تقويم حضاري جديد لعالمنا المعاصر PDF
Document Details
Uploaded by ThankfulJacksonville
Ashur University
Tags
Summary
هذا النص يعرض تحليلاً شاملاً للتحولات التاريخية المعاصرة، مع التركيز على أهمية منظور الأزمات الاجتماعية والثقافية في فهم هذه الفترة. يقدم النص رؤى متعددة حول تقييم الحضارة المعاصرة، مع دعوة إلى تقويم حضاري جديد.
Full Transcript
# من أجل تقويم حضاري جديد لعالمنا المعاصر ## مرحلة تاريخية دقيقة - العالم اليوم يعيش مرحلة تاريخية دقيقة - تستدعي التوقف والتأمل والمراجعة - بإعمال العقل الواسع والتفكير الجمعي - توظيف مختلف المعارف والعلوم وتقنياتهما المنهجية والنقدية والتحليلية ## التحولات الكبرى - التحولات المتلاحقة والنوعية...
# من أجل تقويم حضاري جديد لعالمنا المعاصر ## مرحلة تاريخية دقيقة - العالم اليوم يعيش مرحلة تاريخية دقيقة - تستدعي التوقف والتأمل والمراجعة - بإعمال العقل الواسع والتفكير الجمعي - توظيف مختلف المعارف والعلوم وتقنياتهما المنهجية والنقدية والتحليلية ## التحولات الكبرى - التحولات المتلاحقة والنوعية لا تقل أهمية وخطورة عن تلك التحولات الكبرى - التي كانت فاصلة في التاريخ الانساني حضارياً - سنؤرخ لهذه المرحلة راهناً أو لاحقاً، بأنها من الانعطافات التاريخية الهامة - مراحل هامة في مسار التطور العالمي والتقدم الانساني - مثل الانعطافات النوعية في القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر الميلاديين ## سرعة التحول - ما كان يتحقق من اختراعات وابتكارات في سنوات طويلة خلال القرون الماضية، بات يتحقق اليوم في فترات قياسية - أحوج ما نكون إلى دراسة العالم الحديث والمعاصر، - بكل متغيراته وتحولاته الشاملة - وفق مناهج علوم الاجتماع والتاريخ والحضارة - لما لهذه المناهج، من قدرة وخبرة، على فهم وتحليل وتفسير: - سير المجتمعات - وحركة التاريخ - وتطور الحضارات، في صعودها - وسقوطها في تقدمها وتراجعها ## تحولات الراهنة - التحولات الراهنة لا تنفصل عن التراكم المعرفي المتواصل لحركة الانسان التاريخية - هذا التراكم من أكثر العوامل تأثيراً - وأكثرها خفاء - كان من الصعب التوقع لها ورصدها بهذه الكيفية ## صعوبة فهم التحولات - لا نستطيع نحن في مجتمعات العالم الثالث، أن ندرك بدقة وإحاطة هذه التحولات - كما يدركها العالم المتقدم، - أو المجتمعات التي عايشت هذه التحولات - أو التي لازالت تعايشها - كالجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي سابقاً - أو مجتمعات أوروبا الشرقية وغيرها ## سرعة التحول في الدول المتقدمة - حركة التحولات في البلدان المتقدمة سريعة ومتلاحقة - وفي البلدان النامية بطيئة وراكدة - تعودت تلك المجتمعات على نمط من التغيرات - وتشجع على هذا النمط الذي ارتبط بمكونات رؤيتها الاجتماعية وفلسفة الحداثة في فهمها - العقل الغربي عقل نقاد خصب للتحولات - وهذا ما يفسر حركة التحولات السريعة في تلك المجتمعات - هذه التحولات ليست حسنة أو قبيحة في ذاتها - قد تكون حسنة وقد تكون قبيحة - المعيار هو العقل - للمجتمعات حتى تقبل المتغيرات بحاجة - إلى ثقافة متجددة توفر الاستعداد النفسي - بالإضافة إلى عامل الفاعلية الاجتماعية ## فاعلية المجتمع - تجعل المجتمع في حركة مستدامة تتولد منها هذه التحولات - إذا كانت هناك فاعلية كانت هناك تحولات - لأن التحولات لا تنشأ في مجتمع ساكن وراكد - ما وصلنا إليه ليس هو نهاية التحولات أو نهاية التاريخ كما اعتقد «فرانسيس فوكوياما - بل هو بداية سريعة ومتلاحقة لهذه التحولات والتي تزداد وتيرتها كلما اتسعت مداركنا لمفهومية الزمن - يساعد ذلك حيوياً التداخل الشديد الذي يحصل بين أجزاء العالم المترامي الأطراف، والذي يوصف بالقرية الصغيرة - نتيجة ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المواصلات، وانفجار المعرفة وتدفق المعلومات عبر طرق سريعة - أصبح بمقدور العلم أن يتفوق على الجغرافيا - مع كل تحول تتضاعف حركة التحولات على طريقة كرة الثلج - يجعلنا نتنبأ بحركة سريعة من التحولات، حتى تلك التي لا نتوقعها - الزمن يخبيء لنا مفاجآت قد لا نحتمل تصديقها وتوقعها، فكل شيء بات ممكناً - باستطاعة أحد مهما امتلك من قوة أن يوقف أو يعطل حركة التحولات - لكن باستطاعتنا أن نحمي أنفسنا - أو نقلل من أضرارها - وترشيد ما يرتبط بأثرها علينا، بشكل نسبياً على الأقل ## كيف ينظر العالم لهذه التحولات؟ - هذه التحولات ليس لها مساراً واحداً، بل لها مسارات متعددة - وليس في صعود دائم ولا نكوص دائم، بل تقبل كافة الاحتمالات - الأفضل والأسوأ - الجانب الثابت في هذه التحولات ان حركتها لن تتوقف - قد تهدأ - وقد تسير ببطىء وبطئ شديد - لكن لن تتوقف حسب فلسفة الزمن - التي تعني الحركة - والحركة هي انتقال من حال إلى حال في إطار المكان والزمان - من كان يظهر التفاؤل أو يتوقعه مع هذه التحولات في أول الأمر بدأ يتراجع عن تفاؤله - ويعيد النظر في تقييمه - الذي عبر عنه الكاتب المكسيكي كارلوس فونتيس»، قائلاً - من الملفت للانتباه أننا كنا نحتفل منذ ثلاث سنوات بنهاية مذهلة للقرن - وكنا نتحدث عن نهاية التاريخ - وحل المشكلات - وانتصار الديمقراطية والرأسمالية - لكن بعد ثلاث سنوات نرى أنفسنا غاطسين في حيرة ما بعدها حيرة - فكل شيء بحاجة إلى اعادة صياغة، كل شيء بحاجة إلى اعادة تفكير - وفي حديث لـ بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة مع صحيفة ليبراسيون» الفرنسية قال فيه - أن بعض الدول اعتقدت أن بإمكانها الاسترخاء بعد الانتصار في الحرب الباردة، وهي تكتشف أنه على العكس من ذلك - فإن الحرب الباردة حالت دون وقوع أو أخفت ۳۰ حرباً صغيرة نواجهها اليوم - أن العالم اليوم يمر بفترة أصعب من الفترة التي شهدها خلال الحرب الباردة - الأمم المتحدة غير قادرة على حل جميع المشاكل ## تقويم حضاري جديد - لكي نفهم العالم المعاصر وتطوراته الخطيرة لا يكفي أن ندرسه من زاوية سياسية فحسب - أو زاوية اقتصادية، أو استراتيجية، أو أيديولوجية - الدراسة الأحادية الجانب لن تصل بنا إلى فهم دقيق وعميق وشامل - بحاجة إلى تقويم حضاري جديد لعالمنا المعاصر - لكي نصل إلى هذه الرؤية، نحتاج إلى عقلية المؤرخ للتاريخ والباحث في حركة الحضارات - وسير الأمم والشعوب - يعني أن يرتكز التقويم الحضاري على رؤية فلسفية تربط بين الوقائع والتطورات - بمنظار نقدي وتحليل مترابط - الفلسفة تسهم إسهاما بارزاً في توفير مناهج مناسبة لمراجعة تجارب المجتمعات الإنسانية - بما فيها من مؤسسات فكرية وروحية واجتماعية مراجعة شاملة - المجتمعات التي لا تملك استعداداً حقيقياً لمراجعة شاملة لتجربتها، لا تنتج فكراً فلسفياً - يحمل سماتها ويعبر عن مواقفها - اعادة فحص المعتقدات والمواقف من أجل اعادة تنظيمها وصياغتها - لا يمكن أن تتم دون منهج فلسفي نقدي، أو فلسفة نقدية - تسبق in العادة عصور التحولات الفكرية والاجتماعية الكبيرة - التقويم الحضاري يوفر لنا النظرة الشاملة والمترابطة لما يحدث حولنا من تحولات - التي لا يمكن فهمها واستيعابها جيداً إلا من خلال هذه النظرة - النظرة التفكيكية التي تركز على تحليل الأجزاء منفصلة ولا تعطي أهمية لترابطها - لن تصل إلا إلى نتيجة تجزيئية قاصرة - التحولات التي تجري من حولنا في مجموعها تشكل حدثاً كبيراً - لا يمكن قياسه إلا بالمقاييس الحضارية - قليلة هي الفترات التي عرفها التاريخ الانساني واجتمعت فيها متغيرات بهذه النوعية - الكثافة والسرعة، وفي ظرف زمني وجيز يعد قياسياً - نستطيع أن نقول أنه متى ما توفرت هذه العناصر الكمية والكيفية فإنها تنبئ عن انعطافة نوعية - لا يمكن فهمها إلا بالمقاييس الحضارية - ما يحدث حولنا هو في حقيقته وجوهره أشبه بسقوط حضارة - حسب القوانين التاريخية - الحضارات لا تسقط بين عشية وضحاها - بل تحتاج إلى زمن طويل - يفصل بين البداية والنهاية - ك القانون المعاكس في نشأة الحضارات حيث لا تنشأ إلا بعد زمان طويل من النهضة - البناء والتقدم المستمر والمتراكم - يغيب عن أنظار الناس بدايات السقوط - لا يلتفتون إليه إلا في لحظاته الأخيرة حين تبرز مؤشرات الانهيار وأعراض المرض - القانون يقول إن ما يحتاج بناؤه إلى زمن طويل لا ينهار إلا بعد زمن طويل - كالماء والمادة - المادة التي تكتسب الحرارة بسرعة تفقدها بسرعة كالحديد - الذي حدث في الاتحاد السوفيتي القوة العظمى الثانية في العالم، من انهيار يشبه الزلزال بأعلى درجاته - هذا الانهيار لا يفسر بوقته وزمنه بل يتخطى في أسبابه وجذوره الظرف والزمن الذي أعلن فيه عن السقوط - يمتد بالتأكيد إلى ما هو أبعد من ذلك - لا نستطيع أن نحدد بدايات السقوط لكن لا تخرج عن هذه القاعدة - توقف نمو الاقتصاد - تخلف تقني - أو لأزمة اجتماعية - أو لإفلاس ايديولوجي - صحة هذه الآراء هو الأزمة الحضارية التي تتركب منها كل تلك الأجزاء - الأمم والحضارات لا تسقط بسبب عامل واحد مجزأ ومنفصل عن العوامل الأخرى - هذه الأمم والحضارات لا تنهض ولا تقوم على عامل واحد فحسب - قد يكون أحد هذه العوامل هو الأكثر تأثيراً وفعالية من العوامل الأخرى - لكن لا يصبح العامل الوحيد - الحضارة، وأية حضارة، لا تسقط إلا بعامل حضاري مركب - هو العامل الذي يؤثر على السياسة والاقتصاد والتربية والاجتماع - وعلى كل العوامل الأخرى، ويبرز بشكل واضح وكبير في العامل الفكري والثقافي والتربوي - الاتحاد السوفيتي قبل أن يسقط سياسياً كان قد سقط فكرياً وثقافياً - وسقطت معه أكبر منظومة فكرية وفلسفية وضعها الانسان في العصر الحديث - لأنها وصلت إلى طريق مسدود، والمنظومة الماركسية هي من الفلسفات الموسوعية التي استفادت - أخذت الفلسفة من ألمانيا، والاقتصاد السياسي من بريطانيا، والاشتراكية من فرنسا، - لها من التنظير الفكري والفلسفي والسياسي والاقتصادي ما يفوق أكثر المنظومات الفكرية الوضعية - أثرت على العديد من العلوم وأنشأت مذاهب خاصة لها في الاجتماع - والتاريخ والسياسة والاقتصاد والتربية والاعلام - لم يقتصر هذا التأثير على العلوم الاجتماعية فحسب - حاولت التأثير على العلوم الطبيعية - بعد أن كان سائداً أن هذه العلوم لها خصوصية الحياد المطلق بدأ التعديل يطرأ على هذا التصور - للعلم بمحاولات من جانب الاتحاد السوفيتي لتوجيهه وجهة خاصة به - بعد الثورة الروسية بعشر سنوات جرت محاولات لطبع العلم بطابع الايديولوجيا السائدة والحاكمة هناك - ذلك على نحو تكون لنا فيه فيزياء اشتراكية» و«بيولوجيا اشتراكية» - لم يكن مهماً عند رواد هذا التوجه الجديد للعلم من الاتحاد السوفيتي ما ينطوي عليه العلم نفسه - من منطق داخلي خاص به، - بقدر ما كان يهمهم أن يصبح العلم اشتراكياً - مختلفاً عن العلم الذي يشيع في الدول الرأسمالية. - اختلاف في وجهات النظر حول حياد العلم إبان الثلاثينات والأربعينات لهذا القرن - د. «بيسكنو» إلى مركز المسؤولية في الاتحاد السوفيتي - محاولاته توجيه الأبحاث العلمية في طريق يخدم الايديولوجية السياسية - تخضع لها - فشل هذه الايديولوجية التي وقفت على أرضها دول كبرى كالاتحاد السوفيتي والصين وأوروبا الشرقية له دلائل تاريخية عميقة - تعادل ضخامة تلك الايديولوجية أو أكثر - لا نستطيع نحن في العالم العربي والاسلامي - أن نقدر - خلال هذه الفترة على الأقل - عمق ومساحة تلك الدلائل والأبعاد - مدى الفراغ الهائل والكبير الذي ستتركه بعد أن تتراجع عن مواقعها .. - في بداية الأمر اعتقاد، تراجع وتلاشى في وقت آخر، مفاده أن سقوط الماركسية هو بالاستدلال البسيط نجاح للرأسمالية والديمقراطية الليبرالية. - فشل الماركسية إنما كشف عن أزمة حضارية في الغرب عموماً - أعراض هذه الأزمة كانت أعمق في المنظومة الشرقية.. - الفرنسية «كورنيليوس کاستوریادیس» - ماركس ينتمي في العمق إلى الفضاء المعرفي للرأسمالية ويسبح في حوضها ويتنفس هواءها. - الفكرة الأساسية لديه كانت هي تأمين الوفرة الاقتصادية - أو تنمية قوى الانتاج - وهذه هي فكرة الرأسمالية، إنه يختلف عن الفكرة الرأسمالية في مسألة توزيع الثروة فحسب - أزمة الرأسمالية يقول: - أن هناك أزمة أكثر عمقاً - هي أزمة المجتمع والثقافة الرأسماليين - ما حاولت أن أشرحه في كتابي الأخير «العالم المجزء» وشعار الرأسمالية يقول : إربحوا أكبر قدر ممكن لا بهم كيف، ولكن اربحوا أنت كانسان تساوي بقدر ما تربح من المال - حتى لو بعت كل شيء. - هذه هي العقلية المهيمنة في المجتمعات الرأسمالية - شيء مقلق بالفعل. - استطاع النظام الرأسمالي أن يستمر على هذا النحو حتى الآن . - لا أعتقد أن ذلك سوف يستمر أبدياً. - النظام الرأسمالي أهدر مصادر الثروات الطبيعية - تراكمت على الكرة الأرضية طوال أربعة بلايين من السنين - خلال مئة وخمسين سنة فقط، والآن أصبحت الأرض مهددة بالتلوث من كل الجهات . - البلدان الرأسمالية المصنعة لا يتجاوز سبع سكان البشرية (سبعمئة مليون من أصل خمسة بلايين - تحتكر معظم ثروات الأرض. - اختلال في التوازن - لا يمكن أن يستمر إلى الأبد - قد تحصل ثورات أو انقلابات - لا نعرف ماهيتها حتى الآن - في بداية التسعينيات خصصت إحدى المجلات الأسبوعية الباريسية غلافها لعنوان صارخ هو «هل ستحصل أزمة الرأسمالية غداً؟ وهل ينبغي علينا أن ننتظر سقوط الرأسمالية بعد سقوط الشيوعية؟». - «زبغنيو بريجنسكي - المفكر السياسي الأمريكي - مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر» - الذي كتب «الفشل الكبير» - بعد سقوط الاتحاد السوفييتي - كان متفائلاً - عاد مرة أخرى وكتب «الانفلات الاضطراب العالمي عشية القرن الواحد والعشرين» - عام ١٩٩٣م. - يُعدُّهُ رداً غير مباشر على أطروحة فرنسيس فوكوياما» - «نهاية التاريخ» - أعلن فيها - انتصار - الليبرالية - الرأسمالية - على الفكرة الشيوعية وسائر الايديولوجيات. - سقوط الأنظمة الشمولية لا يعني بالضرورة انتصار الديمقراطية. - الانحدار الأخلاقي للغرب يحد من قدرته على لعب دور قيادي على صعيد العالم. - بريجنسكي على فوكوياما وزملائه المتفائلين بأن تحليلاتهم تقلل من أهمية القوى المعارضة الموجودة - في الاتحاد السوفييتي - الدول النامية» - «بريجنسكي» - هو الذي يتصاعد اليوم في الغرب - بدأ يدرك زحف المشكلة عليه - تتكشف له أزمته العميقة من الداخل - تضطرب رؤيته للمستقبل .. - نخب الفكرية والسياسية في الغرب إدراك عميق قد لا نت - أزمة الغرب وإمكانية انحداره في المستقبل .. - «لانسنغ لامونث» - عنوان «الانفصال، النهاية القادمة لكندا وخطرها على أمريكا» - الكتاب من أبرز وأخطر الكتب التي صدرت حول مستقبل كندا - يعتمد تحليله على تصور - قيام انشقاقات داخل كندا - يتوقع - حدوث كارثة بسبب ذلك - على الولايات المتحدة الأمريكية - أول كتاب يتعرض لهذا الموضوع - بعد اضطراب محافظة كيبيك - يحذر الذين يتصورون سهولة حدوث الانفصال عن كندا الأم - يشبهه بما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقاً. - أحد المؤرخين الأمريكيين تحت عنوان «الولايات غير المتحدة الأمريكية» . - هذه الحقائق وغيرها تؤكد - الحاجة إلى تقويم حضاري جديد - لعالمنا المعاصر، - لتشخيص أي مرحلة تاريخية وصلت إليها البشرية؟ - أي مستقبل ينتظرها ؟ - المستقبل الذي يجب أن يخطط له - إلى متى يستمر - هذا التصادم بين الحضارات؟ - الوضع اللامتكافيء بين الأمم الفقيرة والغنية؟ - كيف تصل البشرية إلى مستقبل أفضل للانسان - بغض النظر عن لونه - وعرقه - ولغته - ودينه .. - ليعم السلام والأمن والخير والعدل والحرية كل البشرية .. - هل من الممكن أن ننجز هذا المشروع؟ - هل وصلنا حقاً إلى هذه الدرجة من الوعي والنضج بحيث نكون في مستوى تحقيق العدل لكل الشعوب - حتى لا نعيد انتاج الفشل مرة أخرى، ونركز الاحباط، أستطيع أن أقول اننا لم نصل بعد إلى هذا المستوى، لكننا وصلنا إلى مستوى أفضل من الوعي بالقياس إلى الماضي، - في إدراك مصير الانسانية - مستقبل الحضارة - الوجود البشري ## صحوة التغيير - على الصعيد العالمي هناك دعوات تتلمس التغيير في البنية العالمية على ضوء التحولات - التي مرت على الاجتماع الانساني خلال القرن الأخير .. - هناك صحوة متصاعدة تحاول أن تبشر بعصر جديد في القرن الحادي والعشرين . - من هذه الدعوات ما جاء في كتاب «الأمم المتحدة من الحرب الباردة إلى النظام العالمي الجديد» - لمؤلفه موريس برتران الذي عمل في الأمم المتحدة خلال ١٨ عاماً، كعضو في فريق التفتيش الدولي. - الكتاب يعالج - مفهوم العلاقات الدولية - على أساسه انشئت الأمم المتحدة - هل نجحت في تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ تأسيسها في عام ١٩٤٥ - ما فعلت هذه المنظمة الدولية منذ نشأتها وحتى اليوم في مجال الأمن وحفظ السلم - نجحت على الأقل في القيام بدور - أساسي في انهاء الاستعمار؟ - الاتجاهات الفكرية الأساسية في نهاية القرن العشرين حول طبيعة دور الأمم المتحدة؟ - يجب اصلاحها - اعادة تكوينها؟ - يخلص المؤلف في دعوته للتغيير بضرورة صياغة دستور جديد للعالم - يعيد صياغة العلاقات الدولية من جديد.. ## عقد إنمائي جديد بين الشمال والجنوب - الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران في ندوة عقدتها منظمة اليونسكو سنة ١٩٩٤م قال فيها: إن ما نحتاج إليه هو «عقد انمائي بين الشمال والجنوب.. ورؤية عالمية واحدة للتنمية على غرار الرؤية العالمية المشتركة للبيئة التي أفرزتها قمة «ريودي جانيرو» في البرازيل. - الرئيس الفرنسي خطابه بقوله: - كيف نقبل أن يموت - ملايين الرجال - والنساء - والأطفال أمام عدسات المصورين في دول الجنوب الفقيرة؟ - هذه المشاهد المروعة تحرك مشاعرنا فإن في ذلك بعض الخير. - أفعالنا تجاه هذه المآسي - في الآونة الأخيرة كانت - في أغلب الأحيان مزاجية.. - أضاف - دول الشمال الغنية تحولنا في السنوات الأخيرة من موقف اللامبالاة - النابع من الاحراج - إلى موقف اللامبالاة من الأنانية - يببدو أن اهتمامنا بات ينصب فقط على ما يجري في عقر دارنا .. - الاهتمام بمشاريع التنمية يتضاءل - بعض الحكومات تقول أن فشل الدول الفقيرة في الخروج من أزمتها مرده إلى هذه الأزمات التي هي من صنعها - لا تحاول اصلاح أوضاعها - يبين لهم أن عالمنا سيفقد مبررات العيش فيه إذا تمسكنا - بوهماً - بمقدرورنا جعله غير صالح لمعيشة القلة - يتجاهلون هذه الحقيقة هم جهلة» - خلال الاجتماع - الذي عقدته البلدان الأكثر تصنيعاً في - العالم - بمدينة نابولي بإيطاليا في الفترة - ما بين ٩-١٠ يوليو - ١٩٩٤ - لدراسة - تقرير - منظمة التجارة - والتنمية الاقتصادية - ومستجدات العالم - السياسية - والاقتصادية .. - على هامش - هذا الاجتماع - عقدت - بعض المؤسسات الخاصة - جلسة لبلورة تصور - يُرفع لاجتماع الدول المصنعة السبع - حمل هذا التصور عنوان «من أجل عقد اجتماعي عالمي». - العالم المعقد الذي نعيش فيه بحاجة لمؤسسات جديدة - وقت لإحداث منظمة عالمية للتنمية الاجتماعية، تتكون من دمج المنظمة العالمية للتجارة - صندوق النقد الدولي، والبنك العالمي، ومنظمة العمل الدولية.. - لا يمكن أن يوجد المجتمع ولا أن تحصل التنمية دون أن يقيم الناس - في مكان - ما، - الواقع أن هناك اليوم - أكثر من - ١,٧ مليار شخص - لا مأوى لهم .. - وفي كل يوم في العالم - ١٧٦٢] طفلاً - عمرهم دون الخامسة عشر - يموتون - من أمراض - ناجمة عن - عدم توفر المياه الصالحة للشرب - وفي نفس الوقت تخصص - عدة مئات من مليارات الدولارات - لتجهيز منازل - بلدان «الثالوث» - أمريكا - اليابان - أوروبا - بأدوات متعددة - لإعلام - تمكن في خلال - ١٠ سنوات - من إنشاء ٢٥٠ قناة تلفزية - كلها قنوات تقدم - برامج - وافلام - وأشرطة - تلفزية - وألعاب أخرى - تتنافس في عنفها، - هل يمكن التردد لحظة واحدة - فيما بين - الماء الصالح للشرب - لـ ١,٤ مليار شخص - وهذه القنوات المائتين والخمسين التي تهدف تفريغ - أدمغة المشاهدين .. - الأفكار متوفرة - نحتاج إليه هو الرغبة - في تركيز - الهياكل - التي تسمح - بالتعرف على الحلول - للمشاكل المطروحة - باختبار - وتقييم - الأفكار الأكثر تجديداً - تجاوز - المنظمات - الآليات - الموجودة التي تسجننا - في حدود - وفي رؤى عاجزة - تماماً عن - الإسهام - في انعاش - مجتمع عالمي - جديد - بهذا الاسم ## الثقافة كبديل للسياسة - صدرت في فرنسا دراسة أعدها بعض الباحثين والكتاب الفرنسيين، حول امكانية أن تكون الثقافة كبديل - عن السياسة في معالجة الأزمات العالمية .. - ركزت الدراسة على العلاقات الثقافية الدولية وأهميتها اليوم في مواجهة - التشنجات السياسية - القائمة على عرض عضلات السلاح المدمر - الذي يهدد البشرية. - تضيف الدراسة: إن الثقافة - في الوقت الحاضر تفهم - بشكل أكثر اتساعاً - مما كانت عليه - في ماض قريب. - تهدف إلى تناول الانسان بكليته - جسداً - روحاً - عقلاً - ووجداناً. - يشكل هذا المفهوم - عاملاً قوياً - في العلاقات الدولية - يتمثل - في اعلان - الحق - بالثقافة - الحق ب - المبادلات الثقافية - النتيجة التي تتوصل إليها هو أن - السياسة بمفردها - لم تستطع - أن تعالج مشكلات الشعوب - لابد أن تعاضدنا الثقافة - ضرورة - تطوير - العلاقات - الثقافية - المبادلات الثقافية بين - الدول - الشعوب. ## مشاركة الناس في التنمية البشرية - تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن التنمية البشرية لعام ١٩٩٣م، كان مهماً في موضوعه - الذي خصصه لقضية المشاركة الشعبية - تناول بالدراسة كيفية ومدى مشاركة الناس في الأحداث والعمليات التي تشكل حياتهم - ضرورة بناء خمسة أعمدة جديدة على الأقل لنظام عالمي متوجه الى الناس - هي: 1. مفاهيم جديدة للتنمية البشرية تؤكد على أمن الناس، لا أمن الدول فقط. 2. استراتيجيات جديدة لتنمية بشرية دائمة تنسج التنمية حول الناس، لا الناس حول التنمية . 3. علاقات شراكة جديدة بين الدول والأسواق للجمع بين كفاءة السوق والتعاطف الاجتماعي. 4. أنماط جديدة من الإدارة الوطنية والعالمية. 5. أشكال جديدة للتعاون الدولي لتركيز المعونة مباشرة على احتياجات الناس بدلاً من تركيزها على أفضليات الحكومات. - ويصف هذا التقرير الاجراءات المحددة في مجال السياسة العامة التي يمكن أن تجعل الأسواق أكثر رأفة بالناس - تنقذ النمو الاقتصادي من أن يصبح نمواً من دون فرص عمل. - يتناول التقرير بالدراسة اللامركزية كخطوة نحو زيادة وصول الناس إلى آليات صنع القرار. ## قمة عالمية للمراجعة الحضارية - طالب أحد الكتاب وهو الأستاذ زين العابدين الركابي بعقد قمة عالمية للمراجعة الحضارية - يركز فيها على المشكلات الاجتماعية والأخلاقية.. - عن رؤيته يقول: إن العالم خلال هذا القرن - لم يجد الفرصة - أو لم يرد أن يجد الفرصة للتفكير العميق - السديد في أوضاعه الاجتماعية والثقافية والخلقية.. - في مطلع - هذا القرن - انشغل العالم - بالحرب - العالمية - الأولى - ثم بآثارها - امتدت - بضغطها - واضطرابها - في العقل - والقرار - والزمن - حتى وقعت - الحرب - العالمية - الثانية - وهي حرب - انشغل فيها العالم - بالتبدلات - الضخمة - الجغرافية - والسياسية - والاستراتيجية - والاقتصادية .. - مكث العالم غير بعيد - فغرق في - الحرب - الباردة - اكتنفها - من - صراع - استخباراتي - وعراك - على - مناطق - النفوذ - سباق - ساحق - في - التسلح .. - وكانت نهاية الحرب الباردة فرصة جديدة - للتفكير العميق في الأوضاع الاجتماعية - ذهب - العالم - في - غيبوبة - طويلة - من - الاسترخاء - الفكري - والكسل - الذهني . - هذه المشكلات الاجتماعية والخلقية تختبر بصراحة ودقة مصداقية أو ضمير الرحمة - بالبشرية، - الناس لا يرحمون بتوفير الخدمات المادية فحسب - يرحمون كذلك بتوفير المناخات الاجتماعية والخلقية التي تريح أعصابهم - تهيء لهم - الصحة - النفسية - والأمن - الاجتماعي ## ملاحظات ونقد - هذه الأفكار والتصورات تكشف عن أزمة حضارية يعيشها العالم في أبعاد مختلفة - من أزمة قانونية ترتبط - بنمط العلاقات الدولية - الحاجة إلى دستور جديد للعالم» - أزمة اقتصادية - بوضع غير متكافىء بين عالم - ثري - بلا حدود - عالم - فقير - إلى أبعد الحدود - الحاجة إلى «عقد انمائي جديد - أزمة اجتماعية بين جماعات وصلت إلى أعلى درجات الرفاه - ومن جماعات - تموت بسبب عدم وجود الماء الصالح للشرب - الحاجة إلى «عقد اجتماعي عالمي» - أزمة سياسية - أهمية أن تكون الثقافة كبديل - أزمة ترتبط - بأوضاع الناس البائسة - ضرورة اعطائها الأهمية - في مشاريع التنمية البشرية .. - إلى غير ذلك من أزمات خطيرة ومتفاقمة - هذه الأفكار ليست هي الأولى التي - تطالب بإصلاح أحوال العالم - والاجتماع الانساني - لن تكون الأخيرة في هذا الاتجاه - أهميتها - ما أكدته من تطور في الوعي العالمي يكشف عن ارهاصات صحوة نحو تغيير العالم.. - نسجل بعض الملاحظات الأساسية: - أولاً: ان معظم الأفكار حول هذه القضايا تأتي لنا من الغرب، وهذا ليس اشكالاً بالضرورة - قد يكون حسناً - وقد يكون سيئاً .. - النقد هو أين هي أفكارنا الحضارية - النابعة من صميم ظروفنا - وأزماتنا - ومشاكلنا .. - الأفكار التي لها قدرة - النهوض بأوضاعنا - تحسين أحوالنا - توقف