الموارد الجغرافية الطبيعية PDF
Document Details
Uploaded by DeadOnHammeredDulcimer
Mansoura University
منير الهيتي
Tags
Summary
This book, "الموارد الجغرافية الطبيعية", discusses various geographical natural resources, including classifications, methods of study, economic aspects, and historical perspectives. The author, د منير الهيتي , explores the relationship between human needs and natural resources. It examines how these elements contribute to economic growth and societal well-being.
Full Transcript
المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ فـهـرس المـــوضوعات رقم الصفحة الموضوع الفصل 13-1 جغرافية الموارد األول 25-14...
المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ فـهـرس المـــوضوعات رقم الصفحة الموضوع الفصل 13-1 جغرافية الموارد األول 25-14 الموارد النباتية على سطح األرض الثاني 42-26 الموارد الحيوانية الثالث 54-43 الموارد الزراعية الرابع 70-55 الموارد المعدنية الخامس 99-71 معادن الطاقة السادس السابع 113-100 الموارد المائية تكنولوجيا المعلومات وإدارة الموارد على سطح الثامن 120-114 األرض اإلشعاع الشمسي طاقة نظيفة واستراتيجية 127-121 التاسع للوطن العربي 128 المراجـــــــــــع 0 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ الفصل األول جغرافية الموارد أوالً :ماهية الموارد على سطح األرض ثانياً :الجغرافيا وعالقتها بالموارد ثالثاً :تصنيف الموارد رابعاً :منهجية البحث في جغرافية الموارد -1- المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ الموارد ناتج محصلة تعامل اإلنسان مع المصادر ،وكان اهتمام اإلنسان بالمصادر طلبا ً للموارد اهتماما ً منطقيا ً في إطار العالقة بين اإلنسان والطبيعة على األرض في المكان والزمان ،واهتمام الجغرافيا بالمصادر على سطح األرض ،والتعرف على أوجه استخدام الموارد المتاحة منها قد وفر األساس الموضوعي الذي تتركز عليه القواعد واألصول الحاكمة لإلنتاج والتسويق والعرض الذي يلبي حاجة الطلب واالستهالك ،لذا ارتبطت دراسة المصادر الطبيعية وتحويلها إلى موارد ينتفع منها اإلنسان ،وتجلى هذا االرتباط بثالث أبعاد متكاملة معا ً لتحديد الموارد وإمكاناتها االقتصادية وهي( :المسح ،الحصر، والتقييم) لكل عناصر ومصادر الطبيعة حتى يتعامل اإلنسان معها وإنتاجها في شكل موارد ينتفع بها في نهاية المطاف. أوال :ماهية الموارد على سطح األرض: تمثل الموارد في أبسط صورها كل ما يصلح إلشباع الحاجات البشرية، ويكون لها مردود اقتصادي لالنتفاع بها ،فهي في أصولها عناصر أو هبات من هللا سبحانه وتعالى على سطح األرض حتى يستغلها البشر حسب الحاجة إليها، حيث يمثل المورد مصدر كامن أو عنصر نافع لغرض معين تحت ظروف خاصة ،لذا فقد بدأت عناصر األرض تتحول إلى موارد عندما ظهر اإلنسان على السطح ،وبدأ في استغالل تلك الموارد تدريجيا ً بداية من تصنيع اإلنسان لألدوات الحجرية التي تعد أولى الصناعات البدائية التي استطاع من خاللها إشباع متطلباته البسيطة من أدوات الصيد والطهى واألواني واستغالل أنواع من الصخور الصلبة مثل (الصوان ،الجرانيت ،والبازلت) ومعرفة الحيوانات باعتبارها ثروة بدائية والتعامل معها واستئناس حيوانات أخرى والتعامل مع بيئته التي يعيش فيها حسب الحاجة وما يريده منها. يعرف بول ساملسون (1989م) الموارد االقتصادية أو عناصر اإلنتاج بأنها كل ما يحقق منفعة مباشرة أو غير مباشرة لإلنسان ويكون مرتب ً طا بقيمة. ويعرف محمد حامد عبد هللا (1991م) الموارد االقتصادية بأنها كل ما يستخدمه اإلنسان (بما في ذلك اإلنسان نفسه) لتحقيق منفعة أو إلشباع رغبة معينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأنها ترتبط دائما ً بقيمة أو ثمن محدد. ويعرف راندل (1987م) الموارد الطبيعية بأنها األشياء المفيدة ذات القيمة في الحالة التي نجدها عليها ،وهي بذلك مادة خام لم يتم تعديلها ،وبذلك فقد تكون مدخالً في عملية إنتاجية لمنتج ذي قيمة ،أو قد تستهلك بشكل مباشر ،وبذلك، فإن الموارد التي لم تعرف بعد أو التي لم يوجد أو يعرف لها استخدام اقتصادي ال تعد موردًا ،كما أن الموارد المفيدة في استخدامها – ولكنها موجودة بكميات كبيرة جدًا مقارنة بالطلب القائم عليها مما يجعل قيمتها مجانية – ال تعد موردًا. 2 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ وتنبع أهمية دراسة الموارد للعديد من االعتبارات االقتصادية واالجتماعية والتخطيطية ومن أهم تلك االعتبارات: .1يجب الحفاظ على الموارد المتاحة وكذلك استغاللها االستغالل األمثل، لتحقيق أقصى ناتج ممكن من استغاللها أو تقليل تكلفة الفرصة البديلة أي ما يعرف بالكفاءة االقتصادية. .2فاالستخدام غير األمثل للموارد الطبيعية يؤدي إلهدار تلك الموارد ويقل إجمالي الناتج المحلي في المجتمع وهو ما تؤثر سلبيًا على النمو االقتصادي. .3أن المحافظة على مستقبل رفاهية المجتمع تعتمد على كفاءة استغالل الموارد المتاحة وتوزيع استخدامها زمنيًا ومكانيًا ،وهذا يتطلب معرفة األسس العلمية والتطبيقية الممكنة لذلك. .4أن التزايد في أعداد السكان والحاجة لتوسع اإلنسان على حساب الموارد الطبيعية مع محدودية هذه الموارد ،يجب دراسة وضع الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها للمحافظة على رفاهية األجيال القادمة. .5وقد تطور الفكر االقتصادي الذي يهتم بدراسة العالقة بين استخدام الموارد االقتصادية والنمو االقتصادي سواء من قبل االقتصاديون التقليديون أو االقتصاديون التقليديون الجدد ،حيث أكد Adam Smithفي كتابه ثروة األمم ( )1937على أهمية التجارة كمنفذ للفائض حيث يؤثر هذا الفائض على اقتصاد الدولة فيتحسن العمل وإنتاجيته نتيجة فتح أسواق جديدة للتجارة الخارجية والتي تعني طلبا ً إضافيا ً لمنتجات الدولة وبهذه الطريقة ترتقي الصادرات باقتصاد الدول. هذا وقد أوضح آدم سميث أن الدول التي ينشأ بينها تبادل تجاري (تجارة خارجية) بإمكانها الحصول على فوائد من هذه التجارة ،تتمثل هذه الفوائد في عملية توجيه فائض اإلنتاج والعمل واألرض (الموارد الطبيعية) إلى أسواق خارجية تطلبها (في حاجة لها) واستخدام عائد هذه العناصر في الحصول على أشياء تكون ذات فائدة بالنسبة لهم مما يعني زيادة رفاهيتهم ،وهذا يستوجب فتح أسواق شاملة تستقطب عناصر اإلنتاج الفائضة وهذا بدوره يرفع من مستوى تحسين الطاقة اإلنتاجية وزيادة اإلنتاج وبالتالي يعمل على زيادة العائدات والثروات العائدة على المجتمع ،كما أوضح أنه بإمكان أي دولة االستفادة من مميزات التجارة الخارجية (صادرات وواردات) إذا ما طبق مفهوم التجارة الخارجية في اقتصادها. من أهم سمات النظرية ما يلي: القانون الطبيعي :اعتقد آدم سميث إمكانية تطبيق القانون الطبيعي في األمور االقتصادية ومن ثم فإنه يعتبر كل فرد مسئوالً عن سلوكه أي أنه أفضل من يحكم على مصالحه وأن هناك يد خفية تقود كل فرد وترشد إليه السوق ،فإن 3 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ حرا فسيبحث عن تعظيم ثروته ،وهكذا كان آدم سميث ضد كل فرد إذا ما ترك ً تدخل الحكومات في الصناعة والتجارة. تقسيم العمل :يعد تقسيم العمل نقطة البداية في نظرية النمو االقتصادي لدى آدم سميث ،حيث تؤدي إلى أعظم النتائج في القوى المنتجة للعمل. عملية تراكم رأس المال حيث يجد آدم سميث التراكم الرأسمالي شرطاً ضروريًا للتنمية االقتصادية ويجب أن يسبق تقسيم العمل ،فالمشكلة هي مقدرة األفراد على االدخار أكثر ومن ثم االستثمار أكثر في االقتصاد الوطني. دوافع الرأسماليين على االستثمار :وفقًا ألفكار آدم سميث فإن تنفيذ االستثمارات يرجع إلى توقع الرأسماليين بتحقيق األرباح ،وأن التوقعات المستقبلية فيما يتعلق باألرباح تعتمد على مناخ االستثمار السائد إضافة إلى األرباح الفعلية المحققة. عناصر النمو :وفقًا آلدم سميث تتمثل عناصر النمو في كل من المنتجين والمزارعين ورجال األعمال ،ويساعد على ذلك أن حرية التجارة والعمل والمنافسة تقود هؤالء إلى توسيع أعمالهم مما يؤدي إلى زيادة التنمية االقتصادية. عملية النمو :يفترض آدم سميث أن االقتصاد ينمو مثل الشجرة فعملية التنمية تتقدم بشكل ثابت ومستمر ،فبالرغم من أن كل مجموعة من األفراد تعمل معًا في مجال إنتاجي معين إال أنهم يشكلون معًا الشجرة ككل. أما )1909( John Stuart Millفإنه ينظر للتنمية االقتصادية كوظيفة لألرض والعمل ورأس المال ،حيث يمثل العمل واألرض عنصرين أصيلين لإلنتاج في حين يعد رأس المال تراكمات سابقة لناتج عمل سابق، ويتوقف معدل التراكم الرأسمالي على مدى توظيف قوة العمل بشكل منتج فاألرباح التي تكتسب من خالل توظيف العمالة غير المنتجة مجرد تحويل للدخل. من أهم سمات النظرية ما يلي: أمرا التحكم في النمو السكاني :اعتقد ميل أن التحكم في السكان يعد ً ضروريًا للتنمية. معدل التراكم الرأسمالي :يرى ميل أن األرباح تعتمد على تكلفة عنصر العمل ومن ثم- : فإن معدل األرباح يمثل النسبة ما بين األرباح واألجور ،فعندما ترتفع األرباح تنخفض األجور ويزيد معدل األرباح ،التي تؤدي بدورها إلى زيادة التكوين الرأسمالي وبالمثل فإن الرغبة في االدخار هي التي تؤدي إلى زيادة معدل التكوين الرأسمالي. 4 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ معدل الربح :يرى Millأن الميل غير المحدود في االقتصاد يتمثل في أن معدل األرباح يتراجع نتيجة لقانون تناقص غلة الحجم في الزراعة وزيادة عدد السكان وفي حالة غياب التحسن التكنولوجي في الزراعة وارتفاع معدل نمو السكان بشكل يفوق التراكم الرأسمالي ،فإن معدل الربح يصبح عند حدها األدنى وتحدث حالة الركود. وقدم )1960( Rostowنظرية مراحل النمو وهذه النظرية عبارة عن مجموعة من المراحل االقتصادية المستنبطة من المسيرة التنموية للدول المتقدمة ،حيث حاول في هذه النظرية أن يضع الخطوات التي يجب على الدول النامية أن تتبعها للوصول إلى التقدم. ولقد لخص هذه الخطوات في خمسة مراحل وهي كالتالي: مرحلة المجتمع التقليدي: تكون الدولة في هذه المرحلة شديدة التخلف ويظهر في هذه المرحلة: ❖ سيادة الطابع الزراعي التقليدي والصيد ذات االكتفاء الذاتي. ❖ انخفاض اإلنتاجية. ❖ ضآلة متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي. وهذه المرحلة تكون عادة ً طويلة نسبيًا وبطيئة الحركة. مرحلة التهيؤ لالنطالق: وفي هذه المرحلة يحدث تغيرات على المستوى االقتصادي: ❖ زيادة معدل التكوين الرأسمالي. ❖ بداية تخطي العمال في أنشطة معينة. ❖ بداية ظهور القطاع الصناعي على جانب القطاع الزراعي. ❖ ظهور االستثمارات االجتماعية (بناء الطرق والمواصالت). لكن مع ذلك كله يبقى نصيب الدخل الفردي منخفض. مرحلة االنطالق: تعتبر هذه المرحلة هي المنبع العظيم للتقدم في المجتمع وعندها يصبح النمو حالة عادية والشروط الالزمة لمرحلة االنطالق: ❖ ارتفاع االستثمار الصافي من نحو % 5إلى ما ال يقل عن % 10من الدخل القومي. ❖ تطوير بعض القطاعات الرائدة بمعنى ضرورة تطوير قطاع أو أكثر من القطاعات الصناعية الرئيسية بمعدل نمو مرتفع كشرط ضروري لمرحلة االنطالق وينظر روستو لهذا الشرط باعتباره العمود الفقري في عملية النمو وفيها تصنف الدولة على أنها ناهضة أو سائرة في طريق النمو. مرحلة االتجاه نحو النضج: 5 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ وعرفها روستو بأنها الفترة التي يستطيع فيها المجتمع أن يطبق على نطاق واسع التكنولوجيا الحديثة. ويرتبط بلوغ الدول مرحلة النضج التكنولوجي بحدوث تغيرات أساسية: ❖ تغير سمات وخصائص قوة العمل حيث ترتفع المهارات ويميل السكان للعيش في المدن. ❖ تغير صفات طبقة المنظمين حيث يتراجع أرباب العمل ليحل محلهم المديرين األكفاء. وفي هذه المرحلة تعتبر الدولة متقدمة اقتصاديًا. مرحلة االستهالك الكبير: وهي أخر مرحلة من مراحل النمو كما تصورها روستو تتصف هذه المرحلة باتجاه السكان نحو التركز في المدن وضواحيها وانتشار المركبات واستخدام السلع المعمرة على نطاق واسع في هذه المرحلة يتحول اهتمام المجتمع من جانب العرض إلى جانب الطلب. كبيرا من التقدم. ً وتكون الدولة فيها قد بلغت شو ً طا أما )1967( Emeryفقد أشار أيضا إلى الدور اإليجابي الذي تلعبه الصادرات في عملية نمو االقتصاد حيث ادعى أن زيادة نسبة الصادرات سوف تمكن الدولة من زيادة السلع الرأسمالية من خالل الواردات ،والسلع الرأسمالية سا في عمل نمو اقتصادي. دورا رئي ً تلعب ً إن نمو الصادرات سيقوم بتوجيه االستثمار تجاه األجزاء المناسبة في اقتصاد الدولة ومن ثم فإن معدل النمو االقتصادي للدولة يزداد نتيجة لزيادة الوفرة االقتصادية بسبب ظهور أسواق جديدة (السوق الدولية) كما تشجع المنافسة بين األسواق الدولية يشجع المصدرين على المحافظة على أعلى جودة للمنتجات مع أقل تكلفة لها. ثانيا :الجغرافيا وعالقتها بالموارد: يوجد مبدأ أساسي في دراسة الموارد يتمثل في اهتمام الجغرافي بعناصر سطح األرض ،وذلك من حيث توزيع هذه العناصر وأنماطها وأشكالها وارتباطها بأماكن معينة ،فسطح األرض وما يوجد به عليه ويحيط به ،يتضمن الكثير من التعددية والتنوع لمصادر كامنة تمثل ثروات يمكن استغاللها حسب قدرات اإلنسان ونشاطه مثل :الثروة المعدنية ،والثروة الغابية والحيوانية، ومصادر الطاقة ،لذا فإن هذا الثراء الكامن في المصادر ال يعني في حد ذاته شيئا ً من غير استخدام أو تعامل ،ومدى إقبال اإلنسان عليها الستغاللها إلشباع حاجاته وتحويل تلك المصادر إلى موارد اقتصادية. 6 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ ولقد كان الجغرافيون من أوائل الباحثين في دراسة أثر اإلنسان على الطبيعة وعناصرها ،وحاولوا التفرقة بين المصدر والمورد وتحديد الموارد الطبيعية والموارد االقتصادية؛ حيث أن المصدر – عند الجغرافيين االقتصاديين – ثروة كامنة في شكل من األشكال ،وهي في حالة سكون وقابلة للعطاء ولكنها ال تفعل ،أما المورد فهو ثروة مستخدمة بأسلوب من األساليب المتعددة لإلنسان، وهو في حالة حركة وتجاوب حسب حاجة اإلنسان ،لذا أظهر الجغرافيون هذه العالقة المتبادلة بين اإلنسان والطبيعية والخروج بوجهات نظر فيما يختص بمشاكل تخطيط استخدام الموارد ،ولقد ظهرت دراسة الموارد في الجغرافيا مرتبطة بثالثة ميادين وهي: ▪ ظهرت الموارد باعتبارها جزء من دراسة عالقات اإلنسان باألرض. ▪ ظهرت باعتبارها جزء من دراسة العمليات المستخدمة الستغالل عناصر األرض. ▪ ظهرت باعتبارها جزء من دراسة أنماط اإلنتاج االقتصادي والتجارة. ومن منطلق هذه الميادين نال مسح وتقييم الموارد الطبيعية أو عناصر األرض اهتماما ً بالغا ً في أفرع الجغرافيا المتنوعة ،ففي الجغرافيا التاريخية يمكن تحليل األهمية المتغيرة للموارد في مناطق معينة ،كما وجهت الجغرافيا اإلقليمية االهتمام نحو دراسة القاعدة األساسية لموارد اإلقليم ،كما اهتمت الجغرافيا السياسية بدراسة موارد الدول باعتبارها مصادر قاعدة اقتصادية ولها التأثير على القرارات السياسية ،ولقد اهتمت الجغرافيا االقتصادية بموضوع العناصر باعتبارها مصادر طبيعية يمكن تطويعها إلى موارد اقتصادية ينتفع بها ،وأوضحت الفروق بين الموارد الطبيعية والموارد االقتصادية على النحو التالي: ❖الموارد الطبيعية :هي ما تمنحه البيئة الطبيعية لسطح األرض في أي بقعة منها من معطيات نباتية ،حيوانية ،معدنية ،طاقة ،وتربات للزراعة يمكن لإلنسان استغاللها. ❖الموارد االقتصادية :هي الموارد الطبيعية التي يبدأ في استغاللها بحيث تدخل في مجاالت نشاطه االقتصادي في اإلنتاج والتبادل واالستهالك وندرتها تسبب مشكلة اقتصادية لدى الجغرافيين االقتصاديين ،والمخططين على السواء. ويتحدد استخدام اإلنسان للموارد في ثالث مستويات: -المستوى األول :االستخدام السيء للموارد :وقد ينتج من عجز اإلنسان وتخلفه خالل تعامله مع المورد فيما يطلق عليه االستخدام الجائر ،وهذا االستخدام الجائر للمورد بدون تخطيط أو تنظيم قد يضر بالمورد بل شديد الخطورة وعدم القدرة في المحافظة على حيوية المورد مما يسبب استنزاف 7 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ للمورد وضياعه ،ويخرج من مخرجات البيئة الطبيعية لذا يسمى ذلك إهدار للمورد. -المستوى الثاني :االستخدام التقليدي للمورد :وهو تعامل اإلنسان مع المورد بأسلوب تقليدي يتسم بالجمود وتخلف الوسيلة الحضارية ورفض التجديد، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى عدم التوازن بين اإلنتاج واالستهالك الذي تتالعب به متغيرات تؤدي إلى زيادة الطلب ،ووصول االستخدام التقليدي للموارد قد يضع مصلحة اإلنسان االقتصادية على حافة الهاوية ويقع في قبضة التبعية االقتصادية وهي مشكلة تعاني منها معظم الدول النامية اآلن. -المستوى الثالث :هو االستخدام المتطور :حيث يتم التعامل مع الموارد باستخدام أساليب متطورة من جانب والمحافظة على المورد من جانب آخر وهذا ما يسمى بالتنمية المستدامة الستغالل المورد اقتصادياً ،حيث يتفاعل اإلنسان مع موارد البيئة بشكل متقدم مع مرونة في االستخدام وتطوير الوسائل الحضارية المستغلة لهذا المورد فيترتب على ذلك التوازن بين تطوير اإلنتاج من المورد من ناحية ومواجهة المتغيرات المتقلبة من جانب آخر مما يؤدي إلى تحسين اإلنتاج ،وتحسين مستويات المعيشة وزيادة معدالت النمو االقتصادي وخصوصا ً الموارد المعدنية والبحث عن مصادر جديدة للطاقة ،ومنها الكتلة الحيوية والوقود الحيوي. لذا من أجل تقويم الموارد والحفاظ عليها يتجه المخططون دائما ً إلى تطوير مفهوم الموارد البشرية علميا ً وتكنولوجيا ً من أجل التعامل مع موارد البيئة وكيفية استخدامها وإدارتها. ثالثا :تصنيف الموارد: نظرا ً لتعدد وتنوع موارد الثروة االقتصادية ،كان من الضروري تصنيفها إلى فئات حتى يسهل دراستها من ناحية ،وتحديد تلك األنواع مما يعطي أولوية في عمليات االستغالل حسب الطلب البشري عليها من جانب آخر ويقوم تصنيف الموارد على أسس متعددة أهمها ما يلي: )1تصنيف الموارد حسب طبيعة المورد أو تكوينه. )2تصنيف الموارد حسب درجة انتشار المورد وشيوعه. )3تصنيف الموارد حسب درجة استمرار المورد (عمره الزمني). -1تصنيف الموارد حسب طبيعة المورد أو تكوينه: يظهر هذا التصنيف طبيعة المورد حيث يوجد موارد طبيعية Physical ،Resourcesوتنقسم تلك الموارد إلى مواد عضوية ،Organicوتتمثل في الموارد النباتية مثل :الغابات ،المراعي واألعشاب ،والموارد الحيوانية مثل: (الكائنات المائية واألسماك ،وبعض الموارد المعدنية التي تمثل بقايا عضوية 8 ______________________________ المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية مثل :الفحم والبترول التي ثبت من خالل تحليلها كيمائيا ً أنها ترجع أساسا ً إلى أصول عضوية. والنوع اآلخر من الموارد الطبيعية هي الموارد غير العضوية Inorganicوتدخل في تكوينها عناصر حيوية مثل :الموارد المائية ،والهواء، وأحجار البناء ،والخامات المعدنية مثل :النحاس ،والقصدي ،والحديد، والبوكسيت (خام األلمنيوم) ،وبعض األمالح Saltsمثل :الملح الصخري، والبوتاسيوم ،والكبريت. وتوجد مصادر وعناصر بيئية من الموارد تصنف من النمطين العضوي وغير العضوي مثل التربة ،Soilفالمادة الدبالية ( Humusهي بقايا النباتات والحيوانات التي تتحلل في التربة) هي العنصر العضوي ،أما األكاسيد واألمالح التي تتواجد في التربة من خالل تحللها الصخري فإن ذلك يمثل عنصر غير العضوي. أما النمط اآلخر من تصنيف الموارد حسب طبيعتها التكوينية هو المورد البشري Human Resourcesويتضمن هذا المورد اإلنسان وقدراته العلمية والتكنولوجية في استخدام الموارد وإدارتها. -2تصنيف الموارد حسب درجة انتشار المورد وشيوعه: يمثل هذا التصنيف أساس للتوزيع الجغرافي للموارد ومدى تمتع الموارد بالوفرة أو الندرة حسب تواجدها على سطح األرض ،وينعكس ذلك على ما تسببه من مشكلة اقتصادية وخصوصا ً إذا ارتفع الطلب على مورد نادر نسبيا ً مثل اليورانيوم المشع الذي يدخل في التفاعالت النووية ،وتصنف الموارد على هذا األساس كما يلي: أ -موارد عظيمة الشيوع: وتتمثل في موارد شائعة وال يقتصر وجودها على منطقة بعينها ،وال يجد اإلنسان صعوبة كبيرة في الحصول عليها مثل :الماء والهواء ،وقد يدرج تحتها أيضا التربة والرمال وبعض المعادن مثل :أكاسيد الحديد. ب -موارد شائعة :Communal يختلف هذا النمط من الموارد حسب أهميته النسبية في االستخدام Usageتبعا ً لظروف األقاليم الجغرافية التي توجد بها ،مثل التربة الزراعية وخصائصها الحيوية (كيمائية ،وفيزيائية) ،والغطاء النباتي Vegetationوالثروة السمكية، لذا فطرق استغالل هذه الموارد ذات أمور نسبية تتباين في األقاليم المختلفة في العالم. 9 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ جـ -موارد نادرة نسبيا ً ٌ:Rarities تتسم هذه الموارد بالندرة النسبية حسب توزيعها الجغرافي ودرجات استخدامها الفعلي من اإلنسان مثل معظم الخامات المعدنية Mineralsمثل النحاس، والرصاص والزنك ،وخامات الفوسفات ،وبعض مصادر الطاقة مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي ،وأهم ما يسترعي االنتباه إلى هذا النوع من الموارد أن معظمها من الموارد القابلة للنضوب ألنها تكونت في عصور جيولوجية سحيقة ،ويصعب تكرارها أو تعويضها وبالتالي ما يستخرج منها ال يعوض. د -موارد نادرة جدا ً :Iniquities وتتمثل تلك الموارد في أنواع معينة نادرة بشكل ملحوظ وتتركز في بقاع معينة من سطح األرض مثل الزئبق الذي يتركز ٪85من إنتاجه العالمي في دولة أسبانيا ،والنيكل الذي يتركز ٪80من إنتاجه عالميا ً في إقليم سدبري في والية انتاريو بدولة كندا ،وكذلك ٪11في جزيرة نيو كاليدونيا في المحيط الهادي، والماس الطبيعي الذي يتركز في دولة الكونغو (زائير سابقاً) بما يعادل ثلثي اإلنتاج العالمي ،والذهب بما يعادل ٪42منه في دولة جنوب أفريقيا وإنتاج معدن الكورندم في دولة روديسيا بغرب أفريقيا ،وقد تدخل بعض المنتجات الزراعية باعتبارها موارد نادرة جدا ً مثل زراعة الجوت في دلتا نهر الجانجا في بنجالديش وغرب كلكتا بالهند ،ونبات السيزال (من نباتات األلياف) حيث أن ثلثي اإلنتاج تأتي من دولة تنزانيا. -3تصنيف الموارد حسب درجة استمرار المورد (عمره الزمني): تصنف هذه الموارد إلى ثالث مجموعات فرعية حسب درجة استمراريتها وعمرها النسبي إلى ما يلي: أ -مجموعة الموارد غير القابلة للنفاذ :Inexhaustible وتتمثل مثل هذه الموارد في الهواء والرمال وغيرها من الموارد ذات الشيوع الواسع ،ويجب أن نشير هنا إلى نقطة مهمة هي :إن إدراك اإلنسان لعدم قابلية هذا النوع من الموارد للنفاذ يدفعه أحيانا ً إلى إساءة استغاللها وقد يترتب على ذلك آثار خطيرة منها ظاهرة تلوث الهواء Air Pollutionالتي ظهرت من التكثيف الصناعي في المدن الكبرى. ب -مجموعة الموارد القابلة للتجديد أو المتجددة :Renewable وتشمل هذه المجموعة موارد الغابات والمراعي الطبيعية والمياه واألسماك وطاقة الشمس والرياح ،والجدير بالذكر هنا إن قابلية المورد للتجديد ال يعتمد فقط على طبيعة المورد فحسب ،بل أيضا على الطريقة التي تستغل بها فمثال ً الموارد الغابية إذا استغلها اإلنسان بدون تخطيط وسوء إدارة لها لالستفادة منها فإن إعادة المورد إلى طبيعته أمر صعب للغاية مما يضر بالتوازن البيئي أو حدوث خلل في النظام البيئي ، Ecosystemواألمثلة على ذلك عديدة ،فقد 10 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ كانت أراضي دول مثل الهند والصين واليابان والواليات المتحدة غنية بمواردها الغابية في الماضي ،وبدأ اإلنسان في االستفادة من هذه الموارد ،ولكن اختلف أسلوب االستفادة وإدارة الموارد (فالهند والصين) استغلت غاباتها بأسلوب غير رشيد وزيادة معدالت قطع األشجار عن معدالت التشجير (إعادة زرع األشجار بالغابات) فأدى ذلك إلى تقلص وانكماش مساحات كبيرة من الغابات وانقراض من أنواع معينة من األشجار ،وعلى العكس تنبهت اليابان والواليات المتحدة) لهذه الخطورة البيئية ومارست كل منهما نوع من االستغالل المعقول والمخطط لمواردها الغابية بحيث ال يزيد معدل القطع عن معدل النمو والتشجير وتحسين طرق وقاية الغابات من الفيضانات ،واألمراض النباتية والحرائق ،بل جعلتها الواليات المتحدة حدائق وطنية ،National Parksوإصدار قوانين صارمة للحفاظ على الموارد الغابية. جـ -مجموعة الموارد غير القابلة للتجديد :Non - Renewable تشمل هذه الموارد معظم الثروة المعدنية ومصادر الطاقة الحفرية فهي جميعا ً موارد مؤقتة ويعتمد استمراريتها على كثافة االستغالل الذي يحدده عدة عوامل هي: -رغبة الدولة التي يوجد بها وبأرضها مورد معدني هو االستفادة من وجوده إلى أكبر حد ممكن. -مدى زيادة الطلب على الموارد غير المتجددة في األسواق العالمية. واألمثلة على ذلك عديدة منها البترول الذي يرتبط تواجده باألحواض البترولية التي تكونت تحت ظروف مناخية معينة خالل العصور الجيولوجية، وبالتالي يتركز في مناطق ويختفي في مناطق أخرى ،وتعتمد درجة استمراريته على معدالت إنتاجه ومعدالت استهالكه وكمية االحتياطي ومدى الطلب عليه في السوق العالمي. ونرى من العرض السابق أنه يمكن تصنيف الموارد حسب أسس مختلفة، وينبغي أن نلفت النظر هنا أن كل هذه التصنيفات متداخلة في بعضها البعض، فمثال ،البترول مورد عضوي في تكوينه ونادر نسبيا ً من حيث درجة الشيوع والتوزيع ،ومورد غير متجدد من حيث درجة استخدامه وعمر الزمني. رابعا :منهجية البحث في جغرافية الموارد: إذا كانت الجغرافيا االقتصادية هي فرع من فروع الجغرافيا البشرية، وتهتم بالعملية االقتصادية التي تجمع ما بين اإلنتاج واالستهالك ،لذا فإن جغرافية الموارد كفرع من فروع الجغرافيا االقتصادية تهتم بدراسة عناصر ومصادر سطح األرض الطبيعية وتحديد الكيفية التي من خاللها يقوم اإلنسان بإنتاج هذه العناصر واستغاللها وتحويلها إلى موارد ثروة يمكن استهالكها اقتصادياً ،فالجغرافي دائما يهتم باألرض ونشاط اإلنسان والتفاعل بينهما ،لذا 11 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ يجتهد الجغرافي وخصوصا ً في مجال الجغرافيا االقتصادية إلى دراسة أكثر من منهج يصلح لدراسة الموارد وجغرافيتها وتوزيعها وكيفية التعامل معها من اإلنسان حسب قدراته العقلية والفكرية وأدواته المستخدمة في استغالل الموارد، لذا تتمثل هذه المناهج المعمول بها في دراسة الموارد دراسة جغرافية هي: -1المنهج اإلقليمي :Regional Approach يمثل هذا المنهج أنه جغرافي خالص بل قل إنه منهج سليم إلى أبعد الحدود ألنه يتخذ من اإلقليم المتميز وحدة للبحث ،وفي هذا اإلطار اإلقليمي يستهدف البحث تجسيد الصور التي تعبر عن المورد أو الموارد المتنوعة ومن ثم يتلمس بيان أسلوب أو أساليب االستخدام البشري لهذه الموارد ،ويستطيع الجغرافي استطالع الضوابط البشرية ودورها الفعال في مواجهة الضوابط الطبيعية من أجل اإلنتاج واالستهالك والحكم على مستوى هاتين العمليتين وأثرهما على استخدام الموارد. ويفضل الجغرافي االقتصادي عامة والدارس لجغرافية المورد على وجه الخصوص أن يحسن توظيف هذا النهج في دراسة الموارد بالدول باعتبارها وحدات سياسية تمثل رقعة من سطح الرض ولها حدود واضحة المعالم ،وتعميق الدراسة داخل الوحدات اإلدارية كقوة تنظيمية يمكن من خاللها إبراز الموارد المتاحة وتصنيفها وأساليب استخدامها وإدارتها وتحديد أنماط االستخدام للوصول إلى نتائج موضوعية في توضيح مدى تأثير موارد الدولة وإنتاجها االقتصادي على قوتها االقتصادية وقرارها السياسي وتحديد الوجه السياسي لها ما بين االستقاللية أو التبعية. -2المنهج الحرفي :Occupational Approach يمثل منهج جغرافي اجتماعي يتخذ من شكل النشاط البشري وسلوكه غاية عند التعامل مع الموارد ،حيث يبرز الواقع البشري عند التعامل مع كل مورد حسب الطلب عليه ،ومدى إمكانية وقدرات البشر في استغالل المورد والحفاظ عليه وإدارته بشكل متطور وسليم أو شكل سيء ،وفي إطار الرؤية الجغرافية لهذا المنهج أنه يدرس كيفية االستفادة من الموارد المتاحة داخل اإلقليم من خالل أنشطة اإلنسان وأساليبه والمستويات التقنية المستخدمة من أجل اإلنتاج ،ودور اإلنسان اإليجابي أو السلبي عندما يتعامل مع الموارد لهذا اإلنتاج ومدى الطلب عليه ،فمثالً ،عند استخدام اإلنسان لمورد التربة الزراعية فإن الجغرافي يحدد نمط الزراعة السائدة في اإلقليم وموسميتها ومدى استغالل اإلنسان للتربة في إجراء العمليات الزراعية التي تهدف إلى اإلنتاج المحصولي حسب الطلب عليه، وكيفية الحفاظ على هذا المورد من الضياع أو التدهور. -3المنهج األصولي :Systematical Approach 12 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ يوجه هذا المنهج كل عنايته إلى القواعد والقوانين واألصول التي تؤثر في استخدام المورد ،ويكون التركيب االقتصادي والعوامل المؤثرة فيه (طبيعيا ً وبشرياً) هو محور البحث ألن الجغرافي هنا يدرس القوانين الطبيعية التي أوجدت المصادر الطبيعية على السطح والقدرات البشرية التي تكافح من أجل استغالل المصادر وتحويلها إلى موارد ثروة اقتصادية ،ويتخذ الجغرافي من هذا المنهج غاية في الحصول على النتائج التي تجسد قيمة دراسة الموارد من أجل اإلنتاج ولحساب االستهالك. -4المنهج المحصولي: يتخذ هذا المنهج من اإلنتاج االقتصادي وسيلة لتوضيح المحصلة النهائية في التفاعل بين اإلنسان والموارد المتاحة وحساب تنميته االقتصادية عندما يتزن مع طلب االستهالك ،فاإلنتاج هنا هو العرض أوالً الذي يتأثر بالتسويق والطلب واالستهالك في نهاية المطاف ،باستغالل الموارد.البد أن يكون لها هدفا ً اقتصاديا ً يجمع ما بين اإلنتاج واالستهالك وإال عدم تحقيق هذا الهدف يمثل إهدار للموارد وسوء استخدام لها. -5المنهج التحليلي- : يعد هذا المنهج طريقة وأسلوب في البحث عن هبات الطبيعية من المصادر المتنوعة داخل الوحدة األرضية (المكان) وتحليل توزيعها وتصنيفها وتكوينها الطبيعي داخل نظامها البيئي التي خلقها هللا هذا من جانب ،ودراسة القدرات اإلنسانية وأساليبه الحضارية في استغالل تلك المصادر وتحويلها إلى موارد اقتصادية في نظام يعكس مدى استغالل اإلنسان للموارد والمحافظة عليها أو إهداره لها في منظومة متكاملة من جانب آخر ،فمحافظة اإلنسان على الموارد وطبيعتها 13 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ الفصل الثاني الموارد النباتية على سطح األرض أوال ً :الثروة النباتية الطبيعية ثانيا ً :أنماط النبات الطبيعي ثالثا ً :االستخدام البشري للنبات الطبيعي 14 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ يمثل الغطاء النباتي الطبيعي هبة من هللا – سبحانه وتعالى – على سطح األرض ،ومصدر لثروة كامنة تتوزع على السطح في مناطق حسب األسباب التي وضعت لها على األرض داخل الغالف الحيوي ومنها التربة التي تمثل بيئة نمو جذور النبات ،والمياه ومصدرها المطر ،واالختالف في درجات الحرارة الذي جهل للنبات الطبيعي صورا ً مختلفة الشكل على السطح ومصدر إلنتاج غذاؤه عن طريق التمثيل الضوئي؛ لذا الضوء والحرارة التي مصدرها طاقة متجددة (الشمس) جعلت النبات الطبيعي كائن حيوي منتج للغذاء ،ومجدد للهواء ،وبيئة لنمو البريات من الحيوانات غير المستأنسة سواء كان هذا النبات ناميا ً على أرض اليابس أو عائما ً على سطح الماء أو غائصا ً ومغمور في المياه عذبة كانت أم مالحة. أوال :الثروة النباتية الطبيعية: يمثل النمو النباتي الطبيعي قطاعا ً مهما ً من الغالف الحيوي Biospher الذي يكسو سطح األرض ،وتؤثر مقومات البيئة الطبيعية باعتبارها ضوابط في نموه على السطح ،بل أنها هي التي تفسر وتستوعب ذلك التنوع والتباين في الغطاء النباتي ،وتتنوع صور النبات الطبيعي على صعيد األرض ،فعندما ينمو الغطاء الشجري وتزداد كثافته فإن ذلك يسمى غابة أو أدغال Jungleتعكس نبض الحياة في المكان حيث أنها مأوى للتكيف البيئي من الحيوانات مثل الزواحف ومتسلقات ،وعندما ينمو الغطاء عشبيا ً من الحشائش Grassفإن ذلك يشكل مروجا ً خضراء تعبر عن المرعى للحيوانات المستأنسة والبرية من آكلة العشب ،وقد ينمو االثنان معا ً الغابة مع الحشائش وتسمى بالمروج البستانية مثل السافانا Savannaالبستانية في أفريقيا المدارية مأوى الحيوانات آكلة العشب وآكلة اللحوم فيما يسمى بالحياة البرية .Wild Lifeإضافة إلى هذا التنوع البديع الذي تعلن عنه هذه الصور النباتية الطبيعية والمنتشرة في مساحات كبيرة من األرض ،هناك مساحات عارية حيث تفتقد للنبات الطبيعي الكثيف بل المتناثر كاألعشاب القزمية والحشائش الفقيرة والشجيرات أو النخيل ،لذا فإن ذلك في الصحراء ذات النبض الخافت. ومهما يكن من أمر هذه الصور النباتية الطبيعية المتنوعة ،فإنها كانت ومازالت تمثل المعين الثري الذي شد انتباه اإلنسان وحظي باهتمامه ،ومازال النبات الطبيعي مصدرا ً من مصادر البيئة الطبيعية وهبة من هللا للبشر. ولقد أقبل اإلنسان منذ وقت بعيد على استخدام هذا المصدر حتى أصبح موردا ً اقتصاديا ً على كافة المستويات والصور سواء أكان عشبا ً أو شجرا ً أو ثمراً ،فلقد انتفع به اإلنسان مباشرا ً من خالل الجمع وااللتقاط لثماره ،واستغله في رعى حيواناته ،وقطع فروع الشجر ليكون حطبا ً لناره ،واستغل جذوع الشجر في بناء سفن الصيد أو سفن النقل ،وهكذا هو اإلنسان مستغالً للبيئة 15 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ ومحوالً مصادرها إلى موارد لها منافع اقتصادية حسب قدراته الحضارية في ابتكار أساليب االستفادة من هذا المورد. المناطق الحيوية عىل سطح األرض ثانيا :أنماط النبات الطبيعي: تشمل أنماط النبات الطبيعي ثالث أنماط وهي الغابات بمختلف أنواعها، والحشائش ،ونباتات الصحاري ،وتتوزع على النحو التالي: أ -الغابات: تبلغ مساحات الغابات 4.3مليار فدان بحسب تقديرات عام 2016م ،وقد تقلصت من 7.5مليار فدان عام 1951م؛ وهذا االنكماش في مساحة الغابات ناتج عن قيام اإلنسان بقطعه المستمر لألشجار للحصول منها على األخشاب بكافة أنواعها ،ولكن الهدر المستمر في قطع األخشاب أدى إلى انخفاض مساحة الغابات من ٪35من مساحة اليابس إلى ٪15وعلى مدى الخمس وعشرين سنة الماضية ،تراجعت مساحة غابات العالم بواقع 1.3مليون كيلومتر مربع. وهذا يعني أنه منذ 1990فقد العالم مساحة من الغابات أكبر من مساحة جنوب أفريقيا. وتقدر مساحة الغابات في الدول المتقدمة بنسبة ،٪ 23,43و يقع ٪60من غابات العالم في سبع دول فقط وهي مرتبة تنازليا ً االتحاد الروسي والبرازيل وكندا والواليات المتحدة األمريكية والصين وإندونيسيا و زائير ،وتقدر الغابات المخروطية بحوالي ٪ 35من جملة مساحة الغابات في العالم ،وغابات المناطق االستوائية بحوالي ،٪49أما غابات ذوات الورق العريض في المناطق المعتدلة فنسبتها حوالي ،٪ 16و يضم التوزيع التقليدي لغابات العالم الذي يعتمد على 16 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ اختالف المناخ ،ثالثة أنواع هي الغابات المخروطية وغابات المناطق المعتدلة ذات األشجار عريضة األوراق وغابات المناطق االستوائية. فقد تم وضع أكثر من تقسيم للغابات في العالم ،من أهمها ذلك الذي ورد في تقرير منظمة األغذية والزراعة FAOالتابعة لألمم المتحدة التابعة لألمم المتحدة سنة .1971 التغي يف مساحة الغابات من عام 1990إىل عام 2015 ر واالستخدام الرئيس للغابات هو استخدام أخشابها حيث تستأثر الطاقة الخشبية بـ ٪ 27من إجمالي إمدادات الطاقة األولية في أفريقيا ،و ٪ 13في أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي و ٪ 5في آسيا غير أنها تستخدم أيضا ً بصورة متزايدة في البلدان المتقدمة بهدف خفض االعتماد على الوقود األحفوري.فعلى سبيل المثال ،يستخدم حوالي 90مليون شخص في أوروبا وأمريكا الشمالية اآلن الطاقة الخشبية كمصدر رئيسي لتدفئة المنازل. تساهم منتجات الغابات مساهمة كبيرة في إيواء 1.3مليار فرد على األقل، أي ٪ 18من سكان العالم ،وتستخدم منتجات الغابات في تشييد المساكن في جميع أنحا ّء العالم.ويبلغ عدد من يعيشون في مساكن تشكل فيها منتجات الغابات المواد الرئيسية المستخدمة للجدران أو األسقف أو األرضيات حوالي مليار شخص في آسيا و 150مليون شخص في أفريقيا. ويظهر القوى العاملة المستخدمة في قطاع الغابات في جميع بلدان العالم أن النسبة األعلى حوالي ٪ 9.3هي في جزر سليمان ،وتعمل غالبية اليد العاملة في إنتاج األخشاب المستديرة الصناعية.ويستخدم قطاع الغابات أكثر من ٪ 2 من القوى العاملة في 12بلدا ً آخر ،معظمها في شمال وشرق أوروبا ،ولكن أيضا ً في الكاميرون وغابون وغيانا وسورينام.ويستخدم حوالي ٪1من القوى العاملة في هذا القطاع في عدد من البلدان األوروبية األخرى ،وكذاك في كندا. أما العمالة في قطاع الغابات في معظم البلدان األخرى فأقل من .٪5 17 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ الغابات في العالم 18 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ ويالحظ أن عدة ماليين من العائالت على النطاق العالمي تعتمد اعتمادا ً جسيما ً على الموارد غيـر الخشبية للغابات ،سواء للعيش أو لكسب دخل.وهناك حوالي ٪ 80من سكان العالم النامي يستعملون موارد الغابات غير الخشبية ألغراض الصحة والتغذية وبخاصة نساء العائالت الفقيرة هن في المعتاد الالئي يعتمدن أكثر من غيرهن على هذه الموارد سواء لالستعمال المنزلي أو للحصول على دخل ،وعلى الصعيد المحلي يوفر موارد الغابات غير الخشبية أيضا مواد خام لعمليات صناعية واسعة النطاق ،وبعض موارد الغابات غير الخشبية مهمة كذلك كسلع للتصدير ،وفي الوقت الحالي هناك على األقل 150سلعة ذات أهمية في التجارة الدولية ،تشمل العسل والصمغ العربي ونبات الرطان والبوص والفلين والجوز والفطر والراتنغات والزيوت األساسية واألجزاء النباتية والحيوانية الالزمة للمستحضرات الصيدلية ،ففي لبالد المصنعة كثيرا ً ما ينظر إلى الموارد غير الخشبية للغابات باعتبارها نشاطا ً هامشيا ً ،وكثيرا ً ما يحدث العكس في البلدان النامية ،فالموارد غير الخشبية للغابات تستعمل استعماالً يوميا ً في المناطق المدارية ،وتوفر موارد أساسية للناس ،وهذه الموارد مهمة أيضا على الصعيد المحلي في كثير من المناطق في شمال أوراسيا وأمريكا الشمالية. -1الغابات االستوائية: تقع بين خطي العرض °10على جانبي خط االستواء ،وتتوزع حاليا في جيوب مساحية في أربعة قارات رئيسة :بقارة آسيا حيث تنمو أشجار البامبو وجوز الهند المرتفعة في مناطق جنوب شرقي آسيا وإندونيسيا والفلبين، والساحل الشرقي ألستراليا االمتداد األكبر للغابات االستوائية المطيرة في شرق الكرة األرضية.وحوض الكونغو في قارة أفريقيا حيث تضم جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تضم وحدها ٪ 47من الغابات المدارية األفريقية – وهي ثاني أكبر مساحة من الغابات المدارية في العالم بعد منطقة األمازون في البرازيل ،والجزء الشرقي من جزيرة مدغشقر حيث تنمو هنا أشجار الماهوجني ونخيل الزيت والكاكاو ،وحوض نهر األمازون في قارة أمريكا الجنوبية حيث تنتشر أشجار المطاط والتي تسمى الهيفيا ،وتشكل هذه الغابات اآلن ٪7من مساحة اليابس ،وتتسم بأنها كثيفة متصل الغطاء النباتي األخضر يصعب اختراقه ،لذا استغاللها محدود نظرا ً النتشار الزواحف بها بشكل كثيف والحيوانات شديدة الخطورة ،وبخاصة في حوض نهر األمازون التي تشكل ٪50من مساحة البرازيل البالغة 8.4مليون كيلو متر مربع.وإلى جانب ذلك تعد هذه الغابات رئة األرض وتنتج ٪40من أوكسجين كوكب األرض الحتوائها على عدد كبير من النباتات. 19 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ وقد قامت الشركات األوروبية بقطع مساحات مهمة من هذه الغابات وتحويلها إلى مزارع منظمة لزراعة الغالت الزراعية االستوائية التي تستخدم مواد أولية في الصناعة األوربية كالمطاط الكاكاو وزيت النخيل وغيرها. الت اختفت مساحات الغابات ي الغابات االستوائية يف العالم 20 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ -2الغابات المدارية الحارة: تتسم باألشجار ذات األخشاب الصلبة في أمريكا الالتينية وآسيا وأفريقيا، وتبلغ حصة أمريكا الالتينية ٪51من مساحة الغابات وأفريقيا ٪40والبقية ٪9 في آسيا ،وقد تعرضت هذه الغابات للقطع الجائر إما الستخدام األرض في الزراعة أو الزراعة العلمية لنمو أشجار بها ذات استخدام تجاري مثل :المطاط، والكاكاو ،وجوز الهند ،ونخيل الزيت. توزي ع الغابات المدارية الحارة يف العالم إن استغالل أشجار الغابات المدارية الحارة باعتبارها موردا ً يتوقف على الطلب على ثمارها وأخشابها حسب األغراض التجارية ،ويمثل جمع العصارة التي تزخر بها جذوع األشجار قطاعا ً مهما ً في النشاط االقتصادي وخصوصا ً عصارة المطاط من شجرة المطاط وشجرة الزابوتي وشجرة الباليا ،وهناك قطاع آخر من األشجار يستخدم اقتصاديا ً يتمثل في جمع الثمار مثل :ثمار جوز الهند ،والبندق البرازيلي ،وبندق النخيل ،والكاكاو ،ونخيل الزيت ،حيث يزداد الطلب االقتصادي على هذه الثمار وتدخل في صناعات مثل :زيت النخيل. أما االستخدام الثالث لألشجار المدارية الحارة اقتصاديا باعتبارها مورد ألنواع العقاقير ومواد الدباغة ومنها أشجار الكافور وأشجار السنشوانا والسنط، حيث يستخرج من شجرة الكافور زيت طبي ،ويستخدم لحاء شجرة السنشوانا في استخالص مركبات دوائية ،ويمثل قطع األشجار موردا ً ألخشاب الصلبة ومنها الماهوجني ،والتيك ،واألبنوس ،والبلسا. -3الغابات المعتدلة: تنتشر هذه الغابات المتنوعة في العروض الوسطى من سطح األرض وتشمل هذه الغابات أنماط مثل :غابات البحر المتوسط ذات المطر الشتوي 21 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ بغرب القارات ،وكذلك غابات اإلقليم الصيني ذات المناخ المعتدل الرطب الممطر صيفا ً شرق القارات وفي نفس العروض °30إلى °40شمال وجنوب خط االستواء ،ويغلب عليها النمو الشجري دائم الخضرة ،ولقد كان التفاعل بين اإلنسان وهذه الغابات شديدا ً حيث القطع الدائم ألشجارها واستغالل أراضيها في حرفة الزراعة الرتفاع الكثافات السكانية. وعلى الرغم من انخفاض تلك المساحة من الغابات لتمثل ٪10من مساحة اليابس حاليا وخصوصا ً على سفوح الجبال إال أنها ذات قيمة اقتصادية ألنها تعطى منتوجا ً يتمثل في الثمار والفاكهة ،وكذلك لحاء الشجر وأخشابها الالزمة لصناعة األثاث ،ويتضمن الغطاء الشجري أنواع معينة من أشجار ذات ثمار اقتصادية زرع بعضها مرة أخرى كإنتاج زراعي مثل :أشجار الفلين ،والجوز، واللوز ،والبلوط؛ ويعد شجر الفلين أهم األشجار في هذه الغابات حيث يستخرج من لحائها مادة الستانين المستخدم في دباغة الجلود. -4الغابات الباردة: ينمو هذا الغطاء الشجري في مساحات واسعة ومبعثرة من األرض وعلى سفوح الجبال ذات الغطاءات الجليدية شتا ًء بين دائرتي عرض °40إلى °60 شماالً وجنوبا ً حيث تتواجد بكثرة في نصف الكرة الشمالي عن الجنوبي في أوراسيا وأمريكا الشمالية وجنوب أمريكا الجنوبية ،وعلى سفوح الجبال العالية للشام وجنوب أفريقيا وشرق استراليا ،وتشغل نوعان من الغابات هما :الغابات المخروطية والغابات النفطية. ومهما يكن فإن استغالل النمو الشجري في الغابات قد جاء من خالل الخبرة والكفاءة في االنتفاع والحصول على الغطاء النباتي حسب الحاجات المتزايدة عليه واستغالل أشجار هذه الغابات المتنوعة مثل :شجر البلوط والزان والصنوبر والراتنج حيث تتسم باأللياف اللينة واللحاء والخشب الذي يدخل في صناعة األثاث والورق.وقد أدرك اإلنسان بأهمية القطاع الغابي وعاد إلى استزراع األشجار لالستفادة منها بشكل منتظم دون حدوث خلل في نظامها البيئي ،فقامت الدول المتقدمة التي تملك مثل هذه الثروة إتباع أساليب علمية في تنظيم القطع لألشجار واالستزراع في كالً من فلندا ،والسويد ،والنرويج، والواليات المتحدة ،وكندا وروسيا االتحادية. ب -الحشائش: تمثل الحشائش بتنوعها حسب اختالف درجات الحرارة مراعي طبيعية يزيد مساحتها عن 2.5مليار فدان بما يشكل ٪22من مساحة اليابس ،وهذه المراعي ذات المساحات الواسعة هي أساس حرف الرعي المتنوع ما بين 22 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ البدائي والتجاري ،وتنقسم الحشائش على أساس موقعها الجغرافي ودرجات الحرارة إلى: -1حشائش السافانا: تتوزع هذه الحشائش في مساحات شاسعة من قارة أفريقيا حتى تكاد تصل مساحتها ٪35من مساحة القارة البالغة 30.3مليون كم ، 2بينما تتسع في أمريكا الالتينية على الهضاب وتسمى بأسماء محلية منها السلفاس ،وتوجد في شمال أستراليا مع الغابات المدارية لتشكل ٪3من مساحة أستراليا ،وتعد قارة أفريقيا النموذج األمثل لهذه الحشائش ،وتتدرج في أفريقيا المدارية وسط أفريقيا بين دوائر عرض °8إلى °18شمال خط االستواء وجنوبه ،وتختلف في كثافتها حسب األمطار ،فكلما اقتربنا من خط االستواء زادت كثافتها وتسمى بالسافانا البستانية حيث انتشار الحدائق المفتوحة Game Parkللحيوانات آكلة العشب وآكلة اللحوم ،كما تنشر حرف الرعي وتحرك الرعاة في دول غرب أفريقيا ووسطها حيث رعى األبقار والجاموس بشكل كبير. -2حشائش االستبس: تمثل الحشائش التي تنمو في النطاقات المناخية المعتدلة المنتشرة في مساحات واسعة في العروض الوسطى حيث توجد في السهول الساحلية للبحر المتوسط وفي جنوب أفريقيا (إقليم الفلد) ،وفي جنوب استراليا ونيوزلندا ،وفي سهول البمباس بالبرازيل واألرجنتين ،والسهول الوسطى بأمريكا الشمالية (البراري) والسهل األوربي العظيم في وسط وغرب القارة ،وفي سهول واسعة في وسط آسيا وشرقها ،وتنمو مع سقوط األمطار الصيفية أو الشتوية على السواء ،وتتسم هذه الحشائش بأنها مراعي طبيعية للرعي التجاري والمزارع الحيوانية ذات األسلوب العلمي إلنتاج األلبان واللحوم وتصنيع منتجات األلبان التي تشتهر بها بلدان عديدة مثل نيوزلندا والدنمارك وهولندا وفنلندا ومراعي الصين ،وأبرز الحيوانات هي األبقار مثل :الفريزان والهولشتين ،وأغنام المارينو ذات الصوف الجيد كما في أستراليا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا. -3نباتات الصحاري: يتبعثر النبات الطبيعي في الصحاري الشاسعة وبالتحديد في أماكن وجود المياه سواء األمطار التي تسقط على هوامش الصحراء أو المياه الجوفية، والنبات الصحراوي على الرغم من ضآلته إال أن له أهمية اقتصادية باعتباره مورد يمكن استغالله فالحشائش واألعشاب تدخل ضمن المستحضرات الطبية وخصوصا ً التي تنمو في بطون الوديان وسفوح الجبال بسبب المطر أو تسرب المياه في شكل جوفي ،مثل نبات الحرجل والشيح والسكران والزعفران ،بجانب نبات الصبار ،وكذلك مصدر للتمور مثل نخيل البلح؛ ففي الوطن العربي ذات 23 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ المساحة الشاسعة من الصحاري يظهر تصنيع التمور في البادية والواحات بوصفه نشاط اقتصادي يدر دخالً ألصحابه وخاصة البلح الجاف (التمر) وتصنيع منتجات من التمور. ثالثا :االستخدام البشري للنبات الطبيعي: لقد تنوع االستخدام البشري للنبات الطبيعي منذ القدم ،فقد كانت االستخدامات البدائية من اإلنسان للغطاء النباتي لسد احتياجاته من الغذاء والكساء ،فقديماً ،كان النبات الطبيعي معين ومورد لإلنسان للحصول على جذوع األشجار واألوراق لبناء األكواخ في الغابات أو كساء لجسده مثل جلود الحيوانات وخصوصا ً في المناطق االستوائية والمدارية ،كما أن النبات الطبيعي كان يمد اإلنسان بما يحتاجه من الثمار؛ لذا كانت الحرفة األولية هي الجمع وااللتقاط من الثمار لسد احتياجاته الغذائية ،كما أن فروع األشجار كانت سبيال ً إلشعال النار للتدفئة ليالً ،واإلضاءة والحماية من الحيوانات. وعندما تطور اإلنسان حضاريا ً وزاد عدد السكان وتنوعت وتعددت االحتياجات البشرية وسيادة االستعمار والتطور الصناعي واإلنتاج الكبير كان البد من االستفادة بالغطاء النباتي بأقصى الطاقة الممكنة ،فحديثاً ،ومع تطور اإلنسان بدأ يستغل الغطاء النباتي في أمور عديدة منها ما يلي: -التوسع في الزراعة العلمية لزيادة الطلب على ثمار األشجار االستوائية والمدارية مثل :الكاكاو ،ونخيل الزيت ،واألناناس ،وجوز الهند ،والبندق االستوائي ،والمطاط ،وقد انتشرت المزارع العلمية التي تخص الشركات الكبرى الستغالل هذه المنتجات في التصنيع والزيوت النباتية. -استخدام أشجار الغابات الصلبة واللينة على اختالف تنوعها البيئي ما بين أشجار البامبو ،والخيزران ،والتيك ،والماهوجني ،واألبنوس ،والسرو ،والفلين، واآلرز ،والقسطل ،والزان لتصنيع األخشاب واستخدامها في أمور صناعية عديدة مثل :السفن ،واألثاث ،والمساكن الخشبية في المناطق الباردة ،واستخدام اللحاء ولب األشجار في تصنيع الورق ،ومواد الدباغة. -اتجاه اإلنسان إلى األساليب العلمية للمحافظة على الغطاء النباتي بإعادة زراعته واالستفادة منه من خالل التنمية المستدامة نظرا ً لألهمية االقتصادية له والطلب العالمي والحفاظ على الغابات باستخدام برامج االستشعار عن بعد ونظم المعلومات البيئية. -اتجاه اإلنسان إلى االستفادة من المراعي الطبيعية في حرف الرعي وإنتاج األلبان واللحوم والتخصص في مزارع الحيوان وزراعة حبوب العلف الالزمة له ،وإنتاج منتجات األلبان المتنوعة والصوف لصناعة المنتجات الصوفية. 24 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ -استفادة اإلنسان من النبات المتناثر في الصحاري ذو القيمة االقتصادية والطبية حيث استخالص المستحضرات الطبية ،والعلف ،وتصنيع التمور، واالستفادة في تصنيع المنتجات الخشبية. وبالرغم من كل هذه االستخدامات وتنوعها المستمدة من النبات الطبيعي؛ إال أن اإلنسان كان سببا ً في حدوث خلل بيئي نتج من اقتطاع النبات الطبيعي وتقلص مساحته مما أضر بالمنظومة البيئية باعتباره نبات مجدد للهواء ،منتج للغذاء ،أساس دورة الهواء من حيث التجديد البيئي ،حاميا ً للتربة وإزالته ترتب عليها الفيضانات العارمة ،ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون وتلوث الهواء وخصوصا ً في المناطق الحضرية ذات التصنيع الكثيف بجانب تدهور التربة. 25 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ الفصل الثالث الموارد الحيوانية أوال ً :الصيد واالنتفاع بالثروة الحيوانية ثانيا ً :استئناس الحيوان ثالثا ً :اإلنتاج الحيواني والتجارة الدولية 26 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ تمثل الثروة الحيوانية موردا ً اقتصاديا ً ومعين هائل لإلنتاج المتنوع ولقد أقبل عليه اإلنسان وجد فيه ما يلبي بعض حاجاته األساسية لذا فقد استفاد منه اإلنسان كمورد سواء بصيد البري منه أو تربية المستأنس منه ،ومارس اإلنسان الرعي واتخذه نشاطا وما يزال فيه يستهدف االنتفاع بالحيوان ومنتجاته ،ولقد انتفع اإلنسان وما يزال بهذا المورد الضخم لعدة اختبارات منها: ❖ -أن المملكة الحيوانية غنية حيث تضم قائمة متنوعة من حيوانات كثيرة يشيع انتشارها على سطح األرض بما في ذلك من يابس وماء وأدرك اإلنسان بذلك نتيجة لحراكه في البر والبحر القيمة الفعلية لهذه الثروة والتفاعل معها واالنتفاع بها. ❖ -إن حاجة اإلنسان إلي لحوم الحيوانات ووجودها ضمن قائمة طعامه كانت بالدرجة األولى سببا ً وحافزا ً أصليا ً لممارسة الجهد وإما أو بتربيته ،وفرضت عليه منتجات أخرى قام باالنتفاع بها مع اللحوم كاأللبان ،الجلود والصوف. ❖ -إن انتفاع اإلنسان بالثروة الحيوانية قد تشعب وتنوع حيث اتخذ محوران أساسيان وهما االتجاه نحو البحر واالستفادة من ثرواته الهائلة ،واالتجاه نحو البر واالستفادة من ثرواته الهائلة ،واالتجاه للبر وصيد الحيوان البري بما يحقق طموحاته في الغذاء والكساء والتجارة. ومن هذا المنطلق ألهمية المورد الحيواني ،كان الصيد بداية االنتفاع المبكر بالثروة الحيوانية ،حيث اتخذ اإلنسان من الصيد وسيلة القتناص الحيوان طلبا ً للحوم والجلود مما مكن اإلنسان من ابتكار وسائل للصيد ارتقت في سلمه الحضاري من أدوات بدائية إلى أدوات صيد حديثة. أوال :الصيد واالنتفاع بالثروة الحيوانية: يتطلب الصيد مهارات وقدرات من الجماعات التي اشتغلت باقتناص الحيوان أو األسماك ،وتعيش معظم هذه الجماعات التي تنفذ من الصيد أسلوبا ً لالنتفاع بالحيوان في بيئات متنوعة كما في البيئات القطبية أو االستوائية أو السواحل على مستوى جميع القارات ،ولقد كانت بيئات الصيد أعظم انتشارا ً واتساعا ً في الماضي عندما كان الصيد هو الحرفة األساسية بعد الجمع وااللتقاط في الحياة البدائية ومع التحول الحضاري وارتقاء اإلنسان سلم الحضارة التطور في أساليب وأدوات الصيد في البر والبحر تقلصت مساحات الصيد واالتجاه إلي الصيد ألنواع معينة بحكم ضوابط قانونية جعلت هناك أصوالً وشروطا ً للصيد لمنع االنقراض أو فناء الحيوان في البر والبحر ،لذا فاإلنسان أصبح اآلن يتجه للصيد برا ً وبحرا ً لالنتفاع بالموارد حسب الطلب والحاجة ونوعية االستهالك والتجارة العالمية. 27 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ -1صيد البحر: أتاحت مسطحات المياه منذ وقت بعيد لإلنسان فرصة الحصول على قدر مناسب من الغذاء والمنتجات البحرية المتنوعة ،فكان وما يزال الصيد أسلوبا ً ونشاطا ً للحصول على األسماك ومنتجات البحر منذ القدم ،وهذا يعني أن هذا المورد ما يزال يمد اإلنسان باحتياجاته من البروتين الحيواني ولن ينصرف اإلنسان عنه باعتباره هبة من هللا وثروة يجب استغاللها أحسن استغالل لذا مع التطور التكنولوجي بدأ اإلنسان يخصص سفن للصيد بأحدث تقنيات للصيد لتوسيع دائرة االنتفاع فأصبح ينطلق من الصيد في المياه اإلقليمية إلى الصيد في أعالي البحار من أجل زيادة اإلنتاج السمكي لما له من خامات تستخدم في التصنيع لمنتجات األسماك على المستوى العالمي. بجانب أن اإلنسان لم يكتفي بالصيد فقط بل فهم ودراسة طبيعة األسماك ونموها ومواسم تكاثرها وبالتالي لجأ إلى االستزراع السمكي سواء على اليابس (األسماك في المياه العذبة) وبالقرب من المسطحات البحرية واالستزراع لألسماك البحرية) وتربيتها من أجل سد احتياجات السكان من األسماك الطازجة والمملحة والمعلبة والمدخنة. أ -مصايد األسماك البحرية: تتركز مصايد األسماك العظمى في العالم في أربعة أقاليم تقع في شمال المحيط الهادي والمحيط األطلسي على النحو التالي: -1شمال غرب المحيط الهادي من تايوان حتى بحر برنج. -2شمال شرق المحيط الهادي من شمال كاليفورنيا حتى بحر برنج. -3شمال غرب المحيط األطلسي من نيويورك حتى شمال كندا. -4شمال شرق المحيط األطلسي من جنوب البرتغال حتى البحر األبيض الروسي وبحر بارنتس. وتنتج هذه المناطق األربعة مجتمعة ٪73من جملة إنتاج األسماك في العالم ،وهي أكثر مصايد العالم تقدما ً ،ويقدر حجم العمالة نحو 3.58مليون شخص يشتغلون في القطاع األولي للصيد الطبيعي لألسماك وتربية األحياء المائية في 2012منهم ٪ 37 ،يشتغلون دواما ً ً كلياً.وفى ،2012بلغت نسبة جميع المشتغلين في مصايد األسماك وقطاع تربية األحياء المائية ٪ 84في آسيا ،تلتها أفريقيا (أكثر من )٪ 10ونحو 9.18مليون شخص كانوا يشتغلون في تربية األسماك وما يزيد على ٪ 96في آسيا ،وخالل الفترة – 2010 2012م كان ما ال يقل عن 21مليون شخص يعملون كصيادين في الصيد الطبيعي لألسماك ويعملون في المياه الداخلية (أكثر من ٪ 84في آسيا ( ،وقد ارتفعت العمالة في هذا القطاع بوتيرة أسرع من التزايد السكاني في العالم.ففي ،2012كان هذا القطاع يمثل ٪ 4.4من إجمالي 3.1مليار شخص ناشطين 28 المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية ______________________________ اقتصاديا ً في القطاع الزراعي الواسع في جميع أنحاء العالم مقابل ٪ 7.2في 1990م. وقد استأثرت المرأة ،بصورة إجمالية ،بنسبة تزيد على ٪15من جميع األشخاص الذين يشتغلون مباشرة في القطاع األولي لمصايد األسماك وتجاوزت نسبة النساء ٪ 20في الصيد من المياه الداخلية ووصلت إلى 90في المائة في األنشطة الثانوية مثل التجهيز. ?