مقدمة في الفلسفة العامة PDF

Summary

هذا الكتاب هو مقدمة في الفلسفة العامة، من إعداد الدكتورة سها عبدالمنعم، للعام الجامعي 2024-2025. يهدف الكتاب لإلمام بالطالب بموضوعات الفلسفة المختلفة، وتحديد ماهية الفلسفة، وخطوات المنهج الفلسفي.

Full Transcript

‫إعداد الدكتورة‬ ‫سها عبد املنعم شبايك‬ ‫أستاذ الفلسفة اليونانية واالسالمية‬ ‫العام الجامعي ‪2025 - 2024‬‬ ‫وحدة ضمان الجودة‬ ‫مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد‬...

‫إعداد الدكتورة‬ ‫سها عبد املنعم شبايك‬ ‫أستاذ الفلسفة اليونانية واالسالمية‬ ‫العام الجامعي ‪2025 - 2024‬‬ ‫وحدة ضمان الجودة‬ ‫مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد‬ ‫كلية البنات – جامعة عين شمس‬ ‫توصيـــف مــقـــرر دراســـي‬ ‫‪ -1‬بيانات املقرر ‪:‬‬ ‫الفرقة ‪ /‬المستوى‪ :‬أولى علم نفس‬ ‫اسم المقرر‪ :‬مقدمة في الفلسفة العامة‬ ‫الرمز الكودي‪ 100 :‬فل‬ ‫عام وانتساب‬ ‫عملي‪:‬‬ ‫نظري‪4 :‬‬ ‫عدد الوحدات الدراسية‪4 :‬‬ ‫التخصص‪ :‬فلسفة‬ ‫أن يتعرف الطالب على ماهية الفلسفة من خالل موضوعاتها المختلفة ومباحثها وذلك‬ ‫‪ -2‬هدف املقرر‪:‬‬ ‫من خالل إلمام الطالبة بأهمية التجربة الفلسفية لإلنسان بوجه عام‪.‬‬ ‫‪ -3‬املستهدف من تدريس املقرر ‪:‬‬ ‫‪Intended learning Outcomes‬‬ ‫أن تكون الطالبة لديها القدرة على أن ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬املعلومات واملفاهيم‪:‬‬ ‫‪.1‬تعرف طبيعة الفلسفة‪.‬‬ ‫‪Knowledge and understanding‬‬ ‫‪.2‬تحدد بداية التفكير الفلسفي‪.‬‬ ‫‪.3‬تحدد بشكل دقيق المصطلحات الجوهرية لهذا الفكر‪.‬‬ ‫تناقش كيفية تطور الفكر الفلسفي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ب‪ -‬املهارات الذهنية ‪:‬‬ ‫تحلل الطالب المباحث الرئيسية للفلسفة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪Intellectual skills‬‬ ‫تقارن بين الفلسفة والعلوم األخرى‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫تطبق خطوات المنهج على قراءة بعض النصوص الهامة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.1‬التدريب بدقة على تحليل بعض النصوص الفلسفية الهامة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬املهارات املهنية ‪:‬‬ ‫‪.2‬المشاركة بفاعلية في إعداد بحوث حول إسهامات الفالسفة في ميادين‬ ‫الفلسفة المختلفة‪.‬‬ ‫‪.3‬استخراج تقارير عن طريق استخدام شبكة المعلومات الدولية عن اهم‬ ‫المؤلفات في مجال الفكر الفلسفي‪.‬‬ ‫‪.1‬إكساب الطالبة الثقة من خالل جماعات تعاونية نقاشية عن موضوعات‬ ‫د‪ -‬املهارات العامة ‪:‬‬ ‫الفلسفة‪.‬‬ ‫‪General skills‬‬ ‫‪.2‬المقارنات والنقد بموضوعية تساعد الطالب على حل المشكالت‪.‬‬ ‫‪.3‬التعلم الذاتي من خالل قراءة وتلخيص وعرض النصوص المختلفة‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وحدة ضمان الجودة‬ ‫مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد‬ ‫كلية البنات – جامعة عين شمس‬ ‫ماهية الفلسفة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ -4‬حمتوي املقرر ‪:‬‬ ‫الدهشة والتساؤل الفلسفي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪Course Content‬‬ ‫نشأة الفلسفة بين الشرق والغرب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫أهمية الفلسفة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫أ‪.‬دور الفكر الفلسفي في الحياة اإلنسانية‬ ‫ب‪.‬اهم خصائص التفكير الفلسفي‬ ‫ت‪.‬الفلسفة والحضارة اإلنسانية‬ ‫ث‪.‬غاية الفلسفة‬ ‫عالقة الفلسفة بمجاالت الفكر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫أ‪.‬عالقة الفلسفة بغيرها من مجاالت الفكر‪.‬‬ ‫ب‪.‬عالقة الفلسفة ببقية العلوم اإلنسانية‪.‬‬ ‫المباحث الرئيسية للفلسفة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫أ‪.‬مبحث الوجود‪.‬‬ ‫ب‪.‬مبحث المعرفة‪.‬‬ ‫ت‪.‬مبحث القيم‪.‬‬ ‫‪.7‬محاضرات‪.‬‬ ‫‪ -5‬أساليب التعليم والتعلم‪:‬‬ ‫‪.8‬تجميع مادة علمية‪.‬‬ ‫‪Teaching and Learning Methods‬‬ ‫‪.9‬مناقشات‪.‬‬ ‫‪.10‬امتحان شفهي‪.‬‬ ‫اختبار شفهي‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪-6‬أساليب التعليم والتعلم للطالب ذوي‬ ‫مناقشات جماعية‬ ‫‪.2‬‬ ‫جمع مادة‬ ‫‪.3‬‬ ‫االحتياجات اخلاصة ‪:‬‬ ‫اختبار تحريري‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪Teaching and Learning Methods of‬‬ ‫‪Disables‬‬ ‫‪ -7‬تقويم الطالب ‪Students Assessment :‬‬ ‫‪.1‬ملف إنجاز الطالب (تحديد مصطلحات‪-‬مقارنات) لقياس المهارات المعرفية‬ ‫األساليب المستخدمة‪:‬‬ ‫لقياس المهارات الوجدانية‬ ‫‪.2‬جماعات نقاشية تعاونية‬ ‫لقياس المهارات المعرفية والفهم‬ ‫‪.3‬اختبار تحريري‬ ‫األسبوع ( ‪) 6 -2‬‬ ‫القياس رقم (‪ )1‬ملف إنجاز الطالب‬ ‫ب‪ -‬التوقيت ‪:‬‬ ‫القياس رقم (‪ )2‬المناقشات الجماعية األسبوع ( ‪) 8 – 7‬‬ ‫األسبوع ( األخير )‬ ‫القياس رقم (‪ )4‬اختبار تحريري‬ ‫‪2‬‬ ‫وحدة ضمان الجودة‬ ‫مشروع التطوير المستمر والتأهيل لالعتماد‬ ‫كلية البنات – جامعة عين شمس‬ ‫أوزان التقويم ‪:‬‬ ‫ج‪ -‬توزيع الدرجات ‪:‬‬ ‫‪%‬‬ ‫اختبار نصف الفصل الدراسي‬ ‫اختبار نهاية الفصل الدراسي ‪% 60‬‬ ‫‪%‬‬ ‫اختبار شفوي‬ ‫‪%‬‬ ‫اختبار عملي‬ ‫‪% 40‬‬ ‫أعمال فصلية‬ ‫‪%‬‬ ‫أنواع أخرى من التقويم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪% 100‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪ -8‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع ‪:List of References‬‬ ‫أ‪ -‬مذكرات ‪Course note‬‬ ‫د‪.‬سها عبد المنعم‪ :‬محاضرات في مدخل إلى الفلسفة العامة‬ ‫ب‪ -‬كتب ملزمة‬ ‫) ‪Required Books ( Text Books‬‬ ‫د‪ /‬توفيق الطويل – أسس الفلسفة – دار النهضة العربية ‪.1990‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ج‪ -‬كتب مقترحة‬ ‫د‪ /‬احمد فؤاد األهواني – في عالم الفلسفة – مكتبة النهضة المصرية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪Recommended Books‬‬ ‫د‪ /‬سهير فضل هللا – الفلسفة اإلنسانية في اإلسالم – دار النهضة‬ ‫‪.3‬‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫د‪ /‬فوقية حسين – فلسفة القيم – سنة‪.1984‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫د‪ /‬نازلي إسماعيل – الفلسفة اليونانية من سقراط إلى أفالطون‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫تاريخ الفلسفة الغربية – برتراند راسل – الجزء األول الفلسفة القديمة‬ ‫‪.6‬‬ ‫– والجزء الثالث الفلسفة الحديثة‪.‬‬ ‫‪Encyclopedia of philosophy / London & New‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪York‬‬ ‫‪Burnet, J Greek philosophy, Thalee to Plato,‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪London, 1953‬‬ ‫موسوعات الفلسفة (العربي منها واألجنبي)‬ ‫رئيس مجلس القسم العلمي ‪ :‬أ ‪.‬د ‪ /‬منال الرفاعي‬ ‫أستاذ المادة‪ : :‬أ ‪.‬د ‪ /‬سها عبدالمنعم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جدول احملتويات‬ ‫جدول احملتويات‬ ‫جدول المحتويات ‪1............................................................‬‬ ‫مقدمة ‪5........................................................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مجال الفلسفة‪9.................................................‬‬ ‫الفلسفة وموضوعاتها ‪11...............................................‬‬ ‫أهمية الفلسفة للفرد والمجتمع ‪13......................................‬‬ ‫الفيلسوف وبرجه العاجي ‪15............................................‬‬ ‫ماهية الفلسفة ‪17........................................................‬‬ ‫تعريفات الفلسفة ‪19.....................................................‬‬ ‫التعريف األول ‪20......................................................‬‬ ‫التعريف الثاني‪21......................................................‬‬ ‫التعريف الثالث ‪21.....................................................‬‬ ‫ما هي العلوم المعيارية؟ ‪21.............................................‬‬ ‫في الفكر اليوناني‪23.................................................. :‬‬ ‫في الفكر اإلسالمي‪24................................................ :‬‬ ‫في الفكر الحديث‪25.................................................. :‬‬ ‫في الفكر المعاصر‪25.................................................:‬‬ ‫خطوات الموقف الفلسفي ‪26............................................‬‬ ‫خصائص التفكير الفلسفي ‪28...........................................‬‬ ‫نشأة التفكير الفلسفي ‪29................................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغيرها من المجاالت ‪33.......................‬‬ ‫جدول احملتويات‬ ‫‪2‬‬ ‫الفلسفة والعلم‪35........................................................‬‬ ‫مهمة العلم جزئية ووصفية ‪35.........................................‬‬ ‫مهمة الفلسفة كلية وتعليلية ‪36.........................................‬‬ ‫إجمال الفروق بين الفلسفة والعلم ‪37...................................‬‬ ‫الفلسفة والدين ‪39.......................................................‬‬ ‫المنطلق الفلسفي والمنطلق الديني‪40................................ :‬‬ ‫الفلسفة اليونانية ‪43.....................................................‬‬ ‫مرحلة الفالسفة السابقين على سقراط ‪43..............................‬‬ ‫المدرسة األيونية ‪44....................................................‬‬ ‫المدرسة األيلية ‪47.....................................................‬‬ ‫المدرسة الذرية ‪49.....................................................‬‬ ‫تطور التفكير الفلسفي نحو اإلنسان ‪50.................................‬‬ ‫السوفسطائيون ‪51......................................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬عصور الفلسفة ‪65............................................‬‬ ‫العصر الوسيط ‪67.......................................................‬‬ ‫مفهوم الفلسفة في المحيط اإلسالمي‪67................................‬‬ ‫المقصود بالفلسفة اإلسالمية ‪68........................................‬‬ ‫علم الكالم ‪70...........................................................‬‬ ‫الفلسفة ‪70..............................................................‬‬ ‫التصوف ‪71............................................................‬‬ ‫عوامل نشأة الفكر الفلسفي عند المسلمين‪71..........................‬‬ ‫العوامل الداخلية ‪72....................................................‬‬ ‫القران والسنة ‪72.......................................................‬‬ ‫الجدل مع أهل الكتاب ‪74...............................................‬‬ ‫العوامل الخارجية ‪75..................................................‬‬ ‫الكندي ‪77..............................................................‬‬ ‫ابن رشد‪79.............................................................‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جدول احملتويات‬ ‫دور اإلسالم في تطور الفكر الفلسفي ‪82...............................‬‬ ‫العصر الحديث ‪84.......................................................‬‬ ‫بيكون ‪85...............................................................‬‬ ‫ديكارت ‪87.............................................................‬‬ ‫الفلسفة المعاصرة ‪92...................................................‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مباحث الفلسفة ‪95............................................‬‬ ‫مبحث الوجود أو (األنطولوجيا) ‪97.....................................‬‬ ‫فالسفة اليونان ‪97......................................................‬‬ ‫مذاهب الفالسفة في تفسير الوجود ‪98.................................‬‬ ‫مبحث المعرفة أو (االبستيمولوجيا) ‪102..............................‬‬ ‫تعريف المعرفة ‪102...................................................‬‬ ‫إمكانية المعرفة ‪103...................................................‬‬ ‫مصادر المعرفة ‪106..................................................‬‬ ‫أصحاب المذهب التجريبي ‪108.......................................‬‬ ‫أصحاب المذهب الحدسي ‪110........................................‬‬ ‫طبيعة المعرفة ‪111....................................................‬‬ ‫مبحث القيم أو (االكسيولوجيا) ‪113....................................‬‬ ‫أوال‪ :‬قيمة الحق ‪115...................................................‬‬ ‫الحق في العصر اليوناني‪118.........................................‬‬ ‫العصور الوسطى‪119.................................................‬‬ ‫العصور الحديثة ‪120..................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قيمة الخير ‪120..................................................‬‬ ‫قيمة الخير عند فالسفة اليونان ‪121...................................‬‬ ‫قيمة الخير في اإلسالم ‪124............................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قيمة الجمال ‪126.................................................‬‬ ‫علم الجمال وعالقته بالفلسفة ‪128.....................................‬‬ ‫فلسفة الجمال عند المسلمين ‪134......................................‬‬ ‫جدول احملتويات‬ ‫‪4‬‬ ‫الجمال في الفكر المعاصر ‪137.......................................‬‬ ‫رابعا‪ :‬قيمة الحب ‪139.................................................‬‬ ‫الحب في اإلسالم ‪143.................................................‬‬ ‫الحب في الفكر المعاصر ‪147.........................................‬‬ ‫السالم ‪148.............................................................‬‬ ‫قائمة المراجع ‪161...........................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬المراجع العربية ‪163..............................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المراجع األجنبية ‪166............................................‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مقدمة‬ ‫مقدمة‬ ‫الحمد هلل الصالة والسالم على رسله الكرام مشاعل الهدى والنور وبعد‪.‬‬ ‫قديما قيل إن الفلسفففففة هي علم العلومه ألنها تلففففع للعلوم أسففففسففففها الن رية‬ ‫وروابطها وتحدد آفاقها ومعالمهاه وهي إذن ليسففت مختصففة بالعلوم اإلنسففانية‬ ‫وحدها بل تشمل جميع معارف اإلنسان ومباحثه‪.‬‬ ‫فالفلسفففة في جوهرها تعد بحثا عن الحقيقة وسففعيا ورام معرفتهاه ف ن هذا أمر‬ ‫يهم كفل إنسفففففان بمفا هو إنسفففففانه والحقيقفة أو بمعنى أديه معرففة الحقيقفةه من‬ ‫األمور التي ال يمكن أن تؤخذ تقليدا عن اآلخرينه ألن هذا يعني أن المقلد يلغي‬ ‫عقله وفكرهه ويعني في النهاية أيلا أنه يتنازل عن إنسانيته‪.‬‬ ‫إن دراسفة الفلسففة ودراسفة مذاهب وأفكار الفالسففة هو سفبيل اإلنسفان الوحيد‬ ‫نحو التدريب على كيفية التفكير العقلي المسفتقله وهو السفبيل إلى تربية العقلية‬ ‫النقففديففة القففادرة على الحوار مع األخر ووزن أفكففاره بميزان العقففل‪.‬وليعلم‬ ‫الجميع على امتداد رقعة العالم اإلسفففالمي والعربي أن أجدادهم من المسفففلمين‬ ‫كانوا أكثر وعيا بدور الفلسففة ودراسفتها في إثرام الفكر ونشفر الدين بين األمم‬ ‫التي دخلفت في اإلسفففففالم بعفده لقفد كفانفت ثقفاففة تلفف األمم ثقفاففة فلسففففففيفة يونفانيفة‬ ‫وعندما وجد أجدادنا ذلف درسفففوا هذه الثقافة اليونانية ونقلوا إلى العربية عيون‬ ‫مقدمة‬ ‫‪6‬‬ ‫الكتب الفلسفففية والعلمية اليونانية وشففرحوها وكان أن تكونت المدارا العربية‬ ‫في مختلف فروع المعرففة العلميفة‪.‬وكفان وعى أقطفاب وزعمفام هفذه التيفارات‬ ‫الفلسفففية والمدارا العلمية بدور المنطق والفلسفففة خطيرا لدرجة أنهم اعتبروا‬ ‫في أي‬ ‫أن دراسفة المنطق والفلسففة هي البوابة الحقيقية واللفرورية للتخصف‬ ‫فرع من فروع المعرفة األخرى‪.‬‬ ‫وكان ذلف هو سففر تقدمهم وريادتهم‪.‬وعلينا أن نعى أن السففبب الحقيقي للجمود‬ ‫وفقدان الرغبة في االجتهاد هو التوقف عن ممارسفففة الت مل الفلسففففي والتوقف‬ ‫عن مواصفلة اإلبداع وممارسفة الحرية الفكرية واللجوم إلى الطري العقيمة في‬ ‫شفففففرق مفا قفالفه األجفداد في كفل مجفاالت الحيفاة بحجفة أنهم األئمفة ونحن ال نملفف‬ ‫قدرتهم على االجتهاد واإلبداع رغم أن تجدد مشففففكالت الحياة وكثرة ما يطرق‬ ‫من قلفايا جديدة يتطلب باسفتمرار االجتهاد سفوام على الصفعيد الديني أو على‬ ‫الصعيد الت ملي الن ري‪.‬‬ ‫على تنميفة قفدراتنفا العقليفة دائمفا‬ ‫إن حيفاتنفا المعفاصفففففرة تتطلفب منفا الحر‬ ‫واكتسفاب المزيد من المعرفة بقلفايا العصفر ومشفكالتهه ولنكون قادرين على‬ ‫المشففففاركة الفعالة في كل ما يجرى من حولنا من تطوراته إن لم يكن بالقدرة‬ ‫على الفعل الفعلي فعلى األقل بالقدرة على أبدام الرأي‪.‬‬ ‫إذن ليا المطلوب منف بعد ذلف إال نشفر الوعي ب همية الدرا الفلسففي وأهمية‬ ‫القرامة في الفلسفة فيمن حولف في مجتمعفه ليا بغرض حف مذاهب الفالسفة‬ ‫أو التمسفف بررائهمه بل بهدف اكتسفاب هذه القدرة على التفلسفف أي القدرة على‬ ‫التحليل العقلي للقلففففايا والمشففففكالت التي يواجهها اإلنسففففان في أي عصففففر‬ ‫وليجرب كال منا بعد ذلف هذه الطريقة العقلية في الفهم وفى اسفففتشفففراف آفاي‬ ‫‪7‬‬ ‫مقدمة‬ ‫المسففتقبل من هؤالم الفالسفففة الذين قرأ مذاهبهم وتعرف على كيفية مواجهتهم‬ ‫لمشكالت عصرهم وتقديم الحلول لها‪.‬‬ ‫لذلف كان الهدف من هذه الدراسفففة هو تعريف الطالب ب همية الفلسففففة ودورها‬ ‫في تحفيز الطالب على عدم الوقوف سففلبيا أمام ما يتلقى من حقائق ومعلوماته‬ ‫وإنما يتسفامل حولهاه ففي ذلف صفحوة عقلية كبرى ويق ة فكرية يمكن أن ت تى‬ ‫ب بلغ ما يتمنى الدارا من نتائج وهذا ال يتم إال بدراسففففة العلوم الفلسفففففية من‬ ‫منطق وعلم جمال وعلم أخالي‪.‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫الفلسفة وموضوعاتها‬ ‫الفلسففففففة لف معرب عن اليونفانيفةه وهو في اللغفة مركفب من مقطعين الفيلو‬ ‫صفففففوفيفاى بمعنى حفب الحكمفة‪.‬والحكمفة في ذاتهفا أرقى أنواع المعرففة ألنهفا‬ ‫المتصفف بها ملكة‬ ‫تتناول المسفائل الكبرى العويصفة الدقيقةه وبالنسفبة للشفخ‬ ‫تكسفبه جودة الحكم وحسفن التصفرف‪.‬وكان قدمام العلمام والمصفلحين يسفمون‬ ‫أنفسففهم أو يسففميهم الناا حكمامه فرأى فيثاغوراه أن الحكمة بمعناها التام ال‬ ‫تتفق لإلنسفانه وأن الواحد منا يعاني مشفقة أي مشفقة في تحصفيلهاه ويقلفى في‬ ‫ذلف العمر كله وال يبلغ إلى الغايةه فالحكمة معرفة نطلبها ون خذ منها بنصفففيب‬ ‫دون أن نستوعبهاه فلسنا حكمام ولكنا طالب حكمة ومحبوها أي فالسفة‪.‬‬ ‫لذلف فالحكمة أنبل المعارفه والمتصف بها أنبل الناا‪.‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ﲶﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﱠ‬ ‫ﲷ‬ ‫ﱡﭐﲳﲴﲵ‬ ‫البقرة‪269:‬‬ ‫فالحكمة أسففمى شففيم في الحياة‪.‬وليسففت الحكمة الن ر بالبصففر فحسففبه بل‬ ‫بالبصففر والقلب معاه أو بعين الحا والعقل إلى هذا العالم الذي وجدنا فيه‪.‬وقد‬ ‫يقول قائل‪ :‬وهل يوجد من ال ين ر؟ فنجيب‪ :‬نعمه الن مع م الناا ال يستفيدون‬ ‫من حواسهمه وتقع أمامهم األشيام المختلفة وهم ال يشعرون‪.‬وقد حث هللا تعالى‬ ‫على الن ر فقال‪:‬‬ ‫ﲓﲕﲖﲗﱠ الذاريات‪21 - 20 :‬‬ ‫ﲔ‬ ‫ﱡﭐﲍﲎﲏﲐﲑﲒ‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪12‬‬ ‫وقففال‪ :‬ﱡﭐ ﳂ ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌ ﱠ الحج‪.46 :‬‬ ‫ولكل إنسففان ن رة في الحياة‪ :‬في أصففلها وغاياتهاه وفى مصففير هذا اإلنسففانه‬ ‫وفى البعث والخلوده وفى الخير والشفر‪....‬فهذه أسفئلة البد أن كل واحد قد فكر‬ ‫فيهفاه وانتهى إلى رأى حقفا كفان أم بفاطال‪.‬ف ن قلفت‪ :‬ومن النفاا من يقف مترددا‬ ‫ال يستطيع أن يتبين الطريقه قلنا‪ :‬غن الشكاف والالأدريين من الفالسفة‪.‬‬ ‫وعلى هذا نسففتطيع أن نقول‪ :‬إن كل إنسففانه وما دامت له ن رة في الحياة فهو‬ ‫فيلسوف‪.‬‬ ‫ويذهب األسفففتاذ فروسفففت في مقدمة كتابه إلى أن كل إنسفففان فالحا كان أم من‬ ‫رجال الماله كاتبا أم قائداه حاكما أم محكوماه فهو فيلسفوف بمعنى الكلمة‪.‬ذلف‬ ‫أن اإلنسففان بما هو إنسففانه قد وهب دماغا راقيا وجهازا عصففبياه فالبد له من‬ ‫التفكيره والتفكير مطية الفلسفة‪.‬‬ ‫وعلى ذلف ف نه ال يوجد ‪-‬في الغالب‪ -‬إنسففان ال يتفلسففف أو على األقل ف ن لكل‬ ‫منا في حياته لح ات يكون فيها فيلسفففوفا ين ر ويت مل ويحاول الوصفففول إلى‬ ‫أعماي األمور‪.‬‬ ‫وليسفففت الفلسففففة إال نتاجا للن رة الفاحصفففة للعقل البشفففرى إلى هذا الوجوده‬ ‫وتطلعفا مشفففففروعفا من جفانفب هفذا العقفل إلى إدراف المبفادذ األولى في هفذا‬ ‫الوجود‪.‬ومحفاولفة لحفل ألغفاز الحيفاة في األسفففففئلفة التفاليفة‪ :‬من نحن؟ وإلى أين‬ ‫نذهب؟ وما أحسفن سفبيل للوصفول إلى هذا المصفير؟ والعقل قبا من نور هللاه‬ ‫أو كما يقول اإلمام الغزالي‪" :‬من نور هللا"‪.‬ويحاول العقل أن يكشفف بهذا النور‬ ‫"مجاهل الوجود وشففعابه فيتتبع الموجودات ويحاول أن يدرف ماهياتها وشففكلها‬ ‫‪13‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫مرتقيا من علة إلى علة حتى يصففل إلى الغاية القصففوى التي هي العلة األولى‬ ‫والتي كان كل شيم بها ومن أجلها"‪.‬‬ ‫ومن ذلفف يتلفففففأ لنفا أنفه على الرغم من نفور جمهور النفاا من التفلسفففففف‬ ‫وتشفكيكهم في جدية الفلسففة وقيمها ومحاولتهم صفرف اإلنسفان عن البحث في‬ ‫قلفففففاياها الكبرىه وبالرغم من هذا كلفه ف ننفا جميعفا من عامتنفا إلى خاصفففففتنا‬ ‫نتفلسففه بدرجات متفاوتة‪.‬وإن كان البغض منا ال يريد أن يسفلم ب نه يتفلسفف‪.‬‬ ‫فالفلسفففة في واقع األمر ليسففت بالشففيم الدخيل على اإلنسففانه فحياته حلقات‬ ‫متصلة من الفكر والت مل‪.‬‬ ‫وهكذا نجد أن الفلسفففففة ليسففففت نبتا غير طبيعي في المجتمع وإنما هي اهرة‬ ‫إنسففانية مالزمة لوجود اإلنسففانه ولن تزول هذه ال اهرة من الحياة طالما كان‬ ‫هناف إنسان في هذا الوجود‪.‬‬ ‫أهمية الفلسفة للفرد واجملتمع‬ ‫تمثل الفلسفففة لإلنسففان المعاصففر بعدا هاما من أبعاد وجودهه ونافذة يطل منها‬ ‫على الوجود العام الذي التحم وجوده به التحاما مباشرا‪.‬‬ ‫فهي مجموعة من المواقف تمتزج بكيان اإلنسففان ويعيشففها في نفسففهه ثم يعبر‬ ‫عن ذلف كله تعبيرا كليا وال يقف عند الجزئياته فيناقش مثال وجوده اإلنسفففاني‬ ‫بصفة عامة ومركزه في الوجود من حولهه وكيفية تعامله مع اآلخرين‪.‬‬ ‫فبحر الفلسفففة واسففع بل أوسففع مما نتصففوره فمن خالل دراسففتنا للفلسفففة نتبين‬ ‫أهميتها في تعميق أفكارنا وتوسفففيع مداركنا ورؤيتنا العميقة لاشفففيام وليسفففت‬ ‫رؤية سفطحيةه فصفلة الفلسففة بالحياة صفلة وثيقة وعميقة فن رتنا الفلسففية البد‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪14‬‬ ‫أن تكون ن رة كليفة شفففففاملفة إلى كفل نواحي حيفاتنفا االجتمفاعيفة واالقتصفففففاديفة‬ ‫والسفياسفية أيلفا تكون ن رة إلى واقعنا المعاصفر بكل ما يحتويه من تناقلفات‬ ‫وصففففراعات فنحن بحاجة أن نعرف طريقنا وسففففط كل هذا الصففففراع ليحدد‬ ‫اإلنسفففان أين يلفففع قدمه وما هي حدود مسفففؤليته في إزالة الغبار من طريقه‬ ‫وطريق اآلخرين‪.‬‬ ‫إذن لكل إنسففان فلسفففته الخاصففة في الحياة أي له وجهة ن ر وأسففلوب معالجة‬ ‫للمسففففائل التي يواجهها يختلف فيها عن غيره ليكون مجموعة من المبادذ التي‬ ‫يسففترشففد بها في حياته الشففخصففية واغلبها تتعلق بحياته العملية أي معامالته‬ ‫على تعميق‬ ‫وأفعاله وتقديره للفلفففيلة من عدمه غير أن من الناا من يحر‬ ‫مبادئه هذه من اجل ت صففيلهاه بحيث تنتهى إلى أسففا ومقومات ن رية تدعمها‬ ‫هفذه اآلرام عنفدئفذ ينتقفل اإلنسفففففان من المرحلفة الفدارجفة أو العفاديفة إلى مرحلفة‬ ‫التفلسففف ألنه اصففبأ يبحث عن األسففا الن رية التي تدعم هذا األمر أو ذاف‬ ‫وعفادة مفا يكون هفذا اللون من المواقف المتعمقفة نفاتجفا عن حيرة وقلق يؤديفان‬ ‫ه وهذا الموقف موقف على مسففتوى عال من‬ ‫في النفا والتمحي‬ ‫إلى الغو‬ ‫القدرة على التعرف على الحقائق‪.‬‬ ‫مثال الرجل العادي يتصرف وفق ما هو سائد من مفاهيم في مجتمعه مع إمكان‬ ‫تغير طفيف فيها يميزه عن غيره ويمثل مسفتوى وسفط بين المقلد والمت مل ت مال‬ ‫متعمقاه أما المت مل المتعمق كالعالم أو الفيلسفوف بالمعنى الرفيع فانه يحاول أن‬ ‫يقوم بعملية تن ير لهذه المفاهيم السفائدة أي ولفع ن رية أو مذهبا فكريا لناحية‬ ‫أو أكثر من نواحي الحيفاة في أي مجفال من مجفاالتهفا يتعلق بفالوجود وفهمفه أو‬ ‫المعرفة وإتقانهاه أو القيم وت صففففيلها وقد يكون أسففففلوبا ن ريا بحتا أو ن رية‬ ‫ترتبط بالعمل أو اتجاه إلى النفعية‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫مع الولفع في االعتبار أن فكر الفيلسفوف لم ي تي من فرا وان الفكر اإلنسفاني‬ ‫حلقة متصفففلة السفففابق البد أن يؤثر في الالحق فالفكر البشفففرى كل ال يتجزأه‬ ‫ترتبط حلقاتهه وتتطور من المالفي إلى الحالفر بحيث ال يتيسفر فهم المذاهب‬ ‫الحديثة إال حين ترد إلى أصفففولها التي نشف ف ت عنهاه وكلما رجعت إلى اصفففل‬ ‫رأيت أنها تحتاج في فهمه إلى الرجوع إلى األصففل الذي سففبقهه يتسففلسففل بف‬ ‫األمر حتى تبلغ األصففففل األول الذي نبعت منه الفلسفففففةه وهى كما تعلم لف ة‬ ‫يونانية اسفتحدثها اإلغريق للداللة على هذا اللفرب من التفكير فاألصفل األول‬ ‫للفلسفففة بمعناها الذي اصففطلحنا عليه هر في اليونان في القرن السففادا قبل‬ ‫الميالده و ل ينمو حتى بلغ ذروته عند سقراط ثم أفالطون وأرسطو‪.‬‬ ‫الفيلسوف وبرجه العاجي‬ ‫الفلسففة إما أن تكون حية متصفلة بالجمهوره وإما ميتة قاصفرة على المدارا‪.‬‬ ‫وقد مرت على الفلسففة أدوار كثيرة كانت فيها مزدهرة حين اسفتجاب الفالسففة‬ ‫للبيئة التي يعيشفففون فيهاه ودققوا الن ر في الن م القائمة في المجتمع أصفففالحه‬ ‫هي أم غير صففالحةه وحاولوا أن يفسففروا طبيعة الكون تفسففيرا يالئم عصففرهم‬ ‫من جهة ويفلفي إلى التقدم باإلنسفان وخيره وسفعادته من جهة أخرى‪.‬ولم يكن‬ ‫ذلف كله ميسففورا إال إذا نزل الفيلسففوف من برجه العاجي الذي يعكف فيه على‬ ‫نفسفه إلى ميدان الحياة ويناقش ويجادل ويرشفد ويعلمه حتى يبث أفكاره الجديدة‬ ‫ويفدافع عنهفاه ويف خفذ بيفد النفاا فينقلهم من فكر قفديم أصفففففبأ ال يالئم روف‬ ‫الحيفاة القفائمفةه إلى فكر جفديفد يتفق مع مفا ينبغي أن تكون عليفه الفدولفة في تقفدمهفا‬ ‫وأخذها ب سباب الرقى‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪16‬‬ ‫ومن هنا تكمن أهمية الفلسففة ف ذا رجعنا إلى فالسففة اليونان رأينا الفلسففة كانت‬ ‫حية على أيديهم التصفففال هؤالم الفالسففففة بالحياة والناا فهذا فيثاغورا كان‬ ‫صفاحب مدرسفة تلفم آالف من التالميذ وسفقراط يعلم في المالعب والبسفاتينه‬ ‫وافتتأ أفالطون األكاديمية وذهب إلى صففففقلية يعلم ملكها الفلسفففففة حتى يطبق‬ ‫ن ريته في المدينة الفالفففففلة‪.‬وكانت مدرسفففففة أرسفففففطو جامعة على المعنى‬ ‫الحفديفثه فيهفا مجموعفات من أصففففنفاف النبفاتفات والحيوانفات والخرائط حتى ال‬ ‫يقتصر البحث الفلسفي على مجرد الن ره وهو إلى ذلف معلم اإلسكندر‪.‬‬ ‫ولم تقتصففر هذه الحياة التي نصففف بها الفلسفففة على صففلة الفالسفففة بالحكام‬ ‫والجماهير يعلمونهم في مدارسفهم تعليما من ما أو يؤلفون لهم الرسفائل والكتب‬ ‫التي يقرأهفا النفاا إذا كفانوا بعيفدين عن تلفف المفداراه بفل تمثلفت تلفف الحيفاة في‬ ‫تطور أفكار كل فيلسففوف مع تقدمه في السففنه الن التطور سففنة كل كائن حي‪.‬‬ ‫"ففالقوانين" التي كتبهفا أفالطون في أواخر حيفاتفه تختلف في أسفففففاسففففهفا عن‬ ‫"الجمهورية" ألنه عدل عن كثير من آرام الشففففبفاب فلمفا أصفففففبحت الفلسففففففة‬ ‫"مدرسفففية" يقنع فيها طالب الفلسففففة بحف كتب القدمام وشفففرحهاه ماتت على‬ ‫أيديهمه وأصففففبحت عبارات ال تفيد معنى مع انقطاع صففففلتها بالحياة الجديدة‪.‬‬ ‫وبين حين وآخر ي هر بعض المفكرين األحرار الذين ينفلففففون عن أنفسففففهم‬ ‫غبار الفلسفففة القديمةه ويت ملون من جديد في طبيعة الكون على لففوم العصففر‬ ‫الذي يعيشفون فيهه وينشفئون فلسففة جديدةه ينفخون فيها الحياة من حياتهم حدث‬ ‫ذلف حين نقلت الفلسفففة اليونانية إلى العرب ف هر الكندي والفارابي وابن سففينا‬ ‫وابن رشده وازدهرت الفلسفة على أيديهم‪.‬وحدث ذلف في عصر النهلة حيث‬ ‫ثار بيكون وديكارت على تعاليم أرسففطوه وولففعا بنيان الفلسفففة الحديثة‪.‬وال‬ ‫تزال الفلسففففة منذ عصفففر النهلفففة إلى األن سفففائرة في طريق التطور بحيث‬ ‫‪17‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫تتالمم مع الحياة المعاصففرة الشففديدة التغير والتقلب‪.‬تلف هي مهمة الفلسفففة ما‬ ‫أسماها من مهمة‪.‬‬ ‫ماهية الفلسفة‬ ‫تعتبر الفلسفففففة من أقدم م اهر المعرفة اإلنسففففانية وهي أم العلومه وبرغم أن‬ ‫الفلسففة سفاعدت مع م العلوم والفنون بذاتها وتحديد مجاالتها ف ننا نجد صفعوبة‬ ‫في التعريف بنفسها نتيجة اختالف المذاهب الفلسفية‪.‬‬ ‫تقوم الفلسفة على اإليمان بان ماهية اإلنسان وثروته الحقيقية ال تكمن في إشباع‬ ‫الحاجات اللفروريةه وال في أن يصفبأ "سفيد الطبيعة" ومالكهاه ومسفخرهاه بل‬ ‫في قدرته على رؤية الموجوده بكل ما هو موجوده وليسفففت الفلسففففات الكبرى‬ ‫سفففففوى مجموعة من التجارب الكبرى عن الوجود في كليته‪.‬كما أن الفلسففففففة‬ ‫القديمة ق د بينت أن اقصففى كمال يمكن أن تبلغه هو أن يرسففم في نفوسففنا ن ام‬ ‫األشففيام الموجودة في مجموعهاه وهذا كله يتلففمن في تحديدنا لفعل التفلسففف‬ ‫بفانفه تجفاوز لعفالم كفل يوم‪.‬ولكن تجفاوزه إلى أين؟ع إلى عفالم "أخر" كلي ورام‬ ‫هفذا العفالم الجزئي؟ أم إلى عفالم حقيقي ورام عفالم الم هر؟ هفل تقف عنفد ذلفف‬ ‫العفالم أم يحتم علينفا فعفل التفلسفففففف ‪-‬أي فعفل العلو الفذي ال يقف عنفد حفد‪ -‬أن‬ ‫يتجفاوزه بفدوره إلى عفالم أخر ورامه وهكفذا إلى مفا ال نهفايفة؟ أال يمكن أن ينتهي‬ ‫بنفا ذلفف إلى الفرا والعفدم فتحق علينفا التهمفة التي يلصفففففقهفا بنفا العمليون‬ ‫الناجحون وأصففففحاب الفترة السففففليمة؟ أيكون الرد عليهم أن من يتجاوز "كل‬ ‫شففيم" البد أن يتجاوز الشففيم ولففدهه أي الوجود والعدم جميعا؟ والى أين إذا‬ ‫وأي شيم نجنيه من هذا االرتفاع؟ وماذا يعود علينا وعلى عالمنا منه؟‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪18‬‬ ‫أيا كانت اإلجابة على هذه األسففففئلة فال شففففف أن كال العالمين ينتهي إلى عالم‬ ‫اإلنسفففففانه وانه وحده ‪-‬دون سفففففائر الكائنات من جماد أو نبات أو حيوان‪ -‬هو‬ ‫القادر بفلففففل العقل على الوجود في العالم بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة‪.‬والبد‬ ‫أن نلففففيف إلى هذا انه هو الكائن الوحيد الذي يقدر على العلو واالرتفاع فوي‬ ‫هذا العالم وفوي ذاته وكل شيم على وجه اإلطالي‪.‬‬ ‫إن حياة الت مل والن ر ليسفت حياة بشفرية خالصفةه وإنما هي شفيم يسفمو فوي‬ ‫البشفرية‪.‬الن في اإلنسفان نفسفه شفيئا يفوي اإلنسفان‪.‬بيد انه ين ر ويت مل ‪-‬أي‬ ‫قدماه في الوحل تكون‬ ‫يتفوي على اإلنسفففان‪ -‬بما هو إنسفففانه وبقدر ما تغو‬ ‫قفدرتفه على التطلع للنجوم بقفدر مفا ينغما في أعمفاي الواقع اليومي بقفدر مفا‬ ‫يرتفع فوقه ليراه في كليته‪.‬ومن ثم هذا الولفع الغريب الفاجع‪ :‬سفقراط يغو‬ ‫"حافي القدمين" في حارات أثينا وفى نفا الوقت يحلق فوي السفحبه يكون في‬ ‫كل لح ة يتجاوز فيها مع الناا في العالم وخارجهه ويس ل عن هذا الشيمه أو‬ ‫ذاف ويسف ل في نفا الوقت عن الكله يتكلم عن المعرفة والعدالة والفلفيلة‪....‬‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫ويسعى في نفا الوقت إلى ماهية المعرفة و"جوهر" العدالة و"حقيقة" الفليلة‪.‬‬ ‫انه كل سفففؤال فلسففففي حقيقي إنما يسف ف ل عن "كل" ما هو موجوده عن ماهيته‬ ‫وحقيقته األخيرةه إذ ليا سؤاال فلسفيا ذلف الذي ال ينصب على "الكل"‪...‬‬ ‫إذن ليسففت الفلسفففة حديثا حافال بالغموض تثير مشففكالت ال عالقة لها بالواقع‬ ‫وال هي كنز من األسفرار يسفتعصفي على العقل فهمهه لنها مرشفد للفكر يشفحذه‬ ‫لإلبداع ويلقى اللففوم على كثير من األفكار التي يسففلم بها أكثر الناا تسففليما‬ ‫بغير نقد وال اختيار‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫ومن هنفا كفان للفلسففففففة ذلفف الطفابع التي يجعلهفا تحليال للفكر اكثر منهفا تركيبفا‬ ‫وتف ليففا وبهفذا المعنى عرفهفا اليونفان القفدمفام ففاطلقوا عليهفا هفذا االسفففففم محبفة‬ ‫الحكمة الن الحكمة ال تتم لإلنسفان وإنما حسفبه أن يسفعى إليها فيتسفامل ويناقش‬ ‫ليرلى حاجته للمعرفة ذاتها ولقد أوتي أقوام كثيرة من قبل اليونان ومن بعدهم‬ ‫بهفا اليونفان كفانفت فريفدة‬ ‫علمفا وفكرا وحلفففففارة وفنفا ولكن الحكمفة التي اخت‬ ‫من نوعها واليها وحدها ينصففرف اسففم الفلسفففة بمعناها الدقيق فاليونان هم أول‬ ‫من أثار المشففكالت وقدم المنهج والمصففطلأ الذي سففارت عليه الفلسفففة حتى‬ ‫اليوم ومذاهبهم التي جادت بهفا قرائأ فالسففففففتهم قد امتدت إلى تفسفففففير الكون‬ ‫والحياة اإلنسففانية على السففوام حتى امكن أن نقول إنهم أول من جدد مشففكالت‬ ‫الفلسففة واتجاهاتها الرئيسفية عندما ناقشفوا حقيقة الوجود ومبدأه وأثاروا البحث‬ ‫عن طبيعة المعرفة اإلنسانية وملوا يتساملون ما الحق وما اليقين؟ وكيف تبلغ‬ ‫الخير وتحقق الجمال؟ وكيف تحققت المعجزة اليونانية في القرن السففففادا قبل‬ ‫الميالد على حد قول األوربيين‪.‬‬ ‫والخالصفة أن الفلسففة تقوم بتفسفير الحياة والمبادذ التي توجه الحياة اإلنسفانية‬ ‫فهي منهج من مناهج الفكر يلتزم اإلنسان فيه بالن رة الكلية إلى الوجود وعالقة‬ ‫اإلنسان به‪.‬‬ ‫تعريفات الفلسفة‬ ‫يرى الدكتور يحيى هويدي من خالل مؤلفه مقدمة في الفلسففة العامةى إن البدم‬ ‫بتعريف العلم خطوه أولى جرى عليهففا المؤلفون في العلوم المختلفففة‪.‬ولكن‬ ‫البحث في التعريف مهمة شففاقة عسففيرة أدني أن تكون الخطوة األخيرة من أن‬ ‫تكون الخطوة األولى الن اإلنسفان ال يصفل إلى تحديد مولفوع دراسفته تعريفه‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪20‬‬ ‫تعريفا جامعا شففامال إال بعد أن يكون قد الم بمختلف ميادينهه ولما المشففكالت‬ ‫التي يعالجها‪.‬هذا فلفففال عن أن التعريف الذي يقدمه المؤلف للعلم الذي يبحث‬ ‫فيفه ي فل دائمفا صفففففيغفة جوففام بعيفدة عن روق القفارذه وال يمتزج أبفدا بكيفانفهه‬ ‫وي ل العلم مولففوع التعريف تبعا لذلف في ن ر القارذ‪.‬أو الطالب يمثل بنام‬ ‫من المعرفة ال صفلة بينه وبين الحياة التي يحياها‪.‬وال تلبث الشفقة بين هذا العلم‬ ‫والحيفاة في االتسفففففاعه ومن ثم تفشفففففل جميع المحفاوالت التي يبفذلهفا بعفد ذلفف‬ ‫لتليقها‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا الكالم يصففدي على العلوم بوجه عام وعلى التعريفات التي يقدمها‬ ‫المؤلفون لها فانه يصفدي ألف مرة على العلوم الفلسففية التي كثيرا ما تهتم بانها‬ ‫ابعد العلوم عن الحياة والتي تزيد التعريفات التي تقدم لها من اتسفاع الهوة بينها‬ ‫وبين الحياة‪.‬ولهذا فانه بدال من أن أبدا هنا بتعريف الفلسفففة ف ني سف بدأ بتحذير‬ ‫أوجهفه للقفارذ ليرفض معي بعض التعريففات المتفداولة لهفاه الن لفففففررها من‬ ‫وجهة ن ري أكثر من نفعها‪.‬‬ ‫وأول هذه التعريفات التي عرفت بها الفلسفة هي‪- :‬‬ ‫التعريف األول‬ ‫هو تعريف تقليدي عرفت به الفلسفففة "ب نها محبة الحكمة" وهو تعريف مشففتق‬ ‫من كلمفة فلسففففففة في اليونفانيفة وهي كلمفة تتحلفل إلى كلمتين فيلو ومعنفاهفا محبفة‬ ‫وصففوفيا ومعناها حكمة وفى هذا التعريف من يرى أنه ال يقرب معنى الفلسفففة‬ ‫إلى األذهان وسفيجد نفسفه مسفوقا إلى أن يعرف ما هي الحكمة التي تعرف بها‬ ‫الفلسفة؟ وما المقصود بها؟‬ ‫‪21‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫التعريف الثاني‬ ‫يرى أن الفلسففففففة تبحفث في العلفل البعيفدة وذلفف في مقفابفل العلم الفذي يبحفث في‬ ‫العلفل القريبفة لل واهر وكثير من النفاا يخطئون في فهم العلفل البعيفدة على أنهفا‬ ‫علفل خفيفة تقودنفا إلى قوى مجهولفة أو أنهفا علفل روحيفة دينيفة تسفففففلمنفا إلى قوى‬ ‫مجهولة أو أنها علل روحية دينية تسلمنا إلى علة العلل وهي هللا‪.‬‬ ‫ففي الحفالفة األولى سفففففتجعفل لفففففربفا من المجهول ورجمفا بفالغيفب وفى الحفالفة‬ ‫الثانية ستجعل الفلسفة والدين شيئا واحدا مع أن الفلسفة ال هذا وال ذاف‪.‬‬ ‫فهي تبحث عن العلل البعيدة بمعنى أنها تتعمق في الواقع وتحاول الكشفففف عن‬ ‫أبعفاده وأغواره التي ت هر على السفففففطأ وبفذلفف فهي تتعمق في الواقع ولكن‬ ‫بن رة شمولية وكلية‪.‬‬ ‫التعريف الثالث‬ ‫أراد بعض الكتاب أن يقابلوا بين الفلسفففففة والعلم فذهبوا إلى أن العلم بحث فيما‬ ‫هو كائن أي فيما هو موجود بالفعلى والفلسففة بحث فيما ينبغي أن يكون وبهذا‬ ‫فان مجال التفرقة بين العلم والفلسفففففة هو أن العلم دراسففففة وصفففففية تقريرية‬ ‫لل واهر المدروسةى في حين أن الفلسفة هي دراسة معيارية أو تقويمية‪.‬‬ ‫ما هي العلوم املعيارية؟‬ ‫علم معيفاري مثفل علم المنطق الفذي يبحفث فيمفا ينبغي أن يكون عليفه التفكير‬ ‫السليم‪.‬‬ ‫علم األخالي الذي يتناول ما ينبغي أن يكون علية سلوف اإلنسان‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪22‬‬ ‫علم الجمفال الفذي يبحفث في القواعفد التي يقوم بهفا العمفل الفني وفى العنفاصففففر‬ ‫والقيم التي تتوفر في اإلنتاج الفني ليكون جميال وهذه هي العلوم المعيارية‪.‬‬ ‫وهنا يتبادر لنا سؤل هل الفلسفة كلها دراسة معيارية؟‬ ‫أي أن مباحث الفلسفة كلها ترجع إلى مبحث واحد وهو مبحث القيم‪.‬‬ ‫الحقيقة أن هذا ال يجوز لماذا؟ الن الدراسففات المعاصففرة ما هي إال دراسففات‬ ‫وصففية لعالقة اإلنسفان بالكون في مجال اإلدراف ومجال عالقة الفرد باآلخرين‬ ‫وعالقة الفرد بالمجتمع وعندما يعرض الفيلسففففوف المعاصففففر للقيم األخالقية‬ ‫والجمالية فانه يدلى برأيه حولها دون أن يخطر بباله إنها دراسففة منفصففلة عن‬ ‫دراسته الفلسفية الصميمة‪.‬‬ ‫لفذلفف فال يمكن الفصفففففل بين مفا هو كفائن ومفا ينبغي أن يكون الن الحفدود بين‬ ‫المبفدأين ال يمكن أن يمثفل حواجز دقيقفة وإال جفام ففارغفا بعيفدا عن الواقع وال‬ ‫نصرف الناا عنه يائسين‪.‬‬ ‫أيلفا من األقوال الشفائعة أن الفلسففة تبدأ حيث ينتهى العلم وهذا تصفور خاط‬ ‫يصفففور الفلسففففة على أنها وعام كبيرا يلفففم سفففائر العلوم أو باعتبارها عربة‬ ‫تحمفل النتفائج التي وصفففففل إليهفا العلم ولكن االختالف هنفا في نقطفة البفدمه‬ ‫فالفيلسففوف ين ر إلى الكون ن رة كلية شففاملة والعالم ين ر إلى بعض واهره‬ ‫ن رة متخصفصفة فاالختالف هنا في نقطة البدم حقا أن الفيلسفوف يسفترشفد إلى‬ ‫النتائج التي وصففل إليها العلم في عصففره فهو ابن عصففره ليا فقط من ناحية‬ ‫التيارات العلمية السففائدة في مجتمعه بل االجتماعية والسففياسففية واالقتصففادية‬ ‫واألدبية والفنية ولكن ليا معنى هذا أن يتخذ الفيلسففوف نقطة بدئه حيث ينتهى‬ ‫‪23‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫كل أصففحاب هذه التيارات فطبيعة الفلسفففة أنها دراسففة كلية شففاملة يطل منها‬ ‫الفيلسوف على الوجود والحياة وال يشاركه اآلخرون‪.‬‬ ‫أيلففا هناف رأى آخر يختلف عما سففبق يريد أصففحابه أن يوحدوا بين الفلسفففة‬ ‫والعلم بطريقفة أو بف خرى حيفث تصفففففبأ الفلسففففففة تحليال كمفا يقولفه العلمفام في‬ ‫علومهم عن الكون واإلنسففففان بحيث يصففففبأ الفيلسففففوف ال عمل له إال تحليل‬ ‫األلفا التي يسفففتخدمها العلمام في بحوثهم وهذا الرأي خاط الن الفلسففففة لها‬ ‫ميدانها المسففففتقل وال يمكن أن يعيش الفيلسففففوف في ال ل أو على فتات مائدة‬ ‫العلمام فالفلسففة سفت ل مسفتقلة عن العلم وأخيرا فعلينا أن نحذر القارذ من هذا‬ ‫الفهم الخاط للفلسفففففة ب نها دراسففففة ن رية ت ملية بعيدة عن الواقع وال تحدث‬ ‫تغيرا في الوسففط المحيط بها بل على العكا فالت مل الذي يتخذ منه الفيلسففوف‬ ‫منهجفا ليا تف مال يفدور فقط في حيفاتفه البفاطنفة الشفففففعوريفةه بفل قفد يتف مفل في‬ ‫الخارج ويتخذ من الحياة المادية الواقعية مولوعا لت مله‪.‬‬ ‫أما إذا تتبعنا بعض التعريفات التي قدمها لنا كبار الفالسفففة قديما وحديثاه ف ننا‬ ‫سففففنرى أن الطابع المذهبي هو الغالب عليهاه أو إن شففففئت نقل أن التعريفات‬ ‫التالية قد غلب عليها انتمام أصففحابها إلى اتجاهات فلسفففية معينةه وجامت هذه‬ ‫للفلسفة وو يفتها في هذا العالم‪.‬‬ ‫التعريفات بمثابة التعبير عن فهمهم الخا‬ ‫في الفكر اليوناني‪:‬‬ ‫سققققققراط‪ :‬عرفها ب نها البحث المتواصففففل في المعرفة الصففففحيحةه وطرائق‬ ‫اكتساب وكيفية االستفادة منها على الناحية العلمية والعملية‪.‬‬ ‫أفالطون‪ :‬الفلسففففة هي كسفففب وتحصفففيل المعرفةه أو معرفة األمور األزليةه‬ ‫ومعرفة حقائق األشيام على ما هي عليه‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪24‬‬ ‫أرسققققطو‪ :‬عرف الفلسفففففة ب نها البحث عن الوجود بما هي موجوده وسففففماها‬ ‫الفلسففة األولىه تميزا عن الفلسففة الثانيةه التي عنده هي العلم الطبيعيه وسفماها‬ ‫أيلا بالحكمةه ألنها تبحث في العلل األولى‪.‬‬ ‫في الفكر اإلسالمي‪:‬‬ ‫الكندي‪ :‬عرفها ب نها من حيث اشففففتقاي اسففففمها محبة الحكمةه ومن جهة فعلها‬ ‫التشفففبه ب فعال هللا بقدر الطاقة‪.‬وتحقيق حياة الفلفففيلة ب ماتة الشفففهوات‪.‬وهي‬ ‫صففناعة الصففناعات وحكمة الحكم‪.‬كما أنها معرفة اإلنسففان نفسففه بنفسففه وهو‬ ‫بذلف يعلى من قدر الفلسفة بين سائر العلوم حيث أن غرض الفيلسوف في علمه‬ ‫إصففففابة الحقه وفى عمله العمل بالحق‪.‬ثم يقدم الميتافيزيقا على سففففائر أنواع‬ ‫الفلسففة فيقول‪ :‬أشفرف الفلسففة وأعالها مرتبة الفلسففة األولىه أعنى علم الحق‬ ‫األول الذي هو علة كل حق‪.‬‬ ‫الفارابي‪ :‬عرف الفلسفففة ب نها العلم بحقائق الموجوداته ومعرفة أصففولها التي‬ ‫قامت عليها‪.‬‬ ‫ابن سقينا‪ :‬الفلسففة عنده هي اسفتكمال النفا اإلنسفانية بتصفور األمور والتصفديق‬ ‫بالحقائق الن رية والعملية على قدر الطاقة اإلنسانية‪.‬‬ ‫ابن رشقققققد‪ :‬الفلسفففففة عنده هي "فعل الفلسفففففة ليا إال الن ر في الموجودات‬ ‫واعتبففارهففا"ه والن ر واالعتبففار هو التفكير في الموجودات من حيففث أنهففا‬ ‫مصففنوعات‪.‬إذ يرى أن كل ما كانت المعرفة بالمصففنوعات أتم كانت المعرفة‬ ‫بالصانع أتم‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫في الفكر الحديث‪:‬‬ ‫ديكارت‪ :‬عرفها بقوله‪" :‬إن كلمة فلسففففة تعنى دراسفففة الحكمة ولسفففنا نقصفففد‬ ‫بالحكمة مجرد الفطنة في األعماله بل معرفة كاملة بكل ما في وسففع اإلنسففان‬ ‫معرفته باإللففافة إلى تدبير حياته وصففيانة صففحته واسففتكشففاف الفنون ولكي‬ ‫تكون هذه المعرفة كما وصفففناه فمن اللففروري أن تكون مسففتنبطة من العلل‬ ‫األولى"‪.‬‬ ‫جون لوك‪ :‬الفلسففة دراسفة العقل البشفرى والفلسففة والفيلسفوف ليا منفصفال عن‬ ‫العنصر الذي نش ت فيه الفلسفةه فتتلون بلون العصر وتصطبغ بثقافته‪.‬‬ ‫كانط‪ :‬عرفه ب نهفا علم القوانين التي تنكشفففففف للفكر عنفدما ينقفد نشفففففاطه ويعيد‬ ‫الن ر في ذاته‪.‬فتكون بذلف الفلسفففففة هي المعرفة العقلية الناشففففئة من المعنى‬ ‫المدرف بالعقل‪.‬‬ ‫هيجقل‪ :‬الفلسففففففة عنفده هي معرففة الحقفائق الثفابتفة والتوكيفد على الطفابع الكلى‬ ‫للفلسففففففة وصففففففه التعفالي للمعرففة التي تطلبهفا وتنشفففف من خالل تفكير نقفدي‬ ‫متواصل‪.‬‬ ‫في الفكر المعاصر‪:‬‬ ‫الوضققققعية المنطقية‪ :‬يذهب اير ‪ Ayer‬أحد أعالم الولففففعية المنطقية إلى أن‬ ‫الفلسفففة ال تسففتطيع بسففهولة أن تتحول إلى علمه ألن قلففاياها غير قابلة ألن‬ ‫نتحقق من صفدقها علميا‪.‬ويعترف ب ن للفالسففة ن رياته ولكن هذه الن ريات‬ ‫ال تسففففمأ لهم بالتنبؤ العلميه كما أنه ال يمكننا إثبات هذه الن ريات عن طريق‬ ‫التجريبه كما هو الحال في الن ريات العلمية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪26‬‬ ‫الفلسقققفة الوجودية‪ :‬جابريل مارسفففيل ‪ Gabriel Marcel‬الذي ذهب إلى أن‬ ‫"فكرة الفلسفففة العلمية" تناقض طبيعة الفلسفففة نفسففهاه وذلف ألن الفلسفففة ال ولم‬ ‫توصفل إلى الحقيقة أبدا‪.‬والمولفوع الذي تتناوله الفلسففة بالبحث والدراسفة هو‬ ‫مولفوع "القلق الميتافيزيقي" الذي يعبر عن نفسفه في بحث كل منا عن وجوده‬ ‫ه ولهذا ف ن المشكلة الميتافيزيقية الوحيدة عنده هي‪ :‬من أكون؟‬ ‫الخا‬ ‫الفلسقفة الماركسقية‪ :‬تؤكد ب ن الفلسففة هي وجهة ن ر في العالم وتسفلم في نفا‬ ‫الوقت مع خصفففففومهفا ب ن هذا التعريف يحتفاج إلى تجفديد يجعلفه أكثر دقة وأقل‬ ‫عمومية‪.‬فكل فلسففففة هي وجهة ن ر في العالمه ولكن كل وجهة ن ر في العالم‬ ‫ليسفففت باللفففرورة فلسففففة‪.‬فهناف وجهات ن ر دينية وجمالية ال تربطها ب ي‬ ‫مذهب فلسفففي أية رابطةه ومن هنا ف ننا ال يمكن أن نطلق عليها اسففم "فلسفففة"‬ ‫وال يمكن أن نسمى أصحابها فالسفة‪.‬‬ ‫وبالرغم من اعتراف الفالسفففففة الماركسففففيون بصففففعوبة إعطام تعريف محدد‬ ‫لمفهوم "وجهة الن ر في العالم"ه شف نه في ذلف مثال مفهوم الطبيعة أو اإلنسفان‬ ‫أو الحياةه إال أنهم يحاولون تحديده على أسففاا أنه يتعلق بالمعتقدات اإلنسففانية‬ ‫األسفففاسفففية في الطبيعة واإلنسفففان والمجتمعه تلف المعتقدات التي تلعب دورا‬ ‫متكامال وموجها لوعى وسلوف وقدرة البشر الخالقة في حياتهم العملية‪.‬‬ ‫خطوات املوقف الفلسفي‬ ‫إذا مفا رفض الفيلسفففففوف أن ينسفففففاي في تيفار الحيفاة اليوميفة الجفاريفة لكيال ال‬ ‫يلفففففيع مع شففففتفات جزئيفاتهفاه ف نفه يكون قفد ولفففففع اللبنفة األولى في طريق‬ ‫التفلسففه ويصفبأ الجو مهي أمامه لمعالجة األمور الكلية التي تكون مولفوع‬ ‫الفلسفففففةه فالفلسفففففة كانت وما تزال علم الوجود الكلى كما عرفها أرسففففطوه‬ ‫‪27‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫والفيلسفوف لن يسفتطيع البحث في الوجود الكلى ومناقشفة األمور الكلية الشفاملة‬ ‫إال إذا باعد بين نفسه وبين الحياة اليومية الجارية‪.‬وهذه هي الخطوة األولى من‬ ‫خطوات الموقف الفلسفي‪.‬‬ ‫وهذا الموقف يقتلففففي من الفيلسففففوف أن يقوم بعملية رد العالم الخارجي في‬ ‫صففورته الجاريةى إلى الذات‪.‬فعملية رد العالم إلى الذات خطوة لففرورية من‬ ‫خطوات التفلسفففه البد منها ليتيسففر للفيلسففوف البحث في الوجود في صففورته‬ ‫الكلية‪.‬وهي بمثابة الخطوة الثانية من خطوات الموقف الفلسففي‪.‬ولكن حذار أن‬ ‫نفهم من عمليفة رد العفالم إلى الفذات اسفففففتمرار الحيفاة البفاطنيفة في الفذات وقطع‬ ‫الصفلة بالعالم الخارجي‪.‬فاإلنسفان موجود في العالم‪.‬ومن المسفتحيل أن ينعزل‬ ‫نفسفه عن هذا الوجود الواقعي وينشف لنفسفه وجودا خاصفا به‪.‬ومعنى ذلف أن‬ ‫الفيلسفوف بعد أن يرد العالم الخارجي إلى الذات يسفعى إلى أن يصفل بين نفسفه‬ ‫وبين الوجود الخففارجي‪.‬وهففذه تكون الخطوة الثففالثففة من خطوات الموقف‬ ‫الفلسفي‪.‬‬ ‫وعلى ذلف ف ن التفلسففف يقتلففي حركتين متالزمتين من حركات الفكر‪.‬حركة‬ ‫يرجع فيهفا الفكر إلى نفسفففففه في نوع من الخلوة العقليفة التي يشففففحفذ فيهفا قواه‬ ‫إلى مفاهيتفه ويرفض أن يترف نفسفففففه على سفففففجيتهفا مع تيفار الحيفاة‬ ‫ويخل‬ ‫الجفاريفةه وحركفة أخرى يخرج فيهفا إلى الواقع ليتفهمفه بعفد أن يكون أملى عليفه‬ ‫الت مل العقلي طرائق خاصة في البحث تجعله ال يحفل إال ب كثر المسائل عموما‬ ‫وشفففففموال وهي الكليفات وبف كثر هفذه الكليفات كليفة وهو مبحفث الوجود أو الكون‬ ‫ككل وعالقة اإلنسففان به وعلينا بالتالي في الموقف الفلسفففي أن نتفادى خط ين‬ ‫يؤديفان بنفا إلى الحيفدة عن طريق التفلسفففففف‪.‬أولهمفا أن نتعلق بجزئيفات الحيفاة‬ ‫اليومية وننسفى أن البحث الفلسففي بحث ورام معرفة الوجود ككله وثانيهما أن‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪28‬‬ ‫نسففتمرذ حياة الذات ونكتفي بت مل "األنا" ناسففين أن اإلنسففان موجود في العالم‬ ‫وأنه البد أن يتفاعل مع‬ ‫المحيط بهه وأن كيانه مرتبط بعالم األشفيام واألشفخا‬ ‫هذين العالمين‪.‬والفلسففة بعد هذا ليسفت إال محاولة فهم هذا التفاعل بين اإلنسفان‬ ‫والوجود الكلى‪.‬‬ ‫خطوات الموقف الفلسففي فيما يلي‪ :‬ابتعاد عن‬ ‫وعلى هذا النحو نسفتطيع تلخي‬ ‫الحيفاة اليوميفة الفدارجفة ‪-‬رد العفالم الخفارجي إلى الفذات ‪-‬ن رة كليفة إلى الوجود‬ ‫تحفل محفل ن رتنفا الجزئيفة إليفه‪ -‬رجوع إلى العفالم الخفارجي وإدراكفه من خالل‬ ‫الذات على نحو احتف فيه باسفففتقالل العالم نوعا ما عن إدراكي الذاتي ‪-‬وبذلف‬ ‫أكون واقعيفا‪ -‬أو أجعفل هفذا العفالم مجرد صفففففدى إلدراكي الفذاتي ‪-‬وبفذلفف أكون‬ ‫مثاليا‪.‬‬ ‫خصائص التفكري الفلسفي‬ ‫‪.1‬الشقققك ‪ :‬أي عدم التسففليم إال بعد البحث والتدقيق ثم التدرج نحو اليقين‪.‬‬ ‫فدائما يبدأ أي بحث بالشف أوال‪.‬‬ ‫‪.2‬الشققمول‪ :‬فالبحث الفلسففي ال يقتصفر على مبحث واحد أو نقطة واحدة‬ ‫ولكن يمتفد إلى سفففففائر المبفاحفث بطريقفة شفففففموليفة لكفل المسفففففلمفات‬ ‫والفروض‪.‬‬ ‫‪.3‬الغقائيقة‪ :‬يهتم البحفث الفلسففففففي بفالبعيفدة لمفاذا؟ وكيف؟ ومن؟ى دون أن‬ ‫يفقد الطريق داخل التفاصيل والجزئيات‪.‬‬ ‫‪.4‬التقأمليقة ‪ :‬وهفذا أهم مفا يميز الفلسففففففة عن العلم حيفث أنهفا تعتمفد على‬ ‫الت مل والتحليل العقلي دون تجريب أو مختبرات ولكن إعمال التفكير‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪.5‬المرونة‪ :‬فالفيلسففوف على اسففتعداد دائما للتخلي عن آرائه واسففتبدالها‬ ‫بغيرها خالل مراحل حياته‪.‬‬ ‫‪.6‬االسقتقالل‪ :‬فالتفكير الفلسففي مسفتقل ال يخلفع إال لسفلطان العقل والفكر‬ ‫ووجهات الن ر‪.‬‬ ‫‪.7‬االتسقاق‪ :‬أي عدم التناقض بين المسلمات وكذلف بين المقدمات والنتائج‬ ‫فالفيلسفوف البرجماتي يتلفأ االتسفاي في ن رته للمعرفة أو اإلنسفان أو‬ ‫القيم أو الكون أو الوجود‪.‬‬ ‫نشأة التفكري الفلسفي‬ ‫أين ومتى نشف ف ة الفلسففففة؟ هل هي كما قيل خلق يوناني أصفففيل جام على غير‬ ‫مثال؟ أم هل شاركت في نش تها وتطورها عقليات وحلارات أخرى؟‬ ‫الحقيقة أن بعض المفكرين يرد نشفف ة الفلسفففة إلى بالد الشففري القديم واسففتنادا‬ ‫على ذلف أن اليونانيين أنفسففهم كانوا على وعى تام بالمعارف التي أخذوها عن‬ ‫حكمة الشفففري القديم فكانوا يتحدثون باحترام بالغ عن العلوم الثقافات الشفففرقية‬ ‫وقد اخذ أفالطون وأرسففطو وفيثاغورث العلوم الريالففية من مصففره ومعرفة‬ ‫ديمقريطا أصفففلها يعود إلى رحالته التي قام بها إلى الشفففري القديم‪.‬فالتفكير‬ ‫الفلسففي لم يكن في يوم من األيام وقفا على أمة دون أمة وإنما كان وسفي ل حقا‬ ‫من حقوي اإلنسفان ال شف ن له بخطوط الطول والعرضه وال عالقة له بمسفائل‬ ‫الجنا والدين واللون‪.‬‬ ‫لقد تفلسفففففت الشففففعوب الشففففرقية القديمة قبل اليونانه غير أن هؤالم كان لهم‬ ‫الفلفففل في محاولة تحرير الفكر الفلسففففي من األسفففاطير والديانات الشفففعبية‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪30‬‬ ‫السففائدةه ومحاولة تن يمه على أسففا عقليةه في حين كان الفكر عند الشففعوب‬ ‫الشففرقية القديمةه مع ما فيه من ن رات فلسفففية لها وزنهاه مختلطا باألسففاطير‬ ‫والديانات الشفعبية وملبيا لحاجات عملية‪.‬ولم تكن المعرفة لدى تلف الشفعوب إال‬ ‫وسفففففيلفة لخفدمفة الحيفاة العمليفة واهتمفامفاتهفا‪.‬أمفا االهتمفامفات الن ريفة فقفد هرت‬ ‫لدى اليونان‪.‬واإلنسفففان صفففاحب االهتمامات الن رية هو ذلف الذي يجعل من‬ ‫المعرفة هدفا للحياةه ويعتبر الحياة وسفيلة للحصفول على المعارفه في حين أن‬ ‫هدف اإلنسان العملي هو الحياةه والمعرفة لديه هو وسيلة لخدمة الحياة‪.‬‬ ‫وهذا ما يؤكده د‪.‬توفيق الطويل في كتابه أسا الفلسفةى حينما استشهد بجورج‬ ‫سفففارتون ‪ 1956‬سفففيد مؤرخي العلم في أمريكاىه يقول جورج سفففارتون في‬ ‫معرض ت ريخه للعالقات العلمية بين الشففففري والغرب‪" :‬إن نور العلم قد انبثق‬ ‫من الشفففريه وما من شفففف في أن معارفنا العلمية القديمة ‪-‬نحن الغربين‪ -‬مهما‬ ‫يكن من أمرها ف نها ترتد أصفال إلى الشفريه وإذا كنا ال نسفتطيع أن نقول الكثير‬ ‫بصفورة محددة عن األصفول الصفينية والهندية التي صفدر عنها علم الغرب ف ننا‬ ‫على العكا نسفففتطيع بيقين وتحديد دقيق أن ننحدر ب صفففوله إلى تراث ما بين‬ ‫النهرين ومصر‪.‬‬ ‫ويملففى سففارتون في الحديث حتى يتصففدى لمناقشففة عبقرية اليونان العلميةه‬ ‫ويعرض لما سففماه مؤرخو الغرب بالمعجزة اليونانية ويقول إن حديث الغربين‬ ‫عن المعجزة اليونانية ال يعدو أن يكون اعترافا بجهلهم بحقيقتها وتسففففليما منهم‬ ‫بهذا الجهل‪...‬ويملفففى سفففارتون في حديثه حتى يقول في صفففراحة‪ :‬إن العلم‬ ‫اليونفاني يقوم كليفة على أسفففففا من تراث الشفففففريه وبفالغفة مفا بلغفت العبقريفة‬ ‫اليونانية من عمقه ف ن من المؤكد انه ما كان يمكن أن تحقق كشففوفاتها العلمية‬ ‫المعجزة بغير هفذه األصفففففول الشفففففرقيفةه ومن ثم فليا من حق الغربين أن‬ ‫‪31‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫يسففتبعدوا األب وأالم اللذين نشفف ت عنهما هذه العبقرية اليونانيةه أما األب فهو‬ ‫التراث المصري القديمه وأما األم فهي ذخيرة يالد ما بين النهرين‪.‬‬ ‫إذن الحقيقفة التفاريخيفة الثفابتفة أن الفلسفففففففة اليونفانيفة قفد هرت وتمفت نتيجفة‬ ‫االحتكاف بالشففري القديمه حيث كان اليونان على اتصففال مسففتمر مع الشففعوب‬ ‫الشفرقية وبالذات مصفر وبابل‪.‬فالمفكرون الشفرقيين ‪-‬من مصفر وفارا والهند‬ ‫والصفففففين‪ -‬هم الفذين فجروا الينفابيع التي هبط منهفا الوحي على الفالسفففففففة‬ ‫اليونانيين ومن جاموا بعدهم‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬جمال الفلسفة‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة‬ ‫بغريها من اجملاالت‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت‬ ‫الفلسفة والعلم‬ ‫لقد سفففبق أن بيننا أن الفلسففففة والعلم كانا يعنيان في القديم شفففيئا واحدا له غاية‬ ‫واحدة هي البحث عن الحقيقةه ولكن الحال لم يسفففتمر على ذلفه فقد انفصفففلت‬ ‫غالبية العلوم الجزئية عن الفلسفففة شففيئا فشففيئا واسففتقلت بنفسففها عن العلم األم‪.‬‬ ‫وقطعت العلوم الجزئية شفوطا بعيدا في بحوثها وازدهرت ازدهارا رائعا لم يعد‬ ‫يخفى اآلن على أحده وهذا ما حدا بالبعض إلى الذهاب إلى أن الفلسفففففة لم يعد‬ ‫لها مجال في هذا العصففره عصففر التقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬فالعلم التجريبي‬ ‫بما قدمه من مخترعات حديثة قد أفاد الناا فائدة مباشففرة يلمسففون أثرها يوميا‬ ‫في حياتهم العمليةه في الوقت الذي لم تسفطع الفلسففة على مدى تاريخها الطويل‬ ‫أن تقدم للناا مثل هذه الفائدة المباشففرةه األمر الذي جعل أصففحاب االتجاهات‬ ‫المادية النفعية في عصفففففرنا يعتقدون عقم الفلسففففففة وعجزها عن تقديم ما يفيد‬ ‫البشر رغم أن المهمة المنوطة بها مهمة تنوم عن حملها كواهل العلوم الجزئية‪.‬‬ ‫يقول ول ديورانت‪" :‬إن العلم يبفدو دائمفا منطلقفا إلى األمامه بينمفا تبفدو الفلسففففففة‬ ‫على أنها تفقد أرلفففا‪.‬ومع ذلف فسفففبب هذا يعود فقط إلى أن كون الفلسففففة قد‬ ‫أخذت على عاتقها المهمة الشفففاقة المحفوفة بالمخاطره مهمة عالج قلفففايا ال‬ ‫سفففففبيفل لمنفاهج العلم إليهفاه كقلفففففايا الخير والشفففففر والجمفال والقبأه والن فام‬ ‫والحرية والحياة والموت الخ‪.‬‬ ‫مهمة العلم جزئية ووصفية‬ ‫والمجال الذي يمارا فيه العلم نشففففاطه محدود‪.‬والسففففؤال الذي على العلم أن‬ ‫يجيب عنه هو كيف أو كم؟ أما الفلسفففففة فعليها أن تجيب عن سففففؤال أخر هو‪:‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت‬ ‫‪36‬‬ ‫لمفاذا؟ والفري بين العلم والفلسفففففففة إذن هو كفالففاري بين اإلجفابفة عن هفذين‬ ‫السففففؤالين‪.‬والعلم ال يسففففتخدم في أبحاثه سففففوى ال واهر الجزئية المشففففاهدة‬ ‫المحسففوسففةه يقوم بجمع الحقائق المتصففلة بمولففوع بحثه ثم ي خذ في وصففف‬ ‫هذه الحقائق ويحلل ال واهره ويعمل على معرفة األسفباب والنتائجه ثم يسفتنبط‬ ‫القوانين العفامة‪.‬وهذه الو ائف كلهفا و ائف وصففففففيفة بحتفة ال تصفففففلأ إال أن‬ ‫تكون جوابا ألحد سؤالين هما كيف وكمه كما أشرنا‪.‬‬ ‫مهمة الفلسفة كلية وتعليلية‬ ‫أما الفلسفففففة ف نها ال تتناول األشففففيام في أجزائها مثل العلم‪.‬وإنما تتناولها في‬ ‫مجموعهاه إذ إنها تتخذ من الكون كله مولففوعا لبحثهاه وتحاول جاهدة توحيد‬ ‫المعرففة‪.‬ف ذا كفان علم النبفات يقتصفففففر بحثفه على مجفال النبفاته وعلم الفلفف ال‬ ‫يتعدى دراسفة أجرام السفمامه وعلم طبقات األرض ينحصفر اهتمامه في طبقات‬ ‫القشففرة األرلففيةه ف ن الفلسفففة ال تقنع بهذه االهتمامات الجزئيةه وإنما تسففعى‬ ‫جاهده لتجعل من الكون كله قلفية واحدة تكون هي محور دراسفتها‪.‬وإذا كانت‬ ‫العلوم تعمل على أن تجمع ألوف الجزئيات في قانون واحده ف ن الفلسففة تحاول‬ ‫أن تجعل العلوم نفسفففها خالفففعة كلها لقانون واحده ومن ناحية أخرى فانه إذا‬ ‫كان العلم يبحث كيفى تحدث ال واهر‪.‬فالفلسففة تبحث في لماذا هذه ال واهر‪.‬‬ ‫فو يفتها إ ذن تعليلية‪.‬فالعلم يتناول الكون من ناحية وصففففية والفلسففففة تتناوله‬ ‫من نفاحيفة معنفاهه فهي تحفاول أن تعطى لاشففففيفام قيمفة وقفدرا‪.‬والعلم يفسفففففر‬ ‫ال واهر والفلسفة تحاول الوصول إلى الحقائق التي تختفي ورام ال واهر‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت‬ ‫إمجال الفروق بني الفلسفة والعلم‬ ‫ونستطيع أن نجمل القول في الفروي بين الفلسفة والعلم في النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬تن ر الفلسففففة إلى العلم كله على انه وحدة واحدة مترابطة تشفففكل في‬ ‫مجموعها مولفوع بحث الفلسففةه أي إنها ال تتناول بالدراسفة والبحث‬ ‫جانبا من العالم دون جانبه في حين ينحصففففر دور العلوم الجزئية في‬ ‫أن كال منهفا يعكف على دراسفففففة قطفاع معين أو جزم محفدد من هفذا‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪.2‬ال تسففلم الفلسفففة بصففحة مبدأ أو فكرة إال إذا ثبتت لديها ثبوتا قطعيا ال‬ ‫يترف مجاال للشففففف في حين يبنى العلم على أسففففاا فرلففففياته التي‬ ‫يعتبرها بديهية دون أن يس ل عن حقيقتها آو ماهيتها‪.‬‬ ‫‪.3‬تتميز الفلسفففة بالتجريده آذ تحاول دائما عدم ربط الفكرة المعينة بجسففم‬ ‫من األجسامه بل تريد أن تصل إلى األفكار الخالصة المجردةه أما العلم‬ ‫فهو مرتبط دائما بالمحسوا‪.‬‬ ‫‪.4‬العلم يهتم بدراسفة ما هو كائن حيث يصفف ال واهر وصففا تقريريا أي‬ ‫كمفا هي قفائمفة في العفالمه بينمفا هنفاف طفائففة من العلوم الفلسففففففيفة التي‬ ‫يطلق عليهفا اسفففففم العلوم المعيفاريفة كعلم األخالي والجمفال تبحفث فيمفا‬ ‫ينبغي عليه أن يكونه أي فيما ينبغي أن يكون عليه السففففلوف األخالقي‬ ‫أو العمل الفني‪.‬‬ ‫‪.5‬يهدف العلم إلى البحث عن العلل القريبة التي تحدد لنا هور ومسففففار‬ ‫فاهرة من ال واهره أمفا الفلسفففففففة فف نهفا تبحفث عن العلفل األولى أو‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الفلسفة بغريها من اجملاالت‬ ‫‪38‬‬ ‫البعيفدة التي ليا ورامهفا علفل أخرىه أو تلفف العلفل التي تتعفدى نطفاي‬ ‫المجال العلمي المحدود‪.‬‬ ‫‪.6‬يقتلفي التفلسفف حركة الفكر من الداخل إلى الخارجه أي من األنا إلى‬ ‫المولففففوعه آو من الذات إلى المولففففوعه وهذا يعتبر شففففرطا أوليا‬ ‫للتفلسففه آما العلم فال يسفتلزم باللفرورة مثل هذا الرجوع إلى الذاته‬ ‫فالفكر ينتقل فيه من مولوع إلى مولوع ومن اهرة إلى أخرى‪.‬‬ ‫وهكفذا يتلفففففأ لنفا من خالل مفا تقفدم أن الفلسففففففة تختلف عن العلم من حيفث‬ ‫المولفوع والمنهج‪.‬ويتلفأ لنا أيلفا خط الرأي الذي يعتقد أن الفلسففة لم يعد‬ ‫لها اليوم مجال في عصفففر التقدم العلمي والتكنولوجيه فما تقوم به الفلسففففة ال‬ ‫يسفتطيع أن يقوم به العلم إذ هو خارج عن حدود إمكاناته‪.‬أما مسفالة عدم وجود‬ ‫نتائج عملية ملموسففة للفلسفففة تؤثر ت ثيرا مباشففرا في حياة الناا اليومية على‬ ‫عكا ما نجد لدى العلم الذي يقدم لنا هذه النتائجه فنود أن نشفير إلى أن الفلسففة‬ ‫‪-‬وان كانت ال تعطى نتائج ملموسففة مباشففرة‪ -‬تؤثر في حياة الناا بطريق عير‬ ‫مباشر‪.‬وذلف عن طريق ت ثير شخصيات الفالسفة أنفسهم من حيث أنهم يمثلون‬ ‫نمفاذج حيف?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser