ملخص همة فاينل صيفي PDF

Summary

This document is a summary of Islamic culture focusing on the concept of faith, including the definition of faith and the different aspects of Islamic beliefs. It also covers different types of Islamic knowledge and beliefs in detail.

Full Transcript

‫الوحدة الرابعة‪ :‬مجاالت الثقافة اإلسالميّة‬ ‫أوال ‪ :‬المجال اإليماني‬ ‫اإليمان لغة ‪ :‬التصديق‪,‬‬ ‫واصطال ًحأ‪ :‬االعتقاد‬ ‫صة يوسف‬ ‫قال...

‫الوحدة الرابعة‪ :‬مجاالت الثقافة اإلسالميّة‬ ‫أوال ‪ :‬المجال اإليماني‬ ‫اإليمان لغة ‪ :‬التصديق‪,‬‬ ‫واصطال ًحأ‪ :‬االعتقاد‬ ‫صة يوسف‬ ‫قال هللا في ق ّ‬ ‫الجازم باإلسالم‪ ,‬وإذعان‬ ‫عليه السالم {وما أنتَ‬ ‫القلب‪ ,‬واإلقرار باللسان‪,‬‬ ‫ؤمن لَّنَا ولو ُكنَّا‬ ‫ب ُم ٍ‬ ‫والعمل بالجوارح‪.‬‬ ‫صا ِدقِينَ }‪.‬‬ ‫فالمعرفة وحدها ال تكفي في تحقيق اسم اإليمان‪ ،‬فإبليس ال تنقصه المعرفة‪ ،‬بل ال بد من إذعان‬ ‫القلب‪ ،‬وأما العمل فهو من كمال اإليمان‪ ،‬ولذلك أجمع أهل السنة على أن مرتكب الكبيرة إن لم‬ ‫يكن مستحالً لها ليس كافرا‪ ،‬بل هو مؤمن فاسق‪.‬وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‪ ،‬وهذا‬ ‫الفهم لإليمان هو الفهم اإليجابي العملي الذي يتجاوب مع حياة المسلم‪ ،‬ومن لم يثمر إيمانه‬ ‫أعماالً صالحة تظهر في سلوكه اليومي فهو كالشجرة بال ثمرة‪.‬‬ ‫قواعد العقائد‪:‬‬ ‫القاعدة األولى‪ :‬ما يدرك بالحواس ال يشك في وجوده‪ ،‬وذلك بشرط أن ال يحكم العقل بالتجربة‬ ‫السابقة أن الذي تدركه الحواس وهم وخداع كروية السراب‪ ،‬واألمور التي تخطئ فيها الحواس‬ ‫أمور معدودة‪ ،‬ال تبطل القاعدة وال تؤثر فيها‬ ‫القاعدة الثانية‪ :‬أن اليقين يحصل بالخير الذي نعتقد صدق صاحبه‬ ‫القاعدة الثالثة‪ :‬ال يحق لنا أن تنكر وجـود أشياء لمجرد أننا ال ندركها بحواسنا‬ ‫‪11‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪ :‬أن العقل ال يستطيع أن يحكم إال فـي األمـور الماديـة المحدودة‪ ،‬أما عالم‬ ‫الغيب فال حكم للعقل عليه‪ ،‬وكذلك صفات هللا تعالى‪ ،‬والروح‪ ،‬فالعقل ال يحكم إال في حدود‬ ‫الزمان والمكان‬ ‫القاعدة الخامسة‪ :‬أن الخيال البشري ال يستطيع أن يلـم إال بمـا أدركتـه الحواس‬ ‫القاعدة السادسة‪ :‬ك ّل مولود يولد على الفطرة‬ ‫اإليمان باهلل تعالى‪ :‬أدلة وجود‬ ‫هللا تعالى‬ ‫دليل الخلق أو اإلبداع أو الحدوث‬ ‫ ثبت علميا أن الكون بكل ما فيه له بداية‪ ,‬لذلك معلوم أن كل مخلوق ال بد له من خالق‪ ,‬وال‬ ‫ير شيءٍ أم‬ ‫يمكن أن يكون قد وجد صدفة‪ ,‬وهذا دليل عقلي ذكره هللا تعالى فقال ‪{ :‬أم ُخ ِلقوا من غ ِ‬ ‫ُه ُم الخا ِلقُونَ }‬ ‫*ولقد تحدى هللا سبحانه بقضية الخلق المشركين الذين اتخذوا آلهة معبودة من دونه‪.‬إ"ِ َّن الَّذِينَ‬ ‫َّللا لَن َي ْخلُقُوا ذُ َبابًا َولَ ِو اجْ ت َ َم ُعوا لَهُ"‬ ‫ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬ ‫ُون َّ ِ‬ ‫دليل التنظيم والعناية‬ ‫ حيث يؤدي كل مخلوق في الكون الغرض من خلقه‪ ,‬وهذا يجعل للكون عمال منتظما‪ ,‬وال يمكن‬ ‫أن يكون ذلك من تنظيم نفسه‪ ,‬حيث ال يمكن أن يوجد كتاب من غير مؤلف ‪ ,‬فكيف وجد كون‬ ‫من غير خالق‪.‬‬ ‫تساؤالت عن اإليمان؟‬ ‫َّللا ؟‬ ‫‪ -‬من خلق ّ‬ ‫الجواب‪ :‬أن المخلوق من يحتاج إلى خالق‪ ,‬أي أنه لم يكن موجود ثم وجد‪ ,‬والفعل يحتاج فاعال‪,‬‬ ‫لذلك ال يقال من خلق هللا ؟ فهو سبحانه وتعالى أزلي واألزلي ال يحتاج خالقا‪ ,‬وال يصح أن نسأل‬ ‫‪ 12‬له بداية وحينها يصح السؤال‪.‬‬ ‫هذا السؤال إال إذا أثبتنا أن هللا سبحانه وتعالى‬ ‫‪ -‬هل يقدر هللا تعالى أن يخلق إلها آخر ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذا السؤال يحمل تناقض‪ ,‬حيث أنه ال يمكن أن يكون اإلله خالقا ومخلوقا‪ ،‬وبعبارة‬ ‫أخرى هل يمكن أن يكون اإلله أزليًا وغير أزلي في الوقت ذاته؟!‬ ‫‪ -‬هل يقدر هللا تعالى أن يخلق شيئا كبيرا جدا جدا بحيث ال يستطيع أن يحركه؟‬ ‫الجواب‪ :‬أن هذا السءال متناقض‪ ،‬فهو يفترض في أحد شقيه أن قدرة هللا تعالى مطلقة وفي الشق‬ ‫الثاني أن قدرة هللا محدودة‪،‬و يمك ن أن نسأل السائل‪ :‬هل قدرة هللا مطلقة أم مقيدة؟ واذا قال مطلقة‬ ‫نقول له‪ :‬يقدر هللا ان يخلق ويتصرف بخلقه‪ ,‬وان قال‪ :‬محدودة‪ ,‬نقول له‪ :‬رأيك ال يلزم‬ ‫‪ -‬لو كان هللا موجودًا لما سمح بالظلم والفساد المنتشر في هذا العالم‪ ,‬فاهلل ال يحب الظلم‪ ,‬فلماذا‬ ‫يسمح بوجوده؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن هللا ال يحب الظلم وال يرضاه‪ ,‬ولكن الفرق ببن أن يرضى بالظلم وبين أن يسمح‬ ‫بحدوثه لحكمة عظيمة وهذه الحكمة هي ما يلي‪ :‬أننا في هذه الدنيا بامتحان‪ ،‬وال شكّ أن األستاذ ‪-‬‬ ‫وهلل المثل األعلى_ ال يرضى بالخطأ في الجواب‪ ،‬ولكنّه حينما يرى الطالب يجيب جوابًا خاطئًا‬ ‫فإنّه ال يتد ّخل لمنعه من الجواب‪ ،‬ألنه لو فعل ذلك الختل نظام االمتحانات كلها ولكنه يتركه‬ ‫يجيب ما يشاء ث ّم يحاسبه على ذلك وهذا هو ما يفعله هللا سبحانه وتعالى‬ ‫‪ -‬لماذا خلقنا هللا في هذه الدنيا ؟ أال يعلم هللا سلفا من منا سيكون من أهل الجنة‪ ,‬ومن منا سيكون‬ ‫من أهل النار؟ فلماذا خلقنا إذن؟‬ ‫الجواب‪ :‬أن هللا تعالى لو خلق اإلنسان وقال له أنت من أهل الجنة‪ ,‬فلماذا سيعيش إذن؟ وكذلك لو‬ ‫قال آلخر بأنه من أهل النار‪ ,‬سوف يشعر بالظلم ويطلب الفرص‬ ‫‪13‬‬ ‫توحيد هللا‬ ‫توحيد األسماء والصفات ‪:‬‬ ‫توحيد اإللهية ‪ :‬وهو‬ ‫توحيد الربوبية‪ :‬وهو‬ ‫وهو اإلعتقاد الجازم بأن‬ ‫اإلعتقاد الجازم أن هللا‬ ‫االعتقاد الجازم أن هللا تعالى‬ ‫هللا سبحانه وتعالى وحده‬ ‫تعالى وحده الذي يستحق‬ ‫وحده خالق كل شيء‪،‬‬ ‫المتصف بجميع صفات‬ ‫الطاعة المطلقة‪ ,‬فاهلل‬ ‫والمتصرف فيه‪ ،‬فهو المحيي‬ ‫الكمال‪ ,‬والمنزه عن جميع‬ ‫سبحانه وتعالى وحده‬ ‫المميت‪ ،‬والنافع الضار‪ ،‬الذي‬ ‫صفات النقص‬ ‫المعبود بحق‪.‬‬ ‫له األمر كله‪ ،‬ليس له في ذلك‬ ‫*هذا التوحيد الذي أوقع نزاعًا بين‬ ‫شريك‪ ،‬قال تعالى‪َ":‬أ َال لَهُ‬ ‫الرسل وأممهم‪ ,‬حيث كان المشركون‬ ‫ْالخ َْل ُق َواأل ْم ُر" وتوحيد‬ ‫يتخذون مع هللا أندادًا‪ ,‬ويعتقدون أن لهم‬ ‫الربوبية أمر مركوز في‬ ‫حقًا في الطاعة‪.‬‬ ‫فطرة الناس‪ ،‬ال يكاد ينازع‬ ‫فيه أحد‪ ،‬حتى إن المشركين‬ ‫الذين بعث فيهم رسول هللا‬ ‫كانوا يقرون بذلك‪ ،‬قال‬ ‫سأ َ ْلت َ ُه ْم َم ْن‬‫تعالى‪َ " :‬ولَئِ ْن َ‬ ‫َّللا ۖ فَأَنَّ ٰى‬ ‫َخلَقَ ُه ْم لَيَقُولُ َّن َّ ُ‬ ‫يُؤْ فَكُونَ " ولم ينازع في هذا‬ ‫التوحيد إال الدهريون قديماً‪،‬‬ ‫والماديون الملحدون حديثاً‪،‬‬ ‫حيث جحدوا وجود هللا تعالى‪،‬‬ ‫وزعموا أن العالم يسير‬ ‫بنفسه‪ ،‬وأنالمادة خلقت نفسها‪.‬‬ ‫ولما وجد في الناس من ينازع‬ ‫في توحيد الربوبية قرره هللا‬ ‫أبدع تقرير في قوله سبحانه‬ ‫َّللا ِم ْن َولَ ٍد‬‫وتعالى‪َ " :‬ما ات َّ َخذَ َّ ُ‬ ‫َو َما َكانَ َم َعهُ ِم ْن ِإلَ ٍه ِإذًا‬ ‫َب كُل إِلَه بِ َما َخلَقَ "‬ ‫لَذَه َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ أثر اإليمان باهلل تعالى ‪:‬‬ ‫يمنح النفس القدرة على‬ ‫يعطي العقل إجابات‬ ‫موتجهة الشدائد‪,‬‬ ‫شافية على األسئلة‬ ‫وينشر فيها الطمأنينة‬ ‫الرئيسية التي تدور في‬ ‫على عكس الذي ال‬ ‫عقله‪.‬‬ ‫يؤمن إال بالدنيا‪.‬‬ ‫انخفاض نسبة الجرائم‬ ‫نتيجة تنظيم المجتمع‬ ‫ينجي اإلنسان من النار‬ ‫بمنع اإلعتداء على أحد‬ ‫ويدخله الجنة يوم‬ ‫ويزيد من التكافل‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫والتراحم بين أفراد‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫اإليمان بالقضاء والقدر‪:‬‬ ‫القضاء والقدر ‪ :‬هو علم هللا تعالى األزلي بكل ما حدث وما سيحدث‪.‬‬ ‫أو ‪ :‬حدوث األمور كلها وفقا لعلم هللا تعالى األزلي‬ ‫واألسئلة التي تتردد على األلسنة في هذا المجال‪:‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ -1‬هل علم هللا تعالى األزلي‪ -‬أو كتابة هذا العلم في اللوح المحفوظ أو في صحيفة اإلنسان وهو‬ ‫جنين في بطن أمه‪ -‬يجبر اإلنسان على فعل ما علمه هللا تعالى ؟‬ ‫‪ -2‬وهل يمكن أن يجبر هللا اإلنسان على شيء ثم يحاسبه عليه ؟‬ ‫ ظهرت بعض الفرق المنحرفة في التاريخ االسالمي التي لم تفهم القضاء والقدر المعنى‬ ‫الصحيح‪ ,‬واعتقدوا أن ذلك يجبر على االنسان‪ ,‬وانقسموا قسمين ‪:‬‬ ‫الجبرية‬ ‫القدرية‬ ‫أثبتوا علم هللا تعالى‬ ‫العمال االنسان قبل أن‬ ‫هم الذين نفوا القدر‬ ‫يعلمها‬ ‫واعتقدوا ان‬ ‫وقالوا‪ :‬إن هللا ال‬ ‫االنسان مجبر على‬ ‫يعلم عمل اإلنسان قبل‬ ‫اعماله‪ ,‬وان هللا يجبرهم‬ ‫حدوثه‪,‬وال يعلمه بعد أن‬ ‫ثم يعذبهم عليه‬ ‫يحدث‪ ,‬وال يعلمه إال بعد‬ ‫أن يحدث‬ ‫وأرادوا ان يهربوا‬ ‫وأرادوا الهروب‬ ‫من وصف هللا تعالى‬ ‫من وصف هللا تعالى‬ ‫بالجهل‪ ,‬ولكنهم وصفوه‬ ‫بالظلم‪ ,‬ولكنهم وقعوا في‬ ‫بالظلم‬ ‫وصف هللا بالجهل‬ ‫*وال شك أن هذا فهم خاطئ ومنهج منحرف‪.‬‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫الفهم السليم لعقيدة القضاء والقدر فهي كما‬ ‫خلق هللا تعالى االنسان وفيه جانبان ‪:‬‬ ‫←الجانب اإلرادي مثل االيمان والكفر والطاعة والمعصية والدراسة أو عدمها‪ ,‬قال تعالى (وقل‬ ‫فليؤمن َو َمن شآء فليكفُر)‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الحق من ربّكم فمن شآء‬ ‫‪16‬‬ ‫← الجانب الغير اإلرادي مثل الشكل الذي خلق هللا به االنسان‪ ,‬والزمن الذي خلقه فيه‪ ,‬واألسرة التي‬ ‫ولد فيها وقد جعل هللا تعالى االنسان مسؤول عن الجانب اإلرادي فقط‬ ‫لحكم متعددة‪ ,‬منها أن تبقى إرادة االنسان حرة ليس عليها ضغوط‪ ,‬ولو‬ ‫ٍ‬ ‫لم يطلعنا هللا على األقدار‬ ‫أخبراالنسان صباح كل يوم بما سيفعله لضعفت إرادته‬ ‫علم هللا تعالى‪ ,‬وما يكتب في صحيفة االنسان ال يجبر عليه‪ ,‬والقدر ال يعني اإلجبار‪ ,‬ولكن هللا يعلم أن‬ ‫الطالب مجتهد فيكتب له النجاح‪ ،‬فعلم هللا تعالى كاشف للمستقبل‪ ,‬غير مؤثر على إرادة االنسان‪ ,‬فاهلل‬ ‫يعلم ما سأختاره‪ ,‬فأنا الذي أختار‪ ,‬وهللا يعلم ذلك قبل أن أختار‪.‬‬ ‫بعضهم يقول أن اإلنسان مسيّر الن هللا كتب عليه ذلك‪ ,‬ولو كانوا صادقين العتقدوا أنهم مسيرون في‬ ‫كل ما كتب عليهم‪ ,‬يقول الحديث الصحيح‪( :‬ثم يبعت هللا إليه ملكا بأربع كلمات‪ ,‬فيكتب عمله‪ ,‬وأجله‪,‬‬ ‫ورزقه‪ ,‬وشقيا وسعيد)فهؤالء يجب أن يسعون لطلب الرزق وال ينتظرونه في بيوتهم‪.‬‬ ‫تصور مجتمع يعتقد ان االنسان مسير كيف سيكون؟ حيث يكون مجتمعا بال قانون‪ ,‬السارق ال يسأل‬ ‫و القاتل أيضا ال يسأل وال يحاسب كونه مسير‪.‬‬ ‫في حال وجدت من ال زال يعتقد اننا مسيرون‪ ,‬فقم بدفعه عدة مرات وعندما يغضب قل له‬ ‫أنا مسير ال تؤاخذني‪ ,‬فهل يبقى يعتقد ذلك‬ ‫البعض يأخذ الحجة من قوله تعالى‪( :‬فإن هللا يضل من يشاء ويهدي من يشاء) فاطر‪8‬‬ ‫فمن بحث عن الحق ليعرفه هداه هللا‪ ,‬ومن بحث عن األهواء والمحرمات أعانه هللا على ما يريد‪,‬‬ ‫تحقيقا لحرية اإلنسان‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫لقد كان اإليمان بالقدر عند الصحابة والتابعين والمسلمين الصادقين دافعا ً إلى الخير‪ ،‬فإذا علم‬ ‫أحدهم أن األجل مكتوب أقدم في المعركة دون خوف؛ ألنه يعلم أن الشجاعة ال تقصر العمر ‪،‬‬ ‫واذا علم أحدهم أن الرزق مكتوب تعفف من الحرام وتورع عن الشبهات‪ ،‬وأكثر من الصدقات؛‬ ‫ألنه يعلم أن التزام الحالل وكثرة الصدقة ال تقص من الرزق‪.‬‬ ‫ما معنى الخاتم ة؟ وهل ينظر هللا تعالى إلى آخر عمل فقط؟ ولو قرأ األستاذ أخر جملة من ورقة‬ ‫اإلجابة فقط وقرر بناء عليها نتيجة االمتحان فهل يكون ذلك عادال؟‪.‬‬ ‫للجواب عن ذلك أقول‪ :‬خاتمة اإلنسان على نوعين‪:‬‬ ‫‪.1‬وكال النوعين ال يكون أيضا ً إال بإرادة اإلنسان واختياره‪.‬أ‪ -‬خاتمة تلغي ما قبلها‪،‬‬ ‫كاإليمان بعد الكفر‪ ،‬أو الكفر بعد اإليمان‪ ،‬أو التوبة الصادقة بعد المعصية‪ ،‬وهذه‬ ‫يحاسب اإلنسان عليها وعلى ما بعدها فقط‪.‬‬ ‫‪.2‬خاتمة ال تلغي ما سبقها‪ ،‬كمن مات وهو يعمل طاعة أو معصية‪ ،‬فهذا ال يلفي األعمال‬ ‫السابقة‪ ،‬بل يحاسب اإلنسان على كل أعماله السابقة والالحقة‪.‬‬ ‫أثر اإليمان بالقضاء والقدر في حياة لمسلم‬ ‫← يدفع إلى البحث عن أقدار الخير التي يدفع بها أقدار الشر‪ ,‬وذلك باألخذ باألسباب‬ ‫التوكل على هللا‪.‬‬ ‫← عدم التكبر والعلو والفرح الذي يؤدي إلى البطر‪ ,‬واألمور كلها بيد هللا وهو يعلم أين‬ ‫الخير في أقدار االإنسان‪.‬‬ ‫← اإليمان بالقدر يدفع إلى الشجاعة في معركة السيف وقول كلمة الحق‪ ,‬حيث يقتحم‬ ‫الصعاب واألهوال بقلب ثابت‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬المجال العبادي‬ ‫اصطالحا ً‪ :‬التقرب إلى‬ ‫هللا بكل ما يحبه‬ ‫العبادة لغة‪ :‬الطاعة مع‬ ‫ويرضاه‪ ,‬من النوايا‬ ‫الحب‬ ‫واألقوال واألعمال‬ ‫الظاهرة والباطنة‬ ‫حيث يندرج هذا التعريف على السلوك اإلنساني الذي يبحث‬ ‫فيه اإلنسان عن الحالل‪ ,‬وال يكون فيما حرم هللا‬ ‫فإن العمل يكون عبادة‬ ‫بشرطين ‪:‬‬ ‫ثانيا‪ :‬النية ‪ :‬حيث ال يصح‬ ‫أوال‪ :‬المشروعية ‪ :‬أي أن‬ ‫العمل إال بها‪ ,‬وال يقبل إال‬ ‫يكون العمل مشروعا‪ ,‬تبيحه‬ ‫باإلخالص‪ ,‬لقوله صلى هللا‬ ‫الشريعة أو تأمر به‪ ,‬وأن‬ ‫عليه وسلم‪( ,‬إنما األعمال‬ ‫يؤدى على الطريقة الشرعية‪,‬‬ ‫بالنيات)‪.‬‬ ‫كالصالة مثال قال الرسول‬ ‫الكريم صلى هللا عليه وسلم‬ ‫(صلوا كما رأيتومني أُصلي)‬ ‫‪19‬‬ ‫خصائص العبادة باإلسالم ‪:‬‬ ‫ج)‬ ‫‪ -1‬أنها مبنية على اليسر ورفع الحرج‪ ,‬قال تعالى (وما َج َع َل علَيكُ ْم في ال ّدِين من َ‬ ‫حر ٍ‬ ‫‪ -2‬ال تحتاج وساطة بين العبد وربه‪ ,‬بل إن المسلم يتوجه إلى هللا مباشرة دون توسط ما‬ ‫يسمى‪ :‬رجل دين‪.‬‬ ‫أثر العبادة في السلوك الفردي والجماعي ‪:‬‬ ‫‪ -‬انخفاض الجريمة ‪ ,‬حيث أن الطريق األقرب لإلصالح في أي دولة هو غرس اإليمان‬ ‫وااللتزام بالعبادة‪ ,‬بدالً من األموال التي تنفقها في مكافحة الجريمة‬ ‫‪ -‬زيادة اإلنتاج ‪ ,‬وتخفيض البطالة‪ ,‬فالعمل عبادة كما كان األنبياء عليهم الصالة والسالم‬ ‫فهل عسيت ُ ْم إن توليتم أن تف ِسدوا في‬ ‫‪ -‬تعزيز العالقات اإلجتماعية ‪ :‬حيث قال هللا تعالى( ْ‬ ‫األرض وتُقطعوا أرحامكُ ْم)‪ ,‬حيث ترك صلة الرحم أمر خطير‪ ,‬وعدم إيذاء الجار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬السعادة حتى في الدنيا ‪ :‬قال تعالى ‪( :‬أال بذكر هللا تطمئِن القلوب)‬ ‫ثالثًا‪ :‬المجال الخلقي‬ ‫الخلق أمر معنوي قلبي‪ ،‬والسلوك هو المظهر العملي للخلق‪ ،‬ينبثق منه ويد ّل عليه‬ ‫‪20‬‬ ‫مكانة األخالق في اإلسالم‬ ‫األخالق هدف مهم من أهداف اإلسالم‪ ،‬قال‪ :‬ﷺ (إنما جنت ألتمم مكارم األخالق)‪ ،‬ولذلك جعل‬ ‫اإلسالم عقيدته وعبادته وأنظمته وشريعته ملفوفة باإلطار الخلقي في كل المجالت‪ :‬في ثنايا‬ ‫النفس وخلجات الوجدان‪ ،‬وفي المجتمع الصغير والكبير‪ ،‬مع هللا‪ ،‬ومع النفس‪ ،‬ومع اإلنسان‪،‬‬ ‫ومع الحيوان‪ ،‬ومع البيئة ومع الكون‪.‬‬ ‫أصول البناء الخلقي‪:‬‬ ‫أي أن االسالم جمع بين الثالثة مصادر والمصدر‬ ‫الرباني هو األساس‪ ,‬حيث أنه معلوم‪ ,‬والمصدرين‬ ‫اآلخرين مصدرين مساعدين وقد وردا في نصوص‬ ‫األصل األول‪:‬‬ ‫متعددة‪ ,‬كما في حديث‪( :‬اإلثم ما حاك في صدرك‪,‬‬ ‫اإللزام‬ ‫وكرهت أن يطلع عليه الناس) حيث إنما تتفق المصادر‬ ‫الثالثة أوتتعارض فيتقدم المصدر الرباني‪.‬‬ ‫ثالثة أعداء يمكن أن تضغط على هذا اإلنسان‪:‬‬ ‫‪-1‬التقليد األعمى‪ :‬فيعيب على الذين يتبعون اآلباء ويقلدونهم دون استعمال عقولهم‪.‬‬ ‫‪-2‬الهوى ‪ :‬وهو السير وراء شهوات النفس وطموحاتها‪ ,‬دون استعمال العقل‪ ,‬ومعرفة الخير من الشر‪,‬‬ ‫قال تعالى( فال تت َّ ِبعثوا ال َه َوى)‪ ,‬النساء ‪135‬‬ ‫‪-3‬الطاغوت‪ :‬وهو كل قوة الضغط تخالف شرع هللا‪ ،‬من حاكم‪ ،‬أو أسرة‪ ،‬أو عشيرة‬ ‫‪21‬‬ ‫يقتضي كل إلزام مسؤولية يتحملها اإلنسان عن أفعاله‪ ,‬ومن‬ ‫ثم فإن اإلنسان مسؤول عن أعماله أمام ربه‪ ,‬وأمام مجتمعه‪,‬‬ ‫األصل الثاني‪:‬‬ ‫وأما نفسه‬ ‫المسؤولية‬ ‫وهو ما يجنيه اإلنسان على أعماله‪ ,‬قال تعالى( من يع َمل‬ ‫األصل الثالث‪:‬‬ ‫َيرا يَرهُ (‪ )7‬و َمن يَع َمل ِمثقَا َل ذرةٍ ً‬ ‫شرا يرهُ)‪,‬‬ ‫مثقَا َل ذرةٍ خ ً‬ ‫الجزاء‬ ‫الزلزلة ‪8-7‬‬ ‫يربط اإلسالم بين أفعال العبد الخلقية وبين اإليمان باآلخرة‪ ،‬يقول رسول هللا ﷺ‪ (:‬من كان‬ ‫يؤمن باهلل واليوم اآلخر فال يؤ ِذ جاره)‬ ‫منظومة األخالق اإلسالمية‬ ‫‪-1‬التعلّم والتعليم‪:‬‬ ‫العلم هو المكون األول لشخصية اإلنسان‪ ,‬وال بد فيه من مراعاة األخالق‬ ‫األخالق‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫الذات ّية‬ ‫أ‪ -‬أخالق المتعلم‪ ,‬ومنها‪:‬‬ ‫اإلخالص‪ ,‬والتأدب مع األستاذ‪ ,‬والجدية في التعلم‪ ,‬والعمل بالعلم‪ ,‬وتعليم‬ ‫الغير‪ ,‬والتعاون مع زمالئه في كل خير‪ ,‬والمحافظة على المؤسسات العلمية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬آداب المعلم‪ ,‬منها‪:‬‬ ‫اإلخالص في التعليم‪ ,‬واخ تيار الموضوعات العلمية وأساليب التربية المناسبة‬ ‫ورفع قدراتهم‪ ,‬وان يكون قدوة حسنة‬ ‫للطبلة‪ ,‬وتوجيه سلوكهم‪22 ,‬‬ ‫‪-2‬آداب العبادة‪:‬‬ ‫العبادة‪ :‬هي المكون الثاني من مكونات الشخصية اإلسالمية‪ ,‬ومنها من‬ ‫اآلداب شرط لصحة العبادة‪ ,‬وهو من قبيل المستحبات‪:‬‬ ‫اإلخالص هلل تعالى فيها‪ ,‬والبعد عن الرياء‪ ,‬قال تعالى( قل إن صالتي‬ ‫ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين) األنعام ‪162‬‬ ‫لرقابته‪ ,‬قال تعالى(قد أفلح المؤمنون الخشوع والخضوع في عبادة هللا‬ ‫واستشعارالرقابته‬ ‫ً‬ ‫استحضارا لعظمته‪,‬‬ ‫ً‬ ‫تعالى‪,‬‬ ‫قال تعالى(قد أفلح المؤمنون الذين هم في صالتهم خاشعون) المؤمنون ‪2-1‬‬ ‫‪-3‬توازن الشخصيّة‪:‬‬ ‫هناك مجموعة من الفضائل ومقابلها النواهي من الرذائل إلنشاء هذا‬ ‫التوازن‪:‬‬ ‫أمر بالحلم وكظم‬ ‫أمر بالتواضع‬ ‫الغيظ ونهى عن‬ ‫ونهى عن الكبر‬ ‫الغضب والتسرع‬ ‫والغرور‬ ‫امرة بالصدق‬ ‫أمر بحب الخير‬ ‫والبعد عن الكذب‬ ‫لآلخرين‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-4‬آداب القلب‪:‬‬ ‫‪)1‬الموازنة بين الخوف والرجاء‪:‬‬ ‫حيث إذا كان العبد خائفًا من دون رجا يئس من رحمة هللا‪ ,‬وإذا كان را ًجا‬ ‫مقصرا ال مبالي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من دون الخوف كان‬ ‫‪)2‬البعد عن الغفلة‪:‬‬ ‫فالعبد دائم التفكير بما يرضى هللا‪,‬ال تشغله شهوات الدنيا عن ذكر هللا‪( ,‬يا‬ ‫أيها الذين ءامنوا ال تلهكم أموالكم وال أوالدكم عن ذكر هللا ومن يفعل ذلك‬ ‫فأول ِئك هم الخاسرين) المنافقون ‪9‬‬ ‫‪)3‬استشعار النعمة‪:‬‬ ‫حالة يستشعر فيها المؤمن نعم هللا تعالى عليه‪ ,‬قال تعالى(وإن تعدوا نعمة هللا‬ ‫ال تحصوها) النحل‬ ‫‪-5‬آداب اللسان‪:‬‬ ‫‪)1‬الذكر في كل األحوال ‪ ,‬حييث يبقى المسلم دائم الصلة باهلل تعالى‪ ,‬في جميع‬ ‫جوانب يومه‪.‬‬ ‫‪ )2‬قول الخير والبعد عن قول الشر‪ ,‬واألمر بالمعرو والنهي عن المنكر‪,‬‬ ‫وإصالح ذات البين‪ ,‬قال تعالى( ال خير في كثير من نجواهم إال من أمر‬ ‫بصدقة أو معروف أو إصالح بين الناس)النساء ‪114‬‬ ‫‪ )3‬الصدق في الحديث‪ ,‬والبعد عن الكذب حتى في المزاح‬ ‫‪ )4‬عدم رفع الصوت أكثر من حاجة السامعين‪ ,‬أال يكثر من الثرثرة‬ ‫والتشدق(هو التطاول على الناس بكالمهم) ومقاطعة اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ )5‬النهي عن آفات اللسان‪ ,‬من غيبة ونميمة وتحقير واستهزاء‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫األخالق‬ ‫‪ -1‬األخالق الزوجيّة‪:‬‬ ‫األسرية‬ ‫أ‪-‬حسن العشرة بين الزوجين‪ ,‬قال‬ ‫تعالى(وعاشروهن بالمعروف)‬ ‫ب‪-‬حفظ أسرار الزوجية‪ ,‬الرجل وامرأته‬ ‫مؤتمنان على حياتهم وتفاصيلها‪ ,‬قال تعالى‬ ‫(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ)‬ ‫البر باألوالد والوالدين‬ ‫‪ -2‬أخالق ّ‬ ‫باألوالد(ذكورا وإناثًا)‬ ‫ً‬ ‫بر اآلباء‬ ‫من أوجه ّ‬ ‫ أن يختار له أما صالحة‪ ,‬واسم جيد‪ ,‬وينفق عليه‬ ‫ أن يحسن تأديبه‪ ,‬يعلمه اإليمان ويدربه على العبادة‬ ‫يبعده عن قرناء السوء‬ ‫ الرحمة بهم والتلطف معهم‪ ,‬تغذيتهم بمشاعر الحب‬ ‫والحنان‪ ,‬رأى أعرابي الرسول صلى هللا عليه وسلم‬ ‫يقبل سبطه صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬فاستغرب وقال‪:‬‬ ‫إنكم تقبلون صبيانكم؟! وما نقبلهم فنظر إليه النبي‬ ‫عليه الصالة والسالم وقال‪( :‬اوأملك لك أن نزع هللا‬ ‫من قلبك الرحمة)‬ ‫ العدل والتسوية بينهم في العطاء‪ ,‬حتى ال يحقدوا‬ ‫على بعضهم البعض‪.‬‬ ‫بر الولد بأبيه‬ ‫من أوجه ّ‬ ‫ الطاعة‪ :‬والنفقة والرعاية‪ ,‬والمؤانسة وكل ما‬ ‫يرضيهما في غير معصية‬ ‫ تجن يبهما اإلهانة والسب‪ ,‬وذلك بالسلوك الحسن‪.‬‬ ‫ برهما بعد موتهما‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫وهي إحدى األمور التي تزيد من توثيق الروابط اإلجتماعية‪ ,‬وذلك‬ ‫أخالق صلة‬ ‫بمساعدتهم ومناصرتهم والوقوف باألفراح واألتراح‪ ,‬كما جعل هللا‬ ‫األرحام‬ ‫تعالى في صلة الرحم وسيلة لزيادة الرزق والبركة في العمر‪ ,‬قال صلى‬ ‫وذوي القربى‬ ‫هللا عليه وسلم‪( :‬ومن أحب أن يبسط له في رزقه‪ ,‬وينسأ له في أثره‪,‬‬ ‫فليصل رحمه)‬ ‫‪)1‬الخلق مع الجيران ‪:‬‬ ‫األخالق‬ ‫وذلك بالمعاملة الطيبة‪ ,‬بحفظ سرهم وأال يطلع على عوراتهم‪ ,‬ويهاديهم‬ ‫المجتمعيّة‬ ‫من طعامه ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم‪ ,‬قال الرسول صلى هللا عليه‬ ‫وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار‪ ,‬حتى ظننت أنه سيورثه)‬ ‫‪ )2‬أخالق األخوة اإلسالمية‪ :‬من هذه االخالق‪:‬‬ ‫☺حبه في هللا وحب الخير له‬ ‫☺إصالح ذات البين‪ ,‬للحفاظ على األخوة‬ ‫☺االلتزام باالخالق في حياتهم االقتصادية‪ ,‬فأوجب األمانة في‬ ‫سائر العقود المالية‪ ,‬واوجب الوفاء بهذه العقود‪ ,‬وحرم الغش‬ ‫والتالعب‪.‬‬ ‫☺ االلتزام باالداب االجتماعية‪ ,‬كآداب الحديث واداب الكالم‬ ‫والطعام والضيافة والزيارة‪...‬‬ ‫☺األمر المعروف والنهي عن المنكر‪ ,‬وهو الرسالة الكبرى لإلسالم‪,,‬‬ ‫وبذلك جعل األمة خير أمة خرجت للناس‬ ‫‪)3‬األخالق مع غير المسلمين‪:‬‬ ‫يأمر اإلسالم بالتعامل مع الناس باألخالق الحسنة بغض النظر عن أديانهم‬ ‫ومعتقداتهم وألوانهم وأجناسهم‪ ,‬قال تعالى (ال ينهاكم هللا عن الذين لم‬ ‫يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن‬ ‫هللا يحب المقسطين)‬ ‫‪26‬‬ ‫‪)4‬األخالق في التعامل مع البيئة‪ :‬قد أمر هللا تعالى اإلنسان بأن‬ ‫يتوافق مع أنظمة الكون‪ ,‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يحافظ المسلم على النظافة عموما‪ ,‬قال رسول صلى هللا عليه‬ ‫وسلم (الطهور شطر اإليمان)‬ ‫ب‪ -‬أن يحافظ على نظافة المياه والطعام ومصادرها وعدم تلويثها‪,‬‬ ‫قال عليه الصالة والسالم (ال يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي ال‬ ‫يجري‪ ,‬ثم يغتسل فيه)‬ ‫ج‪ -‬أن يحافظ على األشجار‪ ,‬حيث طلب من المسلم في أقصى‬ ‫الحاالت والحروب عدم قطع األشجار‬ ‫* وفي الحديث (أن النبي صلى هللا عليه وسلم مرعليه حمار قد وسم في‬ ‫وجهه فقال‪ :‬لعن هللا الذي سمه)‬ ‫قد مر ابن عمر رضي هللا عنهما بفتيان قد نصبوا طيرا وهم يرمونه‪ ,‬أي‬ ‫يجعوه هدفا للرماية‪ /‬فقال ابن عمر‪ :‬من فعل هذا؟ لعن هللا من فعل هذا‬ ‫(إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا)‪.‬‬ ‫*اإلحسان إلى الحيوان‪ ,‬ذلك أن الحيوانات مخلوقات تحس‬ ‫باألذى واإلحسان قال الرسول صلى هللا عليه وسلم (إن هللا‬ ‫كتب اإلحسان على كل شيء)‬ ‫المجال الدعوي‬ ‫قال هللا تعالى‪( :‬ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) النحل ‪١٢٥‬‬ ‫وهي ذات أجر عظيم‪ ،‬وأساليب الدعوة كثيرة‪ ،‬فتذكير الناس دعوة‪ ،‬وإلقاء محاضرة دعوة‬ ‫‪27‬‬ ‫الداعي‪ ,‬وهو كل مسلم عاقل ذكر أو انثى‪ ،‬فالجميع مسؤول عن‬ ‫أوال‪:‬‬ ‫أركان‬ ‫نشر الدين والتوعية‪ ،‬وال بد أن يكون صاحب ثقافة متنوعة‪ ،‬ويشمل ذلك‪:‬‬ ‫الدعوة أربع‬ ‫المعرفة العقلية‪ :‬أي بعرف قواعد اإليمان وقضاياه‪،‬ويعرف الكفر‬ ‫ ‬ ‫وأشكاله ومظاهره‪ ،‬مع التركيز على المخالفات المنتشرة بين‬ ‫الناس في المجال العقائدي‪.‬‬ ‫المعرفة الفقهية‪ :‬الحاجة ويكثر السؤال عنه‪ ،‬من مسائل العبادات‬ ‫ ‬ ‫والمعامالت في الصالة والصيام والحج والزكاة والبيع والشراء‪،...‬‬ ‫مع ضرورة االحتراز عن اإلفتاء بغير علم‪ ،‬أو التسرع في الفتوى‪،‬‬ ‫واختيار األيسر على الناس وعدم فرض األمر ما لم يكن إثما‪.‬‬ ‫المعرفة التاريخية‪ :‬ألن الداعي يستشهد بدعوته بالتاريخ ويجب أن‬ ‫ ‬ ‫تكون معلوماته صحيحة‪ ،‬بدءا من السيرة النبوية وقصص األنبياء‬ ‫إلى التاريخ المعاصر من استعمار ونحوه‪.‬‬ ‫ المعرفة العلمية‪ :‬حيث يحسن بالدعاة أن يلموا بأخبار العلم‬ ‫والمخترعات‪ ،‬وما اكتشفت العلماء من سنن مبثوثة في الكون‪،‬‬ ‫وهذا يساعد في الوصول إلى نفوس الناس‪ ،‬ومن المؤكد أن الداعية‬ ‫يستطيع من خالل األمثلة العلمية أن يبين عظمة اإلسالم‪.‬‬ ‫معرفة الواقع‪ :‬وهي من أهم األمور التي يحتاجها الداعية ألنه يجب‬ ‫ ‬ ‫أن يكون عارفة بما يدور حوله‪ ،‬وبذلك يستطيع االستفادة من‬ ‫الظروف المختلفة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ها هو رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يوجه أصحابه للهجرة‬ ‫إلى الحبشة فيقول (لو خرجت إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا ال‬ ‫يظلم عنده أحد)‬ ‫أ‪-‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المدعو‪:‬وهو اإلنسان بغض النظر عن لونه وجنسه وسنه ولغته‬ ‫ومكانه‪ ،‬والمدعوون يزداد عددهم وينتشرون في أصقاع األرض‪،‬‬ ‫وتتجاذبهم المذاهب واألديان والفرق والتيارات‪ ،‬وبذلك تزداد الحجم‬ ‫المسؤولية على عاتق الدعاة‪ ,‬وهناك للمدعو حقان‪:‬‬ ‫‪28‬‬ ‫األول‪ :‬أن يؤتى ويدعى‪ ،‬فعلى الداعية أن يتحرك تجاه المدعو‪ ،‬وهذا‬ ‫ما فعله عليه السالم بنفسه‪ ،‬كرحلة الطائف‪ ،‬وهو ما كان يوجه أصحابه‬ ‫إليه‪ ،‬كما أنه يبحث عن الحق‬ ‫الثاني‪ :‬من واجب المدعو أن يحترم‪ ،‬فال يجوز احتقار الناس‪ ،‬أو تقليل‬ ‫شأنهم‪ ،‬مهما كانت مكانتهم اإلجتماعية أو اإلقتصادية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المنهج‬ ‫وهو الدين الذي أنزله هللا تعالى‪ ،‬وهذا في غاية الصحة والكمال‪ ،‬وال يحتاج‬ ‫منا إال أمرين‪:‬‬ ‫‪.١‬التأكد من صحة الحديث النبوي‪ ،‬أما القرآن الكريم فكله قطعي االثبوت‬ ‫النبوي)‬ ‫‪.٢‬التأكد من صحة فهم النص الشرعي(القرآن والحديث‬ ‫رابعا‪ :‬األسلوب‬ ‫‪ )1‬استحضار النية في العمل الدعوي‪ ،‬وأنه جزء من العبادة‪.‬‬ ‫‪ )2‬محبة الخير لكل الناس‪ ،‬ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة‪ ،‬قال‬ ‫تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب ألنفسنا من حولك) آل عمران ‪١٥٩‬‬ ‫‪ )3‬أن ال نستعجل ثمار الدعوة‪ ،‬فالمطلوب بذل الجهد‪ ،‬والنتائج على هللا‬ ‫تعالى‪ ،‬والدعوة عمل طويل وثمار الحقيقة عند هللا تعالى‪.‬‬ ‫‪ )4‬أن نستخدم األساليب في أوقاتها ومكانها المناسبين‪ ،‬فلإلقناع العقلية‬ ‫مناسبته‪ ،‬واإلعجاز العلمي في القرآن والحديث مناسبته‪ ،‬والترغيب أو‬ ‫الترهيب وقته‪.‬‬ ‫‪29‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser