المحاور الأساسية في التاريخ المسيحي PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

جامعة القديس يوسف

2024

issa.diab

Tags

التاريخ المسيحي المسيحية التاريخ الديني اللاهوت

Summary

هذه المحاضرات تغطي المحاور الأساسية في التاريخ المسيحي من التأسيس حتى العصر الحديث. تركز على الأحداث الرئيسية والتحولات في الكنيسة، مع التركيز على السياقات الاجتماعية والسياسية والدينية المختلفة التي مرت بها المسيحية. تبحث المحاضرات أيضاً في العلاقات بين المسيحية والدين اليهودي والوثنيات، وصولاً إلى التأثيرات على النهضة الأوروبية والإصلاح الديني.

Full Transcript

‫جامعة القديس يوسف ‪ -‬كلية العلوم الدينية ‪ -‬معهد الدراسات اإلسالمية املسيحية‬ ‫السنة اجلامعية ‪ – 2025/2024‬الفصل الثاين‬ ‫احملاور األساسية يف التاريخ املسيحي ‪ -‬املقرر الدراسي‬ ‫– دكتوراه يف جمتمعات وث افات العامل الع يب‬ ‫(دكتوراه ي...

‫جامعة القديس يوسف ‪ -‬كلية العلوم الدينية ‪ -‬معهد الدراسات اإلسالمية املسيحية‬ ‫السنة اجلامعية ‪ – 2025/2024‬الفصل الثاين‬ ‫احملاور األساسية يف التاريخ املسيحي ‪ -‬املقرر الدراسي‬ ‫– دكتوراه يف جمتمعات وث افات العامل الع يب‬ ‫(دكتوراه يف الالهوت – دكتوراه يف دايانت الش ر ر ر ر ر ر ر ا د ال‬ ‫احملاضر ر ر ر ررر يس ر ر ر ر ر‬ ‫واإلسالمي‪ -‬دكتوراه يف فيلولوجية النصوص اليهودية ال مية‪ ،‬شهادة اجل ارة إلدارة ا حباث)‬ ‫تلفون ‪E-mail: [email protected] ; [email protected] +961 )03( 275930‬‬ ‫_____________________________________________‬ ‫الصف‪ :‬الثالاثء من الساعة ‪ 00 :18‬حىت الساعة ‪15 :19‬‬ ‫مو د‬ ‫وصف املقرر‬ ‫يبحث م ر "احملاور ا ساسية يف التاريخ املسيحي" يف احملطات املفتاحية يف اتريخ املسيحية‪.‬هناك أح اث "مصريية"‬ ‫كانت متتلك ال وة يف توجيه أو تغيري مسار املسيحية‪.‬هذا جم د ملخص لتاريخ الكنيسة‪.‬جي ي الرتكيز على اتريخ‬ ‫الكنيسة يف الش دون إمهال ا ح اث العاملية اليت أث ت على املسيحية املش قية‪.‬ن رس اتريخ املسيحية يف السيا‬ ‫االجتماعي اليهودي الذي ول ت فيه‪ ،‬والسيا اليوانين الذي نشأت فيه‪ ،‬والسيا اإلسالمي الذي عاشت فيه ابت اءً‬ ‫من ال ن السابع‪.‬‬ ‫هدف املقرر‬ ‫يه ف امل ر إىل متكني الطالب من ا مور التالية‪:‬‬ ‫ اكتساب املع فة النظ ية عن اتريخ املسيحية بشكل عام‬ ‫ التوقف عن التحول املسيحي ا ول بص ور منشور ميالن سنة ‪ 312‬وب اية نظام اجملامع املسكونية‪.‬‬ ‫ التوقف عن النظام البط يكي ومكوانته االجتماعية والالهوتية وإعطاء ملخص عن البط يكيات اخلمس اليت‬ ‫انضوت املسيحية حتت لوائها‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ التوقف عن املشاكل اخل يستولوجية وما نتج عنها من ان سامات يف الش املسيحي‬ ‫ التوقف عن العالقات املسيحية مع اآلخ ‪ :‬اليهود‪ ،‬الوثنيون‪ ،‬اليوانن‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬والعالقات بني الش والغ ب‬ ‫يف إطار املسيحية‬ ‫ التوقف عن اإلصالح ال يين يف أورواب ودراسة أتثري املسيحية يف النهضة الث افية والفنية يف أورواب‪.‬‬ ‫ مساع ة الطالب على توظيف هذه املعلومات النظ ية يف احلياة العملية‬ ‫املطلو من الطالب‬ ‫ حضور الصف‬ ‫ االشرتاك يف الن اش ال ائ‬ ‫ اخلضوع إلمتحان آخ الفصل‬ ‫ورقة فصلية‪ 2000 :‬كلمة و‪ 4‬م اجع أكادميية م بولة على ا قل‪.‬‬ ‫ ت‬ ‫التقييم‬ ‫ حضور الصف واالشرتاك يف الن اش‪%10 :‬‬ ‫ االمتحان‪% 50 :‬‬ ‫ الورقة الفصلية‪% 40 :‬‬ ‫مضمون املقرر‬ ‫ال سم ا ول‪ :‬املسيحية من التأسيس حىت منشور ميالن‬ ‫ال سم الثاين‪ :‬املسيحية من منشور ميالن حىت ظهور اإلسالم‬ ‫ال سم الثالث‪ :‬املسيحية من ظهور اإلسالم حىت س وط ال سطنطينية (‪)1453‬‬ ‫ال سم ال ابع‪ :‬املسيحية يف عص النهضة واإلصالح ال يين‬ ‫ال سم اخلامس‪ :‬املسيحية يف العص احل يث‬ ‫بعض املراجع‬ ‫ عيسى دايب‪ ،‬حماضرات يف اتريخ املسيحية‪ ،‬حماض ات غري منشورة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ جان كميب‪ ،‬ليل إىل قراءة اتريخ الكنيسة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار املش ‪1994‬‬ ‫ ميشيل يتيم وإغناطيوس ديك‪ ،‬اتريخ الكنيسة الشرقية‪ ،‬جونية‪ :‬املكتبة البولسية ‪1991‬‬ ‫ ن وال زايدة‪ ،‬املسيحية والعر ‪ ،‬دمشق‪ :‬ق مس ‪.2000 ،‬‬ ‫ ‪W. Walker and R. Norris, and D. Lotz, and R. Handy, A History of‬‬ ‫‪the Christian Church, fourth edition, New York: Scribner 1985‬‬ ‫_________________________________________________‬ ‫‪3‬‬ ‫القسم األول‬ ‫املسيحية من التأسيس حىت منشور ميالن (‪)312‬‬ ‫الفصول وعناوينها‬ ‫الفصل ا ول| اخللفية التارخيية وال ينية والث افية اليت نشأت فيها املسيحية‬ ‫الفصل الثاين| يسوع املسيح‬ ‫الفصل الثالث|احل بة ال سولية (ال انن ا ول والثاين)‬ ‫الفصل ال ابع|آابء الكنيسة واملسيحية الني اوية وب اية ال هبنات (ال ون ‪)4-2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال سم ا ول‪ :‬املسيحية من التأسيس حىت منشور ميالن (‪)312‬‬ ‫الفصل األول| اخللفية التارخيية والدينية والثقافية اليت نشأت‬ ‫فيها املسيحية‬ ‫من الناحية التارخيية‪ ،‬يُعترب يسوع املسيح هو مؤسس ال اينة املسيحية‪.‬فر"املسيحية" اليت ُدعي هبا أتباع يسوع‬ ‫املسيح‪ ،‬يف أنطاكية يف ال ن ا ول‪ ،‬أتيت من "املسيحي" وم تكزة على دعوته املسيحانية (أنظ أعمال ال سل‬ ‫‪ُ.)26 :11‬ول املسيح قبيل انبالج ال ن امليالدي ا ول‪ ،‬يف م ينة بيت حلم من م اطعة اليهودية يف فلسطني‬ ‫وت ع ع يف هذه الب عة اجلغ افية اليهودية اليت كانت حتت االحتالل ال وماين وحيث كانت الث افة اهلللينية‬ ‫منتش ة‪.‬‬ ‫أوالً اخللفية السياسية الرومان‬ ‫سنة ‪. 65‬م‪ ،.‬ش قائ جيوش ال ومان بوميب العزم على السيط ة على سوراي وفلسطني‪ ،‬فسار جبيشه من‬ ‫مص اليت كان ق احتلها‪ ،‬واستطاع أن ي م ‪ ،‬بس عة كبرية‪ ،‬ال وة السلوقية اليت اعرتضته‪.‬سنة ‪. 63‬م‪،.‬‬ ‫اصبحت فلسطني حتت السيط ة ال ومانية وصارت م اطعة من والية سوراي‪.‬سيرتتب على حياة اليهود إج اء‬ ‫تغيريات كبرية من ج اء هذا االنت ال من حتت السيط ة اليواننية إىل حتت السيط ة ال ومانية‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬تبىن ال ومان الكثري من داينة اليوانن‪ ،‬ودخل ع د من آهلة اليوانن يف ال اينة ال ومانية‪.‬آمن ال ومان‬ ‫أيضا إله احل ب "مارس"‪،‬‬ ‫بع د من اآلهلة واإلالهات كان يرتأسهم اإلله جوبرت مبساع ة رسوله مكوري‪.‬وعب وا ً‬ ‫وإالهة احلب فينوس‪.‬‬ ‫اهتم ال ومان بشؤون اجليش واحلكم وال ضاء والع الة أكث من اهتمامهم ابل ين‪.‬فسمحوا للشعوب ال اخلة‬ ‫حتت سيط هتم حب ية العبادة والب اء يف عاداهتم ال ينية‪ ،‬طاملا أن مفاهيمهم ال ينية ال ت عو إىل الثورة عليهم أو‬ ‫تتشابك بشكل واضع مع العوائ ال ومانية‪.‬لكن ع ف ال ومان قوة ال ين يف توحي الشعوب واكتساب‬ ‫إخالصهم‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ومنذ حكم أغسطوس قيص ‪ ،‬دخلت ال اينة ال ومانة عادة "عبادة اإلمرباطور‪ ،‬فبنوا اهلياكل يف كل مكان ودعوا‬ ‫مجيع من كانوا حتت سيط هتم ملمارسة هذه العادة‪.‬وكان العاب ين أن ي موا الذابح وي وموا ابلط وس أمام‬ ‫متثال أو نصب لإلمرباور منصوب يف اهليكل املع له‪.‬وكان يُعترب كل من امتنع عن ممارسة "عبادة االمرباطور"‬ ‫ٍ‬ ‫كعاص ي عو إىل الثورة وهو ابلتايل يستحق أقسى الع وابت‪.‬‬ ‫كان من الطبيعي أن ميتنع اليهود واملسيحيون عن ممارسة عبادة اإلمرباطور‪ ،‬وابلط ي ة ال يبلوماسية‪ ،‬استطاع‬ ‫اليهود أن حيصلوا على عفو خاص من ممارسة هذه العبادة‪.‬أما املسيحيون‪ ،‬كوهنم كانوا يعب ون "املسيح"‪،‬‬ ‫وهو يف الفك ال وماين منافس لل يص ‪ ،‬وكانت هذه التهمة سامهت يف إع امه‪.‬واعترب ال ومان عبادة املسيح‬ ‫والتمنع عن عبادة ال يص مبثابة اخليانة العظمى‪.‬وال خيفى على أح ما القاه املسيحيون من اضطهادات‬ ‫وحشية من ال ومان بسبب هذا ا م ‪.‬‬ ‫اثنيًا اخللفية الثقافية اليوانن واللغة العربية اآلرامية‬ ‫على ال غم من سيط ة ال ومان السياسية على فلسطني يف ال ن امليالدي ا ول‪ ،‬غري أن الث افة اهلللينية كانت‬ ‫هي ا قوى يف كل أرجاء اإلمرباطورية ال ومانية يف الش ‪ ،‬كون هذه ا خرية قامت على أن اض ال ولة البطليمية‬ ‫يف مص وال ولة السلوقية يف سوراي‪ ،‬وهااتن ال ولتان مها من ب ااي اإلمرباطورية اهليللينية املرتامية ا ط اف‪.‬كانت‬ ‫اللغة اليواننية هي لغة الث افة والعلم‪.‬وكان وضع الث افة اليواننية يتعزز كلما كان وضع ال سم الش قي من‬ ‫اإلمرباطورية ال ومانية يتعزز على حساب قسمها الغ يب‪.‬‬ ‫أما يف فلسطني‪ ،‬فكانت الث افة العربية اآلرامية هي الطاغية‪ ،‬وخاصة بني سكان ال ى وطب ة الفالحني‪.‬‬ ‫وكانت هذه اللغة‪ ،‬أي اآلرامية العربية‪ ،‬هي اليت جلبها اليهود معهم إىل املنط ة بع عودهتم من سيب اببل‪.‬‬ ‫وستصبح فيما بع اللغة اآلرامية وث افتها هي لغة وث افة املسيحية املش قية اليت انتش ت يف سوراي وفلسطني‬ ‫صعودا إىل ا قسام اجلنوبية من آسيا الصغ ي‪.‬وهذه‬ ‫ً‬ ‫امت ًادا إىل داخل اجلزي ة الع بية‪ ،‬وبالد ما بني النه ين‬ ‫هي اللغة ا م لكل من الع بية والس اينية واآلشورية والكل انية احل يثة‪ 1.‬ففيها ستُكتب امهات الكتب‬ ‫املسيحية‪ ،‬وستُرتجم إليها الفلسفة اليواننية‪ ،‬وستُساهم يف قيام النهضة الع بية ا وىل يف العص العباسي ا ول‪.‬‬ ‫طبعا لكل من هذه اللغات أصوهلا واترخيها‪ ،‬ولكن نتكلم هنا عن ح بة والدة املسيحية يف الش ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اثلثًا اخللفية الدينية الفرق اليهو ية‬ ‫وُتربان ا انجيل‪ ،‬وخاصة‬ ‫كانت ال اينة السائ ة يف فلسطني عشية والدة يسوع املسيح هي ال اينة اليهودية‪ُ.‬‬ ‫إجنيل مىت‪ ،‬أن املسيح ُحبل به ابل وح ال س يف أحشاء م اليت كانت تنتمي إىل عائلة يهودية تعود جذورها‬ ‫إىل امللك داود‪ ،‬ووضع يف كنف يوسف‪ ،‬الذي كان خطيب م ‪ ،‬وهو ب وره ينتمي إىل عائلة يهودية تض ب‬ ‫جذورها يف ال م حىت امللك داود مؤسس دولة إس ائيل ال مية‪.‬هذا ي فعنا إىل ال ول أبن املسيح‪ ،‬حبسب‬ ‫هويته ا رضية هو يهودي وجاء وت ع ع يف حميط يهودي‪.‬لكن املسيح كابن هللا ا زيل‪ ،‬كما يؤمن املسيحيون‪،‬‬ ‫يتجاوز كل الع و البش ية وهو جلميع الشعوب اليت على ا رض‪.‬‬ ‫ت يب يسوع املسيح‪ ،‬إ ًذا‪ ،‬ت بية يهودية‪ ،‬وكان يعيش احلياة ال ينية اليهودية ويشرتك يف االحتفاالت اليت كانت‬ ‫ت ام يف اجملامع املنتش ة يف أحناء فلسطني‪ ،‬أو يف اهليكل الوحي الذي كان يف م ينة أورشليم‪ ،‬اليت هي العاصمة‬ ‫ال ينية والسياسية‪.‬‬ ‫كانت اليهودية يف ال ن ا ول داينة موح ة ومساوية أي أهنا تؤمن إبله واح أح وتعب ه وتنهى عن عبادة‬ ‫غريه‪.‬وكانت تؤمن أبن التوراة وا نبياء والكتاابت ا خ ى (مكوانت الكتاب امل س العربي الذي هو العه‬ ‫عن املسيحيني) هي كلمة هللا اليت أتت إىل موسى وسائ ا نبياء‪.‬‬ ‫ال‬ ‫وأهم الف اليهودية اليت كانت تعمل يف اجملتمع فهي‪ :‬الف يسيون – الص وقيون – اهلريودسيون – الكتبة –‬ ‫ا سينيون‪.‬‬ ‫‪.1/3‬الفريسيون‬ ‫"الف يسيون" اسم مشتق من اجلذر الثالثي‪/‬الفعل العربي "ف ر ز" أو "ب ر ز" ويعين "فصل"‪" ،‬إنفصل"‪،‬‬ ‫"ف ز" أو "أف ز"‪.‬وق تسموا هبذه التسمية هنم كانوا يفصلون أنفسهم عن عامة الشعب‪ ،‬فريون أبهنم طب ة‬ ‫"مف وزة" خل مة هللا واالجتهاد يف تطبيق ش يعته وتعليمها والسه عليها‪.‬ولذلك فيجب أن يبتع وا عن‬ ‫"النجاسة" املوجودة عن اخلطاة‪.‬‬ ‫كثريا يف هذه ا مور ف اموا‬ ‫كثريا مبوضوع الطهارة والنجاسة يف العادات واملأكوالت‪ ،‬واجته وا ً‬ ‫اهتم الف يسويون ً‬ ‫بتفسري الش يعة وفزلكتها‪ ،‬وكانت اجتهاداهتم معتم ة ل ى الطب ة الفالحية وال وية من الشعب‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫كانوا متمسكني ابلتوراة الشفوية اليت‪ ،‬حبسب معت هم‪ ،‬أنزهلا هللا على موسى مع التوراة املكتوبة‪ ،‬وانت لت‬ ‫إلينا ابلتوات ‪.‬وسيعملون على ت وين هذه التوراة وستُسمى "املشنا" أي "الرتداد" أو "التك ار"‪ ،‬اليت ستصبح‬ ‫اجلزء املهم من التلموذ‪.‬‬ ‫كان الف يسيون يؤمنون بر"ال يامة" من املوت يف آخ الزمان‪ ،‬بعكس الص وقيني واهلريودسيني الذين سنتكلم‬ ‫عنهم‪.‬وبع ال يامة‪ ،‬سيجازي هللا كالً من ا ش ار وا ب ار‪ ،‬فهؤالء إىل النعيم‪ ،‬وأولئك إىل اجلحيم‪.‬‬ ‫آمن الف يسيون مبجيء املسيا (املسيح) املنتظ ‪ ،‬لكن رأوه مل ًكا أو قائ ً ا عسك ًاي من نسل امللك داود‪.‬ويف‬ ‫آخ الزمان‪ ،‬سيأيت املسيح وسي ود احل ب ض أع اء إس ائيل ا ش ار‪ ،‬وسيضمن النص إلس ائيل على كل‬ ‫أع ائها ب وة هللا‪.‬وسيتمم هللا ابملسيح كل وعوده اليت قطعها للشعب اليهودي املختار أبنه سيبين مملكة مرتامية‬ ‫ا ط اف تكون أعظم ممالك ا رض‪ ،‬والشعب اليهودي أعظم شعوب ا رض‪ ،‬وسيكون اليهود بكة هللا لكل‬ ‫شعوب ا رض‪.‬‬ ‫يُعترب الف يسيون املؤسسني احل ي يني لليهودية ال ابية اليت ابت أت م اميكها ا وىل على أث دمار اهليكل الثاين‬ ‫بي تيطس ال وماين سنة ‪ 70‬م‪.‬وستكرب وترتع ع هذه اليهودية يف بالد ما بني النه ين ويف أورواب‪.‬‬ ‫‪.2/3‬الصدوقيون‬ ‫"الص وقيون كلمة مشت ة من "صادو الكاهن" الذي كان كاهن امللك داود وابنه سليمان‪.‬ويعترب الص وقيون‬ ‫أنفسهم هم الكهنة املنتمني إىل ساللة صادو ‪.‬اهتم الص وقيون يف االحتفاالت ال ينية اليت كانت ت ام يف‬ ‫اهليكل‪.‬فكوهنم كهنة‪ ،‬كانوا اهم ال يمني على نشاطات اهليكل الوحي الذي كان يف أورشليم‪.‬بينما كان‬ ‫الف يسيون ي يمون عباداهتم يف اجملامع ال يفية واملناط ية‪.‬عظمت سلطتهم يف ح بة اهليكل الثاين (‪. 515‬م‪.‬‬ ‫متاما يف ح بة اليهودية ال ابية (‪ 70‬م‪.‬حىت‬ ‫– ‪ 70‬م‪ ،).‬لكن بع دماره‪ ،‬ب أ وهجهم خيفت إىل أن اختفوا ً‬ ‫احلاض )‪.‬‬ ‫ال يؤمن الص وقيون ابلتوراة الشفوية وال ابل يامة من املوت‪ ،‬وكانت هذه موضوع ج االت طويلة بينهم وبني‬ ‫الف يسيني‪.‬‬ ‫وخ م الص وقيون والف يسيون يف جملس السنه رين اليهودي (أكرب هيئة ف هية)‪.‬فكان كل أعضائه االثنني‬ ‫أحكاما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والسبعني من هاتني الف قتني اليهوديتني‪.‬وكان جملس السنه رين يبحث يف ا مور اليهودية ويص ر‬ ‫لكن مل يكن حيق له تنفيذ ا حكام املتعلق ابلسجن واإلع ام‪ ،‬فكان يطلب من السلطة ال ومانية تنفيذها‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.3/3‬الكتبة‬ ‫كان الكتبة من اليهود املت ينيني كالف يسيني والص وقيني‪ ،‬واملتخصصني يف نسخ ا سفار امل سة وق اءهتا‬ ‫وتفسريها‪.‬فكانوا هم اخلرباء يف هذا املضمار‪ ،‬وي جع إليهم اليهود عن احلاجة‪.‬وكانوا مييلون إىل ع ائ الف يسيني‬ ‫أكث من ميلهم إىل ع ائ الص وقيني‪.‬‬ ‫‪.4/3‬األسينيون‬ ‫معىن كلمة "أسينيون" غري مع وف‪ ،‬ويُعت أهنم "الشفائيون" أي الذين يعاجلون ا م اض ابلط الطبيعية‪.‬‬ ‫متاما‪.‬وما يُع ف عنهم يعود إىل املخطوطات اليت اكتُشفت‬ ‫كان ا سينيون مجاعة يهودية منفصلة عن اجملتمع ً‬ ‫يف مغاور قم ان ق ب البح امليت ابت اء من سنة ‪.1947‬كانوا أشبه جبماعة رهبانية يهودية اهتم ت الزه‬ ‫والت شف يف احلياة‪ ،‬يعتم ون العزلة هنم كانوا ي ون أبن يهودية اهليكل‪ ،‬واليهودية املنظمة بشكل عام‪ ،‬ق‬ ‫فس ت‪ ،‬لذلك فاتبعوا وسيلة االنعزال‪.‬‬ ‫عمل ا سينيون يف نسخ ا سفار امل سة وتفسريها‪.‬كانت هلم مفاهيمهم اخلاصة فيما يتعلق ابلطاه والنجس‬ ‫من العادات واملأكوالت‪.‬وكانوا ميارسون املعودية ابملاء‪ ،‬هذا الط س الذي انت ل إىل املسيحية فيما بع ‪.‬‬ ‫ويب و أن ا سينيني تع ضوا هلجوم عسك ي من قِبَل بعض اجلماعات (ال ومانية؟ أو اليهودية؟)‪ ،‬فعم وا إىل‬ ‫إخفاء كتبهم امل سة من أجل احلفاظ عليها‪ ،‬فوضعوها يف ج ار فخارية‪ ،‬ووضعوا اجل ار يف املغاور‪.‬وبسبب‬ ‫املناخ احلار والناشف يف تلك املنط ة ب يت هذه املخطوطات ساملة من التلف حىت أايمنا‪ ،‬حيث ابتُ ئ‬ ‫ممهما ل راسات اليهودية وب اايت املسيحية‪.‬‬ ‫جعا ً‬‫كنزا مثينًا وم ً‬ ‫ابكتشافها سنة ‪.1947‬وتعترب هذه املخطوطات ً‬ ‫‪.5/3‬اهلريو سيون‬ ‫االسم مشتق من "هريودس" وهو امللك ا دومي (الع يب من ش ا ردن) الذي واله ال ومان على فلسطني‬ ‫عشية والدة املسيح‪.‬كان اهلريودسيون جامة يهودية مناص ة ل وما وحكم هريودس بينما كانت ب ية الف‬ ‫اليهودية مناوئة هلذه السلطات غري اليهودية‪.‬وتعاطى اهلريودسيون ابلسياسة والعمل االجتماعي أكث من‬ ‫ال ين‪ ،‬لكن ال ين والعمل االجتماعي ال ينفصل أح مها عن اآلخ يف احلياة الش قية ال مية (واحل يثة)‪.‬‬ ‫________________________________________________‬ ‫‪9‬‬ ‫القسم األول املسيحية من التأسيس حىت منشور ميالن‬ ‫الفصل الثاين| يسوع املسيح‬ ‫من الصعب ج ً ا إجياد معلومات موث ة اترخييًا عن سرية يسوع املسيح التارخيية‪.‬غري أن كبار املؤرخني ال ومان‪،‬‬ ‫مثل اتسيتوس‪ ،‬واليهود‪ ،‬مثل يوسيفوس‪ ،‬ذك وا "ح ث" يسوع املسيح‪.‬وملخص ما ذك وا هو أن يسوع رجل‬ ‫يهودي قال أن هللا أرسله‪ ،‬وراح يبش مبجيء ملكوت هللا وي عو الناس إليه‪ ،‬ووصل إىل تصادم مع رجال ال ين‬ ‫اليهود‪ ،‬ف تبوا إل اء ال بض عليه وحماكمته ل ى السلطات ال ومانية وتنفيذ حكم اإلع ام به صلبًا‪.‬وذك‬ ‫املؤرخون شيئًا من دعوة تالميذه بع موته‪.‬‬ ‫إن كل ما نع ف عن املسيح أنخذه من ا انجيل ال انونية‪ ،‬وبعض ا خبار يف ا انجيل املنحولة‪.‬غري أن‬ ‫ا انجيل ليست اترخيًا‪ ،‬هي شهادات الهوتية ليسوع املسيح ورسالته‪.‬نستطيع أن نستخلص منها بعض‬ ‫التاريخ‪ ،‬لكن املعلومات اليت نستخلصها ليست موث ة اترخييًا ابملفهوم العلمي للتاريخ‪.‬وعلى ال غم من ذلك‪،‬‬ ‫ي ول ال سل أبهنم بنوا رسالتهم ال يت بش وا هبا على أح اث اترخيية‪ ،‬ف جاء يف م مة إجنيل لوقا (‪-1 :1‬‬ ‫‪:)4‬‬ ‫الذين كانوا ِم َن البَ ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أخذوا يُ َ ّونو َن روايةَ ا ح اث اليت َجَت بَينَنا‪2 ،‬كما نرَ َ لَها إلَينا َ‬ ‫اس َ‬ ‫كثريا ِم َن النّ ِ‬ ‫"‪ّ 1‬ن ً‬ ‫إليك‪،‬‬ ‫قيق‪ ،‬أ ْن أكتُربَها َ‬ ‫شيء ِم ْن أُصولِِه بتَ ٍ‬ ‫يان وخ ّ اما لل َكلِم ِة‪3 ،‬رأيت أان أيضا‪ ،‬بع ما تتربعت ُكل ٍ‬ ‫ُشهود ِع ٍ‬ ‫ً َ َ َّ ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ف ِص ّحةَ التّعلي ِم الذي تَل ّ يتَهُ‪".‬‬ ‫حيح‪4 ،‬حىت تَع ِ َ‬ ‫ب تَ تيبِها ّ‬ ‫الص ِ‬ ‫صاح ِ ِ‬ ‫اي ِ‬ ‫حس َ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ب العّزة اثوفيلُ ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫َ‬ ‫وكتب ال سول يوحنا يف م مة رسالته ا وىل (‪1‬يوحنا ‪:)3-1 :1‬‬ ‫ورأيناهُ بِعُيونِنا‪ ،‬الذي أت َّملناهُ ولَ َم َسْتهُ أي ينا ِم ْن كلِ َم ِة احلياةِ‪2 ،‬واحلياةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫"‪1‬الذي كا َن م َن البَ ء‪ ،‬الذي َمسعناهُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت فَر أيْناها واآل َن نَشه ُ َهلا ونرُب ّش ُكم ابحلياةِ ا ب ِي ِة اليت كانَت ِعن َ ِ‬ ‫ت لَنا‪3 ،‬الذي َرأيناهُ و َمسعناهُ‬ ‫اآلب وَتَلّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََتَلّ ْ َ‬ ‫سيح ‪".‬‬‫سوع امل ِ‬‫َ‬ ‫َ‬‫اآلب واَبنِ ِه ي‬ ‫أيضا ُشكاءان‪ ،‬كما َحنن ُشكاء ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نرُبَ ّش ُُكم بِه لتَكونوا أنتُم ً‬ ‫َ‬ ‫‪ 2‬النصوص البيبلية هي حبسب الرتمجة املسكونية‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أخبارا ومعت ات شعبية عن املسيح بعي ة عن الواقع املنط ي وال ميكن‬ ‫أما ا انجيل املنحولة‪ ،‬فحملت لنا ً‬ ‫الكون إليها‪.‬‬ ‫نستع ض فيما يلي خمتص سرية يسوع املسيح التارخيية‪ ،‬أهم أعماله ودالالهتا الالهوتية‪ ،‬وأهم تعاليمه‪ ،‬وذلك‬ ‫على ق ر ما تساع ان ا انجيل ال انونية‬ ‫أوالً سرية يسوع املسيح من امليال حىت قبيل املمات‬ ‫يكون الكتاب امل س‪ ،‬هو مص ر معلوماتنا عن حياة يسوع املسيح‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫العه اجل ي ‪ ،‬الذي مع العه ال‬ ‫مكون من ا انجيل ا ربعة وأعمال ال سل‪ ،‬ورسائل بولس وبط س ويوحنا وغريهم‪ ،‬ورؤاي يوحنا‬ ‫والعه اجل ي َّ‬ ‫الالهويت‪.‬وا انجيل ابلذات تتضمن قصة حياة يسوع‪.‬و"إجنيل" كلمة يواننية ا صل تعين "البُش ى السارة"‪.‬‬ ‫لكن ليست ا انجيل سجالً اترخيياً عن حياة يسوع بل تس د لنا شهادة ال سل‪ ،‬الذين راف وا يسوع منذ عماده‬ ‫على هن ا ردن حىت موته وقيامته‪.‬فسمعوا كالمه ورأوا أعماله فع فوا فيه املسيح املنتظ الذي أعلن عنه ا نبياء‬ ‫‪.‬‬ ‫منذ ال‬ ‫‪.1/1‬البشارة ابحلبل به‪ ،‬وال ته وطفولته‬ ‫ٍ‬ ‫آنئذ‬ ‫تُعلمنا ا انجيل أبن يسوع‪ ،‬الذي عُ ف فيما بع ابملسيح‪ُ ،‬ول من فتاة يهودية تُ عى م ‪.‬وكانت م‬ ‫خمطوبة لشاب يُ عى يوسف‪.‬والغ يب يف ا م أن حبل م بيسوع حصل قبل زواج يوسف وم بصورة‬ ‫ش عية واجتماعية‪ ،‬ومن دون أن تع ف م يوسف مع فة الزوج لزوجته‪ ،‬وي ول العه اجل ي أبن هذا احلبل‬ ‫حصل من ال وح ال س‪.‬وعلى ال غم من ح اجة املوقف‪ ،‬ف قبل يوسف أن يغطي م ش عياً وقانونياً عن ما‬ ‫حبلت بيسوع وعن ما ول ته‪.‬‬ ‫ي ول نص البشارة‪ ،‬يف إجنيل لوقا ‪ ،38-26 :1‬ما يلي‪:‬‬ ‫ليل اَمسها النّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ادس‪ ،‬أرسل هللا امل َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫أليصاابت يف َشه ِها‬ ‫اصَةُ‪،‬‬ ‫ائيل إىل بَل َ ة يف اجلَ ِ ُ‬ ‫الك جرب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وحني كانَت‬‫"‪َ 26‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ف‪.‬‬‫يوس ُ‬ ‫‪27‬إىل عذراءَ اَمسُها َم َُ‪ ،‬كانَت َخمطوبَةً لَ ُج ٍل م ْن بَيت َ‬ ‫داود اَمسُهُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َمعك‪». 29‬فاضطَبَت َم َُ‬ ‫أنعم هللاُ علَيها‪.‬الّ ّ‬ ‫الم علَيك‪ ،‬اي َم ْن َ‬ ‫الس ُ‬ ‫وقال هلا‪ّ « :‬‬ ‫الك َ‬‫‪28‬ف َخ َل إليها امل ُ‬ ‫َ‬ ‫الك‪« :‬ال َُتايف اي م َ ‪ ،‬نِ ِ‬ ‫لت ُحظْوًة‬ ‫ُ‬ ‫امل‬ ‫هلا‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫»‬ ‫‪30‬‬ ‫؟‬ ‫ِ‬ ‫حية‬‫الت‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫هذ‬ ‫عىن‬‫م‬ ‫ما‬‫«‬ ‫ها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫فس‬‫ن‬ ‫َ‬ ‫يف‬ ‫ت‬ ‫الك وقالَ‬ ‫لِ ِ‬ ‫كالم امل ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِعن َ هللاِ‪: 31‬فستحبلني وتَلِ ين اَبنا تُسمينه يسوع‪. 32‬فيكو ُن عظيما واَ ِ‬ ‫لي يُ عى‪ ،‬ويُعطيه الّ ّ‬ ‫الع ّ‬ ‫بن هللا َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ً َ ّ َُ َ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫وب إىل ا ب ِ ‪ ،‬وال يكو ُن مل ْل ِك ِه ِهناية!"‬ ‫َ‬ ‫ك على ب ِ‬ ‫يت يَع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫داود‪33 ،‬وَميل ُ‬ ‫َ‬ ‫اإلله ع ش ِ‬ ‫أبيه‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫كيف يكو ُن هذا وأان َعذراءُ ال أع ِ ُ‬ ‫‪34‬ف الَت م َ لِ ِ‬ ‫وح ال ُ ُ ُ‬‫الك‪« :‬الّ ُ‬ ‫فأجاهبا امل ُ‬ ‫َ‬ ‫ف َر ُجالً؟ ‪َ » 35‬‬ ‫َ‬ ‫لمالك‪« :‬‬ ‫َ ُ‬ ‫أليصاابت‬ ‫ك‬‫نك ي عى اَبن هللاِ‪. 36‬ها قَ يبرتُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يك‪ ،‬وقُ رةُ العلي تُظَلّلُ ِ ِ‬ ‫َِحيل علَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وس الذي يولَ ُ م ُ‬ ‫ك فال ّ ُ‬ ‫ك‪ ،‬لذل َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس عاقًا‪. 37‬فما م ْن شيء َغ َري‬ ‫وهي اليت َدعاها النّ ُ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫الساد ُ‬ ‫هو َشه ُها ّ‬ ‫خوختها‪ ،‬وهذا َ‬ ‫ُحبلى ابَب ٍن يف َشْي َ‬ ‫ومضى ِم ْن ِعن ِها امل ُ‬ ‫الك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ول»‪.‬‬ ‫ب‪ :‬فَر ْلي ُك ْن يل َكما تَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُممك ٍن ِعن َ هللاِ‪». 38‬ف الَت م ‪« :‬أان ِ‬ ‫خاد َمةُ ال‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫بع هذا احل ث العجيب‪ ،‬قامت م مس عة إىل اجلبال‪ ،‬وذهب إىل حربون يف جبل يهوذا‪ ،‬حيث كانت‬ ‫تسكن إليصاابت نسيبتها وزوجها زك اي‪.‬وكان الزوجان شيخني وليس هلما أوالد لكن هللا تذك مها فحبلت‬ ‫إليصاابت بت خل إهلي على ال غم من ع مها وَتاوزها السن‪.‬وهناك تبادل م وإليصاابت ا خبار وتشاركا‬ ‫يف ما ح ث لكل منهما‪ ،‬فأنش ت م مبتهجة (لوقا ‪:)56-46 :1‬‬ ‫خادمتُه الوضيعةُ ! مجيع ا ِ‬ ‫جيال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إيل‪ ،‬أان َ ُ‬ ‫ب ‪47‬وتَبتَه ُج ُروحي ابهلل ُخمَلّصي ‪ 48‬نّهُ نظََ ّ‬ ‫"ترُ َعظّ ُم نرَ ْفسي الّ ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورمحتُهُ م ْن ج ٍيل إىل ج ٍيل ل َ‬ ‫لذين َخيافونَهُ ‪51.‬أظهَ‬ ‫َستُر َهنّرئُين ‪ّ 49‬ن ال َ يَ صنَ َع يل عظائ َم ‪.‬قُ ّ وس اَمسُهُ ‪َ 50‬‬ ‫اجلياع ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أنزَل اجلبابَِةَ َع ْن عُ وش ِهم ورفَ َع املُتّض َ‬ ‫عني‪. 53‬أشبَ َع‬ ‫ين يف قُلوهبم ‪َ 52.‬‬ ‫تكرب َ‬ ‫ش ّ ةَ ساع ه فبَ ّ َد املُ ّ‬ ‫اهيم ونَسلِ ِه‬ ‫وع َ آابءَان‪ ،‬إلب َ‬ ‫ائيل فتَذ ّكَ َرمحتَهُ‪55 ،‬كما َ‬ ‫ِ‬ ‫غني ‪54.‬أعا َن َعب َ هُ إس َ‬‫ف ا غنياءَ فا ِر َ‬ ‫خرياتِِه وصَ َ‬ ‫إىل ا ب ِ‪".‬‬ ‫بَيتِها‪".‬‬ ‫أشه ٍ ‪ُُ ،‬ثّ َ‬ ‫رج َعت إىل‬ ‫ِ‬ ‫حنو ثالثَة ُ‬ ‫أقامت َم َُ ِعن َ‬ ‫أليصاابت َ‬ ‫َ‬ ‫‪56‬و َ‬ ‫كان يوسف رجالً ابراً‪ ،‬فكان ملا علم حببل م ‪ ،‬وكاان مل جيتمعا بع ‪ ،‬أراد أن يرتكها س اً متحاشياً اإلساءة إليها‬ ‫أو تشويه مسعتها أبية ط ي ة‪ ،‬كونه ما كان ي رك س ما ح ث هلا‪.‬لكن هللا كلمه بط ي ة ما وساع ه على‬ ‫إدراك س حبل م العجيب‪ُ ،‬ث طلب منه أن يضم م إليه‪ ،‬وأعلمه أبهنا ستل ابناً وت عو امسه يسوع (مىت‬ ‫‪.)21-18 :1‬‬ ‫وجاء الوقت الذي جيب أن تل م فيه‪ ،‬وكان ذلك ما بني سنة ‪ 4‬و‪. 6‬م‪.‬وأتيت قصة امليالد ب لم اإلجنيلي‬ ‫لوقا على الشكل التايل (لوقا ‪:)7-1 :2‬‬ ‫ان اإلمرباطوِريِّة‪. 2‬وج ى هذا اإلحصاءُ ا ّو ُل ِعن َ ما‬ ‫ِ‬ ‫إبحصاء س ّك ِ‬ ‫س‬ ‫"‪1‬ويف تِ َ ِ‬ ‫يص ُ أوغُسطُ ُ‬ ‫لك ا ّايم َأمَ ال َ‬ ‫ب فيها ‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ُك ّل واح إىل َم ينته ليكتَت َ‬ ‫فذه َ‬ ‫يوس حاك ًما يف سوريّةَ‪َ. 3‬‬ ‫كا َن كريين ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪4‬وصعِ َ يوسف ِمن اجل ِ ِ‬ ‫داود‬ ‫داود‪ ،‬نّهُ كا َن م ْن بَيت َ‬ ‫يت َحل َم م ينة َ‬ ‫ليل م ْن م ينة النّاصَِة إىل اليهوديّة إىل بَ َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وعشريتِِه‪5 ،‬ليكتتِب مع م خطيبتِ ِه‪ ،‬وكانَت حبلى‪. 6‬وبينَما ُمها يف بيت َحلم‪ ،‬جاء وقتها لِتلِ َ ‪7 ،‬فولَ َ تِ‬ ‫َ َ َ ََُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ‬ ‫اَبنها البِك وقَمطَْته وأضجعته يف ِم ْذ ٍ‬ ‫ود‪ ،‬نّهُ كا َن ال َحمَ ّل هلُما يف ال ُفن ُ ِ ‪".‬‬ ‫َ ّ ُ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫وتته د حياة يسوع‪ ،‬فيه ب يوسف وم به إىل مص إبرشاد إهلي‪ُ.‬ث تعود العائلة امل سة لتسكن يف الناص ة‬ ‫من أعمال اجلليل حيث تل ت م البشارة بوالدة يسوع (مىت ‪.)2‬‬ ‫ال ُتربان ا انجيل الشيء الكثري عن حياة يسوع يف الناص ة‪ ،‬ويكتفي لوقا بذك حادثة ذهاب العائلة امل سة‬ ‫إىل أورشليم‪ ،‬العاصمة ال ينية‪ ،‬ملناسبة االحتفال ابلفصح‪ ،‬وكان ليسوع من العم اثنتا عش ة سنة‪.‬وهناك أضاع‬ ‫م ويوسف ابنهما ضمن احلشود‪ ،‬ليج اه بع ثالثة أايم من البحث املضين عنه جالساً وسط املعلمني يف‬ ‫اهليكل يسمعهم ويسأهلم‪.‬وعن ما يسأاله عن سبب أتخ ه عنهم‪ ،‬قال هلما‪" :‬أمل تعلما أنه ينبغي أن أكون يف‬ ‫ما يب"‪.‬لكنهما مل يفهما الكالم‪ُ.‬ث نزل معهما وجاء إىل الناص ة‪.‬وكان‪ ،‬كأي ول يف ذلك الزمان‪ ،‬خاضعاً‬ ‫لوال يه‪ ،‬وكان ينمو يف احلكمة وال امة والنعمة عن هللا والناس" (لوقا ‪.)52-41 :2‬‬ ‫‪.2/1‬معمو يته‬ ‫وتغيب ا خبار كلياً‪ ،‬ليظه يسوع فجأة‪ ،‬وله من العم ثالثون سنة‪ ،‬على ضفاف هن ا ردن حيث كان يوحنا‬ ‫املعم ان يعم اجلموع التائبة‪.‬فيأيت يسوع إليه ليعتم منه‪.‬وبع ت دد‪ ،‬قبل يوحنا أبن يعم ه‪.‬أما مناسبة‬ ‫اعتماده من يوحنا فتحمل يف طياهتا رسالة مهمة‪ ،‬ف نزل يف هن ا ردن على مثال شعب هللا يف العه ال‬ ‫الذي عرب هن ا ردن قبل أن ي خل أرض امليعاد‪ُ.‬ث أن يسوع يوح نفسه بكل بش ‪ ،‬فيصطف بينهم منتظ اً‬ ‫دوره لكي يعتم مثلهم متاماً‪.‬ليس نه كان خاطئاً وحيتاج أن يتوب عن خطاايه مثل البش ‪ ،‬فيسوع شابه‬ ‫(سرتا) خلطااي‬ ‫البش بكل شيء ما ع ا اخلطيئة‪.‬اعتم يسوع ليتمم مشيئة اآلب وهي أن اآلب جعله كفارة ً‬ ‫كل البش ‪.‬‬ ‫وكان ملا اعتم يسوع أن السماء انفتحت‪.‬ونزل عليه ال وح ال س هبيئة جسمية مثل محامة‪ ،‬وكان صوت‬ ‫من السماء قائالً‪" :‬أنت ابين احلبيب! بك س رت!" (لوقا ‪.)23-1 :3‬وسيشه له بشهادة مماثلة عن َتليه‬ ‫للتالميذ هبيئته السماوية (مىت ‪.)5 :17‬ولكل هذه املظاه دالالت يف العه ال تشري إىل طبيعة املسيح‬ ‫الالهوتية كابن هللا‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫اعتربت الكنيسة معمودية يسوع ب اية "ظهوره" علناً كمسيح ال ب (راجع أعمال ال سل ‪.)37 :10‬إنه لتأكي‬ ‫إهلي على صحة إرسالية يسوع من قِبَل اآلب ودعمه خل مته وملا يعلمه وي وم به يف هذه اإلرسالية‪.‬‬ ‫‪.3/1‬جتربته‬ ‫بع هذا اإلعالن عن ب اية خ مته‪ ،‬وبع هذا التأكي اإلهلي عليها‪ُ ،‬تربان ا انجيل الثالثة املتشاهبة‪ ،‬أو اإلزائية‬ ‫(مىت وم قس ولوقا)‪ ،‬أبن يسوع خضع لثالث َتارب (راجع مىت ‪11-1 :4‬؛ م قس ‪13-12 :1‬؛ لوقا ‪:4‬‬ ‫‪ )13-1‬حتمل يف طياهتا حت يق صور من العه ال ‪.‬ل أمضى يسوع يف الربية أربعني يوماً‪ ،‬ويف ذلك صورة‬ ‫لب اء شعب هللا يف الربية أربعني سنة قبل ال خول إىل أرض امليعاد (تثنية ‪.)2 :8‬وكما صع موسى على اجلبل‬ ‫ليأخذ لوحي الوصااي وأقام يف اجلبل أربعني يوماً وأربعني ليلة ال أيكل خبزاً وال يش ب ماء (خ وج ‪-15 :24‬‬ ‫‪18‬؛ ‪28 34‬؛ تثنية ‪ ،)9 :9‬كذلك صام يسوع أربعني يوماً وأربعني ليلة (مت ‪.)2 :4‬إن يسوع هو موسى‬ ‫اجل ي ‪ ،‬وكما أخ ج موسى شعب هللا من العبودية يف أرض مص إىل احل ية يف أرض املوع ‪ ،‬كذلك جاء يسوع‬ ‫لكي خي ج البش من عبودية عامل اخلطيئة واملوت (الطبيعة البش ية اخلاطئة) إىل احل ية واحلياة ا ب ية‪.‬‬ ‫يف التج بة ا وىل‪ ،‬يعيش يسوع َت بة شعب هللا يف الربية حني جاعوا وص خوا إىل ال ب فأعطاهم املن من‬ ‫السماء‪ ،‬ومع ذلك س طوا يف التج بة عن ما تذم وا على هللا وعصوا أوام ه ورفضوا أن حيفظوا وصاايه (راجع‬ ‫ع ‪ ،)11‬أما يسوع‪ ،‬فانتص على اجملِّب ‪-‬الذي ع ض عليه أن حيول احلجارة إىل خبز وأيكل عن ما كان‬ ‫صائماً‪ -‬مستعيناً بكالم هللا‪" :‬ليس ابخلبز وح ه حييا اإلنسان بل بكل كلمة ُت ج من فم هللا" (مىت ‪4 :4‬‬ ‫وتث ‪.)3 :8‬‬ ‫ويف التج بة الثانية‪ ،‬حياول الشيطان أن يوقع يسوع يف حبائله مستعيناً بكلمة هللا اليت جلأ إليها يسوع يف التج بة‬ ‫الساب ة؛ ف ال له‪" :‬إط ح نفسك إىل أسفل فإنه مكتوب أنه يوصي مالئكته بك‪ ،‬فعلى أايديهم حيملونك لكي‬ ‫ال تص م حبج رجلك" (مىت ‪ 6 :4‬ومزمور ‪.)12-11 :91‬وأجاب يسوع‪" :‬مكتوب أيضاً ال َت ب ال ب‬ ‫إهلك" (مىت ‪ 7 :8‬وتثنية ‪ ) 16 :6‬وهكذا انتص يسوع على حيل الشيطان‪.‬انتص يسوع حيث س ط آدم‬ ‫وحواء عن ما شككهما الشيطان بصحة كالم هللا (أنظ تكوين ‪.)7-4 :3‬‬ ‫ويف التج بة الثالثة‪ ،‬يع ض الشيطان على يسوع أن يعطيه ممالك ا رض إن سج له وعب ه (مت ‪.)9-8 :4‬‬ ‫فأجابه يسوع‪" :‬مكتوب لل ب إهلك تسج وإايه وح ه تعب " (مت ‪ 10‬وتث ‪ 13 :6‬و‪.)20 :10‬انتص‬ ‫يسوع على َت بة عبادة إله آخ ‪ ،‬اما شعب هللا فس ط يف التج بة عن ما ذهبوا وراء آهلة غ يبة وخ موها فصاروا‬ ‫عب ة شياطني (راجع ‪1‬كو ‪.)20 :10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫َتارب املسيح تذك بتجارب آدم وحواء عن ما كاان يف جنة ع ن وس طا يف التج بة‪ ،‬بينما كان يسوع يف‬ ‫الصح اء وقسوهتا وانتص يف التج بة‪.‬هنا ن ى يسوع كآدم الثاين‪ ،‬أو آدم اجل ي مؤسس البش ية السماوية‬ ‫اجل ي ة‪ ،‬على غ ار آدم ا ول مؤسس البش ية ا رضية الساقطة‪.‬‬ ‫‪.4/1‬نشاطه وأ ماله‬ ‫وب أ يسوع خ مته يف اجلليل‪ ،‬مشال فلسطني‪.‬بع ع ة جوالت ك ازية يف اجلليل‪ ،‬انت ل إىل الوسط‪ ،‬السام ة‪.‬‬ ‫ُث انت ل أخرياً إىل اليهودية اليت كانت ت ع يف الوسط اجلبلي ويف اجلنوب‪.‬قضى يسوع ثالاثً من السنني خي م‬ ‫يف كل أرجاء فلسطني‪ :‬يف اجلليل (الشمال)‪ ،‬ويف السام ة (الوسط)‪ ،‬ويف اليهودية (الوسط ا على واجلنوب)‪،‬‬ ‫بل تع اها فذهب أيضاً جنوابً إىل ُتوم صور وصي ا‪ ،‬ومن هناك أكمل املسري ش قاً ليصل إىل منط ة ج ش يف‬ ‫ا ردن حالياً ليعود بع ها إىل غ يب ا ردن‪.‬‬ ‫كانت رسالة يسوع ا وىل‪" :‬توبوا نه ق اقرتب ملكوت هللا"‪.‬والتوبة هي ارت اد عن اخلطيئة واقرتاب من هللا‪.‬‬ ‫وملكوت هللا هو سلطان هللا‪.‬ومعىن رسالة املسيح ا وىل هو أن هللا ي ي أن يبسط سلطانه على البش من‬ ‫أجل خالصهم ومن أجل سالمهم وسعادهتم‪ ،‬لذلك جيب أن ي ت وا عن اخلطيئة في بلوا والية هللا على حياهتم‪.‬‬ ‫وتضمنت خ مة يسوع ا مور التالية‪:‬‬ ‫ الوعظ والتعليم‪.‬فلم يكن تعليمه ت لي ايً‪ ،‬بل فتح آفاقاً ج ي ة لتفسري معاين العه ال ‪.‬مثالً‬ ‫تعلميه بشأن السبت‪ ،‬وكان حفظ السبت أهم أي شيء‪ ،‬أما يسوع ف ال م ولته ‪" :‬السبت لإلنسان‬ ‫وليس اإلنسان للسبت"‪.‬اإلنسان وخالصه أهم من السبت‪.‬وأعلن يسوع نفسه أبنه هو رب السبت‪.‬‬ ‫وكان يعلم بسلطان‪ ،‬وليس كمعلمي ال ين آنذاك‪ ،‬نه كان يعيش يف حياته اليومية ما كان يعلمه‪.‬‬ ‫ صنع املعجزا ت من مجيع ا نواع‪ :‬شفاء م ضى متنوعني‪ ،‬إشباع مجوع كثرية ب ليل من الطعام‪ ،‬أي‬ ‫تكثري الطعام‪ ،‬تسكني العاصفة‪ ،‬السري على املاء إخل‪.‬‬ ‫ إخ اج الشياطني من حياة البش املعذبني بش ورهم‪.‬أي إن اذ ع د كبري من البش من هذا الش‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫ غف ان اخلطااي ملن يتوب ويطلب الغف ان‬ ‫‪15‬‬ ‫ إج اء عالقات محيمة مع البش الف اء واملهمشني والنساء وال جال امل فوضني من اجملتمع ال يين‬ ‫اليهودي سباب خمتلفة لكن أمهها فهم رجال ال ين لل ين بشكل ي ين اإلنسان وي سو عليه‪ ،‬في م‬ ‫له صورة هللا الغضوب ال اسي‪ ،‬بينما ق م هلم يسوع صورة هللا احملب الغاف للذنوب‪.‬‬ ‫ انت اد ٍ‬ ‫قاس ل جال ال ين بسبب استخ ام سلطتهم ال ينية ملصاحلهم الشخصية وإلحلا اجلور والظلم‬ ‫ابلطب ات االجتماعية املت نية‪.‬‬ ‫‪.5/1‬هويته الالهوتية ق ّدم نفسه كر"إبن هللا"‬ ‫بشأن هويته الشخصية‪ُ ،‬دعي يسوع يف ا انجيل "إبن اإلنسان"‪ ،‬وهي تسمية كانت مت اولة يف أايمه‪ ،‬وكان‬ ‫ُدعي "ابن آدم"‪ ،‬وهي تعين الشيء نفسه‪.‬وت ل هذه التسمية على أن هذا‬ ‫النيب حزقيال يف العه ال‬ ‫الكائن هو من نسل آدم أو من بين البش ‪.‬‬ ‫أيضا أبنه أتى من عن اآلب وأنه هو ابن هللا‪ ،‬داعيًا هللا أابه أو اآلب‪. 3‬وهناك نصوص كثرية‬ ‫لكن قال يسوع ً‬ ‫يف ا انجيل تربز هذا ا م ‪.‬هذه قصة ح ثت يف طفولته ون لها لنا كاتب إجنيل لوقا (‪:)50-41 :2‬‬ ‫صعِ ُ وا إِ َىل‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ان ُك َّل سن ٍة إِ َىل أ ِ‬ ‫"وَكا َن أَبرواه ي ْذهب ِ‬ ‫ت لَهُ ٱثْرنَرتَا َع ْشََة َسنَةً َ‬ ‫ص ِح ‪َ. 42‬ولَ َّما َكانَ ْ‬ ‫ُور َشل َيم ِيف عي ٱلْف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ ُ َ َ َ‬ ‫ٱلصِيب يسوع ِيف أ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫أ ِ‬ ‫ف َوأ ُُّمهُ َملْ‬‫وس ُ‬ ‫ُور َشل َيم‪َ ،‬ويُ ُ‬ ‫ُور َشل َيم َك َع َادة ٱلْعي ‪َ. 43‬وبرَ ْع َ َما أَ ْك َملُوا ٱْ ََّاي َم بَ َي عْن َ ُر ُجوعه َما َّ ُّ َ ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف ‪َ. 45‬ولَ َّما َملْ َِجي َ اهُ َر َج َعا‬ ‫اان يطْلُبانِِه بني ٱْ َقْ ِاب ِء وٱلْمعا ِر ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ني ٱلُّفْر َ ة‪َ ،‬ذ َهبَا َمس َريَة يرَ ْوم‪َ ،‬وَك َ َ َ َْ َ َ َ َ َ‬ ‫يرَ ْعلَ َما ‪َ. 44‬وإِ ْذ ظَنَّاهُ بَْ َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫إِ َىل أ ِ‬ ‫ني‪ ،‬يَ ْس َم ُع ُه ْم َويَ ْسأَ ُهلُْم ‪. 47‬‬ ‫ُور َشل َيم يَطْلُبَانه ‪َ. 46‬وبرَ ْع َ ثََالثَة أ ََّايٍم َو َج َ اهُ ِيف ٱ ْهلَْي َك ِل‪َ ،‬جال ًسا ِيف َو ْسط ٱلْ ُم َعلّم َ‬ ‫ُ‬ ‫ت بِنَا‬ ‫وُك ُّل ٱلَّ ِذين َِمسعوه هبِتوا ِمن فَره ِم ِه وأَج ِوبتِ ِه ‪. 48‬فَرلَ َّما أَبص اه ٱنْ هشا‪.‬وقَالَت لَه أ ُُّمه‪« :‬اي ب ِ‬ ‫ين‪ ،‬ل َما َذا فَر َع ْل َ‬ ‫ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ََُّ‬ ‫َ ُ ُ ُُ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َهلَُما‪« :‬ل َماذَا ُكْنرتُ َما تَطْلُبَان ِين؟ أََملْ تَر ْعلَ َما أَنَّهُ يرَْنربَغي أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ك ُم َعذبَْني ‪!» 49‬فَر َ َ‬ ‫َّ‬ ‫وك َوأ ََان ُكنَّا نَطْلُبُ َ‬ ‫َه َك َذا؟ ُه َوذَا أَبُ َ‬ ‫أَ ُكو َن ِيف َما ِ َِيب؟ ‪». 50‬فَرلَ ْم يرَ ْف َه َما ٱلْ َك َال َم ٱلَّ ِذي قَالَهُ َهلَُما‪".‬‬ ‫متكلما عن املسيح (يوحنا ‪:)36-13 :3‬‬ ‫ً‬ ‫ل دعا اهليكل بيت أبيه (يوحنا ‪.)16 :2‬قال كاتب إجنيل يوحنا‬ ‫ض يرَتَ َكلَّ ُم‪.‬اَلَّ ِذي َأيِْيت ِم َن‬ ‫ض ُه َو أ َْر ِض ٌّي‪َ ،‬وِم َن ٱْ َْر ِ‬‫ٱجلَ ِمي ِع‪َ ،‬وٱلَّ ِذي ِم َن ٱْ َْر ِ‬‫"‪ 31‬اَلَّ ِذي َأيِْيت ِم ْن فَر ْو ُ ُه َو فَر ْو َ ْ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٱلسم ِاء هو فَرو َ ْ ِ‬ ‫َح يرَ ْ بَرلُ َها ‪َ.33‬وَم ْن قَبِ َل َش َه َادتَهُ‬ ‫سأَ‬ ‫ٱجلَمي ِع‪َ 32 ،‬وَما َرآهُ َو َمس َعهُ به يَ ْش َه ُ ‪َ ،‬و َش َه َادتُهُ لَْي َ‬ ‫َّ َ ُ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َن ٱهلل ص ِاد ‪َّ َ ِ34 ،‬ن ٱلَّ ِذي أَرسلَهُ ٱهلل يرتَ َكلَّم بِ َك َالِم ٱهللِ ‪َ ِ.‬نَّهُ لَْي ِ‬ ‫وح ‪. 35‬‬ ‫س ب َكْي ٍل يرُ ْعطي ٱهللُ ٱلُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َُ ُ‬ ‫فَر َ ْ َختَ َم أ َّ َ َ‬ ‫"اآلب" لفظ س ايين مع ب للتف يق بني هللا وأبوته للبش ابخللي ة‪ ،‬وأبوته الالهوتية ليسوع املسيح‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ب ٱلِٱبْ َن َوقَ ْ َدفَ َع ُك َّل َش ْي ٍء ِيف يَ ِهِ ‪. 36‬ٱلَّ ِذي يرُ ْؤِم ُن بِٱلِٱبْ ِن لَهُ َحيَاة أَبَ ِيَّة‪َ ،‬وٱلَّ ِذي َال يرُ ْؤِم ُن بِٱلِٱبْ ِن لَ ْن‬ ‫ب ُِحي ُّ‬ ‫اَْآل ُ‬ ‫ب ٱهللِ"‪.‬‬ ‫ضُ‬ ‫ير ى حيا ًة بل ميَْ ُك ُ ِ‬ ‫ث َعلَْيه َغ َ‬ ‫ََ َ َ َ ْ‬ ‫يوح يسوع‬ ‫قبيل موته‪ ،‬دار هذا احل يث بني يسوع وتالميذه ن له إلينا إجنيل يوحنا (‪ ،)14-1 :14‬وفيه ّ‬ ‫نفسه ابآلب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪.‬‬ ‫ت قَ ْ قُر ْل ُ‬‫ب قُرلُوبُ ُك ْم ‪.‬أَنْرتُ ْم ترُ ْؤمنُو َن بِٱهلل فَآمنُوا ِيب ‪ِ 2‬يف برَْيت أَِيب َمنَا ِزُل َكث َرية‪َ ،‬وإَِّال فَِإِّين ُكْن ُ‬ ‫ضطَ ِ ْ‬ ‫"‪َ 1‬ال تَ ْ‬ ‫آخ ُذ ُك ْم إِ ََّ‬ ‫ضي ِ ِ‬ ‫أ ََان أَم ِ‬ ‫ث أَ ُكو ُن‬ ‫يل‪َ ،‬ح َّىت َحْي ُ‬ ‫ضا َو ُ‬ ‫اان ِآيت أَيْ ً‬ ‫ت لَ ُك ْم َم َك ً‬ ‫ت َوأ َْع َ ْد ُ‬ ‫ضْي ُ‬ ‫اان‪َ 3 ،‬وإِ ْن َم َ‬ ‫ُع َّ لَ ُك ْم َم َك ً‬ ‫ْ‬ ‫ب َوتَر ْعلَ ُمو َن ٱلطَّ ِ َ‬ ‫يق‪.‬‬ ‫ث أ ََان أَ ْذ َه ُ‬ ‫ضا‪َ 4 ،‬وتَر ْعلَ ُمو َن َحْي ُ‬ ‫أ ََان تَ ُكونُو َن أَنْرتُ ْم أَيْ ً‬ ‫ال لَهُ يَ ُسوعُ‪« :‬أ ََان‬ ‫يق؟" ‪. 6‬قَ َ‬ ‫ف ٱلطَّ ِ َ‬ ‫ف نرَ ْ ِ ُر أَ ْن نرَ ْع ِ َ‬‫ب‪ ،‬فَ َكْي َ‬ ‫ِ‬ ‫وما‪َ « :‬اي َسيّ ُ ‪ ،‬لَ ْسنَا نرَ ْعلَ ُم أَيْ َن تَ ْذ َه ُ‬ ‫ال لَهُ تُ َ‬ ‫‪ 5‬قَ َ‬ ‫ضا ‪َ.‬وِم َن‬ ‫ب إَِّال ِيب ‪. 7‬لَ ْو ُكْنرتُ ْم قَ ْ َعَفْرتُ ُم ِوين لَ َعَفْرتُ ْم أَِيب أَيْ ً‬ ‫ٱحلياةُ ‪.‬لَْيس أَح أيِْيت إِ َىل ْٱآل ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٱحلَ ُّق َو ََْ‬ ‫يق َو ْ‬ ‫ُه َو ٱلطَّ ِ ُ‬ ‫ْٱآل َن تَرع ِفُونَه وقَ ْ رأَيرتموه ‪c». 8‬قَ َ ِ‬ ‫ال لَهُ يَ ُسوعُ‪« :‬أ ََان َم َع ُك ْم‬ ‫اان ‪». 9‬قَ َ‬ ‫ب َوَك َف َ‬ ‫س‪َ « :‬اي َسيِّ ُ ‪ ،‬أَ ِرَان ْٱآل َ‬ ‫ال لَهُ فيلُبُّ ُ‬ ‫ْ ُ َ َ ُْ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫زم ً ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ب؟ ‪10‬أَلَ ْس َ‬ ‫ت‪ :‬أَ ِرَان ْٱآل َ‬ ‫ول أَنْ َ‬ ‫ف تَر ُ ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َكْي َ‬ ‫س! اَلَّذي َر ِآين فَر َ ْ َرأَى ْٱآل َ‬ ‫اان َهذه ُم َّ تُهُ َوَملْ تَر ْع فْين َاي فيلُبُّ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ َّ‬ ‫يف‬ ‫ٱحلَ َّ‬ ‫ب ْ‬ ‫ت أَتَ َكلَّ ُم به م ْن نرَ ْفسي‪ ،‬لَك َّن ْٱآل َ‬ ‫يف؟ ٱلْ َك َال ُم ٱلَّذي أُ َكلّ ُم ُك ْم بِه لَ ْس ُ‬ ‫ب ِ َّ‬‫َين أ ََان ِيف ْٱآلب َو ْٱآل َ‬ ‫ترُ ْؤم ُن أِّ‬ ‫ب ٱْ َْع َم ِال نرَ ْف ِس َها ‪. 12‬اَ ْحلَ َّق‬ ‫ص ِّقُ ِوين لِسبَ ِ‬ ‫يف‪َ ،‬وإَِّال فَ َ‬‫ب ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َين ِيف ْٱآلب َو ْٱآل َ‬ ‫ص ّ قُ ِوين أِّ‬ ‫ال ‪ِ. 11‬‬ ‫َ‬ ‫ُه َو يرَ ْع َم ُل ٱْ َْع َم َ‬ ‫َ‬ ‫اض إِ َىل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪َ :‬م ْن يرُ ْؤِم ُن ِيب فَٱْ َْع َم ُ‬ ‫َين َم ٍ‬ ‫ضا‪َ ،‬ويرَ ْع َم ُل أ َْعظَ َم مْنر َها‪ِّ ،‬‬ ‫ال ٱلَِّيت أ ََان أ َْع َملُ َها يرَ ْع َملُ َها ُه َو أَيْ ً‬ ‫ٱحلَ َّق أَقُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك أَفْرعلُه †لِيرتَم َّج َ ْٱآلب بِٱلِٱب ِن ‪. 14‬إِ ْن سأَلْتُم َشيرئا بِ ِْ‬ ‫ٱمسي فَِإِّين أَفْر َعلُهُ‪".‬‬ ‫أَِيب ‪. 13‬ومهما سأَلْتم بِ ِْ ِ‬ ‫َ ْ ًْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٱمسي فَ َذل َ َ ُ َ َ‬ ‫ََ ْ َ َ ُْ‬ ‫يتكلم إجنيل يوحنا‪ ،‬يف م طع واح ‪ ،‬عن املسيح كر"ابن هللا" ا زيل‪ ،‬وكر"ابن اإلنسان" الذي ط أ يف التاريخ‬ ‫(يوحنا ‪:)14-1 :1‬‬ ‫‪ِ1‬يف ٱلْبَ ْ ِء َكا َن ٱلْ َكلِ َمةُ‪َ ،‬وٱلْ َكلِ َمةُ َكا َن ِعْن َ ٱهللِ†‪َ ،‬وَكا َن ٱلْ َكلِ َمةُ ٱهللَ ‪َ †. 2‬ه َذا َكا َن ِيف ٱلْبَ ْ ِء ِعْن َ ٱهللِ ‪ُ. 3‬ك ُّل‬ ‫َّاس‪ 5 ،‬وٱلن ِ‬ ‫ور ٱلن ِ‬ ‫َشي ٍء بِِه َكا َن‪ ،‬وبِغَ ِريهِ َمل ي ُكن َشيء ِممَّا َكا َن ‪. 4‬فِ ِيه َكانَ ِ‬ ‫ُّور يُضيءُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ت نُ َ‬ ‫ٱحلَيَاةُ َكانَ ْ‬ ‫ٱحلَيَاةُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫َ ْ َْ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِيف ٱلظُّْل َم ِة‪َ ،‬وٱلظُّْل َمةُ َملْ تُ ْ ِرْكهُ ‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٱمسه يوحنَّا ‪ 7‬ه َذا جاء لِلش ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّه َادة ليَ ْش َه َ للنُّوِر‪ ،‬ل َك ْي يرُ ْؤم َن ٱلْ ُك ُّل بَِواسطَته ‪َ 8‬ملْ‬‫َ ََ َ‬ ‫‪َ 6‬كا َن إنْ َسان ُم ْ َسل م َن ٱهلل ُْ ُ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ان آتِيًا إِ َىل ٱلْ َعاَِمل ‪َ. 10‬كا َن ِيف‬ ‫ٱحل ِ ي ِ ي ٱلَّ ِذي ينِري ُك َّل إِنْس ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُّور َْ ُّ‬ ‫ُّور‪ ،‬بَ ْل ليَ ْش َه َ للنُّور ‪َ 9‬كا َن ٱلن ُ‬ ‫يَ ُك ْن ُه َو ٱلن َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اصتِ ِه َجاءَ‪َ ،‬و َخ َّ‬ ‫ٱلْ َعاَِمل‪َ ،‬وُك ِّو َن ٱلْ َعا َملُ بِِه‪َ ،‬وَملْ يرَ ْع ِفْهُ ٱلْ َعا َملُ ‪. 11‬إِ َىل َخ َّ‬ ‫ين قَبِلُوهُ‬ ‫اصتُهُ َملْ تَر ْ بَر ْلهُ ‪َ 12‬وأ ََّما ُك ُّل ٱلذ َ‬ ‫س ِم ْن َدٍم‪َ ،‬وَال ِم ْن َم ِشيئَ ِة َج َس ٍ ‪،‬‬ ‫ٱمس ِه ‪ 13‬اَلَّ ِذ ِ‬‫صريوا أَوَالد ٱهللِ‪ ،‬أَ ِي ٱلْم ْؤِمنُو َن بِ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ين ُول ُ وا لَْي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اان أَ ْن يَ ُ ْ َ‬ ‫اه ْم ُس ْلطَ ً‬‫فَأ َْعطَ ُ‬ ‫َوَال ِم ْن َم ِشيئَ ِة َر ُج ٍل‪ ،‬بَ ْل ِم َن ٱهللِ ‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ح ًّا"‪.‬‬ ‫وَ‬ ‫ص َار َج َس ً ا َو َح َّل برَْيرنَرنَا‪َ ،‬وَرأَيْرنَا َْجم َ هُ‪َْ ،‬جم ً ا َك َما ل َوحي م َن ْٱآلب‪ ،‬ممَْلُوءًا ن ْع َم ًة َ‬ ‫‪َ 14‬وٱلْ َكل َمةُ َ‬ ‫‪.6/1‬تعاليمه واختالفه مع اليهو بسببها‬ ‫اختلف املسيح مع اليهود يف فهمه هلل ولش يعته‪.‬رأى يسوع أبن الش يعة وج ت ملساع ة اإلنسان ليعيش يف‬ ‫رضى هللا‪ ،‬وليس أداة للحكم عليه وإهالكه‪ ،‬أو لتتماهى مع هللا‪ ،‬يتحول اإلنسان من عبادة هللا إىل عبادة‬ ‫ش يعته‪.‬رأى املسيح أن اإلنسان هو ا هم عن هللا‪ ،‬وق خلص ذلك يف م ولته اليت ك رها‪" :‬السبت لإلنسان‬ ‫وليس اإلنسان للسبت"‪.‬واختلف املسيح مع اليهود يف موضوع الط وس ال ينية‪ ،‬ف أى أهنا ت ريب لإلنسان‬ ‫ليمارس أع مال ال محة واحملبة َتاه الف ري واليتيم وا رملة والضعيف واملهمش‪.‬ف قال م ة لليهود‪" :‬إذهبوا‬ ‫وتلعلموا [ما معىن قول هللا على فم النيب هوشع] إين أري رمحة ال ذبيحة" (مىت ‪13 :9‬؛ ‪7 :12‬؛ هوشع ‪:6‬‬ ‫‪.) 6‬إن العبادة احل ي ية مبفهوم يسوع املسيح هي حمبة اآلخ الضعيف عمليًا‪.‬كان اليهود يؤمنون بش يعة‬ ‫تعليما خمتل ًفا (مىت ‪:‬‬ ‫الشعوب الب ائية "العني ابلعني والسن ابلسن"‪ ،‬أما يسوع‪ ،‬فأعطى ً‬ ‫ك َعلَى‬ ‫ٱلشَّ ‪ ،‬بَ ْل َم ْن لَطَ َم َ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪َ :‬ال ترُ َ ا ِوُموا َّ‬ ‫ني َو ِس ٌّن بِ ِس ٍّن ‪َ. 39‬وأ ََّما أ ََان فَأَقُ ُ‬ ‫‪َِ "38‬مس ْعتُم أَنَّهُ قِيل‪َ :‬ع ْني بِ َع ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خ ِّ َك ٱْ َْميَ ِن فَح ِو ْل لَه ْٱآلخ أَيضا ‪. 40‬ومن أَراد أَ ْن ُخيَ ِ‬ ‫ضا ‪َ. 41‬وَم ْن‬ ‫ك فَٱتْر ُ ْك لَهُ ٱلَِّداءَ أَيْ ً‬‫ك َو َأيْ ُخ َذ ثرَ ْوبَ َ‬‫اص َم َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ ّ ُ ََ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ك فَ َال تَر ُ َّدهُ ‪.‬‬ ‫ض † ِمْن َ‬ ‫ني ‪.42‬من سأَلَ َ ِ ِ‬ ‫ك فَأ َْعطه‪َ ،‬وَم ْن أ ََر َاد أَ ْن يَر ْ َِرت َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ب َم َعهُ ٱثْرنَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َس َّخَ َك م ًيال َواح ً ا فَٱ ْذ َه ْ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪ :‬أ َِحبُّوا أ َْع َ اءَ ُك ْم ‪َ.‬اب ِرُكوا َال ِعنِي ُك ْم‪.‬‬ ‫ض َع ُ َّو َك ‪َ. 44‬وأ ََّما أ ََان فَأَقُ ُ‬ ‫ب قَ ِيب َ ِ‬ ‫‪َِ 43‬مسعتُم أَنَّه قِ ِ‬ ‫ك َوترُْبغ ُ‬ ‫يل‪ُ :‬حت ُّ َ‬ ‫ْْ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل ٱلَّذي َن يُسيئُو َن إِلَْي ُك ْم َويَطُْ ُدونَ ُك ْم‪ 45 ،‬ل َك ْي تَ ُكونُوا أَبْرنَاءَ أَبِي ُك ُم ٱلَّذي ِيف‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أ ِ‬ ‫صلُّوا ْ‬ ‫َحسنُوا إِ َىل ُمْبغضي ُك ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪َ. 46‬نَّهُ إِ ْن أ ْ‬ ‫َحبَرْبرتُ ُم‬ ‫ني‪َ ،‬وميُْط ُ َعلَى ٱْ َبْرَا ِر َوٱلظَّالم َ‬ ‫ٱلصاحل َ‬‫ٱلس َم َاوات‪ ،‬فَِإنَّهُ يُ ْش ِ ُ َمشْ َسهُ َعلَى ٱْ َ ْشَا ِر َو َّ‬ ‫َّ‬ ‫ك؟ ‪َ 47‬وإِ ْن َسلَّ ْمتُ ْم َعلَى إِ ْخ َوتِ ُك ْم فَر َ ْط‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َي أ ْ ٍ‬ ‫ين ُِحيبُّونَ ُك ْم‪ ،‬فَأ ُّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ضا يَر ْف َعلُو َن َذل َ‬ ‫َّارو َن ‪f‬أَيْ ً‬ ‫س ٱلْ َعش ُ‬ ‫َج لَ ُك ْم؟ أَلَْي َ‬ ‫ٱلذ َ‬ ‫َن أ ََاب ُك ُم ٱلَّ ِذي ِيف‬ ‫ني َك َما أ َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ضا يرَ ْف َعلُو َن َه َك َذا؟ ‪ 48‬فَ ُكونُوا أَنْرتُ ْم َكامل َ‬ ‫َّارو َن أَيْ ً‬ ‫س ٱلْ َعش ُ‬ ‫ض ٍل تَ ْ‬ ‫صنَرعُو َن؟ أَلَْي َ‬ ‫َي فَ ْ‬ ‫فَأ َّ‬ ‫ات ُه َو َك ِامل" ‪.‬‬ ‫ٱلسماو ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫أيت لين ض الش يعة‪ ،‬بل ليكملها (مىت ‪:)20-17 :5‬‬ ‫أعلن يسوع أنه مل ِ‬ ‫ٱحلَ َّق أَقُ ُ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪:‬‬ ‫ض بَ ْل ِ ُ َك ِّم َل ‪. 18‬فَِإِّين ْ‬ ‫"‪َ17‬ال تَظُنُّوا أَِين ِجْئت ِ َنْر ُ ض ٱلنَّاموس أَ ِو ٱْ َنْبِياء‪.‬ما ِجْئ ِ‬ ‫ت َنْر ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َّام ِ‬ ‫وس َح َّىت يَ ُكو َن ٱلْ ُك ُّل ‪.‬فَ َم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ َىل أَ ْن تَر ُز َ‬ ‫ول َح ْف َواح أ َْو نرُ ْ طَة َواح َ ة م َن ٱلن ُ‬ ‫ض َال يرَ ُز ُ‬ ‫ٱلس َماءُ َوٱْ َْر ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫ٱلسماو ِ‬ ‫ات ‪َ.‬وأ ََّما َم ْن َع ِم َل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َصغََ يف َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ٱلص ْغ ى و َعلَّم ٱلنَّاس َه َك َذا‪ ،‬يُ ْ َعى أ ْ ِ‬ ‫ص َااي ُّ َ َ َ َ‬ ‫ض إِ ْح َ ى َهذه ٱلْ َو َ‬ ‫نرَ َ َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ول لَ ُك ْم‪ :‬إِنَّ ُك ْم إِ ْن َملْ يَِزْد بُُِّك ْم َعلَى ٱلْ َكتَربَ ِة‬ ‫ٱلسماو ِ‬ ‫ات ‪. 20‬فَِإِّين أَقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫و َعلَّم‪ ،‬فَر َه َذا يُ ْ َعى َع ِظ ِ‬ ‫يما يف َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماوات‪".‬‬ ‫لس َ‬‫وت ٱ َّ‬ ‫َوٱلْ َفِّيسيِّ َ‬ ‫ني لَ ْن تَ ْ ُخلُوا َملَ ُك َ‬ ‫إن تكميل يسوع للش يعة املوسوية يكمن يف أنه بتعاليمه وأعماله ح ق غ ضها اجلوه ي‪ ،‬أال هو خ مة اإلنسان‬ ‫ومنحنه حمبة هللا رمحته وغف انه‪ ،‬فبمفهوم يسوع‪ ،‬ليست الش يعة ه فًا يف ح ذاته‪ ،‬بل هي وسيلة لتح يق‬ ‫ه ف‪ ،‬اال وهو ت ريب اإلنسان على السري مع هللا‬ ‫أمام هذا االختالف اجلوه ى بني املسيح واليهود على كل شيء ت يبًا‪ ،‬وملا أص املسيح على ما يعلمه أبنه‬ ‫من ع اآلب‪ ،‬رأى اليهود فيه هت ي ً ا للمؤسسة ال ينية اليهودية‪ ،‬ف روا أن ي تلوه‪.‬وصاروا يتحينون الف ص‬ ‫وحييكون املؤام ات ض ه لل ضاء عليه‪.‬وملا ع ف يسوع مبكائ اليهود ض ه‪ ،‬ورفض الرتاجع عن تعاليمه قبل‬ ‫طوعا إىل املوت من أجل ف اء البش الذين فتح هلم ط ي ً ا إىل هللا ورمحته‪.‬‬ ‫أن يذهب ً‬ ‫بع استع اض حياة يسوع يف ا انجيل‪ ،‬وبع ش ح صورة وعي يسوع لذاته كما وضعه كتبة ا انجيل امللهمون‬ ‫على لسانه‪ ،‬دعوان جنمع املعلومات حول وعي يسوع لذاته يف هذه الن اط‪:‬‬ ‫‪.1‬يعي يسوع متاماً أنه إنسان ح اً‪ ،‬يعب اآلب وخيضع إلرادته بل ويعرتف أبن اآلب أعظم منه‪.‬وكإنسان‬ ‫كامل‪ ،‬يتع ض لكل ما ميكن أن يواجه اإلنسان من ضيق وصعوابت وخماوف وخماط ‪.‬‬ ‫‪.2‬يعي يسوع متاماً أيضاً أبنه "ابن اآلب" ا زيل‪ ،‬وله مع اآلب صلة ف ي ة ال جن ها أب اً يف عالقته‬ ‫بسائ البش أو يف عالقات البش بعضهم ببعض‪.‬فهو الوحي الذي كان مع اآلب‪ ،‬ويع فه حق‬ ‫املع فة‪ ،‬وال أح يع فه مثلما يع فه اآلب‪.‬ويصل هبذه العالقة الف ي ة مع اآلب إىل ح وح ة احلال‬ ‫معه من دون الذوابن فيه‪ ،‬أي مع احلفاظ على شخصيته‪.‬‬ ‫‪.3‬يعي يسوع أبنه االبن الوحي الذي كان يف ا زل يف حضن اآلب ويتمتع مبج ه‪ ،‬وأبنه خ ج من عن‬ ‫اآلب وإليه ذاهب ليستعي مكزه يف اجمل ا زيل‪.‬‬ ‫‪.4‬يعي يسوع أبن ا عمال اليت ي وم هبا هي أعمال اآلب نفسه‪ ،‬فهو يغف اخلطااي‪ ،‬وخيلق وحييي‬ ‫ن كل فعل‪،‬بنهاية املطاف‪ ،‬هو معه أو ض ه‪.‬‬ ‫وبسلطته أن ي ر املصري النهائي لكل بش‬ ‫‪.5‬يعي ي

Use Quizgecko on...
Browser
Browser