ملخص مقرر الحقيبة الشرعية للعقيدة (مقدمات منهجية 1-7) PDF

Summary

This document is a summary of the Islamic theology curriculum, focusing on introductory methodology from sections 1 to 7. It discusses the importance of Islamic theology, the differences in belief systems, and the aims of theological studies within the Islamic context.

Full Transcript

‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 01‬مقدمات منهجية ‪1‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫مادة العقيدة مادة مهمة مؤثرة على بقية العلوم‪ ،‬فكلما كان البناء العقدي لطالب العلم أوثق فإ ن هذا يعود‬...

‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 01‬مقدمات منهجية ‪1‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫مادة العقيدة مادة مهمة مؤثرة على بقية العلوم‪ ،‬فكلما كان البناء العقدي لطالب العلم أوثق فإ ن هذا يعود‬ ‫على تصوراته في بقية العلوم بمزيد من الوضوح والاتساق‪.‬‬ ‫مقدمة عن االختالف في العقيدة‪:‬‬ ‫‪ -‬ولقد كثر في العقيدة الجدل والاختلافات منذ زمن‪ ،‬إلا أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يختلفوا في‬ ‫العقيدة إلا في فروع من المسائل ليست من أصول الدين‪.‬‬ ‫‪ -‬ثم في أواخر زمنهم ظهر الخلاف من غيرهم وليس منهم‪ ،‬وكلما تقدم الزمن انفتحت مداخل الفتنة لتؤدي‬ ‫إلى مزيد من الاختلاف العقدي‪.‬‬ ‫‪ -‬من أكثر ما يفرق الأمة الاختلافات العقدية وهي عقبة ستواجه أي محاولة إصلاح في الواقع المعاصر‪.‬‬ ‫‪ -‬الاختلافات العقدية وقعها في النفوس وكذلك في الشريعة أشد‪ ،‬ونحن في واقع مليئ بتلك الاختلافات ولا‬ ‫يمكن تجاوز ذلك‪.‬‬ ‫‪ -‬الأطراف المختلفة في العقيدة يتفقون على الشعار العام وهو اتباع القرآن والسنة‪ ،‬إلا أنهم يختلفون في‬ ‫مسائل تفصيلية‪.‬‬ ‫‪ -‬أصل الاختلاف بينهم جزء كبير منه تاريخي منذ أكثر من ‪ 1200‬عام‪ ،‬حيث ُغ ِّذيَت المذاهب المختلفة بالكتب‬ ‫والمؤلفات والرموز وصار لكل مذهب مناظرون ومجادلون ومدافعون‪ ،‬فتوسعت القضية ولم يعد من السهل ترك‬ ‫الخلاف‪.‬‬ ‫سبب ذكر االختالف في العقيدة في المقدمة‬ ‫‪ -‬السبب هو أن كثير من الناس حصروا علم العقيدة على دراسة تلك الاختلافات‪ ،‬ودراسة الاختلافات‬ ‫ومناقشتها وإقناع أصحابها ليس أمر ًا مذموم ًا ولكن العقيدة أنزلها الله سبحانه وتعالى لمقاصد شريفة غابت‬ ‫عن كثير من دارسي العقيدة لانشغالهم بمقصد إثبات خطأ الآخر‪.‬‬ ‫أهداف مادة العقيدة‬ ‫‪ -‬هناك دائرتان شاملتان لأهداف دراسة علم العقيدة‪..‬‬ ‫الدائرة الأولى‪ ،‬تحقيق مقاصد الشريعة من أبواب العقيدة‪.‬‬ ‫الدائرة الثانية‪ ،‬معرفة التفاصيل العقدية الصحيحة والاستدلال عليها والرد على من خالفها بقصد الانتصار لله‬ ‫و هداية من ضل‪.‬‬ ‫* كما أن الله أنزل الحلال والحرام فقد أنزل الأخبار بما يجب على المؤمن اعتقاده تُجاه ربه وملائكته ورسله‬ ‫وكتبه وقدره‪.‬‬ ‫المقاصد الرشعية لمادة العقيدة‬ ‫‪ -‬الأول‪ :‬العلم والإيمان اليقيني بأخبار العقيدة كالبعث يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ -‬الثاني‪ :‬العمل بمقتضى اليقين‪ ،‬كأن تخاف يوم القيامة وتجعل هذا الخوف دافع ًا لك للعمل الصالح وزاجر ًا‬ ‫لك عن ارتكاب المحرمات في الدنيا‪ ،‬لهذا العقيدة من أهم أسباب التقوى الرئيسية‪.‬‬ ‫* الحكمة في كثرة الحديث عن الله وصفاته وسننه‪:‬‬ ‫‪.1‬التعرف على الله العظيم الذي هو موجود قبل وجودنا ثم أوجدنا فوجب علينا التعرف عليه‪.‬‬ ‫‪.2‬الاستهداء في إنشاء العمل الصالح بمعرفتنا عن الله الذي أخبرنا بها‪ ،‬فنكون توابين صابرين لعلمنا بأن‬ ‫الله يحب التوابين والصابرين‪.‬‬ ‫* المقصد الشرعي لعلم العقيدة هو المقصد الأساس سواء ُوجدت الخلافات في العقيدة أو انعدمت وهي أن‬ ‫تعلم بالخبر العقدي ثم تُتبعه بالعمل به‪ ،‬وقد كان هذا المقصد هو الأوحد في زمن النبي ﷺ‪.‬‬ ‫* في المسائل العقدية‪ ،‬الاستهداء بها والعمل على ضوئها يأتي بالدرجة الأولى ثم الرد على المخطئين فيها يأتي‬ ‫بالدرجة الثانية‪ ،‬وقد نحتاج أحيانا إلى تقديم المقصد الثاني وهو مناقشة أصحاب العقائد الضالة‪ ،‬ولكن بصورة‬ ‫مؤقتة‪ ،‬مث ًلا إذا كان الشخص يعتقد اعتقاد ًا يمنعه من تمام العمل بمقتضى الاعتقاد الصحيح فنحتاج مؤقت ًا‬ ‫إلى تقديم المقصد الثاني‪.‬‬ ‫الخالصة‬ ‫‪ -‬في تلك المادة‪ ،‬جمع الشيخ بين المقصدين مع تقديم المقصد الأول‪ ،‬وبالتالي تتحقق ثمرة علم العقيدة‬ ‫الحقيقة‪ ،‬من إثمار للعمل وتجديد الإيمان وتحبيب ًا في العقيدة‪.‬‬ ‫خارطة المادة‬ ‫* الكتاب المقرر هو البناء العقدي للجيل الصاعد‪.‬‬ ‫‪ -‬المادة مبنية على ثلاث محاور‪:‬‬ ‫‪.1‬مقدمات منهجية‪.‬‬ ‫‪.2‬أركان الإيمان والعقيدة وما يجب على المسلم اعتقاده‪.‬‬ ‫‪.3‬بيان نواقض الإيمان الاعتقادية والقولية والعملية لعلم الاعتقاد‪.‬‬ ‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 02‬مقدمات منهجية ‪2‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫العقيدة‪ :‬هي ما يُعقد عليه القلب‪.‬‬ ‫العقيدة(إصطلاح ًا)‪ :‬الإيمان الجازم المؤكد الذي لا يدخله شك ولا ريب‪ ،‬بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر‬ ‫والقدر خيره وشره وبكل ما أخبر الله ورسوله عنه من تحليل الحلال وتحريم الحرام وأمور الغيب وًأصول‬ ‫ا إلسلام(الإيمان بالجنة والنار والإيمان بالملائكة والرسل )‪.‬‬ ‫أسماء علم العقيدة‬ ‫‪ -‬العقيدة هي واحدة من مسميات هذا العلم‪ ،‬ومن مسمياته أيض ًا‪:‬‬ ‫‪.3‬التوحيد‬ ‫‪.2‬السنة‬ ‫‪.1‬الإيمان‬ ‫‪.4‬الشريعة(وهي تطلق على الأحكام الفقهية ولكن ُأطلقت على العقيدة)‪.‬‬ ‫‪.5‬أصول الدين(وهي تسمية مشروعة ليس فيها إشكال‪.‬‬ ‫‪.6‬علم الكلام(وهي تسمية بها إشكال‪ ،‬فعلم الكلام وهو متعلق بعلم العقيدة إلا أن بعض مصادره لتناول تأسيس‬ ‫العقيدة خاطئة)‪.‬‬ ‫عنون بالأسماء السابق ذكرها‪.‬‬ ‫* ليست كل الكتب المتعلقة بعلم العقيدة عنوانها العقيدة وإنما أحيانا تُ َ‬ ‫مصادر علم العقيدة‬ ‫* هناك مصادر يجب أن نأخذ منها علم العقيدة ويجب أن نفقهها‪.‬‬ ‫* كثير من المسلمين تلقوا العقيدة من مصادر خاطئة فتكونت لديه اعتقادات خاطئة‪.‬‬ ‫* البعض تكونت عنده اعتقادات خاطئة‪ ،‬لا لأخذه عن مصادر خاطئة وإنما لأن ترتيب المصادر لديه خاطئ‪،‬‬ ‫فليس كل مصادر العقيدة الصحيحة على درجة واحدة‪.‬‬ ‫‪ -‬مصادر علم العقيدة هي‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬القرآن‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الإجماع(خاصة إجماع الصحابة والقرون المفضلة‪ ،‬لتفضيل النبي ﷺ تلك القرون وكذلك لأنه‬ ‫يسهل ضبط ذلك الإجماع لقلة التفرق)‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬العقل‬ ‫فيستدل بالعقل عليها‪.‬‬‫* هناك أمور في العقيدة يستطيع العقل أن يستوعبها‪ُ ،‬‬ ‫* وهناك أمور لا يمكن للعقل استيعابها‪ ،‬فتسلم لله ولوحيه (كاستواء الله على عرشه)‪.‬‬ ‫* لهذا ُذكر أن ترتيب البعض من أصحاب الاعتقادات الباطلة لمصادر العقيدة بشكل خاطئ سبب رئيسي في‬ ‫ضلالهم‪ ،‬كأن قدموا العقل على الوحي مث ًلا‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬الفطرة‬ ‫* فالله قد فطر الإنسان على أساس التوحيد والخضوع لله سبحانه وتعالى‪ ،‬فجعل فيه شعورا واحتياج ًا لخالق‬ ‫يدبر له الأمر سبحانه وتعالى‪ ،‬وهو مصدر محكوم بالوحي كذلك‪.‬‬ ‫آحاديث اآلحاد واالستدالل بها في علم العقيدة‬ ‫* بعض الطوائف التي لديها اعتقادات خاطئة لا تؤمن بالسنة الصحيحة كلها وإنما الأحاديث المتواترة فقط‬ ‫وترفض آحاديث الآحاد‪.‬‬ ‫التواتر(مختَلف في العدد)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫* آحاديث الآحاد هي ما رواه عدد من الناس الثقات لم يبلغ عددهم حد‬ ‫* الإشكالية عند رافضين آحاديث الآحاد في العقيدة‪ ،‬أنها تفيد الظن وليس اليقين‪ ،‬وتلك مقدمة خاطئة أدت‬ ‫إلى نتيجة خاطئة‪ ،‬فليس كل الآحاد تفيد الظن فكيف تُرفض كل أحاديث الآحاد‪.‬‬ ‫عمت بقرينة يؤخذ بها في علم العقيدة‪.‬‬ ‫* فالخلاصة أن أحاديث الآحاد إن ُد َ‬ ‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 03‬مقدمات منهجية ‪3‬‬ ‫ّ‬ ‫منهجية(تتمة)‬ ‫مقدمة‬ ‫* في السنوات الماضية انفتحت على الشباب نوافذ من الشبهات والإشكالات بشكل غير مسبوق‪ ،‬فصار الشباب‬ ‫يسألون أسئلة مثل‪":‬ما الذي يثبت صحة الإسلام"‪ ،‬ومن المفترض أن مادة العقيدة تجيب عن هذا السؤال‪.‬‬ ‫* من جوانب النقص في التعليم الأكاديمي أنه لم يُصنَع ليجيب على أسئلة الواقع وعلى التحديات التي‬ ‫يواجهها الإنسان المسلم‪.‬‬ ‫تعزيز اليقني بصحة أصول اإلسالم‬ ‫تقدمة‪:‬‬ ‫‪ -‬أصول الإسلام لها أدلة وبراهين تزيد من يفقهها إيمان ًا ويقين ًا وتجعله مسلم ًا لذاته لا لكون بيئته مسلمة‪ ،‬و في‬ ‫ساحة الأدلة والبراهين ليس هناك مذهب ولا دين يُستدل لإثبات صحته كما يُستدل لإثبات صحة الإسلام‪.‬‬ ‫‪ -‬التأسيس والبناء العقدي لا يكون بعرض الشبهات والرد عليها ‪-‬وإن كان هذا يُحتاج في مواطن معينة‪ -‬وإنما‬ ‫يكون التأسيس بتعزيز اليقين بصحة الإسلام‪ ،‬وهذا التعزيز هو مجال العقيدة وأهم موضوعاتها‪.‬‬ ‫* عندما تكون عقيدة الإسلام عندك ثابتة وراسخة ذات جذور عصية على الاقتلاع‪ ،‬فإ نك تثبت ‪-‬بإ ذن الله‪-‬وقت‬ ‫الفتن والابتلاءات‪.‬‬ ‫‪ -‬الشيطان لديه خبرة عظيمة في الدخول على الإنسان‪ ،‬فلا يدخل على المؤمن وقت الرخاء وإنما يدخل عليه‬ ‫عندما تصيبه ابتلاء و ضائقة شديدة فيوسوس له أسئلة تزحزح إيمانه بالله سبحانه‪ ،‬مث ًلا‪" :‬لماذا لم يستجب الله‬ ‫دعائك"‪" ،‬لماذا الابتلاءات تتوالى عليك" ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪ -‬والصمود أمام تلك الوساوس لا يكون بالجواب المعرفي في الرد على شبهة معينة‪ ،‬وإنما بأن يكون إسلامك‬ ‫عميق ًا راسخ ًا لا تزحزحه فتن ولا شبهات‪.‬‬ ‫* هناك بعض الناس لا يسقطون بابتلاءات الشدة وإنما تُسقطهم ابتلاءات الرخاء وفتن الشهوات‪ ،‬وفي الحالتين‬ ‫تحتاج إلى إسلام عميق الجذور‪.‬‬ ‫‪ -‬عند رسوخ الإسلام في قلبك تكون واثق ًا مطمئنا مستنير ًا وتختلف عندك معاني كل شئ‪ ،‬حتي وقوفك بين يدي‬ ‫الله يختلف باستحضار حقيقة أنك على حق وأنك تقف أمام الحق‪ ،‬هذه الحقائق الأساسية يجب أن يستحضرها‬ ‫كل مسلم‪.‬‬ ‫‪ -‬تعزيز اليقين يكون بالتفكر والتدبر في البراهين والأدلة‪ ،‬ثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثانية ‪-‬بعد فقه البراهين‪-‬‬ ‫وهي الرد على ما يُضاد تلك البراهين‪ ،‬فلا ينبغي أن نقدم الخطوة الثانية على الأولى‪.‬‬ ‫أصول اإلسالم‬ ‫أو ًلا‪ :‬توحيد الربوبية‬ ‫وهي قضية وجود الله تعالى ووحدانيته وكماله سبحانه‪ ،‬وأنه المستحق وحده للعبادة‪.‬‬ ‫ثاني َا‪ :‬الإيمان بنبوة النبي ﷺ‬ ‫والوقوف عند البراهين المثبتة لصدقه ﷺ‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الإيمان بالقرآن‬ ‫وأنه الوحي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وأنه كلامه سبحانه ليس كلام بشر‪ ،‬والوقوف على الدلائل المثبتة‬ ‫لذلك‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬قضية توحيد الربوبية‬ ‫‪ -‬قضية الربوبية قضية قرآنية وليست فلسفية متأخرة‪ ،‬وفي القرآن اثباتات لتلك القضية منها‪:‬‬ ‫‪.1‬قال تعالى ‪ ( :‬أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )‬ ‫‪.2‬قال تعالى ‪( :‬لو كان فيهما آلهة إال هللا لفسدتا)‬ ‫‪.3‬قال تعالى ‪ (:‬ما اتخذ هللا من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعال بعضهم‬ ‫على بعض )‬ ‫وكلها استدالالت عقلية على وحدانية هللا‪.‬‬ ‫هل يصح أن نستدل على غير المسلم الذي لا يعترف بصحة القرآن من أدلة القرآن؟‬ ‫‪ -‬إذا كان الاستدلال خبري ًا ‪-‬أي أن الله سبحانه يخبر عن أمر لا أدلة عقلية‪ -‬فلا يمكن الاستدلال به إلا بمقدمة‬ ‫تثبت بها لغير المسلم بصحة القرآن‪ ،‬كخبر "الرحمن العرش استوى"‪.‬‬ ‫* هذا فقط من ناحية إلزام غير المسلم بالأدلة وإثبات عجزه على الرد عليها‪ ،‬ولكن يمكن أن تقرأ عليه‬ ‫القرآن لعله يستفيد وربما يتُأثر ويُسلم‪.‬‬ ‫* يجب أن يكون الاستدلال على وجود الله مفهوم وواضح فلا يكون الدليل فلسفي معقد لا يُقنع وبعض‬ ‫الطوائف وقعت في هذا الخطأ ونشأت بعدها لوازم فاسدة‪.‬‬ ‫‪ -‬إنما يكون الاستدلال على وجود الله بقانون دلالة الأثر على المأثور وهو قانون عام عقلي اعتبره القرآن كثير ًا‪،‬‬ ‫ومعناه دلالة الحدث على فاعله‪.‬‬ ‫* من أهم دلائل وجود الله‪ ،‬النظر والتفكر في النفس‪ ،‬منها‪ :‬أن الإنسان لم يكن شيئ ًا مذكور ًا‪ ،‬ثم صار عنده قدرة‬ ‫على التحليل‪ ،‬وصار يتأثر بمن حوله ولديه مشاعر وأحاسيس غريبة ومختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬من أهم ثمرات العقيدة أنها تزيد الإنسان إيمان بخالقه‪ ،‬وبعظمته وعظمة صفاته وأنه الباقي وكل من سواه‬ ‫فإ ن‪ ،‬كل ذلك من صميم العقيدة‪ ،‬فإ ذا رسخت تلك المعاني في النفس‪ ،‬أفتلجأ لغيره وتطلب من سواه؟!‪ ،‬ولن‬ ‫ترسخ إلا بصحة العقيدة‪.‬‬ ‫ما الذي ينمي صحة العقيدة في توحيد الربوبية؟‬ ‫أولا‪ :‬التفكر في آيات الله الكونية‬ ‫‪ -‬من أهم ما ينمي العقيدة‪ ،‬التفكر في مخلوقات والاستدلال بدليل الأثر على على المؤثر وبدليل السببية‬ ‫الذي هو ُم َس ّلَم به بين البشر‪.‬‬ ‫* من الأخطاء التي وقع فيها الطوائف التي تستدل على وجود بالفلسفة وبالتعقيد‪ ،‬أنهم لا يثبتون وجود‬ ‫الله بالأمور الواضحة كمولد إنسان أو نبات زهرة‪ ،‬ولكنهم يحاولون الإثبات بنشأة الكون وأصله مع أن الأمور‬ ‫البسيطة أسهل وأوضح‪.‬‬ ‫* يطرح الملحدون شبهة‪ ،‬أن وجود الخالق غير ممكن‪ ،‬لأنه لو ُوجد خالق فمن أين جاء؟ وتلك شبهة سخيفة‬ ‫وردها‪ :‬أن المخلوقات السابقة أثبتنا أنها حادثة بعد أن لم تكن‪ ،‬أما الخالق فلن تستطيع أن تثبت أنه‬ ‫حادث سبحانه وبحمده‪ ،‬بالإضافة إلى أنه إذا كان القضية بالتسلسل‪ ،‬فهذا َخ َل َق هذا وهذا َخ َل َق هذا‪ ،‬ثم إذا‬ ‫ما وصلت لنقطة بداية فلن توجد نقطة نهاية‪ ،‬وبما أن نقطة البداية موجودة فالله هو الأول الذي ليس‬ ‫قبله شئ‪ ،‬سبحانه‪.‬لذلك كانت سورة الإخلاص ثلث القرآن لأن فيها "لم يلد ولم يولد"‪.‬‬ ‫* من أهم ما يزيد اليقين والإيمان وهو متعلق بالتفكر في المخلوقات‪ ،‬هو مشاهدة وقراءة المواد التي‬ ‫تتعلق بعجائب صنع الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬التفكر في آيات الله الشرعية‬ ‫‪ -‬ومما يقوي أصل العبودية لله أيض ًا‪ ،‬التفكر في آيات الله الشرعية الذي هو التدبر في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -‬ولذلك يجتمع الكون المنظور مع الكتاب المسطور في نفس النتيجة‪ ،‬وهي أن الله هو الحق الحي القيوم‬ ‫درس في العقيدة الإسلامية‪.‬‬ ‫الذي لا إله إلا هو‪ ،‬وهذا من صميم وأهم ما يمكن أن يُ َّ‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪ -‬دلائل التفكر في آيات الله الكونية والشرعية لا متناهية فكل شئ دليل على الله‪ ،‬فالله هو خالق كل شئ‪.‬‬ ‫* ومن الآيات التأمل في النباتات ‪-‬وهي ُذكرت في القرآن كثير ًا‪ -‬مثل‪" :‬يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على‬ ‫بعض في الأكُل"‪.‬‬ ‫* وإذا تأمل الإنسان‪ ،‬سيجد أن كل الكائنات مسخرة ومكملة لبعضها‪ ،‬حتى الأرض في زاوية ميلها وبعدها عن‬ ‫الشمس وفلكها في المجرة‪ ،‬كل ذلك متقن غاية الإتقان‪.‬‬ ‫* ثم إذا تأملت في القرآن ستجد أنه أهم مصدر يعرفك على من تعرفت عليه بعقلك وبقلبك في الاعتبار‬ ‫الأساسي وهو الله‪.‬‬ ‫وفي الختام ما علينا إلا أن نقول‪..‬سبحان الله العظيم!‬ ‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 04‬مقدمات منهجية ‪4‬‬ ‫مقدمة منهجية(ممزيات علم العقيدة)‪:‬‬ ‫* في اللقاء الماضي‪ ،‬تحدثنا عن مميزات عقيدة الإسلام‪:‬‬ ‫ومنها أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يمتلك البراهين القطعية الشمولية على صحة أصوله‪ ،‬وكل‬ ‫الأديان والمذاهب سواه على ًأصولها من المطاعن والشكوك ما لا جواب عنه‪.‬‬ ‫ِين ا ْل َح ِّق لِ ُي ْظ ِه َرهُ َع َلى الدِّ ِ‬ ‫ين ُك ِّل ِه َو َل ْو َك ِر َه‬ ‫سو َل ُه ِبا ْل ُهدَ ٰى َود ِ‬ ‫‪ -‬قال الله تعالي‪" :‬ه َُو ا َّلذِي َأ ْر َ‬ ‫سل َ َر ُ‬ ‫ا ْل ُم ْش ِر ُكونَ " والإظهار في الأصل نوعان‪:‬‬ ‫‪.1‬إظهار مادي بالقوة والبنيان(قد يحصل فيه إشكال)‪.‬‬ ‫‪.2‬إظهار معنوي بالحجة والبرهان(لا يمكن أن تُهزم حجة الحق إذا قام لها من هو أهل لها)‪.‬‬ ‫* لا يمكن الوصول إلى الله إلا بطريق الإسلام‪ ،‬ولقد كثرت في واقعنا إدعاءات بتعدد طرق الوصول إلى الله مثل‬ ‫ا إلبراهيمية‪.‬‬ ‫* وانفراد الإسلام بهذه الميزة لا يدعو المسلم للغرور وإنما يدفعه للرحمة والشفق على غير المسلمين ومن‬ ‫أعظم صور الرحمة الحرص على هدايتهم وتبليغهم هذا الدين العظيم‪.‬‬ ‫مراجعة عىل دالئل أصول اإلسالم‬ ‫‪ -‬أصول الإسلام هي الأساسات الكبرى للدين وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬إثبات وجود الله وكماله وربوبيته ووحدانيته وألوهيته سبحانه وبحمده‪.‬‬ ‫‪.2‬إثبات صدق النبي ﷺ ورسالته وأنه مرسل من عندالله‪.‬‬ ‫‪.3‬إثبات أن هذا القرآن هو كلام الله عز وجل‪..‬‬ ‫‪ -‬في اللقاء الماضي تحدثنا عن إثبات الًأصل الأول في بابين أساسيين‪:‬‬ ‫‪.1‬التفكر في آيات الله الكونية عبر قانون دلالة الآثر على المؤثر‪.‬‬ ‫‪.2‬التدبر في آيات الله الشرعية‪.‬‬ ‫* في هذا اللقاء سنتعرف على دلائل أصل من أصول الإسلام وهو نبوة النبيﷺ ‪.‬‬ ‫األصل الثاني‪ :‬إثبات نبوة النيب ﷺ‬ ‫باب شريف وهو ليس معرفي ًا محض ًا وإنما باب اعتقادي عظيم‪.‬‬ ‫* هذا الباب ٌ‬ ‫‪ -‬يجب على كل مسلم أن يؤمن بأن محمد بن عبدالله هو رسول الله ﷺ وهو خاتم الأنبياء أرسله الله للناس‬ ‫جميع ًا وأنزل عليه القرآن وحي ًا عن طريق جبريل عليه السلام‪ ،‬كل ذلك معتقدات أساسية يجب على كل مسلم‬ ‫الإعتقاد بها وهي صحيحة لا لمجرد أننا نشأنا عليها فقط وإنما أساس َا لأنها مبرهنة مثبتة‪.‬‬ ‫* والبراهين المثبتة لًأصول الإسلام عموم ًا والنبي ﷺ هي براهين قوية ثابتة‪ ،‬حتى أن المستشرقين ‪-‬الذين‬ ‫لم يتركوا تفصيلة في الإسلام إلا شككوا فيها‪ -‬لم يستطيعوا أن يواجهوا تلك الأدلة التي فرضها عليهم علماء‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫ولتلك البراهين أنواع متعددة يأتي ذكر بعض منها‪..‬‬ ‫النوع األول‪ :‬إثبات صدقه ﷺ في ذاته وتزنهه عن الكذب‬ ‫* وهو باب إثبات صدق النبي ﷺ وتنزيهه عن الكذب والأهواء التي يتصف بها المدعين الكاذبين‪.‬‬ ‫‪ -‬من الدلائل أنه كلما كان الخبر أعظم كان من الأسهل التحقق من صدقه‪ ،‬فالنبوة خبر عظيم وشامل لو كذب‬ ‫المدعي بها لكان من السهل جد ًا معرفة كذبه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬كما أن الصادق في الأمور الصغيرة لايكذب في الأمور الأعظم كالنبوة‪ ،‬لهذا ثبت هرقل عظيم الروم صدق نبوة‬ ‫النبي ﷺ عندما علم أنه كان يوصف بالصدق والأمانة قبل البعثة‪.‬‬ ‫‪ -‬والأدلة في صدق النبي ﷺ وكمال خلقه لا تعد ولا تحصى منها جمعها العلماء واعتنوا بها‪.‬‬ ‫* من الأدلة‪ :‬تبليغه بالآيات التي فيها عتاب له‪.‬‬ ‫* قال ابن أبي العز الحنفي‪" :‬النبوة إنما يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين‪ ،‬ولا يلتبس هذا بهذا إلا على‬ ‫أجهل الجاهلين"‬ ‫* من الكتب التي اعتنت بهذا النوع‪ ،‬كتاب الشمائل المحمدية‪.‬‬ ‫النوع الثانى‪ :‬إثبات صدقه ﷺ في إعجاز القرآن الذي أتي به‬ ‫‪ -‬النبي ﷺ أتي من عند الله بالقرآن وتحدي الناس أن يأتوا بمثله وجعل هذا فيص ًلا بين كون هذا الكتاب‬ ‫حق َا أو باط َلا‪ ،‬وقد كانت قريش في حرب قائمة مع النبي ﷺ فكان لديها من الدوافع ما يكفيها لبذل أقصى‬ ‫جهد لإثبات بطلان هذا الكتاب ومع ذلك لم يستطيعوا‪ ،‬فدل ذلك على أن هذا الكتاب هو الحق‪.‬‬ ‫ين (‪َ )23‬فِإن ّل َْم‬‫ِِ‬ ‫‪ " -‬وِإن ُكنتُ ْم فِي ر يْ ٍب ِّم َّما نَ َّز ْلنَا َع َلى َعب ِدنَا َفْأتُوا بِسور ٍة ِّمن ِّمثْلِ ِه وا ْد ُعوا ُش َهداء ُكم ِّمن ُد ِ ِ‬ ‫ون ال ّلَه ِإن ُكنتُ ْم َصادق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٰ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْف َع ُلوا َو َلن تَ ْف َع ُلوا َفاتَّ ُقوا النَّ َار الَّتي َوقُو ُد َها النَّ ُاس َوا ْلح َج َار ُةۖ ُأع َّد ْت ل ْلكَافر َ‬ ‫ين (‪" )24‬‬ ‫في تلك الآية دلالة على نبوة النبي ﷺ من جهتين‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬أنه تحداهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن فأعجزهم‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أنه تحداهم ثم أخبر عن المستقبل أنهم لن يفعلوا فلم يفعلوا‪.‬‬ ‫* النوع الثاني من الأدلة الذي هو إعجاز القرآن يقوي النوع الأول الذي هو تنزه النبيﷺ عن الكذب‬ ‫وكماله الأخلاقي ومع ذلك لم تنتهي الأدلة‪.‬‬ ‫* من الكتب التي اعتنت بهذا النوع‪ ،‬كتاب النبأ العظيم ‪ ،‬دلائل ا إلعجاز ‪ ،‬بيان إعجاز القرآن ‪ ،‬إعجاز القرآن‪.‬‬ ‫* المقصود بالإعجاز ليس الإعجاز العلمي ونحو ذلك وإنما الإعجاز الكلامي‪.‬‬ ‫النوع الثالث‪ :‬طبيعة الظروف اليت عاش فيها النيب ﷺ‬ ‫‪ -‬وظروفه ﷺ تتكون من ثلاث مباحث‪..‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬طبيعة البيئة‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مستوى ثقافته وأنه ﷺ كان أميًّا‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬محتويات القرآن‪.‬‬ ‫‪ -‬من خلال النظر إلى طبيعة الظروف التي نشأ بها النبي ﷺ ندرك أن محتويات القرآن لم تكن متداولة‬ ‫في‬ ‫عصره‪ ،‬ولا هو ﷺ كان يتلقى العلم عن أهل الكتاب‪.‬‬ ‫* بل إن القرآن طابق أهل الكتاب في مواضيع وخالفهم في أخرى‪ ،‬والمطابقة دليل على نبوته ﷺ لكونه لم‬ ‫يتل ّقى العلم عنهم وفي المخالفة كذلك دليل لأنه أتى بما لم يأتي به أحد قبله‪.‬‬ ‫* وأهل الكتاب كانوا هم العلماء في زمن الجاهلية وكانت كتبهم المقدسة مخفية لا يطلع عليها العامة فنشأ‬ ‫عن ذلك طبقتين‪ ،‬طبقة أهل الكتاب وطبقة وثنية جاهلة التي نشأ فيها النبي ﷺ‪..‬ثم أتى بقرآن سبق كل‬ ‫علم‪.‬‬ ‫النوع الرابع‪ :‬موافقة صفات النيب ﷺ لصفاته اليت ُذكرت في الكتب القديمة وكذلك‬ ‫القرآن ‪.‬‬ ‫‪ -‬القرآن الذي جاء به النبي وصفته نفسها ﷺ مطابقة لما جاء في الأنباء السابقة التي حرفها أهلها ومع‬ ‫ذلك كثرت الشواهد والنصوص عن نبي يُبعث اسمه أحمد و ُذكرت صفاته وصفات َُّأمته والكتاب الذي سيأتي به‪،‬‬ ‫وفي هذا دليل على أن هذه الكتب من عند الله وأن الله أخبرنا بالنبي ﷺ قبل مولده بمئات السنين وفي‬ ‫هذا دليل قطعي على نبوته ﷺ ‪.‬‬ ‫‪ -‬وهذا الباب اعتنى به علماء المسلمين تحت عنوان بشارات الكتاب المقدس خاصة المعاصرين منهم‪.‬‬ ‫النوع الخامس‪ :‬األخبار المستقبلية اليت أخرب بها النيب ﷺ وجاءت في القرآن والسنة ‪.‬‬ ‫‪ -‬كثير ًا ما وعد النبي ﷺ وأخبر بأمور مستقبلية يستحيل وقوعها نسبة للظروف الحالية ولم يخبر ﷺ‬ ‫كذب بها‪.‬‬ ‫باحتمال حصولها فقط وإنما جزم بذلك بل وتحدي من ي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬ومن تلك الوعود والتحديات القرآنية‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ.1‬فِإن لّ َْم تَ ْف َع ُلوا َو َلن تَ ْف َع ُلوا َفاتَّ ُقوا النَّ َار الَّتِي َوق ُ‬ ‫ُود َها النَّ ُاس َوا ْلح َج َار ُةۖ ُأع َّد ْت ل ْلكَافرِ َ‬ ‫ين (‪)24‬‬ ‫الس َم ِاء ثُ َّم ْليَ ْق َط ْع َف ْليَ ُنظ ْر َه ْل‬ ‫الدنْيَا َو ْال ِآخ َر ِة َف ْليَ ْم ُد ْد بِ َس َب ٍب ِإ َلى َّ‬ ‫نص َر ُه ال ّل َُه فِي ُّ‬ ‫‪َ.2‬من كَ َان يَ ُظ ُّن َأن ّلَن يَ ُ‬ ‫يُ ْذ ِهبَ َّن َكيْ ُد ُه َما يَغِ ُيظ (‪")15‬‬ ‫ينۗ لِ ّل َِه ْالَأ ْم ُر ِمن‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ون (‪ )3‬في بِ ْض ِع سن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َو ُهم ّمن بَ ْعد َغ َلبِ ِه ْم َسيَ ْغلبُ َ‬ ‫وم (‪ )2‬فِي َأ ْدنَى ْ َأ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫‪.3‬الم (‪ُ )1‬غلِبَ ِت ُّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ون (‪)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِئ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قَبْ ُل َومن بَ ْع ُدۚ َويَ ْو َم ذ يَ ْف َر ُح ا ْل ُمْؤ منُ َ‬ ‫‪.4‬حديث حاتم الطائي عن رخاء وتمكين المسلمين‪.‬‬ ‫‪.5‬حديث الخوارج‪.‬‬ ‫‪.6‬حديث إصلاح الحسن بن علي بين المسلمين في الفتنة‪.‬‬ ‫* حتى في يومنا هذا مازالت الأخبار تتحقق ومنها أخبار آخر الزمان‪.‬‬ ‫النتيجة‪:‬‬ ‫ولكل ما ُذكر من أنواع الأدلة ثمرات‪:‬‬ ‫الثمرة الأولى‪ :‬قوة اليقين بنبوة النبي ﷺ ‪.‬‬ ‫الثمرة الثانية‪ :‬تعظيم النبي الكريم وتوقيره والتأدب معه ﷺ ‪.‬‬ ‫الثمرة الثالثة‪ :‬الإيمان التام بأنه لا طريق يوصل إلى الله إلا عبر رسوله‪.‬‬ ‫* ومن هذا نلمس الحرمان الكبير الذي يعاني منه الكثير من المسلمين في هجرانهم وتقصيرهم تُجاه سنة‬ ‫النبي ﷺ ومعرفة أحواله في اليوم والليلة وفي السلم والحرب و داخل البيت وخارجه‪..‬وينتج عن نقص‬ ‫العلم نقص التعظيم ومن ثم قلة الإتباع‪ ،‬وتمام الإتباع يكون في أمرين‪:‬‬ ‫‪.1‬التعظيم والتوقير‪.‬‬ ‫‪.2‬العلم بسنته وهديه وأحواله‪.‬‬ ‫* ولا ينبغي أن نجعل تتبعنا واقتدائنا بعلمائنا يشكل حاجز ًا بيننا وبين الاهتداء بالنبي ﷺ وإنما دور العالم‬ ‫أن يقربك من هدي النبي ﷺ ‪.‬‬ ‫اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم‪ ،‬وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪ ،‬اللهم‬ ‫بارك على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم‪ ،‬وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد‪.‬‬ ‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 05‬مقدمات منهجية ‪5‬‬ ‫مقدمة منهجية(ثمرات علم العقيدة)‪:‬‬ ‫مقدمة ومراجعة‬ ‫* تحدثنا في الدرسين السابقين عن مميزات العقيدة الإسلامية‬ ‫و أنه يتميز ب‍‍امتلاك عقيدته للأدلة والبراهين الواضحة القطعية على صحتها وأن ما يميز الإسلام عن غيره من‬ ‫الشرائع المختلفة هي قوة البراهين‪.‬‬ ‫* وبالحديث عن دلائل نبوة النبي ﷺ تحدثنا عن دلائل صحة القرآن لأن مجرد إثبات نبوة النبي ﷺ‬ ‫هي إثبات للقرآن وأن الرسالة التي جاء بها هي من عند الله‪.‬‬ ‫* لذلك من الأمور المركزية التي ينبغي العناية بها في مختلف المجالات الدعوية هي براهين النبوة‪.‬‬ ‫ثمرات اإليمان برباهني اإلسالم‪:‬‬ ‫* من المهم معرفة الثمرات التي ينبغي أن تحصل عند الإيمان ببراهين الإسلام‪.‬‬ ‫الثمرة األوىل‪ :‬اليقني‪:‬‬ ‫‪ -‬الثمرة التي تنشأ عن معرفة دلائل الإسلام هي اليقين‪ ،‬وهو كنز لا يعرف قدره إلا من ُحرمه‪.‬‬ ‫‪ -‬من خصائص هذا العصر الفكرية والمعرفية‪ ،‬قضية الشك والنسبية وأنه لا يوجد حق مطلق ولا باطل مطلق‪،‬‬ ‫فيترتب على ذلك انعدام اليقين في النفوس‪.‬‬ ‫‪ -‬في هذا الوضع العبثي‪ ،‬السرقة والقتل والسطوة على الضعفاء لا تكون شر ًا لأن كل الحقائق نسبية فما تراه شر ًا‬ ‫يراه المجرم حقا له‪ ،‬فتنتشر الفوضى ويعم الفساد‪ ،‬عندها فقط نعرف قيمة اليقين وقيمة أن يكون لدينا‬ ‫مرجعية للحق والباطل موقنين بها نبني أفعالنا عليها‪.‬‬ ‫الثمرة الثانية‪ :‬العمل المتعلق بالله‪:‬‬ ‫‪ -‬من أعظم الثمرات التي تنتج عن الإيمان القطعي بصحة الإسلام هي العمل المتعلق بالله‪.‬‬ ‫‪ -‬اليقين ينتج عنه عمل‪ ،‬فيقينك بالله وبنعيمه وعذابه ورحمته يجعلك تُتْبع اليقين بالعمل المتعلق بالله‪.‬‬ ‫الثمرة الثالثة‪ :‬الدعوة إىل هذه العقيدة‪:‬‬ ‫‪ -‬يقينك بالعقيدة الإسلامية وأنها الطريق الحق الموصل إلى الله يجعلك تشفق على غيرك ممن يسلكون طرق ًا‬ ‫غيرك فترحمهم وتدعوهم إلى الصواب‪.‬‬ ‫الثمرة الرابعة‪ :‬السعادة‪:‬‬ ‫‪ -‬السعادة أنك عرفت الحقائق الكبرى التي يغفل عنها الكثير‪ ،‬ومن تلك الحقائق‪ ،‬الهدف من الحياة وماذا بعد‬ ‫الموت‪.‬‬ ‫‪ -‬ويترتب على ذلك أن تكون الحياة الدنيا بالنسبة لغير المؤمن هي كل ما يملك‪ ،‬ففقدان أشياء بسيطة كوظيفة‬ ‫أو مال تجعله يشعر أنه فقد كل شئ فيُقدم على إزهاق روحه‪.‬‬ ‫رب يقدر الخير لعباده وأن هناك حياة أخرى يأخذ‬ ‫‪ -‬أما المؤمن بالله فهو يؤمن بأن كل شئ ُخلق بقدر وأن له ٌ‬ ‫فيها كل ذي حق حقه‪ ،‬وما إلى ذلك من حقائق الإسلام الأساسية التي تدخل المرء في حالة من السعادة‬ ‫والاطمئنان‪ ،‬وهو ما يبحث عنه ملايين من البشر‪.‬‬ ‫وحصل من نجاح فالنجاح الحقيقي هو دخول الجنة‪،‬‬ ‫‪ -‬كذلك المؤمن يؤمن بحقارة الحياة الدنيا وأنه مهما وصل ّ‬ ‫كذلك مهما خسر وفشل فالخسارة والفشل الحقيقي هو دخول النار‪.‬‬ ‫‪ -‬السعادة صورتها الأساسية هي الرضا بقضاء الله وقدره وهذا الرضا لا يكون إلا بيقين‪.‬‬ ‫‪ -‬تلك السعادة لا تأتي لم يقول أنا مسلم فقط‪ ،‬بل أن تكون علاقتك بالله متينة وأن تعلم أن الله يراك وأنه من‬ ‫قدر عليك أقدارك خيرها وشرها وأن توقن بكل هذا‪.‬‬ ‫* أقوي الناس فعلا هم الموقنون المتوكلون على الله‪ ،‬حتى أن بعض الموقنون تحيط بهم التحديات و الابتلاءات‬ ‫والشدائد و|ذا ُسئلوا عن حالهم قالوا بيقين أنهم في أحسن حال! ياللقوة!‬ ‫ج ّن َت َ‬ ‫ما ُت َب ُ‬ ‫لِّغ َنا ِب ِ‬ ‫ه َب ْي َن َنا َ‬ ‫ما َت ُ‬ ‫ِ ْ َ ْ‬ ‫همَّ ْ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ه َ‬ ‫اع ِت َ‬ ‫ك َ‬ ‫ط َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫اص َ‬ ‫يك‪َ ،‬‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َب ْي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ول ِب ِ‬ ‫ش َي ِت َ‬ ‫ك َ‬ ‫م َل َنا من خ‬ ‫س ْ‬ ‫اق ِ‬ ‫الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫الد ْن َيا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫صاِئ َ‬ ‫ب‬ ‫ع َل ْي َنا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ن ِب ِ‬ ‫ما ُت َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ين َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ْ‬ ‫ال َي ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫و ِ‬ ‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 06‬مقدمات منهجية ‪6‬‬ ‫مقدمة منهجية(العقيدة بني المسلمني)‪:‬‬ ‫‪ -‬كانت المقدمات المنهجية السابقة عن أصول العقيدة في الإسلام من إثبات وجود الله تعالى وكماله ونحو‬ ‫ذلك‪ ،‬بينما في هذه المقدمة عن العقيدة بين المسلمين وما حدث بينهم من اختلافات والموقف الصحيح‬ ‫منها‪.‬‬ ‫أخبار العقائد والموقف منها‬ ‫األحكام واألخبار‬ ‫‪ -‬الله سبحانه كما أنزل الأحكام أنزل الأخبار‪ ،‬والموقف الصحيح من الأحكام هو التطبيق والامتثال أما من‬ ‫الأخبار فهو الإيمان والتصديق والتسليم‪.‬‬ ‫* العدل يكون في الأحكام والصدق يكون في الأخبار‪ ،‬يقول الله تعالى‪" :‬وتمت كلمة ربك صدق ًا وعد ًلا"‪.‬‬ ‫‪ -‬العقيدة في الأساس تأتي في قسم الأخبار‪ ،‬والمطلوب منا الإيمان بها وتصديقها‪.‬‬ ‫‪ -‬أما الأوامر والأحكام يدخل فيها الأمور الفقهية والعملية والآداب والأخلاق ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪ -‬المطلوب من المؤمن أن يقابل كل خبر أخبر الله به بالتصديق وكل أمر ََأم َر الله به بالاستجابة والامتثال‪.‬‬ ‫‪ -‬كلما كان تحقيق الإيمان والتصديق والتسليم في الخبر أعظم‪ ،‬كانت الاستجابة والامتثال للأمر أعلى وأقرب‪،‬‬ ‫وهنا العلاقة بين العقيدة والعمل‪.‬‬ ‫موقف الناس من أخبار العقيدة‬ ‫‪ -‬الفئة الأولى‪ :‬من رفضت العقيدة بالكلية وهم الكفار‪ ،‬وسبق ذكر تلك الفئة في المقدمات السابقة‪.‬‬ ‫‪ -‬الفئة الثانية‪ :‬وهي تصدق بأصل العقيدة‪ ،‬ولكن لم تقابلها بتمام الإيمان والتسليم‪ ،‬وإنما وقفت موقف ًا ليس هو‬ ‫الصحيح الذي أراده الله‪.‬ومن تلك المواقف‪:‬‬ ‫* جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله ﷺ وصف لله تعالى بمجموعة من الصفات‪ ،‬لكن طوائف من الأمة الإسلامية لم‬ ‫تقابل تلك النصوص بتمام الإيمان والتسليم وإنما أدخلوا مكونا ثقافيا آخر تعاملوا به وهو أن هذه النصوص إذا أخذنا بها فهي‬ ‫تستلزم مشابهة الله لخلقه ونحن ننزه الله عن المشابهة وبالتالي ننفي دلالة النصوص الدالة على أسماء الله وصفاته‪ ،‬أما‬ ‫الصحيح فهي أن هذه النصوص تثبت الأسماء والصفات بلا تشبيه‪.‬‬ ‫* الله سبحانه وتعالي بيَّن في قسم الخبر أنه كل شئ خلقه بقدر وبيَّن أنه قدر الخير والشر‪ ،‬إلا أن طائفة مسلمة موحدة تحب‬ ‫الله ورسوله وتتبعهما ولكنها قالت بأن الله لا يمكن أن يقدر بعض الأمور التي يُري بأنها شر أو معاصي وذنوب وإنما نحن ننزه‬ ‫الله عن ذلك‪ ،‬فنفوا جزء من القدر‪ ،‬والصحيح أن نقابل هذا بالإيمان والتسليم بأن الله أعلم بنفسه سلحانه وتعالى وأعلم‬ ‫بأفعاله وهو الذي بيَّن لنا ذلك‪.‬‬ ‫وهكذا في كل خبر من أخبار العقيدة تظهر طائفة لا تقابله بتمام التسليم‪ ،‬ولهذا أسباب آت ذكرها‪..‬‬ ‫أسباب وقوع بعض طوائف اإلسالم في أخطاء عقدية‬ ‫‪ -‬السبب الأول‪ :‬تقديم العقل على النقل وتحكيم العقل في غير مجاله وجعله مهيمن ًا على الشرع‪.‬‬ ‫* والصحيح أن العقل والنقل يسيران بطريقة غير متعارضة‪ ،‬فإ ذا صح النقل فالعقل لا يمكن أن يعارض‪،‬‬ ‫والعكس صحيح‪ ،‬إذا صح العقل ودليله فلا يمكن أن تجد دليلا شرعي ًا ثابت ًا يعارضه‪.‬ومن قالوا بالقدر من أهم‬ ‫أسبابهم هذا السبب‪.‬‬ ‫‪ -‬السبب الثاني‪ :‬وهو التأثر بثقافة مختلفة عن الثقافة الإسلامية‪ :‬تلك ثقافات ُوجدت قبل الإسلام وترجمها‬ ‫علماء المسلمين ‪-‬في القرن الثاني الهجري‪ -‬مثل الثقافة اليونانية‪ ،‬وهذه الثقافات بها فلاسفة ومفكرون تحدثوا‬ ‫عن العقيدة و عن مختلف القضايا بخلاف الإسلام‪ ،‬فتسللت تلك الأفكار والدواخل على صفاء المعتقد الإسلامي‬ ‫ليس فقط بسبب الترجمة وإنما بأي طريقة أدت إلى التأثر بتلك الثقافات‪.‬‬ ‫‪ -‬السبب الثالث‪ :‬التقليد والجمود دون الرجوع الذي فيه تجرد وصدق للكتاب والسنة‪ :‬ف‍‍البعض نشأ في مدرسة‬ ‫معينة تحت شيوخ يقلدونهم دون الرجوع للكتاب والسنة فلا يسألون ما مدى صحة تلك الاعتقادات في الكتاب‬ ‫والسنة‪ ،‬ثم تجاوز الأمر إلى رفض كل من يخالف اعتقادهم والمغالاة في الحكم عليهم‪.‬‬ ‫الخالفات العقدية والموقف منها‬ ‫‪ -‬في واقعنا اليوم كثرت الخلافات العقدية على طول وعرض العالم الإسلامي‪ ،‬ومن أصعب الأمور التي تواجه‬ ‫مصلحي هذا الزمان هي تلك الإختلافات‪ ،‬ولذلك نجد أمام تلك الاختلافات مواقف خاطئة منها‪:‬‬ ‫* عدم اعتبار أعذار لكل من أخطأ في بعض الأبواب العقدية وهذا موقف متشدد‪ ،‬لأن بعض النصوص جاءت في‬ ‫الكتاب والسنة تفيد أنه يمكن أن يُعذر أصحاب الأخطاء العقدية‪ ،‬مثل‪ :‬قصة من أمر أولاده بحرق جثته‪.‬‬ ‫* التساهل في أخبار العقيدة باعتبارها كالأقوال الفقهية وأنها مسائل اجتهادية لا تداعي للتأكيد عليها ولا لدراستها‬ ‫بوضوح وهو موقف متساهل خاطئ أيض َا‪.‬‬ ‫‪ -‬الموقف الصحيح من المخالفين للعقيدة الصحيحة هو أن نوضح العقيدة بالأدلة والبراهين ونناقشهم فيها‬ ‫وفي نفس الوقت ألا نشدد كثير ًا على أبواب الأعيان والأشخاص ولكن نعذرهم فمنهم مجتهد جاهل وآخر مجتهد‬ ‫أخطأ وغير ذلك من الأعذار التي يمكن أن تحصل للإنسان‪.‬‬ ‫‪ -‬وهذا ليس معناه أن الأعيان لا يُشدد عليهم دائم ًا وإنما ٌكل بحسبه‪ ،‬فمن هو مبالغ في إنحرافه ومصادماته‬ ‫للقرآن والسنة يشدد عليه بحسب مبالغته‪ ،‬وتحديد مقدار انحراف الأشخاص وكيف التعامل معهم هي مسألة‬ ‫معتبرة عند أهل العلم من حيث هل أراد المخالف الحق أم يتكبر ونحو ذلك‪.‬‬ ‫الموقف الصحيح من النصوص العقيدة‬ ‫‪ -‬أو ًلا‪ :‬الإيمان والتسليم بمقتضى ما دل عليه كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وفهم النصوص الشرعية يكون‬ ‫باعتبار أنه بلسان عربي مبين فتجري عليه قوانين اللغة كما تجري على غيره من النصوص‪..‬‬ ‫‪ -‬ثاني ًا‪ :‬تقديم مواقف الصحابة في الأبواب العقدية على غيرهم لعدة أسباب‪:‬‬ ‫‪.1‬لأنهم تربوا في مدرسة النبيﷺ‬ ‫‪.2‬لتحقق نسبة الفهم واللغة وإدراك المقاصد لأبعد مدى بحكم صحبتهم للنبي ﷺ‪.‬‬ ‫‪.3‬لأن النبي ﷺ ّنص على أنهم خير القرون‪.‬‬ ‫‪.4‬لأنه لم يحصل بينهم اختلافات عقدية أصولية ولم يتشققوا إلى مدارس ومناهج عقدية مختلفة‪.‬‬ ‫* ولقد حصل في وجود الصحابة اختلافات عقدية كبيرة ولكنهم قابلوها بالرفض التام وهذا يؤكد سلامة موقفهم‪.‬‬ ‫‪ -‬ثالث ًا‪ :‬الربط بين النصوص العقدية التفصيلية وبين مقاصدها ومعرفة لماذا يخبرنا الله بتلك الأخبار العقيدة‬ ‫* مقاصد الشريعة في باب العقيدة‪:‬‬ ‫‪.1‬العلم بالله‬ ‫‪.2‬حدوث الآثار القلبية وهي الثمرة العملية والسلوكية الناتجة عن العلم بالله مثل الخشية والإنابة‬ ‫ونحوهما‪.‬‬ ‫* من المهم الربط بين العقيدة ومقاصدها حتى لا نحيد تلك المقاصد‪ ،‬وهكذا في سائر الدين‪ ،‬فمختلف العلوم‬ ‫ومراتبها والمناصب كلها وسائل لمقاصد معينة يجب أن نتعرفها ومن يحيد عن تلك المقاصد قد يكون من‬ ‫الخاسرين يوم القيامة مثل من حاد عن مقصد ابتغاء وجه الله في طلب العلم فكان من أوائل من يسحب على‬ ‫وجهه في النار لتعلمه العلم لغير الله‪.‬‬ ‫* الخطأ في الشريعة ليس أمر ًا هين ًا ولكن من يخطئ لأي سبب لا نهمشه تمام ًا بل نستفيد منه ومن علمه في‬ ‫جوانب أخرى وربما نعذره‪.‬‬ ‫كان هذا هو تعامل المسلمين مع العقيدة وتفاعلهم معها‪..‬وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫الحقيبة الشرعية | العقيدة ‪ | 07‬خارطة علم العقيدة‬ ‫ة‬ ‫ل وال سلام على رسول الله‪..‬‬‫ب سم الله والص ا‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪ -‬دراسة علم العقيدة عبر ثلاثة محاور‪:‬‬ ‫‪.1‬مقدمات منهجية(درسناها في الدروس من ‪.)6 - 1‬‬ ‫‪.2‬البناء العقدي(نفس المحتوى العقدي الإسلامي)‪.‬‬ ‫‪.3‬ما يضاد العقيدة‪.‬‬ ‫مقدمة منهجية(كيف نتلقى العقيدة)‪:‬‬ ‫* ترتيب علم العقيدة ودراسته ترتيب اجتهادي ليس متفق عليه من كل من يكتب في العقيدة‪.‬‬ ‫‪ -‬أكثر الكتب المؤلفة في العصور المتقدمة في الإسلام كانت تعتني بالقسم العقدي الإثباتي التصديقي‪ ،‬حيث‬ ‫أنها لم تهتم أثناء عرض العقيدة بذكر القضايا التي وقع فيها الاختلاف فقط‪ ،‬وإنما قامت بإ برازها‪.‬‬ ‫‪ -‬فأصبح من يؤلف علم العقيدة دائما منشغل بالمسائل التي فيها خلاف وإن كان يتم ذكر الموضوعات‬ ‫الأساسية‪.‬‬ ‫‪ -‬ما فائدة ذكر ذلك؟ الفائدة أمران‪:‬‬ ‫الأمر الأول‪ :‬هو أهمية أن نتناول علم العقيدة من حيث محتواه في الشريعة‪ ،‬فتكون القضايا العقدية من حيث‬ ‫قيمتها وأولوياتها هي بحسب قيمة وأولويات الشريعة‪.‬‬ ‫الأمر الثاني‪ :‬أن لا تكون الاختلافات هي التي تحدد قيمة وأهمية موضوعات العقيدة‪ ،‬فاختلاف الناس ليس‬ ‫معيار ًا مطلق ًا دون شروط لأهمية الموضوع المختَلف عليه‪.‬‬ ‫* اختلاف الناس في موضوع عقدي معين يعطي قيمة للقضية المضادة لهذا الخلاف‪ ،‬ولكنها قيمة نسبية‬ ‫تختلف بقدر وجود هذا الاختلاف‪..‬‬ ‫‪ -‬أين الخلل في هذا العرض؟‬ ‫الخلل الأول‪ :‬عدم عرض العقيدة بحسب قيمتها ومقاصدها في الشريعة والتركيز على الخلاف فقط‪.‬‬ ‫الخلل الثاني‪ :‬عرض خلافات عقدية ليست منتشرة في الواقع ولكنها اختُ َلف في أزمنة ماضية‪ ،‬فلم تُعرض لبيان‬ ‫الخلاف وحل الإشكال فهو غير موجود‪ ،‬وإنما ُعرضت لمجرد انها قضية حصل بها خلاف‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف نحدد القضايا العقدية التي تتطلب اهتمام فع ًلا؟‬ ‫أولا‪ :‬أن ننظر إلى القضايا العقيدة بحسب قيمتها في الوحي من القضايا التي أ ّكد الله فيما يتعلق بالاعتقاد‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬أن نعتني بالقضايا التي وقع فيها إنكار ومخالفة بحسب مقدار انتشارها وتأثيرها‪ ،‬فلا نجمد على قضايا‬ ‫محددة وقع فيها اختلاف في أزمنة سابقة‪.‬‬ ‫* مثل الإلحاد الذي انتشر وهو مخالف للعقيدة ثم رفض متخصصون في العقيدة محاربة هذا الفكر المخالف‬ ‫تمام ًا لأصل العقيدة‪.‬‬ ‫الخارطة العامة لمادة العقيدة‪:‬‬ ‫خريطة ذهنية للمادة‬ ‫حمل الصورة لجودة أفضل‪.‬‬ ‫وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪...‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser