مقرر التوحيد PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
ملخص لمقرر التوحيد (اإللهيات) الذي يغطي تعريف علم التوحيد ودوره في الحياة الدنيا والآخرة، ومصادره، وموضوعه، وغاياته، بالإضافة إلى فضله ومكانته، ويقدم شرحًا لمسائل التوحيد و أهمية التوحيد و إثبات صفات الله عزوجل. ويذكر منهج أهل السنة في البحث العلمي و أهم أئمة أهل السنة.
Full Transcript
المدخل إلى دالئل التوحيد (اإللهيات) 1 بسم اهلل الرحمن الرحيم تعريف علم التوحيد التوحيد لغة :العلم بأن الشيء واحد....
المدخل إلى دالئل التوحيد (اإللهيات) 1 بسم اهلل الرحمن الرحيم تعريف علم التوحيد التوحيد لغة :العلم بأن الشيء واحد. "العلم بالعقائد الدينية عن األدلة اليقينية"ية على الخصم، واصطالحا: تعريفه شرعــا :إفراد اهلل تعالى بالعبادة مع اعتقاد وحدانيته ،والتصديق بها ذاتا وصفاتا وأفعاال. أهميته ،ومنفعته:تكمن منفعته يف الدنيا أوال ،بانتظام أمر المعاش والمحافظة على العدل، والمعاملـــة الحسنة يف إبقاء النوع اإلنساين على وجه ال يؤدي إلى الفسـاد ويف اآلخرة ثانيا للنجاة من العذاب المرتب على الكفر ،وسوء االعتقـاد استمداده ومصادره :من القرآن الكريم ،الكتاب المنزل على محمد صلى اهلل عليه و سلــم والحديث الثابت المروي عنه ،والفقه ،واإلجماع ،واالجتهاد. موضوعــه ،وغايته: أما موضوعه : العلوم التي تتعلق بإثبات العقائد الدينية ؛ ألنه يبحث يف صفات الخالق عز وجل وكل ما يجب ويجوز ويستحيل يف حقه تعالى" ". وأما غايتـــــه : أن يصير اإليمان والتصديق باألحكام الشرعية محكما ،و تحصين عقيدة المسلم من أخطار الشك والشرك وفنون الزيف والضالل. مرجعه ومصدره: يعتمد هذا العلم على النقل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ،وعلى العقل من خالل اإلجماع والقياس. 2 فضله ومنزلته: هو أشرف العلوم لتعقله بذات اهلل سبحانه وتعالى ومعرفة رسله عليهم السالم. مسائــــله: القضايا المتعلقة بما يجب وما يجوز ،وما يستحيل يف حق الباري عز وجل ،و ما يتعلق كذلك بالرسل واألنبياء عليهم الصالة والسالم يف هذا الجانب. : أسمــاؤه يسمى بعدة أسماء منها: علم التوحيد ،علم العقيدة ،علم أصول الدين ،علم الكالم ،الفقه األكبر ،السنة ،اإليمان. حكمـــه: يجب شرعا على كل مكلف أن يعرف مسائله ،ولو بطرق اإلجمال ،لتسلم عقيدته من االنحراف. نسبتـــه :يعتبر علم التوحيد أساسا لجميع العلوم الشرعية ،فعدم اإليمان بوجود اهلل تعالى و والحديث رسله الكرام يترتب عليه عدم اإليمان بالشرائع و الكتب المنزلة ،فهو أساس التفسير والفقه وغيرها. ثمرتـــه :الفوز بسعادة الدارين ،يف الدنيا باألمان ،و يف اآلخرة الفوز بالجنان والنجاة من النيران المعدة ألهل الكفر والطغيان" ". وتتعدى ثمرته إلى األمور المهمة اآلتية: أ ـ من حيث قوة الدارس الفكرية فبعد بحث المسائل وتمحيصها ينتقل من اإليمان التقليدي إلى اإليمان اليقيني المبني على األدلة والبراهين، ب ـ من الناحية العلمية :يتحقق اإلخالص يف العمل ليصل اإلنسان إلى مرضاة اهلل تعالى أمال يف رحمته و طمعا يف غفرانه، 3 ج ـ بالنسبة للخصوم إفادتهم بالمعارف الصحيحة وإرشادهم إلى الحقائق العلمية النافعة لهم، بإيضاح األدلة وإلزامهم إياها بالحجج والبراهين. أهـــــل السنــــة والجماعة: كان السلف الصالح يفهمون نصوص الشريعة بالسليقة دون أن تصرفهم عنها األهواء والشهوات ،والنزعات القبلية أو العنصرية ،وقد ظهرت فرق ومذاهب خالفت بعض مفاهيم الشريعة، وبقي جماعة على المنهج الذي كان يسير عليه سلف األمة ،وأطلقوا على أنفسهم أهل السنة والجماعة، كما أطلقوا على خصومهم أسماء تتناسب مع آراء معتقديها كالقدرية والمرجئة والمعتزلة. وقد برع أهل السنة يف إثبات الصفات التامة هلل تعالى ،أما المعتزلة فقد نفوا الصفات حتى ال يكون هناك أكثر من قديم ،وقالوا إن العبد يخلق أفعال نفسه االختيارية ليحاسب عليها فسموا أهل التوحيد والعدل ،وفسروا العدل بأنه ما يقتضيه العقل من الحكمة ،وهو إصدار الفعل على وجه الصواب والمصلحة. أما أهل السنة فقد فسروا العدل بأنه وضع الشيء يف موضعه ،وهو التصرف يف الملك على مقتضى المشيئة والعلم ،كما امتاز أهل السنة بأنهم كانوا يتفهمون روح اإلسالم من نصوص القرآن والسنة دون أن يحملوها فوق طاقتها فإذا اشتبه عليهم نص رجعوا إلى أساليب اللغة ،ويف الوقت نفسه ال يهملون العقل وإنما يستعينون به للوصول إلى الفهم الصحيح. منهج أهل السنة يف البحث العلمي: كان أهل السنة هم أول من دون علم التوحيد ،واهتموا بالمحافظة على نقاوة العقيـــدة، وعدم السماح ألي فكر دخيل عليها من التسرب إليها ،و الدفاع عنها ،وكشف أعداء الدين ،كما عملوا على إبطال مذاهب المخالفيـن.،كالمعتزلة مثال الذين كانوا يناقضونهم يف كثير من آرائهم وهم يعتمدون يف بحثهم على الشرع الحنيف من الكتاب والسنة ويجعلون ذلك أساسا للتكليف ،ثم يأتي العقل مؤيدا لما جاء به الشرع فالحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع. 4 أشهر أئمة أهل السنة: سبقت اإلشارة إلى أن أهل السنة يتفقون يف األسس واألصول العامة للعقيدة اإلسالميـة،وأن خالفهم فقط يف فهم بعض النصوص وشرحها ،لكنهم ال يكفرون بعضهم بعضا يف أمور تدخل يف حيز االجتهاد.و قد ظهرت آراء أهل السنة على ألسنة الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وترددت أصداؤها بين الذين حملوا لواء الدفاع عن كتاب اهلل تعالى وسنة محمد صلى اهلل عليه وسلم إلى أن تبلورت هذه اآلراء مجتمعة يف ثلة تجمعهم طوائف ثالث وهم األثرية ،وإمامهم أحمد بن حنبل رحمه اهلل تعالى. األشعرية ،وإمامهم أبو الحسن األشعري ،رحمه اهلل تعالى. الماتريدية ،وإمامهم ،أبو منصور الماتريدي ،رحمه اهلل تعالى أشهر المبادئ العقدية عند أهل السنة: 1ـ هلل تبارك وتعالى صفات دلت أفعاله عليها ،فكما دلت األفعال على كونه عالما قادرا مريدا ،كذلك دلت على وجود صفة العلم والقدرة واإلرادة وهكذا. 2ـ هذه الصفات ليست عين الذات ،وال زائدة عليها ،بل هي صفات أزلية قائمة بذاته سبحانه وتعالى. 3ـ طريق وجوب معرفة اهلل سبحانه هو الشرع ،يقول تعالى( :وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال)" " ويترتب على ذلك نجاة أهل الفترة. 4ـ جميع ما يف الوجود مخلوق هلل سبحانه بما يف ذلك أفعال العباد ،فاهلل تعالى وحده متفرد بالخلق واإليجاد. 5ـ الحسن ما حسنه الشرع ،والقبيح ما قبحه الشرع. 6ـ اإليمان هو التصديق القلبي بما جاء به األنبياء عليهم السالم ،أما النطق باللسان فضروري إلجراء األحكام الدنيوية على المكلف ،والعمل شرط لكمال اإليمان فمن آمن ولم يعمل فهو فاسق. 5 7ـ مرتكب الكبيرة الذي يموت دون توبة (مؤمن فاسق) أمره مفوض لربه إن شاء عاقبـــه وإن شاء غفر ك لِ َمن َي َشا ُء َو َمن ُي ْشرِ ْك بِال ّل ِه َف َق ِد ا ْفت ََرى إِ ْثمًا ون َذلِ َ له( :إِ َّن ال ّل َه الَ َيغ ِْف ُر َأن ُي ْش َر َك بِ ِه َو َيغ ِْف ُر َما ُد َ َعظِيمًا[النساء" ]48 : 8ـ رؤية اهلل تعالى جائزة يوم القيامة لعباده الصالحين ؛ ألن اهلل تعالى موجود ،وقد وعدهم برؤيته ووعده ال يتخلف يقول عز من قائل( :وجوه يومئذ ناضرة إِ َلى َر ِّب َها نَاظِ َرةٌ[القيامة]23 : 9ـ ال يجب على اهلل شيء ألنه الفاعل المختار وأفعاله سبحانه وتعالى مختارة لحِِكَِم يعلمها. 10ـ تجوز الشفاعة لمرتكبي الكبائر. الدرس الثاين الفرق اإلسالمية لمحة موجزة عن أشهر الفرق التي ظهرت يف العصور اإلسالمية األولى لم تكن العقيدة اإلسالمية يف يوم من األيام صعبة المنال ألرباب الحجال ،ذلك ألن اإلسالم دين الفطرة أرسل اهلل تعالى به األنبياء والرسل إلقامة الحق وفرض العدل بين البشر يف األرض ،ومنذ بعثة محمد عليه الصالة والسالم أخذ هذا الدين ينتشر يف ربوع الدنيا ،و حول القرآن الكريم التف المسلمون، وبهدي السنة النبوية الشريفة التقى المؤمنون ،ولم يكن همهم بداية سوى نشر اإلسالم بالوسائل التي هداهم اهلل تعالى إليها ،فكان التوحيد هو السمة البارزة يف الدعوة ،وكانت تعاليم اإلسالم المبسطة تستحوذ على قلوب العباد فيدخلون يف دين اهلل تعالى أفواجا ،مبتعدين عن غلو أهل الكتاب، ومماحكات الفالسفة اليونان ،وضالل الكهنة ورجال الدين . بداية التحول 6 وظلت الدعوة اإلسالمية تنهج هذا المنهج الفريد يف عصرها إلى أن فتحت األمصار ودخلت الدولة اإلسالمية يف مرحلة جديدة حيث امتزجت أعراق الناس وأقوامهم ولغاتهم وثقافاتهم بالدعوة الفتية ،فكان ما كان من وجود اآلراء المتباينة والفرق المختلفة.ولكننا نستطيع أن نختصر العوامل التي أدت إلى نشأت هذه الفرق ونرجعها إلى عدة أسباب أسباب نشأة الفرق اإلسالمية أوال :األسباب الخارجية : حيث دخلت أقوام كثيرة يف اإلسالم ،لكن بعضها كان ال يزال يحمل قدرا كبيرا من بقايا العقائد البالية،كاليهود والنصارى والمشركين ،والمجوس ،ولهذا كان هؤالء بطريقة أو بأخرى ينشرون الشبهات بين المسلمين.فكان البد للعلماء المسلمين من الرد على تلك الشبهات ،وإبطال االفتراءات. ثانيا :األسباب الداخلية : إذ ال يخفى على عاقل أن مفاهيم البشر تختلف من واحد آلخـر ،كما أن مشاربهم تتباين بحسب المكتسبات ،لهذا نجد بعض اآلراء الفقهية والعقدية داخل المجتمع اإلسالمي يف العصور األولى تختلف بحسب فهم أصحابها للنصوص الشرعية ،إال أنه يجب التنبيه إلى أن هذه الخالفات التي نشأت بين الرعيل األول كانت مبنية على االجتهادات وليس على العصبية القبلية ،أو النزعات العنصرية ،ويف غالبها كانت يف مسائل فقهية ليس لها تأثير كبير على لب العقيدة ،كما هو الحال يف خالف الصحابة رضي اهلل عنهم يف دفن المصطفى صلى اهلل عليه وسلم. وعليه فباستطاعتنا القول :إن األفكار الدخيلة على العقيدة اإلسالمية ال يجوز األخذ بها، أما المسائل التي اختلف حولها علماء األمة بعد اتفاقهم حول األسس العقدية ،والتي اعتمد فيها الخالف على األدلة الشرعية فإنها ال تفسد للود قضية. 7 فرقة المعتزلة نشأة المعتزلة وسبب التسمية : كان للفتن التي تعرض لها المسلمون بعد انتقال النبي صلى اهلل عليه وسلم أثر يف نشأة الفرق الكالمية ،خاصة فيما أعقب فتنة مقتل سيدنا عثمان رضي اهلل تعالى عنه ،وما جرى بين الصحابة من خالف يف موقعة الجمل ،وصفين وغيرهما. ففي الفترة التي وجدت فيها اآلراء المتباينة ،والمذاهب المختلفة كان الناس يبحثون عن الحق من بينها ويسألون أهل الذكر ،وقد سأل سائل الحسن البصري رحمه اهلل تعالى عن مرتكب الكبيرة الذي مات ولم يتب منها " :هل هو كافر كما يقول الخوارج ،أو مؤمن ال تضره المعصية كما يقول المرجئة "؟. وقبل أن يجيب الحسن البصري تصدى أحد تالمذته هو " واصل بن عطاء " لإلجابة ، فقال :أنا ال أقول إن صاحب الكبيرة مؤمن ،وال كافر مطلق ،بل هو يف منزلة بين المنزلتين ،ال مؤمن، وال كافر.ولم تعجب هذه اإلجابة الحسن البصري رحمه اهلل تعالى الذي يرى أن مرتكب الكبيرة مؤمن عاص ،فاعتزل واصل مجلسه وأخذ يقرر رأيه ،فقال الحسن :اعتزلنا واصل . سبب التسمية وأسماؤهم األخرى وأطلق الناس عليهم اسم المعتزلة ،ولكنهم لم يرضوا عن هذه التسمية ،وأطلقوا على أنفسهم : أهل العدل والتوحيد ؛ ألنهم ينفون عن اهلل تعالى الظلم بنسبة أفعال العباد االختيارية إليهم ، حتى ال يعذبهم عن شيء لم يفعلوه ؛ وألنهم يتغالون يف توحيد اهلل سبحانه ،فينفون صفات الذات حتى ال تشاركه يف القدم. 8 ثقافتهـــم وأشهر علمائهم: كان زعماء المعتزلة ممن حصلوا العلوم والمعارف ،ودرسوا الفلسفة واستخدموا أساليب الجدال يف إقناع الخصوم ،ويعترف المؤرخون بأن لهم الفضل يف الرد على شبه المارقين، وأصحاب الديانات المحرفة والوضعية ،وقد أبلوا يف هذا الميدان بالء حسنا. ولكنهم كانوا من ناحية أخرى يتعصبون آلرائهم ويستعينون بالحكام إلرغام الناس على اعتناق مذاهبهم ،و قد القى الفقهاء والمحدثون عنتا كبيرا من جراء هذا التعصب ،مما حمل الناس على مقتهم واتهامهم بالمروق عن الدين. سبب االنحراف الفكري عند المعتزلة : ولعل اعتمادهم كليا على العقل فقط هو الذي أدى إلى انحرافهم الفكري ،و ال أدل على ذلك سوى قولهم :إذا تعارض العقل مع النص ،قدمنا العقل ،وهذا من أشنع ما قالوه. ومن أشهر أئمة المعتزلة بعد مؤسسها واصل بن عطاء" ": 1ـ عمرو بن عبيد 2ـ أبو علي الجبائي 3ـ أبو الهذيل العالف 4ـ أبو إسحاق بن يسـار المعروف بالنظام 5ـ بشر بن المعتمر 6ـ عمر بن بحر الجاحظ األديب واللغوي المعروف 7،ـ أبو الحسين الخياط 8 ،ـ أبو الحسين البصري الكعبي 9ـ اإلمام الزمخشري ،صاحب التفسير المشهور (وقيل إنه يف آخر حياته قد تاب عن االعتزال ورجع إلى مذهب أهل السنة والجماعة) 10.ـ وأبو هاشم الجبائي 11 ،ـ والقاضي عبد الجبار. منهج المعتزلة يف البحث: تأثر المعتزلة بآراء قدماء الفالسفة اليونان ،فنجد نشاطهم الفكري وجدلهم المذهبي والديني يستند إلى أصول من الفلسفة اليونانية التي كانت هي دعامتهم األولى يف الدفاع عن آرائهم والرد على خصومهم "". 9 واتباعهم لهذا المنهج أدى بهم إلى رفعهم من شأن العقل ،وآثروا تقديمه على النص الشرعي، ولذلك عرف عنهم أنهم يوجبون معرفة اهلل تعالى عن طريق العقل ،كما أنهم اتفقوا على أن أصول المعرفة وشكر النعمة واجب قبل ورود السمع ،والحسن والقبيح يجب معرفتهما بالعقل ،واعتناق الحسن واجتناب القبيح واجب كذلك "". واألدلة عندهم أربعة :حجة العقل ،والكتاب ،والسنة ،واإلجماع. سبب تقديم المعتزلة للعقل : ألن به نميز بين الحسن والقبيح ،وألن به نعرف أن الكتاب حجة وكذلك السنة واإلجماع . أشهر آراء المعتزلة : بنى المعتزلة أصول مذهبهم على اآلتي: 1ـ تجب معرفة اهلل عن طريق العقل ،ثم يأتي الشرع مؤيدا العقل. 2ـ اإليمان مكون من التصديق بالقلب والعمل بالجوارح. 3ـ نفي الصفات القديمة عن ذات اهلل تعالـــى حتى ال تشاركه يف القدم ،وعليه فإنهم يقولون :اهلل تعالى عالم بذاته بغير علم ،وقادر بغير قدرة ،وهكذا يف بقية الصفات. 4ـ العبد هو الذي يخلق أفعاله االختيارية. 5ـ يقولون :إن الحكيــــم ال يفعل إال الصالح والخير ويجب من حيث الحكمة رعايـــة مصالح العباد ،ولذلك نسب إليهم القول بوجوب الصالح واألصلح. 6ـ يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين. 7ـ يقولون :إن مرتكب الكبيرة الذي مات دون توبة ليس مؤمنا وال كافرا ،وانما هو فــي منزلة بين المنزلتين ،ويحكمون بخلوده يف النار ،ولكنه يكون يف درك أخف مـــن درك الكفار. 8ـ رؤية اهلل تعالى مستحيلة ،ألنها تقتضي المشابهة بالحوادث"". 10 9ـ يؤمنون بالشفاعة الكبرى يف الموقف وينكرون الشفاعة لمرتكبي الكبائر. . 10ـ يقولون :إن القرآن مخلوق ،فهو حادث المصطلحات العلمية عن أهل السنة(المكلف) تعريف المكلف: " هو كل فرد من اإلنس والجن ،ذكرا كان أو أنثى ،ولو عاميا ،أو من العبيد أو الخدم . د -سالمة الحواس ب -العقل ج -بلوغ الدعوة شروط التكليف- :البلوغ غير المكلفين أوال :الصبي ليس بمكلف ،وللفرق فيه قوالن: -1 جمهورأهل السنة :من مات قبل البلوغ فهو ناج ،ولو من أوالد الكفار ،وال يعاقب على كفر غيره. -2 وذهب بعض العلماء إلى أن الصبي العاقل مكلف باإليمان لوجود العقل ،وهو كاف عندهم ،فإن اعتقد اإليمان أو الكفر فأمره ظاهر وإن لم يعتقد واحدا منهما كان من أهل النار لوجوب اإليمان عليه بمجرد العقل . لسقط عن المكلف وأقسام الحكم العقلي ثانيا :المجنون غير مكلف ،لكن محل ذلك إن بلغ مجنونا واستمر على ذلك حتى مات. بخالف ما لو بلغ عاقال ثم جن ،وكان غير مؤمن ،ومات كذلك فهو غير ناج. ثالثا :الذي لم تبلغه الدعوة ليس بمكلف ،وذلك بأن نشأ يف شاهق جبل ،على األصح، خالفا لمن قال بانه مكلف لوجود العقل الكايف لوجوب المعرفة عندهم وإن لم تبلغه الدعوة . 11 رابعا :أهل الفترة ،وهم من كانوا يف حالة ووقت انقطاع الرسل ،أو يف زمن الرسول الذي لم يرسل إليهم.ناجون ،وإن بدلوا وغيروا أو عبدوا األصنام ،استنادا إلى قوله تعالى( :وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال) . خامسا :غير سليم الحواس ليس بمكلف ،ولهذا قال بعض األئمة لو خلق اهلل إنسانا أعمى اصم لسقط عنه وجوب النظر والتكليف تعريف الحكم وأقسامه .لتكليف. تعريف الحكم لغة :هو القضاء والمنع ،والحكمة واالتقان. تعريفه اصطالحا :هو إثبات أمر ألمر أو نفيه عنه من غير توقف على تكرار وال وضع واضع. أقسام الحكم العقلي القسم األول ـ الواجب العقلي :هو األمر الثابت الذي ال يتصور العقل انتفاءه، وهو قسمان: 1 ـ ضروري بدهي يدركه كل إنسان بغير نظر أو استدالل ،مثل :صغر الولد يف السن عن أبيه، وكون الواحد نصف االثنين ،واالثنين أقل من الثالثة ،والسماء فوقنا ،واألرض تحتنا. 2ـ ضروري نظري ،وهو الذي يحتاج فيه الباحث إلى دليل وبرهان ونظر ،مثل :األرض كروية الشكل ،الماء مؤلف من عدة عناصر ،اإليمان بالمالئكة ،الجنة..إلخ. ثانيا ـ الجائز العقلي :هو ما يقبل الوجود تارة والعدم تارة أخرى ،مثل :حياة اإلنسان وموته، وصحته ومرضه ،وغناه وفقره...إلخ. كذلك نقول :العالم قبل وجوده كان يف العدم ثم انتقل إلى الوجود ،فهو يقبل االنتفاء تارة والوجود تارة أخرى. القسم الثالث ـ المستحيل العقلي :هو األمر الذي ال يتصور العقل وجوده، 12 وهو قسمان: 1ـ ضروري بدهي ،وهو ما يدركه العقل من غير بحث ونظر ،مثل :كون األب أصغر من ابنه ،وكون الواحد أكثر من اثنين ،وهكذا. 2ـ نظري ،وهو ما احتاج إلى دليل ونظر ،مثل :استحالة أن يكون مع اهلل تعالى إله آخر، أو أن يكون مخلوقا ،أو أن تلحقه صفات العجز. النوع الثاين من أنواع الحكم ب -الحكم العادي :هو إثبات الربط بين أمر وأمر وجودا وعدما بواسطة التكرار مع صحة التخلف وعدم تأثير أحدهما يف اآلخر البتة. فقولنا إثبات الربط بيت أمر وأمر وجودا وعدما كربط وجوب صالة الظهر مثال بوجود الزوال وعدم وجوبها لعدم وجود الزوال. وقولنا بواسطة التكرار يعني إذا تكرر األمر مرتين وتحقق أمر ناجم عنهما يسمى حكما عاديا كما لو قيل لحم الضأن يذكي الفهم فلو تكرر هذا األكل مرتين ونجم عنه فهم فقد ثبت الحكم. وقولنا مع صحة التخلف :أي أن الحكم العادي قد يتخلف ،فقد توجد النار وال يوجد اإلحراق كما يف قصة سيدنا إبراهيم عليه السالم. ج ـ الحكم الشرعي وأقسامه: هو خطاب اهلل تعالى المتعلق بأفعال المكلفين اقتضاء أو تخييرا أو وضعا." ". أقسام الحكم الشرعي: أ ـ الفرض(أو الواجب) ،ب ـ المندوب ،ج ـ الحرام، هـ ـ المباح. د ـ المكروه، أول ما يجب على المكلف 13 أولى الواجبات الدينية المطالب بها العبد هي :معرفة اهلل تعالى ،واإليمان به ،ومعرفة أسمائه وصفاته ،والتصديق بها ،واتباع أوامره سبحانه ،واالنتهاء عما نهى عنه ،عن برهان من الكتاب والسنة. والدليل: ك ولِ ْلم ْؤ ِمنِين وا ْلم ْؤ ِمن ِ ِ ِ َات َواهللُ َي ْع َل ُم ُم َت َق َّل َبك ُْم َو َم ْث َواك ُْم)، َ َ ُ اس َتغْف ْر ل َذنبِ َ َ ُ ( فا ْع َل ْم َأ َّن ُه َال إِ َل َه إِ َّال اهللُ َو ْ نس إِ َّال لِ َي ْع ُبدُ ِ ون ). ج َّن َو ْ ِ اإل َ ت ا ْل ِ (و َما َخ َل ْق ُ ويقول أيضاَ : خصائص العقيدة اإلسالمية يشمل هذا العلم على ثالثة مباحث ،وهي بشكل عام: أوال :اإللهيات ،وهي معرفة ذات اهلل تعالى من حيث ما يجب يف حقه تعالى من الصفات ،وما يجوز منها ،وما يستحيل ،كما يشمل كل مقتضياتها. ثانيا :النبوات ،معرفة ما يجب يف حق الرسل واألنبياء عليهم الصالة و السالم ،وما يجوز وما يستحيل ،من الصفات واألخبار و كل ما يتعلق بها. ثالثا :الغيبيات ،والسمعيات وهي الوقوف على األخبار الغيبية ،وتسمى السمعيات لوصولها إلينا عن طريق السماع من الصادق المصدوق صلى اهلل عليه وسلم ،مثل الحديث عن كتب اهلل تعالى المنزلة على األنبياء الكرام ،والمالئكة ،واليوم اآلخر ،والجنة والنار ،والحساب والصراط ،والثواب والعقاب و الحوض والميزان...الخ. ُون ۚ ك ٌُّل آمن بِاهلل ِ ول بِ َما ُأ ِنز َل إِ َل ْي ِه ِمن َّر ِّب ِه َوا ْل ُم ْؤ ِمن َ الر ُس ُ َ َ (:آم َن َّ ويجمع ذلك كله قوله تعالى َ ك ا ْل َم ِص ُير) َو َم َالئِكَتِ ِه َو ُك ُتبِ ِه َو ُر ُس ِل ِه َال ُن َف ِّر ُق َب ْي َن َأ َح ٍد ِّمن ُّر ُس ِل ِه ۚ َو َقا ُلوا َس ِم ْعنَا َو َأ َط ْعنَا ۚ ُغ ْف َران َ َك َر َّبنَا َوإِ َل ْي َ البقرة285 الص َال َة َو ِم َّما ون َّ يم َ ُون بِا ْل َغي ِ ِ ب َو ُيق ُ ْ ين ُي ْؤ ِمن َ ِ وعن عالم الغيب وما يتعلق به يقول الحق سبحانه(:ا َّلذ َ َاه ْم ُي ِنف ُق َ ون)البقرة3 َر َز ْقن ُ 14 خصائص العقيدة اإلسالمية : الخصيصة األولى :الربانية: تعريف خصيصة الربانية :أنها وحي من عند اهلل تعالى ،وليس للبشر دخل يف تنزيلها. ك َو َما َو َّص ْينَا بِ ِهُوحا َوا َّل ِذي َأ ْو َح ْينَا إِ َل ْي َ ِ ين َما َو َّص ٰى بِه ن ً (ش َر َع َلكُم ِّم َن الدِّ ِ دليل ربانية العقيدة َ : ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وه ْم إِ َل ْيه ۚ اهللُ ين َما تَدْ ُع ُ ين َو َال َت َت َف َّر ُقوا فيه ۚ َك ُب َر َع َلى ا ْل ُم ْشرِك َ يس ٰى ۚ َأ ْن َأق ُ يموا الدِّ َ وس ٰى َوع َ إِ ْب َراه َ يم َو ُم َ ِ ِ ِ ِ َي ْج َتبِي إِ َل ْيه َمن َي َشا ُء َو َي ْهدي إِ َل ْيه َمن ُين ُ يب) الشورى13 خصائص الربانية يف العقيدة اإلسالمية: -1ربانية المصدر من هنا يستطيع اإلنسان أن يطمئن إليها. ان َو َٰلكِن َج َع ْلنَا ُه يم ُ َاب َو َال ْ ِ اإل َ ِ ُنت تَدْ ِري َما ا ْلكت ُ وحا ِّم ْن َأ ْمرِنَا ۚ َما ك َ ك ُر ً (وك ََٰذلِ َ ك َأ ْو َح ْينَا إِ َل ْي َ والدليلَ : اط ُّم ْست َِقيمٍ). َّك َلت َْه ِدي إِ َلى ِصر ٍ ٰ َ نُورا ن َّْه ِدي بِ ِه من ن ََّشاء ِمن ِعب ِ ادنَا ۚ َوإِن َ ُ ْ َ َ ً 2ـ أن هذه العقيدة ال تحتمل أي زيادة أو نقص ممن يدعو إليها. ينَ ،ف َما ِمنكُم ِّم ْن َأ َح ٍد ِ ِ يلَ ،ألَ َخ ْذنَا ِمنْ ُه بِا ْل َي ِم ِ ينُ ،ث َّم َل َق َط ْعنَا منْ ُه ا ْل َوت َ (:و َل ْو َت َق َّو َل َع َل ْينَا َب ْع َض ْاألَ َق ِ او ِ والدليل َ ين) الحاقة .47-44 َعنْ ُه َح ِ اج ِز َ ويترتب على ربانيتها :أنها محفوظة إلى يوم الدين يقول تعالى :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الخصيصة الثانية :العقيدة اإلسالمية شاملة وجامعة: وهذا يشمل أمرين: األول :إعطاء تصور كامل واعتقاد شامل لكل ما يف مصلحة اإلنسان معرفته سواء عن الذات اإللهية، أو عن الكون أو عن اإلنسان أو ما بعد الموت. الثاين :أن يشمل الدين جميع جوانب الحياة العلمية والعملية ،ويوجه اإلنسان الوجهة المناسبة يف أمور حياته وآخرته. 15 التوازن بين جوانب الحياة إن اهتمام العقيدة اإلسالمية بالجوانب الدنيوية من حياة البشر يوازيها االهتمام بالجانب األخروي؛ فقد وازنت بين المرحلتين بما يؤهل الناس لالنتقال إلى ما بعد الحياة الدنيا؛ إذ فصلت األمور الغيبية الواجب اإليمان بها ،و دعت إلى التمسك بها. ماالذي يترتب على شمول العقيدة اإلسالمية ويبعث على التمسك بها ؟ الذي يبعث على التمسك يف هذه النظم هو الدعوة إلى أخذها بالكامل ،والنهي عن تجزئتها؛ ون َأن ُي َف ِّر ُقو ْا َب ْي َن ال ّل ِه َو ُر ُس ِل ِه َوي ُقو ُل َ ون ون بِال ّل ِه َو ُر ُس ِل ِه َو ُيرِيدُ َ لوروده يف محكم التنزيلِ َّ ( : ِإن ا َّلذ َ ين َي ْك ُف ُر َ ك َسبِيالً ،أولئك هم الكافرون حقا ،وأعتدنا َّخ ُذو ْا َب ْي َن َذلِ َون َأن يت ِ َ ض َو ُيرِيدُ َ ن ُْؤ ِم ُن بِ َب ْع ٍ ض َو َن ْك ُف ُر بِ َب ْع ٍ للكافرين عذابا مهينا). الخصيصة الثالثة :االعتدال و الوسطية معنى االعتدال والوسطية يف العقيدة :أن العقيدة اإلسالمية وسط بين اإلفراط والتفريط، إذ هي فضيلة بين رذيلتين . السبب يف الوقوع يف اإلفراط والتفريط . اتباع الهوى فإن االنجراف وراء االنحراف ال يلبث أن يعم المجتمعات يف مجاالت العقيدة . أما العقيدة الربانية فهي الكفيلة بالتخلص من تلك اآلفات ،وهي وسط يف القضايا العقدية مثل، مباحث :اإللهيات ،والنبوة ،والسمعيات ،والغيبيات. نماذج على وسطية العقيدة . يف جانب األلوهية ،حافظت العقيدة اإلسالمية على نقاء التوحيد الخالص ،فلم تصف اهلل تعالى إال بما يليق بذاته العلية من صفات الكمال المطلق ،ونزهته عن صفات النقص . ويف جانب النبوات :نجد العقيدة اإلسالمية توجب العصمة لألنبياء ،التي يترتب عليها لزوم الصدق واألمانة و الفطانة وغيرها 16 ويف جانب السمعيات :فإن العقيدة اإلسالمية تعتمد يف وسطيتها على األخبار الصادقة الصادرة عن الكتاب والسنة وهذه األخبار ال يدخل فيها الوهم وال الخيال ،ألن األسس اإليمانية التي يتربى عليها الفرد المسلم تجعله يثق ويصدق باألخبار الواردة عن الصادق المصدوق صلى اهلل عليه وسلم الخصيصة الرابعة :الواقعية معناها :عرض العقيدة اإلسالمية مسائل اإليمان مع تدعيمها باألدلة والبراهين الساطعة التي تثبت على أن مصدرها هو اإلله الحكيم الرحيم الرؤوف بعباده .. الخصيصة الخامسة :اإليجابية معناها :إن الدعوة إلى الخير من السمات األساسية التي تجذب الناس نحو التمسك بأهداب هذا الدين؛ إذ إن المحور المفيد يتبناه اإلسالم ،فهو قمين بالنفس البشرية أن تتقبله وتتفاعل معه ،يقول اس ُجدُ وا َوا ْع ُبدُ وا َر َّبك ُْم َوا ْف َع ُلوا ا ْلخَ ْي َر َل َع َّلك ُْم ُت ْف ِل ُح َ ِ ون . تعالى( :يا َأ ُّي َها ا َّلذ َ ين َآمنُوا ْار َك ُعوا َو ْ من نماذج اإليجابية يف العقيدة اإلسالمية التعاون بين الناس وبعضهم :يقول عز شأنه( :الَّ َخ ْي َر فِي كَثِيرٍ ِّمن ن َّْج َو ُاه ْم إِالَّ َم ْن َأ َم َر بِ َصدَ َق ٍة َأ ْو يه َأ ْجر ًا َعظِيمًا[النساء: ف ن ُْؤتِ ِ ات ال ّل ِه َف َس ْو َ ك اب َتغَاء مر َض ِ َْ ِ س َو َمن َي ْف َع ْل َذل َ ْ م عر ٍ وف َأ ْو إِ ْصالَحٍ َب ْي َن النَّا ِ َ ُْ ..]114وهذه المسائل الثالث تالمس حاجة الناس يف حياتهم بشكل دائم ،فال يستطيعون التخلي عنها ،وإال فإن الفقر سالح ال يرحم وتركه دون عالج يهدد المجتمع ،أما التعاون بين األفراد فهو الكفيل بالحفاظ على المنجزات والمكتسبات التي وصلوا إليها الخصيصة السادسة :الوضوح والبعد عن التعقيد إن الناظر يف تعاليم اإلسالم ،والمتفحص لهذه العقيدة السمحة ال يجد فيها ما يدعوه إلى رفضها ،بل يجد نفسه مخاطبا عبر عقله وقلبه ،بأساليب بعيدة عن تعقيدات الفالسفة ،و تمتمات الكهنة، وخزعبالت السحرة. الخصيصة السابعة :الخاتميــة 17 اإلسالم هو آخر الرساالت السماوية الموحى بها من عند اهلل تبارك وتعالى ،وأصبح هذا فاخ َت َل َ اإل ْسالَ ُم َو َما ْين ِعندَ ال ّل ِه ِ (ن الدِّ َ الدين هو الناسخ لما قبله من الشرائع ،يقول الحق تبارك وتعالىَّ : ابح َس ِ ات ال ّل ِه َفإِ َّن ال ّل ِه سرِيع ا ْل ِ ا َّل ِذين ُأوتُو ْا ا ْلكِتَاب إِالَّ ِمن بع ِد ما جاءهم ا ْل ِع ْلم بغْيًا بين َُهم ومن ي ْك ُفر بِآي ِ َ ُ ُ َ َْ ْ َ َ َ ْ َ َْ َ َ ُ ُ َ َ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ (ومن ي ْب َت ِغ َغ ْي َر ِ ين).ويقول عز اإل ْسالَ ِم دينًا َف َلن ُي ْق َب َل منْ ُه َو ُه َو في اآلخ َرة م َن ا ْلخَ اسرِ َ ) ويقول أيضاَ َ : اض ُط َّر فِي اإل ْسالَ َم ِدينًا َف َم ِن ْ يت َلك ُُم ِت َع َل ْيك ُْم نِ ْع َمتِي َو َر ِض ُ ت َلك ُْم ِدينَك ُْم َو َأت َْم ْم ُ وجل...( :ا ْل َي ْو َم َأك َْم ْل ُ ِ مخْ مص ٍة َغير متَجانِ ٍ ف ِّ ِ يم[المائدة.]3 : إل ْث ٍم َفإِ َّن ال ّل َه َغ ُف ٌ ور َّرح ٌ َ َ َ َْ ُ َ الخصيصة الثامنة:الخلــــود إن هذه العقيدة ال تغير فيها وال تبديل ،قد تكفل اهلل تعالى بإثباتها يف محكم التنزيل ،فهي محفوظة يف كتاب رب العالمين الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد، كما تكفل اهلل تعالى بحفظ كتابه من تحريف المغالين ،وتبديل المبطلين ،قال تعالىِ( :إنَّا ن َْح ُن َن َّز ْلنَا ون[الحجر.]9 :وهي الباقية من أثر الدين القويم إلى يوم الدين ،فال ناسخ لها، الذك َْر َوإِنَّا َل ُه َل َحافِ ُظ َ ِّ وال مبدل لشريعتها ،وال يمكن أن يعتريها النقص أو التحريف والتزييف. الخصيصة التاسعة :اإلقناع وحرية الفكر إن الحوار الفكري المعتدل والجدال العلمي المقنع والقائم على الدعوى والدليل الذي نادت به العقيدة اإلسالمية ينفي عنها كل الشبهات ،ويسقط عنها كل األراجيف التي يلوكها كثير من المخصوم ،لكن أصحاب الفكر الحر ،والفطر السليمة ال يجب أن يدعوا المارقين ليمارسوا التسلط على عقول الناس ،كما يجب عليهم أن ينبروا ألولئك الذين يطلقون األحكام المسبقة على تعاليم اإلسالم قبل النظر فيها والتمعن بمبادئه ،فالعقول المتفتحة ال يمكن أن تقرأ قوله تعالى( :ا ْد ُع إِلِى َسبِ ِ يل ك ُه َو َأ ْع َل ُم بِ َمن َض َّل َعن َسبِ ِيل ِه َو ُه َو اد ْل ُهم بِا َّلتِي ِه َي َأ ْح َس ُن إِ َّن َر َّب َ حكْم ِة وا ْلمو ِع َظ ِة ا ْلحسن َِة وج ِ َ َ َ َ ِ ك بِا ْل َ َ َ ْ َر ِّب َ ِ ين[النحل.]125 : َأ ْع َل ُم بِا ْل ُم ْهتَد َ 18 أسماء اهلل الحسنى تعريف األسماء الحسنى األسماء جمع اسم ،والمراد به ما دل على الذات بمجردها كــ (اهلل) ..أو باعتبار الصفة كالعالم والقادر ،و هي عظيمة أي مطهرة عن أن يسمى بها الخلق أو عن أن تفسر بما ال يليق ،أو أن تذكر على غير وجه التعظيم. آراء الفرق يف قدم األسماء وحدوثها ذهب أهل السنة إلى أن أسماء اهلل تعالى قديمة؛ ألنها تدل على الذات. ذهب المعتزلة إلى حدوث األسماء ،وذلك مثل قولهم يف الصفات لمنع تعدد القدماء. رد أهل السنة أن هذه األسماء قديما باعتبار مدلولها ،وأن قدم المدلول يرجع إلى قدم الذات والصفات ،وعليه فإن المراد بالتسمية القديمة داللة الكالم أزال على معاين األسماء من غير تبعيض وال تجزئة يف الكالم"". وأسماء اهلل تعالى الواردة يف القرآن الكريم من كالمه تعالى وكالمه غير مخلوق وال يقال هي غيره وال هي هو ،فأسماؤه تعالى قديمة بهذا االعتبار وباعتبار آخر أن القدم المراد هنا ليس بمعنى عدم األولية بل بمعنى أنها موضوعة قبل الخلق ،فهي من وضعه تعالى قبل خلقه التفاضل بين أسماء اهلل الحسنى مع اتفاق العلماء على قدم األسماء ،فإنهم اختلفوا حول تفاضلها ،و الحق أنها متفاضلة، ِ ِ ِ وأعظمها لفظ الجاللة وهو االسم األعظم ،لقولــه تعالـىِ َ : (وكَل َم ُة ال ّله ه َي ا ْل ُع ْل َيا َوال ّل ُه َع ِزي ٌز َحك ٌ يم ك ِمن ا ْلكِت ِ ِ ِ َاب َو َأق ِم َّ الص َال َة إِ َّن َّ الص َال َة َتن َْهى َع ِن ا ْل َف ْح َشاء َوا ْل ُمن َكرِ ].وقوله تعالى(:ات ُْل َما ُأوح َي إِ َل ْي َ َ ون ) .أي ولذكر اسم اهلل أكبر من ذكر سائر األسماء "". َو َل ِذك ُْر اهلل ِ َأ ْك َب ُر َواهللُ َي ْع َل ُم َما ت َْصنَ ُع َ 19 ون فِي َأ ْس َمآئِ ِه قال اهلل تعالىَ( :ولِ ّل ِه األَسماء ا ْلحسنَى َفادعوه بِ َها و َذرو ْا ا َّل ِذين ي ْل ِ حدُ َ َ ُ َ ُ ُْ ُ ُ ْ ْ َ َس ُي ْجز َْو َن َما كَانُو ْا َي ْع َم ُل َ ون معنى اإللحاد يف أسماء اهلل تعالى: أ ـ أن تسمى األصنام بها كتسميتهم الالت من اآللهية ،والعزى من العزيز ،وتسميتهم الصنم إلها ،وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة. ب ـ تسميته بما ال يليق بجالله كتسمية النصارى له أبا ،وتسمية الفالسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة بالطبع ونحو ذلك. ج ـ وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول اليهود :إنه فقير وقولهم إنه يه ْم َو ُل ِعنُو ْا بِ َما َقا ُلو ْا َب ْل َيدَ ا ُه ت َأ ْي ِد ِ ت ا ْل َي ُهو ُد َيدُ ال ّل ِه َم ْغ ُلو َل ٌة ُغ َّل ْ استراح بعد أن خلق خلقه وقولهم (َو َقا َل ِ ك ُط ْغ َيانًا َو ُك ْفر ًا َو َأ ْل َق ْينَا َب ْين َُه ُم ا ْل َعدَ َاو َة ك ِمن َّر ِّب َ ف َي َشا ُء َو َل َي ِزيدَ َّن كَثِير ًا ِّمن ُْهم َّما ُأ ِنز َل إِ َل ْي َ َان ُي ِنف ُق َك ْي َ َم ْب ُسو َطت ِ ِ ب َأ ْط َف َأ َها ال ّل ُه َو َي ْس َع ْو َن فِي األَ ْر ِ َوا ْل َبغ َْضاء إِ َلى َي ْو ِم ا ْل ِق َي َام ِة ُك َّل َما َأ ْو َقدُ و ْا نَار ًا ِّل ْل َح ْر ِ ض َف َساد ًا َوال ّل ُه الَ ُيح ُّ ب ِ ِ ين[المائدة.]64 : ا ْل ُم ْفسد َ د ـ تشبيه صفات اهلل تعالى بصفات خلقه فالمشبهة يزعمون أن اهلل جسم له وجه كوجهنا ويد كأيدينا واستواء كاستوائنا. ه ـ التكذيب بأسماء اهلل تعالى أو ببعضها كتكذيب المشركين باسم الرحمن قـال تعالى: الر ْح َم ُن َأن َْس ُجدُ لِ َما ت َْأ ُم ُرنَا َوزَا َد ُه ْم ُن ُفور ًا[الفرقان.]60 : ِ اس ُجدُ وا ل َّلر ْح َم ِن َقا ُلوا َو َما َّ (وإِ َذا قِ َ يل َل ُه ُم ْ َ عدد أسماء اهلل الحسنى ورد يف السنة المطهرة ما يفيد عدد أسماء اهلل تعالى ،ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال ،قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم " :إن هلل تسعة وتسعين اسما مائة إال واحدا من أحصاها دخل الجنة ،أنه وتر يحب الوتر) "". 20 وقد اختلف العلماء حول حصر األسماء بتسعة وتسعين اسما وذلك على النحو اآلتي: أ ـ منهم من قال إنها محصورة بهذا العدد دون زيادة أو نقصان. ب ـ ومنهم من قال بأن العدد غير مقصود بالحصر فأسماؤه تعالى كثيرة ،واستدلوا بقوله صلى اهلل عليه وسلم يف الدعاء" :أسألك بكل اسم هو لك أنزلته يف كتابك ،أو استأثرت به يف غيبك."".. وبهذا الرأي أخذ جمهور أهل العلم مع التعليل بأن المقصود من قوله صلى اهلل عليه وسلم" من أحصاها دخل الجنة "أن المراد دخول الجنة بإحصائها ،ال اإلخبار بحصر األسماء ،فالعدد مختصر بدخول الجنة و هذا ال يمنع وجود خيرها ،كما تقول لفالن مائة مملوك قد أعدها للجهاد ،فال ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدودون لغير الجهاد". أسماء اهلل تعالى بين التوقيف واالجتهاد اختلف العلماء حول هذه المسألة كاآلتي: أ ـ اختار جمهور العلماء أنها توقيفية ( أي أن طريق معرفتها الشرع فقط ،وال مجال لالجتهاد فيها ). ب ـ قالت المعتزلة جواز إثبات ما كان متصفا بمعناه ولم يوهم نقصا وإن لم يرد به توقيف من الشارع ،ومال إليه القاضي أبو بكر الباقالين، ج ـ توقف فيه إمام الحرمين. د ـ فصل فيه اإلمام الغزالي :فجوز إطالق الصفة وهي ما دل على معنى زائد على الذات، ومنع إطالق االسم وهو ما دل على الذات نفسها. ولكن العلماء رغم هذا االختالف إال أنهم اتفقوا على جواز إطالق األسماء على الباري عز وجل إذا ورد اإلذن فيها من الشارع وعلى امتناعه إذا ورد المنع منه ،واختلفوا حيث ال إذن وال منع، والمختار هو مذهب الجمهور 21 الصفات الصفات اإللهية إن العقول البشرية تقف عاجزة أمام إدراك ذاته سبحانه وتعالى ،أو تصوره أو اإلحاطة به ،فإنها كذلك ال يمكنها إدراك كل ما اتصف به اهلل عز وجل من كمال مطلق ،ومن ثم فقد أوجب العلماء هلل تعالى كل صفات الكمال التي تليق بذاته العلية إجماال ،كما أوجبوا له سبحانه ـ تفصيال ـ عشرين صفة وذلك استنادا إلى ما جاء من أمرها يف الكتاب والسنة ،وأرجعوا بقية الصفات إليها. أقسام الصفات أ ـ الصفة النفسية :وهي الوجود ب ـ الصفات السلبية :القدم ،البقاء ،المخالفة للحوادث ،القيام بالنفس ،الوحدانية. "" ج ـ صفات المعاين وهي :القدرة ،اإلرادة ،السمع ،البصر ،العلم ،الكالم ،الحياة. د ـ الصفات المعنوية وهي :كونه تعالى قادرا ،مريدا ،سميعا ،بصيرا ،عالما ،متكلما ،حيا. والتقسيم السابق هو المشهور يف كتب العقيدة؛ وهذا التقسيم غرضه الرد على الشبهات حول الصفات اإللهية. أما التقسيم السابق لهذا التقسيم ،فيقسم الصفات اإللهية عامة إلى صفات الذات ،وصفات الفعل: والفرق بينهما: أن كل ما وصف اهلل تعالى به وال يجوز أن يوصف بضده فهو من صفات الذات ،كالقدرة واإلرادة والعلم . وكل ما يجوز أن يوصف اهلل تعالى به وبضده ،فهو من صفات الفعل كالرأفة ،والرحمة، والسخط ،والغضب 22 الصفة النفسية (الوجود) تعريفها( :هي صفة ثبوتية يدل الوصف بها على وجود الذات دون معنى زائد عليها). شرح التعريف :قولنا اهلل تعالى واجب الوجود لذاته أي أنه تعالى :ال يجوز عليه العدم ،وال يقبله ال أزال وال أبدا ،فهو تعالى مستغن عن كل ما سواه ومفتقر إليه كل ما عداه، و قولنا :يدل الوصف بها على الذات دون معنى زائد عليها ،أي ال تدل على شيء زائد عليها. الدليل الشرعي :قال اهلل تعالىَ ( :ذلِك ُُم ال ّل ُه َر ُّبك ُْم ال إِ َلـ َه إِالَّ ُه َو َخالِ ُق ك ُِّل َش ْي ٍء َفا ْع ُبدُ و ُه َف اختِال ِ ض َو ْ ات َواألَ ْر ِ يل[األنعام.]102 :ويقول سبحانه(:،إِ َّن فِي َخ ْل ِق السماو ِ َو ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َوكِ ٌ َّ َ َ اء ِمن َّماء َف َأ ْح َيا بِ ِهك ا َّلتِي تَجرِي فِي ا ْلبحرِ بِما ين َفع النَّاس وما َأنز ََل ال ّله ِمن السم ِ ُ َ َّ َ َ ََ َ ْ َ َ ُ ْ ار وا ْل ُف ْل ِ ال َّل ْي ِل َوالن ََّه ِ َ ِ ٍ األر َض بعدَ موتِ َها وب َّ ِ ِ ض اب ا ْل ُم َسخِّ رِ َب ْي َن َّ الس َماء َواألَ ْر ِ الس َح ِ ث ف َيها من ك ُِّل َدآ َّبة َوت َْصرِيف ِّ الر َياحِ َو َّ ََ َْ َْ ْ ون[البقرة.]164 : ات ِّل َق ْو ٍم َي ْع ِق ُل َ آلي ٍ َ تدل هذه اآليات الكريمات على ذاته تعالى ،المتفرد بهذه الصفة األزلية التي ال يشاركه فيها غيره ،إذ إن وجود المخلوقات مختلف عن صفة وجوده تعالى األزلي األبدي ،أما وجود ما سواه فهو له بداية ونهاية ،فإن كل ما سواه مفتقر إليه تعالى. الدليل العقلي :العالم حادث ،وكل حادث يجب افتقاره لمحدث ،فوجب افتقار العالم إلى محدث وهو اهلل تعالى.و نقول أيضا " :اهلل تعالى واجب الوجود ،إذ لو كان جائز الوجود لكان من جملة العالم ،فلم يصلح محدثا للعالم ومبدئا له. وقريب من هذا ما يقال :أن مبدئ الممكنات بأسرها ال بد أن يكون واجبا ،إذ لو كان ممكنا لكان من جملة الممكنات ،فلم يكن مبدئا لها. أوال :دليل الفطرة 23 خلق اهلل تبارك وتعالى اإلنسان يف أحسن تقويم ،وأمده بالفطرة ،أي الجبلة األولى ،قال تعالى: ين ا ْل َق ِّي ُم َو َلكِ َّن يل لِخَ ْل ِق اهلل ِ َذلِ َ ك الدِّ ُ َّاس َع َل ْي َها َال َت ْب ِد َ ِ ِ ك لِلدِّ ِ ِ ِ ين َحنيفًا ف ْط َر َة اهلل ا َّلتي َف َط َر الن َ َفأقِ ْم َو ْج َه َ ( َ ون[الروم.]30 : َأ ْك َث َر النَّا ِ س َال َي ْع َل ُم َ فمعرفة اهلل تعالى مركوزة يف النفس البشرية ،وهذا القدر من المعرفة موجود لدى كافة البشر ،ومن الممكن تنبيه الغافل عنها إذا المست أفكاره أو استنهضت بطريقة علمية محايدة عن أي تأثيرات جانبية مخلة بالبحث العلمي النزيه البعيد عن التعصب لمذهب أو ملة أو دين ،كما أنه سبحانه ور ِه ْم ُذ ِّر َّيت َُه ْم َو َأ ْش َهدَ ُه ْم ك ِمن َبنِي آ َد َم ِمن ُظ ُه ِ (وإِ ْذ َأ َخ َذ َر ُّب َ فطر عباده وجبلهم على االعتراف بألوهيتهَ : ِ ِ ِ َع َلى َأن ُف ِس ِه ْم َأ َل ْس ُ ين[األعراف: ت بِ َر ِّبك ُْم َقا ُلو ْا َب َلى َش ِهدْ نَا َأن َت ُقو ُلو ْا َي ْو َم ا ْلق َي َامة إِنَّا ُكنَّا َع ْن َه َذا غَاف ِل َ .]172 دلت هذه اآلية البينة على أن الحق تبارك وتعالى استخرج من ظهور بني آدم عليه السالم ذريتهم شاهدين على أنفسهم أن اهلل ربهم ومليكهم ،حين أقررهم على ذلك. وقد جاء يف الصحيح من حديث النبي صلى اهلل عليه وسلم قوله " :ما من مولود إال يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه ،أو يمجسانه ،فطرة اهلل التي فطر الناس عليها."""... فكل إنسان يولد على الفطرة يف هذه الدنيا إذا ترك وعزل عن أي مؤثر خارجي ،وعلى ذلك ينشأ مقرا ومعترفا بوجود اهلل تبارك وتعالى استنادا إلى الجبلة األولى السليمة التي لم تلوث بأي انحراف عقدي خارجي . ثانيا :دليل الخلق والصنع هذه الموجودات مصنوعة و مخلوقة ال بد لها من صانع وخالق ،إذ يستحيل عليها إيجاد نفسها بنفسها ،و الذي أوجدها هو المتصف بكل كمال مطلق وهو اهلل تبارك وتعالى ،وإال فإن فاقد الشيء ال يعطيه فالجماد ليس من صفاته أن يكون متحركا ،فكيف تدب فيه الحياة والحركة؟ ،إن العاقل يفطن إلى هذه الحقيقة عندما يقف وقفة إنصاف مع نفسه ليوازن بين هذه الحقائق الناطقة ،وما يدعيه المالحدة 24 ان إِ َلى َط َع ِام ِه أنا نس ُ من إنكار لوجود الخالق العظيم سبحانه وتعالى عما يقولون.قال تعالى َ( :ف ْل َين ُظرِ ْ ِ اإل َ صببنا الماء صبا ثم شققنا األرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخال وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم وألنعامكم). ثالثا :دليل االفتقار إلى سبب األسباب إن العلماء المنصفين يعترفون بأن الحوادث يف الكائنات الحية البد لها من علل وأسباب متقدمة عليها ،كافتقار الماء إلى حرار الشمس والهواء كذلك ،وهذا ما يسمى بافتقار المعلول إلى علة، وافتقار السبب إلى مسبب ،فالثمرة مثال متوقف وجودها على الشجرة ،والشجرة على البذرة ،والبذرة على غرس الفالح لها وهكذا ،وتستمر الحوادث حتى تصل إلى مسبب األسباب ومبدع اآليات ،وال بد أن تنتهي سلسلة الحوادث هذه إلى خالقها وبارئها وهو اهلل تبارك وتعالى. إن العقل السليم القادر على التفريق بين الحق والباطل ،ال يمكن بعدها أن يقبل استمرار الحوادث إلى ما ال نهاية ،منعا من التسلسل "" ،كما أنه ال يمكن له أن يقبل توقف و