مقرر تصميم أزياء أ PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
جامعة الأزهر
فاطمة السعيد مدين
Tags
Summary
هذا المقرر يتناول تصميم الأزياء عبر العصور، ويشمل مقدمةً عن العلاقة بين الإنسان والبيئة، وتطور تصميم الأزياء في مختلف الحضارات، مثل الحضارة الفرعونية والإغريقية والإسلامية. يُركز المقرر على كيفية تأثير البيئة والثقافة على أساليب التصميم المختلفة.
Full Transcript
كلية االقتصاد المنزلى قسم المالبس والنسيج مقرر :تصميم أزياء أ كود :مال 53 للفرقة :الثالثة قسم :المالبس والنسيج أستاذ المقرر أ.م.د /فاطمة السعيد مدين أستاذ مساعد بقسم المالبس والنسيج – كلية االقتصاد...
كلية االقتصاد المنزلى قسم المالبس والنسيج مقرر :تصميم أزياء أ كود :مال 53 للفرقة :الثالثة قسم :المالبس والنسيج أستاذ المقرر أ.م.د /فاطمة السعيد مدين أستاذ مساعد بقسم المالبس والنسيج – كلية االقتصاد المنزلي – جامعة األزهر 1 بسم اهلل الرمحن الرحيم "...سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" ﴿ من أية :23سورة البقرة﴾ صدق هللا العظيم 2 مقدمة: أن العالقة بين اإلنسان والبيئة التي يعيش فيها عالقة تفاعل مستمر تأثير وتأثر، ويظهر جليا على اإلنسان في مظهره وطريقة ملبسه التي تغيرت على مر العصور حيث استخدم اإلنسان في الماضي ورق األشجار لستر عورته ،ثم بدأ يكتشف بعض الخامات مثل جلود الحيوانات أثناء رحلته في الصيد واستخدامها لحمايته من أضرار البيئة وعندما عرف الزراعة استخرج األلياف من النباتات بدأ في غزلها ونسجها لصنع مالبسه في أبسط صورة. ومن المعلوم إن كل فن هو وليد عصره وهو يمثل اإلنسانية بقدر يتالءم مع األفكار السائدة في وضع تاريخي محدد ومع مطامح هذا الوضع ومع حاجاته وأماله.لكن الفن يمضى إلى أبعد من هذا المدى ،فهو يجعل كذلك من اللحظة التاريخية المحددة لحظة من لحظات اإلنسانية لحظة تفتح األمل نحو تطور متصل ،ولقد تعددت موضوعات التصميم في العصر الحديث وشملت مجاالت كثيرة نفسية واجتماعية وتجريبية مما يتطلب فهم لطرق التكنولوجيا حتى يمكن متابعتها.وتعدد الموضوعات يتضمن تنوع أساليب التشكيل واألداء والخامات فلم يعد تصميم األزياء مجرد موضة وأزياء وإنما أصبح ميدان لخبرات ومواقف يتعلم من خاللها المصمم فن التفكير بالممارسة الفنية لتكوين وتشكيل الخامات فهو المعمل الذي يمزج فيه الفن بالتكنولوجيا وما يتبع ذلك من طرق التفكير المتميز بالطالقة والمرونة والتجديد واألصالة والتجريب . ولقد تطورت صناعة المنسوجات في العصر الحديث تطورا كبيرا نحو التقدم واالزدهار ،وأصبحت نظرة الفنان المصمم للتصميم ليست بالنظرة الجمالية فقط، ولكن بمدى إرتباطة بالمراحل التنفيذية المختلفة ،والوسائل المتعددة التي ستستخدم في تنفيذ التصميمات المبتكرة على المنسوجات . ولذلك فإن تصميم األزياء هو ذلك الكيان الفني والثقافي والحضاري الذي يحمل أغلب المعاني اإلنسانية بل ويجسدها عبر العصور نتيجة لوعي اإلنسان بأهمية 3 المالبس ،فاالهتمام بعلوم وفنون المالبس في العصر الحديث لم يأت من فراغ ،بل هو امتداد يحمل في طياته حياة اإلنسان بجوانبه االجتماعية والتاريخية واالقتصادية والتكنولوجية . وفي صورة تخصصية فإن تصميم األزياء يعد واحدا من الفنون التطبيقية الزخرفية الهامة ،لهذا يطلق علية فن وتصميم األزياء حيث أن الفن يعبر عن جماليات لقيم ومعاييرتنتمي إلى البيئة التي يعبرعنها ،وهو السلوك الحسي والمشاعر المرتبطة بالشخصية التي تقوم بالعمل الفني ،وعلى هذا األساسي فإن الفن يجمع بين السلوك الحسي والمشاعر المرتبطة بالشخصية التي تقوم بالعمل الفني. وهللا ولي لتوفيق 4 الباب األول فن وتصميم األزياء 5 الفصل األول تصميم األزياء عبر العصور 6 تصميم األزياء عبر العصور يعد تصميم األزياء أحد الفنون التطبيقية الزخرفية ،لذلك يطلق علية فن وتصميم األزياء ،حيث أن الفن يعبرعن جماليات لقيم ومعايير تنتمي إلى البيئة التي يعبر عنها ،وهو السلوك الحسي والمشاعر المرتبطة بالشخصية التي تقوم بالعمل الفني . ومن هذا المنطلق فإن الفن يجمع بين السلوك اإلنساني والبيئة التي ينتمي إليها هذا اإلنسان لينتج عن هذا الجمع عمل فني له غرض وظيفي معنوي يرتبط بالراحة النفسية سواء للقائم على العمل أو للمتلقي. لهذا فإن فن وتصميم األزياء نستطيع آنذاك أن نذكره بأنه العمل الذي يجمع بين الجمال الحسي ورقي المشاعر والصورة المادية المحسوسة التي يدركها العقل ،أو إنه الجمال المتجسد في صورته المادية بغرض النفع واالستخدام ولكي تتكشف حقيقة أن تصميم األزياء من الفنون الزخرفية ،فإن هذا يعود بنا إلى قديم الزمان حيث كان اإلنسان األول ( قبل التاريخ ) يزخرف ويزين جسده العاري لكي يبرز معاني جمالية ووظيفية من عناصر بيئته .أما عن الجمال فهو في إختيار العناصر وقدرته التذوقية لها وفي كيفية تناولها وتنسيقها ،وبالنسبة للوظيفة فكانت ألغراض التزين وتغطية بعض من جسده ،ومن الجانب النفسي فهي إلظهار مكانته بين عشيرته كما أن هنالك دالالت ورموز تعرف بالوشم وترسم على الجسم باعتباره الوازع األساسي الذي قاده إلى مثل هذا العمل إال وهو رفع السحر عنه من خالل رسومات ونقوش زخرفية لها دالالت دينية وروحية على أساس المعايير التي كانت سائدة في ذاك الوقت والتي كنيت بالوشم. ثم امتدت فكرة التصميم كفن زخرفي مع ظهور الحضارات المختلفة ونذكر منها على سبيل المثال الحضارة الفرعونية والتي اعتبرت أغلب أعمالها أن لم تكن كلها فن زخرفي ( تطبيقي ونفعي ) وتمثل هذه األعمال في شكل العمائر من معابد وقصور في زخرفة جدرانها ،كذلك في أزيائهم المميزة بقصاتها وخاماتها ومكمالتها 7 وتوظيفها في صورة غاية في الجمال ،ثم األثاث واألدوات المنزلية المستخدمة كاألواني والسكاكين وغيرها مما استعمله المصري القديم في حياته اليومية . ويتضح لنا أن البيئة المصرية المرتبطة بأرضها ونيلها وسمائها وشمسها هي التي أخرجت لنا الفنان والمصمم المصري القديم والذي عبر عن معتقداته الدينية والثقافية والعلمية في صورة رموز لها دالالتها .ولقد غلبت على أعماله التشكيالت الهندسية حيث الخط المستقيم والمربع والمستطيل والمثلث والدائرة ،بجانب الرموز األخرى النباتية والحيوانية والتي انبعثت منها الكتابة المصرية . وتمثلت الجماليات في انتمائها إلى الحس الديني المرهف والمشاعر الفياضة التي اشتهر بها المصري القديم ،والتي وظفها في العديد من أعماله التطبيقية المستخدمة في الحياة اليومية من مسكن وملبس.وعليه فإن الفن المصري فن تطبيقي إلستخداماته في جميع الحاالت ،فهو ليس لمجرد الزينة ولكن للنفع أيضا حيث كان حريصا على إظهار قدسية األشياء واالهتمام بها الرتباطه بالفكر الديني الذي صاغه في كل ما يتناوله من أشياء ،هذا وكما يوضح شكل رقم ( )1نوعيات الزخارف الفرعونية والتي يستخدم بعضها في زخرفة المالبس المصرية القديمة.. شكل رقم ( )1يبين نوعيات الزخارف الفرعونية والتي يستخدم بعضها في زخرفة المالبس المصرية القديمة. 8 أما الحضارة اإلغريقية التي عاصرت الحضارة الفرعونية زمنا ما ،فقد اهتمت أيضا بالجانب الزخرفي ،ولكن في صورة مختلفة حيث مالت الحضارة اإلغريقية إذا جاز األمر إلى الفن أكثر منه إلى التصميم ،فاإلغريق شعب حساس بطبعه يهتم بالطبيعة وألوانها ،نتيجة لطبيعة المكان الذي يسكنه ،مما كان له األثر في خلق فنان له خصائص تفيض بالمشاعر والرومانسية ،وبالتالي كانت مؤثرة على إنتاجه الفني من شعر وأدب قصصي وأساطير ونحت وعمارة ،لقدرته على التخيل واإلبداع الفكري. وعن تصميمات اإلغريق وأدواته التطبيقية المستخدمة في حياته اليومية ،فقد تشابهت مع فنون مصر القديمة من حيث التنظيم والترتيب بالرغم من اختالف العناصر الزخرفية ودرجات اللون المضافة للزخارف ،حيث اهتمت الحضارة المصرية باللون الطوبی واألزرق الفاتح "تركواز" واألخضر الزرعي واألصفر " االوكر " ،إما الحضارة اإلغريقية فاهتمت باللون األرجواني واألخضر الفاقع والبنفسجيات ،ومع هذا فإن كل منهما إهتم بتنظيم زخارفه في" كنارات " أو أشرطه. ونستخل ص من هذا العرض أن الحياة في الحضارتين كانت مليئة بالزخارف كل على قدر ثقافته إال أن اإلغريق كانوا يميلون إلى الجانب الجمالي في إظهار الشكل الفني بعيدا عن الغرض الديني كوظيفة في الجانب التطبيقي إلبداعاتهم ،ويظهر هذا جليا في أزيائهم ،حيث اهتموا بالجسم البشري في صورته الطبيعية وكانوا حريصين على إظهار مفاتنه سواء للمرأة أو الرجل ،فإذا أريد تزيين المالبس فإنها تظهر في صورة أشرطة ،مثل شريط أغسطس والتي اشتهرت مالبسهم بها على بعض من أطرافها وليست مساحة الملبس كلها.ويعتبر هذا هو الجانب البنائي الزخرفي في الملبس ،أما الجانب الجمالي فكانت تظهر إبداعاته في أسلوب إلقاء قطع من القماش الطويل على أجسامهم ليلتفوا إلبراز مفاتنهم ،وهو ما توضحه وتبرزه أعمالهم الفنية النحتية لتماثيل غاية في الجمال. 9 وال يذكر هذا لتوضيح أن اإلغريق اهتموا أكثر من المصريين القدماء في إظهار مفاتن الجسم من خالل أزيائهم ،ولكن لإلشارة إلى أن لإلغريق سلوكيات مختلفة تميل إلى تشكيل فني ورؤية جمالية في التصميم الزخرفى عما كان عند القدماء المصريين ،كما في شكل رقم ()2 شكل رقم ( )2يبين سلوكيات تشكيل اإلغريق لمالبسهم 11 شكل رقم ( )5يبين أحد أساليب لف القماش علي الجسم عند اإلغريق ولظهور الفالسفة اإلغريق مثل أفالطون وأرسطو أثر بالغ في تقييم األمور الفنية آنذاك ،فلقد قسمت الفنون وصنفت بما يوضح ارتقائهم بالفن إلى أعلى الدرجات وأن 11 األعمال اليدوية التطبيقية صنفت لتنتمي إلى فئة الصناع و المهاريين ،لتوضع في تصنيف متدني . ومن هنا يمكن القول بأن التصميم في العهد اإلغريقي كان متواجدا ولكن ليس في نفس مكانة الفن كما كان لدي الفراعنة ،حيث كان الفن والتصميم يسيران معا في خطين متوازنين ولهما نفس التقدير سواء في األزياء أو غيرها. ومع ظهور الحضارة اإلسالمية بثقافتها الدينية التي اهتمت بالرمز المجرد ، لالرتباط بالروحانيات واأليمان بعالم الغيب غير المحسوس حيث ظهرت عبقرية التصميم وبقوة ،ألن اإلعتماد الكلى في العمل الفني كان واقعه العقل ،حيث تنظيم العناصر الهندسية والنباتية في صورة تحاول أن تشغل كل الفراغات والمساحات المراد زخرفتها. فلقد وضع للفن اإل سالمى الزخرفي قواعد أساسية بحيث يسير عليها الفنان المصمم من حيث اإلتزان والتكرار للوحدات وعلى أساس أن المساحات التي يعمل عليها إما كنارات أو مساحات هندسية مختلفة .وإن ذلك التنظيم والتخطيط لملئ الفراغات الخاصة بالمساحات التزينية هو ذاك الذي يعتمد على العقل في تدبير حركة الوحدات في إيقاع متسلسل ،ليظهر لنا جماليات خاصة تعبر كنتيجة لذلك التنظيم.واعتبرت الوحدة الهندسية أو الوحدة النباتية المحورة في صورة تتماشي واألسلوب التنفيذي لها داخل المساحات ،هي المحور األساسي ألي عمل فني باعتبار أن الحيوانات والعناصر األداميه غير محببة في الفن اإلسالمی وعلى أساس تبعيتها للقواعد الدينية. ونصل بذلك إلى أن األعمال الفنية اإلسالمية تمتاز بالبساطة في تشكيالتها وغير رتيبة لتحويراتها المتعددة ،وأنها تستطيع أن تملئ الفراغ الذي يشعر به اإلنسان عند رؤية مساحة ثابتة نتيجة للسلوكيات التي صيغت بها الوحدات الزخرفية داخل تلك المساحات. ولقد ظهرت قواعد ذلك الفن على جميع األعمال التطبيقية من أدوات منزلية وأثاث ومالبس وحتى في العمائر مثل المساجد والقصور ،شكل رقم ( )4وبشكل خاص 12 على المالبس حيث كانت الزخارف تضاف بحذر وعلى أماكن محددة في صورة كنارات ،إما على األكمام أو ذيل الملبس كذلك على خط الوسط أو فتحة الرقبة. شكل رقم ()4زخارف ملونة من أبواب مسجد الملك األشرف قايتبای -القرن 13م -مصر يبين األسلوب الذي صاغ به الفنان المسلم زخارفه وقد تزداد الزخارف بعض الشئ في مالبس السيدات عنها في مالبس الرجال ،شكل رقم ( ) 5وتختلف النسبة فيما بعد بإختالف عصور الخالفة .وعليه فان ذلك 13 التوزيع لفكرة الكنارات وبصورة محددة تعتبر تصميما على أدراك العقل لما يقوم به ،وإن ميزان الجمال من حس ومشاعر ال يمكن أن نقول أنه قد إنخفض أو قل ولكن معيار الجمال اختلف نتيجة للسلوكيات التي اتبعها الفنان المسلم. شكل رقم ( ) 3يبين أماكن وضع الزخارف على المالبس في العصر العثماني ومما سبق يتضح أن الحضارات قد أفاضت لنا بالكثير من المفاهيم والمعايير في كيفية تناول أعمالها الفنية ،فتارة تبدو فنا وتصميما وتارة أخرى فنا أكثر منه تصميما ثم تصميما أكثر منه فنا جميال بالمعنى الذي صاغه الفالسفة اليونانيين القدماء السابق ذكرهم. 14 ومع التطور الفكري والثقافی و خصوصا بعد الفصل بين الفن الجميل و الفن التطبيقي في القرن السابع عشر ،تبين أن الفن الجميل ينطلق من الخيال وكأنه حلم ال يتقيد بالضوابط ،بمعنى أن الفنان غير مطالب بإصدار أحكام منطقية أو بنقل الواقع كما هو.ولذلك يجب أن نفرق بين منطق الفن ومنطق العلم والعقل ،وفي هذا النحو كانت أول محاولة للفيلسوف األلماني باومجارتن في كتابه االستطيقا ( Aetheticia ) عام 1۵۷۱م والذي اتجه فيه إلى تصحيح ما عرفناه عن الفن في النظريات التي بدأت باليونانيين على أساس أن المحاكاة هي روح الفن ،ألن ما يميز اإلنسان على سائر الكائنات هو القدرة على المحاكاة والتي تعد مصدر غبطة ومتعة نتيجة للتعبير عن التجربة الفنية التي خاضها . أما الفن التطبيقي فهو ذلك الفن الذي يخضع في األداء للخامة من ناحية ولألصول الصناعية التي ترتبط بطرق التصنيع أو التنفيذ من ناحية أخرى ،وعليه فإننا يمكن أن نطلق على الفن التطبيقي بأنه الفن الذي ينتمي إلى منطق العلم والعقل بغرض النفع المادي ،وإن هذا المنطق يعمل على تحويل الواقع الفني إلى صيغ متكررة تناسب أدواته التكنولوجية التي ال تعترف بالفروق بين انفعال فني وأخر ،وهذا بخالف ما يحدث في الفن التعبيري حيث أن الفنان الحق ال يكرر أی انفعال فني مرتين . ونخرج من ذلك بأن الفن التعبيري هو اإلحساس والمشاعر التي يعبر عنها الفنان دون قيد أو شرط ،كما أن االنفعال الصادق في لحظة ميالد العمل الفني ،أما الفن التطبيقي فيخرج عن هذا بوجود القيد والشرط للحصول على ما يسمى باإلنفعال الثابت لكی نضمن أن العمل الفني سوف يتكرر بنفس الصورة مرات عديدة. وفي هذا نخرج من تلك التعريفات بأن الفن التطبيقي هوما خطط له مسبقا بمعطيات فنية علمية عقلية لها حساباتها بناء على األدوات التكنولوجية المتاحة .حيث األدوات التكنولوجية التي يدعمها الفكر والثقافة اللتان حددتا كيفية التعامل مع هذا العمل الفني للوصول إلى منتج نفعي يحمل صفات فنية جميلة ويأتي هذا بمعنى الدمج بين الفن 15 الجميل واألعمال التطبيقية والتي بها نعود إلى فكرة القدماء حيث الفن الزخرفي والذي كان المقصود منه الجمال والنفع إال أن الصورة األخيرة ارتبطت بمعنى التصميم في العصر الحديث وأصبحت لها معايير( أسس وقواعد علمية ) يبنى عليها العمل الفني .لتخرج األعمال التطبيقية من إطار المهارات اليدوية إلى مستوى الفنون بعد ربطها بالفنون الجميلة على يد الفنان والمصمم الشاب وليم موريس ( ) William Morrisبعد منتصف القرن التاسع عشر ،الذي أحدث ثورة في عالم التطبيقات النفعية إلنتاج سلع ومنتجات ذات مستوى رفيع .وليحقق هذا الحلم بعد تأثر أصحاب الصناعات بتلك الفلسفة الجديدة ودعم فكرته على أساس الفائدة العظيمة التي سوف تعود عليهم من زيادة في األرباح نتيجة رواج تلك السلع بعد التغيرات التي ستطرأ عليها. وبهذا فإن الفن الجميل أصبح له معنى مختلف عندما ارتبط بالمهارات التطبيقية ، ليطلق عليه الفن التطبيقي والمرتبط ارتباط كليا بمعنى التصميم ،حيث أن التصميم يعني التخطيط واإلبداع واالبتكار والذي انحصر معناه األولى في العناصر األساسية (الخط -المساحة -اللون ) والمكون للعمل الفني ،ثم في معناه الثاني والمرتبط بأسس وقواعد التنفيذ للمنتج للوصول إلى النفع واالستخدام . وفي هذا نذكر أيضا تعريف ألحمد بدوى أن التصميم الزخرفي ويعنى ( المنتج الزخرفي التطبيقي ذو الجماليات الخاصة به ) هو ترجمة لفكرة موضوعة مسبقا وهادفة لها عالقة تامة بوسيلة التنفيذ والمكان المعد له وما تحمله في طياتها من قيم فنية . فالتصميم علم وفن ويتساوى في المعنى مع الفنون التطبيقية ويتوقف نجاح التصميم على توزيع الخطوط األساسية والوحدات المتنوعة المكونة للشكل العام في تنسيق واتزان وترابط لعناصره في صورة متكاملة لتحقيق الغرض منها وهو االستخدام . ومن الفنون التطبيقية أو الزخرفية التي نهتم بها هنا هو فن وتصميم األزياء. 16 الفصل الثاني نشأة مفهوم تصميم األزياء 17 تصميم األزياء كمفهوم فني تطبيقي يعتبر فن تصميم األزياء من الفنون التطبيقية التي تعتمد على األساليب الفنية والعلمية معا دون الفصل بينهم ،فهي ليست مجرد مهارة ولكنها تجمع بين الجمال والنفع اللذان تم إيضاحهما سابقا. ولكي نصل لمعنى التصميم الحق البد من اإلشارة إلى أن األزياء مرت بمراحل مسايرة لتطور معنى الفن والتصميم. ففي مرحلة من المراحل ظهرت األزياء وكأنها فنا جميال أو تميل أكثر ألن تكون فنا جميال ،وهذه المرحلة بدت لنا في األزياء اإلغريقية حيث االهتمام بجماليات الجسم البشري واعتباره أحد المحاور األساسية لتشكيل الملبس ،فكانت قطعة القماش تنسدل بحرية تبعا ألسلوب لفها على الجسم ومع تواجد بعض من الزخارف في كنارات على حواف الرداء كنوع من التجميل ،والجمال هنا متمثل في كيان القماش والجسم البشري .لذا نشير إلى أنه قد تكون فكرة التشكيل على المانيكان استنبطت معظم أعمالها من تلك األساليب المعمول بها لدى اإلغريق ،وبناء عليه أطلق عليه فن التشكيل على المانيكان وليس التصميم على المانيكان . كذلك في مرحلة ظهور الفن الكالسيكي في القرن الرابع عشر والتأكيد على الجمال الطبيعي الذي تم تجسيده في أعمال تلك الفترة ،لتظهر أهمية الجمال الطبيعي والمتمثل في المناظر الطبيعية وتصويرها بشكل دقيق كما في التصوير الفوتوغرافي ،وكذلك في نقل صور األفراد أو األشخاص إلظهار التفاصيل الدقيقة كما في نوعية الثياب التي كانوا يرتدونها ،فالكالسيكية هي التقليد لما في الطبيعة بنفس الهيئة ، وعلى نفس المنوال كانت األزياء تحاول أن تتماشي مع نفس أسلوب ورؤية فناني تلك الفترة وفلسفتهم . ولنا أن ندرك ذلك من األعمال الفنية التي تمت في تلك الفترة ولقد ظهرت فيها األزياء لتجسد الجمال الطبيعي والمتمثل في طبيعة الجسم البشري ومحاولة صياغته على سبيل المثال كشجرة جميلة ،حيث القاعدة الهرمية المعمول بها في بناء العمل 18 الفني ،سواء ظهر هذا في أسلوب التنفيذ أو أسلوب زخرفة القماش المستخدم ،وكما في شكل رقم ( . ) 6 ومع التطور الفكري والثقافي لفلسفة علم الجمال في أواخر القرن التاسع عشر وظهور بدايات الفن الحديث والذي اعتبرت أعماله كتصميمات مبدئية ألعمال تطبيقية أثرت وبشكل مباشر على فكر القائمين على فن وتصميم األزياء وربطها بالقيم الجديدة ومعايير الفنون الحديثة حيث الفن والعلم والتعرض لمفهوم علم الجماليات الحسية ( )Aestheticsاالستاطيقا والذي يهتم بمفهوم أن الجمال المؤثر على المتلقي أو المتذوق يكون ناتجة من العمل الفني نفسه وفي الشكل دون المضمون شكل رقم ( ) 6يبين طبيعة المالبس المتأثرة بجماليات القرون الوسطى وبهذا المنطق ابتعدت المالبس عن المؤثرات التي تحاول تشكيل الجسم تبعا لجماليات الطبيعة وجعل شكل الملبس كتكوين على حده ،فهو العمل الفني الذي يعطي جماال خاصا بتفاصيله ،والمتمثلة في مساحات القصات وألوانها وخطوط تشكيلها ،لتعبر عن إحساس جديد أال وهو الوظيفة حيث الراحة في الشكل العام واالنسدال والضبط . وهی نقاط هامة نشأت عن تدخل العلوم ودراسة اإلنسان ( األرجنومية 19 ) Argonomicومتطلباته حيث طبيعة الخامة ومناسبتها للملبس في نوع المالمس السطحية لها لينطلق عالم تصميم األزياء بعدها محدثا ثورات هائلة في القرن العشرين نتيجه للتطورات العلمية في إنتاج الخامات والطباعة والصباغة ،ليتمكن من خاللها مصمم األزياء أن يبدع ويبتكر عالوة علي متطلبات العصر الحديث مع ظهور اإلنتاج الكمي والتحول من اإلنتاج الفردي إلى صناعة كبيرة سميت بصناعة المالبس الجاهزة. وفيها قسمت األعمال بداية من التصميم ومارا بعمل النماذج وقص القماش ثم التشغيل والتنفيذ إلى أن يصل إلى المنتج النهائي كملبس معد للتوزيع على المستهلكين . إن التصميم يعتبر من أول المراحل الهامة في صناعة األزياء ،فإن هناك تعاريف البد من التعرض لها للوقوف على معنى التصميم في مجال األزياء سواء في مفهومه البسيط أو في مفهومه المركب . مفهوم التصميم Designهو عملية تنظيم عناصر مرئية للهيئة الفنية ،والتصميم يرتبط بعناصرالزمة كالخط والشكل واللون والمساحة والضوء ومالمس السطوح ، بحيث تتالءم كلها لخدمة الشكل العام. كما أن التصميم يعني العمل الخالق الذي يحقق غرضه ،وعملية التصميم جزء من السلوك اإلنساني فرديا كان أم جماعيا فاإلنسان عادة يسعى إلى إشباع حاجاته وهو في سبيل ذلك يستخدم كل ما لديه من خيال ومعرفة ومهارة في ابتكار ما يحقق له هذه االحتياجات .والتصميم هو تلك العملية الكاملة لتخطيط شكل شيء ما ،وإنشائه بحيث يحقق الجانب الوظيفي ،وفي نفس الوقت يبلغ السرور إلى النفس ،أي إلشباع حاجة اإلنسان نفعيا وجماليا في وقت واحد . كما يعتبر التصميم حال إبتكاريا للمشكالت ويعتمد على التنظيم وعلى المعادلة بين الواقع الموضوعي أو المادي وبين الواقع الذاتي ويعتبر التصميم وسيلة لغاية ،سواء كانت الغاية إنتاج شيء له فائدة مادية ،أو إعداد رسالة بصرية لتوصيل فكرة ما . 21 كما يرى البعض أن التصميم هو صياغة للعالقات التشكيلية بإحكام واع يخدم بناء العمل الفني .ويمكن تعريفه بأنه الخطة أو النظام الذي ينظم أو ينسق عناصر العمل الفني المكون له ،بحيث تصبح وحدة تعبيرية في صميم اإلدراك الحسي المباشر من خالل توافر العالقات التنظيمية بين مختلف العناصر المركبة للعمل الفني . وللتصميم هدف جمالي وآخر وظيفي ،ويرتبط جمال شكل المادة بوظيفتها ،ووفقا لهذا المفهوم فإن تقدير القيمة الساكنة للماده ليس بالمفردة الجمالية ،أو التصميم التشكيلي بل صفات الهيئة التي تبقى على عالقة وثيقة للغرض من التصميم ،وفي الواقع فإن اآلراء التي تدرك الروابط المتبادلة بين الوظيفة والشكل وإمكانيات التأثير الجمالي تعود إلى الماضي البعيد ،فلقد تحدث اإلغريق عن ذلك النوع من الجمال المرتبط بمعيار المالئمة ( الوظيفة ) عندما وضع سقراط الجمال والمالئمة في مرتبة واحدة. وأخير يمكن القول بأن جميع األعمال الفنية تنبع من أصل واحد وهو حاجة اإلنسان ثم رغبته في أن تكون هذه الحاجة لها صفه جمالية كما أن لها خصائص معينة مشتركة بين كل الفنون التشكيلية أو المرئية . 21 الفصل الثالث المفهوم المعاصر لتصميم األزياء 22 المفهوم المعاصر لتصميم األزياء عرف سابقا تصميم األزياء في صورته البسيطة على أنه التخطط حيث الخط والمساحة واللون والخامة وهذه الصورة تتمثل في التخطيط لعمل فكرة مبدئية ( ) Sketchوهي عادة ما ترسم وتخطط على الورق من قبل المصمم إلظهار الفكرة وترجمة رؤيته أو تخيله. أو أنه التنظيم لمجموعة من الخطوط واألشكال واأللوان أو الخامات في صورة تشكيلية ،وبطريقة تبعث على االرتياح ،على أساس أنه ربما لشخص يستخدم خامات معينة فيشكل منها عمال فنيا ناجحا ،في حين نرى شخص آخر يستعمل نفس الخامات فيخرج منها عمال غير ناجح.إن المصمم هنا من خالل عرضه لفكرته يضفى على تشكيالته طابعه الشخصي الذي يتميز به ،كما أنه يعتبر الكيان المبتكر والمتجدد في خطوطه المختلفة ومساحاته اللونية وخاماته المتنوعة ،التي يحاول بها مصمم األزياء أن يترجم عناصره إلى كيان مبتكر ومستحدث ،ومعايش لظروف الواقع بصورة تشكيلة جميلة. ومن تلك التعاريف والمفاهيم نستنبط ما يمكن أن يقوم به مصمم األزياء من دور في حالة عمله كمصمم بشكل عام ،أما في حالة عمله لدى مؤسسة إنتاجية فإن مصمم األزياء يربط ذلك الفكر المبتكر والمستحدث جماليا بالوظيفة وبطرق تنفيذ الفكرة علميا وذلك على أساس ما ذكر من أن التصميم فن وعلم حيت يجمع بين تنظيم الخطوط واألشكال واأللوان والخامات ثم ليبحث أمر تنفيذها من خالل استخدام األدوات والتكنولوجيات المتاحة حيث أن اختيار الخامة والمكمالت يكون مبنيا على أسلوب التنفيذ واستخدام المنتج النهائي. لنصل بذلك إلى المفهوم األشمل ( المركب ) لتصميم األزياء والذي يعبر عن التطور الفكري والثقافي وارتباطه بالعلوم الحديثة .وبهذا يمكن أن يكون هناك مفهوما معاصرا لمعنى تصميم األزياء والذي تم صياغته في أنه : 23 " -جميع المدخالت الفنية من ( خطوط ومساحة وألوان وخامات ومكمالت ، مع مراعاة األسس والقواعد من اتزان وإيقاع وتكرار ونسبة وتناسب ) بما يتالءم و صياغتها علميا وتكنولوجيا للوصول إلى تصميم تطبيقي معد لالستخدام" . ولتصميم األزياء جانبين هامين هما-: الجانب االبتكارى والنفعي للزى :إن عملية االبتكار هي عملية اإلبداع بمعنى -1 وضع جديد ،وهى مظهر الحيوية والنشاط ،وفى عالم األزياء تعرف عملية االبتكار بالموضة. الجانب الجمالي للزى :ويعتبر الجانب الجمالي حاجة ضرورية من حاجات -2 اإلنسان التي تهفو إلى إشباعها ومن ثم يخرج من إطار الكماليات . -وتمر عملية التصميم لألزياء بأربعة مراحل كما يلي -: -1مرحلة التصميم :في هذه المرحلة تحدد احتياجات العميل من تصميم القماش والطراز واأللوان .....الخ . -2مرحلة التقييم العام للتصميم :وفيها يتم استعراض الكثير من الخيارات التي ينتج عنها االختيار الجيد والتقييم بناء على المعايير المحددة الحتياجات العميل . -3عملية صنع النموذج :حيث يتم دراسة التصميم المختار وكذلك تطور المجاالت الخاصة به وإنتاج النموذج الذي يحدد اتخاذ القرارات الخاصة بالشراء . -4مرحلة التصميم التقني :حيث يتم تهذيب التصميم المنفذ بدقة متناهية بحيث يفي بالمتطلبات الوظيفية ( البناء ،أداء الثوب ،اإلنتاج ) . ويمكن تعريف المصمم بأنه الذى يوائم بين رغبات صاحب العمل ورغبات المستهلكين ،وهو فنان من نوع جديد مبتكر وقادر على فهم كل أنواع اإلحتياج ليس ألنه أعجوبه ولكن ألنه يعرف كيف يقترب ويفهم اإلحتياجات البشرية تبعا لطريقة محددة بإحكام . 24 بينما يمكن تعريف مصمم األزياء :المصمم فنان يتغلغل في حياة الناس وعلى أسلوبه في التصميم تتوقف أشياء كثيرة منها سعادة الناس واستقرارهم والبهجة في حياتهم، وهو الذي يوائم بين رغبات صاحب العمل ورغبات المستهلكين . وتوضيحا لما سبق يبرز دور المصمم عند إعداد التصميم في مراعاة األتي: اختيار خطوط الموديل تبعا التجاهات السوق والموضة . استخدام مساحات ( قصات ) تتناسب مع ذوق المستهلك . اختيار ألوان الموضة المناسبة . اختيار الخامات الموسمية التي تناسب ألوان الموضة. ا ختيار المكمالت التي تتفق مع التصميم والمتمثلة في األزرار والكلف سواء الثابتة أو المتحركة . وضع رسم تخطيطي لتوضيح اآلتي : أ -قياسات أجزاء الموديل بالنسبة والتناسب . ب -الحياكات تبعا لكل قصة مع كتابة نوع الخيط المستخدم. ت -أسلوب اإلنهاء الداخلي للتصميم. ث -مسافات الطباعة والتطريز إن وجدت . ج -نوع التغليف . ح -أسلوب عرض التصميم النهائي . وبالتالي فإن التصميم ليس مجرد فكر يرسم على الورق ولكنه يصل إلى حد سلوكيات تنفيذه كمنتج نهائي . مقومات مصمم األزياء لنجاح التصميم البد من تواجد المصمم الجيد الذي يتسم بالمقومات التالية : ا -الثقافة الخاصة والتي تؤكد على التخصص بناء على دراسة أ -تصميم األزياء كـ ( خط ومساحة ولون ووظيفة ) . 25 ب -الخامات ( أقمشة ومكمالت ) . ج -النماذج المسطحة والمجسمة . Flat and Draping د -الحياكات المختلفة . هـ -الطباعة والتطريز . و -التعبئة والتغليف وأسلوب عرض المنتج . ی -التكوين " الفيزيقي " الطبيعي لإلنسان. - 2الثقافة العامة والتي تنحصر في معرفة : أ -البيئة والمجتمع ونفسية اإلنسان . ب -العادات والتقاليد والعرف . ت -الدين والثقافة العامة . ث -السياسة واالقتصاد كأحداث جارية ( انتخابات ،معارض صناعية وتجارية ). ج -التجارة العالمية والموضة . ح -التكنولوجيات المتطورة في صناعة المالبس ومكمالتها . خ -التاريخ والحضارة . –3القدرات الشخصية من حيث : أ – االبداع واالبتكار. ب -اتخاذ القرارات. ج -المرونة. د– التخيل ورؤيته المستقبلية ( التنبؤ باألحداث العالمية ) في الموضة . 26 وبتلك المقومات الثالث التي تساعد المصمم على إظهار األعمال االبتكارية يمكن دعمها بإمكانيات فنية تكنولوجية من قبل المؤسسة الصناعية على أساس تهيئة المناخ المناسب إلنتاج تصميمات ذات جودة عالية لها القدرة على التنافس .وما نتحدث عنه هو اللبنة األولى في دعم ورواج هذه الصناعة ،حيث قسم التصميم والعينة ليتثني للمصمم أن يبرز فكرا يستطيع أن ينفذه بشكل فوري وبدون التأثير على بقية األقسام . ومن خالل ذلك السياق يتضح لنا أن عملية التصميم لمجال الصناعة تحتاج إلى مصمم جديد متفهم أبعاد الصناعة وإمكانياتها التكنولوجية ،فهو من يجمع بين العلوم والفنون ،أي لديه البعد العقلي في تدبير األمور والحكم عليها ،والبعد الجمالي الحسي لالرتقاء بذوق التصميم ،مع مراعاة متطلبات السوق للعرض والطلب ، بجانب االهتمام بسلوكيات عرض المنتج من خالل صفحات التسوق اإللكتروني على اإلنترنت ،لما يؤديه هذا العمل من انتشار أوسع ورؤية أشمل للمنتجات . وعليه يمكن أن يطلق على مصمم األزياء المعاصر وفي صورة مجازية بالفنان الصناعي أو باألحرى المصمم الفنان حيث تناول جميع أدواته التكنولوجية في أداء فني معاصر . والرتباط المصمم باالبتكار واإلبداع ،حيث يحاول الشخص المبتكر أن يكشف عن شئ جديد متميز ،أصيل في نوعه لم يسبق للعين رؤيته البد من التعرض للعملية االبتكارية وأهم صفاتها والتي تتركز في الجدة ( الحداثة ) ،الفرادة ( التميز ) ، األصالة ،الطراز . 27 أهم سمات العملية االبتكارية وأهم مميزات العملية االبتكارية هو هضم الكثير من العناصر المستمدة من الطبيعة ومن الحياة بوجه عام أو من التقاليد البشرية في الفن وغيرها وصهر كل هذه المصادر وإعادة صياغتها في وحدة فريدة متميزة. ونضيف إلى ذلك االستفادة من التطورات الفكرية المعاصرة والتكنولوجية الحديثة التي أثرت على فكر كثير من المبدعين .أما بالنسبة ألهم الصفات أو السمات في العملية االبتكارية فهي تتمثل في ( الحداثة – الفرادة – األصالة – الطراز ) أوال :الحداثة والتي هي محاولة للمبدع في أن يكشف عن الحقيقة الجمالية غير المألوفة ،أو البحث عن معنى غير عادي ،ثم صياغته فنيا ،وبعد تلك المفاهيم التي ذكرت سابقا فسوف تكون الصياغة من خالل الفن التطبيقي. والجدة أو الحداثة ترتبط بعالمية الفن ،وترتبط بالفكر الذي يتفق عليه الجميع .فلم يعد للمحلية مكان لها وأصبح العالم وحدة واحدة يتكلم بلغة فن واحدة ،وهو معنى أكبر في مفهومه من الموضة الوقتية والقاصرة على فترة زمنية وجيزة .لذلك على المصمم المبتكر أن يهضم تاريخ الفن وتطوره وفلسفاته وأن يستند على ماضي طويل عريق ليكون له رؤية جديدة يمكن صياغتها بما يتالءم وعصره الحديث .أما إذا كانت الجدة أو الحداثة لمجرد التجديد دون فهم التقاليد الفنية فلسوف تصبح مجرد تعبيرات سطحية ال يحتمل أن تعيش طويال . ثانيا :الفرادة أو التميز ويقصد بها السلوك المتميز غير المكرر في أداء العمل الفني بعيدا عن مفهوم الشذوذ والتنحي عن المألوف .وترتبط هذه الصفة بخبرات المصمم والقائم على العمل الفني .فحينما يرتبط المصمم بيئته وأحداثها في قالب فنى ما يحمل تجربته الشخصية ووجهة نظره ،فإنه في الواقع يعكس شيئا يتسم باللحظة التي عاشها ،وبمستوى 28 الثقافة التى وصل إليها ،كما يعكس بعض مهاراته واتجاهاته التي اكتسبها من الممارسات زمنا طويال في إبداء األعمال الفنية الناجحة فالعمل الفني الناجح يعكس شخصية الفنان المصمم وخبرته الذاتية والمهارات والثقافة التى وصل إليها. ثالثا :األصالة تعد األصالة من األسس الهامة في العملية االبتكارية بعد الفرادة ،واألصالة ضد التقليد ( ) imitationوهي تعني أن األفكار تنبعث من الشخص وتنتمي إليه وتعبر عن طابعة وعن شخصيته .فالشخص الذي لديه أصالة يفكر بنفسه ،ويستخدم حواسه ،وتعتبر استعداداته ومواهبه قد نمت نموا شامال متكامال إلى الدرجة التي تؤثر في النهاية على السلوك الذي يؤديه الفنان والمصمم ،ويميزه عن غيره .كما أن األصالة تسهم في التطور ،وهذه المساهمة يجب أن تكون فريدة من نوعها ولم يسبقه شخص أخر إليها. ومما سبق يتضح لنا أن العمل الفني أو التصميمات التي يقوم بها المصمم تبقى عالقة لفترة طويلة من الزمن في األذهان حينما ترتبط باالبتكار .وفي نفس الوقت تنقلنا من المحلية إلى العالمية من حيث القيمة .ويصبح للقائم على هذا العمل طراز خاص. رابعا :الطراز الطراز هو الطابع المميز الذي يعكس الخبرة الشاملة للفنان والمصمم بكل مقوماتها .وهو انعكاس للشخصية في أحلى معانيها ،فالمقلد يستعير طراز غيره ،أما المبتكرفاعماله تعكس طرازه الفريد مهما تعددت الطرز وتنوعت . ولهذا فإن مصمم األزياء يجب أن يكون له طراز مبني على االبتكار واإلبداع من خالل االستحداث والتفرد واألصالة .ولكي يصل إلى مثل هذا العمل فإنه يمر بمراحل إبداعية تتمثل في مراحل العملية االبتكارية وهي : 29 مرحلة التحضير Preparation يقصد بها استعدادات المصمم في عمل دراسات ورسومات تمهيدية ( ، ) Sketches كذلك مالحظة واستطالع وفحص للطبيعة ،وتسجيلها بوسائل مختلفة للوصول إلى تحديد معالم الفكرة المرجوة .فهي مرحلة بحث واستقصاء تتوقف على اتجاه وفكر المصمم . مرحلة الحضانة Incubation تمثل فترة انتقالية بين التحضير و بزوغ الفكرة .ففي هذه الفترة تختمر األفكار واآلراء ،وتنصهر الخبرات القديمة ،ويسترجع المصمم ماضيه موجها طاقاته بطريقه ال شعوريه نحو االتجاه الجديد أو الفكرة الجديدة ،وفي هذه المرحلة يصبح المصمم فنانا أو أنه يميل إلى نفس شعور الفنان ،فيبحث بعمق ويدرس العالقات ويقابل القديم بالجديد والماضي بالحاضر ،فيعيد تشكيل الخبرة مستبعدا اإلطار التقليدي والذي قد يعطل العملية االبتكارية ويؤكد على ما قد يستحدث إلظهار الفكرة . لحظة اإللهام ( االستشراق ) Illumination , Intuition في هذه المرحلة يشعر المصمم كالفنان فجأة بشرارة تحمل له المعضلة التي يقابلها ، وتجعله يدرك العالقات المختفية ،ليعثر على الروابط المفقودة ،وهذه العملية عادة ما تحدث دون إنذار وقد يكون غارقا في نشاط آخر مختلف وقد رأى كثير من النقاد وعلماء الجمال ،أن اإللهام هو محور العمليات االبتكارية حتى إذا خلت تلك العمليات منه فإنها تتحول إلى جوانب ميكانيكية رتيبة ال حيوية فيها ورغم أن أهمية اإللهام عند المصمم تختلف عنها عند الفنان فان التصميم ال يخلو من بعض اإللهام . الصياغة والتهذيب Definition وهي عملية ما بعد اإلدراك لماهو بصدده ليبدأ في أحكام الروابط وتهذيب هذه العالقات بحيث يختفي منها النشاز ،وتظهر في النهاية متوافقة وقد ذابت كل 31 العناصر المستخدمة في صياغة الشكل الجديد وأخذت طابعا يخالف البداية كليا . فالمصمم ال بد وأن يتبع القواعد واألسس حتی يصل في النهاية إلى ذلك المنتج النهائي أما الفنان فيعدل وينظم بناء على أحاسيسه حتى بصل إلى العمل الفني المتكامل . ومما سبق يتضح أن تصميم األزياء يمر أيضا بمراحل ابتكارية هامة كما في العملية االبتكارية. مراحل تصميم األزياء االبتكارية يمر تصميم األزياء بمراحل تنفيذية تم صياغتها في المخطط التالي أوال :المدخالت وهنا يحاول مصمم األزياء أن يجد الفكرة المراد تصميمها بناء على وحدات البناء في الموديل والمتمثلة في أجزاء المالبس من ( ياقة – كم – سفرة -جيب – أمام – خلف ) حيث يمكن أن تتحدد الفكرة في أحد تلك العناصر البنائية للموديل أو في أكثر من عنصر مجتمعين في تصميم واحد ،ثم يأتي تصور القصة وشكل الحياكة بناء على نوعية القماش المستخدم أو المتاح ،وتكون هناك عمليات اختيار وتفضيل تبعا للوظيفة النهائية للملبس ،والتي يتحدد عليها نوع الخامة ( قطن -صوف -حرير- 31 كتان -ألياف صناعية ) وطبيعتها ( طبيعي -مخلوط -صناعي) ،بما يتناسب والموسم ،وأخيرا تبدأ عملية التجميل والتزيين بإضافة المكمالت الثابتة والمتحركة فالثابتة متمثلة في ( األزرار – السوست -الشرائط المطرزة – التطريز -طباعة ) والمتحركة متمثلة فى ( األبليكات الزخرفية الجاهزة ) والتي من الممكن أن تكون مطبوعة أو مطرزة أو مزودة بخيوط معدنية وكباسين وأزرار .وكل هذا يتم تبعا لمتطلبات العمالء وظروف السوق االقتصادية . ثانيا :عمليات الصياغة والتحويل والمقصود هنا بعملية الصياغة والتحول هو الكيفية التي من خاللها بصيغ المصمم عناصره في تكوين التصميم ،وفي ذلك تحددت ثالث وسائط هي .1التصميم المسطح على الورق Sketch .2التصميم المجسم بأسلوب التشكيل على المانيكان Draping .3التصميم باستخدام برامج الحاسوب Fashion Design Program وبهذا تعتبر الوسائط المادية متمثلة في ( الورق -النموذج المجسم -الكمبيوتر ) ، ولكل وسيط منها تقنيات خاصة وممارسات البد من المصمم اإللمام بها لكي يصل إلى إظهار العمل في صورة يمكن االستفادة منها في العمليات التنفيذية ،حيث إضافة خطة كاملة عن سلوكيات كل خط ومساحة ( قصة ) وإمكانية حياكتها ووضع األسس العلمية في تشطيب أجزاء الموديل برسومات توضيحية بناء على اإلمكانيات التكنولوجية المتاحة. ثالثا :المخرجات هي الصورة النهائية للعينة المصممة في صورتها المادية والذي يقصد بها (منتج قابل لالستخدام) ومرفق بها ملف بكامل بيانات التصميم من قياسات ،ونوعية الخامة المستخدمة بجانب الخامات المساعدة والمكمالت التي يمكن استخدامها إلظهار التصميم ،بخالف ورقة عمل كاملة عن طبيعة تشغيل كل من أجزاء التصميم 32 والمكمالت وأسلوب تشطيبها ،حتى يتثنى للقائمين على التنفيذ إتباع اإلرشادات للوصول إلى منتج عالي الجودة بأقل أخطاء ممكنة ،مما يزيد اإلنتاجية ومن ثم الزيادة في األرباح. 33 مستويات عمل المصمم من المعروف أن الموضة قد تفرض على المصممين أفكارا جديدة ،فتخرج تصميمات قد تم ابتكارها لمستوى اقتصادي وثقافي معين ،كذلك لمستهدف مادي خاص بالعمالء والمستهلكين .إن هذا المستهدف المخصص للعمالء يعتمد اعتماد كليا على جودة الخامة والتصميم ،أو الكمية التي سيتم إنتاجها ،ومدى التعقيد التركيبي للتصميم ،كذلك على شهرة المصمم القائم على العمل أو الشركة المصنعة. وعليه فق د تم تصنيف وتسعير التصميمات تبعا لمستويات عمل المصمم والذي أدرج في الترتيب التالي : -1مصمم الدرجة األولي Designer -2الموصل ( الوسيط ) Bridge -3المفضل Better -4المعتدل البسيط .Moderate -5بالجملة Budget ولسوف يتم إيضاح تلك المستويات كل على حده. أوال :المستوى األول ( مصمم الصالونات ) Designer وفي هذا المستوي سمات خاصة تمدنا بموضات ذات سعر عال لمالبس تقليدية راقية رفيعة المستوى ،فقد تم ابتكارها عن طريق مصممين لهم أسماء ذائعة الصيت ( فهي علی عكس المالبس ذات السعرالمنخفض والتي تتبع اإلنتاج الكمي ) ،حيث تتميز بالفخامة والجودة العالية ،والسعر العالي . فالمالبس المصنعة خصيصا للزبون أو للعميل ) ) clientتعطی ضبطا فرديا مميزا لهذا العميل ألنها بمقاساته الشخصية .وعليه فإن هذه النوعية تقدم للعمالء بمئات الدوالرات من خالل الصالونات التي يعقدها المصممين المشهورين . 34 ثانيا :المستوى الثاني ( المصمم الوسيط ) Bridge تعد خطوط المصمم الوسيط bridge lineمن الخطوط ذات المستوى الثاني للمصممين المعروفين .والمستوى السعرى العالي ألعمالهم يكون ما بين الـ ( coutureوالـ ) betterأي بين السعر المرتفع والسعر المناسب. وتباع تلك التصميمات بمئات الدوالرات حيث تنتج بأعداد صغيرة نظرا للتفاصيل الدقيقة بالتصميم وارتفاع سعر أقمشتها. وهوالء المصممون لهم عالمات تجارية "ماركة " في حدود سوق صغيرة مريحة .وهذه النوعية من المالبس تكون أبسط نوعا من تلك المالبس التقليدية ذات الطابع الشرقي ألن أغلب مصميمها من الشرق .فغالبا ما تصمم هذه المالبس بمن لديهم مهارة من المساعدين غير المعروفين في عمل التصميم ( مساعدي المصمم ) مع الموافقة الممنوحة السم المصمم المعروف أي أن هذه المالبس تصنع تحت أسم مصمم معروف وإن كان القائم عليها من المساعدين. لذا فإن الفارق بين المالبس ذات الطابع الخاص coutureوالمالبس التي تحمل "ماركة" المصمم ذائع الصيت ،هو أن الذي يقوم بها مصمم وسيط bridge وعليه فقد صنفت في المستوى الثاني ،لتصنع بأسلوب إنتاج المالبس الجاهزة ،Ready – to – wearوتبعا لمقاسات معيارية Standard sizeبعكس المجموعة األولى التي تعتمد على القياسات الخاصة الفردية . ثالثا :المستوى الثالث ( المفضل) Better وهى تصميمات عالية الجودة ذات سعر أكثر اعتداال من سابقتيها .ويصممها خبراء فنيون ليس لهم أية عالمات تجارية ،ولكنهم نجحوا بمهارتهم في أن يصلوا إلى قمة المناصب بالشركات الخاصة وعملوا على إنجاحها أيضا . 35 وكثير من هذه النوعيات الجاهزة من المالبس ) ( RTWتالقى إقباال لدى المستهلكين وبائعي التجزئة ) (Retailersعن تلك النوعيات من التصميمات الراقية رفيعة المستوى . رابعا :المستوى الرابع ( المعتدل البسيط ) Moderate ويعني المالبس التي صممت من خالل مصممين متخصصين لالنتاج الكمي ويتبعون أسماء إنتاجية كبيرة لشركات لها عالمات تجارية معروفة على مستوى العالم مثل ( جانتزن Jantzenجاب ، GAPرانجلر ) Wranglerوهذه النوعيات من المالبس لها أسواقها العريضة في معظم دول العالم من خالل سلسلة محالت أو أقسام خاصة بمتاجر معروفة . إن هذا التصنيف الوظيفي هو ألفضل مصممين أزياء يعملون كأعضاء بقسم التصميم بالشركات والمصانع ويلقبون بأعضاء هيئة التصميم في الصناعة . فبجانب تصميم المالبس يقومون بتصميم المكمالت التي تحمل نفس االسم التجاري ،وكثير من التصميمات تكون مبتكرة من قبل المصمم نفسه بطابع يحافظ به على النمط الذي يساعده على االنتشار ،ولكن ليس بنفس القدر المماثل للشركة التي يعمل لديها.ومثل هذه النوعية من المالبس صممت لكي تكون أسعارها معتدلة نتيجة البساطة التي تتحلى بها مع اإلنتاج الكبير . خامسا :المستوى الخامس ( المصمم المقلد ) budget وهذه التصميمات اعتبرت أسعارها من أقل التصنيفات السعرية .وتتواجد في محالت الجملة باألسواق العامة على أرفف مخصصة لألسواق الكبيرة وتتشابه مع األسواق الشعبية في بالد الشرق حيث نجد البعض يفترشون مساحات كبيرة من العربات واألرفف لبيع منتجاتهم ،وأغلب الظن أن مثل هذه المنتجات ليست أصلية التصميم فعادة ما تكون مقلدة لعالمات تجارية كبيرة ،لذا فإن أصحاب المصانع التي تصنع مثل تلك النوعيات غير األصلية يلجئون إلى مصممين على مستوى يمكنهم تقليد النوعيات الغالية الثمن وتبسيطها من حيث الخامة 36 والمكمالت لتناسب السعر البسيط الذي سيتم عرضه به .وهذه النوعية من المصممين ينسخون گل التصميمات الحديثة والتي القت قبوال بين الناس أي لها شعبية كبيرة يمكن بيعها بشكل سريع وبكميات كثيرة ،مما يسهم في الحصول على أرباح كثيرة في وقت قصير . ونتيجة للتطور التكنولوجي في االتصاالت ،حيث الصور الفوتوغرافية للتصميمات تغطي أغلفة مجالت الموضة واإلنترنت كشبكة لالتصاالت والمعلومات ،وإمكانية التسليم للبضائع والطرود في غضون يومين كان سببا في انتقال الموضة وبسرعة . وفي هذا إشارة إلى أن مثل تلك الموديالت قد تصل للموزعين قبل أن يقوم المصممون األصليين أنفسهم بتصدير إنتاجهم للخارج فيصادفهم سوء الحظ في نشر ابتكاراتهم األصلية والسعر الخاص بهم . إن وظيفة مصممي األزياء هي االبتكار ألفكار جديدة تجمع بين الوظيفة والجمال ،والهدف الحقيقي الذي يشغل المصمم هو الوصول بالمالبس إلى القمة ليقود الموضة في عالم األزياء.وهذه الوظيفة قد تكون تخصصية فيكون المصمم أكثر عمقا في تخصص معين مثل مالبس الرياضة والسباحة أو متخصص من مالبس الزفاف أو المكمالت مثل األحذية والشنط ،وعليه يقدر نجاح عمل المصممين بقدراتهم علي بيع منتجاتهم وتصميماتهم. أن أغلب وظائف تصميم األزياء تأخذ كل الوقت والجهد من المصمم وتشكل هذه الكيفية في بعض األعمال التي يبيعها لنفسه وبدون قيد لبعض الشركات الصغيرة والتي ليس عندها مصمم خاص ،فعادة يعمل مصممون األزياء أوقاتا طويلة ، وأيام األجازات وخصوصا عندما يكون خط اإلنتاج على وشك االنتهاء من عمل الموديالت لتجهيزها للعرض . 37 ومصممون األزياء يجدون سعادتهم ونجاحهم في مبتكراتهم كونهم مسؤولين عن فعلها ومتابعتها ،حيث الجانب االبتكاري في العمل الفني ليحقق به النزعة الشخصية والفردية المتميزة . لذا تشيد Mary Wolfفي كتابها تسويق الموضة أن الدرجة العلمية في تصميم األزياء هامة جدا والبد من الحصول عليها من الكلية أو المعاهد المتخصصة وربما من مدارس عليا متخصصة .كذلك توضح أن األعداد الهائلة من وظائف التصميم بالمصانع التي تنتج كم بسعر أقل ال يعمل المتخصصين فيها كمصممين يصممون أعماال مميزة لهم و لكن يطلق عليهم المقلدين للتصميم األصلي أو الناسخين لمتطلبات السوق األصلية بصورة مبسطة ورخيصة ليتيح الفرصة للمستهلكين العاديين أن يشتروا تصميمات تتشابه مع تلك األصلية غالية السعر . وعادة ما يحصل هؤالء المصممون على أجور بسيطة ألنهم غير معروفين وال يحظون بمكانة خاصية مثل المصممين المشهورين . 38 الفصل الرابع عناصر وأسس التصميم 39 عناصر التصميم Design Elements عناصر التصميم هى مفردات لغة الشكل التى يستخدمها الفنان والمصمم وسميت بعناصر التشكيل نسبه الى إمكانياتها المرنة في اتخاذ أي هيئة مرنه وقابليتها لإلدماج والتآلف والتوحد مع بعضها البعض لتكوين شكال كليا للعمل الفنى ،يمكن تشبيه عناصر التصميم بالخامات المستخدمة فى البناء ومن خاللها يمكن بناء عدد النهائى من األبنية وفى نفس الوقت فهى تظهر غير متشابهه ،وعناصر التصميم من اللون والخط والشكل والملمس وغيرها كلها صفات حسيه ترتبط بالبصر .وفيما يلي نوجر بعض عناصر التصميم. عناصر التصميم -1النقطة : Dot هى اللبنه البسيطة التى يتكون منها العمل الفني ،وهى موضوع فى الحيز أو الفراغ ليس لها طول أو عرض أو بعد أو عمق ،وتوجد النقطة فى كل ما حولنا فهى توجد فى الطبيعة منفردة فى حبات الرمل وقطرات الندى وكذلك على أسطح القواقع والمحارات ...إلخ ،ويستطيع المصمم باستخدامته المختلفه لها مع التباين فى عددها وكثافتها وحجمها وطريقة توزيعها إعطاء المشاهد إيحاءا بالظل والنور ،باإلضافة إلى اإليحاء بالحركة فى التصميم. -2الخط : Line إن الخط بمفهومه الحديث ليس خطا خارجيا بل أصبح قيمة مستقلة ،وهذا اإلدراك الحديث لقيمة الخط نتج عن المفهوم الجديد لعلم الحركة ،وهو تحرك جسم ما في مسار ( ، ) Trackوالخط يعبر عن هذا اإلحساس سواء كان تحرك دينامكيا أو تحركا ذي إيقاع هادئ ،وللخطوط وظائف عديدة فهي تقسم الفراغ ،وتحدد األشكال ،وتنشئ الحركات ،وتجزئ المساحات ،وعند استخدام الفنان الخطوط لتقسيم الفراغ فإنه يهتم بإيجاد فواصل ممتعة بينها ،فإذا ما انقسم الفراغ أقسام متساوية أدركها العقل بسرعة . 41 والخط هو عالمة طويلة تظهر على السطح ويستخدم في الفن في إطار الخطوط اللونية أو مجموعة من العالمات والتجاعيد التي تظهر من خالل عالمات مستقيمة أو منحنية لها سمك في هيئات مستمرة ،ويعرف الخط هندسيا بأنه األثر الناتج من تتابع سلسلة من النقط المتصلة بعضها ببعض ،وهي توضح موضعا واتجاها تحوي خاللها علي طاقة معينة ،والطاقة تظهر بالتحرك على طول الخط ويمثل الحد الفاصل بين مسطحين أو محل تقاطعهما ،وللخط في تصميم األزياء دورا هاما كما في قوة تأثيره . فمثال قد نرى الخط الرأسي في خط المرد ،والكسرات الطولية واألقمشة المقلمة الطولية وأيضا في القصات الطولية..الخ ،وهذه الخطوط توحي عادة بزيادة في طول القامة . كما قد نرى الخط األفقي في شكل فتحة الرقبة وخط الكتف وخط الصدر وخط الوسط وخط أكبر حجم والقصات األفقية على الزى كذلك في استخدام األقمشة المقلمة بالعرض.الخ . أما الخط المائل فقد نراه واضحا في خط المرد المائل (الكروازية ) وفي الثنيات المائلة (الدرابيه) وفي شكل فتحة الرقبة التي تتخذ شكل حرف ( ) ۵وكذلك في األقمشة المقلمة بخطوط مائلة .ويظهر الخط المنحنى في شكل الكرانيش وفي شكل الجيوب ،وزخارف األقمشة ..الخ ،وهذه الخطوط من شأنها أن تقلل من جمود الخطوط المستقيمة .ويمكن أن يجمع التصميم بين خطين أو أكثر ،وهذا يرجع إلى نجاح المصمم في توليفة الخطوط فال يشذ خط أو يطغي على اآلخر. وترتيب الخطوط في تصميم المالبس يمكن أن يؤدي إلى جعل األشياء أكثر ثقال أو أكثر رقة عما هي عليه في واقع األمر ،ويوضح شكل رقم ( )۵كيفية استخدام الخطوط المختلفة 41 شكل رقم ( ) 7يوضح أنواع الخطوط المختلفة في تصميم المالبس -2الشكل Shape الشكل به الهيكل الخارجي أو محيط الشئ كذلك يحدد الفراغ ويعطى صفة لألشياء المرئية .وأحيانا يعرف بالهيئة وجميع األشياء في الكون أوالطبيعة لها أشكال معينة تميزها عن غيرها.فهناك الشكل المربع أو المستدير أو األسطواني أو المثلث ...الخ. وعادة ما نستخدم كلمة Silhouetteفي تصميم األزياء لوصف الشكل ويعتبر الشكل الخارجي للزي من أهم العناصر ،فغالبا ما نصف أي زي بشكله الخارجي 42 قبل الدخول في أي تفاصيل ،فمثال نالحظ أن الخط الخارجي قد اتخذ أشكاال مختلفة على مر العصور فتارة نجد الزى يأخذ الشكل األنبوبي أو شكل الجرس أو شكل المثلث ...أو أكثر من شكل في شيء واحد ،ويمكن أن يتخذ التصميم أيضا شكال من األشكال اآلتية : - 1الشكل المتكرر :وفيه يلتصق الشكل الخارجي بالجسد تماما ويصبح نسخة مكررة لشكل الجسم مثل ارتداء البنطلون . - 2الشكل المتباين :وفيه يتباين الشكل مع خطوط الجسم ويصبح قادرا على تغيير شكل الجسم مما يساعد على إخفاء كثيرا من العيوب وإضافة بعض الخصائص الجميلة ،على سبيل المثال ارتداء البلوزة والجونلة . -3الشكل المتنقل :وفيه ينتقل الشكل بين أجزاء الجسم دون أن يكرره ويلتصق به وهذا النوع من األشكال أفضل األنواع حيث أنه يضيف إلى التصميم روعة وجمال وأناقة بالمقارنة بالشكل المتكرر. -وظيفة الشكل :وهو المشكلة المحورية الهامة فى التصميم أو أي فن آخر ، ويتمثل الشكل فى الخطوط واأللوان والمواد أكثر منها فى األشياء التي نتبينها أو التصميم الذي أمامنا . -5المساحة :Area ويقصد به الفراغ أو المنطقة المحصورة داخل شكل الزى ،والمساحة عنصر من عناصر التصميم له تأثيرات قوية فى التصميم من خالل تنظيم العالقات بين الفراغ والشكل ،وينقسم الفراغ الى نوعين -: -1الفراغ الذي يوجد في التصميم المسطح . -2الفراغ الحقيقى ويلزم العناصر المجسمة . 43 وعلى المصمم أن يعنى باألرضية كلها ،سواء كانت حول الشكل أو ناشئة بدخله كما يعنى بالشكل ،وأن يجد بينهما عالقة قوية بحيث يعطى لألرضية ما للشكل من قيمة فنية جمالية . -5اللون Color يعتبر اللون من العناصر األساسية في التصميم و يقصد به هنا المواد التي تستعمل للتلوين كما تبدو على سطوح األشياء وينظر إلى اللون من خالل صفاته وهی : أ -كنيه اللون أو صفة اللون :وهو الصفة التي تفرق بين لون وأخر أو نستطيع القول بأنه الصفة التي تميزه ويعرف بواسطتها أي لون آخر ،كما نقول لون أصفر -أزرق -أحمر .........الخ. ب -قيمة اللون :ويقصد بها نصاعة اللون أو عتامته وذلك من حيث أنه فاتح أو قائم ،وتتأثر نصاعة اللون بكمية األبيض واألسود المضافة إليه ،فكلما زادت كمية األبيض زادت نصاعته وكلما زادت كمية األسود زادت قتامته ، ويمكن عن طريق ذلك الحصول على العديد من الدرجات للون الواحد ، وتتأثر درجة اللون أيضا بقربه أو بعده عن مصدر الضوء. ت -شدة اللون :تعبر عن نقائه أو تشبعه ،فبعض األلوان قوية وبعضها ضعيف ممزوج ،فاأللوان النقية أكثر صفاء من األلوان المخلوطة . دائرة األلوان هي الوسيلة العملية لدرجات األلوان وعن طريقها نستطيع أن نرى كيف نخلط األلوان ،وإذا رجعنا إلى األلوان األساسية في تكوين كل األلوان نجدها األحمر - األصفر -األزرق ،وهنال مجموعة من األلوان الثانوية تكون نتيجة خلط لونين من األلوان األولية 44 برتقالي أحمر +أصفر بنفسجي أحمر +أزرق أخضر أصفر +أزرق والخالصة :توجد فى دائرة األلوان ثالث مستويات للون وهى : -المستوى األول -:ويطلق علية األلوان األساسية أو األولية ( األحمر ،الصفر، األزرق) -المستوى الثانى -:وهى األلوان الثانوية الناتجة عن خلط لونين أساسيين ( البرتقالى ،األخضر ،البنفسجى ) -المستوى الثالث -:ويطلق علية األلوان الثالثية الناتجة من مزج األلوان الثنائية ( األخضر +البرتقالى ________ األخضر البرتقالى ) . األلوان المتوافقة: هي مجموعة لونية نرتضيها وتؤثر على العين تأثيرا ممتعا وتتصف باإلرتباط والوحدة بالرغم من اإلختالف بينها ونذكر منها على سبيل المثال : أ -األلوان المرتبطة بكنة لون واحد :وهي مجموعة األلوان التي ترتبط بكنة لون واحد ولكن تختلف عن بعضها بإضافة األبيض واألسود وهي أبسط المجموعات المتوافقة . ب -األلوان المنتسبة :وذلك بإضافة لون مشترك لمجموعة من األلوان مثل إضافة اللون األزرق لمجموعة من األلوان محتوية أو مشبعة باللون األزرق الذي يربط بينهم جميعا . ج -توافق مجموعة لونية :متباعدة الكنة على الدائرة اللونية ومختلفة الشدة وتسمى أحيانا بالتوافقات المتباينة وتنتج من استعمال األلوان المتقابلة على الدائرة اللونية ولكن السر في نجاح التكوينات يكون في استعمالها في مساحات غير متساوية . 45 د -مجموعة األلوان الفاتحة المجاورة لألبيض :كل األلوان الفاتحة تكون في حالة من التوافق إذا استعملت مع األبيض . شكل رقم ( )8رقم يوضح توافق األلوان تباين األلوان: هي تلك الظاهرة التي تزيد من اختالف األلوان عن بعضها عند تجاورها ،لذلك عندما يتجاور لونان مختلفان يكون التباين هو الزيادة في درجة االختالف بينهما أي أن الفاتح يبدو أفتح مما هو عليه ،وال يقتصر التباين فقط على وضع اللون بل يتصل أيضا بدرجة اللون .وعلى مصمم األزياء أال يتقيد باأللوان الطبيعية في ألوانه إذا حس أنها لن تخدم التصميم بل هو حر في اختيار ألوانه بما يتفق مع ميوله وأحاسيسه وتناسبه مع حاجاته لأللوان المبتكرة .وبناء على ذلك فإن األ