك يلتـل تابعل‬ ‫فلسللف‪ ،‬فؾؿا رجعقا إلقفا قالت‪ :‬كؿ الدية فقؽؿ‪ ،‬قالقا‪ :‬طشر مـ اإلبؾ‪.‬قالت‪:‬‬ ‫طشرا مـ اإلبؾ واضربقا طؾقف وطؾقفا الؼداح‪ ،‬فنن‬ ‫ارجعقا إلك بالدكؿ ثؿ قربقا ً‬ ‫طشرا‪ ،‬وهؽذا حتك يرضك ربؽؿ‪.‬فؾؿا رجعقا إلك مؽة فعؾقا‬ ‫خرج طؾقف فزيدوا ً‬ ‫ذلؽ‪ ،‬فؽا ن السفؿ كؾ مرة يخرج طؾك طبد اهلل حتك بؾغ طدد اإلبؾ مائة‪ ،‬فخرج‬ ‫رجال جاء إلك‬ ‫السفؿ طؾك اإلبؾ فذبحقها‪ ،‬وكجا طبد اهلل مـ الذبح‪.‬وقد ورد أن ً‬ ‫الـبل ‪ ‬فؼال‪" :‬يا بـ الذبقحقـ"(‪.)1‬والؿراد والده طبد اهلل وجده إسؿاطقؾ بـ‬ ‫(‪ )1‬ذكر قصة الـذر ابـ إسحاق يف السقرة (‪.)131 /1‬مـ غقر إسـاد‪ ،‬وأخرجفا ابـ جرير‬ ‫يف التاريخ (‪ )139 /2‬بنسـاد حسـ طـ ابـ طباس‪.‬أما حديث "يا بـ الذبقحقـ" فؼد‬ ‫أخرجف ابـ جرير يف التػسقر (‪ )85 /23‬وقال الؼرصبل‪ :‬روي مـ صريؼ معاوية بـ أبل‬ ‫سػقان ‪ ‬وٓ يثبت‪[.‬أحؽام الؼرآن (‪.])113 /15‬وذكره ابـ كثقر يف التػسقر (‪/7‬‬ ‫‪ )35‬وقال‪ :‬غريب جدً ا‪.‬‬ ‫‪- 39 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫إبراهقؿ ‪.)1(‬ثم إن طبد الطؾب زوج إبـف طبد اهلل مـ آمـة بـت وهب بـ زهرة‬ ‫بـ كالب بـ مرة‪.‬‬ ‫دزوض وعبر‪:‬‬ ‫‪ - 1‬صفارة كسب الـبل ‪ ‬وطؾقه وشرفف بقـ العرب واصطػاء اهلل لف‪ ،‬ففق‬ ‫خقار مـ خقار مـ خقار‪ ،‬فؼد بعث مـ خقر قرون بـل آدم‪ ،‬قركًا فؼركًا حتك كان‬ ‫مـ الؼرن الذي كان فقف‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فضؾ اهلل طؾك أهؾ مؽة وغقرهؿ بنكباع الؿاء الؿبارك‪ ،‬ماء زمزم‪،‬‬ ‫والشرف العظقؿ الذي حصؾ لجد الـبل ‪ ‬يف حػر زمزم بعد إكدراسفا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ضالل الجاهؾقة وفؼدهؿ لؿصدر الحؼ (القحل) ولفذا يرجعقن طـد‬ ‫الؿشؽالت إلك الؽفان والعرافقـ‪ ،‬وإلك آستؼسام بإزٓم والؼداح‪ ،‬وهل‬ ‫وسائؾ ٓ تقصؾ إلك الحؼ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ضعػ العرب أمام أبرهة وجـقده‪ ،‬بسبب اكحراففؿ العؼدي الذي‬ ‫أفؼدهؿ آطتؿاد والتقكؾ طؾك اهلل وصؾب الـصر مـف‪ ،‬كؿا أورثفؿ الػرقة‬ ‫وآختالف‪.‬‬ ‫‪ - 5‬حادثة الػقؾ وإهالك اهلل لؾظالؿقـ‪ ،‬مؼدمة وآية بقـ يدي البعثة الـبقية‪،‬‬ ‫وإضفار لؿؽاكة الحرم وحؿاية اهلل لف‪.‬‬ ‫مقلده ورضاطة ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬طـ الذبقح مـ ولد إبراهقؿ مـ هق‪ :‬إسؿاطقؾ أو إسحاق؟ اكظر‪ :‬تػسقر الؼرصبل (‪/15‬‬ ‫‪.)113‬ومجؿقع الػتاوى ٓبـ تقؿقة (‪.)331 /4‬‬ ‫‪- 40 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫حؿؾت آمـة بـت وهب برسقل اهلل ‪ ،‬وتقيف والده طبد اهلل يف يثرب وأمف‬ ‫حامؾ بف(‪.)1‬وولدتف أمف يف مؽة طام الػقؾ يف شفر ربقع إول يقم آثـقـ‪ ،‬هذا‬ ‫هق الؿتػؼ طؾقف بقـ الرواة والعؾؿاء‪ ،‬وتسؿقة يقم وٓدتف ورد فقف حديث يف‬ ‫صحقح اإلمام مسؾؿ‪ ،‬طـ أبل قتادة ‪ ‬أن أطرابقا قال‪ :‬يا رسقل اهلل ما تؼقل يف‬ ‫صقم يقم آثـقـ؟ فؼال‪" :‬ذاك يقم ولدت فقف‪.‬وأكزل طؾل فقف"(‪.)2‬‬ ‫وأما تاريخ يقم وٓدتف مـ شفر ربقع إول فػقف أققال كثقرة(‪ ،)3‬ذكر ابـ كثقر‬ ‫مـفا يقم الثاين‪ ،‬ويقم الثامـ‪ ،‬ويقم العاشر‪ ،‬ويقم الثاين طشر‪ ،‬ويقم السابع طشر‪،‬‬ ‫ويقم الثاين والعشريـ(‪.)4‬‬ ‫والمشهور‪ :‬الثاين طشر مـ ربقع إول وهذا يقافؼ ‪ 20‬مـ شفر أبريؾ‬ ‫(كقسان) طام ‪ 571‬م‪.‬لؽـ طؾؿاء الػؾؽ يؼقلقن‪ :‬إكف ٓ يقجد يقم اثـقـ يف تؾؽ‬ ‫السـة يقافؼ الثاين طشر مـ شفر ربقع إول(‪.)5‬‬ ‫أما مؽان القٓدة مـ مؽة فػقف روايات متعددة‪ ،‬يف الدار التل طـد الصػا‪،‬‬ ‫وققؾ يف شعب بـل هاشؿ‪ ،‬وققؾ بالردم‪ ،‬وققؾ بعسػان(‪.)6‬‬ ‫اكظر‪ :‬سقرة ابـ هشام (‪.)136 /1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫صحقح مسؾؿ‪ ،‬كتاب الصقام‪.)819 /2( ،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫طبد الؿؾؽ العصامل الؿؽل‪ ،‬سؿط الـجقم العقالل (‪.)248 ،247 /1‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ابـ كثقر‪ ،‬السقرة الـبقية (‪.)99 /1‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫اكظر‪ :‬محؿقد باشا الػؾؽل كتائج إففام يف تؼقيؿ العرب قبؾ اإلسالم ويف تحؼقؼ‬ ‫(‪)5‬‬ ‫مقلده وطؿره ‪( ‬ص ‪ )28‬وما بعدها‪.‬‬ ‫طبد الؿؾؽ العؿامل‪ ،‬سعط الـجقم العقالل (‪.)248 – 247 /1‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪- 41 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫ووققع الخالف يف الؿؽان والزمان معؼقل ٕكف ٓ تقجد سجالت لؾؿقالقد‬ ‫يف ذلؽ الزمـ‪ ،‬وإكؿا يعتؿد الرواة طؾك الذاكرة وهل تصقب وتخطئ‪ ،‬والرسقل‬ ‫‪ ‬لؿ يعرف أكف رسقل ويؽقن يف مركز آهتؿام إٓ بعد كزول القحل طؾقف طؾك‬ ‫رأس أربعقـ سـة مـ طؿره‪ ،‬فقتذكر الرواة بعض إحداث والققائع قبؾ ذلؽ‬ ‫ويحاولقن استعادهتا‪ ،‬ولفذا يؼع الخالف وتتعدد إققال‪.‬‬ ‫قال ابـ إسحاق‪ :‬فؾؿا وضعتف أمف أرسؾت إلك جده طبد الؿطؾب أكف قد ولد‬ ‫لؽ غالم‪ ،‬فلتاها وكظر إلقف وحدثتف آمـة‪ ،‬بؿا رأت حقـ حؿؾت بف‪ ،‬وحؿد اهلل‬ ‫وشؽره‪ ،‬ثؿ سؿاه محؿدً ا‪.‬وقد سلل كػر مـ أصحاب الـبل رسقل اهلل ‪ ‬أن‬ ‫يحدثفؿ طـ كػسف فؼال‪" :‬أكا دطقة أبل إبراهقؿ‪ ،‬وبشرى أخل طقسك‪ ،‬ورأت أمل‬ ‫حقـ حؿؾت بل أكف خرج مـفا كقر أضاء لفا قصقر الشام‪ ،‬واسرتضعت يف بـل‬ ‫سعد بـ بؽر"(‪.)1‬‬ ‫وأول مـ أرضعف ثقيبة جارية ٕبل لفب بؾبـ ابـ لفا اسؿف مسروح‪،‬‬ ‫وأرضعت معف طؿف حؿزة بـ طبد الؿطؾب‪ ،‬وأبق سؾؿة بـ طبد إسد‬ ‫الؿخزومل(‪ ،)2‬ولؿا بشرت ثقيبة أبا لفب بؿحؿد ‪ ‬أطتؼفا‪ ،‬ويف البخاري(‪:)3‬‬ ‫لؿا مات أبق لفب رآه بعض أهؾف يف الـقم بشر حالة فؼال لف‪ :‬ماذا لؼقت؟ قال‪ :‬لؿ‬ ‫(‪ )1‬ابـ هشام‪ ،‬السقرة الـبقية (‪ )140 /1‬وهذا الخرب رواه الحاكؿ يف الؿستدرك‬ ‫وصححف‪ ،‬ومـ صريؼف البقفؼل يف الدٓئؾ(‪ )145 /1‬وقال ابـ كثقر يف السقرة (‪/1‬‬ ‫‪ :)229‬إسـاده جقد ققي‪.‬والحديث لف شقاهد طـد أحؿد (‪ )262 /5‬وغقره‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الذهبل‪ ،‬السقرة الـبقية (ص ‪.)18‬‬ ‫(‪ )3‬صحقح البخاري‪ ،‬كتاب الـؽاح (ح رقؿ ‪.)5101‬‬ ‫‪- 42 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫ألؼ بعدكؿ رخاء غقر أين أسؼقت يف هذه‪ ،‬وأشار إلك الـؼرة التل بقـ اإلهبام والتل‬ ‫تؾقفا‪ ،‬بعتاقتل ثقيبة‪.‬‬ ‫وقد حضـتف أم أيؿـ بركة الحبشقة‪ ،‬وهل مؿا ورثفا رسقل اهلل ‪ ‬طـ والده‪.‬‬ ‫أما مرضعتف الثاكقة‪ :‬ففل حؾقؿة بـت أبل ذؤيب طبد اهلل بـ الحارث السعدية‪،‬‬ ‫حقث قدمت هل وزوجفا الحارث بـ طبد العزى مع كساء مـ بـل سعد‬ ‫يؾتؿسقن الرضعاء‪ ،‬فلصابت حؾقؿة رسقل اهلل ‪ ‬وأخذتف معفا إلك أرض‬ ‫كػسا مباركة‪ ،‬إذ وجدا‬ ‫ققمفا قرب الطائػ‪ ،‬وقد أدركت هل وزوجفا أهنؿا أخذا ً‬ ‫ذلؽ يف سرطة حؿارهؿا‪ ،‬ولبـ كاقتفؿا‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ يف غـؿفؿا‪ ،‬ومؽث ‪ ‬معفا‬ ‫طامقـ حتك استؽؿؾ رضاطف‪ ،‬ثؿ وفدت بف طؾك أمف يف مؽة‪ ،‬وحرصت طؾك‬ ‫بؼائف معفا‪ ،‬فعادت بف مرة أخرى‪ ،‬ولؽـ بعد مضل أشفر حصؾ لف ‪ ‬حادثة شؼ‬ ‫صدره وخشقت طؾقف مرضعتف‪ ،‬فلطادتف إلك أمف بؿؽة‪ ،‬قال ابـ إسحاق‪ :‬وإخقتف‬ ‫مـ الرضاطة‪ ،‬طبد اهلل بـ الحارث‪ ،‬وأكقسة‪ ،‬وخذامة‪ ،‬وهل الشقؿاء(‪.)1‬‬ ‫حادثة شؼ صدره ‪:‬‬ ‫روى اإلمام مسؾؿ مـ حديث أكس ‪ ،‬أن رسقل اهلل ‪ ،‬أتاه جربيؾ وهق‬ ‫يؾعب مع الغؾؿان‪ ،‬فلخذه فصرطف‪ ،‬فشؼ قؾبف‪ ،‬فاستخرج مـف طؾؼة فؼال‪ :‬هذا‬ ‫حظ الشقطان مـؽ‪ ،‬ثؿ غسؾف يف صست مـ ذهب بؿاء زمزم‪ ،‬ثؿ ٕمف‪ ،‬ثؿ أطاده‬ ‫يف مؽاكف‪ ،‬وجاء الغؾؿان يسعقن إلك أمف ‪-‬حؾقؿة‪ -‬فؼالقا‪ :‬إن محؿدً ا قد قتؾ‪،‬‬ ‫فاستؼبؾقه مـتؼع الؾقن‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ابـ هشام‪ ،‬السقرة (‪.)138 – 137 /1‬‬ ‫‪- 43 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫قال أكس "كـت أرى أثر الؿخقط يف صدره ‪.)1(" ‬وهذه هل الؿرة إولك‬ ‫التل يشؼ فقفا صدره‪ ،‬ثؿ إكف ‪ ‬حصؾ لف شؼ الصدر والتطفقر مرة ثاكقة لقؾة‬ ‫اإلسراء والؿعراج(‪.)2‬‬ ‫ويف هذا طـاية اهلل ‪ ‬بـبقف ‪ ‬وإطداده لؾـبقة والرسالة‪.‬‬ ‫وفاة أمه وجده ‪:‬‬ ‫تقفقت أم رسقل اهلل ‪ ‬وهق ابـ ست سـقـ‪ ،‬فؼد ذهبت بف لزيارة أخقالف مـ‬ ‫بـل الـجار يف يثرب‪ ،‬ويف صريؼ طقدهتا إلك مؽة ماتت بإبقاء ودفـت هـاك‪،‬‬ ‫وقد وقػ الـبل ‪ ‬طؾك قرب أمف بعد البعثة فبؽك وأبؽك وقال‪" :‬استلذكت ربل‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أن استغػر لفا فؾؿ يلذن لل‪ ،‬واستلذكتف يف زيارة قربها فلذن لل"‬ ‫وقد كػؾف جده طبد الؿطؾب‪ ،‬وأحبف وشغػ بف‪ ،‬وكان يجؾسف طؾك فراشف‪،‬‬ ‫لؽـف تقيف بعد سـتقـ مـ وفاة أمف ‪ ،‬وطؿر الـبل ‪ ‬ثؿان سـقات‪.‬‬ ‫(‪ )1‬صحقح مسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب اإلسراء برسقل اهلل ‪(– ‬ح رقؿ ‪.)261‬‬ ‫(‪ )2‬صحقح البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب كقػ فرضت الصالة يف اإلسراء (‪،)291 /1‬‬ ‫ومسؾؿ (‪.)148 /1‬‬ ‫(‪ )3‬صحقح مسؾؿ‪ ،‬كتاب الجـائز (ح ‪.)976‬وإبقاء‪ :‬بؾدة معروفة طؾك صريؼ الؿديـة‬ ‫أيام الؼقافؾ‪ ،‬وهل تؼع شرق بؾدة مستقرة‪ ،‬ويعرف واديفا بالخريبة‪.‬‬ ‫‪- 44 -‬‬ ‫‹ الفصل األول‪ :‬الرسول ﷺ من مولده إلى بعثته ›‬ ‫هفالت عمه أبي طالب‪:‬‬ ‫بعد وفاة طبد الؿطؾب قام طؾك أمر رسقل اهلل ‪ ‬طؿف شؼقؼ والده أبق صالب‬ ‫بـ طبد الؿطؾب‪ ،‬وقد رزق حب رسقل اهلل ‪ ‬فؽان شػق ًؼا طؾقف ورفق ًؼا بف‪ ،‬وكان‬ ‫أبق صالب قؾقؾ الؿال ولف طقال كثقر‪.‬‬ ‫وقد طؿؾ ‪ ‬يف أول شبابف يف رطل الغـؿ‪ ،‬فؼد كان يرطاها بإجرة لقؽسب‬ ‫بقده ويلكؾ مؿا يؽسب‪ ،‬قال ‪" :‬ما بعث اهلل كبقـًا إٓ رطك الغـؿ ولؼد كـت‬ ‫أرطاها طؾك قراريط ٕهؾ مؽة"(‪.)1‬والؼقراط جزء يسقر مـ الديـار‪.‬وأخرب ‪‬‬ ‫خقرا مـ أن يلكؾ مـ طؿؾ يده‪ ،‬وإن كبل اهلل داود‬ ‫أكف‪" :‬ما أكؾ أحد صعا ًما قط ً‬ ‫كان يلكؾ مـ طؿؾ يده"(‪.)2‬‬ ‫وبعد بؾقغف ‪ ‬واستؼاللف رد الجؿقؾ لعؿف فلخذ بعض بـقف ‪-‬طؾل بـ أبل‬ ‫صالب‪ -‬لقرطاه ويؽػؾف‪ ،‬وبعث ‪ ‬بالـبقة والرسالة وطؾل معف يف بقتف‪.‬‬ ‫وتذكر الروايات أن رسقل اهلل ‪ ‬رافؼ طؿف أبا صالب إلك الشام وهق يف‬ ‫العاشرة مـ طؿره‪ ،‬ويف هذه الرحؾة تليت قصة بحقرا الراهب وما رأى مـ آيات‬ ‫الـبقة ىف رسقل اهلل وكصحف ٕبل صالب أن ٓ يدخؾ بف بالد الشام خق ًفا طؾقف مـ‬ ‫القفقد‪ ،‬والرومان الـصارى‪ ،‬وسقاق الخرب طـد الرتمذي(‪.)3‬فيف ألػاظ أكؽرها‬ ‫كؼاد الحديث مثؾ اإلمام الذهبل(‪.)4‬‬ ‫صحقح البخاري‪ ،‬كتاب إصعؿة (ح رقؿ ‪.)2262‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫صحقح البخاري‪ ،‬كتاب البققع (ح رقؿ ‪.)2072‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ســ الرتمذي‪ ،‬الؿـاقب‪ ،‬باب بدء كبقة الـبل ‪( – ‬ح رقؿ ‪.)3620‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الذهبل‪ ،‬السقرة الـبقية (ص ‪ ،)28‬ط حسام الؼدسل‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser