Islamic Theology (Tawhid) - A Comprehensive Study PDF

Summary

This document is a study guide on Islamic theology, specifically focusing on Tawhid. Key concepts and arguments relevant to Tawhid are presented in the guide.

Full Transcript

‫ يوسف علي النعمي‬: ‫إعداد‬ Telegram: Contact @yousef_alnami ‫ يوسف علي النعمي‬: ‫إعداد‬ Telegram: Contact @yousef_alnami ‫أصول العقيدة اإلسالمية‬ ‫إن دين االسالم عبارة عن عقيدة وشريعة‬ ‫الشريعة‬ ‫الشريعة ‪ :‬هي األحكام العملية‬ ‫الظاهرة التي دعا إليها اإلسالم ؛‬ ‫من فعل الواجبات وترك املحرمات‬...

‫ يوسف علي النعمي‬: ‫إعداد‬ Telegram: Contact @yousef_alnami ‫ يوسف علي النعمي‬: ‫إعداد‬ Telegram: Contact @yousef_alnami ‫أصول العقيدة اإلسالمية‬ ‫إن دين االسالم عبارة عن عقيدة وشريعة‬ ‫الشريعة‬ ‫الشريعة ‪ :‬هي األحكام العملية‬ ‫الظاهرة التي دعا إليها اإلسالم ؛‬ ‫من فعل الواجبات وترك املحرمات‬ ‫العقيدة‬ ‫َ َ‬ ‫العقيدة من مادة ( َعقد) تدل على(الجزم وشدة الوثوق)‬ ‫واْلراد بالعقيدة االسالمية ‪:‬‬ ‫ً ً‬ ‫هي ما يجب أن يوقن به اْلؤمن يقينا ثابتا ال يخالطه‬ ‫شك من اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم‬ ‫اآلخروالقدرخيره وشره ‪ ,‬وما تبعها من الغيب ومن‬ ‫أصول الدين التي جاء بها الكتاب والسنة‬ ‫َ َ َ َ م ُ م َّ َ م م َ َّ‬ ‫س ِإال ِل َي مع ُب ُدو ِن﴾‬ ‫اإلن‬ ‫الحكمة من وجود اإلنسان في الدنيا هي عبادة هللا وحدة ال شريك له ‪﴿,‬وما خلقت ال ِجن و ِ‬ ‫الدين عقيدة وأحكام مبنية على التسليم بالدليل ‪ ,‬وبالدليل يحفظ الدين عن الزيادة والنقصان ‪-‬بإذن هللا ‪.-‬‬ ‫كل عبادة تقوم بها البد أن يخالطها اعتقاد أن ما تقوم به قربة إلى هللا تعالى و اقتداء بنبيه ‪, ‬‬ ‫كالطواف حول الكعبة وتقبيل الحجر األسود واْلش ي بين الصفا واْلروة والوقوف بعرفة وغيرها ‪.‬‬ ‫فأموراالعتقاد البد فيها من الجزم وكمال الثقة بها ‪ ,‬إذ ال يصلح فيها الشك والظن ‪,‬‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َّ َ م ُ م ُ َ َّ َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫اَّلل َو َر ُس ِول ِه ث َّم ل مم َي مرت ُابوا ﴾‬ ‫﴿إنما اْلؤ ِمنون ال ِذين آمنوا ِب ِ‬ ‫يدل عليه قوله تعالى‪ِ :‬‬ ‫ً‬ ‫على كل مسلم أن ينفذ أوامر هللا ويجتنب نواهيه ‪ ,‬موقنا باشتمالها على الحكمة‬ ‫‪ ,‬سواء عرفها أو لم يعرفها وال يلزم معرفتها ؛ ألنه يجب االنقياد لخالقه ‪.‬‬ ‫أصول العقيدة اإلسالمية تجمعها أركان اإليمان‬ ‫الستة ‪ :‬وهي اإليمان باهلل تعالى ومالئكته وكتبه‬ ‫ورسله واليوم اآلخر والقدرخيره وشره ‪.‬‬ ‫دليله‬ ‫َ‬ ‫س مالب َّر َأ من ُت َو ُّلوا ُو ُج َ‬ ‫وه ُك مم ق َب َل ماْلَ مشرق َو ماْلَ مغرب َو ََٰلكنَّ‬ ‫﴿۞ل مي َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م َّ َ م َ َ ِ َّ َ م َ م م َ م َ َ َ َ م ِ َ َ َّ ي َ‬ ‫اب والن ِب ِيين ﴾‬ ‫ال ِبرمن آمن ِب ِ‬ ‫اَّلل َّوال ُيو ِم َاآل ِخ ِر َوَ ماْل َال ِئك ِ َة َوال ِكت ِ‬ ‫ُ‬ ‫﴿إنا ك َّل ش مي ٍء خلقناه ِبقد ٍر﴾‬ ‫َ َ َ ِ م ُ َ َّ َ َ ٌ َ َ م م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احدة َكلم ٍح ِبالبص ِر﴾‬ ‫﴿وما أمرنا ِإال و ِ‬ ‫حديث عمربن الخطاب ‪ْ ‬لا سأ َل – عليه السالم – نبينا‬ ‫ً‬ ‫محمدا ‪ ‬عن اإليمان ‪ ,‬فقال – عليه الصالة والسالم ‪: -‬‬ ‫( أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وتؤمن‬ ‫بالقدرخيره وشره ) ‪.‬‬ ‫هذه األركان الستة السابقة هي أساس العقيدة اإلسالمية‬ ‫وأصولها والعقيدة اإلسالمية متوقفة على هذه األركان ‪ ,‬فال‬ ‫تقوم العقيدة إال بها ‪ ,‬فال يكفي اإليمان ببعض أصول‬ ‫العقيدة اإلسالمية مع جحد بعضها ‪.‬‬ ‫‪ 1‬األصل واألساس لدين اإلسالم‬ ‫‪ 3‬أشرف العلوم و أفضلها‬ ‫أن العقيدة اإلسالمية هي األصل واألساس‬ ‫لدين اإلسالم ‪ ,‬واألحكام الشرعية كلها تتفرع‬ ‫عن هذا األصل‬ ‫ولذا مكث النبي ‪ ‬ثالث عشرة سنة من أجل‬ ‫تقرير العقيدة ‪ ,‬فقد ربى الصحابة ‪ ‬على هذه‬ ‫العقيدة ‪ ,‬وغرسها في قلوبهم ‪ ,‬فلما رسخت هذه‬ ‫العقيدة عندهم تحقق منهم التسليم للشرائع ‪,‬‬ ‫فامتثلوا األوامر واجتنبوا النواهي ‪.‬‬ ‫تتضمن العقيدة اإلسالمية العلم‬ ‫بما يستحقه هللا تعالى رب العاْلين‬ ‫من صفات الكمال والجالل‬ ‫كما تتضمن العقيدة اإلسالمية العلم‬ ‫بحقوق نبينا محمد ‪ ‬وأحوال اليوم‬ ‫اآلخر ومآل الناس إلى الجنة أو النار ‪,‬‬ ‫فهو أشرف العلوم وأعظمها وأعالها‬ ‫‪ 2‬أول ما بدأت به الرسل‬ ‫أن تصحيح العقيدة هو أول ما بدأت به الرسل ‪‬‬ ‫فما من رسول بعثه هللا تعالى إال وقد ابتدأ بإصالح‬ ‫عقائد قومه ‪ ,‬فدعاهم إلى عقيدة التوحيد ‪.‬‬ ‫﴿و َما َأ ْ َس ْل َنا م ْن َق ْبل َك م ْن َ ُسول إ اال ُنوحي إ َل ْيه َأ ان ُه َال إ ََٰلهَ‬ ‫ِ َ ِ ِ ر‬ ‫َ ر‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ اال أ َنا َف ْ‬ ‫اع ُب ُدو ِن﴾ األنبياء (‪.)25‬‬ ‫ِ‬ ‫فإذا صلحت العقيدة صلحت سائر األمور ‪ ,‬فإن صالح‬ ‫سلوك الفرد وأخالقه يناسب مع صالح عقيدته‪.‬‬ ‫‪ 5‬سبب النصرة والغلبة‬ ‫أن العقيدة اإلسالمية سبب النصرة والغلبة ‪,‬‬ ‫فأهل العقيدة السليمة هم الناجون اْلنصورون إلى‬ ‫يوم القيامة ‪ ,‬كما قال ‪ ( ‬ال تزال طائفة من امتي‬ ‫قائمة بأمر هللا ال يضرهم من خذلهم او خالفهم حتى‬ ‫يأتي أمر هللا وهم ظاهرون على الناس ) ‪ ,‬فمن تمسك‬ ‫بهذه العقيدة أعزه هللا ومن تركها خذله هللا‪.‬‬ ‫‪ 4‬تحقق الطمأنينة واألمن‬ ‫أن العقيدة اإلسالمية هي العقيدة الوحيدة التي‬ ‫تحقق َالطمأنينة واألمن للمتمسكين َبها‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َٰ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ ُ ا‬ ‫ّلِل َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن فل ُه أ ْج ُر ُه‬ ‫﴿بلى من أس َلم وجهه ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ِع ْن َد َرِب ِه َوال خ ْوف َعل ْي ِه ْم َوال ُه ْم َي ْح َزنون﴾‬ ‫ً‬ ‫فتدل على أنه من أخلص في عقيدته متبعا ما جاء‬ ‫به النبي ‪ ‬فقد حقق الطمأنينة ‪ ,‬فال خوف عليه‬ ‫ما يستقبله في اآلخرة وال يحزن بما فاته في الدنيا ‪.‬‬ ‫‪ 6‬فيها العصمة من االنحراف‬ ‫أن العلم بالعقيدة اإلسالمية فيه العصمة‬ ‫من االنحراف إلى مسالك الفرق الضالة‬ ‫‪7‬‬ ‫سبب جمع شمل اْلسلمين وتوحيد صفهم‬ ‫أن العلم بالعقيدة اإلسالمية هي السبيل لجمع‬ ‫شمل اْلسلمين وتوحيد صفوفهم ‪,‬‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ ا َ ً ََ‬ ‫ّللا ج ِميع َا وال‬ ‫قال‬ ‫تعالى‪﴿ :‬واعت ِصموا ِب َحب ُِل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّللا َعل ْيك ْم ِإذ كنت ْم أ ْعد ًاء‬ ‫َت َ اف ارقوا واذ ُك ُرواُ ِنع ََم َت ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف َب ْي َن ُقلوبك ْم فأ ْ‬ ‫ص َب ْح ُت ْم ِب ِن ْع َم ِت ِه ِإخ َو ًانا ‪﴾....‬‬ ‫فأل‬ ‫ِ‬ ‫إن العقيدة اإلسالمية ذات مصادر صحيحة موثوقة ‪ ,‬فدين اإلسالم سواء كان عقيدة أم شريعة هو الدين الوحيد الذي‬ ‫َ‬ ‫َّ َ م ُ َ َّ م َ ي م َ َ َّ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫الذكرو ِإنا له لحا ِفظو ﴾ فمن حفظ القران حفظ السنة التي تبينه ‪.‬‬ ‫﴿إنا نحن نزلنا ِ‬ ‫ظل محفوظ اْلصادر قال تعالى‪ِ :‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 1‬أوال ‪ :‬القرآن الكريم‬ ‫اْلسلم يتلقى عقيدته من القرآن الكريم ‪ ,‬فهو حبل هللا اْلتين ‪ ,‬من‬ ‫َ َّ َ م َ َّ مُ‬ ‫تمسك به نجا ‪ ,‬ومن أعرض عنه ضل وشقي ‪َ ,‬ق َ‬ ‫ال تعالى‪﴿ :‬ف ِإما يأ ِتينكم‬ ‫م‬ ‫اي َف َال َيض ُّل َوَال َي مش َق َٰى‪َ ‬و َم من َأ مع َر َ‬ ‫م يني ُه ًدى َف َمن َّات َب َع ُه َد َ‬ ‫ض َع من ِذك ِري‬ ‫َ ِ ِ َّ َ ُ َ َ ِ ً َ م ً َ َ م ُ ُ ُ َ م ِ َ م َ َ َ‬ ‫َ َ َ ي َ َ َ مَ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ ف ِإن له م ِعيشة ضنكا ونح َٰشره ي َوم ال ِقيام ِة أعم َٰى‪ ‬ق َٰال ر ِب ِلم حشرت ِني‬ ‫َُ ََ‬ ‫م ُم‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َم‬ ‫َ ُم ُ‬ ‫أ مع َم َٰى َوق مد كنت َب ِص ًيرا‪ ‬كذ ِل َك أتت َك َآياتنا فن ِس َيت َها َوكذ ِل َك ال َي مو َم تن َس َٰى﴾‬ ‫قال ابن عباس ‪ ( : ‬ضمن هللا ْلن اتيع القران أن ال يضل في الدنيا وال‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ م َ‬ ‫اي فال َي ِض ُّل َوال َيشق َٰى﴾‬ ‫يشقى في اآلخرة ‪ ,‬ثم تال﴿ فم ِن اتبع هد‬ ‫والقرآن الكريم هو البيان الشافي للعقيدة اإلسالمية ‪,‬لعدة أمورمنها ‪:‬‬ ‫‪ )1‬أنه كالم هللا الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ )2‬أن القرآن الكريم وخصوصا السور اْلكية فيها تقرير للعقيدة‬ ‫اإلسالمية في موضوعاتها ‪ ,‬وقد حوى القرآن على براهين عقلية متعددة‬ ‫في تقرير العقيدة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫منكري أمور االعتقاد ‪ ,‬كما في‬ ‫‪ )3‬أنه أصح دليل م و أقوى برهان في الرد على‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َ َ َّ م َ َ م‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫اك ِبال َح ِ يق َوأ مح َس َن تف ِس ًيرا﴾‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪﴿:‬وال يأتونك ِبمث ٍل ِإال ِجئن‬ ‫ً‬ ‫يقول ابن كثير‪ ( :‬أي وال يقولون قوال يعارضون به الحق إال أجبناهم بما‬ ‫هو الحق في نفس األمر و أبين واوضح و أفصح من مقالتهم)‬ ‫ً‬ ‫‪ 2‬ثانيا ‪ :‬السنة النبوية الصحيحة‬ ‫فيجب التصديق واالنقياد واالتباع ْلا صح عن رسول هللا ‪ , ‬لقوله تعالى‪ََ ﴿ :‬ما‬ ‫َ ُ ُ َّ ُ ُل َ ُ ُ ُ َ َ َ َ ُ م َ م ُ َ م َ ُ ۚ َ َّ ُ َّ َ َّ َّ َ َ ُ م َ‬ ‫اب﴾ ‪ ,‬وقد‬ ‫ق‬ ‫آتاكم الرسو فخذوه وما نهاكم عنه مفانتهوا و ات مقوا ّللا ِإن ّللا ش َّ ِديد ال ِع ِ‬ ‫﴿و َما َينط ُق َعن ال َه َو َٰى (‪ )3‬إ من ُه َو إال َو مح ٌي ُي َ‬ ‫وصف هللا نبيه ‪ ‬فقال‪َ :‬‬ ‫وح َٰى﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقد يبين ‪ ‬أمور العقيدة أحسن بيان ‪ ,‬فإنه أعلم الناس بدين هللا تعالى ‪ ,‬و أفصحهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و أتمهم بيانا و أنصحهم و أكملهم رحمه وإشفاقا على أمته ‪ ,‬قال ‪( : ‬تركتكم على‬ ‫ً‬ ‫البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها بعدي إال هالك ) ‪ ,‬فلم يترك ‪ ‬شيئا من أمور‬ ‫ي‬ ‫الدين عقائد وشرائع إال ي‬ ‫أتمه‬ ‫حال‬ ‫أكمل‬ ‫على‬ ‫غه‬ ‫وبل‬ ‫نه‬ ‫بي‬ ‫و‬ ‫ََ ۚ‬ ‫ي م ُم َ‬ ‫م َ َ م َ َّ م َ‬ ‫َ‬ ‫﴿يا َأ ُّي َها َّ‬ ‫الر ُسو ُل َب ِلغ َما أن ِز َل ِإل مي َك ِم من َرِيب َك َو ِإن ل مم تف َع مل ف َما َبلغت ِر َسالت ُه﴾‬ ‫ً‬ ‫‪ 3‬ثالثا ‪ :‬إجماع السلف‬ ‫َ َ َ َ َ َٰ َ َّ ُ َ م َ ُ َ‬ ‫الس ِابقو َن األ َّولون ِم َن‬ ‫الصحابة والتابعين لهم بإحسان قال تعالى ‪:‬قال تعالى‪﴿ :‬و‬ ‫وهم‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫م‬ ‫َ َّ َ ُ ُ م م َ َ َي َّ ُ‬ ‫ّللا َع من ُه مم َو َر ُ َ م ُ َ َ َّ ُ م َ َّ‬ ‫ماْلُ َهاجر َ‬ ‫ين َواألن َ‬ ‫صار َ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫وا‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ات‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫وه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫ان‬ ‫ات‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫َ م ِ ِ َ م َ َ م َ م َ ُ ِ َ ِ َ َ َ َ ً ۚ ِ ََِٰ َ م ٍ َ م ُ ِ م‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تج ِري تحتها األنهار خ ِال ِدين ِفيها أبدا ذ ِلك الفوزالع ِظيم﴾ فأخبرهللا أنه رض ي عنهم وهذا‬ ‫دليل على صحة منهجهم وسالمة مسلكهم وعقيدتهم ‪ ,‬فإنهم ال يجمعون إال على الحق ‪,‬‬ ‫مُ م َ ُ ي‬ ‫الر ُسو َل م من َب معد َما َت َب َّي َن َل ُه مال ُه َد َٰى َو َي َّتب مع َغ مي َر َ‬ ‫قال تعالى ‪َ :‬‬ ‫﴿و َم من ُي َشا ِقق َّ‬ ‫يل اْلؤ ِم ِنين ن َو ِل ِه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫م‬ ‫َما َت َو َّل َٰى َو ُن م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ص ِل ِه ج َهن َم َو َساءت م ِصيرا﴾ يقول ابن كثير‪ :‬أي ومن سلك غيرطريق الشريعة التي‬ ‫جاء بها الرسول‪ ‬فصار في شق والشرع في شق وذلك عن َع ممد بعد ما ظهرله الحق‬ ‫عن أنس بن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪( : ‬وتفترق‬ ‫هذه األمة على ثالث وسبعين فرقة كلها في النار إال‬ ‫واحدة ‪ ,‬قالوا ‪ :‬ومن هي يا رسول هللا ؟ قال‪ :‬الجماعة )‬ ‫وفي رواية قال‪ ( :‬ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) ‪.‬‬ ‫من أسباب النجاة من النار اتباع ما كان عليه النبي ‪‬‬ ‫وأصحابه ولزوم الجماعة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬تعريف السنة‬ ‫‪ -2‬الجماعة‬ ‫معنى الجماعة في اللغة‪ :‬هم املجتمعون على أمرما ‪.‬‬ ‫وفي االصطالح ‪ :‬هم الذين اتبعوا الكتاب والسنة وساروا على ما كان عليه النبي ‪‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأصحابه ظاهرا وباطنا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫( كثيرا ما يقترن لفظ السنة بالجماعة ‪ ,‬فيقال ( أهل السنة والجماعة ) أو يقال ( أهل‬ ‫الجماعة ) ‪ ,‬فإن السنة مقرونة بالجماعة ‪ ,‬كما أن البدعة مقرونة بالفرقة ‪ ,‬فكما يقال ‪:‬‬ ‫( أهل السنة والجماعة ) يقال ‪ ( :‬أهل البدعة والفرقة )‬ ‫معنى السنة في اللغة‪ :‬الطريقة والسيرة حسنة أو قبيحة ‪ ,‬محمودة أو مذمومة ‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنه قوله ‪ ( : ‬من سن في اإلسالم سنة حسنة ُ‬ ‫فع ِمل بها بعده كتب له مثل أجر من‬ ‫عمل بها وال ينقص من أجورهم ش يء ومن سن في اإلسالم سنة سيئة ُ‬ ‫فع ِمل بها بعده‬ ‫ُكتب عليه ُ‬ ‫مثل وزر من عمل بها وال ينقص من اوزارهم ش يء )‪.‬‬ ‫وفي االصطالح ‪ :‬هو مو افقة الكتاب وسنة النبي ‪ ‬وأصحابه ‪ ‬سواء في أمور‬ ‫االعتقادات أو العبادات أو اْلعامالت أو األخالق ‪.‬‬ ‫(يختلف معنى السنة عند كل من املحدثين واألصوليين والفقهاء وعند علماء‬ ‫العقيدة ‪ ,‬وإن كان الجميع يتفق على أنها سنة النبي ‪ , ‬وإنما االختالف عند‬ ‫التفصيل والتحديد ‪ ,‬وفي التعريف السابق نريده تعريف السنة عند علماء العقيدة‬ ‫أهل السنة والجماعة‪ :‬هم اْلتبعون لرسول هللا ‪ ‬في أقواله و أفعاله وتقريراته‬ ‫‪ ,‬وهم ينظرون للحق والصواب ‪ ,‬يلتمسون ويلزمون ويتمسكون به ‪ ,‬وإن كان‬ ‫أكثرالناس على خالفه ‪.‬‬ ‫اع َتص ُموا ب َح مبل ّللاَّ‬ ‫﴿و م‬ ‫ومما يستدل على أصل معنى الجماعة قوله تعالى ‪َ :‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ً َ َ َ َ َّ ُ ۚ‬ ‫وا ﴾ ‪ ,‬قال بعض السلف في معنى ‪﴿:‬ب َح مبل َّ‬ ‫ّللا ﴾ أي ‪ :‬الجماعة‪.‬‬ ‫ج ِميعا وال تفرق‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يقول اإلمام مالك ‪-‬رحمه هللا‪ ( -‬السنة مثل سفينة‬ ‫نوح ‪ ,‬من ركبها نجا ‪ ,‬ومن تخلف عنها هلك )‬ ‫من معاني الجماعة ‪ :‬قيل ‪:‬‬ ‫الصحابة على الخصوص‬ ‫‪1‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬التسليم التام ‪ ,‬واالنقياد الكامل لكل ما جاء عن هللا تعالى في كتابه ‪ ,‬وما‬ ‫‪2‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬االحتجاج بكل ما صح عن النبي ‪ , ‬فيجب على اْلسلم أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يقبل بكل ما صح عن رسول هللا ‪ , ‬سواء كان متواترا أو آحادا في‬ ‫األحكام و العقائد ‪.‬‬ ‫صح عن رسول ‪ , ‬مع فهم هذه النصوص والعمل بها ‪ ,‬والقيام بتعظيم هذه‬ ‫النصوص الشرعية وإجاللها ‪ ,‬وعدم االعتراض عليها بأي نوع من االعتراض ‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ي َ َ ُ م ُ َ َ َّ َٰ ُ َ ي ُ َ َ َ‬ ‫ثالثا‪ :‬أن الصحابة ‪ ‬أعلم الناس بعد رسول ‪ ‬بالعقيدة ‪,‬‬ ‫يما ش َج َر َب مي َن ُه مم ث َّم ال َي ِج ُدوا ِفي‬ ‫قال تعالى ‪﴿:‬فال َورِبك ال يؤ ِمنون حتى يح ِكموك ِف‬ ‫َ‬ ‫م ُ م َ َ ً َّ َ َ‬ ‫ض مي َت َو ُي َس ِيل ُموا ت مس ِل ً‬ ‫ولذا فتفاسيرهم للنصوص الشرعية حجة ‪ ,‬فقد شاهدوا تنزيل‬ ‫ا﴾‬ ‫يم‬ ‫أنف ِس ِهم حرجا ِمما ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫م‬ ‫ان ْلُ مؤمن َوَال ُم مؤم َنة إذا ق َض ى َّ ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫القرآن الكريم ‪ ,‬وعاشوا مع النبي ‪ , ‬فهم أصح الناس فهما‬ ‫ّللا َو َر ُسول ُه أ مم ًرا أن َيكون ل ُه ُم‬ ‫وقال تعالى ‪﴿:‬وما َك‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ َ َ َ ُ ُ َق م َ َّ َ‬ ‫مالخ َي َر ُة م من أ ممره مم َو َم من َي م‬ ‫للرسالة املحمدية ‪ ,‬ال سيما وأن الصحابة ‪ ‬متفقون في أصول‬ ‫ضالال ُم ِبينا﴾‬ ‫ص ّللا ورسوله ف د ضل‬ ‫ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫العقيدة ولم يختلفوا فيها ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رابعا‪ :‬أن نصوص الكتاب والسنة ال تعا ِرض األدلة العقلية‬ ‫ً‬ ‫خامسا‪ :‬االتباع وترك االبتداع في الدين فإن االبتداع من‬ ‫فالنصوص الشرعية الصحيحة مو افقة ْلا يقرره العقل السليم ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ً‬ ‫أعظم أبواب الضالل والفرقة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والشبهات‬ ‫افات‬ ‫االنحر‬ ‫من‬ ‫ساْلا‬ ‫واْلراد بالعقل السليم ‪ :‬ما كان‬ ‫َّ َ َّ م َ َّ َ م َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫وصيك َم ِبتقوى ّللا‪ ,‬والسم ِع والطاع ِة ِوإن تأمر‬ ‫قال النبي‪(: ‬أ‬ ‫فمن توهم التعارض بين النص الشرعي الثابت وبين العقل ‪ ,‬فذلك‬ ‫ٌِ َ َّ ُ َ م َ م م ُ م ََ‬ ‫م ً‬ ‫ََم ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪5‬‬ ‫عليكم عبد حبش ي‪ ,‬و أنه من ي ِعش ِمنكم فسيرى اخ ِتالفا ك ِثيرا‪.‬‬ ‫لقلة بصيرته ‪ ,‬ولكن علينا أن ننقاد للنص الشرعي لثالثة أسباب ‪:‬‬ ‫َ َ َ م ُ م ُ َّ َ ُ َّ م ُ ُ َ‬ ‫ين ماْلَ مهد يي َين‪ُّ ,‬‬ ‫الراشد َ‬ ‫عضوا َع َل ميهاَ‬ ‫َّ‬ ‫فعلي َّكم بسنتي و ُسن ِة ال مخل َف ِاء ُ ِ ِ َ َّ ُ ِ ِ‬ ‫أ) أن النص الشرعي ثابت صحيح ‪ ,‬والعقل تتنوع مفاهيمه وتتغير‬ ‫ٌَ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ات األمو ِرف ِإن كل ِبدع ٍة ضاللة )‬ ‫واج ِذ‪ ,‬و ِإياكم ومحدث ِ‬ ‫بالن ِ‬ ‫ب) أن النص الشرعي معصوم ومحفوظ ‪ ,‬والعقل ليس كذلك‬ ‫ً‬ ‫وبذلك‬ ‫علما‬ ‫ج) أن النص الشرعي من عند هللا الذي أحاط بكل ش يء‬ ‫وقوع التناقض بين العقل الصحيح والنقل الصريح محال ‪ ,‬و إنما يقع ذلك في حالتين‪ )1 :‬أن يتوهم أحد أن العقل‬ ‫السليم َّ‬ ‫دل على خالف النقل فيتوهم أن العقل دل على ذلك ‪ ,‬والعقالء يجزمون أنه واهم في تقريره ‪ )2 ,‬أن يكون الدليل‬ ‫ثبت للنص الكمال ‪ ,‬والعقل قاصرمهما بلغ ولهذا يحارفي الغيبيات‬ ‫ً‬ ‫الشرعي غيرثابت ‪ ,‬فهنا ال يصح أن ينسب هذا الدليل للشرع أصال ‪ ,‬حتى يقال‪ :‬قد ناقض دليل الشرع دليل العقل‪.‬‬ ‫أهل السنة والجماعة قد تميزوا عن غيرهم من الفرق الضالة بخصائص في عقيدتهم ومنهجهم ‪ ,‬وتبرز ما كانوا‬ ‫عليه من حرص على اتباع الطريق الصحيح الذي سار عليه اْلصطفى ‪ ‬وصحابته الكرام رضوان هللا عليهم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ً‬ ‫أوال ‪ :‬خصائص منهجهم في مصادرالعقيدة‬ ‫‪2‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬اتباع سنة النبي ‪ ‬باطنا وظاهرا‬ ‫‪ ‬كل ما و افق الكتاب والسنة أثبتوه ‪ ,‬وما خالفهما أبطلوه ‪.‬‬ ‫‪ ‬اتباع الكتاب والسنة وترك االبتداع ‪.‬‬ ‫‪ ‬اتفاقهم في مسائل االعتقاد ‪.‬‬ ‫‪ ‬رد التنازع إلى الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫( مصدرالعلم والحق في سائر فروع اْلعرفة الشرعية هو كتاب هللا تبارك وتعالى‬ ‫وسنة نبيه ‪) ‬‬ ‫( إن كل ما تنازعت واختلفت فيه األمة من أصول الدين وفروعه يجب رده إلى‬ ‫ً‬ ‫الكتاب والسنة ‪ ,‬طلبا ْلعرفة الحق والصواب لرفع التنازع ‪ ,‬ودفع االختالف )‬ ‫َ‬ ‫م ُ م ُ م ُ م ُ َ َّ‬ ‫﴿فإ من َت َنا َز مع ُت مم في َش ميء َف ُر ُّد ُ‬ ‫وه إ َلى َّّللا َو َّ ُ‬ ‫اَّلل‬ ‫قال‬ ‫ٍ‬ ‫الرسو ِل ِإن كنتم تؤ ِمنون ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى‪ َ ُ ِ َ َ َ ََٰ ِ :‬م ً ِ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َوال َيو ِم اآل ِخ ِۚر ذ ِلك خي ٌر وأحسن تأ ِويال﴾ النساء (‪.)59‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ :‬خصائص منهجهم في متابعة نبيهم ‪ ‬وصحابته ‪‬‬ ‫( الباطنة ‪ :‬كاملحبة والخوف واإلخالص ‪ ,‬الظاهرة ‪ :‬كالسنن الرواتب وزيارة األقارب‬ ‫‪ ‬اتباع سبيل السابقين األولين من اْلهاجرين واألنصار ‪‬‬ ‫ا ا‬ ‫ثم االذين َ‬ ‫قرني‪ ,‬ا‬ ‫قال رسول هللا ‪ُ ( : ‬‬ ‫خير القرون ْ‬ ‫ثم الذين يل َونهم)‬ ‫يلونهم‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬سالمة قلوبهم وألسنتهم ألصحاب رسول هللا ‪‬‬ ‫قال رسول هللا ‪( : ‬ال تسبوا أصحابي‪ ,‬فوالذي نفس ي بيده لو أن أحدكم‬ ‫ً‬ ‫أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم وال نصيفه)‬ ‫‪3‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا ‪ :‬من خصائص منهجهم في التعامل‬ ‫□ أنهم يأمرون باْلعروف وينهون عن اْلنكر على ما توجبه الشريعة‬ ‫ْ ُ َ ُ ََٰ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿و ْل َت ُك ْن م ْن ُك ْم ُأ ام ٌة َي ْد ُعو َن إ َلى ْال َخ ْير َو َي ْأ ُم ُر َ‬ ‫ال تعالى‪َ :‬‬ ‫ون ب ْاْلَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وف َو َي ْن َه ْون َع ِن اْل ْنك ِر َوأول ِئ َك ُه ُم اْل ْف ِل ُحون﴾‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫□ يرون إقامة الحج والجهاد ُ‬ ‫والجمع واألعياد مع األمراء أبرارا أو فجارا‬ ‫الجنة ْلَ ْن َت َر َك اْل َر َاء َوإ ْن َك َ‬ ‫يم َببيت في رَبض ا‬ ‫□ ترك الخصام والجدال واْلراء في مسائل الدين ‪ ,‬قال ‪َ ( : ‬أنا َز ِع ٌ‬ ‫ان ُم ِح اقا )‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫□ عصمة هللا تعالى لهم عن تكفيربعضهم بعضا ‪.‬‬ ‫□ أنهم أعظم الناس صبرا وثباتا على الحق ‪.‬‬ ‫□ أنهم يعلمون الحق ويرحمون الخلق ‪ ,‬وينصفون الخصم وال يظلمونه‬ ‫□ النصيحة هلل ولرسوله وللمسلمين ‪.‬‬ ‫َ َ ََٰ َ َ َ م َ ُ م ُ َّ ً َ َ ً َ ُ ُ‬ ‫اإلسالم وسط بين األديان ‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وكذ ِلك جعلناكم أمة وسطا ِلتكونوا‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫الر ُسو ُل َع َل مي ُك مم َشه ً‬ ‫الناس َو َي ُكو َن َّ‬ ‫يدا ﴾ الوسط ‪ :‬هو العدو ُل الخيار‬ ‫شهداء على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسطية أهل السنة والجماعة هي امتداد لوسطية هذه األمة ‪ -‬أمة محمد ‪ - ‬وعدالتها وخيريتها في األمم ‪ ,‬فكل خير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفضل وعدل ثبت لهذه األمة فألهل السنة والجماعة الحظ األوفرمنه ‪ ,‬ألنهم يمثلون حقيقة اإلسالم علما وعمال ‪.‬‬ ‫وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق األمة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬في األسماء واألحكام‬ ‫أوال ‪ :‬في توحيد أسماء هللا وصفاته‬ ‫* إثبات ما ورد في كتاب هللا عز وجل أو في سنة رسول هللا‬ ‫‪ ‬من أسماء هللا وصفاته‪.‬‬ ‫* ال يفرقون بين أسماء هللا وصفاته وال بين الصفات‬ ‫باإليمان ببعضها دون بعض ‪ ,‬بل قولهم في الجميع واحد ‪.‬‬ ‫* يثبتون جميع أسماء هللا تعالى وصفاته الثابتة في‬ ‫الكتاب والسنة على الوجه الالئق به سبحانه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫* ال ينفون شيئا من أسمائه وال صفاته وال يحرفونها وال‬ ‫ً‬ ‫يمثلون شيئا منها بصفات املخلوقين وال يكيفونها ‪.‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫( فأهل السنة والجماعة وسط بين اْلعطلة الذين نفوا‬ ‫وعطلوا صفات الخالق سبحانه وتعالى ‪ ,‬وبين اْلمثلة الذين‬ ‫َّ‬ ‫مثلوا صفات الخالق سبحانه وتعالى بصفات املخلوقين )‬ ‫م‬ ‫َم‬ ‫س َكم مثله َش مي ٌء َو ُه َو َّ‬ ‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير﴾‬ ‫قال تعالى ‪﴿ :‬لي َ ِ ِ ِ‬ ‫اْلراد باألسماء ‪ :‬أسماء الدين التي تطلق على اْلكلفين ‪ ,‬مثل ( مؤمن ‪ ,‬مسلم ‪ ,‬فاسق ‪ ,‬كافر)‬ ‫اْلراد باألحكام ‪ :‬ما يترتب على هذه األسماء واألوصاف من الثواب والعقاب ( أهو مسلم فاسق أم‬ ‫كافر) ( ما حكمه في الدنيا ؟ وما حكمه في اآلخرة ؟ )‬ ‫الخوارج ‪ :‬يقولون بكفرمرتكب الكبيرة و أنه في اآلخرة خالد في النار ‪.‬‬ ‫اْلعتزلة‪ :‬يقولون أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين اإليمان والكفر‪ ,‬وهو في اآلخرة خالد مخلد في النار ‪.‬‬ ‫غالة اْلرجئة ‪ :‬يقولون ال يضرمع اإليمان ذنب ‪ ,‬وفي اآلخرة مرتكب الكبيرة يدخل الجنة بإيمانه ‪.‬‬ ‫أهل السنة والجماعة ‪ :‬يقولون في مرتكب الكبيرة ‪ ( :‬مؤمن بإيمانه ‪ ,‬فاسق بكبيرته ) ‪ ,‬وحكمه في‬ ‫اآلخرة إذا مات ولم يتب أنه داخل تحت مشيئة هللا ‪ ,‬إن شاء غفر له وأدخله الجنة دون عذاب ‪ ,‬وإن‬ ‫ي‬ ‫شاء أدخله النار وعذبه بقدرذنوبه ‪ ,‬ثم إنه ال يخلد في النار كالكافر ‪ ,‬بل يخرج منها ويدخل الجنة ‪,‬‬ ‫ذلك النصوص ‪ ,‬قول تعالى ‪:‬‬ ‫كما دلت على‬ ‫َٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۚ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّللا َال َي مغف ُرأن يش َرك به َويغف ُر َما دون ذلك ْلن يش ُاء َو َ‬ ‫اَّلل فق ِد افت َر َٰى إث ًما ع ِظ ً‬ ‫يما﴾‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫﴿إن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلشبهة‬ ‫شبهوا الخالق‬ ‫باملخلوق‬ ‫الفرق‬ ‫أهل السنة والجماعة‬ ‫أهل السنة والجماعة‬ ‫أثبتوا هلل تعالى أسماءه الحسنى وصفاته العلى ‪ ,‬من غيرتكييف‬ ‫وال تمثيل وال تحريف وال تعطيل ‪ ,‬ونفوا عنه صفات النقص ‪.‬‬ ‫مرتكب الكبيرة في الدنيا‬ ‫اْلعطلة‬ ‫نفوا الصفات التي أثبتتها‬ ‫النصوص أو نفوا بعضها‬ ‫مرتكب الكبيرة في اآلخرة‬ ‫مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته إذا مات ولم يتب تحت مشيئة هللا ‪ ,‬إن شاء غفرله وأدخله الجنة دون عذاب ‪ ,‬وإن شاء‬ ‫ي‬ ‫أدخله الناروعذبه بقدر ذنوبه ‪ ,‬ثم ال يخلد في الناركالكافر ‪ ,‬بل يخرج منها ويدخل الجنة‬ ‫الخوارج‬ ‫كافر‬ ‫خالد في النار‬ ‫اْلعتزلة‬ ‫منزلة بين اإليمان والكفر‬ ‫خالد في النار‬ ‫غالة اْلرجئة‬ ‫ال يضرمع اإليمان ذنب‬ ‫يدخل الجنة بإيمانه‬ ‫حينما نستعرض تاريخ الفرق والبدع في اإلسالم ‪ ,‬وأسباب انحر افها ‪ ,‬نجد أنها ترجع إلى عوامل كثيرة ومتنوعة حسب‬ ‫البيئات واألقاليم ‪ ,‬وحسب األشخاص واملجتمعات ‪ ,‬وحسب األحوال التي تكون عليها األمة من القوة والضعف ‪,‬‬ ‫فيمكن تقسيم األسباب إلى ما يلي ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 1‬أوال ‪:‬أسباب خارجية‬ ‫‪ )1‬تأثر بعض جهال اْلسلمين باألمم املجاورة واألخذ بثقافاتها و أفكارها الدينية ‪,‬‬ ‫وال سيما بعد اْلد اإلسالمي و اتساع الفتوح ‪.‬‬ ‫‪ )2‬ترجمة كتب الفلسفة اْلنحرفة ‪ ,‬وتشجيع دراستها والتعمق فيها ‪.‬‬ ‫‪ )3‬دخول بعض أصحاب الديانات األخرى في اإلسالم ‪ ,‬ممن لم يتخلصوا من أفكارهم‬ ‫ومعتقداتهم السابقة ‪ ,‬فأثاروا الشبهات في اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪ )4‬دخول بعض اْلغرضين في اإلسالم بقصد الدس والكيد لإلسالم واْلسلمين ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(لهذا إذا رجعنا إلى أصول كثيرة من الفرق والبدع نجد لها أصوال خارجية ‪ ,‬كما أخبر النبي ‪‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في الحديث الصحيح ‪ ( :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبروذراعا بذراع ) ‪ ..‬الحديث ‪.‬‬ ‫كيف نعالج هذه اْلسببات لحماية العقيدة ويحمي اْلسلم نفسه من االنحراف عن العقيدة‬ ‫يكون ذلك بتلقي الدين من مصادره الصحيحة وهي الكتاب الكريم و السنة النبوية‬ ‫الصحيحة وإجماع السلف والرجوع إليها والعناية بها ‪ ,‬والرجوع للعلماء الراسخين‬ ‫اْلوثوق بهم ‪ ,‬واالبتعاد عن الغلو واإلفراط والبدع و اتباع الهوى والتقليد األعمى ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 2‬ثانيا ‪:‬أسباب داخلية‬ ‫‪ )1‬تلقي الدين من غير مصادره التي ال تصح تلقيه إال من خاللها ‪,‬‬ ‫وهي الكتاب والسنة وإجماع السلف ‪.‬‬ ‫‪ )2‬اتباع الهوى ‪ ,‬فإنه أصل الزيغ وسبب مفارقة الحق ‪.‬‬ ‫‪ )3‬الجهل ‪ ,‬وأخذ العلم من غير أهله ‪ ,‬وهو من أعظم األسباب اْلؤدية إلى‬ ‫االبتداع والتفرق واالختالف ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪ )4‬اإلفراط والتفريط ‪ ,‬وهو من العوامل اْلؤثرة في تكون الفرق واختالفها‬ ‫‪ ,‬فنجد بعض الفرق تغلو في أئمتها إلى درجة العصمة وبعض الفرق تغلو في‬ ‫آيات الوعيد لدرجة تكفير مرتكب الكبيرة ‪ ,‬وبعض الفرق تفرط في التعامل‬ ‫مع صاحب الكبيرة ‪ ,‬حتى تقول ال يضرمع اإليمان ذنب ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫والغلو في الدين فإنما َ‬ ‫أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين )‬ ‫قال ‪َّ ( ‬إياكم‬ ‫ِ‬ ‫‪ )5‬فتح باب تأويل النصوص الشرعية بدون دليل ‪.‬‬ ‫‪ )6‬االعتماد على الرأي في الدين وتقديمه على الشرع ‪ ,‬واعتبارما توهمه‬ ‫ً‬ ‫العقل أساسا فيما ُيقبل ُويرد من الدين ‪.‬‬ ‫‪ )7‬التقليد والتعصب للمتبوعين ‪ ,‬وتقديم أقوالهم ولو خالفت قول هللا‬ ‫تبارك وتعالى ‪ ,‬أو قول رسوله ‪. ‬‬ ‫معنى البدعة‬ ‫لغة ‪ :‬الش يء املخترع على غيرمثال سابق‬ ‫ً‬ ‫اصطالحا ‪ :‬كل محدثة في الدين‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ويصدق ذلك قوله ‪ ( : ‬ك َّل ُم مح َدث ٍة ِب مد َعة )‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬البدعة االعتقادية‬ ‫‪1‬‬ ‫هي كل ما يتعلق باالعتقاد ‪ ,‬ومن امثلتها ‪:‬‬ ‫( بدع الخوارج كتكفيرمرتكب الكبيرة ‪ ,‬وبدع اْلعتزلة‬ ‫كنفي صفات هللا تعالى ‪ ,‬ونفي القدر ‪ ,‬من يعتقد أن‬ ‫القرآن مخلوق) وهي متفاوتة في االنحراف ‪.‬‬ ‫اْلعالم الرئيسية لتعريف البدعة في الشرع‬ ‫‪ )1‬أن البدعة إحداث في الدين ‪ ,‬فيخرج بذلك ما أحدث من أمورالدنيا‬ ‫ً‬ ‫( كالصناعات واآلالت ) فاألصل أنها مباحة ‪ ,‬إال إن تضمنت محرما ‪ ,‬فيكون‬ ‫التحريم ْلا تضمنته ال لكونها مخترعات دنيوية ‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن البدعة ليس لها أصل في الشرع يدل عليها ‪ ,‬اما ما دلت عليه قواعد‬ ‫الشريعة فليس ببدعة ‪ ,‬مثل‪ ( :‬جمع اْلصحف في عهد أبو بكر‪ ) ‬فهذا الجمع‬ ‫ً‬ ‫له اصل من الكتاب والسنة ‪ ,‬فاسم الكتاب يشيرإلى أنه سيكون مجموعا ‪ ,‬وأمر‬ ‫النبي ‪ ‬بكتابة اآليات في عهده أصل لهذا العمل ‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن البدع في الدين كلها مذمومة ‪ ,‬فال توجد بدعة حسنة ‪ ,‬ألن البدع مصادمة‬ ‫للشريعة مضادة لها ‪ ,‬فهي مذمومة على كل حال لقوله ‪ ( : ‬كل بدعة ضاللة ) ‪,‬‬ ‫وقول ابن عمر‪ : ‬كل بدعة ضاللة ‪ ,‬وإن رآها الناس حسنة ) ‪.‬‬ ‫انواع البدع‬ ‫‪2‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬البدع العملية‬ ‫الدين عبادة لم يشرعها هللا ورسوله ‪ ,‬ولها أنواع ‪:‬‬ ‫هي أن يشرع في ِ‬ ‫‪ )1‬بدعة في أصل العبادة ‪ :‬بإحداث عبادة ليس لها أصل في الشرع‬ ‫( كإحداث صالة سادسة أو صيام غيرمشروع ‪ ,‬أو عيد غيرمشروع )‬ ‫‪ )2‬ما يكون في النقص او الزيادة على العبادة اْلشروعة ‪,‬‬ ‫( كما لو زيد ركعة في صالة الظهر )‬ ‫‪ )3‬ما يكون في صفة أداء العبادة ‪ ,‬بأن تؤدى على صفة غيرمشروعة‬ ‫( كالذكرالجماعي بعد الصالة اْلفروضة)‬ ‫‪ )4‬ما يكون بتخصيص وقت للعبادة اْلشروعة لم يخصص الشارع‬ ‫( كصيام النصف من شعبان ) فأصل الصيام والقيام مشروع ‪ ,‬لكن‬ ‫تخصيصه بهذا الوقت ال دليل عليه ‪.‬‬ ‫‪ )5‬ما يكون بتخصيص مكان للعبادة لم يخصصه الشرع ‪,‬‬ ‫( كتخصيص القبور بالصالة ودعاء غيرهللا عندها)‬ ‫أضرارالبدع بأنواعها على الدين واملجتمع‬ ‫* أنها عقد تجر صاحبها للشرك باهلل واْلوت على ذلك ‪.‬‬ ‫* أنها ضياع للسنة الصحيحة الثابتة وطمس معالم الدين الحق ‪.‬‬ ‫* أنها ضالل ومردود عليه ؛ ألنه مخالف للكتاب والسنة الصحيحة ‪.‬‬ ‫* رد العمل وعدم قبوله مهما كثر وتعدد لقوله ‪ ( : ‬من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )‬ ‫ُ‬ ‫* بعد الناس عن السنة ‪.‬‬ ‫السنة نقص وعدم وفاء ‪,‬‬ ‫*َ االعتقاد أن في‬ ‫َ‬ ‫مَ م َ م َم ُ َ ُ م َ ُ م َ م َ م ُ ََم ُ م م َ ََ ُ َ ُ ُ م م َ َ ًۚ‬ ‫اإلسالم ِدينا ﴾‬ ‫وهللا عز وجل يقول ‪﴿:‬اليوم أكملت لكم ِدينكم و أتممت عليكم ِنعم ِتي ور ِضيت لكم ِ‬ ‫* التباس الدين بين الناس ‪.‬‬ ‫* أنها توجب غضب هللا وعقوبته وسخطه والطرد يوم القيامة ‪.‬‬ ‫* تؤدي إلى الفرقة بين اْلسلمين وزيادة حدوث النزاعات والشقاق واالختالف ‪.‬‬ ‫* البدع تسبب ضعف األمة وهوانها وتسلط األعداء عليها ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألن أهل البدع خرجوا عن السنة وخالفوا سبيل اْلؤمنين ‪ ,‬وقد قال رسول هللا ‪ ( : ‬إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه‬ ‫منه فأولئك الذين سمى هللا فاحذروهم ) ‪ ,‬فإن األصل الحذرمنهم ومن بدعهم ‪ ,‬ويجب على من قدرعلى نصحهم أن ينصحهم‬ ‫بعدل و إنصاف ‪ ,‬وقد يختلف اْلوقف من البدع باختالف البدعة ذاتها ‪ ,‬من حيث إنها بدعة مغلظة أو غيرمغلظة ‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وباختالف اْلبتدع من حيث كونه داعيا لها أو مستترا بها ‪ ,‬أو كونه مع جماعة لهم قوة وسلطان أول ليس لهم ذلك ‪.‬‬ ‫جهود السلف تجاه البدع واْلبتدعة‬ ‫‪ )1‬الوصية باتباع السنة والسعي في نشرها ‪ ,‬وإظهارها والدفاع عنها ‪ ,‬فإن ذلك أعظم ما يدحض‬ ‫البدع واملحدثات ( كما فعل اإلمام أحمد بن حنبل ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬في صبره في فتنة القول بخلق القرآن )‬ ‫‪ )2‬التحذيرمن البدع واملحدثات ‪ ,‬وبيان منع الشرع لها ووعيد أهلها عند هللا ‪ ,‬سواء اكانت هذه البدع‬ ‫منشورة في وسائل اإلعالم أو وسائل التواصل أو في كتب أو ملتقيات ومؤتمرات ‪.‬‬ ‫‪ )3‬مناظرة من التبس عليه الحق منهم ‪ ,‬لتبيين الحق ‪ ,‬ورد ما عنده من الشبهات ( كما فعل ابن عباس‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬مع الخوارج ) ‪ ,‬والبد أن يكون اْلناظرمتمكنا من العلم الشرعي قوي الحجة ‪ ,‬والطرف اْلقابل له‬ ‫غيرمعروف بالظلم واالعتداء والعناد ‪.‬‬ ‫‪ )4‬ال يحكمون على أحد باالبتداع إال بعد التثبت ‪.‬‬ ‫‪ )5‬استخدام الرادع الشرعي ْلن لم يكف عن بدعته إال بذلك ‪ ,‬وهذا مما يدخل في صالحيات ولي األمر‪.‬‬ ‫اْلراد بالبدعة اْلغلظة ‪ :‬هي كل بدعه تخرج من اإلسالم ( البدع اْلكفرة ) كالقول بخلق القرآن أو نفي صفات هللا تعالى‬ ‫البدع الغيرمغلظة ‪ :‬وهي سائر البدع التي ال تخرج من اإلسالم ( البدع اْلفسقة ) كاالحتفال بمولد النبي والذكرالجماعي‬ ‫دور ولي أمراْلسلمين تجاه البدع وأصحابها‬ ‫التعزيروالعقوبة الرادعة ‪ ,‬وعدم تمكينهم‬ ‫من نشربدعهم ‪ ,‬والحماية منها ‪.‬‬ ‫دور العلماء اْلعتبرين تجاه البدع وأصحابها‬ ‫التحذيرمن البدع وأصحاب البدع ‪ ,‬والرد‬ ‫عليهم وكشف أحوالهم ‪ ,‬وبيان بدعهم‬ ‫للناس حتى ال ينخدعوا بهم ‪.‬‬ ‫دور عامة اْلسلمين تجاه البدع وأصحابها‬ ‫عدم مجالستهم ومخالطتهم ‪ ,‬والرفع بهم‬ ‫لوالة األمروالعلماء حتى يبينوا حالهم‬ ‫ يوسف علي النعمي‬: ‫إعداد‬ Telegram: Contact @yousef_alnami ‫تعريف التوحيد‬ ‫لغة ‪ :‬مصدر ي‬ ‫وحد ‪ ,‬أي ‪ :‬أفرد‬ ‫ً‬ ‫شرعا ‪ :‬إفراد هللا تعالى بالربوبية‬ ‫واأللوهية واألسماء والصفات‬ ‫أقسام التوحيد‬ ‫‪1‬‬ ‫توحيد الربوبية ‪2‬‬ ‫توحيد األلوهية ‪3‬‬ ‫وبيان ذلك ‪ :‬أن ي‬ ‫يقربأن هللا تعالى الخالق اْلالك الرازق‬ ‫َ‬ ‫املحيي اْلميت اْلدبر لجميع األمور‪ ,‬وأن َ‬ ‫صرف جميع‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أنواع العبادة هلل تعالى وحده ال شريك له ‪ ,‬وأن يثبت له‬ ‫سبحانه ما أثبته لنفسه من األسماء الحسنى والصفات‬ ‫العلى ‪ ,‬وينفي عنه ما نفاه عن نفسه من صفات النقص ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كانت األصنام في زمن نوح عليه السالم صورا لصالحين ماتوا‪ ,‬قال‬ ‫ابن عباس ‪( : ‬أسماء رجال صالحين من قوم نوح‪ ,‬فلما هلكوا‬ ‫أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا‬ ‫ً‬ ‫يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا‪ ,‬فلم تعبد‪ ,‬حتى إذا هلك‬ ‫َ ُ َ‬ ‫أولئك وتنسخ العلم عبدت) ويشيرابن عباس‪ ‬إلى اآلية ‪َ (:‬وقالوا ال‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ َّ َ َ ُ م َ َ َ َ ُ َّ َ ًّ َ َ ُ َ ً َ ُ َ‬ ‫اعا َوال َيغوث َو َي ُعوق َون مس ًرا )‬ ‫تذرن ِآلهتكم وال تذرن ودا وال سو‬ ‫كما جاء الدليل عليها في سورة الفاتحة وغيرها ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫م َ م ُ َّ َ ي م َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اْلين﴾ ‪ (:‬توحيد الربوبية )‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫َّلل‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫﴿ال‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫َٰ ِ ِ ر ِ‬ ‫َق َ‬ ‫الر مح َمن َّ‬ ‫ال تعالى‪َّ ﴿ :‬‬ ‫الر ِح ِيم﴾‪ (:‬توحيد األسماء والصفات )‬ ‫﴿إ َّي َ‬ ‫اك َن ِ مع ُب ُد َ َّ َ َ م َ ُ‬ ‫َق َ‬ ‫ال‬ ‫و ِإياك نست ِعين﴾‪ (:‬توحيد األلوهية )‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ِ‬ ‫توحيد األسماء والصفات‬ ‫َ َ ُ م َ َ ُ ََ م َ م َ َ ي َ ًۚ مَ َ‬ ‫وقد فطرهللا تعالى الناس على التوحيد ‪ ,‬ق َٰال سبحانه‪﴿ :‬فأ ِقم َٰوجه َك ِل ِلد ِين ح ِنيفا ِفطرت‬ ‫َّ َّ َ َ َ َّ َ َ َ م َ ۚ َ َ م َ َ م َّ ۚ َ َ ي ُ م َ ي ُ َ َ َّ م َ َ َّ َ َ م َ ُ َ‬ ‫ن‬ ‫اس ال يعلمو ﴾‬ ‫ّللا التي فطرالناس عليها ال تبديل لخلق ّللا ذلك الدين القيم ولكن أكثرالن‬ ‫ِ ِ ُ َ م َ َ َ َ َّ ُ َ م ُ ِ َ َ ِ َ ِ َ َ ُ ِ ُ ِ َّ ِ َ َّ ُ ِ َ َ م ِ َ َ َّ َ َ ِ م َ م ُ َّ‬ ‫ود ِإال‬ ‫عن أبي هريرة ر ِض ي ّللا عنه‪ ,‬ق‬ ‫ّللا صلى هللا علي َِه وسلم ‪ ( :‬ما ِمن مول ٍ‬ ‫ال‪ َ:‬قال رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ََ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الفطر ِة ‪ ,‬فأبواه يه ِودا ِن ِه ‪ ,‬أو ين ِصر ا ِن ِه ‪ ,‬أو يم ِجسا ِن ِه )‬ ‫يولد على ِ‬ ‫ُي‬ ‫والفطرة االستعداد لقبول الدين الحق ‪ ,‬فلو خ ِلي اإلنسان وفطرته لم يخترإال اإلسالم‬ ‫فالبشرية األولى كانت على التوحيد الذي تعلمته من أبيها آدم عليه السالم ‪ ,‬ولم تفارق‬ ‫أمرعارض ناش ئ عن تزيين شياطين اإلنس والجن ‪,‬‬ ‫الشرك إال بعد قرون ‪ ,‬فالشرك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ م َ َ ُ َ َ َ َٰ َ َ َّ ُ َّ ً َ َ ً َ َ َ َّ ُ َّ‬ ‫ين َو ُم منذ َ‬ ‫النب يي َين ُم َب يشر َ‬ ‫ين ﴾‬ ‫ِ ِر‬ ‫قال سبحانه و تعالى‪﴿ :‬كان الناس أمة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫احدة فبعث ّللا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال ابن عباس ‪ ( : ‬كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق )‬ ‫ُ‬ ‫‪ 1‬من أجله أرسلت الرسل و أنزلت الكتب‬ ‫ُ‬ ‫أن التوحيد من أجله أرسلت الرسل ‪ ,‬و أنزلت الكتب ‪,‬‬ ‫وهو أهم الفرائض ‪ ,‬و آكد األركان ‪ ,‬فال يصح إسالم‬ ‫شخص إال به ‪ ,‬ولن يزحزح عن النارويدخل الجنة إال‬ ‫َ َ َ َ َ َٰ َ َ َ‬ ‫﴿ولق مد‬ ‫دعوة جميع الرسل ‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬ ‫بالتوحيد ‪ ,‬وهو‬ ‫َ‬ ‫مَ ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫م ُ ُ َّ َ َ م َ‬ ‫َ‬ ‫اجت ِن ُبوا الطاغوت ﴾‬ ‫َب َعثنا ِفي ك ِ يل أ َّم ٍة َر ُسوال أ ِن اعبدوا ّللا و‬ ‫وفي اْلقابل فإن الشرك ‪ -‬وهو نقيض التوحيد ‪ -‬أعظم‬ ‫الذي ال‬ ‫الذنوب ‪ ,‬وأشدها خطورة ‪ ,‬فهو الذنب‬ ‫الوحيد َ م ُ مَ‬ ‫َّ َّ َ َ‬ ‫يغفر هللا ْلن مات عليه ‪َ ,‬ق َ‬ ‫﴿إن ّللا ال يغ ِفر أن‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ال‬ ‫ُ م َ َ به َو َي مغف ُر َما ُدو َن ََٰذل َك ْلَ من َي َش ُۚاء ِ َو َم من ُي مشر مك باَّللَّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يشرك ِ ِ‬ ‫ِ َ َ مَ ِ م ِ‬ ‫فق ِد افت َر َٰى إث ًما َع ِظ ً‬ ‫يما﴾‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬‬ ‫أنه أول الواجبات‬ ‫أن التوحيد أول الواجبات ‪ ,‬كما في‬ ‫حديث ابن عباس ‪ : ‬قال ‪ْ :‬لا بعث‬ ‫اليمن‬ ‫النبي ‪ ‬معاذ بن جبل‬ ‫‪‬م إلى م َ‬ ‫َّ َ َ م َ ُ َ َ َ‬ ‫م‬ ‫قال له ‪ِ ( :‬إنك ت َقدم على قو ٍم ِمن أ َه ِل‬ ‫م َ َ م َ ُ م َّ َل َ َ م ُ ُ َ م‬ ‫وه مم ِإلى أن‬ ‫اب فليكن أو ما تدع‬ ‫ال ِكت ٍُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُي َو ِ يحدوا هللا تعالى ‪ )....‬الحديث ‪.‬‬ ‫‪ 4‬السبب األعظم لتفريج كربات الدنيا واآلخرة‬ ‫أن التوحيد السبب األعظم لتفريج كربات الدنيا واآلخرة ‪ ,‬ويتحقق‬ ‫َ َ ُ م َ َ ُ َّ َ ُ‬ ‫ين َآمنوا‬ ‫لصاحبه الهدى الكامل واألمن التام ‪ ,‬قال سبحانه‪﴿ :‬الذ‬ ‫َ م‬ ‫َ َ ُ م ُ م ُ ََٰ َ َ ُ ُ م َ م ُ َ ُ م ُ م َ ُ ِ َ‬ ‫َول مم َيل ِب ُسوا ِإيمانهم ِبظل ٍم أول ِئك لهم األمن وهم مهتدون﴾‬ ‫‪ 3‬أنه سبب التمكين في األرض‬ ‫أن التوحيد سبب التمكين في األرض ‪,‬‬ ‫َ َ َ َ َ َٰ َ َ َ َّ ُ َّ َ ُ‬ ‫ين َآمنوا‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬وعد ّللا ال ِذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫م من ُك مم َو َعم ُلوا َّ‬ ‫الص ِال َحا ِت ل َي مستخ ِلف َّن ُه مم‬ ‫ِ م َم ِ َ َ م َ م َ َ‬ ‫ف َّالذ َ‬ ‫ين منم‬ ‫ِفي األر‬ ‫ض ي َكما َاستخل َّ ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ق مب ِل ِه مم َول ُي َم ِكنن ل ُه مم ِد َين ُه ُم ال ِذي ا مَرتض َٰى‬ ‫َ َ َ‬ ‫ًۚ‬ ‫َ‬ ‫ل ُه مم َول ُي َب ِيدل َّن ُه مم ِم من َب مع ِد خ مو ِف ِه مم أ ممنا‬ ‫َ ًۚ‬ ‫َ َ م ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َي مع ُب ُدون ِ َٰني ال ُي ُش َٰ ِركون ِبي ش ميئا َو َم من كف َر‬ ‫َ مَ َ َ َ َ َ ُ ُ مَ ُ َ‬ ‫اسقون﴾‬ ‫بعد ذ ِلك فأول ِئك هم الف ِ‬ ‫‪ 5‬يحرر العبد من ِرق املخلوقين والتعلق بهم‬ ‫أن التوحيد يحررالعبد من ِرق املخلوقين والتعلق بهم وخوفهم‬ ‫ورجائهم ‪ ,‬وهذا العزالصحيح والشرف الرفيع ‪.‬‬ ‫بطالن الشرك في الربوبية‬ ‫تعريف توحيد الربوبية‬ ‫لغة ‪ :‬مأخوذة من ( الرب )‬ ‫ي‬ ‫والقيم واْلن ِعم ‪.‬‬ ‫والرب في اللغة ‪ :‬هو اْلالك والسيد اْلدبر واْلربي‬ ‫ِ‬ ‫وال يطلق غيرمضاف إال على هللا تعالى ‪ ,‬وإذا أطلق على غيره أضيف‬ ‫فيقال‪ :‬ر ُّب كذا ‪ ( .‬ر ُّب البيت ُّ‬ ‫ورب الدار ‪.)....‬‬ ‫ً‬ ‫شرعا ‪ :‬إفراد هللا بأفعاله ‪ ,‬وهو التصديق الجازم بوجود هللا تعالى ‪.‬‬ ‫و أنه سبحانه هو اْلتفرد باْللك والخلق والرزق والتدبير‪ ,‬و أنه‬ ‫املحيي اْلميت‪,‬النافع الضار‪,‬اْلتفرد بإجابة الدعاء‪,‬وإغاثة اْللهوف‪.‬‬ ‫فال خالق وال رازق إال هللا وحده ‪ ,‬وال معطي وال مانع إال هو سبحانه ‪,‬‬ ‫وال ي‬ ‫مدبرألمرالعالم غيره ‪ ,‬فما شاء هللا كان ‪ ,‬وما لم يشأ لم يكن ‪ ,‬ال‬ ‫تتحرك ذرة إال بتقديره ‪ ,‬وال يجري حادث إال بمشيئته ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ُ ُ ي َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫قال تعالى‪ّ﴿ :‬للا خ ِالق كل ش ي ٍء ﴾‬ ‫َ‬ ‫م َ م ِ َّ َ َ َّ م َُ‬ ‫ال َت َع َال َٰى‪َ :‬‬ ‫﴿۞و َما م من َد َّ‬ ‫َ‬ ‫ّللا ِرزقها ﴾‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ى‬ ‫اب‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإلقراربتوحيد الربوبية مستقرفي قلوب الناس ‪ ,‬فقد ُج ِبلوا على هذا اإلقرار‪ ,‬وهو أمر‬ ‫مقرين بتوحيد الربوبية كما قال تعالى‪:‬‬ ‫ضروري قطعي الزم لكل إنسان ‪ ,‬لذا كان كفارقريش‬ ‫ُ م َ م َ م ُ ُ ُ م َ َّ َ َ م َ م َ َّ م َ م ُ َّ م َ َ م َ م َ َ َ َ م ُ م ُ م َ َّ َ م َ‬ ‫ي‬ ‫صاروم َن يخ ِرج الحي ِمن اْل ِي ِت‬ ‫﴿قل ?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser