مفهوم المنهج والحاجة لدراسته: دراسة شاملة
Document Details
Uploaded by ThrivingChicago
Tags
Related
Summary
This document explores the concept of curriculum through various historical and intellectual lenses, covering traditional and modern perspectives, including Islamic educational thought and its challenges, and offering a comprehensive overview of educational theory. It provides insights into different philosophies of education with a focus on practical implications for various educational stakeholders.
Full Transcript
# الباب الأول ## مفهوم المنهج والحاجة لدراسته ## الفصل الأول ## تطور مفهوم المنهج تعددت التعريفات الخاصة بالمنهج المدرسي وتباينت، فإذا ما استعرضنا الأدبيات المتصلة بتلك القضية لوجدنا تشعباً كبيراً فيها من حيث تعريفها لمعنى المنهج. فالمناهج المدرسية في أي مجتمع سواء أكان متقدماً أم نامياً تعكس تص...
# الباب الأول ## مفهوم المنهج والحاجة لدراسته ## الفصل الأول ## تطور مفهوم المنهج تعددت التعريفات الخاصة بالمنهج المدرسي وتباينت، فإذا ما استعرضنا الأدبيات المتصلة بتلك القضية لوجدنا تشعباً كبيراً فيها من حيث تعريفها لمعنى المنهج. فالمناهج المدرسية في أي مجتمع سواء أكان متقدماً أم نامياً تعكس تصور المربين في هذا المجتمع أو ذاك للقنوات التي يتعلم التلاميذ من خلال المرور بها كما أنها ترجمة للفكر التربوي السائد في المجتمع. ### ويمكن توضيح ذلك من خلال المحاور التالية: #### الفكر التربوي التقليدي ومفهوم المنهج عندما كان الفكر التربوي السائد يهتم بنقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل واعتبار المعرفة وسيلة لتدريب العقل ومن ثم وجب من خلال هذا الطريق توجيه الفرد إلى محور الحكمة والمعرفة وتعليمه كيفية تطبيق ما يتعلمه من مبادئ في مختلف المواقف العملية التي قد يمر بها في ممارسته لحياته المهنية فيما بعد. لذا ترتب على ذلك أن تأثرت المناهج الدراسية بهذا الاتجاه لفترة طويلة وأصبحت المعرفة هي محورها والموجه الأساسي لها. وإذا ما اطلعنا على الكتابات في المناهج واستعرضنا الأدبيات المتصلة بتلك النقطة لوجدنا تشعباً كبيراً لمعنى المنهج فهناك من ينظر إلى المنهج بمفهوم ضيق وهو ما يسمى بالمفهوم التقليدي أو القديم للمنهج وهنالك من يشير إليه بالمعنى التقدمي أو الحديث ويرى الكتاب أن المنهج الدراسي ### الذكر التربوي الإسلامي ومفهوم المنهج: وعندما نستلهم مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف لنسترشد بها ونسير على هداها فتكون غايتنا هي تحقيق منهج الله في الأرض وهنا تأتي أهمية تأصيل ثقافتنا الإسلامية والاسترشاد بها في المجال التربوي حتى يتخرج المواطن الصالح المستمسك بتعاليم دينه والمتفوق علمياً وتكنولوجياً. ### الفكر التربوي العنصري ومفهوم المنهج: وحين يقوم الفكر التربوي على العنصرية وحب الذات والنظرة فوقية للنفس والدونية للغير - كما هو الحال الآن في التربية الإسرائيلية - فإن المنهج الدراسي يعمل على تكوين أفراد يستحلون أموال الغير وأعراضهم ودمائهم وأوطانهم مثلما يحدث الآن في فلسطين المحتلة. ويجب أن نشير هنا إلى أن أهداف التربية في جميع الأحوال هي، في جوهرها ترجمة لأهداف المجتمع كما أن جميع مستويات الأهداف تنبع من أهداف المجتمع وتعمل على تحقيقها. ووفق هذا، فإن كل مجتمع يعمل على تحقيق أهدافه الخاصة وبالتالي فإن أي مجتمع يوجه التربية فيه لصالحه ولتحقيق أهدافه التي يسعى إليها. وتعمل تلك التربية على تربية فرد يحقق هذه الأهداف من المنظور الخاص لمجتمعه. لذلك، فإن المجتمع الإسرائيلي يقيم الدنيا ويقعدها إذا أصيب فرد إسرائيلي بمجرد حجر قذفه طفل فلسطيني. ولكن لا تهتز فيه شعرة واحدة # المنهج بالمعنى الضيق القديم يعنى مجموعة المواد الدراسية أو المعلومات التي تقدمها المدرسة لتلاميذها بهدف إعدادهم للحياة ، وبذلك إن هذا المنهج يكون له متطلبات تتمثل في: - تحديد عدد المواد الدراسية التي يجب أن يدرسها الطالب. - تحديد المعلومات التي تتضمنها كل مادة دراسية ثم توزيعها على سنوات الدراسة بكل مرحلة تعليمية. - إعداد وطبع الكتب الدراسية التي تتضمن معلومات كل مادة دراسية في كل صف دراسي. - تحديد الطرق والوسائل التعليمية المناسبة لتدريس موضوعات المادة الدراسية. - وضع الأسئلة والاختبارات اللازمة لقياس تحصيل التلاميذ في كل مادة. ### وهناك عدة انتقادات وجعت للمنهج بمفهومه التقليدي هي: - تركيز المنهج على المعلومات أدى إلى إهمال التلميذ ولم يكن هناك تنمية شاملة للتلميذ واقتصرت تلك التنمية على الجانب المعرفي فقط . الذي اقتصر بدوره على حفظ المعلومات وتذكرها واستدعائها حين الحاجة دون النظر إلى تنمية المستويات العقلية المعرفية العليا لدى التلاميذ. - تم عزل المدرسة عن البيئة والمجتمع فلم يهتم المنهج بمشكلات البيئة والمجتمع ولم يتعرض لها وبالتالي لم يهتم بتنمية قدرة الطلاب على مواجهة تلك المشكلات والمساهمة في حلها. كما أن التغيرات السريعة والمتلاحقة التي تطرأ على المجتمع لم يهتم المنهج بها. وهنا تبرز حقيقة هامة لابد أن نعيها جيداً وهي أن العرب ومن ثم المسلمين قوم لا يستطيعون أن يحيوا أو يتقدموا بدون دين. فالمتفحص لتاريخ العرب يجد أنه في أوقات الازدهار الديني كان هناك ازدهار حضاري، وفي أوقات الانهيار الديني كان يوجد تخلف حضاري مصاحب. وفي هذا يذكر الشيخ محمد الغزالي أن " العرب جنس جاد المشاعر جامع الغرائز، عندما يطيش يفقد وعيه وعندما يعقل يبلغ الأوج ولقد قرأت رأى ابن خلدون في العرب، وترددت في تصديقه ثم انتهيت أخيراً إلى أن العرب لا يصلحون إلا بدين، ولا يقوم لهم ملك إلا على نبوه، وأن العالم لا يعترف لهم بميزة إلا إذا كانوا حملة وحي، فإذا انقطعت بالسماء صلتهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وغشيهم الذل في كل مكان" ومن هنا، يتضح لنا أنه بدون تأصيل الفكر التربوي في المجتمعات العربية والإسلامية ورده إلى أصوله الإسلامية تشتق منها مبادئه وتستلهم منها أسسه وتبنى في ضوئها مناهجه وتستمد منها مقوماته ويتحرك في إطاره فإنه لا خير يُرجى من هذه المجتمعات ولا تطور يتوقع لها ولا شأن لها يمكن أن يكون بين الأمم المتحضرة. ونؤكد هنا، على ضرورة الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من خلال إعادة نظر شاملة وفورية في جميع المناهج الدراسية في البلاد الإسلامية. وأن تنقى من الشوائب الدخيلة عليها وتطهر من الأخطاء الفاحشة المذكورة فيها. وأن تحل محل كل ذلك الخصائص العلمية الصحيحة التي وردت في القرآن الكريم والتي جاءت في السنة المطهرة. ومن هذه الأساليب التربية عن طريق العمل، القدوة الحسنة، التأثير في النفس، المنطق، الوعظ، الحكم والأمثال، الترغيب والترهيب، ...الخ. # المنهج بمفهومه الحديث وهالتالي تكون جميع مصادر الخبرات التربوية التي يتضمنها المنهج راجعة إلى الدين الإسلامي، وتكون الخبرة نتيجة التفاعل الإيجابي للمتعلم مع تلك المصادر وفق منهج الله سبحانه وتعالى. وفي هذا، يرى محمود شوق أن الخبرة عبارة عن موقف يتفاعل فيه المتعلم تفاعلاً إيجابياً وفق منهج الله مع عناصر بيئته سواء المنزلة من عند الله أو المكتسبة من الحياة. وفي تحديد الخبرة المؤسسة للمنهج التربوي بهذا المعنى يرى ما يلي: - أنها موقف يكون المتعلم فيه نشيطاً وإيجابياً في تفاعله مع عناصر بيئته. - أن من بين عناصر البيئة الإسلامية ما أنزل الله تبارك على رسوله، وهذا يجعل الغيبيات من بين عناصر الخبرة التي ينبغي أن يتعلمها الفرد. - أن كل تفاعل بين عناصر البيئة والمتعلم ينبغي أن يكون وفق منهج الله، وهذا ضمان لتوجيه الخبرة نحو تحقيق أهداف التربية الإسلامية. - أن توجيه الخبرة وفق منهج الله يجعل المنهج يشمل خبرات الحيـــــاتين الدنيا والآخرة، كما يحقق نظرة الإسلام للإنسان والكون والحياة. وعلى ذلك، ترى الكاتبة الحالية، أنه يمكن صياغة مفهوم المنهج الدراسي وفق التربية الإسلامية على النحو التالي: منظومة الخبرات التربوية التي تقدمها المؤسسة لتلاميذها تحت إشرافها داخلها أو خارجها في صورة مواقف يتفاعل فيها المتعلم تفاعلاً إيجابياً وفق منهج الله مع عناصر بيئته سواء المنزلة من عند الله أو المكتسبة من الحياة وذلك بهدف تحقيق النمو لثلاثي الشامل المتكامل المتوازن في الناحية المعرفية والجسمية والوجدانية وتمكنهم من ممارسة السلوك الصحيح قولاً وعملاً بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بصفة خاصة وسائر المجتمعات بصفة عامة بالخير والنفع وفق منهج الله سبحانه وتعالى. # الفكر التربوي الحديث ومفهوم المنهج وحين ركز الفكر التربوي على المتعلم كما هو الحال في ظل التربية الحديثة أصبح التلميذ هو المحور الأساسي للعملية التعليمية وأتيحت له أي التلميذ فرص المرور بالخبرات التي تتمشى مع طبيعته وإمكاناته وقدراته كما أصبح المعلم قائداً ورائداً وصاحب مهنة. كما أن النشاط المدرسي أصبح جوهر المناهج الدراسية التي تعكس ذلك الفكر. وإذا ما نظرنا إلى المنهج بمفهومة الحديث نجده يعني: مجموع الخبرات المربية المعرفية والوجدانية والمهارية التي تتيحها المدرسة لتلاميذها داخلها أو خارجها بهدف إحداث النمو الثلاثي الشامل وتعديل السلوك في الاتجاه المرغوب والعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة. وكما هو واضح من التعريف السابق نجد أن مثلما أن الخلية هي . وحدة بناء الكائن الحي فإن الخبرة المربية هي وحدة بناء المنهج وأساسه وجوهره وهذه الخبرة إما أن تكون معرفية أو مهارية أو وجدانية ولكن ما المقصود بالخبرة ؟ # الخبرة المربية وشروطها يمكن تعريف الخبرة بأنها ثمرة التفاعل بين الفرد والبيئة وعلى مستوى حجرة الدراسة تعنى بالخبرة بأنها ثمرة التفاعل الإيجابي بين التلميذ والبيئة التعليمية بما فيها من مواد تعليمية ومعلم وتلاميذ أي أن الخبرة التعليمية - مضمون الهدف + الأنشطة + الوسائل التعليمية + أساليب التقويم + أسلوب إدارة هذه الخبرات من جانب المعلم ... الخ هذه المكونات - أن تسهم الخبرة الواحدة في تحقيق أكثر من هدف تربوي فيمكن من خلالها اكتساب المعرفة وتنمية جوانب وجدانية مرغوبة وتحسين مستوى الأداء وذلك حسب طبيعة الموقف المكتسب من خلال الخبرة. - إتاحة الفرص للمتعلم للمرور بالخبرة واحتكاكه بها وتفاعله معها بكل مشتملاتها بحيث يصبح في موقف يكون عليه فيه إصدار حكم على خبراته السابقة المتصلة بالخبرة الحالية التي يمر بها ومن ثم تعديل ما لديه أو تطويره أو إلغائه تماماً. - أن تكون تلك الخبرات قابلة للتطبيق من حيث الإمكانات المادية والبشرية. - أن تكون تلك الخبرات مؤثرة في شخصية التلاميذ ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت متسقة مع ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم العقلية واستعداداتهم وحاجاتهم ومشكلاتهم واهتماماتهم مع عدم إغفال الخبرة المتراكمــــة للجنس البشري. هذه هي الشروط التي يجب أن تتوافر في الخبرات التي نقدمها للطلاب من خلال المنهج حتى تكون خبرات مربية تؤثر في شخصية المتعلم في جميع النواحي المنشودة لتنميته. ويجدر بنا أن نشير إلى أن تلك الخبرات المربية التي تقدم للطلاب يمكن تصنيفها إلى نوعين هما: - خبرات مباشرة. - خبرات غير مباشرة. بالنسبة للخبرات المباشرة فيمكن تعريفها بأنها تلك الخبرات التي يمر بها الطالب بصورة مباشرة يحتك بها ويعيشها ويتفاعل معها عن قرب # شروط الخبرة المربية ومقوماتها: - أن توازن بين حاجات الفرد وحاجات المجتمع فلا تهتم بأحدها على حساب الآخر وتتمثل العناية بالفرد في معرفة حاجاته وميوله ومشكلاته وقدراته واستعداداته. أما بالنسبة للمجتمع فتتمثل حاجاته في معرفة مصادره الطبيعية وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومشكلاته وقيمه وأهدافه. ومن أمثلة تلك المشكلات الاجتماعية على المستوى العربي المحافظة على المصادر الطبيعية والمشكلات الصحية وزادة السكان وتنظيم النسل، مشكلات ومفاهيم الحرب والسلام، تنمية القيم الأخلاقية والروحية ... إلخ. - أن تكون الخبرات مستمرة بمعنى أن تسهم الخبرات السابقة في اكتساب الخبرات الحالية وتمهد الخبرات الحالية لاكتساب الخبرات اللاحقة. - أن تكون الخبرات متنوعة حتى يمكنها العمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف والتي بدورها تسهم في تكوين الشخصية المتكاملة. - أن تكون الخبرات مترابطة ومنظمة، فالترابط يتطلب أن يكون هناك تناسق بين مناهج المراحل التعليمية المختلفة وأيضاً بين المقررات الدراسية داخل كل مرحلة وعلى مستوى الصف الدراسي الواحد وكذلك الترابط بين الموضوعات داخل كل مادة دراسية على المستوى الرأسي أو على المستوى الأفقي. أما تنظيم الخبرات فيحب أن يكون له أسسه وقواعده فيجب أن تنظم الخبرات من البسيط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول ومن المحسوس إلى المجرد ... الخ. تؤثر في المتعلم ويتأثر بها وتضمن الاستمرار والتكامل مع عناصر الموقف التعليمي. على هذا الأساس فيجدر وأن نشير هنا إلى أن المادة العلمية المتضمنة بالكتب المدرسية لا تمثل الخبرة وإنما هي وسيلة من وسائل تنظيمها وإدارتها وتحقيق أهدافها .. فلكي تكون المادة العلمية خبرة فإن الطالب لابد أن يتفاعل معها من خلال بيئة تعليمية بجميع مشتملاتها من معلم وما يستخدمه من طرق تدريس وما يتيحه من فرص المشاركة والإيجابية للتلاميذ، وكذلك أنشطة ووسائل تعليمية تجسد المفاهيم المجردة إلى واقع ملموس يعيشه التلميذ ويتفاعل معه، وأساليب تقويم مستمرة تعزز الأداء الصحيح للتلاميذ وتعالج الخطأ منها حتى يمكن تحقيق التعلم المنشود الذي هو الهدف النهائي من أي موقف تعليمي. ولكي يحدث ذلك لابد للتعلــــم من الخبرة والتي يراعى فيها أن تكون ذات تأثير واضح وفعـــال بالنسبة للفرد تترك بصماتها في شخصية المتعلم فتتشكل اتجاهاته وقيمــــــه وعاداته وأسلوب تفكيره وميوله التي تشكل في مجموعها أنماط سلوكية مرغوبة. ولعلنا في ضوء ذلك نستطيع القول أن هناك خبرة مربيـــــة وأخـــرى غير مربية، ومعنى ذلك أن المتعلم حينما يمر بخبرة ما ويتعلم منها ويتأثر بها، ويظهر هذا التأثر بشكل واضح في سلوكه فإن الخبرة في هذه الحالة تعد من النوع المربي، أما إذا مر الفرد بخبرة ولم يتعلم منها أية شئ بمعنــــي أنه لم يحدث أي تعديل في سلوكه فإن الخبرة في هذه الحالة تكون غـــير مربية. ولكي تكون تلك الخبرات المقدمة للتلاميذ خبرات مربيـــــة يجب أن يتوافر فيها الشروط التالية: # الخبرات المباشرة بصورة واقعية. والخبرات المباشرة لها دور هام في المناهج الدراسية بصفة عامة والموقف التدريسي بصفة خاصة للأسباب التالية: - أن الخبرات المباشرة تجعل التعلم باقي الأثر. - أنها تعطى المعلومات التي يكتسبها التلميذ معنى واضح. - يرغب التلميذ في الدراسة ويجيد فيها كما أنها تعطيه الثقة بالنفس وتبعد عنه شبح الملل. - تنمى قدرة التلميذ على التفكير عن طريق إتاحة الفرص له للتعرف على المشكلات التي تواجهه في الموقف التعليمي وتدريب الطلاب على إيجاد الحلول المناسبة ولا يتأتى ذلك إلا من خلال ممارسة التفكير. - تكسب التلميذ القدرة على التعلم الذاتي والتعلم المستمر. - تساعد التلاميذ على اكتساب مهارات أدائية وعملية كما أنها تسهم في تكوين بعض الاتجاهات الإيجابية لديهم. وبالرغم من تلك الأهمية البالغة للخبرات المباشرة فلا يمكن أن تعتمد عليها وحدها في المنهج الدراسي وذلك للأسباب التالية: - كثرة المعلومات التي تكشف عنها الأبحاث العلمية كل يوم فـــي ظــــل الانفجار المعرفي الذي نعيشه لا يمكننا من تعلم كل شئ عن طريــــق الخبرة المباشرة. - صعوبة توفر المواقف التي تمكن الفرد من التعلم عن طريق الخبرة المباشرة مثل اكتشاف الكواكب ودراسة الفضاء أو دراسة أعمــــاق البحار والمحيطات # الخبرات غير المباشرة ٣. قد تكون هناك مواقف خطيرة على حياة الفرد تتيح له أن يتعلـــم بالخبرة المباشرة كما هو الحال في حالة معرفة كيفية حدوث تفجر ننوي ونستعيض عن ذلك بمشاهدة فيلم تعليمي .. الخ. ٤. قد يكون البعد المكاني حائلاً أمام التعلم بالخبرة المباشرة. ه. كما يعتبر البعد الزماني معوقاً آخر أمام التعلـــــم بالخبرة المباشرة وخاصة تعلم الأشياء والتي حدثت في الماضي البعيد. ٦. التكلفة الاقتصادية الباهظة لتعلم كل شئ بالخبرة المباشرة يتطلب ميزانية ضخمة من الصعب توافرها. نتيجة لكل هذه الأسباب كانت هناك الخبرات غير المباشرة أو الخبرات البديلة التي يجب أن يشملها المنهج بالإضافة إلى الخبرات المباشرة وهي لا تقل أهمية عن الخبرات المباشرة. وأي منهج يجب أن يتضمن النوعين معاً. ويمكن تعريف الخبرات غير المباشرة بأنها تلك الخبرات التي لا يستطيع الطالب أن يمر بها بصورة مباشرة واقعية ولكن يمكن أن يكتسبها من خلال القراءة أو الاستماع أو مشاهدة أفلام تعليمية ... الخ. والخبرات غير المباشرة لها مزايا يمكن توضيحها فيما يلي: 1. أنها تمكننا من الاستفادة من خبرات الآخرين في أي مكان وأي زمـــان وبذلك فهي توفر الوقت والجهد والمال. . أنها البديل الوحيد لمواجهة خطورة أو صعوبة اللجوء إلى الخبرات المباشرة. . سهولة الحصول عليها في صورة كتب أو وسائل تعليمية بمختلف أنواعها وشتى أشكالها.