فن الكتابة والتعبير - دراسة PDF

Document Details

WellBacklitDidgeridoo

Uploaded by WellBacklitDidgeridoo

جامعة جدارا

2021

الدكتور علي سامي الحالق

Tags

فن الكتابة التعبير الكتابي لغة عربية اللغة

Summary

هذه وثيقة أكاديمية تتناول فن الكتابة والتعبير، ودراسة اللغة العربية وأهميتها. تُناقش الوثيقة مفهوم اللغة وأهميتها في التواصل البشري، إضافةً إلى أنواع التعبير وأنواعه. وثيقة مفصلة وهادفة.

Full Transcript

‫جامعة جدارا‬ ‫كلية اللغات واآلداب‬ ‫قسم المساقات الخدمية‬ ‫محاضرات في‬ ‫فن الكتابة والتعبير‬ ‫اعداد‬ ‫الدكتور علي سامي الحالق‬ ‫الفصل الدراسي ال ول‬ ‫‪2021/2020‬م‬ ‫فن الكتابة والتعبي...

‫جامعة جدارا‬ ‫كلية اللغات واآلداب‬ ‫قسم المساقات الخدمية‬ ‫محاضرات في‬ ‫فن الكتابة والتعبير‬ ‫اعداد‬ ‫الدكتور علي سامي الحالق‬ ‫الفصل الدراسي ال ول‬ ‫‪2021/2020‬م‬ ‫فن الكتابة والتعبير‬ ‫الغاية من تعليم اللغة هي التعبير الذي يصب فيه اإلنسان أفكاره بلغة سليمة ‪،‬‬ ‫وتصوير جميل ‪ ،‬ففروع اللغة كلها وسائل للتعبير‪ ،‬ولذلك كان التعبير أهم نشاط في‬ ‫مادة اللغة العربية‪.‬‬ ‫وغرض التعبير يتمثل في تعويد التالميذ على حسن التفكير ‪ ،‬وجودته‪ ،‬و التعبير‬ ‫هو الغاية من تعليم اللغة وبقية فروع اللغة وسيلة ‪.‬‬ ‫يعد التعبير ضرورة للفرد والمجتمع ‪ ،‬واإلنسان ال يستغني عنه في مراحل حياته‬ ‫المختلفة ‪ ،‬فجميع فروع اللغة تصب في التعبير ؛ فمن خالل التعبير نستطيع أن‬ ‫نحكم على الشخص في جوانب مختلفة‪ ،‬ولهذا فإن التعبير يعطينا صورة صادقة عن‬ ‫شخصية اإلنسان الذي يكتب او يتحدث ويالحظ أن جميع فروع اللغة تخدم فرعا‬ ‫واحدا وهو التعبير ‪ ،‬ويستمد التعبير أهميته من أنه أهم الغايات المنشودة من دراسة‬ ‫اللغات‪ ،‬ألنه وسيلة اإلفهام وهو أحد جانبي عملية التفاهم‪ ،‬وهو وسيلة التصال الفرد‬ ‫بغيره وأداة لتقوية الروابط الفكرية واالجتماعية بين األفراد‪ ،‬وعدم الدقة في التعبير‬ ‫يترتب عنها فوات الفرص وضياع الفائدة ألن التعبير الجيد من أسس التفوق الدراسي‬ ‫في المجال اللغوي وفي غيره ‪.‬فإذا تفوق التلميذ في تعبيره تفوق في دراسته اللغوية‬ ‫وفي حياته الدراسية ‪ ،‬بل تفوق فيما بعدها من الحياة العملية‪.‬‬ ‫التعبير وأنواعه وأهدافه‬ ‫يعرف التعبير بأن الفن الذي يستطيع من خالله اإلنسان إظهار أفكاره ‪ ،‬وعواطفه بلغة سليمة ‪،‬‬ ‫وأساليب رائعة ‪ ،‬ومن خالل التعبير يستطيع الفرد التواصل بينه وبين المجتمع ‪ ،‬ويجب على‬ ‫الفرد أن الشخص أن يحسن اختيار المفردات التي سيكتبها في موضوع التعبير ‪.‬‬ ‫وللتعبير من حيث الداء نوعين وهما ‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعبير الشفهي ‪ :‬وهو األفكار التي يقوم الكاتب بالتعبير عنها ‪ ،‬ويمثل هذا النوع جانب‬ ‫التحدث في اللغة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعبير الكتابي ‪ :‬وهو األلفاظ والعبارات التي يمكن للشخص من خاللها أن يعبر عن‬ ‫األفكار ‪ ،‬يمثل هذا النوع الجانب المكتوب في اللغة ‪.‬‬ ‫ويقسم التعبير الشفهي والكتابي إلى نوعين وهما ‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعبير الوظيفي ‪ :‬ويطلق عليه اسم التعبير النفعي ‪ ،‬حيث يعبر عن المواقف االجتماعية‬ ‫المختلفة والتي تصاف اإلنسان خالل حياته ‪ ،‬حيث يشعر بأن الحياة هي من علمته التعبير‬ ‫وأعطته الخبرة فيه ‪ ،‬وتعد مجاالت هذ ا النوع من التعبير واسعة للغاية ‪ ،‬كتقديم اإلنسان‬ ‫لنفسه ‪،‬ومواقف المجاملة واالعتذار ‪ ،‬وسرد القصص والحكايات ‪ ،‬وتساعد هذه المهارات‬ ‫الشخص على إلقاء الخطب ‪ ،‬كما تزيد من قدرته على المناقشة‬ ‫‪ -2‬التعبير اإلبداعي ‪ :‬ويدعى بالتعبير اإلنشائي ‪ ،‬ويتميز هذا النوع من التعبير من باالنفعال‬ ‫والعاطفة ‪ ،‬ومن خالله يقوم الكاتب بعرض أفكاره ومشاعره بطريقته وأسلوبه الخاص ‪ ،‬حيق يقوم‬ ‫بانتقاء عباراته بدقة كبيرة ‪ ،‬بحيث تشد السامع والقارئ إلى الموضوع الذي يكتبه ‪ ،‬وتتعدد‬ ‫مجاالت هذا النوع من التعبير ومنها أدب األطفال والذي يتضمن الحكايات العالمية ‪ ،‬والمسرح ‪،‬‬ ‫والشعر وغيرها ‪.‬‬ ‫أهداف التعبير‪:‬‬ ‫وللتعبير عدة أهداف وهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الهداف المهارية ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬وتهدف إلى تدريب الطالب على تكوين الكلمات لتصبح جمال‪ ،‬وربط الجمل ببعضها‬ ‫لتصبح فقرات ‪ ،‬وربط الفقرات ببعضها ليتشكل الموضوع ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تنمي مهارات الكتابة والقراءة بشكل جهري ‪ ،‬بحيث يتحدث الطالب بصوت مسموع وبلغة‬ ‫سليمة ‪.‬‬ ‫ت‪ -‬إعداد المتعلم لالندماج في المجتمع وذلك من خالل توظيف مهارات التعبير في مواقف‬ ‫الحياة الحقيقة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الهداف الوجدانية ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تنمية الحس اللغوي لدى الطالب ‪ ،‬وبالتالي يصبح لديه القدرة على التعبير عن فكرته‬ ‫بأسلوب سليم ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يحفز ميول الطالب نحو االطالع والقراءة ‪ ،‬واستخالص العبر والقيم واالتجاهات اإليجابية‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الهداف المعرفية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تزيد من عدد الكلمات والمفردات والتراكيب لدى المتعلم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتضمن التعبير على عدد من العمليات كالتذكر ‪ ،‬االستقراء ‪ ،‬التخيل واالستنتاج ‪ ،‬ومن‬ ‫خاللها تنمو سرعة التفكير والمهارات العقلية لدى المتعلم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬يصبح لدى المتعلم قدرة على انتقاء المفردات والتراكيب بدقة كبيرة ‪ ،‬األمر الذي يجعله يقوم‬ ‫بتشكيل جمل وكتابة مواضيع بأسلوب جيد ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تدرب المتعلم على اإلبداع وكتابة المواضيع والتعابير التي لم يسبقه إليها أحد ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تساعد المتعلم على وصف األشياء كما هي وبدقة كبيرة ‪.‬‬ ‫‪ -6‬تساعد المتدرب على معرفة النقد البناء ‪ ،‬وتدرب المتعلم على أن يكون مستقال بفكره ‪.‬‬ ‫وهكذا نرى أن للتعبير بأنواعه المختلفة أهمية كبيرة ‪ ،‬فهو يثري خيال المتعلم ‪ ،‬ويعلمه كيفية‬ ‫كتابة وربط الجمل ببعضها ‪.‬‬ ‫اللغة وأهميتها ‪:‬‬ ‫تعتبر اللغة من أهم المظاهر االجتماعية والنفسية في حياة الكائن الحي‪ ،‬وهي أعظم انجاز‬ ‫بشري ظهر على األرض‪ ،‬ولوال اللغة لما قامت حضارة لإلنسان‪ ،‬وال نشأت مدنية‪ ،‬وهي وسيلة‬ ‫اإلنسان للتعبير عن أفكاره وعواطفه ورغباته‪ ،‬وأداته لتحقيق التفاهم والتواصل مع االخرين‪.‬وهي‬ ‫حلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل‪.‬‬ ‫ليس هناك شك أن اللغة تصوغ عقول األمة ‪ ،‬وتوجه تفكيرها وتبنيها‪ ،‬وتهيئ لها من النشاط‬ ‫اللغوي ما يخفف عنها عبء الحياة وأثقالها ‪ ،‬وعلى الرغم من وجود وسائل اخرى غير اللغة‬ ‫يمكن ان تنقل األفكار والمشاعر كالصور والرسوم والجداول والخرائط وااليحاءات وتعبيرات الوجه‬ ‫‪ ،‬وما يطلق عليه عموما التواصل غير اللغوي ‪.‬‬ ‫إن اللغة هي أدق وسيلة للتعبير عن الفكر والمشاعر والواقع ‪ ،‬وهي ايضا أسرع أداة يمكن‬ ‫ان يستخدمها اإلنسان ‪ ،‬وهي االداة التي يملكها كل فرد للتعبير عن فكره ومشاعره ‪ ،‬وال يمكن‬ ‫تصور وجود مجتمع يعيش دون لغة تيسر اموره ‪ ،‬وتسجل وثائقه ‪ ،‬وتعطي أفراده فرصة لقضاء‬ ‫وقت فراغهم متمتعين بشكل ما من أشكال النشاط اللغوي غناء وطربا وشع ار ‪.‬‬ ‫يتواصل اإلنسان مع من حوله مستخدما فنا من فنون اللغة األربعة وهي (االستماع ‪،‬الحديث‪،‬‬ ‫القراءة ‪ ،‬والكتابة ) فالشخص الذي يتواصل مع من حوله إما أن يكون مرسال‪ :‬فيتكلم أو يكتب‬ ‫‪ ،‬وإما أن يكون مستقبال فيستمع أو يقرأ ‪ ،‬فالنشاط اللغوي ليس نشاطا خارجيا فقط ‪،‬إنما هو‬ ‫قبل ذلك وبعد ذلك نشاط فكري ‪ ،‬فالتفكير كما يراه بعض الباحثين كالم داخلي ‪.‬‬ ‫التواصل اللغوي الشفوي والكتابي ‪:‬‬ ‫*أن الحدث اللغوي الشفوي له جانبان ‪:‬‬ ‫* جانب فكري من قبل المرسل والمستقبل ‪.‬‬ ‫* وجانب آخر لغوي يمثل مهارتي الكالم واالستماع ‪ ،‬فالفكر يساعد على االنتاج اللغوي ‪،‬‬ ‫واللغة تساعد على استقبال هذا الفكر ‪.‬‬ ‫* كما أن الحدث اللغوي الكتابي له جانبان ‪:‬‬ ‫*جانب فكري من قبل المرسل والمستقبل ‪.‬‬ ‫*وجانب آخر لغوي يمثل مهارتي الكتابة والقراءة ‪ :‬فالفكر يساعد على االنتاج اللغوي ‪،‬واللغة‬ ‫تساعد على استقبال هذا الفكر ‪.‬‬ ‫فاالتصال اللغوي الشفوي والكتابي يتضمنان ‪:‬جانب فكري وجانب لغوي ‪ ،‬فاللغة بفنونها األربعة‬ ‫(االستماع ‪،‬الكالم ‪،‬القراءة ‪ ،‬الكتابة ) لها وظيفة أساسية في حياة البشر ‪ ،‬أال وهي تسهيل‬ ‫عملية التواصل بجوانبه المختلفة بين افراد المجتمع الواحد ‪.‬‬ ‫تعريف اللغة ‪:‬‬ ‫تتعدد تعريفات اللغة بتعدد اهتمامات الباحثين والدارسين وتعدد علوم اللغة نفسها‪ ،‬وعلوم‬ ‫الدين والفلسفة واالجتماع والتربية وعلم النفس وغيرها‪:‬‬ ‫* فعالم اللغة يتوقع منه التركيز على قواعد اللغة‪.‬‬ ‫* وعالم االجتماع يتوقع منه التركيز على الجانب االجتماعي للغة كوظيفة تفاعلية‪.‬‬ ‫* وعلماء التربية وعلم النفس يركزون على اكتسابها وتطورها بشكل خاص‪.‬‬ ‫ومن تعريفات اللغة ‪:‬‬ ‫* تعريف ابن جني "بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم"‪.‬‬ ‫*وذهب ابن خلدون إلى أن اللغة " هي عبارة المتكلم عن مقصوده‪ ،‬وتلك العبارة فعل اللسان‪،‬‬ ‫فال بد ان تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها‪ ،‬وهو اللسان‪ ،‬وهو في كل أمة حسب‬ ‫اصطالحاتهم "‪.‬‬ ‫*وقد عرفها ديوي بأنها" أداة اتصال وتعبير تحتوي على عدد من الكلمات بينها عالقة تركيبية‬ ‫تساعد على نقل الثقافة والحضارة عبر الجيال‪.‬‬ ‫*وعرفها الناقة بأنها " مجموعة من الرموز الصوتية والمنطوقة والمكتوبة‪ ،‬والتي يحكمها نظام‬ ‫معين‪ ،‬لها دالالت محددة يتعارف عليها أفراد ذوو ثقافة معينة‪ ،‬ويستخدمونها للتعبير عن‬ ‫حاجاتهم‪ ،‬وحاجات المجتمع الذي يعيشون فيه‪ ،‬ويحققون بها االتصال فيما بينهم‪.‬‬ ‫*كما عرفها سابيير "بأنها وسيلة انسانية خالصة وغير غريزية إطالقا‪ ،‬لتوصيل الفكار والفعال‬ ‫والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية"‪.‬‬ ‫*ويعرفها الحالق "أنها مجموعة من الرموز الصوتية المنطوقة والمكتوبة المتفق عليها والتي‬ ‫تمثل المعاني المختلفة وتسير وفق قواعد معينة وهي وسيلة االتصال والتعبير والتفاهم بين‬ ‫الناس"‪.‬‬ ‫وفي ضوء مفهوم اللغة وتعاريفها السابقة يمكن تحديد أهم خصائص اللغة التي أجمع عليها‬ ‫العلماء بالنقاط اآلتية‪:‬‬ ‫* اللغة وسيلة هامة في عملية التفاهم والتواصل في الحياة‪.‬‬ ‫* اللغة لها معان محددة وواضحة ومتعارف عليها في المجتمع الذي تنتمي إليه اللغة‪.‬‬ ‫* اللغة تعبير عن خبرات اإلنسان وتجاربه‪.‬‬ ‫* اللغة تعبر عن قوة التماسك بين أفراد األمة‪ ،‬وأحد مقومات وحدتها األساسية‪.‬‬ ‫* اللغة وسيلة من وسائل االتصال بين األجيال ونقل التراث الثقافي والحضاري في مختلف‬ ‫العصور‪.‬‬ ‫* اللغة لها معان رمزية حيث تستطيع وصف أشياء غائبة‪.‬‬ ‫* اللغة قابلة لإلبداع كما هو الحال في الكتابات االدبية والفنية والشعرية‪.‬‬ ‫* اللغة مركبة ألنها تنطلق من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة‪.‬‬ ‫* اللغة محكومة بقواعد وقوانين تفرضها قواعدها في المجتمع الذي تنتمي إليه‪.‬‬ ‫* اللغة قابلة للتغيير والتطوير مع مرور الزمن‪.‬‬ ‫*اللغة قابلة للتغيير والتطوير مع مرور الزمن ‪،‬فهي كائن اجتماعي حي ‪.‬‬ ‫سمات اللغة ‪:‬‬ ‫اللغة شأن أساسي من شؤون المجتمع ‪،‬إذ أنها أداة التفكير لدى اإلنسان‪ ،‬بها يؤدي العقل‬ ‫جميع وظائفه من ادراك وتخيل وتحديد عالقات ‪ ،‬وتتمتع اللغة بسمات عديدة هي ‪:‬‬ ‫‪.1‬اللغة عرفية ‪:‬‬ ‫أن للغة قواعد متعارف عليها ‪ ،‬وأن العرف هو الذي يحكمها ‪ ،‬وال يحكمها المنطق ‪،‬وعندما‬ ‫يتعارض المنطق والعرف يؤخذ بالعرف ويترك المنطق ‪.‬‬ ‫‪.2‬اللغة صوتية‪:‬‬ ‫أن اللغة ذات طبيعة صوتية ‪،‬وأن األصوات فيها هي األصل ـولكل رمز صوتي وظيفة في‬ ‫الكلمة ‪،‬ولكل كلمة وظيفتها في الجملة ‪.‬‬ ‫‪.3‬اللغة نظام ‪:‬‬ ‫اللغة تقوم على قواعد وأسس موضوعية ‪ ،‬فالنظام اللغوي يتكون من عناصر ‪،‬كاالصوات‬ ‫والحروف والمفردات ونظام النحو ونظام الصرف وغيرها ‪ ،‬وأن كل عنصر له دور في النظام‬ ‫اللغوي ‪.‬‬ ‫‪.4‬اللغة إنسانية ‪:‬‬ ‫أن اإلنسان خص باللغة دون الحيوانات األخرى ‪،‬فصارت الزمة من لوازم اإلنسان حتى قيل‬ ‫عنه الكائن الناطق ‪.‬‬ ‫‪.5‬اللغة اجتماعية ‪:‬‬ ‫ال يمكن اكتساب اللغة خارج اإلطار االجتماعي ‪ ،‬فال يمكن لإلنسان أن يكلم دون أن‬ ‫يعيش مع اآلخرين ‪،‬أو يستمع لهم فيكتسب اللغة منهم ويتدرب عليها ‪.‬‬ ‫‪.6‬اللغة مكتسبة ‪:‬‬ ‫اللغة ال تورث ‪ ،‬وإنما تكتسب ‪ ،‬أن اإلنسان خلق مزودا بما يجعله قاد ار على النطق بلغة‬ ‫راقية ‪ ،‬فاإلنسان منذ والدته يستمع لما حوله من أصوات ثم يحاكيها تدريجيا تبعا لنضج اجهزة‬ ‫النطق وقدراته العقلية ‪ ،‬لذلك فإن االستماع يعد عامال اساسيا في اكتساب اللغة ‪.‬‬ ‫‪.7‬اللغة متطوره ‪:‬‬ ‫أن اللغة تتطور وتنمو ‪،‬وتزداد مفرداتها وتقبل مفردات جديدة ‪،‬ويمكن ان تندثر منها مفردات‬ ‫فال تستعمل في الكالم ‪،‬وهي متطوره على مستوى الفرد واألمة ‪،‬ألنها تعكس تطور الفرد وتطور‬ ‫األمة ‪،‬لذلك يقال ‪:‬إن اللغة عنوان أهلها ‪،‬تتطور بتطورهم وتنحسر بانحسارهم ‪.‬‬ ‫اتقان اللغة ‪:‬‬ ‫يعتمد إتقان اللغة على ما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.1‬قدرة االستيعاب والفهم ‪:‬‬ ‫إن فهم المفردات والتراكيب الناجم عن الربط بين اللغة أو التراكيب وداللته المادية أو المعنوية‬ ‫تؤثر في عملية اكتساب اللغة; ألن المتعلم الذي ال يفهم مايسمع أو ما يق أر ال يضيف جديدا إلى‬ ‫مفرداته اللغوية ‪.‬‬ ‫‪.2‬ذكاء المتعلم ‪:‬‬ ‫الذكاء عامل رئيس في مستوى النمو اللغوي‪،‬ألن اللغة مظهر من مظاهر السلوك اإلنساني ‪،‬‬ ‫وهذا السلوك مرتبط إلى حد كبير بالذكاء ‪،‬فعلى مستوى الذكاء يكون مستوى النمو اللغوي ‪.‬‬ ‫‪.3‬سالمة حاسة السمع ‪:‬‬ ‫أن حاسة السمع عند الفرد تعد عامال مهما من عوامل اكتساب اللغة ‪،‬ألن اإلنسان يستطيع‬ ‫محاكاة ما يسمع ‪،‬واالدارك الصوتي يتوقف على حاسة السمع ‪.‬‬ ‫‪.4‬الممارسة اللغوية ‪:‬‬ ‫اللغة وضع واستعمال ‪ ،‬فاالستعمال يعد عامال رئيسا في اكتساب اللغة ‪،‬النه يثبت الفردات في‬ ‫ذهن المتعلم ‪،‬فتكون جزءا من خبرة المتعلم ‪ ،‬والخبرة تنمو بالممارسة ‪.‬‬ ‫‪.5‬سالمة جهاز النطق ‪:‬‬ ‫يراد به قدرة الفرد على إخراج أصوات الحروف من مخارجها الصحيحة ‪ ،‬وتوصيلها إلى‬ ‫السامع بشكل صحيج ‪.‬‬ ‫‪.6‬العمر الزمني للمتعلم ‪:‬‬ ‫أثبتت الدراسات أن المحصول اللفظي للطفل يزداد بازدياد عمره ‪،‬فكلما تقدم به العمر ‪،‬كانت‬ ‫حصيلته اللغوية أغنى ‪.‬‬ ‫‪.7‬المحاكاة ‪:‬‬ ‫المحاكاة من العوامل األساسية في عملية اكتساب اللغة ‪،‬ألن اللغة تكتسب بالسماع والتقليد ‪،‬‬ ‫وكلما حسن المصدر الذي يحاكيه الفرد وحسنت محاكاته له ‪ ،‬كان اكتسابه للغة أفضل ‪.‬‬ ‫اللغة ومهماتها‬ ‫اللغة أداة التواصل المبني على الفهم و اإلفهام ‪ ،‬فاإلنسان في استخدامها ‪ ،‬إما أن يكون‬ ‫متحدثا واآلخرون يستمعون إليه‪،‬أو أن يكون مستمعا وغيره متحدث ‪ ،‬وأما أن يكون كاتبا وغيره‬ ‫يق أر له‪ ،‬أو أن يكون قارئا لما كتب غيره ‪ ،‬وهذا يعني أن اللغة بوجهيها (الشفوي والمكتوب) تتخذ‬ ‫أربعة أنواع من النشأة يمارسها اإلنسان في حياته اليوميه هي ‪ :‬الحديث واالستماع ‪ ،‬والقراءة‬ ‫والكتابة ‪.‬‬ ‫وال تقتصر مهمة اللغة على التواصل بين ابناء المجتمع الواحد ‪ ،‬أو ابناء المجتمعات المختلفة ‪،‬‬ ‫وانما هناك مهمات اخرى يمكن إيجازها على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪.1‬المهمة النفسية ‪ :‬فهي االداة التي تعبر عن األفكار واالنفعاالت والعواطف والرغبات ‪.‬‬ ‫‪.2‬المهمة االجتماعية ‪ :‬فهي وسيلة للتفاهم والتعبير والتعلم وحفظ التراث الثقافي ‪،‬وهي وسيلة‬ ‫لإلرشاد والتوجيه والنصح وتزويد الفرد بأدوات التفكير ‪.‬‬ ‫‪.3‬المهمة الثقافية ‪:‬أي أنها تسهم في نقل التراث الثقافي وتسجيله‪،‬ووسيلة للتعلم وتحصيل‬ ‫الثقافات المختلفة ‪،‬والتزود بالكثير من القيم واألسس المرغوب فيها ‪.‬‬ ‫‪.4‬المهمة العقلية ‪ :‬بوصفها من نواتج الفكر اإلنساني ‪،‬إذ يتمكن الفرد من خاللها من تكوين‬ ‫المدركات العقلية التي تؤدي إلى نموه العقلي واللغوي ‪.‬‬ ‫نظرية المهارات اللغوية‬ ‫المهارة ‪ :‬هي االداء المتقن ألي عمل من األعمال ‪،‬بشرط أن يكون هذا االداء قائما على الفهم‬ ‫واالقتصاد في الوقت والجهد ‪ ،‬ومما يساعد على اتقان المهارة ‪:‬الممارسة والتكرار والفهم وادراك‬ ‫العالقات والنتائج والتعزيز والتوجيه ‪.‬‬ ‫فالمهارة أمر تراكمي يبدأ بمهارات صغيرة ثم يبنى عليها مهارات أكبر فأكبر ‪ ،‬وإن هذا التدرج في‬ ‫اكتساب المهارة من الصغيرة إلى الكبيرة يتطلب أمرين ‪:‬‬ ‫‪.1‬المعرفة النظرية ‪ :‬وهي أن يكون المتعلم على وعي باألسس النظرية التي يقوم من خاللها‬ ‫النجاح في األداء ‪.‬‬ ‫‪.2‬تدريب عملي ‪ :‬فأي مهارة لغوية ال يمكن إتقان أدائها إال إذا تم التدريب عليها ‪،‬واالستمرار‬ ‫إلى أن تكتسب المهارة ‪.‬‬ ‫وتنقسم المهارات اللغوية إلى أربع مهارات هي ‪ :‬المهارات القرائية‪ ،‬والمهارات الكتابية ‪ ،‬ومهارات‬ ‫الحديث ‪ ،‬ومهارات االستماع ‪.‬‬ ‫ويمضي اإلنسان نصف وقته في عملية االستماع‪ ،‬وتليها من حيث الشيوع واالستخدام عملية‬ ‫التحدث ‪ ،‬ثم القراءة ثم الكتابة ‪.‬ويرى احد خبراء اللغة أن اإلنسان المثقف العادي يستمع ما‬ ‫يوازي كتابا كل اسبوع ‪،‬ويق أر كا يوازي كتابا كل شهر ‪ ،‬ويكتب ما يوازي كتابا كل عام ‪ ،‬والواقع‬ ‫أن هذه المهارات ال يمكن أن تنفصل عن بعضها البعض في واقع االستخدام اللغوي ‪ ،‬فالمستمع‬ ‫يجد نفسه متحدثا ‪ ،‬أو كاتبا ‪ ،‬أو قارئا ‪.‬وترتبط المهارات اللغوية فيما بينها بعالقة عضوية‬ ‫قوامها التأثير والتأثر ‪،‬فالكفاية في واحد من هذه الفنون ينعكس على بقية الفنون ‪.‬‬ ‫ان هناك من يقسم المهارات اللغوية إلى مهارات استقبال (القراءة واالستماع ) ‪ ،‬ومهارات ارسال‬ ‫(المحادثة والكتابة ) ‪ ،‬وهناك من يقسم المهارات اللغوية إلى مهارات سلبية ال يمارس فيها‬ ‫المتعلم أي نشاط كا لقراءة واالستماع ‪ ،‬ومهارات ايجابية فيها من النشاط والجهد وما فيها ‪ ،‬وهذا‬ ‫التقسيم جائر وال يستند إلى اي حقيقة علمية أم عملية ‪،‬فالمتعلم في مهارتني االستماع والقراءة‬ ‫يمارس ما يمارسه من مهارتي المحادثة والكتابة ‪ ،‬لكنها ممارسة ال تصيبها العين أو األذن ‪،‬بل‬ ‫عمليات عقلية غير مرئية او ظاهرة ‪.‬‬ ‫االتصال ‪:‬‬ ‫اشتقت كلمة االتصال ( ‪ ) Communication‬من الكلمة الالتينية ‪ communis‬التي‬ ‫تعني المشاركة ‪ ،‬وقد ظهرت تعريفات كثيرة لمفهوم االتصال من قبل الباحثين والمتخصصين في‬ ‫علوم االتصال‪ ،‬واإلعالم ‪ ،‬والتربية وعلم النفس واإلدارة ‪،‬عكست في معظمها أهميته ودوره في‬ ‫الحياة اإلنسانية ‪.‬‬ ‫ومن هذه التعريفات‪:‬‬ ‫*"أن عملية االتصال هي "العملية التي تنتقل بها الرسالة من مصدر معين إلى مستقبل واحد أو‬ ‫أكثر بهدف تغيير السلوك " ‪.‬‬ ‫* هي "عملية يتم من خاللها تبادل االفكار واالتجاهات والرغبات واآلراء بين اعضاء الجماعة ‪،‬‬ ‫بهدف تحقيق التقارب الذهني ‪،‬والعاطفي بينهم ‪،‬بحيث يساعد على االرتباط والتماسك‬ ‫االجتماعي ‪،‬فضالعن ذلك فإن االتصال يعد أداة مهمة من ادوات التغيير في السلوك االنساني‪.‬‬ ‫*أ وهي "العملية او ألطريقة التي يتم بواسطتها انتقال المعرفة من شخص إلى آخر حتى تصبح‬ ‫معروفة بينهما ‪ ،‬وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو اكثر ‪،‬وبذلك يصبح لهذه العملية‬ ‫ع ناصر و مكونات واتجاه تسير فيه‪،‬وهدف تسعى إلى تحقيقه ‪،‬ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها ‪.‬‬ ‫* أو هي عملية" نقل االراء ‪ ،‬والمفاهيم ‪،‬واالفكار ‪،‬وتلقي ردود الفعل عن طريق نظام دقيق‬ ‫للتغذية العكسية بهدف التوصل إلى افعال محددة تسهم في تحقيق اهداف معينة "‪.‬‬ ‫*أو "هي العملية التي يتم بواسطتها توصيل أونقل فكرة أوخبرة أو مفهوم أومهارة أو احساس أو‬ ‫رأي من شخص إلى آخر ‪،‬أو مجموعة من االشخاص ‪،‬بحيث تؤدي إلى عملية مشاركة في‬ ‫الخبرات واالفكار والمهارات" ‪.‬‬ ‫و ويعرفها الحالق بأنها " هي عملية نقل االفكار والمعلومات واال ارء و االحاسيس و‬ ‫تبادلها بين شخص وآخر ‪،‬أوبين شخص ومجموعة ‪،‬أو بين مجموعة و مجموعة ‪،‬إلحداث‬ ‫التفاهم والثقة بين المتصلين باستخدام وسائل اتصال لفظية(كلمات منطوقة ‪ ،‬أو مكتوبة ) أو‬ ‫غير لفظية (كاإلشارات بالرأس ‪ ،‬أو باألطراف )‪.‬‬ ‫أما التواصل فهو العملية التي يتفاعل فيها طرفا عملية االتصال عن طريق المشاركة‬ ‫اإليجابية بالسلوك اللفظي وغير اللفظي في نطاق أهداف ومحتوى‪ ،‬وبطريقة مباشرة وغير مباشرة‬ ‫‪،‬وهو تبادل مشترك للحقائق واألفكار‪،‬أو اآلراء واألحاسيس مما يتطلب عرضا واستقباال يؤدي إلى‬ ‫التفاهم المشترك بين عامة األطراف بغض النظر عن وجود انسجام ضمني بينهم ‪.‬فالتوصل‬ ‫عملية اجتماعية ‪ ،‬فهي تبدأ بفكرة المرسل ‪ ،‬وتتبلور لديه ‪ ،‬ثم يبحث عن الطريقة التي ينقلها‬ ‫لمستقبلين ‪.‬‬ ‫وبناء على ما سبق من تعريفات يمكن تحديد السمات الرئيسة لعملية االتصال بأنها ‪:‬‬ ‫‪.1‬عملية تفاعلية بين شخصين أو أكثر‪.‬‬ ‫‪. 2‬إنها عملية تهدف إلى نقل المعرفة‪،‬أو الخبرة ‪،‬أو المهارة او تبادلها ‪.‬‬ ‫‪. 3‬إن الغاية من عملية االتصال إحداث تغيير مرغوب فيه في سلوك الطرف االخر ‪.‬‬ ‫‪. 4‬عملية االتصال ليست عملية خطية تسير في اتجاه واحد من المرسل إلى المستقبل‬ ‫وتتوقف عند ذلك الحد ‪ ،‬لكنها عملية دائرية تبدأ بالمرسل لنقل رسالة إلى المستقبل حيث يكون‬ ‫له رد فعل عن طريق التغذية الراجعة فيستقبل المرسل الرسالة ليبدأ نشاطا جديدا لتحقيق هدف‬ ‫أخر ‪ ،‬أو يعدل في رسالته األولى إذا لم يتحقق الهدف منها وهكذا تستمر عملية االتصال‪.‬‬ ‫وهناك عوامل تؤثر في عملية االتصال ‪:‬‬ ‫‪. 1‬قدرة أطراف التواصل على فهم مواقف التواصل ‪ ،‬وتحليله ‪ ،‬وتحديد مقصده‪ ،‬وترتيب‬ ‫المعلومات واألفكار‪ ،‬ومعرفة كل منهما لخصائص اآلخر‪.‬‬ ‫‪.2‬تمكن المرسل والمستقبل من مهارات التواصل ‪.‬‬ ‫‪.3‬مالءمة موضوع التواصل اللغوي لكل من المرسل والمستقبل ‪.‬‬ ‫أهمية االتصال ‪:‬‬ ‫تتلخص أهمية االتصال فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪.1‬يتيح االتصال اإلنساني المجال الحتكاك الناس بعضهم بعض ‪،‬وإتاحة الفرصة أمامهم‬ ‫للتفكير واالطالع والحوار وتبادل المعلومات في شتى المجاالت والميادين كما أنه يبعد اإلنسان‬ ‫عن الشعور بالعزلة ‪ ،‬وحتى عند المصابين بعاهات نطقية ‪ ،‬وسمعية كالصم الذين يستخدمون‬ ‫لغة اإلشارة الخاصة بهم لتخرجهم من إطار عزلتهم ‪.‬‬ ‫‪. 2‬يتيح االتصال الفرصة أمام القائمين على العملية االتصالية للتعرف الى أراء اآلخرين‬ ‫وأفكارهم عن طريق الحوار والنقاش بين األفراد والجماعات ‪،‬كما أن االتصال يفسح المجال لكل‬ ‫فرد للمشاركة في الحوار و النقاش مما يساعده على تكوين شخصيته المستقلة ‪ ،‬والناضجة في‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫‪. 3‬يساعد االتصال األفراد والجماعات على نقل الثقافات والعادات والتقاليد واللغات من و إلى‬ ‫المجتمعات األخرى ‪.‬‬ ‫‪. 4‬االتصال وسيلة للتعرف إلى األحداث الجارية في العالم لحظة وقوعها أو فو ار بعد حدوثها‬ ‫‪،‬فالتلفاز هو نافذة على العالم تمكن المشاهدين من متابعة مجريات األحداث في أنحاء العالم ‪،‬‬ ‫حيث أصبح العالم قرية كونية ‪،‬أو بيتا الكترونيا يتصل فيه اإلنسان بالعالم دون أن يغادر منزله‪.‬‬ ‫‪. 5‬يستخدم االتصال من خ الل وسائله الجماهيرية المتعددة التأثير ‪،‬كوسيلة إعالن فاعلة و‬ ‫ناجحة اليصال الرسالة ‪.‬‬ ‫‪. 6‬تلعب وسائل االتصال المتقدمة في العصر الحاضر دو ار بار از في تطوير االنظمة التربوية‬ ‫وبخاصة في مجال التعلم عن بعد وتحقيق ما يسمى الجامعة المفتوحة‪.‬‬ ‫مراحل عملية االتصال‬ ‫تمر العملية االتصالية بالمراحل اآلتية ‪:‬‬ ‫‪.1‬مرحلة إدراك الرسالة ‪ :‬وفي هذه المرحلة يتخذ المرسل ق ارره بإرسال الرسالة االتصالية‬ ‫التي تنتج عن فكرة أو مشاعر أو وجود دافع يدفعه إلى إرسال رسالة إلى المستقبل ‪،‬فالمرسل‬ ‫يشعر بأن هناك معلومات أو مهارات أو خبرات يريد نقلها لآلخرين‪.‬‬ ‫‪. 2‬مرحلة الترميز ‪ :‬وفي هذه المرحلة يتم تحويل المعاني و األفكار إلى رموز لغوية حيث‬ ‫يقوم المرسل بصياغة أفكاره ‪،‬ومشاعره ‪،‬أو نواياه وتحويلها إلى رسالة اتصالية في شكل رموز‬ ‫لفظية (منطوقة أو مكتوبة )‪،‬أو غير لفظية (إشا ارت و حركات )‪،‬ويعتمد نجاح الرسالة على دقة‬ ‫اختيار الرموز المناسبة للمستقبل ‪،‬وللموقف االتصالي لتحمل نفس المعاني المراد إيصالها‬ ‫للمستقبلين ‪.‬‬ ‫‪.3‬مرحلة اختيار وسيلة أو قناة االتصال ‪ :‬بعد عملية تحويل المعاني إلى رموز لنقلها للمستقبل‬ ‫‪،‬يتم في هذه المرحلة اختيار الوسيلة التي تناسب طبيعة الرسالة ‪،‬وطبيعة المستقبلين ‪،‬فقد يختار‬ ‫المرسل وسيلة واحدة ‪،‬أو عدة وسائل كالوسائل السمعية‪،‬كاألشرطة المسجلة ‪،‬او بصرية‬ ‫كالمطبوعات والصور ‪،‬أو سمعية بصرية كالتلفزيون والفيديو ‪،‬أو تفاعلية كالبرمجيات المحوسبة‬ ‫‪،‬ويعتبر اختيار الوسيلة المناسبة ‪،‬أ و استخدام أكثر من قناة اتصال لنقل الرسالة إلى المستقبلين‬ ‫من أهم عوامل نجاح العملية االتصالية ‪.‬‬ ‫‪.4‬مرحلة فك الرموز ‪ :‬وتبدأ هذه المرحلة بعد وصول الرسالة إلى المستقبل ‪،‬وقيامه بعملية‬ ‫تحويل رموز الرسالة االتصالية الواصلة إليه إلى معان ‪،‬وهي مرحلة هامة ‪،‬ففيها يتم استقبال‬ ‫الرسالة وتحليل رموزها وتفسيرها وفهم معناها ومعرفة مدى تطابقها مع حاجته وقيمه و أفكاره‬ ‫‪،‬لذلك ينبغي على مستقبل الرسالة أن يفهمها قبل أن يحاول الرد عليها ‪.‬‬ ‫‪.5‬مرحلة االستجابة أو ردود الفعل على الرسالة ‪ :‬االستجابة تعني مدى قبول أو رفض الرسالة‬ ‫من قبل المستقبل وقد تكون االستجابة مباشرة أو غير مباشرة ‪،‬ويمكن أن تكون ايجابية أو سلبية‬ ‫عقلية أو مادية ‪،‬وتكمن أهمية االستجابة في أنها تخبرنا عن مدى نجاح االتصال ‪،‬أو فشله‬ ‫فاالستجابة احد األهداف الرئيسة لالتصال ‪،‬ففي هذه المرحلة يقوم المستقبل بصياغة استجابته‬ ‫في صورة رسالة اتصالية يبثها للمرسل فيصبح المرسل مستقبال والمستقبل مرسال‪.‬‬ ‫عناصر االتصال‬ ‫تحتاج عملية االتصال لكي تتم بشكل فاعل ومؤثر ‪،‬عددا من العناصر أو المكونات‬ ‫المترابطة والمكملة لبعضها بعض ‪،‬وهذه العناصر هي ‪:‬‬ ‫‪.1‬المرسل أو المصدر‪ :‬المرسل هو منشئ الرسالة االتصالية وقد يكون شخصا يتكلم ‪،‬أو‬ ‫يحاضر ‪،‬أو شرطيا يؤشر بيديه أو زعيما سياسيا يلقي خطابا ‪،‬أو محطة اذاعية أو تلفزيونية تبث‬ ‫برامجا ‪،‬ولكي ينجح المرسل في عملية االتصال في اثناء اتصاله ينبغي أن تتوافر لديه الصفات‬ ‫اآلتية ‪:‬‬ ‫*القدرة اللغوية والبالغية ‪ :‬سواء في إلقاء المعلومات وإسماعها للمستقبل ‪،‬أو في كتابتها عبر‬ ‫وسائل االتصال المختلفة ‪.‬‬ ‫*القدرة على االقناع و التأثير ‪ :‬سواء أكانت الرسالة االتصالية مقرؤة أو مسموعة ‪.‬‬ ‫*القدرة على االلقاء ‪ :‬وخاصة للرسائل الشفوية سواء أكان اإللقاء مباش ار ‪،‬أم من خالل‬ ‫القنوات االتصالية المختلفة ‪.‬‬ ‫*القدرة على التعبير بوضوح عن وجهات النظر و الفكار والمعلومات المراد نقلها‪ :‬حيث‬ ‫يسهم ذلك في استيعاب الرسالة من قبل المستقبل ‪،‬إذ أن الغموض أو عدم الوضوح في‬ ‫المضمون ‪،‬أو المحتوى يؤدي إلى سوء الفهم ‪.‬‬ ‫*المعلومات الكافية عن موضوع الرسالة ‪:‬حيث ينبغي على المرسل معرفة ما يريد قوله أو‬ ‫كتابته ولديه من المعلومات ما يكفي للحديث و المناقشة ‪.‬‬ ‫*المكانة االجتماعية والشخصية المتميزة للمرسل ‪،:‬ومدى قدرته على التفاعل مع المستقبل‬ ‫تسهم في نجاح عملية االتصال ‪.‬‬ ‫‪.2‬الرسالة‪ :‬تعتبر الرسالة أساس عملية االتصال ‪ ،‬بل هي قلب عملية االتصال المتمثلة‬ ‫بالمعاني والكلمات والمشاعر التي يرسلها المرسل إلى المستقبل ‪ ،‬وقد تكون في ‪ :‬شكل كلمات‬ ‫منطوقة ‪ ،‬أو مكتوبة أوعلى شكل موجات صوتية في الهواء أو موجات كهربائية في سلك أو‬ ‫اشارة باليد أوتعبي ار في الوجه ‪ ،‬أو مقالة في صحيفة ‪،‬أو خب ار تلفزيونيا يجمع بين الصوت و‬ ‫الحركة واللون ‪.‬‬ ‫ومهما يكن فالرسالة ينبغي أن تحمل معلومات مختلفة ‪،‬وهذه المعلومات لها معنى يدركه‬ ‫المستقبل نتيجة لخبراته السابقة ‪ ،‬وأن تضيف خبرات جديدة له ‪.‬‬ ‫والرسالة االتصالية الجيدة تتصف بالصفات اآلتية ‪:‬‬ ‫*دقة االعداد واالخراج ‪ :‬سواء أكان ذلك في اختيار األلفاظ و المصطلحات المؤثرة نفسيا‬ ‫في المستقبل ‪،‬أو في استخدام العبارات الفعالة التي تجد طريقها إلى عقل المستقبل المعني بالفكرة‬ ‫وقلبه ‪،‬وبالمضمون الذي تحمله الرسالة ‪.‬‬ ‫*خلو الرسالة من الخطاء اإلمالئية ‪،‬والمطبعية ‪:‬في حالة االتصال المكتوب او المطبوع أو‬ ‫النحوية و التعبيرية في االتصال الشفوي والمسموع ‪،‬فغالبا ما تشوه االخطاء التي قد توجد في‬ ‫بعض الرسائل مضمون الرسالة ومحتواها ‪،‬وتؤدي إلى العزوف عنها ‪.‬‬ ‫*االبتعاد عن التكرار غير المبرر في المعلومات ‪:‬فالمستقبل فردا أم جماعة مهيأ الستقبال‬ ‫االفكار والمضامين الجديدة أو المستحدثة‪ ،‬وينفر من المعلومات المكررة إذا لم يكن هنالك مبرر‬ ‫سببه التذكير أو التأكيد على فكرة أو معلومة معينة ‪.‬‬ ‫*أن التكون الرسالة طويلة ومملة ‪ ،‬وال مختصرة مخلة ‪، :‬حتى ال يمل المستقبل من الحشو‬ ‫ال كالمي ‪،‬واإلطناب االنشائي ‪ ،‬والمقدمات الطويلة ‪ ،‬قبل الدخول في الموضوع المراد إيصاله له‪،‬‬ ‫وان ال تكون مختصرة جدا لتجنب الغموض وعدم الوضوح ‪.‬‬ ‫*استخدام الوسيلة المناسبة لنقل الرسالة ‪،‬فمهما كانت الرسالة مهمة ‪،‬فإنها تتأثر كثي ار‬ ‫بالوسيلة أو القناة التي ستحملها إلى المستقبل ‪،‬فلكل رسالة وسيلتها المؤثرة دون غيرها من‬ ‫الوسائل ‪.‬‬ ‫*اختيار الوقت المناسب لتقديم الرسالة ‪،‬إن ما يناسب أن يقدم اليوم لجمهور المستقبلين من‬ ‫أفكار ومضامين تحملها الرسالة اليهم قد اليصلح لها يوم اخر ‪،‬أو أنه يفقد فاعليته بتغيير الوقت‬ ‫المناسب ‪.‬‬ ‫*اختيار الجمهور المناسب الستقبال الرسالة المناسبة ‪،‬ولغرض تحقيق الرسالة الهدافها‬ ‫فال بد من تحديد الجمهور المستهدف بها ‪ ،‬سيما وأن المستقبلين متنوعون في األذواق والمشارب‬ ‫ومتباينون في التأثر بالرسالة ومضمونها‪.‬‬ ‫‪. 3‬الوسيلة او قناة االتصال ‪ :‬الوسيلة هي األداة التي تنتقل الرسالة االتصالية من‬ ‫المرسل إلى المستقبل ‪،‬وتتعدد الوسائل االتصالية التي يمكن استخدامها لنقل الرسالة االتصالية‬ ‫‪،‬فقد تكون سمعية كاألشرطة المسجلة ‪،‬أو بصرية كما في المطبوعات أو سمعية بصرية كما في‬ ‫األفالم السينمائية والتلفزيون ‪،‬وقد يكون مباش ار ‪.‬ويقع على عاتق المرسل اختيار القناة‬ ‫االتصالية المناسبة لطبيعة رسالته ‪،‬ولطبيعة المستقبلين ‪ ،‬بحيث تكون أكثر تأثيرا فيهم‬ ‫‪،‬وانسجاما مع أذواقهم‪.‬‬ ‫ومن أهم وسائل االتصال المستخدمة ‪:‬‬ ‫ا‪.‬الوسائل المكتوبة ‪:‬كالكتب بأنواعها المختلفة والصحف و المجالت والنشرات والكتيبات‬ ‫والوثائق اإلدارية وغير ذلك من الوسائل ‪،‬وتتميز هذه الوسائل بأنها مسجلة ومدونة ‪ ،‬وتتصف‬ ‫بالدقة والوضوح ‪،‬وإمكانية الرجوع إليها عند الحاجة ‪،‬أما عيوبها فإنها تستغرق وقتا للوصول إلى‬ ‫المستقبل واحتمال عدم قراءتها من قبله ‪.‬‬ ‫ب‪.‬الوسائل الشفوية المباشرة ‪:‬وهي وسائل االتصال التي تتم بين المرسل و المستقبل بشكل‬ ‫مباشر دون وسيط من أجل تبادل األفكار ‪ ،‬وحل المشكالت والخالفات ‪،‬وإصدار األوامر و‬ ‫التعليمات والمقابالت الفردية والجماعية واالجتماعات و الندوات والمحاضرات والزيارات والخطب‬ ‫ج‪.‬الوسائل السمعية ‪:‬وتش مل أشرطة التسجيل الصوتية ومختبرات اللغات واالسطوانات والبرامج‬ ‫اإلذاعية ‪.‬‬ ‫د‪.‬الوسائل البصرية ‪:‬وتشمل الصور بأنواعها المختلفة ‪،‬والرسومات اليدوية والخرائط والرسوم‬ ‫البيانية والمجسمات والنماذج والعينات ‪.‬‬ ‫ه‪.‬الوسائل السمعية البصرية ‪:‬وتشمل األفالم السينمائية والتعليمية وأشرطة الفيديو والبرامج‬ ‫التلفزيونية ‪.‬‬ ‫و‪.‬الوسائل االلكترونية الحديثة ‪:‬وتشتمل هذه الوسائل على أجهزة الحاسوب ‪،‬وشبكة‬ ‫االنترنت ‪،‬واالقراص المرنة ‪،‬وأجهزة الهاتف‪،‬واألقمار الصناعية ‪.‬‬ ‫‪.4‬المستقبل ‪ :‬المستقبل هو الشخص أو الجهة التي توجه إليها الرسالة االتصالية ‪،‬ويستقبل‬ ‫الرسالة ‪ ،‬ويقوم بحل رموزها ‪ ،‬وتفسير محتواها ‪ ،‬وفهم معناها ‪ ،‬لذلك ال يعتبر االتصال ناجحا‬ ‫بمجرد قيام المرسل بإرسال رسالته ‪،‬بل بما يقوم به المستقبل من سلوكيات تدل على نجاح‬ ‫االتصال ‪ ،‬وتحقق الهدف ‪.‬والمستقبل قد يكون القارئ للكتاب أو المجلة ‪،‬أو اية مادة اخرى‬ ‫مكتوبة ‪،‬أو مطبوعة ‪،‬وقد يكون المستمع إلى الرسالة المذاعة عبر االذاعة ‪،‬أو للرسائل الشفوية‬ ‫كالمحاضرات والندوات ‪،‬والخطب ‪،‬واللقاءات ‪،‬وغيرها ‪،‬وقد يكون المشاهد للتلفزيون أو السينما ‪،‬او‬ ‫ألي مادة تعبيرية ‪،‬أو سمعبصرية كاألفالم الناطقة ‪.‬‬ ‫وينبغي على المرسل معرفة خصائص المستقبل وطبيعته حتى يتمكن من الوصول إليه‬ ‫و االستحواذ على انتباهه ‪،‬وبالتالي يضمن استجابته بسرعة ‪،‬ويبني اهدافه االتصالية التي‬ ‫تهدف إلى تغيير معلوماته واتجاهاته وسلوكه ‪,‬وغالبا ما تصل الرسالة إلى المستقبل بشكل‬ ‫رموز فيقوم بفك رموزها ليفهم المعنى المقصود للرسالة ‪،‬وازاء فهم المستقبل هذا ‪،‬يتوقع منه‬ ‫أحد االحتماالت التالية ‪:‬‬ ‫ا‪.‬أن يفهم المستقبل الرسالة فهما كامال ‪،‬ويحدث ذلك اذا تقاربت وانسجمت خبرات‬ ‫المستقبل مع خبرات المرسل ‪،‬من خالل المشاركة اإليجابية والتقويم المستمر لمحتوى الرسالة‬ ‫االتصالية ‪.‬‬ ‫ب‪.‬أن يفهم المستقبل الرسالة فهما ناقصا ‪،‬بمعنى أن يفهم اجزاء من الرسالة واليفهم االجزاء‬ ‫االخرى ‪ ،‬وذلك بسبب عدم قدرته على متابعة المرسل ومناقشته ‪،‬وكذلك عدم قدرته على‬ ‫التحكم باالستجابات المرتدة منه ‪،‬أو عدم قدرته على تقويم الرسالة بشكل مستمر ومنظم ‪.‬‬ ‫ج‪.‬أن يفهم المستقبل الرسالة فهما خاطئا ‪،‬ويكون ذلك نتيجة تفسيره للرسالة االتصالية تفسي ار‬ ‫خاطئا ‪،‬أو قيام المرسل بايصال رسالته دون التركيز على استجابات المستقبل ‪،‬واعتماده على‬ ‫التلقين من جانب واحد ‪.‬‬ ‫د‪.‬أن اليفهم المستقبل الرسالة أبدا‪ :‬بسبب استخدام المرسل رمو از غير مألوفة للمستقبل مما‬ ‫يجعل المستقبل ينصرف ذهنيا عن الرسالة ومحتواها ‪.‬‬ ‫ونتيجة استجابة المستقبل الحد االحتماالت السابقة ما عدا االحتمال األول ‪،‬فإن ذلك يدل‬ ‫على ان الرسالة االتصالية لم تصل وبالتالي لم تحقق أهدافها ‪.‬‬ ‫‪.5‬التغذية الراجعة أو االستجابة‪ :‬التغذية الراجعة هي مدى قبول المرسل للرسالة االتصالية ‪،‬‬ ‫أو رفضها ‪،‬وهي عبارة عن عملية متعددة االشكال تبين مدى تأثير الرسالة االتصالية على‬ ‫المستقبل ‪،‬أو مدى فعالية الوسيلة أو القناة االتصالية التي استخدمت في نقل الرسالة ‪،‬وهل‬ ‫استطاع المرسل خلق نوع من التفاعل و المشاركة مع المستقبل لدفعه لقبول الرسالة والتأثر‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫والتغذية الراجعة تشكل عنص ار أساسيا من عناصر العملية االتصالية الناجحة‪،‬ألنها‬ ‫وسيلة مهمة يتعرف المرسل من خاللها إلى التأثير المباشر أو غير المباشر للرسالة التي قام‬ ‫ببثها للمستقبل ‪ ،‬فاالستجابة قد تكون إيجابية تؤكد أنه تم اعداد الرسالة ونقلها بكفاءة وإتقان‬ ‫‪،‬أوسلبية لوجود قصور أما في الرسالة االتصالية نفسها ‪،‬أو الوسيلة أو القناة التي نقلت‬ ‫بواسطتها إلى المستقبل ‪ ،‬والتغذية العكسية السلبية هي الكثر أهمية النها توفر المعلومات‬ ‫أمام المرسل التي على أساسها يمكن تكييف االتصال وتعديله لتحقيق الهدف المنشود ‪.‬‬ ‫‪.6‬التأثير‪ :‬التأثير هو المحصلة النهائية للعملية االتصالية ويتم ذلك بمالحظة مدى تأثير‬ ‫الرسالة االتصالية في المستقبل نتيجة تعرضه لها ‪،‬وتعتبر مقياسا لمدى نجاح المرسل في‬ ‫تحقيق أهدافه من القيام باالتصال ‪،‬ويشار إلى أن هناك تأثيرات ثالثة رئيسة لالتصال هي ‪:‬‬ ‫* تغييرات في معلومات المستقبل ‪.‬‬ ‫* تغييرات في اتجاهات المستقبل ‪.‬‬ ‫* تغييرات في سلوك المستقبل ‪،‬مثل اعطاء صوته في االنتخابات ‪.‬‬ ‫وهذه التغييرات غالبا ما تحدث متتالية بمعنى أن التغيير في المعلومات يسبق التغيير‬ ‫في االتجاهات ‪،‬او السلوك ‪.‬‬ ‫وسائل االتصال الجماهيرية‬ ‫يعرف االتصال الجماهيري بأنه" عملية االتصال التي تتم باستخدام وسائل االتصال الجماهيرية"‪.‬‬ ‫أو هو ‪:‬االتصال الموجة نحو أعداد كبيرة نسبيا‪،‬مختلفة المشارب والثقافات ‪،‬متعددة االنتماءات‬ ‫‪،‬مجهولة األسم والهوية"‪.‬‬ ‫خصائص االتصال الجماهيري ‪:‬‬ ‫‪.1‬ضخامة حجم الجمهور المتلقي لالتصال ‪.‬‬ ‫‪.2‬عدم تجانس افراد الجمهور ‪،‬واختالفهم في القدرات ‪ ،‬واالعمار ‪ ،‬والميول واالتجاهات ‪.‬‬ ‫‪.3‬ان القائم باالتصال ال يرى الجمهور وال يعرفه ‪،‬لذلك تكون التغذية الراجعة قليلة نسبيا‬ ‫‪،‬واحادية االتجاه ‪.‬‬ ‫‪.4‬تصل الرسالة في االتصال الجماهيري الى جميع الناس بنفس الوقت ‪.‬‬ ‫فاالتصال الجماهيري يتميز بقدرته على توصيل الرسائل إلى جمهور عريض متباين االتجاهات‬ ‫والمستويات‪ ،‬وألفراد غير معروفين للقائم باالتصال‪ ،‬تصلهم الرسالة في اللحظة نفسها وبسرعة‬ ‫مدهشة‪ ،‬مع مقدرة على خلق رأي عام‪ ،‬وعلى تنمية اتجاهات وأنماط من السلوك غير موجودة‬ ‫أصال‪ ،‬والمقدرة على نقل المعارف والمعلومات‪.‬‬ ‫وتهدف وسائل االتصال الجماهيري الى ‪:‬‬ ‫*خلق اتجاهات جديدة ‪.‬‬ ‫*تدعيم اتجاهات سائدة ‪.‬‬ ‫*تغير اتجاهات سائدة ‪.‬‬ ‫وسائل االتصال الجماهيري ‪:‬‬ ‫‪.1‬الوسائل المقروءة ‪:‬‬ ‫الصحف الورقية‪ ،‬والمجالت؛ ففي منتصف‬ ‫* تشمل الوسائل المقروءة ُك االً من المطبوعات‪ ،‬و ُّ‬ ‫تم اختراع أول مطبعة في العالم على َيدي المخترع األلماني يوحنا جوتنبيرغ‪،‬‬ ‫القرن الخامس عشر ا‬ ‫وبذلك االختراع بدأ عصر االتصال الجماهير اي‪ ،‬وتسارعت عمليات تطوير الطباعة لما حاققته من‬ ‫المدن‪ ،‬وتنا ٍم في تدوين العلوم وانتشارها‪ ،‬وقد صدرت الصحيفة األولى في عام‬ ‫ازدهار في ُ‬ ‫‪1502‬م‪ ،‬تالها بستاين عاماً صدور المجلة األولى في إيطاليا‪ ،‬حيث كانت تلك بدايات نشوء‬ ‫مما عانته‬ ‫الرغم ا‬ ‫الصحف والمجالت‪ ،‬وقد صاحبها ازدهار الطبقة الوسطى في المجتمع‪ ،‬على ا‬ ‫ُّ‬ ‫من صرامة قوانين النشر في تلك ِ‬ ‫الحقبة‪.‬‬ ‫*تعود بدايات عصر الصحافة الحديثة إلى منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬ا‬ ‫لتطور ُسُبل‬ ‫مما ساهم في زيادة ِح ادة‬ ‫ونمو العمل السياسي‪ ،‬وتزايد اإلعالنات عبر الصحف‪ ،‬ا‬ ‫المواصالت‪ ،‬ا‬ ‫التنافس بين الصحف‪ ،‬ومع اختراع الحاسوب واألقمار الصناعية حاققت الصحافة طفرًة في سرعة‬ ‫اصل تطوير أدواتها ال‬ ‫ومراجعتها‪ ،‬وال تزال الصحافة تو ُ‬ ‫اإلنجاز واالنتشار‪ ،‬وسهولة حفظ البيانات ُ‬ ‫المتاحة‪.‬‬ ‫بكل الوسائل ُ‬ ‫سيما الصحافة اإللكترونية؛ لتصل إلى أكبر عدد من الجماهير ا‬ ‫‪.2‬الوسائل المسموعة ‪:‬‬ ‫المذياع‪ ،‬ويرجع اختراعه إلى سلسلة ُمتتالية من االختراعات‪ ،‬بدأت‬ ‫َ‬ ‫*تشمل الوسائل المسموعة‬ ‫بإرسال بعض الموجات الكهرومغناطيسية عام ‪1896‬م‪ ،‬واليوم تَُب اث الموجات اإلذاعية عبر‬ ‫البث ونقاوته‪.‬‬ ‫أفقي للموجات وآخر عمودي‪ ،‬تتفاوت فيما بينهما مساحة ا‬ ‫األثير بنظام بث‬ ‫ٍا‬ ‫ثم انتشرت في أوروبا عام ‪1920‬م؛ حيث‬ ‫* كانت بداية اإلذاعة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ا‬ ‫كانت بريطانيا هي أول دولة أوروبية نشأت فيها اإلذاعات المحلية والعالمية‪ ،‬وفي عام ‪1925‬م‬ ‫أنشأت مجموعة من الهواة أولى اإلذاعات في مصر والوطن العربي‪.‬‬ ‫ا‬ ‫تطوٌر‬ ‫االنتشار ا‬ ‫َ‬ ‫البث اإلذاعي ليشمل كافة أقطار الوطن العربي‪ ،‬ورافق هذا‬ ‫توسع انتشار ا‬ ‫* ا‬ ‫الكل‬ ‫البث‪ ،‬وأجهزة االستقبال؛ فقد صار المذياع حديث ا‬ ‫ملحوظ على تكنولوجيا اإلرسال‪ ،‬وأبراج ا‬ ‫طي‬ ‫لتميزه بتغطية جغرافية واسعة‪ ،‬ومساهمته في دعم العملية التعليمية وتخ ا‬ ‫في الشارع العربي؛ ا‬ ‫فعال ًة في الترويج واإلعالن على الصعيد‬ ‫حاجز الفقر والجهل‪ ،‬باإلضافة إلى كونه أداةً ا‬ ‫أما على الصعيدين السياسي واإلخباري فقد كان له بالغ األثر في رصد ا‬ ‫السبق‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ا‬ ‫الصحفي ونقله‪.‬‬ ‫المرئية والمسموعة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.3‬الوسائل‬ ‫األولية‪ ،‬وأثناء أكثر من نصف قرن ا‬ ‫قدم فيه العلماء‬ ‫ا‬ ‫* التلفاز‪ :‬بعد عشرات االختراعات‬ ‫ظم‪ ،‬وكان ذلك في هيئة اإلذاعة‬‫يوني ُمنت َ‬ ‫ا‬ ‫اكتشافاتهم‪ ،‬تُاِوجت هذه المحاوالت بتحقيق أول ا‬ ‫بث تلفز‬ ‫البريطانية عام ‪1936‬م‪ ،‬وكانت الهيئة هي أول من ُيجري البث الحي للبرامج واللقاءات من خارج‬ ‫استديوهاتها‪ ،‬بعد ذلك بدأ البث التلفزيوني في الواليات المتحدة األمريكية والدول األوروبية‪ ،‬وفي‬ ‫منتصف خمسينات القرن العشرين افتتحت أولى الدول العربية مح ا‬ ‫طاتها الرسمية‪ ،‬وكانت على‬ ‫رأسها دول المغرب‪ ،‬والعراق‪ ،‬والجزائر‪.‬‬ ‫مما‬ ‫السمع والبصر‪ ،‬ا‬ ‫لحاستَي ا‬ ‫بجاذبية عرضه؛ لما يتمتاع به من مشاركة ا‬ ‫ا‬ ‫تميز التلفاز منذ نشأته‬ ‫* ا‬ ‫تميز بتقليل الحواجز الثقافية بين الشعوب‬ ‫ُّ‬ ‫شد انتباه الجمهور وتعلقهم به‪ ،‬كما ا‬‫ساهم في ا‬ ‫المشاركة الفورية لألحداث عبر العالم‪ ،‬وقد ُع اد أداة ترفيهية مميزة‪ ،‬استطاعت السيطرة على‬ ‫و ُ‬ ‫اهتمامات فئة من الحضور‪ ،‬والتأثير على قناعاتهم واهتماماتهم اليومية‪ ،‬ولعقود متواصلة أصبح‬ ‫اليتجز من الحياة اليومية للفرد واألسرة‪.‬‬ ‫اأ‬ ‫التلفاز جزءاً‬ ‫‪.4‬اإلنترنت‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫لعقود مضت‪ ،‬واليوم ينازعه اإلنترنت هذه الصدارة‪ ،‬إلى أن‬ ‫*تصدر التلفاز قائمة وسائل اإلعالم‬ ‫ا‬ ‫ظهر مصطلح اإلعالم الجديد الذي نشأ عن اندماج ثالث وسائل‪ ،‬هي‪ :‬جهاز الحاسوب‪ ،‬وشبكة‬ ‫قوته؛ حيث يتميز عن اإلعالم‬ ‫تعددة‪ ،‬ومن هنا اكتسب اإلعالم الجديد ا‬ ‫الم ا‬‫اإلنترنت‪ ،‬والوسائط ُ‬ ‫وكيفية تم اكن المتلقي من الوصول إلى المواد‬ ‫ا‬ ‫التقليدي بالكيفية التي تَُب اث فيها المادة اإلعالمية‪،‬‬ ‫المنشورة والتافاعل معها‪.‬‬ ‫وكأنه إعالم‬ ‫التفرد فيها‪ ،‬ا‬ ‫*واإلعالم الجديد يمنح المتلقي ْقد اًر من الحرية لتخصيص تجربته و ا‬ ‫مستقل‪ ،‬وللفرد حرية التصرف في محتواه؛ فقد م اكن اإلنترنت الم ِ‬ ‫ستخدم من التواصل الفوري‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أي وقت‬ ‫طالع على ما يتماشى مع ميوله ومعتقداته في ا‬ ‫وتبادل الصور والوثائق وحفظها‪ ،‬واال ا‬ ‫وكل ذلك ساهم في زيادة انتشاره والتعلق به‪.‬‬ ‫أي مكان‪ ،‬ا‬ ‫وا‬ ‫ُنشئ موقع فيسبوك‬‫عد شبكات التواصل اإلجتماعي من أهم وسائل اإلعالم الحديثة‪ ،‬حيث أ ِ‬ ‫*وتُ ا‬ ‫ا‬ ‫المدونات‪،‬‬ ‫ا‬ ‫عام ‪2007‬م‪ ،‬وهو الموقع األول واألكثر انتشا اًر‪ ،‬وهناك وسائل متعددة أخرى‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫إمكانية المساهمة‬ ‫موضوعي مع‬ ‫محتوى‬ ‫والمنتديات‪ ،‬ومواقع الويكي؛ وهي مواقع تسمح بإنشاء‬ ‫ا‬ ‫ٍا‬ ‫ً‬ ‫صغر‪.‬‬ ‫الم ا‬ ‫الصوتي‪ ،‬والتدوين الصوري‪ ،‬والتدوين ُ‬ ‫في تعديله‪ ،‬ومواقع التدوين‬ ‫ا‬ ‫اكب‬ ‫كل هذا التنوع بتغييرات جذرية على هيكلة البنية األساسية لإلعالم التقليدي‪ ،‬حتاى ُيو َ‬ ‫*ساهم ا‬ ‫بكل وسيلة متاحة‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية ظهرت‬ ‫التطور‪ ،‬ويحافظ على تقديم المحتوى للجماهير ا‬ ‫مصطلحات ومجاالت جديدة‪ ،‬مثل‪ :‬الصحافة اإللكترونية المعتمدة على االنترنت‪ ،‬واإلذاعة‬ ‫تتكون من األصفار واآلحاد‪ ،‬ا‬ ‫مما ُيعطي‬ ‫عتمدين على موجات ثنائية ا‬‫الم َ‬ ‫والتلفزيون ا ا‬ ‫لرقميين ُ‬ ‫وضوحاً أعلى في الصوت والصورة وجودة البث‪ ،‬وميز ٍ‬ ‫ات مضاف ًة‪ ،‬مثل‪ :‬استخدام شبكة اإلنترنت‪،‬‬ ‫ا‬ ‫كل تلك الوسائل التي شهدت تطو اًر على مستوى‬ ‫وتصافح النصوص والصور عن طريق التلفاز‪.‬ا‬ ‫إمكانية تدعيمه بالصور والفيديوهات المباشرة‪ ،‬مع زيادة الحرص على التحقق‬ ‫سرعة نقل الخبر‪ ،‬و ا‬ ‫من المصدر‪ ،‬وضبط معايير قبول المحتوى ُ‬ ‫المضاف‪ُ ،‬ش ايدت هذه الجهود لفتح مجاالت اإلبداع‬ ‫في صناعة المحتوى عبر اإلنترنت‪.‬‬ ‫كفايات التواصل اللغوي ‪:‬‬ ‫تتضمن عمليات التواصل اللغوي اربع كفايات مرتبة بشكل يسير إلى التدرج الذي ينبغي أن يؤخذ‬ ‫باالعتبار وهذه الكفايات هي ‪:‬‬ ‫‪.1‬الكفاية اللغوية و النحوية‪ :‬وهي الدرجة التي يكون عليها المستخدم للغة بإتقانه مجموعة من‬ ‫المبادئ اللغوية بما في ذلك المفردات والقواعد والنطق والتهجي ‪ ،‬وهي ليست قاصرة على النحو‬ ‫وال هي مختصة بالتراكيب ‪ ،‬واما تمتد لتشمل الصرف وقواعد النطق والتهجي ‪.‬‬ ‫‪.2‬الكفاية االجتماعية ‪ :‬ويقصد بها القواعد االجتماعية والثقافية للغة الخطاب ‪،‬وهي تتطلب فهم‬ ‫السياق االجتماعي الذي تستعمل فيه اللغة ‪ ،‬وفهم مهام الحديث في المواقف االجتماعية ‪،‬‬ ‫وتقدير اآلثار التي يتركها الخطاب في المتلقين ‪.‬‬ ‫‪.3‬كفاية الخطاب ‪ :‬وتعني القدرة على ربط األفكار لتحقيق التماسك في الشكل ‪ ،‬والترابط بينها‬ ‫‪،‬فهي القدرة على الفهم واالفهام ‪ ،‬وهي ثمرة امتالك الكفايتين النحوية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫‪.4‬الكفاية االستراتيجية ‪ :‬وتعني القدرة على استخدام استراتيجيات للتغلب على قصور المعرفة‬ ‫باللغة ‪،‬فهناك استراتيجيات شتى للتواصل منها ما هو لفظي ‪ ،‬وما هو غير لفظي ‪.‬‬ ‫الكتابة‪ :‬نشأتها وأنواعها‬ ‫مناب خطابهم‪ ،‬لهذا‬ ‫جاءت الكتابة عبر العصور لحفظ العلوم وضبط الحقوق ورسال للناس ُ‬ ‫تنوب َ‬ ‫إن الكتابة حاجة وضرورةُ وجود فهي ليست بالشيء الكمالي‪.‬‬ ‫وبذل‬ ‫ِ‬ ‫بقاء الكتابة ُ‬ ‫يقول الجاحظ‪" :‬يذهب الحكيم وتبقى كتبه‪ ،‬ويذهب العقل ويبقـى أثره"‪ ،‬ومن هنا ُ‬ ‫الجهد لحفظها‪.‬فكل ما انتجه االنسان من حضارة وفكر قبل معرفة الكتابة ضاعت ولم يصل‬ ‫الينا ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ضفاف‬ ‫يعيش معنا‪ ،‬يضعنا على‬ ‫ُ‬ ‫ومن جميل الكتابة اختصارها هذا الشمول‪ ،‬فكم من عقل مفكر‬ ‫ِ‬ ‫وصفه بترتيب أحرفه‪ ،‬ففي الحب من‬ ‫تنشد الحرب‪ ،‬وكم من و ٍ‬ ‫اصف المسنا معنى‬ ‫السالم في دنيا ُ‬ ‫يعرف قيسا وليلى أو ع نترة وعبلة؟ ومن ال يعرف سيد الخلق سيدنا محمد (صلى هللا عليه‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫كل ما سبق َعهدنا تعرفنا عليه بالكتابة‪.‬‬ ‫وسلم)في صدقه‪ ،‬حكمته‪ ،‬وعدله‪ُ.‬‬ ‫الكتابة لغة‬ ‫كتابا وكتاب ًة ومكتب ًة وكتب ًة‪ ،‬فهو كاتب‪،‬‬ ‫عرف القلقشندي الكتابة لغ ًة‪ :‬بأنها مصدر كتب يكتب ً‬ ‫ومعناها الجمع؛ يقال‪ :‬تكتبت القوم إذا اجتمعوا‪ ،‬ومنه قيل لجماعة الخيل‪ :‬كتيبة ‪ ،‬وقال ابن‬ ‫األعرابي‪ :‬وقد تطلق الكتابة على العلم‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ ﴿:‬أ َْم ِع ْن َد ُه ُم اْل َغ ْي ُب َف ُه ْم َي ْكتُُب َ‬ ‫ون ﴾‬ ‫[الطور‪]41 :‬؛ أي‪ :‬يعلمون‪.‬‬ ‫اصطالحا‬ ‫ً‬ ‫الكتابة‬ ‫إن مفهوم الكتابة ُقدم له تعريفات كثيرة‪ ،‬إال أ نها تدور في فلك واحد‪ ،‬وهو تفسير عملية الكتابة‬ ‫وكيف تتم عملية الكتابة‪ ،‬ومن هذه التعريفات‪:‬‬ ‫الكتابة ‪:‬‬ ‫نحوا‪ ،‬وفي‬ ‫* هي القدرة على تصور األفكار‪ ،‬وتصويرها في حروف وكلمات وتراكيب صحيحة ً‬ ‫أساليب متنوعة المدى والعمق والطالقة‪ ،‬مع عرض تلك األفكار في وضوح‪ ،‬ومعالجتها في تتابع‬ ‫وتتدفق‪ ،‬ثم تنقيح األفكار والتراكيب التي تعرضها بشكل يدعو إلى مزيد من الضب والتفكير‪.‬‬ ‫* أو هي "اختيار وترتيب وتنمية األفكار ‪،‬والتعبير عنها بصيغ مناسبة كالما وكتابا "‪.‬‬ ‫* وهي "القدرة على اإلفصاح عما يجول في النفس من مشاعر وأفكار وانفعاالت ‪،‬ونقلها إلى‬ ‫اآلخرين بأسلوب واضح خال من األخطاء النحوية والصرفية "‪.‬‬ ‫* وهي "القدرة على تصور األفكار وكتابتها ضمن تراكيب صحيحة ‪ ،‬وأساليب متنوعة المدى‬ ‫‪،‬ومراعاة الوضوح والتسلسل في عرض األفكار وتنقيحها ‪،‬بهدف الضبط وتعميق الفكر "‪.‬‬ ‫فالكتابة هي إحدى مهارات اللغة الهامة ‪ ،‬وهي عبارة عن عملية عقلية يقوم الكاتب فيها بتوليد‬ ‫األفكار وصياغتها وتنظيمها‪ ،‬ثم وضعها بالصورة النهائية على الورق‪.‬‬ ‫خصائص فن الكتابة‬ ‫‪.1‬الكتابة فن اتصالي ‪ :‬االتصال يعني نقل المعلومات او اعطاء تعليمات او طلب شيء ما ‪،‬او‬ ‫التعبير عما في النفس من عواطف واحاسيس‪.‬‬ ‫‪.2‬الكتابة عملية عقلية معقدة ‪ :‬فهذا يعني انها ال بد ان تسير في ثالث عمليات اساسية‬ ‫‪:‬عملية التخطيط للكتابة‪،‬عملية التحرير واالنشاء ‪،‬عملية المراجعة ‪.‬‬ ‫‪.3‬الكتابة عملية ترميز للرسالة اللغوية‪ :‬فالكتابة ما هي اال عالمات ترمز الى دالالت او معان‬ ‫مقصودة ومحددة يريد الكاتب ان ينقلها الى القارئ ‪.‬‬ ‫‪.4‬الكتابة فن محكوم بقواعد ‪ :‬فالكاتب ملزم بقواعد عديدة ‪:‬منها ما يرتبط بتنظيم العمل الكتابي‬ ‫(مقدمة ‪،‬صلب الموضوع‪ ،‬خاتمة)‪،‬ومنها ما يرتبط بآليات الكتابة (االمالء ‪،‬النحو‪ ،‬الترقيم)‪.‬‬ ‫‪.5‬الكتابة عملية تفكير ‪ :‬فالكاتب يفكر بقلمه ‪،‬فالكاتب يفكر في كل مرحلة من مراحل الكتابة‬ ‫‪،‬فالكتابة هي المظهر الخارجي لعملية التفكير ‪.‬‬ ‫‪.6‬الكتابة لها اشكال سلوكية تدل عليها ‪ :‬الكتابة ليست عملية عقلية ذهنية فقط ‪،‬لكنها منتج‬ ‫يتبدى في عمل مكتوب يظهر للعيان ‪،‬وهذا الفن يتضمن عدة مهارات ‪ :‬تنظيمية وفكرية‬ ‫واسلوبية وشكلية ولغوية ‪.‬‬ ‫تشترك في عملية الكتابة ثالثة حواس مهمة ‪:‬‬ ‫‪.1‬العين ‪ :‬ترى الكلمات‪،‬تالحظ رسم الحروف وترتيبها ‪،‬مما يساعدها على تذكرها حين كتابتها ‪.‬‬ ‫‪.2‬الذن ‪:‬تسمع الكلمات‪،‬تميز بين اصوات الحروف ‪،‬وتميز بعضها عن بعض ‪،‬وادراك الفروق‬ ‫المتقاربه بين المخارج ‪.‬‬ ‫‪.3‬اليد ‪ :‬تؤدي العمل الكتابي ‪،‬وتحتاج الى جهد عضلي لرسم الحروف وكتابة الكلمات ‪.‬‬ ‫أهمية الكتابة‪:‬‬ ‫تنبع أهمية الكتابة من حيث أنها ‪:‬‬ ‫‪.1‬الوسيلة الرئيسية لحفظ العلوم‪ ،‬والخبرات‪ ،‬والتجارب الحياتية‪ ،‬واالستنتاجات‪ ،‬واآلراء‪ ،‬واألقوال‪،‬‬ ‫والسير‪ ،‬واألحداث التاريخية؛ فدون الكتابة سيبدأ كل من يحاول إضافة شيء إلى مسيرة اإلنسانية‬ ‫من الصفر‪ ،‬ولن يكون هناك أي نوع من أنواع تراكم العلوم‪ ،‬أو الخبرات ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المرسل‬ ‫‪. 2‬وسيلة مهمة للتعبير عن المشاعر الدفينة لآلخرين في محاولة لتقريب المسافات بين‬ ‫المرسل إليه‪ ،‬فللكلمة وقع السحر على النفس اإلنسانية؛ فهي الوحيدة القادرة على التغلغل إلى‬ ‫و َ‬ ‫األعماق‪ ،‬والتأثير في اإلنسان‪ ،‬وربما قلب حياته رأساً على عقب ‪.‬‬ ‫‪.3‬طريقة من طرق اإلبداع‪ ،‬وإبراز المواهب والقدرات‪ ،‬خاصة من خالل ما يعرف بفن الرواية‪،‬‬ ‫أو القصة‪ ،‬أو الشعر؛ حيث تساعد مثل هذه الفنون على تطوير شخصية اإلنسان‪ ،‬والنهوض به‬ ‫روحياً ونفسياً أيضاً ‪.‬‬ ‫‪.4‬وسيلة للتنفيس عن مكنونات النفس الداخلية‪ ،‬والتي تحتاج بين الحين واآلخر إلى الخروج‪،‬‬ ‫ولن تجد لها سبيالً أفضل من التدوين والكتابة‪.‬‬ ‫‪.5‬وسيلة ناجعة يتبعها من ينوون المساهمة في إحداث إصالح حقيقي في مجتمعاتهم‪ ،‬وبلدانهم؛‬ ‫حيث يمكنهم من خاللها بث األفكار‪ ،‬وإيصالها إلى أكبر عدد من المتلاقين‪ ،‬والمتفاعلين ‪.‬‬ ‫‪.6‬للكتابة دور كبير وفعال في زيادة معلومات اإلنسان وتكثيرها‪ ،‬فبمقدورها أن تجعل من‬ ‫خاص ًة إن كان من األشخاص الذين يتميزون بتعدد اهتماماتهم ‪.‬‬ ‫اإلنسان شخصاً موسوعياً ا‬ ‫إما من خالل تأليف‬ ‫‪.7‬تعتبر في أيامنا هذه وسيل ًة من وسائل الحصول على دخل مادي جيد‪ ،‬ا‬ ‫الكتب‪ ،‬أو كتابة المقاالت‪ ،‬أو التدوين عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬كما وتعتبر أيضاً وسيل ًة من وسائل‬ ‫خاص ًة إن تمتاع الكاتب بأسلوب ساحر‪ ،‬وقلم جميل ‪.‬‬ ‫اكتساب الشهرة‪ ،‬ا‬ ‫تنمي م ن قدرات اإلنسان العقلية‪ ،‬وقد تسهم في بعض األحيان في تنمية عالقاته االجتماعية‪،‬‬ ‫‪.8‬ا‬ ‫هذا عدا عن كونها وسيل ًة مهمة من وسائل النجاح في الحياة‪ ،‬وقضاء االحتياجات المختلفة‪.‬‬ ‫نشأة الكتابة وتطورها‬ ‫‪.1‬اختلف في نشأة الكتابة‪ ،‬متى كانت بدايتها‪ ،‬ومن أول من اخترعها‪ ،‬فالبعض يرى أن‬ ‫الكتابة توقيف من هللا تعالى‪ ،‬أنزلت على آدم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬في إحدى وعشرين صحيفة‪،‬‬ ‫إن آدم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬هو من وضعها‪ ،‬كتبها في طين وطبخه‪ ،‬قبل أن يموت بثالثمائة‬‫وقيل‪ :‬ا‬ ‫أن المعرفة الحقيقة ألصل‬ ‫سنة‪ ،‬ولما كان غرق الطوفان‪ ،‬أصاب ا‬ ‫كل قوم كتابهم‪ ،‬والحقيقة ا‬ ‫ولكن المطلع على‬ ‫الكتابة‪ ،‬وكيف كانت نشأتها‪ ،‬ليس باألمر السهل‪ ،‬لغموض تاريخ تلك الفترات‪ ،‬ا‬ ‫يدرك أن عملية الكتابة لم تكن توقيفية من هللا‬ ‫ُ‬ ‫النقوش واآلثار‪ ،‬التي خالفتها الحضارات القديمة‪،‬‬ ‫اعا فجائيًّا من وضع أحد بعينه‪.‬‬ ‫تعالى‪ ،‬ولم تكن اختر ً‬ ‫وإذا كان ا التفاق على أن الكتابة هي من صنع اإلنسان‪ ،‬ال توقيفية من هللا تعالى‪ ،‬وال من وضع‬ ‫مرت‬ ‫ولكنها ا‬ ‫آدم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فهذا يعني أن الكتابة لم تكن بالشكل المتعارف عليه اآلن‪ ،‬ا‬ ‫تبعا لتطور حياة اإلنسان‪ ،‬وبيئاته المختلفة‪ ،‬حتى وصلت‬ ‫بعدة مراحل طويلة عبر التاريخ‪ ،‬وذلك ً‬ ‫إلى هي ما عليه في هذا العصر‪ ،‬وتتفق الدراسات على أن ظهور أول كتابتين كان في الشرق‬ ‫هامتين‪ ،‬وهما الكتابة المسمارية‪ ،‬والكتابة الهيروغليفية‬ ‫قدم للعالم أول كتابتين ا‬ ‫األدنى القديم‪ ،‬وقد ا‬ ‫في مصر‪.‬‬ ‫فأما الولى وهي الكتابة المسمارية‪:‬‬ ‫فقد ظهرت في العراق‪ ،‬وعثر عليها من خالل بعض األلواح الطينية التي وجدت في الحفريات‬ ‫القديمة جنوب العراق‪ ،‬وأكدوا أنها ترجع لعهد السومريين‪.‬‬ ‫أما الثانية‪ ،‬الكتابة الهيروغليفية‪:‬‬ ‫وّ‬ ‫أن المصريين القدماء قد اقتبسوها من السومريين‪،‬‬ ‫فقد ظهرت في مصر‪ ،‬وتذكر بعض المصادر ا‬ ‫عن طريق االختالط بين الحضارتين وقد استخدمها المصريون لمدة تزيد على ‪3000‬سنة‪ ،‬وقد‬ ‫استخدموا تلك الكتابة بشكل رئيس في النقوش الدينية على المعابد والنصب التذكارية الحجرية‪،‬‬ ‫ولتسجيل كلمات وأفعال الشخصيات واألسر الملكية‪.‬‬ ‫مرت بها العملية الكتابية‪ ،‬حتى‬ ‫إن الكتابتين‪ ،‬السومرية‪ ،‬والهيروغليفية‪ ،‬تمثالن المراحل التي ا‬ ‫وصلت إلى األبجدية المتعارف عليها ا

Use Quizgecko on...
Browser
Browser