التسرب المدرسي PDF

Summary

This document discusses contemporary issues in education, specifically focusing on the topic of school dropout.  It explores the various reasons and factors contributing to this phenomenon. The document analyzes the role of families, schools, and students in school dropout, and proposes potential solutions for addressing this problem.

Full Transcript

‫قضايا معاصرة في التربية‬ ‫المحاضرة الثانية‬ ‫الدبلوم العالي في التربية‬...

‫قضايا معاصرة في التربية‬ ‫المحاضرة الثانية‬ ‫الدبلوم العالي في التربية‬ ‫(التسرب المدرسي)‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ك َث َوابًا َو َخ ْي ٌر أَ َم ًًل} الكهف[‪]64‬‬ ‫ون ِزي َنة ْال َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َو ْال َبا ِق َيات الصَّال َِحات َخ ْي ٌر عِ ن َد َر ِّب َ‬ ‫{ال َمال َو ْال َبن َ‬ ‫ْ‬ ‫إن هذه الزينة التي رزقنا إياها هللا سبحانه وتعالى هي أمانة بين أيدينا يجب أن نرعاها ونحافظ‬ ‫عليها‪ ،‬فالطفل يحتاج من والديه إلى أنواع من الرعاية منها الكسوة ومنها التغذية وهناك رعاية يغفل‬ ‫عنها كثير من اآلباء وهي التربية والتعليم وهما متكامًلن ال ينفك أحدهما عن اآلخر إال وفقد التوازن‬ ‫في تنشئة الطفل وبناء شخصيته‪.‬‬ ‫إن تعليم الطفل ورعايته ما هو إال مشروع تنمية اقتصادية يعود على المجتمع بالنفع‪ ،‬ذلك أن‬ ‫العلم هو أساس تقدم األمم ورقيها وخروجها من مستنقعات الجهل الذي أثر وما زال يؤثر على كثير‬ ‫من األمم ويبقيها في ذيل القائمة في كل مجاالت الحياة‪ ،‬ومن األمثلة على أهمية العلم أنه "بعد هزيمة‬ ‫فرنسا في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬شعر الناس بخيبة أمل فادحة‪ ،‬وفي ظل هذا التشاؤم من‬ ‫ً‬ ‫سؤاال ذا مغزى‪ ،‬وكان سؤاله يتضمن االستفسار عن أوضاع‬ ‫الحرب الخاسرة طرح شارل ديجول‬ ‫التعليم في فرنسا في المدارس وفي الجامعات وعن القضاء‪ ،‬فأخبر أن التعليم والقضاء بخير‪ ،‬فعلق‬ ‫قائًل‪ً :‬‬ ‫"إذا فرنسا بخير"؛ ويفهم من هذا أن التعليم في أي دولة هو األساس في نهوض الدولة وتقدمها‬ ‫ً‬ ‫وصحوتها‪.‬وقد سئل أحد الساسة أيضا ً عن رأيه في مستقبل أمة فقال‪" :‬ضعوا أمامي منهجها في‬ ‫الدراسة أنبئكم بمستقبلها (الناصر ‪.)4106‬‬ ‫ًإذا العلم هو المحور الرئيس الذي يدور حوله تطور الدولة‪ ،‬والتعليم الصحيح ال مفر منه لمن أراد‬ ‫أن يؤثر في هذا العالم المتسارع‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫ون إِ َّن َما َي َت َذ َّكر أولو ْاألَ ْل َبابِ} الزمر [‪.]9‬‬ ‫ون َوالَّذ َ‬ ‫ِين َال َيعْ لَم َ‬ ‫{ق ْل َه ْل َيسْ َت ِوي الَّذ َ‬ ‫ِين َيعْ َلم َ‬ ‫وما زالت الدول التي تهتم في التعليم تنفق عليه ما استطاعت من أموال وتضع له الميزانيات‬ ‫لتنشئ ً‬ ‫جيًل متعلمًا ومنتجً ا تسمو به فوق الدول األخرى‪ ،‬لكن مقابل هذا البناء المعرفي الذي نسعى له‬ ‫تجد معول هدم يؤثر عليه بشكل سلبي ويؤدي إلى هدر الكثير من األموال ويؤثر بشكل مباشر وغير‬ ‫‪1‬‬ ‫مباشر على المجتمع واألفراد‪ ،‬وهو التسرب المدرسي ‪ ،‬ونظرً ا ألهمية الموضوع وحساسيته وتفشيه‬ ‫في مجتمعنا أصبح قضية ارتأينا رغم تشابكها وتعقيدها أن نطرحها لنجعلها موضو ًعا للنقاش لعلنا‬ ‫نخرج ببعض الحلول التي يمكن تطبيقها على الواقع ويستفيد منها كل واحد منا في بيئته ومكان عمله‪.‬‬ ‫وسنناقش هذه القضية من خًلل عدة جوانب بدءًا من أسباب اختيار الموضوع‪ ،‬أهداف الموضوع‬ ‫وسوف نتناول فيه المدرسة واألسرة والطالب وعًلقتهم بالتسرب المدرسي‪ ،‬وسنتعرض ألنواع‬ ‫التسرب المدرسي وسمات الطلبة المتسربين وعوامل وانعكاسات وأسباب التسرب المدرسي‪ ،‬وسبب‬ ‫ميول بعض الطلبة للتسرب‪.‬‬ ‫أسباب وأهداف اختيار الموضوع‬ ‫‪.0‬الرغبة في دراسة هذه القضية بموضوعية‬ ‫‪.4‬المًلحظة اليومية لهذه الظاهرة التي أصبحت تشكل هاجسا داخل المجتمع‬ ‫‪.3‬زيادة أعداد المتسربين من المدارس بصورة ملفتة لًلنتباه‬ ‫‪.6‬محاولة الوصول إلى طريقة للوقاية والعًلج‬ ‫‪.5‬معرفة العوامل والدوافع التي تؤدي إلى ظاهرة التسرب المدرسي‬ ‫‪.4‬مناقشة األسرة والمدرسة ومدى مساهمتهم في تفاقم ظاهرة التسرب المدرسي‬ ‫تحديد المفاهيم‬ ‫التسرب المدرسي‪:‬‬ ‫" لقد تعددت تعريفات التسرب المدرسي‪ ،‬ومنها‪ :‬االنقطاع عن المدرسة قبل إتمامها ألي سبب‬ ‫(باستثناء الوفاة) وعدم االلتحاق بأيّ مدرسة أخرى‪ ،‬و االنقطاع المبكر عن الدراسة‪ ،‬ويعَّرف أيضا ً بأنه‬ ‫العزوف الكلي أو عدم االلتحاق بالمؤسسة التعليمية ألسباب ذاتية أو موضوعية مرتبطة بالطفل نفسه أو‬ ‫بمحيطه رغم إلحاح وزارات التربية والتعليم على إرجاعه وعودته إلكمال تعليمه (الناصر ‪.)4106‬‬ ‫وفي وزارة التربية والتعليم األردنية يعتبر الطالب متسربًا إذا ترك الدراسة من بداية العام‬ ‫الدراسي ولم يداوم في أي مدرسة نهائيًا‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التسرب من التعليم‪:‬‬ ‫أمّا التسرب من التعليم فمفهومه أوسع وأشمل وهو كالتالي‪:‬‬ ‫فالمتسرب من التعليم هو الشخص الذي لم يلتحق بالنظام التعليمي مطلقا ً سواء كان تعليمًا نظاميًا‬ ‫أم تعليمًا غير نظامي ‪ ،‬وال يشترط هنا فئة عمرية محددة‪ ،‬أي من الممكن أن يكون الشخص المتسرب‬ ‫من التعليم ً‬ ‫طفًل في عمر الدراسة المدرسية‪ ،‬أو شا ًبا في عمر الدراسة الجامعية ‪ ،‬أو كبيرً ا بالسن‪،‬‬ ‫وليس من الضرورة أن يكون المتسرب من التعليم شخصا ً أمياً‪ ،‬فمن المحتمل أن يكون قد تل َّقى مهارات‬ ‫وخبرات علمية وعملية عديدة ولكن خارج النظام التعليمي الرسمي‪.‬‬ ‫االنقطاع عن المدرسة‪:‬‬ ‫هو نوع من أنواع التسرب بحيث يكون الطالب قد داوم في المدرسة يومًا واح ًدا على األقل ثم‬ ‫ترك المدرسة ولم يعد إليها حتى نهاية العام الدراسي‪.‬‬ ‫الرسوب بسبب الغياب‪:‬‬ ‫هذا نوع آخر من التسرب حيث "يعتبر الطالب راسبًا بسبب الغياب إذا تجاوزت نسبة غيابه‬ ‫الرسمي‪(.‬أسس النجاح واإلكمال والرسوب ‪)4144‬‬ ‫‪ %01‬بدون عذر و‪ %41‬مع عذر من عدد أيام الدوام‬ ‫وللكشف عن أهم وأبرز األسباب المؤدية لهذه الظاهرة واآلثار المترتبة عليها نطرح األسئلة‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬هل يمكن أن تكون المدرسة سببًا في تسرب الطالب؟‬ ‫‪ ‬هل الظروف األسرية لبعض الطلبة تدفع بهم إلى التسرب المدرسي؟‬ ‫‪ ‬هل هناك ميول عند بعض الطلبة أكثر من غيرهم في التسرب من المدرسة؟‬ ‫‪ ‬هل تد ّني مستوى الطلبة والرسوب المتكرر سبب في التسرب المدرسي؟‬ ‫‪ ‬ما هي العوامل واآلثار المترتبة عن ظاهرة التسرب المدرسي؟‬ ‫‪3‬‬ ‫أسباب التسرب المدرسي‬ ‫ومن خًلل اجابتنا على األسئلة السابقة يبرز لدينا أسباب التسرب على النحو التالي‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أوال‪ :‬عوامل اقتصادية‬ ‫تؤثر المستويات المعيشية المتدنية لدى أسر الطلبة تأثيرات سلبية في مستويات الطلبة‬ ‫بحثا عن أعمال بأجور منخفضة إلعالة أسرهم‪.‬‬‫التعليمية‪ ،‬مما يدفع البعض منهم إلى ترك المدرسة ً‬ ‫فاألسر الفقيرة تعطي األولوية في كثير من األحيان لعمل أطفالها على حساب تعليمهم من أجل تخفيف‬ ‫األعباء االقتصادية عنها‪ ،‬فاألم في حاجة إلى بنتها في أعمال وادارة المنزل‪ ،‬فتفضل تواجدها معها بدالً‬ ‫من ذهابها إلى المدرسة‪ ،‬وكذلك األب يفضل تواجد ابنه معه في العمل‪ ،‬واكسابه مهنته نفسها بدالً من‬ ‫االستعانة بالغرباء لمعاونته‪ ،‬وهذه األمور تسهم بدرجة كبيرة في التسرب من التعليم‪.‬‬ ‫ثان ايا‪ :‬أسباب تعليمية‬ ‫وتتنوع هذه األسباب على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ )1‬المعلم‬ ‫قد يكون بعض المعلمين سببا ً محوريا ً في هروب الطلبة من المدرسة وتسربهم من التعليم‪ ،‬وذلك‬ ‫حينما يرتكب المعلم خطأ ً مثل عدم مراعاة الفروق الفردية وارهاق الطلبة بالواجبات البيتية أو استخدام‬ ‫أسلوب العقاب البدني أو المعنوي واستخدام الطرق التقليدية في عرض المنهاج‪.‬‬ ‫‪ )2‬اإلدارة المدرسية‬ ‫إن المدرسة هي المسؤولة عن نجاح الطلبة أو فشلهم أو إخفاقهم‪ ،‬ولها دور كبير في بقاء‬ ‫واستمرار الطلبة على مقاعدهم الدراسية؛ ألن مهمتها األساسية تسهيل وتنمية وتطوير النظم التربوية‪،‬‬ ‫وليس ارتكاب األخطاء التي تكون السبب بشكل مباشر أو غير مباشر في تسرب الطلبة من المدرسة‬ ‫مثل عدم قدرة اإلدارات على تقديم خدمات ميسرة للطلبة بتكلفة معقولة وعدم ادخال وسائل تعليمية‬ ‫تكنولوجية حديثة في المدرسة وغياب الرقابة الجادة عند بعض االدارات المدرسية على أداء وسلوك‬ ‫المعلم و سوء توزيع الطلبة على الصفوف‪ ،‬حيث ترتفع الكثافة داخل هذه الصفوف لتصل أحيا ًنا إلى‬ ‫(‪ ) 41‬طالب في الصف الواحد ومن السياسات التي من المرجح ان تتبع خشية بعض مديري المدارس‬ ‫‪4‬‬ ‫على أسماء مدارسهم وسمعتها أكثر من خشيتهم على مصلحة الطًلب أنفسهم‪ ،‬فيطلب بعضهم من‬ ‫المعلمين أال يرفعوا معدل الرسوب عن نسبة معينة‪ ،‬حتى لو كان الطالب ضعي ًفا وال يستحق النجاح‬ ‫أي ً‬ ‫ضا التهاون في متابعة غياب الطلبة وانقطاعهم عن المدرسة ومن جهة أخرى قِدم العديد من المباني‬ ‫المدرسية‪ ،‬وقلة اإلمكانيات المادية داخل المدرسة يسهم إسها ًما كبيرً ا في فشل العملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪ )3‬المادة الدراسية واالمتحانات‬ ‫المادة الدراسية قد تكون سب ًبا قو ًيا في كره الطالب للمدرسة والتغيب عنها وبالتالي التسرب منها‪،‬‬ ‫وذلك لألسباب اآلتية‪:‬‬ ‫‪.0‬ضعف ارتباط المناهج بحياة الطلبة في حاضرهم ومستقبلهم‪ ،‬وعدم ارتباطه‬ ‫بالبيئة التي يعيشون فيها‪.‬‬ ‫‪.4‬عرض المناهج بطريقة تقليدية تفتقد اإلبداع والتطوير واالبتكار‪ ،‬مما يشعر الطلبة بأن المناهج‬ ‫إنما هي عبء ثقيل على األكتاف يصعب حمله‪.‬‬ ‫ثالثاا‪ :‬عوامل خاصة بالطالب‬ ‫تتعدد العوامل األساسية التي تؤثر في الطالب وتؤدي به في النهاية إلى التسرب من التعليم‪،‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫‪.1‬العوامل الصحية والجسمية واالنفعالية‪:‬‬ ‫الصحة الجسمية لها أثرها الكبير في مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة‪ ،‬ونًلحظ أن إصابة‬ ‫الطالب باألمراض كالحمى أو االلتهابات أو سوء التغذية يؤدي إلى تكرار عدم ذهابه إلى المدرسة‪ ،‬مما‬ ‫ينعكس على قدرته على الفهم واالستيعاب ومتابعة زمًلئه في الدراسة‪.‬وهذا مما يؤثر في ظروف‬ ‫الطالب النفسية‪ ،‬ويؤدي به إلى مجموعة من األعراض النفسية واالنفعالية؛ حيث يصاب باإلحباط‬ ‫واالكتئاب‪ ،‬مما يدعم االتجاه السلبي لدى الطلبة نحو المدرسة والتعليم‪.‬‬ ‫ويضاف إلى ذلك اإلجهاد والتوتر‪ ،‬واألزمات الحركية‪ ،‬والحركات العصبية‪ ،‬وعدم الثبات‬ ‫االنفعالي‪ ،‬والشعور بالذنب‪ ،‬والنقص‪ ،‬والحقد‪ ،‬والخروج عن النظام‪ ،‬وهي من األعراض التي تصيب‬ ‫الطفل وتعد عوامل تمنعه من الذهاب إلى المدرسة‪ ،‬ويرتبط الرسوب بقدرة الطلبة على التحصيل‬ ‫فعندما يفشل الطفل في التحصيل يتعرض لألمراض واالضطرابات النفسية‪ ،‬التي تؤدي بالتالي إلى‬ ‫التسرب الكامل أو الجزئي من التعليم‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.4‬العوامل االجتماعية‪:‬‬ ‫ومن األسباب التي تؤدي أيضا ً إلى التسرب من التعليم عدم قدرة الطالب على إقامة عًلقات‬ ‫اجتماعية مع اآلخرين‪ ،‬كذلك نجد أن المخالطة برفاق السوء والًلمباالة نحو الدراسة‪ ،‬وافتقاد التشجيع‬ ‫الًلزم من الوالدين للدراسة وعدم تحفيزهم أو متابعة عًلقتهم بزمًلئهم يفقد الطالب الشعور باالنتماء‬ ‫إلى المدرسة ويهيّئه للتسرب‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أي ً‬ ‫ضا أن كثرة تنقل الطالب من مدرسة إلى أخرى يؤدي به إلى التسرب بسبب عدم‬ ‫قدرتهم على مواكبة المواد الدراسية‪ ،‬فقد تكون المدرسة الجديدة مختلفة عن المدرسة القديمة في طرق‬ ‫التدريس والتعليم‪.‬‬ ‫‪.3‬العوامل العقلية‪:‬‬ ‫تعد العوامل العقلية من أهم األسباب التي تؤدي إلى تسرب الطالب من المدرسة‪ ،‬فإذا كان ذكاء‬ ‫الطفل في دون المتوسط فإن هذا يؤدي إلى التعطيل الكامل أو الجزئي للتحصيل المدرسي‪ ،‬ومن أمثلة‬ ‫العوامل العقلية الضعف العقلي‪ ،‬ونقص القدرات العقلية واإلدراكية‪ ،‬ونقص االنتباه‪ ،‬والتخلف العقلي‪،‬‬ ‫وضعف الذكاء‪ ،‬والنسيان والضعف في القدرة اللغوية‪ ،‬وحينما تواجه مشكلة من تلك المشكًلت الطالب‬ ‫ال يجد من يأخذ بيده ويساعده في التحصيل الدراسي‪ ،‬فإنه يجد مصيره في مؤخرة الغرفة الصفية مع‬ ‫الفئة المهملة‪.‬‬ ‫‪.4‬العوامل النفسية‬ ‫وتنقسم هذه العوامل إلى‪:‬‬ ‫‪.0‬عدم رضى الطالب عن دراسته‪:‬‬ ‫فشعور الطالب بالرضى والقناعة بنهج دراسته يسهم في بذل أقصى قدر عنده من الجهد للتزود‬ ‫بمعرفة األشياء المتصلة بموضوع الدراسة‪.‬‬ ‫‪.4‬عدم انتظام الطالب في عمل الواجبات المدرسية‪:‬‬ ‫فمن المًلحظ أن عدم انتظام الطالب في إنجاز واجباته المدرسية وتراكمها عليه يؤدي إلى‬ ‫الشعور بالضيق والتوتر وصعوبة التفاهم والتحصيل نتيجة لتأخره عن زمًلئه‪.‬‬ ‫‪.3‬عدم المواظبة على الحضور اليومي إلى المدرسة وضعف التحصيل‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫فإذا غاب الطالب عن المدرسة بشكل متكرر تكون النتيجة ضعف اهتمامه بالدراسة والمدرسة‪،‬‬ ‫مما يؤدي إلى تأخره ورسوبه‪ ،‬وقد يكون الضعف في التحصيل الدراسي والفشل في هذا‬ ‫التحصيل عائ ًقا أمام تحقيق النجاح‪ ،‬مما ينتج عنه كره الطالب للمدرسة والدراسة وبالتالي يدفعه‬ ‫هذا الشعور إلى ترك المدرسة‪.‬‬ ‫‪.6‬عدم إشباع احتياجات الطلبة داخل المدرسة‪:‬‬ ‫فالطالب يكون دائ ًما في حاجة إلى الحرية في الحركة والكًلم والعطف والحب‪ ،‬وهي احتياجات‬ ‫أساسية لديه‪ ،‬وافتقاده لتلك األشياء يشكل صدمة بالنسبة له‪ ،‬تؤدي به في النهاية إلى ترك‬ ‫المدرسة وعدم القدرة على الدراسة‪.‬‬ ‫‪.5‬العوامل األسرية‬ ‫تتعدد العوامل األسرية التي تتسبب في تسرب الطًلب من التعليم‪ ،‬وأبرز هذه العوامل‪:‬‬ ‫‪.0‬التفكك األسري‪:‬‬ ‫وما يسببه من افتقار األبناء لإلحساس باألمن واالستقرار واالنتماء‪ ،‬فالشجارات المستمرة بين الوالدين‬ ‫تصل في كثير من األحيان إلى الطًلق‪ ،‬مما يؤثر بشكل مباشر في حالة األبناء النفسية‪.‬‬ ‫‪.4‬الظروف االقتصادية السيئة لألسرة‪:‬‬ ‫إن دخل األسرة البسيط وكثرة عدد األبناء يؤدي إلى أن يحرم األب أبناءه من استكمال دراستهم‬ ‫ليتخلص من األعباء المالية المطلوبة منه‪.‬‬ ‫‪.3‬األمية وضعف الثقافة‪:‬‬ ‫إن أمية أحد األبوين أو كليهما أو ضعف ثقافتهم يؤثر في تعليم األبناء‪ ،‬وذلك ألنَّ ه َّم األبوين األساسي‬ ‫في هذه الحالة يكون منص ًبا في كيفية تأمين سبل العيش وكسب الرزق‪ ،‬مما يشعر الطفل باإلحباط في‬ ‫إكمال تعليمه واالكتئاب لفقده عنصر التشجيع والتحفيز من األبوين‪.‬‬ ‫‪.6‬المتابعة األسرية‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫إن غياب المتابعة األسرية لمستوى الطفل الدراسي تكون نتيجته أنَّ أولياء األمور يتفاجؤون بتدني‬ ‫مستوى أبنائهم الدراسي قبل االمتحانات ببضع أيام‪ ،‬وهذا يترتب عليه أداء سيء أو رسوب في‬ ‫ً‬ ‫إحباطا للطالب ويدفعه إلى ترك المدرسة التي تذ ّكره دائ ًما بفشله‪.‬‬ ‫االمتحانات‪ ،‬مما يسبب‬ ‫‪.5‬طبيعة السكن‪:‬‬ ‫فإذا كان الطالب بمنطقة من المناطق العشوائية فًل مفر له من الضوضاء المستمرة التي تؤثر في درجة‬ ‫تركيزه وتحصيله الدراسي‪ ،‬ولندرة المهتمين بالتعليم في المناطق العشوائية يجد ذلك الطالب نفسه‬ ‫وحي ًدا في طريق التعليم‪ ،‬كما أن بعد المسافة بين السكن والمدرسة والسيما لمن يسكنون في بعض‬ ‫المناطق الزراعية أو التي تفتقد الخدمات يشكل عائ ًقا لًلنتقال والوصول إلى المدرسة‪.‬‬ ‫‪.4‬القسوة والعقاب‪:‬‬ ‫إن القسوة والعقاب البدني والضرب والسَّب الستذكار الدروس‪ ،‬واالهتمام الزائد عن الحد في متابعة‬ ‫الطالب من قبل أسرته‪ ،‬واظهار القلق تجاه متابعة واجبات الطلبة واختباراتهم‪ ،‬يؤدي بالطالب إلى‬ ‫كراهية االستذكار والمدرسة‪ ،‬والى رغبته الشديدة في التخلص والهروب من شبح المدرسة الذي يعكر‬ ‫عليه صفو حياته لألبد‪.‬‬ ‫‪.7‬العادات والتقاليد‪:‬‬ ‫إن العديد من األسر في بعض المجتمعات تحرم بناتها من االلتحاق بالتعليم بسبب بعض العادات‬ ‫والتقاليد االجتماعية الجامدة‪ ،‬أو إلحاق األطفال في دور القرآن وحرمانهم من االلتحاق في التعليم‪.‬‬ ‫‪.8‬استقرار األسرة‪:‬‬ ‫إن عدم استقرار األسرة وكثرة تنقلها يجعل الطالب يلتحق بأكثر من مدرسة‪ ،‬مما يضعف انتماءه‬ ‫لمدرسته‪.‬‬ ‫اآلثار السلبية لمشكلة التسرب من التعليم‬ ‫تترتب على قضية التسرب من التعليم العديد من اآلثار السلبية سواء على الفرد أو األسرة أو‬ ‫المجتمع‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫أوالا‪ :‬آثار التسرب على المتسرب ذاته‬ ‫‪8‬‬ ‫يؤدي تسرب الطالب من المدرسة إلى حرمانه من حقوق الطفولة التي يحتاجها كل طفل و يحرم‬ ‫المتسرب في المستقبل من المكانة االجتماعية المتميزة نظرً ا لعدم قدرته على االلتحاق بفرص العمل‬ ‫الجيدة بالمؤسسات المتميزة و يعاني المتسرب من التعليم من عدم االستقرار النفسي‪ ،‬فينتابه باستمرار‬ ‫شعور بالنقص والعجز والفشل والقلق‪.‬‬ ‫ثان ايا‪ :‬آثار التسرب على أسرة المتسرب‬ ‫يكون المتسرب ضعيف القدرة على المشاركة في بناء المجتمع من حوله‪ ،‬وراف ًدا يغذي ركب‬ ‫التخلف في البيئة التي يعيش فيها‪ ،‬و هو يكون أكثر مي ً‬ ‫وال من غيره إلى االنضمام إلى الجماعات غير‬ ‫السويَّة ومسايرة قيمها ومعاييرها‪ ،‬ويضاف إلى ذلك أن المتسرب ال يجد سوى القليل من فرص العمل‬ ‫التي غال ًبا ما تكون من النوع الذي يعطيه ً‬ ‫دخًل محدو ًدا وهذا بسبب قلة خبراته و ضعف إعداده‬ ‫المهني‪ ،‬م َّما يعني أن الفرد المتسرب حينما يصبح رب أسرة فإنه لن يستطيع توفير مطالب الحياة‬ ‫الرئيسة لنفسه وألفراد عائلته‪ ،‬و تحقيق مستوى اجتماعي وثقافي ومادي متميز لهم‪ ،‬ممَّا يجعله أقل‬ ‫قدرة على االستقرار‪ ،‬وأضعف تكي ًفا مع تقلبات الحياة من حوله‪ ،‬و معوّ ًقا عن النهوض بمستوى معيشة‬ ‫وطموحاتها(درويش ‪.)0991.‬‬ ‫ثال اثا‪ :‬آثار التسرب على المجتمع‬ ‫التسرب من التعليم ليس مشكلة تربوية فقط‪ ،‬فهي مشكلة يتخطى تأثيرها ظواهر اجتماعية في‬ ‫النظام العام للمجتمع كله‪ ،‬و الخسارة التي يسببها التسرب هي خسارة ال يستهان بها‪ ،‬و هي كالتالي‪:‬‬ ‫‪.0‬ارتفاع نسبة األمية‪ ،‬فالمتسرب هو أم ٌي صغير‪ ،‬الن التسرب من التعليم ارتداد لألمية‪ ،‬وذلك‬ ‫يؤدي بالطبع إلى التأخر الحضاري في جميع المجاالت‪.‬‬ ‫‪.4‬زيادة ظاهرة أطفال الشوارع ‪ ،‬فالطلبة حينما يتسربون من التعليم وال يجدون رعاية تامة من‬ ‫الوالدين يخرجون إلى الشارع ويعملون به‪ ،‬ويختلطون بالمشبوهين‪ ،‬ويكتسبون معيشتهم من‬ ‫أنشطة مثل‪ :‬األتاوات أو السرقة‪ ،‬فهؤالء األطفال يمثلون ظاهرة في غاية الخطورة على‬ ‫المجتمعات‪ ،‬فهم ال يوجّ هون نحو مجاالت مهنية أو حرفية على أيدي مختصين‪ ،‬مما يدفعهم إلى‬ ‫االنخراط في عالم الجريمة حيث تدفعهم اضطراباتهم النفسية من الشعور بالنقص والقلق‬ ‫والحرمان وفقدان الثقة بالنفس إلى محاولة إثبات الذات عن طريق االتجاه لإلدمان واالغتصاب‬ ‫والسرقة والفشل‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ً‬ ‫أمواال طائلة على التعليم ونتيجة للتسرب‬ ‫‪.3‬زيادة األعباء المالية على الدولة‪ ،‬حيث تنفق الدولة‬ ‫يصبح العائد بعد إنفاقها مهدرً ا‪.‬‬ ‫‪.6‬هدر الموارد البشرية لألمة‪ ،‬فوجود طاقات بشرية كبيرة غير مؤهلة للشروط الضرورية‬ ‫لإلنتاج يؤدي إلى فاقد اقتصادي كبير ذي تأثير سلبي عالي‪.‬‬ ‫العالج والحلول لقضية التسرب‬ ‫ألن التعليم مسؤولية وطنية ومجتمعية فمن الواجب إعادة النظر في أداء المدارس ومنظومة‬ ‫التعليم ككل‪ ،‬بحيث يصبح للتعليم معنى وأهمية أكبر لدى الطالب‪ ،‬وتصبح المدارس وسيلة يسعى إليها‬ ‫رغبة ال رهبة‪ ،‬ووسيلة يجد فيها ما يعود عليه بالنفع‪ ،‬أما في المرحلة الثانوية و الجامعية كذلك فالتعليم‬ ‫فقد قيمته االجتماعية‪ ،‬فالطالب الذي لم يزل في مقاعد الدراسة أصبح يرى أن من أنهى تعليمه وت َّخرج‬ ‫من الشباب بأعداد كبيرة يعاني من البطالة‪ ،‬فًل يجد الثمار الوافية للعلم والتعلم ‪ ،‬فالموضوع هنا يصبح‬ ‫جز ًءا من منظومة مجتمعية كاملة ‪،‬وال يمكن أن نأخذ بالحلول الجزئية ونقول إننا نحل المشكلة‪ ،‬بل‬ ‫يجب العمل على رفع مستوى األسر‪ ،‬فهناك مشكًلت تعليمية مرتبطة بثقافة الفقر في األسر‪ ،‬فكثير من‬ ‫المشكًلت التعليمية سببها المباشر انخفاض المستوى االقتصادي‪ ،‬وحتى تحل هذه المشكلة فًل بد من‬ ‫تعاون األفراد والمجتمعات والمنظمات والهيئات من خًلل القيام باألدوار الموجهة‪ ،‬وذلك من منطلق‬ ‫أن التعليم مسؤولية وطنية ومجتمعية‪ ،‬على النحو التالي‪(:‬التسرب من التعليم‪. )4103.‬‬ ‫‪.1‬دور األسرة في الحد من تسرب أبنائها من التعليم‪:‬‬ ‫لألسرة دور مهم في تشكيل شخصية طفلها‪ ،‬وبناء ذاته وطريقة تفكيره وابداعه‪ ،‬وتنمية ذوقه‬ ‫وصقل عاداته لضمان نموه الصحيح‪ ،‬و ذلك من خًلل العًلقات األسرية الهادئة التي تتسم بالتفاهم‬ ‫والمحبة واأللفة بين أفرادها‪ ،‬فهذا له أثر واضح في استقرار األمن النفسي لألبناء والتوافق في نفوسهم‪،‬‬ ‫ويجب أن يكون عقاب األب واألم ألبنائهم ليس عنيفاً؛ ألن هذا العنف سيولد سلو ًكا عدوا ّن ًيا من قبل‬ ‫الطفل تجاه أقرانه ومن جهة اخرى على األسر واجب اإلسهام في القضاء على ظاهرة األمية‪ ،‬بإيجاد‬ ‫مناخ أسري على درجة من الوفاق واألمان ويحوي درجة كبيرة من الحوار والتفاهم والمناقشة بين‬ ‫أفرادها و أي ً‬ ‫ضا على الوالدين العمل على تطوير ثقافتهم بشكل عام‪ ،‬والسيما ما يتعلق بقضية عمل‬ ‫األطفال‪ ،‬من خًلل التعرف إلى األضرار الناتجة عن ذلك‪.‬‬ ‫‪.2‬دور وسائل اإلعالم في القضاء على مشكلة التسرب‬ ‫‪11‬‬ ‫يمكن لوسائل اإلعًلم أن تسلط الضوء على مشكلة التسرب من التعليم‪ ،‬لتساعد في تفعيل طرق‬ ‫ومفاهيم الحماية والتوعية‪ ،‬ومن األمور المقترح القيام بها من قبل وسائل اإلعًلم ضرورة التوسع في‬ ‫البرامج اإلرشادية والتوعوية التي تعبر عن مخاطر ومشكًلت التسرب وعقد مؤتمرات ولقاءات تناقش‬ ‫هذه القضية‪ ،‬أي ً‬ ‫ضا التوعية بالبرامج الوقائية والعًلجية التي تقدمها المؤسسات الحكومية والمنظمات‬ ‫والجمعيات لعًلج المشكًلت التعليمية وعلى صعيد آخر تحفيز المنظمات والقطاع الخاص على إيجاد‬ ‫حلول وبرامج مناسبة للتسرب المدرسي ومن جهة أخرى توعية الرأي العام بأهمية المساواة بين‬ ‫األوالد والبنات في حق التعليم إضافة الى التعزيز والتوسع في برامج محو األمية والبرامج اإلرشادية‬ ‫والتوعوية من خًلل وسائل اإلعًلم المرئية والمسموعة لألطفال الذين لم يدخلوا المدارس‪ ،‬أو أنهم‬ ‫تسربوا في أي مرحلة من مراحل التعليم المختلفة‪ ،‬وإتاحة هذه البرامج المختلفة في القنوات المحلية‬ ‫ليسهل على جميع الطبقات والمستويات الحصول عليها واالستفادة منها‪.‬‬ ‫‪.3‬دور وزارة التربية والتعليم في عالج مشكلة التسرب‬ ‫تلعب وزارة التربية والتعليم دورً ا كبيرً ا في عًلج مشكلة التسرب من التعليم بوصفها الوزارة‬ ‫المعنية بتقديم الخدمات التعليمية ‪ ،‬و يتمثل ذلك بـ ‪:‬‬ ‫‪ ‬العمل على توسعة التعليم المهني ومحو األمية للطالب القاطنين بعيدا عن المدارس‪.‬‬ ‫‪ ‬إعفاء الطلبة وأسرهم من رسوم الكتب والمصروفات المدرسية لألسر فقيرة الحال‪.‬‬ ‫‪ ‬توفير األنشطة المختلفة والمتنوعة‪ ،‬وعمل نشرات توعوية بأهمية تعليم األبناء ألولياء األمور‬ ‫والسيما األميين منهم‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع استراتيجية للكشف المبكر عن الحاالت التي تعاني من مشكًلت مدرسية وصعوبات‬ ‫في التعلم‪ ،‬والعمل على عًلجها في أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫‪ ‬إعادة النظر في أساليب التعليم وطرائق التدريس؛ بأن تكون موافقة لطبيعة المتعلم ومراعية‬ ‫لضرورة تأهيله في النواحي كافة‪.‬‬ ‫‪ ‬على وزارة التربية والتعليم إكساب المعلمين المهارات الًلزمة للتطوير واإلبداع‪ ،‬و التنويع‬ ‫في األساليب التربوية الحديثة‪ ،‬ومواجهة القصور والنقص المهني الذي قد يواجههم من خًلل‬ ‫البر امج التدريبية المستمرة والدائمة‪ ،‬و تدريبهم على استخدام طرق التعلم النشط في شرح‬ ‫المناهج‪.‬‬ ‫‪ ‬العمل على تنفيذ مشروعات جديدة؛ من بناء المدارس أو توسعتها‪ ،‬لتجنب االزدحام وتوفير‬ ‫صفوف كافية للطالب‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪.4‬دور المدارس في القضاء على التسرب من التعليم‬ ‫المدرسة هي البيت الثاني للطالب ‪ ،‬وبالتالي فإن لها دورً ا كبيرً ا في القضاء على التسرب من‬ ‫التعليم ‪ ،‬وذلك من خًلل تفعيل دور المرشد التربوي ومساعدة الطلبة في حل المشكًلت التربوية‬ ‫والتعاون مع األسر على جميع المشكًلت المتعلقة بالطالب على صعيد آخر العدل في التعامل مع‬ ‫الطلبة‪ ،‬ومنع العقاب اللفظي والبدني بكل أنواعه في المدرسة وعدم تكليف الطالب بمهام مدرسية تفوق‬ ‫قدراتهم و استخدام دفاتر الحضور والغياب بمسؤولية ودقة للحد من ظاهرة التسرب القيام بالحل الفعلي‬ ‫بحل لمشاكل الطلبة داخل المدرسة والسيما المشكًلت المتعلقة بعًلقة الطالب بزمًلئه ‪.‬‬ ‫‪.5‬دور المعلم في مواجهة مشكلة التسرب‬ ‫على المعلم دور كبير في معالجة هذه المشكلة من خًلل‪:‬‬ ‫‪ ‬متابعة الطلبة باستمرار‪ ،‬ومساعدتهم على إيجاد جو دراسي مريح‪ ،‬والتوعية المناسبة من‬ ‫خًلل برامج خاصة ضمن أنشطة المدرسة وتحت إشراف اإلدارة وبالتعاون مع المختصين‪،‬‬ ‫باستخدام الوسائل التعليمية المتنوعة لتقديم المناهج للطلبة بصورة ش َّيقة وجذابة‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلعداد و الحصر المستمر لنسب الراسبين والمتسربين ومواد الرسوب وسنوات اإلعادة‪،‬‬ ‫والدراسة الكاملة لحالة الطلبة ومشكًلتهم وتاريخهم التربوي والشخصي‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يكون المعلم نموذجً ا إنسان ًيا مثال ًيا يحتذي به الطالب في حياته و يحبه ويقتدي به و يشاركه‬ ‫أموره ومشكًلته‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يعمل المعلم على حل المشكًلت المختلفة التي يتعرض لها الطالب في المدرسة‪ ،‬ويتواصل‬ ‫معه بشكل تربوي ومهني جيد‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يبتعد المعلم عن استخدام األساليب القاسية أو العقاب البدني كي ال يكرهه الطالب‪ ،‬ألن‬ ‫كره المعلم يؤدي إلى كره المدرسة الذي يؤدي بدوره إلى التسرب منها‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يحترم المعلم شخصية الطالب‪ ،‬و أن يتعرف إلى اتجاهاته‪ ،‬فمعلم المستقبل ال يكفي أن‬ ‫يطور في نظم إعداده للدروس وطرق‬ ‫يقوم بإعداد نفسه لمهنة التعليم فحسب‪ ،‬بل عليه أن ّ‬ ‫عرضها للطالب؛ لما في ذلك من شعور باالستقرار الكامل للطالب وللمعلم‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية و التعليم لعالج قضية التسرب‬ ‫إن المكان الطبيعي للطفل في سن الدراسة هو المدرسة‪ ،‬وبالتالي فإن الطريق اآلمن له هو إكمال‬ ‫تعليمه داخل المدرسة من خًلل التعليم النظامي ألن التعليم يوفر له بيئة آمنة‪ ،‬ويمنحه فرصة لتطوير‬ ‫قدراته ومهاراته‪ ،‬و يطور لديه المعرفة والمهارات األساسية والسيما المرحلة األساسية‪ ،‬بوصفها‬ ‫مرحلة إلزامية حسب ما نص عليه قانون التربية والتعليم‪ ،‬ولكن قد يخرج البعض عن هذا)‪(system‬‬ ‫كما هو موضح في الشكل الًلحق‪ ،‬فقد ينحرف الطفل عن مساره الطبيعي ليسلك الطريق غير اآلمن‬ ‫وهو طريق التسرب الذي يبدأه الطفل بعملية التغيب عن الحصص و تدريج ًيا عن المدرسة‪ ،‬ليصبح‬ ‫الطالب منقط ًعا عن المدرسة فيستقر في الشارع‪ ،‬وهنا يمكن ارجاعه إلى التعليم النظامي داخل المدرسة‬ ‫في ظل التشريعات التربوية التي أعطت مساحة للتغيب المشروع وغير المشروع للطلبة في المراحل‬ ‫التعليمية كافة‪ ،‬ولكن إذا استمر انقطاع الطالب عن المدرسة لمدة معينة فسيصبح الطالب متسر ًبا‪،‬‬ ‫ومكانه قد يكون كذلك الشارع أو عمل األطفال‪ ،‬وبالتالي ينضم إلى شباب ال يمتلكون المهارات‬ ‫والمعارف‪ ،‬وقد يقع ضحية مصيدة عمل األطفال االستغًللي‪ ،‬ولكن بفضل ما وفرته وزارة التربية‬ ‫والتعليم من برامج عًلجية يمكنه االلتحاق إما ببرنامج تعزيز الثقافة للمتسربين أو بالدراسات المنزلية‬ ‫إن رغب في إكمال تعليمه‪ ،‬وإال فالنتيجة الحتمية لهؤالء الطلبة هي االستقرار خارج سن التعليم‬ ‫األساسي ممن أعمارهم فوق السادسة عشرة عامًا‪ ،‬ومعرضين لشبح األمية ويمكنهم االلتحاق ببرنامج‬ ‫الدراسات المنزلية أو ببرامج محو االمية و تعليم الكبار ‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫مثل قسم التعليم غير النظامي في وزارة التربية والتعليم "دورة التعليم وحياة التسرب"‬ ‫بالشكل التالي‪:‬‬ ‫ومن أبرز برامج التعليم غير النظامي العًلجية لمشكلة التسرب في األردن هو برنامج تعزيز‬ ‫الثقافة للمتسربين‪ ،‬حيث كان لشراكة وزارة التربية والتعليم مع مؤسسة كويست سكوب للتنمية‬ ‫االجتماعية في الشرق األوسط منذ العام ‪ 4113‬إسها ًما كبيرً ا في مجال توفير الفرص التعليمية للطلبة‬ ‫المتسربين وتقديم العون لهم من خًلل تصميم وبناء وتفعيل برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين‪ ،‬بما يحقق‬ ‫إعادة دمجهم مع فئات المجتمع األخرى‪ ،‬وتأهيلهم علم ًيا وأخًلق ًيا إليجاد فرص تعليمية تعويضية‬ ‫تشغيلية متاحة لهم‪ ،‬وخًلل األعوام من ‪ 4115 - 4113‬عملت الوزارة ومؤسسة كويست سكوب على‬ ‫استكمال تطوير األدوات الًلزمة للبرنامج من مواد قرائية ومواد تدريبية‪ ،‬وتدريب معلمين مؤهلين‬ ‫ً‬ ‫مركزا لتعزيز الثقافة للمتسربين حتى‬ ‫للعمل كميسرين في المراكز التعليمية‪ ،‬حيث تم افتتاح (‪)005‬‬ ‫عام ‪ 4144‬في جميع أنحاء المملكة في المناطق االكثر تسربًا بين الطًلب ‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المصادر و المراجع‪:‬‬ ‫‪.0‬عبد هللا سهو الناصر(‪ ،)4106‬التسرب من التعليم‪ :‬الطريق المفتوح نحو عمل األطفال‪ ،‬عمان‪-‬األردن‬ ‫‪.4‬وزارة التربية والتعليم(‪ ،)4144‬أسس النجاح واإلكمال والرسوب‪ ،‬األردن‬ ‫‪.3‬درويش‪ ،‬مصطفى (‪ ،)0991‬انعكاسات ظاهرة التسرب على الطفل والمدرسة والمجتمع‪ ،‬مجلة التربية‪،‬‬ ‫ج(‪ )4‬ع(‪ - )4‬مصر‪ ،‬جامعة أسيوط‬ ‫‪.6‬التسرب من التعليم‪ ،‬بحث مسترجع من شبكة اإلنترنت بتاريخ ‪ 4103/00/41‬من الموقع‪:‬‬ ‫‪http://homeeconomics.mountada.biz‬‬ ‫* تم بحمد هللا *‬ ‫‪15‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser