معجزة القرآن - الصف الأول الثانوي - 2017/2018 PDF

 ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة‬ ‫القــــر آن‬...

 ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة‬ ‫القــــر آن‬ ‫ف شيلة ال شيخ‪ /‬حممـد متــولى ال شــعراوى‬ ‫لل صـف الأول الثـانــوى‬ ‫طبعــة ‪ 2018 / 2017‬م‬ ‫‪ 1439 - 1438‬هـــ‬ ‫غرى مرصح بتداول هذا الكتاب خارج وزارة الرتبىــة والتعلىـم‬ ‫مجىع حقوق الطبع حمفوظة لوزارة الرتبىة والتعلىم داخل مجهورىة مرص العربىة‬  ‫مقدمــة‬ ‫معجزة القرآن الكرىم هى معجزة خالدة باقىة إىل ىوم القىامة‪..‬والقرآن خاتم الكتب الساموىة‪..‬‬ ‫لىس له عرص معنى ىف إعجازه وال زمن حمدد ىف حتدىه للبرشىة كلها‪..‬وهو مل ىأت ككتاب علم‪..‬هذه‬ ‫حقىقة جىب أن نضعها ىف أذهاننا‪..‬ولكنه ىف الوقت نفسه جاء كمعجزة خالدة باقىة‪..‬ومن هنا فإن‬ ‫فىه إعجازً ا لكل العصور‪..‬إعجازً ا ملن عاشوا قبلنا وإعجازً ا لعرصنا هذا وإعجازً ا ملن سىأتون بعدنا‪..‬‬ ‫حتى تنتهى الدنىا وما فىها‪.‬‬ ‫حىا‪..‬ومن هنا فإنه موجه إىل األحىاء‪..‬وحتدىه هو بالنسبة ملن ىقىمون‬ ‫والقرآن جاء لىنذر من كان ًّ‬ ‫عىل هذه األرض‪..‬ولىس ملن انتقلوا منها إىل العامل اآلخر‪..‬فأولئك ىرون عنى الىقنى‪..‬وىعرفون احلق‬ ‫بعد مغادرهتم الدنىا‪..‬‬ ‫وتناول فضىلة الشىخ الشعراوى بعد ذلك‪..‬ملاذا نزل القرآن ككتاب جامع للبرشىة كلها؟ وملاذا‬ ‫كانت الكتب الساموىة تنزل إىل أمة أو شعب لتعالج دا ًء بىنام القرآن عالج مجىع مشاكل البرشىة كلها؟‬ ‫ثم روى بالتفصىل كىف أن القرآن مزق حجب الغىب الثالثة‪..‬حجاب الزمن املاىض‪..‬وحجاب‬ ‫احلارض‪..‬وحجاب املستقبل‪..‬بل إنه دخل إىل أعامق النفس البرشىة‪..‬لىظهر ما خىبئه اإلنسان‪..‬وال‬ ‫ىبوح به‪..‬وال ىعلمه إال اهلل‪.‬‬ ‫مزق القرآن بعد ذلك حجب املستقبل القرىب والبعىد‪ ،‬فأنبأ عن أشىاء مل ىكن العقل ىعتقد أهنا‬ ‫ستحدث‪..‬أو أهنا ىمكن أن حتدث‪..‬وتنبأ بنتائج حروب ومصائر شعوب‪..‬وقال لنا‪ :‬إن األرض‬ ‫كروىة‪..‬وكشف لنا علم األجنة قبل أن ىعرفه العامل‪..‬وحتدى البرشىة ىف أن ختلق ذبابة واحدة‪..‬‬ ‫وكشف عام هو أصغر من الذرة‪..‬ونالحظ أن كلمة أصغر معناها منتهى الدقة ىف صغر احلجم‪..‬ألن‬ ‫مشرىا إىل أن هناك ثروات هائلة ىف باطن األرض‪..‬‬ ‫ً‬ ‫صغرىا وأصغر‪..‬وقال‪﴿ :‬وما حتت الثرى﴾‬ ‫ً‬ ‫هناك‬ ‫ثم أنبأنا عن معجزة اخللق‪..‬وكىف تتم‪..‬وأبان لنا أشىاء وصلنا إلىها بالعلم األرىض‪..‬وأشىاء مل نصل‬ ‫إلىها حتى اآلن‪..‬‬ ‫كل ذلك أوضحه فضىلة الشىخ حممد متوىل الشعراوى ىف أسلوب سهل مجىل‪..‬وبطرىقة مفهومة‬ ‫لكل إنسان‪..‬‬ ‫‪3‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬ ‫هاما وعمى ًقا لبعض معجزات القرآن‪..‬وهو تفسرى مل‬ ‫علمىا ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫تفسرىا‬ ‫ً‬ ‫واحلقىقة أن هذا الكتاب ىعترب‬ ‫ىتناوله أحد من األئمة حتى اآلن هبذه الصورة‪..‬ومل ىقدمه هبذا األسلوب السهل املمتع‪..‬وهو ىضىف‬ ‫إىل املكتبة القرآنىة‪..‬مكتبة التفسرى إضافات هامة ىعتز هبا كل مسلم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪4‬‬  ‫الفصل األول‬ ‫معجـزة القـر آن‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫هل ىستطىع حممد ﷺ أن ىتنبأ بنتىجة معركة حربىة ستحدث بعد سبع أو ثمانى سنىن؟ وىحدد من‬ ‫الذى سىنتصر؟ ومن الذى سىهزم؟ وما الذى ىجعله ىدخل فى قضىة غىب كهذه؟ كىف ىخبر الكفار‬ ‫بما تخفىه صدورهم ولم تهمس به شفاههم‪..‬وىقول ألعداء اإلسالم ما سىقع لهم؟ وىتحدى فى‬ ‫قضاىا الغىب‪..‬وماذا كان ىمكن أن ىحدث لقضىة اإلىمان كله‪..‬لو لم ىصدق القرآن فى كل حرف‬ ‫قاله؟ ولكنه صدق فى كل ما قاله‪..‬لماذا؟‬ ‫ألن القائل هو الله والفاعل هو الله‪.‬‬ ‫القر آن الكرمي‪:‬‬ ‫والمتحدى به‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫والمتعبد بتالوته‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫المنزل على رسوله سىدنا محمد ﷺ ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫القرآن هو كالم الله‬ ‫والقرآن ىحمل أكثر من معجزة‪..‬تحدى الله به العرب أولاً ‪..‬ثم تحدى به اإلنس والجن‪..‬لم ىتحد‬ ‫به الله المالئكة‪..‬ألن المالئكة لىس لهم اختىارات لىعملوا بها‪..‬أى أنهم ىفعلون ما ىؤمرون به من‬ ‫الله فقط‪..‬قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾(((‪.‬‬ ‫من هنا فإن القرآن ىتحدى كل القوى المختارة أو التى لها اختىار‪..‬التى مىزها الله‪.‬بقدرة العقل‬ ‫والفكر واالختىار‪..‬‬ ‫وقبل أن نتحدث عن معجزة القرآن‪..‬ىجب أن نحدد معنى كلمة معجزة‪..‬‬ ‫حىن ىأتى إنسان وىقول إنه رسول من عند الله جاء لىب ِّلغ بمنهجه‪..‬أفنصدقه؟ أم أننا نطالبه بإثبات‬ ‫ما ىقول؟‬ ‫((( التحرىم‪ :‬اآلىة رقم ‪.6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬ ‫إذا كان البد أن تجىء مع كل رسول معجزة تثبت صدقه فى رسالته وفى بالغه عن الله((( وأن تكون‬ ‫المعجزة مما ال ىستطىع أحد أن ىأتى به‪ ،‬وأن تكون ً‬ ‫أىضا مما نبغ((( فىه قومه‪..‬لماذا؟ حتى ال ىقال إن‬ ‫الرسول قد تحدى قومه بأمر ال ىعرفونه وال موهبة لهم فىه‪..‬فالتحدى ىجب أن ىكون فى أمر نبغ فىه القوم‬ ‫حتى ىكون للتحدى قىمة‪..‬ولذلك نالحظ فى معجزة كل رسول أنها جاءت فىما نبغ فىه قومه‪..‬وأنها‬ ‫إلها من دون الله‪..‬‬ ‫جاءت لتهدم من ىتخذونه ً‬ ‫وسوف نتناول بعض هذه المعجزات‪.‬‬ ‫‪ -1‬معجزة إبراهيم ‪ -‬عليه ال سالم‪:‬‬ ‫فمثال معجزة إبراهىم ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬جاءت فى قوم ىعبدون األصنام وىسجدون لها وىقدسونها‪..‬‬ ‫ولذلك عندما أرادوا إحراق إبراهىم جاءوا به أمام آلهتهم لىلقوه فى النار‪..‬وكان المفروض أن هذه‬ ‫ضرا‪..‬ولكنهم حىن ألقوا بإبراهىم‬ ‫نفعا أو ًّ‬ ‫اآللهة تنتقم لنفسها ممن حطمها إذا كانت تستطىع لنفسها ً‬ ‫‪ -‬الذى س َّفه((( معتقداتهم ‪ -‬فى النار لم تحرقه النار‪..‬وخذلتهم((( آلهتهم‪.‬‬ ‫على أن اختىار النار ىمكن أن ىكون له معنى آخر‪..‬فكم من الناس عبدوا النار فى الماضى‪..‬حتى‬ ‫مقدسا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إلها‬ ‫خالل هذه الفترة نجد أن بعض الناس ال ىزالون ىتخذون النار ً‬ ‫ولكن معجزة إبراهىم لىست أن ىنجو من النار‪..‬فلو أراد الله أن ىنجىه من النار ما مكنهم من إلقاء‬ ‫نارا متأججة((( محرقة‬ ‫القبض علىه‪ ،‬أو لنزلت األمطار لتطفئ النار‪..‬ولكن الله شاء أن تظل النار ً‬ ‫مدمرة‪..‬وأن ىؤخذ إبراهىم عىانًا أمام كل الناس و ُىرمى فى النار‪..‬وهنا ىعطل ناموس((( أو قانون‬ ‫إحراقها﴿ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ﴾(((‪.‬‬ ‫لو أن إبراهىم نجا بأن هرب مثلاً ‪..‬لقالوا لو أمسكناه ألحرقناه‪..‬ولو نزلت األمطار لقالوا لو لم‬ ‫تنزل األمطار ألحرقناه‪..‬ولكن إبراهىم لم ىهرب‪..‬واألمطارلم تنزل‪..‬والنار متأججة‪..‬ولكنها لم‬ ‫تحرق إبراهىم‪..‬فكأن آلهتهم التى كانوا ىزعمون أنهم ىنتقمون لها لىست آلهة كما ىزعمون‪..‬إنما‬ ‫((( املعجزة‪ :‬هى األمر اخلارق للعادة وىظهره اهلل تعاىل عىل ىد من اختاره لىبلغ رسالته‪ ،‬وأن تكون املعجزة مما ال ىستطىع أحد أن ىأتى به‪.‬‬ ‫((( نبغ‪ :‬برع وتفوق‪.‬‬ ‫((( س ّفه‪ :‬عاب‪.‬‬ ‫نرصا‪.‬‬ ‫((( خذلتهم‪ :‬مل تستطع هلم ً‬ ‫((( متأججة‪ :‬مشتعلة‪.‬‬ ‫((( ناموس‪ :‬قانون‪.‬‬ ‫((( األنبىاء‪.69 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪6‬‬ ‫هى أصنام ال تضر وال تنفع‪..‬وكل شىء فى هذا الكون خاضع لمشىئة الله‪..‬وإرادة الله‪..‬عندما‬ ‫ىقول‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﴾‪..‬تتعطل خاصىة اإلحراق‪.‬وتقف قوانىن الكون عاجزة أمام قدرة‬ ‫الله‪..‬وتقف آلهتهم عاجزة عن أن ىقول‪ :‬ىا نار أحرقى من حطمنا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬معجزة مو سى ‪ -‬عليه ال سالم ‪:-‬‬ ‫أىد الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬نبىه موسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬بأكثر من معجزة‪ ،‬أىده بالعصا التى تتحول‬ ‫إلى ثعبان كبىر‪ ،‬وبىده ىدخلها فى جىبه ثم ىخرجها‪ ،‬فإذا هى بىضاء منىرة مشرقة‪.‬‬ ‫﴿ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ﴾(((‪.‬‬ ‫لماذا أىد الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬موسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬بهاتىن المعجزتىن؟‬ ‫جىدا‪ ،‬وهنا كان التحدى‪ ،‬فقد جمع فرعون السحرة‬ ‫ألنه أرسله إلى قوم نبغوا فى السحر وىتقنونه ً‬ ‫لىثبت كذب موسى‪ ،‬ولكنه عجز ومعه أمهر السحرة فى مملكته أمام المعجزة اإللهىة‪ ،‬وأىقن السحرة‬ ‫ساحرا‪ ،‬وأن ما فعله لىس بسحر وإنما هو معجزة إلهىة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بأن موسى لىس‬ ‫﴿ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾(((‪.‬‬ ‫ثم ت أتى معجزة انفالق البحر ملو سى وقومه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ومنخفضا فى مكان آخر‪ ،‬البد‬ ‫عاليا فى مكان‬ ‫المعلوم أن قانون الماء هو‪ :‬االستطراق‪ ،‬فال ىكون ً‬ ‫أن ىتساوى سطحه‪ ،‬ولذا فإننا عندما نقىس االرتفاعات ننسبها إلى سطح البحر فنقول هذا المكان‬ ‫ىرتفع عن سطح البحر بكذا‪ ،‬هذا هو قانون الكون الذى ال ىعرف البشر سواه‪ ،‬ولكن ما حدث للبحر‬ ‫عندما ضربه موسى بعصاه هو خرق لقوانىن الكون‪ ،‬فقد انشق البحر وانفلق إلى فرقىن كل فرق‬ ‫عالىا حتى مر موسى وقومه‪ ،‬ثم عاد كما كان‪ ،‬لماذا حدث هذا؟‬ ‫كالطود أى الجبل العظىم الذى ىقف ً‬ ‫لماذا انفلق البحر إلى جزأىن وتعطلت قوانىن الماء؟‬ ‫ألن موسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬رد األمر إلى الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪.. -‬كىف؟‬ ‫حىنما تبع فرعون وجنده قوم موسى عند هروبهم من مصر خو ًفا من بطش فرعون‪ ،‬ووصل‬ ‫موسى وقومه إلى شاطئ البحر‪ ،‬وأحسوا أن جىـوش فرعون وراءهم تالحقهـم‪ ،‬قال قـوم موسى‪:‬‬ ‫﴿ﭗ ﭘ﴾((( أى إننا هالكون ال محالة‪.‬‬ ‫((( الشعراء‪.)33 ، 32( :‬‬ ‫((( الشعراء‪.)48 ، 46( :‬‬ ‫((( الشعراء‪.)61( :‬‬ ‫‪7‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬ ‫هذا كالم واقعى‪..‬ألن البحر أمامهم وفرعون وجنده وراءهم‪ ،‬والمسألة فى قوانىن البشر واضحة‬ ‫ال تحتاج إلى بىان‪.‬‬ ‫ولكن موسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬ىرد علىهم بكل ثقة‪ :‬كال‪.‬قالها بملء فىه‪ ،‬قالها وهو واثق تما ًما‪،‬‬ ‫لماذا؟ ألنه لم ىزعم أنه سىنجو بأسباب البشر‪ ،‬لم ىقل سأنجو ألننا سنصعد جبل كذا‪ ،‬أو سنعبر‬ ‫البحر بطرىقة كذا‪ ،‬وإنما قال‪﴿ :‬ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾(((‪.‬‬ ‫لقد نقل موسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬المسألة من قانون اإلنسان إلى قدرة الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪-‬‬ ‫وهنا أوحى الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬لموسى‪﴿ :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫ﭯ ﴾(((‪.‬‬ ‫‪ - 3‬معجزة عي سى ‪ -‬عليه ال سالم ‪:-‬‬ ‫كانت والدة عىسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬معجزة‪ ،‬وكالم عىسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬وهو طفل صغىر بعد‬ ‫لىبرئ أمه معجزة‪ (((.‬ولكننا سنتناول المعجزة التى أىده بها الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪-‬‬ ‫والدته مباشرة ِّ‬ ‫عندما ك َّلفه بالرسالة‪.‬‬ ‫عىسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬جاء والقوم ىعلمون الطب‪..‬فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فىه‪..‬‬ ‫فأبرأ األكمه واألبرص(((‪.‬‬ ‫وتسامى إلى ما هو أكبر وأعظم من ذلك إلى شىء لم ىصلوا إلىه‪..‬فأحىا الموتى بإذن الله وقد‬ ‫أمره ربه أن ىقول لقومه ما ورد فى سورة آل عمران‪:‬‬ ‫﴿ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ﴾(((‪.‬‬ ‫((( الشعراء‪)62( :‬‬ ‫((( الشعراء‪63 :‬‬ ‫((( قصة والدة عىسى ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬وكالمه ىف املهد جاءت ىف اآلىات (‪ )31 : 16‬من سورة مرىم‪.‬‬ ‫((( األكمه‪ :‬األعمى‪ ،‬واألبرص‪ :‬الربص مرض جلدى كان الشفاء منه مستعص ًىا‪.‬‬ ‫((( سورة آل عمران (‪.)49‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪8‬‬  ‫معجزة القر آن وكيف تختلف‪:‬‬ ‫‪ - 1‬على أنه ىالحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقىن‪..‬معجزات الرسل‬ ‫خرقت النوامىس‪..‬وتحدت وأثبتت أن الذى جاءت على ىدىه رسول صادق من الله‪..‬ولكنها‬ ‫صدقه‪..‬وإن‬ ‫خبرا‪..‬إن شاء َّ‬ ‫معجزات كونىة‪..‬من رآها فقد آمن بها‪..‬ومن لم ىرها صارت عنده ً‬ ‫شاء لم ىصدقه‪..‬ولو لم ترد فى القرآن لكان من الممكن أن ىقال إنها لم تحدث‪..‬إذن فالمعجزة‬ ‫المحسة‪..‬أى التى ىحس بها اإلنسان وىراها‪..‬تقع مرة واحدة‪..‬من رآها فقد آمن بها‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫الكونىة‬ ‫خبرا بعد ذلك‪..‬ولكن معجزة النبى ﷺ معجزة عقلىة باقىة خالدة‪..‬ىستطىع‬‫ومن لم ىرها تصبح ً‬ ‫كل واحد أن ىقول‪ :‬محمد رسول الله‪..‬وهذه معجزته وهى القرآن‪.‬‬ ‫‪ -2‬شىء آخر‪..‬إذا نظرنا إلى المعجزات السابقة‪..‬وجدنا هذه المعجزات فعلاً من أفعال الله‪..‬‬ ‫وفعل الله من الممكن أن ىنتهى بعد أن ىفعله الله؛ البحر انشق لموسى ثم عاد إلى طبىعته‪..‬‬ ‫النار لم تحرق إبراهىم ولكنها عادت إلى خاصىتها بعد ذلك‪ ،‬ولكن معجزة النبى ﷺ صفة من‬ ‫صفات الله‪..‬وهى كالمه‪..‬والصفة باقىة ببقاء الموصوف‪..‬‬ ‫اختالف معجزة القر آن عن معجزات الر سل‪:‬‬ ‫أىضا فى معجزة القرآن‪..‬أنها اختلفت عن معجزات الرسل اختال ًفا آخر‪..‬كل رسول‬ ‫‪ - 3‬وىالحظ ً‬ ‫كانت له معجزة‪..‬وله كتاب منهج‪..‬معجزة موسى العصا ومنهجه التوراة‪..‬ومعجزة عيسى‬ ‫الطب ومنهجه اإلنجىل‪..‬ولكن رسول الله ﷺ معجزته هى عىن منهجه‪..‬لىظل المنهج‬ ‫محروسا بالمعجزة‪..‬وتظل المعجزة فى المنهج‪..‬ومن هنا فقد كانت الكتب السابقة للقرآن‬ ‫ً‬ ‫داخلة فى نطاق التكلىف‪..‬بمعنى أن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬كان ىكلف عباده بالمحافظة‬ ‫على الكتاب‪..‬أما القرآن فقد قال الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬عنه‪﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮝ﴾((( لماذا؟‬ ‫أول‪ :‬ألن القرآن معجزة‪..‬وكونه معجزة البد أن ىبقى بهذا النص وإال ضاع اإلعجاز‪..‬‬ ‫ اً‬ ‫ثان ًيا‪ :‬ألن الله اختبر عباده فى الحفاظ على الكتب السابقة‪..‬فنسوا ًّ‬ ‫حظا مما ذكروا به‪..‬والذىن‬ ‫وىحرفونه عن موضعه‪ ،‬وهكذا نرى أنه‬‫ِّ‬ ‫لم ىنسوه كتموا بعضه‪..‬والذىن لم ىكتموه ىلوون ألسنتهم به‬ ‫كان هناك أكثر من نوع‪ :‬المسخ((( والنسىان والتحرىف‪..‬ثم جاءوا بأشىاء من عندهم وقالوا إنها من‬ ‫عند الله لىشتروا بها ثم ًنا قلىلاً ‪..‬‬ ‫((( احلجر‪ :‬اآلية (‪.)9‬‬ ‫((( املسخ‪ :‬هو تغىرى الشىء إىل ما هو أقبح‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫التطبيق واحلفظ‪:‬‬ ‫ومن هنا فإن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬قرر أن ىحافظ على القرآن‪..‬ولو أخذنا خطىن‪..‬خط تطبىق‬ ‫القرآن والعمل بتعالىمه‪..‬وخط المحافظة على القرآن‪..‬نرى أن خط تطبىق القرآن كلما مر الزمن‬ ‫سلىما لكان‬ ‫ً‬ ‫ضعف‪..‬وخط المحافظة على القرآن كلما مر الزمن ازداد‪..‬لو كنا نطبق المنهج تطبى ًقا‬ ‫طبىعىا‪..‬ولكن غفلتنا عن تعالىم القرآن كسلوك فى الحىاة ال تتمشى مع ازدىاد الحفاظ على‬‫ًّ‬ ‫أمرا‬ ‫هذا ً‬ ‫القرآن‪..‬نجد القرآن فى كل مكان‪..‬فى كل منزل ومكتب وسىارة‪..‬حتى غىر المسلم ىحافظ على‬ ‫ألمانيا مثلاً يفكر في أن يكتب القرآن فى صفحة واحدة‪..‬بشكل‬ ‫ًّ‬ ‫شخصا‬ ‫ً‬ ‫القرآن ويحمله ‪..‬فنجد‬ ‫جمىل‪..‬فلماذا ىفعل ذلك مع القرآن‪..‬قبل أن ىفعله مع الكتب السماوىة األخرى؟ وما الذى ىجعل‬ ‫دولة كالىابان وإىطالىا تتفننان فى طباعة المصحف بشكل جمىل أنىق؟! إن ذلك ىحدث ألن الله ‪-‬‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ -‬ىرىد أن ىدلل لنا على أنه ىحفظ القرآن‪..‬وكلما ابتعدنا عن المنهج‪..‬ازددنا فى‬ ‫حفظ القرآن والعناىة به‪..‬لىدلل على أن الذى ىحفظه هو الله‪..‬ولىس القائمون على المنهج‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪10‬‬  ‫معجزة القر آن للعامل كله‬ ‫والكفار يناق ضون أنف سهم‬ ‫القر آن يتحدى العرب‪:‬‬ ‫فإذا حددنا هذه العناصر الثالثة التى تمتاز بها معجزة القرآن(((‪..‬ننتقل بعد ذلك إلى نقطة أخرى‪..‬‬ ‫القرآن كالم الله المتعبد بتالوته‪..‬جاء من جنس ما نبغ فىه العرب‪..‬القوم الذىن نزل فىهم‪..‬قوم‬ ‫محمد ﷺ‪ُ..‬عرفوا بالبالغة والفصاحة وحسن األداء وجمال المنطق‪ ،‬وسالسة التعبىر‪..‬فىتحداهم‬ ‫القرآن فى هذا‪..‬فلما سمعوه انبهروا(((‪..‬ولكن العناد أوقفهم‪..‬قالوا ساحر‪..‬والرد هنا بسىط‬ ‫ساحرا‪..‬فقد سحر الناس‪..‬فلماذا‬ ‫ً‬ ‫اختىارا مع الساحر؟ إذا كان محمد‬ ‫ً‬ ‫جدا‪..‬هل ىملك المسحور‬ ‫ًّ‬ ‫لم ىسحركم أنتم حتى تتبعوه؟‬ ‫إنما المسحور ال ىخضع للساحر بإرادته‪..‬وال ىأتى لىقول له سأصدق هذا السحر وأكذب بهذا‬ ‫السحر‪..‬إنما المسحور مسلوب اإلرادة أمام الساحر‪..‬فكونكم تقولون إنه ساحر وأنتم ال تؤمنون‬ ‫به دلىل على أنكم كاذبون‪..‬‬ ‫ثم قالوا‪ :‬شاعر‪..‬محمد لم ىقل الشعر فى حىاته‪.‬وأنتم تعرفون‪..‬فلماذا فجأة تتهمونه بالشعر؟‬ ‫ثم قالوا‪ :‬مجنون‪..‬هل المجنون ىكون على خلق؟ إنك ال تعرف إذا كان المجنون سىشتمك‪..‬أو‬ ‫ىقذفك بحجر‪ ،‬ال تعرف ماذا سىفعل معك فى الدقىقة التالىة‪ ،‬فهل المجنون ىكون على خلق عظىم‬ ‫جىدا‪..‬والذى كانوا ىلقبونه قبل الرسالة باألمىن وىستأمنونه على‬ ‫كالنبى ﷺ الذى ىعرفون خلقه ً‬ ‫ودائعهم حتى بعد أن بعث؟‬ ‫الذى حدث أنهم انبهروا‪ُ..‬ذهلوا‪..‬هم ملوك البالغة والفصاحة وأساطىنها(((‪..‬فجاءهم كالم‬ ‫أعجزهم‪..‬وجدوا أنفسهم عاجزىن‪..‬فتخبطوا‪..‬قالوا ساحر‪..‬قالوا مجنون‪..‬وقالوا أشىاء ال‬ ‫الحجة والمنطق‪..‬والقرآن ىواصل التحدى أن‬‫تخضع ألى منطق‪..‬ألنهم من قوة المفاجأة فقدوا ُ‬ ‫حمروسا باملعجزة وتظل املعجزة ىف املنهج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(((القرآن معجزة عقلىة‪ ،‬وهو كالم اهلل وصفته باقىة ببقائه‪ ،‬ومعجزة القرآن هى نفس املنهج لىظل املنهج‬ ‫((( انبهروا‪ :‬غلبوا عىل أمرهم ببالغته‪..‬من هبره غلبه وفضله‪.‬‬ ‫((( أساطىنها‪ :‬أرباهبا العاملون هبا والنابغون فىها‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬ ‫ىأتوا بمثله‪﴿..‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ﴾((( ‪ ،‬ثم ىمعن فى التحدى لىقول بعشر سور﴿ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾((( ثم ىمعن فى التحدى لىقول‬ ‫سورة من مثله‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾((( كان هذا هو أول إعجاز للقرآن‪..‬معجزة تحدت القوم الذىن نزل فىهم‬ ‫بما نبغوا فىه‪.‬‬ ‫ولكن التحدى فى القرآن ومعجزاته لىست للعرب وحدهم‪..‬بل هى للعالم أجمع‪..‬ومن هنا‬ ‫فقد كان إعجاز القرآن اللغوى‪..‬هو تحدىه للعرب فىما نبغوا فىه‪..‬ولكن التحدى لم ىأت للعرب‬ ‫وحدهم‪..‬والقرآن جاء لكل األجناس‪.‬وكل األلسنة‪..‬فأىن التحدى لغىر العرب؟ ثم هذا الكتاب‬ ‫سىبقى إلى أن تقوم الساعة‪..‬فالبد أنه ىحمل معجزة للعالم فى كل زمان ومكان‪..‬ومن هنا كانت‬ ‫هناك معجزات للقرآن‪..‬وقت نزوله وفى خالل فترة نزوله‪..‬وبعد نزوله‪..‬وهى مستمرة‪..‬حتى‬ ‫ىومنا هذا‪..‬ستستمر إلى قىام الساعة لتظهر لنا آىات الله فى األرض‪..‬‬ ‫((( سورة اإلرساء‪.)88( :‬‬ ‫((( سورة هود‪.)13( :‬‬ ‫((( سورة البقرة‪.)23( :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪12‬‬  ‫معجزة القر آن تتحدى العامل‬ ‫القر آن مزق حواجز الغيب‪:‬‬ ‫حىنما جاء القرآن تحدى فى أشىاء كثىرة‪..‬أولها أنه مزق حواجز الغىب‪..‬مزق حواجز الزمان‬ ‫والمكان‪.‬كىف ذلك؟ حواجز الغىب ثالثة‪..‬أولها حاجز المكان‪..‬أى أن أشىاء تحدث فى نفس‬ ‫اللحظة‪..‬ولكن ال أعرف عنها شى ًئا‪..‬ألنها تحدث فى مكان‪..‬وأنا موجود فى مكان آخر‪..‬ثم هناك‬ ‫حاجز الزمن الماضى‪..‬وهو شىء حجبه عنى زمن مضى‪..‬فأنا لم أشهده‪..‬وحاجز المستقبل‪،‬‬ ‫غدا؛ ألن حاجز الزمن المستقبل قد ُحجب عنى فلم أشهده‪..‬إذن فحواجز الغىب‬ ‫وهو ما سيحدث ً‬ ‫ثالثة‪..‬حاجز المكان‪..‬وحاجز الزمن الماضى‪..‬وحاجز الزمن المستقبل‪.‬‬ ‫إذا قرأنا القرآن وجدنا أنه ىمزق حاجز الزمن الماضى‪..‬فىخبرنا بما حدث لألمم السابقة‪..‬‬ ‫وىروى لنا قصص الرسل السابقىن‪..‬وىحكى لنا أشىاء لم ىكن أحد ىعرفها‪..‬وعلى لسان َم ْن؟ على‬ ‫أمى‪..‬ال ىقرأ وال ىكتب‪ ،‬ىحكى إذن أسرار الماضى‪ ،‬وىتحدى الذىن ىكذبون‪..‬لقد مزق‬‫لسان نبى ٍّ‬ ‫الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬له حجاب وحاجز الزمن الماضى‪..‬وىكفى أن تقرأ فى القرآن‪..‬وما كنت‬ ‫محمدا ﷺ بأنباء من غىب‬ ‫ًّ‬ ‫وما كنت وما كنت‪..‬لتعرف كم أخبر الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬رسوله‬ ‫الماضى‪ ،‬سنتناول ً‬ ‫بعضا منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬يقول اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فى سورة ( آل عمران )‪:‬‬ ‫﴿ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ﴾((( أى أنك لم تكن هناك ىا محمد فى بىت المقدس عندما اقترع كهان بىت المقدس‬ ‫أىهم ىكفل وىرعى الطفلة المباركة مرىم ابنة عمران‪ ،‬وكان والدها إمامهم وصاحب قربانهم وكلهم ىتمنى‬ ‫حاضرا معهم‪ ،‬وزوجته خالة تلك المولودة التى‬ ‫ً‬ ‫كفالتها ورعاىتها‪ ،‬وكان نبى الله زكرىا ‪ -‬علىه السالم ‪-‬‬ ‫نذرتها أمها وهى فى بطنها أن تكون خالصة لخدمة بىت المقدس‪ ،‬ولما اقترعوا على َمن ىكون كفىلها‬ ‫ومزق لك‬‫ومربىها كانت القرعة من نصىب نبى الله زكرىا ‪ -‬علىه السالم ـ((( ولكن الله هو الذى أخبرك َّ‬ ‫حجاب الزمن الماضى‪.‬‬ ‫((( سورة آل عمران‪.)44( :‬‬ ‫((( قصة والدة مرىم ىف سورة (آل عمران) اآلىات‪.)37 : 35( :‬‬ ‫‪13‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫‪ - 2‬يقول اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فى سورة يو سف‪:‬‬ ‫﴿ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ﴾(((‪.‬‬ ‫حاضرا ىا محمد عندما حقد إخوة ىوسف علىه وألقوه فى الجب‪ ،‬ثم كذبوا على‬ ‫ً‬ ‫أى‪ :‬وما كنت‬ ‫أبىهم حىنما رجعوا عشاء فادعوا أن الذئب قد أكله‪ ،‬وأكدوا ادعاءهم بتلوىث قمىصه بدم كذب قدموه‬ ‫ألبىهم‪ ،‬ولكن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أنجاه من مكرهم ورفعه فوقهم‪ ،‬حىث جعله على خزائن‬ ‫ولما أصابهم القحط جاءوا ىطلبون منه المدد والعون‪ ،‬وهم ال ىعرفونه‪ ،‬فما كنت تعرف‬ ‫األرض‪َّ ،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ولكن الذى أخبرك بذلك هو الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فى ٍ‬ ‫كتاب ال ىأتىه الباطل من بىن ىدىه وال‬ ‫من خلفه تنزىل من حكىم حمىد‪.‬‬ ‫جانبا من اختراق القرآن الكرىم لحجاب الزمن‬ ‫اآلىات ً‬ ‫ُ‬ ‫‪ - 3‬ونأتى إلى سورة الق ص ص لتحكى لنا‬ ‫الماضى فىما حدث لنبى الله موسى ‪ -‬علىه السالم ـ‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺ‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾(((‪.‬‬ ‫محمدا ﷺ باألخبار‬ ‫ً‬ ‫وهكذا نرى أن القرآن مزق حجاب الزمن الماضى فى أكثر من مناسبة لىخبر‬ ‫الصحىحة عمن سبقوه من الرسل‪ ،‬لقد ضربنا نماذج لما جاء فى القرآن الكرىم من أخبار األمم‬ ‫السابقة والرسل السابقىن‪ ،‬ومن أراد االستزادة فلىفتح كتاب الله لىتزود بما أخبر به عن خلق الكون‬ ‫بما فىه من سماوات وأرض وبحار وأنهار وجبال وشمس وقمر ونجوم وحىوانات وطىور‪..‬إلخ‪.‬‬ ‫وىقرأ فىه قصة خلق آدم ‪ -‬علىه السالم ‪ -‬أبى البشرية وأول إنسان خلقه الله وقصة ابنىه قابىل‬ ‫وهابىل وقصص األنبىاء من بعد آدم حتى محمد ﷺ‪.‬‬ ‫ولم ىكتف القرآن بذكر الرسل السابقىن بل وصحح ما ُح ِّرف من الكتب السماوىة التى أنزلها الله‬ ‫وحرفها الرهبان واألحبار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بل إن اإلعجاز هنا جاء فى تصحىح ما حدث من تحرىف الكتب السماوىة التى سبقت القرآن‪..‬‬ ‫وكان محمد ﷺ ىتحدى بالقرآن أحبار((( الىهود ورهبان النصارى‪..‬وىقول لهم هذا من عند الله‪..‬‬ ‫((( سورة ىوسف‪.)102( :‬‬ ‫((( سورة القصص‪)46 - 44( :‬‬ ‫((( أحبار‪ :‬بعض رجال الدىن الىهودى والرهبان والقسس رجال الدىن املسىحى‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪14‬‬ ‫فى التوراة أو اإلنجىل‪..‬وهذا حرفتموه فى التوراة أو اإلنجىل‪..‬ولم ىكونوا ىستطىعون أن ىواجهوا‬ ‫هذا التحدى أو ىردوا علىه‪..‬ذلك أن التحدى للقرآن فى تمزىق حجاب الزمن الماضى‪..‬وصل إلى‬ ‫حرفوه منها وما أخفوه‪..‬وتحداهم‬ ‫وبىن ما َّ‬ ‫أدق أسرار الرساالت السماوىة الماضىة فصححها لهم‪َّ..‬‬ ‫ىكذبوا ما جاء فى القرآن فلم ىستطىعوا‪..‬ومن ذلك قوله ‪ -‬تعالى ‪ -‬فى سورة مرىم ﴿ﮯ ﮰ‬ ‫أن ِّ‬ ‫ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ﴾(((‪.‬ثم جاء األمر الثانى‪..‬فمزق الله حجاب المكان لمحمد‬ ‫ﷺ‪..‬وجاء فى أمر من أدق األمور وهو حدىث النفس‪.‬‬ ‫جىدا أن القرآن هو كالم الله المتعبد بتالوته‪..‬وأنه ىبقى‬ ‫وهنا وقبل أن نبدأ‪..‬أحب أن نضع فى أذهاننا ً‬ ‫ىحرفه ومن هنا فإن هذا الكالم حجة على محمد ﷺ‬ ‫بال تعدىل وال تغىىر وال ىجرؤ أحد على أن ىمسه أو ِّ‬ ‫مأخوذة علىه‪..‬فإذا أخبر القرآن بشىء‪..‬واتضح أنه غىر صحىح‪..‬كان ذلك هد ًما للدىن كله‪..‬‬ ‫ىأتى القرآن متحد ًثا عن المنافقىن فى سورة المجادلة قائلاً ‪﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢ﴾(((‪..‬ما معنى هذا الكالم؟‬ ‫معناه إمعان فى التحدى‪..‬فالقرآن هنا ال ىقول لهم لقد هتكت((( حاجز الماضى‪..‬وأخبرتكم‬ ‫بأنباء األولىن‪..‬وال ىقول لهم سأهتك حاجز المكان وأخبركم بما ىدور فى بقعة قرىبة ال ترونها بل‬ ‫ىقول‪ :‬سأهتك حاجز النفس‪..‬وأخبركم بما فى أنفسكم‪..‬بما فى داخل صدوركم‪..‬بل بما تهمس‬ ‫متعبد بتالوته لن ىتغىر وال ىتبدل‪..‬قال‪﴿ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫به شفاهكم‪..‬وقال فى كالم َّ‬ ‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﴾((( وقد نزلت هذه اآلىة فى‬ ‫فرىقىن من ىهود المدىنة‪:‬‬ ‫الفريق الأول‪ :‬كانوا كلما مر بهم رسول الله ﷺ والمسلمون‪ ،‬تهامسوا وتناجوا لىغىظوا الرسول‬ ‫والمسلمىن‪ ،‬وكان رسول الله ﷺ ىنهاهم عن ذلك فىعودون إلى ما نهوا عنه‪ ،‬وهو التهامس والنجوى‬ ‫باإلثم والعدوان ومعصىة الرسول‪.‬‬ ‫((( سورة مرىم‪)34( :‬‬ ‫((( سورة املجادلة‪.)8( :‬‬ ‫((( هتكت‪ :‬مزقت‬ ‫((( سورة املجادلة‪.)8( :‬‬ ‫‪15‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬ ‫الفريق الثانى‪ :‬كانوا إذا مروا بالرسول قالوا‪ :‬السام علىكم بدلاً من السالم علىكم‪ ،‬ىنطقونها‬ ‫فبىن ألصحابه مكرهم‪،‬‬ ‫بسرعة حتى ال ىفهمها السامعون‪ ،‬ولكن رسول الله ﷺ كان ىفهم ما ىقولون َّ‬ ‫وعلمهم أن ىردوا علىهم ما قالوا‪ ،‬فىقولون لهم‪:‬وعلىكم‪.‬‬ ‫تحد‬ ‫تحدىا لحجاب المكان؟! إنه ٍّ‬ ‫ًّ‬ ‫قال‪ :‬ما ىدور فى أنفس غىر المؤمنىن‪..‬فهل هناك أكثر من هذا‬ ‫فوق قدرة كل االختراعات البشرىة التى وصل إلىها العلم اآلن الختراق حجب المكان‪.‬‬ ‫بل إن التحدى ظهر فىما ىحرص غىر المؤمنىن على إخفائه‪..‬فاإلنسان حىن ىحرص على إخفاء‬ ‫شىء‪..‬وىكون غىر مؤمن ىأتى إلىك فىحلف لك بأن هذا صحىح وهو غىر صحىح فى نفسه فقط‪..‬‬ ‫ولكن حرصه فى أن ىخفىه على الناس ىجعله ىؤكد أنه صحىح بالحلف‪.‬‬ ‫وىأتى الله ‪ -‬سبحـانه وتعـالى ‪ -‬فىجعل القرآن ىمزق نفوس هؤالء الناس‪..‬و ُىظهر ما فىها إمعانًا فى‬ ‫التحدى‪..‬وىقول الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪﴿ : -‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ﴾(((‪..‬وىقول الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪﴿ :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ‬ ‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾(((‪..‬وىقول ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪﴿ : -‬ﮔ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ﴾(((‪.‬‬ ‫ثالث آىات نزلت فى منافقى المدىنة الذىن كانوا ىظهرون اإلىمان وىخفون فى صدورهم الكفر‬ ‫والحقد على اإلسالم والمسلمىن‪.‬‬ ‫الآيـة الأولى‪ :‬كشفت عما سىقوله المنافقون للرسول والمسلمىن عند رجوعهم إلى المدىنـة‬ ‫من غـزوة تبـوك بعد أن تخلفـوا عنهـا‪ ،‬وسـوف ىحلفـون لهم معتذرىن‪ ،‬حتى ال ىؤنبهم على‬ ‫تخادلهم وتخلفهم‪.‬‬ ‫والآيتــان الثانيــة والثالثـة‪ :‬تكشفان أن هؤالء المنافقىن ىوالون المسلمىن فى الظاهر‪،‬‬ ‫وىوالون الكفار فى الباطن‪ ،‬وىحلفون لكل فرىق أنهم معهم‪ ،‬والحقىقة أنهم لىسوا مع الكفار وال‬ ‫مع المسلمىن إنما هم منافقون‪ ،‬إذن فالقرآن هنا جاء ألناس غىر مؤمنىن‪..‬وهتك حاجز النفس‬ ‫جمىعا‪..‬وفضح كذبهم‪..‬ونشر على الدنىا‬ ‫ً‬ ‫وعراهم أمام الناس‬ ‫بالنسبة لهم؛ فأخرج ما فى صدورهم َّ‬ ‫((( التوبة‪.42 :‬‬ ‫((( التوبة‪.96 :‬‬ ‫((( املجادلة‪.14 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪16‬‬ ‫كلها ما فى صدورهم من كذب ورىاء ونفاق‪..‬أى أنه أهانهم أمام المجتمع كله‪..‬ولو كان هذا غىر‬ ‫صحىح لقال هؤالء القوم إننا لم نكذب‪..‬إننا لصادقون‪..‬والكالم الذى ىدعىه محمد بأنه ىأتى من‬ ‫عند الله كالم غىر صحىح‪..‬ولكن هؤالء ُبهتوا من أن القرآن مزق حجاب نفوسهم فلم ىستطىعوا‬ ‫جمىعا‪..‬فلم ىفعلوا شى ًئا أكثر‬ ‫ً‬ ‫ردا‪..‬و ُبهتوا ألن الله أخرج ما في صدورهم‪..‬وعراهم أمام الناس‬ ‫ًّ‬ ‫من أنهم تواروا بعد أن افتضحت حقىقتهم‪..‬ولو كان من عند غىر الله لما استطاع أن ىصل إلى‬ ‫(((‬ ‫داخل النفس البشرىة‪..‬وهى من أدق أسرار الدنىا التى لم ىستطع علم أن ىصل إلىها حتى اآلن‪..‬فإذا‬ ‫بالقرآن ىأتى متحد ًىا بكالم متعبد به إلى ىوم القىامة ال ىستطىع أحد تبدىل حرف فىه لىكشف ما فى‬ ‫داخل النفس‪..‬وىعرى ما تكتمه عن الناس جمىعا‪..‬وما هى حرىصة على كتمانه‪..‬حتى أنها تحلف‬ ‫باسم الله كذ ًبا لىصدقها الناس‪..‬ىأتى القرآن فىمزق هذا كله‪..‬أترىد إعجازً ا أكثر من ذلك؟‬ ‫مزق القرآن حجاب المستقبل‪..‬كان ال بد أن ىكون الحدىث عن المستقبل على‬ ‫ثم بعد ذلك َّ‬ ‫عدة مراحل‪..‬المرحلة المعاصرة‪..‬لكى ىعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون أنه الحق‪..‬ومرحلة‬ ‫المستقبل البعىد لكى ىعرف كل عصر من العصور التى ستأتى بعد نزول القرآن أن هذا هو كتاب الله‬ ‫الحق‪..‬ومن هنا كان التحدى‪..‬بالنسبة للمعاصرىن عن أحداث قرىبة‪..‬وبالنسبة للعالم عن حقائق‬ ‫الكون كله‪..‬‬ ‫جدا هو استخدام حرف السىن فى القرآن‪..‬فحرف السىن‬ ‫وهنا أحب أن أنبه إلى شىء مهم ًّ‬ ‫ومتعبد به‬ ‫َّ‬ ‫كما نعرف فى اللغة العربىة ال ىستخدم إال بالنسبة ألحداث مستقبلة‪..‬والقرآن محفوظ‬ ‫ً‬ ‫محفوظا حتى ىوم الساعة‪..‬ومعنى ذلك أنه ال ىمكن تبدىله أو تغىىره أو إنكاره‬ ‫وبتالوته‪..‬وسىظل‬ ‫من أحد من المتعبدىن به‪..‬بل إنه سىظل ُىتلى هكذا كما أنزل‪..‬إذن فإنباء القرآن بأحداث مستقبلة‬ ‫خصوصا إذا تبىن أن‬ ‫ً‬ ‫ىسجل هذه األحداث على قضىة اإلىمان نفسها‪..‬وىطعن الدىن فى صمىمه‪..‬‬ ‫متأكدا من أن هذا سىحدث فى‬ ‫ً‬ ‫ما تنبأ به القرآن غىر صحىح‪..‬ومن هنا فالبد أن ىكون قائل القرآن‬ ‫المستقبل‪َ.‬م ْن ِم َن البشر ىستطىع أن ىتأكد ماذا سىحدث له بعد ساعة واحدة؛ فما بالك بعد أىام‪..‬‬ ‫وسنوات؟! الجواب‪..‬ال أحد‪..‬ذلك أن قدرة البشر فى صنع األحداث محدودة‪.‬فقد حجب عنهم‬ ‫الزمن‪..‬وحجب عنهم المكان‪..‬فلو قلت مثلاً إننى سأبنى عمارة فى هذه البقعة بعد عام‪..‬أنا ال‬ ‫أضمن أننى سأعىش حتى الساعة المقبلة‪..‬وبذلك ال أستطىع أن أحكم إذا كنت سأكون موجو ًدا‬ ‫هناك أم ال‪.‬هذه واحدة‪..‬‬ ‫((( تواروا‪ :‬اخت َفوا‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬قد تأتى الحكومة مثلاً وتبنى مستشفى فى هذا المكان‪..‬أو قد ىقام فى هذا المكان سوق‬ ‫أو شارع‪ ،‬فأنا ال أستطىع أن أجزم فى شىء مادى سىحدث بعد فترة زمنىة محدودة‪..‬ولكن الذى‬ ‫ىستطىع أن ىقول هذا ىقىنا هو الذى ىملك القدرة‪..‬ومن هنا فإنه ىستطىع أن ىقول ىقى ًنا‪ :‬إن هذا‬ ‫سىحدث بعد فترة من الزمن‪..‬والذى ىملك ذلك هو الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فإذا كان الحدىث‬ ‫جمىعا‪..‬لقد أنبأ القرآن بما سىحدث بعد‬ ‫ً‬ ‫عما سىحدث بعد آالف السنىن؛ فإن ذلك فوق طاقة البشر‬ ‫أعوام قلىلة‪..‬وبما سىحدث بعد آالف السنىن‪..‬فالذى قال هذا هو القادر العالم بأن ذلك سىحدث‬ ‫ىقى ًنا وهو الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬انظر إلى قوله ‪ -‬سبحانه وتعالى‪﴿ :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾(((‪.‬‬ ‫لقد نزلت سورة القمر هذه فى مكة والمسلمون قلة‪..‬وأذلة‪..‬حتى أن عمر بن الخطاب قال‪ :‬أى‬ ‫جمع هذا الذى سىهزم ونحن ال نستطىع أن نحمى أنفسنا؟ وهكذا ىتنبأ القرآن بأن اإلسالم سىنتصر‪..‬‬ ‫فى مكة‪..‬وأن هؤالء الجمع الذىن تجمعوا لمحاربة اإلسالم فى مكة سىهزمون وىولون األدبار‪..‬‬ ‫وىتنبأ بها متى؟ والمسلمون قلة‪..‬وأذلة‪..‬ال ىستطىعون حماىة أنفسهم‪..‬وىطلقها قضىة‪..‬وهو على‬ ‫(((‬ ‫عجبا‪..‬الولىد بن المغىرة العدو األلد‬ ‫ىقىن من أن الله الذى قالها سىحققها‪..‬وبعد ذلك نجد ً‬ ‫لإلسالم‪..‬والمشهور بكبرىائه ومكابرته وعناده‪..‬ىأتى القرآن وىقول هذا اإلنسان المكابر العنىد‪..‬‬ ‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ﴾((( أى أنه سىقتل بضربة على أنفه‪..‬وىحدد موقع الضربة‪..‬وبعد ذلك ىأتى فى‬ ‫بدر‪..‬فتراه قد وسم على خرطومه‪..‬أى ضرب على أنفه‪..‬من الذى ىستطىع أن ىحدد موقع الضربة‬ ‫ومكانها‪..‬من الذى ىستطىع أن ىجزم‪..‬ماذا سىحدث بعد ساعة واحدة؟‬ ‫((( سورة القمر‪.45 :‬‬ ‫((( األلد‪ :‬الشدىد العداوة‪.‬‬ ‫((( نسمه‪ :‬نعلمه بعالمة‪.‬اخلرطوم‪ :‬األنف‪(.‬القلم‪.)16 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪18‬‬  ‫ أحداث امل ستقبل وحتدى القر آن‬ ‫( ‪ ) 1‬تحدى القر آن للعرب‬ ‫نأتى بعـد ذلك إلى آىة أخرى‪..‬الرسول ﷺ ىأتى فىقرأ قول الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪ ﴿ :‬ﮈ‬ ‫ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾(((‪..‬‬ ‫‪..‬هذا قرآن‪..‬وفىمن‪..‬؟ فى عم الرسول‪..‬وفىمن‪..‬؟ فى عدو اإلسالم‪..‬ألم ىكن أبولهب ىستطىع‬ ‫أن ىحارب اإلسالم بهذه اآلىة؟ ألم ىكن ىستطىع أن ىستخدمها كسالح ضد القرآن؟ ضد هذا الدىن‪..‬‬ ‫مشركا‪ ،‬وستعذب فى النار‪..‬وكان ىكفى أن‬‫ً‬ ‫كافرا‪ ،‬ستموت‬ ‫قالت له اآلىة‪ :‬ىا أبا لهب أنت ستموت ً‬ ‫محمدا‬ ‫ً‬ ‫ىذهب أبولهب إلى أى جماعة من المسلمىن‪..‬وىقول‪ :‬أشهد أن ال إله إال الله وأشهد أن‬ ‫رسول الله‪..‬ىقولها نفا ًقا‪..‬ىقولها رىا ًء(((‪..‬ىقولها لىهدم بها اإلسالم‪..‬ال لىدخل فى اإلسالم‪..‬‬ ‫كافرا‪..‬وقال إن هذا كالم مبلغ‬ ‫محمدا قد أنبأكم أننى سأموت ً‬ ‫ً‬ ‫ىقولها ثم ىقف وسط القوم ىقول‪ :‬إن‬ ‫محمدا كاذب‪..‬لو كان أبولهب ىملك ذرة واحدة من‬ ‫ً‬ ‫له من الله‪..‬وأنا أعلن إسالمى ألثبت لكم أن‬ ‫كافرا‬ ‫الذكاء لفعل هذا‪..‬ولكن حتى هذا التفكىر لم ىجرؤ عقل أبى لهب على الوصول إلىه‪..‬بل بقى ً‬ ‫كثىرا من‬ ‫أمرا ممك ًنا‪..‬ألن ً‬ ‫كافرا ً‬ ‫مشركا‪ ،‬ومات وهو كافر‪..‬ولم ىكن التنبؤ بأن أبا لهب سىموت ً‬ ‫ً‬ ‫إلسالم كخالد بن الولىد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب‪..‬وغىرهم‪..‬‬ ‫المشركىن اهتدوا إلى ا ِ‬ ‫كانوا مشركىن وأسلموا‪..‬فكىف أمكن التنبؤ بأن أبا لهب بالذات لن ىسلم ولو نفا ًقا‪..‬وسىموت‬ ‫وهو كافر؟!‪..‬المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سىقع من عدو‪..‬وتحداه فى أمر اختىارى‪..‬كان‬ ‫من الممكن أن ىقوله ومع ذلك هناك ىقىن أن ذلك لن ىحدث‪..‬لماذا؟ ألن الذى قال هذا القرآن‪..‬‬ ‫ىعلم أنه لن ىأتى إلى عقل أبى لهب تفكىر ِّ‬ ‫ىكذب به القرآن‪..‬هل هناك إعجاز أكثر من هذا؟!‬ ‫((( سورة املسد‪.‬ومعنى املسد‪ :‬اللىف اخلشن‪.‬‬ ‫((( الرىاء‪ :‬الكذب والنفاق‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫(ب) تحدى القر آن لغير العرب‬ ‫أنتقل بعد هذا إلى النقطة الثانىة‪..‬وهى ماذا حمل القرآن لغىر العرب فى عصره؟ ولغىر العرب والدنىا‬ ‫غىبا على البشرىة‬ ‫كلها بعد عصره؟ أى ماذا حمل القرآن من أنباء نوامىس الله فى األرض وقوانىنه التى كانت ً‬ ‫أبىن عد ًدا‬ ‫كلها فى عصره وبعد عصره؟ هنا األمثلة كثىرة‪..‬والمجال ال ىتسع لها كلها‪..‬ولكنى سأحاول أن ِّ‬ ‫منها فىما ىختص باإلعجاز فى عصر القرآن لغىر العرب‪..‬فقد كان هناك َّأمتان كبىرتان إمبراطورىتان بجانب‬ ‫الجزىرة العربىة‪..‬هما الروم و الفرس‪..‬الروم أمة مؤمنة‪..‬أهل كتاب(((‪..‬ولو أنهم ال ىصدقون برسالة محمد‬ ‫إال أن هناك عندهم إيمانًا بوجود الله‪..‬والقىم السماوىة‪..‬والفرس كانوا أهل كفر وإلحاد فى ذلك الوقت(((‪..‬‬ ‫ال ىؤمنون بأى دىن من األدىان‪..‬إذن فأىهما أقرب إلى قلب المؤمنىن؟ الروم باعتبارهم أهل كتاب؟ وأىهما‬ ‫أقرب إلى قلب الملحدىن والكفار‪..‬الفرس باعتبارهم مشركىن وكفرة؟ قامت الحرب بىن الدولتىن‪..‬فهزم‬ ‫نوعا من اإلىمان قد‬ ‫الروم وانتصر الفرس‪..‬وهنا فرح المشركون ألن الكفر قد انتصر‪..‬وحزن المؤمنون ألن ً‬ ‫انهزم‪..‬وهنا ىتدخل الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬لىزىل عن المؤمنين هذا الحزن‪..‬فىقول فى كالم محفوظ متعبد‬ ‫بتالوته لن ىجرؤ ولن ىستطىع أحد أن ىغىر فىه‪:‬‬ ‫﴿ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾ (((‪.‬‬ ‫ثم ىمضى القرآن لىمعن فى التحدى‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫﴿ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ﴾ (((‪.‬‬ ‫ما هذا؟ أىستطىع محمد ﷺ أن ىتنبأ بنتىجة معركة ستحدث بىن الروم والفرس بعد بضع سنىن؟‬ ‫هل ىستطىع قائد عسكرى مهما بلغت قوته وعبقريته ونبوغه أن ىتنبأ بمصىر معركة عسكرىة بعد ساعة‬ ‫واحدة من قىامها؟ فما بالك أن ذلك ىأتى وىقول إنه بعد بضع سنىن ستحدث معركة بىن الفرس والروم‬ ‫وىنتصر فىها الروم‪..‬هل أمن محمد ﷺ على نفسه أن ىعىش بضع سنىن لىشهد هذه المعركة؟ ولقد‬ ‫((( الروم‪ :‬كانوا عىل دىن املسىح ( مسىحىون )‪.‬‬ ‫((( الفرس كانوا ىعبدون النار ( جموس )‪.‬‬ ‫((( سورة الروم اآلىات‪. 5-1 :‬‬ ‫((( سورة الروم من اآلىة ‪. 6‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪20‬‬ ‫وصل األمر بأبى بكر ]‪..‬أنه راهن على صحة ما جاء به القرآن‪..‬إذن فقد أصبحت قضىة إىمانىة‬ ‫كبرى‪..‬هذا هو القرآن‪..‬كالم الله‪..‬وأساس اإلىمان كله‪..‬ىأتى وىخبر بحقىقة أرضىة قرىبة ستحدث‬ ‫لغىر العرب‪..‬وىقول الكفار‪ :‬إن القرآن كاذب‪..‬فىقول المؤمنون‪ :‬إن هذا صدق‪..‬وىحدث رهان بىن‬ ‫االثنىن‪..‬‬ ‫وهزم‬ ‫ماذا كان ىمكن أن ىحدث لو أنه لم تحدث معركة بىن الروم والفرس؟ أو لو أنه حدثت معركة ُ‬ ‫فىها الروم؟ أكان بعد ذلك ىصدق أى إنسان القرآن؟ أو ىؤمن بالدىن الجدىد؟ ثم إذا كان القرآن من عند‬ ‫محمد فما الذى ىجعله ىدخل فى قضىة غىبىة كهذه لم ىطلب منه أحد الدخول فىها؟ أىضىع الدىن من أجل‬ ‫ىتح َّده فىها إنسان؟ ولكن القائل هو الله‪..‬والفاعل هو الله‪..‬ومن هنا كان‬ ‫مخاطرة لم ىطلبها أحد؟ ولم َ‬ ‫هذا األمر الذى نزل فى القرآن يقي ًنا سىحدث‪..‬ألن قائله لىس عنده حجاب الزمان‪..‬وحجاب المكان‪..‬‬ ‫وال أى حجاب وهو الذى ىقول ما ىفعل‪..‬ومن هنا حدثت الحرب‪..‬وانتصر الروم على الفرس فعلاً ‪..‬‬ ‫كما تنبأ القرآن‪..‬‬ ‫ىتحد العرب وحدهم‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫وهكذا تحدى القرآن الكفار وغىر المسلمىن فى وقت نزوله‪..‬أى أنه لم‬ ‫تحدى الكفار والمؤمنىن من غىر العرب‪..‬بأن أنبأهم بما سىحدث لهم قبل أن ىحدث بسبع أو‬ ‫بل َّ‬ ‫ثمانى سنوات‪..‬تحداهم بهذا؛ علهم ىؤمنون‪.‬‬ ‫اخلال صـــــة‪:‬‬ ‫إذا انتهىنا إلى هذا نكون قد أثبتنا أن القرآن تحدى العرب وغىر العرب فى وقت نزوله‪..‬ولكننا‬ ‫قلنا إن القرآن لىس له زمان‪..‬ولىس له مكان‪..‬وأنه سىظل حتى قىام الساعة‪..‬فكىف ىمكن أن‬ ‫ىتحدى األجىال القادمة؟! ال بد أن ىكون للقرآن معجزة دائمة‪..‬أن ىعطى عطا ًء لكل جىل لم ىعطه‬ ‫لألجىال السابقة‪ ،‬وقد كان‪.‬‬ ‫أحدا أخبر بها وقت نزوله التهم الذىن قالوها بالجنون‪..‬ولكنها جاءت للعصور‬ ‫جاء فى القرآن أشىاء لو أن ً‬ ‫القادمة‪ ،‬جاءت لتتحدى عبر األجىال إلى ىومنا‪..‬وإلى األىام القادمة‪..‬‬ ‫‪21‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫مناق شة الف صل الأول‬ ‫‪ -1‬أكمل العبارات التالىة‪:‬‬ ‫أ ) القرآن الكرىم هو كالم الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬المنزل على ‪...........‬‬ ‫ب) تحدى الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬بالقرآن ‪..........‬و ‪...........‬‬ ‫ىتح َّد الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬المالئكة ألنهم ‪...........‬‬ ‫جـ) لم َ‬ ‫‪- 2‬لماذا ىؤىد الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬رسله بالمعجزات؟‬ ‫‪- 3‬ما وجه اإلعجاز فى قوله ‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ﴾؟‬ ‫‪ - 4‬اختر التكملة الصحىحة مما بىن القوسىن فىما ىأتى‪:‬‬ ‫‪ -‬كان قوم إبراهىم ىعبدون (األصنام ‪ -‬الكواكب ‪ -‬النار)‬ ‫‪ -‬الروم أقرب إلى قلب‪( :‬المؤمنىن ‪ -‬الكفار ‪ -‬المنافقىن)‬ ‫‪ - 5‬وضح الفرق بىن معجزة القرآن ومعجزات الرسل السابقىن‪.‬‬ ‫‪ - 6‬قال الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فى سورة ﴿القلم﴾‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ﴾‪.‬‬ ‫أ ) هات معنى ﴿ﭑ﴾ وبىن المراد بـ ﴿ ﭓ﴾‪.‬‬ ‫ب) فىمن نزلت هذه اآلىة الكرىمة؟ وما وجه اإلعجاز فىها؟‬ ‫‪ - 7‬تنبأ القرآن الكرىم بأن أبا لهب سىموت وهو كافر عندما نزلت سورة ﴿المسد﴾‪.‬‬ ‫‪ -‬ما وجه التحدى فى ذلك؟ وهل كان أمام أبى لهب فرصة لنقض هذا التحدى؟‬ ‫‪- 8‬قال الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فى سورة ﴿الروم﴾‪﴿ :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾‪.‬‬ ‫أ ) تخىر التكملة الصحىحة مما بىن القوسىن فىما ىأتى‪:‬‬ ‫‪-‬اآلىات تتحدث عن معركة بىن‪( :‬الروم والعرب ‪ -‬الروم والفرس ‪ -‬الروم والىهود)‪.‬‬ ‫‪ -‬مزقت هذه اآلىات حاجز‪( :‬الزمن الماضى ‪ -‬الزمن المستقبل ‪ -‬المكان)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪22‬‬  ‫ب) علل‪ :‬فرح المسلمون بانتصار الروم على الفرس؟‬ ‫جـ) استنتج وجه اإلعجاز فى اآلىات الكرىمة؟‬ ‫‪ - 9‬اكتب بحثًا عن معجزات األنبىاء مستعى ًنا بمكتبة المدرسة واإلنترنت‪.‬‬ ‫‪ - 10‬استعن باإلنترنت فى إعداد إحصاءات عن‪:‬‬ ‫عدد سور القرآن الكرىم‪ ،‬عدد اآلىات المكىة والمدنىة وعدد الكلمات فى القرآن الكرىم‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫الفصل الثانى‬ ‫و شهـدوا للقــر آن وهـم كافــرون‬ ‫إن إعجاز القرآن لم ىتوقف‪..‬ولن ىتوقف‪..‬وإذا كان القرآن قد تحدى الكفار فى عصر نزوله بأن‬ ‫أنبأهم بما ىدور داخل صدورهم‪..‬وأنبأهم بمصائرهم‪..‬فإنه ىتحدى الكفار حتى فى هذا الزمان‪..‬‬ ‫فى هذا الوقت الذى نعىش فىه بل وىستخدمهم‪..‬فى ماذا؟ فى إثبات قضىة اإلىمان‪..‬إن هدف‬ ‫الكفار والمضلىن عن سبىل الله هو إنكار هذا الدىن‪..‬وإنكار وجود الله‪..‬ولكن القرآن جاء‪..‬وبعد‬ ‫أربعة عشر قرنًا‪..‬لىستخدم الكفار فى إثبات أن دىن الله حق‪..‬وأن هذا الكتاب هو كالم الله المنزل‬ ‫على رسوله محمد ﷺ‪..‬وهذا هو موضوعنا‪:‬‬ ‫احلقائق الكونية فـى القر آن الكرمي‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫عندما ىقول الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪:‬‬ ‫﴿ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ﴾((( فإننا نرى أن الله ‪-‬‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ -‬تكلم عن الجماد‪..‬وتكلم عن النبات‪..‬وتكلم عن الحىوان واإلنسان‪..‬ثم ىقول الله‬ ‫‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪﴿ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ﴾((( العلماء فى ماذا؟ فىما ىتعلق بخلق الله من‬ ‫الجماد والحىوان والنبات واإلنسان‪.‬‬ ‫ولذلك جاء الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬بالمتناقضات الموجودة فى النوع الواحد‪..‬لو أنه جنس‬ ‫واحد لما وجد فىه متناقضات‪..‬‬ ‫((( فاطر‪.28 ، 27 :‬‬ ‫((( فاطر‪.28 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪24‬‬  ‫ اً‬ ‫أول ‪ -‬النبات‪:‬‬ ‫فى قوله ‪ -‬تعالى ـ‪﴿ :‬ﮧ ﮨ ﮩﮪ﴾ كان ىجب أن نلتفت إلىها‪..‬لماذا اختلفت ألوانها‪..‬وما هى‬ ‫العالقة بىن األلوان والطبىعة‪..‬مثلاً حىنما ىتغذى النبات وجد من الدراسة أنه ىتغذى بواسطة خاصىة‬ ‫األنابىب الشعرىة‪..‬وهنا نقف قلىلاً ‪..‬هل هذه األنابىب الشعرىة تمىز‪..‬هل تستطىع التمىىز؟ إذا جئنا‬ ‫بحوض‪..‬ووضعنا فىه سائلاً مذا ًبا فىه أصناف مختلفة‪..‬ثم جئنا باألنابىب الشعرىة‪..‬هل كل أنبوبة مىزت‬ ‫عنصرا أخذته؟ أم أن كل أنبوبة أخذت من جمىع العناصر وهى مذابة؟ لكن النبات لىس هكذا‪.‬إننى‬ ‫ً‬ ‫حلوا‪..‬هذا ىأخذ عناصره وهذا ىأخذ عناصره‬ ‫مرا‪..‬وهذا ً‬ ‫أزرع الحنظل بجانب القصب‪..‬فىخرج هذا ًّ‬ ‫من نفس التربة‪..‬هناك اختىار‪..‬ومن هنا ظهر ما ُس ِّمى بخاصىة االنتخاب‪..‬واالنتخاب معناه االختىار‬ ‫بىن بدىالت‪..‬أى أنك تترك هذا وتأخذ‪..‬ولذلك قال الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪﴿ :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ﴾((( لكن خاصىة األنابىب الشعرىة‪..‬‬ ‫تتعامل مع السائل كله‪..‬بال تمىىز‪..‬ومن هنا نعرف أن الخاصىة شىء‪..‬واختىار النبات للعناصر الغذائىة‬ ‫التى ىرىدها أو ىحتاجها شىء آخر‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ -‬اجلماد‪:‬‬ ‫نأتى بعد ذلك للجماد‪..‬ىقول الله ‪ -‬سبحانه وتعالى‪ ﴿ :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫ﯓ ﯔ﴾‪..‬هذا علم الجماد‪..‬وهو علم اآلن فىه مجلدات‪..‬ثم بعد ذلك اإلنسان‪..‬أجناس الوجود‬ ‫كلها‪..‬ثم بعد ذلك قال الله‪﴿ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ﴾‪..‬العلماء فى ماذا؟ بهذه كلها‪..‬إذن كلمة‬ ‫العلماء أطلقت على من ىتفكر فى خلق الله‪..‬سواء كان جما ًدا أو حىوانًا أو نباتًا‪..‬والذهن النشط ىستطىع‬ ‫أن ىصل إلى هذه العلوم األرضىة‪..‬بالمالحظة والتجربة‪..‬والدلىل على ذلك إذا استعرضت تارىخ أى‬ ‫مخترع من المخترعات فى الكون التى أراحت الناس‪..‬تجد أنها نتىجة إلنسان قد الحظ بدقة‪..‬ولم تمر‬ ‫َ‬ ‫علىه المسألة كباقى الناس‪ ،‬والعلم مكانه المعمل والمالحظة والتجربة‪.‬‬ ‫((( الرعد‪.4 :‬‬ ‫‪25‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫نحـن نتجـاوز علـم الأر ض‬ ‫ثال ًثا ‪ -‬الإن سان والبحث فـى الروح‪:‬‬ ‫ولكننا أحىانًا نتجاوز موضوع العلم‪..‬موضوع التجربة والمعمل‪..‬وذلك عندما أقول مثلاً الروح‬ ‫قبل المادة‪..‬أو المادة قبل الروح‪..‬فهذا بحث فى عنصرى تكوىن اإلنسان الذى لم نشهد خلقه‪.‬وال‬ ‫نستطىع أن نجرى علىه أى تجربة‪..‬‬ ‫إن هذا ىدخل فى علم الله‪..‬فهو الذى خلق‪..‬وهو الذى ىستطىع أن ىقول لنا كىف تم الخلق‪..‬‬ ‫ولذلك ىقول الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ـ‪﴿ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ﴾(((‪.‬إذن‬ ‫فهذه مسألة ال ىمكن أن ىصل فىها العلم البشرى إلى نتىجة‪..‬لماذا؟ ألننا لم نحضر التجربة‪..‬ولم نرها‬ ‫بالعىن‪..‬وال نستطىع أن نجرىها أو نقوم بها‪..‬ولكن باألذن سمعنا عن الله‪..‬وهذا أمر غىبى عنا‪..‬وما‬ ‫غىبىا عنا‪..‬فإن الله الذى خلقنى هو الذى ىحدثنى‪..‬كىف ُخلقت؟ أما أنا فإننى ال أعرف‬ ‫دام األمر ًّ‬ ‫علمىا عن العنصرىن اللذىن ىتكون منهما اإلنسان‪..‬‬ ‫كىف ُخلقت‪..‬ومن هنا فإننى ال ىمكن أن أتحدث ًّ‬ ‫وأىهما جاء أولاً ‪..‬وإذا صمم أحد على أن ىبحث فى هذا‪..‬ىكون قد شغل نفسه بعلم ال ىنفعه وعن‬ ‫علمىا‪..‬وبالتجربة أنا أستطىع أن أمسك المادة‬ ‫جهل ال ىضره‪..‬ألنه لن ىستطىع أن ىدلل على ما ىقول ًّ‬ ‫وأدخلها المعمل‪..‬ولكن ال أستطىع أن أمسك الروح وأدخلها المعمل‪..‬‬ ‫العلم التجريبى ال اختالف فيه‪:‬‬ ‫والعلم ىجب أن ىتم على مادة صماء‪..‬ىمكن أن تدخل فى المعمل األصم‪..‬وتعطى حقائق‬ ‫صماء‪..‬ألىست هذه هى الحقىقة؟ والدلىل على ذلك أن المعسكرات المتصارعة ال تختلف فى‬ ‫مذاهب العلم ولكنها تختلف فى مذاهب الهوى والنظرىات‪..‬ال توجد هناك كهرباء أمرىكىة‪..‬‬ ‫وكهرباء روسىة وال توجد كىمىاء إنجلىزىة‪..‬كل علم الكىمىاء فى أى دولة من دول العالم خاضع لما‬ ‫إنجلىزىا أو‬ ‫ًّ‬ ‫تعطىه التجربة الصماء التى ال هوى لها‪..‬وبهذا تكون النتىجة واحدة‪..‬سواء كان المعمل‬ ‫سوفىىتىا‪..‬أو أى معمل من معامل الدنىا‪..‬ولكن الخالف ىحدث عندما تتدخل مذاهب‬ ‫ًّ‬ ‫أمرىكىا أو‬ ‫ًّ‬ ‫الهوى والنظرىات‪..‬فإذا جئنا إلى مذاهب الهوى‪..‬هوى النفس‪..‬نجد أنها متناقضة‪..‬لىست‬ ‫((( الكهف‪.51 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪26‬‬ ‫مختلفة‪..‬ولكنها متناقضة‪..‬هذا على النقىض من ذلك‪..‬رأسمالىة وشىوعىة‪..‬إىمان‪..‬وإلحاد‪..‬‬ ‫وإنكار للدىانات لماذا؟ألن هوى النفس دخل هنا فأفسد القضىة العلمىة وأضاع حقائقها‪.‬‬ ‫فإذا أخذنا خلق اإلنسان مثلاً ‪..‬فإننا نأخذ هذا الخلق عن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬الذى خلق‪.‬‬ ‫ماذا قال الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬قال عز وجل خلقتك من تراب‪ ،‬جاء ذلك فى سورة آل عمران‬ ‫اآلىة ‪ 59‬والكهف اآلىة ‪ ،37‬والحج اآلىة ‪ 5‬والروم اآلية‪ ،20‬وفى سورة فاطر اآلىة ‪ ،11‬وغافر اآلىة‬ ‫‪ ،67‬قال الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬خلقتك من طىن‪ ،‬جاء ذلك فى سورة األنعام آىة ‪ ،2‬واألعراف آىة‬ ‫‪ ،12‬والمؤمنون آىة ‪ ،12‬والسجدة آىة ‪ ،7‬والصافات آىة ‪ ،11‬وفى سورة ﴿ص﴾ اآلىتين ‪.76 ،71‬‬ ‫وقال ً‬ ‫أىضا‪..‬من صلصال من حمأ مسنون فى سورة الحجر فى اآلىات‪.33 ،28 ،26 :‬‬ ‫وقال ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬من صلصال كالفخار فى سورة الرحمن‪﴿ :‬ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫ﯓ ﯔ﴾(((‪.‬‬ ‫هذه لىست تناقضات فى خلق‪ ،‬أو تناقضات فى مادة الخلق نفسها وهى التراب‪ ،‬بل إن الله ‪ -‬سبحانه‬ ‫وتعالى ‪ -‬ىبىن لنا أطوار هذه المادة من التراب إلى الطىن إلى الحمأ إلى الصلصال‪ ،‬إنها المراحل التى‬ ‫مر بها خلق الجسد البشرى من تراب إلى ما قبل نفخ الروح فىها‪ ،‬وسوف نعود إلى ذلك عند حدىثنا عن‬ ‫َّ‬ ‫العالقة بىن جسد اإلنسان والقشرة األرضىة الخصبة‪.‬‬ ‫((( الرمحن‪.14 :‬‬ ‫‪27‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪‬‬  ‫مـن وجــــوه الإعجـــاز‬ ‫‪ - 1‬الكفار ي شهدون ب صحة القر آن‪:‬‬ ‫ونعود إلى اآلىة الكرىمة‪ ﴿ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ﴾((( ما معنى كلمة مضل؟ كلمة مضل تعنى أن هناك قضىة حق‪..‬وأن هناك إنسانًا‬ ‫ىرىد أن ىضللنى وىعطىنى عكس القضىة‪..‬غىر الحقىقة وهو الضالل‪..‬هذا هو معنى مضل‪..‬إذن‬ ‫قول الله ﴿ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﴾‪..‬أى أننى فى ساعة الخلق لم أطلب العون أو المساعدة‬ ‫أو المشورة‪..‬أو النصىحة‪..‬من هؤالء المضلىن‪..‬وإال لو كان حدث ذلك‪..‬ثم جاءوكم ىخبرونكم‬ ‫كىف تم خلق السماوات واألرض‪ ،‬وكىف ُخلقتم أنتم‪ ،‬لكان لكم العذر فى تصدىقهم‪..‬ولكن ما‬ ‫داموا لم ىشهدوا الخلق‪..‬ولم أطلب معونتهم‪..‬فإن ما سىقولونه لكم غىر واقع‪..‬غىر صحىح‪..‬إنه‬ ‫إضالل‪..‬وهذه معجزة من معجزات القرآن‪..‬فقد قال لنا الله‪ :‬إنه سىكون هناك مضلون‪..‬وإن هؤالء‬ ‫المضلىن سىحاولون أن ىقولوا لكم غىر الحق فى قضىة خلق السماوات واألرض‪..‬وفى قضىة خلق‬ ‫اإلنسان‪..‬فال تصدقوهم؛ ألننى لم أستعن بهم ساعة الخلق‪..‬ولم ىكونوا موجودىن‪..‬إذن لو لم‬ ‫ىحدث أن جاء أناس ىضلون عن سبىل الله‪..‬لقلنا إن القرآن غىر صحىح‪..‬ألنه أىن المضلون؟ ولو‬ ‫وجد المضلون وتناولوا قضىة أخرى غىر خلق السماوات واألرض وخلق اإلنسان‪..‬لقلنا إن القرآن‬ ‫غىر صحىح‪..‬ألنه ىوجد من ىضل عن سبىىل الله‪..‬ولكنه ال ىتناول فىما ىقول قضىة خلق السماوات‬ ‫واألرض‪..‬وال قضىة خلق اإلنسان‪..‬ولكن كون المضلىن جاءوا وكونهم تحدثوا عن قضىة خلق‬ ‫السماوات واألرض وخلق أنفسهم‪..‬وهل المادة قبل الروح؟ أم الروح قبل المادة؟ كون هؤالء‬ ‫جاءوا‪..‬وكونهم تناولوا قضىة خلق السماوات واألرض‪..‬وخلق اإلنسان‪..‬فهذا إثبات لما جاء‬ ‫فى القرآن عنهم‪..‬وكأن هؤالء المضلىن الذىن جاءوا لىصدوا عن سبىل الله إنما قدموا خدمة كبىرة‬ ‫للدعوة اإلسالمىة‪..‬وللقرآن‪..‬بأنهم أثبتوا بكفرهم صحة القرآن‪..‬وصحة آىاته‪..‬أترى إعجازً ا أكثر‬ ‫من ذلك؟ ىستخدم الله الكفار الذىن ىضلون عن سبىله‪..‬وىحاولون تكذىب القرآن‪..‬ىستخدمهم‬ ‫الله ‪ -‬سبحانه وتعالى لىقوموا وهم ال ىدرون بإثبات صحة الدىن الذى ىحاولون أن ىهدموه‪..‬‬ ‫وبإثبات وجود الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬وهم ىرىدون أن ىنكروه‪..‬فىقول فى قرآن نزل منذ أربعة‬ ‫عشر قرنًا إن هناك من سىأتى لىضل عن سبىل الله‪..‬وىتخذ من قضىة خلق السماوات واألرض‬ ‫((( الكهف‪.51 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫معجــزة القــر آن ‪ -‬ال صف الأول الثــانـوى‬ ‫‪28‬‬ ‫واإلنسان مادة لهذا اإلضالل‪..‬وكل ما سىقولونه هو غىر الواقع‪..‬وأنا أنفى من اآلن ما سىقولونه‬ ‫بعد مئات‪..‬أو ألوف السنىن‪.‬وأقول لكم إنه غىر صحىح‪.‬‬ ‫الم َّنزل على الرسول األمىن فى‬ ‫إذن فمجىئهم وأقاوىلهم الكاذبة خىر دلىل على صدق القرآن ُ‬ ‫بالغه عن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫العالقة بني ج سد الإن سان والق شرة الأر ضية اخل صبة‪:‬‬ ‫إذن فخالق اإلنسان هو الله‪..‬وخالق السماوات واألرض هو الله وهذا أمر غىبى نأخذه عمن‬ ‫دائما بقضىة‬ ‫خلق‪..‬إال أن الحق ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬حىن ىعرض قضىة غىبىة‪..‬فإنه ىنىر طرىق العقل ً‬ ‫نحسها ونشهدها‪..‬تقرب القضىة الغىبىة التى ىتحدث عنها‪ ،‬فالله خلقنى من تراب‪..‬من طىن‪..‬من‬ ‫حمأ مسنون‪..‬من صلصال كالفخار‪..‬ثم نفخ فىه من روحه‪.‬‬ ‫إذا أخذنا التراب‪..‬ثم نضىف إلىه الماء فىصبح طى ًنا‪..‬ثم ىترك لتتفاعل عناصره فأصبح حمأ‬ ‫مسنونًا كالذى ىستخدمه البشر فى صناعتهم‪..‬ثم ىجف فىصبح صلصالاً ‪..‬هذه أطوار خلق الجنس‬ ‫البشرى‪..‬والبشر تم خلقهم من الطىن‪..‬من األرض‪..‬‬ ‫فإذا جئنا للواقع‪..‬فلنسأل أنفسنا‪ :‬اإلنسان مقومات حىاته من أىن؟ من األرض‪..‬من الطىن‪..‬هذه‬ ‫القشرة األرضىة الخصبة هى التى تعطى كل مقومات الحىاة التى أعىشها‪..‬إذن فالذى ىنمى المادة‬ ‫التى خلقت منها هو من نفس نوع هذه المادة‪..‬وهى الطىن‪..‬ولقد حلل العلماء جسد اإلنسان‬ ‫عنصرا‪..‬أولها األكسجىن‪..‬وآخرها المنجنىز‪..‬والقشرة األرضىة‬ ‫ً‬ ‫فوجدوه مكونًا من ستة عشر‬ ‫الخصبة مكونة من نفس العناصر‪..‬إذن عناصر الطىن المخصب هى نفس عناصر الجسم البشرى‬ ‫الذى خلق منه‪..‬هذا أول إعجاز‪..‬وهذه تجربة معملىة لم ىكن هدفها إثبات صحة القرآن أو عدم‬ ‫صحته‪..‬ولكنها كانت بحثًا من أجل العلم األرضى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬املوت دليل على احلياة لأن املوت نق ض لها‪:‬‬ ‫ولقد جعل الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬من الموت دلىلاً على قضىة الخلق‪..‬فالموت نقض للحىاة‪..‬‬ ‫أى أن الحىاة موجودة‪..‬وأنا أنقضها بالموت‪..‬ونقض كل شىء ىأتى على عكس بنائه‪..‬فإذا أردنا‬ ‫أن نبنى عمارة نبدأ بالدور األول‪..‬إذا أردنا أن نهدمها نبدأ بالدور األخىر‪..‬إذا وصلت إلى مكان‬ ‫وأردت أن أعود‪..‬أبدأ من آخر نقطة وصلت إلىها‪..‬إنها ت