كتاب التفكير النقدي - جامعة القاهرة - PDF

Summary

هذا الكتاب مرجع جامعي لطلاب كليات جامعة القاهرة ومعاهدها عن التفكير النقدي، يتناول أسسه ومهاراته. يهدف الكتاب إلى تطوير طرق التفكير لديهم. صدر في يناير 2021.

Full Transcript

‫جامعة القاهرة‬ ‫التفكري النقدي‬ ‫أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫متطلب جامعى‬ ‫لطالب كليات جامعة القاهرة ومعاهدها‬ ‫إشراف‬ ‫أ‪.‬د‪.‬حممد عثمان اخلشت‬ ‫رئيس جامعة القاهرة‬ ‫إعداد وتحرير ومراجعة‬ ‫نخبة من أساتذة الجامعة وباحثيها‬ ‫مطبعة مركز ج...

‫جامعة القاهرة‬ ‫التفكري النقدي‬ ‫أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫متطلب جامعى‬ ‫لطالب كليات جامعة القاهرة ومعاهدها‬ ‫إشراف‬ ‫أ‪.‬د‪.‬حممد عثمان اخلشت‬ ‫رئيس جامعة القاهرة‬ ‫إعداد وتحرير ومراجعة‬ ‫نخبة من أساتذة الجامعة وباحثيها‬ ‫مطبعة مركز جامعة القاھرة‬ ‫للتعليم المدمج‬ ‫اإلصدار الثالث‬ ‫يناير ‪2021‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]2‬‬ ‫[‪]3‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫" ال يمكن الدخول إلى عصر جديد‪ ،‬سواء في‬ ‫حياتنا الفردية أو على مستوى الوطن أو العالم‪،‬‬ ‫دون تغيير طرق التفكير‪ ،‬والتحول نحو‬ ‫التفكير العلمي النقدي "‬ ‫أ‪.‬د‪.‬حممد عثمان اخلشت‬ ‫رئيس جامعة القاهرة‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]4‬‬ ‫[‪]5‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫اللجان العلمية‬ ‫‪ -1‬جلنة اإلشراف العلمى‬ ‫رئيس جامعة القاهرة‬ ‫محمد عثمان الخشت‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫مساعد رئيس الجامعة للشئون الثقافية ونائب رئيس الجامعة األسبق‬ ‫عبد اهلل عبد الفتاح التطاوي‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫عميد كلية الدراسات العليا للتربية األسبق‬ ‫سامي محمد نصار‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫مساعد رئيس الجامعة لشئون أعضاء هيئة التدريس والعاملين‬ ‫معتز سيد عبد اهلل‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫وعميد كلية اآلداب األسبق‬ ‫‪ -2‬جلنة اإلرشاد األكادميى‬ ‫رئيس جامعة القاهرة‬ ‫محمد عثمان الخشت‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫مساعد رئيس الجامعة للشئون الثقافية ونائب رئيس الجامعة األسبق‬ ‫عبد اهلل عبد الفتاح التطاوي‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫عميد كلية الدراسات العليا للتربية األسبق‬ ‫سامي محمد نصار‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫مساعد رئيس الجامعة لشئون أعضاء هيئة التدريس والعاملين‬ ‫معتز سيد عبد اهلل‬ ‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫وعميد كلية اآلداب األسبق‬ ‫أستاذ علم النفس المعرفي بكلية اآلداب جامعة القاهرة‬ ‫أ‪.‬د‪.‬أيمن محمد فتحى عامر‬ ‫ورئيس مجلس قسم علم النفس‬ ‫أستاذ المنطق المساعد بكلية اآلداب جامعة القاهرة‬ ‫د‪.‬عصام زكريا جميل‬ ‫مدير مركز خدمة المجتمع‬ ‫وكيل كلية الطب لشئون التعليم والطالب‬ ‫أ‪.‬د‪.‬صافيناز صالح الدين‬ ‫كلية العلوم‬ ‫أ‪.‬د‪.‬هيمن زين العابدين متولى‬ ‫‪ -3‬جلنة التحرير‬ ‫أستاذ علم النفس المعرفي بكلية اآلداب جامعة القاهرة‬ ‫أ‪.‬د‪.‬أيمن محمد فتحى عامر‬ ‫ورئيس قسم علم النفس‬ ‫أستاذ المنطق المساعد بكلية اآلداب جامعة القاهرة‬ ‫د‪.‬عصام زكريا جميل‬ ‫مدير مركز خدمة المجتمع‬ ‫‪ -4‬جلنة اإلعداد اإللكرتونى للمقرر ‪:‬‬ ‫مدير وحدة التعليم اإللكترونى‬ ‫أ‪.‬د‪.‬إيمان سعيد سويلم‬ ‫كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‬ ‫أ‪.‬د‪.‬أيمن محمد فتحى عامر‬ ‫كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‬ ‫د‪.‬عصام زكريا جميل‬ ‫القطاع الفني بالوحدة‬ ‫تصميم غالف الكتاب د‪.‬علياء على‬ ‫كلية التربية النوعية‪ ،‬جامعة القاهرة‬ ‫اإلخراج الفني أ‪.‬أحمد حسين‬ ‫الناشر‪ :‬مطبعة جامعة القاهرة‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]6‬‬ ‫[‪]7‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫افتتاحية‬ ‫كتاب التفكري النقدى‬ ‫بقلم‬ ‫أ‪.‬د‪.‬حممد عثمان اخلشت‬ ‫رئيس اجلامعة‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]8‬‬ ‫[‪]9‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫افتتاحية كتاب التفكري النقدي‬ ‫بقلم أ‪.‬د‪.‬حممد عثمان اخلشت‬ ‫رئيس جامعة القاهرة‬ ‫ال يمكن الدخول إلى عصر جديد‪ ،‬سواء في حياتنا الفردية أو على مستوى‬ ‫الوطن أو العالم‪ ،‬دون تغيير طرق التفكير‪ ،‬والتحول نحو التفكير العلمي النقدي‪.‬‬ ‫فلن يتم اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وال التنمية الشاملة بشكل عام‪ ،‬وتأسيس‬ ‫خطاب ديني جديد بشكل خاص‪ ،‬بدون تطوير طريقة التفكير؛ ألنها كلها دوائر‬ ‫متقاطعة مرتبطة بعضها بالبعض‪ ،‬بل هي مجموعة أنظمة فكرية وسلوكية تتأسس‬ ‫على قواعد وآليات واحدة هي طريقة عمل العقل البشري؛ فالمنهج الذي يحكم كل هذه‬ ‫المجاالت المتنوعة في النهاية كامن في العقل البشري وآليات عمله‪.‬‬ ‫ولكي أوضح فكرتي أكثر‪ ،‬فعندما أقول بتطوير العقل فإنني أعني باألساس‬ ‫تماما للمذاهب والنظريات؛ فطريقة‬ ‫تطوير طرق التفكير‪ ،‬وهي بالطبع شيء مغاير ً‬ ‫التفكير مثل الطريق أو المنهج‪ ،‬والمنهج عبارة عن اإلجراءات‪ ،‬وهي الخطوة التي‬ ‫تسلمك للخطوة التالية‪ ،‬فمن الممكن أن تعرض النظرية اإليجابية نفسها على طالبة‬ ‫من طالب جامعة القاهرة‪ ،‬وتعرض في الوقت نفسه على فتاة من داعش‪ ،‬هنا األفكار‬ ‫اإليجابية لدى الطالبة الجامعية صاحبة طريقة التفكير السليمة ستصل لنتائج وأفكار‬ ‫تنمية‪ ،‬وتطور‪ ،‬ومشاركة اجتماعية‪ ،‬وروح الفريق الواحد‪ ،‬بينما عند الفتاة األخرى‬ ‫الداعشية ستصل لنتائج مختلفة وستخرج بأفكار دموية‪ ،‬وحرق‪ ،‬وقتل‪ :‬أي أنه من‬ ‫كامنا في طريقة‬ ‫الممكن أن تكون محطة البث واحدة وقوية وايجابية ويبقى الخطر ً‬ ‫تفكير من يستقبل هذه األفكار‪ ،‬وطريقة تفكيره إزاءها!‬ ‫فمن الممكن أن تكون لديك المياه والبذور ولكن األرض جدباء‪ ،‬فتظل التربة‬ ‫شيئا‪ ،‬ولكن إذا استخدمت تلك المياه‬‫غير صالحة للزراعة؛ وبالتالي لن تنتج لك ً‬ ‫والبذور في أرض أخرى خصبة فإنها ستنمو وتثمر؛ فالحل األول هو أن نصلح‬ ‫التربة‪ ،‬ونحول األرض الجدباء ألرض خصبة صالحة للزراعة؛ ولذلك نحتاج إلى‬ ‫تغيير طرق التفكير‪.‬وسوف تنعكس طرق التفكير تلقائيًّا على االقتصاد‪ ،‬والعقل‬ ‫حيانا‬ ‫حيانا وبشكل غير مباشر أ ً‬ ‫الديني‪ ،‬وكل مجاالت التنمية الشاملة بشكل مباشر أ ً‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]10‬‬ ‫إذن نحن بحاجة لتغيير ماكينة التفكير‪ ،‬ولكي نغير ماكينة التفكير فال بد أن‬ ‫نغير المناهج وطرق االمتحانات وطرق الشرح‪ ،‬وأدلل على ذلك بأننا في مصر جربنا‬ ‫جدا منذ أيام محمد علي بل منذ عصر الفراعنة‪ ،‬وال يتحدث أحد‬ ‫أفكار كثيرة ًّ‬ ‫نظريات و ًا‬ ‫عن أية نهضة شهدها المجتمع المصري بعد عصر الفراعنة‪ ،‬وال يقولن أحدنا‪" :‬مصر‬ ‫زمان"‪ ،‬فال بد أن نكون صادقين مع أنفسنا إن أردنا التشخيص السليم والعالج الناجع‪،‬‬ ‫حاال من مصر المعاصرة‪ ،‬فقد كانت‬ ‫وال نظن أن مصر قبل ثورة يوليو كانت أحسن ً‬ ‫مصر فقيرة والناس كأداة كادحة‪ ،‬وليست مصر أيام الملكية هي صورة حي المنتزه أو‬ ‫شارع عماد الدين وفندق الكونتينينتال القديم مع تمثال إبراهيم باشا وكوبري قصر‬ ‫محدودا من مصر‪ ،‬أما معظم مصر فقد كان يرضخ تحت‬ ‫ً‬ ‫النيل‪ ،‬بل كان هذا جزًءا‬ ‫نير العوز ووطأة المعاناة‪.‬‬ ‫كانت لدينا في كل محاولة سابقة مشكلة جوهرية هي عدم تغيير طريقتنا في‬ ‫التفكير‪ ،‬حتى مشروع محمد علي العظيم‪ ،‬الذي لو تمت نهضته إلى منتهاها وبطريقة‬ ‫سليمة‪ ،‬لصارت مصر دولة عظمى ‪.‬لكن هذا لم يحدث؛ ألنه لم يحدث لدينا تغيير‬ ‫في طرق التفكير‪.‬وقد جربنا الرأسمالية واالشتراكية والنظام المختلط‪ ،‬جربنا كل هذه‬ ‫األنظمة وغيرها‪ ،‬ولم ينجح أي منها؛ ألن طريقة التفكير التقليدية التي ألفها الناس‬ ‫واعتادوها بقيت هي هي في كل مرة على عوارها وعالتها؛ وبالتالي لم تحدث نهضة‬ ‫حقيقية‪.‬‬ ‫فمثال عندما‬ ‫ً‬ ‫ولكي أزيد فكرتي جالء اسمحوا لي أن أوضح هذه النقطة؛‬ ‫نستعرض تطور تاريخ فلسفة العلم‪ ،‬فإننا نستحضر تجارب كل من ديكارت وفرانسيس‬ ‫بيكون وتوماس هوبر‪ ،‬وقبلهم جاليليو وكوبرنيقوس‪ ،‬ويضيق المقام عن شرح كيف كان‬ ‫تغيير طريقة التفكير هو الهادي األول لكوبرنيقوس ليكتشف أن الشمس هي مركز‬ ‫المجموعة الشمسية وليس األرض‪ ،‬كما كان االعتقاد السائد‪ ،‬وكيف أن هذه الطريقة‬ ‫الجديدة في التفكير النقدي كانت تحويال حقيقيا لمسار العلم‪ ،‬ومن ثم حولت بدورها‬ ‫طريقة التفكير في مختلف المجاالت العلمية‪.‬‬ ‫اجه محاوالت تغيير طرق التفكير ‪ -‬وما تفضي إليه من نتائج‬ ‫وطبيعي أن تو َ‬ ‫غير مألوفة‪ -‬بالهجوم من قبل أولئك الذين اعتادوا االستنامة إلى طرق التفكير‬ ‫التقليدية بنتائجها القارة منذ آالف السنين‪ ،‬وخير مثال على ذلك تجربة جاليليو؛ فقد‬ ‫حجر وريشة فإن الحجر سيصل أسرع‬‫كان التصور المستقر منذ أرسطو أننا لو قذفنا ًا‬ ‫[‪]11‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫على أساس أنه أثقل‪ ،‬وهذا التصور خطأ‪ ،‬لكن جاليليو أثبت أن نسبة التسارع واحدة‪،‬‬ ‫إذا فرغنا الجو من كل العوامل المؤثرة‪ ،‬وقام بتجربة برج بي از الشهيرة‪ ،‬وبالتالي حدث‬ ‫تغيير في طريقة التفكير بناء على ما انتهى إليه‪ ،‬وأيضا فرانسيس بيكون غير طريقة‬ ‫التفكير في كتابه األورجانون الجديد‪ ،‬أي األداة الجديدة‪ ،‬وهو عنوان ينبهنا إلى أهمية‬ ‫أداة التفكير؛ أي آليته وطريقته‪.‬وال ننسى سقراط الذي نقل الفلسفة من السماء إلى‬ ‫األرض؛ وجعل تفكير الناس يتركز حول مشاكل اإلنسان نفسه‪.‬‬ ‫وكذلك خاض سيدنا إبراهيم عليه السالم تجربة تغيير طرق التفكير حين‬ ‫حاول أن ينتقل بتفكير قومه من التفكير الحسي إلى التفكير العقلي النقدي‪ ،‬لينتقل بهم‬ ‫من قوم يعبدون الكواكب والقمر والشمس وكلها حسية‪ ،‬إلى اإلله الواحد غير الحسي‪.‬‬ ‫حتى حين أنكر عليهم عبادة األصنام وسألوه إن كان هو الذي حطمها قال‪" :‬بل فعله‬ ‫كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون"‪ ،‬إنه يحاول أن ينقلهم من المنطق الحسي إلى‬ ‫المنطق العقلي‪.‬وعندما انتقل مع النمروذ من الحجاج الحسي إلى الحجاج العقلي‬ ‫بهت الذي كفر‪ ،‬ونستطيع أن نلمس محاولة تغيير طرق التفكير هذه لدى معظم‬ ‫األنبياء والفالسفة تقر ًيبا‪.‬‬ ‫وعندي حصر ألكثر من سبعين طريقة تفكير قديمة خاطئة وطريقة تفكير‬ ‫جديدة سليمة؛ ومن ثم أؤكد مجددا أننا ال بد أن نغير طريقتنا في التفكير‪ ،‬فإذا نظرنا‬ ‫للفرق بين المصري والصيني أو الياباني أو غيرهم سنجد أن الفرق في طرق التفكير؛‬ ‫ولذلك نحتاج إلى تغيير طرق التفكير‪ ،‬وقد بدأت بالفعل في جامعة القاهرة في العمل‬ ‫على تغيير طرق التفكير في المناهج والبحث العلمي‪.‬ولذا قررنا على الطالب ‪ -‬في‬ ‫كل التخصصات كمطلب دراسي عام‪ -‬مقرر التفكير النقدي‪ ،‬ومقرر ريادة األعمال؛‬ ‫فأبناؤنا بحاجة لمعرفة طريقة التفكير العلمية‪.‬وقد أضفنا في امتحانات العام الماضي‬ ‫سؤال حل المشكالت؛ ألن الطالب ال بد أن يبدأ في التفكير والبحث عن حل‬ ‫للمشكالت‪ ،‬ولذلك نعلمه طريقة التفكير العلمية في حل المشكلة‪ ،‬أي أننا ال نريد أن‬ ‫نكتفي بمنحه سمكة‪ ،‬بل نطمح ألن نعلمه كيف يصطاد‪.‬‬ ‫صدرت به كلمتي هذه من أنه لكي تتم عملية التنمية الشاملة‬ ‫وهكذا أوكد ما َّ‬ ‫واإلصالح االقتصادي وتأسيس خطاب ديني جديد‪ ،‬فال بد أوًال من تغيير طرق‬ ‫تفكيرنا‪ ،‬إ ًذا فإن تأسيس خطاب ديني جديد مرتبط بتطوير طرق تفكير العقل المصري‬ ‫ومرتبط بعملية التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫ومنذ أن أخذنا على عاتقنا في جامعة القاهرة وجوب المشاركة الفاعلة في‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]12‬‬ ‫تطوير العقل المصري مدخالً من مداخل بناء اإلنسان العصري القادر على مواجهة‬ ‫تحديات المرحلة واالتساق مع إيقاع العصر ورسم رؤى المستقبل‪ ،‬كان التفكير في‬ ‫صياغة هذا المقرر كمتطلب جامعة لكل التخصصات العلمية بشتى األقسام والكليات‬ ‫والمعاهد‪ ،‬وصوالً إلى الهدف األسمى في تشكيل عقل الطالب الجامعي المتفتح القادر‬ ‫على إعمال العقل الناقد في قدرته على التحليل والتقويم وحل المشكالت‪ ،‬مع التسلح‬ ‫بأدوات البحث عن الحقائق النسبية من خالل إعمال المنهج العلمي المنضبط بعيداً‬ ‫عن االرتجال والعشوائية والفكر الخرافي األسطوري‪ ،‬أو الفكر األحادي المتعصب‪.‬‬ ‫ومنذ أخذ االتحاد األوربى والمجلس األعلى للجامعات بمقترح جامعة القاهرة‬ ‫ازداد اإلحساس بأهمية هذا المقرر مع ازدياد مسئولية الجامعة تجاهه حين يصدر‬ ‫عنها بما تطلب اإلعالن عن مسابقة التأليف والترجمة لهذا المسار في موازاة مسار‬ ‫كتاب (ريادة األعمال)‪ ،‬وشكلت الجامعة لجان التحكيم بمقتضى اإلعالن عن شروط‬ ‫المسابقة‪ ،‬واحتفاظ الجامعة بحقها في النشر العلمي لما تختاره كل اللجان في كل‬ ‫مراحل التحكيم‪ ،‬واإلعداد‪ ،‬إلخراج الكتاب في صورته العلمية الدقيقة‪.‬‬ ‫وأحسب أن كل مرحلة منها قد أخذت من الوقت الكافي للتأليف ومشاركة‬ ‫المتسابقين‪ ،‬وكذا دور لجنة التحكيم في الفرز والترتيب واعالن النتائج‪ ،‬ثم جاء دور‬ ‫لجنة المراجعة واإلعداد التعليمي لتهيئة الكتاب ألن يطبع وينشر في صورته النهائية‬ ‫على الموقع اإللكتروني مما تطلب التأكيد على أهمية عمل الفريق في كل مرحلة على‬ ‫حدة‪.‬‬ ‫وقد ظهر عمل الفريق في مرحلة التأليف بين الفردي والجماعي‪ ،‬وكذا كانت‬ ‫ُّ‬ ‫التعددية الفكرية والمنهجية في تشكيل لجان التحكيم تفادياً لوجهة النظر الواحدة‬ ‫انطالقا في هذا كله من قيمة التنوع واحترام ثقافة االختالف التي يتعلمها الطالب على‬ ‫المستويين النظرى والتطبيقي خروجا بذلك من أزمة التلقين والحفظ واالستظهار‪ ،‬إلى‬ ‫قيمة التأمل والمراجعة وتعميق ثقافة األسئلة وسبل حل المشكالت من خالل عملية‬ ‫ابتكارية قادرة على إعمال العقل في صورته المثلى‪.‬‬ ‫وتحقيقا لهذا اإلنجاز جاء دور لجنة اإلشراف العلمى والمراجعة واإلعداد‬ ‫والتحرير منوطا بها األخذ من المصادر المتاحة‪ ،‬تلك الكتب باإلضافة إلى ما تم‬ ‫االستعانة به من مصادر أخرى متعددة ذات الصلة بالتفكير النقدي نظرياً وتطبيقياً‪،‬‬ ‫مع التوسع في مساحة تنمية المهارات والمصادر اإلثرائية والجداول واألشكال وأساليب‬ ‫[‪]13‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫التقييم واالختبار ومهارات حل المشكالت تحقيقا للغاية األوسع في منهجية المقرر بين‬ ‫التوجهات الفلسفية والنفسية والمنطقية والتعليمية والتربوية على السواء‪.‬‬ ‫وقد تم تعديل اإلصدار األول بناء على نتائج التجربة التي تمت خالل العام‬ ‫الماضى في تدريس مقرر التفكير النفدى‪ ،‬وكانت ناجحة بكل المعايير‪.‬فقد كشف‬ ‫طالب جامعتنا العريقة عن وعيهم بقضايا الوطن‪ ،‬والى أى مدى يتوجهون بفكرهم‬ ‫وثقافتهم ووعيهم نحو أداء جامعة الجيل الثالث التي نحلم بها تجمع بين التعليم‪،‬‬ ‫والتعلم‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬وسوق العمل‪ ،‬والعقل النقدي‪ ،‬وريادة األعمال‪ ،‬والمشاركة في‬ ‫مشروعات التنمية‪ ،‬وبناء مستقبل الدولة الوطنية‪.‬‬ ‫الشكر موصول ألعضاء كل اللجان التي شاركت في إنجاز مهامها على‬ ‫مستوى الجهود والوقت الذي احتاجته كل مرحلة حتى تصدر هذه الطبعة ليتدارسها‬ ‫طالب السنة األولى في الفصل الدراسي الثاني لهذا العام‪ ،‬لتكتمل الصورة عندهم‬ ‫بدراسة مقرر ريادة األعمال العام القادم في الفصل الدراسي األول إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫أتمنى لطالب جامعة القاهرة مستقبال أفضل في سياق هذا المتطلب الذي‬ ‫ينطلق بهم عبر آفاق التفكير النقدى بين قراءة أسسه ومبادئه‪ ،‬ومنطلقاته وضروراته‪،‬‬ ‫بدءا من خصائصه وتعريفاته ومصطلحاته‪ ،‬إلى ما نتغياه من غاياته في‬ ‫وبين آلياته ً‬ ‫تنمية المهارات‪ ،‬واكتساب القدرة على الحل النقدى للمشكالت‪ ،‬طبيعة التلقى الفعال‬ ‫وتقويما بما يطمئن إلى دقة المسار الطالبى‬ ‫ً‬ ‫وتفسير‬ ‫ًا‬ ‫فهما وتحليالً‬ ‫للنصوص المقروءة ً‬ ‫قدر‬ ‫في مواجهة األساليب الخطابية والدعائية واإلعالمية التي تحتاح من المتلقى الناقد ًا‬ ‫من التروى والتأمل والتدقيق والمراجعة والمساءلة الفكرية الواعية قبل إصدار األحكام‪.‬‬ ‫وفق اهلل طالبنا من شباب الوطن وبناة المستقبل لما فيه الخير والسداد‪...‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]14‬‬ ‫)*(‬ ‫تطوير العقل املعريف املصري‬ ‫هللل نحللن فللي حياتنللا نحكللم علللى األشللياء بطريقللة عقالنيللة صللحيحة فللي الواقللع ال؛ ألننللا‬ ‫نحكللم عليهللا باالسللتناد فقللط إلللى موقللف جزئللي محللدود‪ ،‬كمللا نحكللم لءسللف علللى النللاس واألشللياء‬ ‫اس للتنادا إلل للى خبلللر ظنل للي أو شل للائعة أو أقل لوال مرسل لللة‪.‬إننلللا فل للي الواقل للع ال نتب للع خط ل لوات التفكيل للر‬ ‫الصحيحة من أجل الوصول إلى الحقيقة ‪ ،‬بل غالبا نقفز من بعض المعلومات الظنيلة إللى أحكلام‬ ‫كليللة يقينيللة‪.‬ونحللن غالبللا نأخللذ مللن طللرف واحللد ونحكللم علللى األمللور دون أن نسللتمع إلللى الطللرف‬ ‫اآلخللر‪.‬ونحللن أيضللا ال نتحللرى الحقيقللة مللن مصللادرها ‪ ،‬بللل مازلنللا نعتمللد علللى المعرفللة السللماعية‬ ‫لمجللرد تللداول النللاس لهللا‪ ،‬حتللى إن كثيل ار مللن ال ّكتبللاب الللذين يمسللكون بللالقلم يعلقللون علللى كثيللر مللن‬ ‫األخبار المتداولة دون أن يتحروا حقيقتها قبل الكتابة!‬ ‫هنا وجلوب التوقلف لتحويلل طرائقنلا السللبية فلي التفكيلر إللى الط ارئلق اإليجابيلة‪.‬ولليس هلذا‬ ‫لر مستعصلًّليا؛ ألن معرفللة المللنهج اإليجللابي ليسللت مسللتحيلة‪ ،‬والعقللل المعرفللي يمكللن تدريبلله علللى‬ ‫أمل ًا‬ ‫االستعمال الصحيح‪ ،‬وتنميته بحيث يتم توظيفه للتفكير بطريقة سليمة‪ ،‬ملن أجلل خدملة إرادة النملو‬ ‫والقل للوة والتشل للارك‪ ،‬ال إرادة الغضل للب والهل للدم والخمل للول‪ ،‬األمل للر الل للذي يقتضل للي عل للدم تل للرك الفرصل للة‬ ‫لالنفعللاالت لكللي تللتحكم فللي تفكيرنللا‪ ،‬واسللتخدام الطريقللة العلميللة فللي حللل المشللكالت وللليس انتظللار‬ ‫الوصلفات السللحرية‪ ،‬واللتخلص مللن األحكللام واآلراء المسلبقة وأوهللام العقللل الجمعلي المحكللوم بغريلزة‬ ‫القطيع‪.‬‬ ‫إن العقل المعرفي الذي نرجو إصالحه وتخليصه من األمراض المزمنلة هلو العقلل النظلري‬ ‫الل للذي يقل للوم بعمليل للات الفهل للم واإلدراك واالسل للتنباط‪ ،‬ومعرفل للة األمل للور الالماديل للة‪ ،‬ومعنل للى األشل للياء‪،‬‬ ‫والعالقللات بينهللا‪.‬والعقللل المعرفللي هللو الللذي يحللدد المبللادل العامللة فللي كللل علللم‪.‬ولللذا يقللال ‪:‬إن‬ ‫المعرفة العلمية عقلية‪ ،‬بمعنى أنها تستند إلى العقل في تأويله للمالحظلة والتجربلة‪.‬ويمكلن التمييلز‬ ‫بالعلوم والمعارف النظرية‪ ،‬والعقلل العمللي الخلاص بالسللوك واألخلالق‪،‬‬ ‫بين العقل النظري الخاص ّ‬ ‫وهو الذي يوضح مبادل السلوك الصحيح‪ ،‬وبه يتم التمييز بين الخير والشر‪ ،‬والفضيلة والرذيلة‪.‬‬ ‫والسير في طريق العقالنية يحتم إحكام عمل العقل المعرفي‪.‬وفي الحالة المصرية نجد أن‬ ‫عالجا على أصعدة متعددة‪ ،‬أذكر منها في هذا المقال اثنين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫العقل المعرفي المصري يتطلب‬ ‫أوال‪ -‬إصالح عمليلات الفهلم واالسلتدالل واإلدراك وانتلاج المعرفلة واسلتخدامها وط ارئلق حلل‬ ‫المشكالت‪.‬وفي ظني أن هذا العالج سوف ينشأ عنه تغيير في السلوك‪.‬‬ ‫إن عمليللات االسللتدالل العقليللة البللد أن تحكمهللا قواعللد محكمللة للتفكيللر‪ ،‬منهللا أن األحكللام‬ ‫محمد عثمان الخشت ضمن مقاالت "تطوير العقل المصري" جريدة األهرام‪ ،‬األحد ‪2019/7/7‬‬ ‫)*(‬ ‫[‪]15‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫التللي تص للدر علللى الظ لواهر البللد تكللون (كليللة)‪ ،‬بحيللث تشللمل القضللية جميللع الح للاالت الجزئيللة‪،‬‬ ‫لزومللا ضللروريًّا‪.‬ويجللب أن تكللون المقللدمات يقينيللة‬ ‫و(ضللرورية) بحيللث تلللزم النتللائج عللن المقللدمات ً‬ ‫وليسللت ظنيللة‪ ،‬ومللن مصللادر معلومللات متنوعللة وذات مصللداقية‪ ،‬وعللدم االسللتنتاج الس لريع‪ ،‬وعللدم‬ ‫القفز إللى النتلائج باسلتدالل ضلعيف‪ ،‬وعلدم األخلذ بالعالقلة الظاهريلة بلين المقلدمات والنتلائج‪ ،‬إللخ‪.‬‬ ‫مثل قضية "كل المعادن تتمدد بالح اررة"؛ فهلي كليلة ألنهلا تشلمل جميلع الحلاالت الجزئيلة أي جميلع‬ ‫لزوملا ضلروريًّا ال يخضلع‬‫المعادن‪ ،‬وهي ضرورية ألن النتيجة "التملدد" تللزم علن المقدملة "الحل اررة " ً‬ ‫ألي استثناء‪ ،‬فأي معدن في الدنيا إذا تعرض للح اررة ال بد أن َّ‬ ‫يتمدد‪.‬‬ ‫وفي الواقع أن األغلبية في الدول غير المتقدمة ال تستخدم هذه الطريقة في االستدالل‪ ،‬وال‬ ‫تصللبر أصللال علللى قراءتهللا وفهمهللا‪.‬وعنللدما ت ارجللع أحكللام النللاس فللي الفضللائيات واإلذاعللة وعلللى‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬فسلوف تجلد أنهلا كشلفتنا عللى حقيقتنلا‪ ،‬حيلث تجلد ملا أشلرنا إليله مل ار ار‬ ‫فللي مقللاالت وأحاديللث سللابقة مللن سللرعة الكثيللرين فللي إصللدار األحك للام‪ ،‬واالنسللياق وراء األخبللار‬ ‫الكاذبة‪ ،‬والفهم المغللوط لكثيلر ملن األحلداث‪ ،‬والتركيلز عللى القشلور‪ ،‬والحكلم عللى أي شليء بجلزء‬ ‫منه! وال يكلف أي شخص نفسه بالبحث عللى محركلات البحلث (وهلي عللى أطلراف أصلابعه) علن‬ ‫حقيقة أي خبر ومصدره‪.‬إننا أمام كارثة حقيقيلة فلي طريقلة الفهلم والتعاملل ملع األحلداث والظلواهر‬ ‫والمواقف! ووسائل التواصلل االجتملاعي ملا هلي إال "ملرآة "كشلفت طريقتنلا فلي الحيلاة وطريقتنلا فلي‬ ‫التفكير واالستدالل والحكم على األشياء؛ مما يكشف عن خلل في العقل المعرفي‪.‬‬ ‫ثانياااا‪ -‬حتميللة تغييللر المفللاهيم‪ ،‬والتصللورات‪ ،‬والنمللاذج والتمللثالت الذهنيللة‪ ،‬وبنيللة المعرفللة‬ ‫والحاالت الذهنية الداخلية التي تشتمل على الفكرة والدافع واإليمان وغيرها‪.‬‬ ‫إن النماذج الذهنية الموروثلة‪ ،‬وبنيلة المعرفلة التقليديلة التلي أخلذناها ملن القلدماء‪ ،‬والحلاالت‬ ‫الذهنية الداخلية القديمة التي تشتمل عللى الفكلرة واللدافع واإليملان السلحري وغيرهلا‪ ،‬ال تلزال عامللة‬ ‫في عقلنا المعرفي‪ ،‬وال تزال تقودنا في الحكم على األشخاص والمواقف والظواهر‪ ،‬وال نزال سريعى‬ ‫النسيان‪ ،‬والطاقة الغضبية – كما قلنا من قبل‪ -‬هي الحاكمة لنا والتي نفرغها فلي أي شليء‪ ،‬إللخ‪.‬‬ ‫ولللذا البللد أن يواكللب تغييللر ط ارئللق التفكيللر حتميللة تغييللر المفللاهيم والتصللورات‪ ،‬والنمللاذج والتمللثالت‬ ‫الذهنيللة‪ ،‬وبنيللة المعرفللة والحللاالت الذهنيللة الداخليللة الموروثللة؛ ألنهللا أشللبه بالعدسللات الملونللة التللي‬ ‫تصبغ الرؤية بلونها‪.‬إذن نحن بحاجة إلى عدسات جديدة‪ ،‬لكنها عدسات غير ملونة‪.‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]16‬‬ ‫[‪]17‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫مقدمة الكتاب‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]18‬‬ ‫[‪]19‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫مقدمة الكتاب‬ ‫تسعى المؤسسات التربوية إلى تحقيق جودة العملية التعليمية في مختلف جوانبها‬ ‫عن طريق تطوير استراتيجيات التدريس وطرائقها‪.‬ومن أهم هذه اآلليات التي تساعد‬ ‫على تحقيق المناهج الدراسية ألهدافها التعليمية أن ترتكز على الفهم والتفكير بدالً من‬ ‫المناهج التقليدية التي ترتكز على التلقين والحفظ‪.‬‬ ‫لمعظم‬ ‫ومواكبة لذلك أصبح اكتساب مهارات التفكير النقدي غاية أساسية‬ ‫السؤال‬ ‫ئيسا تسعى مناهجها لتحقيقه‪.‬ولعل‬ ‫السياسات التعليمية لدول العالم‪ ،‬وهدفًا ر ً‬ ‫التعليم‬ ‫الذي قد يتبادر إلى ذهن الطالب هو‪ :‬ما صلة التفكير النقدي بتطوير‬ ‫مداخل‬ ‫الجامعي ولماذا تبنت جامعة القاهرة شعار " أن التفكير النقدي هو أحد‬ ‫وأسس اإلصالح التعليمي في مصر"‬ ‫يكمن جزء كبير من اإلجابة عن هذا السؤال في حقيقة أننا في جامعتنا العريقة‬ ‫طالبا قادرين على‬ ‫ً‬ ‫طالبا قادرين على ما هو أكثر من مجرد التفكير‪ ،‬نريد‬ ‫ً‬ ‫نريد‬ ‫إصدار أحكام منطقية جيدة في كافة المجاالت‪.‬فالحكم المنطقي الجيد هو الذي يحدد‬ ‫خصائص التفسير السليم ألي نص مكتوب يعرض عليك‪ ،‬وهو البناء الرصين‬ ‫منطقيا‪ ،‬من خالل الفهم السليم لما تستمع إليه‪ ،‬عبر الحوار المعقول‪.‬وال‬ ‫ً‬ ‫المترابط‬ ‫قائما إال إذا اعتمد على مهارات تفكير بارعة ومحكمة‬ ‫يكون هذا الحكم المنطقي الجيد ً‬ ‫تكفل الكفاءة في االستدالل‪ ،‬وتعتمد على البحث المحكم‪ ،‬وتكوين التصورات‪ ،‬ومهارات‬ ‫التواصل‪ ،‬كل ذلك لن يتحقق إال من خالل "غرس التفكير النقدي داخل المناهج‬ ‫وعدا بالتفويض األكاديمي‬‫الدراسية‪..‬فهذا التفكير – بلغة ليبمان ‪-‬يحمل معه ً‬ ‫العقالني للطالب"‬ ‫ويعزو رجال التعليم أهمية تنمية مهارات التفكير النقدي إلى جملة من‬ ‫االعتبارات منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬مساعدة الطالب على التكيف مع األوضاع المتغيرة في زمن تواجه فيه‬ ‫المجتمعات تغيرات سريعة في جميع المجاالت‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى خلق‬ ‫تحديات جديدة تتطلب مواجهتها‪ ،‬ومعالجتها‪ ،‬والتكيف معها على نحو فعال‪.‬‬ ‫‪ -2‬مساعدة الطالب على فهم أعمق للمشكالت اليومية وربطها بالخبرات؛ مما‬ ‫يساعدهم على تحديد الق اررات المناسبة التي تلبي حاجاتهم وحاجات المجتمع‪.‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]20‬‬ ‫‪ -3‬مساعدة الطالب على التصدي لءفكار والعادات الهدامة‪ ،‬واالبتعاد عن التطرف‬ ‫والتعصب األعمى‪ ،‬واالنقياد العاطفي‪.‬‬ ‫‪ -4‬توظيف مهارات التفكير النقدي في التعليم يحول عملية اكتساب المعرفة من‬ ‫عملية خاملة إلى نشاط عقلي يفضي إلى إتقان أفضل للمحتوى المعرفي للمتعلم‪،‬‬ ‫والى ربط عناصره المتعلَّمة بعضها ببعض‪.‬‬ ‫‪ -5‬تمكين الطالب من مواجهة متطلبات المستقبل التي لن تكون في مجرد اكتساب‬ ‫َكم هائل من الحقائق وتعلمها‪ ،‬وانما في اكتساب األساليب المنطقية والعقلية‬ ‫واإلبداعية في القدرة على استنتاج األفكار وتفسيرها‪.‬‬ ‫وباختصار؛ تمثل تنمية مهارات التفكير النقدي أحد أهداف التعليم المعاصرة‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وذلك من أجل بناء شخصية موضوعية‪ ،‬ومواطَنة فاعلة‪ ،‬ومشاركة في المجتمع الحر‬ ‫أهداف املقرر‬ ‫يهدف هذا المقرر إلى تزويد الطالب بمهارات التفكير النقدي‪ ،‬وتطبيقها في‬ ‫مختلف مجاالت الحياة‪ ،‬بحيث يكون الطالب في نهاية المقرر قاد اًر على أن‪:‬‬ ‫يحدد موضع التفكير النقدي بين صور التفكير اإلنساني ومستوياته وأنماطه‬ ‫‪-1‬‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫َيعرف ماهية التفكير النقدي ومهاراته المختلفة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫يكتشف األخطاء الشائعة في التفكير‬ ‫‪-3‬‬ ‫يميز بين أنماط التفكير الصحيحة وغير الصحيحة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫يطبق مهارات التفكير النقدي في المواقف الحياتية المختلفة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫يوظف التفكير النقدي والمنطقي في حل المشكالت‪ ،‬واتخاذ الق اررات المتنوعة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫يبني الحجج المنطقية‪ ،‬ويفسرها‪ ،‬ويقيمها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫يكتشف مدى صدق وصحة الحجج‪ ،‬وجوانب القوة والضعف فيها‪.‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫يحلل الحجج االستنباطية واالستقرائية وينتقدها‪.‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫يكتشف المغالطات المنطقية في التفكير‪.‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫يطبق مهارات االستماع إلى حجج اآلخرين وآرائهم دون أحكام مسبقة‪.‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫يطبق التفكير النقدي في مجال التعليم‪.‬‬ ‫‪-12‬‬ ‫يطبق مهارات القراءة النقدية على ما يقرؤه في مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫‪-13‬‬ ‫[‪]21‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫‪ -14‬يطبق التفكير النقدي في تعامله مع وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -15‬يكتشف طبيعة األساليب الدعائية واإلعالمية وآليات توظيفها في مختلف‬ ‫المواقف‪.‬‬ ‫ما مت مراعاته عند إعداد املقرر‬ ‫لكي تتحقق تلك األهداف حرص المنهج على الخروج عن النمطية المألوفة في‬ ‫الكتب بصورة عامة‪ ،‬والتي تعتمد بشكل أساسي على تزويد المتعلم بكم من المعلومات‬ ‫النظرية حول موضوعات المقرر‪.‬فاعتمد المقرر على تضمينه لعدد من التدريبات‬ ‫والمواقف التطبيقية المتنوعة‪ ،‬والشاملة‪ ،‬واألنشطة العملية اإلثرائية في مجال التفكير‬ ‫النقدي‪ ،‬والتي تساعد الطالب على التفكير العقالنى المنطقى وكذلك التفكير‬ ‫اإلبداعى‪ ،‬وتحفز الدارس على التعلم الذاتي والبحث‪.‬‬ ‫فاشتمل المقرر على أنشطة إثراثية متنوعة‪ ،‬وتطبيقات متعددة‪ ،‬ومقوالت مأثورة‪.‬‬ ‫وقد روعي عند إعداد هذا المقرر عدة أسس منها‪:‬‬ ‫أن يصلح للتدريس لجميع طالب الجامعة على اختالف تخصصاتهم ومستوياتهم‬ ‫‪.1‬‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫دقة المعلومات العلمية‪ ،‬وتسلسلها‪ ،‬وترابطها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫توظيف استراتيجيات التعلم الذاتي والفردي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫التوازن بين الموضوعات واألفكار‪ ،‬والربط بين المعلومات النظرية والتطبيقات‬ ‫‪.4‬‬ ‫العملية المتنوعة‪.‬‬ ‫إتاحة مساحة من التأمل والتدبر لكل طالب فيما يدرس عبر عدد من األنشطة‬ ‫‪.5‬‬ ‫المعدة لذلك‪.‬‬ ‫اشتمال كل فصل من فصول المقرر على أهداف محددة‪ ،‬واحاالت لمراجع‬ ‫‪.6‬‬ ‫ومواقع على شبكة األنترنت ذات صلة بموضوعات المقرر‪ ،‬وذلك وفقا للقواعد‬ ‫األكاديمية المعتمدة‪.‬‬ ‫توظيف األشكال‪ ،‬والرسومات‪ ،‬والجداول والصور لمزيد من التوضيح واكتمال‬ ‫‪.7‬‬ ‫العرض‪.‬‬ ‫اشتمال كل فصل من فصول المقرر على تطبيقات وأنشطة متنوعة مرتبطة‬ ‫‪.8‬‬ ‫بمواقف الحياة الواقعية؛ مما يساعد على بقاء أثر التعلم‪ ،‬ويسهم في نقل المعرفة‪،‬‬ ‫واستخدامها في خدمة المجتمع‪.‬‬ ‫يعقب كل فصل من فصول المقرر مصادر تعلم أخرى إلكترونية وورقية‪ ،‬يمكن‬ ‫‪.9‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]22‬‬ ‫للطالب العودة إليها لالستزادة والتوسع في المادة العلمية‪ ،‬وقائمة بالمراجع‪،‬‬ ‫ومجموعة من نماذج االختبارات الموضوعية لتوضيح كيفية تقييم المحتوى‬ ‫التعليمي‪.‬‬ ‫‪.11‬تضمن المقرر قائمة مصطلحات باللغتين العربية واألجنبية‪ ،‬مع تعريفاتها‬ ‫)*(‬ ‫المختصرة‪.‬‬ ‫‪.11‬روعي في إعداد المحتوى إمكان أن يتواءم مع استراتيجيات التعلم اإللكتروني‪.‬‬ ‫حمتوى الكتاب‬ ‫يتضمن الكتاب سبعة فصول وزعت على ثالثة أبواب على النحو التالي‪:‬‬ ‫الباب األول‪ :‬بعنوان "التفكير النقدي ‪ :‬األسس والمبادئ"‪ ،‬وتكون الباب من‬ ‫ثالثة فصول‪ ،‬الفصل األول بعنوان ‪" :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه"‪.‬وقد‬ ‫شمل الفصل األول تعريف التفكير النقدى وبيان الحاجة له وضرورات تعلمه ووسائله‬ ‫وخصص الفصل الثانى لل‪" :‬التفكير النقدى بين صور التفكير‬ ‫وتوجهات دراسته‪ّ.‬‬ ‫اإلنسانى" لتوضيح المقصود بالتفكير وأهم خصائصه‪ ،‬وأهمية تعلم مهاراته‪ ،‬ثم‬ ‫االنتقال الستع ارض أنواع التفكير ومستوياته وتصنيفاته‪ ،‬واختتم الفصل بتوضيح‬ ‫الغرض من التفكير النقدى‪ ،‬وتأكيد أنه أحد صور التفكير الفعال‪ ،‬مع اإلشارة لتلك‬ ‫المؤشرات الدالة على فعاليته‪ ،‬ودوره في التغلب على أخطاء التفكير العشوائى‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث‪ :‬التفكير النقدى أهميته ومطلباته وزوايا النظر إليه‪ ،‬فبدأ‬ ‫باستعراض أهمية التفكير النقدي‪ ،‬وأهمية تنمية مهاراته‪ ،‬ثم االنتقال إلى توضيح‬ ‫بدءا من الفكرة النقدية ومعايير الحكم‬ ‫متطلبات التفكير النقدي وزوايا النظر إليه‪ً ،‬‬ ‫ومرور بخصال شخصية المفكر النقدي‪ ،‬وما يميزها عن الشخصية التي ال‬ ‫ًا‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫تتحلي بمهارات التفكير النقدي‪ ،‬وانتهاء بوصف عملية التفكير النقدي من حيث‬ ‫مراحلها وخطواتها‪.‬‬ ‫الباب الثاني بعنوان‪ :‬تنمية مهارات التفكير النقدي‪ ،‬وت َكون من فصلين‪:‬‬ ‫الرابع والخامس‪.‬فقد تم في الفصل الرابع‪ :‬بيان مهارات التفكير النقدى‪ :‬التقديم‬ ‫التعريفي للمقصود بمهارات التفكير‪.‬واستعرض باقي الفصل أهم مهارات التفكير‬ ‫النقدي‪ ،‬وتدريب المتعلمين على تطبيق تلك المهارات‪.‬‬ ‫نماذج االختبارات الموضوعية والمصطلحات متاحة في النسخة اإللكترونية من الكتاب‪.‬‬ ‫)*(‬ ‫[‪]23‬‬ ‫افتتاحية الكتاب والمقدمة‬ ‫وتم في الفصل الخامس وعنوانه "الحل النقدى للمشكالت‪ :‬أسسه وتنمية‬ ‫مهاراته" استعراض أساليب تنمية مهارات التفكير النقدي‪ ،‬في سياق مواقف حل‬ ‫المشكالت‪ ،‬وكيف يتضافر كل من التفكير التحليلي والتفكير اإلبداعى والتفكير النقدي‬ ‫عند مواجهة المشكالت‪.‬وتم في سياق الفصل نفسه التمييز بين الحل النقدى‬ ‫للمشكالت (الذي يستخدم عند مواجهة المشكالت التقليدية المعتادة التي تتطلب حالً‬ ‫صحيحا) والحل اإلبداعي للمشكالت (الذي يستخدم عند مواجهة المشكالت‬ ‫ً‬ ‫منطقيا‬ ‫ً‬ ‫غير التقليدية والتي تتطلب حال جديدا غير معتاد)‪.‬واختتم الفصل بتقديم عدد من‬ ‫أساليب تنمية مهارات التفكير التحليلى والتفكير النقدي‪.‬‬ ‫ويدور الباب الثالث واألخير‪ :‬تطبيقات التفكير النقدى حول الجوانب التطبيقية‬ ‫للتفكير النقدي‪ ،‬حيث يضم الفصلين السادس والسابع‪.‬وفي هذا الباب تم اختيار أربعة‬ ‫مجاالت من بين العديد من المجاالت التطبيقية لتوضيح استخدامات مهارات التفكير‬ ‫النقدي وتطبيقاتها‪ ،‬فخصص الفصل السادس لمناقشة أساليب مواجهة المغالطات فيما‬ ‫هو مكتوب‪ ،‬أو في المواقف التي تتطلب محاجاة‪ ،‬أو تمحيص ألفكار يتم ترويجها‪.‬‬ ‫وتحسين مهارات الفرد المتعلقة بتلقي النصوص المقروءة (عبر استخدام مهارات‬ ‫القراءة النقدية والتحليل النقدي للنصوص)‪ ،‬أما الفصل السابع‪ ،‬فخصص لمواجهة‬ ‫األساليب الخطابية والمغالطات المنطقية في أحاديث الحياة اليومية‪ ،‬بما يساعد على‬ ‫مواجهة األساليب اإلعالمية والدعائية‪ ،‬وهو الفصل الختامي في الكتاب‪.‬‬ ‫إجراءات إعداد الكتاب‬ ‫أشرفت لجنة علمية متخصصة برئاسة أ‪.‬د‪.‬محمد الخشت رئيس الجامعة عللى‬ ‫إعداد الكتاب وتحريره‪ ،‬فوضلعت اللجنلة العلميلة الخطلة العاملة لله فلى ضلوء التوصليف‬ ‫المقترح للمقرر‪ ،‬وقام محرران هما أ‪.‬د‪.‬أيمن عامر ود‪.‬عصام جميل بإعداد الكتاب في‬ ‫ضوء هلذه الخطلة عبلر اختيلار أكثلر ملا ورد بالكتلب الفلائزة فلى المسلابقة التلى أقامته لا‬ ‫الجامعة لهذا الغرض تالقيلا ملع هلدف الكتلاب‪ ،‬فضلال عملا أضلافه المحلرران ملن م لادة‬ ‫علميلة حتلى يتطلابق ملا ورد فلي الملتن مللع خطلة الكتلاب التلي وضلعتها لجنلة اإلشلراف‬ ‫العلمي‪.‬وبعد إتمام اإلعداد والتحرير راجعت لجنلة اإلشلراف العلملى مجملل ملا ورد فلي‬ ‫النص‪ ،‬وتمت إحالته إلى لجنة اإلعداد اإللكتروني للمقرر‪.‬‬ ‫وقد اعتمد في إعداد الكتاب على الكتب الستة الفائزة في المسابقة وهى على‬ ‫النحو التالى ‪:‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]24‬‬ ‫بالنسبة للتأليف فاز كتاب الدكتور محمد السيد فرج الماظ بعنوان "التفكير‬ ‫النقدي" بالمركز األول‪ ،‬وفاز بالمركز الثانى كتاب كل من د‪.‬عاصم عبد المجيد‬ ‫أحمد‪ ،‬ود‪.‬عمرو محمد يوسف بعنوان " التفكير النقدي‪ :‬رؤية نظرية وتطبيقية"‪ ،‬وفاز‬ ‫بالمركز الثالث كتاب كل من د‪.‬أحمد محمود أبو حديد‪ ،‬ود‪.‬أميرة محمد معوض‪،‬‬ ‫ود‪.‬أميرة أحمد رمضان بعنوان "التفكير النقدى"‪ ،‬وفاز بالمركز الرابع كتاب كل من‬ ‫د‪.‬أحمد الضبش‪ ،‬ود‪.‬أميرة مخلف بعنوان ‪": :‬التفكير النقدي‪ :‬مهارات عملية للحياة‬ ‫اليومية"‪ ،‬وأخي ار فاز بالمركز الخامس كتاب د‪.‬سارة مصطفي بعنوان "التفكير النقدى"‪،‬‬ ‫وبالنسبة للترجمة‪ ،‬فقد فاز كتاب د‪.‬عصام زكريا جميل بعنوان " التفكير النقدي‪ :‬دليل‬ ‫مختصر"‪ ،‬تأليف‪ :‬ترسي بويل‪ ،‬وجاري كمب‪.‬هذا باإلضافة إلى مجموعة من‬ ‫المصادر األخرى التي تم الرجوع إليها‪ ،‬وتمت اإلشارة إليها في سياقها‪.‬‬ ‫وقد قام األستاذ الدكتور أيمن عامر بإعداد كل من الفصل األول ‪( :‬التفكير‬ ‫النقدى وتوجهات دراسته‪ ،‬وتعلمه‪ ،‬والفصل الخامس (الحل النقدى للمشكالت)‪.‬‬ ‫وأخيرا‪:‬‬ ‫نأمل أن يبلغ الكتاب الهدف المأمول منه‪ ،‬وهو توجيه انتباه الطالب إلى أهمية‬ ‫تفعيل وتنشيط عمليات التفكير النقدي لديهم‪ ،‬والنجاح في تحويل محتوى هذا الكتاب‬ ‫من مقرر دراسي إلى أسلوب تفكير ومنهج حياة‪ ،‬ومصدر معين لحل مختلف ما‬ ‫يواجهونه من مشكالت فى مختلف جوانب حياتهم الشخصية واالجتماعية والعلمية‬ ‫والمهنية‪.‬‬ ‫وباهلل التوفيق‬ ‫لجنة اإلشراف العلمى والتحرير‬ ‫الباب األول‪:‬‬ ‫التفكري النقدي‪ :‬األسس واملبادئ‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]62‬‬ ‫[‪]62‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفصل األول‪ :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫الفصل األول‬ ‫التفكري النقدي وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]62‬‬ ‫[‪]62‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفصل األول‪ :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫الفصل األول‬ ‫التفكري النقدي وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫األهداف التعليمية‬ ‫بعد االنتهاء من دراسة الفصل يكون الطالب قاد ار على أن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يتعرف على تعريفات التفكير النقدى‪.‬‬ ‫‪ -2‬يطبق تعريفات التفكير النقدى على مواقف الحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪ -3‬يفهم الحاجة إلى التفكير النقدى وتطبيقاته في مختلف مواقف الحياة‪.‬‬ ‫‪ -4‬يدرك ضرورة تعليم التفكير النقدى ووسائل‪.‬‬ ‫‪ -5‬يعى التوجهات األساسية لدراسة التفكير النقدى‪.‬‬ ‫عناصر الفصل‬ ‫مقدمة‬ ‫أوال‪ ً:‬تعريف التفكري النقدي‬ ‫ثانيا‪ :‬احلاجة للتفكري النقدي‬ ‫[‪ ]1‬التفكير النقدي ومواجهة مشكالت الحياة اليومية‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬التفكير النقدي ومساعدتنا على الحل الناقد واإلبداعي للمشكالت‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬التفكير النقدي والتدرب على المحاجاة لحل الصراعات وفض النزاعات‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬التفكير النقدي والتلقي النقدى للنص المقروء‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬التفكير النقدي ومواجهة األساليب الدعائية واإلعالمية ‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬التفكير النقدي ومواجهة مشكالتنا التعليمية والتربوية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ضرورات تعليم التفكري النقدي ووسائله‬ ‫[‪ ]1‬توجهات تعليم التفكير النقدي‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬العالقة بين التفكير النقدي واشتقاق أهداف المناهج‪:‬‬ ‫[‪ ]3‬نشاطات تعليمية مقترحة لتنمية التفكير النقدي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رابعا‪ :‬توجهات دراسة التفكري النقدي‬ ‫[‪ ]1‬التوجه الفلسفي‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬التوجه المنطقي‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬التوجه النفسي‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬التوجه التعليمي ‪.‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]03‬‬ ‫[‪]03‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفصل األول‪ :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫الفصل األول‬ ‫التفكري النقدي وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫مقدمة‬ ‫في هذا المدخل التمهيدي نقدم للمحاور الكبرى التي يدور حولها هذا الكتاب‪.‬‬ ‫وذلك من زاويتين‪ ،‬فنقدم في الجزء األول من هذا المدخل أهمية الموضوع الذي نحن‬ ‫بصدده‪ ،‬وهو التفكير النقدي‪ ،‬تلك األهمية التي تسعي فصول هذا العمل أن تكشف عن‬ ‫تجلياتها المختلفة‪ ،‬من خالل البدء بتعريف المقصود بالتفكير العلمى ثم استعراض‬ ‫حاجتنا إلى التفكير النقدي‪ ،‬وأهمية تعلم مهاراته‪.‬أما الجزء الثاني من هذا المدخل‪،‬‬ ‫فيقدم للمصادر المعرفية التي استمدت منها مادة هذا الكتاب‪ ،‬والتي تتمثل في التوجهات‬ ‫األربعة الكبرى التي عنيت بدراسة مفهوم التفكير النقدي والتي تتمثل في‪ :‬التوجه الفلسفي‪،‬‬ ‫والتوجه المنطقي‪ ،‬والتوجه النفسي‪ ،‬والتوجه التعليمى‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف التفكري النقدي‬ ‫اختلف المتخصصون في مجال التفكير النقدي حول تعريفه‪ ،‬إذ يوجد العديد من‬ ‫التعريفات والمتباينة‪ ،‬بسبب تعدد الخلفيات النظرية التي تناولت هذا المفهوم‪.‬‬ ‫لغويا إلى أصل ل للل إ ريقي‪ ،‬فكلمة " ‪ "Critical‬مشل ل للتقة‬ ‫يعود مفهوم التفكير النقدي ً‬ ‫من كلمتين؛ األولي‪ "Kriticos":‬التى تعني الحكم المميز والكلمللة الثللانيللة "‪"Kriterion‬‬ ‫مميز يسل ل ل ل ل ل للتند إلى المعايير‪.‬وفي‬ ‫حكما ًا‬ ‫بمعنى المعايير‪.‬لذلك فإن كلمة "نقدي" تعني ً‬ ‫اللغة العربية‪ :‬ورد لفظة "نقد" في (لس ل للان العرب) بمعنى‪ :‬ميز الدراهم‪ ،‬وأخرج الزيف‬ ‫منه‪.‬كما ورد تعبير "نقد الشلعر" في المعجم الوسليط بمعنى أظهر ما فيه من عيب أو‬ ‫حسن‪.‬ويفهم من ذلك إظهار المحاسن والعيوب‪ ،‬وتنقية وعزل ما حاد عن الصواب‪.‬‬ ‫والتفكير النقدي في أبسط معانيه هو فحص وتحليل وتقييم األفكار المطروحة‪،‬‬ ‫أو هو قدرة الشخص على التعرف على االفتراضات‪ ،‬واستخالص النتائج بطريقة منطقية‬ ‫سليمة‪ ،‬وتفسير البيانات‪ ،‬وتقويم الحجج المتعلقة بالقضايا والمشكالت المختلفة‬ ‫(الشخصية‪ ،‬والحياتية‪ ،‬والعملية‪.)..‬‬ ‫وهناك عدد كبير من تعريفات التفكير النقدي التي وردت في المجاالت النفسية‬ ‫والفلسفية والتربوية‪ ،‬يبين بعضها الجدول التالى رقم (‪:)1-1‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]06‬‬ ‫جدول (‪)1-1‬‬ ‫نماذج لتعريفات التفكير النقدي‬ ‫قدمت أدبيات التفكير النقدي المعاصرة مجموعة كبيرة من التعريفات أشهرها‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫"العقل المفكر الذي ال ينطوي على مجرد تس ل ل ل ل لللس ل ل ل ل للل ل فكار‪ ،‬لكن علي ترتيبها‬ ‫‪-‬‬ ‫بحيث تسهم كل فكرة في الوصول إلي النتيجة السليمة (جون ديوى)‪.‬‬ ‫"العمليات واالسل ل ل ل ل ل للتراتيجيات واةق اررات الذهنية التي يسل ل ل ل ل ل للتعين بها النا لحل‬ ‫‪-‬‬ ‫مشاكلهم واتخاذ ق ارراتهم وتعلم مفاهيم جديدة" (ستيرنبرج)‪.‬‬ ‫"تفكير تأملي معقول يركز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه وما نفعله" (أني )‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تفكير يساعد على نقل المهارات النقدية إلى مواضيع التعليم (مكبيك‪.)McPeck‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تفكير يحتوي على مه للارات التفكير المنطقي‪ ،‬وك للذل للك مه للارات مشل ل ل ل ل ل للترك للة بين‬ ‫‪-‬‬ ‫مجاالت الخبرة (ريسنيك ‪.) Resnick‬‬ ‫التفكير الذي يساعد الطالب على فهم الروابط المنطقية في اللغة (أدلر‪.)Adler‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التفكير الذي يهدف إلى التغلب على التحيز والتحامل والقولبة (ريتشارد بول)‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وعي المرء بتفكيره حتى يكون قاد ًار على نقله من السل ل لليال المألوف إلى سل ل للياقات‬ ‫‪-‬‬ ‫ير مألوفة (آرون ‪.)Arons‬‬ ‫التفكير الذي يهدف إلى تكامل الفكر والعمل (ج‪.‬آر‪.‬مارتن ‪.) J. R. Martin‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التفكير الذي يحاول الوص ل للول إلى حكم بعد تقييم للبدائل الخاص ل للة بأدلة وبراهين‬ ‫‪-‬‬ ‫موجودة (هاتشر ‪.) Hatcher‬‬ ‫التفكير ذو الغرض والرامي إلى تكوين حكم‪ ،‬ويسل ل ل ل ل ل للتوفي التفكير ذات لله مع للايير‬ ‫‪-‬‬ ‫الكفاية والدقة" (بايلين ‪.)Bailin‬‬ ‫حكم هادف ذو تنظيم ذاتي ينتج عنه تفس ل ل للير وتحليل وتقييم‪ ،‬واس ل ل للتدالل‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪-‬‬ ‫شلر األدلة والمفاهيم والمنهج والمعايير‪ ،‬أو االعتبارات النظرية التي يسلتند إليها‬ ‫ذلك الحكم" (فاسيون ‪.)Facione‬‬ ‫التفكير المنضبط وذاتي التوجيه الذي يجسد كمال التفكير المناسب لوضع ما أو‬ ‫‪-‬‬ ‫مجال فكري معين" (ريتشارد بول)‪.‬‬ ‫االنفتا على أدلة جديدة من ش ل ل ل للأنها أن تدحض أفكارك‪ ،‬والتفكير المنطقي ير‬ ‫‪-‬‬ ‫العاطفي‪ ،‬والمطالبة بأن تكون المزاعم مدعومة بأدلة‪ ،‬واسل ل ل ل ل ل للتنتاج واسل ل ل ل ل ل للتنباط‬ ‫االستنتاجات من الوقائع والمعلومات المتاحة"‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬عصام جميل (‪)2115‬‬ ‫[‪]00‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفصل األول‪ :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫الفعال‪،‬‬ ‫شير إلى التّساؤل اةيجابي و ّ‬ ‫و ٍ‬ ‫النقدي هو مصطلح ُي ُ‬ ‫بشكل عام‪ :‬التّفكير ّ‬ ‫الدعاوى المختلفة‪ ،‬بدالً من قبولها على ظاهرها‪.‬‬ ‫صحة ّ‬‫أو التّشكيك في ّ‬ ‫فعالة تشتمل على‪:‬‬ ‫عملية ّ‬ ‫النقدي هو ّ‬ ‫وبالتالي فالتّفكير ّ‬ ‫نقيم األدلّة‪.‬‬ ‫‪ ‬تقليل أثر األفكار المسبقة واالنحيازات عندما ّ‬ ‫‪ ‬تحديد ا ّلنتائج التي من الممكن عقليًّا أو منطقيًّا استخالصها من األدلّة‪.‬‬ ‫إمكانية وجود تفسيرات بديلة لنتائج األبحاث‪ ،‬أو حتّى وجود ظواهر أخرى‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬أخذ‬ ‫ير مدروسة بعين االعتبار‪.‬‬ ‫وترتبط هذه التعريفات والمفاهيم بمفاهيم أخرى مثل قولنا‪ :‬شخصية نقدية‪ ،‬ومجتمع‬ ‫نقدي‪ ،‬وادارة نقدية‪ ،‬واةصغاء النقدي‪ ،‬والقراءة النقدية‪ ،‬والكتابة النقدية‪.‬‬ ‫ويتبين من ذلك أن التفكير النقدي هو في عداد المهارات األساسية التي نحتاجها‬ ‫لكي نحصل على نتائج مثمرة من خالل التواصل مع اآلخرين‪ ،‬وكذلك هو عملية أساسية‬ ‫التخاذ الق اررات الصحيحة‪ ،‬وال نى عنه لمن يحاول ابتكار الجديد‪ ،‬وهو طريقة لتمييز‬ ‫الطرائل الفاسدة في التفكير‪ ،‬وبالتالي التمييز بين النتائج الصحيحة والنتائج الفاسدة التي‬ ‫نتوصل إليها أو يعرضها علينا اآلخرون‪.‬‬ ‫واآلن ‪-‬عزيزي الطالب‪ -‬بعد أن وقفت على مفهوم "التفكير النقدي " يتضح لك‬ ‫أن هذا النوع من التفكير يعتبر عك التفكير التقليدي السردي الذي يقوم على الحفظ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتلقين‪ ،‬وتكدي المعلومات في العقول‪ ،‬والذي يعد نتيجة حتمية للتعليم البنكي الذي‬ ‫معينة واعادتها‬‫يتم على أسا حشو أدمغة الطالب والمتعلمين بالمعلومات لفترة ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمعلمين عن طريل االمتحانات‪ ،‬والّتي على أساسها يتم تقييم الطالب ويتم تقييم العملية‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬احلاجة للتفكري النقدي‬ ‫يشير "ريمون نيكرسون" في مقالته المهمة "لماذا نعلم التفكير؟ إلى األهمية الكامنة‬ ‫وراء تعليم مهارات التفكير النقدي للطالب‪ ،‬بتأكيده أن تلك المهارات تساعد على ‪:‬‬ ‫‪.1‬تنظيم األفكار وتوضيحها بإيجاز وتماسك‪.‬‬ ‫‪.2‬فهم الفرول بين االستنتاجات واالفتراضات‪.‬‬ ‫‪.3‬التمييز بين االستدالالت المنطقية الصادقة والكاذبة‪.‬‬ ‫‪.4‬التدرب على امتحان وجهات النظر‪ ،‬وفحص ما تنطوي عليه من افتراضات‬ ‫ونتائج‪.‬‬ ‫‪.5‬استخدام األدلة بمهارة ونزاهة‪.‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]03‬‬ ‫‪.6‬تعليل الحكم على ما يواجهنا من قضايا في ياب األدلة الكافية لدعم اتخاذ‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫‪.7‬استبال العواقب المحتملة باستخدام إجراءات بديلة قبل االختيار من بينها‪.‬‬ ‫‪.8‬االستمتاع باةنصات ألفكار اآلخرين‪.‬‬ ‫‪.9‬البحث عن حلول فعالة للمشكالت المعقدة‪.‬‬ ‫‪.11‬تطبيل أساليب حل المشكالت بشكل مناسب على مجاالت أخرى ير التي‬ ‫تعلمها الطالب‪.‬‬ ‫‪.11‬التعرف على ما في آراء الغير من مغالطات‪ ،‬وما قد تنطوي عليه آراؤنا من‬ ‫احتماالت التحيز‪ ،‬سعيا وراء تجنب مخاطر ترجيح األدلة وفقا ل هواء‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫يحاول "نيكرسون" في عناصره الموجزة تلك أن يبرز أهم مهارات التفكير النقدي‬ ‫التي يتزود بها المتعلم‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلل‪ ،‬بلور الباحثون أهمية تعليم مهارات التفكير النقدي في عدة‬ ‫مبررات منها‪:‬‬ ‫كبير جداً‪ ،‬وفي‬ ‫‪ -1‬في ظل التكنولوجيا الحديثة أصبح كم المعلومات المتوافرة اآلن ًا‬ ‫تزايد مستمر‪ ،‬وبالتالي يحتاج الطالب أن يتعلموا كيفية اختيار الالزم والمفيد‬ ‫من المعلومات‪ ،‬ال أن يكونوا مجرد مستقبلين سلبيين‪ ،‬لذا فمن المهم للمتعلم‬ ‫أن يطور ويطبل بفعالية مهارات التفكير النقدي في دراساته األكاديمية‬ ‫ولمواجهة مشكالته اليومية‪ ،‬ولمواجهة الخيارات الصعبة التي أنتجها التفجر‬ ‫المعرفي التكنولوجي السريع‪.‬‬ ‫‪ -2‬من المهم للمتعلم أن يتعلم إثارة األسئلة الجيدة‪ ،‬والبحث عن إجابات لها‪ ،‬وهو‬ ‫ددا طالما‬ ‫حيا و متج ً‬‫ما ينتجه التفكير النقدي حيث إن المجال المعرفي يبقى ً‬ ‫هناك أسئلة تثار وتعالج بجدية‪.‬‬ ‫‪ -3‬يؤدي تدري التفكير النقدي إلى إتقان مهارات التحليل والنقد والدفاع عن‬ ‫القضايا والتفكير االستقرائي واالستنباطي‪ ،‬والتوصل للنتائج الحقيقية والواقعية‬ ‫[‪]03‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفصل األول‪ :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫من خالل العبارات الواضحة للمعرفة والمعتقدات‪.‬‬ ‫‪ -4‬إن فكرة تنمية القدرات البشرية {معرفية‪ ،‬انفعالية‪ ،‬سلوكية} هي تطور طبيعي‬ ‫للتراكم المعرفي في مجال دراسة السلوك اةنساني‪ ،‬لذلك تهدف التربية النفسية‬ ‫إلى كشف أوجه النقص في قدرات المتعلم وامكاناته‪ ،‬وتنمية ما يتميز منها‪.‬‬ ‫وبذلك يساعد التفكير النقدي المتعلمين على أن يصبحوا متفتحي العقول‪ ،‬وأن‬ ‫يحترموا وجهات نظر اآلخرين‪ ،‬وأن يكونوا على استعداد لتغيير آرائهم في ضوء‬ ‫المعلومات الجديدة‪ ،‬وأن يلتفتوا إلى األفكار ير العادية و ير الشائعة‪ ،‬وفول‬ ‫كل شيء أن يبحثوا عن أسباب لقبول األفكار المختلفة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬والتفكير النقدي لي خيا اًر تربوياً وانما هو ضرورة تربوية ال نى عنها‪ ،‬ويعزى‬ ‫ذلك إلى جملة من االعتبارات منها أن تنمية قدرة التفكير النقدي عند الطالب‬ ‫ت ؤدي إلى فهم أعمل للمحتوى المعرفي الذي يتعلمونه‪ ،‬ذلك أن التعلم في‬ ‫أساسه عملية تفكير‪ ،‬وأن توظيف التفكير يحول عملية اكتساب المعرفة من‬ ‫عملية خاملة إلى نشاط عقلي خصب يفضي إلى إتقان أفضل للمحتوى‪ ،‬والى‬ ‫ربط عناصره ببعضها البعض‪.‬‬ ‫‪ -6‬إن التفكير النقدي هو أحد أهداف التربية المعاصرة‪ ،‬ويجب تدري مهاراته‬ ‫والتدريب عليه ألن أهميته تكمن في بناء شخصية تتسم بالموضوعية‪ ،‬ومواطنة‬ ‫فاعلة‪ ،‬ومشاركة في المجتمع الديمقراطي‪.‬‬ ‫‪ -7‬إن القدرة على التفكير النقدي تساعد األفراد على التكيف بدرجة أكبر من‬ ‫نظرائهم الذين ال يمتلكون هذه القدرة بشكل كاف‪ ،‬حيث إن المجتمع يتغير‬ ‫بدرجة سريعة‪ ،‬وتتشابك األحداث فيه وتتعقد؛ مما يؤدي إلى بروز تحديات ال‬ ‫تكفي المعرفة المناسبة فقط لمعالجتها‪ ،‬بل ال بد من امتالك مهارة تطبيل هذه‬ ‫المعرفة بشكل جيد‪.‬‬ ‫‪ -8‬مع تعقد المجتمعات وسهولة التواصل بين أفرادها‪ ،‬يتعرض للعديد من‬ ‫اة راءات والتأثيرات من أجهزة اةعالم بأنواعها‪ ،‬ولكي يحدد الفرد موقعه من‬ ‫ذلك ال بد له من التفكير النقدي الذي يزن األمور‪ ،‬ويفاضل بين األشياء‪.‬‬ ‫‪ -9‬إن المتعلم بحاجة إلى التزود بمهارات التفكير النقدي ألن ذلك يساعده على‬ ‫خوض مجاالت التناف بشكل فعال في هذا العصر الذي ارتبط فيه النجا‬ ‫والتفول بالقدرة على التفكير الجيد والمهارة في تطبيقاته‪.‬‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]02‬‬ ‫‪ -11‬تكمن أهمية التفكير النقدي في تحول الطالب من التعلم إلى التفكير‪ ،‬إذ ُيراد‬ ‫من الطالب أن يفكروا‪ ،‬ال أن يتعلموا فقط ما فكر فيه اآلخرون‪.‬واذا كان‬ ‫التفكير النقدي سينمي التعلم‪ ،‬فذلك ألنه يضاعف من كم ونوعية المعنى‬ ‫الذي يستخلصه المتعلم مما يقرؤه ويفهمه ويعبر عنه سواء بالكتابة أو‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫‪ -11‬يساعد التفكير النقدي الدار على التكيف مع األوضاع المتغيرة والتحديات‬ ‫التي تواجهه‪.‬والتصدي ل فكار الهدامة والتعصب واالنقياد‪.‬والشعور بالقيمة‬ ‫الذاتية والثقة بالنف ‪.‬‬ ‫وعلى هذا تتجلي الحاجة إلى التفكير النقدي في عدد من المحاور الكبرى التي‬ ‫تشكلت في ضوئها موضوعات هذا الكتاب‪ ،‬والتي يمكن بلورتها على النحو التالي‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬التفكير النقدي ومواجهة مشكالت الحياة اليومية‬ ‫نواجه في حياتنا اليومية عديد من المواقف التي تحتاج منا إلى تقديم ما يمكن‬ ‫أن يقنع اآلخرين بسالمة موقفنا‪ ،‬أو لنبرر لماذا نرفض أو نقبل فكرة مطروحة علينا‪.‬‬ ‫إننا نجد أنفسنا يومياً مزودين برسائل عديدة تخبرنا بما علينا أن نفعله وما ال نفعله‪ ،‬أو‬ ‫تخبرنا عما نعتقد فيه وعما ال نعتقد فيه‪ :‬أن نشتري هذا المشروب‪ ،‬وأن نأكل هذا النوع‬ ‫من الطعام على اةفطار‪ ،‬وأن نصوت لمرشح بعينه‪ ،‬وأال نقود السيارة ونحن سكارى‪،‬‬ ‫وأال نتعاطى المخدرات‪ ،‬وأن اةجهاض جريمة‪ ،‬وأن الكائنات الفضائية قد زارت األرض‪،‬‬ ‫وأن االقتصاد في خطر‪ ،‬وأن محاكمنا عادلة‪ ،‬وأن نقلل من مصادر التلوث‪...‬الخ‪.‬نحن‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫رو ً‬ ‫ترو‪ ،‬ونرفض بعضها دون ت ٍ‬ ‫نتجاهل بعض هذه الرسائل‪ ،‬ونقبل بعضها دون ٍ‬ ‫ونتساءل عن بعضها اآلخر‪ ،‬لماذا يجب علّي أن أفعل ذلك أو ال أفعله؟ أو لماذا يجب‬ ‫علّي أن أعتقد في ذلك أو ال أعتقد فيه؟‬ ‫وفي بحثنا عن تبريرات لموقفنا‪ ،‬قد نتزود بنوع من التفكير االنفعالي‪ ،‬أو نحتكم‬ ‫إلى معتقدات شائعة تعزز ما يسمى بالتفكير الخرافي‪ ،‬وهما نمطان من التفكير ير‬ ‫فعَّالين في مواجهة تلك المواقف‪ ،‬و قد يوقعاننا في أخطاء عديدة‪ ،‬على عك التحصن‬ ‫بنمط أخر من التفكير يساعدنا على حسن االستدالل والبعد عن التحيز أال وهو التفكير‬ ‫النقدي‪.‬ولعل هذا هو المعنى الذي قصده األديب الكبير نجيب محفوظ في الفقرة التي‬ ‫يتضمنها النشاط التالي‪:‬‬ ‫[‪]02‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الفصل األول‪ :‬التفكير النقدى وتوجهات دراسته وتعلمه‬ ‫نشاط (‪)1‬‬ ‫لخص في نقاط مبررات الحاجة إلي‬ ‫إق أر المقال التالي للكاتب العالمى الكبير نجيب محفوظ ثم ِّ‬ ‫التفكير النقدي‬ ‫الحاجة إلى التفكير النقدي‬ ‫كثير بعواطفنا ونحن ال ندرى‪ ،‬ومما ُيضاعف من خطورة‬ ‫"من أمراضنا العقلية الشائعة أننا نفكر ًا‬ ‫الظاهرة تفشيها بين المتعلمين بل وبين المثقفين‪ ،‬واليك مثال التسرع في الحكم واالنطالل فيه من‬ ‫مسلمات بال تدبر واختبار‪ ،‬ودون رؤية أو فحص‪ ،‬وبال أي دليل‪ ،‬ثم نستخدم العقل في تأييد‬ ‫مسلماتنا العاطفية وانفعاالتنا وأهوائنا‪ ،‬فنخلل من ال شيء حقائل وهمية‪ ،‬وال نكتفى بذلك فنستخرج‬ ‫أشباحا‪ ،‬ونعيش في النهاية في عالم زائف من صنع أوهامنا‪،‬‬ ‫منها استنتاجات‪ ،‬ونتخيل مؤامرات و ً‬ ‫يمت بصلة للحقيقة‪ ،‬ونكون أولى ضحاياه‪.‬ما أكثر صيغ التأكيد واليقين في مناقشاتنا‪ ،‬يبدأ‬ ‫ال ّ‬ ‫القائل بقوله‪" :‬مما ال شك فيه‪ "...‬أو "على وجه اليقين‪ "...‬أو "مما ال يختلف فيه اثنان‪ ،"...‬ثم‬ ‫يمضى في بناء خطابه طوبة فول طوبة دون تدبر ل سا الذى يقوم عليه‪ ،‬وقد يرجع األمر كله‬ ‫إلى مجرد شائعة أو رأى متداول أماله الخصام‪ ،‬أو التمني‪ ،‬أو الكبرياء‪ ،‬وعالج هذا الداء ال ينجح‬ ‫بدءا من التربية األولى التي تقوم على إيقاظ التفكير ال الحفظ‪..،‬ولإلعالم دوره في ذلك‪ ،‬ومثلما‬ ‫إال ً‬ ‫يعالج أمراضنا المتوطنة و يرهلا بوسائله المتنوعة المباشرة‪ ،‬والدرامية‪ ،‬فعليه أن يتصدى ألمراضنا‬ ‫العقلية ليدعو الجمهور إلى احترام العقل والموضوعية‪ ،‬والحذر من قوة االنفعاالت والعواطف الذاتية‪،‬‬ ‫ولعل ذلك يكون منطلقه إلى بث رو المنهج العلمي برفل وهوادة‪ ،‬وتعويد الجماهير على إشراك‬ ‫العقل في حياتهم اليومية"‪(.‬من خالل خالد بدر‪.)2115 ،‬‬ ‫[‪ ]2‬التفكير النقدي ومساعدتنا على الحل النقدى واإلبداعي للمشكالت‬ ‫يتعرض الفرد على مدار اليوم للعديد من المواقف التي تنطوي على مشكالت‪،‬‬ ‫سواء أكان ذلك في المنزل‪ ،‬أم في العمل‪ ،‬أم أثناء اللعب‪ ،‬أم حتى في أماكن التسول‪.‬‬ ‫كما أدت التطورات االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية والسياسية والتكنولوجية إلى ظهور عديد‬ ‫من المواقف المتالحقة التي تتطلب من الفرد‪ ،‬أو الجماعة‪ ،‬أو المنظمة صنع ق اررات‬ ‫مهمة تتصل بمشكالت عديدة‪ ،‬منها ما يتعلل بالعالقات االجتماعية‪ ،‬أو بتيسير العمل‪،‬‬ ‫أو بالتقدم في المجاالت السياسية واالقتصادية‪.‬وتحدد مثل هذه الق اررات مسار حياة‬ ‫الفرد‪ ،‬أو مستقبل الجماعة‪ ،‬أو المؤسسة‪.‬‬ ‫وألنه من الصعب تجنب المشكالت‪ ،‬فإن اةنسان يقضي معظم وقته في البحث‬ ‫عن حلول لها‪.‬وتتناسب جهوده –عندئذ‪ -‬مع درجة تعقد المشكلة وأهميتها‪.‬ومدى درجة‬ ‫إلحاحها وتعقدها‪.‬وفي كل الحاالت‪ ،‬فإن هذه المشكالت‪ ،‬سواء أكانت ملحة أم ير‬ ‫التفكير النقدي‪ :‬أسسه وتنمية مهاراته‬ ‫[‪]02‬‬ ‫ملحة‪ ،‬معقدة أم بسيطة‪ ،‬تتطلب االهتمام‪ ،‬والبحث عن سبل لحلها‪.‬ومع ذلك نجد أن‬ ‫األفراد يتباينون في ق ارراتهم تجاه ما يواجهونه من مشكالت‪ ،‬فهناك من ينصب ق ارره‬ ‫على تجاهل المشكلة‪ ،‬أو ترقب أن تمر بسالم‪ ،‬وهناك من يسعى لمواجهتها مباشرة‪،‬‬ ‫آمال في حلها‪.‬‬ ‫وعندما تواجه الفرد مشكالت تقليدية‪ ،‬وتتطلب حلوال منطقية لها‪ ،‬فإنه يحتاج إلي‬ ‫تنشيط ما يسمى بعمليات الحل النقدى للمشكالت‪ ،‬وعندما يواجه مشكالت ير معتادة‬ ‫وتتطلب حلوًال جديدة ومتنوعة‪ ،‬فإنه يحتاج إلي تنشيط ما يسمى بعمليات الحل اةبداعي‬ ‫للمشكالت‪.‬وفي كلتا الحالتين‪ ،‬فإنه يمار عملية تفكير هدفها الوصول إلى مواجهة‬ ‫المشكلة وحلها‪.‬‬ ‫ويعتمد كل من الحل النقدى للمشكالت‪ ،‬والحل اةبداعي لها على تنشيط عمليات‬ ‫التفكير النقدي سواء للحكم على بدائل الحلول المنطقية التي ينتجها الفرد لحل المشكلة‬ ‫واختيار أفضلها (في حالة الحل النقدى للمشكالت)‪ ،‬أو للحكم على بدائل الحلول الجديدة‬ ‫و ير المعتادة التي ينتجها لحل المشكلة (في حالة الحل اةبداعي للمشكالت) (أيمن‬ ‫عامر‪.)2114 ،‬‬ ‫وكما يحتاج التفكير النقدي لخصوبة اةبداع لفتح آفال التفكير‪ ،‬وعدم حصره في‬ ‫دائرة الصواب والخطأ‪ ،‬يحتاج التفكير النقدي إلى التفكير اةبداعي لضبط التفكير‪ ،‬ومنع‬ ‫تشتته‪.‬ففي معرض حديثه عن العالقة بين التفكير اةبداعي والتفكير النقدي‪ ،‬شبه بارنز‬ ‫(عالم النف األمريكي) من يستطيع إنتاج عديد من األفكار الجديدة والمتميزة دون القدرة‬ ‫على ترشيدها‪ ،‬وتقييمها‪ ،‬ووضعها في إطار له معناه وداللته بمن لديه سرطان في‬ ‫األفكار‪.‬‬ ‫والمعني الذي قصده العالم هو ضرورة العناية بتنمية قدراتنا على التفكير النقدي‬ ‫جنبا إلى جنب مع قدراتنا ع?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser