🎧 New: AI-Generated Podcasts Turn your study notes into engaging audio conversations. Learn more

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Full Transcript

‫جمهورية العراق‬ ‫وزارة التربية‬ ‫املديرية العامة للمناهج‬ ‫القرآن الكرمي‬ ‫والتربية اإلسالمية‬ ‫للصف الساد...

‫جمهورية العراق‬ ‫وزارة التربية‬ ‫املديرية العامة للمناهج‬ ‫القرآن الكرمي‬ ‫والتربية اإلسالمية‬ ‫للصف السادس اإلعدادي‬ ‫تأليف‬ ‫جلنة متخصصة في وزارة التربية‬ ‫‪1445‬هـ ‪2023 -‬م‬ ‫ ‬ ‫الطبعة السابعة‬ ‫املشرف العلمي على الطبع‪ :‬د‪.‬كرمي عبد احلسني حمود‬ ‫املشرف الفني على الطبع‪ :‬صـــــالح ســعــد محســــن‬ ‫ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻮﺯﻉ ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺑﻴﻌﻪ ﻭﺗﺪﺍﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ‬ ‫التصممي‪:‬‬ ‫صالح سعد محسن‬ ‫بسم الله الرحمن الرحمي‬ ‫مقدمة‬ ‫رب العالمين الذي أنـار قلوب عباده المتقين بنور كتابه المبين‬ ‫الحمد هلل ‪ ،‬ثم الحمد هلل ّ‬ ‫والصالة والسالم على خاتم األنبيـاء وأشرف المرسلين ‪.‬نبينا األمين محمد الذي أرسله اهلل‬ ‫هادي ًا ومبشراً ونذيراً وعلى آلـه الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبيـن أما بعـد ‪ :‬فال يخفى على‬ ‫مدرسي التربية اإلسـالمية ومـدرساتهـا ‪ ،‬ما لديننا اإلسـالمي الـقويم ‪ ،‬الذي أنهض شعوب ًا ‪،‬‬ ‫وش ّيد حضارة األمة ‪ ،‬من أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع ‪.‬فهو الدعـامة الروحيـّة التي يقـوم‬ ‫عليها تقـدمهما وسعادتهما وهو األساس والركن الركيـن الذي ُيعتمد عليه للنهـوض بالحياة في‬ ‫تفاصيلها ومفاصلها كافـة وألن مادة التـربية اإلسـالمية هي السبيـل األمثـل لترسيخ أركان هـذا‬ ‫الدين العظيم وقـيمه الساميـة من خـالل العمليـة التربـويـة‪ ،‬فـقـد سعت وزارة التربيـة إلى االعتناء‬ ‫بالتربية اإلسالميـة مـادة وكتابـاً‪ ،‬لجعلها أيسـر تنـاو ًال‪ ،‬وأقـل تعـقيـداً‪ ،‬وأكثر قبـو ًال ونفعــا‪ ،‬إذ نضع‬ ‫بين أيديكم كتب التربية اإلسالمية للمرحلة اإلعدادية في ح ّلة جديدة فيها من اإلغناء‪ ،‬واإلثراء‬ ‫والتيسير ما يتنـاسب مع احتياجـات طلبتنا األعزاء وميولهم ويرتبـط بواقع الحيـاة‪.‬‬ ‫فـقـد دمجت مــادتا الـقـرآن الـكـريم والتربيـة اإلسالميـة‪ ،‬في كتاب واحـد ُميسر في خمس‬ ‫وحدات ضمت كل وحدة منها مباحث رئيسة كان في الرأس منها التبـارك بالقـرآن الكريم الذي‬ ‫تم االعتنـاء التـام بانتـقـاء نصوص شريفـة منه مناسبة للمرحلة العمريـة ثم اإليتـاء بمعاني الكـلمات‬ ‫ّ‬ ‫فالـتفسيـر العـام ‪ ،‬فملخص ألهم مـايـرشد إليه النص ‪ ،‬فضال عن المناقشة‪.‬وقد أعقب ذلك دروس‬ ‫‪،‬ثم التهذيـب ‪ ،‬وقد‬ ‫في الحديث النبوي الشريف ‪ ،‬وقصص من القرآن الـكـريم ‪ ،‬واألبحـاث ّ‬ ‫أكـدت المحاور جميع ًا األسس القويمـة لبنـاء الشخصيـة اإلسالميـة السويـة الملتـزمـة بمبـادىء‬ ‫اإلسالم العظيم وقيمـه‪ ،‬البعيدة من روح التطرف المقيت‪.‬‬ ‫وإننا نرجو إخواننا وأخواتنا مدرسي المادة إغناء مباحث كتب التربية اإلسالمية بالتوضيح‬ ‫والتعليـق وضرب األمثلة من حياتنا وواقعنا قـدر مايتـطلب األمـر ‪ ،‬مع ضرورة االلتزام بإضفاء الهيبة‬ ‫والوقـار اللذين يتناسبان ومكانة التربيـة اإلسالمية‪ ،‬وشرف الغاية المرجوة منها‪.‬ونختتم باإلشارة‬ ‫إلى أننا الندعي الكمال بعملنا هـذا‪ ،‬فهو هلل مالك الملك العظيم ولذلك نسعـد بمالحظاتكم‬ ‫رب غيره والخير إال خيره أن يجعل عملنــا هذا خالص ًا لوجهه‬ ‫وآرائكم لالرتقاء به ‪.‬وندعو من ال ّ‬ ‫الكريم ‪ ،‬فهو نعم المولى‪ ،‬ونعم النصير ‪.‬‬ ‫اللجنة‬ ‫‪3‬‬ ‫من احكام التالوة‬ ‫من أحكام النون الساكنة والتنوين‬ ‫النون الساكنة ‪ :‬حرف خال من احلركة‪ ،‬يقع في وسط الكلمة ‪ ،‬أو في اخرها يلفظ‬ ‫ساكنا في الوقف والوصل وتكـون في األفعال واألسماء واحلروف ‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬عنْـــهم ‪ ،‬مــِــ ْن‪ ،‬أَن ْ َع ْم َت‪ ،‬أَن ْ ُف ُ‬ ‫سه ْم‪ ،‬األَن َْهارُ ‪.‬‬ ‫التنويـن ‪:‬‬ ‫هو النطق باحلركة املض َّعفة نونا ً ساكنة ( ٌ ‪ ) ٍ ، ً ،‬فهو نون ساكنة زائدة‬ ‫مسبوقـة بحركة ‪ ،‬تلحق آخر االسم ‪ ،‬تلفظ والتكتب ‪ ،‬وينطق بها في حالة الوصل‬ ‫وتسقط عند الوقف ‪ ،‬وعالمتها ‪ ،‬الضمتان ‪ ،‬الفتحتان ‪ ،‬الكسرتان‪.‬‬ ‫أمثلة‪ :‬لفظ التنوين في حالة الوصل ‪:‬‬ ‫ْن‬ ‫ـــ كتــــا بـــ ْن ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﱪ ق‪٤ :‬‬ ‫كـــتـــاب‬ ‫ٌ‬ ‫ْن‬ ‫عليــــمــاً ـــ عليمـ ْن ‪ ،‬ﭧﭨ ﱫﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﱪ اإلنسان‪٣٠ :‬‬ ‫نوح ـــ نو حــن ْ ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱫ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﱪ هود‪٣٦ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ْن‬ ‫أمثلة‪ :‬لفظ التنوين في حالة الوقف ‪:‬‬ ‫كتاب‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱫﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﱪ الرعد‪. ٣٨ :‬‬ ‫ْ‬ ‫كتــاب ـــ‬ ‫ٌ‬ ‫عليماً ـــ َعلي َمــا ْ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱫ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﱪ النساء‪. ٧٠ :‬‬ ‫نــوح ـــ نُـو ْح ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱫ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﱪ اإلسراء‪. ٣ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫للنـون السـاكنـة والتنويـن أربعة احكـام هي ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ً‬ ‫أوال ــ اإلظهــار ‪:‬‬ ‫هو إخراج النون الساكنة والتنوين من مخرجهما من غير ( ُغنَّة) فيقرعه اللسان ‪ ،‬إذا جاء‬ ‫(‪)1‬‬ ‫بعدهما أحد حروف احللق الستة ‪( :‬ء ‪،‬هـ ‪ ،‬ع‪ ،‬ح ‪ ،‬غ‪ ،‬خ) اجملموعة في أوائل كلمات العبارة‬ ‫اآلتية ‪( :‬أخي هاك علما حازه غير خاسر ) ويقع اإلظهار في كلمة واحدة أو في كلمتني ‪.‬‬ ‫أمثلة ‪:‬النون الساكنة ‪/‬‬ ‫ينأون ـ منـْهم ـ م ْن عمـل ـ وان ْحر ـ فسينـْغضون ـ م ْن خيـر ‪.‬‬ ‫التنوين ‪/‬‬ ‫ٌ‬ ‫لطيف خبير ‪.‬‬ ‫حديث غيره ـ‬ ‫ٍ‬ ‫رف هارٍ ـ قويا ً عزيزا ً ـ غفورٌ حليم ـ‬ ‫عذاب اليم ـ ُج ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مثال محلول ‪:‬عني النون الساكنة والتنوين في حالة اإلظهار في اآلية القرآنية‬ ‫اآلتية مع ذكر السبب ‪:‬‬ ‫ﭧﭨﱫﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫ﱪاحلجر‪٤٧ :‬‬ ‫احلل ‪:‬النون الساكنة في كلمة (م ْن) ُمظهرة جمليء حرف الغني بعدها والتنوين في كلمة‬ ‫جملي الهمزة بعدها ‪.‬والتنوين في كلمة ( إخوانـا) إظهار جمليء العني بعدهـا ‪.‬‬ ‫(غل ) إظهار ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ثانيـا‪ :‬اإلقالب ‪:‬‬ ‫هو قلب النون الساكنة أو التنوين (ميمـا ً) إذا جاء بعدها حرف الباء مع بقاء الغنة ‪ ،‬أي‬ ‫تُلفظ النون الساكنة أو التنوين (ميما ً) مخفاة ‪.‬ويقع اإلقالب في كلمة واحدة أو كلمتني ‪.‬‬ ‫أمثلة النون الساكنة ‪:‬‬ ‫مـم بعد‬ ‫م ْن بعد ـــ ْ‬ ‫ينْبت ـــ يـم ْبت ‪،‬‬ ‫التنوين‪ :‬سميعا ً بصيرا ـــ سميع ْن بصيرا ـــ سم َي ْ‬ ‫عم بَصيرا ً ‪.‬‬ ‫رؤوفم باملؤمنني ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫رؤوف باملؤمنني ـــ رؤوف ْن باملؤمنني ـــ‬ ‫بينات‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بينات ـــ آيـــات ْن بينــات ـــ آيامت ْ‬ ‫ٍ‬ ‫آيـات‬ ‫ٍ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬الغنة‪ :‬هي صوت الحرف يخرج من جتويف أعلى قصبة األنف وهي صفة الزمة للنون وامليم التفترق عنهما سواء حترك‬ ‫احلرفان أو سكنا‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مثال محلول ‪:‬عني حالة اإلقـالب للنون الساكنة والتنوين في اآلية القرآنية الكرمية‬ ‫اآلتية مع ذكر السبب ‪:‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮝﮞﮟ ﱪ البقرة‪٢١٣ :‬‬ ‫النون الساكنة في كلمة (من ) حكمها اإلقالب ‪ ،‬والتنوين في كلمة (بغيا ً) حكمها‬ ‫اإلقالب أيضا جمليء حرف الباء بعدهما ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اإلدغام ‪:‬‬ ‫هو قلب النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة األولى إلى جنس أحد حروف (يرملـون)‬ ‫في أول الكلمة الثانية ليصبحا حرفـا واحدا ً مش َددا ويقسم على قسمني هما ‪:‬‬ ‫أ ـ اإلدغام بغنة ‪:‬هو قلب النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة األولى إلى جنس‬ ‫مشددا‬ ‫ّ‬ ‫أحد حروف (ينمو ) في أول الكلمة الثانية ثم إدغامهما ليكونا حرفا ً واحدا ً‬ ‫واليقع اإلدغام اَّإل في كلمتني ‪.‬‬ ‫أمثلة على النون الساكنة ‪:‬‬ ‫ليــــَّنـال ‪.‬‬ ‫لَ ْي يـــنال‬ ‫مع الياء ‪ :‬ل ْن يـــنال‬ ‫مــــــ ّوال ‪.‬‬ ‫مــــ ْووال‬ ‫مع الواو ‪ :‬مـــ ْن وال‬ ‫منــشـاء ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منــنشاء‬ ‫مع النون ‪ :‬من ْ نشاء‬ ‫مـمـــــا ء‪.‬‬‫ّ‬ ‫ـم مـاء‬ ‫ِم ْ‬ ‫مع امليم ‪ :‬مـ ْن مــاء‬ ‫أمثلة على التنوين ‪:‬‬ ‫وجــو ٌه يَــومئـذ‪.‬‬ ‫وجو ُه ْي يـو مئ ٍذ‬ ‫وجو ٌه يومئذ‬ ‫تـــوب َة ن َّـصوحـا‪.‬‬ ‫َصوحـا‬ ‫ً‬ ‫توبتَـ ْن ن‬ ‫َصوحـا‬ ‫ً‬ ‫توب ًة ن‬ ‫مــاء َّمـــهـيــن ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مـــاء ْم َمـهني‬ ‫مــاء َمهيــن‬ ‫ٍ‬ ‫رحــــيــــم ُ وَّدود‪.‬‬ ‫رحيمـ ْوودود‬ ‫ُ‬ ‫رحيم ودود‬ ‫ٌ‬ ‫ب ـ اإلدغام من دون غنة‪ :‬هو قلب النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة األولى إلى‬ ‫جنس أحد حرفي ( رل ) الذي يجيء في أول الكلمة الثانية ‪ ،‬وإدغامهما ليصبحا‬ ‫رؤوف رحيم‬ ‫ُ‬ ‫رؤوف رحيم‬ ‫ٌ‬ ‫حرفا ً واحدا مشددا ومن دون غنة مثال‪:‬‬ ‫ُهمز ُة ملُّزة ‪.‬‬ ‫زت لمُّ زة‬ ‫ُه َم ِ‬ ‫و‪ُ :‬همزة ملزة‬ ‫رؤوف ّرحيم‬ ‫ُ‬ ‫أمثلة على النون الساكنة ‪:‬‬ ‫لئــل لم َ ـــ لئـِـلـَّـم ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫م ْن ربِّـهم ـــ ِمـرْربِّهم ـــ مـــَّر بهم ‪.‬لئـ ْن لم َ ـــ‬ ‫مثال محلول ‪:‬عينّ اإلدغـــام للنون الساكنة والتنوين في اآلية الكرمية اآلتية واذكر‬ ‫السبب ‪ :‬ﭧ ﭨ ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﱪ القيامة‪٣ :‬‬ ‫‪6‬‬ ‫احلل ‪ :‬النون الساكنة في كلمة ( ا ْن ) مدغمة إدغـاما ً دون غنة جملي ْ حرف الالم‬ ‫بعدها والنون في كلمة (لـ ْن) مدغمة إدغـاما ً بغنـة جمليء حرف النون بعدها ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬اإلخفــاء ‪ :‬هو النطق بالنون الساكنة والتنوين خالية من التشديد وسطا ً بني‬ ‫اإلظهار واإلدغام مع الغنة ( أي إخفاء معظم لفظ النون الساكنة والتنوين ) إذا جاء‬ ‫بعدهما أحد حروف اإلخفاء وهي خمسة عشر حرفـا ً مجموعـة في أوائل البيت اآلتي ‪:‬‬ ‫صف ذا ثنا كــم جــاد شخص قــد سمـا‬ ‫دم ط ِّيـــبـا زد فـــــي تـــــقى ضــــع ظــــاملــــا‬ ‫ويقع اإلخـــفاء في كلمة واحــدة أو في كلمتني‪.‬‬ ‫أمثلة على النون الساكنة‪:‬‬ ‫كـذب ـ من جاء ـ فمن شاء ـ من قبل ــ من سعته‬‫فانصب ـ منذر ـ م ْن ثلثي ـ إن ّ‬ ‫زكــاهـا ـــ من فئـة ـ من تـاب ـ ومن َّ‬ ‫ضل ـ من ظلم ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫دابـة ـ من ّطيبات ـ َم ْن‬ ‫ـ من ّ‬ ‫الـتـنوين ‪:‬‬ ‫كـذابـا ً جزاء ـ غفورٌ شكور‬ ‫كتاب كرمي ـ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫عمالً صاحلا ً ـ صوابا ً ذلك ـ يؤمئ ٍذ ثمانية ـ‬ ‫ـ رزقـا ً قالـوا ـ بشرا ً سو ّيـا ـ دينا ً قيماًـ قومـا ً طاغيـن ـ غـالما ً زكياًـ يتيما ً فـآوى ـ‬ ‫جنّـات ٍ جتري ـ مكانا ضيقا ً ـ ظالً ظليالً ‪.‬‬ ‫مثال محلول ‪:‬عينِّ النون الساكنة والتنوين في حالة اإلخفـاء في اآلية الكرمية اآلتيـة‬ ‫مع ذكر السبب ‪:‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭫ ﭬ ﱪ احلج‪٤٨ :‬‬ ‫احلل ‪ :‬النون الساكنة في كلمة ( ِمـ ْن) حكمها اإلخفاء جمليء حرف القاف بعدها‬ ‫والتنوين في كلمة (ظامل ٌة) حكمه اإلخفـاء جمليء حرف الثاء بعدها ‪.‬وهاك جدوال ً‬ ‫بأحكام النون الساكنة والتنوين ‪:‬‬ ‫اخلالصة‪ :‬يتضح لنا أن للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام هي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬اإلظهار ‪ :‬حروفه (ء ‪ ،‬هـ ‪ ،‬ع ‪ ،‬غ ‪ ،‬ح ‪ ،‬خ )‪ :‬أخــي هــاك عـلـما ً حــازه غــيـر خـاسر‬ ‫(‪ )2‬اإلدغام‪ :‬حروفه (ي ‪ ،‬ر ‪ ،‬م ‪ ،‬ل ‪ ،‬ن ) ‪ :‬مجموعة في كلمة ‪ :‬يــرمــلـــون‬ ‫أ‪ -‬إدغام بغنة (ي ‪ ،‬ن ‪ ،‬م ‪ ،‬و ) اي في كلمة ينمو ب‪ -‬ادغام بغير غنة حروفه ‪( :‬ل ‪ ،‬ر )‬ ‫(‪ )3‬االخفاء‪ :‬حروفه مجموعة في أوائل البيت‬ ‫دُ ْم طيبا ً زدْ في تقى ض ْع ظاملا ً‬ ‫صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما‬ ‫(‪ )4‬االقالب‪ :‬حرفه الباء‬ ‫‪7‬‬ ‫مترينات‪:‬‬ ‫ت(‪ )1‬ماحكم النون الساكنة والتنوين في اآليات الكرمية اآلتية واذكر السبب ؟‬ ‫‪1‬ـ ﭧﭨﱫ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ البقرة‪. ٢٩ :‬‬ ‫‪2‬ـ ﭧ ﭨ ﱫ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮭ ﱪ املائدة‪. ٤٤ :‬‬ ‫‪3‬ـ ﭧ ﭨ ﱫ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ البقرة‪. ١٨ :‬‬ ‫‪4‬ـ ﭧ ﭨ ﱫ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫ﭯ ﭰ ﱪ األعراف‪. ٣ :‬‬ ‫‪5‬ـ ﭧ ﭨ ﱫ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﮖ ﮗ ﱪ البقرة‪٢٦١ :‬‬ ‫‪6‬ـ ﭧ ﭨ ﱫ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﱪ آل عمران‪٣٤ :‬‬ ‫‪7‬ـ ﭧ ﭨﱫ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷ ﱪ آل عمران‪١١٥ :‬‬ ‫‪8‬ـ ﭧ ﭨﱫ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﱪ الزخرف‪٣٣ :‬‬ ‫ت(‪ -1 )2‬ع ِّدد أحكام النون الساكنة والتنوين التي درستها ومثل لها‪.‬‬ ‫‪ -2‬عرِّف االظهار ومثل له‪.‬‬ ‫‪ -3‬عرِّف االدغام ثم بني اقسامه وحروفه ومثل له‪.‬‬ ‫‪ -4‬عرِّف االقالب وبني حروفه ومثل له مع النون الساكنة والتنوين‪.‬‬ ‫‪ -5‬عرِّف الغنة‪.‬‬ ‫‪ -6‬عرِّف االخفاء ومثل له مع النون الساكنة مرة‪ ،‬ومع التنوين مرة أُخرى‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بيان تعريف املصطلحات‬ ‫الض ْبط ‪:‬‬ ‫َعالَ َمات الوقوف وَ ُم ْ‬ ‫صطلحات َ‬ ‫‪9‬‬ ‫الوحدة االولى‬ ‫الدرس األول‪ :‬من القرآن الكرمي‬ ‫من سورة البقرة‬ ‫الآيات (‪ )170-153‬آيات احلفظ ((‪))157-153‬‬ ‫ﭑﭒﭓ‬ ‫ﱫﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯻ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬ ‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭱﭲﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼ‬ ‫ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭ‬ ‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﯤﯥﯦ ﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬ ‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫‪10‬‬ ‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬ ‫ﰇ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ‬ ‫ﭚﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦ‬ ‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲ‬ ‫ﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺ‬ ‫ﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡ‬ ‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪ‬ ‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯦ ﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫ﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄ ﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖ‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤﭥﭦ ﭧﭨﱪ‬ ‫صدق اهلل العلي العظمي‬ ‫‪11‬‬ ‫معاني الكلمات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫جمع شعيرة‪ ،‬وهي العالمات الدالة على عبادة اهلل‬ ‫شعائر اهلل‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫اإلثم‬ ‫اجلُناح‬ ‫يسعى بينهما ذهابا ً وإيابا ً‪.‬‬ ‫يطوف‬ ‫يخفون‬ ‫يكتمون‬ ‫األدلة على نبوة محمد صلى اهلل عليه وآله وصحبه‬ ‫البينات‬ ‫وسلم من نعوت وصفات جاءت في كتب أهل الكتاب‪.‬‬ ‫أصلها اللعنة‪ :‬وتعني الطرد والبعد من كل خير‬ ‫يَلعنهم‬ ‫ورحمة‪.‬‬ ‫من يصدر منهم اللعن؛ كاملالئكة واملؤمنني‪.‬‬ ‫الالعنون‬ ‫اصلحوا ما فسد من عقائد الناس ‪.‬‬ ‫أصلحوا‬ ‫وال ميهلون ليعتذروا‪.‬‬ ‫وال هم ينظرون‬ ‫بوجود أحدهما وغياب الثاني ملنافع العباد فال يكون‬ ‫اختالف الليل والنهار‬ ‫النهار دائما ً وال الليل دائما ً‪.‬‬ ‫ونشر فيها من سائر أنواع الدواب‪.‬‬ ‫وبثَّ فيها من كل دابة‬ ‫جمع ند‪ ،‬وهو املثيل والنظير‪.‬‬ ‫أندادا ً‬ ‫التنصل من الشيء والتباعد عنه لكرهه‪.‬‬ ‫إذ ت َّبرأ َ‬ ‫املعبودون والرؤساء املضلون‪.‬‬ ‫الذين اُتبعوا‬ ‫املشركون واملقلدون لرؤسائهم في الضالل‪.‬‬ ‫الذين ات َبعوا‬ ‫جمع سبب وهو ‪ -‬لغ ًة ‪ -‬احلبل ثم استعمل في كل‬ ‫األسباب‬ ‫ما يربط بني شيئني ‪.‬‬ ‫رجعة وعودة‪.‬‬ ‫كرة‬ ‫جمع حسرة وهي الندم الشديد ‪.‬‬ ‫احلسرات‬ ‫‪12‬‬ ‫املعنى العام‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯻﱪ البقرة‪١٥٣ :‬‬ ‫في هذه اآليات نادى اهلل‪ -‬تبارك وتعالى‪ -‬عباده املؤمنني بلفظ اإلميان ليستنهض‬ ‫هممهم إلى امتثال األوامر اإللهية‪ ،‬قائالً‪ :‬اطلبوا العون من اهلل في ّ‬ ‫كل أموركم‪،‬‬ ‫واستعينوا بالصبر على الطاعات‪ ،‬وبالصالة التي تنهى عن كل رذيل ٍة‪ ،‬وتطمئن بها‬ ‫النفس‪.‬واهلل مع املؤمنني والصابرين بعونه وتوفيقه وحفظه وتأييده‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﱪ البقرة‪١٥٤ :‬‬ ‫وال تقولــوا – أيها املؤمنون‪ -‬فيمن يُقتلون في سبيل اهلل‪ :‬هم أموات بل هم أحياء‬ ‫عند ربِّهم يُرزقون‪.‬ولكن التشعرون بذلك ‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫ﮃ ﱪ البقرة‪١٥7 - ١٥٥ :‬‬ ‫ولنختبرنكم بشيء من اخلوف واجلوع‪ ،‬ونقص بعض املال أو ذهابه‪.‬ومبوت بعض‬ ‫األحباب‪ ،‬أو استشهادهم في سبيل اهلل‪ ،‬وضياع بعض الثمار والزروع بق ّلة نتاجها‬ ‫أو فسادها‪ِّ.‬‬ ‫وبشر‪ -‬أيها النبي‪ -‬الصابرين‪.‬الذين من صفاتهم أنهم إذا أصابهم شيء‬ ‫يكرهونه‪ ،‬قالوا‪ :‬إنّا عبيد اهلل‪ ،‬يفعل بنا ما يشاء‪ ،‬وإنّا إليه راجعون باملوت‪ ،‬ثم بالبعث‬ ‫للحساب واجلزاء ‪.‬أولئك الصابرون لهم ثناء من ربِّهم ورحمة عظيمة منه سبحانه‪،‬‬ ‫وأولئك هم املهتدون إلى الرشاد‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﱪ‬ ‫البقرة‪١٥٨ :‬‬ ‫إن الصفا واملروة‪ -‬وهما جبالن قرب بيت اهلل احلرام‪ -‬من معالم دين اهلل الظاهرة‪،‬‬ ‫ومناسكه التي تع َّبدنا اهلل بها‪.‬فمن قصد بيت اهلل حاجا ً أو معتمراً‪ ،‬فال حرج وال إثم‬ ‫عليه أن يسعى بينهما‪ ،‬بل يجب عليه ذلك‪،‬ومن فعل الطاعات متطوعا ً من نفسه‪،‬‬ ‫مخلصا ً بها هلل تعالى‪ ،‬فإن اهلل تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير‪ ،‬ألنه عليم‬ ‫بأعمال عباده فال يضيع عنده أجر احملسنني‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﱪ‬ ‫البقرة‪١٦٠ - ١٥٩ :‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫إن الذين يخفون ما أنزلنا من اآليات الواضحات الدالة على نب ّوة محمد (ص) وصدق‬ ‫ما جاء به‪ ،‬وهم أحبار اليهود وعلماء النصارى وغيرهم ممن يكتم ما أنزل اهلل وأظهره‬ ‫للناس في التوراة واإلجنيل‪ ،‬أولئك يطردهم اهلل من رحمته‪ ،‬ويدعو عليهم باللعنة‬ ‫مالئك ُة اهلل واملؤمنون ‪.‬‬ ‫تمان َما‬ ‫ويست ْثني ُ‬ ‫اهلل ت َ َعالى ِم َن اللعن ِة ال ِذي َن تابوا وأَحسنوا ال َع َ‬ ‫ورجعوا َعن ِك ِ‬ ‫مل ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الرسول والرسال ِة ‪ ،‬ويقول ت َ َعالى إن ُه يَت َق ُ‬ ‫بل‬ ‫مر‬ ‫أَنزل ُ‬ ‫اهلل ‪ ،‬وأَظه ُروا للناس َما َعلموه ِمن أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تهم ‪ ،‬ويَعفو َعنهم ‪ ،‬وميحو ذنُوبَهم ‪.‬‬ ‫ت َوب َ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ﭧﭨﱫﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯻ ﯼ ﱪ البقرة‪١٦٢ - ١٦١ :‬‬ ‫إِن الذين كفروا باهلل وكتبه ورسله ‪ ،‬وكتموا احلق ولم يظهروه وماتوا وهم على تلك‬ ‫احلال من الكفر والظلم فإنهم يستحقون لعنــــة اهلل واملالئكـة والناس أ َ ْجمعيــن‬ ‫لم‬ ‫ويكون َمصيــرهم في نار جهنم ليخـلدوا فيها أَبدا ً ‪ ،‬وإِذا طلبوا اإلِمهال والت ِ‬ ‫َأخير ْ‬ ‫يجابُوا إِلي ِه ‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﱪ‬ ‫البقرة‪١٦٣ :‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وإلهكم‪ -‬أيها الناس إله واحد‪ ،‬متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله‪ ،‬وعبودية‬ ‫خلقه له‪ ،‬المعبود بحق إلاّ هو‪ ،‬الرحمن املتصف بالرحمة‪ ،‬والرحيم باملؤمن‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬ ‫ﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶ‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﱪ البقرة‪١٦٤ :‬‬ ‫ـات الـ َّدالَّـ ِة َعلَـى‬ ‫اس إِلـى اآلي َ ِ‬ ‫ـت اللـ ُه ت َ َعـالَـى أَن َْظـار َ ُ‬ ‫الع َقـالَ ِء ِمـ َن النّـَ ِ‬ ‫يل ِف ُ‬ ‫ـب‬ ‫ـجـائ ِ َ‬ ‫ض وَمـَا ِفيهـِ َما ِمـ ْن َع َ‬ ‫السـ َماوَ ِ َ‬ ‫ات وَاألر ْ ِ‬ ‫ـات ‪ :‬خَ ـلْقُ َّ‬‫أُلُـو ِه َّي ِتـ ِه ‪ ،‬وَمـِ ْن هـ ِذ ِه اآلي َ ِ‬ ‫ـاعـها ‪ ،‬وَ َمـا ِفـي‬ ‫س ُ‬ ‫ـها ‪ ،‬وَا ّتـِ َ‬ ‫ـك َ‬ ‫اء وَ َكـ َواكـِ ُبـها ‪ ،‬وَدَوَرَا ُن َفـلَ ِ‬ ‫‪ ،‬وَارت ِ َفـا ُع ّ‬ ‫السـَ َم ِ‬ ‫‪15‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ليل وَالن ََّهار ِ‬ ‫مران وَ ِق َفارٍ ‪....‬وَاخ ِتالَ ُف الَّ ِ‬ ‫ال وَأن َْهارٍ وَ ُع ٍ‬ ‫ض ِم ْن ب ِ َحارٍ وَ ِج َب ٍ‬ ‫األر ْ ِ‬ ‫َس ِخي ُر‬ ‫صرا ً ‪..‬وَت ْ‬ ‫وَت َعا ُق ُب ُه َما ‪ ،‬يَجي ُء هذا وَي َ ْذ َه ُب ‪ ،‬وَي َ ْع ُق ُب ُه اآلخَ ُر ‪ ،‬وَاخ ِتالَ ُف ُهما ُطوال ً وَ َق ْ‬ ‫هلل املَا َء‬ ‫الناس ِم ْن َجانِب إِلى آخَ رَ ‪ ،‬وَإِنْزَا ُل ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نتقل ب ِ َها‬ ‫السفن ( ال ُفلْ ِك ) لِ َي‬ ‫مل ُّ‬ ‫ال َبحرِ لحِ َ ِ‬ ‫رع‬ ‫ضرَ ِة وَالزَّ ِ‬ ‫س َها ( َم ْوت ِ َها ) ‪َ ،‬ف َتزْدَ ِهرَ وَت َ ْن ُب َت بِاخلُ ْ‬ ‫ض ب َ ْع َد ي َ َب ِ‬ ‫حيي ب ِ ِه األَر ْ َ‬ ‫اء ل ُي َ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫ِم َن َّ‬ ‫ش َكالِ َها وَأَلْ َوان ِ َها ‪،‬‬ ‫ض َعلَى اخْ ِتالَ ِف أَن ْ َوا ِع َها وَأ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اب ِفي األر ْ ِ‬ ‫وَال ِّث َمار ِ ‪.‬وَ ِم َن آيَات ِ ِه بَثُ ال َّدوَ ِّ‬ ‫ض‬ ‫الس َم ِ َ‬ ‫وَ ُه َو يَعلَ ُم ذلِ َك اخلَلْقَ ُكلَّ ُه وَيَرْزُقـ ُه ‪.‬وَ ِمنْها ت ِ‬ ‫اء وَاألر ْ ِ‬ ‫السائِرَ ِة بَينْ َ َّ‬ ‫اح َّ‬ ‫َسخي ُر الرِّي َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الغ ُيوم إلى َح ْيثُ ي َ َ‬ ‫كـل‬ ‫اهلل ‪َ...‬ف ُّ‬ ‫شا ُء‬ ‫ِ‬ ‫س ْو ُق ُ‬ ‫هلل ت َ َعالَى وَإِرَادَت ِ ِه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫إِلى َمشي َئ ِة ا ِ‬ ‫الء َعلَى أُلُو ِه َّي ِة ا ِ‬ ‫هلل وَ ُق ْدرَت ِ ِه وَوَ ْح َدان ِ َّي ِت ِه ‪.‬‬ ‫الع َق ِ‬ ‫َّاس ُ‬ ‫ات ِفيها ِع َب ٌر وَدَالَال َ ٌت لِلن ِ‬ ‫ه ِذ ِه اآلي َ ِ‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ البقرة‪١٦٥ :‬‬ ‫ومع هذه البراهني القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون اهلل أصناما ً وأوثانا ً‬ ‫يجعلونهم نظراء اهلل تعالى‪ ،‬ويعطونهم من احملبة والتعظيم والطاعة‪ ،‬ما اليليق إال‬ ‫باهلل وحده‪.‬واملؤمنون أعظم حبا ً هلل من ّ‬ ‫حب هؤالء الكفار آللهتهم‪ ،‬ولو يعلم الذين‬ ‫ظلموا أنفسهم بالشرك في احلياة الدنيا‪ ،‬حني يشاهدون عذاب اآلخرة أن اهلل هو‬ ‫املتفرد بالقوة جميعا ً ‪ ،‬وأن اهلل شديد العذاب‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔﯕﯖ ﯗ‬ ‫ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﱪ‬ ‫البقرة‪١٦٧ - ١٦٦ :‬‬ ‫‪16‬‬ ‫وحني يرى املشركون عذاب األخرة يتب ّرأ الرؤساء املتبو ُعون ممن اتبعهم على الشرك‪،‬‬ ‫وتنقطع بينهم كل الصالت التي ارتبطوا بها في الدنيا‪ ،‬من القرابة‪ ،‬واالتباع والدين‪،‬‬ ‫وغير ذلك؛ ألنها كانت لغير اهلل تعالى‪.‬وقال التابعون‪ :‬ياليت لنا عودة إلى الدنيا‬ ‫فنعلن براءتنا من هؤالء الذين أضلونا السبيل‪ ،‬مثل براءتهم منّا‪.‬وكما أراهم اهلل‬ ‫شدة عذابه يوم القيامة‪ ،‬يريهم أعمالهم الباطلة ندامات عليهم‪ ،‬وليسوا بخارجني‬ ‫من النار أبدا ً‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫ﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄ ﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ‬ ‫ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﱪ‬ ‫البقرة‪١٧٠ - ١٦٨ :‬‬ ‫رزق اهلل الذي أباحه لكم في األرض‪ ،‬وهو الطاهر غير النجس‬ ‫يا أيها الناس كلوا من ِ‬ ‫‪ ،‬النافع غير الضار‪ ،‬وال تتبعوا طرق الشيطان فيما يُزينه لكم من املعاصي والفواحش‬ ‫فتحرِّموا حالل اهلل‪ ،‬وحتللوا حرامه‪.‬إن الشيطان لكم عدو ظاهر‪ ،‬ألنه يأمركم بكل‬ ‫ذنب قبيح يسوؤكم‪ ،‬وبكل معصية بالغة القبح‪ ،‬وبأن تفتروا على اهلل الكذب من‬ ‫حترمي احلالل وغيره بال علم‪.‬وإذا قال املؤمنون ناصحني أهل الضالل‪ :‬اتّبعوا ما أنزل‬ ‫اهلل من القرآن والهدى‪ ،‬وأص ّروا على تقليد أسالفهم املشركني قائلني! النتبع دينكم‬ ‫بل نتبع ما وجدنا عليه اَباءنا‪ ،‬أيتبعون آباءهم ولو كانوا سفهاء أغبياء ليس لهم عقل‬ ‫يردعهم عن الشرِّ‪ ،‬وال بصيرة تنير لهم الطريق؟‬ ‫‪17‬‬ ‫أبرز ما ترشد إليه اآليات‪:‬‬ ‫‪.1‬أَنه‪ -‬سبحانه‪ -‬يدعو إلى التمسك بالصبر والصالة واالستعانة بهما‪ ،‬ألن الصبر‬ ‫يقود إلى الفضائل‪ ،‬والصالة تنهى عن قبائح األمور‪.‬‬ ‫حي يرزق عند الرازق الكرمي‪ ،‬ونحن ال نشعر‬ ‫‪.2‬أن من يستشهد في سبيل اهلل‪.‬هو ّ‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫نحب‪ ،‬وضياع الزروع‬ ‫ّ‬ ‫‪.3‬أَن اهلل يبتلينا باخلوف واجلوع‪ ،‬وضياع املال أو بعضه‪ ،‬وفقد من‬ ‫والثمار‪.‬ومن يصبر على هذه الباليا‪ ،‬يبشره اهلل بجنات النعيم‪.‬‬ ‫‪.4‬أن الصفا واملروة من شعائر اهلل‪ ،‬وعلى احلاج واملعتمر أن يط ّوف بهما‪.‬‬ ‫‪.5‬أن من يكتمون ما أنزل اهلل من اآليات البينات‪ ،‬والدالئل الواضحات التي تد ُّل على‬ ‫صدق نبينا األكرم (ص)‪ ،‬سوف يلعنهم اهلل ويبعدهم من رحمته‪.‬‬ ‫‪.6‬أَن الذين كفروا باهلل واستمروا على كفرهم يلعنهم اهلل واملالئكة والناس جميعاً‪،‬‬ ‫يؤجل‪.‬‬ ‫وهم في النار خالدو َن وعذابهم ال ينقطع وال يخفف وال ّ‬ ‫‪.7‬أَن إلهنا املستحق للعبادة واحد النظير له‪..‬وهو خالق السماوات واألرض والليل‬ ‫والنهار‪..‬ويجب ألاَّ نتخذ أحدا ً غيره معبودا ً‪.‬‬ ‫‪.8‬دعا اهلل سبحانه الناس جميعا ً إلى أن يأكلـوا مما أح ّله اهلل‪ ،‬وألاّ يتبعوا خطوات‬ ‫الشيطان‪.‬والاّ يح ّرمـوا ويحللوا من تلقاء أنفسهم‪ ،‬ألن عليهم فقط أن يتبعـوا ما‬ ‫أنزل اهلل على رسوله الكرمي (ص)‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬ ‫‪.١‬ﻟﹺ ﹶﻢ ﻳﺒﺘﻠﻴﻨﺎ ﺍﷲ؟‬ ‫‪.٢‬ﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﻴﺮﺓ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭﺍﳌﺮﻭﺓ؟‬ ‫‪).٣‬ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺨﺎﺭﺟﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ(‪ ،‬ﺃﻱ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﺳﺮﻣﺪﻱ‪ ،‬ﻭﺷﻘﺎﺀ ﺃﺑﺪﻱ‪.‬ﻣﻦ ﻫﻢ ﻫﺆﻻﺀ؟‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻋﺬﺍﺏ‬ ‫‪.٤‬ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‪.‬ﺍﻛﺘﺐ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺳﻄﺮ ﺑﻬﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺸﺄﻥ‪.‬‬ ‫ﺑﲔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪.٥‬ﹶ‬ ‫‪.٦‬ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ‪ ،‬ﺣﺪﺩ ﺍﻻﹶﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺛﻢ ﺑﲔ ﺑﻌﻀﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬من قصص القرآن‬ ‫أصحاب الكهف‪:‬‬ ‫لقد انكر الذين فتنتهم الدنيا ببهجتها وزينتها البعث مع أن الوقائع تثبت احلياة بعد‬ ‫الرقود الطويل ‪ ،‬وهذه قصة أهل الكهف تثبت قدرة اهلل تعالى على البعث ‪ ،‬فيخبر‬ ‫اهلل تعالى نبيه محمدا ً (ص) في سورة الكهف عن قصة فتية آمنوا باهلل فأنامهم‬ ‫في كهف ثالثمائة وتسع سنني ثم ايقظهم من رقادهم ‪،‬فهل هناك شك في عظمة‬ ‫قدرة اهلل تعالى؟‬ ‫فما هي أحداث القصة ؟‬ ‫تدور أحداث القصة حول فتية من أشراف القوم قد آمنوا باهلل تعالى ‪ ،‬وصدقوا‬ ‫بوحدانيته وكانوا على دين احلقِّ وسط قوم مشركني ‪.‬وقد حيكت حول قصتهم‬ ‫األساطير واخلرافات‪ ،‬فأخبرنا اهلل تعالى خبر احلقِّ عنهم ‪ ،‬إنهم فتية نبذوا عبادة‬ ‫قومهم لغير اهلل وآمنوا باهلل وحده ‪ ،‬وقد زادهم اهلل تعالى يقينا وث َّبت قلوبهم على‬ ‫اإلميان والصبر على الشدائد ولم يبقَ في تلك القلوب النقية مكانا ً للشك أو النفاق ‪،‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﯝ ﯞ ﱪ الكهف‪١٣ :‬‬ ‫وعاهدوا اهلل على عبادته وحده ال شريك له خالق السموات واألرض احلي القيوم إذ ال‬ ‫يستحق العبادة غيره ‪ ،‬ثم تعـاهـدوا على الثبات في طريق احلقِّ ‪،‬‬ ‫ﭧﭨﱫﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﱪ الكهف‪١٤ :‬‬ ‫لقد كان ملك بلدتهم (دقيانوس) يأمر الناس بعبادة اآللهة ويقتل كل من يعاديها ‪،‬‬ ‫أو يعبد غيرها ‪ ،‬فطلب هؤالء الفتية الى اهلل تعالى أن يحفظهم من امللك الظالم‬ ‫‪20‬‬ ‫و قومهم املشركني فتعاهدوا فيما بينهم على اخلـروج من قــومهم واعتزالهم‬ ‫والفرار بدينهــم فقال بعضهم لبعض ‪ :‬هؤالء قومنا عبدوا االصنام واشركوا باهلل‬ ‫تعالى بال حجة ظاهرة ‪ ،‬أو برهان معقول ‪ ،‬وانهم لظاملون فيما فعلوا وأل احد أش ُّد‬ ‫ظلما ممن افترى على اهلل كذبا‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﱪ الكهف‪١٥ :‬‬ ‫وقال بعضهم لبعض ‪ :‬مادمنا قد اعتزلنا القوم في كفرهم وشركهم ولم نرهب‬ ‫تهديد هؤالء املشركني وملكهم فلنذهب الى الكهف وجنعله َمآوى لنا فرارا بديننا‬ ‫ويسهل لنا‬ ‫ِّ‬ ‫من بطش امللك واملشركني ‪ ،‬واهلل تعالى سينشر لنا من رحمته ومغفرته ‪،‬‬ ‫أمورنا فيما ننتفع به في أمور معيشتنا وحياتنا ‪ ،‬وهكذا هي حال املؤمنني فهم يثقون‬ ‫مبا عند اهلل تعالى وعليه يتوكلون ‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﱪ الكهف‪١٦ :‬‬ ‫فلما وصل الفتية اجلبل ‪ ،‬استقروا في الكهف يرتاحون ويعبدون اهلل تعالى ثم القوا‬ ‫باجسادهم الى األرض فغطوا في نوم عميق دام ثالثمائة وتسع سنوات‪ ،‬إذ القى اهلل‬ ‫تعالى عليهم النوم الثقيل ومرت السنون وهم في حرز منيع فقد كان للكهف‬ ‫فتحة واسعة في اجلبل وهي متجهة الى الشمال ‪ ،‬يأتي اليه النسيم العليل ‪ ،‬وإذا‬ ‫طلعت الشمس من الشرق عن ميينهم مالت أشعتها عنهم وإذا اجتهت الى الغرب‬ ‫عن يسارهم ‪،‬جتاوزتهم ولم تدخل اشعتها في كهفهم ‪ ،‬فحرارة الشمس التؤذيهم‬ ‫‪ ،‬والهواء يأتيهم نسيما عليال فهم في رعاية اهلل وحمايته وعنايته ‪ ،‬وذلك كله من‬ ‫دالئل قدرة اهلل فمن يوفقه اهلل يهتدي كما اهتدى أصحاب الكهف ‪ ،‬ومن اليوفقه‬ ‫لفساده وانحرافه ‪ ،‬فلن جتد له ناصرا يرشده الى طريق اخلير والهدى ‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﱪ الكهف‪١٧ :‬‬ ‫لقد كان الناظر اليهم وهم في كهفهم يراهم منتبهني أيقاظا النفتاح عيونهم‬ ‫وكثرة تقلبهم وهم في احلقيقة نيام ويقلبهم اهلل تعالى في نومهم ‪ ،‬ميينا مرة‬ ‫ويسارا أخرى حتى ال تؤثر األرض في أجسادهم ‪ ،‬فتحفظ بذلك أجسامهم من تأثير‬ ‫األرض مع طول الزمن ‪.‬‬ ‫ولقد صاحبهم في اعتزالهم للقوم كلب لهم تراه مادا ً ذراعيه في الفناء وهو نائم‬ ‫أيضا في شكل اليقظان ‪ ،‬ولو نظرت اليهم وهم على تلك احلالة لفررت منهم هاربا‬ ‫ومللىء قلبك من منظرهم رعبا ً لهيبتهم في منامهم ‪ ،‬فال يقع نظر أحد عليهم اال‬ ‫هابهم وفـرَّ منهم ‪ ،‬حتى ال يدخل أحد عليهم أو يدنو منهم بسوء وال متسهم يد‬ ‫طوال مدة بقائهم في الكهف‪ ،‬فقد حماهم اهلل تعالى ‪ ،‬لقد كان فرارهم الى الكهف‬ ‫خوفا من املشركني فلو علِم املشركون بإميان الفتية لرجموهم باحلجارة حتى املوت أو‬ ‫أكرهوهم على الرجوع الى دين املشركني بالقوة ‪،‬وإذا دخلوا بدين املشركني فلن يفلحوا‬ ‫في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ‬ ‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﱪ الكهف‪١٨ :‬‬ ‫لذلك حفظهم اهلل تعالى في كهفهم ‪ ،‬ولقد بقي هؤالء الفتية طوال نومهم في‬ ‫حفظ اهلل وعنايته فلم تتغير أجسادهم ولم َ‬ ‫يبل لهم ثوب‪.‬وبعد تلك النومة الغارقة‬ ‫في الزمن أيقظهم اهلل تعالى بأمره وقدرته ‪ ،‬فلما استيقظوا من نومهم سأل‬ ‫بعضهم بعضا عن مدة نومهم ومكثهم في الكهف ‪ ،‬فقال أحد الفتية ألصحابه‬ ‫كم لبثتم في نومكم ؟ فقالوا ‪ :‬مكثنا يوما أو بعض يوم ‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫وملا لم يكونوا متأكدين من ذلك قالوا ‪ :‬اتركوا األمر هلل تعالى فهو أعلم مبا لبثنا ‪ ،‬وقد‬ ‫مسهم اجلوع ‪ ،‬فأرسلوا أصغرهم الى املدينة يلتمس اليهم طعاما وقد أخذ العملة‬ ‫َّ‬ ‫التي كانت لديهم ‪ ،‬وأوصوه أن يدخل متنكرا حتى ال يعرفه أحد ويختار أفضل الطعام‬ ‫وأن يكون حسن املعاملة عند دخوله املدينة وشرائه للطعام ‪ ،‬حتى ال ينتبه اليه أحد ‪،‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ‬ ‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯧﯨﯩﯪ‬ ‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﱪ الكهف‪١٩ :‬‬ ‫فلما دخل املدينة استغرب تغير معاملها ‪ ،‬فسأل أحدهم أين أجد الطعام الشتريه؟‬ ‫فسالوه أأنت غريب ؟ ! فقال لست بغريب لكني أبحث عن الطعام الشتريه ‪،‬‬ ‫فأخذه الرجل بيده الى صاحب الطعام وملا تخير الطعام ودفع مالديه من عملة ثمنا‬ ‫ملا اشتراه استغرب البائع وأخذ يقلب النقود في كفه مذهوال ويظن أن الفتى قـد‬ ‫عثر على كنز فسأله ‪:‬من أين حصلت على النقود ؟ فتنبه الناس واجتمعوا حوله‬ ‫وأخذوا يتفحصون النقود وقالوا له ‪ :‬لعلك وجدت كنزا ؟ فقال ‪ :‬الواهلل إنها دراهم‬ ‫قومي ثم اضطر لشرح حاله وحال الفتية وكيف فروا بإميانهم الى الكهف خوفا‬ ‫من امللك الظالم لهم ‪ ،‬وبعد احلوار عرفوا حقيقة أمره وأنه واحد من الفتية االشراف‬ ‫الذين اختفوا وفقدوا منذ ايام امللك دقيانوس قبل ثالث مئة سنة وتسع ‪ ،‬فلقد كان‬ ‫أهل البلدة يتناولون قصة الفتية فيما بينهم جيال بعد جيل ‪ ،‬فلما عرفوا به طمأنوه‬ ‫بأن امللك الظالم قد مات وأن ملكهم االن ملك مؤمن وعادل‪ ،‬عندها أدرك الفتى املدة‬ ‫الزمنية التي لبثوا فيها في الكهف ثم شاع خبر الفتى في املدينة حتى وصل امللك‬ ‫فأرسل في طلبه وملا التقاه أخبره بقصتهم ‪ ،‬فاستغرب اجلميع فقال لهم‪ :‬تعالوا‬ ‫معي وتأكدوا من صدق مقالتي وملا ذهبوا معه ‪ ،‬وجدوا فتية باعمار صغيرة بثياب متتد‬ ‫في هيئتها الى زمن بعيد ‪،‬فبقي الفتى مع اصحابه في الكهف ‪،‬و بعد أن تأكدالقوم‬ ‫‪23‬‬ ‫من اخلبر ذهبوا الى امللك ليؤكدوا له حقيقة األمر‪ ،‬وسرعان ماتوجه امللك الى الكهف‬ ‫ليرى بعينه تلك املعجزة ‪ ،‬وملا دخل عليهم وجدهم يصلون فعانقهم ودعا لهم‬ ‫بالتوفيق ‪.‬‬ ‫ثم القى اهلل عليهم النوم بعد أن عادوا إلى مضاجعهم ‪ ،‬فاماتهم اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى ‪ ،‬وملا عاد القوم الى اصحاب الكهف ووجدوهم قد ماتوا بعد أن اطلعهم اهلل‬ ‫عليهم ‪،‬قالوا لنبني على باب الكهف مسجدا نصلي فيه ووافق امللك على ذلك وبنوا‬ ‫مسجدا اليزال قائما ومعروفا الى اليوم في أرض األردن ‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯻﯼﯽﯾ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ‬ ‫ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫ﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚ ﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ‬ ‫ﯯ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﱪ‬ ‫الكهف‪٢٦ - ٢٠ :‬‬ ‫ ‬ ‫‪24‬‬ ‫أبرز مايستنتج من القصة ‪:‬‬ ‫‪.1‬وجوب اإلميان بالبعث وعظيم قدرة اهلل تعالى ‪،‬كما بعث اهلل أصحاب الكهف من‬ ‫نومهم ليطلع الناس على عظيم قدرته بعد كل تلك السنوات فهو قادر أن يبعث‬ ‫الناس جميعا للحساب يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪.2‬وجوب اتباع احلق واصحابه وإن كان أهله قليالً ‪ ،‬ومهما كانت سطوة الباطل والظلم‬ ‫وأهله‪.‬‬ ‫‪.3‬وجوب الثقة باهلل والتوكل عليه والتسليم لقضائه ‪ ،‬فقد انقاد أصحاب الكهف‬ ‫بعقيدة راسخة الى اهلل وسلموا اليه أمرهم فبسط اهلل تعالى عليهم رزقه ورحمته‬ ‫وعنايته ‪.‬‬ ‫‪.4‬جواز بناء املساجد وتأدية الصالة في األماكن التي ضمت قبور األولياء ووجوب احترام‬ ‫قدسيتها كونها مراكز عبادة استنادا الى قوله تعالى‪ (:‬لنتخذن عليهم مسجدا) ‪،‬‬ ‫كمراقد االئمة األطهار عليهم السالم ومرقد اإلمام ابي حنيفة النعمان ومرقد الشيخ‬ ‫عبدالقادرالكيالني وغيرها من مراقد األولياء‪.‬‬ ‫املناقشة‬ ‫اي بلد كان يسكن أصحاب الكهف ؟ وماذا كانوا يعبدون؟‬ ‫‪-1‬في ّ‬ ‫‪-2‬ماذا كان رد امللك عليهم ومب توعدهم؟‬ ‫‪-3‬هل كانت عبادة قومهم عبادة تقليد أو برهان؟ وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ -4‬كيف كانت حال الفتية في الكهف؟‬ ‫‪ -5‬رقد الفتية‪ ،‬فهل كان رقادهم على صورة موت أو نوم؟ ناقش ذلك بالدليل القرآني‪.‬‬ ‫‪ -6‬لِ َم كانت الشمس متيل عنهم وتتجاوزهم عن اليمني وعن الشمال؟‬ ‫‪25‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬من احلديث النبوي الشريف‬ ‫((التعاون بني املسلمني))‬ ‫للشرح فقط‬ ‫قال رسول اهلل (ص)‪:‬‬ ‫ظهــر‪ ،‬فليَعـ ْد به على َم ْن ال ظهــ َر له ُ‪ ،‬و َم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫فض ُل‬ ‫مَن كـا َن معه ْ‬ ‫فض ُل زا ٍد‪ ،‬فليَعـ ْد به على َم ْن الزا َد له ‪.‬‬ ‫له ْ‬ ‫كـان ُ‬ ‫صدق رسول اهلل (ص)‬ ‫معاني الكلمات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫ما زاد على حاجة املرء وأهل بيته‪.‬‬ ‫فضل‬ ‫دابة احلمل أو الركوب‪.‬‬ ‫ظهر‬ ‫من «العائدة» وهي النفع والعطف واملعروف‪ ،‬يُعاد به على اإلنسان‬ ‫فليعد‬ ‫احملتاج‪.‬‬ ‫ما يأخذه املسافر من طعام وغيره‪.‬‬ ‫ال ّزاد‬ ‫‪26‬‬ ‫شرح احلديث‬ ‫طريق اإلنفاق واملساعدة‪ ،‬ورعاية مصالح‬ ‫ِ‬ ‫والتكافـل عن‬ ‫ِ‬ ‫التعاون‬ ‫ِ‬ ‫في احلديث حثٌّ على‬ ‫احملتاجني والفقراء‪ ،‬بعيدا ً من امل َّن ِة وذ ِّل السؤال‪ ،‬إذ إن من صفات املسلمني التعاون‬ ‫والتعاطف فيما بينهم ‪،‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﱪ‬ ‫املائدة‪٢ :‬‬ ‫الغني حقّ الفقير في ماله‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وإذا كانت هذه هي صفات األفراد ‪ ،‬فما ينبغي أن يجحد‬ ‫الترف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تعيش جماعة في مستوى‬ ‫َ‬ ‫الواجب اَّأل‬ ‫ِ‬ ‫للبؤس والفاقـ ِة والعوزِ‪ ،‬فمن‬ ‫ِ‬ ‫أو ي َ َد َع ُه‬ ‫أكـد الرسو ُل هـذا‬ ‫واحلرمان‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ِ‬ ‫واجلوع‬ ‫ِ‬ ‫الشظف‬ ‫ِ‬ ‫وتعيش جماعة أخرى في مستوى‬ ‫املعنى بقوله (ص)‪:‬‬ ‫أهـل عرصة أصبح فيهم أمرؤ جائعا ً فقد برئِت منهم ذمة اهلل)‬ ‫ُ‬ ‫(أميا‬ ‫ّ‬ ‫يحب لنفسه)‪.‬‬ ‫يحب ألخيه ما‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫(اليؤمن أحدكم حتى‬ ‫وقال (ص)‪:‬‬ ‫فاملال امنا هو هلل‪ ،‬ونحن خلفاء في أرض ِه ‪ ،‬فينبغي أن ننظر في أي وج ٍه ننفقه ليجزينا مبا‬ ‫نعمل ‪ ،‬لذلك أمرنا اهلل تعالى بالتكافـل والتعاون والتراحم فإذا جاع الفقراء فذلك‬ ‫أكـد اإلمام علي بن أبي طالب (عليه‬ ‫وشحهم وجشعهم ‪ ،‬ولقد َّ‬ ‫لبخل األغنياء ُ‬ ‫السالم) هذه احلقيقة بقوله‪:‬‬ ‫(إ ّن اهلل تعالى فرض على األغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم‪ ،‬فإن‬ ‫جاعوا‪ ،‬أو عروا أو جهدوا‪ ،‬فبمنع األغنياء‪ ،‬وحقَّ على اهلل تعالى أن يحاسبهم يوم‬ ‫القيامة ويعذبهم عليه )‪.‬ولقد حرص املسلمون األوائل على إقامة دعائم اجملتمع‬ ‫والقضاء عليه كي ال يبقى بني أبناء األمة‬ ‫ِ‬ ‫املتكافـل املتعاون واستئصال شأفة الفقرِ‬ ‫محتاج ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫فقي ٌر أو‬ ‫‪27‬‬ ‫إ ّن سبب شيوع الفقر بني أبناء األمة هو منع املال عن تأدية وظيفته االجتماعية من‬ ‫بعض األغنياء وجعله دولة بينهم‪ ،‬وعدم مساعدتهم للفقراء‪.‬‬ ‫وقد شجع الرسول الكرمي (ص) على عمل قامت به احدى القبائل عندما كانوا‬ ‫يجمعون في أوقات الشدة واحلاجة ما عندهم من طعام‪ٌّ ،‬‬ ‫كل قدر َ ما عند ُه ‪ ،‬ثم‬ ‫والضراء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫السراء‬ ‫ِ‬ ‫يقسمونه بينهم بالسوي َّ ِة حتقيقا ً للتراحم بينهم ‪ ،‬والتشارك في‬ ‫وتدعيم أواصر األخ ّوة بينهم ‪.‬‬ ‫منـا ً وريا ًء صادرا ً عن شعور غير كرمي‪ ،‬صار عمالً‬ ‫مال الغني ّ‬ ‫يخرج من ِ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا كان ما‬ ‫خسيسا ً يؤذي النفس والضمير‪ ،‬ويؤذي اجملتمع في أفراده وروابطه‪ ،‬وليس كامل ِّن‬ ‫وحكم‬ ‫ُ‬ ‫قبول اإلحسان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويذلـها‪.‬ويصرفها عن‬ ‫ّ‬ ‫والرياء باإلحسان شيء يؤذي النفس‬ ‫ِ‬ ‫من يتصف بذلك ‪ ،‬ال ُبغض في الدنيا والعذاب يوم القيامـة‪ ،‬قال رسول اهلل (ص)‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وجل يوم القيامة وال ينظ ُر إليهم وال يزكيهم ولهم‬ ‫(ثالثة ال يكلمهم اهلل عـ ّز‬ ‫سلعته باحللف الكاذب)‪.‬‬ ‫عذاب أليم‪ :‬املنان مبا اعطى واملسبل إزاره ‪ ،‬واملنفق‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ٌ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫بنفس راضي ٍة ‪ ،‬باجلنة‬ ‫ٍ‬ ‫وإذا كان اإلسالم قد ذ َّم املنا َن املُرائي فهو يبش ُر َم ْن يجودُ مبال ِه‬ ‫ونعيمها الدائم ‪:‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫ﮰ ﮱ ﱪالبقرة‪٢٦٢ :‬‬ ‫عـري كساه اهلل من‬ ‫ٍ‬ ‫وقال رسول اهلل(ص) ‪(:‬أميا مسلم كسا مسلما ً ثوبا ً على‬ ‫جوع أطعم ُه اهلل من ثمار ِ اجلن ِة‪،‬وأيمّ ا‬ ‫ٍ‬ ‫ضرِ اجلنة‪ ،‬وأيمَّ ا مسلم أطعم مسلما ً على‬ ‫خُ ْ‬ ‫مسلم سقى مسلما ً على َظ َمأ ٍ سقاه اهلل عز وجل من الرحيق اخملتوم)‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬املنان‪ :‬الذي مي ُّن بعطائه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬املسبل‪ :‬الذي يطيل ثوبه كبرا ً وفخرا ً‪.‬‬ ‫(‪ )3‬املنفق‪ :‬املروج الذي يغرَّ املشتري فيما يشتريه باألميان الكاذبة‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫لذا فالتراحم بني أفراد األمة وعطف بعضهم على بعض يؤدي إلى احلياة الطيبة‬ ‫بالتخلف‬ ‫ِ‬ ‫الكرمية الهانئة ‪ ،‬وإذا ما انحرفت األمم وظلم بعضها بعضا ً ‪ ،‬ابتالها اهلل‬ ‫واجلوع ونقص من األموال واألنفس والثمرات‪.‬‬ ‫أهم ما يرشد إليه احلديث‬ ‫‪.1‬يشير احلديث إلى دور التعاون والتكافـل االجتماعي في حتقيق الـعـدالة للفئات‬ ‫التي جتعلها ظروف احلياة في أوضاع تعج ُز فيها عن العيش الكرمي ‪ ،‬الذي يحفظ لها‬ ‫إنسانيتها بال مهان ٍة وال تعاسـة وال شقاء‪.‬‬ ‫مؤمتن عليه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪.2‬يفرض اإلسالم رعاية مصلحة اجملتمع عند مت ّلك املال؛ ألن املال هلل واإلنسان‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﱪ احلديد‪٧ :‬‬ ‫يصح أن يُستعمل إلاَّ في‬ ‫ُ‬ ‫في ُد املالك ي ُد االستخالف واهلل جعل املال وسيلة للخيرِ فال‬ ‫اخلير‪ ،‬أي في مصلحة اجملتمع‪.‬‬ ‫‪.3‬اإلسالم يكر ُه تكـدس الثروات في أي ٍد قليـلة‪ ،‬ملا يؤدي ذلك إلى ترف بعض على حساب‬ ‫اآلخرين فيكون سببا ً لالفسادِ واالستغالل‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨﱫ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﱪ احلشر‪٧ :‬‬ ‫كل انسان مسؤو ٌل عن شؤون اجملتمع ‪،‬واستقامة أمره‪.‬قال رسول اهلل(ص) ‪:‬‬ ‫‪ّ.4‬‬ ‫يهتم بشؤون إخوانه‬ ‫َ‬ ‫راع وك ّلكم مسؤول عن رع ّيته) وواجب على املرء أن‬ ‫ّ‬ ‫(كلكم ٍ‬ ‫ليس َّد حاجاتهم‪ ،‬قال رسول اهلل (ص) ‪:‬‬ ‫الفوارق بني أفراد‬ ‫ِ‬ ‫(من لم يهتم بأمر املسلمني فليس منهم)؛ ألن اإلسالم يسعى إلى تقليل‬ ‫األمة ملا وراءها من أحقاد وأضغان‪ ،‬وملا يتبعها من استئثار وجشع وقسوة ‪ ،‬تُفسد النفوس ‪.‬‬ ‫والرياء‪ ،‬يسمو بنفس اإلنسان‬ ‫ِ‬ ‫‪.5‬العطاء النابع من أعماق الشعور‪ ،‬الذي يخلو من امل ِّن‬ ‫ويحقق األهداف اإلنسانية التي دعا إليها اإلسالم‪ ،‬وهي األهداف االجتماعية التي‬ ‫وتكافح احلرمان ‪ ،‬وحتقق التكافل والتعاون بني األغنياء والفقراء‪ ،‬وتك ّون‬ ‫ُ‬ ‫تُوجد التوازن ‪،‬‬ ‫مجتمعـا ً متعاونا ً سليما ً‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫املناقشـــة‬ ‫‪ -1‬إذا كان ما يخرج من مال الغني م ّنا ً وريـا ًء‪ ،‬وصادرا ً عن شعور غير كرمي‪ ،‬فإلى أي‬ ‫شيء يتحول ؟‬ ‫‪ -2‬ما حكم املرائي ؟‬ ‫‪ -3‬ب َ ّ‬ ‫بشـر اإلسالم َم ْن يجودُ مبالـ ِه بنفس راضية ؟‬ ‫مِ‬ ‫‪ -4‬إذا انحرفت األمم‪ ،‬وظلم بعضها بعضاً‪ ،‬فما آثار ذلك؟‬ ‫‪ -5‬ما املسؤولية الشرعية جتاه الفقراء؟‬ ‫بي أهم ما يرشد إليه احلديث الشريف‪.‬‬ ‫‪ -6‬نّ‬ ‫‪.7‬ما معنى كل مما يأتي‪ :‬يعد به‪ ،‬املنان‪ ،‬املسبل إزاره؟‬ ‫‪30‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أبحاث‬ ‫نظام األسرة في اإلسالم‬ ‫جاء القرآن الكرمي شريعة للدين والدنيا‪ ،‬فشرَّع للفرد واجملتمع من النظم والقواعد‬ ‫يؤمن احلياة الكرمية املستقرة لإلنسانية جمعاء‪.‬وقد لقيت األسرة وهي اللبنة‬ ‫ما ّ‬ ‫مفصلة‪ ،‬إذ بينَّ‬ ‫ّ‬ ‫األولى في بناء اجملتمع‪ ،‬اهتمام القرآن الكرمي بتنظيم أحكامها‬ ‫لكل فرد فيها حقوقه وواجباته‪ ،‬فجعل بنيان األسرة على أسس ثابتة أهمها‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪.1‬وحدة األصل واملنشأ‪ ،‬فجميع أفراد األسرة من أصل واحد‪ ،‬والرجل واملرأة من منشأ واحد‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﱪ األنعام‪٩٨ :‬‬ ‫متماسك‬ ‫ٍ‬ ‫‪.2‬املودة والرحمة‪ :‬يجب أن تسود األسرة املودة والرحمة إلقامة مجتمع ّ‬ ‫قوي‬ ‫فاضل‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﱪ الروم‪٢١ :‬‬ ‫‪ -3‬العـدالة واملساواة ‪ :‬لقد وز َّ َع القرآ ُن الكرمي احلقوق والواجبات على ِّ‬ ‫كل فرد من أفراد‬ ‫فضل بعض املسلمني على بعض إلاَّ بالعمل الصالح‪.‬‬ ‫األسرة بالعدالة ‪ ،‬ولم ي ُ ّ‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﱪ احلجرات‪١٣ :‬‬ ‫متراصة تقوم‬ ‫ّ‬ ‫‪ -4‬التكافل االجتماعي‪ :‬ينظر اإلسالم لألسرة على أنها مجموعة‬ ‫على أساس التعاون بني جميع افرادها يسودها القانون العام في احلث على التعاون‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﱪ‬ ‫املائدة‪٢ :‬‬ ‫وعلى هذا األساس ُ‬ ‫شرعت أحكام النفقات وامليراث والوصية‪.‬ومن أجل إنشاء األسرة‬ ‫الكرمية على العدل‪ ،‬وصيانتها ودميومتها‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫املبادئ العامة للزواج‬ ‫أول ما يطالعنا في احلديث عن األسرة هو الزواج‪ ،‬وهو العقد املقدس الذي هو من‬ ‫ن ِ َع ِم اهلل على عباده‪ ،‬وشواهد قدرته وعظمته‬ ‫ﭧﭨﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ الروم‪:‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫والقرآن الكرمي اليستعمل لفظ اآليات‪ ،‬إلاَّ في األمور اجللـيلة العظيمة ليد َّل على‬ ‫قدرة اخلالق سبحانه وتعالى وحكمته‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ ﱪ آل عمران‪١٩٠ :‬‬ ‫وقد بينّ القرآن الكرمي أهمية هذه الصلة التي جتمع طرفي عقد الزواج وما ينتج عن‬ ‫ذلك من آثار‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬ ‫ﭧﭨﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﱪ النساء‪١ :‬‬ ‫فالباعث على الزواج هو إمداد اجملتمع بالبنني والبنات وإيجاد السعادة بني الزوجني في‬ ‫القوي الينشأ إلاَّ في األسرة املتماسكة‬ ‫ّ‬ ‫احلياة املشتركة لتستمر احلياة؛ أل ّن النسل‬ ‫القوية وهي التكون إلاَّ حيث املودة واحملبة والرحمة بني أفـرادها‪.‬وميكن أن نح ِّدد‬ ‫مالمح الزواج كما رسمه القرآن الكرمي والسنة النبوية باملبادئ والصفات اآلتية‪:‬‬ ‫‪.1‬حسن االختيـــار‪:‬‬ ‫أوصى اإلسالم أن يختار ّ‬ ‫كل من الزوجني شريك حياته على أسس ثابتة التزول ‪.‬‬ ‫وهي الدين واخللق‪ ،‬واما غير ذلك من مال أو جمال أو نسب فهو زائـل‪ ،‬فاملال غاد‬ ‫محدد‪ ،‬والنسب الفخر به؛ ألن التفاضل بالعمل الصالح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ورائح‪.‬واجلمال له زمن‬ ‫والتقوى‪ ،‬وقيمة ِّ‬ ‫كل أمرىء ما يحسنه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التأكد من‬ ‫يتحدد مصير الزوجني وسعادتهما‪ ،‬وجب‬ ‫ّ‬ ‫وألن الزواج رباط مقدس وبه‬ ‫‪32‬‬ ‫حسن االختيار ‪،‬أل ّن سوء االختيار ال يؤدي إلى السكن وال إلى املودة والرحمة بني الزوجني ‪،‬‬ ‫قال (ص) ‪( :‬تُنكح املرأة ملالها وجلمالها وحلسبها ولدينها فاظفر بذات الدين‬ ‫تربت يداك) مبعنى أصابها اخلير الكثير بذات الدين‪.‬‬ ‫و ﭧﭨﱫﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﮌﮍ ﱪ البقرة‪٢٢١ :‬‬ ‫باحلب والسعاد ِة‬ ‫ِّ‬ ‫وبحسن اختيار ّ‬ ‫كل من الزوجني صاحبه تستمر ِاحلياة الزوجية مملوءة‬ ‫وتضمن لألوالد حسن التربية‪ ،‬أل ّن النشء اليكون قويا ً في بيت متلؤه الضوضاء واخلالف‬ ‫وسوء التفاهم مابني الزوجني ‪ ،‬والب َّد ملن يريد اختيار زوجة له أن يعرف احمل ّرمات من‬ ‫النساء عليه وفيما يأتي تفصيل ذلك ‪:‬‬ ‫احمل ّرمات من النساء‪:‬‬ ‫إن اإلسالم يح ّبذ الزواج ويهيئ ّ‬ ‫كل الوسائل الشريفة لذلك ويبنيه على دعائم ثابتة؛‬ ‫ولذا كان حترمي بعض النساء في أضيق نطاق وهي احمل ّرمات على التأبيد أو التوقيت وما عـدا‬ ‫ذلك للرجل أن يتزوج من يشاء من النساء على وفق الشرع‪ ،‬واحمل ّرمات من النساء على نوعني‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬التحرمي املؤبـــد‪:‬‬ ‫وهو التحرمي الذي مينع أن تكون املرأة زوجا ً للرجل في جميع األوقات‪ ،‬أسبابه ما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪.-‬احملرّمات بسبب النسب‪ :‬ب ّ‬ ‫ني اهلل تعالى احمل ّرمات فقال‪:‬‬ ‫ﱫ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﱪ النساء‪٢٣ :‬‬ ‫اجلدات من قبل األب أو األم‪ ،‬و(بناتكم)‬ ‫أي ح ّرم عليكم نكاح األمهات وشمل اللفظ ّ‬ ‫ألب أو أل ّم‪ ،‬و(عماتكم)‬ ‫وشمل بنات األوالد وإن نزل َن‪ ،‬و(أخواتكم) أي شقيقة كانت أو ٍ‬ ‫أي أخوات آبائكم وأخوات أجدادكم واخلالة‪ ،‬وخالة األصول و(بنات اآلخ وبنات األخت)‬ ‫وهن‪:‬‬ ‫أي بنت األخ وبنت األخت ويدخل فيهن أوالدهن وهؤالء‪ ،‬احملرمات بالنسب ّ‬ ‫‪33‬‬ ‫األمهات‪ ،‬البنات‪ ،‬األخوات‪ ،‬العمات‪ ،‬اخلاالت‪ ،‬بنات األخ‪ ،‬بنات األخت‪.‬‬ ‫ﭧﭨﱫﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫ﱪ النساء‪٢٣ :‬‬ ‫ب‪ -‬احملرمات بسبب املصاهرة‪ :‬وهذا يعني حترمي نكاح أم الزوجة وأ ّم ّ‬ ‫أمها وأ ّم أبيها ‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮔ ﮕ ﱪ النساء‪٢٣ :‬‬ ‫وابنة زوجته التي دخل بها وبنات بناتها لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﭧﭨﱫ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﱪ‬ ‫النساء‪٢٣ :‬‬ ‫كما يح ّرم على االبن الـتزوج بزوجة أبيه مبجرد عقد األب عليها وإن بعد األب بأن‬ ‫كان األب أو أبا أم األب لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﱪ النساء‪٢٢ :‬‬ ‫ولفظ اآلباء يتناول اآلباء واألجداد‪.‬ويح ّرم كذلك على األصل زوجـة فرعـه‪ ،‬أي يح ّرم‬ ‫على األب زوجة ابنه وان ب َ ُعـد االبن بأن كان ابن االبن ‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱪالنساء‪٢٣ :‬‬ ‫أي‪ :‬وح ّرم عليكم نكاح زوجات أبنائكم الذين ولدمتوهم من أصالبكم بخالف من‬ ‫تبنيتموهم أي زوجات أبنائكم وذكر االصالب إلسقاط مراعاة التبني ال إلحالل زوجة‬ ‫االبن من اإلرضاع فهذه محرمة كزوجة االبن الصلبي‪.‬‬ ‫ج‪ -‬احملرمات بسبب الرضاع‪ :‬من رضع من امرأة بالشروط الشرعية املقررة صارت مثل‬ ‫مت إليها بسبب النسب‬ ‫أمه فتحرم عليه بسبب هذا الرضاع ويح ّرم عليه ّ‬ ‫كل من َّ‬ ‫أمه وبناتهـا وأختـه وبنات أخوانـه وأخواتـه وعمتـه وخالته وأم امرأته‬ ‫واملصاهرة و ُه ّن ّ‬ ‫وبنتها وامرأة أبيه وامرأة ابنه‪،‬‬ ‫‪34‬‬ ‫كل ذلك يح ّرم من الرضاع كما يح ّرم من النسب واملصاهرة‪:‬‬ ‫ﮑ ﮒ‬ ‫ﮐ‬ ‫ﭧﭨﱫ ﮎ ﮏ‬ ‫ﮓ ﱪ النساء‪٢٣ :‬‬ ‫وهذه اآلية الكرمية وان لم يذكر فيها إلاَّ األم واألخوات من الرضاعة ولكن تثبت‬ ‫حرمة الباقي ممن ذكرنا بقول النبي (ص)‪:‬‬ ‫(يحرّم من الرضاع ما يحرّم من النسب)‪.‬‬ ‫وعلى هذا لو ارضعت امرأة طفالً ح ّرم عليه زوجة زوج املرضعة الذي نزل لبنها منه‬ ‫ألَنها امرأة أبيه من الرضاعة‪.‬ويح ّرم على زوج املرضعة إمرأة هذا الطفل ألنها امرأة‬ ‫ألنهن أخواته‬ ‫ّ‬ ‫وبناتهن‬ ‫ّ‬ ‫ابنه من الرضاعة‪ ،‬وحرمت على هذا الطفل أيضا بنات مرضعته‬ ‫وبنات أخوته وهكذا‪ ،‬ويستثنى من القاعدة بعض هذه املسائل‪ ،‬فمن هذه املسائل‬ ‫املستثناة أم اخيه رضاعا‪ ،‬فاذا أرضعت امرأة صبيا وكان لها ابن من النسب يجوز البنها‬ ‫الصبي الذي رضع من أ ِّمه مع أنها أم أخيه رضاعــا ً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا ان يتزوج بأ ّم‬ ‫ومنها أَخت ابنه رضاعاً‪ ،‬فإذا أرضعت امرأة صبيا ً ولهذا الصبي أخت لم ترضع من‬ ‫تلك املرأة يجوز لزوج املرأة أن يتزوج أخت ذلك الصبي الذي هو ابنه من الرضاع‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التحـرمي املؤقـت‪:‬‬ ‫وهو التحرمي الذي مينع تزويج الرجل باملرأة ما دامت على حالة خاصة فإذا زالت هذه‬ ‫املوانع‪ ،‬جاز الزواج‪ ،‬ومن اسبابه ما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يحرّم اجلمع بني األختني معاً في النكاح‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﱪ النساء‪٢٣ :‬‬ ‫ب‪ -‬يحرم على املسلم ان يتزوج زوجة غيره مادامت في عصمة زوجها أو معتدته ‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﭒ ﭓ ﭔ ﱪ النساء‪٢٤ :‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ج‪ -‬من أحرم للحج‪ :‬يحرم عليه أن يعقد لنفسه أو لغيره‪.‬‬ ‫د‪ -‬يحرم التزوج من املشركة‪ :‬فال يجوز أن يتزوج وثنيـة أو عابدة بقر أو ملحدة أو‬ ‫اباحية ‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ﭽ ﭾﭿ ﮀ ?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser