الحوار: خصائصه وأهميته PDF

Summary

This document discusses the concept of dialogue in a theoretical, philosophical manner and features an analysis of the different forms of discussion, along with outlining the importance of etiquette and successful communication. It looks at techniques and attitudes to achieve a successful outcome.

Full Transcript

‫ِ‬ ‫الحوار‬ ‫ي‬ ‫تمييد نظر ّ‬ ‫حاكىرة‪ ،‬مراجعة المنطؽ كالكبلـ‬...

‫ِ‬ ‫الحوار‬ ‫ي‬ ‫تمييد نظر ّ‬ ‫حاكىرة‪ ،‬مراجعة المنطؽ كالكبلـ‬ ‫ِ‬ ‫الم ى‬ ‫الحوار في المغة‪ :‬جاء في لساف العرب‪ :‬ي‬ ‫في المخاطبة‪ ،‬كىـ يتحاكركف يتراجعكف في الكبلـ‪.‬‬ ‫(حاكىر)‪ ،‬الحديث بيف شخصيف أك أكثر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والحوار‪( :‬ح ك ر) مصدر ى‬ ‫الحوار ا طبلحا‪ :‬مراجعة الكبلـ كالحديث بيف طرفيف‪ ،‬ىينتقؿ مف األكؿ إلى‬ ‫ِ‬ ‫الثاني‪ ،‬ثـ ىيعكد إلى األكؿ‪ ،‬كليس ىناؾ ما يدؿ بالضركرة عمى كجكد‬ ‫الخصكمة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫التجاكب‪ ،‬كىي‬ ‫ي‬ ‫التحاكر أم‬ ‫ي‬ ‫حاوَرة‪ :‬ىي المراجعة في الكبلـ‪ ،‬كمنو‬ ‫الم َ‬ ‫وتعريف ُ‬ ‫المثمى كالتىجمي‬ ‫ضرب مف األدب الرفيع‪ ،‬كأسمكب مف أساليبو‪ ،‬كىك الكسيمة ي‬ ‫ى‬ ‫األركع لمتكاصؿ بيف البشر فكريِّا كنفسيِّا كاجتماعيِّا؛ لذلؾ ال يمكف حصره في‬ ‫ىذه الكممة‪ ،‬فيك أكسع في دالالتو‪ ،‬فقد جاء التعبير عنو بمفردات أخرل قريبة‬ ‫كثير في القرآف الكريـ‪ ،‬كىي مأخكذة مف‬ ‫(الجدؿ) التي كردت نا‬ ‫منو‪ ،‬مف أىميا‪ :‬ى‬ ‫ً‬ ‫المتجادلىيف يحاكؿ فرض رأيو‬ ‫الجداؿ (كىك المفاكضة كلكف بالنزاع)‪ً ،‬‬ ‫فكبل‬ ‫ً‬ ‫الحكار؛ ً‬ ‫فالحكار يقكـ عمى‬ ‫عمى اآلخر‪ ،‬كمف ىنا نستطيع التمييز بيف الجدؿ ك ً‬ ‫ى‬ ‫الميف كالميطؼ‪ ،‬فقد أمر ا﵀ مكسى كىاركف بو حيف بعثيما إلى فرعكف‪ ،‬في‬ ‫مصاحبا لمخصكمة‬ ‫ن‬ ‫لينا﴾ [طو‪ ،]ْْ :‬أما ً‬ ‫الجداؿ فيككف‬ ‫قكلو‪﴿ :‬فقكال لو قكنال ن‬ ‫ٌ‬ ‫كالنًزاع‪.‬‬ ‫المحاكىرة في مكضع كاحد في سكرة المجادلة في‬ ‫الج ىدؿ ك ى‬ ‫كقد كرد لفظ ى‬ ‫َّ ً َّ‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ًَّ‬ ‫ً َّ‬ ‫قكلو تعالى‪( :‬قى ٍد ىسم ىع الموي قى ٍك ىؿ التي تي ىجادلي ىؾ في ىزٍك ًجيىا ىكتى ٍشتىكي إًلىى المو ىكالموي‬ ‫ص هير) [المجادلة‪.]ُ :‬‬ ‫يسمع تىحاكريكما إً َّف المَّو س ًميع ب ً‬ ‫ى ى هى‬ ‫ى ٍ ى ي ى يى ى‬ ‫‪87‬‬ ‫بينما كردت في القرآف الكريـ في آيتيف جاءت في سكرة الكيؼ عند‬ ‫معرض الحديث عف قصة صاحب الجنتيف ً‬ ‫كحكاره مع صاحبو الذم ال يمتمؾ‬ ‫ً‬ ‫احبً ًو ىك يى ىك يي ىح ًاكيرهي أ ىىنا أى ٍكثىير‬ ‫اؿ لًص ً‬ ‫اف لىوي ثى ىمهر فىقى ى ى‬ ‫ماال كثيرا‪ ،‬فقاؿ تعالى‪ ( :‬ىك ىك ى‬ ‫ىع ُّز ىنفىنار) [الكيؼ‪.]ّْ :‬‬ ‫اال ىكأ ى‬ ‫ًم ى‬ ‫نؾ ىم ن‬ ‫اؿ لىو ص ً‬ ‫احيبوي ىك يى ىك‬ ‫كاآلية الثانية‪ ،‬قاؿ تعالى عنيما في السكرة نفسيا‪( :‬قى ى ي ى‬ ‫يي ىح ًاكيرهي‪[ )...‬الكيؼ‪.]ّٕ :‬‬ ‫رد فعؿ النفس‬ ‫م لًبمكًغ العقؿ استق ارره‪ ،‬كىك ٌ‬ ‫ً‬ ‫كالحكار ىك األسمكب الفطر ٌ‬ ‫تي‬ ‫ً‬ ‫بالتي ىي أحسف عمى ما تيقابمو مف مشكبلت‪ ،‬كالحكار يجمع بيف ميار ٌ‬ ‫جاذنبا ال بد مف صياغتو في‬ ‫المحادثة‪ ،‬كاالستماع‪.‬كحتى يككف الحديث ً‬ ‫المحاكىرة‬ ‫ى‬ ‫بد مف كضع األسئمة في‬ ‫الكتابة بإتقاف‪ ،‬كحتى يككف مقبكنال كأكثر ال ٌ‬ ‫بفنية كاحتراؼ‪.‬ككمٌما كانت إدارة ً‬ ‫الحكار يمراعية آلدابو كاعية لمفى ٍرؽ بيف‬ ‫ٌ‬ ‫أنكاعو سينجح‪.‬‬ ‫أنواع ِ‬ ‫الحوار‬ ‫الحكار الذم تكافرت فيو شركط ً‬ ‫الحكار كآدابو‪.‬‬ ‫الحوار المحمود‪ :‬ىك ً‬ ‫ِ‬ ‫الحكار الذم لـ تتكفر فيو شركط ً‬ ‫الحكار كآدابو‪ ،‬كلـ يمتزـ‬ ‫الحوار المذموم‪ :‬كىك ً‬ ‫ِ‬ ‫أفراده بآداب ً‬ ‫الحكار‪.‬‬ ‫الحكار بنكعيو مف فنكف االتصاؿ اليادؼ مع اآلخر‪ ،‬كال يي ٍح ًس يف ىذا‬ ‫ك ً‬ ‫الفف إال أىؿ ً‬ ‫الحكمة كالخبرة كالثقافة العالية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫جميعا‪ ،‬فيك السبيؿ الكحيد لمتكاصؿ كالتفاىـ بيف‬ ‫ن‬ ‫يـ في حياتنا‬ ‫كىك يم ٌ‬ ‫الناس‪ ،‬كأىـ كسائؿ التعارؼ كالتآلؼ بينيـ‪ ،‬كمنيج مف مناىج الدعكة‬ ‫كاإلصبلح في المجتمع‪ ،‬كمبدأ ناجح في التربية كالتعميـ؛ ً‬ ‫لتنشئة األجياؿ‬ ‫‪88‬‬ ‫القادمة بركح العصر‪ ،‬كلغة ً‬ ‫الحكار مف الكسائؿ التي يمكف اتخاذىا مف أجؿ‬ ‫الكصكؿ إلى النتائج‪ ،‬كليا آدابيا‪.‬‬ ‫آداب الحوار‬ ‫كحسف اإلصغاء إلى حديثو‪ ،‬كالمراكحة‬ ‫ُ‪.‬اإلنصات إلى الطى ىرؼ اآلخر ي‬ ‫حسب المكقؼ؛ مع االنتباه لنبرة الصكت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بيف الصمت كالحكار ى‬ ‫ِ‪.‬قصد التكصؿ إلى النتائج المرجكة مف ً‬ ‫الحكار‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫لمحكار كمحاكلة استثمار كؿ نقطة؛‬ ‫ّ‪.‬تحضير قائمة بالنقاط األساسية ً‬ ‫ٌ‬ ‫لمخركج منيا بفائدة‪.‬‬ ‫النيؿ مف شخصو أك‬ ‫ْ‪.‬الحرص عمى عدـ إسقاط الطى ىرؼ اآلخر أك ى‬ ‫يمعتقىداتو‪.‬‬ ‫اإليجابي كالجك اليادئ المناسب إلجراء‬‫ٌ‬ ‫ٓ‪.‬العمؿ عمى إيجاد المناخ‬ ‫ً‬ ‫الحكار‪.‬‬ ‫بيمات كالتىف ٌكر قىبؿ ينطؽ الكبلـ‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬كضكح ألفاظ ً‬ ‫الم ى‬ ‫كتجنب ي‬ ‫الحكار ٌ‬ ‫باألىـ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫البدء‬ ‫المحاكىرة ك ى‬ ‫ى‬ ‫التدرج في‬ ‫ٕ‪ٌ.‬‬ ‫أف تىسمع أحرص‬ ‫فكف عمى ٍ‬ ‫بني‪ ،‬إذا جالست العمماء‪ٍ ،‬‬ ‫قال حكيم البنو‪ :‬يا ٌ‬ ‫أف تقكؿ‪ ،‬كتعمٌـ يح ٍس ىف االستماع كما تتعمٌـ يحسف الكبلـ‪ ،‬كال تىقطع‬ ‫منؾ عمى ٍ‬ ‫عمى أحد حديثنا ‪-‬كا ٍف طاؿ‪ -‬حتى ييمسؾ (مكارـ األخبلؽ‪ ،‬الخرائطي‪ ،‬ص ِّٗ)‬ ‫فف الحكار مف قصة سيدنا مكسى‬ ‫أىمية إتقاف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أف نستخمص‬‫كيمكف ٍ‬ ‫كىاركف عمييما السبلـ كذلؾ بعد ما أمر ا﵀ سيدنا مكسى بالذىاب إلى‬ ‫فرعكف لدعكة التكحيد‪ ،‬فطمب مف ا﵀ أف ييرسؿ معو أخاه ىاركف؛ ألنو فصيح‬ ‫كف يى ىك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المساف و‬ ‫لفف الحكار‪ ،‬فقاؿ تعالى عمى لساف مكسى‪ ﴿ :‬ىكأىخي ىى يار ي‬ ‫كمتقف ٌ‬ ‫ي‬ ‫‪89‬‬ ‫اؼ أىف يي ىك ّْذيب ً‬ ‫كف﴾ [القصص‬ ‫ص ّْدقينًي إًّْني أ ى‬ ‫ىخ ي‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ص يح مّْني ل ىس نانا فىأ ٍىرسٍموي ىمع ىي ًرٍد نءا يي ى‬ ‫أى ٍف ى‬ ‫ّْ]‪.‬‬ ‫العاطفي‬ ‫ٌ‬ ‫في ك‬ ‫أف التكاصؿ ىك القدرة عمى التفاعؿ المعر ٌ‬ ‫لقد اتفقنا ٌ‬ ‫كالسمككي مع اآلخريف‪ ،‬كيتـ ذلؾ بشكؿ فعاؿ مف خبلؿ تحسيف كفاءة ً‬ ‫الحكار‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بد مف‬ ‫بأف أحد األطراؼ اختمؼ مع اآلخر‪ ،‬فبل ٌ‬ ‫بكؿ أشكاليا‪ ،‬كا ٍف حصؿ ٌ‬ ‫اإلصغاء إليو كالكعي بما يقكؿ‪ ،‬كاعطاء فرصة لدكاـ ً‬ ‫الحكار كالتكاصؿ بشكؿ‬ ‫فكر كثقافة‪،‬‬ ‫جيد كسمًس‪.‬كىذا يتطمب معرفة كاد ار نكا بأف ً‬ ‫الحكار ىيبني اإلنساف نا‬ ‫ٌ‬ ‫متحضرة فييا عبلقات‬ ‫ٌ‬ ‫كسمك نكا؛ مما يؤدم بدكره إلى بناء بيئات ثـ مجتمعات‬ ‫التعارضات في األفكار كالخبلفات في اآلراء‪.‬‬ ‫ي‬ ‫إنسانية راقية‪ ،‬قادرة عمى إزالة‬ ‫ٌ‬ ‫الطبيعية في حياتنا‪ ،‬كاالختبلؼ بالشكؿ‬ ‫ٌ‬ ‫كاالختبلؼ بالرأم مف األمكر‬ ‫حياتية أخرل‪ ،‬كلكف بالرغـ مف ذلؾ‪َّ ،‬‬ ‫فإف‬ ‫ٌ‬ ‫كالمكف كالعادات كالتقاليد كفي أمكر‬ ‫إيجابية كىذا مف أىـ عكامؿ الصراعات‬ ‫ٌ‬ ‫كثير مف الناس ال يقبؿ االختبلؼ بركح‬ ‫نا‬ ‫مر العصكر‪.‬‬ ‫كالحركب التي شيدتيا البشرٌية كعانت منيا عمى ٌ‬ ‫سببا لمتعارؼ كالتكامؿ‬ ‫كمف ناحية أخرل‪ ،‬فمقد جعؿ ا﵀ مف االختبلؼ ن‬ ‫لمتعصب‬ ‫ٌ‬ ‫كعامبل لتعزيز العبلقات كتقكيتيا ال‬ ‫ن‬ ‫كالتمييز بيف األمـ كالشعكب‪،‬‬ ‫ىكأينثىى ىك ىج ىعٍم ىن يك ٍـ‬ ‫ًإَّنا ىخمى ٍق ىن يكـ ّْمف ىذ ىك ور‬ ‫اس‬ ‫الصراعات‪.‬قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬ىيأىيُّيىا َّ‬ ‫ٱلن ي‬ ‫ك ٌ‬ ‫يـ ىخبً هير ﴾‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ ً‬ ‫كبا ىكقىىبائً ىؿ لًتى ىع ىارفيكٍا إً َّف أى ٍك ىرىم يك ٍـ ًع ى‬ ‫ىعم ه‬ ‫ٱلمو أىتٍقىى يك ٍـ إً َّف ٱلموى‬ ‫ند‬ ‫يش يع ن‬ ‫[الحجرات‪.]ُّ :‬‬ ‫ً ً‬ ‫وقال تعالى‪{ :‬كلى َّما جاء ًعيسى بًاٍلبي ىّْن ً‬ ‫اؿ قى ٍد ًج ٍئتي يكـ بًاٍلح ٍك ىمة ىكًأل ىيبي ى‬ ‫ّْف‬ ‫ات قى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫كف}[الزخرؼ‪.]ّٔ :‬‬ ‫َّ ً‬ ‫لى يكـ بعض الًَّذم تى ٍختىمًفي ً ً‬ ‫كف فيو فىاتَّقيكا الموى ىكأىط ي‬ ‫يع ً‬ ‫ى‬ ‫ىٍ ى‬ ‫الخبلفات بأشكاليا كافة‬ ‫بأف االختبلفات كليس ً‬ ‫بد مف التأكيد ىنا َّ‬ ‫كال ٌ‬ ‫كبير في تطكير‬ ‫دكر ه‬ ‫الشكمية‪ ،‬كليا ه‬ ‫البشر الفكرٌية ك ٌ‬ ‫طبيعي كمف سمات ى‬ ‫ٌ‬ ‫أمر‬ ‫كتحضرىا التي ىي ىح ىجر األساس كالىمبنة األكلى في بناء‬ ‫ٌ‬ ‫اإلنسانية‬ ‫ٌ‬ ‫الشخصية‬ ‫ٌ‬ ‫‪91‬‬ ‫عالمي‪،‬‬ ‫إنساني‬ ‫ً‬ ‫كمتطكرة بجيد‬ ‫مجتمعات كحضارات إنسانية راقية ً‬ ‫متقدمة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بفف العيش‬‫االيجابي كاالرتقاء ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كم ًبدعة في ترسيخ السمكؾ‬ ‫ً‬ ‫كمجتمعات متكافمة ي‬ ‫لئلنساف الذم يتقبؿ اآلخر كيتقبؿ اختبلؼ اآلراء‪ ،‬فرأس األدب كمو الفىيـ‬ ‫كالتفيُّـ‪ ،‬كاإلصغاء إلى المتكمـ‪.‬‬ ‫ًً‬ ‫ٱلناس أ َّ ً‬ ‫يف﴾‬ ‫كف يم ٍختىمف ى‬ ‫يمةن ىكح ىدةن ىكىال ىي ىازلي ى‬ ‫ُّؾ لى ىج ىع ىؿ َّ ى‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬ىكلى ٍك ىشا ىء ىرب ى‬ ‫ككنية‪ ،‬اقتضتيا الحكمة‬ ‫ٌ‬ ‫[ىكد‪]ُُٖ :‬؛ فاالختبلؼ طبيعة لمبشر‪ ،‬كسنة‬ ‫اإلليية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أدب االختبلف‬ ‫خبلؽ؛ فكما تعرؼ كيؼ تتفؽ‪ ،‬اعرؼ‬ ‫ُ‪.‬النقاش بخمؽ رفيع‪ ،‬ك و‬ ‫أسمكب ٌ‬ ‫كيؼ تختمؼ‪.‬‬ ‫تقبؿ رأم الطى ىرؼ المخالًؼ بسعة صدر ميما كاف حجـ الخبلؼ‪.‬‬ ‫ِ‪ٌ.‬‬ ‫ّ‪.‬احتراـ الرأم كالرأم اآلخر لممخالًؼ‪ ،‬فميس المطمكب أك المقصكد‬ ‫التغمب عمى اآلخريف أك إفحاميـ‪ ،‬إذ الميـ مف الحكار صحة الفكرة‬ ‫كليس إثبات الذات‪.‬‬ ‫استباقية رأم المخالًؼ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫البعد عف‬ ‫ْ‪.‬ي‬ ‫ٓ‪.‬االبتعاد عف اليجكـ كاالنتقاد لممخالًؼ‪.‬‬ ‫بصحة رأم المخالًؼ‪ ،‬لك ثىبت ذلؾ‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬االعتراؼ ً‬ ‫كمحببة‪ ،‬كليس إقناع المخالًؼ‬‫ٕ‪.‬عرض كجية النظر بعبارات لطيفة ي‬ ‫بالقكة‪.‬‬ ‫م أثناء‬ ‫ٖ‪.‬ا ً‬ ‫بد مف اتٌباع األسمكب الحضار ٌ‬ ‫لخبلؼ ليس مشاجرةن‪ ،‬فبل ٌ‬ ‫ً‬ ‫الحكار‪ ،‬مما يقمؿ استثارة العداكة‪.‬‬ ‫الخبلؼ‪ ،‬حتى ال يتشعب ً‬ ‫الحكار كيطكؿ ثـ ال يؤتي ثماره‪.‬‬ ‫ٗ‪.‬تحديد نقطة ً‬ ‫البعد عف الغضب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َُ‪.‬الترفٌع عف صيد سقطات المخالؼ‪ ،‬ك ي‬ ‫‪91‬‬ ‫المخالؼ كقتو الكافي ً‬ ‫لمحكار دكف مقاطعة‪ ،‬حتى يتم ٌكف‬ ‫ً‬ ‫ُُ‪.‬إعطاء الطىىرؼ‬ ‫مف التعبير عف نفسو‪.‬‬ ‫التمسؾ بالرأم‪.‬‬ ‫البعد عف المعاندة ك ٌ‬ ‫ُِ‪.‬ي‬ ‫ُّ‪.‬االنسحاب إذا كاف الشخص المخالًؼ عدكانيِّا‪ ،‬خكفنا مف اندفاع ا ً‬ ‫لحكار‬ ‫لمسمبية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مسمماف في شيء‬ ‫ً‬ ‫تيمية (رحمو ا﵀)‪" :‬كلك كاف كمما اختمؼ‬ ‫قاؿ اإلماـ ابف ٌ‬ ‫يبؽ بيف المسمميف عصمة كال أخكة"‪ ،‬كقاؿ ا﵀ تعالى‪ ﴿ :‬فىبً ىما ىر ٍح ىم وة‬ ‫تياجرا‪ ،‬لـ ى‬ ‫ضكا ًم ٍف ىح ٍكلً ىؾ ﴾ [آؿ عمراف‪:‬‬ ‫نت ىفظِّا ىغمًيظى اٍل ىقٍم ًب ىالنفى ُّ‬ ‫ّْم ىف المَّ ًو لً ى‬ ‫نت لىيي ٍـ ىكلى ٍك يك ى‬ ‫ؽ ىع ًظ ويـ ﴾ [القمـ‪.]ْ :‬‬‫ُٗٓ]‪.‬كقاؿ ا﵀ تعالى‪﴿ :‬كًاَّن ىؾ لى ىعمىى يخمي و‬ ‫ى‬ ‫كحمؿ رسالة التعايش‬ ‫كمثمر‪ ،‬ى‬ ‫ؽ ي‬ ‫بد لنا مف التكاصؿ بشكؿ ار و‬ ‫كعميو‪ ،‬فبل ٌ‬ ‫التطكر كنمك‬ ‫حد االطمئناف؛ ليدفع بنا إلى المعرفة ك ٌ‬ ‫مع الناس لمكصكؿ إلى ٌ‬ ‫طع طريؽ التكاصؿ الجيد بكؿ أشكالو‪،‬‬‫الحادة مؤلمة كتق ى‬ ‫ألف االنفعاالت‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫الفكر؛ ٌ‬ ‫ضعؼ الحضارة‪،‬‬ ‫الشخصية‪ ،‬كقد تؤدم إلى ى‬ ‫ٌ‬ ‫كتي ىع ُّد إحدل عبلمات عدـ ينضج‬ ‫بالعنؼ‪ ،‬كالجيؿ‪.‬‬ ‫كتدمير المجتمعات ي‬ ‫و‬ ‫شيء َّإال زىانو‪ ،‬كال ين ًزعى مف‬ ‫ؽ في‬ ‫الرٍف ي‬ ‫كقاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪( :‬ما كاف ّْ‬ ‫(صحيح مسمـ‪)ِْٓٗ :‬‬ ‫شانو)‪.‬‬ ‫و‬ ‫شيء َّإال ى‬ ‫الحكار يمزمو بسط الكجو ك ً‬ ‫الحمـ‪ ،‬كالمبادرة‪ ،‬كاليدكء‪ ،‬كالصدؽ‪.‬فكمٌما‬ ‫ك ً‬ ‫ى‬ ‫الحكار ارتقت المجتمعات‪ ،‬كاذا فيقدت لغة ً‬ ‫الحكار بيف أفراد المجتمع‪،‬‬ ‫ارتقى ً‬ ‫تدني ذلؾ المجتمع‪ ،‬كفقده ألدكات التكاصؿ بيف‬ ‫مؤشر عمى درجة ٌ‬ ‫نا‬ ‫يع ُّد ىذا‬ ‫أفراده‪ ،‬كأىميا‪ :‬المغة كالفكر‪.‬‬ ‫فوائد الحوار‬ ‫الذىنية كتعميؽ الفكر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‪.‬تنمية القدرة‬ ‫تنكع األفكار كاكتساب معمكمات كمعارؼ كثقافات جديدة‪.‬‬ ‫ِ‪ُّ.‬‬ ‫‪92‬‬ ‫بحسف الفيـ‪ ،‬كتحديد اليدؼ‪ ،‬كاألمانة‪ ،‬كالتكثيؽ في‬ ‫ً‬ ‫ّ‪.‬تكظيؼ الحكار‪ :‬ي‬ ‫األمثمة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫النقؿ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬ك‬ ‫ْ‪.‬االرتقاء بمنطؽ اإلنساف كعقمو‪ ،‬بتبادؿ كجيات النظر كتقريبيا‬ ‫كالمكاءمة بينيا في المكقؼ التعبيرم القائـ عمى ً‬ ‫الحكار‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٓ‪.‬محاكلة تحقيؽ السبلـ ما أمكف‪.‬‬ ‫كتطكر المجتمعات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٔ‪.‬تبادؿ الخبرات كاقامة العبلقات‪،‬‬ ‫ٕ‪.‬تعمُّـ اإلصغاء‪ ،‬ك ي‬ ‫التحدث عند الحاجة‪.‬‬ ‫اصمية‪( :‬االستماع‪ ،‬كالمحادثة‪ ،‬كالكتابة‪ ،‬كالقراءة)‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬تحقيؽ الميارات التك ٌ‬ ‫مطية مف‬ ‫ً‬ ‫الن ٌ‬ ‫بدد الصكر ى‬ ‫كي ٌ‬ ‫إف الحكار يتخطى عقبات يسكء الفىيـ ي‬‫وجممة القول‪ٌ :‬‬ ‫أجؿ تعزيز التفاىـ المتبادؿ‪.‬‬ ‫جسكر مف التفاىـ بيف أصحاب اآلراء المختمفة‪،‬‬ ‫نا‬ ‫العممية الحكارٌية تىبني‬ ‫ك ٌ‬ ‫صب إلى حالة‬ ‫التع ٌ‬ ‫اإلنسانية القائمة عمى الجيؿ ك ى‬ ‫ٌ‬ ‫سعيا إلى تحكيؿ العبلقات‬ ‫ن‬ ‫قادر عمى‬ ‫الشخصية نا‬ ‫ٌ‬ ‫قكم‬ ‫جيبل ٌ‬ ‫أعمؽ مف الفىيـ كاالحتراـ‪.‬كما ٌأنيا تينشئ ن‬ ‫قادر عمى التنبؤ كاإلبداع‪ ،‬ال‬ ‫الحياة كمتيقظنا لما يدكر في العالىـ؛ ليصبح نا‬ ‫كمتقنا لمغة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫عمى التمقيف كاالتباع‪ ،‬كيككف متنكع الثقافة‪،‬‬ ‫ارية‬ ‫ن وص حو ّ‬ ‫ي اآلتي‪:‬‬ ‫معا في النص الحوار ّ‬ ‫لننظر ً‬ ‫أوًال‪ :‬حوار عن التراث والتفكير‪" ،‬فمعميم َّ‬ ‫يتفكرون"‪:‬‬ ‫شألني أحدىم‪ :‬ما التراث؟‬ ‫‪93‬‬ ‫أبدعتٍو األمة مف منجز ً‬ ‫ات أبنائيا‬ ‫أجبتو‪ :‬التراث في إطاره العاـ ىك مجمكع ما ى ى‬ ‫صحيحا‬ ‫ن‬ ‫عمى مدل تاريخيا‪ ،‬كما حققتو مف طرائؽ لممحافظة عميو‬ ‫كسالما مف أم و‬ ‫عبث بو أك تشكيو‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫شألني‪ :‬ماذا يتضمف ىذا التراث؟‬ ‫لكجدانية‬ ‫ٌ‬ ‫المادية كا‬ ‫ٌ‬ ‫أجبتو‪ :‬يتضمف ىذا التراث يمجمؿ األفكار كالقيـ كالكسائؿ‬ ‫ات لبلستيضاء‬ ‫تدخرىا األمة منار و‬ ‫العممية التي ٌ‬ ‫الركحية كالمنجزات‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تفخر بيا‪.‬‬ ‫حقيقية ى‬ ‫ٌ‬ ‫بيا كابداعات‬ ‫شألني‪ :‬ىناؾ اختبلؼ في انتساب القرآف الكريـ إلى التراث‪ ،‬فيؿ ىك جزء‬ ‫مف التراث العربي؟؟‬ ‫فإف القرآف الكريـ إنما ىك‬ ‫أجبتو‪ :‬إذا ما يعدنا إلى المعنى الذم حددناه لمتراث َّ‬ ‫ككنية إلى اإلنساف كالعالىـ في كؿ زماف كمكاف‪ ،‬لقكلو‬ ‫بانية ٌ‬ ‫رسالة ر ٌ‬ ‫اؾ إً َّال ىكافَّةن لّْ َّمناس﴾ [سبأ‪.]ِٖ :‬‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬ىك ىما أ ٍىر ىسٍم ىن ى‬ ‫خاصا ألية ىأمة‬ ‫عد ت ارثنا ن‬ ‫أف يي ٌ‬‫لئلنسانية جمعاء‪ ،‬كال يجكز ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫فالقرآف الكريـ ىك رسالة خالدة‬ ‫مف األمـ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وشألني‪ :‬إذا كاف القرآف الكريـ ليس ت ارثنا عر نبيا‪ ،‬فكيؼ يمكف تفسير قكلو‬ ‫ً‬ ‫َّ َّ‬ ‫ىنزٍل ىناهي قي ٍرنآنا ىع ىربًيِّا ل ىعم يك ٍـ تى ٍعقمي ى‬ ‫كف ﴾ ]يكسؼ‪.[ِ :‬‬ ‫تعالى‪﴿ :‬إًنَّا أ ى‬ ‫أف يختار‬ ‫بد ٍ‬ ‫لئلنسانية كافة‪ ،‬ككاف ال ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫إف القرآف الكريـ رسالة عظيمة‬ ‫أجبتو‪ٌ :‬‬ ‫ا﵀ مف لغات األرض لغة تيعظميا‪ ،‬فكانت العر ٌبية ىي المغة‬ ‫ألف لغة العرب أفصح المغات كأبينيا كأكسعيا كأكثرىا‬ ‫المختارة‪ ،‬كذلؾ ٌ‬ ‫ى‬ ‫أشرؼ الكتب بأشرؼ المغات‪ ،‬كلعممو‬ ‫ى‬ ‫أنزؿ ا﵀‬ ‫تأدية لممعاني؛ فميذا ى‬ ‫اإلنسانية جمعاء‪ ،‬كما‬ ‫ٌ‬ ‫أف تككف لغة‬ ‫تعالى ٌأنيا المغة التي يمكف ٍ‬ ‫أف تحمؿ الرسالة‬ ‫(العالمية)‪ ،‬كىذا تشريؼ ليا ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫أف ييقاؿ المغة‬ ‫يمكف ٍ‬ ‫بمف فييـ العرب‪.‬‬ ‫بانية إلى العالـ ى‬ ‫الر ٌ‬ ‫‪94‬‬ ‫بي؟‬ ‫وشألني‪ :‬إذف ما الذم يحتكيو التراث العر ٌ‬ ‫فإنما يكمف في المغة‬ ‫بانية ٌ‬ ‫بي في ىذه الرسالة الر ٌ‬ ‫فأجبتو‪ :‬أما التراث العر ٌ‬ ‫إيمانا بقكلو تعالى‪ ﴿ :‬إنا أنزلناه قرنآنا‬ ‫ألف ليا شرؼ حمميا ن‬ ‫العر ٌبية؛ ٌ‬ ‫مجمكعا بمغة العرب‬ ‫ن‬ ‫عر نبيا لعكـ تعقمكف﴾ [يكسؼ‪.]ِ :‬قرنآنا عر نبيا‪:‬‬ ‫بي‪ ،‬ككذلؾ الدراسات كالبحكث‬‫كيضاؼ إلى المغة كؿ إنجاز لمعقؿ العر ٌ‬ ‫ي‬ ‫االجتماعي‬ ‫ٌ‬ ‫م ك‬ ‫األدبي كالفكر ٌ‬ ‫المغكم ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الم ٍن ىج ىزة في مسارب التراث‬ ‫ي‬ ‫يمت ليا بصمة‪.‬‬ ‫اإلنساني كما ي‬ ‫ٌ‬ ‫العممي‪ ،‬ك‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫بي؟‬ ‫أف تحدد حقكؿ ىذا التراث العر ٌ‬ ‫وشألني‪ :‬ىؿ لؾ ٍ‬ ‫فأجبتو‪ :‬سأقؼ ىنا عند ىمحطات مف ىذا التراث العريؽ‪ ،‬كتأتي النماذج التي‬ ‫سأعرضيا ضمف ثبلثة حقكؿ عامة‪:‬‬ ‫الديني بالمفيكـ السابؽ لمبحث كالدراسات ككتب التفاسير‬ ‫ٌ‬ ‫أوليا‪ :‬الحقؿ‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫كالشركحات‬ ‫م‪ :‬الفف كالتاريخ كالعمـ‪ ،‬كالفمسفة‪.‬‬ ‫ثانييا‪ :‬الحقؿ الحضار ٌ‬ ‫ثالثيما‪ :‬حقؿ األدب كالمغة‪.‬‬ ‫أف أقؼ ىنا عند حالة عامة سمكيا بعضنا في التعامؿ مع‬ ‫كلكنني أريد ٍ‬ ‫التراث مف زاكية يمكف تكصيفيا بمبدأ القبكؿ أك الرفض في إطار عاـ‪ ،‬إذ‬ ‫شخصية مف‬ ‫ٌ‬ ‫قضية أك‬ ‫ٌ‬ ‫عاما عمى مكضكع أك‬ ‫كما ن‬ ‫اعتاد بعضنا بأف يحكـ يح ن‬ ‫منيجي‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عممي كال‬ ‫ٌ‬ ‫منظكر غير‬ ‫العقمي بركح العاطفة‪ ،‬بينما‬ ‫ٌ‬ ‫غالبا إلى ما يستكجب النظر‬ ‫أم ٌأنو ينظر ن‬ ‫يستقبؿ ما يحتاج إلى عاطفة بركح العقؿ‪ ،‬كىذا مجرد تقريب إما لؤلحكاـ غير‬ ‫المدركسة بدقة أك لؤلحكاـ المطمقة‪.‬‬ ‫الطبيعي لؤلشياء كالصفات‪ ،‬كىنا‬ ‫ٌ‬ ‫كىذا طرح مقمكب في مستكل المنطؽ‬ ‫يحث ا﵀ فيو عمى التفكير في خمقو‪ ،‬كمف ذلؾ‬ ‫آني الذم ي‬ ‫عمينا التفكير بالمبدأ القر ٌ‬ ‫‪95‬‬ ‫ؾ ًف ً‬ ‫يو بًأ ٍىم ًًره‬ ‫ً‬ ‫َّ ًَّ‬ ‫قكلو تعالى‪ ،‬في سكرة الجاثية ﴿ الموي الذم ىس َّخىر لى يك يـ اٍلىب ٍحىر لتى ٍج ًر ى‬ ‫م اٍليفٍم ي‬ ‫ات ىك ىما ًفي‬ ‫ضًم ًو كلىعمَّ يكـ تى ٍش يكركف (ُِ) كس َّخر ىل يكـ َّما ًفي السَّماك ً‬ ‫ىى‬ ‫ىى ى‬ ‫ي ى‬ ‫ً‬ ‫ىكلتىٍبتى يغكا مف فى ٍ ى ى ٍ‬ ‫ً‬ ‫و ّْ‬ ‫ً ً‬ ‫ٍاألىر ً ً‬ ‫كف ﴾ [الجاثية‪.]ُّ -ُِ :‬‬ ‫يعا ّْمٍنوي إً َّف في ىذل ىؾ ىآلىيات لقى ٍكوـ ىيتىفى َّكير ى‬ ‫ض ىجم ن‬ ‫ٍ‬ ‫صدؽ ا﵀ العظيـ‪.‬‬ ‫إنيا دعكة لمتفكير في آيات ا﵀ في اآلفاؽ كاألنفيس‪ ،‬كفي نً ً‬ ‫عمو الظاىرة‬ ‫كالباطنة‪.‬‬ ‫سر التجدد كاإلبداع‪،‬‬ ‫إف التفكير فريضة دائمة حضارٌية‪ ،‬كفيو ٌ‬ ‫وأختم بالقول‪ٌ :‬‬ ‫أف ننحاز إلى كبلـ ا﵀ العظيـ الذم خمؽ اإلنساف بعقمو كعاطفتو‬ ‫جميعا ٍ‬ ‫ن‬ ‫كعمينا‬ ‫أف تيعطي كؿ ذم حؽ حقو‪.‬‬ ‫كدعا إلى ٍ‬ ‫بقمـ‪ :‬أ‪.‬د‪.‬عبد القادر رباعي‪ /‬جامعة اليرمكؾ‪.‬‬ ‫‪96‬‬ ‫إضادة وتذوق‬ ‫المحاكر‪ ،‬ثـ باإلجابة‪ً ،‬م ٍف ًقىبؿ الطى ىرؼ‬ ‫ً‬ ‫بدأ ً‬ ‫الحكار بالسؤاؿ الذم يطرحو‬ ‫بد ًم ٍف الكصكؿ إلييا‬ ‫اآلخر‪.‬كقد جاء ً‬ ‫الحكار مبنيِّا عمى فكرة يميمة‪ ،‬كاف ال ٌ‬ ‫النص‬ ‫ٌ‬ ‫عبر فى ٍيـ بعض األمكر التي تخدـ الفكرة الرئيسة كبعد أف طى ىرحيا‬ ‫الحكار حالة مفتكحة عمى احتماالت‬‫سؤ ناال كجكابا حتى كصؿ إلى الحقائؽ‪ ،‬ك ً‬ ‫ى ى‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫متعددة كمختمفة تنشأ داخؿ الحكار نفسو‪ ،‬ليا دكرىا أيضا في الكصكؿ إلى‬ ‫الفكرة أك الحقيقة‪.‬‬ ‫كيتىكلد‬ ‫كال شؾ ٌأنو ً‬ ‫كحيكية‪ ،‬ى‬ ‫ٌ‬ ‫بالحكار المنظىـ تتضح األفكار كتكتسب ركنقنا‬ ‫ً‬ ‫المحاكر عنصر التشكيؽ الذم يطرد الممؿ كرتابة الحديث العادم؛‬ ‫طىرؼ‬ ‫لدل ال ى‬ ‫الجيد كمحاكنال استثمار كؿ نقطة مف نقاط‬ ‫اعيا اإلنصات ٌ‬ ‫يفيحسف االستماع مر ن‬ ‫بالعممية الحكارٌية لمكصكؿ إلى اليدؼ األشمؿ فييا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحكار‪ ،‬تمؾ التي كانت تدفع‬ ‫ٌ‬ ‫أم نقطة‬‫بيمات كعف ٌ‬ ‫الم ى‬ ‫المحاكىرة كاضحة األلفاظ بعيدة عف ي‬ ‫ى‬ ‫فكانت‬ ‫العممي الذم يبني عمى فكرة بعينيا‪،‬‬ ‫اختبلؼ‪.‬لقد تحققت المعرفة ً‬ ‫بالحكار‬ ‫ٌ‬ ‫بحجـ‬ ‫العممي بيف األسئمة كاألجكبة‪ ،‬فكاف الجكاب ى‬ ‫ٌ‬ ‫المنطقي ك‬ ‫ٌ‬ ‫كعمى التكازف‬ ‫النص كمو عمى شكؿ ذلؾ؛ ليصؿ إلى نتيجة ذات‬ ‫ٌ‬ ‫مضمكف السؤاؿ‪.‬كجاء‬ ‫المبني عمى‬ ‫الحكار ألجميا‪ ،‬كىي الدعكة إلى التف ٌكر كالتفكير‬ ‫فائدة‪ ،‬كتستحؽ إقامة ً‬ ‫ٌ‬ ‫ضركرة النظر في األدلة‪ ،‬قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬ىك ىذلً ىؾ يبيّْف المَّو لى يكـ ٍاآلي ً‬ ‫ات لى ىعمَّ يك ٍـ‬ ‫يى ي ي ي ى‬ ‫تىتىفى َّك ير ى‬ ‫كف﴾ [البقرة‪.]ُِٗ :‬‬ ‫فم ٍف أعظـ نًعـ ا﵀ عمينا نًعمة العقؿ الذم ىك آلة التفكير ﴿أ ىىكلى ٍـ ىيتىفى َّك يركٍا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحكـ عمى األمكر كالقضايا كالشخكص‬ ‫فى أىنفيس ًيـ﴾ [الركـ‪ ،]ٖ :‬كال يككف ي‬ ‫منيجية‪ ،‬فذلؾ يجانب الصكاب‪.‬كقاؿ‬ ‫ٌ‬ ‫مف حيث القبكؿ أك الرفض دكف‬ ‫يف﴾ [البقرة‪]ُُُ :‬‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬يق ٍؿ ىاتيكٍا برى ىن يكـ إًف يكنتيـ ً ً‬ ‫صدق ى‬‫ٍ ى‬ ‫ى يٍ ى ٍ‬ ‫‪97‬‬ ‫الحكار‪ ،‬إلى ضركرة الحكـ عمى األمكر ً‬ ‫بالعمـ كالمنطؽ كالعقؿ‬ ‫كخميص ً‬ ‫ي‬ ‫الذم ييستخمص مف تفكيره زبدة الرأم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ن وص مختارة من القرآن الكريم‪:‬‬ ‫ً‬ ‫اف ًفي ىم ٍع ًزوؿ ىيا‬ ‫ادل ينكهح ٍاب ىنوي ىك ىك ى‬ ‫النص القرآني الكريم األول‪ ،‬قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬ىكىن ى‬ ‫ص يمنًي‬‫اؿ س ًآكم إًلىى جب وؿ يع ً‬ ‫ىى ى ٍ‬ ‫يف (ِْ) قى ى ى‬ ‫ً‬ ‫ب ىم ىع ىنا ىكىال تى يك ٍف ىم ىع اٍل ىكاف ًر ى‬ ‫يب ىن َّي ٍارىك ٍ‬ ‫اص ىـ اٍل ىي ٍكىـ ًم ٍف أى ٍم ًر المَّ ًو إً َّال ىمف َّرًح ىـ ﴾ [ىكد‪-ِْ :‬‬ ‫اؿ ىال ع ً‬ ‫ى‬ ‫ًمف اٍلم ً‬ ‫اء قى ى‬ ‫ى ى‬ ‫ّْ]‪.‬‬ ‫بكم‪.‬‬ ‫ىذا نص قرآني يتعمؽ جزهء منو بالجانب التر ٌ‬ ‫كقد بدأ بالنداء‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا بني؛ نداء سيدنا نكح عميو السبلـ البنو فيو‬ ‫كتقرب‪.‬كيبعث بالنداء تمك النداء؛‬ ‫تحنف كرأفة كرحمة كتحبُّب كتمطُّؼ ُّ‬ ‫كتكدد ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫كابنو المغركر ىي ىأبى إجابة النداء كالدعاء‪.‬‬ ‫(ارىكب َّم ىع ىنا) اركب في سفينة‬ ‫يقكؿ سيدنا نكح عميو السبلـ البنو‪ٍ :‬‬ ‫مف أسمكب‬ ‫كي ىأبى ابنو الرككب معيـ‪ ،‬بالرغـ ٍ‬ ‫مف المؤمنيف؛ ى‬ ‫النجاة مع الناجيف ٍ‬ ‫سيدنا نكح كطريقتو‪ ،‬طريقة األنبياء كالرسؿ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(كىال تى يكف َّم ىع اٍل ىكاف ًر ى‬ ‫يف) انظر إلى التمطيؼ في (مع)‬ ‫ثـ يتابع سيدنا نكح‪ :‬ى‬ ‫(مف) فكأنو بيذه المبلطفة يحرؾ شعكره ليستجيب؛ كما أجمؿ أجيزة‬ ‫بدؿ ٍ‬ ‫االستقباؿ عند اإلنساف شفافة كحساسة كمستجاشة؛ حتى يستجيب لمثؿ ىذه‬ ‫اإلشارات كيتأثر بمثؿ تمؾ المطائؼ‪.‬‬ ‫صمنًي ًمف اٍلم ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫فرد االبف‪ :‬ى ً‬ ‫اء)‬ ‫ى ى‬ ‫(س ًآكم إلىى ىجىبؿ ىي ٍع ي‬ ‫ٌ‬ ‫البنكة‬ ‫رد َّ‬ ‫رد االبف الذم ال يسمع كال يستجيب بكؿ الطيرؽ؛ لقد جاء ٌ‬ ‫ٌإنو ٌ‬ ‫العاقَّة التي ال تحفؿ باألبكة المميكفة بزيادة اإلصرار عمى الرأم‪ ،‬فمـ يستطع‬ ‫‪98‬‬ ‫أف ييسرع إلى جبؿ شاىؽ يليسعفو فقد داىمو الماء ككاف مصيره الضبللة‬ ‫ٍ‬ ‫كاليبلؾ‪.‬‬ ‫طؽ الكبلـ مف‬‫م دكف نتائج؛ كدكف تف ٌكر عند ين ٍ‬ ‫لقد جاء القالب الحكار ٌ‬ ‫ًقبؿ ابف سيدنا نكح عميو السبلـ كدكف مناقشة‪.‬بالرغـ مف كضكح ً‬ ‫الحكار بينو‬ ‫كبيف أبيو سيدنا نكح‪.‬‬ ‫اص ىـ اٍل ىي ٍكىـ ًم ٍف أ ٍىم ًر المَّ ًو ًإ َّال ىمف‬ ‫(ال ع ً‬ ‫فرد األب نكح عميو السبلـ‪ ،‬قائبل‪ :‬ى ى‬ ‫ٌ‬ ‫َّرًح ىـ) إنيا جممة فييا األسى كالحزف؛ كفييا منطؽ اإليماف‪ٌ.‬إنو يجحكد االبف‬ ‫غرقيف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الم ى‬ ‫كعارضو؛ فكاف مف ي‬‫اؽ الذم لـ يينصت لكالده ى‬ ‫الع ٌ‬ ‫ى‬ ‫البر بيما مف غير تميٌؿ أك‬ ‫ٌإنيا دعكة لؤلبناء بضركرة طاعة الكالديف ك ٌ‬ ‫تردد‪ ،‬كتأفٌؼ‪ ،‬ال سيما بالحؽ‪.‬‬ ‫انتظار‪ ،‬أك ٌ‬ ‫اف‬ ‫النص القرآني الكريم الثاني‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿ :‬كيا قىكًـ أىكفيكا اٍل ًم ٍكي ى ً‬ ‫اؿ ىكاٍلم ىيز ى‬ ‫ى‬ ‫ىى ٍ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف (ٖٓ) ىب ًقيَّةي‬ ‫الناس أى ٍشياءىـ كىال تىعثىكا ًفي ٍاألىر ً ً ً‬ ‫ض يم ٍفسد ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى ى يٍ ى ٍ ٍ‬ ‫ً ً‬ ‫بًاٍلق ٍسط ىكىال تىٍب ىخ يسكا َّ ى‬ ‫ً و‬ ‫ً‬ ‫َّ ً‬ ‫يف ىك ىما أ ىىنا ىعمىٍي يك ٍـ بً ىحفيظ (ٖٔ) قىاليكا ىيا يش ىع ٍي ي‬ ‫ب‬ ‫المو ىخ ٍيهر لى يك ٍـ إً ٍف يك ٍنتي ٍـ يم ٍؤ ًمن ى‬ ‫اء إًَّن ى‬ ‫ؾ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىف ىن ٍف ىع ىؿ في أ ٍىم ىكال ىنا ىما ىن ىش ي‬‫اؤىنا أ ٍىك أ ٍ‬ ‫ىف ىنتٍير ىؾ ىما ىيعبد آ ىىب ي‬ ‫ٍم ير ىؾ أ ٍ‬ ‫ىص ىبلتي ىؾ تىأ ي‬ ‫أ ى‬ ‫ت ىعمىى ىبي ىّْن وة ًم ٍف ىربّْي‬ ‫ىرٍىيتي ٍـ إً ٍف يك ٍن ي‬ ‫اؿ ىيا قى ٍكًـ أ ىأ‬ ‫يد (ٕٖ) قى ى‬ ‫الرًش ي‬ ‫يـ َّ‬ ‫ً‬ ‫ت اٍل ىحم ي‬ ‫ىأل ٍىن ى‬ ‫يخالًفى يك ٍـ إًلىى ىما أ ٍىنيىا يك ٍـ ىع ٍنوي إً ٍف أ ًير ي‬ ‫يد إً َّال‬ ‫ىف أ ى‬ ‫يد أ ٍ‬‫ىكىرىزقىنًي ًم ٍنوي ًرٍزقنا ىح ىسننا ىك ىما أ ًير ي‬ ‫يب﴾ [ىكد‪:‬‬‫ً ً‬ ‫ت ىك ىما تى ٍكًف ًيقي ًإ َّال بًالمَّ ًو ىعمى ٍي ًو تىىك َّكٍم ي‬ ‫ًٍ‬ ‫ت ىكًالى ٍيو أين ي‬ ‫استىطى ٍع ي‬ ‫ص ىبل ىح ىما ٍ‬ ‫اإل ٍ‬ ‫ٖٓ ‪.]ٖٖ -‬‬ ‫االجتماعي‬ ‫ٌ‬ ‫االقتصادم‪ ،‬ك‬ ‫ٌ‬ ‫آني آخر يتعمؽ جزء منو بالمجاؿ‬ ‫نص قر ٌ‬‫ىذا ٌ‬ ‫باعتماد القيدكة في اإلقناع‪ ،‬كىك ًحكار سيدنا شعيب عميو السبلـ مع قكمو‪،‬‬ ‫أف ً‬ ‫الربح‬ ‫ً‬ ‫محد ىدة كىي األمانة عند المكياؿ كالميزاف‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كيخميص إلى فكرة‬ ‫الحبلؿ مبارؾ فيو كاف ق ٌؿ كالحراـ ال ييجدم كاف ىكثير‪.‬‬ ‫‪99‬‬ ‫لحسف‬‫أف شعيبا عميو السبلـ كاف ييسمى خطيب األنبياء؛ ي‬ ‫فبالرغـ مف ٌ‬ ‫ردىـ عميو لـ‬ ‫أف ٌ‬ ‫ً‬ ‫أكسبو القيدرة عمى الحكار مع قكمو إال ٌ‬ ‫مراجعتو قكمو‪.‬كىك ما ى‬ ‫يكف مناسبا‪ ،‬جاء فيو االستيزاء كالسخرية كالتي يكـ‪ ﴿.‬قالكا أصبلتؾ تأمرؾ أف‬ ‫نترؾ ما يعبد آباؤنا أك نفعؿ في أمكالنا ما نشاء إنؾ ألنت الحميـ الرشيد﴾ فقاؿ‬ ‫إف كنت عمى بينة مف ربي كرزقني‬ ‫سيدنا شعيب عميو السبلـ‪﴿ :‬يا قكـ أرأيت ٍ‬ ‫إف أريد إال اإلصبلح ما‬ ‫منو رزقا حسنا كما أريد أف أخالفكـ إلى ما أنياكـ عنو ٍ‬ ‫استطعت كما تكفيقي إال با﵀ عميو تككمت كاليو أنيب﴾ [ىكد‪ٌ ]ٖٖ -ْٖ :‬إنو‬ ‫الحجج الدامغة‪،‬‬ ‫ط ىرؼ اآلخر باألدلة كالبراىيف ك ي‬ ‫الصبر؛ فجاء بأسمكب إقناع ال ى‬ ‫فمست آمركـ باألمر كأنا أكؿ الفاعميف‪ ،‬كاذا نييتكـ عف الشيء فأنا أكؿ ىمف‬ ‫ي‬ ‫دكة‪ ،‬كيككف قد تكصَّؿ إلى النتيجة التي يريد‪.‬‬ ‫ىيتركو‪.‬كبذلؾ يككف ليـ القي ى‬ ‫الديف منيج حياة كامؿ‪.‬فجاء ً‬ ‫الحكار بالفائدة‬ ‫أف ٌ‬‫ٌإنو يريد اإلصبلح ك ٌ‬ ‫آنية الدالة؛ ككاف الدليؿ كالبرىاف‪ ،‬ككاف اإلقناع‬ ‫ككاف كاضحا بألفاظو القر ٌ‬ ‫بالسمكؾ‪.‬‬ ‫االقتصادية‬ ‫ٌ‬ ‫كصا‬ ‫إنيا دعكة لئلصبلح في مناحي الحياة المختمفة‪ ،‬خص ن‬ ‫االجتماعية منيا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫تطبيقية‬ ‫ّ‬ ‫ميارات‬ ‫عمية‬ ‫ً‬ ‫إليؾ ىذه المعاني اختر منيا كاكتب ًحك نا‬ ‫ار عنيا‪ ،‬أك أ ً‬ ‫محاكرة ف ٌ‬ ‫ى‬ ‫ىجر‬ ‫المناظرة‪ ،‬بمغة عر ٌبية‬ ‫مع أحد زمبلئؾ مراعيا ما تعمٌمتىو مف كحدة ً‬ ‫الحكار ك‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫سميمة‪.‬‬ ‫يقول أحد ال عراد‪:‬‬ ‫ػنت ًمػػف أىىػ ًػؿ المشػػكر ً‬ ‫ػؾ نػػائًىبػ ػ ػ ػ ػ ػةه ىيػػكمػنا ىكًا ٍف يك ى‬ ‫ػاكر ًس ػ ػ ػ ػك ى‬ ‫ات‬ ‫ى‬ ‫اؾ إًذا نػ ى‬ ‫ػابت ػ ػ ػ ى‬ ‫شػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػخصػي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا إً ٌال بػً ًػمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػر ًآة‬ ‫ً‬ ‫العيػ ػ يػف تىم ػػقى كفػاحػػنا م ػػا ىن ػػأل ىكىدن ػ ػػا ىكال تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػىرل ىشػ ى‬ ‫فى ى‬ ‫‪111‬‬ ‫يقول اإلمام ال افعي رضي ا﵀ عنو‪:‬‬ ‫ؽ فػ ػ ػ ػػي ىغػي ػ ػ ػ ػ ػ ًػر ح ػيػنًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو‬ ‫ػت أىجػمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يؿ بًػػالػفىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتى ًمػ ػ ػ ػ ػ ػػف مػن ػ ً‬ ‫ػط ػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫ى‬ ‫ػصم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي ى‬ ‫ىكال ى‬ ‫فوان لرجل‪:‬‬ ‫قال خالد بن‬ ‫بيانا‪.‬‬ ‫ماال‪ ،‬كاألذف ن‬ ‫رحـ ا﵀ أباؾ‪ ،‬فإنو كاف ييقرم العيف ىج ن‬ ‫كـ ً‬ ‫اآلخ ًر ىفٍم ىي يق ٍؿ‬ ‫كاف يي ٍؤ ًم يف بالمَّ ًو كاٍل ىي ً‬ ‫(مف ى‬ ‫فائدة‪ :‬قاؿ ‪-‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ :-‬ى‬ ‫ت)‪.‬‬ ‫يص يم ٍ‬ ‫ً‬ ‫ىخ ٍي نرا‪ٍ ،‬أك ل ٍ‬ ‫(صحيح مسمـ‪)ْٕ :‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المناظَرة‬ ‫ي‬ ‫تمييد نظر ّ‬ ‫النظر‪ ،‬كىك تأمؿ الشيء بالعيف‪ ﴿ ،‬ىكلىقى ٍد ىج ىعٍم ىنا‬‫المناظَرة في المغة‪ :‬ىي مف ى‬ ‫اء بركجا كىزيََّّن ً ً‬ ‫ًفي الس ً‬ ‫اىا ل َّمناظ ًر ى‬ ‫يف ﴾ [الحجر‪.]ُٔ :‬‬ ‫َّم ي ي ن ى ى‬‫ى‬ ‫المثؿ‪:‬‬ ‫المناظر‪ً :‬‬ ‫ظرة (ف ظ ر)‪ ،‬التراكض في األمر‪ ،‬كالنظير ك ً‬ ‫كالتناظر‪ ،‬المنا ى‬ ‫المحاجُّ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المجادؿ ك ي‬ ‫طبلحا‪ :‬فيي النظر بالبصيرة ًمف الجانبيف في النسبة بيف الشيئيف‬ ‫ً‬ ‫المناظَرة ا‬ ‫ً‬ ‫المتعارضة في مكضكع‬ ‫إظيار لمصكاب‪ ،‬كىي تبادؿ اآلراء المختمفة أك‬ ‫نا‬ ‫معيف‪.‬‬ ‫ً و ً‬ ‫ً‬ ‫كقاؿ تعالى‪ ﴿ :‬ىكًاّْني يم ٍرسمىةه إًلى ٍي ًيـ بًيىديَّة فىىناظ ىرةه بً ىـ ىي ٍرًجعي اٍل يم ٍر ىسمي ى‬ ‫كف ﴾‬ ‫[النمؿ‪.]ّٓ :‬‬ ‫ظر‬ ‫ظرة أد ٌؿ في الن ى‬ ‫أف المنا ى‬ ‫ً‬ ‫ظرة بيذا المعنى قريبة مف الحكار‪ ،‬إال ٌ‬ ‫كالمنا ى‬ ‫أف الحكار أد ٌؿ في مراجعة الكبلـ كتداكلو‪ ،‬كجاء في األثر‪ :‬مف‬ ‫كالتفكير‪ ،‬كما ٌ‬ ‫عمؿ نظره لـ ي ً‬ ‫عمؿ لسانو‪.‬‬ ‫لـ ي ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُّكنىنا‬ ‫حاجة بالمناظىرة‪ ،‬كما في قكلو تعالى‪﴿ :‬يق ٍؿ أىتي ىحاج ى‬ ‫الم ٌ‬ ‫كفسر ابف كثير ي‬‫ٌ‬ ‫ًفي المَّ ًو ىك يى ىك ىربىُّنا ىكىرُّب يك ٍـ﴾ [البقرة ُّٗ]؛ أم‪ :‬أتناظركننا في تكحيد ا﵀‬ ‫كاإلخبلص لو كاالنقياد‪.‬‬ ‫الح ٌجة‪ ،‬قاؿ‬ ‫كمناظىرة سيدنا إبراىيـ عميو السبلـ لمنمركد‪ ،‬كقد أقاـ عميو ي‬ ‫ىف آتىاهي المَّوي اٍل يمٍم ىؾ ًإ ٍذ قى ى‬ ‫اؿ‬ ‫ً‬ ‫اى ً‬ ‫تعالى‪﴿ :‬أىلىـ تىر إًلىى الًَّذم ح َّ ً ً‬ ‫يـ في ىربّْو أ ٍ‬ ‫اج إ ٍب ىر ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫َّ‬ ‫يتۖ قى ى ً ً‬ ‫يحيًي كأ ً‬ ‫ّْي الًَّذم يي ٍحيًي ىكيي ًم ي‬ ‫ً ً‬ ‫يـ فىًإ َّف الموى‬ ‫اؿ إ ٍب ىراى ي‬ ‫يم ي‬ ‫اؿ أ ىىنا أ ٍ ى‬ ‫يت قى ى‬ ‫يـ ىرب ى‬ ‫إ ٍب ىراى ي‬ ‫ت الًَّذم ىكفى ىرۖ ىكالمَّوي ىال‬ ‫ٍت بًيىا ًم ىف اٍل ىم ٍغ ًر ًب فىيب ًي ى‬ ‫ؽ فىأ ً‬ ‫س ًم ىف اٍل ىم ٍش ًر ً‬ ‫ىيأٍتًي بً َّ‬ ‫الش ٍم ً‬ ‫فمما عمـ عجزه‬ ‫َّ ً ً‬ ‫ً‬ ‫يف ﴾ [البقرة ِٖٓ]‪.‬يقكؿ ابف كثير‪ٌ :‬‬ ‫ىي ٍيدم اٍلقى ٍكىـ الظالم ى‬ ‫ت‪ ،‬فمـ يممؾ جك نابا‪،‬‬ ‫المقاـ‪ ،‬يب ًي ى‬ ‫ً‬ ‫كابرة في ىذا ى‬ ‫الم ى‬ ‫كانقطاعو‪ ،‬ك ٌأنو ال ىي ٍقدر عمى ي‬ ‫‪112‬‬ ‫الحجج بأفضؿ‬ ‫الح ٌجة‪.‬كفي اآلية الكريمة يكٌزعت ي‬ ‫فمـ يتكمـ كقامت عميو ي‬ ‫الح ٌجة المفا ًجئة‪.‬‬ ‫طريقة‪ ،‬فكانت ي‬ ‫الثقافية التي كانت‬ ‫األدبية ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫األدبية أحد أىـ الفنكف‬ ‫ٌ‬ ‫ظرات‬ ‫كتيمثؿ المنا ى‬ ‫اإلسبلمي؛ إذ لـ تخ يؿ في تمؾ العصكر أم مدينة‬ ‫ٌ‬ ‫بي‬ ‫سائدة في التراث العر ٌ‬ ‫األدبية التي أنتجت المعمقات الشعرٌية‬ ‫ٌ‬ ‫أدبية‪ ،‬كلعؿ المناظىرات‬ ‫مف منتديات ٌ‬ ‫بي في إب ارزه لمفنكف الشعرٌية‪ ،‬كقد مثؿ‬ ‫ً‬ ‫أىـ ما يتكئ عميو التراث العر ٌ‬ ‫أحد ٌ‬ ‫األدبية كالسجاالت الشعرٌية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ظرات‬ ‫قديما‪ ،‬ساحة معركفة لممنا ى‬ ‫سكؽ عكاظ ن‬ ‫ككبار القكـ في تمؾ‬ ‫كانت تحظى بتشريؼ كحضكر الخمفاء كاألمراء ً‬ ‫العصكر‪.‬‬ ‫الشفكم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الفني كالتعبير‬ ‫ٌ‬ ‫مف فنكف النثر‬ ‫أدبي ٍ‬ ‫فف ٌ‬ ‫بأنيا ٌ‬ ‫عرؼ المناظىرة ٌ‬ ‫كتي ٌ‬ ‫ببلغية بيف‬ ‫اجيىة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫مية أك مك ى‬ ‫كىي شكؿ مف أشكاؿ الخطاب العاـ لمناقشة ىر ٍس ٌ‬ ‫مدة‬ ‫إشكالية بعينيا‪ ،‬ضمف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫قضية معينة أك‬ ‫ٌ‬ ‫ّْ‬ ‫متحدثىٍيف اثنيف أك أكثر حكؿ‬ ‫ط ىرؼ آخر مع ًارض‪،‬‬ ‫ط ىرؼ مؤيد ك ى‬ ‫محددة بكجكد ىح ىكـ؛ بحيث يككف ىناؾ ى‬ ‫ٌ‬ ‫صحة رأيو‪ ،‬كالدفاع عنو باستخداـ ً‬ ‫الحجج‬ ‫طرؼ بمحاكلة إثبات ً‬ ‫و‬ ‫كيقكـ ُّ‬ ‫كؿ‬ ‫المنطقية محاكنال إقناع الجميكر برأيو كبراىينو؛‬ ‫ٌ‬ ‫العقمية‪ ،‬ك‬ ‫العممية‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كالبراىيف‬ ‫ليتفكؽ عمى ىخصمو‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أف‬ ‫ً‬ ‫قكيا‪ ،‬لذا فم ٍف غير الممكف ٍ‬‫طا ن‬ ‫ظرة باالختبلؼ ارتبا ن‬ ‫كترتبط المنا ى‬ ‫كر عمى أمة دكف سكاىا كما جاء سابقنا‪ ،‬بؿ لقد ىعرفت جميع األمـ‬ ‫تككف ًح نا‬ ‫الفرؽ بأنكاعيا كبرزت االتجاىات بعد‬ ‫ىذه الظاىرة الفكرية منذ أف ظيرت ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مم ٌي الفمسفة كالمنطؽ‪ ،‬فأصبحت الحاجة يممً ٌحة إلى تماـ‬ ‫ً‬ ‫ذلؾ‪ ،‬إضافة لكجكد ع ى‬ ‫الحجة‬‫كمقابمة الرأم بالرأم ك ي‬ ‫ى‬ ‫النظر في اآلراء المطركحة‪ ،‬كاألفكار المبسكطة‪،‬‬ ‫ى‬ ‫المحاكىرة‬ ‫ظرة ك ى‬ ‫لممجادلة كالمنا ى‬ ‫ى‬ ‫بالحجة؛ فشاعت بيف الناس ألفاظ مرًادفة‬ ‫ي‬ ‫كثقافي إال بنقاشات كمناظرات مما‬ ‫أدبي‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫المباحثىة‪.‬لذلؾ ال حراؾ ٌ‬ ‫كالمناقى ىشة ك ى‬ ‫قدرات الشباب‪.‬‬ ‫كي ً‬ ‫مازج بيف األجياؿ كيكتشؼ ي‬ ‫ييثٍرم العمـ ي‬ ‫‪113‬‬ ‫كبمغ أك يج ازدىاره في األندلس‪،‬‬ ‫أدبي نشأ في المشرؽ‪ ،‬ى‬ ‫فف ّّ‬ ‫كالمناظىرات ّّ‬ ‫اإلبداعية‬ ‫صقؿ لممكاىب‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ظرات في معظـ البيئات؛ لما ليا مف ى‬ ‫كما كتىشيع المنا ى‬ ‫ب الكقت كالمكاف‬‫حس ى‬ ‫ظرة ألخرل كمف شخص آلخر ٍ‬ ‫كتختمؼ أساليبيا مف منا ى‬ ‫ً‬ ‫المتناظرىيف‪ ،‬كقدرتيما عمى‬ ‫القضية التي يعًق ىدت المناظىرة ألجميا كحسب ثقافة‬ ‫ك ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫التحدث كاإلقناع كالمحاججة كالتنفيذ‪.‬‬ ‫ميارة‬ ‫أنواع المناظَرة‬ ‫ظرات فيي متنكعة كمختمًفة كتدخؿ في‬ ‫ثمة نكع كاحد ًمف المنا ى‬‫ليس ٌ‬ ‫الفقيية‪،‬‬ ‫السياسية‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ك‬ ‫ٌ‬ ‫الحياتية كافة‪ ،‬فيناؾ المناظىرات‬ ‫ٌ‬ ‫المجاالت‬ ‫النحكية‪ ،‬كغيرىا‪.‬فكؿ مناظىرة تتطمب‬ ‫القانكنية‪ ،‬كالحز ٌبية‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫المغكية‪ ،‬ك‬ ‫األدبية‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ك ٌ‬ ‫قضية‪ ،‬حتى إ ٌنيا أصبحت اليكـ متكفرة كبتزايد عبر كسائؿ التكاصؿ‬ ‫ٌ‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كيمكف لؾ العكدة إلييا كاممة‪ ،‬كمثاليا‪ :‬تمؾ المناظرات الم ً‬ ‫عاصرة‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫يكية‪ ،‬حيث يتقابؿ كبل المر ٌش ىح ٍيف‬ ‫تحدث عند انتخابات الرئاسة األمر ٌ‬ ‫التي ي‬ ‫لممناظىرة الحاسمة أماـ الجميكر‪ ،‬كيمكف اعتبار ما ييقدمانو مناظىرة حقيقية‬ ‫تتكافر فييا عناصر المناظىرة كسماتيا‪ ،‬كىناؾ الكثير غيرىا‪.‬‬ ‫صب في االتجاه الصحيح لبًناء‬ ‫كي ُّ‬ ‫فف يرقىى بالمجتمع ى‬ ‫إف المناظىرة ّّ‬ ‫ٌ‬ ‫مف‬ ‫ً‬ ‫عد كتاب اإلنصاؼ في مسائؿ الخبلؼ ٍ‬ ‫كمف القديـ‪ ،‬يي ٌ‬ ‫ثقافي‪ٍ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫في‬ ‫معر ٌ‬ ‫عد كتاب‬‫نحكية بيف أىؿ البصرة كالككفة‪ ،‬كما يي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مناظرة‬ ‫ى‬ ‫الكتب التي تىضـ‬ ‫األدبي‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫المكازنة مناظىرة بيف أبي تماـ كالبحترم في المكضكع‬ ‫يقصد كؿ كاحد منيما تصحيح‬ ‫صيف‪ً ،‬‬ ‫إف المناظىرة ُّ‬ ‫تردد لمكبلـ بيف ىش ٍخ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫قكلو كابطاؿ قكؿ صاحبو في المكضكع المطركح‪ ،‬حتى ال يناقش بغير عمـ‪،‬‬ ‫اس مف يج ًاد يؿ في ً‬ ‫ا﵀ بً ىغ ٍي ًر ًعٍموـ كال يى ندل كال ًك و‬ ‫تاب‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬ىك ًم ىف ٌ‬ ‫الن ً ى ٍ ي ى‬ ‫نير﴾ [الحج‪ ،]ٖ :‬مع رغبة كؿ كاحد منيما في إظيار الحؽ‪ ،‬كااللتزاـ بو‬ ‫ُّم و‬ ‫الجيد‪.‬ذاؾ‬ ‫ً‬ ‫دكف يمكابرة‪ ،‬األمر الذم يقتضي تكفٌر صفات خاصة لممناظر ٌ‬ ‫الحجج المتكقعة‬‫فحسب‪ ،‬بؿ يحمّْؿ ي‬ ‫ٍ‬ ‫الذم ال ىيدرس المكاد الداعمة لقضيتو‬ ‫‪114‬‬ ‫أساسي لتحقيؽ‬ ‫الرد في المناظىرة كاختيار األفكار أمر‬ ‫إف األخذ ك ٌ‬ ‫لخ ً ً‬ ‫ٌ‬ ‫صمو‪ٌ ،‬‬ ‫ى ٍ‬ ‫اطية‪.‬‬ ‫الديمقر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫المناظر الناجح‬ ‫فات‬ ‫كيتقف الفصاحة‪.‬‬ ‫ُ‪.‬يتمتع بالفيـ كالذكاء‪ ،‬كالدىاء‪ ،‬ي‬ ‫ِ‪.‬سريع البديية‪ ،‬حكيـ في التمفُّظ‪ ،‬يي ى‬ ‫بلحظ عميو أدب المخاطبة كالتكاضع‪.‬‬ ‫الرد في أثناء المناظىرة نفسيا‪.‬‬ ‫ّ‪.‬جيد االستنباط‪ ،‬كسريع الجكاب ك ٌ‬ ‫مف حيث‪:‬‬ ‫بفنية كابداع ٍ‬‫حقيقية‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ظرة في مكاقؼ‬‫ْ‪.‬يحقؽ ميارة المنا ى‬ ‫اتيجية‪.‬‬ ‫األسمكب‪ ،‬كالمحتكل‪ ،‬كاإلستر ٌ‬ ‫شخصية مف يناظره‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫يركز عمى مكضكع المناظىرة‪ ،‬كليس عمى‬ ‫ٓ‪.‬‬ ‫صًـ‪ ،‬كال ييقاطعو‪.‬‬ ‫لمخ ٍ‬ ‫تاما ى‬ ‫يينصت إنصاتنا ن‬ ‫ٔ‪.‬‬ ‫فالصحة‪ ،‬كا ٍف كاف يم َّد ًعنيا فالدليؿ‪.‬‬ ‫ناقبل ً‬ ‫فإف كاف ن‬ ‫يستخدـ أدلة حديثة‪ٍ ،‬‬ ‫ٕ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خصمو‪.‬‬ ‫ال يينكر الحؽ في كبلـ‬ ‫ٖ‪.‬‬ ‫ال ييطيؿ الكبلـ بما ال فائدة فيو‪ ،‬كيحاكؿ االختصار الذم ال يي ًخ ٌؿ‬ ‫ٗ‪.‬‬ ‫بالمعنى‪.‬‬ ‫الخصـ ال يكافقو في األصؿ‪.‬‬ ‫َُ‪.‬ال ييناقش في فرع مرتبط باألصؿ‪ ،‬ك ى‬ ‫األصفياني‪ :‬اجتمع متكمّْماف فقاؿ أحدىما‪ :‬ىؿ‬ ‫ٌ‬ ‫لقد جاء في التراث أف ذكر‬ ‫لؾ في المناظرة؟‬ ‫تع ىجب كال ت ٍش ىغب كال تىحكـ‪ ،‬كال تيقبًؿ‬ ‫ضب كال ٍ‬ ‫تغ ى‬ ‫فقاؿ‪ :‬عمى شرائط أالٌ ٍ‬ ‫تجكز لنفسؾ تأكيؿ آية‬ ‫دليبل كال ٌ‬ ‫عمى غيرم كأنا أكممؾ‪ ،‬كال تجعؿ الدعكل ن‬ ‫تيؤثر‬ ‫أف‬ ‫تأكيؿ مثميا عمى مذىبي‪ ،‬كعمى ٍ‬ ‫ى‬ ‫زت لي‬ ‫جك ي‬ ‫عمى مذىبؾ كاال ٌ‬ ‫الحؽ‬ ‫ٌ‬ ‫أف‬ ‫التصادؽ كتنقاد لمتعارؼ كعمى َّ‬ ‫أف كؿ كاحد ىيبني مناظرتو عمى ٌ‬ ‫‪115‬‬ ‫فف المناظرة‪ ،‬كالركح كالجسد ال ًغنى‬ ‫الر ٍشد غايتو؛ فالعمـ كاجادة ٌ‬ ‫ضالتو ك ٌ‬ ‫ظرة الناجحة تتطمب‪:‬‬‫فإن المنا َ‬ ‫ألحدىما عف اآلخر‪.‬كعميو‪ّ ،‬‬ ‫ُ‪.‬تحديد نقاط االتفاؽ بيف الطرفيف‪ ،‬كذلؾ لتضييؽ مساحة االختبلؼ‪،‬‬ ‫المختىمؼ عمييا‪.‬‬ ‫القضية ي‬ ‫ٌ‬ ‫كالكقكؼ عند‬ ‫ِ‪.‬العمؿ عمى تقريب اآلراء ككجيات النظر‪ ،‬كالح ىذر ًم ٍف التعقيد ال‬ ‫ً‬ ‫الخبلؼ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المناظرات‪،‬‬ ‫العممي مف‬ ‫ّ‪.‬الكصكؿ إلى الحقيقة كاظيارىا‪ ،‬فيك اليدؼ‬ ‫ٌ‬ ‫كبير ًم ٍف الكقائع كاإلحصائيات كاألدلة‪ ،‬المرتكزة‬ ‫عددا نا‬ ‫بحيث تشمؿ ن‬ ‫عمى مصادر مكثكقة‪ ،‬كعدـ الخركج عنيا إلى أمكر أخرل ال عبلقة ليا‬ ‫القضية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بجكىر‬ ‫التعصب لو عمى حساب الحقيقة‪.‬‬ ‫ْ‪ُّ.‬‬ ‫تجنب االعتداد بالرأم ك ٌ‬ ‫التعرض لو باأللفاظ النابية‪ ،‬أك اإلشارة‬ ‫ط ىرؼ اآلخر‪ ،‬أك ٌ‬ ‫ٓ‪ُّ.‬‬ ‫تجنب تجريح ال ى‬ ‫إلى شخصيتو باليى ٍم ًز كالمٌ ٍمز‪.‬‬ ‫الكد‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬التحمي بالصبر كالتعاكف‪ ،‬ك ٌأال تي ً‬ ‫فسد المناظرة ٌ‬ ‫كبعيدا‬ ‫ن‬ ‫مناسبا لمتناظير‪،‬‬ ‫ن‬ ‫أف يككف‬ ‫ٕ‪.‬استيعاب أبعاد المكضكع كاممة عمى ٍ‬ ‫كافيا لمتناظير‪.‬‬ ‫العمكمية‪ ،‬كيككف ن‬ ‫ٌ‬ ‫عف‬ ‫المكانية لمكقع المناظرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٖ‪.‬دراسة األبعاد‬ ‫ً‬ ‫المتناظ ىريف لمكقت كاستغبللو‪.‬‬ ‫ٗ‪.‬احتراـ‬ ‫عنا ر المناظَرة الناجحة‬ ‫الشفافية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بالمكضكعية ك‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‪.‬الثقة بالنفس كالتحمٌي‬ ‫أىمية تحتاج الى براىيف كأدلة كشكاىد كأمثمة‬ ‫ِ‪.‬تناكؿ مكضكعات عميقة كذات ٌ‬ ‫مصداقية تثبت صحتيا بدقٌة‪ ،‬كتككف قريبة ًم ٍف ركح العصر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ذات‬ ‫‪116‬‬ ‫القكية المقنًعة كالمتعمقة بكؿ‬ ‫ّ‪.‬تكامؿ أطراؼ المناظىرة بالشخكص كالدالئؿ ٌ‬ ‫ؼ عمييا‪.‬‬ ‫القضية المختىمى ي‬ ‫ٌ‬ ‫طرؼ حكؿ‬ ‫صًـ يس ٌميت‬ ‫فإف انتيت بًفكز ى‬ ‫الخ ٍ‬ ‫ظرة بفكز أحد الطرفيف‪ٌ ،‬‬ ‫ْ‪.‬نياية المنا ى‬ ‫الميـ أالٌ تنتيي‬ ‫عاندة)‪ ،‬ي‬‫(م ى‬ ‫بالجدؿ يس ٌميت ي‬ ‫كابرة) كاذا انتيت ى‬ ‫(م ى‬‫المناظىرة ي‬ ‫بالتعادؿ‪.‬‬ ‫كلغكية تيسيـ في إيجاد حمكؿ لمقضايا‬ ‫ٌ‬ ‫ظرة إلى ثركة فكرٌية‬ ‫تحتاج المنا ى‬ ‫الشائكة‪ ،‬كالمشكبلت التي يمكف ىحميا مف خبلؿ المناظىرات‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أف يتمتٌع كؿ طى ىرؼ في المناظىرة باالتزاف‬ ‫تكحيد األفكار بطريقة صحيحة‪ ،‬ك ٍ‬ ‫كتقدير الذات‪.‬‬ ‫فوائد المناظَرة الناجحة‬ ‫العممي‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫النقدم كالبحث كالتحميؿ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‪.‬تنمية ميارات التفكير‬ ‫العقمية‬ ‫ِ‪.‬تطكير القدرة عمى بناء ً‬ ‫الحجج كالبراىيف‪ ،‬باستخداـ المنطؽ كاألدلة‬ ‫ٌ‬ ‫في ً‬ ‫الحكار كالمناقشة‪.‬‬ ‫ّ‪.‬استخداـ لغة ًخطاب صحيحة كسميمة‪ ،‬كدقيقة‪ ،‬معززة بالثقة بالنفس‪.‬‬ ‫ْ‪.‬تنمية ميارة تدكيف المبلحظات كتعمـ الدقة كالمفارقات‪ ،‬كاكتساب‬ ‫كلغكية عديدة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ميارات فكرٌية‬ ‫حدم‪.‬‬ ‫ٓ‪.‬التطمع إلى التٌ ٌ‬ ‫الجماعي‪ ،‬كمقابمة أ ىيناس يج يدد‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٔ‪.‬المساعدة عمى ىخمؽ ركح العمؿ‬ ‫ٕ‪.‬احتراـ اآلخريف كمنحيـ حؽ التعبير عف رأييـ كالتفاعؿ معو‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫التحدث‪.‬‬ ‫اطي في‬ ‫ٖ‪.‬تكسيع دائرة الحريات المسؤكلة كالحؽ الديمقر ٌ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ٗ‪.‬تعزيز ثقافة الحكار كالفف التناظر ٌ‬ ‫َُ‪.‬ىجمب المتعة كالتسمية‪ ،‬كرفع مستكل الثقافة‪.‬‬ ‫‪117‬‬ ‫اصمية‪( :‬االستماع‪ ،‬كالمحادثة‪ ،‬كالقراءة‪،‬‬ ‫ُُ‪.‬تى ىحقيؽ الميارات التك ٌ‬ ‫كالكتابة)‪.‬‬ ‫ماىر في‬ ‫نا‬ ‫تقدـ مثؿ تمؾ الفكائد السابقة‪ ،‬تعمٌـ كيؼ تككف‬ ‫كحتى ٌ‬ ‫المناظرة‪ ،‬كذلؾ بمراعاة الظركؼ المحيطة بالمناظىرة مف حيث (األشخاص‪،‬‬ ‫كالمكضكع‪ ،‬كالزماف‪ ،‬كالمكاف)‪ ،‬كالتعامؿ برفؽ كليف كبالتي ىي أحسف‪ ،‬دكف‬ ‫الخصـ‪ ،‬كفي نياية المناظىرة يمكنؾ إعبلف التسميـ بالقضايا‬‫عمى ى‬ ‫تحامؿ‬ ‫ي‬ ‫عمييا‪ ،‬كقبكؿ النتائج ميما كانت‪.‬‬ ‫المتفىؽ‬ ‫ظرات كانت تيعقد في المساجد كالدكر‬ ‫إف مجالس المنا ى‬ ‫كجممة القكؿ‪ٌ ،‬‬ ‫كالقصكر‪ ،‬كتيعقد اآلف في المدارس كالجامعات كقد أنشئت ليا مراكز خاصة‬ ‫ظرات‬ ‫كعمى كسائؿ التكاصؿ االجتماعي نجد منيا نماذج كثيرة‪ ،‬كالحقيقة َّ‬ ‫اف المنا ى‬ ‫ٌ‬ ‫عظيـ في نشر العمـ كالنيكض بو‪ ،‬كالترغيب فيو‪ ،‬ألنيا مجاؿ‬ ‫و‬ ‫قامت و‬ ‫بدكر‬ ‫فحمة مما يؤدم‬ ‫الحجج الم ً‬‫لتصارع اآلراء بالبراىيف الساطعة كاألدلة القاطعة ك ً‬ ‫ي‬ ‫كنضجيا‪.‬كما أسيمت في تنمية ركح البحث كتحميؿ‬ ‫إلى تبلؽ األفكار ي‬ ‫منطقية‪.‬كتقبميا كاحتراـ االختبلؼ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫المشكبلت كالتعبير عف اآلراء بركح‬ ‫يقي‪.‬‬ ‫كمناقشة األفكار المتعارضة‪ ،‬كتنمية العمؿ الفر ٌ‬ ‫عممية)‬ ‫لنق أر اآلن نص المناظرة اآلتي‪ ،‬بدقة وتف ّكر (مناظرة ٌ‬ ‫مناظرة بين اليواد والماد‬ ‫اء الذم‬ ‫بعد؛ فأنا اليك ي‬ ‫أما ي‬ ‫اء‪ٌ :‬‬‫ت بيف الماء كاليكاء مناظىرةه‪ ،‬فقاؿ اليك ي‬ ‫ىج ىر ٍ‬ ‫حمة‪ ،‬كأخرل‬‫أىب تارةن بالر ً‬ ‫ً‬ ‫األحباب‪ ،‬ك ُّ‬ ‫سيـ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫أؤلؼ بيف السحاب‪ ،‬ك ٍأن يقؿ ىن ى‬ ‫ي‬ ‫يس في البً ً‬ ‫طاح‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تسير الع ي‬ ‫البحر كما ي‬ ‫ؾ في‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser