General Administration - PDF

Summary

This document is an overview from Badr University. It discusses the concept of general administration including its different aspects, definitions, and relationship to other concepts. It also touches upon the importance of administration.

Full Transcript

‫د‪.‬شريف بركات‬ ‫الباب األول‬ ‫المفاهيم األساسية لإلدارة‬ ‫مفهوم األدارة العامة‬ ‫اإلدارة العامة هي ‪:‬‬ ‫الركٌزة األساسٌة للدولة الحدٌ...

‫د‪.‬شريف بركات‬ ‫الباب األول‬ ‫المفاهيم األساسية لإلدارة‬ ‫مفهوم األدارة العامة‬ ‫اإلدارة العامة هي ‪:‬‬ ‫الركٌزة األساسٌة للدولة الحدٌثة بعد أن أصبحت "دولة خدمات"‬ ‫ ‬ ‫تقوم برسم السٌاسة العامة بدقة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تنفذ السٌاسات ‪ ،‬وتقدم الخدمات فً أقصر وقت وبؤقل تكلفة عن طرٌق‬ ‫ ‬ ‫األجهزة التنفٌذٌة‪.‬‬ ‫إن نجاح أي منظمة ٌعتمد على وجود إدارة كفإه قادرة على التطوٌر والتجدٌد‬ ‫واإلبداع لتواكب متطلبات المجتمع والبٌئة الخارجٌة للمنظمة‪.‬‬ ‫تعريف اإلدارة العامة‪:‬‬ ‫هناك العدٌد من التعارٌف لإلدارة العامة منها ما هو مختصر بحٌث ٌسقط‬ ‫موضوعات تعتبر من صمٌم أعمال اإلدارة العامة‪ ،‬ومنها ما هو شامل ٌفقد اإلدارة‬ ‫العامة هوٌتها وٌدخلها مع غٌرها من العلوم االجتماعٌة األخرى‪.‬‬ ‫من تلك التعارٌف ما ٌلً‪:‬‬ ‫عرف لنورد واٌت اإلدارة " بؤنها تتكون من جمٌع العملٌات التً تستهدف تنفٌذ‬ ‫السٌاسة العامة"‬ ‫فاإلدارة فً نظره نشاط ٌتعلق ( بالتنفٌذ) أي بتنفٌذ السٌاسة العامة للدولة‪.‬‬ ‫إذن اإلداره العامه هنا تعنً‪:‬‬ ‫تنفٌذ السٌاسه العامه للدوله وإخراجها إلى حٌز الواقع ‪ ،‬فهً تمثل تخطٌط وتنظٌم‬ ‫وتوجٌه النشاط الحكومً الموجه نحو أداء الخدمات العامه لجمٌع المواطنٌن على‬ ‫السواء طبقا ً للقوانٌن والتشرٌعات اإلدارة العامة‪.‬‬ ‫كما عرف ناٌجرو اإلدارة العامة على "أنها مجهودات جماعٌة تعاونٌة تشمل فروع‬ ‫السلطات الثالث‪ :‬القضائٌة‪ ،‬والتشرٌعٌة ‪ ،‬والتنفٌذٌة وعالقتها مع بعضها‪.‬وهً‬ ‫تلعب دوراً مهما ً فً صناعة السٌاسات العامة وأخٌراً تختلف اختالفا ً جوهرٌا ً عن‬ ‫اإلدارة الخاصة"‬ ‫وعرفها جون ففنز وروبرت برسثاس بؤنها " تنسٌق المجهودات الفردٌة والجماعٌة‬ ‫لتنفٌذ السٌاسة العامة"‬ ‫فالكاتبان عرفا اإلدارة العامة بؤنها عملٌة توجٌه وإشراف وتنسٌق ٌمكن‬ ‫ممارستها بواسطة التخطٌط والقٌادة واتخاذ القرارات واالتصاالت والعالقات العامة‪.‬‬ ‫أما األستاذ جالدن فإنه ٌعرف اإلدارة بؤنها "تنظٌم العالقات بٌن األفراد"‪.‬‬ ‫‪ -‬عرفها الدكتور‪ /‬على عبد المجٌد على أنها‪ :‬النشاط الخاص بقٌادة وتوجٌه وتنمٌة‬ ‫األفراد وتخطٌط وتنظٌم ومراقبة العملٌات والتصرفات الخاصة بالعناصر الرئٌسٌة‬ ‫فً المشروع من أفراد ومواد وآالت وعدد ومعدات وأموال وأسواق لتحقٌق أهداف‬ ‫المشروع بؤحسن الطرق واقل التكالٌف‪.‬‬ ‫كما عرفها الدكتور‪ /‬على السلمً على أنها‪ :‬ظاهرة مجتمعٌة تكون جزءا من نسٌج‬ ‫المجتمع‪ ،‬وهً نظام فرعى فً إطار مجتمعً كلى والعالقة بٌن اإلدارة والمجتمع‬ ‫تبادلٌة‪ ،‬كل ٌؤخذ من اآلخر وٌعطٌه وٌإثر فٌه وٌتؤثر به‪.‬‬ ‫عرفها أٌضا الدكتور‪ /‬شوقً حسٌن على أنها‪ :‬العنصر المنشط الذي ٌرمى إلى‬ ‫تنسٌق المجهود الفردي والجماعً فً سبٌل تحقٌق أهداف المجموعة‪.‬‬ ‫كما عرفها الدكتور‪ /‬أحمد فهمً على أنها‪ :‬عملٌة تحدٌد وتحقٌق األهداف من خالل‬ ‫ممارسة أربعة وظائف أساسٌة هً التخطٌط‪ ،‬التنظٌم‪ ،‬التوجٌه‪ ،‬الرقابة باستخدام‬ ‫الموارد البشرٌة‪.‬‬ ‫فاإلدارة العامة تختص باألنشطة اإلدارٌة الحكومٌة‪.‬من ذلك نستخلص أن هناك‬ ‫ثالث اتجاهات ‪:‬‬ ‫األول‪ٌ :‬عرف اإلدارة تعرٌفا ً شامالً جامعاً‪.‬‬ ‫الثانً ‪ٌ :‬ركز على المكونات األساسٌة لإلدارة‪.‬‬ ‫الثالث‪ٌ :‬عتبر اإلدارة العامة هً إدارة القوى العاملة‪.‬‬ ‫بالرغم من صعوبة إٌجاد تعرٌف محدد وموحد لإلدارة العامة إال أن هناك ثالث‬ ‫عناصر أساسٌة تشتمل علٌها اإلدارة العامة‪:‬‬ ‫القوى البشرية العاملة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الموارد المادية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫األهداف العامة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫إذن ٌمكننا القول بؤن اإلدارة العامة هً‪:‬‬ ‫"الوصول إلى األهداف العامة عن طرٌق استخدام القوى البشرٌة والموارد‬ ‫المادٌة المتاحة بؤسالٌب علمٌة لرفع الكفائة اإلنتاجٌة فً األجهزة الحكومٌة"‪.‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫أهمية اإلدارة‬ ‫غزت اإلدارة كافة مجاالت الحٌاة‪.‬ودخل علم اإلدارة إلى االقتصاد والسٌاسة‪،‬‬ ‫والصناعة‪ ،‬والرٌاضة‪ ،‬والحروب‪ ،‬والبحوث‪ ،‬واالختراعات والعالقات‪ ،‬والوقت‪،‬‬ ‫والثروة الشخصٌة‪.‬فلم تترك اإلدارة مجاالً دون أن تسهم فٌه بنصٌب‪.‬وعندما سئل‬ ‫)بٌتر دراكر( أحد أشهر علماء اإلدارة فً العصر الحدٌث عن أهمٌة اإلدارة‪ ،‬أجاب‬ ‫بؤن غٌر الخبٌر ٌعتقد أن اإلدارة ما هً إال حزمة من األنشطة االعتباطٌة التً‬ ‫تعتمد على المصادفة والتً ال تحكمها قوانٌن أو مبادئ‪.‬ولكن هذا هو الحال دائما‬ ‫مع أي ظاهرة نعجز عن رإٌتها بشكل متكامل‪.‬وسوف نستعرض فً السطور‬ ‫القادمة أهمٌة اإلدارة لكل من المنظمة وللمجتمع‪.‬‬ ‫أهمية اإلدارة للمنظمة‪:‬‬ ‫ٌتوقف نجاح أو فشل أي منظمة واستمرارها على مدى ما ٌتوافر لدٌها من أهداف‬ ‫ومدٌرٌن أكفاء ٌتسمون بالرشد‪ ،‬لدٌهم القدرة على استغالل الموارد المتاحة لدٌها‬ ‫بالشكل السلٌم والذي ٌعظم العائد وٌقلل التكلفة بهدف الوصول إلى تحقٌق األهداف‬ ‫المرجوة‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬فاإلدارة تقوم بتحدٌد أهداف أي منظمة وتسعى نحو تحقٌقها وبدون اإلدارة‬ ‫ٌتعذر تحقٌق األهداف‪.‬‬ ‫واإلدارة الرشٌدة تستطٌع أن تبتكر طرق جدٌدة مبسطة للعمل‪ ،‬وتحسن الجودة‪ ،‬وال‬ ‫نعنً بذلك جودة السلع والخدمات فقط‪ ،‬بل جودة كافة األنشطة التً تمارس فً‬ ‫أرجاء المنظمة‪.‬كما أنها تستطٌع أن تتنبؤ مبكرا بالمشاكل التً من ا تمل أن تواجهها‬ ‫وتضع السٌنارٌوهات البدٌلة لمواجهتها والتكٌف معها‪.‬كما ٌلعب المدٌرون‬ ‫المتمٌزون دوراً هاما ً فً تنمٌة العالقات اإلنسانٌة بٌن اإلدارة والعاملٌن فً‬ ‫المنظمة وهذا ٌإدي إلى زٌادة درجة رضائهم عن العمل مما ٌنعكس إٌجابا على‬ ‫مستوى إنتاجٌتهم‪.‬وتبرز أهمٌة اإلدارة بالنسبة للمنظمة أٌضا‪ ،‬فً كونها تحقق‬ ‫التوازن بٌن الرغبات والمصالح المتعارضة لكل من رغبات أصحاب رأس المال‬ ‫أي مالك المنظمة‪ ،‬ورغبات العاملٌن بها‪ ،‬و رغبات المجتمع الذي تعمل فٌه فلو‬ ‫تفحصنا رغبات كل طرف من األطراف الثالثة ستبدو رغباتهم جمٌعا‬ ‫متعارضة فً شكلها وهذا ما ٌمكننا توضٌحه فٌما ٌلً ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬رغبات أصحاب رأس المال (المالك) ‪ :‬الحصول على أكبر عائد على‬ ‫استثماراتهم وهذا ٌتحقق عن طرٌق تقلٌل المصروفات وزٌادة اإلٌرادات من خالل‬ ‫بٌع منتجات المنظمة بؤسعار مرتفعة‪ ،‬وزٌادة الكفاءة اإلنتاجٌة للمنظمة‪.‬وزٌادة‬ ‫القٌمة السوقٌة للمنظمة فً السوق والتوسع واالنتشار فً األسواق ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬رغبات العاملٌن بالمنظمة‪:‬‬ ‫الحصول على مرتبات مرتفعة ومزاٌا عٌنٌة وخدمات صحٌة ورعاٌة اجتماعٌة‪،‬‬ ‫وضمان االستمرار واالستقرار فً العمل وتوفر فرص للترقٌة‪.‬والعمل فً ظل‬ ‫مناخ عمل مناسب‪.‬‬ ‫ج‪ -‬رغبات المجتمع‪:‬‬ ‫توفٌر فرص عمل ألبناء المجتمع‪ ،‬وتوفٌر السلع والخدمات بؤسعار معقولة‬ ‫وبمستوى جودة وباشتراطات صحٌة متمٌزة‪.‬ورفع مستوى معٌشة أبناء المجتمع‪.‬‬ ‫وال شك أن مهمة اإلدارة فً المنظمات هً العمل على تحقٌق رغبات هذه‬ ‫المجموعات الثالثة والتوفٌق بٌنها بشكل عادل‪.‬ولو نظرنا على الجانب اآلخر‬ ‫للمنظمات التً ٌقودها مدٌرون أصحاب كفاءة منخفضة‪ ،‬وال ٌمتلكون القدرة على‬ ‫فهم واستٌعاب مشاكل العصر ومواجهة التغٌرات البٌئٌة المتالحقة‪ ،‬وال ٌعتمدون فً‬ ‫إدارتهم للمنظمة على األسالٌب واألسس اإلدارٌة السلٌمة‪ ،‬فإننا سنلحظ أن مصٌر‬ ‫مثل هذه المنظمات الهالك والفشل‪ ،‬كما أن مواردها سوف تستنزف‪ ،‬وقدراتها‬ ‫التنافسٌة فً السوق سوف تخور‪.‬‬ ‫أهمية اإلدارة للمجتمع‪:‬‬ ‫تعتبر اإلدارة ضرورة لكافة المجتمعات متقدمة كانت أم نامٌة فاإلدارة هامة‬ ‫للمجتمعات المتقدمة من أجل الحفاظ على تقدمها‪ ،‬والحفاظ على مستوى معٌشة‬ ‫األفراد عند مستواه المرتفع‪ ،‬وحسن استغالل الموارد المتاحة لهذه المجتمعات‪.‬كما‬ ‫أن اإلدارة أكثر أهمٌة للمجتمعات النامٌة‪.‬ألن هذه المجتمعات تعانً من العدٌد من‬ ‫المشاكل االقتصادٌة وأهمها مشكلة الندرة عدم ‪ -‬كفاٌة الموارد لتلبٌة حاجات السكان‬ ‫وتعتبر بذلك اإلدارة نشاطا ‪ -‬ضرورٌا فً هذه المجتمعات لحسن استخدام هذه‬ ‫الموارد وتوزٌعها بشكل عادل‪.‬والحفاظ على حقوق األجٌال القادمة فً الموارد‬ ‫الطبٌعٌة والثروات‪.‬كما تلعب اإلدارة أٌضا دورا هاما فً تنفٌذ خطط التنمٌة‬ ‫االقتصادٌة فً الدول النامٌة وكذلك تساعد اإلدارة فً إجراء اإلصالحات الهٌكلٌة‬ ‫فً النظم السٌاسٌة واالجتماعٌة والمنظمات الحكومٌة واألجهزة الرقابٌة والسلطة‬ ‫التشرٌعٌة والسلطة التنفٌذٌة كما أن اإلدارة تحقق مساهمة اجتماعٌة هامة عن طرٌق‬ ‫توفٌر فرص عمل وهً بذلك تقضى على البطالة وآثارها المدمرة للمجتمعات‪.‬كما‬ ‫أن اإلدارة تساعد على تنوٌع األنشطة االقتصادٌة وعدم قصرها على نشاط معٌن‪.‬‬ ‫وهذا الدور لإلدارة ٌبدو فً غاٌة األهمٌة للدول النامٌة والتً تعانً من قصر‬ ‫نشاطها على النشاط الزراعً لتصدٌر المواد األولٌة‪ ،‬واستٌراد السلع الرأسمالٌة‬ ‫والسلع االستهالكٌة‪.‬وهذا ٌتسبب فً توسٌع هوة العجز فً المٌزان التجاري للدول‬ ‫النامٌة فتضطر لالقتراض من الداخل أو الخارج لتدبٌر هذا العجز‪ ،‬وهذا ٌترتب‬ ‫علٌه فوائد وأعباء اقتصادٌة جدٌدة تعقد المشاكل التً تعانً منها الدول النامٌة‪.‬إذاً‬ ‫على اإلدارة فً المجتمعات النامٌة أن تتجه نحو التصنٌع دون االقتصار على‬ ‫الزراعة‪ ،‬كما ٌنبغً علٌها توفٌر المناخ المشجع للمستثمرٌن األجانب إلقامة‬ ‫مشروعات صناعٌة وخدمٌة توفر اآلالف من فرص العمل ألبناء هذه المجتمعات‪،‬‬ ‫وهذا ٌحسن من مستوى معٌشة أبنائها‪.‬‬ ‫ولو عقدنا مقارنة بٌن دولتٌن‪ ،‬دولة متقدمة وأخرى من دول العالم الثالث سٌتضح لنا‬ ‫أهمٌة اإلدارة للمجتمع‪.‬فدولة مثل الٌابان ال تمتلك الموارد المادٌة الالزمة للتطور‬ ‫والنمو‪ ،‬ولكنها تمتلك (اإلنسان الرشٌد) وهو أهم من كل الموارد المادٌة‪ ،‬بل أعظم‬ ‫الموارد على اإلطالق هذا اإلنسان هو الذي طور المفاهٌم اإلدارٌة التقلٌدٌة‪ ،‬وشكل‬ ‫أنماط إدارٌة خاصة به سمٌت اإلدارة الٌابانٌة ‪ ،‬والتً تسببت فً جعل الٌابان ثانً‬ ‫اقتصاد فً العالم‪.‬وال شك أن اإلدارة الٌابانٌة تعد حقا نموذجا فرٌدا ٌبرهن على‬ ‫أهمٌة اإلدارة لتقدم المجتمعات ونهضة الشعوب‪.‬‬ ‫ولكنها الزالت تكتم أسرارها فلم ٌبح الٌابانٌون بؤسرار اإلدارة الٌابانٌة ولذلك فشلت‬ ‫معظم الشركات األوربٌة واألمرٌكٌة عندما حاولت محاكاة نموذج اإلدارة الٌابانٌة‪.‬‬ ‫وٌطلق الٌابانٌون على منهجهم اإلداري مصطلح (هوشٌن كانري)‬ ‫(هوشٌن كانري ) هو منهج إداري ٌمنح المنظمات الٌابانٌة قوتها التنافسٌة الخطٌرة‬ ‫وكل ما تسرب عنه للعدٌد من الشركات الغربٌة واألمرٌكٌة خرج بصورة غامضة‬ ‫تشبه الطالسم‪.‬وٌضمن هذا المنهج تحقٌق نجاحات استراتٌجٌة ساحقة‪ ،‬ولم تعرفه‬ ‫إال قلة من الشركات العالمٌة مثل‪ :‬هٌولٌت بكارد وإنتل وتكساس إنستر ومانتس‪.‬‬ ‫وإدارة هوشٌن هً طرٌقة للتنفٌذ توجه الموارد لسد الثغرات الحٌوٌة فً األداء‬ ‫االستراتٌجً للمنظمة ككل‪.‬ولو عقدنا مقارنة بٌن منهج هوشٌن وغٌره من المناهج‬ ‫اإلدارٌة مثل منهج التخطٌط االستراتٌجً‪ ،‬سنجد أن هناك اختالفا جوهرٌا بٌنهما‪.‬‬ ‫ففً الوقت الذي ٌضع فٌه منهج التخطٌط االستراتٌجً األولوٌات بناء على تغٌرات‬ ‫الظروف البٌئٌة ا ٌطة بالمنظمة‪ ،‬وطبٌعة الصناعة وحاجات العمالء‪ ،‬نجد أن منهج‬ ‫هوشٌن ٌحدد أكثر هذه األولوٌات أهمٌة وٌدفع المنظمة بالقوة لتحقٌق رإٌتها‪،‬‬ ‫وٌستمر فً عملٌة الدفع بناء على ما ٌحدث فً البٌئة المحٌٌطة‪.‬وعلى الجانب‬ ‫اآلخر لو اخترنا دولة مثل السودان تمتلك الموارد الطبٌعٌة الكثٌرة والتً وهبها هللا‬ ‫تعالى لها‪ ،‬حٌث ٌتوافر بها مساحات شاسعة من أجود أنواع التربة الزراعٌة فً‬ ‫العالم‪ ،‬والتً أكدت الدراسات أنها تكفً إلطعام العالم العربً بؤكمله‪.‬كما أن بها‬ ‫موارد مائٌة وفٌرة ومتنوعة ومناخ مناسب‪.‬وبالرغم من ذلك تعانً السودان من‬ ‫ظروف اقتصادٌة صعبة‪.‬وانخفاض مستوى معٌشة األفراد‪ ،‬وانخفاض كبٌر فً‬ ‫قٌمة عملتها الوطنٌة‪.‬فهل تعتقد عزٌزي القارئ أن سوء اإلدارة ٌعد هو السبب فً‬ ‫ذلك؟!‬ ‫ثالثا‪ :‬أين تمارس اإلدارة؟‬ ‫تمارس اإلدارة فً كل مكان ٌوجد فٌه أفراد ٌعملون معا لتحقٌق أهداف محددة‪،‬‬ ‫ولهذا فاإلدارة تمارس فً جمٌع أنواع المنظمات حكومٌة كانت أم خاصة‪ ،‬تجارٌة‬ ‫كانت أم صناعٌة أم خدمٌة‪ ،‬كبٌرة كانت أم صغٌرة‪.‬وحتى على مستوى المنظمة‬ ‫الواحدة تمارس اإلدارة فً مختلف المستوٌات اإلدارٌة‪.‬والسإال اآلن‪..‬ماذا ٌقصد‬ ‫بالمستوٌات اإلدارٌة؟‬ ‫رابعا‪ :‬مستويات اإلدارة‬ ‫تشتمل (اإلدارة) فً كافة أنواع المنظمات على العدٌد من األفراد إال أن هإالء‬ ‫األفراد ٌختلفون فً األعباء والواجبات والسلطات والمسئولٌات‪ ،‬كما ٌختلفون من‬ ‫حٌث قدراتهم وحقوقهم فً اتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫وبصفة عامة تنقسم اإلدارة إلى ثالثة مستوٌات تعارف العلماء على‬ ‫تقسٌمها إلى‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مستوى اإلدارة العلٌا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مستوى اإلدارة الوسطى‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مستوى اإلدارة المباشرة‪.‬‬ ‫والخٌط المشترك بٌن هذه المستوٌات الثالثة أنها جمٌعها تمارس مجموعة من‬ ‫الوظائف هً‪ :‬وظٌفة التخطٌط ‪ /‬ووظٌفة التنظٌم ‪ /‬ووظٌفة التوجٌه ‪ /‬ووظٌفة‬ ‫الرقابة‪.‬‬ ‫وعلى وجه اإلجمال تمثل هذه الوظائف األربعة ما نطلق علٌه مصطلح (وظائف‬ ‫اإلدارة) وٌقوم المدٌرون سواء فً مستوى اإلدارة العلٌا أو الوسطى أو المباشرة‪،‬‬ ‫وسواء كانوا فً منظمة خدمٌة كالبنك أو المستشفى أو الجامعة‪ ،‬أو منظمة صناعٌة‬ ‫كشركة إنتاج سٌارات أو ثالجات أو أسمنت‪ ،‬أو منظمة حكومٌة كالشرطة أو الدفاع‬ ‫أو وزارة الخارجٌة‪ ،‬وغٌرها من المنظمات بإنجاز هذه الوظائف األربعة الرئٌسٌة‪.‬‬ ‫وتشمل هذه الوظائف بعض األنشطة المحددة على النحو التالً‪:‬‬ ‫‪ -1‬التخطيط‪ :‬هو الوظٌفة اإلدارٌة األولى والتً تختص بالتحدٌد مقدما ً لما ٌنبغً أن‬ ‫ٌنجزه فرد أو مجموعة من أعمال‪ ،‬وطرٌقة تحقٌق األهداف وتوقٌت تحقٌق هذه‬ ‫األهداف‪.‬وهذا ٌعنً أن التخطٌط ٌتم قبل التنفٌذ الفعلً لألعمال من أجل ضمان‬ ‫الحصول على الموارد بالقدر الضروري واستخدامها بالشكل االقتصادي الذي ٌزٌد‬ ‫من مستوى الكفاءة اإلنتاجٌة للمنظمة‪.‬كما ٌساهم التخطٌط فً التنبإ بالصعوبات‬ ‫والمشاكل والعقبات التً من المحتمل أن تواجه المنظمة فً المستقبل وٌعمل على‬ ‫تفادٌها حتى ال تقف كحجر عثرة فً طرٌق تحقٌق أهداف المنظمة‪.‬أو على األقل‬ ‫ٌسعى للتخفٌف من آثارها السٌئة على كفاءة العمل‪.‬‬ ‫‪ -2‬التنظيم‪ :‬تهدف هذه الوظٌفة إلى تنسٌق الجهود من خالل ‪ -‬إعداد وتصمٌم هٌكل‬ ‫من العالقات الوظٌفٌة والرئاسٌة ٌقلل من اجتهادات أعضاء التنظٌم فٌما ٌتعلق بؤداء‬ ‫األدوار المطلوبة منهم‪.‬وٌحدد من سٌإدي العمل‪ ،‬ومن سوف ٌرأس من‪ ،‬ومن‬ ‫سٌكون مسئوالً أمام من‪ ،‬ومن له حق اتخاذ القرارات وما هً صالحٌاته‬ ‫ومسئولٌاته‪ ،‬وما هً الحدود التً سٌتحرك فً إطارها؟‬ ‫‪ -3‬التوجيه‪ :‬تختص هذه الوظٌفة بالتحقق من أن كافة المرإوسٌن فً المنظمة‬ ‫ٌتحركون فً االتجاه الذي ٌحقق األهداف وٌتفق مع ما هو مخطط وما هو منظم من‬ ‫قبل ‪ ،‬وهذا ٌستلزم ممارسة عدداً من األنشطة منها ‪ :‬إرشاد المرإوسٌن واإلشراف‬ ‫علٌهم أثناء تنفٌذهم الفعلً لألعمال ‪ ،‬واالتصال الفعال بكافة المستوٌات اإلدارٌة ‪،‬‬ ‫كما ٌتطلب أن ٌصبح المدٌر قائدا أكثر من كونه رئٌسا لمجموعة من الموظفٌن ٌقوم‬ ‫بمتابعة أدائهم وعقابهم متى اخطئوا ‪ ،‬كما تتطلب وظٌفة التوجٌه أٌضا أن ٌتوافر‬ ‫لدى المدٌر القدرة على تحفٌز المرإوسٌن وإثارة دوافعهم ورفع معنوٌاتهم‬ ‫‪ ،‬والعمل على تطوٌر مهاراتهم وقدراتهم لكً ٌستطٌعوا تبوء مناصب علٌا قً‬ ‫المنظمة فً المستقبل ‪.‬‬ ‫وتحتوي وظٌفة التوجٌه على ثالث وظائف فرعٌة تسمى عناصر‬ ‫التوجٌه القٌادة‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬والتحفٌز‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الرقابة‪:‬‬ ‫هً الوظٌفة اإلدارٌة التً تكمل الحلقات اإلدارٌة الثالث السابقة وتربط بٌنها‪،‬‬ ‫وتحتوي وظٌفة الرقابة على عدد من األنشطةهً‪ :‬وضع المعاٌٌر‪ ،‬ثم التحقق من أن‬ ‫األداء الفعلً ا قق ٌتطابق مع األداء المخطط سلفا (المعاٌٌر) ‪ ،‬وكشف االنحرافات‬ ‫إن وجدت موجبة كانت أم سالبة ‪ ،‬والعمل على تصحٌح هذه االنحرافات‪.‬‬ ‫وٌالحظ أن الوظائف اإلدارٌة األربع تكمل بعضها البعض وال ٌمكن فصل إحداها‬ ‫عن اآلخر‪.‬فؤي مدٌر ٌعمل فً داخل المنظمة سواء كان من طبقة اإلدارة العلٌا أو‬ ‫الوسطً أو اإلدارة المباشرة ٌمارس هذه الوظائف بشكل متكامل فال ٌستطٌع أن‬ ‫ٌمارس وظٌفة واحدة أو وظٌفتٌن أو ثالث وظائف فقط من هذه الوظائف األربع‪.‬بل‬ ‫ٌنبغً علٌة أن ٌمارس جمٌع الوظائف األربع معا‪.‬وتتوقف كفاءة المدٌر فً‬ ‫أدائه لوظٌفته على حسن قٌامه بجمٌع وظائف اإلدارة‪.‬والسإال الذي ٌطرح نفسه‬ ‫اآلن‪..‬هل ٌمارس كل مدٌر فً كل مستوى من المستوٌات اإلدارٌة الثالثة الوظائف‬ ‫اإلدارٌة األربع بنفس الكٌفٌة؟‬ ‫واإلجابة على هذا السإال هً النفً بالطبع‪ ،‬وذلك الختالف طبٌعة المهام‬ ‫والمسئولٌات التً تقع على عاتق كل مدٌر نتٌجة الختالف كل من نطاق العمل‬ ‫اإلداري‪ ،‬وحجم المسئولٌات‪،‬ومدى السلطات المخولة‪.‬‬ ‫فاإلدارة العلٌا‪ :‬تتعامل على مستوى المنظمة كوحدة متكاملة‪ ،‬ومن ثم فهً تهتم‬ ‫بعملٌات‪:‬‬ ‫ تحدٌد األهداف العامة وبعٌدة المدى‪.‬‬ ‫ رسم السٌاسات الشاملة‪.‬‬ ‫ تصور برامج وخطط األمد الطوٌل‪.‬‬ ‫ توجٌه وتنسٌق األنشطة األساسٌة للمنظمة‪.‬‬ ‫ اعتماد الخطط والبرامج التً تعدها اإلدارة الوسطى ومجموعات الخبراء‬ ‫واألخصائٌون‪.‬‬ ‫ اتخاذ القرارات األساسٌة واالستراتٌجٌة‪ ،‬فً شؤن مجاالت النشاط وأوجه‬ ‫التصرف الحٌوٌة بالنسبة للمنظمة‪.‬‬ ‫ المتابعة الشاملة ألوجه نشاط المشروع ومعدالت التقدم نحو األهداف المقررة‪.‬‬ ‫ تقٌٌم االنجازات واتخاذ القرارات المناسبة لتصحٌح مسارات التنفٌذ أو إعادة تحدٌد‬ ‫األهداف ورسم خطط وبرامج جدٌدة‪.‬‬ ‫وٌالحظ أن مستوى اإلدارة العلٌا ٌمارس إلى جانب الوظائف السابقة وظٌفٌتٌن‬ ‫أخرتٌن على جانب كبٌر من األهمٌة والحٌوٌة هما‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تحقٌق االتصال المستمر الدائم بٌن المنظمة من ناحٌة‪ ،‬وبٌن أو عناصر البٌئة ا‬ ‫ٌطة من ناحٌة أخرى‪.‬أي أن اإلدارة العلٌا هً حلقة الوصل بٌن المنشؤة والمجتمع‪.‬‬ ‫وبذلك تصبح مسئولٌة اإلدارة العلٌا تتبع ودراسة مواقف الوحدات األخرى فً‬ ‫المجتمع‪ ،‬واستنتاج انعكاسات تلك المواقف على المنشؤة مثال‪ ،‬دراسة موقف الدولة‬ ‫وأجهزة التخطٌط والرقابة المركزٌة‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات اإلدارٌة التً تضمن توافق‬ ‫أهداف وسٌاسات المنشؤة من ناحٌة وأهداف ومتطلبات المجتمع من ناحٌة أخرى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬دفع حركة التطوٌر والتجدٌد واالبتكار فً كافة مجاالت عمل المنشؤة وذلك من‬ ‫خالل تشجٌع وتنمٌة عملٌات البحث العلمً المنظم‪.‬أما اإلدارة الوسطى‪..‬فتختص‬ ‫بترجمة األهداف والسٌاسات العامة من مستوى اإلدارة العلٌا إلى خطط وبرامج‬ ‫عمل وتشرف على وضعها موضع التنفٌذ‪.‬أي أن اإلدارة الوسطى هً أداة اإلدارة‬ ‫العلٌا لوضع قراراتها اإلستراتٌجٌة موضع التطبٌق العلمً وذلك من خالل عدٌد من‬ ‫القرارات التكتٌكٌة (اإلجرائٌة) التً تحول الخطط واألهداف إلى أنشطة وإنجازات‪.‬‬ ‫وتهتم اإلدارة الوسطى أساسا بإنتاج سٌل متدفق من البٌانات والمعلومات عن‬ ‫مجاالت النشاط (اإلمكانٌات والمعوقات) وتغذي اإلدارة العلٌا بتلك المعلومات‬ ‫لتستعٌن بها فً رسم االستراتٌجٌات العامة للعمل كذلك تهتم اإلدارة الوسطى بتوجٌه‬ ‫النشاط الٌومً والعملٌات الجارٌة وتعمل على تنسٌق الجهود المبذولة وصوال إلى‬ ‫النتائج المستهدفة‪.‬أي أن اإلدارة الوسطى تركز على التخطٌط القصٌر والمتوسط‬ ‫األجل‪ ،‬وتمارس دورها التخطٌطً فً مجال تخطٌط العملٌات واإلجراءات‪ ،‬كذلك‬ ‫فً مجال التنظٌم والمتابعة والتقٌٌم‪ ،‬إال أن نطاق اهتمام اإلدارة الوسطى أقل من‬ ‫نطاق اهتمام اإلدارة العلٌا‪ ،‬ولكنه أكثر أتساعا من نطاق اهتمام اإلدارة المباشرة‪.‬‬ ‫وتعمل اإلدارة الوسطى على تحقٌق الصلة واالرتباط بٌن المستوى األعلى من‬ ‫جانب وبٌن المستوٌات األدنى فً المنظمة من جانب آخر‪.‬وٌتصف أفراد اإلدارة‬ ‫الوسطى عادة بالممٌزات اآلتٌة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تغلب التخصص الفنً والمهنً‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التركٌز على األنشطة ومجاالت العمل الداخلٌة بالمنظمة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تغلب الفكر التنفٌذي على المنطق التخطٌطً‪ ،‬أي االهتمام بالجانب التنفٌذي‬ ‫أكثر من اعتبارات التخطٌط‪.‬أما اإلدارة المباشرة فهً المستوى الذي تعهد إلٌه‬ ‫أعباء إدارة العملٌات التنفٌذٌة بالدرجة األولى وإلى أعلى درجة من التفصٌل‪ ،‬ومن‬ ‫ثم فإن الجانب التخطٌطً فً عمل اإلدارة المباشرة ٌقتصر على الحد األدنى‬ ‫المتصل بتخطٌط عملٌة التنفٌذ أي إعداد جداول التنفٌذ واإلشراف الٌومً الدقٌق‬ ‫على تطور سٌر العمل‪.‬ونالحظ أن درجة التخصص المهنً بٌن أفراد اإلدارة‬ ‫المباشرة تصل إلى درجة عالٌة كما أن أغلبهم ٌقترب من مستوى المهارة الفنٌة‬ ‫لألفراد القائمٌن بالتنفٌذ فعال‪.‬‬ ‫وتمثل اإلدارة المباشرة خط االتصال األول بمواقع العمل الفعلً ومن ثم تكون على‬ ‫بٌنة تامة بمشكالت األداء ومعوقات التقدم نحو األهداف وتعمل على إمداد اإلدارة‬ ‫الوسطى بتلك المعلومات الحٌوٌة التً تستند إلٌها األخٌرة فً إعادة صٌاغة قراراتها‬ ‫والتقدم باقتراحاتها لإلدارة العلٌا‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬المهارات الواجب توافرها في المديرين‪.‬‬ ‫هناك ثالثة أنواع من المهارات ٌجب توافرها فً كل مدٌر وهذه المهارات هً‪:‬‬ ‫‪. 1‬المهارة الفكرٌة‪.‬‬ ‫‪. 2‬المهارة اإلنسانٌة‪.‬‬ ‫‪. 3‬المهارة الفنٌة‪.‬‬ ‫وٌقصد بالمهارة الفكرٌة‪ ،‬قدرة المدٌر على النظر للمنشؤة كنظام واحد متكامل وفهم‬ ‫العالقات بٌن أجزائها‪ ،‬وفهم طبٌعة أداء الوظائف اإلدارٌة تخطٌط ‪ /‬تنظٌم ‪ /‬توجٌه ‪/‬‬ ‫رقابة وعالقة التكامل واالعتمادٌة الموجودة بٌنهم‪.‬كما ٌقصد بها أٌضا قدرة المدٌر‬ ‫على التنبإ بالمشاكل قبل وقوعها والعمل على تفادٌها‪ ،‬وكذلك قدرته على استخدام‬ ‫البٌانات والمعلومات فً حل المشكالت واتخاذ القرارات‪ ،‬والقدرة أٌضا ً على‬ ‫االبتكار والتطوٌر‪.‬أما المهارة اإلنسانٌة فٌقصد بها قدرة المدٌر على فهم وتفسٌر‬ ‫سلوك كل من ٌتصل بهم سواء مرإوسٌن أو زمالء أو رإساء حتى ٌستطٌع أن‬ ‫ٌتعامل مع كل نمط من هذه األنماط‪.‬كما ٌقصد بهذه المهارة أٌضا قدرة المدٌر على‬ ‫معاملة مرإوسٌه معاملة طٌبة ترفع من روحهم المعنوٌة‪ ،‬وتزٌد من درجة رضائهم‬ ‫عن العمل‪ ،‬وتحفزهم على زٌادة إنتاجٌتهم‪.‬‬ ‫وأخٌراً ٌقصد بالمهارة الفنٌة المعرفة المتخصصة فً مجال معٌن والقدرة على‬ ‫استخدام المعلومات والطرق واألدوات الفنٌة المتخصصة فً أداء األعمال‪.‬ومن‬ ‫أمثلة هذه المهارات مهارة المهندس المعماري فً التصمٌمات‪ ،‬ومهارة ا اسب فً‬ ‫إعداد الحسابات الختامٌة وحساب تكالٌف اإلنتاج‪ ،‬ومهارة طبٌب الجراحة فً إجراء‬ ‫العملٌات الجراحٌة‪ ،‬ومهارة ا امً فً إعداد وصٌاغة العقود القانونٌة‪..‬وهكذا‪.‬‬ ‫والسإال المطروح اآلن‪ :‬هل ٌحتاج كل مدٌر فً كل مستوى من المستوٌات‬ ‫اإلدارٌة الثالثة للمهارات الثالثة؟‬ ‫واإلجابة (نعم) ٌحتاج كل مدٌر إلى مزٌج من المهارات الثالث‪.‬‬ ‫ولكن هل ٌتشابه المدٌرون فً احتٌاجاتهم لنفس القدر من المهارات؟‬ ‫واإلجابة (ال) والسبب فً ذلك أنه نتٌجة الختالف نطاق العمل اإلداري وحجم‬ ‫المسئولٌات ومدى السلطات المخولة لكل مدٌر فً كل مستوى إداري فإن األمر‬ ‫ٌتطلب توافر مهارات متباٌنة فٌمن ٌشغل الوظائف اإلدارٌة فً كل مستوى إداري‪.‬‬ ‫وهذا ٌعنً أن كل مستوى إداري بحاجة إلى مزٌج مختلف من المهارات الثالث‬ ‫ولكن بنسب مختلفة‪.‬بالنسبة للمهارة الفكرٌة‪ ،‬فال ٌمكننا أن نتخٌل أن المهارات‬ ‫الواجب توافرها فً شخص ٌشغل وظٌفة رئٌس مجلس إدارة تتساوى مع المهارات‬ ‫الواجب توافرها فً شخص ٌشغل وظٌفة مدٌر مشترٌات‪ ،‬أو شخص ٌشغل وظٌفة‬ ‫رئٌس قسم الرواتب واألجور‪ ،‬أو رئٌس قسم األمن‪ ،‬أو أخصائً موارد بشرٌة‪ ،‬أو‬ ‫رئٌس وردٌة عمال‪.‬ولذا فإن المدٌرٌن فً طبقة اإلدارة العلٌا ٌحتاجون لتوافر‬ ‫مهارات فكرٌة مرتفعة مقارنة بالمدٌرٌن فً طبقة اإلدارة الوسطً‪ ،‬أو طبقة اإلدارة‬ ‫المباشرة‪.‬بمعنى أن المهارة الفكرٌة تتدرج فً االنخفاض كلما اتجهنا ألسفل الهٌكل‬ ‫التنظٌمً حتى تصل ألقل مستوى لها فً اإلدارة المباشرة‪.‬أما المهارة اإلنسانٌة‪،‬‬ ‫فهً هامة لجمٌع المستوٌات اإلدارٌة نظرا ألن أداء أي عمل وتحقٌق أٌة نتائج لن‬ ‫ٌتم إال من خالل االتصال بالبشر‪ ،‬وهنا ٌشبه المدٌر ضابط اتصال مع العدٌد من‬ ‫األطراف ا ٌطة به‪.‬‬ ‫أما المهارة الفنٌة فتكون فً أدنى مستوى لها فً مستوى اإلدارة العلٌا وهذا ٌرجع‬ ‫إلى انه ال ٌشترط فٌمن ٌشغل وظٌفة قٌادٌة أن تتوافر لدٌه معرفة فنٌة متخصصة‬ ‫بدقائق العمل وتقنٌاته ‪ ،‬وإنما ٌكفٌه قدر معقول من المعرفة الفنٌة ‪ ،‬ثم تزداد المهارة‬ ‫الفنٌة فً مستوى اإلدارة الوسطً ‪ ،‬ثم تصل إلى أقصى مستوى لها فً مستوى‬ ‫اإلدارة المباشرة ‪ ،‬فمشرف العمال ٌحتاج لمعرفة فنٌة كبٌرة لكل تفصٌالت العملٌة‬ ‫اإلنتاجٌة ألنه ٌواجه مشاكل فنٌة ٌومٌة ٌجب أن تتوافر لدٌه المهارة لحلها ‪ ،‬كما أن‬ ‫مشرف المبٌعات ٌنبغً أن تتوافر لدٌه مهارة فنٌة عالٌة لكل تفصٌالت العمل البٌعً‬ ‫‪.‬ولألسف فإن وضع اإلدارة فً الدول النامٌة ال ٌعترف بذلك‪ ،‬حٌث ٌمٌل‬ ‫المسئولون الختٌار مسئولً القٌادات العلٌا ممن تتوافر فٌهم معرفة فنٌة مرتفعة‪،‬‬ ‫فنجد على سبٌل المثال أن مدٌر أي مستشفى البد وأن ٌكون طبٌبا‪ ،‬ولٌس طبٌبا‬ ‫عادٌاً‪ ،‬بل طبٌبا متمٌزا فً مجاله وٌشار له بالبنان فً مهنة الطب‪.‬كما نلحظ أٌضا‬ ‫أن مدٌر عام شركة بترول البد وأن ٌكون مهندسا‪ ،‬وأن مدٌر عام شركة طٌران البد‬ ‫وأن ٌكون طٌارا ‪...‬وهكذا‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬السمات األساسية لمهام المديرين‪:‬‬ ‫ٌقوم كل مدٌر بمدى واسع من األدوار لتوجٌه المنظمة نحو تحقٌق أهدافها‪ ،‬وفٌما‬ ‫ٌلً نتناول الجانب المتعلق بما ٌمارسه المدٌر‪،‬‬ ‫حتى ٌتسنى للقارئ أن ٌعرف من هو المدٌر‪:‬‬ ‫‪ٌ. 1‬عمل المدٌر مع ومن خالل اآلخرٌن‪ :‬وتشمل كلمة اآلخرٌن المدٌرٌن اآلخرٌن‬ ‫فً المنشؤة وكافة المرإوسٌن‪.‬كما ٌتعامل أٌضا مع المستهلكٌن والموردٌن وممثلً‬ ‫النقابات وغٌرهم إذا تطلب األمر ذلك‪.‬ومن ثم فإن المدٌرٌن الذٌن ٌعملون مع أي‬ ‫فرد فً أي مستوى داخل أو خارج منظماتهم ٌستطٌعون المساعدة فً تحقٌق أهداف‬ ‫منشآتهم‪.‬وهم بذاك ٌعملون أٌضا على تحقٌق أهدافهم الشخصٌة‪.‬وأخٌرا فإن‬ ‫المدٌرٌن فً أي منظمة ٌجب أن ٌعملوا معا لتحدٌد األهداف بعٌدة المدى للمنشؤة‬ ‫وتخطٌط كٌفٌة تحقٌقها‪.‬وهم ٌعملون معا إلمداد بعضهم بالبٌانات الدقٌقة المطلوبة‬ ‫ألداء المهام ومن هذه الزاوٌة فإن المدٌرٌن ٌمثلون قنوات اتصال داخل المنظمة‪.‬‬ ‫‪. 2‬المدٌرون مسئولون وقابلون للمحاسبة‪ :‬فالمدٌر ٌكون مكلفا بالتحقق من أن‬ ‫المهام المحددة سلفا قد تم تؤدٌتها بكفاءة‪ ،‬ولهذا عادة ما ٌتم تقٌٌمهم على أساس مدى‬ ‫التهٌئة والترتٌب لهذه المهام أن تإدى‪.‬والمدٌرون مسئولون أٌضا عن تصرفات‬ ‫مرإوسٌهم‪ ،‬ألن نجاح أو فشل المرإوسٌن ٌعتبر انعكاسا مباشرا لنجاح أو فشل‬ ‫المدٌرٌن‪.‬ومن الطبٌعً أن جمٌع أعضاء المنظمة بما فٌهم غٌر المدٌرٌن مسئولون‬ ‫عن مهامهم الخاصة‪.‬لكن المدٌرون إلى جانب مسئولٌاتهم عن عملهم‪ ،‬فهم مسئولون‬ ‫أٌضا عن أعمال اآلخرٌن‪.‬معنى ذلك أنه ٌتوقع من المدٌرٌن إنجازا أكبر من‬ ‫أعضاء المنظمة اآلخرٌن‪ ،‬وبالتالً فهم مسئولون عن تخصٌص الموارد لتحقٌق‬ ‫األهداف‪.‬‬ ‫‪. 3‬المدٌرون ٌحققون التوازن بٌن األهداف المتنافسة وٌحددون األولوٌات‪ :‬ففً أي‬ ‫نقطة زمنٌة ٌواجه المدٌر عددا من األهداف والمشاكل والحاجات التنظٌمٌة التً‬ ‫تتنافس جمٌعا على وقته وموارده )بشرٌة ‪ /‬مادٌة ‪ /‬معلومات( ‪.‬وحٌث أن هذه‬ ‫الموارد دائما محدودة‪ ،‬فإنه ٌجب أن ٌحقق التوازن بٌن األهداف والحاجات‬ ‫المختلفة‪.‬فكثٌر من المدٌرٌن ٌرتبون مهام كل ٌوم حسب أولوٌتها فٌإدون األكثر‬ ‫أهمٌة أوال ثم ٌنظرون فٌما هو أقل أهمٌة فٌما بعد‪.‬وبهذه الطرٌقة ٌستخدم المدٌر‬ ‫وقته بفعالٌة أكبر‪.‬‬ ‫‪ٌ. 4‬جب أن ٌفكر المدٌرون بطرٌقة تحلٌلٌة وفً إطار منظم‪ :‬فلكً ٌكون المدٌر‬ ‫مفكرا تحلٌلٌا‪ٌ ،‬جب أن ٌكون قادرا على تحدٌد المكونات والجوانب الفرعٌة‬ ‫للمشكلة‪ ،‬وتحلٌل كل منها‪ ،‬ثم التوصل إلى حل ممكن‪.‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬وربما‬ ‫بدرجة أهم‪ٌ ،‬جب أن ٌتم هذا التفكٌر فً إطار منظم ٌسمح برإٌة الموقف بؤكمله‪،‬‬ ‫والمشكلة بؤبعادها ومسبباتها وعالقاتها باألجزاء األخرى لكً ٌتسنى لهم تحقٌق‬ ‫األهداف العامة للمنظمة ككل‪.‬‬ ‫‪ٌ. 5‬عمل المدٌرون كوسطاء‪ :‬تتكون المنظمات من أفراد مختلفون من حٌث السمات‬ ‫واالتجاهات‪ ،‬وبناء على ذلك ٌختلفون على األهداف والسبل الصحٌحة لتحقٌقها‪.‬‬ ‫ومن شان هذه الخالفات أن تسبب فً خفض الروح المعنوٌة واإلنتاجٌة‪ ،‬وربما‬ ‫تإدي إلى أن ٌترك البعض المنشؤة‪.‬ومثل هذه األمور تإدي إلى تعطٌل العمل نحو‬ ‫تحقٌق أهداف المنشؤة أو بعض وحداتها‪.‬ومن ثم فإن المدٌرٌن ٌجب أن ٌقوموا فً‬ ‫بعض األوقات بدور الوسٌط لحل الصراعات والخالفات التً تظهر‪.‬وهذه الوساطة‬ ‫فً حل الصراعات التنظٌمٌة تتطلب مهارة ولباقة‪.‬ولذلك فإن المدٌرٌن الذٌن ال‬ ‫ٌهتمون بذلك قد ٌفاجئون بؤن األمور أصبحت أكثر سوءا‪.‬‬ ‫‪ٌ. 6‬عمل المدٌرون كرجال سٌاسة‪ :‬فالمدٌرون ٌحتاجون إلى بناء عالقات وتبنً‬ ‫بعض الحلول التوفٌقٌة لتروٌج أهداف المنظمة‪.‬وهم فً هذا ٌشبهون رجال السٌاسة‬ ‫حٌنما ٌقدمون برامجهم‪.‬كما ٌنبغً أن ٌنمً المدٌرون مهارات سٌاسٌة أخرى‪.‬فمثال‬ ‫ٌجب أن ٌكونوا شبكة من االلتزامات المتبادلة مع المدٌرٌن اآلخرٌن بالمنظمة‪.‬‬ ‫وربما ٌلجئون إلى تكوٌن أو االنضمام إلى تحالفات‪.‬وهم ٌستخدمون كل هذه‬ ‫العالقات فً كسب التؤٌٌد لمقترحاتهم أو قراراتهم أو الحصول على التعاون فً تنفٌذ‬ ‫األنشطة المختلفة‪.‬‬ ‫‪ٌ. 7‬عمل المدٌرون كدبلوماسٌٌن‪ :‬فالمدٌرون ٌعملون كممثلٌن رسمٌٌن إلداراتهم أو‬ ‫منظماتهم‪.‬فقد ٌمثلون المنظمة ككل أو أحد وحداتها فً التعامل مع العمالء‬ ‫والموردٌن والجهات الحكومٌة‬ ‫‪. 8‬المدٌرون ٌتخذون قرارات صعبة‪ :‬فال ٌوجد فً الواقع منظمات تعمل وتسٌر‬ ‫بسالسة فً جمٌع األوقات‪.‬ولٌس هناك حدود لعدد أو أنواع المشاكل التً قد تحدث‪،‬‬ ‫ولكن على سبٌل المثال هناك مشاكل مالٌة‪ ،‬مشاكل عمالٌة‪ ،‬مشاكل بٌن المدٌرٌن‬ ‫حول سٌاسات المنظمة‪..‬إلخ ‪.‬وٌتوقع من المدٌرٌن أنفسهم أن ٌوجدوا هم الحلول‬ ‫المناسبة للمشاكل المعقدة وأن ٌتابعوا تطبٌقها‪.‬‬ ‫وٌتضح مما أن المدٌرٌن ٌحتاجون إلى تغٌٌر قبعاتهم بشكل متكرر‪ ،‬وأن ٌكونوا‬ ‫مستعدٌن ألي دور من األدوار المطلوبة منهم‪ ،‬وفً أي وقت‪.‬وكقاعدة فإن المدٌر‬ ‫هو زمٌل ورئٌس ومرإوس فً نفس الوقت‪.‬وتعتبر القدرة على إدراك الدور‬ ‫المناسب فً وقت معٌن أو تغٌٌره إحدى سمات المدٌر الفعال‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬مظاهر الصعوبة في العمل اإلداري‪:‬‬ ‫ٌواجه القائم بالعمل اإلداري بمجموعة من الصعوبات منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬صعوبة تحقٌق التوازن بٌن الرغبات والمصالح المتعارضة لكل من مالك‬ ‫المنظمة والعاملٌن فٌها‪ ،‬والمجتمع الذي تعمل فٌه المنظمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬صعوبة صٌاغة األهداف فً ضوء غاٌة المنظمة‪ ،‬وبشكل متدرج ‪ -‬وفقا‬ ‫ألهمٌتها واحتماالت تحققها‪ ،‬وصعوبة اختٌار المقٌاس المالئم للحكم على ما تم‬ ‫إنجازه من أهداف ودرجة التقدم نحو تحقٌق غاٌة المنظمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬صعوبة االستفادة القصوى من موارد المنظمة المادٌة والتً تعد ‪ -‬محدودة‬ ‫الطاقات ومعرضة للهالك‪.‬‬ ‫‪ -4‬صعوبة تعظٌم الكفاءة اإلنتاجٌة للعاملٌن‪ ،‬بمعنى زٌادة العائد من الموارد البشرٌة‬ ‫وتقلٌل تكلفة استخدامها‪.‬‬ ‫‪ -5‬صعوبة فً مساعدة العاملٌن على تحقٌق أهدافهم الشخصٌة‪ ،‬ومحاولة صهرها‬ ‫فً بوتقة واحدة مع أهداف المنظمة لكً ال تصبح أهداف العاملٌن متعارضة مع‬ ‫أهداف منظماتهم‪.‬‬ ‫‪ -6‬صعوبة فً مساعدة العاملٌن على إشباع كافة مطالبهم سواء كانت فسٌولوجٌة أو‬ ‫نفسٌة أو مادٌة أو اجتماعٌة أو ثقافٌة أو حضارٌة بدرجة متوازنة‪ ،‬ومصدر هذه‬ ‫الصعوبة أن اإلنسان له مطالب مختلفة األبعاد‪.‬فال ٌمكن على سبٌل المثال‪ ،‬تعوٌض‬ ‫النقص فً المطالب النفسٌة بزٌادة إشباع المطالب المادٌة‪ ،‬وكذلك ال ٌمكن تعوٌض‬ ‫النقص فً المطالب االجتماعٌة عن طرٌق زٌادة إشباع المطالب الفسٌولوجٌة‪.‬‬ ‫‪ -7‬صعوبة التوفٌق بٌن خصائص األفراد بما فٌها من اختالفات كثٌرة‪ ،‬وبٌن‬ ‫خصائص الوظائف بما فٌها من اختالفات أٌضا‪.‬‬ ‫‪ -8‬صعوبة التكٌف مع المتغٌرات البٌئٌة الخارجٌة الكثٌرة والمتالحقة‪.‬‬ ‫‪ -9‬صعوبة المنافسة مع الشركات التً تنتج نفس منتجات المنظمة أو منتجات بدٌلة‬ ‫لها‪.‬‬ ‫‪ -11‬صعوبة توفٌر االحتٌاجات من األموال فً الوقت المناسب وبالتكلفة المناسبة‬ ‫ومن مصدر التموٌل المناسب‪.‬‬ ‫‪ -11‬صعوبة توفٌر احتٌاجات المنظمة من المواد بالكمٌة االقتصادٌة المناسبة ومن‬ ‫مصدر التورٌد المناسب وفً التوقٌت المناسب وبالتكلفة المناسبة‪.‬‬ ‫‪ -12‬صعوبة فً صٌانة موارد المنظمة والحفاظ علٌها ‪.‬‬ ‫‪ -13‬صعوبة فً تطبٌق السٌاسات واألنظمة التً تفرضها األجهزة الرقابٌة‬ ‫والمنظمات العمالٌة‪.‬‬ ‫‪ -14‬صعوبة مواجهة التغٌرات العالمٌة والتكتالت االقتصادٌة‪ ،‬واالندماجات بٌن‬ ‫المنظمات لفرض السٌطرة والهٌمنة على أسواق السلع والخدمات‪.‬‬ ‫ومفاد ما تقدم‪ :‬أن اإلدارة تعمل فً ظروف صعبة‪ ،‬فً محاولة تحقٌق أهداف‬ ‫صعبة‪ ،‬باستخدام موارد صعبة‪ ،‬وفً مواجهة احتماالت صعبة‪.‬إذا اإلدارة هً مهنة‬ ‫المهام الصعبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫العالقة بين اإلدارة العامة والعلوم األخرى‬ ‫‪ -1‬العالقة مع علم السياسة‪:‬‬ ‫إن األهداف العامة ورسم الخطوط العرٌضة للسٌاسات والخطط األساسٌة‬ ‫والمحافظة على القٌم االجتماعٌة تتم عن طرٌق السٌاسة العامة للدولة‪.‬واإلدارة‬ ‫العامة تقوم بعملٌة التنفٌذ‪.‬‬ ‫لذلك فإن علم اإلدارة ٌعتمد على علم السٌاسة اعتماداً كبٌراً وٌشارك فً عملٌة اتخاذ‬ ‫القرارات وإبداء الرأي والمشورة والتوصٌات ورفعها إلى الجهاز السٌاسً‪.‬‬ ‫‪ -2‬العالقة مع القانون اإلداري‪:‬‬ ‫القانون اإلداري ٌعتبر مجموعة من القواعد القانونٌة الملزمة والمتعلقة بتنظٌم‬ ‫المصالح العامة ونشاطها وعالقة تلك المصالح باألشخاص‪.‬‬ ‫لذا فالقانون اإلداري ٌوضح األنظمة والقواعد التً تنظم اإلدارة العامة من ناحٌة‬ ‫تؤسٌسها وتنظٌمها ونشاطها كما ٌحدد الطرق والوسائل واألسالٌب واإلجراءات التً‬ ‫تمارسها اإلدارة العامة على نشاطها‪.‬‬ ‫إال أن اإلدارة العامة لٌست جز ًء من القانون اإلداري‪.‬‬ ‫‪ -3‬العالقة مع علم االجتماع‪:‬‬ ‫ٌهتم علم االجتماع بدراسة المجتمع والمجتمعات لمعرفة القواعد والتقالٌد التً تحكم‬ ‫العالقات بٌن األفراد داخل المنظمة لكون تلك الجماعات تإثر على تفكٌر اإلدارة‬ ‫وسٌاستها وبرامجها ونشاطها بشكل كبٌر‪.‬‬ ‫‪ -4‬العالقة مع علم النفس‪:‬‬ ‫ٌركز علم النفس على العنصر اإلنسانً فٌدرس الفرد وانطباعاته ‪ ،‬مشاعره ‪،‬‬ ‫مفاهٌمه الشخصٌة‪ ،‬الدوافع‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬سٌكولوجٌة النمو‪ ،‬القٌم واالتجاهات‪ ،‬العوامل‬ ‫البٌئٌة والوراثٌة وأثرها فً نمو الفرد وسلوكه‪ ،‬هذه هً مفردات علم النفس‪.‬‬ ‫فاألنماط السلوكٌة لها دور أساسً على سلوك الفرد وإنتاجٌته داخل المنظمة‪.‬‬ ‫‪ -5‬العالقة مع االقتصاد‪:‬‬ ‫اإلدارة العامة الحدٌثة تمارس نشاطات ذات طابع اقتصادي مثل تحدٌد مصادر‬ ‫اإلٌرادات وأوجه اإلنفاق والحسابات الختامٌة والرقابة المالٌة‪.‬‬ ‫‪ -6‬العالقة مع تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬ ‫تستخدم اإلدارة العامة وكذلك الخاصة المعلومات عند قٌامها بجمٌع وظائفها اإلدارٌة‬ ‫من تخطٌط وتنظٌم ورقابة وتنسٌق واتخاذ قرارات‪.‬وحٌث أن عملٌة اتخاذ القرارات‬ ‫تعد أحد عناصر العملٌة اإلدارٌة التً تختص بمواجهة المشاكل لذلك فهناك عالقة‬ ‫بٌن تلك العملٌة وتوفر المعلومات والبٌانات‪.‬‬ ‫‪ ‬أوجه الشبه واإلختالف بين اإلدارة العامة (الحكومية) والخاصة ( إدارة األعمال)‪.‬‬ ‫هناك ثالث اتجاهات فً هذا الموضوع‪:‬‬ ‫االتجاه األول‪:‬‬ ‫ال ٌوجد اختالف بٌنهما وإنما االختالف فً الشكل واإلطار الخارجً مثل كبر‬ ‫المنظمة وصغرها‪ ،‬لذلك فإن أوجه الشبه أكثر من أوجه االختالف‪.‬‬ ‫من أوجه الشبه بٌنهما ما ٌلً‪:‬‬ ‫ إن كال اإلدارتٌن تعمالن على رفع الكفاءة اإلنتاجٌة للعاملٌن والذي ٌنعكس بشكل‬ ‫مباشر على كفاءة المنظمة وفعالٌتها فً تحقٌق أهدافها‪.‬‬ ‫ إن المنظمات الخاصة والعامة تخضع أنشطتهما لمجموعة من اللوائح واألنظمة‬ ‫والقوانٌن والقٌم واالعتبارات االجتماعٌة السائدة فً المجتمع‪.‬‬ ‫ إن ممارسة العمل اإلداري فً كال اإلدارتٌن ٌعتمد إلى حد ما على المعرفة‬ ‫واالستعداد الشخصً والموهبة الذاتٌة‪.‬‬ ‫ إن المشروعات العامة والخاصة تسعى إلى تحقٌق أهدافها بؤقل تكلفة وجهد‬ ‫وأقصر مدة زمنٌة وذلك عن طرٌق االستخدام األمثل للموارد المتاحة ( البشرٌة‬ ‫والمادٌة)‪.‬‬ ‫ كال اإلدارتٌن تمارسان الوظائف الرئٌسٌة فً اإلدارة مثل ‪:‬‬ ‫التخطٌط‪ ،‬التنظٌم‪ ،‬التوجٌه‪ ،‬الرقابة‪ ،‬القٌادة‪ ،‬التنسٌق‪....‬والتً كوّ نها لوثر جولٌك‬ ‫من أوائل رإوس الموضوعات التً ٌتكون منها علم اإلدارة‪.‬هذه الكلمة تجمع‬ ‫فروع هذا العلم وهً ‪POSDCORB‬‬ ‫تخطٌط = ‪PLANING‬‬ ‫= ‪ORGANIZING‬‬ ‫تنظٌم‬ ‫توظٌف = ‪STAFFING‬‬ ‫= ‪DIRECTING‬‬ ‫توجٌه‬ ‫تنسٌق = ‪COORDINATION‬‬ ‫تبلٌغ = ‪( REPORTING‬بدالً من االتصال ‪) COMMUNICATING‬‬ ‫تموٌل = ‪BUDGETING‬‬ ‫االتجاه الثاني‪:‬‬ ‫أن هناك اختالفا ً من حٌث الدرجة ولٌس من حٌث الجوهر األساسً‪.‬‬ ‫ من ناحٌة الهدف‪:‬‬ ‫تهدف اإلدارة العامة إلى تقدٌم خدمة أو تحقٌق مصلحة عامة ألفراد المجتمع من‬ ‫خالل النشاط الذي تقوم به‬ ‫أما اإلدارة الخاصة فتهدف إلى تحقٌق عائد اقتصادي على شكل ربح‪.‬‬ ‫ من ناحٌة المستفٌدٌن‪:‬‬ ‫المستفٌدون فً اإلدارة العامة هم أفراد المجتمع أو الغالبٌة العظمى منهم‪.‬‬ ‫أما المستفٌدون فً اإلدارة الخاصة فهم شرٌحة معٌنة تتؤلف من صاحب العمل‪،‬‬ ‫المساهمٌن‪ ،‬العمالء‪.‬‬ ‫ من ناحٌة المنافسة‪:‬‬ ‫المشروعات العامة تعمل فً ظل ظروف احتكارٌة حٌث أن لكل إدارة مجال ونشاط‬ ‫محدد‪ ،‬وهناك تنسٌق وتكامل بٌن تلك األنشطة ‪.‬‬ ‫أما فً المشروعات الخاصة فتسود المنافسة الحرة حٌث تتصف الشركات الخاصة‬ ‫بالجرأة‪ ،‬والمخاطرة‪ ،‬وتحٌّن الفرص‪ ،‬مما ٌإدي إلى التطور السرٌع واالبتكار‬ ‫واإلبداع‪.‬‬ ‫ من ناحٌة دوام الوظٌفة‪:‬‬ ‫فالوظٌفة فً المنظمات العامة توصف بؤنها دائمة وال ٌمكن االستغناء عنها فهً‬ ‫تحقق ما ٌعرف باألمن أو االستقرار الوظٌفً‪.‬‬ ‫أما فً المنظمات الخاصة فٌمكن إلغاإها أو االستغناء عن شاغلها‪.‬‬ ‫ من ناحٌة المساواة‪:‬‬ ‫فإن قاعدة المساواة تسود بٌن العاملٌن فً القطاع العام حٌث ٌوجد نظام موحد‬ ‫ومطبق على جمٌع العاملٌن‪.‬‬ ‫أما فً القطاع الخاص فإن لكل شركة نظام خاص بها ٌحتكم إلى ظروف الشركة‬ ‫االقتصادٌة واحتٌاجاتها من القوى العاملة‪.‬‬ ‫االتجاه الثالث‪:‬‬ ‫أن هناك اختالفا ً جوهرٌا ً وعمٌقا ً بٌن اإلدارتٌن‪ ،‬ومن نقاط االختالف بٌنهما ما ٌلً‪:‬‬ ‫ معاٌٌر اتخاذ القرارات ودرجة الرشد‪:‬‬ ‫ففً المنظمات العامة ٌتم اتخاذ القرارات بعد مناقشات ومداوالت بقصد الوصول‬ ‫إلى اتفاق شامل حول تحقٌق هدف معٌن‪ ،‬والسبب فً ذلك ٌرجع إلى اعتبارات‬ ‫سٌاسٌة ‪ ،‬واقتصادٌة ‪،‬واجتماعٌة ٌجب أخذها فً االعتبار‪.‬‬ ‫أما فً المنظمات الخاصة فإن عملٌة اتخاذ القرارات تعتمد على االعتبارات‬ ‫الموضوعٌة ‪ ،‬واالقتصادٌة‪.‬‬ ‫ أسالٌب وطرق التقٌٌم‪:‬‬ ‫ٌتوقف الحكم على نجاح أو فشل القطاع الخاص على معاٌٌر اقتصادٌة بحتة تتمثل‬ ‫فً تحقٌق حد أدنى من المدخالت وحد أعلى من المخرجات حٌث أن الفرق بٌنهما‬ ‫ٌمثل الربح‪.‬‬ ‫أما القطاع العام فال ٌمكن استخدام المعٌار السابق لقٌاس األداء لعدم وجود صلة بٌن‬ ‫اإلٌرادات التً تحققت والنفقات التً صرفت‪.‬‬ ‫ المسإولٌة‪:‬‬ ‫إن اإلدارات العامة تكون مسإولة مسإولٌة عامة أمام جهات متعددة مثل السلطة‬ ‫التنفٌذٌة‪ ،‬األجهزة الرقابٌة ‪ ،‬والجمهور بوجه عام‪.‬‬ ‫بٌنما اإلدارات الخاصة تكون مسإولة مسإولٌة أمام اإلدارة العلٌا فقط‪.‬‬ ‫ األساس المالً‪:‬‬ ‫من حٌث مصادر اإلٌرادات‪:‬‬ ‫ففً القطاع العام تكون الضرائب ‪ ،‬القروض‪ ،‬أمالك الدولة‪ ،‬اإلصدار النقدي‪،‬‬ ‫الرسوم أهم مصادر اإلٌرادات‪.‬‬ ‫أما فً القطاع الخاص فإن مصادر اإلٌرادات هً االستثمارات‪.‬‬ ‫من حٌث أوجه اإلنفاق‪:‬‬ ‫ففً القطاع العام ٌكون اإلنفاق فً مجال الصحة‪ ،‬التعلٌم‪ ،‬المواصالت‪ ،‬الدفاع‪،‬‬ ‫األمن‪.‬‬ ‫أما فً القطاع الخاص فإنه ٌكون بحد أدنى من اإلنفاق على المدخالت (الموارد‬ ‫البشرٌة‪ ،‬المادٌة‪ ،‬المالٌة)‬ ‫من حٌث إعداد المٌزانٌة‪:‬‬ ‫فً القطاع العام ٌكون إعداد المٌزانٌة عن طرٌق جهات متعددة داخل اإلدارة‬ ‫وخارجها لذلك تحتاج إلى وقت طوٌل‪.‬‬ ‫أما فً القطاع الخاص فتتم عن طرٌق وحدة معٌنة داخل المنظمة لذلك تستغرق‬ ‫فترة زمنٌة أقل‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser