سفر اللاويين PDF
Document Details
Uploaded by InnocuousParody3828
Tags
Summary
يُجيب سفر اللاويين على أسئلة هامة عن كيفية غفران الخطايا والتصالح مع الله، وكيف يمكن أن يسكن الله وسط شعبه، وكيف يفتدي البشرية. يقدم السفر تعليمات حول كيفية عيش الشعب وعبادته كشعب الله المختار. ينقسم سفر اللاويين إلى جزئين رئيسيين: عبادة الله والحياة في العلاقة مع الله، مع التركيز على قداسة الله وشعب إسرائيل.
Full Transcript
**[سفر اللاويين]** يُجيب سفر اللاويين على العديد من الأسئلة الهامة، ليس فقط للشعب اليهودي القديم، لكن ايضاً لكنيسة العهد الجديد. كيف يمكن للإنسان الخاطي أن يُغفر له ويتصالح مع إله قدوس قد اساء إليه؟ كيف يمكن لهذا الإله القدوس أن يسكن وسط شعبه الخاطي كما وعدهم من قبل (تك 3:26؛ 3:31؛ خر 12:3)؟ كيف يُ...
**[سفر اللاويين]** يُجيب سفر اللاويين على العديد من الأسئلة الهامة، ليس فقط للشعب اليهودي القديم، لكن ايضاً لكنيسة العهد الجديد. كيف يمكن للإنسان الخاطي أن يُغفر له ويتصالح مع إله قدوس قد اساء إليه؟ كيف يمكن لهذا الإله القدوس أن يسكن وسط شعبه الخاطي كما وعدهم من قبل (تك 3:26؛ 3:31؛ خر 12:3)؟ كيف يُمكن لله أن يفتدي البشرية؟ كيف يمكن أن يُعرف عن شعب الله انه شعبه بالحقيقة في وقت معيشتهم وسط أمم الأرض؟ السياق: يُكمل سفر اللاويين قصة الخروج الواردة في السفر السابق له. فبعد بناء خيمة الإجتماع وامتلاء الخيمة بمجد الرب (خر 34:40-38)، يدعو الرب موسى ويتكلم معه من الخيمة (لاو 1:1). فسياق السفر هو الخروج من مصر والتيهان في البرية والإستعداد لدخول أرض كنعان. بعد الخروج بفترة ليست كبيرة دخل الله مع الشعب في عهد (خر 20)، وفي سفر اللاويين يعطيهم تعليمات عن كيف يعيشون ويعبدون كشعب الله المختار. فهذا السفر أُعطيّ في الأساس للشعب الخارج من مصر، لكن ليس لهم فقط، بل لكل الأجيال التي تأتي بعدهم. فالله اقام عهده مع إبراهيم واسحق ويعقوب ونسله. والعهد القديم يبرز لنا كيف أن الأجيال التالية قد فشلت في حفظ هذه الوصايا وتمردت على الرب، مما تسبب في عقابهم بشكل متتالي (سفر القضاة) حتى انتهى الأمر بهم في السبي (سفر 2ملوك). بناء السفر: ينقسم السفر إلى جزئين اساسيين: عبادة الله (1-10)، الحياة في علاقة مع الله (11-27). في الجزء الأول يضع الله شكل العبادة الجماعية من خلال الذبائح المختلفة والقوانين الكهنوتية. وفي الجزء الثاني يُعلن كيف أن جماعة العهد يجب أن تحيا في ظل حضرة الله القدوس في وسطهم. ونستطيع أن نرى في نهاية كل جزء عقوبة الإستهانة بكل من \"العبادة\" و\"الحياة المقدسة\" التي أمر بهما الرب: ناداب وابيهو (لاو 10) ورجم المُجدف (لاو 24). فبحسب ما اعلنه الله لشعب إسرائيل (لاو 26) فأن طاعة هذه الوصايا تجلب بركات وكسرها يجلب لعنة ودينونة. الرسالة واللاهوت: 1. القداسة: قداسة الله تعتبر الموضوع الأساسي في هذا السفر والتي تتطلب بالمقابل قداسة إسرائيل. فالمفردات مثل: مقدس، قداسة، مُفرز تتكرر حوالي 143 مرة في السفر، أكثر بكثير من أي سفر اخر. وتعتبر لاو 1:19-2 هي موضوع السفر: \"وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي اسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لانِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ الَهُكُمْ.\" ونجد أن التقديس يتضمن البشر (الشعب وبشكل خاص الكهنة)، المكان (خيمة الإجتماع)، الأشياء المستخدمة في العبادة (الزي الكهنوتي، الأنية، المذبح)، والوقت (الأعياد ويوم الكفارة). قداسة الله هي أساس مفهوم القداسة بشكل عام. كلمة قداسة تعني عدة اشياء، مثل: مُفرز، مُخصص، نقي. الله قدوس من ناحية أن مُفرز (مختلف عن) كل الكائنات، ويمتاز عنهم تماماً (وكذلك يجب على شعب الله أن يكون مختلف عن العالم المحيط به). أيضاً تظهر القداسة في شرائع الطاهر (نقي) والنجس، مما يبرز القداسة كنقاوة. فالله قدوس ايضاً من ناحية كونه طاهر ونقي (وكذلك يجب أن يكون شعبه). كذلك فأن القداسة يجب أن تزداد كلما اقتربنا أكثر من الله. فكل ما هو غير طاهر (غير مقدس) يجب أن يُعزل خارج حدود المخيم الذي يسكن الله فيه مع شعبه. ويستطيع المتعبد فقط ان يدخل إلى الدار الخارجية لخيمة الإجتماع، والكهنة وحدهم يستطيعون الدخول إلى القدس، ووحده رئيس الكهنة يستطيع أن يدخل قدس الأقداس. فالله قدوس ويجب أن نكون مقدسين حتى نقترب منه، ولا يمكن لشيء غير مقدس أن يوجد في حضرته. ويهتم سفر اللاويين في الأساس بكيفية أن يكون شعب الله مقدس لكي يستطيع أن يكون في حضرته وفي علاقة معه. لذلك أعطى الله شرائع خاصة بالذبائح حتى يُغفر للشعب خطيته ويُكفر عنها. كذلك يعطيهم شرائع خاصة بالطاهر والنجس (الطعام، العلاقات، الأمراض) والتي تُمثل مقياس بقاء الشعب غير دنس أمام الله. سفر اللاويين يعلن بهاء الله وسموه وانه لا يجب الإستهانة في التعامل معه. فالله يجب أن يُوقر ويُحترم، وهؤلاء الذين يقتربون منه يجب أن يفعلوا ذلك بخوق ووقار، عالمين احتياجهم إلى أن يتطهروا من خطاياهم. فالسفر ليس عبارة عن قونين وتشريعات خاصة بجماعة محددة، لكنه اعلان قوي عن مجد وقداسة الله، ومحبته لشعبه ورغبته في أن يسكن وسطهم؛ وكذلك يحذر الإنسان من الإقتراب إلى الله بغير مبالاة. كذلك فأن شرائع سفر اللاويين قُصد بها إفراز (تقديس) شعب إسرائيل عن باقي الأمم ([اقرأ] تث 18:26-19). هذه الشرائع تُظهر للعالم أن الله يمتلك هذا الشعب، وقداسة الشعب تُظهر للعالم قداسة الله ومجده. الذبائح: التقديس والتطهير يتطلبان تقديم ذبائح. يتناول لاو 1:1-7:6 خمس ذبائح وتقدمات (المحرقة، تقدمة الدقيق، ذبيحة السلامة، ذبيحة الخطية، ذبيحة الأثم) مع شرح طريقة التقديم والهدف من الذبيحة/التقدمة مع تأكيد خاص على دور مقدم الذبيحة/تقدمة. ويتم تكرار الحديث عن هذه الذبائح والتقدمات في لاو 8:6-10:7 لتوضيح الأمور المتعلقة بالأكل والتصرف فيها، مع تأكيد خاص على دور الكهنة. المحرقة: تكفر عن خطية الشخص حيث يموت الحيوان عوضاً عنه. ذبيحة الخطية: يُستخدم الدم في التطهير. ذبيحة الأثم: يتم التعويض عن الجرم الذي اُرتكب. تقدمة الدقيق: هدية أو جزية تُقدم لله اعترافاً بسلطانه وملكه الذبائح تُعلن بوضوح احتياج الإنسان إلى بديل يموت عنه أوكفارة لخطيته، فالله اعلن من البدء أن اجرة الخطية هي موت (تك 16:2-17). فالذبيحة تُقتل عوضاً عن مقدمها آخذة عقوبة الخطية ويُقدم الدم كتعويض عن الذنب ([اقرأ] لاو 11:17). ايضاً فأن تقدمة الدقيق تعتبر ذبيحة من حيث أن الشخص يقدم الباكورة والأفضل لله. الذبائح والتقدمات تُذكر المتعبد انه يحتاج إلى التعويض عن اثمه كي ما يقترب من إله قدوس. لكن يجب الا نظن أن هذه الذبائح والتقدمات هي مجرد طقوس دينية. يخبرنا لاو 4-6 أن مقدم الذبيحة يجب أن يعرف ويعلم ويُقر (13:4-14؛ 3:5-5) ثم يقدم الذبيحة. يجب أن يكون هناك ادراك لكونه كسر وصايا الله ورغبة في تقديم تعويض. فالطقس نفسه لا يحقق المصالحة، لكن رغبة الإنسان في الغفران وثقته في الله هي ما تحقق المصالحة (أقرأ مز 16:51-19؛ أنظر إش 12:1-15؛ عا 21:5-24). بالإضافة لهذه الذبائح يوصي الله الشعب بمناسبة خاصة في العاشر من الشهر السابع والتي تعتبر بمثابة قمة الاوقات المقدسة لشعب إسرائيل، وهو يوم الكفارة. هذا اليوم هو بمثابة الخاتمة الأدبية واللاهوتية لأجراءات التقديس والتطهير الموجودة في لاو 8-15 وحلقة الوصل بين الإصحاحات 1-15 و17-27. وفي هذه اليوم يرتبط التقديس والتطهير بكل من الخيمة والشعب. العلاقة بالعهد الجديد: يسوع المسيح وذبيحته البدلية نيابةً عن شعبه تُتمم كل نظام الذبائح. يسوع المسيح هو \"حمل الله الذي يرفع خطية العالم\" (يو 29:1). الله قدم ابنه الذبيحة الكاملة عن الخطية. يقول كاتب العبرانيين: \"َأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.\" (عب 12:10-14). كل النظام الذبائحي يُشير إلى يسوع المسيح. يرتبط بالنظام الذبائحي نظام أخر وهو الكهنوتي. والكهنوت يبرز الإحتياج إلى وسيط بين الناس والله ويقدم ذبائح عنهم. ويسوع المسيح هو ذاك الوسيط القادر على احضار الشعب إلى محضر الله. يقول كاتب العبرانيين: \"فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ.\" (عب 14:4). والذبيحة التي قدمها كرئيس كهنة هي ذاته: \"فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!\" (عب 14:9). فيسوع المسيح هو الكاهن الكامل والذبيحة الكاملة لشعبه. وبتتميم يسوع المسيح لناموس الله وتأسيس العهد الجديد فأن هذه الشرائع الخاصة بالذبائح والتطهير لم تعد سارية على المؤمنين. يقول كاتب العبرانيين: \"فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ.\" (عب 13:8). في يسوع المسيح نجد كل ما يحتاجه الخاطي ليأتي إلى الله. لكن هذا لا يعني أن مؤمنين العهد الجديد اصبحوا معفيين من أن يكونوا مُقدسين. هم مازالوا مفرزين للرب ويجب أن يسلكوا في نقاوة وتشهد حياتهم عن كونهم مختلفين عن العالم المحيط بهم وتمجد الله وسط الشعوب. يقول بطرس عن الكنيسة: \"كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ». (1بط 14:1-16). فهدف عمل المسيح الذبائحي والكهنوتي هو تغييرنا التام من عدم القداسة إلى القداسة، من كوننا خطاة إلى كوننا قديسين.