UAE Population Demographics PDF

Summary

This document discusses the population demographics of the United Arab Emirates, covering historical trends, current statistics, and characteristics of the population. It analyzes factors influencing population growth and explores the population's age structure, gender distribution, and educational levels. The document provides insights into the historical factors behind UAE's population growth.

Full Transcript

‫جميع شرائح االمتحان النهائي‬ ‫‪2‬‬ ‫أ وال‪ -‬املدخل‬ ‫‪-‬أهمية املعطيات السكانية‪:‬‬...

‫جميع شرائح االمتحان النهائي‬ ‫‪2‬‬ ‫أ وال‪ -‬املدخل‬ ‫‪-‬أهمية املعطيات السكانية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعد اإلمارات من الدول التي تولي أهمية كبيرة للمعطيات السكانية منذ قيام االتحاد إلى اآلن وعلى املستويين‪ :‬االتحادي واملحلي؛‬ ‫وذلك من أجل‪:‬‬ ‫االستفادة من التخطيط السليم للمجتمع‪ ،‬وزيادة الوعي به‪.‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫ّ‬ ‫التعرف إلى احتياجات املجتمع‪ ،‬ومشكالته املختلفة‪ ،‬واقتراح الحلول لها‪.‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫‪ (3‬وضع السياسات‪ ،‬واتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التخطيط على املدى القصير‪ ،‬والبعيد‪.‬‬ ‫‪(4‬‬ ‫قامت دولة اإلمارات العر ّبية ّ‬ ‫املتحدة بأول تعداد سكاني في سنة ‪1975‬م‪،‬‬ ‫التعداد مستمرة في دولة اإلما ات مرة كل خمس سنوات ّ‬ ‫حتى سنة ‪1985‬م‪ ،‬وبعد‬ ‫التا يخ وعملية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ومنذ هذا ر‬ ‫ذلك أصبح التعداد مرة كل عشرسنوات؛ وكان آخر تعدادين أجرتهما ّ‬ ‫الدولة في عامي ‪2005‬م و‪2015‬م‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -‬التعداد السكاني‪ ،‬والتسجيل الحيوي في دولة اإلمارات‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعية عن‬ ‫الس ّكان‪ ،‬وجمع بياناتهم االقت ّ‬ ‫صادية‪،‬‬ ‫لعد ُّ‬ ‫الشاملة ّالتي تقوم بها ّ‬ ‫الدولة ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫العملية اإلحصائية‬ ‫يقصد بالتعداد السكاني‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫لكل شخص‪ ،‬أو أسرة‪ ،‬وفي وقت محدد مرة كل خمس أوعشرسنوات‪ّ ،‬‬ ‫ثم تنشر تلك البيانات في كتاب‬ ‫طريق ّ‬ ‫الزيارة املباشرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫أما التسجيل الحيوي لألحداث‪ :‬فهو تسجيل األحداث الحيوية التي تحصل في الدولة‪ ،‬وتقع خالل سنة ميالدية واحدة‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬ ‫‪ (1‬املواليد‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫الوف َيــات‪.‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫بدأت دولة اإلمارات في عام ‪1976‬م بتطبيق نظام تسجيل‬ ‫‪ (3‬الهجرة‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلزاميا‬ ‫الحيوية‪ ،‬وأصبح تسجيل هذه األحداث قانونا‬ ‫األحداث‬ ‫‪ (4‬حاالت الزواج‪ ،‬والطالق ‪-‬وقت حدوثها‪.-‬‬ ‫لجميع سكان ال ّدولة من مواطنين ومقيمين‪.‬‬ ‫‪ (5‬الحوادث املرو ّرية ‪-‬وقت وقوعها‪.-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬التطور التاريخي لحجم السكان في دولة اإلمارات ‪:‬‬ ‫شهدت منطقة اإلمارات تغيرات في حجم السكان عبر املراحل‬ ‫ّ‬ ‫وثقافية‬ ‫ّ‬ ‫واجتماعية‬‫التا ريخية؛ ألسباب اقتصادية‪ ،‬وسياسية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مرت بها املنطقة في فترات مختلفة‪.‬‬ ‫وكما نالحظ في الرسم البياني‪:‬‬ ‫‪ (1‬كان حجم سكان منطقة اإلمارات في عام ‪1800‬م قرابة (‪ )390,000‬نسمة‪ ،‬ويعود ذلك إلى تمدد قوة القواسم البحرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الهندي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي في املحيط‬ ‫ونشاطهم‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫السكان في عام ‪1913‬م إلى (‪ ،)200,000‬بسبب سيطرة اإلنجليز على منطقة الخليج العربي عامة‪ ،‬ومنطقة‬ ‫‪ )2‬نقص حجم‬ ‫اإلمارات ّ‬ ‫خاصة‪ ،‬وتقلص أعداد موانئ منطقة اإلمارات‪ ،‬وسفنها التجارية‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ُّ ّ‬ ‫السكان في عام ‪1950‬م‪ ،‬إلى(‪)70,000‬‬ ‫‪ )3‬انخفاض حجم‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬وذلك بسبب األوضاع االقتصادية‪ ،‬ومنها انهيار تجارة اللؤلؤ‬ ‫الص ّ‬ ‫ناعي الياباني‪ّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫اللؤلؤ ّ‬ ‫في منطقة الخليج؛ بسبب انتشار‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي العاملي الكبير ‪1929‬في سنة ‪ ،1929‬كما‬ ‫والكساد‬ ‫ّ ّ‬ ‫العاملية الثانية ما بين عامي ‪1945 – 1939‬م‬ ‫أدى قيام الحرب‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي في منطقة اإلما رات ‪.‬‬ ‫إلى انهيار الوضع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫السكان في عام ‪1970‬م إلى (‪ )227,000‬نسمة؛ وذلك بسبب النمو االقتصادي الذي حصل في نهاية الخمسينيات‬ ‫‪ )4‬ارتفع حجم‬ ‫ّ‬ ‫والس ّ‬ ‫تينيات من القرن العشرين في منطقة اإلمارات‪ -‬بعد اكتشاف النفط‪.-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بعد قيام االتحاد (‪1971‬م – وإلى اآلن)‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫‪ )1‬بلغ حجم السكان في عام ‪1975‬م (‪ )560,000‬نسمة؛ بسبب قيام االتحاد‪،‬‬ ‫وما تبعه من تنمية اقتصادية شاملة‪.‬‬ ‫ُّ ّ‬ ‫السكان في الزيادة‪ ،‬إذ وصل في عام ‪2005‬م إلى (‪)4,106,427‬‬ ‫‪ )2‬استمر حجم‬ ‫نسمة‪.‬‬ ‫ُّ ّ‬ ‫‪ )3‬تضاعف حجم السكان في عام ‪2010‬م إلى (‪ )8,248,865‬نسمة‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تطوير البنية ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫حتية‪ ،‬وما تطلبته من أيد عاملة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫االقتصادية؛ بسبب ارتفاع أسعار ّ‬ ‫النفط ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ تسارع عجلة ّ‬ ‫التنمية‬ ‫إصدار قانون (التملك الحر) للعقارات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪7‬‬ ‫ثانيا ‪-‬النمو السكاني في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫الس ّك ّ‬ ‫اني ديموغرافيا التغير في حجم السكان سواء كان هذا التغير بال زيادة أو بالنقص‪ ،‬ويرجع ذلك إلى عدة عوامل‪،‬‬ ‫مو ّ‬ ‫ُيقصد ّ‬ ‫بالن ّ‬ ‫من أهمها‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الزيادة غيرالطبيعية‬ ‫الزيادة الطبيعية‬ ‫للسكان‬ ‫للسكان‬ ‫الهجرة‬ ‫املواليد‬ ‫الوفيات‬ ‫‪8‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا ‪ -‬خصائص التكوين السكاني في دولة اإلمارات‬ ‫املستوى التعليمي‬ ‫التكوين النوعي‬ ‫‪03‬‬ ‫ويقصد به توزيع السكان‬ ‫ويقصد به توزيع السكان إلى‬ ‫‪01‬‬ ‫بحسب املؤهالت التعليمية‪.‬‬ ‫ذكور وإناث‪.‬‬ ‫القوى العاملة‬ ‫التكوين ُ‬ ‫العمري‬ ‫‪04‬‬ ‫ويقصد به توزيع السكان‬ ‫ويقصد به توزيع السكان‬ ‫‪02‬‬ ‫بحسب عدد القوى العاملة‪.‬‬ ‫بحسب الفئات العمرية‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أوال‪ -‬التكوين النوعي للسكان‪:‬‬ ‫يبلغ العدد اإلجمالي لسكان دولة اإلمارات من مواطنين ووافدين‬ ‫مقيمين (‪ )9,282,410‬نسمة في عام ‪ 2020‬م‪.‬‬ ‫وللعلم‪ّ ،‬‬ ‫فإن عدد الذكور يفوق عدد اإلناث‪:‬‬ ‫نسبة الذكور ‪ )2020( 6,468,460‬مقا رنة بـ ‪)2019( 6,302,724‬‬ ‫نسبة اإلناث ‪ )2020( 2,813,950‬مقا رنة بـ ‪)2019( 3,201,014‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ -‬التكوين العمري للسكان ‪:‬‬ ‫تشير اإلحصاءات إلى أن الفئة العمرية الكبيرة بين املواطنين‬ ‫هي في فئات ما قبل (‪ )25‬سنة‪ ،‬حيث تصل إلى ‪% 64,4‬‬ ‫بينما تشكل الفئة العمرية الكبيرة بين الوافدين‬ ‫هي الفئة ما بين (‪ 25‬ـ ‪ )44‬سنة‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا – املستوى التعليمي للسكان‪:‬‬ ‫يصل نسبة املواطنين إلى ‪ % 64,4‬ممن ينخرطون في مراحل ّ‬ ‫التعليم‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫املختلفة؛ بسبب إجبا رية التعليم في املراحل األولى ومجانيته في املراحل‬ ‫جميعها‪.‬وتبلغ نسبة اإلملام بالقراءة والكتابة في دولة اإلمارات ما يعادل‬ ‫‪ 95%‬للرجال واإلناث معا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ابعا – القوى العاملة ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫وصل عدد القوى العاملة اإلجمالي في دولة اإلمارات عام ‪ 2018‬إلى ‪7.384‬‬ ‫مليون عامل‪ ،‬ويلحظ انخفاض نسبة مساهمة املواطنين في القوى العاملة‪،‬‬ ‫وذلك يرجع لعدة أسباب منها‪ّ :‬أن ‪ %64‬من املواطنين هم دون سن العمل‪،‬‬ ‫وهناك نسبة لم يسبق لها العمل وتنتظر الوظيفة املناسبة‪ ،‬كما أن نسبة من‬ ‫اإلناث تتفرغ ألعمال املنزل‪ ،‬باإلضافة إلى التقاعد املبكر‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ر ً‬ ‫ابعا ‪ -‬التنوع الثقافي في دولة اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫ّ‬ ‫شهدت دولة اإلما رات تزايدا في األيدي العاملة املؤق تة ومن‬ ‫جنسيات مختلفة إذ بلغ عددهم في الوقت الحاضر أكثر من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )200‬جنسية‪ّ.‬‬ ‫وتعد دولة اإلمارات من أكثر دول العالم التي‬ ‫فتحت حدودها للمهاجرين من أنحاء العالم كافة ‪ ،‬وال َّ‬ ‫سيما‬ ‫األيدي العاملة املؤقتة واملستثمرين‪ ،‬مما جعلها من أكثر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدول انفتاحا من حيث الت ّنوع الثقافي‪.‬‬ ‫و ّ‬ ‫تقدم دولة اإلما رات أنموذجا فريدا في االنسجام والتآلف‬ ‫بين الجنسيات والعرقيات املختلفة‪.‬‬ ‫املحاور‬ ‫‪ -‬النظم االجتماعية في مجتمع اإلمارات التقليدي‪:‬‬ ‫التعريف‪ ،‬وأهم الخصائص والوظائف‪.‬‬ ‫النظام القبلي‬ ‫النظام األسري‬ ‫والذي ُيعد العمود الفقري للبناء‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ُويمثل القاعدة األساس للنظام القبلي ‪.‬‬ ‫االجتماعي‪.‬واملتمثلة في التضامن القبلي ‪.‬‬ ‫ومن خصائص هذا النظام التقليدي‪:‬‬ ‫النظم االجتماعية‬ ‫البنائية ‪ ،‬والوظيفية ‪ ،‬والزواجية‪.‬‬ ‫في مجتمع‬ ‫اإلمارات التقليدي‬ ‫نظام التواصل‬ ‫نظام التكافل اإلجتماعي‬ ‫والذي يعد مكونا للبناء االجتماعي‪ ،‬كما أنه في‬ ‫‪04‬‬ ‫‪03‬‬ ‫والترابط االجتماعي‬ ‫مضمونه مستمد من تعاليم الدين اإلسالمي‬ ‫والذي يعتمد على القيم واألخالق املستمدة من‬ ‫الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية‪.‬‬ ‫الشريعة اإلسالمية والقبلية في مجتمع اإلما رات‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫املدخل‬ ‫يعرف النظام االجتماعي بأنه مجموعة من العناصر ذات التبعية املتبادلة‪ ،‬يتم من خاللها تنظيم العالقات االجتماعية‪ ،‬والتفاعل في‬ ‫الحياة اليومية في املجتمع‪.‬ومن أهم العناصر املكونة للنظام االجتماعي ‪:‬‬ ‫(الدور االجتماعي )‬ ‫وما يترتب عليه من وظائف ضرورية‬ ‫داخل إطار التنظيم االجتماعي‪.‬‬ ‫النظام‬ ‫االجتماعي‬ ‫(املكانة االجتماعية )‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬األب ( رب األسرة(‬ ‫سواء كانت املوروثة أو املكتسبة‪.‬‬ ‫له مكانة اجتماعية كونه يمثل السلطة العليا في األسرة ‪،‬‬ ‫وله دور اتخاذ القرارات املهمة داخل االسرة ‪،‬‬ ‫ولهذه القرارات وظائف قد تؤثر سلبا أوايجابا على أفراد‬ ‫األسرة‪ :‬كزوجته و أبنائه‪.‬‬ ‫يتشابه النظام األسري التقليدي في مجتمع اإلمارات‬ ‫مع النظام األسري في باقي املجتمعات الخليجية‬ ‫أوال‪ -‬النظام األسري‬ ‫والعربية واإلسالمية‪ُ ،‬ويمثل (القطاع األسري)‬ ‫القاعدة األساس للنظام القبلي‪.‬‬ ‫املجتمع التقليدي‬ ‫الخصائص الزواجية‬ ‫الخصائص الوظيفية‬ ‫الخصائص البنائية‬ ‫التنشئة االجتماعية‬ ‫األسرة املمتدة‬ ‫‪16‬‬ ‫‪.1‬الخصائص البنائية لألسرة‬ ‫األسرة األبوية‬ ‫األسرة املمتدة‬ ‫فاألسرة في اإلما رات تقوم على قاعدة االنتساب األبوي‪ ،‬ولها‬ ‫ُ‬ ‫وتعد من أهم خصائص األسرة في املجتمع التقليدي‪ ،‬فهي ( العمود الفقري )‬ ‫جانبان‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫للبناء االجتماعي‪ ،‬وتتكون األسرة املمتدة من الرجل وزوجته‪ ،‬وأبنائه املتزوجين‪،‬‬ ‫‪ -‬األبوية القرابية‪ ،‬أي االنتساب بط ريقة الذكور من اآلباء‬ ‫وغير املتزوجين‪ ،‬وهي تشمل بالضرورة أيضا زوجات األبناء‪ ،‬وأبناء األبناء‪.‬‬ ‫لألبناء‪ ،‬فيشار للرجل بأنه (أبوفالن)‪.‬‬ ‫‪ -‬واألبوية السلطوية‪ ،‬ونعني بها أن األسرة التقليدية تسودها‬ ‫وفي مجتمع اإلمارات قد تشمل أحيانا اإلخوة واألخوات‪ ،‬واألعمام‪ ،‬واألخوال‬ ‫(سلطة األب ) حيث تكون هي الغالبة على جميع أفراد األسرة‪،‬‬ ‫وغيرهم من األقرباء‪ ،‬وبالتالي‬ ‫بحيث تشمل جميع جوانب الحياة من عمل‪ ،‬وزواج‪ ،‬وطالق‪،‬‬ ‫فإن األسرة املمتدة تتسم بشبكة عالقات أسرية واسعة‪.‬‬ ‫وسكن‪ ،‬وخالف ذلك‪.‬‬ ‫يتميز مجتمع اإلمارات بتنظيمه القبلي األصيل والعريق‪،‬‬ ‫الذي ُيعد "العمود الفقري" للبناء االجتماعي‪ ،‬كما ّأن‬ ‫ثانيا‪ -‬النظام القبلي‬ ‫التركيبة القبلية التي شكلتها وأفرزتها البيئة الصحراوية‪،‬‬ ‫والساحلية لإلمارات كان ش ريانها " العالقة القرابية "‬ ‫املجتمع التقليدي‬ ‫التضامن السياس ي‬ ‫التضامن االقتصادي‬ ‫التضامن االجتماعي‬ ‫قيم التعاون‬ ‫السراء والضراء‬ ‫والعمل الجماعي‬ ‫اعتمد املجتمع اإلماراتي التقليدي على نظام التواصل‬ ‫والترابط االجتماعي منطلقا من واقع بنائه االجتماعي الذي‬ ‫ثالثا‪ -‬نظام التواصل‬ ‫يعتمد على القيم واألخالق املستمدة من الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬والقبلية‪.‬‬ ‫املجتمع التقليدي‬ ‫الجانب االجتماعي‬ ‫الجانب الديني‬ ‫يعد نظام التكافل االجتماعي مكونا للبناء االجتماعي في‬ ‫املجتمع التقليدي‪ ،‬كما أنه في مضمونه مستمد من تعاليم‬ ‫رابعا ‪ -‬نظام التكافل‬ ‫الدين اإلسالمي الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية‪.‬‬ ‫كما يتسم نظام التكافل في اإلمارات قديما بالبعد‬ ‫املجتمع التقليدي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬واالقتصادي‪ ،‬واألخالقي‪.‬‬ ‫الشرهة‪ ،‬والشوفة‬ ‫الزكاة ‪ ،‬والصدقة‬ ‫اإلجارة ‪ /‬الدخلة‬ ‫الدي ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪20‬‬ ‫الزكاة‪ ،‬والصدقة‬ ‫الزكاة ركن من أركان اإلسالم الخمسة ‪ ،‬وال يتم إسالم املرء بدون أدائها ‪ ،‬وهي حق معلوم في أموال األغنياء تؤدى إلى الفقراء‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫من قلة املوا رد املالية في املجتمع التقليدي‪ ،‬وما يعانيه من ظروف معيشية صعبة‪ ،‬فإن أبناء املجتمع التزموا بأداء الزكاة ‪ ،‬حيث ساهمت‬ ‫في استمرا رية املجتمع ودعم أبنائه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكذلك الحال بالنسبة للصدقة ‪ ،‬لقد حرص أبناء املجتمع على تقديمها في سرية تامة‪ ،‬فهي أوجب لألجر والثواب ‪ ،‬كما أنها تساهم في‬ ‫خلق الترابط والتقارب بين أبناء املجتمع‪ ،‬وتقدم الصدقة سواء من املال أو الطعام أو الكساء‪.‬‬ ‫الشرهة‪ ،‬والشوفة‬ ‫ّ‬ ‫الشوفة هو نظام تكافل يتمثل في العالقة بين الرعية والحاكم‪ ،‬حيث يقوم الرعية من أبناء املجتمع بتقديم مساهمات نقدية أوعينية‬ ‫وفق قدراتهم املادية؛ لتعزيز مكانة حاكمهم ومساعدته على القيام بواجباته والوفاء بمسؤولياته إذا اقتضت الظروف ذلك في حاالت‪:‬‬ ‫الحروب‪ ،‬واملناسبات االجتماعية‪ ،‬والدينية املختلفة‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ :‬التغير في النظام األسري‬ ‫التغير في الخصائص البنائية لألسرة‬ ‫‪.1‬األسرة النووية‬ ‫بعد التحوالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أصبحت األسرة أقل عددا ف ي بنائها‪،‬‬ ‫وتحولت إلى األسرة النواة أي إلى الزوج والزوجة وأبنائهما‪.‬‬ ‫وبالرغم من بروزاألسرة النواة في املجتمع فإ ن ذلك ال يعني انعزال هذه األسرة عن أسرة‬ ‫الزوجين‪ ،‬باإلضافة إلى اإلبقاء على آليات التزاور والتواصل مع األهل واألقرباء‪ ،‬والتضامن‬ ‫معهم في املناسبات‪.‬‬ ‫وإلى وقتنا الحاضر توجد بعض األسر التي تحتضن أبناءها املتزوجين‪ ،‬وتبني لهم بيوتا ملحقة ببيت العائلة في السعي للحفاظ على الصالت‬ ‫بين اآلباء واألبناء‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪.2‬العالقات االجتماعية‬ ‫تلعب العالقات االجتماعية التي تربط الفرد بعائلته الدور املؤثر في تطوير وتنمية حالته الروحية‬ ‫واألخالقية واإلنسانية‪ ،‬ومن التغيرات التي طرأت على النظام األسري هو ّ‬ ‫تغير نمط العالقة والتواصل‬ ‫بين أفرادها‪ ،‬كما أصبحت ( السعادة الشخصية ) هي القيمة املنشودة في بعض األحيان‪ ،‬وأصبح األبناء‬ ‫يعبرون عن رأيهم‪ ،‬ويشاركون في اتخاذ القرارات خاصة تلك التي تتعلق بمسا رهم التعليمي أو بزواجهم أو‬ ‫بنوعية عملهم ذكورا أوإناثا‪.‬‬ ‫وبالرغم مما طرأ على األسرة من تغيرات‪ ،‬فإن العالقات األس رية ما تزال تتسم بالترابط والتواصل بين‬ ‫أعضائها وبين أسرة الزوجين‪ ،‬وإن كان هذا التواصل يتم بشكل غير مماثل ملا كان عليه سابقا في‬ ‫املجتمع التقليدي‪.‬كما أصبح أفراد األسرة يعتمدون على الهاتف والتقنيات الحديثة في تواصلهم‬ ‫وكذلك الزيارات‪ ،.‬فأغلب (األسر النواة) تعيش بعيدة عن أسرة الزوجين‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪.3‬مكانة املرأة‬ ‫أتيحت للمرأة اإلماراتية فرص كبيرة لاللتحاق بالتعليم في جميع املراحل‪ ،‬وفي كافة التخصصات‬ ‫العلمية‪ ،‬كما التحقت املرأة ‪ -‬بفضل رؤية القيادة الرشيدة ‪ -‬بكافة مجاالت العمل املختلفة‪،‬‬ ‫ومنها‪ :‬قطاع األمن والشرطة‪ ،‬و الطيران‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والطب‪ ،‬والفضاء؛ فأصبحت املسؤولية‬ ‫مشتركة بين الزوج والزوجة في اتخاذ قرارات األسرة‪ ،‬وت ربية األبناء ‪ ،‬وتعليمهم‪.‬‬ ‫التغير في الخصائص الوظيفية لألسرة‬ ‫‪.1‬الوظيفة االنجابية‬ ‫لقد تغيرت وظائف األسرة في النظام األسري في مجتمع اإلمارات املعاصر وخاصة الوظيفة اإلنجابية‪،‬‬ ‫من حيث تحديد عدد األبناء لعوامل اقتصادية واجتماعية‪ ،‬ومنها عدم تفرغ املرأة والتحاقها بالعمل‪،‬‬ ‫وكذلك ما يصاحب عملية التنشئة والتربية من مسؤوليات‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫لقد تقلص معدل عدد األبناء في األسرة اإلماراتية الحديثة‪ ،‬إذ إن معظم األسر أصبحت تعتمد‬ ‫على تنظيم النسل‪ ،‬وتكتفي بإنجاب عدد محدد من األبناء‪.‬وتشير التقا رير إلى انخفاض خصوبة‬ ‫املواطنات‪ ،‬لتمثل أقل املعدالت في منطقة الخليج العربي‪.‬وعليه يعد تشجع الدولة اإلنجاب‬ ‫ضمن السياسة االجتماعية التي تعمل الدولة على تفعيلها من خالل ‪:‬‬ ‫‪.1‬تشجيع زواج املواطنين من مواطنات من خالل (مؤسسة صندوق الزواج) التي تدعم الشباب‬ ‫املقبلين على الزواج ماليا‪.‬‬ ‫‪.2‬تخصيص عالوة لألبناء يتم صرفها ضمن الراتب الشهري للزوج‪.‬‬ ‫‪.3‬تقديم حوافز للمواطنين للتشجيع على الزواج واإلنجاب‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪.2‬التنشئة االجتماعية‬ ‫تعمل التنشئة االجتماعية على غرس األخالق والقيم ومعتقدات وأهداف املجتمع الذي يعيش ف يه األطفال‬ ‫ويتفاعلون معه‪ ،‬وهذا ال يعني أن األسرة بمفردها في املجتمع الحديث هي من يقوم بعملية التنشئة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬بل هناك عدة مؤسسات تعليمية وإعالمية تشارك مشاركة فعالة في بناء وصقل الشخصية ‪.‬‬ ‫ومن أهم مالمح التغيير في وظيفة التنشئة اإلجتماعية‬ ‫‪.1‬االعتماد على العمالة املنزلية في تربية األبناء‪.‬‬ ‫‪.2‬استخدام التكنولوجيا في التواصل األسري‪ ،‬وخلق نوع من العزلة فيما بينهم‪.‬‬ ‫لقد تأثرت الكثير من األسر في املجتمع املعاصر بفعل التطورات واملستجدات الراهنة‪ ،‬مما أثر بذلك على‬ ‫وظيفة التنشئة االجتماعية بفعل العوامل التي تهدد االستقراراألسري‪ ،‬فقد تزايدت حاالت الطالق‪،‬‬ ‫مما أدى إلى تأثر عملية التنشئة االجتماعية سلبا؛ بسبب عدم تواجد أحد الوالدين مما ال يتيح ألطفال‬ ‫تلك األسر الحصول على تنشئة اجتماعية متوازنة‪.‬‬ 26 ‫‪27‬‬ ‫‪.3‬الوظيفة االقتصادية‬ ‫بعد تحول املجتمع اإلما راتي من مجتمع قبلي إلى مجتمع الدولة بمؤسساتها املختلفة‪ ،‬لم يعد لألسرة‬ ‫ذات الوظيفة االقتصادية التي كانت تقوم بها في املجتمع التقليدي‪.‬وفيما يلي توضيح لتلك التغيرات‬ ‫التي لحقت بالوظيفة االقتصادية لألسرة‪:‬‬ ‫‪.1‬حل االقتصاد املجتمعي بدل االقتصاد األسري‪ ،‬وأصبحت مؤسسات الدولة بكافة قطاعاتها‬ ‫تستوعب أفراد األسرة للعمل واملشاركة االقتصادية في املسيرة التنموية‪ ،‬وقد ساعد ذلك على‬ ‫وجود االستقالل االقتصادي ألفراد األسرة بما فيهم املرأة‪.‬‬ ‫‪.2‬قيام املؤسسات التعليمية بالتعليم والتدريب املنهي ألبناء األسرة من أجل تهيئتهم وتمكينهم‬ ‫من القيام بدورهم في كافة مجاالت العمل االقتصادي‪ ،‬بينما كانت األسرة املمتدة هي من يقوم‬ ‫بتهيئة األبناء وتأهيلهم ملهن الزراعة والصيد والرعي والغوص‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪.3‬انحساراملهن التقليدية (الرعي‪ ،‬الصيد‪ ،‬الغوص)‪ ،‬وكذلك تالش ي بعض الحرف األخرى‬ ‫مثل ‪ :‬صناعة الغزل ‪ ،‬ودباغة الجلود ‪ ،‬والصناعات املعتمدة على شجر النخيل‪.‬‬ ‫‪.4‬اعتماد األسرة في ضمان معيشتها على الدولة‪ ،‬فقد كفلت الدولة لألفراد تأمين السكن‬ ‫والتعليم والرعاية الصحية وتقديم الضمان االجتماعي للفئات املستحقة‪ :‬كاأليتام ‪ ،‬واألرامل‬ ‫واملسنين‪ ،‬واملطلقات ‪.‬‬ ‫‪ -5‬اعتماد األسرة على العمالة املنزلية في تسيير شؤون املنزل كإعداد الطعام والتنظيف‪ ،‬وقد‬ ‫أسهم هذا في اتكالية األبناء على هذه العمالة في تأمين احتياجاتهم املنزلية‪ ،‬باإلضافة إلى عدم‬ ‫اكتسابهم املهارات الالزمة خاصة بالنسبة للفتيات‪.‬‬ ‫‪ -6‬اعتماد األسرة على التكنولوجيا املنزلية الحديثة‪ ،‬وال شك في أنه من أهم إيجابيات‬ ‫التحول والتطور الذي تعرضت له األسرة اإلماراتية‪ ،‬إذ أسهم في تقليص الجهد والوقت‪ ،‬وأتاح‬ ‫ألفراد األسرة وقتا كافيا ألداء مهامهم األخرى‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫التغير في الخصائص الزواجية‬ ‫لقد طرأت تغيرات كبيرة على الخصائص الزواجية التي كانت سائدة في املجتمع التقليدي ‪.‬وسوف نعرض فيما يلي ألهم هذه التغيرات‪:‬‬ ‫‪.1‬ارتفاع سن الزواج مقارنة باملاض ي‪ ،‬وهو ارتفاع أكبر بالنسبة للذكور وارتفاع أقل بالنسبة لإلناث‪ ،‬وهذا التغير أصاب جميع‬ ‫املجتمعات الع ربية والخليجية‪.‬‬ ‫‪.2‬بروزظاهرة زواج املواطنين من غيراملواطنات‪ ،‬وزواج املواطنات من غيراملواطنين‪ ،‬إذ يؤدي الزواج من األجنبيات إلى ّ‬ ‫تغير النسيج‬ ‫االجتماعي والثقافي في األسرة الواحدة‪ ،‬فقد وجد أبناء الزوجة األجنبية أنفسهم في كثير من الحاالت منقسمين في انتمائهم لثقافتين‬ ‫مختلفتين‪ ،‬فتشكلت لديهم في بعض األحيان قيم ومفاهيم‪ ،‬وسلوكيات قد تكون أقرب إلى مجتمع األم األجنبية من ثقافة وقيم األب‬ ‫املواطن‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ومن العوامل التي أسهمت في زواج املواطنين من أجنبيات‪:‬‬ ‫‪.1‬ارتفاع تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫‪.2‬االنفتاح الثقافي‪ ،‬وتزايد االمتزاج بالثقافات الوافدة‪.‬‬ ‫‪.3‬تغير توجهات الشباب نحو الزواج‪ ،‬واملسؤولية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.4‬إتاحة مجال أكبر من الح رية للشباب في قضية االختيار في الزواج‪ ،‬فلم يعد للزواج القرابي نفس املكانة التي كان يحظى بها في املجتمع‬ ‫التقليدي‪ ،‬ولم يعد االلزام في الزواج القرابي موجودا‪ ،‬وقد ساعد على هذا حصول األبناء من الذكور واإلناث على حرية االختيار في‬ ‫الزواج‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ -‬التغيرفي نظام التكافل االجتماعي‬ ‫لقد دعم نظام التكافل االجتماعي في املجتمع التقليدي البناء االجتماعي؛ إذ أسهم في إحداث نوع من التوازن بين أبناء‬ ‫املجتمع القبلي في الحصول على احتياجاتهم املعيشية خاصة في ظل الظروف االقتصادية السائدة آنذاك مع قلة‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫املوا رد‪ ،‬لقد مثل نظام التكافل االجتماعي دو مؤسسات الضمان االجتماعي والرعاية االجتماعية‪ ،‬وإن كانت بعض‬ ‫نظم التكافل االجتماعي‪ :‬كالزكاة والصدقة مازالت موجودة؛ ألنها تعد ضمن واجبات األفراد في املجتمع املسلم كما‬ ‫نصت عليه تعاليم الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫ّأما عن نظم الشوفه والدخلة‪ ،‬فقد تالشت بسبب الدور اإليجابي واملتنامي ملؤسسات الدولة في رعاية أبناء املجتمع‪ ،‬وتوفير كافة سبل‬ ‫الحياة الكريمة لالرتقاء بمستوى رفاه الفرد وصون كرامته‪ ،‬والحرص على الوفاء بكل ما يحتاجه ويوفر األمن والحماية له‪ ،‬وقد استمر جزء‬ ‫بسيطا من نظام الفزعة‪ّ ،‬أما بالنسبة إلى نظام الدية فهي مستمرة؛ ألنها ضمن قوانين الدولة‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ً‬ ‫رابعا ‪ -‬التغير في نظام التواصل االجتماعي‬ ‫لقد أحدث االنتقال من مجتمع القبيلة إلى املجتمع الحديث عددا من التغي رات في النظم االجتماعية بما في ذلك نظام ال تواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫وإن لم يكن هذا التغير بشكل جذري؛ إذ ما زالت أدوات التواصل في املجتمع التقليدي تقوم بدورها وإن تقلص هذا الدور بعض الش يء‪.‬‬ ‫فمثال‪ :‬نجد املسجد يحتفظ بمكانته األساسية كمكان للعبادة‪ ،‬وإقامة شعائر الصالة‪،‬‬ ‫واالستماع إلى خطب الجمعة‪ ،‬أي احتفظ املسجد بالوظيفة الدينية وتالشت الوظائف‬ ‫األخرى التقليدية‪ ،‬وحتى وقتنا الحاضر تحتضن بعض املساجد ملحقا أو مركزا لتحفيظ‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬ولكن العملية التعليمية تقوم بها املؤسسات التعليمية التي توفر للنشء كافة‬ ‫أنواع املعلومات واملعارف العلمية واألدبية‪.‬وقد عملت الدولة على بناء املساجد على أحدث‬ ‫التصاميم املعما رية‪ ،‬وتوزيع املساجد في جميع املناطق واألحياء السكنية‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪ -‬أما عن املجالس فهي أيضا‪ ،‬وإن تالشت بعض وظائفها كالوظيفة االقتصادية والتربوية فهي ما تزال محل اهتمام القيادة وأبناء الوطن‪،‬‬ ‫وإن كانت ال تؤدي بعض وظائفها السابقة في املجتمع التقليدي بسبب تولي عدد من املؤسسات الحكومية تلك الوظائف‪ ،‬مثل‪ :‬وزارة‬ ‫االقتصاد‪ ،‬والغرف التجا رية ‪ ،‬واملؤسسات التعليمية‪ ،‬واإلعالمية‪.‬‬ ‫كما تتمتع مجالس الحكام والشيوخ بأهمية كبيرة حتى وقتنا الحاضر‪ ،‬فهي تعتبر مكان التقاء‬ ‫القيادة بأبناء الوطن‪ ،‬حيث تبرز في هذه املجالس صور مثالية عن العالقة املتوازنة بين‬ ‫القيادة والشعب‪ ،‬إذ يلمس فيها أبناء الوطن اهتمام قيادتهم بمشاكلهم وهمومهم ومتطلباتهم‪،‬‬ ‫وتعمل هذه املجالس وفق سياسة الباب املفتوح‪.‬‬ ‫كما تمثل نموذجا من نماذج الديمقراطية خاصة في تعامل القيادة مع قضايا ومطالب أبناء الوطن‪ ،‬مما يدعم التواصل بين املواطنين من‬ ‫جانب ‪،‬ويحقق فرص الرعاية من جانب آخر باإلضافة إلى تحقيق مبادئ الحكم الرشيد التي تسهم في إشاعة العدالة واملسؤولية‪ ،‬وتعمق‬ ‫روح الوالء واالنتماء للوطن‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫أوال‪ -‬املدخل‬ ‫‪ -‬مفهوم (التنمية االجتماعية)‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‬ ‫تتم‪ ،‬وتستهدف إحداث سلسلة متتابعة من التغيرات‬ ‫كافة ّالتي ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية ّ‬ ‫بأنها العمليات والجهود‬ ‫ّ‬ ‫تعرف ّ‬ ‫التنمية‬ ‫والرامية إلى يادة ّ‬ ‫معدل رفاهية أفراد املجتمع؛ فاإلنسان هو الغاية‪ ،‬والوسيلة‪.‬‬ ‫املقصودة‪ّ ،‬‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫األول؛ ألنها تقوم على مبدأ ّ‬ ‫حق اإلنسان في الخدمات األساس‪ ،‬والحياة الكريمة‪،‬‬ ‫لعامة بني البشر في املقام ّ‬ ‫التنمية هي رسالة ّ‬ ‫ّإن رسالة‬ ‫واملعيشة الفضلى‪.‬‬ ‫‪ -‬التنمية االجتماعية في مجتمع اإلمارات املعاصر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫تبنت دولة اإلمارات مفهوم دولة الرفاهية‪ ،‬أو الرعاية؛ بمعنى ّأنها أصبحت دولة خدمات‪ ،‬وتنمية‪ ،‬وتخطيط‪ ،‬إلى جانب كونها دولة‬ ‫تؤدي إلى تقوية العالقة بين الفرد ّ‬ ‫والدولة‪ ،‬فجاء الباب‬ ‫اجتماعية حديثة؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحكومية إلى تقديم خدمات‬ ‫مؤسسات‪ ،‬حيث سعت ّ‬ ‫املؤسسات‬ ‫الثاني من دستور اإلمارات بعنوان ( الدعامات االجتماعية واالقتصادية األساسية لالتحاد)‪ ،‬ونصت املادة ‪ 14‬على‪ :‬املساواة‪ ،‬والعدالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والطمأنينة‪ ،‬وتكافؤ الفرص لجميع املواطنين من دعامات املجتمع‪ّ ،‬‬ ‫والتعاضد والتراحم ّصلة وثقى بينهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وتوفير األمن‬ ‫‪36‬‬ ‫‪ -‬خصائص التنمية االجتماعية في دولة اإلمارات‪:‬‬ ‫تعمل دولة اإلما رات العربية املتحدة على توسيع نطاق تقديم الخدمات‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية؛ فال يقتصر على الحاجات األساس للمواطنين‪ ،‬ويضاف إلى ذلك‬ ‫ّ‬ ‫العالجي‪ ،‬وقد استندت‬ ‫نموية إلى جانب األسلوب‬ ‫الوقائية‪ ،‬و ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ّ‬ ‫األخذ باألساليب‬ ‫فاهتمت ببناء اإلنسان على أساس ّأنه‬ ‫ّ‬ ‫هذه الخدمات إلى قوا نين وتشريعات ملزمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهم ثروات املجتمع الذي يقود حركة التنمية االجتماعية في دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫وتقوم وزارة تنمية املجتمع باإلشراف على تنفيذ نظام الرعاية االجتماعية في دولة‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ -‬برامج الرعاية االجتماعية‪:‬‬ ‫الخدمات االجتماعية‬ ‫‪.1‬الضمان االجتماعي‬ ‫‪.2‬جمعيات التعاونية‬ ‫‪.1‬جمعيات النفع العام‬ ‫‪.2‬املساعدات االجتماعية للكوارث‬ ‫‪.4‬برامج األسراملنتجة‬ ‫‪.3‬مراكزالتنمية األسرية‬ ‫‪.3‬رعاية الطفولة‬ ‫‪.6‬تمكين املرأة‬ ‫‪.5‬جمعيات النهضة النسائية‬ ‫‪.4‬رعاية كباراملواطنين‬ ‫‪.8‬خدمات اإلسكان‬ ‫‪.7‬دعم الشباب‬ ‫‪.5‬رعاية وتمكين أصحاب الهمم‬ ‫‪.10‬العمل التطوعي‬ ‫‪.9‬الرعاية الصحية‬ ‫‪.6‬رعاية األحداث‬ ‫‪38‬‬ ‫‪.1‬الضمان االجتماعي‬ ‫بناء على القانون االتحادي رقم (‪ )2‬لعام ‪ 2001‬يتم تقديم املساعدات الشهرية للفئات التالية من مواطني دولة اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫املقيمين داخل الدولة‪ ،‬ويمكن إضافة املزيد من الفئات بقرار من مجلس الوزراء ‪:‬‬ ‫‪ )8‬الطالب املتزوجون‪.‬‬ ‫‪ (1‬األرامل‪.‬‬ ‫‪ )9‬أسر املسجونين‪.‬‬ ‫‪ (2‬املطلقات‪.‬‬ ‫‪ )10‬العاجزون ماديا‪.‬‬ ‫‪ (3‬أصحاب الهمم‪.‬‬ ‫‪ )11‬املهجورات من النساء‪.‬‬ ‫‪ (4‬كبار املواطنين‪.‬‬ ‫‪ )12‬املواطنات املتزوجات من أزواج أجانب ال يستطيعون كسب قوتهم وذلك ألسباب‬ ‫‪ (5‬األيتام‪.‬‬ ‫خارجة عن إرادتهم‪.‬‬ ‫‪ (6‬مجهولو األبوين‪.‬‬ ‫‪ (7‬املصابون بالعجز املرض ي‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪.2‬املساعدات االجتماعية للكوارث‬ ‫نص القرار رقم (‪ )22‬لسنة ‪ 2008‬بصرف تعويض نقدي للمواطنين عن خسائرهم‬ ‫بسبب الكوا رث الشخصية أو الطبيعية‪ ،‬والتي تشمل الح ريق والغرق إلى جانب غيرها‬ ‫من الكوا رث التي تحددها اللجنة العليا بالتنسيق مع الوزارات األخرى‪ ،‬وتوفر وزارة‬ ‫تنمية املجتمع املساعدة العينية العاجلة‪ ،‬مثل‪ :‬املأوى‪ ،‬واملأكل‪ ،‬وامللبس‪.‬‬ ‫كما تقوم الوزارة خالل مدة ال تتجاوز يومين من تا ريخ إخطارها بوقوع النكبة أو الكا رثة‪،‬‬ ‫سواء كانت عامة أو خاصة بتدبير اإلغاثة العاجلة ملعاونة األسر املنكوبة‪ ،‬وتكون‬ ‫املساعدة النقدية بواقع(‪ )300‬د رهم للفرد الواحد يوميا‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫جمعيات النهضة النسائية‬ ‫الظ ّ‬‫ّ‬ ‫جمعية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيانية؛ لتكون‬ ‫النهضة‬ ‫النسائي بدولة اإلما رات عام ‪1973‬م؛ بمولد‬ ‫انطلق العمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫نسائي على أ ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّأول ّ‬ ‫الدولة؛ برئاسة سمو الش يخة فاطمة بنت مبارك؛ إذ القت النجاح‪،‬‬ ‫ر‬ ‫تجمع‬ ‫ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫جمعيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سائية في باقي اإلمارات‪.‬ونظرا‬ ‫للنهضة‬ ‫وما لبثت أنشطتها إال وفد انبثقت عنها‬ ‫سائي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سائية في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العام‬ ‫الن ّ‬ ‫الدولة فقد ّتم تأسيس االتحاد‬ ‫الن ّ‬ ‫لوحدة األهداف التي تنشدها الحركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في عام ‪1975‬م‪ ،‬وانتخاب الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة لالتحاد؛ لتحقيق األهداف‬ ‫عمليات ّ‬ ‫التنمية جنبا‬ ‫املنشودة؛ وهي ّ‬ ‫النهوض باملرأة ثقافيا‪ ،‬واجتماعيا‪ ،‬وسياسيا‪ ،‬وإشراكها في ّ‬ ‫إلى جنب مع ّ‬ ‫الرجل‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫تمكين املرأة‬ ‫لقد مرت مبادرات تمكين املرأة في دولة اإلمارات بعدة مراحل منذ قيام االتحاد‪ ،‬ابتداءا‬ ‫من فكر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آال نهيان – رحمه هللا – والذي كان‬ ‫ُ‬ ‫يحث املرأة اإلماراتية على املض ّي قدما في طريق العلم والعمل‪ ،‬وبناء املجتمع؛ منطلقا‬ ‫بذلك من االلتزام بمبادئ اإلسالم‪ ،‬وبما يناسب طبيعتها‪ ،‬ويحفظ احترامها وكرامتها‪ ،‬وقد‬ ‫كفل ّدستور الدولة حقوقها‪ ،‬ومساواتها ّ‬ ‫بالرجل في الكثير من املجاالت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد كان للشيخة فاطمة بنت مبارك –رعاها هللا – دورا مهما أيضا في تشجيع املرأة وتمكينها منذ قيام االتحاد وإلى اآلن؛ فشجعت على‬ ‫ّ‬ ‫وذللت العقبات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعليمها‪ ،‬والتحاقها بالعمل؛ ّ‬ ‫والصعاب التي تواجهها‪ ،‬لتأتي بعد ذلك مبادرة‬ ‫حتى تحقق منجزات على األصعدة كافة‪،‬‬ ‫الشيخ خليفة بن زايد –رحمه هللا ‪ -‬لتمكين املرأة من احتالل مكانة مرموقة في املجتمع؛ فباتت تشارك في ّ‬ ‫ّ‬ ‫السلطات‬ ‫صاحب السمو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتشر ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫يادية الثالث‪ّ :‬‬ ‫الس ّ‬‫ّ‬ ‫والقضائية‪.‬‬ ‫يعية‪،‬‬ ‫نفيذية‪،‬‬ ‫‪42‬‬ ‫من أبرز مظاهرتمكين املرأة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫لحكومي‪ ،‬كما‬ ‫أصبحت املرأة اإلماراتية تمثل ثلثي العاملين في القطاع ا‬ ‫النساء نسبة ‪ %70‬من مجموع خريجي الجامعات في ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الدولة‪ ،‬إذ‬ ‫تشكل‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفرت لهن الدولة الخدمات االجتماعية كافة‪ ،‬التي تحقق طموحاتها‪،‬‬ ‫فأصبحت تشغل مناصب ُعليا في قطاعات املجتمع جميعها‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ثالثا‪ -‬مؤشرات التنمية البشرية لدولة اإلمارات الع ربية املتحدة‬ ‫ّ‬ ‫احتلت دولة اإلمارات املركز ّ‬ ‫األول عربيا‪ ،‬والـ(‪ )31‬عامليا على مؤشر "التنمية البشرية ‪ ، "2020‬الصادر عن "برنامج األمم املتحدة اإلنمائي" ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ابعا ‪ -‬االستراتيجية الوطنية لجودة الحياة ‪2031‬‬ ‫ر‬ ‫اعتمد مجلس الوزراء االتحادي (االستراتيجية الوطنية لجودة الحياة ‪ ،)2031‬والتي تهدف إلى جعل دولة اإلمارات رائدة عامليا في مجال جودة‬ ‫ً‬ ‫الحياة‪ ،‬وتعزيز مكانتها لتكون الدولة األسعد عامليا‪.‬وت رتكز االستراتيجية على إطار وطني يشمل (‪ )3‬مستويات رئيسية "األفراد واملجتمع‬ ‫والدولة" ‪ ،‬وتتضمن( ‪ ) 14‬محورا و(‪ )9‬أهداف استراتيجية – يرجى اإلطالع على الرسم البياني في الصفحة االخيرة ‪. -‬‬ ‫تشمل االستيراتيجة تع زيز نمط حياة األفراد من خالل تشجيع تبني أسلوب الحياة الصحي‪ ،‬وتعزيز الصحة النفسية الجيدة‪ ،‬وتبني التفكير‬ ‫اإليجابي كقيمة أساسية‪ ،‬وبناء مهارات الحياة‪.‬‬ ‫وص َنفت اإلمارات في املركز األول عربيا‪ ،‬والـ ‪ 30‬عامليا على مؤشر «أفضل دول العالم لجودة الحياة لعام ‪ ،»2021‬الصادر من مجلة «يو أس‬ ‫ُ‬ ‫نيوز أند وورلد ريبورت»األمريكية‪.‬‬ 44 ‫‪45‬‬ ‫املحاور‪:‬‬ ‫أوال – التنمية االقتصادية‪:‬‬ ‫‪ -‬املفهوم واإلجراءات‪.‬‬ ‫مراحل تطور االقتصاد في دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مميزات البيئة االقتصادية في دولة اإلمارات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬مالمح من التوجهات واالستراتيجيات االقتصادية في دولة اإلمارات‬ ‫ثالثا‪ -‬القطاعات اإلنتاجية في دولة اإلمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫‪ -‬قطاع النفط والغاز‪.‬‬ ‫‪ -‬القطاعات غير النفطية ( النقل والتخزين –التشييد والبناء – السياحة ) ها)‬ ‫ر ً‬ ‫ابعا ‪ -‬الشركات اإلماراتية‪ ،‬وتطورها نحو العاملية‪.‬‬ ‫‪46‬‬ ‫أوال – املدخل إلى التنمية االقتصادية‬ ‫‪ -‬املفهوم واإلجراءات‬ ‫ُ‬ ‫نمو اقتصاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الدول؛ وذلك بتطبيق العديد من الخطط التطويرّية‪ ،‬التي تجعلها‬ ‫العملية الهادفة إلى تعزيز ّ‬ ‫تعرف (التنمية االقتصادية) بأنها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أكثر ُّ‬ ‫مجموعة من االستراتيجيات االقتصادية الناجحة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تنفيذ‬ ‫يق‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫عن‬ ‫ن‬‫ويكو‬ ‫‪،‬‬‫ا‬ ‫إيجابي‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫تأثي‬ ‫املجتمع‬ ‫على‬ ‫بذلك‬ ‫ر‬‫يؤث‬ ‫ا‬‫مم‬ ‫‪،‬‬‫ا‬‫ر‬‫وتطو‬ ‫ما‬‫تقد‬ ‫وتشمل عدة إجراءات من بينها ‪:‬‬ ‫‪ (1‬رأس املال البشري‪.‬‬ ‫البنية التحتية األساسية‪.‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫التنافس اإلقليمي‪.‬‬ ‫‪(3‬‬ ‫‪ (4‬االستدامة البيئية‪.‬‬ ‫‪ (5‬الشمولية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ (6‬الصحة‪.‬‬ ‫األمن‪.‬‬ ‫‪(7‬‬ ‫مراحل التطور االقتصادية في دولة اإلمارات‬ ‫القطاعات غيرالنفطية‬ ‫القطاع النفطي‬ ‫وفي هذه املرحلة تم تنويع مصادرالدخل في دولة‬ ‫فطي هو املنتج الوحيد والرئيس ّ‬ ‫الناتج‬ ‫الن ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫كان القطاع‬ ‫االقتصادية؛‬ ‫اإلمارات من خالل توسيع القاعدة‬ ‫اإلجمالي في بدايات ّ‬ ‫تكون دولة اإلمارات من عام ‪.1971‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحلي‬ ‫ّ‬ ‫حقيقي‪ ،‬له صفة‬ ‫وذلك من أجل خلق ركائز القتصاد‬ ‫املرحلة األولى‬ ‫ّ‬ ‫وقد شهد اقتصاد ّ‬ ‫الدولة ّ‬ ‫االستمر ّ‬ ‫املرحلة الثالثة‬ ‫هيكلية كبيرة نقلت اقتصاد‬ ‫تحو ٍ‬ ‫الت‬ ‫ارية واالستدامة‪ ،‬كقطاع الصناعة‬ ‫تقليدي إلى اقتصاد حديث بمساهمة‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدولة من اقتصاد‬ ‫واملواصالت واالتصاالت وغيرها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫فطي ة‪.‬‬ ‫العوائد‬ ‫القطاع الخاص‬ ‫تشكيل‬ ‫وهي مرحلة توسيع مساهمة القطاع الخاص في‬ ‫املرحلة الرابعة‬ ‫املؤسسات‬ ‫التوظيف ّ‬ ‫الجيد ملوا رد‬ ‫من خالل ّ‬ ‫ّ‬ ‫عملية التنمية؛‬ ‫املرحلة الثانية‬ ‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماع ّي ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وهي مرحلة تشكيل املؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫النفط‪.‬وتوفير ّ‬ ‫ّ‬ ‫سمية؛ إذ باشرت دولة اإلمارات بتطوير البنية‬ ‫ياسية بصورة ر ّ‬ ‫والس ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحكومي‪ ،‬وتشجيع بناء‬ ‫الدعم‬ ‫عملي ّ‬ ‫األساس و ّ‬ ‫العاملية ّ‬ ‫متعددة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شراكات استر ّ‬ ‫اتيجية مع الشركات‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقي لالقتصاد‬ ‫الن ماء‬ ‫رية؛ النطالق ّ ة‬‫الضرو ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫الجنسيات‪ ،‬وتوفير املناخ املالئم؛ لجذب االستثمارات‬ ‫ّ‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫مميزات البيئة االقتصادية في دولة اإلمارات‬ ‫استراتيجيات‬ ‫موقع دولة اإلمارات‬ ‫للتنويع االقتصادي‬ ‫‪04‬‬ ‫‪01‬‬ ‫االستراتيجي‬ ‫املناطق الحرة‬ ‫احتياطيات مالية‬ ‫‪05‬‬ ‫‪02‬‬ ‫قوية‬ ‫االستثمار‬ ‫إنفاق حكومي‬ ‫‪06‬‬ ‫‪03‬‬ ‫األجنبي املباشر‬ ‫مستمر‬ ‫‪49‬‬ ‫شكل اإلنفاق الحكومي في الدولة طوال الخمسين‬ ‫تحتفظ دولة اإلمارات باحتياطات‬ ‫تتمتع دولة اإلما رات‬ ‫عاما املاضية ركيزة مهمة في تعزيز متانة اال قتصاد‬ ‫مالية قوية وقطاع مصرفي قوي‬ ‫بموقع استراتيجي مهم‬ ‫الوطني‪ ،‬وتحفيز نموه وزيادة تنوعه‪ ،‬ال سيما في‬ ‫يساعدها على توفير بيئة استثمارية‬ ‫بين مراكز األعمال الرئيسية في أوروبا‪،‬‬ ‫مشروعات البنية التحتية‪ ،‬ليشمل تطوير شبكات‬ ‫آمنة‪ ،‬تكفي الحكومة لالستمرار في توفير‬ ‫وآسيا‪،‬وإفريقيا‪ ،‬وأمريكا الشمالية‪.‬‬ ‫الطرق‪ ،‬واألنفاق‪ ،‬واملباني االتحادية‪ ،‬ومشروع‬ ‫التمويل الالزم لكافة مشاريعها‪ ،‬والوفاء‬ ‫وتمتلك دولة اإلمارات على‬ ‫القطار االتحادي‪.‬‬ ‫بالتزاماتها املالية‪ ،‬واإلنفاق في موا زناتها‬ ‫شبكة مواصالت برية وجوية ممتازة‬ ‫ووفقا ملؤشر الرفاهية الصادر عن معهد «ليجاتوم»‬ ‫العامة من دون تعثرات مالية‪.‬‬ ‫مما ساعد الدولة على االتصال مع‬ ‫لعام ‪ ،2021‬حققت دولة اإلما رات املركز األول عامليا‬ ‫مختلف دول العالم‪.‬‬ ‫في كفاءة توجيه اإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫‪50‬‬ ‫يتميز االستثمار األجنبي املباشر في دولة اإلمارات‬ ‫يوجد في دولة اإلمارات ما يقرب من ‪45‬‬ ‫تتبنى دولة اإلما رات استراتيجيات‬ ‫بالتنوع‪ ،‬ومن أهم القطاعات االقتصادية املستحوذة‬ ‫منطقة حرة واقتصادية متخصصة‪،‬‬ ‫اقتصادية ُمحفزة على التنويع‬ ‫على هذه االستثمارات‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬والتي حققت نجاحا في زيادة تطرح حو افزومزايا اقتصادية عديدة‬ ‫تجارة الجملة والتجزئة ‪ ،‬واألنشطة العقارية ‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬اإلعفاء الضريبي للشركات ورسوم‬ ‫مساهمة القطاعات غير النفطية في‬ ‫والخدمات املالية والتأمين‪ ،‬والصناعات التحويلية‪،‬‬ ‫االستيراد والتصدير‪ ،‬وتملك كامل‬ ‫االقتصاد والدخل الوطني‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫والتعدين‪.‬‬ ‫لألجنبي دون الحاجة لكفيل مواطن‪ ،‬مع‬ ‫قطاعات الصناعات التحويلية‪،‬‬ ‫وقد حققت دولة اإلما رات العربية املتحدة املركز‬ ‫استعادة ‪ %100‬لألرباح‪.‬‬ ‫والطيران‪ ،‬والسياحة‪ ،‬واملصارف‪،‬‬ ‫األولى عربيا وإقليميا في مجال االستثمارات األجنبية‪.‬‬ ‫والتجا رة‪ ،‬والعقارات‪ ،‬والخدمات‪،‬‬ ‫والطاقة البديلة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مالمح من التوجهات واالستراتيجيات االقتصادية‬ ‫‪03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫االقتصاد الدائري‬ ‫اقتصاد املعرفة‬ ‫‪05‬‬ ‫استراتيجية اإلمارات الوطنية للذكاء االصطناعي‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫االقتصاد األخضر‬ ‫اقتصاد الخمسين‬ ‫‪52‬‬ ‫‪.1‬اقتصاد املعرفة‬ ‫طورات‬‫الت ّ‬ ‫ُيعرف (اقتصاد املعرفة) ّأنه‪ :‬االنسجام ّ‬ ‫والتفاعل مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫العلمية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتكنولوجية التي يمر بها العالم‪ ،‬والقائمة على املعرفة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفنية واإلبداع والذكاء واالبتكار‪.‬‬ ‫‪ -‬تعتمد الخطط االستراتيجية لالقتصاد الوطني في الدولة بشكل‬ ‫رئيس ي على االقتصاد الرقمي‪ ،‬حيث أنه يساهم في خلق فرص حقيقية‬ ‫لالستثمار األجنبي املباشر‪ ،‬وتنفذ دولة اإلما رات خطط لتعزيزها من‬ ‫خالل تبني استراتيجية اإلمارات للثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬والعمل على‬ ‫تعزيز (األمن الرقمي)‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪.2‬خطة اقتصاد الخمسين‪:‬‬ ‫أطلقت وزارة االقتصاد في ديسمبر ‪ " 2019‬خطة اقتصاد الخمسين"‪،‬‬ ‫لبناء اقتصاد املستقبل في اإلمارات ضمن استراتيجية االستعداد‬ ‫للخمسين عاما املقبلة‪ ،‬وتتضمن خمسة محاور رئيسية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االقتصاد التكاملي‪.‬‬ ‫‪ -2‬ريادة األعمال‪ ،‬واملشا ريع الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬ ‫‪ -3‬السياحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬االستثمار األجنبي املباشر‪ ،‬ومضاعفة الصادرات‪.‬‬ ‫‪-5‬استقطاب واستبقاء املواهب والكفاءات‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪.3‬سياسة االقتصاد الدائري ‪:2031-2021‬‬ ‫تم إعداد السياسة بالتعاون بين عدة وزارات‪ ،‬هي وزارة التغير املناخي‬ ‫والبيئة‪ ،‬وزارة االقتصاد‪ ،‬وشؤون مجلس الوزراء ‪ ،‬ومكتب الذكاء‬ ‫االصطناعي‪.‬فهو إطار عمل يهدف إلى تحديد أولويات دولة اإلمارات في تعزيز‬ ‫مفهوم االقتصاد الدائري في عدد من القطاعات ذات األولوية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬البنية التحتية الخضراء‪.‬‬ ‫والنقل املستدام‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬والتصنيع املستدام‪.‬‬ ‫وإنتاج واستهالك الغذاء املستدام‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وتهدف هذه السياسة إلى دعم جهود دولة اإلمارات في أن تكون أحد الرواد‬ ‫العامليين في مجال التنمية الخضراء‪.‬‬ 55 ‫‪56‬‬ ‫‪.4‬استراتيجية اإلمارات للتنمية الخضراء‪:‬‬ ‫وهي مباد رة وطنية طويلة املدى أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‬ ‫– رعاه هللا ‪ ،-‬تمهيدا لبناء اقتصاد أخضر في دولة اإلمارات تحت شعار‬ ‫“اقتصاد أخضرلتنمية مستدامة”‬ ‫وتهدف من خاللها دولة اإلمارات لتكون أحد الرواد العامليين في هذا املجال‪ ،‬ومركزا‬ ‫لتصدير وإعادة تصدير املنتجات والتقنيات الخضراء‪ ،‬باإلضافة إلى الحفاظ على بيئة‬ ‫مستدامة تدعم النمو االقتصادي على املدى الطويل‪.‬‬ ‫وتشمل هذه املبادرة مجموعة من البرامج والسياسات في مجاالت الطاقة ‪ ،‬والزراعة‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬والنقل املستدام باإلضافة إلى سياسات‬ ‫بيئية وعمرانية جديدة تهدف لرفع جودة الحياة في دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪.5‬استراتيجية اإلمارات الوطنية للذكاء االصطناعي ‪:2031‬‬ ‫أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم –رعاه هللا –‬ ‫استراتيجية اإلمارات للذكاء االصطناعي‪ ،2031‬وهو أول مشروع‬ ‫ضخم ضمن مئوية اإلمارات ‪ ،2071‬ويمثل املشروع املوجة الجديدة‬ ‫ُبعد (الحكومة الذكية)‪ ،‬بحيث ستعتمد عليها الخدمات‪،‬‬ ‫والقطاعات‪ ،‬والبنية التحتية املستقبلية في دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫وتعد هذه االستراتيجية هي األولى من نوعها في املنطقة والعالم‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬القطاعات اإلنتاجية بدولة اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ -‬قطاع النفط‬ ‫‪01‬‬ ‫والغاز‬ ‫ثانيا‪ -‬القطاعات غير النفطية‬ ‫‪02‬‬ ‫السياحة‬ ‫الصناعة‬ ‫الخدمات‬ ‫الخدمات‬ ‫املصارف‬ ‫الفضاء‬ ‫الزراعة‬ ‫اللوجستية‬ ‫والبنوك‬ ‫‪59‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ -‬قطاع النفط والغاز‬ ‫بيعي‪ ،‬التي تمّ‬ ‫الط ّ‬‫ّ‬ ‫تمتلك دولة اإلما رات مخزونا استراتيجيا ضخما من املوا د ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫فطية‪ ،‬والغاز‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ومتطورة‪ ،‬وما زال قطاع النفط يؤدي الدور املهم في عملية التنمية‪.‬‬ ‫إدارتها بكفاءة عالية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االحتياطي ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫و ّ‬ ‫فطي‪ ،‬وفي املرتبة الثالثة عربيا في‬ ‫تعد اإلمارات سادس دولة عامليا من ناحية‬ ‫ّ‬ ‫حتياطي من‬ ‫السادس على مستوى العالم من اال‬ ‫إنتاج ّ‬ ‫النفط الخام والغاز الطبيعي‪ ،‬وفي املركز ّ‬ ‫الط ّ‬‫ّ‬ ‫بيعي‪ ،‬كما تمتلك اإلمارات خمس محطات لتكرير البترول‪.‬‬ ‫الغاز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫وتتولى شركات النفط املحلية بالشراكة مع العديد من الشركات العاملية الكبر على عمليات التنقيب واالستخراج والتصدير‪:‬‬ ‫الط ّ‬‫ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتعلقة بالقطاع ّ‬ ‫ّ‬ ‫والشركات ّ‬ ‫التابعة لها على ّ‬ ‫بيعي‪.‬‬ ‫فطي‪ ،‬وقطاع الغاز‬ ‫الصناعات‬ ‫‪ -‬ففي أبو ظبي تشرف (شركة أدنوك)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬وفي دبي يتولى (املجلس األعلى للطاقة )على تطوير سياسات الطاقة‪ ،‬وتنسيقها‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ -‬القطاعات االنتاجية غيرالنفطية‬ ‫‪.3‬السياحة‬ ‫ويشمل قطاع الفنادق واملطاعم‪ّ ،‬‬ ‫والنقل‪،‬‬ ‫‪.1‬الخدمات‬ ‫ّ‬ ‫واالتصاالت‪ّ ،‬?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser