المسألة الحضارية (1) (1) (1) PDF
Document Details
Uploaded by SnazzyHoneysuckle
Tags
Summary
This document discusses various historical and societal transformations, analyzing the complex interplay between different factors. It explores the diverse perspectives on these shifts. The document also touches upon the challenges facing global communities.
Full Transcript
مرحلة تاريخة دقيقة يعيشها العالم اليوم.تستدعي التوقف والتأمل والمراجعة.بإعمال العقل الواسع.والتفكير الجمعي؛ وتوظيف مختلف المعارف والعلوم؛ وتقنياتهما المتهجية والنقدية والتحليلية. فهذه التحولات المتلاحقة والنوعية لا تقل أهمي...
مرحلة تاريخة دقيقة يعيشها العالم اليوم.تستدعي التوقف والتأمل والمراجعة.بإعمال العقل الواسع.والتفكير الجمعي؛ وتوظيف مختلف المعارف والعلوم؛ وتقنياتهما المتهجية والنقدية والتحليلية. فهذه التحولات المتلاحقة والنوعية لا تقل أهمية وخطورة عن تلك التحولات (SN التي كانت فاصلة في التاريخ الانساني حضاراً..وسوف نجد من يؤرخ لهذه المرحلة راهناً أو لاحقاًء بأنها من الانعطافات التاريخية الهامة.في مسار التطور العالمي والتقدم الانسانيء كتلك الانعطاقات النوعية في القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر الميلاديين ٠ وما كان يتحقق من اختراعات وابتكارات في ستوات طويلة خلال القرون الماضيةء بات يتحقق اليوم في فترات قياسية.. ولعلنا أحوج ما نكون إلى دراسة العالم الحديث والمعاصرء بكل متغيراته وتحولاته الشاملة.وفق مناهج علوم الاجتماع والتاريخ والحضارة.لما لهذه المناهج ,من قدرة وخبرة. على فهم وتحليل وتفسير ,سايرلمجتمعات ,وحركة التاريخ ,وتطور الحضارات.في صعودها وسقوطهاء في تقدمها وتراجعها.. التحولات الراهنة لا تنفصل عن التراكم المعرفي المتواصل لحركة الانسان التاريخية ,فهذا التراكم من أكثر العوامل Alوأكثرها خفاء.. ومن كان يتوقع حدوث مثل هذه التحولات ,ووضعها في إطار اللمكن.إلا أن من غير المتوقع أن تحدث بهذا الحجم والمساحة والسرعة ,المذهلة.فقد كان من الصعب التوقع U ورصدها بهذه الكيفية.. قد لا نستطيع نحن في مجتمعات العام الثالث.أن ندرك بدقة وإحاطة هذه التحولات» كما يدركها العالم المتقدم؛ أو المجتمعات التي عايشت هذه التحولات.أو التي (iأو مجتمعات أوروبا لازالت تعايشها كالجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي الشرقية وغيرهاء تعليل ذلك أن حركة التحولات في البلدان المتقدمة سريعة ومتلاحقة ,وفي البلدان النامية ol ilوتشجع على هذا النمط» على نمط من تكمعات ج تل مدت ادلتعو بطيئة وراكدة.فق الذي ارتبط بمكونات رؤيتها الاجتماعية وفلسفة الحداثة فيفهمها..فالعقل الغربي عقل نقاد خصب للتحولات.وهذا ما يقسر حركة التحولات السريعة في تلك المجتمعات.٠ هذه التحولات التي نقصدهاء ليست حسنة أو قبيحة في ذاتهاء فقد تكون حسنة وقد تكون قبيحة ,والقاعدة نسبية لا إطلاقية ,والمعيار هاولعقل..مع ذلك فالمجتمعات حتى تتقبل التغيرات بحاجة إلى ثقافة متجددة توقر الاستعداد النفسي ,بالاضافة إلى عامل الفاعلية الاجتماعية التي تجعل المجتمع في حركة مستدامة تتولد منها هذه التحولات.. فإذا كانت هناك فاعلية كانت هناك تحولات ,لأن التحولات لا تنشأ في مجتمع ساكن وراكد.. وما وصلنا إليه ليس هو ناية التحولات أو نهاية التاريخ كما اعتقد «فرانسيس فوكوياماء بل هو بداية سريعة ومتلاحقة لهذه التحولات.والتي تزداد وتيرتها كلما اتسحت مداركنا لمفهومية الزمن..ويساعد ذلك حيوياً التداخل الشديد الذي يحصل بين أجزاء العام المترامي الأطراف.والذي يوصف بالقرية الصغيرة نتيجة ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المواصلات.وانفجار المعرفة.وتدفق المعلومات عبر طرق سريعة..حيث أصبح بمقدور العلم أن يتفوق على الجغرافيا.. ومع كل تحول تتضاعف حركة التحولات على طريقة كرة الثلج..وهذا يجعلنا L بحركة سريعة من التحولات.حتى تلك التي لا نتوقعهاء.ولعل الزمن يخبّىء لنا مفاجأت قد لا نحتمل تصديقها وتوقعهاء فكل شيء بات ممكناً. وليس باستطاعة أحد مهما امتلك من قوة أن يوقف أويعطل حركة التحولات.لكن باستطاعتنا أن نحمي أنفسناء أونقلل من أضرارهاء وترشيد ما يرتبط بأثرها eبشكل نسبي على B كيف ينظر العالم لهذه التحولات؟ في البدء لابد من القول بأن هذه التحولات ليس لها مساراً واحداً.بل لها مسارات متعددة ,وليست في صعود دائم ولا نكوص دائم ,بل تقبل كافة الاحتمالات.الأفضل N ). PO 1والجانب الثابت في هذه التحولات ان حركتها لن تتوقف.قد تهدأ؛ وقد تسير ببطىء وبطئ شديدء لكن لن تتوقف حسب فلسفة الزمن ,الذي يعني الحركة.والحركة هي انتقال من حال إلى حال في إطار المكان والزمان -.ومن كان يظهر التفاؤل أو يتوقعه مع هذه التحولات في أول الأمر بدا يتراجع عن تفاؤله ويعيد التظر في تقييمه..كالذي عبر عنه الكاتب المكسيكي «كارلوس فونتيس» ,قائلا «من الملفت للانتباه Wlكنا نحتفل منذ ثلاث سنوات بنهاية مذهلة للقرن.وكنا نتحدث عن ناية التاريخ.وحل الشكلات. وانتصار الديمقراطية والرأسمالية.ولكن بعد ثلاث سنوات نرى أنفسنا غاطسين في حيرة Sل" ما بعدها حيرة.فكل شيء بحاجة إلى اعادة صياغة.كل شيء بحاجة إلى اعادة وفي حديث ل«بطرس بطرس غاليء الأمين العام السابق للأمم المتحدة مع صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية قال فيه أن بعض الدول «اعتقدت أن بإمكانها الاسترخاء بعد الانتصار في الحرب الباردة.وهي تكتشف أنه على العكس من ذلك.فإن الحرب الباردة حالت دون وقوع أو أخفت 3١0حرباً صغيرة نواجهها اليوم. ٠وأن العالم اليوم يمر بفترة أصعب من الفترة التي شهدها خلال الحرب الباردة والأمم المتحدة غير قادرة على حل جميع المشاكل.". لكي نفهم العالم المعاصر وتطوراته الخطيرة لا يكفي أن ندرسه من زاوية سياسية فحسب.أو زاوية اقتصادية.أو استراتيجية ,أو أيديولوجية ,فالدراسة الأحادية الجانب لن تصل بنا إلى فهم دقيق وعميق وشامل.٠ اعتقد أننا بحاجة إلى تقويم حضاري جديد لعالمنا المعاصرء ولكي نصل إلى هذه الرؤية. نحتاج إلى عقلية المؤرخ للتاريخ والباحث في حركة الحضارات وسير الأمم والشعوب ٠٠ هذا يعني أن يرتكز التقويم الحضاري على رؤية فلسفية تربط بين الوقائع والتطورات بمنظار نقدي وتحليل مترابط ,فالفلسفة تسهم «إسهاما بارزاً في توفير مناهج مناسبة لمراجعة تجارب المجتمعات الإنسانية بما فيها من مؤسسات فكرية وروحية واجتماعية مراجعة شاملة..لذلك فإن المجتمعات التى لا تملك استعداداً حقيقياً لمراجعة شاملة لتجربتهاء لا تنتج فكراً فلسفياً يحمل سماتها ويعبر عن مواقفها.. ٠إن اعادة فحص المعتقدات والمواقف اعادة تنظيمها وصياغتهاء لا يمكن أن تتم دون منهج فلسفي نقدي» أو فلسفة أجل من )( الحياة (لندن) العدد ,71011الأحد 81سبتمبر 4441م eالجمعة " ١يناير 6441م ) (Vصحيفة الأيام (المنامة) العدد SN نقدية.تسبق في العادة عصور التحولات الفكرية والاجتماعية فالتقويم الحضاري يوفر لنا النظرة الشاملة والمترابطة لما يحدث حولنا من تحولات.والتي لا يمكن فهمها واستيعابها جيداً إلا من خلال هذه النظرة- أماالنظرة التفكيكية التي تركز على تحليل الأجزاء منفصلة ولا تعطى أهمية لترابطها ١ فلن تصل إلا إلى نتيجة تجزيثية قاصرة.. والتحولات التي تجري من حولنا في مجموعها تشكل حدثاً كبيراً لا يمكن قياسه إلا بالمقابيس الحضارية..وقليلة هي الفترات التي عرفها التاريخ الانساني واجتمعت فيها متغيرات بهذه النوعية والكثافة والسرعة؛ وفي ظرف زمني وجيز يعد قياسياً..نستطيع أن نقول أنه متى ما توفرت هذه العناصر الكمية والكيفية فإنها تنبئ عن انعطافة نوعية لا يمكن فهمها إلا بالمقابيس الحضارية. وما يحدث حولنا هو في حقيقته وجوهره أشبه بسقوط حضارة ككل الحضارات التي سقطت في التاريخ..وحسب القوانين التاريخية.فالحضارات لا تسقط بين عشية وضحاهاء بل تحتاج إلى زمن طويل يفصل بين البداية والنهاية.كما هو القانون المعاكس في نشأة الحضارات حيث لا تنشأً إلا بعد زمن طويل من النهضة والبناء والتقدم المستمر والمتراكم - لهذا قيدغيب عن أنظار الناس بدايات السقوط ولا يلتفتون إليه إلا في لحظاته الأخيرة حين تبرز مؤشرات الانهيار وأعراض المرض..لأن القانون يقول إن ما يحتاج بناؤه إلى زمن طويل لا ينهار إلا بعد زمن طويل ,كما هي المعادلة في الفيزياء ,فالمادة التي تكتسب الحرارة ببطء Sوالمادة التي تكتسب الحرارة بسرعة تفقدها بسرعة كالحديد.. تفقدها ببطء والذي حدث في الاتحاد السوفيتي القوة العظمى الثانية في العالم.,من انهيار يشبه الزلزال بأعلى درجاته.فهذا الانهيار لا يفسر بوقته وزمنه.بل يتخطى في أسبابه وجذوره الظرف والزمن الذي أعلن فيه عن السقوط» ويمتد بالتأكيد إلى ما هوأبعد من ذلك..قد أةخرى -في هذه القاعدة.من جه عن رج تهاخ لا لانستطيع أن نحدد بدايات السقوط لكن تطبيق القانون -هذا السقوط في عمقه ومداه وكيفيته ليس سبباً لتوقف نماولاقتصاد.أو تخلف تقني» أو لأزمة اجتماعية.أو لإفلاس ايديولوجي +وما هو أعمق من ذلك -مع صحة هذه الآراء -هو الأزمة الحضارية التي تتركب منها كل تلك الأجزاء..فالأمم (©) المجلة الفلسقية العربية (الأردن) العدد الثاني. v والحضارات لا تسقط بسبب عامل واحد 2ومنفصل عن العوامل الأخرى ,لأن هذه الأمم والحضارات لا تنهض ولا تقوم على عامل واحد فحسب..فقد يكون أحد هذه العوامل هو الأكثر تأثيراً وفعالية من العوامل الأخرى.لكن لا يصبح العامل الوحيد.. فالحضارة ,وأية حضارة ,لا تسقط إلا بعامل حضاري مركب.هو العامل الذي يؤثر على السياسة والاقتصاد والتربية والاجتماع وعلى كل العوامل الأخرى.ويبرز بشكل واضح وكبير في العامل الفكري والثقافي والتربوي٠ إن الاتحاد السوفيتي قبل أن يسقط سياسياً كان قد سقط فكرياً وثقافياً.وسقطت معه STمنظومة فكرية وفلسفية وضعها الانسان في العصر الحديث ,لأنها وصلت إلى طريق من أغلب والمنظومة الماركسية هي من الفلسفات الموسوعية التي استفادت مسدود. المذاهب الفلسفية التي ظهرت في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عاشلرميلاديين.حيث أخذت الفلسفة من ألمانياء والاقتصاد السياسي من بريطانياء والاشتراكية من فرنساء وكان لها من التنظير الفكري والفلسفي والسياسي والاقتصادي ما يفوق أكثر المنظومات الفكرية الوضعية..وقد أثرت على العديد من العلوم وأنشات مذاهب خاصة لا في الاجتماع والتاريخ والسياسة والاقتصاد والتربية والاعلام ,ولم يقتصر هذا التأثير على العلوم الاجتماعية فحسب ,بل حاولت التأثير على العلوم الطبيعية وهذا ما يثير الدهشة.فبعد أن كان سائداً أن هذه العلوم للها خصوصية الحياد المطلق «بدأ التعديل يطرأ على هذا التصور للعلم بمحاولات من جانب الاتحاد السوفيتي لتوجيهه وجهة خاصة به.فبعد الثورة محاولات لطبع العلم بطابع الايديولوجيا السائدة والحاكمة الروسية بعشر سنوات جرت هناك ,وذلك على نحو تكون لنا فيه «فيزياء اشتراكية» و«بيولوجيا اشتراكية» وما إلى ذلك فلم يكن مهماً عند رواد هذا التوجه الجديد للعلم من الاتحاد السوفيتي ما ينطوي عليه العلم نفسه من منطق داخلي خاص بهبقدر ما كان بهمهم أن يصبح العلم اشتراكياً ومختلفاً عن العلم الذي يشيع في الدول الرأسمالية.ويبدو أن الاختلاف في وجهات النظر حول حياد العلم إبان الثلاثينات والأربعينات لهذا القرن قد انتهى بالفحل بمجيء د«.بيسكنو» إلى مركز المسؤولية في الاتحاد السوفيتي ومحاولاته توجيه الأبحاث العلمية في طريق بخدم الايديولوجية السياسية ويخضع لماء!*'.فشل هذه الايديولوجية التي وقفت على أرضها دول كبرى كالاتحاد السوفيتي والصين وأوروبا الشرقية.له دلائل تاريخية عميقة تعادل ( )4عالم الفكر (الكويت) المجلد العشرون.العدد الرابع» يناير 441+م ص10 v STقد لا نستطيع نحن في العالم العربي والاسلامي أن نقدرضخامة تلك الايديولوجية أو -خلال هذه الفترة على الأقل -عمق ومساحة تلك الدلائل والأبعاد ومدى الفراغ الهائل والكبير الذي ستتركه بعد أن تتراجع عن مواقعها.. وقد ساد في بداية الأمر اعتقادء تراجع وتلاشى في وقت آخرء مفاده أن سقوط الماركسية هو بالاستدلال البسيط نجاح للرأسمالية والديمقراطية الليبرالية. والحقيقة أن فشل الماركسية إنما كشف عن أزمة حضارية في الغرب عموماًء والفارق أن أعراض هذه الأزمة كانت أعمق في المنظومة الشرقية..والماركسية لا تخرج عن الفضاء المعرفي للفلسفة الأوروبية.وعن هذه الحقيقة يقول المفكر الفرنسي «كورنيليوس كاستورياديس»« :إن ماركس ينتمي في العمق إلى الفضاء المعرفي للرأسمالية ويسبح في حوضها ويتنفس هواءها.فالفكرة الأساسية لديه كانت هي تأمين الوفرة الاقتصادية.أو تنمية قوى الانتاج ,وهذه هي فكرة الرأسمالية ,إنه يختلف عن الفكرة الرأسمالية في مسألة توزيع الثروة فحسب» . 9 وعن أزمة الرأسمالية يقول« :ان هناك أزمة أكثر عمقاً هي أزمة المجتمع والثقافة الرأسماليين وهذا ما حاولت أن أشرحه في كتابي الأخير «العالم المجزء» وشعار الرأسمالية يقول :إربحوا STقدر ممكن لا بهم كيف.ولكن اربحوا.أنت كانسان تساوي بقدر ما تريح هذه هي العقلية المهيمنة في المجتمعات الرأسمالية.وهذا من المال حتى لو بعت كل شيء. شيء مقلق بالفعل.بالطبع استطاع النظام الرأسمالي أن يستمر على هذا النحو حتى ¥0 ولكن لا أعتقد أن ذلك سوف يستمر أبدياً.يضاف إلى ذلك أن النظام الرأسمالي أهدر olالطبيعية التى تراكمت على الكرة الأرضية طوال أربعة بلايين من السنين مصادر 2 خلال مئة وخمسين سنة فقط؛ والآن أصبحت الأرض مهددة بالتلوث من كل الجهات. يضاف إلى ذلك أنه كلما أثرى العالم الرأسمالي كلما غرقت بلدان الجنوب بالفقر.إن عدد سكان البلدان الرأسمالية المصنعة لا يتجاوز سبع سكان البشرية (سبعمئة مليون من أصل خمسة بلايين) ومع ذلك فهي تحتكر معظم ثروات الأرض.هناك اختلال في التوازن وهذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد.فقد تحصل ثورات أو انقلابات لا نعرف ماهيتها حتى الآنء 00 AL ) (0الحياة الندن) العدد 1؟.1:1السبت ؟ PR ( )1المصدر نفسه. 't إحدى المجلات الأسبوعية الباريسية غلافها لعنوان وفي بداية التسعينيات خصصت صارخ هو «هل ستحصل أزمة الرأسمالية غداً؟ وهل ينبغي علينا أن ننتظر سقوط الرأسمالية بعد سقوط الشيوعية؟». و«زبغنيو بريجنسكي» المفكر السياسي الأمريكي ومستشار الرئيس الأمريكي الأسيق الاتحاد السوفيتي وكان متفائلاء «الفشل الكبير» بعد سقوط كارتر» الذي كتب «جيمي عاد مرة أخرى وكتب «الانفلات :الاضطراب العالمي عشية القرن الواحد والعشرين» في عام 7491م.و«يمكن اعتبار هذا الكتاب رداً غير مباشر على أطروحة «فرنسيس فوكوياماه «نهاية التاريخ» التي أعلن فيها انتصار الليبرالية الرأسمالية على الفكرة الشيوعية وسائر الايديولوجيات.لكن بالنسبة لبريجنسكي ,فإن سقوط الأنظمة الشمولية لا يعني بالضرورة انتصار الديمقراطية.فالانحدار الأخلاقي للغرب يحد من قدرته على لعب دور قيادي على صعيد العالم.ويرد بريجنسكي على فوكوياما وزملاثه المتفائلين بأن تحليلاهم تقلل من أهمية 2l القوى المعارضة الموجودة في الاتحاد السوفييتي والدول هذا الاتجاه الذي عبر عنه «بريجنسكي» هو الذي يتصاعد اليوم 3الغرب.حيث بدأ يدرك زحف المشكلة عليه ,وتتكشف له أزمته العميقة من الداخل.وتضطرب رؤيته وبالتأكيد فإن داخل التخب الفكرية والسياسية في الغرب إدراك عميق قد لا نتخيله عن أزمة الغرب وإمكانية انحداره في المستقبل..فقد صدر في نيويورك كتاب خطير لمؤلفه «لانستغ لامونث» تحت عنوان «الانفصال.النهاية القادمة لكندا وخطرها على أمريكاء. ويعد الكتاب من أيرز وأخطر الكتب التي صدرت حول مستقبل كتدا.حيث يعتمد @iyحدوث كارثة بسبب ذلك على تحليله على تصور قيام انشقاقات داخل كندا الولايات المتحدة الأمريكية.ويعتبر أول كتاب يتعرض لهذا الموضوع بعد اضطراب محافظة كيبيك ,ويحذر الذين يتصورون سهولة حدوث الانفصال عن كندا الأم ويشبهه بما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقاً. وأخطر من ذلك ما كتبه أحد المؤرخين الأمريكيين تحت عنوان «الولايات غير المتحدة الأمريكية.. هذه الحقائق وغيرها تؤكد الحاجة إلى تقويم حضاري جديد لعالمنا المعاصر ,لتشخيص OV ) (Vقراءات سياسية (فلوريدا) السنة الرابعةء العدد الثالث.صيف 4441م ص أي مرحلة تاريخية وصلت إليها البشرية؟ وأي مستقبل ينتظرها؟ والمستقبل الذي يجب أن يخطط oوإلى متى يستمر هذا التصادم بين الحضارات؟ والوضع اللامتكافىء بين الأمم الفقيرة والغتية؟ وكيف تصل البشرية إلى مستقبل أفضل للانسان! بغض النظر عن لونه وعرقه ولغته ودينه..ليعم السلام والأمن والخير والعدل والحرية كل البشرية..وهل من الممكن أن نتجز هذا المشروع؟ وهل وصلنا حقاً إلى هذه الدرجة من الوعي والنضج بحيث نكون لي مستوى تحقيق العدل لكل الشعوب.١ حتى لا نعيد انتاج الفشل مرة أخرى.ونركز الاحباط» أستطيع أن أقول اننا لم نصل بعد إلى هذا المستوى.لكننا وصلنا إلى مستوى أفضل من الوعي بالقياس إلى الماضي ,في إدراك مصير الانسانية» ومستقبل الحضارة ,والوجود البشري. صحوة التغيير Typeدعوات تتلمس التغيير في البنية Llعلى ضوء التحولات yourهناك textلعالمي على الصعيد ا التي مرت على الاجتماع الانسائي خلال القرن الأخير..وهناك صحوة متصاعدة تحاول أن Type your text تبشر بعصر جديد في القرن الحادي والعشرين. من هذه الدعوات ما جاء في كتاب «الأمم المتحدة :من الحرب الباردة إلى النظام DALعاماًء Sالجديدم!* لمؤلفه «موريس برترانه الذي عمل في الأمم المتحدة خلال كعضو في فريق التفتيش sl الكتاب يعالج مفهوم العلاقات الدولية الذي على أساسه انشئت الأمم المتحدة.وهل نجحت في تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ تأسيسها في عام 5044ام؟ وماذا فعلت هذه المنظمة الدولية منذ نشأتها وحتى اليوم في محال الأمن وحفظ السلم؟وهل نجحت على الأقل في القيام بدور أساسي في انهاء الاستعمار؟ وما هي الاتجاهات الفكرية الأساسية في نهاية القرن العشرين حول طبيعة دور الأمم المتحدة؟.وهل يجب اصلاحها أم اعادة تكوينها؟ يخلص المؤلف في دعوته للتغيير بضرورة صياغة دستور جديد للعالم.يعيد صياغة العلاقات الدولية من جديد.. عقإدثمائي جديد بين الشمال والجنوب تحدث الرئيس الفرنسي السابق «فرانسوا ميتران» في ندوة عقدتها منظمة اليونسكو سنة ) (Aصدر الكتاب ضمن سلسلة المكتبة العالمية التي تصدر بالتعاون مع قسم الترجمة بالبعثة الفرنسية للأبحاث والتعاون بالقاهرة سنة 4441م+ " 4م قال فيها :إن ما نحتاج إليه هو «عقد انمائي» بين الشمال والجنوب. ٠ورؤية عالمية واحدة للتنمية على غرار الرؤية العالمية المشتركة للبيئة التي أفرزتها قمة «ريودي جانيرو» في البرازيل.وقد افتتح الرئيس الفرنسي خطابه بقوله :كيف نقبل أن يموت ملايين الرجال والنساء والأطفال أمام عدسات المصورين في دول الجنوب الفقيرة؟ فإذا كانت هذه المشاهد المروعة تحرك مشاعرنا فإن في ذلك بعض الخير.إلا أن ردود أفعالنا تجاه هذه المآسي في الآونة الأخيرة كانت في أغلب الأحيان مزاجية..وأضاف إن الذي أخشاه هواننا في دول الشمال الغنية تحولنا في السنوات الأخيرة من موقف اللامبالاة النابع من الاحراج إلى موقف اللامبالاة من الأنانية.ويبدو أن اهتمامنا بات ينصب فقط على ما يجري في عقر دارنا..فالاهتمام بمشاريع التنمية يتضاءل.بل إن بعض الحكومات تقول أن فشل الدول الفقيرة في الخروج من أزمتها مرده إلى هذه الأزمات التي هي من صنعهاء وانها لا تحاول اصلاح أوضاعهاء وهذا الزعم يمثل الكارثة.والحقيقة التي يتجاهلها أصحاب هذا الرأي -والكلام لميتران هي أن عالمنا سيفقد مبررات العيش فيه إذا تمسكنا بوهم أن بمقدورنا جعله غير صالح لمعيشة القلة والذين يتجاهلون هذه الحقيقة هم جهلة!.9 من أجل عقد اجتماعي عالمي خلال الاجتماع الذي عقدته البلدان الأكثر تصنيعاً في العالم بمدينة نابولي بإيطاليا في 1١-4يوليو 4991,لدراسة تقرير منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية الفترة ما بين العالم السياسية والاقتصادية..وعلى هامش هذا الاجتماع ,عقدت بعض ومستجدات المؤسسات الخاصة جلسة لبلورة تصور يرفع لاجتماع الدول المصنعة السبع.وحمل هذا التصور عنوان «من أجل عقد اجتماعي عالمي». وقد جاء في هذا التصور أن العالم المعقد الذي نعيش فيه ,بحاجة لمؤسسات جديدة. فقد حان الوقت لإحداث منظمة عالمية للتنمية الاجتماعية ,تتكون من دمج المنظمة العالمية للتجارة.وصندوق النقد الدولي.والبتك العالمي ,ومنظمة العمل الدولية..فلا يمكن أن يوجد المجتمع ولا أن تحصل التنمية دون أن يقيم الناس في مكان ماء والواقع أن هناك اليوم أكثر من VYمليار شخص لا مأوى لهم .وفي كل يوم في العام [ ]7171طفلاً عمرهم دون الخامسة عشر يموتون من أمراض ناجمة عن عدم توفر المياه الصالحة للشرب.وفي VLAV ) (4صحيفة الشرق الأوسط (لندن) السنة السادسة عشرة ,العدد ,4410الجمعة v نفس الوقت تخصص عدة مئات من مليارات الدولارات لتجهيز منازل بلدان «الثالوث» - ٠١سنوات من إنشاء أمريكاء اليابان.أوروبا -بأدوات متعددة للإعلام.تمكن في خلال 313 Yooتلفزية.وكلها قنوات تقدم برامج وافلام وأشرطة تلفزية وألعاب أخرى تتنافس في عنفها.فهل يمكن التردد لحظة واحدة فيما بين الماء الصالح للشرب ل ٠,4مليار شخص وهذه القنوات المائتين والخمسين التي تهدف تفريغ أدمغة المشاهدين . -إن الأفكار متوفرة. وكل ما نحتاج إليه هو الرغبة في تركيز الهياكل التي تسمح بالتعرف على الحلول للمشاكل المطروحة ,وباختبار وتقييم الأفكار الأكثر تجديداً.يجب تجاوز المنظمات والآليات الموجودة التي تسجننا في حدودء وفي رؤى عاجزة تماماً عن الإسهام في انعاش مجتمع عالمي جديد بهذا الاسم" . الثقافة كبديل للسياسة صدرت في فرنسا دراسة أعدها بعض الباحثين والكتاب الفرنسيين.حول امكانية أن تكون الثقافة كبديل عن السياسة في معالجة الأزمات العالمية..وقد ركزت الدراسة على العلاقات الثقافية الدولية وأهميتها اليوم في مواجهة التشنجات السياسية القائمة على عرض عضلات السلاح المدمر الذي بهدد البشرية. وتضيف الدراسة :إن الثقافة في الوقت الحاضر تفهم بشكل أكثر اتساعاً مما كانت عليه في ماض قريب.فهي تهدف إلى تناول الانسان بكليته.جسداً.وروحاًء وعقلاً ووجداناً. ويشكل هذا المفهوم عاملاً قوياً في العلاقات الدولية يتمثل في اعلان الحق بالثقافة والحق بالمبادلات الثقافية.والنتيجة التي تتوصل إليها هذه الدراسة أن السياسة بمفردها لم تستطع أن تعالج مشكلات الشعوب ,فلابد أن تعاضدنا الثقافة.وبالتالي ضرورة تطوير العلاقات الثقافية والمبادلات الثقافية بين الدول والشعوب. مشاركة الناس في التنمية البشرية تفرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن التنمية البشرية لعام 7441م كان مهماً في تناول بالدراسة كيفية ومدى لقضية المشاركة الشعبية.حيث موضوعه الذي خصصه مشاركة الناس في الأحداث والعمليات التي تشكل حياتهم.وخلص إلى ضرورة بناء خمسة أعمدة جديدة على الأقل لنظام عالي متوجه الى الناس.هي: oo ( )٠١لوموند دبلوماتيك (فرنسا) نوفمير 4491م 7 )١مفاهيم جديدة للتنمية البشرية تؤكد على أمن الناس.لا أمن الدول فقط. (Yاستراتيجيات جديدة لتنمية بشرية دائمة تنسج التنمية حول الناس ,لا الناس حول التنمية. (Fعلاقات شراكة جديدة بين الدول والأسواق للجمع بين كفاءة السوق والتعاطف الاجتماعي. (8أنماط جديدة من الإدارة الوطنية والعالمية. (0أشكال جديدة للتعاون الدولي لتركيز المعونة مباشرة على احتياجات الناس بدلاً من تركيزها على أفضليات الحكومات. ويصف هذا التقرير الاجراءات المحددة في مجال السياسة العامة التي يمكن أن تجعل الأسواق أكثر رأفة بالناس وتنقذ النمو الاقتصادي من أن يصبح نمواً من دون فرص عمل