مذكرة توحيد 1 PDF

Summary

هذه مذكرة توحيد تتناول معنى العقيدة وأهميتها في الإسلام، وتشمل خصائص العقيدة الإسلامية ومبادئها. تقدم المذكرة معلومات عن أصول العقيدة وكيفية فهمها. تتضمن المذكرة معلومات حول أهمية العقيدة في الاسلام وضرورة اتباعها

Full Transcript

‫‪1‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫[القسم األول‪ :‬مدخل إىل عقيدة أهل السنة واجلماعة ]‬ ‫‪2‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬...

‫‪1‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫[القسم األول‪ :‬مدخل إىل عقيدة أهل السنة واجلماعة ]‬ ‫‪2‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة األوىل‪:‬‬ ‫[معىن العقيدة]‬ ‫العقيدة لغة ‪ :‬على وزن فعيلة مبعىن مفعولة‪ ،‬أي ‪ :‬معقودة ‪.‬‬ ‫والعقيدة ‪ :‬مصدر عقد يعقد عقدا ‪ ،‬والعني والقاف والدال أصل يدل على‬ ‫الربط والشد‪ ،‬والعهد‪ ،‬واملالزمة‪ ،‬والتأكيد‪.‬فهذه املعذا ارربعذة ذ أبذرز مذا دذدور‬ ‫عليه مادة عقد ‪.‬‬ ‫‪ -1‬الربط والشد بقوة‪.‬يقال‪ :‬عقد احلبل‪ ،‬يعقد عقدا‪ ،‬إذا ربطه وشد بقوة‪.‬‬ ‫‪ -2‬العهد‪.‬يقال‪ :‬بني ه القبيلة ودلك عقد أي‪ :‬عهد‪.‬ومجعه عقود‪.‬ومنه قولذه‬ ‫دعاىل‪َ { :‬ي أَيذُّ َها الذذ يهي َ َآمنوذوا أ َْوفوذوا يِبلْعو وقذود} [املائذدة‪ :‬مذ اآليذة ‪ ]1‬؛ أي‪ :‬أوفذوا ِبلعهذود‬ ‫اليت أكدمتو ا‪.‬‬ ‫‪ -3‬املالزمذة‪.‬يقذال‪ :‬عقذذد قلبذه علذذى الشذ ‪ ،،‬أو عقذذد قلبذه الشذ ‪ ،،‬إذا لزمذه‪.‬ومذ‬ ‫ها الباب قوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اخليل معقود يف نواصذيها اخلذر إىل يذو القيامذة"‬ ‫‪2‬؛ فمعقود يف نواصيها أي‪ :‬مالز هلا‪ ،‬حىت لكأنه عقد عليها‪.‬‬ ‫‪ -4‬التأكيد‪.‬يقال‪ :‬عقد البيع‪ ،‬إذا أكد ‪.‬ومنه العقد املكتوب يف البيع؛ إذ ذو مل‬ ‫يكتب إال بعد إيقاع البيع وأتكيد ‪.‬‬ ‫العقيدة اصطالحا ‪:‬‬ ‫عرفها أ ل العلم بتعريفات كثرة ‪ ،‬سأقتصر منها على دعريف واحد ‪.‬‬ ‫العقيدة ‪ :‬ما عقد اإلنسان قلبه عليه م أصول الدي ‪ ،‬ودان هلل عز وجل به‪.‬‬ ‫والذ ذرابط بذ ذذني املعذ ذذىن اللغذ ذذوي‪ ،‬واملعذ ذذىن االصذ ذذطالح ظذ ذذا ر و ذ ذذو‪ :‬أن الذ ذذهي جذ ذذز‬ ‫ِبلشذ ‪ ،،‬وصذذمم عليذذه‪ ،‬قذذد ألزمذذه قلبذذه‪ ،‬وربطذذه عليذذه‪ ،‬وشذذد بقذذوة‪ ،‬حبي ذ ال يتفل ذ منذذه‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة الثانية‪:‬‬ ‫[أمهية العقيدة]‬ ‫‪ – 1‬العقيدة أول دعوة ارنبيا‪ ،‬والرسل عليهم الصالة والسال ‪ ،‬فكلهم دتابعوا‬ ‫على البد‪ِ ،‬بلدعوة إىل التوحيد ودصحيح العقيدة ‪ ،‬فالعقيدة م أجلها أرسل الرسل؛‬ ‫وأنزل الكتب ‪ ،‬ولو مل دك منزلتها عالية يف الدي وأمهيتها ِبلغة يف الشريعة ملا كان‬ ‫اجتَنيبووا‬ ‫أول دعوهتم‪ ،‬قال دعاىل‪َ { :‬ولََق ْد بذَ َعثْذنَا ييف وك يل أوذمة َر وس ًوال أ يَن ْاعبو ودوا ذ‬ ‫اّللَ َو ْ‬ ‫ك يم ْ َر وسول‬ ‫ي‬ ‫وت} [النحل‪ :‬م اآلية ‪. ]36‬وقال دعاىل‪َ { :‬وَما أ َْر َس ْلنَا يم ْ قَذْبل َ‬ ‫الطذاغو َ‬ ‫اعب ود ي‬ ‫ي ي‬ ‫ون} [ارنبيا‪. ]25 :،‬‬ ‫إيذال نووح إيلَْيه أَنذهو ال إيلَهَ إيذال أ ََن فَ ْ و‬ ‫‪ – 2‬العقيدة أصل الدي وأساس قبول ارعمال ‪ ،‬فال صحة ري عمل مع الشرك ‪،‬‬ ‫وال قيا لإلسال مع إنكار املالئكة أو رك م أركان اإلميان إخل ‪ ،‬فالعقيدة ارصل‬ ‫ك َدى ذي ي يي‬ ‫ي‬ ‫اّلل يذَ ْهدي به َم ْ‬ ‫الهي ينبين عليه قبول ارعمال وصحتها ‪ ،‬قال دعاىل‪َ {:‬ذل َ و‬ ‫ط َعْنذ وه ْم َما َكانووا يذَ ْع َملوو َن} [ارنعا ‪ ، ]88 :‬ويقول‬ ‫يَ َشا‪،‬و يم ْ يعبَ ياد ي َولَ ْو أَ ْشَروكوا َحلَبي َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ك‬‫ك لَئي ْ أَ ْشَرْك َ لَيَ ْحبَطَ ذ َع َملو َ‬ ‫ك َوإي َىل الذهي َ يم ْ قَذْبل َ‬ ‫سبحانه‪{ :‬ولََق ْد أ ي‬ ‫ووح َ إيلَْي َ‬ ‫َ‬ ‫اس يري َ } [الزمر‪. ]65 :‬وقال دعاىل ‪َ {:‬وَما َمنَذ َع وه ْم أَن دوذ ْقبَ َل يمْنذ وه ْم‬ ‫اخلَ ي‬ ‫َولَتَ وكونَ ذ يم َ ْ‬ ‫نذَ َف َقا وهتوم إيالذ أَ ذَّنوم َك َفرواْ يِبهللي وبيرسولييه} وقال دعاىل ‪{:‬ي أَيذُّها الذ يهي آمنووا يآمنووا يِب ذّللي‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََو‬ ‫ْ و‬ ‫ْ‬ ‫اب الذ يهي أَنْذزَل يم قَذبل وم ي ْك وفر يِب ذّللي‬ ‫ي‬ ‫اب الذهي نذَذزَل َعلَى رسول يه والْ يكتَ ي‬‫ي‬ ‫ورسولييه والْ يكتَ ي‬ ‫َ ْ ْ و ََ ْ َ ْ‬ ‫َو َ‬ ‫ََ و َ‬ ‫ض َالًال بَعي ً‬ ‫ي يي ي يي ي ي‬ ‫يدا}‪.‬‬ ‫ض ذل َ‬‫َوَم َالئ َكته َووكتوبيه َوور وسله َوالْيَذ ْو ْاآلخ ير فَذ َق ْد َ‬ ‫اْلي‬ ‫‪ – 3‬العقيدة الغاية م اليت م أجلها خلق اخللق‪ ،‬قال دعاىل ‪َ {:‬وَما خلق ْ‬ ‫ذه َادةي} ‪3‬‬ ‫ب َوالش َ‬‫اّللو الذ يهي ال إيلَهَ إيالذ و و َع ياملو الْغَْي ي‬ ‫اإلنْس إيذال ليعبدون}وقوله ‪ { :‬و َو ذ‬ ‫و ْي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َحاَ َط بي وك يل َش ْ ‪ ،‬يع ْلماً}‪ ،‬يقول‬ ‫اّللَ َعلَى وك يل َش ْ ‪ ،‬قَ يدير َوأَ ذن ذ‬ ‫اّللَ قَ ْد أ َ‬ ‫{ليتَذ ْعلَ وموا أَ ذن ذ‬ ‫السعدي ‪... " :‬الغاية املقصودة م اخللق وارمر ‪ :‬معرفة هللا وعبادده "‬ ‫‪ – 4‬دعلق النجاة يف اآلخرة على صحة االعتقاد ابتدا‪ ،‬أو مآال ‪ ،‬قال صلى هللا عليه‬ ‫وسلم ‪ " :‬خيرج م النار م كان يف قلبه مثقال ذرة م إميان " وقال " فإن هللا حر‬ ‫على النار م قال ال إله إال هللا ابتغا‪ ،‬وجه هللا"‬ ‫‪4‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫أعظم الواجبات وآكد ا؛ لها فه أول ما يطالب به الناس‪ ،‬كما‬ ‫‪ - 5‬العقيدة‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬أ يومرت أن أقادل الناس حىت يشهدوا أن ال إله إال هللا وأن‬ ‫حممدا رسول هللا» متفق عليه وقال صلى هللا عليه وسلم " ي معاذ إنك أتيت قوما م‬ ‫أ ل الكتاب فليك أول ما ددعو م إليه شهادة أن ال إله إال هللا وأن حممدا رسول هللا‬ ‫‪ "...‬احلدي ‪.‬وكل نيب أول ما يقرع أمساع قومه " قولوا ال إله إال هللا دفلحوا " " ي قو‬ ‫اعبدوا هللا ما لكم م إله غر "‬ ‫‪ – 6‬حاجة اإلنسان إىل علم العقيدة أشد م حاجته إىل كل ش ‪ ،‬حىت الطعا‬ ‫والشراب ‪ ،‬فأي صالح للعامل إذا عدم العقيدة ؟والعبد يف موت وظلمة ما مل دطلع‬ ‫عليه مشس الرسالة كما قال دعاىل ‪ [ :‬أو م كان ميتا فأحيينا وجعلنا نورا ميش به يف‬ ‫الناس كم مثله يف الظلمات ليس خبارج منها ]‪ ،‬بل ذكر العلما‪ ،‬أن حاجة اإلنسان‬ ‫إىل الوح ورأس ذلك االعتقاد أعظم م حاجته إىل التنفس رن غاية ما يقدر يف عد‬ ‫التنفس والطعا والشراب موت البدن ‪ ،‬ودعطل الروح عنه‪ ،‬وأما ما يقدر عند عد‬ ‫االعتقاد الصحيح والتوحيد والشريعة فساد الروح والقلب و الك اربد ‪.‬وشتان ما‬ ‫بينهما ‪.‬انظر ‪ [ :‬جمموع الفتاوى الب ديمية ( ‪، 96 – 93 / 19‬مفتاح دار السعادة ) ‪] )2 / 2‬‬ ‫‪ – 7‬اخلطأ يف العقيدة يوجب اخلطأ يف مسائل العلو ارخرى ‪ ،‬وشا د ها ما حصل‬ ‫م املتكلمني يف مسائل أصول الفقه وعلو العربية ‪ ،‬فلما اعتقدوا عقائد فاسدة ‪،‬‬ ‫أخهوا يف حتريف بعض مسائل أصول الفقه والعربية لتوافق ما اعتقدو م عقائد فاسدة‬ ‫‪ ،‬كتعريف كال هللا ‪ ،‬وأول واجب على املكلف ‪ ،‬ودعريف االستوا‪ ،‬يف لغة العرب وغر‬ ‫ذلك ‪ ،‬فسائر العلو إن مل دنب على اعتقاد صحيح ‪ ،‬فسيدخلها اخللل يف كثر م‬ ‫مباحثها ‪ ،‬لها م ارمهية مبكان أن يدرس اإلنسان العقيدة الصحيحة لك ال يقع فيما‬ ‫وقعوا فيه ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة الثالثة ‪:‬‬ ‫[خصائص العقيدة ]‬ ‫فإذا قلنا‪ :‬خصائص العقيدة‪ ،‬فمرادن‪ :‬صفاهتا البارزة اليت دنفرد هبا‪ ،‬ومتيز ا ع‬ ‫بقية العقائد‪.‬‬ ‫وللعقيدة اإلسالمية مسات ِبرزة متيز ا ع بقية العقائد‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أهنا توقيفية ‪ :‬أي ‪ :‬أن نلتز مبا جا‪ ،‬يف الكتاب والسنة فقط وفق فهم‬ ‫السلف‪ ،‬فليس رحد أن حيدث عقيدة يف الدي ‪ ،‬زاعما أن ها ارمر جيب اعتقاد ؛‬ ‫فإن هللا عز وجل أكمل الدي ‪ ،‬وانقطع الوح ‪ ،‬وختم النبوة‪ ،‬يقول دعاىل‪{ :‬الْيَذ ْوَ‬ ‫ار ْسال َ يدينًا} [املائدة‪ :‬م‬ ‫أَ ْكم ْل لَ وكم يدينَ وكم وأَْمتَم علَي وكم نيعم ييت ور يضي لَ وكم ْي‬ ‫ْ َ ْ و َ ْ ْ ْ َ ََ و و‬ ‫َ و ْ‬ ‫اآلية ‪ ، ]3‬ويقول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" :‬م أحدث يف أمرن ها ما ليس منه فهو‬ ‫رد"‪.‬ولها م ال يتعصبون لطائفة معينة وال لشخص معني غر النيب صلى هللا عليه‬ ‫وسلم وما جا‪ ،‬به ‪ ،‬بل يعرضون قول كل أحد على الكتاب والسنة فما وافقه قبل وإال‬ ‫رد كائنا م كان ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أهنا غيبية ‪ :‬أي ‪ :‬أن كثراً م مباحثها دتعلق أبمور غيبية ال جمال للعقل يف‬ ‫إدراكها‪ ،‬ومبنا ا على التسليم والتصديق املطلق مبا جا‪ ،‬ع هللا عز وجل‪ ،‬وع رسوله‬ ‫‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ظا را وِبطنا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أهنا تكاملية ومشولية ‪ :‬أي ‪:‬أَّنا مل درتك صغرة وال كبرة إال أد‬ ‫إبيضاحها‪ ،‬م بداية خلق اإلنسان وإىل دخوله اْلنة أو النار عياذاً ِبهلل‪ ،‬فقد أحاط‬ ‫و يمن على العقائد ‪ ،‬وارعمال‪ ،‬وارقوال ‪ ،‬وكل أمور احلياة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أهنا وسطية ‪ :‬أي ‪ :‬أَّنا أفضل وأعدل العقائد‪ ،‬وال خر فيما سوا ا‪ ،‬فال‬ ‫إفراط وال دفريط فيها‪.‬‬ ‫فأ ل السنة يف أمسا‪ ،‬هللا وصفاده وسط بني أ ل النف والتعطيل‪ ،‬وأ ل التشبيه‬ ‫والتمثيل ‪.‬‬ ‫ويف ِبب القدر‪ ،‬فهم وسط بني اْلربية والقدرية‬ ‫‪6‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫ويف نصوص الوعد والوعيد‪ ،‬فهم وسط بني الوعيدية واملرجئة‬ ‫ويف ِبب ارمسا‪ ،‬وارحكا ‪ ،‬فهم وسط بني الوعيدية واملرجئة‬ ‫ويف ِبب الصحابة وسط بني الروافض والنواصب ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬موافقتها للعقول السليمة والفطر املستقيمة ‪ :‬أي ‪ :‬أن عقيدة أ ل السنة‬ ‫ال ختالف العقول الصحيحة الساملة م الشبهات ‪ ،‬وموافقة أيضا للفطر املستقيمة‬ ‫الساملة م الشهوات ‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم ‪" ":‬ما م مولود إال يولد على الفطرة‪.‬‬ ‫فأبوا يهودانه وينصرانه وميجسانه‪.‬كما دنتج البيهمة هبيمة مجعا‪.،‬ل حتسون فيها م‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫جدعا‪،‬؟ "‪.‬مث يقول أبو ريرة رض هللا عنه راوي احلدي ‪ :‬واقرأوا إن شئتم‪{ :‬فطَْر َ‬ ‫ذي ذ‬ ‫ذاس َعلَْيذ َها} [الرو ‪ ]30 :‬ويقول هللا عز وجل يف احلدي القدس ‪:‬‬‫اّلل ال ييت فَطََر الن َ‬ ‫"وإ خلق عبادي حنفا‪ ،‬كلهم‪ ،‬وإَّنم أدتهم الشياطني فاجتالتهم ع دينهم‪ ،‬وحرم‬ ‫عليهم ما أحلل هلم‪ ،‬وأمرهتم أن يشركوا يب ما مل أنزل به سلطان"‬ ‫‪ – 6‬ثبات عقيدهتم واستقرارها‪ :‬أي ‪ :‬أَّنا اثبتة طيلة القرون املاضية وإىل أن‬ ‫دقو الساعة ‪ ،‬يتناقلها ارجيال جيال بعد جيل ‪ ،‬حمفوظة حبفظ هللا ‪ ،‬ومنصورة بنصر‬ ‫هللا ‪ ،‬ال يتطرق إليها دبديل وال حتريف ‪ ،‬خبالف الفرق ارخرى دتغر عقيدهتم مع دغر‬ ‫اري وجتدد املنتسبني إليها ‪ ،‬فهم متهبهبون حائرون ال قرار هلم وال لعقيدهتم ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬سالمتها من التناقض واالضطراب ‪ :‬فم يتأمل عقيدة السلف جيد أَّنا‬ ‫حمكمة ومطردة ال دناقض فيها وال غرابة يف ذلك رَّنا مأخوذة م الشرع الهي دكفل‬ ‫هللا حبفظه وسالمته م االضطراب والتناقض خبالف العقائد الباطلة مأخوذة م‬ ‫مصادر غر حمفوظة وال حمكمة " ولو كان م عند غر هللا لوجدوا فيه اختالفا كثرا "‪.‬‬ ‫‪ – 8‬عدم االنتماء والتعصب ألي شخص كائنا من كان سوى النيب صلى هللا‬ ‫عليه وسلم ‪.‬‬ ‫لقوله دعاىل ‪ [ :‬وما ‪،‬ااتكم الرسول فخهو وما َّناكم عنه فانتهوا ]‬ ‫وقوله دعاىل ‪ [ :‬فإن دنازعتم يف ش ‪ ،‬فردو إىل هللا والرسول ]‬ ‫‪7‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫يقول اب ديمية رمحه هللا ‪ " :‬انتحال قول أو طريقة لله هبا واملدح ‪ ،‬واملواالة‬ ‫عليها واملعاداة غر اإلميان والقرآن ‪ ،‬أو إما يواىل على ادباعه مطلقا ويعادى على عد‬ ‫ادباعه مطلقا غر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم و حال أ ل البدع الضالني "‬ ‫‪8‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة الرابعة‬ ‫[معىن علم العقيدة‪ ،‬وموضوعه]‬ ‫أركان‬ ‫معىن علم العقيدة ‪ :‬و علم يبح يف مسائل أصول الدي العلمية و‬ ‫اإلميان الستة والصحابة واإلمامة وملحقاهتا والرد على املخالفني فيها ‪.‬‬ ‫موضوعات علم االعتقاد ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬مقدمات يف علم العقيدة [مفهو أ ل السنة وخصائصهم ومصدر التلق‬ ‫عند م ومنهجهم يف االستدالل ]‬ ‫‪ – 2‬اإلميان ِبهلل والرد على املخالفني [ ويدخل فيه ارلو ية والربوبية وارمسا‪،‬‬ ‫والصفات]‬ ‫‪ – 3‬اإلميان ِبملالئكة عليهم السال والرد على املخالفني‬ ‫‪ - 4‬اإلميان ِبلكتب والرد على املخالفني [ ويدخل فيها ضمنا كرامات اروليا‪،‬‬ ‫وخوارق الشيطان ]‬ ‫‪ - 5‬اإلميان ِبلرسل عليهم الصالة والسال والرد على املخالفني [ ويدخل فيها‬ ‫ضمنا مسائل عامل اْل ]‬ ‫‪ - 6‬اإلميان ِبليو اآلخر والرد على املخالفني‬ ‫‪ – 7‬اإلميان ِبلقدر خر وشر والرد على املخالفني‬ ‫‪ – 8‬مسائل الصحابة رض هللا عنهم وآل البي والرد على املخالفني‬ ‫‪ – 9‬مسائل اإلمامة والرد على املخالفني‬ ‫‪ – 10‬مسائل ارمسا‪ ،‬وارحكا [ ويدخل فيها دعريف اإلميان وزيدده ونقصانه‬ ‫واالستثنا‪ ،‬فيه ‪ ،‬والتكفر ‪ ،‬والتبديع‪ ،‬والتفسيق ‪ ،‬وأ ل الكبائر]والرد على املخالفني فيها‬ ‫‪9‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة اخلامسة‪:‬‬ ‫[األمساء اليت أطلقت على العقيدة]‬ ‫ارمسا‪ ،‬اليت أطلق على العقيدة كثرة ‪ ،‬ومنها الصحيح ‪ ،‬ومنها الباطل ‪ ،‬ولها سأقسم‬ ‫ه املسألة إىل قسمني ‪:‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬األمساء الصحيحة اليت أطلقت على العقيدة ‪.‬‬ ‫استخد السلف مصطلحات متعددة للعقيدة ‪ ،‬وألف الكتب بتلك ارمسا‪ ، ،‬فمنها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬التوحيد ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى التوحيد ‪:‬‬ ‫‪ -‬كتاب التوحيد لإلما اب مند‬ ‫‪ -‬كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لإلما حممد ب إسحاق ب خزمية‬ ‫‪ -‬كتاب التوحيد ضم اْلامع الصحيح لإلما البخاري‬ ‫‪ -‬كتاب التوحيد ريب حممد عبدالغين املقدس‬ ‫‪ -‬كتاب التوحيد للشيخ حممد ب عبدالو اب‬ ‫وحني املقارنة بني "العقيدة"‪ ،‬و"التوحيد" كمصطلحني‪ ،‬جند أن لفظ العقيدة أعم م‬ ‫جهة موضوعها م لفظ التوحيد ‪ ،‬فه دشمل التوحيد وزيدة‪ ،‬فيدخل فيها مباح‬ ‫شىت؛ كالرسل ورساالهتم‪ ،‬واملالئكة وأعماهلم‪ ،‬والكتب السماوية‪ ،‬واليو اآلخر وما فيه‪،‬‬ ‫والقضا‪ ،‬والقدر وما يتعلق به‪ ،‬واإلمامة‪ ،‬والصحابة‪.‬بل يدخل فيها أيضا‪ :‬موقف‬ ‫املسلمني م الفرق الضالة‪ ،‬وغر ذلك‪.‬ودسمية العقيدة ِبلتوحيد م ِبب دسمية‬ ‫الش ‪ ،‬أبشرف أجزائه؛ رن دوحيد هللا عز وجل و أشرف مباح علم العقيدة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬أصول الدين ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى أصول الدي ‪:‬‬ ‫‪ -‬اإلِبنة ع أصول الدينة لإلما أبو احلس ارشعري ‪.‬‬ ‫ما‬ ‫ومسي علم التوحيد أو علم العقيدة بـ"علم أصول الدين" رن أصول الدي ‪:‬‬ ‫يقو ويبىن عليه الدي ‪.‬والدي اإلسالم يقو على عقيدة التوحيد ‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫‪ – 3‬السنة أو أصول السنة ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى السنة أو‬ ‫أصول السنة ‪:‬‬ ‫‪ -‬السنة رمحد ب حنبل "ت‪ 241‬ذ"‪.‬‬ ‫‪ -‬السنة ريب بكر أمحد ب حممد خلالل‬ ‫‪ -‬السنة لعبدهللا ب اإلما أمحد‬ ‫‪ -‬السنة ريب حممد احلس ب عل الربهباري‬ ‫‪ -‬صريح السنة ريب جعفر حممد ب جرير الطربي‬ ‫‪ -‬شرح السنة للمز‬ ‫‪ -‬السنة الب أيب عاصم‬ ‫– أصول السنة ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى أصول الدي ‪:‬‬ ‫‪ -‬أصل السنة واالعتقاد الدي لإلما أبو حامت الرازي ‪.‬‬ ‫وسبب إطالق لفظ السنة على العقيدة ‪ ،‬رن السنة مصدر م مصادر العقيدة ‪-‬كما‬ ‫سيأيت‪ ،‬وطريقة م طرق إثبات العقيدة الصحيحة ‪.‬‬ ‫وأيضا أطلقوا على عقيدة السلف الصاحل اسم السنة‪ ،‬إشعاراً أبن السنة دشمل العقائد‬ ‫كما أَّنا دشمل العبادات‪.‬‬ ‫‪ – 4‬الفقه األكرب ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى الفقه اركرب ‪:‬‬ ‫‪" -‬الفقه اركرب" لإلما أيب حنيفة؛ النعمان ب اثب "ت‪ 150‬ذ"؛ فقد روي عنه‬ ‫كتاب هبها االسم‪ ،‬و و مشهور عند أصحابه‪ ،‬حب فيه رمحه هللا بعض مسائل‬ ‫االعتقاد‪.‬‬ ‫‪ -‬الفقه اركرب لإلما الشافع ؛ حممد ب إدريس "ت‪ 204‬ذ "‪ ،‬عرض فيه مسائل‬ ‫االعتقاد ِبلتفصيل نسبه إليه حاج خليفة يف كشف الظنون ‪.‬‬ ‫وسبب تسمية العقيدة ابلفقه األكرب‪:‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫مقارنة بفقه الفروع فقولنا "الفقه اركرب" يشعر أبن ناك فقها آخر ليس أبكرب‪ ،‬و و ما‬ ‫أطلق عليه اسم الفقه ارصغر [ فقه الفروع]‪.‬‬ ‫‪ – 5‬الشريعة ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى الشريعة‪:‬‬ ‫‪ -‬الشريعة ريب بكر حممد ب احلسني اآلجري‬ ‫‪ -‬اإلِبنة ع شريعة الفرقة الناجية وجمانبة الفرق املهمومة ريب عبدهللا عبيدهللا ب حممد‬ ‫ب بطة ‪.‬‬ ‫العالقة بني الشريعة والعقيدة ‪:‬‬ ‫إذا اجتمعا افرتقا ‪ ،‬وإذا افرتقا اجتمعا ‪ ،‬فالعقيدة إذا ذكرت مع الشريعة فاملراد ِبلعقيدة‬ ‫ما يكون يف القلب م اعتقاد وأعمال قلبية ‪ ،‬والشريعة يراد هبا حينئه ارعمال الظا رة‬ ‫‪ ،‬لك إذا ذكرت العقيدة مفردة فتكون شاملة للشريعة ‪ ،‬وكهلك إذا ذكرت الشريعة‬ ‫مفردة فإَّنا دشمل العقيدة ‪ ،‬و ها مثل اإلسال واإلميان عند االجتماع واالفرتاق ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬اإلميان ‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى اإلميان ‪:‬‬ ‫‪ -‬اإلميان ريب عبيد القاسم ب سال‬ ‫‪ -‬اإلميان ريب بكر عبدهللا ب أيب شيبة‬ ‫‪ -‬اإلميان حملمد ب إسحاق ب مند‬ ‫‪ -‬اإلميان اروسط والكبر الب ديمية ‪.‬‬ ‫العالقة بني اإلميان والعقيدة ‪:‬‬ ‫بينهما عمو وخصوص ‪ ،‬فلفظ العقيدة عا م جهة أَّنا دشمل مباح اإلميان‬ ‫وغر ا م املباح كالصحابة واإلمامة إخل ‪ ،‬وخاص م وجه أن العقيدة شعبة م‬ ‫شعب اإلميان الكثرة ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬العقيدة أو االعتقاد‪ :‬فم املؤلفات العقدية اليت أطلق عليها مسمى العقيدة أو‬ ‫االعتقاد ‪:‬‬ ‫‪ -‬شرح أصول اعتقاد أ ل السنة واْلماعة لاللكائ‬ ‫‪12‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫‪ -‬عقيدة السلف وأصحاب احلدي للصابو‬ ‫‪ -‬االقتصاد يف االعتقاد لعبدالغين املقدس‬ ‫القسم الثاين ‪ :‬األمساء الباطلة اليت أطلقت على العقيدة ‪.‬‬ ‫استخد أ ل ار وا‪ ،‬والبدع مصطلحات ِبطلة ملسمى العقيدة ‪ ،‬وألف الكتب بتلك‬ ‫ارمسا‪ ، ،‬فمنها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬علم الكالم‬ ‫‪ – 2‬الفلسفة‬ ‫‪ – 3‬التصوف‬ ‫‪ – 4‬الفكر اإلسالمي أو التصور اإلسالمي‬ ‫‪ – 5‬امليتافيزيقا أو ما وراء الطبيعة ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬اإلهليات ‪.‬‬ ‫ووجه بطالن ه ارمسا‪ ،‬يظهر م عدة أوجه ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن علم الكال والفلسفة يقو على إثبات العقائد ِبردلة العقلية أصالة ‪ ،‬و ها‬ ‫خيالف ما قرر أ ل السنة م كون العقيدة دثب أصالة ِبلنقل ‪ ،‬أما العقل فهو دبع‬ ‫اّللي َوَر وسولييه}‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للنقل ‪ ،‬قال دعاىل ‪َ { :‬ي أَيذُّ َها الذهي َ َآمنووا ال دوذ َقد وموا بَْ َ‬ ‫ني يَ َد يي ذ‬ ‫‪ -2‬بعض التسميات كامليتافيزيقا قائمة على اإلميان ِبحملسوسات فقط وإنكار‬ ‫الغيبيات؟!‬ ‫‪ – 3‬أن العقيدة البد فيها م اْلز واليقني ‪ ،‬و ه املسميات ال جز فيها وال يقني‪،‬‬ ‫بل قائمة على الظنون وارو ا والشكوك ‪.‬‬ ‫وانظر إىل شا د ذلك ‪ ،‬فيما قاله م جرب علم الكال وعرف ضرر ‪:‬‬ ‫ال ييف كيتَابييه الذ يهي صنذذ َفه ييف [أَقْساي ] اللذ ذه ي‬ ‫ات ‪:‬‬ ‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫قال الذرا يز ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ و‬ ‫ض َال ول‬ ‫ني َ‬ ‫ي‬ ‫ال ‪َ...‬و َغايَةو َس ْع ي الْ َعالَم َ‬ ‫يَّنَايةو إيقْ َداي الْع وق ي‬ ‫ول يع َق و‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫ان أَذَى َوَوَِب ول‬ ‫اص ول ودنْذيَ َ‬‫ومنَا ‪...‬وح ي‬ ‫وأَرواحنَا ييف وح َشة يم جس ي‬ ‫ََ‬ ‫ْ وو‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ و‬ ‫يل َوقَالووا‬ ‫ول عم يرَن ‪...‬يسوى أَ ْن َمجعنَا في ييه‪ :‬قي‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫وَمل نَستَ يف ْد يم َحبثي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ي‬ ‫فَ َكم قَ ْد رأَيذنَا يم يرجال ودولَة ‪...‬فَذب ي‬ ‫ني َوَزالووا‬ ‫ادوا َمج ًيعا وم ْس يرع َ‬ ‫َو‬ ‫ْ َ ْ ْ َ َ َْ‬ ‫ال يجبَ و‬ ‫ال‬ ‫َوَك ْم يم ْ يجبَال قَ ْد َعلَ ْ وش ورفَ ياهتَا ‪...‬ير َجال‪ ،‬فَذَزالووا َو ْ‬ ‫اْليبَ و‬ ‫لََق ْد َأتَذم ْل و الطُّور َق الْ َك َال يميذةَ‪َ ،‬والْ َمنَا ي َج الْ َف ْل َس يفيذةَ‪ ،‬فَ َما َرأَيْذتوذ َها دَ ْش يف َعلي ًيال‪َ ،‬وَال دوذ ْريوي‬ ‫اإلثْذب ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ات‪{ :‬الذر ْمحَ و َعلَى الْ َع ْر يش‬ ‫ب الطُّورق طَ يري َقةَ الْ وق ْرآن‪ ،‬اقْذَرأْ ييف ْي َ‬ ‫َغل ًيال‪َ ،‬وَرأَيْ و أَقْذَر َ‬ ‫س َك يمثْلي يه َش ْ ‪َ {}،‬وَال‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫يف‬‫ب} َواقْذرأْ ي‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ص َع ود الْ َكليم الطذي‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫استَذ َوى}{إيلَْيه يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ف يمثْ َل َم ْع يرفَييت"‪.‬‬ ‫ب يمثْ َل َْجت يربَييت َعَر َ‬ ‫ال‪َ " :‬وَم ْ َجذر َ‬ ‫ويحييطوو َن بييه يع ْل ًما} مثوذ قَ َ‬ ‫ذهَر ْستَاي ُّ‪ ،‬إينذهو َملْ َيجي ْد يعْن َد‬ ‫ي‬ ‫ال الشذيخ أَبو عب يد ذي‬ ‫ي‬ ‫اّلل وحمَ ذم ود بْ و َعْبد الْ َك يريي الش ْ‬ ‫ك قَ َ ْ و و َْ‬ ‫َوَك َهل َ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫احلَْ َرةَ َوالن َذد َ‪َ ،‬حْي و قَ َ‬ ‫ني إيذال ْ‬ ‫يي‬ ‫ي ي‬ ‫الْ َف َالس َفة َوالْ ومتَ َكلم َ‬ ‫ك الْ َم َع يامل‬ ‫ني ديْل َ‬ ‫ت طَْرييف بَْ َ‬ ‫ي‬ ‫لَ َع ْم يري لََق ْد طوْف و الْ َم َعا َد وكلذ َها ‪َ...‬و َس ذْر و‬ ‫ف حائير ‪َ...‬علَى ذَقَ أَو قَا ير ًعا يس ذ َن يدي‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫فَذلَ ْم أ ََر إيذال َواض ًعا َك ذ َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َص َحابذَنَا َال دَ ْشتَغلووا يِبلْ َك َال ‪ ،‬فَذلَ ْو َعَرفْ و أَ ذن الْ َك َال َ‬ ‫ين‪َ :‬ي أ ْ‬ ‫ال أَبوو الْ َم َع يال ْ‬ ‫اْلوَويْي ُّ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫َوَك َهل َ‬ ‫ض ذم‪َ ،‬و َخلذْي و‬ ‫اخلي َ‬‫ض و الْبَ ْحَر ْ‬ ‫ال يعْن َد َم ْودييه‪ :‬لََق ْد وخ ْ‬ ‫يذَْبذلو وغ ييب إي َىل َما بذَلَ َغ َما ا ْشتَذغَْل و بييه‪َ.‬وقَ َ‬ ‫وم وه ْم‪َ ،‬وَد َخ ْل و ييف الذ يهي ََّنَْوي َعْنهو‪َ ،‬و ْاآل َن فَيإ ْن َملْ يذَتَ َد َارْك يين َرييب بيَر ْمحَتي يه‬ ‫أَ ْ ل ْي ي‬ ‫اإل ْس َال َوعولو َ‬ ‫َ‬ ‫يدةي عجائ يزي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال‪َ :‬علَى َعق َ َ َ‬ ‫يدة أوم ‪ ،‬أ َْو قَ َ‬ ‫وت َعلَى َعق َ‬ ‫اْلوَويْييين‪َ ،‬وَ ا أ ََن َذا أ وَم و‬ ‫فَالْ َويْ ول البْ ي ْ‬ ‫ور‪.‬‬ ‫نذَْي َسابو َ‬ ‫‪ – 3‬أن العقيدة اإلسالمية دستند إىل الوح ‪ ،‬والوح معصو قال دعاىل ‪{:‬ال أيديه‬ ‫الباطل م بني يديه وال م خلفه}‪ ،‬خبالف الفلسفة وعلم الكال وحنو ا مستندة إىل‬ ‫قواعد عقلية ‪ ،‬وعقول البشر ختطئ ودصيب فال عصمة هلا ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬أن ه املسميات حتتوي على مسائل وعقائد فاسدة ‪ ،‬بني بطالَّنا أ ل العلم ‪،‬‬ ‫كنف الصفات ‪ ،‬وإنكار الغيبيات ‪ ،‬واالعرتاض على الوح وغر ا ‪.‬‬ ‫قال القحطا يف نونيته (ص‪)51 :‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫ال دلتمس علم الكال فإنه ‪...‬يدعو إىل التعطيل واهليمان‬ ‫ال يصحب البدع إال مثله ‪...‬حت الدخان أتجج النران‬ ‫علم الكال وعلم شرع حممد ‪...‬يتغايران وليس يشتبهان‬ ‫‪ – 5‬ذ السلف لعلم الكال والفلسفة وغر ا ‪.‬‬ ‫ع أيب يوسف رمحه هللا دعاىل أنه قال لبشر املريس ‪ :‬العلم ِبلكال و اْلهل‪،‬‬ ‫واْلهل ِبلكال و العلم‪ ،‬وإذا صار الرجل رأسا يف الكال قيل‪ :‬زنديق‪ ،‬أو رم‬ ‫ِبلزندقة‪.‬‬ ‫وعنه أيضا أنه قال‪ :‬م طلب العلم ِبلكال دزندق‪ ،‬وم طلب املال ِبلكيميا‪،‬‬ ‫أفلس‪ ،‬وم طلب غريب احلدي كهب‪.‬‬ ‫وقال اإلما الشافع رمحه هللا دعاىل‪ :‬حكم يف أ ل الكال أن يضربوا ِبْلريد‬ ‫والنعال‪ ،‬ويطاف هبم يف العشائر والقبائل‪ ،‬ويقال‪ :‬ها جزا‪ ،‬م درك الكتاب والسنة‬ ‫وأقبل على الكال ‪.‬‬ ‫ولالستزادة يف معرفة ذ السلف لعلم الكال والفلسفة ‪ ،‬انظر على سبيل املثال ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ذ الكال للهروي‬ ‫‪ – 2‬ذ التأويل الب قدامة‬ ‫‪ – 3‬الرد على املنطقيني الب ديمية‬ ‫‪ – 4‬نقض املنطق الب ديمية‬ ‫‪ – 5‬بغية املراتد الب ديمية‬ ‫‪ – 6‬بيان دلبيس اْلهمية الب ديمية‬ ‫‪ – 7‬در‪ ،‬دعارض العقل والنقل الب ديمية‬ ‫‪ – 8‬الصفدية الب ديمية‬ ‫‪ – 9‬النبوات الب ديمية وغريها كثري ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة السادسة‪:‬‬ ‫[األمساء اليت أطلقت على علماء العقيدة الصحيحة]‬ ‫ارمسا‪ ،‬اليت أطلق على علما‪ ،‬العقيدة الصحيحة كثرة ‪ ،‬منها الصحيح ‪ ،‬ومنها‬ ‫الباطل ‪ ،‬ولها سأقسم ه املسألة إىل قسمني ‪:‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬األمساء الصحيحة اليت أطلقت على علماء العقيدة الصحيحة ‪.‬‬ ‫استخد السلف مصطلحات متعددة لعلما‪ ،‬العقيدة الصحيحة ‪ ، ،‬فمنها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أهل السنة واجلماعة أو أهل اجلماعة ‪.‬‬ ‫مفهوم أهل السنة واجلماعة‪ :‬م م كان على مثل ما كان عليه النيب صلى هللا عليه‬ ‫وسلم وصحابته رضوان هللا عليهم يف ارصول والفروع ‪.‬‬ ‫و ها و االسم املشهور الهي أطلق عليهم ‪.‬‬ ‫و ه التسمية مأخوذة م قوله صلى هللا عليه وسلم يف بيان الفرقة الناجية يف حدي‬ ‫االفرتاق‪" :‬و اْلماعة"؛ فع أنس ب مالك؛ قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وسلم‪" :‬إن بين إسرائيل افرتق على إحدى وسبعني فرقة‪ ،‬وإن أميت ستفرتق على ثنتني‬ ‫وسبعني فرقة‪ ،‬كلها يف النار؛ إال واحدة و اْلماعة"‬ ‫‪ – 2‬أهل احلديث‬ ‫قال شيخ اإلسال اب ديمية يف بيان املقصود بلفظ "أ ل احلدي "‪" :‬وحن ال نعين‬ ‫أب ل احلدي املقتصري على مساعه أو كتابته وروايته؛ بل نعين هبم‪ :‬كل م كان أحق‬ ‫حبفظه ومعرفته وفهمه ظا ًرا وِبطنًا وادباعه ِبطنًا وظا ًرا وكهلك أ ل القرآن" انظر ‪:‬‬ ‫[الفتاوى ‪ ]95 /4‬وانظر ‪[ :‬عقيدة السلف أصحاب احلدي ص ‪.]4 -3‬‬ ‫‪ – 3‬أهل األثر [ األثرية ]‬ ‫ومعىن أ ل ارثر كما يقول اإلما السفاريين‪" :‬أي‪ :‬الهي إمنا أيخهون عقيدهتم م‬ ‫املأثور ع هللا جل شأنه يف كتابه‪ ،‬أو يف سنة النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو ما ثب‬ ‫‪16‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫وصح ع السلف الصاحل م الصحابة الكرا والتابعني هلم الفخا "‪.‬انظر ‪[ :‬لوامع‬ ‫ارنوار ‪.]64 /1‬‬ ‫جا‪ ،‬يف كال أيب حامت الرازي‪" :‬مه بنا واختيارن إدباع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬ ‫وأصحابه والتابعني‪.‬والتمسك مبه ب أ ل ارثر مثل‪ :‬أيب عبد هللا أمحد ب حنبل"‬ ‫وقال يف موضع آخر‪" :‬وعالمة أ ل البدع الوقيعة يف أ ل ارثر‪ ،‬وعالمة الزندقة‬ ‫دسميتهم أ ل السنة حشوية" فاستعمل "أ ل ارثر" مبعىن "أ ل السنة" انظر ‪[ :‬شرح‬ ‫أصول اعتقاد أ ل السنة ‪.]181 ،180 ،179 /1‬وكهلك ورد إطالق ذلك يف كال أيب‬ ‫نصر السجزي‪ ،‬وشيخ اإلسال اب ديمية وغرمها ‪.‬انظر ‪[ :‬الرد على م أنكر احلرف أو الصوت‬ ‫ص ‪ ، 223 ،200 ،195 ،179 ،177 ،175‬وانظر ‪" :‬در‪ ،‬التعارض" "‪.]"266 /6‬‬ ‫‪ – 4‬السلف [ السلفية ]‬ ‫واملراد مبه ب السلف‪ :‬ما كان عليه الصحابة الكرا رضوان هللا عليهم‪ ،‬وأعيان التابعني‬ ‫هلم إبحسان‪ ،‬وأدباعهم‪ ،‬وأئمة الدي مم شهد له ِبإلمامة‪.‬انظر ‪[ :‬لوامع ارنوار‬ ‫للسفاريين ‪.] 20 /1‬‬ ‫يقول اروزاع ‪ " :‬اصرب نفسك على السنة وقف حي وقف القو ‪ ،‬وقل مبا قالوا‪:‬‬ ‫وكف عما كفوا عنه‪ ،‬وأسلك سبيل سلفك الصاحل فإنه يسعك" انظر ‪ :‬شرح أصول‬ ‫اعتقاد أ ل السنة [ ‪.]154 /1‬‬ ‫قال شيخ اإلسال اب ديمية‪" :‬ال عيب على م أظهر مه ب السلف وانتسب إليه‪،‬‬ ‫واعتزى إليه؛ بل جيب قبول ذلك منه‪ ،‬فإن مه ب السلف ال يكون إال ح ًقا" انظر ‪:‬‬ ‫[الفتاوى ‪.]149 /4‬‬ ‫‪ – 5‬الفرقة الناجية‬ ‫و م الهي على ما كان عليه النيب صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪.‬‬ ‫أخهاً م قوله صلى هللا عليه وسلم يف حدي االفرتاق‪" :‬وإن أميت ستفرتق على ثنتني‬ ‫وسبعني فرقة‪ ،‬كلها يف النار إال واحدة‪ ،‬و اْلماعة"‬ ‫‪17‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫فأخرب صلى هللا عليه وسلم أن الفرق كلها الكة إال واحدة فه نجية و اْلماعة‪،‬‬ ‫ويف رواية أخرى‪" :‬ما أن عليه وأصحايب"‬ ‫وسطية أ ل السنة بني الفرق (ص‪)121 :‬‬ ‫وهلها قال اإلما أمحد ب حنبل‪ ،‬وقد ذكر حدي النيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬دفرتق‬ ‫ارمة على نيف وسبعني فرقة‪ ،‬كلها يف النار إال فرقة"‪ :‬إن مل يكونوا أصحاب احلدي‬ ‫فال أدري م م‪.‬‬ ‫‪ – 6‬الطائفة املنصورة‬ ‫و ها اللقب مستفاد م قول املصطفى صلى هللا عليه وسلم م حدي املغرة ب شعبة‬ ‫رض هللا عنه‪" :‬ال دزال طائفة م أميت ظا ري حىت أيديهم أمر هللا و م ظا رون"‪.‬‬ ‫ويف حدي معاوية ب قرة ع أبيه‪" :‬ال دزال طائفة م أميت منصوري ال يضر م م‬ ‫خههلم حىت دقو الساعة"‪.‬وقد بني السلف املراد هبه الطائفة‬ ‫قال عل ب املديين "‪ 234 -161‬ذ"‪ " :‬م أصحاب احلدي "‪.‬‬ ‫ه الطائفة املنصورة‬ ‫وقال اإلما أمحد ب حنبل "‪" :"241 -164‬إن مل دك‬ ‫أصحاب احلدي فال أدري م م"‬ ‫القسم الثاين ‪ :‬األمساء الباطلة اليت أطلقت على علماء العقيدة الصحيحة ‪.‬‬ ‫استخد أ ل ار وا‪ ،‬والبدع مصطلحات ِبطلة أطلقو ا على أ ل السنة وْلماعة ‪،‬‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬احلشوية‬ ‫‪ – 2‬اجملسمة أو املشبهة‬ ‫‪ – 3‬النابتة‬ ‫‪ – 4‬النواصب أو الناصبة‬ ‫‪ – 5‬اجلربية أو اجملربة‬ ‫‪ – 6‬نقصانية ‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫‪ – 7‬شكاكني أو شكاكة أو شكاك‪:‬‬ ‫‪ – 8‬خمالفة ‪:‬‬ ‫‪ – 9‬العامة واجلمهور ‪:‬‬ ‫‪ – 10‬غثاء أو غثراء ‪.‬‬ ‫وكل ه ارلقاب ألقاب مبتدعة‪ ،‬ما أنزل هللا هبا م سلطان‪ ،‬وال يلحق أ ل السنة‬ ‫وارثر ش ‪ ،‬منها عند التحقيق؛ فإن أ ل السنة م خيار الناس وأفاضلهم الدباعهم يف‬ ‫أمور دينهم سنة نبيهم صلى هللا عليه وسلم وآاثر السلف الصاحل‪ ،‬وابتعاد م ع‬ ‫االبتداع والبدعة والقول يف دي هللا بغر دليل م كتاب أو سنة أو إمجاع؛ خبالف أ ل‬ ‫البدع الوامسني هلم هبه ارلقاب؛ فإَّنم أصحاب فرقة وخالف وابتداع‪ ،‬وم عالمة أ ل‬ ‫البدع الوقيعة يف أ ل ارثر واحلط عليهم والنيل منهم بغر حق‪ ،‬لإلزرا‪ ،‬هبم والتنفر‬ ‫منهم‪.‬وهللا حيكم بني اْلميع يو لقائه‪ ،‬وسيعلم الهي ظلموا حينئه أي منقلب‬ ‫ينقلبون؟‬ ‫املسألة السابعة‪:‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫[أهم الكتب اليت ألفت يف العقيدة]‬ ‫الكتب اليت ألف يف العقيدة على قسمني ‪:‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬الكتب العقدية املسندة [ وهي الكتب اليت يروي فيها‬ ‫املصنف مجلة من اآلاثر واملسائل العقدية إبسناده]‪.‬‬ ‫و ها القسم على نوعني ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الكتب العقدية املسندة اليت تتعلق بتقرير العقيدة‪.‬‬ ‫مثال ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -‬الشريعة لآلجري‬ ‫‪ -‬شرح أصول اعتقاد أ ل السنة لاللكائ‬ ‫‪ -‬اإلِبنة الكربى الب بطة‬ ‫‪ -‬التوحيد الب خزمية‬ ‫‪ -‬التوحيد الب مند‬ ‫‪ -‬اإلميان الب مند‬ ‫‪ -‬السنة لإلما عبدهللا ب اإلما أمحد‬ ‫‪ – 2‬الكتب العقدية املسندة اليت تتعلق ابلرد عل املخالفني يف مسألة عقدية‬ ‫‪.‬‬ ‫مثال ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -‬الرد على اْلهمية للدرام‬ ‫‪ -‬الرد على اْلهمية الب بطة [ ضم اإلِبنة الكربى ]‬ ‫‪ -‬الرد على بشر املريس للدرام‬ ‫‪20‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫القسم الثاين ‪ :‬الكتب العقدية غري املسندة [ وهي الكتب اليت تروي فيها‬ ‫اآلاثر واملسائل العقدية حمذوفة األسانيد ]‬ ‫و ها القسم على نوعني ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الكتب العقدية غري املسندة اليت تتعلق بتقرير العقيدة‪.‬‬ ‫مثال ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -‬السنة للربهباري‬ ‫‪ -‬صريح السنة للطربي‬ ‫‪ -‬شرح السنة للمز‬ ‫‪ -‬الواسطية الب ديمية وسائر كتبه‪.‬‬ ‫‪ -‬الطحاوية‬ ‫‪ -‬التوحيد للشيخ حممد ب عبدالو اب وسائر كتبه ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬الكتب العقدية غري املسندة اليت تتعلق ابلرد عل املخالفني يف مسألة‬ ‫عقدية ‪.