مهارات التفكير النقدي - دراسات اجتماعية - جامعة عين شمس - 2024-2025

Summary

This document is a course description for a critical thinking course taught at Ain Shams University in the 2024-2025 academic year. The course is designed for first-year undergraduate students majoring in social studies. The course aims to introduce students to critical thinking, its characteristics and applications. Includes course description, learning objectives, and the course content.

Full Transcript

‫كلية البنات لآلداب والعلوم والتربية‬ ‫مهـــارات التفكيـــر النقـــدي‬ ‫‪E15PHI111‬‬ ‫المستــوى األول‬ ‫برنامج الليسانس في اآلداب والتربية (تعليم أساسي)‬ ‫تخصص‪ /‬الدراسات االجتماعية‬ ‫بنظام الساعات المعتمدة‬ ‫تأليف‬...

‫كلية البنات لآلداب والعلوم والتربية‬ ‫مهـــارات التفكيـــر النقـــدي‬ ‫‪E15PHI111‬‬ ‫المستــوى األول‬ ‫برنامج الليسانس في اآلداب والتربية (تعليم أساسي)‬ ‫تخصص‪ /‬الدراسات االجتماعية‬ ‫بنظام الساعات المعتمدة‬ ‫تأليف‬ ‫األستاذة الدكتورة‬ ‫ســهـام النــويـهـي‬ ‫أستاذ المنطق وفلسفة العلوم‬ ‫كلية البنات – جامعة عين شمس‬ ‫العام الجامعي‬ ‫‪2025 - 2024‬م‬ ‫ن الرَّحِيم‬ ‫ِبسْمِ اللَّ ِه الرَحْمَ ِ‬ ‫‪2‬‬ ‫عي شمس ‪.‬‬‫جامعة ‪ :‬ن‬ ‫كلية ‪ :‬البنات لآلداب والعلوم ر‬ ‫والتبية ‪.‬‬ ‫قس ـ ـ ـ ـ ــم ‪ :‬الفلسفة‬ ‫توصيف مقرر مهارات التفكت النقدي‬ ‫‪ -1‬بيانات المقرر‪:‬‬ ‫الفصل‪ :‬األول‬ ‫المستوى‪ :‬األول‬ ‫اسم المقرر‪:‬‬ ‫الرمز الكودي‪:‬‬ ‫الشعبة‪ :‬تعليم أساسي‬ ‫مهارات التفكير النقدي‬ ‫‪E15PHI111‬‬ ‫الدراسات االجتماعية‬ ‫بنظام الساعات المعتمدة‬ ‫‪2‬‬ ‫عدد الساعات الدراسية‪ )2( :‬نظري‬ ‫التخصص‪:‬‬ ‫ـــــــــــــ‬ ‫عملي‬ ‫الدراسات االجتماعية‬ ‫يهدف هذا المقرر إلى‪:‬‬ ‫‪ -2‬هدف المقرر‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعريف الطالبة بالتفكير الناقد‪ ،‬وخصائصه‪ ،‬وتطبيقاته‪ ،‬وأهمية تنمية‬ ‫مهارات التفكير الناقد للفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫ويفضي إلى‬‫اهتماما أكبر بالتساؤل النقدي‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬تطوير نموذج للتعلم يولي‬ ‫فهم عالقة الفكر بالمنطق‪ ،‬في ِّ‬ ‫مكن الطالبة من تحليل األفكار ونقدها‬ ‫ُ‬ ‫والدفاع عنها‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلمام الطالبة بمعوقات ومقومات التفكير الناقد‪.‬‬ ‫‪ -4‬مساعدة الطالبة على تنمية قدراتها في فهم وتقييم فكر اآلخرين‬ ‫والتخلي عن األفكار التي سبق قبولها بدون فحص‪.‬‬ ‫‪ -5‬اكتساب الطالبة لمهارات االستدالل الناقد في تحليل‪ ،‬وبناء‪،‬‬ ‫وتصنيف‪ ،‬وتقييم الحجج‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفعيل دور التفكير الناقد في تفادي الخدع البالغية وتفنيد‬ ‫المغالطات‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -7‬تنمية مهارات النقد واالبداع والقدرة على حل المشكالت‪.‬‬ ‫‪ -8‬تنمية مهارة القراءة الناقدة وتحليل الحجج‪ ،‬وتقييمها‪ ،‬كما ترد في‬ ‫سياقات الحديث العادي ومداوالت الحياة اليومية‪ :‬في المحادثات‬ ‫الشخصية‪ ،‬واإلعالنات‪ ،‬والجدل السياسي والقضائي‪ ،‬وفي شتى ألوان‬ ‫التعليقات التي نصادفها في الصحف‪ ،‬واإلذاعة المرئية والمسموعة‪،‬‬ ‫وشبكة اإلنترنت‪ ،‬وغير ذلك من وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬المستهدف من تدريس المقرر‪ :‬بانتهاء هذا المقرر ُيتوقع أن تكون الطالبة قادرة على أن ‪:‬‬ ‫أ‪.1.‬تُعرف معنى التفكير الناقد‪.‬‬ ‫أ‪.‬المعلومات والمفاهيم‪:‬‬ ‫أ‪.2.‬توضح أهمية دراسة التفكير الناقد‪.‬‬ ‫أ‪.3.‬تذكر سمات التفكير الناقد السليم ‪.‬‬ ‫أ‪.4.‬تحدد دور التفكير الناقد في النهوض بالعملية التعليمية‪.‬‬ ‫أ‪.5.‬تُعدد مقومات ومعوقات التفكير الناقد‪.‬‬ ‫أ‪.6.‬تذكر أنواع التفكير الناقد ‪.‬‬ ‫أ‪.7.‬تذكر أنواع التفكير غير الناقد‪.‬‬ ‫أ‪.8.‬تذكر خطوات االستدالل الناقد‪.‬‬ ‫أ‪.9.‬تُعدد أنواع الخدع البالغية والمغالطات‪.‬‬ ‫أ‪.10.‬تُعدد مهارات التفكير الناقد‪.‬‬ ‫ب‪.1.‬تكتشف المغالطات المنطقية والخدع البالغية‪.‬‬ ‫ب‪.‬المهارات المهنية‬ ‫ب‪.2.‬تطبق مهارات التفكير الناقد في حل المشكالت‪.‬‬ ‫الخاصة بالمقرر‪:‬‬ ‫ب‪.3.‬تطبق مهارة القراءة الناقدة في تحليل النص الخطابي‪.‬‬ ‫ب‪.4.‬تُقيم برامج التلفاز‪.‬‬ ‫ب‪.5.‬تنقد بطريقة منهجية ‪.‬‬ ‫ج‪.‬المهارات الذهنية‪ :‬ج‪.1.‬تقارن بين التفكير الناقد والتفكير غير الناقد‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ج‪.2.‬تميز بين معوقات ومقومات التفكير الناقد‪.‬‬ ‫ج‪.3.‬تحلل الحجج باستخدام االستدالل الناقد‪.‬‬ ‫ج‪.4.‬تصنف الحجج باستخدام االستدالل الناقد‪.‬‬ ‫ج‪.5.‬تبرهن على صحة الحجج باستخدام االستدالل الناقد‪.‬‬ ‫ج‪.6.‬تميز بين الحجج الصحيحة وغير الصحيحة‪.‬‬ ‫ج‪.7.‬تفرق بين الخدع البالغية والمغالطات‪.‬‬ ‫ج‪.8.‬تعطي أمثلة على الخدع البالغية‪.‬‬ ‫ج‪.9.‬تعطي أمثلة على أنواع المغالطات‪.‬‬ ‫ج‪.10.‬تستخرج المغالطات في التفكير‪.‬‬ ‫ج‪.11.‬تطبق مهارات التفكير الناقد ‪.‬‬ ‫ج‪.12.‬تفرق بين القراءة الناقدة والقراءة غير الناقدة‪.‬‬ ‫د‪.1.‬تشارك في وضع قواعد التفكير الناقد السليم‪.‬‬ ‫د‪.‬المهارات العامة ‪:‬‬ ‫د‪.2.‬تقترح حلوال للنهوض بالعملية التعليمية‪.‬‬ ‫د‪.3.‬تُفعل العادات المساعدة على التفكير الناقد‪.‬‬ ‫د‪.4.‬تعمل على تحليل المغالطات أو األخطاء في التفكير‪.‬‬ ‫د‪.5.‬تتواصل مع أقرانها بلغة منطقية سليمة‪.‬‬ ‫د‪.6.‬تستثمر قواعد االستدالل الناقد في تحليل وبناء وتصنيف وتقييم‬ ‫الحجج‪.‬‬ ‫د‪.7.‬تَُف ِّعل مهارات التفكير الناقد في حل المشكالت ونبذ التعصب‪.‬‬ ‫د‪.8.‬تستثمر مهارة القراءة الناقدة في تحليل الحجج‪ ،‬وتقييمها‪ ،‬كما ترد‬ ‫في سياقات الحديث العادي ومداوالت الحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫األسبوع‬ ‫المحتوى‬ ‫‪ -4‬محتوى المقرر‪:‬‬ ‫األول‬ ‫مدخل الى التفكير الناقد‬ ‫‪1,4‬‬ ‫(تعريف التفكير الناقد السليم‪ -‬التفكير الناقد‬ ‫والعملية التعليمية‪ -‬التفكير الناقد والتفكير غير‬ ‫الناقد)‬ ‫الثاني‬ ‫أهمية وفائدة التفكير الناقد‬ ‫‪2,4‬‬ ‫الثالث‬ ‫معوقات التفكير الناقد‬ ‫‪3,4‬‬ ‫الرابع‬ ‫مقومات التفكير الناقد‬ ‫‪4,4‬‬ ‫الخامس‬ ‫االستدالل الناقد‬ ‫‪5,4‬‬ ‫(تحليل الحجة – بناء الحجة – تصنيف‬ ‫الحجج)‬ ‫السادس‬ ‫صحة الحجة – اللغة والحجة ‪ -‬تقييم الحجج‬ ‫‪6,4‬‬ ‫حججا مقنعة‬ ‫ً‬ ‫– كيف تعرض‬ ‫السابع‬ ‫اختبار أعمال فصلية‬ ‫‪7,4‬‬ ‫الثامن‬ ‫الخدع البالغية‬ ‫‪8,4‬‬ ‫التاسع‬ ‫المغالطات‬ ‫‪9,4‬‬ ‫المغالطات الناشئة عن غموض اللغة‬ ‫العاشر‬ ‫المغالطات الناشئة عن الحكم‬ ‫‪10,4‬‬ ‫مغالطات رد الفعل‬ ‫الحادي عشر‬ ‫تطبيق مهارات التفكير الناقد‬ ‫‪11,4‬‬ ‫مهارة حل المشكلة‬ ‫الثاني عشر‬ ‫العالقات‬ ‫‪12,4‬‬ ‫الثالث عشر‬ ‫القراءة النافذة‬ ‫‪13,4‬‬ ‫الرابع عشر‬ ‫تحليل برامج التلفاز‬ ‫‪14,4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الخامس عشر‬ ‫مراجعة عامة على المقرر‬ ‫‪15,4‬‬ ‫السادس عشر‬ ‫االمتحانات النهائية‬ ‫السابع عشر‬ ‫التعليم ‪. 1,5‬المحاضرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬أســــــــــــاليـــ‬ ‫‪. 2,5‬المناقشة والحوار‪.‬‬ ‫والتعلم‬ ‫‪.3,5‬العصف الذهني‪.‬‬ ‫‪.4,5‬العروض التقديمية‪.‬‬ ‫‪.5,5‬التعلم الذاتي‪.‬‬ ‫‪.6,5‬التعليم االلكتروني‪.‬‬ ‫التعليم ‪. 1,6‬المحاضرة‬ ‫‪ -6‬أســــــــــــاليـــ‬ ‫والــتــعــلــم لــلــطــالب وي ‪. 2,6‬المناقشة والحوار‬ ‫‪. 3,6‬التعليم التعاوني‬ ‫القدرات المحدودة‬ ‫‪ 4,6‬تكوين مجموعات عمل‬ ‫‪ -7‬تقويم الطـــالب ‪:‬‬ ‫جـ‪ -‬توزيع الدرجات‬ ‫ب‪-‬التوقيت‬ ‫أ‪-‬األسالي المستخدمة‬ ‫‪%30‬‬ ‫األسبوع السابع‬ ‫تدريبات ‪ +‬اختبار أعمال فصلية‬ ‫‪%70‬‬ ‫في نهاية الفصل‬ ‫اختبار نهاية الفصل الدراسي‬ ‫الدراسي‬ ‫‪%100‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪ -8‬قائمة الكت الدراسية والمراجع ‪:‬‬ ‫أ‪.‬مذكرات‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬سهام النويهي‪ ،‬مهارات التفكير النقدي‬ ‫ب‪.‬كتب ُمْل ِّزَمة‬ ‫‪7‬‬ ‫ أفريقيا الشرق‬،1‫ ط‬،‫ الحوار ومنهجية التفكير النقدي‬،‫ حسان الباهي‬.1 ‫كتب مقترحة‬.‫ج‬.‫م‬2004 ،‫ المغرب‬،‫للنشر‬ ‫ مكتبة ابن‬،1‫ ط‬،‫ أصول الجدل والمناظرة‬،‫ حمد بن إبراهيم العثمان‬.2 ‫م‬2001 ،‫ الكويت‬،‫القيم‬ ‫ المغالطات المنطقية (فصول في المنطق غير‬،‫ عادل مصطفى‬.3.‫م‬2007 ،‫ القاهرة‬،‫ المجلس األعلى للثقافة‬،1‫ ط‬،)‫الصوري‬ ‫ طرح األسئلة المناسبة (مرشد للتفكير‬:‫ كيلي‬.‫ ستيوارت م‬،‫ نيل براون‬.‫ م‬.4 ،1‫ ط‬،‫ محمد أحمد السيد‬،‫ نجيب الحصادي‬:‫ ترجمة وتحرير‬،)‫الناقد‬.‫م‬2009 ،‫ القاهرة‬،‫المركز القومي للترجمة‬ 5. Toulmin, S., & Rieke, R., & Janik, A., an Introduction to Reasoning, 2nd Ed, Macmillan Company Press, New York, U.S.A, 1984. 6. Toulmin, S., The Uses of Argument, Updated Edition, 1st Ed, Cambridge University Press, U.S.A, 2003 7. Wodak, R., & Meyer, M., Methods for Critical Discourse Analysis, 2nd ED, SAGE press, U.S.A, 2009. 8. Downes, S., False Analogy, Guide to the Logical Fallacies, copyright to Stephen Downes, Canada, 2001 9. Bassham,G., Irwin, W.Nardone, H.Wallace : Critical Thinking : A Student Introduction, McGraw-Hill, 2002 10. Carrol, R.t, becoming a Critical Thinker, 2004 1. Argumentation Journal ‫دوريات علمية أو‬.‫د‬ 2. the Journal of philosophy...‫نشرات‬ 3. Informal Logic Journal 8 4. Philosophy and Rhetoric Journal 5. Mind A. Stanford Encyclopedia of Philosophy ‫مواقع إلكترونية‬.‫ه‬ B. https://www.worldscientific.com/ C. https://www.britannica.com D. https://www.newworldencyclopedia.org 9 ‫مـقـدمــــــــة‬ ‫‪10‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫يتناول هذا المؤَلف التفكير الناقد‪ ،‬الذي ُيعد من أكثر الموضوعات أهمية في العملية التعليمية‬ ‫في وقتنا الحالي‪.‬ودليل ذلك أن كثير من الجامعات العالمية تهدف ألن يكون أساتذتها على‬ ‫دراية بأهمية تعليم مهارات التفكير الناقد‪.‬‬ ‫إن الهدف من تعليم الطالب التفكير الناقد ‪ -‬وجعله مادة مستقلة ‪ -‬هو تحسين وتطوير وتنمية‬ ‫المعقد‬ ‫مهارات التفكير لدى الطالب‪ ،‬ومن ثَم يمكن إعدادهم بطريقة أفضل للنجاح في هذا العالم ُ‬ ‫المتشابك‪.‬ولقد أصبح من الضرورة بمكان ‪ -‬مع هذا الكم الضخم الهائل من المعلومات‬ ‫والمعارف ‪ -‬أن ُنعلم الطلبة كيفية التفكير بدالً من تعليمهم ما الذي يفكرون فيه‪.‬‬ ‫هناك مبادئ مهمة للتفكير الناقد يجب تعلمها واألخذ بها‪ ،‬فمثلما أن نجاح أي بناء يرتكز على‬ ‫قوة وصالبة األساس‪ ،‬كذلك فإن نجاح التفكير بطريقة نقدية ينبني على العديد من المبادئ‪.‬‬ ‫طبق التفكير الناقد على المقررات الدراسية فإنه يؤدي بالطالب إلى التفاعل مع ما‬ ‫وإذا ما ُ‬ ‫يدرسونه من موضوعات‪.‬كما أنه بتعلم الطالب للتفكير الناقد‪ ،‬يكون قد تعلم مجموعة من‬ ‫المهارات التي يمكن تطبيقها على أي موضوع يقوم بدراسته‪ ،‬أو أي مشكلة تواجهه سواء كانت‬ ‫مشكلة شخصية أو اجتماعية‪.‬‬ ‫المتعلم للتفكير الناقد يقوم بدراسة موضوع ما أو مشكلة ما بعقل متفتح‪ ،‬والعقل المتفتح‬ ‫فالشخص ُ‬ ‫هو العقل الذي يفكر فيما قدم من معارف ومعلومات حول الموضوع المراد تعلمه‪ ،‬ويقوم بجمع‬ ‫المعلومات عن هذا الموضوع وطرح التساؤالت حوله ومحاولة برهنته‪.‬‬ ‫ولما كان هذا الكتاب موجه للطالب أو الشخص الذي لم يدرس من قبل "التفكير الناقد"‪ ،‬فلقد‬ ‫تناولت في الفصل األول "مدخل إلى التفكير الناقد" تعريف التفكير الناقد‪ ،‬موضحة التفكير‬ ‫الناقد السليم‪ ،‬حيث قد يكون التفكير الناقد غير صحيح في بعض األحيان‪.‬كما بينا في هذا‬ ‫‪11‬‬ ‫الفصل عالقة التفكير الناقد بالعملية التعليمية مع عقد مقارنة بين التفكير الناقد والتفكير غير‬ ‫الناقد‪ ،‬باإلضافة إلى توضيح ألهمية وفائدة هذا النوع من التفكير‪.‬‬ ‫وتناول الفصل الثاني "معوقات ومقومات التفكير الناقد" أهم العوائق التي يجب التغلب عليها‬ ‫وعدم الوقوع فيها‪ ،‬وأوردنا في هذا الفصل المبادئ األساسية للتفكير الناقد وأهم التوجهات‬ ‫المساعدة عليه‪ ،‬وكذلك أهم العادات التي يجب اكتسابها‪.‬‬ ‫فيعد من أهم فصول الكتاب ألن االستدالل الناقد في جانب‬ ‫أما الفصل الثالث "االستدالل الناقد" ُ‬ ‫منه هو تفكير منطقي‪.‬ومن ثَم كان من الضروري تقديم تحليل للحجة‪ ،‬وكيفية تركيبها وصحتها‪،‬‬ ‫وعالقة الحجة باللغة وكيفية عرض حجج مقنعة‪.‬‬ ‫بينما يأتي الفصل الرابع بعنوان "الخدع البالغية والمغالطات" والتي تُعد من أهم األمور التي‬ ‫يجب على المفكر الناقد أن يكون على وعي بها حتى ال يقع فيها وحتى يمكنه ‪ -‬أيضاً –‬ ‫الكشف عنها إذا ما تعرض لها من ِّقبل أشخاص أخرين‪.‬‬ ‫ويأتي الفصل الخامس واألخير بعنوان "تطبيق مهارات التفكير الناقد" وهو عبارة عن تطبيق‬ ‫عملي لما تعلمه الشخص من الفصول السابقة على عدة مجاالت تناولنا منها‪( :‬العالقات‪،‬‬ ‫المشكالت‪ ،‬القراءة الناقدة‪ ،‬برامج التلفاز)‪.‬‬ ‫أدعو هللا أن يحقق الكتاب الفائدة المرجوة منه وأن ينتفع به الطالب في مجال المقررات الدراسية‬ ‫األخرى وفي حياتهم اليومية والعملية‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الهدف من المقرر‪:‬‬ ‫* تعليم الطالب كيفية أن يصبح فرداً مستقالً ومتعلماً بذاته‪.‬‬ ‫* مساعدة الطالب على تنمية قدراته في فهم وتقييم فكر األخرين‪.‬‬ ‫* إكساب الطالب مهارات حل المشكلة وتحليل المعلومات وجمعها والبرهنة على ما‬ ‫يتعلمه من موضوعات‪.‬‬ ‫المخرجات التعليمية‪:‬‬ ‫* يتجنب اتخاذ ق اررات شخصية متسرعة وغير عقالنية‪.‬‬ ‫* يدافع عن أرائه المدعمة بأدلة جيدة‪.‬‬ ‫* يفهم الحجج واآلراء التي يقول بها األخرون‪.‬‬ ‫* يقيم بطريقة نقدية الحجج واآلراء سواء ما يخصه أو يخص اآلخرين‪.‬‬ ‫* يفهم ويق أر النصوص بطريق نقدية‪.‬‬ ‫* يتخلى عن التعصب وألفكار التي سبق قبولها بدون فحص‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الفصـــــل األول‬ ‫مدخل إل التفكي الناقد‬ ‫‪14‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫مـدخـل إلى التـفـكـيــــر النــــــاقد‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫سنقدم في هذا الفصل تعريف التفكير الناقد‪.‬ولما كان يمكن أن تكون ممارسة‬ ‫التفكير الناقد ممارسة غير سليمة‪ ،‬لذلك سنعرف المقصود بالتفكير الناقد السليم‪،‬‬ ‫وحيث إن التفكير الناقد له دوره في العملية التعليمية وتطويرها وله تطبيقاته في‬ ‫مختلف المقررات الدراسية فإننا سنتناول العالقة بين التفكير الناقد والعملية‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫وحيث إنه يمكن أن يتضح الشيء عن طريق ما هو ضده فقد عقدنا مقارنة بين‬ ‫التفكير الناقد والتفكير غير الناقد‪.‬وسنختم هذا الفصل بتناول أهمية وفائدة هذا‬ ‫النوع من التفكير‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف التفكير الناقد‪:‬‬ ‫حقيقة‪ ،‬جميعنا يمارس التفكير فهذه هي الطبيعة اإلنسانية أو ما ُجِّبل عليه اإلنسان‬ ‫أنه كائن مفكر‪ ،‬ولكن إذا ما تركنا العنان للتفكير دون ضبطه فإنه في األغلب‬ ‫يكون تفكي اًر متحي اًز ومتعصباً‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن جودة الحياة وما نقوم بإنتاجه أو عمله أو بنائه يعتمد بصفة‬ ‫أساسية على جودة تفكيرنا‪ ،‬والتفكير الناقد هو ما يساعد على إنماء جودة التفكير‪.‬‬ ‫ولكن ما هو التفكير الناقد؟‬ ‫"إن التفكير الناقد ما هو إال مسمى عام لمجال متسع من المهارات المعرفية‬ ‫واالتجاهات الذهنية الضرورية أو الالزمة لتحديد وتحليل وتقييم الحجج‬ ‫‪15‬‬ ‫واالدعاءات‪ ،‬والكتشاف التعصب واالنحياز الشخصي والتغلب عليهما ‪ ،‬وأيضاً‬ ‫لصياغة وتقديم األدلة المقنعة لدعم النتائج‪".‬‬ ‫وبناء على هذا التعريف السابق فإن التفكير الناقد ما هو إال التفكير المنظم الذي‬ ‫توجهه المعايير الذهنية‪.‬فهو عملية ذهنية منظمة من أجل التصور الواعي‬ ‫والتطبيق والتحليل والتركيب‪ ،‬وتقييم المعلومات المجمعة من خالل المالحظة‬ ‫والخبرة والتأمل والتفكير االستنتاجي باعتبارها الدليل أو المرشد لالعتقاد أو الفعل‪.‬‬ ‫كما أنه يستلزم فحص عناصر التفكير المتضمنة في كل استدالل أو تفكير‬ ‫استنتاجي (الهدف‪ ،‬المشكلة‪ ،‬االفتراضات‪ ،‬النتائج‪ ،‬واالعتراضات من ِّقبل اآلراء‬ ‫البديلة)‪.‬‬ ‫وعلينا أن نتنبه إلى أنه ليس من المقصود أن تكون مفك اًر ناقداً‪ ،‬أن يكون هدفك‬ ‫الكشف عن الخطأ حيث ال يوجد خطأ أو أن يكون هدفك تضخيم المشاكل‬ ‫الصغيرة‪.‬فعندما نفكر بطريقة نقدية نقوم بالبحث عن تفسير لما نفكر فيه من‬ ‫موضوعات ومحاولة التوصل إلى األسباب المؤدية إليها‪.‬فعندما نربط ‪ -‬عمدياً‪-‬‬ ‫ما نقوم بعمله بهدف ما فإننا حينئذ نفكر بطريقة نقدية‪.‬وكذلك عندما نفحص‬ ‫ونجرب ونضع تساؤالت في صميم الموضوع ونبحث لها عن إجابات فإننا نفكر‬ ‫نقدياً‪.‬‬ ‫فالتفكير الناقد هو تفكير استنتاجي نقوم به بدرجة ملحوظة من التركيز والتعمد‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التفكير الناقد السليم‪:‬‬ ‫أحياناً ما يكون التفكير الناقد سليماً‪ ،‬وأحياناً أخرى قد يكون غير سليم‪.‬فكون‬ ‫الشخص يفكر بطريقة نقدية ال يعني بالضرورة أنه يفكر بطريقة صحيحة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫فالتفكير الناقد السليم يكون تفكي اًر إيجابياً ومتفقاً مع الحقيقة ومع الحدس المنطقي‬ ‫ويستخدم المنطق غير المتحيز ويتجنب التفكير االستبدادي‪ ،‬وعلى العكس فإن‬ ‫التفكير النقدي غير السليم يثير مشاعر النزاع ويتفق مع التفكير االستبدادي‬ ‫وينغمس في المعايير المزدوجة ويسمح بالمغالطات ويقر التحيز والتعصب‪.‬‬ ‫فعلينا أن نأخذ في االعتبار أنه من الممكن أن تكون أحكامنا خاطئة واستدالالتنا‬ ‫غير سليمة أثناء التفكير الناقد‪.‬فأحياناً قد نكتشف أخطاء أثناء قيامنا بالعمل‬ ‫المطلوب كي نصل إلى تفكير عقالني سليم‪.‬وحينما يتم اكتشاف الخطأ فإن رد‬ ‫فعل المفكر االيجابي هو تصحيح هذا الخطأ‪.‬وتعد عملية تصحيح األخطاء من‬ ‫المهام الهامة للتحليل الناقد اإليجابي‪.‬‬ ‫ولكن المفكر المستبد ال يقوم بتصحيح األخطاء عند اكتشافها‪ ،‬بل يغير متطلبات‬ ‫المنطق بما يتالءم مع أخطائه‪.‬وهذا مما يعد خطأً كبي اًر في التفكير إذ كيف لنا‬ ‫أن نتحاور مع أشخاص يعتقدون أنهم أح ار اًر في تغيير متطلبات المنطق السليم‬ ‫كلما تعارض مع متطلباتهم أو أفكارهم‪.‬فكيف يمكن لجانب أن يتفاوض مع جانب‬ ‫أخر إذا ما كانت قواعد المنطق ُعرض ًة لالنتهاك والتجاوز؟‪.‬‬ ‫فالشخص المستخدم للرؤية النقدية السليمة‪ ،‬يوظف شعوره الداخلي لالستعمال‬ ‫الصحيح للقياس‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ويتضمن التفكير الناقد السليم مجموعة من المهارات والتي من أهمها‪:‬‬ ‫* العقالنية‪:‬‬ ‫فنحن نفكر بطريقة نقدية عندما نعتمد على العقل وليس على العاطفة وعندما نطلب‬ ‫الدليل ونهتم بالكشف عن أفضل تفسير ونطرح التساؤالت‪.‬‬ ‫* العقلية المتفتحة‪:‬‬ ‫نفكر بطريقة نقدية عندما نأخذ في عين االعتبار آراء أو وجهات نظر متنوعة‬ ‫وتفسيرات بديلة ونقبل تفسي اًر جديداً أو مختلفاً ألنه يفسر الواقعة بطريقة أفضل‬ ‫وأبسط ويستوفي مزيداً من البيانات وال يرفض اآلراء غير الشائعة أو غير المألوفة‬ ‫فالتفكير الناقد يتسم بالنزاهة ويخلو من التحيز‪.‬‬ ‫* الوضوح‪:‬‬ ‫من الضرورة بمكان وضوح اللغة ووضوح الفكر حتى يمكن تقييد الحجج‪ ،‬وقد يرجع‬ ‫االفتقار إلى الوضوح إما إلى الكسل أو االهمال وإما إلى افتقار المهارة‪.‬‬ ‫* الدقة‪:‬‬ ‫فأي ما‬ ‫لكي نتمكن من التفكير الناقد يجب أن تتسم ما لدينا من معلومات بالدقة ً‬ ‫كان مستوى ذكائك فلن تستطع اتخاذ ق اررات سليمة إذا كانت مبنية على معلومات‬ ‫غير دقيقة أو مخالفة للحقيقة‪.‬‬ ‫* االرتباط‪:‬‬ ‫البد من االعتماد على معلومات ذات ارتباط أو عالقة بما نتخذه من أحكام أو‬ ‫ق اررات‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫* االتساق‪:‬‬ ‫يج تجن نوعين من عدم االتساق‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عدم االتساق المنطقي الذي يتضمن اعتقاد الشخص أشياء ليست متسقة‬ ‫بخصوص موضوعات بعينها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدم االتساق العملي الذي يتضمن قول شيء وعمل شيء أخر‪ ،‬وهذا ما‬ ‫تؤيده اآلية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ال تفعلون"‪.‬‬ ‫* الصحة المنطقية‪:‬‬ ‫فالتفكير الناقد يعني االستنتاج بطريقة صحيحة فنحن لسنا في حاجة فقط إلى‬ ‫معلومات دقيقة‪ ،‬بل في حاجة ‪ -‬أيضاً‪ -‬إلى أن نستنتج من هذه المعلومات النتائج‬ ‫التي تتبع منها منطقياً‪.‬‬ ‫وبناء على ما سبق فإنه كي تفكر بطريقة نقدية سليمة عليك أن تكون صاحب‬ ‫عقل متفتح وعادل فيما تفكر فيه مما يجب عمله أو االعتقاد به‪.‬فالمفكر الناقد‬ ‫يقيم األسباب التي يقدمها لقبول أداء عمل ما أو رفضه ويكون ق ارره مبنياً على‬ ‫تقييم عادل وليس على أساس العواطف‪.‬‬ ‫فالتفكير بطريقة نقدية بخصوص موضوع ما يتضمن تفسير هذا الموضوع بطريقة‬ ‫صحيحة وقبوله أو رفضه فقط بناء على أسباب جيدة واستخراج نتائج معقولة منه‪.‬‬ ‫كما يجب أن يكون المفكر الناقد عادالً وصاحب ذهن متفتح حتى مع من يختلف‬ ‫معهم ألن الهدف هو الحقيقة وليس مجرد تأكيد ما تعتقده بالفعل‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬التفكير الناقد والعملية التعليمية‪:‬‬ ‫مما ال شك فيه أن التفكير الناقد موضوع حيوي وهام في العملية التعليمية المتطلبة‬ ‫للجودة‪.‬ومن ثَم فإنه إلى جانب تناوله كمقرر مستقل فإنه ينبغي لألستاذة‬ ‫والمحاضرين تعلم إستراتيجية تعليم مهارات التفكير الناقد‪ ،‬حيث يجب تحديد بعض‬ ‫المواضع في المقررات المختلفة يتعلم الطلبة من خاللها تطبيق التفكير الناقد‪.‬‬ ‫فالتعليم في وقتنا الحاضر البد وأن يتضمن توصيل أمرين مختلفين للطلبة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬توصيل محتوى المقرر‪ :‬ومعناه تعليم الطلبة المادة التي يفكروا فيها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬توصيل الطريقة الصحيحة لفهم وتقييم هذا المحتوى‪ :‬ومعناه تعليم الطلبة‬ ‫كيفية التفكير في هذا المحتوى‪.‬‬ ‫ويتميز أغلب األساتذة والمحاضرون بالبراعة في نقل محتوى المقررات‪ ،‬ولكن ‪-‬مع‬ ‫اآلسف‪ -‬فإن البعض منهم ال ُيعلِّم الطلبة كيفية التفكير في هذا المحتوى أي كيفية‬ ‫الفهم والتقييم الصحيحين للمحتوى‪.‬‬ ‫والفهم والتقييم الصحيح هو ما يصطلح على تسميته بالتفكير الناقد‪.‬‬ ‫ويرجع السبب في إهمال األمر الثاني (ب) إلى أن األمر األول من العملية التعليمية‬ ‫وهو المحتوى الذي يتعلمه الطلبة يمثل الهدف الذي يركز عليه المحاضرون حتى‬ ‫يكتسب الطلبة المعرفة األساسية‪.‬‬ ‫أما األمر الثاني وهو تعليم الطلبة كيفية التفكير أو التفكير الناقد فإنه يمثل هدفاً‬ ‫خفياً ال يدركه بعض المحاضرين ولم يتمكن الطلبة من إدراك تغيبه‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إن المحتوى المعلوماتي للعلم أصبح ضخماً ومتعدداً‪.‬فالكتب المدرسية أضخم مما‬ ‫مضى والمقررات أكثر تركي اًز والطلبة عليهم الحفظ في الذاكرة‪ ،‬وترك جانباً لتعلم‬ ‫التفكير الناقد‪ ،‬أي طرق البحث العلمي والفهم والتقييم للمادة العلمية‪.‬‬ ‫ولقد أدى هذا األمر إلى منحدر خطير في تخريج طلبة ذوي عقول متحجرة‪ ،‬لم‬ ‫يتم تدريبها على التفكير المستقل‪ ،‬بل طلبة ذوي عقول تابعة وليست مبدعة‪.‬ومما‬ ‫أدى أيضاً إلى ما نحن فيه من تأخر هو تعليم الطلبة الكثير من الحقائق العلمية‬ ‫والقليل من المنهجية العلمية أو التفكير العلمي مع أن المفروض أن يحدث العكس‪.‬‬ ‫فإذا أردنا بحق إصالح التعليم وتحقيق التقدم فإن ذلك ال يكون فقط بتطوير محتوى‬ ‫مقررات أو برامج دراسية‪ ،‬بل البد إلى جانب ذلك األخذ في االعتبار تعليم مهارة‬ ‫التفكير الناقد وتطبيقها‪.‬‬ ‫فالتفكير الناقد نعني به التفكير الصحيح في متابعة المعرفة المطلوبة والتي يمكن‬ ‫الوثوق بها فيما يخص العالم من حولنا‪.‬فهو تفكير مهاري مسؤول استنتاجي يركز‬ ‫على تقرير ما يجب عمله أو االعتقاد به‪.‬‬ ‫فالشخص المتسم بالتفكير الناقد يستطيع حل المشكالت بجمع المعلومات المرتبطة‬ ‫بها وترتيبها إبداعياً ليستنتج ‪ -‬منطقياً‪ -‬منها النتائج التي يمكن الوثوق بها‬ ‫وي َمكن التفكير الناقد صاحبه من أن يكون شخصاً مسئوالً مشاركاً‬ ‫واالعتماد عليها‪ُ.‬‬ ‫في المجتمع وليس عالة عليه‪.‬‬ ‫فمعظم الطلبة ال يمكنهم إال التبعية العلمية ألنهم يتلقون العلم وكأنه مقدس فال‬ ‫يطرحون األسئلة وليس لديهم حب استطالع لتحدي المعلومات التي يتلقونها ألنهم‬ ‫ال يفكرون بأنفسهم‪ ،‬بل يعتمدون على غيرهم في التفكير فيتعلمون التبعية وليس‬ ‫‪21‬‬ ‫االستقاللية‪.‬كما أن معظم الطلبة مستغرق في التفكير العاطفي أو التفكير بالتمني‬ ‫فيعتقدون أن ما يعتقدونه هو الحقيقة ألنهم يتمنون أن يكون هو الحقيقة‪.‬‬ ‫إن التفكير الناقد يعلم الطالب كيف يفكر في حياته بصفة عامة فالحياة متسلسلة‬ ‫من المشاكل التي على الفرد أن يحلها بنفسه‪.‬وتعليم التفكير الناقد ما هو إال تعلم‬ ‫لمهارات حل المشكلة‪ ،‬حيث إنه ممارسة لتجهيز المعلومات بأكثر الطرق دقة‬ ‫ومهارة لتؤدي به إلى نتائج يمكن الوثوق بها واالعتماد عليها حتى يمكن اتخاذ‬ ‫الق اررات‪.‬‬ ‫فالتفكير الناقد يعلمك كيف تكون شخصاً مستقالً وكيف تحل مشاكلك بنفسك دون‬ ‫انتظار أن يحلها لك األخرون ويعلمك أيضاً كيف تصل إلى المعارف والحقائق‬ ‫بنفسك في هذا العالم المنفتح المتشابك المعقد المليء بالمشكالت‪.‬‬ ‫والشخص غير المتعلم للتفكير الناقد ولم يمارسه يكون متعلماً ألنواع أخرى من‬ ‫التفكير أسهل في التعلم وال تتطلب جهداً في الممارسة وضررها أكثر من نفعها‬ ‫والتي من أمثلتها التفكير بالتمني والتفكير الخرافي‪ ،‬والتفكير السلطوي‪ ،‬والتفكير‬ ‫الالعقالني‪ ،‬والعاطفي‪.‬‬ ‫وانه لمن األهمية بمكان تعليم التفكير الناقد وتطبيقه من أجل بناء الشخصية القادرة‬ ‫على مواجهة ما يقابلها من تحديات‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫رابعاً‪ :‬التفكير الناقد والتفكير غير الناقد‪:‬‬ ‫يمكن المقارنة بين التفكير الناقد والتفكير غير الناقد من خالل الجدول التالي‪:‬‬ ‫التفكي غي الناقد‬ ‫التفكي الناقد‬ ‫‪ -1‬ينتج عن معرفة يمكن الوثوق بها أي معرفة ‪ -1‬ينتج عن معرفة غير مبررة أو ال يمكن الوثوق‬ ‫بها‪.‬‬ ‫صادقة أو محتملة الصدق بدرجة عالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفكير منطقي يتسم باالعتماد على الصور ‪ -2‬تفكير غير منطقي يتسم بالتفكير االستنتاجي‬ ‫الصحيحة للتفكير االستنتاجي الذي يستخدم المنطق المغالط والحجج الزائفة المدعمة بمقدمات ال يمكن‬ ‫بطريقة صائبة فيمكن االعتماد على المقدمات وتتبع االعتماد عليها‪.‬‬ ‫منها النتائج منطقياً‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفكير تجريبي يعتمد على الخبرة الموضوعية ‪ -3‬تفكير حدسي يعتقد أنه يمكن التوصل إلى‬ ‫ويمكن قياس أدلته التجريبية وإعادة اختبارها من قبل المعرفة بالخبرة الذاتية أو الحس فقط العتقاده أن قوى‬ ‫العقل فائقة القدرة‪.‬‬ ‫األخرين‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفكير عملي يعرف أن األماني واآلمال ال تؤدي ‪ -4‬تفكير بالتمني فيعتقد أن ما يتمناه هو الحقيقة‪.‬‬ ‫إلى اعتقاد صادق‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفكير شكي يتسم بالتساؤل المستمر عن مدى ‪ -5‬تفكير سلطوي يعتقد في الرأي بدون األسس‬ ‫االعتماد على أية معرفة نمتلكها ويتطلب أسس جيدة المالئمة‪.‬‬ ‫ألي اعتقاد أو معرفة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفكير تأملي فيتأمل ويفكر في مدى كفاية ‪ -6‬تفكير دوجماطيقي يرفض أن يفكر أو يناقش‬ ‫ومنطقية المقدمات التي أدت به إلى ما يعتقد به أو المقدمات التي أدت إلى معتقده ويتجاهل النتائج التي‬ ‫أدى إليها هذا المعتقد‪.‬‬ ‫يفعله‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫التفكي غي الناقد‬ ‫التفكي الناقد‬ ‫‪ -7‬تفكير واقعي يقوم بناء على المعتقد الذي مؤداه ‪ -7‬تفكير مثالي يقوم بناء على أنه يمكن معرفة‬ ‫أن الظواهر أو المدركات الحسية مستقلة عن العقل الواقع فقط من خالل الشعور أو الفكر بمعنى أن‬ ‫وبالتالي يمكن معرفتها ألنها تتسم بالواقعية الواقعية الموضوعية متعالية على ظواهر اإلدراك‬ ‫الحسي‪.‬‬ ‫الموضوعية‪.‬‬ ‫‪ -8‬تفكير إحصائي بمعنى أنه يعرف أن الكثير من ‪ -8‬تفكير ُمطلق يتسم باالعتقاد بأن الحقيقة توجد‬ ‫الظواهر التجريبية يمكن فهمها ومعرفتها فقط في أحد المتناقضين فقط أو أحد الطرفين فقط وال يرى‬ ‫المساحات الرمادية أو األرضية المشتركة بينهما‪.‬‬ ‫باإلحصاء أو االحتمال وليس يقيناً‪.‬‬ ‫‪ -9‬تفكير إبداعي يتسم بالبحث عن الوقائع واألفكار ‪ -9‬تفكير منغلق يرفض الوقائع الجديدة ويرفض‬ ‫الجديدة والتي يمكن تجميعها معاً بطرق إبداعية أو استخدامها بطرق إبداعية جديدة فهو يعتمد على‬ ‫غير معتادة أي يمكنه التفكير بطرق جديدة وإبداعية‪.‬الطرق القديمة أو التقليدية للتفكير‪.‬‬ ‫‪ -10‬تفكير يمكن إدراكه أي أن األدلة المستخدمة ‪ -10‬تفكير صوفي أو روحاني فيستخدم أدلة ذاتية‬ ‫للتوصل إلى نتائج تكون مما يمكن إعادة تجربتها وحدسية‪ ،‬ال يمكن التحقق منها‪.‬‬ ‫وإعادة التحقق منها وتكون أيضاً موضوعية‪.‬‬ ‫‪ -11‬تفكير استنتاجي يعتمد على األسباب للتوصل ‪ -11‬تفكير عاطفي يتسم باالعتماد على العاطفة‬ ‫إلى المعرفة المعتمد عليها وبالتالي فالعواطف والمشاعر للبحث عن الحقيقة‪.‬‬ ‫بالنسبة له ليست دليل والمشاعر ال تمثل وقائع‪.‬‬ ‫‪ -12‬تفكير كيفي يصف الواقع في غموض وفي‬ ‫‪ -12‬تفكير كمي يصف الوقائع في حدود كمية‪.‬‬ ‫حدود كيفية غير دقيقة ‪.‬‬ ‫‪ -13‬تفكير تحليلي يقوم بالتحليل والتوضيح ‪ -13‬تفكير نمطي يتناول الوقائع بدون االعتناء‬ ‫بالدقة وبدون تمحيص‪.‬‬ ‫والمقارنة والتقييم لما يقع من مجريات األمور‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫خامساً‪ :‬أهمية وفائدة التفكير الناقد‪:‬‬ ‫ما هي الفائدة المرجوة من دراسة مقرر عن التفكير الناقد؟‬ ‫الحقيقة أن الفائدة واألهمية من هذه الدراسة يمكن أن تظهر في ثالث مجاالت‪:‬‬ ‫‪ -‬الفصل الدراسي ‪. Classroom‬‬ ‫‪ -‬مكان العمل ‪. Workplace‬‬ ‫‪ -‬الحياة بصفة عامة‪.‬‬ ‫* التفكير الناقد في الفصل الدراسي‪:‬‬ ‫يتعلم الطلبة من مقرر التفكير الناقد مجموعة من المهارات التي يمكن أن تطور‬ ‫من أدائهم في الفصل الدراسي وتتضمن هذه المهارات ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فهم حجج وأراء األخرين‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقييم هذه الحجج واآلراء بطريقة نقدية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تعلم كيفية تحسين ما نقوله من حجج آراء وكيفية دعم هذه الحجج واآلراء‬ ‫ولكن دعنا نوضح كالً من هذه المهارات‪.‬‬ ‫إنك في الجامعة يجب أن تكون متمكناً من فهم المادة العلمية التي تدرسها‪ ،‬ومقرر‬ ‫التفكير الناقد لن يجعل لك المادة العلمية أسهل في فهمها ولكن يحسن ويطور‬ ‫مقدرتك على فهم ما تحتويه هذه المادة العلمية من حجج وأراء‪.‬‬ ‫كما يساعدك التفكير الناقد على تقييم ما تتعلمه وتتلقاه من معلومات ومعارف‬ ‫بطريقة نقدية‪.‬وستتعلم وتتمرن على كيفية تطوير حججك عند كتابة بحث أو‬ ‫مقال في موضوع ما ‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫* التفكير الناقد في العمل‪:‬‬ ‫عادة ما يبحث أصحاب األعمال عن موظفين تتوفر فيهم مهارات االتصال والتفكير‬ ‫الجيد‪ ،‬والذين يستطيعون حل المشاكل بطرق إبداعية‪ ،‬يجمعوا ويحللوا المعلومات‬ ‫ولديهم القدرة على اشتقاق النتائج ما لديهم من بيانات ويمكنهم توصيل ما لديهم‬ ‫من أفكار بوضوح وفاعلية وهذه المهارات هي ما يهدف مقرر التفكير الناقد إلى‬ ‫إكسابها للطالب‪.‬‬ ‫* التفكير الناقد في الحياة‪:‬‬ ‫يساعدنا التفكير الناقد على تجنب اتخاذ ق اررات شخصية حمقاء‪.‬فكم من مرة اتخذنا‬ ‫ق اررات في عالقتنا‪ ،‬مشترياتنا‪ ،‬مسلكنا الشخصي ثم أدركنا ‪ -‬بعد فوات األوان‪-‬‬ ‫كم كانت هذه الق اررات ال عقالنية وحمقاء‪ ،‬والتفكير الناقد سيساعدنا على تجنب‬ ‫مثل هذه األخطاء ألنه سيعلمنا أن نفكر في ق ارراتنا الحياتية الهامة بمزيد من‬ ‫الوضوح واالهتمام والعقالنية‪.‬‬ ‫الحقيقة أن التفكير الناقد ‪ -‬في حد ذاته‪ -‬يستحق الدراسة لما سيقدمه لنا من ثراء‬ ‫االفترضات غير المبررة واالعتقادات‬ ‫ا‬ ‫واكتمال شخصي لحياتنا ألنه سيحررنا من‬ ‫واالنحيازات الخاطئة والعادات السائدة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مراجع الفصل األول‬ 1- Bassham, G Irwin, W. Nardone. H, And Wallace, J.: Critical Thinking, A Student’s Introduction, Mcgrewhill, 2002. 2-Critical Thinking And It’s Relation To Science And http://www.freeinquiry.com/critical notes.html, Humanism, 02/07/2006. 3- Ruggiero, V.R: Becoming A Critical Thinker, Houghton, 5th Ed, 2002. 27 ‫أسئلة وتدريبات الفصل األول‬ ‫أ‪ -‬ابحث عن تعريفات أخرى للتفكير الناقد من خالل القواميس أو من خالل شبكة‬ ‫المعلومات الدولية؟‪.‬‬ ‫ب‪ -‬هل ترى سمات أخرى لم يرد ذكرها‪ ،‬يمكن أن يتسم بها المفكر الناقد؟‪.‬‬ ‫ج‪ -‬هل توافق على أهمية التفكير الناقد وفائدته ولماذا؟‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الفصـــــل الثـــانـــي‬ ‫معوقـــات ومقومـــات التفكيــر النـــاقد‬ ‫‪29‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫معوقـــــــات ومقومــــات التـفـكـيــــر النــــــاقد‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫سنتناول في هذا الفصل أهم األسباب التي قد ال ينتبه لها الشخص وتكون معوقاً له من‬ ‫أن يكون مفك اًر ناقداً‪.‬‬ ‫ثم نتبع ذلك بمقومات التفكير الناقد حيث تتمثل في المبادئ األساسية لهذا النوع من‬ ‫التفكير‪ ،‬موضحين أهم التوجهات وأيضاً أهم العادات التي على الشخص أن يحاول‬ ‫اكتسابها وتنميتها كي يصبح مفك اًر ناقداً‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬معوقات التفكير الناقد‪:‬‬ ‫هناك الكثير من العوائق والحواجز التي تقف أمام التفكير الناقد والتي يصعب على كثير‬ ‫من الناس تخطيها أو التغلب عليها‪.‬ومن الضروري التعرف على هذه المعوقات حتى‬ ‫نتجنبها وال نقع فيها‪ ،‬ومن المعوقات الشائعة والمألوفة‪:‬‬ ‫‪ -‬نقص المعلومات ات العالقة بالموضوع الذي يتم فحصه أو دراسته‪.‬‬ ‫‪ -‬التفكير بالتمني‪.‬‬ ‫‪ -‬االنحياز والتعص ‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم األخذ باألسباب‪.‬‬ ‫‪ -‬العقول المنغلقة‪.‬‬ ‫‪ -‬خدمة الذات‪.‬‬ ‫‪ -‬خداع النفس‪.‬‬ ‫‪ -‬التفكير القصير المدى‪.‬‬ ‫‪ -‬مقاومة التغيير‪.‬‬ ‫‪ -‬الجهل‪.‬‬ ‫‪ -‬المعتقدات الزائفة‪.‬‬ ‫‪ -‬االفتراضات غير المبررة‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫وسوف نتناول بالتوضيح أهم هذه المعوقات على النحو اآلتي‪-:‬‬ ‫* التمحور حول الذات ‪:Egocentrism‬‬ ‫ويقصد بالتمحور حول الذات الميل إلى اعتبار أن الذات هي محور الكون‪ ،‬فالشخص‬ ‫المتمحور حول ذاته هو شخص أناني يضع اهتماماته وأفكاره فوق اهتمامات وأفكار‬ ‫األخرين‪.‬‬ ‫وهناك صورتان شائعتان للتمركز حول الذات‪:‬‬ ‫‪ -‬األولى‪ :‬هي التفكير المهتم بالذات‪.‬‬ ‫‪ -‬الثانية‪ :‬هي اال نحياز لخدمة الذات‪.‬‬ ‫وتتضح صورة التفكير المهتم بالذات في الميل إلى قبول المعتقدات المتفقة مع تفكيري‬ ‫ومعتقداتي والدفاع عنها‪ ،‬وغالباً ال يخلو أحد منا من التفكير المهتم بالذات فكل منا يدافع‬ ‫ويدعم ما يتفق مع فكره ومعتقداته واهتماماته‪.‬‬ ‫مثال لك أن معظم أساتذة الجامعة يؤيدون رفع الرواتب وخفض األعباء التدريسية بينما‬ ‫ال يهتم غيرهم بذلك‪.‬‬ ‫ويعوق التفكير المهتم بالذات من أن يكون المرء مفك اًر ناقداً‪ ،‬ذلك أنه يفكر كما يلي‪:‬‬ ‫"طالما أن هذا الشيء مفيد لي‪ ،‬إذاً فهو خير"‪.‬لكن هذا االستدالل إذا ما أُخضع للتفكير‬ ‫الناقد يكون استدالال زائفاً ألن االفتراض المتضمن في هذا االستدالل هو‪" :‬أهم شيء هو‬ ‫ما أحتاجه وما أحتاجه هو الخير"‪.‬ولكن ما الذي يجعل احتياجاتك ورغباتك أهم من‬ ‫احتياجات ورغبات األخرين؟‪.‬‬ ‫ُيدين التفكير الناقد مثل هذه المحاجاة ويتطلب أن نزن الدليل والحجة بطريقة موضوعية‬ ‫وبال انحياز وبال تعظيم للحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أما الصورة الثانية وهي االنحياز لخدمة الذات‪ ،‬فيقصد به الميل إلى تضخيم الذات‪ ،‬فهي‬ ‫رؤية الشخص لذاته بصورة أفضل مما هي في الحقيقة‪.‬‬ ‫وهذه الصفة قد توجد لدى غالبية الناس حيث انهم يميلون إلى تضخيم الذات‪ ،‬فجميعنا‬ ‫يرفض أن يعتبر نفسه تحت أو أقل من المتوسط في ناحية ما أو أمر ما‪ ،‬فإذا سألت‬ ‫الموظفين في مجال ما عن معدل أدائهم فإن ‪ %90‬منهم ‪ -‬على األقل‪ -‬سيعتبر أداءه‬ ‫أفضل من المتوسط‪.‬‬ ‫حقيقة ال يميل أحد إلى اعتبار نفسه دون المستوى في بعض النواحي الهامة‪ ،‬ولكن من‬ ‫الضرورة أن نكون أمناء مع أنفسنا فيما يخص نقاط القوة ونقاط الضعف فينا‪.‬‬ ‫فالثقة بالنفس ضرورة كعنصر هام للنجاح لكن الثقة الزائفة تكون عقبة أمام النمو العقلي‬ ‫والشخصي‪.‬‬ ‫* التفكير بالتمني وخداع النفس‪:‬‬ ‫التفكير بالتمني هو االعتقاد بأمر ليس لوجود دليل عليه‪ ،‬بل ألننا نتمنى هذا األمر كما‬ ‫لو كان صادقاً‪.‬‬ ‫ويحدث خداع النفس عندما نرفض االعتراف بأخطائنا أو االعتراف بما لدينا من قصور‬ ‫في بعض القدرات وفي حالة فشلنا نلقي اللوم على األخرين‪.‬‬ ‫ومثال ذلك أحياناً عندما يرسب أحد األبناء في االمتحان نتيجة لقد ارته العقلية المحدودة‬ ‫أو عدم أداءه لما عليه من واجبات فإن األسرة ترفض االعتراف بذلك وتعزو فشل ابنها‬ ‫إلى اضطهاد أساتذته له‪.‬‬ ‫والحقيقة أن هذا النوع من التفكير يمثل عقبة كبيرة ألنه يمنعنا من التعرف على نواحي‬ ‫النقص فينا فنقوم بمعالجته‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫* اإليحاء والتوافق وتقدير الخبراء و وي السلطة‪:‬‬ ‫هناك بعض األمور التي البد وأن تعتمد فيها على الخبراء وذوي السلطة‪ ،‬ذلك أننا لسنا‬ ‫على معرفة أو خبرة في جميع النواحي‪.‬فمثالً ليس جميعنا أطباء أو محامين أو مهندسين‪،‬‬ ‫لذلك البد أن نلجأ إليهم كل في تخصصه‪.‬‬ ‫ولكن من األهمية بمكان أن نتعلم كيفية التعامل مع ادعاءات ذوي الخبرة واالختصاص‪،‬‬ ‫المحتم التسليم التام دون التفكير فيما يقولنه‬ ‫فلكل منهم طرقه وحيله في االقناع‪ ،‬فليس من ُ‬ ‫أو يطرحونه من آراء‪.‬‬ ‫وعلينا أن نأخذ في االعتبار إذا كان هناك ميالً قوياً لدى كل منا للتوافق مع اآلخرين‪،‬‬ ‫فإننا نرغب في االتفاق معهم أحرى من عدم االتفاق‪.‬ومن ناحية أخرى فإن الرغبة في‬ ‫االتفاق تؤدي بنا إلى اختراع الطرق التي تجعل اآلخرين في اتفاق معنا‪.‬ويبدو أن هناك‬ ‫ارتباط قوي بين الميل للتوافق وميل ذوي السلطة إلى تشجيع التفكير غير الناقد‬ ‫فالرغبة في التوافق قد تكون أساسية للتعايش معاً في سالم‪ ،‬ومن ثَم ال يكون التوافق هو‬ ‫المشكلة‪ ،‬ولكن تكمن المشكلة في "متى يكون لنا الحق في التفكير المستقل؟" فالرغبة في‬ ‫التوافق إذا ما كانت مطبقة بدون تفكير تؤدي إلى قبول أفكار األخر بدون نقد‪.‬وهذا ما‬ ‫يكون بالنسبة للبعض هو الطريق األسهل واألكثر راحة وهنا تكمن المشكلة‪.‬‬ ‫* الكسل والكبرياء‪:‬‬ ‫يلعب الكسل دو اًر في تشجيع اال تفاق مع السلطة والخضوع لها‪ ،‬فالرغبة المشتركة في‬ ‫النتائج السريعة والبسيطة إضافة إلى الكسل يؤدي إلى الميل للتفكير في ضوء الشعارات‬ ‫واآلراء المقولبة‪.‬‬ ‫فاآلراء المقولبة مثل‪( :‬المراهقة‪ ،‬الحرية) هي تصنيفات‪ ،‬والشعارات تعميمات مثل‪( :‬الشك‪،‬‬ ‫الفضيلة) ويعتبر البعض أن اآلراء المقولبة هي مبدأ أقل الجهد أو التفكير التلخيصي‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أيضاً للكبرياء دور في إعاقة التفكير بطريقة نقدية‪ ،‬فيميل كثير من الناس إلى الظهور‬ ‫كما لو كان عارفاً بكل أمر وبأنه على حق حتى ال يظهر جهله أو خطأه‪ ،‬ومن ثَم ال‬ ‫يعترض على ادعاءات األخرين وخاصة ذوي السلطة ويتظاهر بفهم األشياء خوفاً من أن‬ ‫يظهر حمقه أو غباءه‪.‬‬ ‫* التمحور حول الجماعة‪:‬‬ ‫يعوق التمحور حول الجماعة عملية التفكير العقالني وذلك بسبب التركيز المستمر على‬ ‫الجماعة من خالل االنحياز لها‪.‬‬ ‫فاالنحياز للجماعة ما هو إال ميل لرؤية الجماعة التي ننتمي إليها (سواء كانت هذه‬ ‫الجماعة أمة أو أسرة أو مجموعة من الرفاق‪......‬إلخ) على أنها أفضل من أي جماعة‬ ‫أخرى ويسود هذا النوع من التفكير عبر التاريخ اإلنساني وفي الثقافات المختلفة‪ ،‬فنحن‬ ‫نميل لالعتقاد في اآلراء الخاصة بأسرتنا أو مجتمعنا أو أمتنا في حين ننظر آلراء‬ ‫المجتمعات األخرى بالشك واالزدراء‪.‬‬ ‫فالغالبية العظمى منا ينمو معها التفكير بأن المعتقدات والمؤسسات والقيم التي تنتمي‬ ‫لمجتمعنا أفضل من تلك التي تنتمي إلى مجتمعات أخرى‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا النوع من التفكير "ما يخصني هو األفضل" سبباً أساسياً في الصراعات اإلنسانية‬ ‫وعدم التسامح واالضطهاد‪.‬‬ ‫فالرغبة أو الميل إلتباع الجماعة وأن أكون جزءاً منها من أكبر معوقات التفكير الناقد‬ ‫وصنع القرار‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫*الجهـــل‪:‬‬ ‫يقصد بالجهل اال فتقار للمعرفة األساسية لموضوع ما نتناوله‪ ،‬وال نعني بالجهل أنه الغباء‬ ‫ألن الغباء نقص في الذكاء‪ ،‬بينما الجهل نقص في المعرفة أو المعلومات‪.‬‬ ‫لذلك يجب أن يكون لدينا قدر كاف من المعارف والمعلومات حول الموضوع الذي‬ ‫نتناوله‪.‬‬ ‫وقد يكون اال فتقار إلى معرفة المصطلحات ومفردات اللغة المالئمة من أكبر معوقات‬ ‫التفكير الناقد ألنه إذا لم تكن تفهم ما يعنيه الشخص فلن تستطيع تقييم ادعاءات أو حجج‬ ‫هذا الشخص‪.‬‬ ‫* االنحياز‪:‬‬ ‫إن من أكبر العقبات أمامك لكي تكون مفك اًر ناقداً هي االنحياز أو التعصب وهناك صو اًر‬ ‫كثيرة لالنحياز سنعرض ألكثرها انتشا ار مع مقترحات كيفية التعامل معها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اال نحياز لما يؤكد ما نعتنقه من آراء‪:‬‬ ‫نحن جميعاً نميل إلى الحفاظ على آرائنا‪ ،‬لذلك عندما نعثر على معلومات تؤيد وجهة‬ ‫نظرنا سيكون رد الفعل الالشعوري هو تقبلها‪ ،‬في حين نرفض المعلومات التي تخالف‬ ‫رأينا‪.‬‬ ‫وللتغلب على هذا النوع من االنحياز عليك أن تتذكر دائماً أننا جميعاً نقترف أخطاء من‬ ‫آن آلخر‪ ،‬وكلما اكتشفنا الخطأ فمن األفضل أن نسرع في التوقف عنه وأفضل طريقة‬ ‫للكشف عن الخطأ هو أن نتنبه لألفكار التي تتحدى أفكارنا‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ب‪ -‬االنحياز للمألوف من األفكار‪:‬‬ ‫نفترض أنك هبت إلى احتفال ما وتم تخييرك بين الجلوس مع أشخاص تعرفهم أو‬ ‫أشخاص غرباء عنك فما ا تختار؟‪.‬‬ ‫من المؤكد أنك ستختار الجلوس مع من تعرفهم ألن ذلك يشعرك بالراحة‪ ،‬ويحدث الشيء‬ ‫نفسه مع األفكار فكلنا نميل لقبول األفكار التي سبق وسمعنا بها عن األفكار الجديدة‪.‬‬ ‫ولكي تتخلص من هذا النوع من االنحياز عليك أن تتذكر أن األلفة ال تعني شيئاً فالترتيب‬ ‫الذي سمعنا فيه األفكار وتكرار سماعنا لها هو محض صدفة‪.‬‬ ‫فالحقيقة التي مؤداها أننا سمعنا شيئاً ما تكرر عشرات المرات ال يعني يمكن الوثوق به‬ ‫أكثر من الشيء الذي تسمعه للمرة األولى‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬اال نحياز لما أح وضد ما أكره‪:‬‬ ‫لدينا جميعاً أشيائنا المفضلة وال خطأ في ذلك‪ ،‬ولكن الخطأ فقط عندما ندع هذه األشياء‬ ‫المفضلة تؤثر على أحكامنا فإذا وجدنا شخصاً ما يشاركنا الرأي فيما نفضله فإننا نعتبر‬ ‫هذا الشخص متعقل وصاحب ذوق‪ ،‬وعلى النقيض إذا قام شخص ما بنقد ما نفضله‬ ‫سنعتبره مفتقر للذكاء ومحبط‪.‬‬ ‫ويمكن التخلص من هذا النوع من االنحياز إذا ما تذكرنا دائماً أن ما نفضله قد يكون‬ ‫انعكاسا لتأثير الزمالء أو الثقافة العامة أكثر مما هو انعكاس لذاتنا وشخصيتنا‪.‬‬ ‫* التفكير بــ "إما‪.....‬أو‪:".....‬‬ ‫يقصد بالتفكير بـ "إما‪.....‬أو‪ ".....‬التفكير فقط في الحدين المتطرفين ألي موضوع من‬ ‫الموضوعات وعدم األخذ في االعتبار للممكنات المتعددة التي يمكن أن تكون لهذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ويعد هذا النوع من التفكير معوقاً للتفكير الناقد ألنه يعني إما أن أكون معك أو ضدك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وال يعني التسامح وقبول الرأي والرأي األخر‪.‬فهو تفكير ينظر دائماً إلى وجود رأيين‬ ‫ممكنين فقط وال ينظر إلى باقي الممكنات األخرى‪.‬‬ ‫* اإلخفاق في إجراء التمييز‪:‬‬ ‫والمقصود بالتمييز تبين االختالفات بين األشياء واإلخفاق في إجراء التمييز يؤدي إلى‬ ‫الخلط في الفهم‪.‬وهناك بعض التمييزات التي من الواجب التعرف عليها وتبينها وهي ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التمييز بين الشخص والفكرة‪:‬‬ ‫إن اإلخفاق في ذلك يعوق التفكير الناقد حيث إنه يجب الحكم على الفكرة بغض النظر‬ ‫عن قائلها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التمييز بين التقرير والدليل‪:‬‬ ‫فهناك من يضعون التقريرات بدون أدلة في حين أن ما يهم المفكر الناقد هو كيفية دعم‬ ‫الفكرة أكثر مما يهمه التعبير عنها‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬التمييز بين المألوف والصحة‪:‬‬ ‫فأحياناً ما نعتبر حجة ما صحيحة فقط ألنه تكرر سماعها مرات عديدة‪ ،‬ولكن التفكير‬ ‫الناقد ال يركن إلى اآللفة‪.‬‬ ‫د‪ -‬التمييز بين بعض التعبيرات‪:‬‬ ‫فهناك من ال يدرك التمييز بين "غالباً"‪" ،‬دائماً" أو بين "ناد اًر"‪" ،‬أبداً" فعدم التمييز يؤدي‬ ‫إلى القول عن شيء ما أنه "ال يحدث أبداً" في حين أن ما يقوله الدليل أنه "ناد اًر ما‬ ‫يحدث"‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مقومات التفكير الناقد‪:‬‬ ‫يقوم التفكير الناقد على مبادئ أساسية إضافة إلى بعض االتجاهات أو التوجهات وبعض‬ ‫العادات التي يمكن أن تساعد من يكتسبها أن يصبح مفك اًر ناقداً‪ ،‬بل وتجعله أكثر نجاحاً‬ ‫في دراسته وحياته المهنية‪.‬‬ ‫(‪ )١‬مبادئ أساسية للتفكير الناقد‪:‬‬ ‫هناك أربعة مبادئ أساسية البد من التعرف عليها كي نقوم بإتباعها إ ا أردنا أن نكون‬ ‫من أصحاب أو وي التفكير الناقد وهي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬التمييز بين الوقائع ‪ ، Facts‬واآلراء ‪.Opinions‬‬ ‫ثانياً‪ :‬فحص الحقائق وتمحيص أو اختبار األدلة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬تقييم األدلة‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الشجاعة على تغيير األفكار‪.‬‬ ‫وسوف نتناول هذه المبادئ األربعة على النحو التالي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬التمييز بين الوقائع ‪ ، Facts‬واآلراء ‪:Opinions‬‬ ‫من أهم الممارسات التي يجب أن ينتبه لها المفكر الناقد هو التمييز بين ما هو حقائق‬ ‫وما هو آراء‪.‬فالوقائع أو الحقائق هي أفكار متضحة الدقة وموثقة ومثبتة من ِّقبل أشخاص‬ ‫معروفين‪ ،‬بينما اآلراء هي أفكار لم توثق التوثيق الكافي ومازالت معرضة للجدل أو النزاع‬ ‫حولها‪.‬‬ ‫والحقيقة رغم وضوح وبساطة هذا التعريف إال أن التفريق بينهما ُيعد من المهام الصعبة‪،‬‬ ‫ومن أسباب تلك الصعوبة هو أنه ليس كل حكم عن واقع يكون حقيقة‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ومن أوضح األمثلة على ذلك "الكذب" فمثالً عندما َيدعي الطالب أنه ذاكر في حين أنه‬ ‫لم يفعل ذلك أو حينما يقسم السارق على أنه لم يسرق وهو سارق‪.‬إضافة إلى ذلك هناك‬ ‫أخطاء ال يقصد بها الكذب‪ ،‬مثال ذلك عندما يخبرك صديقك أن المحاضرة اليوم الساعة‬ ‫الثانية في حين أنها الثالثة ألنه ق أر الثالثة اثنين فهو لم يقصد بذلك الكذب‪.‬‬ ‫كما أن اآلراء قد تُذكر وكأنها حقائق مثال ذلك الرأي القائل‪" :‬اآلباء غير المسئولين هم‬ ‫سبب اقتراف األطفال للجرائم‪".‬‬ ‫يبدو هذا الرأي وكأنه حقيقة بسبب الطريقة التي ُذكر بها‪ ،‬ولكن هناك بعض اإلرشادات‬ ‫التي يمكن أن تساعد في تقرير إذا ما كان حكم ما هو حقيقة أم مجرد رأي وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إذا كان الحكم يمثل معلومة شائعة فهو واقع ال يحتاج إلى تأييد مثال ذلك القول بأن‬ ‫"تكلفة التعليم أصبحت أكثر بكثير مما كانت عليه منذ عشرين عاماً" فهذا الحكم يمثل‬ ‫معلومة شائعة ومعروفة وال يكون بحاجة إلى دعم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إذا كان حكم ما ليس من المعلومات الشائعة‪ ،‬ولكن ثبت دقته فهو حقيقة وال يحتاج‬ ‫تأييد إال أنه البد من ذكر مصدر إثباته أو دعمه ومثال ذلك المعلومات العلمية‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬إذا لم يكن الحكم يمثل معرفة أو معلومة شائعة وليس مؤيداً فهو رأي ويجب دعمه‬ ‫بالدليل أي بالمعلومات التي يمكن الوثوق بها‪.‬‬ ‫د‪ -‬إذا لم يكن واضحاً إذا ما كان الحكم يمثل حقيقة أم مجرد رأي فيجب التعامل معه‬ ‫على أنه رأي‪.‬‬ ‫وعلينا التنبه إلى أن ما يقصد به على أنه رأي هي األحكام فقط وليست اآلراء الخاصة‬ ‫بالذوق الشخصي وهي التي من النوع‪" :‬أ َف ِّ‬ ‫ضل الشعر الطويل على الشعر القصير"‪.‬أو‬ ‫"تفضيل لون بعينه في الملبس"‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ففي هذه الحالة فإنك لست مطالباً بتقديم دعم أو دليل على ما تقول طالما إنك تعبر عن‬ ‫ذلك على أنها مسألة ذوق‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬فحص الحقائق وتمحيص اآلراء‪:‬‬ ‫يمكن فحص الحقائق الخاصة بموضوع بعينه بالرجوع إلى الكتاب المالئم أو دائرة المعارف‬ ‫أو إلى ذوي الخبرة في هذا المجال أو بالبحث في شبكة المعلومات الدولية‪.‬‬ ‫وقد تبدو فكرة تمحيص أو اختبار اآلراء غريبة ألن البعض يعتقد أن اآلراء مقدسة وفوق‬ ‫النقد ألن من حقه التعبير عن آرائه وأن آراءه هي الصحيحة‪.‬‬ ‫ولكن ليس كل اآلراء تكون صحيحة‪ ،‬فبعض اآلراء تتسم بالعقالنية والبعض اآلخر قد‬ ‫يتسم بالحمق والغالبية من اآلراء تقع بين هذين الطرفين‪.‬‬ ‫ولكي تكون مفك اًر ناقداً عليك أن تُنمي عادة فحص اآلراء سواء كانت أرائك الخاصة أم‬ ‫أراء األخرين وذلك قبل أن تجعلها محل ثقة ولتحقيق ذلك يمكن إتباع الطرق األتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬استشارة وي الخبرة‪:‬‬ ‫يمكن استشارة ذوي الخبرة فيما يعرض لنا من آراء‪ ،‬وكذلك خبرتنا الشخصية‪.‬فإذا كان‬ ‫الرأي معارضاً للخبرة يكون غالباً خطأ ‪ -‬على األقل‪ -‬في بعض النواحي‪.‬‬ ‫"ال خاب من استشار‪ ،‬وال ندم من استخار"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬األخذ في الحسبان النتائج المحتملة للرأي‪:‬‬ ‫يكون الرأي خاطئاً إذا أدى لنتائج غير مرغوبة‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫جـ‪ -‬األخذ في االعتبار لما يتضمنه الرأي‪:‬‬ ‫ولنقـُل أن الرأي المقترح هو‬ ‫وهذا يتطلب تحديد وفحص األفكار المرتبطة بالرأي المقترح َ‬ ‫"ما يشاهده الناس في السينما والتليفزيون‪ ،‬ال يكون مؤث اًر على سلوكياتهم"‪.‬‬ ‫ما تتضمنه هذا الرأي هو أن األفالم والبرامج التلفزيونية ال تكون ملهمة أو حافزة أو محبطة‬ ‫لنا‪.‬‬ ‫د‪ -‬التفكير في االستثناءات‪:‬‬ ‫ويكون هذا اإلجراء مفيداً في حالة تقييم اآلراء المعبرة عن قاعدة علمية مثال ذلك القاعدة‬ ‫التي تقول‪" :‬إذا كانت لديك دافعية قوية‪ ،‬فإنه يمكنك أن تكون أي شيء تريده"‪.‬‬ ‫من الممكن تقديم استثناءات لهذه القاعدة مثال ذلك الشخص الذي يكون لديه دافعية شديدة‬ ‫للغناء‪ ،‬ولكن صوته رديء فال يمكنه أن يكون مطرباً وهكذا‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬التفكير في األمثلة المضادة‪:‬‬ ‫ومثال ذلك يجادل شخص ما بأنه "ال يجب على الوالدين أن يثقال أطفالهم بالمسئوليات‬ ‫إلى أن يبلغوا مرحلة المراهقة"‪.‬‬ ‫يمكن تفنيد هذا الرأي باإلتيان بمثال مضاد لشخص ما تحمل المسئوليات في طفولته‬ ‫ويعتبر ذلك خبرة لها قيمتها‪.‬‬ ‫و‪ -‬اإلتيان بعكس الرأي‪:‬‬ ‫ويتمثل هذا االختبار في اتخاذ الرأي المضاد للرأي المراد اختباره وتحديد إذا ما كان يمكن‬ ‫تأييده‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فمثالً من اآلراء المألوفة "يشعر الناس برضا نفسي قبل أن يتمكنوا من إنجاز عمل ما"‪،‬‬ ‫إذا عكسنا هذا الرأي يصبح "يتحتم على الناس إنجاز عمل ما ‪ ،‬قبل أن يستطيعوا الشعور‬ ‫بالرضا النفسي"‪.‬‬ ‫لتقرير أي الرأيين أكثر عقالنية عليك أن تستعرض بعض اإلنجازات في حياتك مثل تعلمك‬ ‫لركوب سيارة أو تعلمك استخدام الحاسب ثم قرر إذا ما كان تقدير الذات كان سابقاً أو‬ ‫تالياً لهذا اإلنجاز‪.‬‬ ‫ز‪ -‬التطلع للبحث المرتبط بالرأي المراد فحصه‪:‬‬ ‫بالقطع هناك متخصصون في أي مجال من المجاالت والذين أمضوا عشرات السنين في‬ ‫التعليم والتوصل للمعرفة كل في مجاله‪.‬‬ ‫ومن أفضل الطرق الختيار أي رأي هو رؤية ما قاله العارفون في هذا المجال وكما تقول‬ ‫اآلية الكريمة "اسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون"‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬تقييم الدليل‪:‬‬ ‫كما سبق وأكدنا ان الدليل هو معلومات يمكن الوثوق بها لتدعيم رأي ما‪.‬‬ ‫ومن األنواع الشائعة كدليل هو ما يعرف باألسباب‪ ،‬والسؤال عن سبب لما نفعله أو نعتقده‬ ‫هو بحث عن مبرر لذلك ومن ثَم يجب أن يكون السبب سبباً جيداً وليس مجرد سبب ما‬ ‫حتى نقبل أو نبرر أي شيء‪.‬‬ ‫ولكن أحياناً ال تذكر األسباب العتقاد صاحب الرأي أن رأيه ليس في حاجة إلى تبرير‪.‬‬ ‫وأحياناً يخفي البعض األسباب الحقيقية ألفعالهم حتى عن أنفسهم‪ ،‬ومثال ذلك عندما يقنع‬ ‫المراهق نفسه بأنه يدخن السجائر للمتعة في حين أن السبب الحقيقي هو خوفه من سخرية‬ ‫أصدقائه المدخنين إذا لم يدخن معهم‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الشجاعة على تغيير األفكار‪:‬‬ ‫يعتقد البعض أن تغيير تفكيره أو رأيه دليل على نقص االقتناع أو الثقة بالذات‪.‬ومثل‬ ‫هؤالء نجدهم يفكرون بطريقة نقدية مع آراء األخرين في حين ال يستخدمون النقد مع‬ ‫أفكارهم‪.‬‬ ‫وكل من يتخذ هذا المعيار المزدوج يكون مقيماً لذاته أكثر من حقيقتها‪ ،‬ذلك ألنهم يتناولون‬ ‫آراءهم الخاصة كما لو كانت تمثل ما يقتنعون به وكل ما يقتنعون به ليس محل تساؤل‬ ‫لذلك يرفضون االعتراف بآراء األخرين إذا كانت تتعارض مع آرائهم‪.‬‬ ‫فنحن نشعر باإلحراج إذا ما غيرنا أفكارنا حتى ولو كان ذلك بيننا وبين أنفسنا وليس أمام‬ ‫األخرين وسبب ذلك أننا نشعر باألمان مع ما آلفناه من أفكار‪.‬‬ ‫مع ذلك فإن تغيير الرأي نتيجة توافر أدلة أو معلومات لم تكن متاحة لنا ال يكون عالمة‬ ‫نقص أو ضعف‪ ،‬بل على العكس يكون دليل على الشجاعة واألمانة‪ ،‬ومفتاح تنمية هذه‬ ‫العادة هو أن نتذكر أن كثي اًر من أفكارنا ليست خاصة بنا‪ ،‬بل معظمها مكتسب من‬ ‫المحيطين بنا أو من الكتب أو من وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬ ‫وحتى لو كان ما لدينا من أفكار وآراء هو أفكار خاصة بنا فإننا يجب أن نكون على‬ ‫استعداد لتغييرها حينما نكتشف أدلة تقتضي التغيير ويجب أن تكون لدينا الشجاعة لعمل‬ ‫ذلك ألن اآلراء ال تمتلكنا‪ ،‬بل نحن من يمتلكها‪.‬‬ ‫وبناء على المبادئ السابقة يمكن القول بخطة شاملة للتفكير تتضمن أربع خطوات‪:‬‬ ‫‪ -١‬تحديد الوقائع واآلراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬فحص الوقائع واختبار اآلراء‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تقييم الدليل‪.‬‬ ‫‪ -٤‬إصدار األحكام على أساس ما قمنا به من تحليل وليس على أساس المشاعر أو‬ ‫الهوى‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ويمكن أن نوضح كيفية تطبيق الخطوات األربع السابقة عندما نتناول نص نقوم بدراسته‬ ‫أو قراءة مقال في جريدة ما على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -١‬تحديد الوقائع واآل ارء‪:‬‬ ‫عند فحص أي مقال أو نص عليك طرح هذه التساؤالت‪:‬‬ ‫هل ما ورد بالمقال أو النص يمثل حقائق أو وقائع؟‪ ،‬وهل يمثل معرفة شائعة أو على‬ ‫األقل معرفة قابلة للتحقيق؟‬ ‫فإذا كانت اإلجابة على هذه التساؤالت بالنفي فإن المقال يكون معب اًر عن مجرد رأي وال‬ ‫يمثل حقيقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬فحص الوقائع واختبار اآلراء‪:‬‬ ‫إذا ما تم تحديد ما يقدمه المقال على أنه حقيقة فيجب فحص هذه الحقيقة للتأكد إذا ما‬ ‫كانت تمثل حقيقة بالفعل أم ال‪ ،‬وإذا ما كانت هذه الحقيقة ذات صلة بموضوع المقال‪،‬‬ ‫أما إذا تم تحديد ما يقدمه المقال على أنه رأي فيجب فحص هذا الرأي بما سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تقييم الدليل‪:‬‬ ‫يجب تقييم ما قدمه المؤلف من أدلة لدعم رأيه سواء من الناحية الكمية أو الكيفية‪.‬‬ ‫‪ -٤‬إصدار األحكام‪:‬‬ ‫بمراجعة ما توصلت إليه في الخطوتين الثانية والثالثة عليك تحديد اتفاقك أم عدم اتفاقك‬ ‫مع وجهة النظر المعروضة ويجب أن يكون حكمك بناء على ما قمت به من تحليالت‬ ‫وليس على أساس الهوى‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser