The Creation of Man in the Quran PDF

Summary

This document discusses the creation of man according to the Quran, incorporating scientific explanations and interpretations of relevant verses. It delves into Islamic perspectives on the subject.

Full Transcript

‫بسم هللا الرمحن الرحي‬ ‫عنوان البحث‪:‬‬ ‫خلق االنسان يف القرآن‬ ‫رقم المجموعة‪1 :‬‬ ‫تم اجلمع واإلعداد بواسطة ‪:‬‬ ‫...

‫بسم هللا الرمحن الرحي‬ ‫عنوان البحث‪:‬‬ ‫خلق االنسان يف القرآن‬ ‫رقم المجموعة‪1 :‬‬ ‫تم اجلمع واإلعداد بواسطة ‪:‬‬ ‫نسيبة حسن المكاشفى جبارة‬ ‫إيهاب كباشي تاج الدين‬ ‫ميساء صالح محمد شريف‬ ‫مزن محمد سعد علي‬ ‫عبد احلليم محمد عبد احلليم فضل هللا‬ ‫مهاد محمد هاشم محمد‬ ‫إرم عوض النور حماد‬ ‫رقية حسن عمر حسن‬ ‫سهير معاوية حسن محمد‬ ‫مهند عبد هللا محمد عبد هللا‬ ‫محمد حمد عبد الوهاب قمر‬ ‫أبوبكر أحمد بابكر حسن‬ ‫رغد أبوبكر عثمان ابوادريس مأوى محمد الشايب احمد‬ ‫محمد عثمان فضل الكريم‬ ‫افنان محمد عثمان عباس‬ ‫محمد أبوبكر محمد سالم‬ ‫إبتهال نزار أحمد حسين‬ ‫روان كمال الدين ناصر محمد‬ ‫توسل عمر التوم‬ ‫ندى عادل منصور علي‬ ‫تسنيم عمر التوم وداعة هللا‬ ‫محمد حامد ماهل علي‬ ‫روان عبد الغني حمي الدين‬ ‫داليا حامد فضل الكريم مصطفى‬ ‫بلسم محمد الطيب مصطفى‬ ‫رنا عبد الصادق عبد العظيم‬ ‫رهف عالء الدين ميرغني أحمد‬ ‫نون الهادي عبد هللا محمد على‬ ‫االيات المختارة‪:‬‬ ‫طين۝ثُمَّ َجعَ لناهُ نُط َف ًة يف‬ ‫ٍ‬ ‫(ولَ َقد َخلَقنَا ا ِإلنسانَ ِمن سُ اللَ ٍة ِمن‬ ‫{‪ }1‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ُضغ َة ِعظامً ا‬ ‫كين۝ثُمَّ َخلَقنَا النُط َف َة َعلَ َق ًة َف َخلَقنَا العَ لَ َق َة م َ‬ ‫ُضغ ًة َف َخلَق َنا الم َ‬ ‫ٍ‬ ‫َق ٍ‬ ‫رار َم‬ ‫َ‬ ‫ظام ََلمً ا ثُمَّ َأ َ‬ ‫ن اخلالِقينَ ۝)‬ ‫ك اللَّ ُه أ َ‬ ‫حس ُ‬ ‫آخ َر َفتَبا َر َ‬ ‫لقا َ‬‫نشأناهُ َخ ً‬ ‫سونَا ِ‬ ‫الع َ‬ ‫ك َ‬‫َف َ‬ ‫ن سُ اللَ ٍة ِم ْ‬ ‫ن ِط ٍ‬ ‫ين (‪)12‬‬ ‫َولَ َق ْد َخلَ ْقنَا ا ِإل َ‬ ‫نسانَ ِم ْ‬ ‫ولقد خلقنا آدم عليه السالم من طين مأخوذ من جميع األرض‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ين (‪)13‬‬ ‫ك ٍ‬ ‫ثمَّ َجعَ لنَاهُ ن ُ ْط َف ًة ِيف َق َر ٍ‬ ‫ار َم ِ‬ ‫ثم خلقنا بنيه متناسلين ِمن نطفة‪ :‬هي مني الرجال خترج من أصالبهم‪ ,‬فتستقر متمكنة يف‬ ‫أرحام النساء‪.‬‬ ‫ما ثُمَّ‬ ‫س ْونَا الْ ِع َظ َ‬ ‫ام ََلْ ً‬ ‫ُض َغ َة ِع َظ ً‬ ‫اما َف َ‬ ‫ك َ‬ ‫ثُمَّ َخلَ ْقنَا الن ُ ْط َف َة َعلَ َق ًة َف َخلَ ْقنَا الْعَ لَ َق َة م ْ‬ ‫ُض َغ ًة َف َخلَ ْقنَا الْم ْ‬ ‫اخلا ِل ِقينَ (‪)14‬‬ ‫ن َْ‬‫س ُ‬ ‫ح َ‬‫ك اللَّ ُه َأ ْ‬‫آخ َر َفتَ َبا َر َ‬ ‫قا َ‬ ‫نشأْنَا ُه َخلْ ً‬‫َأ َ‬ ‫ثم خلقنا النطفة علقة أي‪ :‬دمً ا أحمر‪ ,‬فخلقنا العلقة بعد أربعين يومً ا مضغة أي‪ :‬قطعة َلم‬ ‫َق ْدر ما ي ُمْ ضغ‪ ,‬فخلقنا المضغة اللينة عظامً ا‪ ,‬فكسونا العظام َلمً ا‪ ,‬ثم أنشأناه ً‬ ‫خلقا آخر‬ ‫بنفخ الروح فيه‪ ,‬فتبارك هللا‪ ,‬الذي أحسن كل شيء خلقه‪.‬‬ ‫اكمْ ِم ْ‬ ‫ن‬ ‫ث َف ِإنَّا َخلَ ْقنَ ُ‬ ‫ن الْ َب ْع ِ‬ ‫ْب ِم ْ‬ ‫كنْتُمْ ِيف َر ي ٍ‬ ‫اس ِإ ْن ُ‬ ‫{‪ }2‬قال تعالى ‪{ :‬يَا َأي ُ َها النَّ ُ‬ ‫كمْ َون ُ ِقرُ ِيف‬ ‫ُملَّ َق ٍة لِن ُ َبيِنَ لَ ُ‬‫ُملَّ َق ٍة َو َغيْ ِر ُ َ‬ ‫ُض َغ ٍة ُ َ‬ ‫نم ْ‬ ‫ن َعلَ َق ٍة ثُمَّ ِم ْ‬ ‫ن ن ُ ْط َف ٍة ثُمَّ ِم ْ‬‫اب ثُمَّ ِم ْ‬ ‫ت ُ َر ٍ‬ ‫كمْ َو ِمنْ ُ‬ ‫ش َّد ُ‬‫ال ثُمَّ لِتَبْل ُ ُغوا َأ ُ‬ ‫كمْ ِط ْف ً‬ ‫ج ُ‬ ‫ُس ًمى ثُمَّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫األَر َْح ِ‬ ‫كمْ‬ ‫ُن ِر ُ‬ ‫لم َ‬ ‫شا ُء ِإلَى أ َج ٍ‬ ‫ام َما نَ َ‬ ‫ْئا َوتَ َرى‬‫شي ً‬ ‫ن َب ْع ِد ِعلْ ٍم َ‬ ‫كيْال َي ْعلَ َم ِم ْ‬ ‫ن ي ُ َر ُد ِإلَى َأر َْذ ِل الْ ُع ُم ِر لِ َ‬ ‫كمْ َم ْ‬ ‫ن يُتَ َو ََّّف َو ِمنْ ُ‬‫َم ْ‬ ‫يج‬ ‫ل زَ ْو ٍج َب ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫ن ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ت َو َأنْ َبتَ ْ‬ ‫ت َو َر َب ْ‬ ‫اهتَزَّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اءَ‬‫م‬‫َ‬ ‫امدَ ًة َف ِإ َذا َأنزَلْنَا َعلَي َْها الْ‬ ‫األَر َْض َه ِ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪})5‬‬ ‫يا أيها الناس إن كنتم يف شك من أن هللا ُُييي الموتى فإنَّا خلقنا أباكم آدم من تراب‪ ,‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫المني يقذفه الرجل يف رحم المرأة‪ ,‬فيتحول بقدرة هللا إلى‬ ‫تناسلت ذريته من نطفة‪ ,‬هي‬ ‫علقة‪ ,‬وهي الدم األحمر الغليظ‪ ,‬ثم إلى مضغة‪ ,‬وهي قطعة َلم صغيرة َق ْدر ما ي ُمْ َضغ‪,‬‬ ‫فتكون تارة ُملَّقة‪ ,‬أي تامة اخللق تنتهي إلى خروح اجلنين حيًا‪ ,‬وغير تامة اخللق تارة أخرى‪,‬‬ ‫لنبين لكم تمام قدرتنا بتصريف أطوار اخللق‪ ,‬ونبقي يف األرحام ما نشاء‪,‬‬ ‫فتسقط لغير تمام؛ ِ‬ ‫وهو المخلَّق إلى وقت والدته‪ ,‬وتكتمل األطوار بوالدة األجنَّة أطفاال صغارًا تك َبرُ حتى تبلغ‬ ‫األشد‪ ,‬وهو وقت الشباب والقوة واكتمال العقل‪ ,‬وبعض األطفال قد يموت قبل ذلك‪,‬‬ ‫ً‬ ‫شيئا مما كان‬ ‫وبعضهم يكبَرُ حتى يبلغ سن الهرم َ‬ ‫وض ْعف العقل; فال يعلم هذا المعمَّ ر‬ ‫ً‬ ‫يابسة ميتة ال نبات فيها‪ ,‬فإذا أنزلنا عليها الماء حتركت‬ ‫يعلمه قبل ذلك‪.‬وترى األرض‬ ‫بالنبات تتفتح عنه‪ ,‬وارتفعت وزادت الرتوائها‪ ,‬وأنبتت من كل نوع من أنواع النبات اَلسن‬ ‫سرُ الناظرين‪.‬‬ ‫الذي يَ ُ‬ ‫ذكر هللا تعالى يف القرآن الكريم مراحل خلق االنسان بالفاظ غاية يف الدقة واننا لو حبثنا‬ ‫عن الفاظ ما وجدنا مثل الفاظ القرآن يف الوصف‬ ‫فجأت مراحل تخلق االنسان كاالتي في القرآن‪:‬‬ ‫النطفة‬ ‫ ‬ ‫العلقة‬ ‫ ‬ ‫المضغة‬ ‫ ‬ ‫خلق العظام‬ ‫ ‬ ‫كسوة العظام باللحم‬ ‫ ‬ ‫إنشاء الخلق االخر أو بث الروح‬ ‫ ‬ ‫النطفة ‪)Sperm( :‬‬ ‫الحقائق العلمية‪:‬‬ ‫تتشكل النطاف في الخصية والتي تتكون بدورها كما أثبت علم األجنة من خاليا تقع أسفل‬ ‫الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى أسفل البطن في األسابيع األخيرة من الحمل ‪.‬ومني الرجل‬ ‫يحتوي بشكل رئيسي على المكونات التالية ‪:‬‬ ‫ الحيوانات المنوية (النطاف ‪ )Sperms‬التي يجب أن تكون متدفقة ومتحركة ليتم االخصاب‬ ‫ ومادة ال‪ Prostaglandin‬التي تسبب تقلصات في الرحم لنقل الحيوانات المنوية إلى‬ ‫موقع اإلخصاب‪.‬‬ ‫*ومع أن مئات الماليين (‪ 600-500‬مليون) من النطاف تدخل عبر المهبل إلى عنق الرحم‬ ‫غير أن نطفة واحدة هي التي تلقح البويضة‬ ‫* ويحدث عقب اإللقاح مباشرة تغير سريع في غشاء البويضة مما يمنع دخول بقية الحيوانات‬ ‫المنوية ‪.‬‬ ‫*النطفة تحتوي على ‪ 23‬كروموسوم ‪ ،‬منها كروموسوم واحد لتحديد الجنس وقد يكون‬ ‫(‪ ) Y‬أو (‪ ، )X‬البويضة الكروموسوم الجنسي فيها دائما ً (‪ ،)X‬فإن التحمت نطفة (‪ )Y‬مع‬ ‫البويضة (‪ )X‬فالبويضة الملقحة ستكون ذكراً (‪ ،)XY‬أما إذا التحمت نطفة (‪ )X‬مع‬ ‫البويضة (‪ )X‬فالجنين القادم سيكون أنثى (‪ ،)XX‬فالذي سيحدد الجنس إذاً هو النطفة‬ ‫وليس البويضة ‪.‬‬ ‫* بعد ذلك تنقسم البويضة الملقحة انقسامات سريعة دون تغير في حجمها متحركة من قناة‬ ‫فالوب (الواصلة بين المبيض والرحم) باتجاه الرحم حيث تنغرس فيه كما تنغرس البذرة في‬ ‫التربة ‪.‬‬ ‫العلقة ‪:‬‬ ‫الحقائق العلمية‪ :‬يبدأ طور العلقة في اليوم ‪ 15‬وينتهي في اليوم ‪ 23‬أو ‪ 24‬حيث يتكامل‬ ‫بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة العلقة التي تعيش في الماء ويتعلق في جدار الرحم‬ ‫بحبل السرة وتتكون الدماء داخل األوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير‬ ‫متحرك في األوعية الدموية معطية إياه مظهر الدم المتجمد ‪.‬‬ ‫أي جسم خارجي فإن الرحم ال يرفض‬ ‫البشري هي أن يطرد ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبالرغم من أن طبيعة الجسم‬ ‫العلقة المنزرعة في جداره على الرغم من أن نصف مكوناتها ومورثاتها هو من مصدر‬ ‫خارجي (األب) وهذا مرده حسب بعض التفسيرات أن منطقة خاليا ‪ Syncitia‬بالعلقة‬ ‫اليوجد بها مولدات ضد ‪. Antigens‬‬ ‫يجدر بالذكر هنا أن الشريط األولي ‪ Primitive Streak‬هو أول مايخلق في الجنين في‬ ‫اليوم ‪ 14‬أو ‪ 15‬ثم تظهر فيه العقدة األولية ‪ Primitive Node‬ومن هذا الشريط تتكون‬ ‫الخاليا األم ‪ Stem cells‬ومصادر األنسجة الرئيسية ‪:‬‬ ‫‪Mesoderm,Ectoderm,Endoderm‬‬ ‫التي سوف تشكل أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة‬ ‫وفي نهاية األسبوع ‪ 3‬يضمر الشريط األولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العجزية‬ ‫العصعصية ‪ Sacrococcygeal region‬بنهاية ذيل العمود الفقري مبقيا ً على بقايا للخاليا‬ ‫األم في هذه المنطقة ‪ ،‬حتى أن بعض أورام المنطقة العصعصية والتي تسمى ( الورم متعدد‬ ‫األنسجة أو الورم العجائبي ‪ )Teratroma‬يمكنها أن تحوي أنسجة مختلفة (عضالت‪ ،‬جلد‪،‬‬ ‫غضروف ‪ ،‬عظم وأحيانا ً أسنان أيضاً) بخالف األورام التي تنشأ في مناطق أخرى والتي‬ ‫تكون على حساب نسيج واحد محدد ‪.‬‬ ‫تأمالت من القرآن والسنة‪ :‬تستغرق عملية التحول من نطفة إلى علقة أكثر من ‪ 10‬أيام حتى‬ ‫تلتصق النطفة األمشاج (البيضة الملقحة) بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح‬ ‫فيما بعد الحبل السري ولهذا استعمل البيان القرآني حرف العطف (ثم) في اآلية الكريمة (ث ُ َّم‬ ‫َخلَ ْقنَا النُّ ْطفَةَ َ‬ ‫علَقَةً) (سورة المؤمنون‪ )14‬الذي يفيد التتابع مع التراخي ‪.‬‬ ‫والعلقة لغويا ً لها معاني عدة ‪:‬‬ ‫فماهي معاني العلقة؟‬ ‫‪ -1‬الدودة العلقة (‪ )Leech‬التي تعيش في البرك وتمتص دماء الكائنات األخرى ‪.‬‬ ‫‪ -2‬شيء متعلق بغيره‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدم المتخثر أو المتجمد ‪.‬‬ ‫وهذه المعاني جميعا ً منطبقة تماما ً على واقع الجنين البشري بعد انغراسه في جدار الرحم‬ ‫فهو يبدو على شكل دودة العلق ( ‪ ) Leech‬كما نرى في (الشكل ‪ )8‬وهو متعلق أيضا ً بجدار‬ ‫الرح ًم عن طريق حبل السرة (الشكل ‪ ، )9‬و تنشأ بداخله األوعية الدموية على شكل شبكة‬ ‫جزر مغلقة معطية إياه مظهرعلقة الدم المتجمد (الشكل ‪.)10‬‬ ‫ثم يتم التحول سريعا ً من علقة إلى مضغة خالل يومين (من اليوم ‪ 24‬إلى اليوم ‪ )26‬لهذا‬ ‫وصف القرآن هذا التحول السريع باستخدام حرف العطف (ف) الذي يفيد التتابع السريع‬ ‫ضغَةً) (سورة المؤمنون‪. )14‬إذاً حتى استعمال حروف العطف‬ ‫لألحداث (ً فَ َخلَ ْقنَا ا ْل َعلَقَةَ ُم ْ‬ ‫المختلفة كانت له دالالت بيانية إعجازية عكست اختالف المراحل الجنينية ‪.‬‬ ‫وطور العلقة هو الطور الثاني إذاً من أطوار المراحل الجنينية وقد ذكر في القرآن في مواضع‬ ‫س َّوى ‪.‬فَ َجعَ َل ِم ْنهُ‬ ‫علَقَةً فَ َخلَ َ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫عديدة ‪ ،‬قال تعالى (أَلَ ْم يَكُ نُ ْطفَةً ِم ْن َمنِ ّي يُ ْمنَى ‪.‬ث ُ َّم كَانَ َ‬ ‫الز ْو َجي ِْن الذَّك ََر َواألُنثَى) (القيامة‪ )39-37 :‬وقال في سورة سميت بسورة العلق ( خلق‬ ‫َّ‬ ‫اإلنسان من علق ) (العلق ‪. )2‬‬ ‫وعودة على موضوع الشريط األولي الذي هو أول مايخلق في الجنين ومن هذا الشريط‬ ‫تتكون الخاليا األم وأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة وفي نهاية األسبوع ‪ 3‬يضمر الشريط‬ ‫األولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العصعصية بنهاية ذيل العمود الفقري مبقيا ً على‬ ‫بقايا للخاليا األم في هذه المنطقة ‪ ،‬وهذا مصداق لقول الرسول (ص) كما روى عنه أبو‬ ‫هريرة في مسند أحمد ( كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إالّ عجب الذنب ‪ ،‬منه ُخلق وفيه‬ ‫يُركب) فالخاليا التي تشكل أنسجة وأعضاء الجسم تتوضع في “عجب الذنب” أي العظم‬ ‫العصعصي ومنها يخلق اإلنسان ‪ ،‬صدق رسول هللا !‬ ‫وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام ‪ :‬لماذا تعرض الرسول (ﷺ) لقضية علمية في زمن لم يكن‬ ‫لمخلوق علم بها ؟ ومن أين جاء بهذا العلم لو لم يكن موصوالً بالوحي ومعلما ً من قبل خالق‬ ‫السماوات واألرض ؟‬ ‫ولإلجابة على ذلك نقول بأن هللا تعالى يعلم بعلمه المحيط أن اإلنسان سوف يصل في يوم من‬ ‫األيام إلى معرفة مراحل الجنين وسوف يتعرف على دور الشريط األولي ‪ ،‬فألهم خاتم أنبيائه‬ ‫النطق بهذه الحقيقة ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته ورسالته ما يكون مالئما ً لكل‬ ‫زمان وعصر‪.‬‬ ‫المضغة ‪:‬‬ ‫الحقائق العلمية‪ :‬يتحول الجنين من طور العلقة إلى بداية طور المضغة ابتدا ًء من اليوم ‪24‬‬ ‫إلى اليوم ‪ 26‬وهي فترة وجيزة إذا ما قورنت بفترة تحول النطفة إلى علقة‪.‬‬ ‫يبدأ هذا الطور بظهور الكتل البدنية (‪ )Somites‬في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس‬ ‫والعشرين في أعلى اللوح الجنيني‪ ،‬ثم يتوالى ظهور هذه الكتل بالتدريج في مؤخرة الجنين‪.‬‬ ‫وفي اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات تظهر بينها آخاديد مما يجعل شكل‬ ‫الجنين شبيها ً بالعلكة الممضوغة ‪ ،‬ويدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم خالل هذا الطور‬ ‫الذي ينتهي بنهاية األسبوع السادس‪.‬‬ ‫ويجدر بالذكر ان مرحلة المضغة تبدأ بطور يتميز بنمو و زيادة في حجم الخاليا بأعداد كبيرة‬ ‫أي تكون المضغة كقطعة من اللحم التركيب مميز لها وبعد أيام قليلة يبدأ الطور الثاني وهو‬ ‫طور التشكيل (التخلق) حيث يبدأ ظهور بعض األعضاء ‪ ،‬كالعينين واللسان (في األسبوع ‪)4‬‬ ‫والشفتين (األسبوع ‪ )5‬ولكن ال تتضح المعالم إالّ في نهاية األسبوع ‪. 8‬وتظهر نتوءات‬ ‫األطراف (اليدين والساقين) في هذا الطور‪.‬‬ ‫تأمالت من القرآن والسنة ‪ :‬لغويا ً تعني “المضغة” المادة التي الكتها األسنان ومضغتها ‪،‬‬ ‫وهي تعطي وصفا ً دقيقا ً لواقع هذه المرحلة الجنينية حيث يصبح شكل الجنين مثل المادة‬ ‫الممضوغة التي يتغير شكلها باستمرار وحيث تظهر فلقات الكتل البدنية (‪ )Somites‬في‬ ‫الجنين واختالفها يشبه شكل “طبع األسنان” على اللقمة (الشكل ‪ ،)11‬كذلك يدور الجنين‬ ‫ويتقلب في جوف الرحم كتقلب القطعة الممضوغة في الفم‪.‬‬ ‫يأتي طور المضغة بعد طور العلقة وهذا الترتيب يطابق ما ورد في اآلية الكريمة‪( :‬فَ َخلَ ْقنَا‬ ‫ا ْلعَلَقَةَ ُم ْ‬ ‫ضغَةً) (المؤمنون‪.)14 :‬‬ ‫من صفات المضغة أنها تستطيل ويتغير شكلها عند مضغها وهذا ما يحصل تماما ً للجنين في‬ ‫هذه المرحلة ‪.‬وكما ذكرنا فللمضغة طور باكر قبل تشكل وتخلق األعضاء وطور آخر بعد بدء‬ ‫ث فَ ِإنَّا‬ ‫اس ِإن كُنت ُ ْم فِي َريْب ِ ّمنَ ا ْلبَ ْع ِ‬ ‫تشكل األعضاء كما قال البيان القرآني ( يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫غي ِْر ُم َخلَّقَة ِلّنُبَ ِّينَ لَ ُك ْم َونُ ِق ُّر‬ ‫ضغَة ُّم َخلَّقَة َو َ‬‫علَقَة ث ُ َّم ِمن ُّم ْ‬ ‫َخلَ ْقنَاكُم ِ ّمن ت َُراب ث ُ َّم ِمن نُّ ْطفَة ث ُ َّم ِم ْن َ‬ ‫س ًّمى‪ ( ).‬الحج ‪ ، )5:‬إذاً هناك طورين للمضغة‪ :‬المضغة غير‬ ‫ِفي ْاألَ ْر َح ِام َما نَشَاء ِإلَى أَ َجل ُّم َ‬ ‫الم خلقة والمضغة المخلقة ‪ ،‬وينتهي هذا الطور بشقيه في األسبوع ‪( 6‬أي بعد ‪ 40‬يوم)‬ ‫وأخيراً كما ذكرنا أن الرحم يعتبر مقراً آمنا ً (ومكيناً) لنمو الجنين وحمايته ألسباب كنا قد‬ ‫تحدثنا عنها سابقا ً نجد أن القرآن الكريم يذكر ذلك ويؤكده منذ أكثر من ‪ 14‬قرنا ً حيث يقول‬ ‫تعالى ( فَ َجعَ ْلنَاهُ فِي قَ َرار َّم ِكين ‪.‬إِلَى قَدَر َّم ْعلُوم ‪.‬فَقَد َْرنَا فَنِ ْع َم ا ْلقَا ِد ُرونَ ) ( المرسالت ‪-21:‬‬ ‫‪)23‬‬ ‫طورالعظام‪:‬‬ ‫الحقائق العلمية‪:‬‬ ‫خالل األسبوع ‪ 6‬يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي في اإلنتشار في الجسم ولكن ال ترى في‬ ‫الجنين مالمح الصورة اآلدمية حتى بداية األسبوع ‪ 7‬حيث يأخذ شكل الجنين شكل الهيكل‬ ‫العظمي‪.‬ويتم اإلنتقال من شكل المضغة إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة‬ ‫خالل نهاية االسبوع ‪ 6‬وبداية األسبوع ‪ ، 7‬ويتميز هذا الطور بظهور الهيكل العظمي الذي‬ ‫يعطي الجنين مظهره اآلدمي‪.‬‬ ‫تأمالت من القرآن والسنة‪:‬‬ ‫إن مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه‬ ‫المرحلة من حياة الجنين تعبيراً دقيقا ً يشمل المظهر الخارجي‪ ،‬وهو أهم تغيير في البناء‬ ‫الداخلي وما يصاحبه من عالقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الجنين ويتميز‬ ‫س ْونَا ا ْل ِع َ‬ ‫ظا َم لَ ْح ًما‬ ‫ضغَةَ ِع َ‬ ‫ظا ًما فَ َك َ‬ ‫بوضوح عن طور المضغة الذي قبله‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَ َخلَ ْقنَا ا ْل ُم ْ‬ ‫َّللاُ أَ ْح َ‬ ‫س ُن ا ْل َخا ِل ِقينَ ) (المؤمنون‪.)14 :‬وتك َُّون العظام هو أبرز‬ ‫ث ُ َّم أَنشَأْنَاهُ َخ ْلقًا آ َخ َر فَتَبَ َ‬ ‫اركَ َّ‬ ‫تكوين في هذا الطور حيث يتم االنتقال من شكل المضغة الذي ال ترى فيه مالمح الصورة‬ ‫اآلدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة ال تتجاوز أيام قليلة خالل نهاية‬ ‫األسبوع ‪( 6‬ولهذا استعمل حرف العطف ‪ :‬ف الذي يفيد التتابع السريع) ‪ ،‬وهذا الهيكل‬ ‫العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره اآلدمي بعد أن يكسى باللحم (العضالت) وتظهر العينان‬ ‫والشفتان واألنف وكون الرأس قد تمايز عن الجذع واألطراف ‪ ،‬وهذا مصداقا ً لقول الرسول‬ ‫مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة بعث إليها ملكا ً فصورها وخلق سمعها وبصرها‬ ‫(ص) ‪ ( :‬إذا ّ‬ ‫رب أذكر أم أنثى ) صحيح مسـلم ‪.‬بعد أن يمر على‬ ‫وجلدها ولحمها وعظامها ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا ّ‬ ‫النطفة ‪ 42‬ليلة ( ‪ 6‬أسابيع) يبدأ التصوير فيها ألخذ الشكل اآلدمي بظهور الهيكل العظمي‬ ‫الغضروفي‪ ،‬ثم تبدأ األعضاء التناسلية الظاهرة بالظهور فيما بعد ‪.‬‬ ‫وفي األسبوع السابع تبدأ الصورة اآلدمية في الوضوح نظراً لبداية انتشار الهيكل العظمي‪،‬‬ ‫فيمثل هذا األسبوع (ما بين اليوم ‪ 40‬و‪ )45‬الحد الفاصل ما بين المضغة والشكل اإلنساني‪.‬‬ ‫طورالعضالت (الكساء باللحم) ‪:‬‬ ‫الحقائق العلمية‪:‬‬ ‫يتميّزهذا الطور بانتشار العضالت ( ‪ ) Muscles‬حول العظام وإحاطتها بها ‪ ،‬وبتمام كساء‬ ‫العظم باللحم تبدأ الصورة اآلدمية باإلعتدال فترتبط أجزاء الجسم بعالقات أكثر تناسقا ً ‪ ،‬وبعد‬ ‫تمام تكوين العضالت يمكن للجنين أن يتحرك ‪.‬تبدأ مرحلة تكوين العضالت في نهاية األسبوع‬ ‫‪ 7‬وتستمر طوال األسبوع ‪ 8‬وتأتي عقب طور العظام مباشرةً وخالل فترة وجيزة‬ ‫تأمالت قرآنية ‪:‬‬ ‫تبدأ مرحلة كساء العظام باللحم في نهاية األسبوع السابع وتستمر إلى نهاية األسبوع الثامن‪،‬‬ ‫وتأتي عقب‬ ‫س ْونَا ا ْل ِع َ‬ ‫ظا َم‬ ‫ضغَةَ ِع َ‬ ‫ظا ًما فَ َك َ‬ ‫طور العظام كما بين ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى ( فَ َخلَ ْقنَا ا ْل ُم ْ‬ ‫لَ ْح ًما) (المؤمنون‪.)14 :‬‬ ‫يتميز هذا الطور بانتشار العضالت حول العظام وإحاطتها بها كما يحيط الكساء بالبسه‪.‬‬ ‫وبتمام كساء العظام بالعضالت تبدأ الصورة اآلدمية باالعتدال ‪ ،‬فترتبط أجزاء الجسم بعالقات‬ ‫أكثر تناسقاً‪ ،‬وبعد تمام تكوين العضالت يمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا الطور الذي ينتهي بنهاية األسبوع الثامن نهاية مرحلة التخلق‪ ،‬كما اصطلح‬ ‫علماء األجنة على اعتبار نهاية األسبوع الثامن نهاية لمرحلة الجنين ال ُح َميل ‪ Embryo‬ثم‬ ‫تأتي بعدها مرحلة الجنين بالخاصة ‪ Foetus‬التي توافق مرحلة النشأة‪ ،‬كما جاء في قوله‬ ‫َّللاُ أَ ْح َ‬ ‫س ُن ا ْل َخا ِل ِقينَ ) (المؤمنون‪:‬‬ ‫ظا َم لَ ْح ًما ث ُ َّم أَنشَأْنَاهُ َخ ْلقًا آ َخ َر فَتَبَ َ‬ ‫اركَ َّ‬ ‫تعالى‪( :‬فَ َك َ‬ ‫س ْونَا ا ْل ِع َ‬ ‫‪ )14‬صدق هللا العظيم ‪.‬‬ ‫طور بث الروح‪:‬‬ ‫الحقائق العلمية‪:‬‬ ‫يتسرع معدل النمو‬ ‫ّ‬ ‫بنهاية األسبوع ‪ 8‬تبدأ مرحلة جديدة يحدث فيها عمليات هامة حيث‬ ‫يتحول الجنين لخلق آخر‪ ،‬حيث تبدأ أحجام الرأس والجسم واألطراف‬ ‫ّ‬ ‫مقارنة بالسابق وكذلك‬ ‫في التوازن واإلعتدال ما بين األسبوع ‪ 9‬و ‪. 12‬في األسبوع ‪ 10‬يبدأ ظهوراألعضاء‬ ‫التناسلية الخارجية ويتطور بناء الهيكل العظمي من عظام غضروفية لينة إلى عظام كلسية‬ ‫صلبة في األسبوع ‪ ، 12‬وتتمايزاألطراف واألصابع بنفس األسبوع وكذلك يتحدد جنس‬ ‫الجنين بظهور األعضاء التناسلية الخارجية بشكل أوضح‪.‬‬ ‫وفي هذا الطور أيضا ً تصبح األعضاء واألجهزة مهيأة للقيام بوظائفها ويتم تهيئة الجنين‬ ‫للحياة خارج الرحم في األسبوع ‪ 22‬وتنتهي في األسبوع ‪( 26‬أي بعد تمام الشهر السادس‬ ‫للحمل) عندما يصبح الجهاز التنفسي مؤهالً للقيام بوظائفه ويصبح الجهاز العصبي مؤهالً‬ ‫لضبط حرارة جس م الجنين‪.‬وهنا ال تنشأ أجهزة أو أعضاء جديدة بعد أن أصبحت كلها مؤهلة‬ ‫للعمل وبقوم الرحم بتوفير الغذاء والبيئة المالئمة لنمو الجنين حتى طور المخاض‪.‬‬ ‫تأمالت من البيان القرآني‪:‬‬ ‫يبدأ هذا الطور بعد مرحلة الكساء باللحم‪ ،‬أي من بداية األسبوع التاسع‪ ،‬ويستغرق فترة‬ ‫زمنية (حوالي ‪ 3‬أسابيع) يدل عليها استعمال حرف العطف (ثم) الذي يدل على فاصل زمني‬ ‫ظا َم لَ ْح ًما ث ُ َّم أَنشَأْنَاهُ َخ ْلقًا آ َخر )‬ ‫بين الكساء باللحم والنشأة خلقا ً آخر‪ ،‬قال تعالى‪( :‬فَ َك َ‬ ‫س ْونَا ا ْل ِع َ‬ ‫(المؤمنون‪.)14 :‬‬ ‫بعد تطور الهيكل العظمي الغضروفي وكسوته بالعضالت وتمايز الرأس واألطراف يتحول‬ ‫الجنين للخلق اإلنساني الواضح المتميز عن غيره من المخلوقات ( ث ُ َّم أَنشَأْنَا ُه َخ ْلقًا آ َخ َر‬ ‫َّللاُ أَ ْح َ‬ ‫س ُن ا ْل َخا ِل ِقينَ ) (المؤمنون‪.)14 :‬‬ ‫فَتَبَ َ‬ ‫اركَ َّ‬ ‫ففي خالل هذه المرحلة تتم عدة عمليات هامة في نمو الجنين تندرج بجالء تحت الوصفين‬ ‫الذين جاءا في القرآن الكريم ويمكن بيانهما في ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬النشأة‪ :‬ويتضح بجالء في سرعة معدل النمو من األسبوع التاسع مقارنة بما قبله من‬ ‫المراحل‪.‬‬ ‫‪ -2‬خلقا ً آخر‪ :‬هذا الوصف يتزامن مع األول ويدل على أن الجنين ال ُح َميل ‪ Embryo‬قد‬ ‫تحول في مرحلة النشأة إلى خلق آخر هوالجنين (بالخاصة) ‪ Foetus‬فتظهراألطراف‬ ‫هو الَّذِي‬ ‫واألعضاء الخارجية وتتضح األصابع واألعضاء التناسلية‪.‬يقول تعالى ( َ‬ ‫ص ّ ِو ُر ُك ْم فِي األَ ْر َح ِام َكي َ‬ ‫ْف يَشَاء الَ إِلَـهَ إِالَّ ه َُو ا ْلعَ ِزي ُز ا ْل َح ِكي ُم ) آل عمران ‪.) 6‬‬ ‫يُ َ‬ ‫وثمة لفتة أخرى‬ ‫ون أ ُ َّم َهاتِ ُك ْم َخ ْلقًا ِمن بَ ْع ِد َخ ْلق فِي ُ‬ ‫ظلُ َمات‬ ‫ط ِ‬‫حيث يقول سبحانه في سورة الزمر ( يَ ْخلُقُ ُك ْم فِي بُ ُ‬ ‫ثَ َالث) (الزمر‪ ) 6‬مبينا ً استمرار التطور الجنيني والتحول من مرحلة إلى أخرى وهذا كما بيناه‬ ‫سابقا ً ‪ ،‬وكذلك أثبت علماء األجنة أن الجنين يكون محاطا ً أثناء مراحل تخلقه في الرحم بثالث‬ ‫أغشية هي‬ ‫‪ -1‬الغشاء األمنيوسي (‪ )Amnion‬الذي يحتوي على سائل يحيط بالجنين فيجعله في‬ ‫حالة سباحة مما يقيه من الرضوض التي يتلقاها الرحم وكذلك يسهل حركته لتسهيل‬ ‫وضعيته أثناء الوالدة‪(.‬الشكل ‪.)17‬‬ ‫‪ -2‬غشاء الكوريون (‪)Chorion‬‬ ‫‪ -3‬غشاء (‪)Decidua‬‬ ‫مع أن بعض العلماء اآلخرين فسروا الظلمات الثالث بالغشاء األمنيوسي المحيط بالجنين ‪،‬‬ ‫وجدار الرحم وجدار البطن‬ ‫وكما مر معنا أن الجنين يصبح مهيأ ً للحياة خارج الرحم بعد تمام الشهر ‪ 6‬ومن الطريف أن‬ ‫نالحظ البيان القرآني قد ذكر‬ ‫صالُهُ ثَالثُونَ‬ ‫في سورة األحقاف أن مرحلة الحمل والحضانة تستغرق ‪ 30‬شهراً ( َو َح ْملُهُ َوفِ َ‬ ‫شه ًْرا ) (األحقاف‪)15 :‬‬ ‫َ‬ ‫صالُهُ ِفي عَا َمي ِْن) (لقمان‪)14 :‬‬ ‫وفي سورة لقمان يذكر أن فترة الحضانة هي ‪ 24‬شهراً ( َو ِف َ‬ ‫وبحساب بسيط نستنتج أن‬ ‫البيان القرآني يقرر أن أقل فترة الحمل هي أيضا ً ‪ 6‬أشهر كما أوضحنا سابقاً‪ ،‬وقبل األسبوع‬ ‫الثاني والعشرين الذي يبدأ فيه هذا الطور يخرج الجنين سقطا ً في معظم األجنة‪ ،‬فتبارك هللا‬ ‫أحسن الخالقين‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser