مقدمة في الفلسفة العامة PDF
Document Details
Uploaded by RoomyComplex
جامعة عين شمس
2024
سها عبدالمنعم
Tags
Summary
هذا الكتاب هو مقدمة في الفلسفة العامة، من إعداد الدكتورة سها عبدالمنعم، للعام الجامعي 2024-2025. يهدف الكتاب لإلمام بالطالب بموضوعات الفلسفة المختلفة، وتحديد ماهية الفلسفة، وخطوات المنهج الفلسفي.
Full Transcript
إعداد الدكتورة سها عبد املنعم شبايك أستاذ الفلسفة اليونانية واالسالمية العام الجامعي 2025 - 2024 وحدة ضمان الجودة مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد...
إعداد الدكتورة سها عبد املنعم شبايك أستاذ الفلسفة اليونانية واالسالمية العام الجامعي 2025 - 2024 وحدة ضمان الجودة مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد كلية البنات – جامعة عين شمس توصيـــف مــقـــرر دراســـي -1بيانات املقرر : الفرقة /المستوى :أولى علم نفس اسم المقرر :مقدمة في الفلسفة العامة الرمز الكودي 100 :فل عام وانتساب عملي: نظري4 : عدد الوحدات الدراسية4 : التخصص :فلسفة أن يتعرف الطالب على ماهية الفلسفة من خالل موضوعاتها المختلفة ومباحثها وذلك -2هدف املقرر: من خالل إلمام الطالبة بأهمية التجربة الفلسفية لإلنسان بوجه عام. -3املستهدف من تدريس املقرر : Intended learning Outcomes أن تكون الطالبة لديها القدرة على أن : أ -املعلومات واملفاهيم: .1تعرف طبيعة الفلسفة. Knowledge and understanding .2تحدد بداية التفكير الفلسفي. .3تحدد بشكل دقيق المصطلحات الجوهرية لهذا الفكر. تناقش كيفية تطور الفكر الفلسفي. .1 ب -املهارات الذهنية : تحلل الطالب المباحث الرئيسية للفلسفة. .2 Intellectual skills تقارن بين الفلسفة والعلوم األخرى. .3 تطبق خطوات المنهج على قراءة بعض النصوص الهامة. .4 .1التدريب بدقة على تحليل بعض النصوص الفلسفية الهامة. ج -املهارات املهنية : .2المشاركة بفاعلية في إعداد بحوث حول إسهامات الفالسفة في ميادين الفلسفة المختلفة. .3استخراج تقارير عن طريق استخدام شبكة المعلومات الدولية عن اهم المؤلفات في مجال الفكر الفلسفي. .1إكساب الطالبة الثقة من خالل جماعات تعاونية نقاشية عن موضوعات د -املهارات العامة : الفلسفة. General skills .2المقارنات والنقد بموضوعية تساعد الطالب على حل المشكالت. .3التعلم الذاتي من خالل قراءة وتلخيص وعرض النصوص المختلفة. 1 وحدة ضمان الجودة مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد كلية البنات – جامعة عين شمس ماهية الفلسفة. .1 -4حمتوي املقرر : الدهشة والتساؤل الفلسفي. .2 Course Content نشأة الفلسفة بين الشرق والغرب. .3 أهمية الفلسفة. .4 أ.دور الفكر الفلسفي في الحياة اإلنسانية ب.اهم خصائص التفكير الفلسفي ت.الفلسفة والحضارة اإلنسانية ث.غاية الفلسفة عالقة الفلسفة بمجاالت الفكر. .5 أ.عالقة الفلسفة بغيرها من مجاالت الفكر. ب.عالقة الفلسفة ببقية العلوم اإلنسانية. المباحث الرئيسية للفلسفة. .6 أ.مبحث الوجود. ب.مبحث المعرفة. ت.مبحث القيم. .7محاضرات. -5أساليب التعليم والتعلم: .8تجميع مادة علمية. Teaching and Learning Methods .9مناقشات. .10امتحان شفهي. اختبار شفهي .1 -6أساليب التعليم والتعلم للطالب ذوي مناقشات جماعية .2 جمع مادة .3 االحتياجات اخلاصة : اختبار تحريري. .4 Teaching and Learning Methods of Disables -7تقويم الطالب Students Assessment : .1ملف إنجاز الطالب (تحديد مصطلحات-مقارنات) لقياس المهارات المعرفية األساليب المستخدمة: لقياس المهارات الوجدانية .2جماعات نقاشية تعاونية لقياس المهارات المعرفية والفهم .3اختبار تحريري األسبوع ( ) 6 -2 القياس رقم ( )1ملف إنجاز الطالب ب -التوقيت : القياس رقم ( )2المناقشات الجماعية األسبوع ( ) 8 – 7 األسبوع ( األخير ) القياس رقم ( )4اختبار تحريري 2 وحدة ضمان الجودة مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد كلية البنات – جامعة عين شمس أوزان التقويم : ج -توزيع الدرجات : % اختبار نصف الفصل الدراسي اختبار نهاية الفصل الدراسي % 60 % اختبار شفوي % اختبار عملي % 40 أعمال فصلية % أنواع أخرى من التقويم ـــــــــــــــــــــــــــــــ % 100 المجموع -8قائمة الكتب الدراسية والمراجع :List of References أ -مذكرات Course note د.سها عبد المنعم :محاضرات في مدخل إلى الفلسفة العامة ب -كتب ملزمة ) Required Books ( Text Books د /توفيق الطويل – أسس الفلسفة – دار النهضة العربية .1990 .1 ج -كتب مقترحة د /احمد فؤاد األهواني – في عالم الفلسفة – مكتبة النهضة المصرية. .2 Recommended Books د /سهير فضل هللا – الفلسفة اإلنسانية في اإلسالم – دار النهضة .3 العربية. د /فوقية حسين – فلسفة القيم – سنة.1984 .4 د /نازلي إسماعيل – الفلسفة اليونانية من سقراط إلى أفالطون. .5 تاريخ الفلسفة الغربية – برتراند راسل – الجزء األول الفلسفة القديمة .6 – والجزء الثالث الفلسفة الحديثة. Encyclopedia of philosophy / London & New .7 York Burnet, J Greek philosophy, Thalee to Plato, .8 London, 1953 موسوعات الفلسفة (العربي منها واألجنبي) رئيس مجلس القسم العلمي :أ .د /منال الرفاعي أستاذ المادة : :أ .د /سها عبدالمنعم 3 1 جدول احملتويات جدول احملتويات جدول المحتويات 1............................................................ مقدمة 5........................................................................ الفصل األول :مجال الفلسفة9................................................. الفلسفة وموضوعاتها 11............................................... أهمية الفلسفة للفرد والمجتمع 13...................................... الفيلسوف وبرجه العاجي 15............................................ ماهية الفلسفة 17........................................................ تعريفات الفلسفة 19..................................................... التعريف األول 20...................................................... التعريف الثاني21...................................................... التعريف الثالث 21..................................................... ما هي العلوم المعيارية؟ 21............................................. في الفكر اليوناني23.................................................. : في الفكر اإلسالمي24................................................ : في الفكر الحديث25.................................................. : في الفكر المعاصر25.................................................: خطوات الموقف الفلسفي 26............................................ خصائص التفكير الفلسفي 28........................................... نشأة التفكير الفلسفي 29................................................ الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغيرها من المجاالت 33....................... جدول احملتويات 2 الفلسفة والعلم35........................................................ مهمة العلم جزئية ووصفية 35......................................... مهمة الفلسفة كلية وتعليلية 36......................................... إجمال الفروق بين الفلسفة والعلم 37................................... الفلسفة والدين 39....................................................... المنطلق الفلسفي والمنطلق الديني40................................ : الفلسفة اليونانية 43..................................................... مرحلة الفالسفة السابقين على سقراط 43.............................. المدرسة األيونية 44.................................................... المدرسة األيلية 47..................................................... المدرسة الذرية 49..................................................... تطور التفكير الفلسفي نحو اإلنسان 50................................. السوفسطائيون 51...................................................... الفصل الثالث :عصور الفلسفة 65............................................ العصر الوسيط 67....................................................... مفهوم الفلسفة في المحيط اإلسالمي67................................ المقصود بالفلسفة اإلسالمية 68........................................ علم الكالم 70........................................................... الفلسفة 70.............................................................. التصوف 71............................................................ عوامل نشأة الفكر الفلسفي عند المسلمين71.......................... العوامل الداخلية 72.................................................... القران والسنة 72....................................................... الجدل مع أهل الكتاب 74............................................... العوامل الخارجية 75.................................................. الكندي 77.............................................................. ابن رشد79............................................................. 3 جدول احملتويات دور اإلسالم في تطور الفكر الفلسفي 82............................... العصر الحديث 84....................................................... بيكون 85............................................................... ديكارت 87............................................................. الفلسفة المعاصرة 92................................................... الفصل الرابع :مباحث الفلسفة 95............................................ مبحث الوجود أو (األنطولوجيا) 97..................................... فالسفة اليونان 97...................................................... مذاهب الفالسفة في تفسير الوجود 98................................. مبحث المعرفة أو (االبستيمولوجيا) 102.............................. تعريف المعرفة 102................................................... إمكانية المعرفة 103................................................... مصادر المعرفة 106.................................................. أصحاب المذهب التجريبي 108....................................... أصحاب المذهب الحدسي 110........................................ طبيعة المعرفة 111.................................................... مبحث القيم أو (االكسيولوجيا) 113.................................... أوال :قيمة الحق 115................................................... الحق في العصر اليوناني118......................................... العصور الوسطى119................................................. العصور الحديثة 120.................................................. ثانيا :قيمة الخير 120.................................................. قيمة الخير عند فالسفة اليونان 121................................... قيمة الخير في اإلسالم 124............................................ ثالثا :قيمة الجمال 126................................................. علم الجمال وعالقته بالفلسفة 128..................................... فلسفة الجمال عند المسلمين 134...................................... جدول احملتويات 4 الجمال في الفكر المعاصر 137....................................... رابعا :قيمة الحب 139................................................. الحب في اإلسالم 143................................................. الحب في الفكر المعاصر 147......................................... السالم 148............................................................. قائمة المراجع 161........................................................... أوال :المراجع العربية 163.............................................. ثانيا :المراجع األجنبية 166............................................ 5 مقدمة مقدمة الحمد هلل الصالة والسالم على رسله الكرام مشاعل الهدى والنور وبعد. قديما قيل إن الفلسفففففة هي علم العلومه ألنها تلففففع للعلوم أسففففسففففها الن رية وروابطها وتحدد آفاقها ومعالمهاه وهي إذن ليسففت مختصففة بالعلوم اإلنسففانية وحدها بل تشمل جميع معارف اإلنسان ومباحثه. فالفلسفففة في جوهرها تعد بحثا عن الحقيقة وسففعيا ورام معرفتهاه ف ن هذا أمر يهم كفل إنسفففففان بمفا هو إنسفففففانه والحقيقفة أو بمعنى أديه معرففة الحقيقفةه من األمور التي ال يمكن أن تؤخذ تقليدا عن اآلخرينه ألن هذا يعني أن المقلد يلغي عقله وفكرهه ويعني في النهاية أيلا أنه يتنازل عن إنسانيته. إن دراسفة الفلسففة ودراسفة مذاهب وأفكار الفالسففة هو سفبيل اإلنسفان الوحيد نحو التدريب على كيفية التفكير العقلي المسفتقله وهو السفبيل إلى تربية العقلية النقففديففة القففادرة على الحوار مع األخر ووزن أفكففاره بميزان العقففل.وليعلم الجميع على امتداد رقعة العالم اإلسفففالمي والعربي أن أجدادهم من المسفففلمين كانوا أكثر وعيا بدور الفلسففة ودراسفتها في إثرام الفكر ونشفر الدين بين األمم التي دخلفت في اإلسفففففالم بعفده لقفد كفانفت ثقفاففة تلفف األمم ثقفاففة فلسففففففيفة يونفانيفة وعندما وجد أجدادنا ذلف درسفففوا هذه الثقافة اليونانية ونقلوا إلى العربية عيون مقدمة 6 الكتب الفلسفففية والعلمية اليونانية وشففرحوها وكان أن تكونت المدارا العربية في مختلف فروع المعرففة العلميفة.وكفان وعى أقطفاب وزعمفام هفذه التيفارات الفلسفففية والمدارا العلمية بدور المنطق والفلسفففة خطيرا لدرجة أنهم اعتبروا في أي أن دراسفة المنطق والفلسففة هي البوابة الحقيقية واللفرورية للتخصف فرع من فروع المعرفة األخرى. وكان ذلف هو سففر تقدمهم وريادتهم.وعلينا أن نعى أن السففبب الحقيقي للجمود وفقدان الرغبة في االجتهاد هو التوقف عن ممارسفففة الت مل الفلسففففي والتوقف عن مواصفلة اإلبداع وممارسفة الحرية الفكرية واللجوم إلى الطري العقيمة في شفففففرق مفا قفالفه األجفداد في كفل مجفاالت الحيفاة بحجفة أنهم األئمفة ونحن ال نملفف قدرتهم على االجتهاد واإلبداع رغم أن تجدد مشففففكالت الحياة وكثرة ما يطرق من قلفايا جديدة يتطلب باسفتمرار االجتهاد سفوام على الصفعيد الديني أو على الصعيد الت ملي الن ري. على تنميفة قفدراتنفا العقليفة دائمفا إن حيفاتنفا المعفاصفففففرة تتطلفب منفا الحر واكتسفاب المزيد من المعرفة بقلفايا العصفر ومشفكالتهه ولنكون قادرين على المشففففاركة الفعالة في كل ما يجرى من حولنا من تطوراته إن لم يكن بالقدرة على الفعل الفعلي فعلى األقل بالقدرة على أبدام الرأي. إذن ليا المطلوب منف بعد ذلف إال نشفر الوعي ب همية الدرا الفلسففي وأهمية القرامة في الفلسفة فيمن حولف في مجتمعفه ليا بغرض حف مذاهب الفالسفة أو التمسفف بررائهمه بل بهدف اكتسفاب هذه القدرة على التفلسفف أي القدرة على التحليل العقلي للقلففففايا والمشففففكالت التي يواجهها اإلنسففففان في أي عصففففر وليجرب كال منا بعد ذلف هذه الطريقة العقلية في الفهم وفى اسفففتشفففراف آفاي 7 مقدمة المسففتقبل من هؤالم الفالسفففة الذين قرأ مذاهبهم وتعرف على كيفية مواجهتهم لمشكالت عصرهم وتقديم الحلول لها. لذلف كان الهدف من هذه الدراسفففة هو تعريف الطالب ب همية الفلسففففة ودورها في تحفيز الطالب على عدم الوقوف سففلبيا أمام ما يتلقى من حقائق ومعلوماته وإنما يتسفامل حولهاه ففي ذلف صفحوة عقلية كبرى ويق ة فكرية يمكن أن ت تى ب بلغ ما يتمنى الدارا من نتائج وهذا ال يتم إال بدراسففففة العلوم الفلسفففففية من منطق وعلم جمال وعلم أخالي. مقدمة 8 9 الفصل األول :جمال الفلسفة الفصل األول :جمال الفلسفة 10 11 الفصل األول :جمال الفلسفة الفلسفة وموضوعاتها الفلسففففففة لف معرب عن اليونفانيفةه وهو في اللغفة مركفب من مقطعين الفيلو صفففففوفيفاى بمعنى حفب الحكمفة.والحكمفة في ذاتهفا أرقى أنواع المعرففة ألنهفا المتصفف بها ملكة تتناول المسفائل الكبرى العويصفة الدقيقةه وبالنسفبة للشفخ تكسفبه جودة الحكم وحسفن التصفرف.وكان قدمام العلمام والمصفلحين يسفمون أنفسففهم أو يسففميهم الناا حكمامه فرأى فيثاغوراه أن الحكمة بمعناها التام ال تتفق لإلنسفانه وأن الواحد منا يعاني مشفقة أي مشفقة في تحصفيلهاه ويقلفى في ذلف العمر كله وال يبلغ إلى الغايةه فالحكمة معرفة نطلبها ون خذ منها بنصفففيب دون أن نستوعبهاه فلسنا حكمام ولكنا طالب حكمة ومحبوها أي فالسفة. لذلف فالحكمة أنبل المعارفه والمتصف بها أنبل الناا.قال تعالى: ﲶﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﱠ ﲷ ﱡﭐﲳﲴﲵ البقرة269: فالحكمة أسففمى شففيم في الحياة.وليسففت الحكمة الن ر بالبصففر فحسففبه بل بالبصففر والقلب معاه أو بعين الحا والعقل إلى هذا العالم الذي وجدنا فيه.وقد يقول قائل :وهل يوجد من ال ين ر؟ فنجيب :نعمه الن مع م الناا ال يستفيدون من حواسهمه وتقع أمامهم األشيام المختلفة وهم ال يشعرون.وقد حث هللا تعالى على الن ر فقال: ﲓﲕﲖﲗﱠ الذاريات21 - 20 : ﲔ ﱡﭐﲍﲎﲏﲐﲑﲒ الفصل األول :جمال الفلسفة 12 وقففال :ﱡﭐ ﳂ ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌ ﱠ الحج.46 : ولكل إنسففان ن رة في الحياة :في أصففلها وغاياتهاه وفى مصففير هذا اإلنسففانه وفى البعث والخلوده وفى الخير والشفر....فهذه أسفئلة البد أن كل واحد قد فكر فيهفاه وانتهى إلى رأى حقفا كفان أم بفاطال.ف ن قلفت :ومن النفاا من يقف مترددا ال يستطيع أن يتبين الطريقه قلنا :غن الشكاف والالأدريين من الفالسفة. وعلى هذا نسففتطيع أن نقول :إن كل إنسففانه وما دامت له ن رة في الحياة فهو فيلسوف. ويذهب األسفففتاذ فروسفففت في مقدمة كتابه إلى أن كل إنسفففان فالحا كان أم من رجال الماله كاتبا أم قائداه حاكما أم محكوماه فهو فيلسفوف بمعنى الكلمة.ذلف أن اإلنسففان بما هو إنسففانه قد وهب دماغا راقيا وجهازا عصففبياه فالبد له من التفكيره والتفكير مطية الفلسفة. وعلى ذلف ف نه ال يوجد -في الغالب -إنسففان ال يتفلسففف أو على األقل ف ن لكل منا في حياته لح ات يكون فيها فيلسفففوفا ين ر ويت مل ويحاول الوصفففول إلى أعماي األمور. وليسفففت الفلسففففة إال نتاجا للن رة الفاحصفففة للعقل البشفففرى إلى هذا الوجوده وتطلعفا مشفففففروعفا من جفانفب هفذا العقفل إلى إدراف المبفادذ األولى في هفذا الوجود.ومحفاولفة لحفل ألغفاز الحيفاة في األسفففففئلفة التفاليفة :من نحن؟ وإلى أين نذهب؟ وما أحسفن سفبيل للوصفول إلى هذا المصفير؟ والعقل قبا من نور هللاه أو كما يقول اإلمام الغزالي" :من نور هللا".ويحاول العقل أن يكشفف بهذا النور "مجاهل الوجود وشففعابه فيتتبع الموجودات ويحاول أن يدرف ماهياتها وشففكلها 13 الفصل األول :جمال الفلسفة مرتقيا من علة إلى علة حتى يصففل إلى الغاية القصففوى التي هي العلة األولى والتي كان كل شيم بها ومن أجلها". ومن ذلفف يتلفففففأ لنفا أنفه على الرغم من نفور جمهور النفاا من التفلسفففففف وتشفكيكهم في جدية الفلسففة وقيمها ومحاولتهم صفرف اإلنسفان عن البحث في قلفففففاياها الكبرىه وبالرغم من هذا كلفه ف ننفا جميعفا من عامتنفا إلى خاصفففففتنا نتفلسففه بدرجات متفاوتة.وإن كان البغض منا ال يريد أن يسفلم ب نه يتفلسفف. فالفلسفففة في واقع األمر ليسففت بالشففيم الدخيل على اإلنسففانه فحياته حلقات متصلة من الفكر والت مل. وهكذا نجد أن الفلسفففففة ليسففففت نبتا غير طبيعي في المجتمع وإنما هي اهرة إنسففانية مالزمة لوجود اإلنسففانه ولن تزول هذه ال اهرة من الحياة طالما كان هناف إنسان في هذا الوجود. أهمية الفلسفة للفرد واجملتمع تمثل الفلسفففة لإلنسففان المعاصففر بعدا هاما من أبعاد وجودهه ونافذة يطل منها على الوجود العام الذي التحم وجوده به التحاما مباشرا. فهي مجموعة من المواقف تمتزج بكيان اإلنسففان ويعيشففها في نفسففهه ثم يعبر عن ذلف كله تعبيرا كليا وال يقف عند الجزئياته فيناقش مثال وجوده اإلنسفففاني بصفة عامة ومركزه في الوجود من حولهه وكيفية تعامله مع اآلخرين. فبحر الفلسفففة واسففع بل أوسففع مما نتصففوره فمن خالل دراسففتنا للفلسفففة نتبين أهميتها في تعميق أفكارنا وتوسفففيع مداركنا ورؤيتنا العميقة لاشفففيام وليسفففت رؤية سفطحيةه فصفلة الفلسففة بالحياة صفلة وثيقة وعميقة فن رتنا الفلسففية البد الفصل األول :جمال الفلسفة 14 أن تكون ن رة كليفة شفففففاملفة إلى كفل نواحي حيفاتنفا االجتمفاعيفة واالقتصفففففاديفة والسفياسفية أيلفا تكون ن رة إلى واقعنا المعاصفر بكل ما يحتويه من تناقلفات وصففففراعات فنحن بحاجة أن نعرف طريقنا وسففففط كل هذا الصففففراع ليحدد اإلنسفففان أين يلفففع قدمه وما هي حدود مسفففؤليته في إزالة الغبار من طريقه وطريق اآلخرين. إذن لكل إنسففان فلسفففته الخاصففة في الحياة أي له وجهة ن ر وأسففلوب معالجة للمسففففائل التي يواجهها يختلف فيها عن غيره ليكون مجموعة من المبادذ التي يسففترشففد بها في حياته الشففخصففية واغلبها تتعلق بحياته العملية أي معامالته على تعميق وأفعاله وتقديره للفلفففيلة من عدمه غير أن من الناا من يحر مبادئه هذه من اجل ت صففيلهاه بحيث تنتهى إلى أسففا ومقومات ن رية تدعمها هفذه اآلرام عنفدئفذ ينتقفل اإلنسفففففان من المرحلفة الفدارجفة أو العفاديفة إلى مرحلفة التفلسففف ألنه اصففبأ يبحث عن األسففا الن رية التي تدعم هذا األمر أو ذاف وعفادة مفا يكون هفذا اللون من المواقف المتعمقفة نفاتجفا عن حيرة وقلق يؤديفان ه وهذا الموقف موقف على مسففتوى عال من في النفا والتمحي إلى الغو القدرة على التعرف على الحقائق. مثال الرجل العادي يتصرف وفق ما هو سائد من مفاهيم في مجتمعه مع إمكان تغير طفيف فيها يميزه عن غيره ويمثل مسفتوى وسفط بين المقلد والمت مل ت مال متعمقاه أما المت مل المتعمق كالعالم أو الفيلسفوف بالمعنى الرفيع فانه يحاول أن يقوم بعملية تن ير لهذه المفاهيم السفائدة أي ولفع ن رية أو مذهبا فكريا لناحية أو أكثر من نواحي الحيفاة في أي مجفال من مجفاالتهفا يتعلق بفالوجود وفهمفه أو المعرفة وإتقانهاه أو القيم وت صففففيلها وقد يكون أسففففلوبا ن ريا بحتا أو ن رية ترتبط بالعمل أو اتجاه إلى النفعية. 15 الفصل األول :جمال الفلسفة مع الولفع في االعتبار أن فكر الفيلسفوف لم ي تي من فرا وان الفكر اإلنسفاني حلقة متصفففلة السفففابق البد أن يؤثر في الالحق فالفكر البشفففرى كل ال يتجزأه ترتبط حلقاتهه وتتطور من المالفي إلى الحالفر بحيث ال يتيسفر فهم المذاهب الحديثة إال حين ترد إلى أصفففولها التي نشف ف ت عنهاه وكلما رجعت إلى اصفففل رأيت أنها تحتاج في فهمه إلى الرجوع إلى األصففل الذي سففبقهه يتسففلسففل بف األمر حتى تبلغ األصففففل األول الذي نبعت منه الفلسفففففةه وهى كما تعلم لف ة يونانية اسفتحدثها اإلغريق للداللة على هذا اللفرب من التفكير فاألصفل األول للفلسفففة بمعناها الذي اصففطلحنا عليه هر في اليونان في القرن السففادا قبل الميالده و ل ينمو حتى بلغ ذروته عند سقراط ثم أفالطون وأرسطو. الفيلسوف وبرجه العاجي الفلسففة إما أن تكون حية متصفلة بالجمهوره وإما ميتة قاصفرة على المدارا. وقد مرت على الفلسففة أدوار كثيرة كانت فيها مزدهرة حين اسفتجاب الفالسففة للبيئة التي يعيشفففون فيهاه ودققوا الن ر في الن م القائمة في المجتمع أصفففالحه هي أم غير صففالحةه وحاولوا أن يفسففروا طبيعة الكون تفسففيرا يالئم عصففرهم من جهة ويفلفي إلى التقدم باإلنسفان وخيره وسفعادته من جهة أخرى.ولم يكن ذلف كله ميسففورا إال إذا نزل الفيلسففوف من برجه العاجي الذي يعكف فيه على نفسفه إلى ميدان الحياة ويناقش ويجادل ويرشفد ويعلمه حتى يبث أفكاره الجديدة ويفدافع عنهفاه ويف خفذ بيفد النفاا فينقلهم من فكر قفديم أصفففففبأ ال يالئم روف الحيفاة القفائمفةه إلى فكر جفديفد يتفق مع مفا ينبغي أن تكون عليفه الفدولفة في تقفدمهفا وأخذها ب سباب الرقى. الفصل األول :جمال الفلسفة 16 ومن هنا تكمن أهمية الفلسففة ف ذا رجعنا إلى فالسففة اليونان رأينا الفلسففة كانت حية على أيديهم التصفففال هؤالم الفالسففففة بالحياة والناا فهذا فيثاغورا كان صفاحب مدرسفة تلفم آالف من التالميذ وسفقراط يعلم في المالعب والبسفاتينه وافتتأ أفالطون األكاديمية وذهب إلى صففففقلية يعلم ملكها الفلسفففففة حتى يطبق ن ريته في المدينة الفالفففففلة.وكانت مدرسفففففة أرسفففففطو جامعة على المعنى الحفديفثه فيهفا مجموعفات من أصففففنفاف النبفاتفات والحيوانفات والخرائط حتى ال يقتصر البحث الفلسفي على مجرد الن ره وهو إلى ذلف معلم اإلسكندر. ولم تقتصففر هذه الحياة التي نصففف بها الفلسفففة على صففلة الفالسفففة بالحكام والجماهير يعلمونهم في مدارسفهم تعليما من ما أو يؤلفون لهم الرسفائل والكتب التي يقرأهفا النفاا إذا كفانوا بعيفدين عن تلفف المفداراه بفل تمثلفت تلفف الحيفاة في تطور أفكار كل فيلسففوف مع تقدمه في السففنه الن التطور سففنة كل كائن حي. "ففالقوانين" التي كتبهفا أفالطون في أواخر حيفاتفه تختلف في أسفففففاسففففهفا عن "الجمهورية" ألنه عدل عن كثير من آرام الشففففبفاب فلمفا أصفففففبحت الفلسففففففة "مدرسفففية" يقنع فيها طالب الفلسففففة بحف كتب القدمام وشفففرحهاه ماتت على أيديهمه وأصففففبحت عبارات ال تفيد معنى مع انقطاع صففففلتها بالحياة الجديدة. وبين حين وآخر ي هر بعض المفكرين األحرار الذين ينفلففففون عن أنفسففففهم غبار الفلسفففة القديمةه ويت ملون من جديد في طبيعة الكون على لففوم العصففر الذي يعيشفون فيهه وينشفئون فلسففة جديدةه ينفخون فيها الحياة من حياتهم حدث ذلف حين نقلت الفلسفففة اليونانية إلى العرب ف هر الكندي والفارابي وابن سففينا وابن رشده وازدهرت الفلسفة على أيديهم.وحدث ذلف في عصر النهلة حيث ثار بيكون وديكارت على تعاليم أرسففطوه وولففعا بنيان الفلسفففة الحديثة.وال تزال الفلسففففة منذ عصفففر النهلفففة إلى األن سفففائرة في طريق التطور بحيث 17 الفصل األول :جمال الفلسفة تتالمم مع الحياة المعاصففرة الشففديدة التغير والتقلب.تلف هي مهمة الفلسفففة ما أسماها من مهمة. ماهية الفلسفة تعتبر الفلسفففففة من أقدم م اهر المعرفة اإلنسففففانية وهي أم العلومه وبرغم أن الفلسففة سفاعدت مع م العلوم والفنون بذاتها وتحديد مجاالتها ف ننا نجد صفعوبة في التعريف بنفسها نتيجة اختالف المذاهب الفلسفية. تقوم الفلسفة على اإليمان بان ماهية اإلنسان وثروته الحقيقية ال تكمن في إشباع الحاجات اللفروريةه وال في أن يصفبأ "سفيد الطبيعة" ومالكهاه ومسفخرهاه بل في قدرته على رؤية الموجوده بكل ما هو موجوده وليسفففت الفلسففففات الكبرى سفففففوى مجموعة من التجارب الكبرى عن الوجود في كليته.كما أن الفلسففففففة القديمة ق د بينت أن اقصففى كمال يمكن أن تبلغه هو أن يرسففم في نفوسففنا ن ام األشففيام الموجودة في مجموعهاه وهذا كله يتلففمن في تحديدنا لفعل التفلسففف بفانفه تجفاوز لعفالم كفل يوم.ولكن تجفاوزه إلى أين؟ع إلى عفالم "أخر" كلي ورام هفذا العفالم الجزئي؟ أم إلى عفالم حقيقي ورام عفالم الم هر؟ هفل تقف عنفد ذلفف العفالم أم يحتم علينفا فعفل التفلسفففففف -أي فعفل العلو الفذي ال يقف عنفد حفد -أن يتجفاوزه بفدوره إلى عفالم أخر ورامه وهكفذا إلى مفا ال نهفايفة؟ أال يمكن أن ينتهي بنفا ذلفف إلى الفرا والعفدم فتحق علينفا التهمفة التي يلصفففففقهفا بنفا العمليون الناجحون وأصففففحاب الفترة السففففليمة؟ أيكون الرد عليهم أن من يتجاوز "كل شففيم" البد أن يتجاوز الشففيم ولففدهه أي الوجود والعدم جميعا؟ والى أين إذا وأي شيم نجنيه من هذا االرتفاع؟ وماذا يعود علينا وعلى عالمنا منه؟ الفصل األول :جمال الفلسفة 18 أيا كانت اإلجابة على هذه األسففففئلة فال شففففف أن كال العالمين ينتهي إلى عالم اإلنسفففففانه وانه وحده -دون سفففففائر الكائنات من جماد أو نبات أو حيوان -هو القادر بفلففففل العقل على الوجود في العالم بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة.والبد أن نلففففيف إلى هذا انه هو الكائن الوحيد الذي يقدر على العلو واالرتفاع فوي هذا العالم وفوي ذاته وكل شيم على وجه اإلطالي. إن حياة الت مل والن ر ليسفت حياة بشفرية خالصفةه وإنما هي شفيم يسفمو فوي البشفرية.الن في اإلنسفان نفسفه شفيئا يفوي اإلنسفان.بيد انه ين ر ويت مل -أي قدماه في الوحل تكون يتفوي على اإلنسفففان -بما هو إنسفففانه وبقدر ما تغو قفدرتفه على التطلع للنجوم بقفدر مفا ينغما في أعمفاي الواقع اليومي بقفدر مفا يرتفع فوقه ليراه في كليته.ومن ثم هذا الولفع الغريب الفاجع :سفقراط يغو "حافي القدمين" في حارات أثينا وفى نفا الوقت يحلق فوي السفحبه يكون في كل لح ة يتجاوز فيها مع الناا في العالم وخارجهه ويس ل عن هذا الشيمه أو ذاف ويسف ل في نفا الوقت عن الكله يتكلم عن المعرفة والعدالة والفلفيلة.... الخ. ويسعى في نفا الوقت إلى ماهية المعرفة و"جوهر" العدالة و"حقيقة" الفليلة. انه كل سفففؤال فلسففففي حقيقي إنما يسف ف ل عن "كل" ما هو موجوده عن ماهيته وحقيقته األخيرةه إذ ليا سؤاال فلسفيا ذلف الذي ال ينصب على "الكل"... إذن ليسففت الفلسفففة حديثا حافال بالغموض تثير مشففكالت ال عالقة لها بالواقع وال هي كنز من األسفرار يسفتعصفي على العقل فهمهه لنها مرشفد للفكر يشفحذه لإلبداع ويلقى اللففوم على كثير من األفكار التي يسففلم بها أكثر الناا تسففليما بغير نقد وال اختيار. 19 الفصل األول :جمال الفلسفة ومن هنفا كفان للفلسففففففة ذلفف الطفابع التي يجعلهفا تحليال للفكر اكثر منهفا تركيبفا وتف ليففا وبهفذا المعنى عرفهفا اليونفان القفدمفام ففاطلقوا عليهفا هفذا االسفففففم محبفة الحكمة الن الحكمة ال تتم لإلنسفان وإنما حسفبه أن يسفعى إليها فيتسفامل ويناقش ليرلى حاجته للمعرفة ذاتها ولقد أوتي أقوام كثيرة من قبل اليونان ومن بعدهم بهفا اليونفان كفانفت فريفدة علمفا وفكرا وحلفففففارة وفنفا ولكن الحكمفة التي اخت من نوعها واليها وحدها ينصففرف اسففم الفلسفففة بمعناها الدقيق فاليونان هم أول من أثار المشففكالت وقدم المنهج والمصففطلأ الذي سففارت عليه الفلسفففة حتى اليوم ومذاهبهم التي جادت بهفا قرائأ فالسففففففتهم قد امتدت إلى تفسفففففير الكون والحياة اإلنسففانية على السففوام حتى امكن أن نقول إنهم أول من جدد مشففكالت الفلسففة واتجاهاتها الرئيسفية عندما ناقشفوا حقيقة الوجود ومبدأه وأثاروا البحث عن طبيعة المعرفة اإلنسانية وملوا يتساملون ما الحق وما اليقين؟ وكيف تبلغ الخير وتحقق الجمال؟ وكيف تحققت المعجزة اليونانية في القرن السففففادا قبل الميالد على حد قول األوربيين. والخالصفة أن الفلسففة تقوم بتفسفير الحياة والمبادذ التي توجه الحياة اإلنسفانية فهي منهج من مناهج الفكر يلتزم اإلنسان فيه بالن رة الكلية إلى الوجود وعالقة اإلنسان به. تعريفات الفلسفة يرى الدكتور يحيى هويدي من خالل مؤلفه مقدمة في الفلسففة العامةى إن البدم بتعريف العلم خطوه أولى جرى عليهففا المؤلفون في العلوم المختلفففة.ولكن البحث في التعريف مهمة شففاقة عسففيرة أدني أن تكون الخطوة األخيرة من أن تكون الخطوة األولى الن اإلنسفان ال يصفل إلى تحديد مولفوع دراسفته تعريفه الفصل األول :جمال الفلسفة 20 تعريفا جامعا شففامال إال بعد أن يكون قد الم بمختلف ميادينهه ولما المشففكالت التي يعالجها.هذا فلفففال عن أن التعريف الذي يقدمه المؤلف للعلم الذي يبحث فيفه ي فل دائمفا صفففففيغفة جوففام بعيفدة عن روق القفارذه وال يمتزج أبفدا بكيفانفهه وي ل العلم مولففوع التعريف تبعا لذلف في ن ر القارذ.أو الطالب يمثل بنام من المعرفة ال صفلة بينه وبين الحياة التي يحياها.وال تلبث الشفقة بين هذا العلم والحيفاة في االتسفففففاعه ومن ثم تفشفففففل جميع المحفاوالت التي يبفذلهفا بعفد ذلفف لتليقها. وإذا كان هذا الكالم يصففدي على العلوم بوجه عام وعلى التعريفات التي يقدمها المؤلفون لها فانه يصفدي ألف مرة على العلوم الفلسففية التي كثيرا ما تهتم بانها ابعد العلوم عن الحياة والتي تزيد التعريفات التي تقدم لها من اتسفاع الهوة بينها وبين الحياة.ولهذا فانه بدال من أن أبدا هنا بتعريف الفلسفففة ف ني سف بدأ بتحذير أوجهفه للقفارذ ليرفض معي بعض التعريففات المتفداولة لهفاه الن لفففففررها من وجهة ن ري أكثر من نفعها. وأول هذه التعريفات التي عرفت بها الفلسفة هي- : التعريف األول هو تعريف تقليدي عرفت به الفلسفففة "ب نها محبة الحكمة" وهو تعريف مشففتق من كلمفة فلسففففففة في اليونفانيفة وهي كلمفة تتحلفل إلى كلمتين فيلو ومعنفاهفا محبفة وصففوفيا ومعناها حكمة وفى هذا التعريف من يرى أنه ال يقرب معنى الفلسفففة إلى األذهان وسفيجد نفسفه مسفوقا إلى أن يعرف ما هي الحكمة التي تعرف بها الفلسفة؟ وما المقصود بها؟ 21 الفصل األول :جمال الفلسفة التعريف الثاني يرى أن الفلسففففففة تبحفث في العلفل البعيفدة وذلفف في مقفابفل العلم الفذي يبحفث في العلفل القريبفة لل واهر وكثير من النفاا يخطئون في فهم العلفل البعيفدة على أنهفا علفل خفيفة تقودنفا إلى قوى مجهولفة أو أنهفا علفل روحيفة دينيفة تسفففففلمنفا إلى قوى مجهولة أو أنها علل روحية دينية تسلمنا إلى علة العلل وهي هللا. ففي الحفالفة األولى سفففففتجعفل لفففففربفا من المجهول ورجمفا بفالغيفب وفى الحفالفة الثانية ستجعل الفلسفة والدين شيئا واحدا مع أن الفلسفة ال هذا وال ذاف. فهي تبحث عن العلل البعيدة بمعنى أنها تتعمق في الواقع وتحاول الكشفففف عن أبعفاده وأغواره التي ت هر على السفففففطأ وبفذلفف فهي تتعمق في الواقع ولكن بن رة شمولية وكلية. التعريف الثالث أراد بعض الكتاب أن يقابلوا بين الفلسفففففة والعلم فذهبوا إلى أن العلم بحث فيما هو كائن أي فيما هو موجود بالفعلى والفلسففة بحث فيما ينبغي أن يكون وبهذا فان مجال التفرقة بين العلم والفلسفففففة هو أن العلم دراسففففة وصفففففية تقريرية لل واهر المدروسةى في حين أن الفلسفة هي دراسة معيارية أو تقويمية. ما هي العلوم املعيارية؟ علم معيفاري مثفل علم المنطق الفذي يبحفث فيمفا ينبغي أن يكون عليفه التفكير السليم. علم األخالي الذي يتناول ما ينبغي أن يكون علية سلوف اإلنسان. الفصل األول :جمال الفلسفة 22 علم الجمفال الفذي يبحفث في القواعفد التي يقوم بهفا العمفل الفني وفى العنفاصففففر والقيم التي تتوفر في اإلنتاج الفني ليكون جميال وهذه هي العلوم المعيارية. وهنا يتبادر لنا سؤل هل الفلسفة كلها دراسة معيارية؟ أي أن مباحث الفلسفة كلها ترجع إلى مبحث واحد وهو مبحث القيم. الحقيقة أن هذا ال يجوز لماذا؟ الن الدراسففات المعاصففرة ما هي إال دراسففات وصففية لعالقة اإلنسفان بالكون في مجال اإلدراف ومجال عالقة الفرد باآلخرين وعالقة الفرد بالمجتمع وعندما يعرض الفيلسففففوف المعاصففففر للقيم األخالقية والجمالية فانه يدلى برأيه حولها دون أن يخطر بباله إنها دراسففة منفصففلة عن دراسته الفلسفية الصميمة. لفذلفف فال يمكن الفصفففففل بين مفا هو كفائن ومفا ينبغي أن يكون الن الحفدود بين المبفدأين ال يمكن أن يمثفل حواجز دقيقفة وإال جفام ففارغفا بعيفدا عن الواقع وال نصرف الناا عنه يائسين. أيلفا من األقوال الشفائعة أن الفلسففة تبدأ حيث ينتهى العلم وهذا تصفور خاط يصفففور الفلسففففة على أنها وعام كبيرا يلفففم سفففائر العلوم أو باعتبارها عربة تحمفل النتفائج التي وصفففففل إليهفا العلم ولكن االختالف هنفا في نقطفة البفدمه فالفيلسففوف ين ر إلى الكون ن رة كلية شففاملة والعالم ين ر إلى بعض واهره ن رة متخصفصفة فاالختالف هنا في نقطة البدم حقا أن الفيلسفوف يسفترشفد إلى النتائج التي وصففل إليها العلم في عصففره فهو ابن عصففره ليا فقط من ناحية التيارات العلمية السففائدة في مجتمعه بل االجتماعية والسففياسففية واالقتصففادية واألدبية والفنية ولكن ليا معنى هذا أن يتخذ الفيلسففوف نقطة بدئه حيث ينتهى 23 الفصل األول :جمال الفلسفة كل أصففحاب هذه التيارات فطبيعة الفلسفففة أنها دراسففة كلية شففاملة يطل منها الفيلسوف على الوجود والحياة وال يشاركه اآلخرون. أيلففا هناف رأى آخر يختلف عما سففبق يريد أصففحابه أن يوحدوا بين الفلسفففة والعلم بطريقفة أو بف خرى حيفث تصفففففبأ الفلسففففففة تحليال كمفا يقولفه العلمفام في علومهم عن الكون واإلنسففففان بحيث يصففففبأ الفيلسففففوف ال عمل له إال تحليل األلفا التي يسفففتخدمها العلمام في بحوثهم وهذا الرأي خاط الن الفلسففففة لها ميدانها المسففففتقل وال يمكن أن يعيش الفيلسففففوف في ال ل أو على فتات مائدة العلمام فالفلسففة سفت ل مسفتقلة عن العلم وأخيرا فعلينا أن نحذر القارذ من هذا الفهم الخاط للفلسفففففة ب نها دراسففففة ن رية ت ملية بعيدة عن الواقع وال تحدث تغيرا في الوسففط المحيط بها بل على العكا فالت مل الذي يتخذ منه الفيلسففوف منهجفا ليا تف مال يفدور فقط في حيفاتفه البفاطنفة الشفففففعوريفةه بفل قفد يتف مفل في الخارج ويتخذ من الحياة المادية الواقعية مولوعا لت مله. أما إذا تتبعنا بعض التعريفات التي قدمها لنا كبار الفالسفففة قديما وحديثاه ف ننا سففففنرى أن الطابع المذهبي هو الغالب عليهاه أو إن شففففئت نقل أن التعريفات التالية قد غلب عليها انتمام أصففحابها إلى اتجاهات فلسفففية معينةه وجامت هذه للفلسفة وو يفتها في هذا العالم. التعريفات بمثابة التعبير عن فهمهم الخا في الفكر اليوناني: سققققققراط :عرفها ب نها البحث المتواصففففل في المعرفة الصففففحيحةه وطرائق اكتساب وكيفية االستفادة منها على الناحية العلمية والعملية. أفالطون :الفلسففففة هي كسفففب وتحصفففيل المعرفةه أو معرفة األمور األزليةه ومعرفة حقائق األشيام على ما هي عليه. الفصل األول :جمال الفلسفة 24 أرسققققطو :عرف الفلسفففففة ب نها البحث عن الوجود بما هي موجوده وسففففماها الفلسففة األولىه تميزا عن الفلسففة الثانيةه التي عنده هي العلم الطبيعيه وسفماها أيلا بالحكمةه ألنها تبحث في العلل األولى. في الفكر اإلسالمي: الكندي :عرفها ب نها من حيث اشففففتقاي اسففففمها محبة الحكمةه ومن جهة فعلها التشفففبه ب فعال هللا بقدر الطاقة.وتحقيق حياة الفلفففيلة ب ماتة الشفففهوات.وهي صففناعة الصففناعات وحكمة الحكم.كما أنها معرفة اإلنسففان نفسففه بنفسففه وهو بذلف يعلى من قدر الفلسفة بين سائر العلوم حيث أن غرض الفيلسوف في علمه إصففففابة الحقه وفى عمله العمل بالحق.ثم يقدم الميتافيزيقا على سففففائر أنواع الفلسففة فيقول :أشفرف الفلسففة وأعالها مرتبة الفلسففة األولىه أعنى علم الحق األول الذي هو علة كل حق. الفارابي :عرف الفلسفففة ب نها العلم بحقائق الموجوداته ومعرفة أصففولها التي قامت عليها. ابن سقينا :الفلسففة عنده هي اسفتكمال النفا اإلنسفانية بتصفور األمور والتصفديق بالحقائق الن رية والعملية على قدر الطاقة اإلنسانية. ابن رشقققققد :الفلسفففففة عنده هي "فعل الفلسفففففة ليا إال الن ر في الموجودات واعتبففارهففا"ه والن ر واالعتبففار هو التفكير في الموجودات من حيففث أنهففا مصففنوعات.إذ يرى أن كل ما كانت المعرفة بالمصففنوعات أتم كانت المعرفة بالصانع أتم. 25 الفصل األول :جمال الفلسفة في الفكر الحديث: ديكارت :عرفها بقوله" :إن كلمة فلسففففة تعنى دراسفففة الحكمة ولسفففنا نقصفففد بالحكمة مجرد الفطنة في األعماله بل معرفة كاملة بكل ما في وسففع اإلنسففان معرفته باإللففافة إلى تدبير حياته وصففيانة صففحته واسففتكشففاف الفنون ولكي تكون هذه المعرفة كما وصفففناه فمن اللففروري أن تكون مسففتنبطة من العلل األولى". جون لوك :الفلسففة دراسفة العقل البشفرى والفلسففة والفيلسفوف ليا منفصفال عن العنصر الذي نش ت فيه الفلسفةه فتتلون بلون العصر وتصطبغ بثقافته. كانط :عرفه ب نهفا علم القوانين التي تنكشفففففف للفكر عنفدما ينقفد نشفففففاطه ويعيد الن ر في ذاته.فتكون بذلف الفلسفففففة هي المعرفة العقلية الناشففففئة من المعنى المدرف بالعقل. هيجقل :الفلسففففففة عنفده هي معرففة الحقفائق الثفابتفة والتوكيفد على الطفابع الكلى للفلسففففففة وصففففففه التعفالي للمعرففة التي تطلبهفا وتنشفففف من خالل تفكير نقفدي متواصل. في الفكر المعاصر: الوضققققعية المنطقية :يذهب اير Ayerأحد أعالم الولففففعية المنطقية إلى أن الفلسفففة ال تسففتطيع بسففهولة أن تتحول إلى علمه ألن قلففاياها غير قابلة ألن نتحقق من صفدقها علميا.ويعترف ب ن للفالسففة ن رياته ولكن هذه الن ريات ال تسففففمأ لهم بالتنبؤ العلميه كما أنه ال يمكننا إثبات هذه الن ريات عن طريق التجريبه كما هو الحال في الن ريات العلمية. الفصل األول :جمال الفلسفة 26 الفلسقققفة الوجودية :جابريل مارسفففيل Gabriel Marcelالذي ذهب إلى أن "فكرة الفلسفففة العلمية" تناقض طبيعة الفلسفففة نفسففهاه وذلف ألن الفلسفففة ال ولم توصفل إلى الحقيقة أبدا.والمولفوع الذي تتناوله الفلسففة بالبحث والدراسفة هو مولفوع "القلق الميتافيزيقي" الذي يعبر عن نفسفه في بحث كل منا عن وجوده ه ولهذا ف ن المشكلة الميتافيزيقية الوحيدة عنده هي :من أكون؟ الخا الفلسقفة الماركسقية :تؤكد ب ن الفلسففة هي وجهة ن ر في العالم وتسفلم في نفا الوقت مع خصفففففومهفا ب ن هذا التعريف يحتفاج إلى تجفديد يجعلفه أكثر دقة وأقل عمومية.فكل فلسففففة هي وجهة ن ر في العالمه ولكن كل وجهة ن ر في العالم ليسفففت باللفففرورة فلسففففة.فهناف وجهات ن ر دينية وجمالية ال تربطها ب ي مذهب فلسفففي أية رابطةه ومن هنا ف ننا ال يمكن أن نطلق عليها اسففم "فلسفففة" وال يمكن أن نسمى أصحابها فالسفة. وبالرغم من اعتراف الفالسفففففة الماركسففففيون بصففففعوبة إعطام تعريف محدد لمفهوم "وجهة الن ر في العالم"ه شف نه في ذلف مثال مفهوم الطبيعة أو اإلنسفان أو الحياةه إال أنهم يحاولون تحديده على أسففاا أنه يتعلق بالمعتقدات اإلنسففانية األسفففاسفففية في الطبيعة واإلنسفففان والمجتمعه تلف المعتقدات التي تلعب دورا متكامال وموجها لوعى وسلوف وقدرة البشر الخالقة في حياتهم العملية. خطوات املوقف الفلسفي إذا مفا رفض الفيلسفففففوف أن ينسفففففاي في تيفار الحيفاة اليوميفة الجفاريفة لكيال ال يلفففففيع مع شففففتفات جزئيفاتهفاه ف نفه يكون قفد ولفففففع اللبنفة األولى في طريق التفلسففه ويصفبأ الجو مهي أمامه لمعالجة األمور الكلية التي تكون مولفوع الفلسفففففةه فالفلسفففففة كانت وما تزال علم الوجود الكلى كما عرفها أرسففففطوه 27 الفصل األول :جمال الفلسفة والفيلسفوف لن يسفتطيع البحث في الوجود الكلى ومناقشفة األمور الكلية الشفاملة إال إذا باعد بين نفسه وبين الحياة اليومية الجارية.وهذه هي الخطوة األولى من خطوات الموقف الفلسفي. وهذا الموقف يقتلففففي من الفيلسففففوف أن يقوم بعملية رد العالم الخارجي في صففورته الجاريةى إلى الذات.فعملية رد العالم إلى الذات خطوة لففرورية من خطوات التفلسفففه البد منها ليتيسففر للفيلسففوف البحث في الوجود في صففورته الكلية.وهي بمثابة الخطوة الثانية من خطوات الموقف الفلسففي.ولكن حذار أن نفهم من عمليفة رد العفالم إلى الفذات اسفففففتمرار الحيفاة البفاطنيفة في الفذات وقطع الصفلة بالعالم الخارجي.فاإلنسفان موجود في العالم.ومن المسفتحيل أن ينعزل نفسفه عن هذا الوجود الواقعي وينشف لنفسفه وجودا خاصفا به.ومعنى ذلف أن الفيلسفوف بعد أن يرد العالم الخارجي إلى الذات يسفعى إلى أن يصفل بين نفسفه وبين الوجود الخففارجي.وهففذه تكون الخطوة الثففالثففة من خطوات الموقف الفلسفي. وعلى ذلف ف ن التفلسففف يقتلففي حركتين متالزمتين من حركات الفكر.حركة يرجع فيهفا الفكر إلى نفسفففففه في نوع من الخلوة العقليفة التي يشففففحفذ فيهفا قواه إلى مفاهيتفه ويرفض أن يترف نفسفففففه على سفففففجيتهفا مع تيفار الحيفاة ويخل الجفاريفةه وحركفة أخرى يخرج فيهفا إلى الواقع ليتفهمفه بعفد أن يكون أملى عليفه الت مل العقلي طرائق خاصة في البحث تجعله ال يحفل إال ب كثر المسائل عموما وشفففففموال وهي الكليفات وبف كثر هفذه الكليفات كليفة وهو مبحفث الوجود أو الكون ككل وعالقة اإلنسففان به وعلينا بالتالي في الموقف الفلسفففي أن نتفادى خط ين يؤديفان بنفا إلى الحيفدة عن طريق التفلسفففففف.أولهمفا أن نتعلق بجزئيفات الحيفاة اليومية وننسفى أن البحث الفلسففي بحث ورام معرفة الوجود ككله وثانيهما أن الفصل األول :جمال الفلسفة 28 نسففتمرذ حياة الذات ونكتفي بت مل "األنا" ناسففين أن اإلنسففان موجود في العالم وأنه البد أن يتفاعل مع المحيط بهه وأن كيانه مرتبط بعالم األشفيام واألشفخا هذين العالمين.والفلسففة بعد هذا ليسفت إال محاولة فهم هذا التفاعل بين اإلنسفان والوجود الكلى. خطوات الموقف الفلسففي فيما يلي :ابتعاد عن وعلى هذا النحو نسفتطيع تلخي الحيفاة اليوميفة الفدارجفة -رد العفالم الخفارجي إلى الفذات -ن رة كليفة إلى الوجود تحفل محفل ن رتنفا الجزئيفة إليفه -رجوع إلى العفالم الخفارجي وإدراكفه من خالل الذات على نحو احتف فيه باسفففتقالل العالم نوعا ما عن إدراكي الذاتي -وبذلف أكون واقعيفا -أو أجعفل هفذا العفالم مجرد صفففففدى إلدراكي الفذاتي -وبفذلفف أكون مثاليا. خصائص التفكري الفلسفي .1الشقققك :أي عدم التسففليم إال بعد البحث والتدقيق ثم التدرج نحو اليقين. فدائما يبدأ أي بحث بالشف أوال. .2الشققمول :فالبحث الفلسففي ال يقتصفر على مبحث واحد أو نقطة واحدة ولكن يمتفد إلى سفففففائر المبفاحفث بطريقفة شفففففموليفة لكفل المسفففففلمفات والفروض. .3الغقائيقة :يهتم البحفث الفلسففففففي بفالبعيفدة لمفاذا؟ وكيف؟ ومن؟ى دون أن يفقد الطريق داخل التفاصيل والجزئيات. .4التقأمليقة :وهفذا أهم مفا يميز الفلسففففففة عن العلم حيفث أنهفا تعتمفد على الت مل والتحليل العقلي دون تجريب أو مختبرات ولكن إعمال التفكير. 29 الفصل األول :جمال الفلسفة .5المرونة :فالفيلسففوف على اسففتعداد دائما للتخلي عن آرائه واسففتبدالها بغيرها خالل مراحل حياته. .6االسقتقالل :فالتفكير الفلسففي مسفتقل ال يخلفع إال لسفلطان العقل والفكر ووجهات الن ر. .7االتسقاق :أي عدم التناقض بين المسلمات وكذلف بين المقدمات والنتائج فالفيلسفوف البرجماتي يتلفأ االتسفاي في ن رته للمعرفة أو اإلنسفان أو القيم أو الكون أو الوجود. نشأة التفكري الفلسفي أين ومتى نشف ف ة الفلسففففة؟ هل هي كما قيل خلق يوناني أصفففيل جام على غير مثال؟ أم هل شاركت في نش تها وتطورها عقليات وحلارات أخرى؟ الحقيقة أن بعض المفكرين يرد نشفف ة الفلسفففة إلى بالد الشففري القديم واسففتنادا على ذلف أن اليونانيين أنفسففهم كانوا على وعى تام بالمعارف التي أخذوها عن حكمة الشفففري القديم فكانوا يتحدثون باحترام بالغ عن العلوم الثقافات الشفففرقية وقد اخذ أفالطون وأرسففطو وفيثاغورث العلوم الريالففية من مصففره ومعرفة ديمقريطا أصفففلها يعود إلى رحالته التي قام بها إلى الشفففري القديم.فالتفكير الفلسففي لم يكن في يوم من األيام وقفا على أمة دون أمة وإنما كان وسفي ل حقا من حقوي اإلنسفان ال شف ن له بخطوط الطول والعرضه وال عالقة له بمسفائل الجنا والدين واللون. لقد تفلسفففففت الشففففعوب الشففففرقية القديمة قبل اليونانه غير أن هؤالم كان لهم الفلفففل في محاولة تحرير الفكر الفلسففففي من األسفففاطير والديانات الشفففعبية الفصل األول :جمال الفلسفة 30 السففائدةه ومحاولة تن يمه على أسففا عقليةه في حين كان الفكر عند الشففعوب الشففرقية القديمةه مع ما فيه من ن رات فلسفففية لها وزنهاه مختلطا باألسففاطير والديانات الشفعبية وملبيا لحاجات عملية.ولم تكن المعرفة لدى تلف الشفعوب إال وسفففففيلفة لخفدمفة الحيفاة العمليفة واهتمفامفاتهفا.أمفا االهتمفامفات الن ريفة فقفد هرت لدى اليونان.واإلنسفففان صفففاحب االهتمامات الن رية هو ذلف الذي يجعل من المعرفة هدفا للحياةه ويعتبر الحياة وسفيلة للحصفول على المعارفه في حين أن هدف اإلنسان العملي هو الحياةه والمعرفة لديه هو وسيلة لخدمة الحياة. وهذا ما يؤكده د.توفيق الطويل في كتابه أسا الفلسفةى حينما استشهد بجورج سفففارتون 1956سفففيد مؤرخي العلم في أمريكاىه يقول جورج سفففارتون في معرض ت ريخه للعالقات العلمية بين الشففففري والغرب" :إن نور العلم قد انبثق من الشفففريه وما من شفففف في أن معارفنا العلمية القديمة -نحن الغربين -مهما يكن من أمرها ف نها ترتد أصفال إلى الشفريه وإذا كنا ال نسفتطيع أن نقول الكثير بصفورة محددة عن األصفول الصفينية والهندية التي صفدر عنها علم الغرب ف ننا على العكا نسفففتطيع بيقين وتحديد دقيق أن ننحدر ب صفففوله إلى تراث ما بين النهرين ومصر. ويملففى سففارتون في الحديث حتى يتصففدى لمناقشففة عبقرية اليونان العلميةه ويعرض لما سففماه مؤرخو الغرب بالمعجزة اليونانية ويقول إن حديث الغربين عن المعجزة اليونانية ال يعدو أن يكون اعترافا بجهلهم بحقيقتها وتسففففليما منهم بهذا الجهل...ويملفففى سفففارتون في حديثه حتى يقول في صفففراحة :إن العلم اليونفاني يقوم كليفة على أسفففففا من تراث الشفففففريه وبفالغفة مفا بلغفت العبقريفة اليونانية من عمقه ف ن من المؤكد انه ما كان يمكن أن تحقق كشففوفاتها العلمية المعجزة بغير هفذه األصفففففول الشفففففرقيفةه ومن ثم فليا من حق الغربين أن 31 الفصل األول :جمال الفلسفة يسففتبعدوا األب وأالم اللذين نشفف ت عنهما هذه العبقرية اليونانيةه أما األب فهو التراث المصري القديمه وأما األم فهي ذخيرة يالد ما بين النهرين. إذن الحقيقفة التفاريخيفة الثفابتفة أن الفلسفففففففة اليونفانيفة قفد هرت وتمفت نتيجفة االحتكاف بالشففري القديمه حيث كان اليونان على اتصففال مسففتمر مع الشففعوب الشفرقية وبالذات مصفر وبابل.فالمفكرون الشفرقيين -من مصفر وفارا والهند والصفففففين -هم الفذين فجروا الينفابيع التي هبط منهفا الوحي على الفالسفففففففة اليونانيين ومن جاموا بعدهم. الفصل األول :جمال الفلسفة 32 33 الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت 34 35 الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت الفلسفة والعلم لقد سفففبق أن بيننا أن الفلسففففة والعلم كانا يعنيان في القديم شفففيئا واحدا له غاية واحدة هي البحث عن الحقيقةه ولكن الحال لم يسفففتمر على ذلفه فقد انفصفففلت غالبية العلوم الجزئية عن الفلسفففة شففيئا فشففيئا واسففتقلت بنفسففها عن العلم األم. وقطعت العلوم الجزئية شفوطا بعيدا في بحوثها وازدهرت ازدهارا رائعا لم يعد يخفى اآلن على أحده وهذا ما حدا بالبعض إلى الذهاب إلى أن الفلسفففففة لم يعد لها مجال في هذا العصففره عصففر التقدم العلمي والتكنولوجي.فالعلم التجريبي بما قدمه من مخترعات حديثة قد أفاد الناا فائدة مباشففرة يلمسففون أثرها يوميا في حياتهم العمليةه في الوقت الذي لم تسفطع الفلسففة على مدى تاريخها الطويل أن تقدم للناا مثل هذه الفائدة المباشففرةه األمر الذي جعل أصففحاب االتجاهات المادية النفعية في عصفففففرنا يعتقدون عقم الفلسففففففة وعجزها عن تقديم ما يفيد البشر رغم أن المهمة المنوطة بها مهمة تنوم عن حملها كواهل العلوم الجزئية. يقول ول ديورانت" :إن العلم يبفدو دائمفا منطلقفا إلى األمامه بينمفا تبفدو الفلسففففففة على أنها تفقد أرلفففا.ومع ذلف فسفففبب هذا يعود فقط إلى أن كون الفلسففففة قد أخذت على عاتقها المهمة الشفففاقة المحفوفة بالمخاطره مهمة عالج قلفففايا ال سفففففبيفل لمنفاهج العلم إليهفاه كقلفففففايا الخير والشفففففر والجمفال والقبأه والن فام والحرية والحياة والموت الخ. مهمة العلم جزئية ووصفية والمجال الذي يمارا فيه العلم نشففففاطه محدود.والسففففؤال الذي على العلم أن يجيب عنه هو كيف أو كم؟ أما الفلسفففففة فعليها أن تجيب عن سففففؤال أخر هو: الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت 36 لمفاذا؟ والفري بين العلم والفلسفففففففة إذن هو كفالففاري بين اإلجفابفة عن هفذين السففففؤالين.والعلم ال يسففففتخدم في أبحاثه سففففوى ال واهر الجزئية المشففففاهدة المحسففوسففةه يقوم بجمع الحقائق المتصففلة بمولففوع بحثه ثم ي خذ في وصففف هذه الحقائق ويحلل ال واهره ويعمل على معرفة األسفباب والنتائجه ثم يسفتنبط القوانين العفامة.وهذه الو ائف كلهفا و ائف وصففففففيفة بحتفة ال تصفففففلأ إال أن تكون جوابا ألحد سؤالين هما كيف وكمه كما أشرنا. مهمة الفلسفة كلية وتعليلية أما الفلسفففففة ف نها ال تتناول األشففففيام في أجزائها مثل العلم.وإنما تتناولها في مجموعهاه إذ إنها تتخذ من الكون كله مولففوعا لبحثهاه وتحاول جاهدة توحيد المعرففة.ف ذا كفان علم النبفات يقتصفففففر بحثفه على مجفال النبفاته وعلم الفلفف ال يتعدى دراسفة أجرام السفمامه وعلم طبقات األرض ينحصفر اهتمامه في طبقات القشففرة األرلففيةه ف ن الفلسفففة ال تقنع بهذه االهتمامات الجزئيةه وإنما تسففعى جاهده لتجعل من الكون كله قلفية واحدة تكون هي محور دراسفتها.وإذا كانت العلوم تعمل على أن تجمع ألوف الجزئيات في قانون واحده ف ن الفلسففة تحاول أن تجعل العلوم نفسفففها خالفففعة كلها لقانون واحده ومن ناحية أخرى فانه إذا كان العلم يبحث كيفى تحدث ال واهر.فالفلسففة تبحث في لماذا هذه ال واهر. فو يفتها إ ذن تعليلية.فالعلم يتناول الكون من ناحية وصففففية والفلسففففة تتناوله من نفاحيفة معنفاهه فهي تحفاول أن تعطى لاشففففيفام قيمفة وقفدرا.والعلم يفسفففففر ال واهر والفلسفة تحاول الوصول إلى الحقائق التي تختفي ورام ال واهر. 37 الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت إمجال الفروق بني الفلسفة والعلم ونستطيع أن نجمل القول في الفروي بين الفلسفة والعلم في النقاط التالية: .1تن ر الفلسففففة إلى العلم كله على انه وحدة واحدة مترابطة تشفففكل في مجموعها مولفوع بحث الفلسففةه أي إنها ال تتناول بالدراسفة والبحث جانبا من العالم دون جانبه في حين ينحصففففر دور العلوم الجزئية في أن كال منهفا يعكف على دراسفففففة قطفاع معين أو جزم محفدد من هفذا العالم. .2ال تسففلم الفلسفففة بصففحة مبدأ أو فكرة إال إذا ثبتت لديها ثبوتا قطعيا ال يترف مجاال للشففففف في حين يبنى العلم على أسففففاا فرلففففياته التي يعتبرها بديهية دون أن يس ل عن حقيقتها آو ماهيتها. .3تتميز الفلسفففة بالتجريده آذ تحاول دائما عدم ربط الفكرة المعينة بجسففم من األجسامه بل تريد أن تصل إلى األفكار الخالصة المجردةه أما العلم فهو مرتبط دائما بالمحسوا. .4العلم يهتم بدراسفة ما هو كائن حيث يصفف ال واهر وصففا تقريريا أي كمفا هي قفائمفة في العفالمه بينمفا هنفاف طفائففة من العلوم الفلسففففففيفة التي يطلق عليهفا اسفففففم العلوم المعيفاريفة كعلم األخالي والجمفال تبحفث فيمفا ينبغي عليه أن يكونه أي فيما ينبغي أن يكون عليه السففففلوف األخالقي أو العمل الفني. .5يهدف العلم إلى البحث عن العلل القريبة التي تحدد لنا هور ومسففففار فاهرة من ال واهره أمفا الفلسفففففففة فف نهفا تبحفث عن العلفل األولى أو الفصل الثاني :عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت 38 البعيفدة التي ليا ورامهفا علفل أخرىه أو تلفف العلفل التي تتعفدى نطفاي المجال العلمي المحدود. .6يقتلفي التفلسفف حركة الفكر من الداخل إلى الخارجه أي من األنا إلى المولففففوعه آو من الذات إلى المولففففوعه وهذا يعتبر شففففرطا أوليا للتفلسففه آما العلم فال يسفتلزم باللفرورة مثل هذا الرجوع إلى الذاته فالفكر ينتقل فيه من مولوع إلى مولوع ومن اهرة إلى أخرى. وهكفذا يتلفففففأ لنفا من خالل مفا تقفدم أن الفلسففففففة تختلف عن العلم من حيفث المولفوع والمنهج.ويتلفأ لنا أيلفا خط الرأي الذي يعتقد أن الفلسففة لم يعد لها اليوم مجال في عصفففر التقدم العلمي والتكنولوجيه فما تقوم به الفلسففففة ال يسفتطيع أن يقوم به العلم إذ هو خارج عن حدود إمكاناته.أما مسفالة عدم وجود نتائج عملية ملموسففة للفلسفففة تؤثر ت ثيرا مباشففرا في حياة الناا اليومية على عكا ما نجد لدى العلم الذي يقدم لنا هذه النتائجه فنود أن نشفير إلى أن الفلسففة -وان كانت ال تعطى نتائج ملموسففة مباشففرة -تؤثر في حياة الناا بطريق عير مباشر.وذلف عن طريق ت ثير شخصيات الفالسفة أنفسهم من حيث أنهم يمثلون نمفاذج حيف?