أصول التفسير - PDF
Document Details
Uploaded by IdealJasper9961
Imam Al-Kadhum College (IKC)
Tags
Summary
This document provides a detailed analysis of the fundamentals of Quranic interpretation. It explores various approaches, including the study of the Quran's language and context, in addition to its principles and methods. The study also connects these fundamentals to the broader Islamic theological tradition.
Full Transcript
أصول التفسير المرحلة الثانيه قسم علوم القرآن والحديث اصول التفسير : هو العلم باالدلة االجمالية والقواعد التي يُتوصل بها فهم مواد القران الكريم واستنباط قواعده الفرعيه نحو ما يتعلق بأ...
أصول التفسير المرحلة الثانيه قسم علوم القرآن والحديث اصول التفسير : هو العلم باالدلة االجمالية والقواعد التي يُتوصل بها فهم مواد القران الكريم واستنباط قواعده الفرعيه نحو ما يتعلق بأصل الكتاب من قبيل حمل العام على الخاص والمطلق على المقيد والمجمل على المفسر وتتبع االستعمال لمواضع اللفظ من حيث حمل اللفظ على الحقيقة او المجاز وتتبع القواعد اللغويه كاالخذ بما هو اشهر في االستعمال والحمل على الحقيقه دون المجاز في حاله عدم القرينه على تعيين المراد . والقرينه :هي اللفظ الذي يصرف المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي لوجود مناسبة بين المعنيين مثاله :اذهب الى البحر واستمع الى كالمه ،والقرينه هي استمع الى كالمه. ما الفرق بين اصول التفسير واصول الفقه ؟ اصول الفقه :هو العلم الذي يدرس العناصر المشتركة في عمليه استنباط الحكم الشرعي ،والعناصر المشتركه :هي العناصر التي تدخل في ابواب مختلفة من الفقه اثناء عمليه استنباط الحكم الشرعي مثل :باب الزكاه باب الصالة باب الخمس ،حجيه الظهور العرفي اقيموا الصاله اتوا الزكاه حجيه خبر الثقه :عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه ابراهيم بن هاشم . .................................................................................................................... نشاة اصول التفسير : ان الكالم عن نشاة اصول التفسير يمهد لدراسة العلم كفن مستقل عن باقي العلوم واصول الفقه ورد في طرائق التفسير لدى عصر االئمه والصحابه من بعد الرسول صلى هللا عليه واله تاره يجيب باالستنباط واخرى باالخبار وباختالف القراءات ففي قوله تعالى (:الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم االمن وهم مهتدون) القاعده االولى :التفسير يكون باالغلب واالعرف باللغه كما في قوله تعالى ( :وقال لهم نبيههم ان آية ملكه ان ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحملهُ المالئكه ) والمفسرون اختلفوا في تفسير االيه بين قائل ان التابوت تحمله المالئكه بين السماء واالرض وقائل اخر وضع في دار طالوت قائم بين اظهر بني اسرائيل وكل ذلك يرجع الى ما هو االشهر من اللغه واالعرف في اللغه . ................................................................................................................... القاعده الثانية : المطلق على اطالقه حتى يرد ما يقيده كما في قوله تعالى (:اياما ً معدودات فمن كان منكم مريضا ً أوعلى سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ). اختلف العلماء في قضاء شهر رمضان على قولين االول :يجب التتابع في صوم قضاء شهر رمضان المبارك ،القول الثاني :وهو المختار ال يجب التتابع في صوم قضاء شهر رمضان وذلك الن االيه مطلقه . القاعده الثالثة : ان لفظ الشارع محمول على المعاني الشرعيه فان لم تكن فيحمل على المعاني العرفيه مع عدم المعاني العرفيه يحمل على المعاني اللغويه . المراد من المعاني الشرعية :هي المعاني التي استعمل الشارع االلفاظ لها مثل لفظ الصالة كان سابقا ً تسمى الدعاء وهو مطابق للمعاني اللغوية لمعنى الصاله لغة ففي محل الكالم مع انعدام المعنى الشرعي للفظ الصالة نرجع الى المعنى العرفي لها ومع انعدام المعنى العرفي نرجع الى المعنى اللغوي وهو الدعاء . مثال اخر :لفظ الدابة عرفا ً الكائن الحي من ذوات االربعة من الحيوانات مع ان المعنى االصلي في اللغة كل ما يدب على االرض كما في قوله تعالى ( :وما من دابة في االرض اال على هللا رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) . مثل ما جاء في تفسير قوله تعالى (:ان هللا ال يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باهلل فقد افترى اثما ً عظيما ً ) ذهب بعض المفسرين في ان هذه االية دالة على ان اليهودي يسمى مشرعا ً في ُ عرف الشرع ................................................................................................................... النص والظاهر والمجمل والمؤول : -1النص :وهو ما دل على المراد من دون احتمال ويقابلهُ المجمل مع قبوله التأويل والتخصيص والنسخ كقوله تعالى :فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث ورباع فان خفتم اال تعدلوا فواحده او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى ان ال تعولوا ). -االيه نص في عدد الزوجات وهو اربعه . -االيه ظاهره في اباحه الزواج . -2الظاهر :وهو الذي يدل على احد المحتماالت داللة راجحة ويقابله المؤول مثال قوله تعالى (:وال تنكحوا ما نكح ابائكم من النساء اال ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا ً وساء سبيالً ). -االيه ظاهرة في عقد النكاح في الزواج يكون بالعقد -وظاهرة في حرمة الزواج زوجة االب اال اذا دل دليل على الكراهه . -3المجمل :هو الذي ال يُعرف معناه لفظا ً نقله الشارع من معناه اللغوي الى معناه الشرعي كنقل لفظ الدعاء الى لفظ الصالة ،حكم المجمل التوقف بالعمل به حتى يتبين التفسير الشرعي . -4لمؤول :وهو الذي اراد به المتكلم خالف الظاهر مثل قوله تعالى ( :ان االنسان خلق هلوعاً) بمعنى قله الصبر والشده ،والحرص اذا اصابه الفقر والحاجه والمرض . .................................................................................................................. النص والظاهر والمجمل والمؤول : -1النص :وهو ما دل على المراد من دون احتمال ويقابلهُ المجمل مع قبوله التأويل والتخصيص والنسخ كقوله تعالى :فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث ورباع فان خفتم اال تعدلوا فواحده او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى ان ال تعولوا ). -االيه نص في عدد الزوجات وهو اربعه . -االيه ظاهره في اباحه الزواج . -2الظاهر :وهو الذي يدل على احد المحتماالت داللة راجحة ويقابله المؤول مثال قوله تعالى (:وال تنكحوا ما نكح ابائكم من النساء اال ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا ً وساء سبيالً ). -االيه ظاهرة في عقد النكاح في الزواج يكون بالعقد -وظاهرة في حرمة الزواج زوجة االب اال اذا دل دليل على الكراهه . -3المجمل :هو الذي ال يُعرف معناه لفظا ً نقله الشارع من معناه اللغوي الى معناه الشرعي كنقل لفظ الدعاء الى لفظ الصالة ،حكم المجمل التوقف بالعمل به حتى يتبين التفسير الشرعي . -4لمؤول :وهو الذي اراد به المتكلم خالف الظاهر مثل قوله تعالى ( :ان االنسان خلق هلوعاً) بمعنى قله الصبر والشده ،والحرص اذا اصابه الفقر والحاجه والمرض . .................................................................................................................... المفسر : شروط ِّ ان شروط المفسر قابلة للتقسيم من جهات مختلفة فيمكن تقسيمها الى الشروط العلمية والعملية واالخالقية والنفسية الروحية وكذلك يمكن تقسيمها الى شروط ضرورية وغير ضرورية. -الشروط الضرورية :وهي الشروط الدخيلة في تحقيق التفسير وبدونها ال يتمكن المفسر عمليا ً من تقديم تفسير معتبر وهي : -1االطالع على اللغه العربيه وادابها (الصرف والنحو وعلوم البالغه ) -2معرفة علوم القران وبالخصوص مباحث المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني وتاريخ القران والقراءات ولكل بحث من هذه المباحث وبالخصوص القراءات له تأثير في التفسير كما له شروط خاصة. -3االحاطة بالمعلومات التاريخية والجغرافية ،لمعرفة اسباب النزول ومواضع نزول االيات وتاريخ القران وتاريخ عصر الجاهليه وصدر االسالم ،وكذلك معرفة الكتب السماويه السابقة ( التوراة واالنجيل ) ولكل مورد من هذه الموارد مصادر وشروط وضوابط . -4العلم باصول الفقه :وقد تقدم الفرق بين اصول الفقه واصول التفسير وقلنا ان اصول الفقه يدرس العناصر المشتركه في عملية استنباط الحكم الشرعي والرجوع الى ايات القران الكريم ومعرفة تفسيرها المفسر الى احاطة بعلم اصول الفقه بل ال يمكن فهم للحصول على استنباط حكم شرعي وبالتالي يحتاج ِّ القران وتفسيره دون العلم بقواعد العام والخاص والمطلق والمقيد ودراسة المباني المهمة مثل حجية الظهور وغيرها من المطالب واالبحاث التي تطرح في علم اصول الفقه . -5االحاطه بعلم الفقه :حيث يتم بواسطة علم الفقه استنباط االحكام االلهية من مصادرها المعتبرة ( القران والسنه والعقل واالجماع). -6معرفة علوم الحديث :تعد سنة النبي االكرم صلى هللا عليه واله واهل بيته صلوات هللا وسالمهُ عليهم اجمعين من مصادر التفسير وظهر على مرور الزمن علوم لها صلة وثيقة بالحديث مثل علم ال رجال والدراية وفقه الحديث والتي لها تاثير كبير في فهم وتقييم السنة وحيث ان السنة مفسرة للقران الكريم فلها دور كبير في فهمها وتفسيرها . -7معرفة المفسر بمصادر التفسير. -8العلم باصول ومناهج التفسير. -9العلم بقواعد التفسير وتطبيقاتها. -10الحياه العلمي واجتناب التفسير بالرأي . ................................................................................................................... التأويل : مفهوم التأويل في اللغة :التأويل من مادة (اول) بمعنى الرجوع اول الشيء ارجعه والترجيع من باب التفعيل . وقد استخدمت مادة (اول) بمعنى الجمع واالصالح يقول الراغب االصفهاني في التأويل من االول اي الرجوع الى االصل وذكر اللغويون لها عدة معاني : -1ارجاع الشيء الى هدفه ويتم بصورتين : الصوره االولى :الهدف والعلم مثل ( وما يعلم تأويله اال هللا) الصوره الثانية :الهدف هو الفعل مثل (هل ينظرون الى تأويله يوم ياتي تأويله ) يعني تظهر أحيانا ً نتيجة التأويل في االمور العلميه ودفع الشبهات من االلفاظ وأحيانا ً في االمور الخارجية . -2التأويل بمعنى التفسير :وهو كشف المراد من المشكل والتأويل رد أحد المحتملين الى ما يطابق الظاهر . -3التأويل بمعنى السياسة :وذلك برجوع معنى الرعية الى راعيها. -4التأويل بمعنى عاقبه االمر . ................................................................................................................... التأويل في القران الكريم : تكررت مفردة التأويل في القران الكريم ( )17سبعة عشر مرة وبمعاني مختلفة . -1التفسير (:وما يعلم تأويله اال هللا ) -2توجيه المتشابة :بمعنى االقوال المتشابة كما في سوره الكهف في قصة موسى والخضر وتوجيه اعمال الخضر العجيبة ( سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) وقوله تعالى ( :ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ً ). -3تعبير الرؤية :ففي سورة يوسف عليه السالم جاءت مفردة التأويل ثمان مرات بمعنى تعبير المنام (: ونعلمك من تأويل االحاديث). -4عاقبة وخاتمة الشيء مثل (:فإن تنازعتم في شيء فردوه الى هللا والرسول ان كنتم تؤمنون باهلل واليوم االخر ذلك خير واحسن تأويالً ). -5بمعنى تحقق الشيء مثل ( :هل ينظرون اال تأويله يوم ياتي تأويله). ................................................................................................................... التأويل في االحاديث : جاءت الروايات بمعاني مختلفه للفظة التأويل : سئل بخصوص الحديث الوارد عن -1التأويل بمعنى البطن ُ :حكي عن االمام الباقر عليه السالم انه ُ النبي صلى هللا عليه واله ( :ما في القران اية اال ولها ظهر وبطن فاجاب االمام عليه السالم ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن يجري كما تجري الشمس والقمر ) ،ففي هذه عد بطن القران من موارد تأويل القران يعني احد استعماالت هذه المفردة والتأويل بمعنى الروايه ُ البطن. -2التأويل بمعنى مراد المتكلم ومقصوده :يُحكى عن حذيفة بن اليمان قوله في يوم الغدير قال النبي محمد صلى هللا عليه واله (:من كنت مواله فهذا علي مواله ثم سال شخص من الحاضرين يا رسول هللا ما تأويل هذا الكالم ؟ فاجابه صلى هللا عليه واله من كنت نبيه فهذا علي اميره ) ففي هذا الحديث يسأل السائل عن معنى مواله فيجيبه الرسول صلى هللا عليه واله بإنه امير وعبر السائل عن ذلك بالتأويل . سال ذات يوم عن عله تسمية الجمعة فأجاب عليه السالم قال (: ويُحكي عن االمام الباقر عليه السالم انه ُ افال اخبرك بتأويله االعظم قال قلت بلى جعلني هللا فداك فقال يا جابر سمى هللا الجمعة جمعةً الن هللا عز وجل جمع في ذلك اليوم االولين واالخرين وجمع ما خلق هللا من الجن واالنس وكل شيء خلق ربنا والسماوات واالرضين والبحار ، والجنه والنار وكل شيء خلق هللا في الميثاق ) ،وفي هذه الروايه جاء التأويل بمعنى السبب والعلة في تسمية المدلول اللفظي للكلمة . .................................................................................................................. نظريات معنى التأويل : -1التأويل بمعنى التفسير :كان هذا المعنى شائعا ً بين المفسرين القدامى فمثالً ابو جعفر الطبري في تفسيره جامع البيان عند تفسير ِّه ايه يقول القول في تأويل االيه واختلف اهل التأويل في هذه االيه . تنبيه :تقدم في المعنى القراني ان بعض اللغويين يرون ان التأويل يعني التفسير وذهب البعض االخر ان معنى التأويل في االيه السابعة من سوره ال عمران هو التفسير . -2التاويل بمعنى توجيه المتشابه :يحتوي القران الكريم على ايات محكمة ومتشابهة وااليات المتشابهة مفسر القران بإرجاع االيات تحتمل في معناها عدة احتماالت فكان هذا سبب وجود الشبهة فيقوم ِّ المتشابهه الى المحكمة وتوجيهها كما في ايه (يد هللا فوق أيديهم) ترجع الى ايه (ليس كمثله شيء) . -3التاويل بمعنى ارجاع لفظ االيه من المعنى الراجع للمعنى المرجوع :وبعباره اخرى يوجد عندنا ظهور ثانوي بواسطة القرينة ،والقرينة :هي اللفظ الذي يصرف المعنى الحقيقي االول الى المعنى المجازي الثاني لوجود مناسبة بين المعنيين مثالها :اذهب الى البحر واستمع الى كالمه . البحر هو الماء المعنى االول ،المعنى المجازي بحر من العلم المناسبة :السعة والغزارة . -4التأويل بمعنى البطن :وقد تقدم ذلك. -5التأويل بمعنى التفسير الباطني وبيان المعاني عن طريق الرموز واالشارات ويستفاد ذلك من قوله تعالى ( :فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ). -6التأويل بمعنى مراد الكالم :نُسب هذا المعنى للقدماء فقيل ما يراد من الكالم يعتبر تأويل . ................................................................................................................... خالصة او نتيجة ما تقدم في معنى التأويل : -1التأويل بمعنى التفسير ؟ جائز ولماذا الجواب تعتبر فيه نفس الضوابط والشروط المعتبره في التفسير . -2التأويل بمعنى ارجاع ظاهر اللفظ من المعنى الراجح الى المعنى المرجوح ؟ الجواب هذا فيه تفصيله يجوز عندما تكون هناك قرينة عقلية او نقلية على المعنى المخالف لظاهر اللفظ واال فال يجوز . -3التأويل بمعنى بطن القران ؟ جائز بعد رعاية ضوابط الكشف عن الباطن . -4التأويل بمعنى تعبير الرؤية ؟جائز وال دليل على حرمة التعبير . -5التأويل بمعنى عاقبه ونهايه الشيء ؟ يجوز متى ما كان عندنا دليل من القران الكريم . -6التأويل بمعنى الحقيقة العينية ؟ غير جائز لعدم الدليل عليها . -7التأويل بمعنى االشارات والرموز الباطنيه ؟ الجواب اذا كان بمعنى تداعي المعاني من االيات وهو ال يعد تفسيرا ً وال تاويالً فال مانع اذا لم يُنسب الى هللا تعالى واما اذا كان المقصود ان معنى تأويل القران هو نفس االشارات والرموز القائم على اساس الشهود والمكاشفة فقد اتضح من مباحث مصادر التفسير ان الشهود والمكاشفة ليسا بحجة . النسبة بين التأويل والتفسير : يوجد في هذا الصدد اراء متفاوتة في تلك النسبه :نقل عن تغلب وابن االعرابي ان التفسير والتاويل كالهما واحد ولكن الراغب االصفهاني يرى ان التفسير اعم من التأويل الن التأويل يتم بخصوص الكتب السماوية واما التفسير فاعم من ذلك ويرى البعض ان التأويل هو االعم من التفسير ولكن يبدو ان االختالف في النسبة بين التفسير والتأويل يعود الى تفاوت معنى التأويل واستعماالته ويمكننا القول ان النسبة بينهما نسبة العموم والخصوص من وجه الن بعض معاني التأويل متحدة مع التفسير وبعض معاني التأويل متباينة مع التفسير . ................................................................................................................ العلم بالتأويل والراسخون في العلم : هل ان تأويل القران يعلمه جميع الناس او انه خاص باهلل تعالى او خاص بالمعصومين والراسخين بالعلم (العلماء) ؟ هناك عدة اراء في تلك المسالة : -1العلم بالتأويل خاص باهلل سبحانه وتعالى الن جاء في القران (:وما يعلم تأويله اال هللا والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ) ،على قول بعض المحققين ان الواو استئنافيه في قوله تعالى (والراسخون) الن عطف جملة والراسخون على هللا يستلزم ان تكون جملة يقولون بدايه الجملة وهذا بعيد عن الذوق االدبي فكان الالزم ان يقول هم يقولون او يقولون وبنا ًء على هذا الكالم المتقدم ان تأويل ايات القران الكريم يعلمها غير هللا سبحانه . -2العلم بالتأويل خاص باهلل سبحانه وتعالى والمعصومين عليهم السالم :الواو في والراسخون عاطفة النه وفقا ً للقواعد االدبية يجوز البدء بالجملة الحالية بفعل مضارع مثل ( :وتمنن تستكثر ). هذا أوالً وثانيا ً االصل في الواو العطف وهو ما يالئم مناسبات الحكم والموضوع . ثالثا ً :على فرض ان الواو ليست عاطفة فهناك الكثير من الروايات واالحاديث الواردة عن اهل البيت عليهم السالم التي تدل على ان المعصومين لديهم علم التأويل .روي عن االمام الصادق عليه السالم(: ان هللا علَّم رسوله صلى هللا عليه واله الحالل والحرام والتأويل ) وروي عن النبي صلى هللا عليه واله ولم يكن عند احد تأويل القران بكماله وتمامه اال عند علي عليه السالم ). السيد العالمه الطباطبائي رحمه هللا صاحب تفسير الميزان مع كونه معتقدا ً بان الواو في االية المتقدمة استئنافية يرى ان الراسخين في العلم يعلمون التأويل . ................................................................................................................. العلم بالتأويل خاص باهلل سبحانه وتعالى والعلماء والمعصومون مصداقه الكامل : يُستفاد من االيه السابعة من سورة ال عمران :ان التأويل خاص باهلل سبحانه وتعالى والراسخين بالعلم يعني كما تقدم في الراي الثاني من ان الواو عاطفة او لداللة االحاديث على ذلك ولكن الراسخين في العلم غير محدد بالمعصومين فقط بل الراسخون هم العلماء الكبار المتخصصون بالتفسير وعلوم القران وعلى رأسهم اهل البيت عليهم السالم هذا الراي ينسجم مع المعنى اللغوي والعرفي واالصطالحي القراني لكلمة الراسخين الواردة في ايات اخرى ويؤيد ذلك الواقع الخارجي حيث ان كثير من االيات المتشابهة ت ُفهم وتُفسر من قبل مفسري القران ولم نرى احدا ً من المفسرين يمتنع عن تفسير اية بحجة متشابهة بل يفسرون جميع االيات ومما يؤيد ذلك االحاديث الواردة عن النبي صلى هللا عليه واله واهل البيت عليهم السالم وفي الرواية يُحكى ان الرسول صلى هللا عليه واله قال لعلي عليه السالم (:تخبر شكل عليهم من تأويل القران ) .الناس بما ا ُ وورد عن االمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب االمام الباقر عليه السالم عن رسول هللا صلى هللا عليه واله (:افضل الراسخين في العلم قد علمه هللا جميع ما انُزل اليه ). ونُقل في روايه عن النبي صلى هللا عليه واله في جواب شخص سأله عن الراسخين في العلم فقال صلى هللا عليه واله (:من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه ومن عفا بطنه وفرجه فذلك من الراسخين في العلم ) . وعلى هذا فإن الروايات تفيد وتفسر االحاديث القائلة باختصاص علم التأويل باهلل تعالى والمعصومين