‬‬ ‫مثال ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -‬الرد على الزنقة واْلهمية لإلما أمحد‬ ‫‪ -‬الرد على اْلهمية الب قتيبة‬ ‫‪21‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫املسألة الثامنة‬ ‫مصادر التلقي يف العقيدة ومنهج االستدالل عند أهل السنة وخمالفيهم‬ ‫أما مصادر التلق يف العقيدة عند أ ل السنة ومنهج استدالهلم كما يل ‪:‬‬ ‫أما الدليل ‪ :‬فإن أ ل السنة يعتمذدون علذى الكتذاب والسذنة واإلمجذاع يف اعتقذاد م‬ ‫‪ ،‬وال يذ ذذردون منهذ ذذا شذ ذذيئا ‪ ،‬وال يتلقذ ذذون اعتقذ ذذاد م مذ ذ العقذ ذذل ‪ ،‬وال مذ ذ الذ ذذهوق وال مذ ذ‬ ‫املنامات إخل ‪ ،‬بذل يقفذون حيذ دقذف هبذم النصذوص ممتثلذني قذول هللا ( أييهذا الذهي امنذوا‬ ‫ال دقذذدموا بذذني يذذدي هللا ورسذوله وادقذوا هللا إن هللا مسيذذع علذذيم ) وقولذذه (أييهذذا الذذهي آمنوذوا‬ ‫أطيعووا هللا َوأَطيعووا الذر وسول وأول ْارَمر يمْن وكم فَيإن دنازعتم ييف َشذ ْ ‪ ،‬فَذ ُّردوو إي َىل هللا َوالذر وسذول‬ ‫ي‬ ‫إين وكْنذتوم دؤمنون يِب ذّلل َوالْيَذ ْو اآلخر َذليك خر َوأحس َأتْ يويال )‬ ‫يقول اب القيم – رمحه هللا ‪ " : -‬فأمر دعذاىل بطاعتذه وطاعذة رسذوله‪ ،‬وأعذاد الفعذل‬ ‫إعالما أبن طاعة الرسول جتب استقالال م غر عرض ما أمذر بذه علذى الكتذاب‪ ،‬بذل إذا‬ ‫أمذذر وجب ذ طاعتذذه مطلقذذا‪ ،‬س ذوا‪ ،‬كذذان مذذا أمذذر بذذه يف الكتذذاب أو مل يك ذ فيذذه‪ ،‬فإنذذه أويت‬ ‫الكتذ ذذاب ومثلذ ذذه معذ ذذه‪ ،‬ومل أيمذ ذذر بطاعذ ذذة أول ارمذ ذذر اسذ ذذتقالال‪ ،‬بذ ذذل حذ ذذهف الفعذ ذذل وجعذ ذذل‬ ‫طاعتهم يف ضم طاعة الرسول؛ إيهان أبَّنم إمنذا يطذاعون دبعذا لطاعذة الرسذول‪ ،‬فمذ أمذر‬ ‫منهم بطاعة الرسول وجب طاعته‪ ،‬وم أمر خبالف مذا جذا‪ ،‬بذه الرسذول فذال مسذع لذه وال‬ ‫طاعذة كمذذا صذذح عنذه ‪ -‬صذذلى هللا عليذذه وسذلم ‪ -‬أنذذه قذذال‪« :‬ال طاعذة ملخلذذوق يف معصذذية‬ ‫اخلالق» وقال‪« :‬إمنا الطاعة يف املعروف» وقال يف والة ارمور‪« :‬م أمركم منهم مبعصذية‬ ‫هللا فال مسع له وال طاعة "انظر ‪ :‬إعال املوقعني ( ‪. ) 38 / 1‬‬ ‫وك فيي َمذا َشذ َجَر بذَْي ذنَذ وه ْم مثوذ ال َيجيذ ودوا‬ ‫ك ال يذو ْؤيمنوذو َن َحذ ذىت وحيَ يك ومذ َ‬ ‫وقوله دعذاىل ‪{:‬فَذال َوَربيذ َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يما}‬ ‫ضْي َ َويو َسل وموا دَ ْسل ً‬ ‫ييف أَنْذ وف يس يه ْم َحَر ًجا ممذا قَ َ‬ ‫اّللي والذرس ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ول}‬ ‫ويقول دعاىل ‪{:‬فَإ ْن دَذنَ َاز ْعتو ْم ييف َش ْ ‪ ،‬فَذ ورُّدوو إ َىل ذ َ و‬ ‫ي‬ ‫اّللو َوَر وسذولوهو أَْمذراً أَ ْن يَ وكذو َن هلذو وم‬ ‫ضذى ذ‬ ‫وقال دعاىل‪َ { :‬وَما َكا َن ل وم ْؤيم َوال وم ْؤيمنَذة إيذَا قَ َ‬ ‫اخليََرةو يم ْ أ َْم يري ْم}‬ ‫ْ‬ ‫ويقول – سبحانه ودعاىل ‪( :-‬فليحهر الهي خيالفون ع أمر أن دصيبهم فتنذة أو‬ ‫يصيبهم عهاب أليم) ‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫ويقول دعاىل (وما ‪،‬ااتكم الرسول فخهو وما َّناكم عنه فانتهوا) ‪.‬‬ ‫اّلل الوامشذذات واملسذذتومشات‬ ‫اّلل بذ مسذذعود قذذال‪« :‬لعذ ذ‬ ‫وأخذذرج الشذذيخان عذ عبذذد ذ‬ ‫اّلل‪ ،‬فقالذ أ يعقذذوب‪ :‬مذذا ذذها؟ فقذذال‬ ‫للح ْسذ املغذرات خلذ َذق ذ‬ ‫واملتنمصذذات واملتفلجذذات و‬ ‫اّلل لقذد قذرأت مذا‬ ‫اّلل؟ ‪ ،‬قالذ ‪ :‬و ذ‬ ‫اّلل ويف كتذاب ذ‬ ‫رسول ذ‬ ‫و‬ ‫اّلل‪ :‬وما ل ال ألع م لع‬ ‫عبد ذ‬ ‫اّلل دعذاىل» ‪:‬‬ ‫اّلل لذئ كنذ قرأديذه لقذد وجدديذه؛ قذال ذ‬ ‫بني اللوحني فمذا وجددذه! ‪ ،‬فقذال‪ :‬و ذ‬ ‫ول فَ وخ وهوو َوَما ََّنَا وك ْم َعْنهو فَانْذتَذ وهوا}‬ ‫آات وك وم الذر وس و‬ ‫{ َوَما َ‬ ‫و ذذه اآليذذة دعتذذرب أصذذال لكذذل مذذا جذذا‪،‬ت بذذه السذذنة ممذذا مل يذذرد لذذه يف القذذرآن ذكذذر‪،‬‬ ‫وعلى ها الدرب والطريق الواضح م جا‪ ،‬بعد الصحابة م أئمة العلم والدي ‪.‬‬ ‫اّلل دعاىل أنه كان جالسا يف املسجد احلذرا حيذدث النذاس‬ ‫وروي ع الشافع رمحه ذ‬ ‫اّلل‪ ،‬فقذذال رجذذل‪ :‬مذذا دقذذول يف‬ ‫فقذذال‪ :‬ال دسذذألو عذ ش ذ ‪ ،‬إال أجبذذتكم عنذذه مذ كتذذاب ذ‬ ‫اّلل؟ فقذال‪َ { :‬وَمذا‬ ‫احملر إذا قتل الزنبور؟ فقال‪ :‬ال ش ‪ ،‬عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أي ذها مذ كتذاب ذ‬ ‫ول فَ وخ وهوو َوَما ََّنَا وك ْم َعْنهو فَانْذتَذ وهوا} مث ذكر إسنادا إىل عمذر أنذه قذال‪ :‬للمحذر‬ ‫آات وك وم الذر وس و‬ ‫َ‬ ‫قتل الزنبور‪ ".‬انظر ‪ :‬معرفة السن واآلاثر للبيهق ( ‪. ) 10755‬‬ ‫ويقذذول ‪ -‬دعذذاىل ‪( :-‬وم ذ يشذذاقق الرسذذول م ذ بعذذد مذذا دبذذني لذذه اهلذذدى ويتبذذع غذذر‬ ‫سبيل املؤمنني نوله ما دوىل ونصله جهنم وسا‪،‬ت مصرا) ‪.‬‬ ‫ويقذذول ‪ -‬صذذلى هللا عليذذه وسذذلم‪..":‬أمذذا بعذذد فذذإن خذذر احلذذدي كتذذاب هللا‪ ،‬وخذذر‬ ‫اهل ذذدي ذذدي حمم ذذد وش ذذر ارم ذذور حم ذذداثهتا وك ذذل بدع ذذة ض ذذاللة) ‪.‬وزاد النس ذذائ ‪" :‬وك ذذل‬ ‫ضاللة يف النار"‪.‬‬ ‫‪ -‬ويقول "م أحدث يف أمرن ها ما ليس منه فهو رد"‪.‬‬ ‫ني أَ َح ذ َد وك ْم متكئ ذاً علذذى أريكتذذه أيديذذه أَْم ذ يري يمم ذذا‬ ‫وقولذذه صذذلى هللا عليذذه وسذذلم "َال أَلْ َف ذ َ ذ‬ ‫اّللي ادذذبَذ ْعنَا و"‪.‬‬ ‫اب ذ‬‫ول‪َ :‬ال أ َْد يري! ما وج ْد َن ييف كيتَ ي‬ ‫َ ََ‬ ‫ت بييه أ َْو ََّنَْي و َعْنهو‪ ،‬فَذيَذ وق و‬ ‫أ ََم ْر و‬ ‫َوييف يرَوايذَ ذة‪" :‬أََال َ ذ ذ ْل َع َسذ ذى َر وجذ ذل يذَْبذلوغوذ ذهو َعذ ذ يين ا ْحلذَ ذ يدي و َوو ذ ذ َو ومتذ يكذ ذئ َعلَذ ذى أَ يري َكتيذ ذ يه‬ ‫ال‪ :‬فَ َمذا َو َجذ ْد َن فييذ يذه َحذ َالًال َحلذْلنَذا و ‪َ ،‬وَمذا َو َجذ ْد َن فييذ يذه‬ ‫اّللي‪ ،‬قَذ َ‬ ‫اب ذ‬ ‫ي‬ ‫ول‪ :‬بذَْيذنَذنَذا َوبذَْي ذنَ وك ْم كتَذ و‬ ‫فَذيَذ وقذ و‬ ‫اّللي َك َما َحذرَ ذ‬ ‫اّللو"‪.‬‬ ‫ول ذ‬ ‫َحَر ًاما َحذرْمنَا و‪َ ،‬وإي ذن َما َحذرَ َر وس و‬ ‫صذ َحابَة َوَال‬ ‫ال ال ذشذافيعي ‪َ :‬وَال أعلذم مذ ال ذ‬ ‫وأمجع السلف على االحتجاج ِبلسنة ‪ ،‬قَذ َ‬ ‫‪24‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫التذابيعني أحدا أخرب َع َر وسول هللا صلى هللا َعلَْي يه َوسذلم إيذال قبذل َخذرب وانْتهذى إيلَْيذ يه َوأثبذ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذَل ذك سنة‪....‬وص ذذنع ذَل ذك الذ ذهي بع ذذد التذذ ذابيعني‪َ ،‬والذ ذهي لَقينَ ذا و ْم كله ذذم يثب ذ ْار ْ‬ ‫َخبَ ذار‬ ‫ذدن‬ ‫وجيعلهذا سذنة حيمذد مذ دبعهذا ويعذاب مذ خالفهذا‪ ،‬فَمذ فَذارق َ ذ َها الْ َمذ ْه َ ب َكذا َن عنذ َ‬ ‫ص ذ َحاب َر وس ذول هللا ص ذذلى هللا َعلَْي ذ يه َوس ذذلم َوأ ذذل الْعل ذذم بع ذذد ْم إي َىل الْيَذ ذ ْو ‪،‬‬ ‫مف ذذارق َس ذبييل أَ ْ‬ ‫اْلَ َهالَة " انظر ‪:‬مفتاح اْلنة يف االحتجاج ِبلسنة للسيوط ص (‪.) 35 – 34‬‬ ‫َوَكا َن م أ ل ْ‬ ‫ف ذذإن قي ذذل ‪ :‬ي ذذهكر يف كت ذذب االعتق ذذاد احلج ذذج العقلي ذذة والفط ذذر املس ذذتقيمة وال ذذر ى وقص ذذص‬ ‫العلما‪ ،‬؟‬ ‫اْلواب ‪ :‬أن ه ارمور ال دهكر م ِبب االعتماد وإمنا م ِبب االستئناس‬ ‫فأ ل العلم ال يذهكروَّنا أصذالة وال يسذتخرجون منهذا حكمذا وإمنذا يذهكرون اردلذة الشذرعية‬ ‫مث يستأنسون ِبردلة ارخرى كالعقلية والفطر املستقيمة والقصص والر ى ‪.‬‬ ‫علما أبن اردلة الشرعية موافقة للفطر واملستقيمة ودشتمل على مسالك اردلة العقلية‪.‬‬ ‫وأم ذذا م ذذنهج االس ذذتدالل ‪ :‬ف ذذإن أ ذذل الس ذذنة واْلماع ذذة هل ذذم قواع ذذد معلوم ذذة يف التعام ذذل م ذذع‬ ‫مصذذادر التلقذ ‪ ،‬مذ سذذلكها فقذذد سذذلك جذذادة أ ذذل السذذنة ‪ ،‬ومذ حذذاد عنهذذا فلذذيعلم أنذذه‬ ‫قد وقع يف مسالك أ ل الضالل ‪ ،‬وم دلك القواعد ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬االحتجاج خبرب اآلحاد إن صح يف العقائد والشرائع ‪.‬‬ ‫فذذإن م ذ قواعذذد أ ذذل السذذنة أن خذذرب اآلحذذاد يفيذذد العلذذم والعمذذل إن صذذح أو دلقتذذه‬ ‫ارم ذذة ِبلقب ذذول أو اس ذذتفاض خ ذذرب إخل ‪.‬ومل يك ذ الس ذذلف يفرق ذذون ب ذذني الق ذذرآن والس ذذنة يف‬ ‫ارصذذول والفذذروع ‪،‬وإمنذذا كانذ العذذربة عنذذد م الصذذحة والثبذذوت ‪ ،‬فذذإذا ثبتذ السذذنة وجذذب‬ ‫قبوهلا ‪ ،‬واالحتجاج هبا ‪ ،‬وال فرق بني متوادر وآحاد ‪.‬‬ ‫قال الشافع ‪-‬رمحه هللا‪ ( : -‬لو جاز رحد م الناس أن يقول يف علم اخلاصة‪:‬‬ ‫أمجع املسلمون قدميا وحديثاً على دثبي خرب الواحد‪ ،‬واالنتها‪ ،‬إليه‪ ،‬أبنه مل يوعلم م‬ ‫فقها‪ ،‬املسلمني أحد إال وقد ثبته جاز ل‪.‬ولك أقول‪ :‬مل أحفظ ع فقها‪ ،‬املسلمني‬ ‫أَّنم اختلفوا يف دثبي خرب الواحد مبا وصف م أن ذلك موجود على كلهم) انظر ‪:‬‬ ‫الرسالة للشافع ص (‪.) 453‬‬ ‫وقد دل على حجية خرب اآلحاد الكتاب والسنة واإلمجاع ‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫أما الكتاب ‪:‬‬ ‫كقوله دعاىل‪{ :‬ي أَيذُّها الذ يهي آمنووا إي ْن جا‪ ،‬وكم فَ ي‬ ‫اسق بينَذبَأ فَذتَذبَذيذذنووا} ه اآلية دالة على‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫التثب م خرب الفاسق ‪ ،‬فإن قا على خرب شوا د دالة على صدقه فيجب قبوله‬ ‫والعمل به ‪ ،‬وهلها مل أيمر هللا برد خرب مطلقاً ‪ ،‬وكهلك اآلية دفيد أن ناك فرقًا بني‬ ‫خرب الواحد العدل ‪ ،‬وخرب الفاسق وأن التثب يف الثا دون ارول ‪ ،‬فلو كان خرب‬ ‫ال يفيد علماً ؛ رمر ِبلتثب فيه ‪ ،‬فم مفهوم الشرط والصفة ؛ يؤخه قبول خرب‬ ‫الواحد ‪.‬انظر ‪ :‬خمتصر الصواعق ص( ‪ ، )577‬والفقيه واملتفقه للخطيب البغدادي ( ‪)282– 280 / 1‬‬ ‫ول فَ وخ وهوو َوَما ََّنَا وك ْم َعْنهو فَانْذتَذ وهوا}فإن هللا أمر‬ ‫آات وك وم الذر وس و‬ ‫{وَما َ‬ ‫وقوله دعاىل ‪َ :‬‬ ‫ِبرخه مبا جا‪ ،‬به الرسول صلى هللا عليه وسلم مطلقاً مبا يف ذلك أخبار اآلحاد‪.‬‬ ‫وأما السنة ‪:‬‬ ‫فمنها ‪ :‬قول النيب صلى هللا عليه وسلم ملعاذ ب جبل رض هللا عنه وقد أرسله‬ ‫إىل اليم ‪ " :‬إنك ستأيت قوماً م أ ل الكتاب‪ ،‬فإذا جئتهم فادعهم إىل أن يشهدوا أن‬ ‫ال إله إال هللا وأن حممداً رسول هللا‪ ،‬فإن م أطاعوا لك بهلك ‪ ،‬فأخرب م أن هللا قد‬ ‫فرض عليهم مخس صلوات يف كل يو وليلة ‪."..‬‬ ‫فهها احلدي يدل على قبول خرب الواحد يف العقائد وارحكا ؛ رن النيب صلى‬ ‫هللا عليه وسلم أرسل معاذاً و و واحد ‪ ،‬وأمر بتبليغ الدي مبا يف ذلك التوحيد ‪ ،‬و ها‬ ‫دليل واضح على حجية خرب الواحد يف االعتقاد ‪ ،‬وقد احتج به العلما‪ ،‬على قبول خرب‬ ‫الواحد والعمل به‪.‬انظر ‪ :‬الرسالة للشافع ص( ‪ ، )416 - 415‬واحلجة يف بيان احملجة للتيم ( ‪/1‬‬ ‫‪ ، ) 378‬شرح صحيح مسلم للنووي ( ‪ ، )197 / 1‬وفتح الباري الب حجر ( ‪. ) 360 / 3‬‬ ‫وكهلك ما روا مسلم يف صحيحه م حدي أنس ب مالك رض هللا عنه قال‬ ‫‪ ":‬أن أ ل اليم قدموا على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقالوا ‪ :‬ابع معنا رجالً‬ ‫يعلمنا السنة واإلسال قال ‪:‬فأخه بيد أيب عبيدة فقال ‪ " :‬ها أمني ه ارمة"‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫فقوهلم ‪ " :‬ابع لنا رجالً " وأخه النيب صلى هللا عليه وسلم بيد أيب عبيدة‬ ‫رض هللا عنه ‪ :‬يدل داللة صرحية على أن خرب الواحد يفيد العلم ويوجب العمل يف‬ ‫االعتقاد وارحكا ؛ لقوهلم‪ :‬يعلمنا اإلسال ‪ ،‬واإلسال عقيدة وشريعة ‪.‬‬ ‫يقول الشافع ‪-‬رمحه هللا ‪ ( :-‬و و صلى هللا عليه وسلم ال يبع أبمر إال‬ ‫واحلجة للمبعوث عليهم قائمة بقبول خرب صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وقد كان قادراً على‬ ‫أن يبع إليهم فيشافههم ‪ ،‬أو يبع إليهم عدداً ‪ ،‬فبع واحداً يعرفونه ِبلصدق) انظر‬ ‫‪ :‬الرسالة للشافع ص( ‪ )405‬مع دصرف يسر ‪.‬‬ ‫وأما اإلمجاع‪:‬‬ ‫فقد أمجع السلف على حجية خرب اآلحاد يف االعتقاد وارحكا ‪ ،‬وقد نقل غر‬ ‫واحد م العلما‪ ،‬ها اإلمجاع عنهم ‪ ،‬ومم نقله ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الشافع ‪ ،‬حي قال ‪":‬ومل يزل سبيل سلفنا والقرون بعد م إىل م‬ ‫شا دن ه السبيل‪ ،‬وكهلك حك لنا عم حك لنا عنه م أ ل العلم ِبلبلدان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وجدن سعيداً ِبملدينة يقول‪ :‬أخرب أبو سعيد اخلدري ع النيب صلى هللا عليه‬ ‫وسلم يف الصرف فيوثب و حديثه سنة‪.‬ويقول‪ :‬حدثين أبو ريرة ع النيب صلى هللا عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬فيثب حديثه سنة‪ ،‬ويروي ع الواحد غرمها فيثب حديثه سنة ‪...‬وغر م م‬ ‫حمدث املدينة كلهم يقولون‪ :‬حدثين فالن لرجل م أصحاب النيب ع النيب صلى هللا‬ ‫عليه وسلم أو م التابعني ع رجل م الصحابة ع الرسول صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫فنوثب ذلك سنة‪ ،‬ووجدن عطا‪ ،‬وطاووس وجما د ‪ ،...‬وحمدث الناس وأعالمهم‬ ‫ِبرمصار كلهم حيوفظ عنه دثبي خرب الواحد ع رسول صلى هللا عليه وسلم واالنتها‪،‬‬ ‫إليه واإلفتا‪ ،‬به‪.‬ويقبله كل واحد منهم عم فوقه ‪ ،‬ويقبله عنه م حتته‪ ،‬ولو جاز رحد‬ ‫م الناس أن يقول يف علم اخلاصة‪ :‬أمجع املسلمون قدمياً وحديثاً على دثبي خرب‬ ‫الواحد واالنتها‪ ،‬إليه‪ ،‬أبنه مل يعلم م فقها‪ ،‬املسلمني أحد إال وقد ثبذته جاز ل‪.‬ولك‬ ‫أقول‪ :‬مل أحفظ ع فقها‪ ،‬املسلمني أَّنم اختلفوا يف دثبي خرب الواحد ‪ ،‬مبا وصف م‬ ‫أن ذلك موجود على كلهم" انظر ‪ :‬الرسالة للشافع ص( ‪.)453 – 450‬‬ ‫‪27‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫‪ – 2‬ومم نقله شيخ اإلسال – رمحه هللا ‪ ، -‬حي قال ‪( :‬و ها مما ادفق‬ ‫عليه سلف ارمة وأئمة اإلسال أن اخلرب الصحيح مقبول مصدق به يف مجيع أبواب‬ ‫العلم‪ ,‬ال يفرق بني املسائل العلمية واخلربية ‪ ،‬وال يرد اخلرب يف ِبب م اربواب سوا‪،‬‬ ‫كان أصوال أو فروعا بكونه خرب واحد ‪ ،‬فإن ها م حمداثت أ ل البدع املخالفة‬ ‫للسنة واْلماعة " انظر ‪ :‬جواب االعرتاضات املصرية على الفتيا احلموية (ص‪.)50‬وكهلك ذكر‬ ‫االمجاع اب القيم ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬انظر ‪ :‬خمتصر الصواعق ص (‪.)605‬‬ ‫‪ – 2‬حجيذذة فهذذم السذذلف الصذذاحل لنصذذوص الكتذذاب والسذذنة ‪.‬لشذذهود م التنزيذذل ‪،‬‬ ‫ودلقيهم التأويل ع الذهي ال ينطذق عذ اهلذوى إن ذو إال وحذ يذوحى ‪ ،‬وفهمذوا مقاصذد‬ ‫الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬و م أفقه ارمة ‪ ،‬وأبذر م قلذوِب ‪ ،‬وأعمقهذم علمذا ‪ ،‬وأقلهذم‬ ‫دكلفا ‪ ،‬وأصحهم قصودا ‪ ،‬وأكملهم فطرة ‪ ،‬وأمتهم إدراكا ‪ ،‬وأصفا م ذ نا ‪ ،‬وليس مذ‬ ‫مسع وعلم ورأى حال املتكلم ‪ ،‬كم كان غائبا مل ير ومل يسمع ‪ ،‬أو مسع وعلم بواسطة ‪،‬‬ ‫وعليذذه فذذالرجوع إىل مذذا كذذان عليذذه الصذذحابة مذ الذذدي والعلذذم متعذذني قطعذذا علذذى مذ جذذا‪،‬‬ ‫بع ذذد م مم ذ مل يش ذذركهم يف دل ذذك الفض ذذيلة – فض ذذيلة الص ذذحبة –"والف ذذرق بي ذذنهم وب ذذني م ذ‬ ‫بعد م يف ذلك كالفرق بينهم وبينهم يف الفضل؛ فنسبة رأي م بعد م إىل رأيهم كنسذبة‬ ‫قدر م إىل قدر م‪.‬‬ ‫قذذال الشذذافع ‪ -‬رمحذذه هللا ‪ -‬يف رسذذالته البغداديذذة الذذيت روا ذذا عنذذه احلسذ بذ حممذذد‬ ‫الزعفرا ‪ ،‬و ذها لفظذه‪ :‬وقذد أثذىن هللا دبذارك ودعذاىل علذى أصذحاب رسذول هللا ‪ -‬صذلى هللا‬ ‫عليذه وسذلم ‪ -‬يف القذرآن والتذوراة واإلجنيذل‪ ،‬وسذبق هلذم علذى لسذان رسذول هللا ‪ -‬صذذلى هللا‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬م الفضل ما ليس رحد بعذد م‪ ،‬فذرمحهم هللا و نذأ م مبذا آات ذم مذ ذلذك‬ ‫ببلوغ أعلى منازل الصديقني والشهدا‪ ،‬والصاحلني‪ ،‬أدوا إلينا سن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬ ‫عليذذه وسذذلم ‪ ،-‬وشذذا دو والذذوح ينذذزل عليذذه فعلمذوا مذذا أراد رسذذول هللا ‪ -‬صذذلى هللا عليذذه‬ ‫وسذذلم ‪ -‬عامذذا وخاصذذا وعزمذذا وإرشذذادا‪ ،‬وعرفذوا مذ سذذنته مذذا عرفنذذا وجهلنذذا‪ ،‬و ذذم فوقنذذا يف‬ ‫كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به‪ ،‬وآرا م لنا أمحد‪ ،‬وأوىل‬ ‫بنا م رأينذا عنذد أنفسذنا‪ ،‬ومذ أدركنذا ممذ يرضذى أو حكذ لنذا عنذه ببلذدن صذاروا فيمذا مل‬ ‫يعلم ذوا لرس ذذول هللا ‪ -‬ص ذذلى هللا علي ذذه وس ذذلم ‪ -‬في ذذه س ذذنة إىل ق ذذوهلم إن اجتمع ذوا‪ ،‬أو ق ذذول‬ ‫‪28‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫بعضهم إن دفرقوا‪ ،‬و كها نقول‪ ،‬ومل خنرج ع أقاويلهم‪ ،‬وإن قال أحد م ومل خيالفذه غذر‬ ‫أخهن بقوله " انظر ‪ :‬إعال املوقعني ( ‪ ، ) 150 – 147 / 4 ، 80 – 79 / 1‬وخمتصر الصواعق املرسلة‬ ‫( ‪.)346 ،345 / 2‬‬ ‫ومذ ذ املعلذ ذذو أن القذ ذذرآن نذ ذذزل بلغذ ذذة العذ ذذرب ‪ ،‬وجذ ذذرى علذ ذذى معهذ ذذود م يف الكذ ذذال ‪،‬‬ ‫وعادهتم يف اخلطاب ‪ ،‬فكذل مذ دضذلع يف لسذان العذرب كذان للقذرآن أشذد فهمذا وأحسذ‬ ‫إدراكا ‪ ،‬وال يعلم أحد أفصح لسان وأقو خطاِب م أصحاب رسذول هللا صذلى هللا عليذه‬ ‫وسلم ‪ ،‬فليس يف ارمة م و أفصح منهم لسان ‪ ،‬فكيف إذا اقذرتن بذهلك دلقذ معذا‬ ‫الق ذذرآن م ذ الن ذذيب ص ذذلى هللا علي ذذه وس ذذلم ‪ ،‬ول ذذها ك ذذان م ذ أحس ذ ط ذذرق دفس ذذر الق ذذرآن ‪،‬‬ ‫دفسر القرآن ِبلقرآن ‪ ،‬مث ِبلسنة ‪ ،‬مث أبقوال الصحابة والتابعني‪.‬انظر ‪ :‬الصذواعق املرسذلة ( ‪2‬‬ ‫‪ ، ) 510 – 509 /‬وخمتصر للموصل ( ‪ ، ) 336 / 2‬وجمموع الفتاوى الب ديمية ( ‪370 – 363 / 13‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫حىت أن اإلما أمحد نص على الرجذوع إىل دفسذر الواحذد مذ الصذحابة للقذرآن إذا‬ ‫مل خيالفه غر منهم‪.‬انظذر ‪ :‬خمتصذر الصذواعق للموصذل ( ‪ ، ) 346 / 2‬املذدخل إىل مذه ب اإلمذا أمحذد‬ ‫ص (‪.)42‬‬ ‫وم أدلة ه القاعدة ‪:‬‬ ‫قولذذه دعذذاىل ‪{ :‬ومذ يشذذاقق الرسذذول مذ بعذذد مذذا دبذذني لذذه اهلذذدى ويتبذذع غذذر سذذبيل‬ ‫املؤمنني نوله ما دوىل ونصله جهنم وسا‪،‬ت مصرا}‬ ‫يقول اب ديمية ‪ " :‬وقد شهد هللا رصحاب نبيه صلى هللا عليه وسلم ومذ دذبعهم‬ ‫إبحسان ِبإلميان‪.‬فعلم قطعا أَّنم املراد ِبآلية الكرمية " انظر ‪ :‬جمموع الفتاوى ( ‪.)2 / 4‬‬ ‫ويقذ ذذول صذ ذذلى هللا عليذ ذذه وسذ ذذلم ‪ " :‬خذ ذذر النذ ذذاس قذ ذذر ‪ ،‬مث الذ ذذهي يلذ ذوَّنم مث الذ ذذهي‬ ‫يلوَّنم‪»...‬‬ ‫يقول ابذ القذيم معلقذا علذى ذها احلذدي ‪ " :‬فذأخرب النذيب ‪ -‬صذلى هللا عليذه وسذلم‬ ‫‪ -‬أن خر القرون قرنه مطلقا‪ ،‬وذلك يقتضذ دقذدميهم يف كذل ِبب مذ أبذواب اخلذر‪ ،‬إال‬ ‫لذذو كذذانوا خ ذرا مذ بعذذض الوجذذو ‪ ،‬فذذال يكونذذون خذذر القذذرون مطلقذذا‪ ،‬فلذذو جذذاز أن خيطذذئ‬ ‫الرجذذل مذذنهم يف حكذذم وسذذائر م مل يفت ذوا ِبلص ذواب ‪ ،-‬وإمنذذا ظفذذر ِبلص ذواب م ذ بعذذد م‪،‬‬ ‫وأخطئوا م ‪ -‬لز أن يكون ذلك القرن خرا منهم م ذلذك الوجذه؛ رن القذرن املشذتمل‬ ‫‪29‬‬ ‫مذكرة توحيد ‪1‬‬ ‫"انظذر‪ :‬إعذال املذوقعني ( ‪/ 4‬‬ ‫على الصواب خر م القرن املشتمل على اخلطأ يف ذلك الفذ‬ ‫‪)104‬وانظر ‪ :‬شرح العقيدة ارصفهانية ص (‪.)180‬‬ ‫‪ -‬وقذذال صذذلى هللا عليذذه وسذذلم ‪ " :‬علذذيكم بسذذنيت وسذذنة اخللفذذا‪ ،‬الراشذذدي املهذذديني‬ ‫م بعدي‪ ،‬متسكوا هبا‪ ،‬وعضوا عليها ِبلنواجه‪ ،‬وإيكم وحمداثت ارمذور فذإن كذل حمدثذة‬ ‫بدعة وكل بدعة ضاللة "‬ ‫يقول اب القيم ‪ " :‬فقرن سنة خلفائه بسنته‪ ،‬وأمذر ِبدباعهذا كمذا أمذر ِبدبذاع سذنته‪،‬‬ ‫وِبلذذغ يف ارمذذر هبذذا حذذىت أمذذر أبن يعذذض عليهذذا ِبلنواجذذه‪ ،‬و ذذها يتنذذاول مذذا أفتذوا بذذه وسذذنو‬ ‫لألمذ ذذة‪ ،‬وإن مل يتقذ ذذد مذ ذ نبذ ذذيهم فيذ ذذه شذ ذ ‪ "... ،‬انظذ ذذر ‪ :‬إعذ ذذال املذ ذذوقعني عذ ذ رب العذ ذذاملني (‪/4‬‬ ‫‪)107‬وانظر دطبيقات القاعدة يف كتب شيخ اإلسال ‪ :‬اقتضا‪ ،‬الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اْلحيم (‪/2‬‬ ‫‪ )278‬وانظر ‪ :‬جامع املسائل الب ديمية (‪.) 171 – 170 /4‬‬ ‫‪ – 3‬اإلميان جبميع نصوص الكتاب والسنة ‪ ،‬سوا‪ ،‬عرفنا املعىن أ ال‪.‬‬ ‫م ذ غذذر اش ذرتاط سذذالمته م ذ املعذذارض العقل ذ – كمذذا يقولذذه أرِبب الكذذال – أو‬ ‫موافقته للهوق والكشف كما يقوله املتصوفة ‪.‬‬ ‫و ذ ذذها ال يعذ ذذين أن يف النصذ ذذوص مذ ذذا ال يذ ذذدرك معنذ ذذا حبذ ذذال ‪ ،‬بذ ذذل معذ ذذا النصذ ذذوص‬ ‫مفهومة م لغة التخاطب ‪ ،‬لك قد يعرتي الشخص مذ عوامذل القصذور مذا ذو مذدعاة‬ ‫إىل عد الفهم ‪ ،‬ووضوح اخلطاب عند ‪.‬‬ ‫يقول اب ديمية ‪ " :‬فما جا‪ ،‬يف الكتذاب والسذنة وجذب علذى كذل مذؤم اإلميذان بذه‬ ‫وإن مل يفهم معنا وكهلك ما ثب ِبدفاق سلف ارمذة وأئمتهذا مذع أن ذها البذاب يوجذد‬ ‫عامته منصوصا يف الكتاب والسنة متفق عليذه بذني سذلف ارمذة "انظذر ‪ :‬جممذوع الفتذاوى (‪/3‬‬ ‫‪. )41‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser