الموارد الجغرافية الطبيعية PDF

Summary

This book, "الموارد الجغرافية الطبيعية", discusses various geographical natural resources, including classifications, methods of study, economic aspects, and historical perspectives. The author, د منير الهيتي , explores the relationship between human needs and natural resources. It examines how these elements contribute to economic growth and societal well-being.

Full Transcript

‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫فـهـرس المـــوضوعات‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الفصل‬ ‫‪13-1‬‬ ‫جغرافية الموارد‬ ‫األول‬ ‫‪25-14‬‬...

‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫فـهـرس المـــوضوعات‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الفصل‬ ‫‪13-1‬‬ ‫جغرافية الموارد‬ ‫األول‬ ‫‪25-14‬‬ ‫الموارد النباتية على سطح األرض‬ ‫الثاني‬ ‫‪42-26‬‬ ‫الموارد الحيوانية‬ ‫الثالث‬ ‫‪54-43‬‬ ‫الموارد الزراعية‬ ‫الرابع‬ ‫‪70-55‬‬ ‫الموارد المعدنية‬ ‫الخامس‬ ‫‪99-71‬‬ ‫معادن الطاقة‬ ‫السادس‬ ‫السابع‬ ‫‪113-100‬‬ ‫الموارد المائية‬ ‫تكنولوجيا المعلومات وإدارة الموارد على سطح‬ ‫الثامن‬ ‫‪120-114‬‬ ‫األرض‬ ‫اإلشعاع الشمسي طاقة نظيفة واستراتيجية‬ ‫‪127-121‬‬ ‫التاسع‬ ‫للوطن العربي‬ ‫‪128‬‬ ‫المراجـــــــــــع‬ ‫‪0‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫الفصل األول‬ ‫جغرافية الموارد‬ ‫أوالً‪ :‬ماهية الموارد على سطح األرض‬ ‫ثانياً‪ :‬الجغرافيا وعالقتها بالموارد‬ ‫ثالثاً‪ :‬تصنيف الموارد‬ ‫رابعاً‪ :‬منهجية البحث في جغرافية الموارد‬ ‫‪-1-‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫الموارد ناتج محصلة تعامل اإلنسان مع المصادر‪ ،‬وكان اهتمام اإلنسان‬ ‫بالمصادر طلبا ً للموارد اهتماما ً منطقيا ً في إطار العالقة بين اإلنسان والطبيعة‬ ‫على األرض في المكان والزمان‪ ،‬واهتمام الجغرافيا بالمصادر على سطح‬ ‫األرض‪ ،‬والتعرف على أوجه استخدام الموارد المتاحة منها قد وفر األساس‬ ‫الموضوعي الذي تتركز عليه القواعد واألصول الحاكمة لإلنتاج والتسويق‬ ‫والعرض الذي يلبي حاجة الطلب واالستهالك‪ ،‬لذا ارتبطت دراسة المصادر‬ ‫الطبيعية وتحويلها إلى موارد ينتفع منها اإلنسان‪ ،‬وتجلى هذا االرتباط بثالث‬ ‫أبعاد متكاملة معا ً لتحديد الموارد وإمكاناتها االقتصادية وهي‪( :‬المسح‪ ،‬الحصر‪،‬‬ ‫والتقييم) لكل عناصر ومصادر الطبيعة حتى يتعامل اإلنسان معها وإنتاجها في‬ ‫شكل موارد ينتفع بها في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬ماهية الموارد على سطح األرض‪:‬‬ ‫تمثل الموارد في أبسط صورها كل ما يصلح إلشباع الحاجات البشرية‪،‬‬ ‫ويكون لها مردود اقتصادي لالنتفاع بها‪ ،‬فهي في أصولها عناصر أو هبات من‬ ‫هللا سبحانه وتعالى على سطح األرض حتى يستغلها البشر حسب الحاجة إليها‪،‬‬ ‫حيث يمثل المورد مصدر كامن أو عنصر نافع لغرض معين تحت ظروف‬ ‫خاصة‪ ،‬لذا فقد بدأت عناصر األرض تتحول إلى موارد عندما ظهر اإلنسان‬ ‫على السطح‪ ،‬وبدأ في استغالل تلك الموارد تدريجيا ً بداية من تصنيع اإلنسان‬ ‫لألدوات الحجرية التي تعد أولى الصناعات البدائية التي استطاع من خاللها‬ ‫إشباع متطلباته البسيطة من أدوات الصيد والطهى واألواني واستغالل أنواع‬ ‫من الصخور الصلبة مثل (الصوان‪ ،‬الجرانيت ‪ ،‬والبازلت) ومعرفة الحيوانات‬ ‫باعتبارها ثروة بدائية والتعامل معها واستئناس حيوانات أخرى والتعامل مع‬ ‫بيئته التي يعيش فيها حسب الحاجة وما يريده منها‪.‬‬ ‫‪ ‬يعرف بول ساملسون (‪1989‬م) الموارد االقتصادية أو عناصر اإلنتاج بأنها‬ ‫كل ما يحقق منفعة مباشرة أو غير مباشرة لإلنسان ويكون مرتب ً‬ ‫طا بقيمة‪.‬‬ ‫‪ ‬ويعرف محمد حامد عبد هللا (‪1991‬م) الموارد االقتصادية بأنها كل ما‬ ‫يستخدمه اإلنسان (بما في ذلك اإلنسان نفسه) لتحقيق منفعة أو إلشباع رغبة‬ ‫معينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأنها ترتبط دائما ً بقيمة أو ثمن محدد‪.‬‬ ‫‪ ‬ويعرف راندل (‪1987‬م) الموارد الطبيعية بأنها األشياء المفيدة ذات القيمة‬ ‫في الحالة التي نجدها عليها‪ ،‬وهي بذلك مادة خام لم يتم تعديلها‪ ،‬وبذلك فقد تكون‬ ‫مدخالً في عملية إنتاجية لمنتج ذي قيمة‪ ،‬أو قد تستهلك بشكل مباشر‪ ،‬وبذلك‪،‬‬ ‫فإن الموارد التي لم تعرف بعد أو التي لم يوجد أو يعرف لها استخدام اقتصادي‬ ‫ال تعد موردًا‪ ،‬كما أن الموارد المفيدة في استخدامها – ولكنها موجودة بكميات‬ ‫كبيرة جدًا مقارنة بالطلب القائم عليها مما يجعل قيمتها مجانية – ال تعد موردًا‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫وتنبع أهمية دراسة الموارد للعديد من االعتبارات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والتخطيطية ومن أهم تلك االعتبارات‪:‬‬ ‫‪.1‬يجب الحفاظ على الموارد المتاحة وكذلك استغاللها االستغالل األمثل‪،‬‬ ‫لتحقيق أقصى ناتج ممكن من استغاللها أو تقليل تكلفة الفرصة البديلة أي‬ ‫ما يعرف بالكفاءة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪.2‬فاالستخدام غير األمثل للموارد الطبيعية يؤدي إلهدار تلك الموارد ويقل‬ ‫إجمالي الناتج المحلي في المجتمع وهو ما تؤثر سلبيًا على النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫‪.3‬أن المحافظة على مستقبل رفاهية المجتمع تعتمد على كفاءة استغالل‬ ‫الموارد المتاحة وتوزيع استخدامها زمنيًا ومكانيًا‪ ،‬وهذا يتطلب معرفة‬ ‫األسس العلمية والتطبيقية الممكنة لذلك‪.‬‬ ‫‪.4‬أن التزايد في أعداد السكان والحاجة لتوسع اإلنسان على حساب الموارد‬ ‫الطبيعية مع محدودية هذه الموارد‪ ،‬يجب دراسة وضع الموارد الطبيعية‬ ‫وترشيد استخدامها للمحافظة على رفاهية األجيال القادمة‪.‬‬ ‫‪.5‬وقد تطور الفكر االقتصادي الذي يهتم بدراسة العالقة بين استخدام الموارد‬ ‫االقتصادية والنمو االقتصادي سواء من قبل االقتصاديون التقليديون أو‬ ‫االقتصاديون التقليديون الجدد‪ ،‬حيث أكد ‪ Adam Smith‬في كتابه ثروة‬ ‫األمم (‪ )1937‬على أهمية التجارة كمنفذ للفائض حيث يؤثر هذا الفائض‬ ‫على اقتصاد الدولة فيتحسن العمل وإنتاجيته نتيجة فتح أسواق جديدة للتجارة‬ ‫الخارجية والتي تعني طلبا ً إضافيا ً لمنتجات الدولة وبهذه الطريقة ترتقي‬ ‫الصادرات باقتصاد الدول‪.‬‬ ‫هذا وقد أوضح آدم سميث أن الدول التي ينشأ بينها تبادل تجاري (تجارة‬ ‫خارجية) بإمكانها الحصول على فوائد من هذه التجارة‪ ،‬تتمثل هذه الفوائد في‬ ‫عملية توجيه فائض اإلنتاج والعمل واألرض (الموارد الطبيعية) إلى أسواق‬ ‫خارجية تطلبها (في حاجة لها) واستخدام عائد هذه العناصر في الحصول على‬ ‫أشياء تكون ذات فائدة بالنسبة لهم مما يعني زيادة رفاهيتهم‪ ،‬وهذا يستوجب فتح‬ ‫أسواق شاملة تستقطب عناصر اإلنتاج الفائضة وهذا بدوره يرفع من مستوى‬ ‫تحسين الطاقة اإلنتاجية وزيادة اإلنتاج وبالتالي يعمل على زيادة العائدات‬ ‫والثروات العائدة على المجتمع‪ ،‬كما أوضح أنه بإمكان أي دولة االستفادة من‬ ‫مميزات التجارة الخارجية (صادرات وواردات) إذا ما طبق مفهوم التجارة‬ ‫الخارجية في اقتصادها‪.‬‬ ‫من أهم سمات النظرية ما يلي‪:‬‬ ‫‪ ‬القانون الطبيعي‪ :‬اعتقد آدم سميث إمكانية تطبيق القانون الطبيعي في‬ ‫األمور االقتصادية ومن ثم فإنه يعتبر كل فرد مسئوالً عن سلوكه أي أنه أفضل‬ ‫من يحكم على مصالحه وأن هناك يد خفية تقود كل فرد وترشد إليه السوق‪ ،‬فإن‬ ‫‪3‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫حرا فسيبحث عن تعظيم ثروته‪ ،‬وهكذا كان آدم سميث ضد‬ ‫كل فرد إذا ما ترك ً‬ ‫تدخل الحكومات في الصناعة والتجارة‪.‬‬ ‫‪ ‬تقسيم العمل‪ :‬يعد تقسيم العمل نقطة البداية في نظرية النمو االقتصادي لدى‬ ‫آدم سميث‪ ،‬حيث تؤدي إلى أعظم النتائج في القوى المنتجة للعمل‪.‬‬ ‫‪ ‬عملية تراكم رأس المال حيث يجد آدم سميث التراكم الرأسمالي شرطاً‬ ‫ضروريًا للتنمية االقتصادية ويجب أن يسبق تقسيم العمل‪ ،‬فالمشكلة هي مقدرة‬ ‫األفراد على االدخار أكثر ومن ثم االستثمار أكثر في االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫‪ ‬دوافع الرأسماليين على االستثمار‪ :‬وفقًا ألفكار آدم سميث فإن تنفيذ‬ ‫االستثمارات يرجع إلى توقع الرأسماليين بتحقيق األرباح‪ ،‬وأن التوقعات‬ ‫المستقبلية فيما يتعلق باألرباح تعتمد على مناخ االستثمار السائد إضافة إلى‬ ‫األرباح الفعلية المحققة‪.‬‬ ‫‪ ‬عناصر النمو‪ :‬وفقًا آلدم سميث تتمثل عناصر النمو في كل من المنتجين‬ ‫والمزارعين ورجال األعمال‪ ،‬ويساعد على ذلك أن حرية التجارة والعمل‬ ‫والمنافسة تقود هؤالء إلى توسيع أعمالهم مما يؤدي إلى زيادة التنمية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫‪ ‬عملية النمو‪ :‬يفترض آدم سميث أن االقتصاد ينمو مثل الشجرة فعملية‬ ‫التنمية تتقدم بشكل ثابت ومستمر‪ ،‬فبالرغم من أن كل مجموعة من األفراد تعمل‬ ‫معًا في مجال إنتاجي معين إال أنهم يشكلون معًا الشجرة ككل‪.‬‬ ‫‪ ‬أما ‪ )1909( John Stuart Mill‬فإنه ينظر للتنمية االقتصادية‬ ‫كوظيفة لألرض والعمل ورأس المال‪ ،‬حيث يمثل العمل واألرض عنصرين‬ ‫أصيلين لإلنتاج في حين يعد رأس المال تراكمات سابقة لناتج عمل سابق‪،‬‬ ‫ويتوقف معدل التراكم الرأسمالي على مدى توظيف قوة العمل بشكل منتج‬ ‫فاألرباح التي تكتسب من خالل توظيف العمالة غير المنتجة مجرد تحويل‬ ‫للدخل‪.‬‬ ‫من أهم سمات النظرية ما يلي‪:‬‬ ‫أمرا‬ ‫‪ ‬التحكم في النمو السكاني‪ :‬اعتقد ميل أن التحكم في السكان يعد ً‬ ‫ضروريًا للتنمية‪.‬‬ ‫‪ ‬معدل التراكم الرأسمالي‪ :‬يرى ميل أن األرباح تعتمد على تكلفة عنصر‬ ‫العمل ومن ثم‪- :‬‬ ‫فإن معدل األرباح يمثل النسبة ما بين األرباح واألجور‪ ،‬فعندما ترتفع األرباح‬ ‫تنخفض األجور ويزيد معدل األرباح‪ ،‬التي تؤدي بدورها إلى زيادة التكوين‬ ‫الرأسمالي وبالمثل فإن الرغبة في االدخار هي التي تؤدي إلى زيادة معدل‬ ‫التكوين الرأسمالي‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫‪ ‬معدل الربح‪ :‬يرى ‪ Mill‬أن الميل غير المحدود في االقتصاد يتمثل في أن‬ ‫معدل األرباح يتراجع نتيجة لقانون تناقص غلة الحجم في الزراعة وزيادة عدد‬ ‫السكان وفي حالة غياب التحسن التكنولوجي في الزراعة وارتفاع معدل نمو‬ ‫السكان بشكل يفوق التراكم الرأسمالي‪ ،‬فإن معدل الربح يصبح عند حدها األدنى‬ ‫وتحدث حالة الركود‪.‬‬ ‫‪ ‬وقدم ‪ )1960( Rostow‬نظرية مراحل النمو وهذه النظرية عبارة‬ ‫عن مجموعة من المراحل االقتصادية المستنبطة من المسيرة التنموية للدول‬ ‫المتقدمة‪ ،‬حيث حاول في هذه النظرية أن يضع الخطوات التي يجب على الدول‬ ‫النامية أن تتبعها للوصول إلى التقدم‪.‬‬ ‫ولقد لخص هذه الخطوات في خمسة مراحل وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ ‬مرحلة المجتمع التقليدي‪:‬‬ ‫تكون الدولة في هذه المرحلة شديدة التخلف ويظهر في هذه المرحلة‪:‬‬ ‫❖ سيادة الطابع الزراعي التقليدي والصيد ذات االكتفاء الذاتي‪.‬‬ ‫❖ انخفاض اإلنتاجية‪.‬‬ ‫❖ ضآلة متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي‪.‬‬ ‫وهذه المرحلة تكون عادة ً طويلة نسبيًا وبطيئة الحركة‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة التهيؤ لالنطالق‪:‬‬ ‫وفي هذه المرحلة يحدث تغيرات على المستوى االقتصادي‪:‬‬ ‫❖ زيادة معدل التكوين الرأسمالي‪.‬‬ ‫❖ بداية تخطي العمال في أنشطة معينة‪.‬‬ ‫❖ بداية ظهور القطاع الصناعي على جانب القطاع الزراعي‪.‬‬ ‫❖ ظهور االستثمارات االجتماعية (بناء الطرق والمواصالت)‪.‬‬ ‫لكن مع ذلك كله يبقى نصيب الدخل الفردي منخفض‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة االنطالق‪:‬‬ ‫تعتبر هذه المرحلة هي المنبع العظيم للتقدم في المجتمع وعندها يصبح‬ ‫النمو حالة عادية والشروط الالزمة لمرحلة االنطالق‪:‬‬ ‫❖ ارتفاع االستثمار الصافي من نحو ‪ % 5‬إلى ما ال يقل عن ‪ % 10‬من‬ ‫الدخل القومي‪.‬‬ ‫❖ تطوير بعض القطاعات الرائدة بمعنى ضرورة تطوير قطاع أو أكثر من‬ ‫القطاعات الصناعية الرئيسية بمعدل نمو مرتفع كشرط ضروري لمرحلة‬ ‫االنطالق وينظر روستو لهذا الشرط باعتباره العمود الفقري في عملية النمو‬ ‫وفيها تصنف الدولة على أنها ناهضة أو سائرة في طريق النمو‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة االتجاه نحو النضج‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫وعرفها روستو بأنها الفترة التي يستطيع فيها المجتمع أن يطبق على نطاق‬ ‫واسع التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬ ‫ويرتبط بلوغ الدول مرحلة النضج التكنولوجي بحدوث تغيرات أساسية‪:‬‬ ‫❖ تغير سمات وخصائص قوة العمل حيث ترتفع المهارات ويميل السكان‬ ‫للعيش في المدن‪.‬‬ ‫❖ تغير صفات طبقة المنظمين حيث يتراجع أرباب العمل ليحل محلهم‬ ‫المديرين األكفاء‪.‬‬ ‫وفي هذه المرحلة تعتبر الدولة متقدمة اقتصاديًا‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة االستهالك الكبير‪:‬‬ ‫وهي أخر مرحلة من مراحل النمو كما تصورها روستو تتصف هذه‬ ‫المرحلة باتجاه السكان نحو التركز في المدن وضواحيها وانتشار المركبات‬ ‫واستخدام السلع المعمرة على نطاق واسع في هذه المرحلة يتحول اهتمام‬ ‫المجتمع من جانب العرض إلى جانب الطلب‪.‬‬ ‫كبيرا من التقدم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتكون الدولة فيها قد بلغت شو ً‬ ‫طا‬ ‫‪ ‬أما ‪ )1967( Emery‬فقد أشار أيضا إلى الدور اإليجابي الذي تلعبه‬ ‫الصادرات في عملية نمو االقتصاد حيث ادعى أن زيادة نسبة الصادرات سوف‬ ‫تمكن الدولة من زيادة السلع الرأسمالية من خالل الواردات‪ ،‬والسلع الرأسمالية‬ ‫سا في عمل نمو اقتصادي‪.‬‬ ‫دورا رئي ً‬ ‫تلعب ً‬ ‫إن نمو الصادرات سيقوم بتوجيه االستثمار تجاه األجزاء المناسبة في‬ ‫اقتصاد الدولة ومن ثم فإن معدل النمو االقتصادي للدولة يزداد نتيجة لزيادة‬ ‫الوفرة االقتصادية بسبب ظهور أسواق جديدة (السوق الدولية) كما تشجع‬ ‫المنافسة بين األسواق الدولية يشجع المصدرين على المحافظة على أعلى جودة‬ ‫للمنتجات مع أقل تكلفة لها‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الجغرافيا وعالقتها بالموارد‪:‬‬ ‫يوجد مبدأ أساسي في دراسة الموارد يتمثل في اهتمام الجغرافي بعناصر‬ ‫سطح األرض‪ ،‬وذلك من حيث توزيع هذه العناصر وأنماطها وأشكالها‬ ‫وارتباطها بأماكن معينة‪ ،‬فسطح األرض وما يوجد به عليه ويحيط به‪ ،‬يتضمن‬ ‫الكثير من التعددية والتنوع لمصادر كامنة تمثل ثروات يمكن استغاللها حسب‬ ‫قدرات اإلنسان ونشاطه مثل‪ :‬الثروة المعدنية‪ ،‬والثروة الغابية والحيوانية‪،‬‬ ‫ومصادر الطاقة‪ ،‬لذا فإن هذا الثراء الكامن في المصادر ال يعني في حد ذاته‬ ‫شيئا ً من غير استخدام أو تعامل‪ ،‬ومدى إقبال اإلنسان عليها الستغاللها إلشباع‬ ‫حاجاته وتحويل تلك المصادر إلى موارد اقتصادية‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫ولقد كان الجغرافيون من أوائل الباحثين في دراسة أثر اإلنسان على‬ ‫الطبيعة وعناصرها‪ ،‬وحاولوا التفرقة بين المصدر والمورد وتحديد الموارد‬ ‫الطبيعية والموارد االقتصادية؛ حيث أن المصدر – عند الجغرافيين االقتصاديين‬ ‫– ثروة كامنة في شكل من األشكال‪ ،‬وهي في حالة سكون وقابلة للعطاء ولكنها‬ ‫ال تفعل‪ ،‬أما المورد فهو ثروة مستخدمة بأسلوب من األساليب المتعددة لإلنسان‪،‬‬ ‫وهو في حالة حركة وتجاوب حسب حاجة اإلنسان‪ ،‬لذا أظهر الجغرافيون هذه‬ ‫العالقة المتبادلة بين اإلنسان والطبيعية والخروج بوجهات نظر فيما يختص‬ ‫بمشاكل تخطيط استخدام الموارد‪ ،‬ولقد ظهرت دراسة الموارد في الجغرافيا‬ ‫مرتبطة بثالثة ميادين وهي‪:‬‬ ‫▪ ظهرت الموارد باعتبارها جزء من دراسة عالقات اإلنسان باألرض‪.‬‬ ‫▪ ظهرت باعتبارها جزء من دراسة العمليات المستخدمة الستغالل عناصر‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫▪ ظهرت باعتبارها جزء من دراسة أنماط اإلنتاج االقتصادي والتجارة‪.‬‬ ‫ومن منطلق هذه الميادين نال مسح وتقييم الموارد الطبيعية أو عناصر‬ ‫األرض اهتماما ً بالغا ً في أفرع الجغرافيا المتنوعة‪ ،‬ففي الجغرافيا التاريخية‬ ‫يمكن تحليل األهمية المتغيرة للموارد في مناطق معينة‪ ،‬كما وجهت الجغرافيا‬ ‫اإلقليمية االهتمام نحو دراسة القاعدة األساسية لموارد اإلقليم‪ ،‬كما اهتمت‬ ‫الجغرافيا السياسية بدراسة موارد الدول باعتبارها مصادر قاعدة اقتصادية ولها‬ ‫التأثير على القرارات السياسية‪ ،‬ولقد اهتمت الجغرافيا االقتصادية بموضوع‬ ‫العناصر باعتبارها مصادر طبيعية يمكن تطويعها إلى موارد اقتصادية ينتفع‬ ‫بها‪ ،‬وأوضحت الفروق بين الموارد الطبيعية والموارد االقتصادية على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫❖الموارد الطبيعية‪ :‬هي ما تمنحه البيئة الطبيعية لسطح األرض في أي بقعة‬ ‫منها من معطيات نباتية‪ ،‬حيوانية‪ ،‬معدنية‪ ،‬طاقة‪ ،‬وتربات للزراعة يمكن‬ ‫لإلنسان استغاللها‪.‬‬ ‫❖الموارد االقتصادية‪ :‬هي الموارد الطبيعية التي يبدأ في استغاللها بحيث‬ ‫تدخل في مجاالت نشاطه االقتصادي في اإلنتاج والتبادل واالستهالك وندرتها‬ ‫تسبب مشكلة اقتصادية لدى الجغرافيين االقتصاديين‪ ،‬والمخططين على السواء‪.‬‬ ‫ويتحدد استخدام اإلنسان للموارد في ثالث مستويات‪:‬‬ ‫‪ -‬المستوى األول‪ :‬االستخدام السيء للموارد‪ :‬وقد ينتج من عجز اإلنسان‬ ‫وتخلفه خالل تعامله مع المورد فيما يطلق عليه االستخدام الجائر‪ ،‬وهذا‬ ‫االستخدام الجائر للمورد بدون تخطيط أو تنظيم قد يضر بالمورد بل شديد‬ ‫الخطورة وعدم القدرة في المحافظة على حيوية المورد مما يسبب استنزاف‬ ‫‪7‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫للمورد وضياعه‪ ،‬ويخرج من مخرجات البيئة الطبيعية لذا يسمى ذلك إهدار‬ ‫للمورد‪.‬‬ ‫‪ -‬المستوى الثاني‪ :‬االستخدام التقليدي للمورد‪ :‬وهو تعامل اإلنسان مع المورد‬ ‫بأسلوب تقليدي يتسم بالجمود وتخلف الوسيلة الحضارية ورفض التجديد‪،‬‬ ‫وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى عدم التوازن بين اإلنتاج واالستهالك الذي تتالعب‬ ‫به متغيرات تؤدي إلى زيادة الطلب‪ ،‬ووصول االستخدام التقليدي للموارد قد‬ ‫يضع مصلحة اإلنسان االقتصادية على حافة الهاوية ويقع في قبضة التبعية‬ ‫االقتصادية وهي مشكلة تعاني منها معظم الدول النامية اآلن‪.‬‬ ‫‪ -‬المستوى الثالث‪ :‬هو االستخدام المتطور‪ :‬حيث يتم التعامل مع الموارد‬ ‫باستخدام أساليب متطورة من جانب والمحافظة على المورد من جانب آخر‬ ‫وهذا ما يسمى بالتنمية المستدامة الستغالل المورد اقتصادياً‪ ،‬حيث يتفاعل‬ ‫اإلنسان مع موارد البيئة بشكل متقدم مع مرونة في االستخدام وتطوير الوسائل‬ ‫الحضارية المستغلة لهذا المورد فيترتب على ذلك التوازن بين تطوير اإلنتاج‬ ‫من المورد من ناحية ومواجهة المتغيرات المتقلبة من جانب آخر مما يؤدي إلى‬ ‫تحسين اإلنتاج‪ ،‬وتحسين مستويات المعيشة وزيادة معدالت النمو االقتصادي‬ ‫وخصوصا ً الموارد المعدنية والبحث عن مصادر جديدة للطاقة‪ ،‬ومنها الكتلة‬ ‫الحيوية والوقود الحيوي‪.‬‬ ‫لذا من أجل تقويم الموارد والحفاظ عليها يتجه المخططون دائما ً إلى‬ ‫تطوير مفهوم الموارد البشرية علميا ً وتكنولوجيا ً من أجل التعامل مع موارد‬ ‫البيئة وكيفية استخدامها وإدارتها‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تصنيف الموارد‪:‬‬ ‫نظرا ً لتعدد وتنوع موارد الثروة االقتصادية‪ ،‬كان من الضروري تصنيفها‬ ‫إلى فئات حتى يسهل دراستها من ناحية‪ ،‬وتحديد تلك األنواع مما يعطي أولوية‬ ‫في عمليات االستغالل حسب الطلب البشري عليها من جانب آخر ويقوم تصنيف‬ ‫الموارد على أسس متعددة أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬تصنيف الموارد حسب طبيعة المورد أو تكوينه‪.‬‬ ‫‪ )2‬تصنيف الموارد حسب درجة انتشار المورد وشيوعه‪.‬‬ ‫‪ )3‬تصنيف الموارد حسب درجة استمرار المورد (عمره الزمني)‪.‬‬ ‫‪ -1‬تصنيف الموارد حسب طبيعة المورد أو تكوينه‪:‬‬ ‫يظهر هذا التصنيف طبيعة المورد حيث يوجد موارد طبيعية ‪Physical‬‬ ‫‪ ،Resources‬وتنقسم تلك الموارد إلى مواد عضوية ‪ ،Organic‬وتتمثل‬ ‫في الموارد النباتية مثل‪ :‬الغابات‪ ،‬المراعي واألعشاب‪ ،‬والموارد الحيوانية مثل‪:‬‬ ‫(الكائنات المائية واألسماك‪ ،‬وبعض الموارد المعدنية التي تمثل بقايا عضوية‬ ‫‪8‬‬ ‫______________________________ المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫مثل‪ :‬الفحم والبترول التي ثبت من خالل تحليلها كيمائيا ً أنها ترجع أساسا ً إلى‬ ‫أصول عضوية‪.‬‬ ‫والنوع اآلخر من الموارد الطبيعية هي الموارد غير العضوية‬ ‫‪ Inorganic‬وتدخل في تكوينها عناصر حيوية مثل‪ :‬الموارد المائية‪ ،‬والهواء‪،‬‬ ‫وأحجار البناء‪ ،‬والخامات المعدنية مثل‪ :‬النحاس‪ ،‬والقصدي‪ ،‬والحديد‪،‬‬ ‫والبوكسيت (خام األلمنيوم)‪ ،‬وبعض األمالح ‪ Salts‬مثل‪ :‬الملح الصخري‪،‬‬ ‫والبوتاسيوم‪ ،‬والكبريت‪.‬‬ ‫وتوجد مصادر وعناصر بيئية من الموارد تصنف من النمطين العضوي‬ ‫وغير العضوي مثل التربة ‪ ،Soil‬فالمادة الدبالية ‪( Humus‬هي بقايا النباتات‬ ‫والحيوانات التي تتحلل في التربة) هي العنصر العضوي‪ ،‬أما األكاسيد واألمالح‬ ‫التي تتواجد في التربة من خالل تحللها الصخري فإن ذلك يمثل عنصر غير‬ ‫العضوي‪.‬‬ ‫أما النمط اآلخر من تصنيف الموارد حسب طبيعتها التكوينية هو المورد‬ ‫البشري ‪ Human Resources‬ويتضمن هذا المورد اإلنسان وقدراته‬ ‫العلمية والتكنولوجية في استخدام الموارد وإدارتها‪.‬‬ ‫‪ -2‬تصنيف الموارد حسب درجة انتشار المورد وشيوعه‪:‬‬ ‫يمثل هذا التصنيف أساس للتوزيع الجغرافي للموارد ومدى تمتع الموارد‬ ‫بالوفرة أو الندرة حسب تواجدها على سطح األرض‪ ،‬وينعكس ذلك على ما‬ ‫تسببه من مشكلة اقتصادية وخصوصا ً إذا ارتفع الطلب على مورد نادر نسبيا ً‬ ‫مثل اليورانيوم المشع الذي يدخل في التفاعالت النووية‪ ،‬وتصنف الموارد على‬ ‫هذا األساس كما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬موارد عظيمة الشيوع‪:‬‬ ‫وتتمثل في موارد شائعة وال يقتصر وجودها على منطقة بعينها‪ ،‬وال يجد‬ ‫اإلنسان صعوبة كبيرة في الحصول عليها مثل‪ :‬الماء والهواء‪ ،‬وقد يدرج تحتها‬ ‫أيضا التربة والرمال وبعض المعادن مثل‪ :‬أكاسيد الحديد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬موارد شائعة ‪:Communal‬‬ ‫يختلف هذا النمط من الموارد حسب أهميته النسبية في االستخدام ‪ Usage‬تبعا ً‬ ‫لظروف األقاليم الجغرافية التي توجد بها‪ ،‬مثل التربة الزراعية وخصائصها‬ ‫الحيوية (كيمائية‪ ،‬وفيزيائية)‪ ،‬والغطاء النباتي ‪ Vegetation‬والثروة السمكية‪،‬‬ ‫لذا فطرق استغالل هذه الموارد ذات أمور نسبية تتباين في األقاليم المختلفة في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫جـ‪ -‬موارد نادرة نسبيا ً ٌ‪:Rarities‬‬ ‫تتسم هذه الموارد بالندرة النسبية حسب توزيعها الجغرافي ودرجات استخدامها‬ ‫الفعلي من اإلنسان مثل معظم الخامات المعدنية ‪ Minerals‬مثل النحاس‪،‬‬ ‫والرصاص والزنك‪ ،‬وخامات الفوسفات‪ ،‬وبعض مصادر الطاقة مثل الفحم‬ ‫والبترول والغاز الطبيعي‪ ،‬وأهم ما يسترعي االنتباه إلى هذا النوع من الموارد‬ ‫أن معظمها من الموارد القابلة للنضوب ألنها تكونت في عصور جيولوجية‬ ‫سحيقة‪ ،‬ويصعب تكرارها أو تعويضها وبالتالي ما يستخرج منها ال يعوض‪.‬‬ ‫د‪ -‬موارد نادرة جدا ً ‪:Iniquities‬‬ ‫وتتمثل تلك الموارد في أنواع معينة نادرة بشكل ملحوظ وتتركز في بقاع معينة‬ ‫من سطح األرض مثل الزئبق الذي يتركز ‪ ٪85‬من إنتاجه العالمي في دولة‬ ‫أسبانيا‪ ،‬والنيكل الذي يتركز ‪ ٪80‬من إنتاجه عالميا ً في إقليم سدبري في والية‬ ‫انتاريو بدولة كندا‪ ،‬وكذلك ‪ ٪11‬في جزيرة نيو كاليدونيا في المحيط الهادي‪،‬‬ ‫والماس الطبيعي الذي يتركز في دولة الكونغو (زائير سابقاً) بما يعادل ثلثي‬ ‫اإلنتاج العالمي‪ ،‬والذهب بما يعادل ‪ ٪42‬منه في دولة جنوب أفريقيا وإنتاج‬ ‫معدن الكورندم في دولة روديسيا بغرب أفريقيا‪ ،‬وقد تدخل بعض المنتجات‬ ‫الزراعية باعتبارها موارد نادرة جدا ً مثل زراعة الجوت في دلتا نهر الجانجا‬ ‫في بنجالديش وغرب كلكتا بالهند‪ ،‬ونبات السيزال (من نباتات األلياف) حيث‬ ‫أن ثلثي اإلنتاج تأتي من دولة تنزانيا‪.‬‬ ‫‪ -3‬تصنيف الموارد حسب درجة استمرار المورد (عمره الزمني)‪:‬‬ ‫تصنف هذه الموارد إلى ثالث مجموعات فرعية حسب درجة استمراريتها‬ ‫وعمرها النسبي إلى ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مجموعة الموارد غير القابلة للنفاذ ‪:Inexhaustible‬‬ ‫وتتمثل مثل هذه الموارد في الهواء والرمال وغيرها من الموارد ذات الشيوع‬ ‫الواسع‪ ،‬ويجب أن نشير هنا إلى نقطة مهمة هي‪ :‬إن إدراك اإلنسان لعدم قابلية‬ ‫هذا النوع من الموارد للنفاذ يدفعه أحيانا ً إلى إساءة استغاللها وقد يترتب على‬ ‫ذلك آثار خطيرة منها ظاهرة تلوث الهواء ‪ Air Pollution‬التي ظهرت من‬ ‫التكثيف الصناعي في المدن الكبرى‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مجموعة الموارد القابلة للتجديد أو المتجددة ‪:Renewable‬‬ ‫وتشمل هذه المجموعة موارد الغابات والمراعي الطبيعية والمياه واألسماك‬ ‫وطاقة الشمس والرياح‪ ،‬والجدير بالذكر هنا إن قابلية المورد للتجديد ال يعتمد‬ ‫فقط على طبيعة المورد فحسب‪ ،‬بل أيضا على الطريقة التي تستغل بها فمثال ً‬ ‫الموارد الغابية إذا استغلها اإلنسان بدون تخطيط وسوء إدارة لها لالستفادة منها‬ ‫فإن إعادة المورد إلى طبيعته أمر صعب للغاية مما يضر بالتوازن البيئي أو‬ ‫حدوث خلل في النظام البيئي ‪ ، Ecosystem‬واألمثلة على ذلك عديدة‪ ،‬فقد‬ ‫‪10‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫كانت أراضي دول مثل الهند والصين واليابان والواليات المتحدة غنية بمواردها‬ ‫الغابية في الماضي‪ ،‬وبدأ اإلنسان في االستفادة من هذه الموارد‪ ،‬ولكن اختلف‬ ‫أسلوب االستفادة وإدارة الموارد (فالهند والصين) استغلت غاباتها بأسلوب غير‬ ‫رشيد وزيادة معدالت قطع األشجار عن معدالت التشجير (إعادة زرع األشجار‬ ‫بالغابات) فأدى ذلك إلى تقلص وانكماش مساحات كبيرة من الغابات وانقراض‬ ‫من أنواع معينة من األشجار‪ ،‬وعلى العكس تنبهت اليابان والواليات المتحدة)‬ ‫لهذه الخطورة البيئية ومارست كل منهما نوع من االستغالل المعقول والمخطط‬ ‫لمواردها الغابية بحيث ال يزيد معدل القطع عن معدل النمو والتشجير وتحسين‬ ‫طرق وقاية الغابات من الفيضانات‪ ،‬واألمراض النباتية والحرائق‪ ،‬بل جعلتها‬ ‫الواليات المتحدة حدائق وطنية ‪ ،National Parks‬وإصدار قوانين صارمة‬ ‫للحفاظ على الموارد الغابية‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬مجموعة الموارد غير القابلة للتجديد ‪:Non - Renewable‬‬ ‫تشمل هذه الموارد معظم الثروة المعدنية ومصادر الطاقة الحفرية فهي‬ ‫جميعا ً موارد مؤقتة ويعتمد استمراريتها على كثافة االستغالل الذي يحدده عدة‬ ‫عوامل هي‪:‬‬ ‫‪ -‬رغبة الدولة التي يوجد بها وبأرضها مورد معدني هو االستفادة من‬ ‫وجوده إلى أكبر حد ممكن‪.‬‬ ‫‪ -‬مدى زيادة الطلب على الموارد غير المتجددة في األسواق العالمية‪.‬‬ ‫واألمثلة على ذلك عديدة منها البترول الذي يرتبط تواجده باألحواض‬ ‫البترولية التي تكونت تحت ظروف مناخية معينة خالل العصور الجيولوجية‪،‬‬ ‫وبالتالي يتركز في مناطق ويختفي في مناطق أخرى‪ ،‬وتعتمد درجة استمراريته‬ ‫على معدالت إنتاجه ومعدالت استهالكه وكمية االحتياطي ومدى الطلب عليه‬ ‫في السوق العالمي‪.‬‬ ‫ونرى من العرض السابق أنه يمكن تصنيف الموارد حسب أسس مختلفة‪،‬‬ ‫وينبغي أن نلفت النظر هنا أن كل هذه التصنيفات متداخلة في بعضها البعض‪،‬‬ ‫فمثال‪ ،‬البترول مورد عضوي في تكوينه ونادر نسبيا ً من حيث درجة الشيوع‬ ‫والتوزيع‪ ،‬ومورد غير متجدد من حيث درجة استخدامه وعمر الزمني‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬منهجية البحث في جغرافية الموارد‪:‬‬ ‫إذا كانت الجغرافيا االقتصادية هي فرع من فروع الجغرافيا البشرية‪،‬‬ ‫وتهتم بالعملية االقتصادية التي تجمع ما بين اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬لذا فإن‬ ‫جغرافية الموارد كفرع من فروع الجغرافيا االقتصادية تهتم بدراسة عناصر‬ ‫ومصادر سطح األرض الطبيعية وتحديد الكيفية التي من خاللها يقوم اإلنسان‬ ‫بإنتاج هذه العناصر واستغاللها وتحويلها إلى موارد ثروة يمكن استهالكها‬ ‫اقتصادياً‪ ،‬فالجغرافي دائما يهتم باألرض ونشاط اإلنسان والتفاعل بينهما‪ ،‬لذا‬ ‫‪11‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫يجتهد الجغرافي وخصوصا ً في مجال الجغرافيا االقتصادية إلى دراسة أكثر من‬ ‫منهج يصلح لدراسة الموارد وجغرافيتها وتوزيعها وكيفية التعامل معها من‬ ‫اإلنسان حسب قدراته العقلية والفكرية وأدواته المستخدمة في استغالل الموارد‪،‬‬ ‫لذا تتمثل هذه المناهج المعمول بها في دراسة الموارد دراسة جغرافية هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬المنهج اإلقليمي ‪:Regional Approach‬‬ ‫يمثل هذا المنهج أنه جغرافي خالص بل قل إنه منهج سليم إلى أبعد الحدود‬ ‫ألنه يتخذ من اإلقليم المتميز وحدة للبحث‪ ،‬وفي هذا اإلطار اإلقليمي يستهدف‬ ‫البحث تجسيد الصور التي تعبر عن المورد أو الموارد المتنوعة ومن ثم يتلمس‬ ‫بيان أسلوب أو أساليب االستخدام البشري لهذه الموارد‪ ،‬ويستطيع الجغرافي‬ ‫استطالع الضوابط البشرية ودورها الفعال في مواجهة الضوابط الطبيعية من‬ ‫أجل اإلنتاج واالستهالك والحكم على مستوى هاتين العمليتين وأثرهما على‬ ‫استخدام الموارد‪.‬‬ ‫ويفضل الجغرافي االقتصادي عامة والدارس لجغرافية المورد على وجه‬ ‫الخصوص أن يحسن توظيف هذا النهج في دراسة الموارد بالدول باعتبارها‬ ‫وحدات سياسية تمثل رقعة من سطح الرض ولها حدود واضحة المعالم‪ ،‬وتعميق‬ ‫الدراسة داخل الوحدات اإلدارية كقوة تنظيمية يمكن من خاللها إبراز الموارد‬ ‫المتاحة وتصنيفها وأساليب استخدامها وإدارتها وتحديد أنماط االستخدام‬ ‫للوصول إلى نتائج موضوعية في توضيح مدى تأثير موارد الدولة وإنتاجها‬ ‫االقتصادي على قوتها االقتصادية وقرارها السياسي وتحديد الوجه السياسي لها‬ ‫ما بين االستقاللية أو التبعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬المنهج الحرفي ‪:Occupational Approach‬‬ ‫يمثل منهج جغرافي اجتماعي يتخذ من شكل النشاط البشري وسلوكه غاية‬ ‫عند التعامل مع الموارد‪ ،‬حيث يبرز الواقع البشري عند التعامل مع كل مورد‬ ‫حسب الطلب عليه‪ ،‬ومدى إمكانية وقدرات البشر في استغالل المورد والحفاظ‬ ‫عليه وإدارته بشكل متطور وسليم أو شكل سيء‪ ،‬وفي إطار الرؤية الجغرافية‬ ‫لهذا المنهج أنه يدرس كيفية االستفادة من الموارد المتاحة داخل اإلقليم من خالل‬ ‫أنشطة اإلنسان وأساليبه والمستويات التقنية المستخدمة من أجل اإلنتاج‪ ،‬ودور‬ ‫اإلنسان اإليجابي أو السلبي عندما يتعامل مع الموارد لهذا اإلنتاج ومدى الطلب‬ ‫عليه‪ ،‬فمثالً‪ ،‬عند استخدام اإلنسان لمورد التربة الزراعية فإن الجغرافي يحدد‬ ‫نمط الزراعة السائدة في اإلقليم وموسميتها ومدى استغالل اإلنسان للتربة في‬ ‫إجراء العمليات الزراعية التي تهدف إلى اإلنتاج المحصولي حسب الطلب عليه‪،‬‬ ‫وكيفية الحفاظ على هذا المورد من الضياع أو التدهور‪.‬‬ ‫‪ -3‬المنهج األصولي ‪:Systematical Approach‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫يوجه هذا المنهج كل عنايته إلى القواعد والقوانين واألصول التي تؤثر في‬ ‫استخدام المورد‪ ،‬ويكون التركيب االقتصادي والعوامل المؤثرة فيه (طبيعيا ً‬ ‫وبشرياً) هو محور البحث ألن الجغرافي هنا يدرس القوانين الطبيعية التي‬ ‫أوجدت المصادر الطبيعية على السطح والقدرات البشرية التي تكافح من أجل‬ ‫استغالل المصادر وتحويلها إلى موارد ثروة اقتصادية‪ ،‬ويتخذ الجغرافي من‬ ‫هذا المنهج غاية في الحصول على النتائج التي تجسد قيمة دراسة الموارد من‬ ‫أجل اإلنتاج ولحساب االستهالك‪.‬‬ ‫‪ -4‬المنهج المحصولي‪:‬‬ ‫يتخذ هذا المنهج من اإلنتاج االقتصادي وسيلة لتوضيح المحصلة النهائية‬ ‫في التفاعل بين اإلنسان والموارد المتاحة وحساب تنميته االقتصادية عندما يتزن‬ ‫مع طلب االستهالك‪ ،‬فاإلنتاج هنا هو العرض أوالً الذي يتأثر بالتسويق والطلب‬ ‫واالستهالك في نهاية المطاف‪ ،‬باستغالل الموارد‪.‬البد أن يكون لها هدفا ً‬ ‫اقتصاديا ً يجمع ما بين اإلنتاج واالستهالك وإال عدم تحقيق هذا الهدف يمثل‬ ‫إهدار للموارد وسوء استخدام لها‪.‬‬ ‫‪ -5‬المنهج التحليلي‪- :‬‬ ‫يعد هذا المنهج طريقة وأسلوب في البحث عن هبات الطبيعية من المصادر‬ ‫المتنوعة داخل الوحدة األرضية (المكان) وتحليل توزيعها وتصنيفها وتكوينها‬ ‫الطبيعي داخل نظامها البيئي التي خلقها هللا هذا من جانب‪ ،‬ودراسة القدرات‬ ‫اإلنسانية وأساليبه الحضارية في استغالل تلك المصادر وتحويلها إلى موارد‬ ‫اقتصادية في نظام يعكس مدى استغالل اإلنسان للموارد والمحافظة عليها أو‬ ‫إهداره لها في منظومة متكاملة من جانب آخر‪ ،‬فمحافظة اإلنسان على الموارد‬ ‫وطبيعتها‬ ‫‪13‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫الموارد النباتية على سطح األرض‬ ‫أوال ً‪ :‬الثروة النباتية الطبيعية‬ ‫ثانيا ً‪ :‬أنماط النبات الطبيعي‬ ‫ثالثا ً‪ :‬االستخدام البشري للنبات الطبيعي‬ ‫‪14‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫يمثل الغطاء النباتي الطبيعي هبة من هللا – سبحانه وتعالى – على سطح‬ ‫األرض‪ ،‬ومصدر لثروة كامنة تتوزع على السطح في مناطق حسب األسباب‬ ‫التي وضعت لها على األرض داخل الغالف الحيوي ومنها التربة التي تمثل‬ ‫بيئة نمو جذور النبات‪ ،‬والمياه ومصدرها المطر‪ ،‬واالختالف في درجات‬ ‫الحرارة الذي جهل للنبات الطبيعي صورا ً مختلفة الشكل على السطح ومصدر‬ ‫إلنتاج غذاؤه عن طريق التمثيل الضوئي؛ لذا الضوء والحرارة التي مصدرها‬ ‫طاقة متجددة (الشمس) جعلت النبات الطبيعي كائن حيوي منتج للغذاء‪ ،‬ومجدد‬ ‫للهواء‪ ،‬وبيئة لنمو البريات من الحيوانات غير المستأنسة سواء كان هذا النبات‬ ‫ناميا ً على أرض اليابس أو عائما ً على سطح الماء أو غائصا ً ومغمور في المياه‬ ‫عذبة كانت أم مالحة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬الثروة النباتية الطبيعية‪:‬‬ ‫يمثل النمو النباتي الطبيعي قطاعا ً مهما ً من الغالف الحيوي ‪Biospher‬‬ ‫الذي يكسو سطح األرض‪ ،‬وتؤثر مقومات البيئة الطبيعية باعتبارها ضوابط في‬ ‫نموه على السطح‪ ،‬بل أنها هي التي تفسر وتستوعب ذلك التنوع والتباين في‬ ‫الغطاء النباتي‪ ،‬وتتنوع صور النبات الطبيعي على صعيد األرض‪ ،‬فعندما ينمو‬ ‫الغطاء الشجري وتزداد كثافته فإن ذلك يسمى غابة أو أدغال ‪ Jungle‬تعكس‬ ‫نبض الحياة في المكان حيث أنها مأوى للتكيف البيئي من الحيوانات مثل‬ ‫الزواحف ومتسلقات‪ ،‬وعندما ينمو الغطاء عشبيا ً من الحشائش ‪ Grass‬فإن‬ ‫ذلك يشكل مروجا ً خضراء تعبر عن المرعى للحيوانات المستأنسة والبرية من‬ ‫آكلة العشب‪ ،‬وقد ينمو االثنان معا ً الغابة مع الحشائش وتسمى بالمروج البستانية‬ ‫مثل السافانا ‪ Savanna‬البستانية في أفريقيا المدارية مأوى الحيوانات آكلة‬ ‫العشب وآكلة اللحوم فيما يسمى بالحياة البرية ‪.Wild Life‬إضافة إلى هذا‬ ‫التنوع البديع الذي تعلن عنه هذه الصور النباتية الطبيعية والمنتشرة في مساحات‬ ‫كبيرة من األرض‪ ،‬هناك مساحات عارية حيث تفتقد للنبات الطبيعي الكثيف بل‬ ‫المتناثر كاألعشاب القزمية والحشائش الفقيرة والشجيرات أو النخيل‪ ،‬لذا فإن‬ ‫ذلك في الصحراء ذات النبض الخافت‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر هذه الصور النباتية الطبيعية المتنوعة‪ ،‬فإنها كانت‬ ‫ومازالت تمثل المعين الثري الذي شد انتباه اإلنسان وحظي باهتمامه‪ ،‬ومازال‬ ‫النبات الطبيعي مصدرا ً من مصادر البيئة الطبيعية وهبة من هللا للبشر‪.‬‬ ‫ولقد أقبل اإلنسان منذ وقت بعيد على استخدام هذا المصدر حتى أصبح‬ ‫موردا ً اقتصاديا ً على كافة المستويات والصور سواء أكان عشبا ً أو شجرا ً أو‬ ‫ثمراً‪ ،‬فلقد انتفع به اإلنسان مباشرا ً من خالل الجمع وااللتقاط لثماره‪ ،‬واستغله‬ ‫في رعى حيواناته‪ ،‬وقطع فروع الشجر ليكون حطبا ً لناره‪ ،‬واستغل جذوع‬ ‫الشجر في بناء سفن الصيد أو سفن النقل‪ ،‬وهكذا هو اإلنسان مستغالً للبيئة‬ ‫‪15‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫ومحوالً مصادرها إلى موارد لها منافع اقتصادية حسب قدراته الحضارية في‬ ‫ابتكار أساليب االستفادة من هذا المورد‪.‬‬ ‫المناطق الحيوية عىل سطح األرض‬ ‫ثانيا‪ :‬أنماط النبات الطبيعي‪:‬‬ ‫تشمل أنماط النبات الطبيعي ثالث أنماط وهي الغابات بمختلف أنواعها‪،‬‬ ‫والحشائش‪ ،‬ونباتات الصحاري‪ ،‬وتتوزع على النحو التالي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الغابات‪:‬‬ ‫تبلغ مساحات الغابات ‪ 4.3‬مليار فدان بحسب تقديرات عام ‪2016‬م‪ ،‬وقد‬ ‫تقلصت من ‪ 7.5‬مليار فدان عام ‪1951‬م؛ وهذا االنكماش في مساحة الغابات‬ ‫ناتج عن قيام اإلنسان بقطعه المستمر لألشجار للحصول منها على األخشاب‬ ‫بكافة أنواعها‪ ،‬ولكن الهدر المستمر في قطع األخشاب أدى إلى انخفاض مساحة‬ ‫الغابات من ‪ ٪35‬من مساحة اليابس إلى ‪ ٪15‬وعلى مدى الخمس وعشرين‬ ‫سنة الماضية‪ ،‬تراجعت مساحة غابات العالم بواقع ‪ 1.3‬مليون كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنه منذ ‪ 1990‬فقد العالم مساحة من الغابات أكبر من مساحة جنوب‬ ‫أفريقيا‪.‬‬ ‫وتقدر مساحة الغابات في الدول المتقدمة بنسبة ‪ ،٪ 23,43‬و يقع‪ ٪60‬من‬ ‫غابات العالم في سبع دول فقط وهي مرتبة تنازليا ً االتحاد الروسي والبرازيل‬ ‫وكندا والواليات المتحدة األمريكية والصين وإندونيسيا و زائير‪ ،‬وتقدر الغابات‬ ‫المخروطية بحوالي ‪ ٪ 35‬من جملة مساحة الغابات في العالم‪ ،‬وغابات المناطق‬ ‫االستوائية بحوالي ‪ ،٪49‬أما غابات ذوات الورق العريض في المناطق المعتدلة‬ ‫فنسبتها حوالي ‪ ،٪ 16‬و يضم التوزيع التقليدي لغابات العالم الذي يعتمد على‬ ‫‪16‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫اختالف المناخ ‪ ،‬ثالثة أنواع هي الغابات المخروطية وغابات المناطق المعتدلة‬ ‫ذات األشجار عريضة األوراق وغابات المناطق االستوائية‪.‬‬ ‫فقد تم وضع أكثر من تقسيم للغابات في العالم‪ ،‬من أهمها ذلك الذي ورد‬ ‫في تقرير منظمة األغذية والزراعة ‪ FAO‬التابعة لألمم المتحدة التابعة لألمم‬ ‫المتحدة سنة ‪.1971‬‬ ‫التغي يف مساحة الغابات من عام ‪ 1990‬إىل عام ‪2015‬‬ ‫ر‬ ‫واالستخدام الرئيس للغابات هو استخدام أخشابها حيث تستأثر الطاقة‬ ‫الخشبية بـ ‪ ٪ 27‬من إجمالي إمدادات الطاقة األولية في أفريقيا‪ ،‬و‪ ٪ 13‬في‬ ‫أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي و‪ ٪ 5‬في آسيا غير أنها تستخدم أيضا ً بصورة‬ ‫متزايدة في البلدان المتقدمة بهدف خفض االعتماد على الوقود األحفوري‪.‬فعلى‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬يستخدم حوالي ‪ 90‬مليون شخص في أوروبا وأمريكا الشمالية‬ ‫اآلن الطاقة الخشبية كمصدر رئيسي لتدفئة المنازل‪.‬‬ ‫تساهم منتجات الغابات مساهمة كبيرة في إيواء ‪ 1.3‬مليار فرد على األقل‪،‬‬ ‫أي ‪ ٪ 18‬من سكان العالم‪ ،‬وتستخدم منتجات الغابات في تشييد المساكن في‬ ‫جميع أنحا ّء العالم‪.‬ويبلغ عدد من يعيشون في مساكن تشكل فيها منتجات الغابات‬ ‫المواد الرئيسية المستخدمة للجدران أو األسقف أو األرضيات حوالي مليار‬ ‫شخص في آسيا و‪ 150‬مليون شخص في أفريقيا‪.‬‬ ‫ويظهر القوى العاملة المستخدمة في قطاع الغابات في جميع بلدان العالم‬ ‫أن النسبة األعلى حوالي ‪ ٪ 9.3‬هي في جزر سليمان‪ ،‬وتعمل غالبية اليد العاملة‬ ‫في إنتاج األخشاب المستديرة الصناعية‪.‬ويستخدم قطاع الغابات أكثر من ‪٪ 2‬‬ ‫من القوى العاملة في ‪ 12‬بلدا ً آخر‪ ،‬معظمها في شمال وشرق أوروبا‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضا ً في الكاميرون وغابون وغيانا وسورينام‪.‬ويستخدم حوالي ‪ ٪1‬من القوى‬ ‫العاملة في هذا القطاع في عدد من البلدان األوروبية األخرى‪ ،‬وكذاك في كندا‪.‬‬ ‫أما العمالة في قطاع الغابات في معظم البلدان األخرى فأقل من ‪.٪5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫الغابات في العالم‬ ‫‪18‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫ويالحظ أن عدة ماليين من العائالت على النطاق العالمي تعتمد اعتمادا ً‬ ‫جسيما ً على الموارد غيـر الخشبية للغابات‪ ،‬سواء للعيش أو لكسب دخل‪.‬وهناك‬ ‫حوالي ‪ ٪ 80‬من سكان العالم النامي يستعملون موارد الغابات غير الخشبية‬ ‫ألغراض الصحة والتغذية وبخاصة نساء العائالت الفقيرة هن في المعتاد الالئي‬ ‫يعتمدن أكثر من غيرهن على هذه الموارد سواء لالستعمال المنزلي أو للحصول‬ ‫على دخل‪ ،‬وعلى الصعيد المحلي يوفر موارد الغابات غير الخشبية أيضا مواد‬ ‫خام لعمليات صناعية واسعة النطاق‪ ،‬وبعض موارد الغابات غير الخشبية مهمة‬ ‫كذلك كسلع للتصدير‪ ،‬وفي الوقت الحالي هناك على األقل ‪ 150‬سلعة ذات‬ ‫أهمية في التجارة الدولية ‪ ،‬تشمل العسل والصمغ العربي ونبات الرطان‬ ‫والبوص والفلين والجوز والفطر والراتنغات والزيوت األساسية واألجزاء‬ ‫النباتية والحيوانية الالزمة للمستحضرات الصيدلية‪ ،‬ففي لبالد المصنعة كثيرا ً‬ ‫ما ينظر إلى الموارد غير الخشبية للغابات باعتبارها نشاطا ً هامشيا ً ‪ ،‬وكثيرا ً ما‬ ‫يحدث العكس في البلدان النامية ‪ ،‬فالموارد غير الخشبية للغابات تستعمل‬ ‫استعماالً يوميا ً في المناطق المدارية‪ ،‬وتوفر موارد أساسية للناس‪ ،‬وهذه الموارد‬ ‫مهمة أيضا على الصعيد المحلي في كثير من المناطق في شمال أوراسيا‬ ‫وأمريكا الشمالية‪.‬‬ ‫‪ -1‬الغابات االستوائية‪:‬‬ ‫تقع بين خطي العرض‪ °10‬على جانبي خط االستواء‪ ،‬وتتوزع حاليا في‬ ‫جيوب مساحية في أربعة قارات رئيسة‪ :‬بقارة آسيا حيث تنمو أشجار البامبو‬ ‫وجوز الهند المرتفعة في مناطق جنوب شرقي آسيا وإندونيسيا والفلبين‪،‬‬ ‫والساحل الشرقي ألستراليا االمتداد األكبر للغابات االستوائية المطيرة في شرق‬ ‫الكرة األرضية‪.‬وحوض الكونغو في قارة أفريقيا حيث تضم جمهورية الكونغو‬ ‫الديمقراطية التي تضم وحدها ‪ ٪ 47‬من الغابات المدارية األفريقية – وهي‬ ‫ثاني أكبر مساحة من الغابات المدارية في العالم بعد منطقة األمازون في‬ ‫البرازيل‪ ،‬والجزء الشرقي من جزيرة مدغشقر حيث تنمو هنا أشجار الماهوجني‬ ‫ونخيل الزيت والكاكاو‪ ،‬وحوض نهر األمازون في قارة أمريكا الجنوبية حيث‬ ‫تنتشر أشجار المطاط والتي تسمى الهيفيا‪ ،‬وتشكل هذه الغابات اآلن ‪ ٪7‬من‬ ‫مساحة اليابس‪ ،‬وتتسم بأنها كثيفة متصل الغطاء النباتي األخضر يصعب‬ ‫اختراقه‪ ،‬لذا استغاللها محدود نظرا ً النتشار الزواحف بها بشكل كثيف‬ ‫والحيوانات شديدة الخطورة‪ ،‬وبخاصة في حوض نهر األمازون التي تشكل‬ ‫‪ ٪50‬من مساحة البرازيل البالغة ‪ 8.4‬مليون كيلو متر مربع‪.‬وإلى جانب ذلك‬ ‫تعد هذه الغابات رئة األرض وتنتج ‪ ٪40‬من أوكسجين كوكب األرض‬ ‫الحتوائها على عدد كبير من النباتات‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫وقد قامت الشركات األوروبية بقطع مساحات مهمة من هذه الغابات‬ ‫وتحويلها إلى مزارع منظمة لزراعة الغالت الزراعية االستوائية التي تستخدم‬ ‫مواد أولية في الصناعة األوربية كالمطاط الكاكاو وزيت النخيل وغيرها‪.‬‬ ‫الت اختفت‬ ‫مساحات الغابات ي‬ ‫الغابات االستوائية يف العالم‬ ‫‪20‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫‪-2‬الغابات المدارية الحارة‪:‬‬ ‫تتسم باألشجار ذات األخشاب الصلبة في أمريكا الالتينية وآسيا وأفريقيا‪،‬‬ ‫وتبلغ حصة أمريكا الالتينية ‪ ٪51‬من مساحة الغابات وأفريقيا ‪ ٪40‬والبقية ‪٪9‬‬ ‫في آسيا‪ ،‬وقد تعرضت هذه الغابات للقطع الجائر إما الستخدام األرض في‬ ‫الزراعة أو الزراعة العلمية لنمو أشجار بها ذات استخدام تجاري مثل‪ :‬المطاط‪،‬‬ ‫والكاكاو‪ ،‬وجوز الهند‪ ،‬ونخيل الزيت‪.‬‬ ‫توزي ع الغابات المدارية الحارة يف العالم‬ ‫إن استغالل أشجار الغابات المدارية الحارة باعتبارها موردا ً يتوقف على‬ ‫الطلب على ثمارها وأخشابها حسب األغراض التجارية‪ ،‬ويمثل جمع العصارة‬ ‫التي تزخر بها جذوع األشجار قطاعا ً مهما ً في النشاط االقتصادي وخصوصا ً‬ ‫عصارة المطاط من شجرة المطاط وشجرة الزابوتي وشجرة الباليا‪ ،‬وهناك‬ ‫قطاع آخر من األشجار يستخدم اقتصاديا ً يتمثل في جمع الثمار مثل‪ :‬ثمار جوز‬ ‫الهند‪ ،‬والبندق البرازيلي‪ ،‬وبندق النخيل‪ ،‬والكاكاو‪ ،‬ونخيل الزيت‪ ،‬حيث يزداد‬ ‫الطلب االقتصادي على هذه الثمار وتدخل في صناعات مثل‪ :‬زيت النخيل‪.‬‬ ‫أما االستخدام الثالث لألشجار المدارية الحارة اقتصاديا باعتبارها مورد‬ ‫ألنواع العقاقير ومواد الدباغة ومنها أشجار الكافور وأشجار السنشوانا والسنط‪،‬‬ ‫حيث يستخرج من شجرة الكافور زيت طبي‪ ،‬ويستخدم لحاء شجرة السنشوانا‬ ‫في استخالص مركبات دوائية‪ ،‬ويمثل قطع األشجار موردا ً ألخشاب الصلبة‬ ‫ومنها الماهوجني‪ ،‬والتيك‪ ،‬واألبنوس‪ ،‬والبلسا‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغابات المعتدلة‪:‬‬ ‫تنتشر هذه الغابات المتنوعة في العروض الوسطى من سطح األرض‬ ‫وتشمل هذه الغابات أنماط مثل‪ :‬غابات البحر المتوسط ذات المطر الشتوي‬ ‫‪21‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫بغرب القارات‪ ،‬وكذلك غابات اإلقليم الصيني ذات المناخ المعتدل الرطب‬ ‫الممطر صيفا ً شرق القارات وفي نفس العروض ‪ °30‬إلى ‪ °40‬شمال وجنوب‬ ‫خط االستواء‪ ،‬ويغلب عليها النمو الشجري دائم الخضرة‪ ،‬ولقد كان التفاعل بين‬ ‫اإلنسان وهذه الغابات شديدا ً حيث القطع الدائم ألشجارها واستغالل أراضيها‬ ‫في حرفة الزراعة الرتفاع الكثافات السكانية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من انخفاض تلك المساحة من الغابات لتمثل ‪ ٪10‬من مساحة‬ ‫اليابس حاليا وخصوصا ً على سفوح الجبال إال أنها ذات قيمة اقتصادية ألنها‬ ‫تعطى منتوجا ً يتمثل في الثمار والفاكهة‪ ،‬وكذلك لحاء الشجر وأخشابها الالزمة‬ ‫لصناعة األثاث‪ ،‬ويتضمن الغطاء الشجري أنواع معينة من أشجار ذات ثمار‬ ‫اقتصادية زرع بعضها مرة أخرى كإنتاج زراعي مثل‪ :‬أشجار الفلين‪ ،‬والجوز‪،‬‬ ‫واللوز‪ ،‬والبلوط؛ ويعد شجر الفلين أهم األشجار في هذه الغابات حيث يستخرج‬ ‫من لحائها مادة الستانين المستخدم في دباغة الجلود‪.‬‬ ‫‪ -4‬الغابات الباردة‪:‬‬ ‫ينمو هذا الغطاء الشجري في مساحات واسعة ومبعثرة من األرض وعلى‬ ‫سفوح الجبال ذات الغطاءات الجليدية شتا ًء بين دائرتي عرض ‪ °40‬إلى ‪°60‬‬ ‫شماالً وجنوبا ً حيث تتواجد بكثرة في نصف الكرة الشمالي عن الجنوبي في‬ ‫أوراسيا وأمريكا الشمالية وجنوب أمريكا الجنوبية‪ ،‬وعلى سفوح الجبال العالية‬ ‫للشام وجنوب أفريقيا وشرق استراليا‪ ،‬وتشغل نوعان من الغابات هما‪ :‬الغابات‬ ‫المخروطية والغابات النفطية‪.‬‬ ‫ومهما يكن فإن استغالل النمو الشجري في الغابات قد جاء من خالل‬ ‫الخبرة والكفاءة في االنتفاع والحصول على الغطاء النباتي حسب الحاجات‬ ‫المتزايدة عليه واستغالل أشجار هذه الغابات المتنوعة مثل‪ :‬شجر البلوط والزان‬ ‫والصنوبر والراتنج حيث تتسم باأللياف اللينة واللحاء والخشب الذي يدخل في‬ ‫صناعة األثاث والورق‪.‬وقد أدرك اإلنسان بأهمية القطاع الغابي وعاد إلى‬ ‫استزراع األشجار لالستفادة منها بشكل منتظم دون حدوث خلل في نظامها‬ ‫البيئي‪ ،‬فقامت الدول المتقدمة التي تملك مثل هذه الثروة إتباع أساليب علمية في‬ ‫تنظيم القطع لألشجار واالستزراع في كالً من فلندا‪ ،‬والسويد‪ ،‬والنرويج‪،‬‬ ‫والواليات المتحدة‪ ،‬وكندا وروسيا االتحادية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الحشائش‪:‬‬ ‫تمثل الحشائش بتنوعها حسب اختالف درجات الحرارة مراعي طبيعية‬ ‫يزيد مساحتها عن ‪ 2.5‬مليار فدان بما يشكل ‪ ٪22‬من مساحة اليابس‪ ،‬وهذه‬ ‫المراعي ذات المساحات الواسعة هي أساس حرف الرعي المتنوع ما بين‬ ‫‪22‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫البدائي والتجاري‪ ،‬وتنقسم الحشائش على أساس موقعها الجغرافي ودرجات‬ ‫الحرارة إلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬حشائش السافانا‪:‬‬ ‫تتوزع هذه الحشائش في مساحات شاسعة من قارة أفريقيا حتى تكاد تصل‬ ‫مساحتها ‪ ٪35‬من مساحة القارة البالغة ‪ 30.3‬مليون كم‪ ، 2‬بينما تتسع في‬ ‫أمريكا الالتينية على الهضاب وتسمى بأسماء محلية منها السلفاس‪ ،‬وتوجد في‬ ‫شمال أستراليا مع الغابات المدارية لتشكل ‪ ٪3‬من مساحة أستراليا‪ ،‬وتعد قارة‬ ‫أفريقيا النموذج األمثل لهذه الحشائش‪ ،‬وتتدرج في أفريقيا المدارية وسط أفريقيا‬ ‫بين دوائر عرض ‪ °8‬إلى ‪ °18‬شمال خط االستواء وجنوبه‪ ،‬وتختلف في كثافتها‬ ‫حسب األمطار‪ ،‬فكلما اقتربنا من خط االستواء زادت كثافتها وتسمى بالسافانا‬ ‫البستانية حيث انتشار الحدائق المفتوحة ‪ Game Park‬للحيوانات آكلة العشب‬ ‫وآكلة اللحوم‪ ،‬كما تنشر حرف الرعي وتحرك الرعاة في دول غرب أفريقيا‬ ‫ووسطها حيث رعى األبقار والجاموس بشكل كبير‪.‬‬ ‫‪ -2‬حشائش االستبس‪:‬‬ ‫تمثل الحشائش التي تنمو في النطاقات المناخية المعتدلة المنتشرة في‬ ‫مساحات واسعة في العروض الوسطى حيث توجد في السهول الساحلية للبحر‬ ‫المتوسط وفي جنوب أفريقيا (إقليم الفلد)‪ ،‬وفي جنوب استراليا ونيوزلندا‪ ،‬وفي‬ ‫سهول البمباس بالبرازيل واألرجنتين‪ ،‬والسهول الوسطى بأمريكا الشمالية‬ ‫(البراري) والسهل األوربي العظيم في وسط وغرب القارة‪ ،‬وفي سهول واسعة‬ ‫في وسط آسيا وشرقها‪ ،‬وتنمو مع سقوط األمطار الصيفية أو الشتوية على‬ ‫السواء‪ ،‬وتتسم هذه الحشائش بأنها مراعي طبيعية للرعي التجاري والمزارع‬ ‫الحيوانية ذات األسلوب العلمي إلنتاج األلبان واللحوم وتصنيع منتجات األلبان‬ ‫التي تشتهر بها بلدان عديدة مثل نيوزلندا والدنمارك وهولندا وفنلندا ومراعي‬ ‫الصين‪ ،‬وأبرز الحيوانات هي األبقار مثل‪ :‬الفريزان والهولشتين‪ ،‬وأغنام‬ ‫المارينو ذات الصوف الجيد كما في أستراليا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫‪ -3‬نباتات الصحاري‪:‬‬ ‫يتبعثر النبات الطبيعي في الصحاري الشاسعة وبالتحديد في أماكن وجود‬ ‫المياه سواء األمطار التي تسقط على هوامش الصحراء أو المياه الجوفية‪،‬‬ ‫والنبات الصحراوي على الرغم من ضآلته إال أن له أهمية اقتصادية باعتباره‬ ‫مورد يمكن استغالله فالحشائش واألعشاب تدخل ضمن المستحضرات الطبية‬ ‫وخصوصا ً التي تنمو في بطون الوديان وسفوح الجبال بسبب المطر أو تسرب‬ ‫المياه في شكل جوفي‪ ،‬مثل نبات الحرجل والشيح والسكران والزعفران‪ ،‬بجانب‬ ‫نبات الصبار‪ ،‬وكذلك مصدر للتمور مثل نخيل البلح؛ ففي الوطن العربي ذات‬ ‫‪23‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫المساحة الشاسعة من الصحاري يظهر تصنيع التمور في البادية والواحات‬ ‫بوصفه نشاط اقتصادي يدر دخالً ألصحابه وخاصة البلح الجاف (التمر)‬ ‫وتصنيع منتجات من التمور‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬االستخدام البشري للنبات الطبيعي‪:‬‬ ‫لقد تنوع االستخدام البشري للنبات الطبيعي منذ القدم‪ ،‬فقد كانت‬ ‫االستخدامات البدائية من اإلنسان للغطاء النباتي لسد احتياجاته من الغذاء‬ ‫والكساء‪ ،‬فقديماً‪ ،‬كان النبات الطبيعي معين ومورد لإلنسان للحصول على‬ ‫جذوع األشجار واألوراق لبناء األكواخ في الغابات أو كساء لجسده مثل جلود‬ ‫الحيوانات وخصوصا ً في المناطق االستوائية والمدارية‪ ،‬كما أن النبات الطبيعي‬ ‫كان يمد اإلنسان بما يحتاجه من الثمار؛ لذا كانت الحرفة األولية هي الجمع‬ ‫وااللتقاط من الثمار لسد احتياجاته الغذائية‪ ،‬كما أن فروع األشجار كانت سبيال ً‬ ‫إلشعال النار للتدفئة ليالً‪ ،‬واإلضاءة والحماية من الحيوانات‪.‬‬ ‫وعندما تطور اإلنسان حضاريا ً وزاد عدد السكان وتنوعت وتعددت‬ ‫االحتياجات البشرية وسيادة االستعمار والتطور الصناعي واإلنتاج الكبير كان‬ ‫البد من االستفادة بالغطاء النباتي بأقصى الطاقة الممكنة‪ ،‬فحديثاً‪ ،‬ومع تطور‬ ‫اإلنسان بدأ يستغل الغطاء النباتي في أمور عديدة منها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬التوسع في الزراعة العلمية لزيادة الطلب على ثمار األشجار االستوائية‬ ‫والمدارية مثل‪ :‬الكاكاو‪ ،‬ونخيل الزيت‪ ،‬واألناناس‪ ،‬وجوز الهند‪ ،‬والبندق‬ ‫االستوائي‪ ،‬والمطاط‪ ،‬وقد انتشرت المزارع العلمية التي تخص الشركات‬ ‫الكبرى الستغالل هذه المنتجات في التصنيع والزيوت النباتية‪.‬‬ ‫‪ -‬استخدام أشجار الغابات الصلبة واللينة على اختالف تنوعها البيئي ما بين‬ ‫أشجار البامبو‪ ،‬والخيزران‪ ،‬والتيك‪ ،‬والماهوجني‪ ،‬واألبنوس‪ ،‬والسرو‪ ،‬والفلين‪،‬‬ ‫واآلرز‪ ،‬والقسطل‪ ،‬والزان لتصنيع األخشاب واستخدامها في أمور صناعية‬ ‫عديدة مثل‪ :‬السفن‪ ،‬واألثاث‪ ،‬والمساكن الخشبية في المناطق الباردة‪ ،‬واستخدام‬ ‫اللحاء ولب األشجار في تصنيع الورق‪ ،‬ومواد الدباغة‪.‬‬ ‫‪ -‬اتجاه اإلنسان إلى األساليب العلمية للمحافظة على الغطاء النباتي بإعادة‬ ‫زراعته واالستفادة منه من خالل التنمية المستدامة نظرا ً لألهمية االقتصادية له‬ ‫والطلب العالمي والحفاظ على الغابات باستخدام برامج االستشعار عن بعد ونظم‬ ‫المعلومات البيئية‪.‬‬ ‫‪ -‬اتجاه اإلنسان إلى االستفادة من المراعي الطبيعية في حرف الرعي وإنتاج‬ ‫األلبان واللحوم والتخصص في مزارع الحيوان وزراعة حبوب العلف الالزمة‬ ‫له‪ ،‬وإنتاج منتجات األلبان المتنوعة والصوف لصناعة المنتجات الصوفية‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫‪ -‬استفادة اإلنسان من النبات المتناثر في الصحاري ذو القيمة االقتصادية‬ ‫والطبية حيث استخالص المستحضرات الطبية‪ ،‬والعلف‪ ،‬وتصنيع التمور‪،‬‬ ‫واالستفادة في تصنيع المنتجات الخشبية‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل هذه االستخدامات وتنوعها المستمدة من النبات الطبيعي؛‬ ‫إال أن اإلنسان كان سببا ً في حدوث خلل بيئي نتج من اقتطاع النبات الطبيعي‬ ‫وتقلص مساحته مما أضر بالمنظومة البيئية باعتباره نبات مجدد للهواء‪ ،‬منتج‬ ‫للغذاء‪ ،‬أساس دورة الهواء من حيث التجديد البيئي‪ ،‬حاميا ً للتربة وإزالته ترتب‬ ‫عليها الفيضانات العارمة‪ ،‬ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون وتلوث الهواء‬ ‫وخصوصا ً في المناطق الحضرية ذات التصنيع الكثيف بجانب تدهور التربة‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫الموارد الحيوانية‬ ‫أوال ً‪ :‬الصيد واالنتفاع بالثروة الحيوانية‬ ‫ثانيا ً‪ :‬استئناس الحيوان‬ ‫ثالثا ً‪ :‬اإلنتاج الحيواني والتجارة الدولية‬ ‫‪26‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫تمثل الثروة الحيوانية موردا ً اقتصاديا ً ومعين هائل لإلنتاج المتنوع ولقد‬ ‫أقبل عليه اإلنسان وجد فيه ما يلبي بعض حاجاته األساسية لذا فقد استفاد منه‬ ‫اإلنسان كمورد سواء بصيد البري منه أو تربية المستأنس منه‪ ،‬ومارس اإلنسان‬ ‫الرعي واتخذه نشاطا وما يزال فيه يستهدف االنتفاع بالحيوان ومنتجاته‪ ،‬ولقد‬ ‫انتفع اإلنسان وما يزال بهذا المورد الضخم لعدة اختبارات منها‪:‬‬ ‫❖ ‪ -‬أن المملكة الحيوانية غنية حيث تضم قائمة متنوعة من حيوانات كثيرة‬ ‫يشيع انتشارها على سطح األرض بما في ذلك من يابس وماء وأدرك اإلنسان‬ ‫بذلك نتيجة لحراكه في البر والبحر القيمة الفعلية لهذه الثروة والتفاعل معها‬ ‫واالنتفاع بها‪.‬‬ ‫❖ ‪ -‬إن حاجة اإلنسان إلي لحوم الحيوانات ووجودها ضمن قائمة طعامه كانت‬ ‫بالدرجة األولى سببا ً وحافزا ً أصليا ً لممارسة الجهد وإما أو بتربيته‪ ،‬وفرضت‬ ‫عليه منتجات أخرى قام باالنتفاع بها مع اللحوم كاأللبان‪ ،‬الجلود والصوف‪.‬‬ ‫❖ ‪ -‬إن انتفاع اإلنسان بالثروة الحيوانية قد تشعب وتنوع حيث اتخذ محوران‬ ‫أساسيان وهما االتجاه نحو البحر واالستفادة من ثرواته الهائلة‪ ،‬واالتجاه نحو‬ ‫البر واالستفادة من ثرواته الهائلة‪ ،‬واالتجاه للبر وصيد الحيوان البري بما يحقق‬ ‫طموحاته في الغذاء والكساء والتجارة‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق ألهمية المورد الحيواني‪ ،‬كان الصيد بداية االنتفاع‬ ‫المبكر بالثروة الحيوانية‪ ،‬حيث اتخذ اإلنسان من الصيد وسيلة القتناص الحيوان‬ ‫طلبا ً للحوم والجلود مما مكن اإلنسان من ابتكار وسائل للصيد ارتقت في سلمه‬ ‫الحضاري من أدوات بدائية إلى أدوات صيد حديثة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬الصيد واالنتفاع بالثروة الحيوانية‪:‬‬ ‫يتطلب الصيد مهارات وقدرات من الجماعات التي اشتغلت باقتناص‬ ‫الحيوان أو األسماك‪ ،‬وتعيش معظم هذه الجماعات التي تنفذ من الصيد أسلوبا ً‬ ‫لالنتفاع بالحيوان في بيئات متنوعة كما في البيئات القطبية أو االستوائية أو‬ ‫السواحل على مستوى جميع القارات‪ ،‬ولقد كانت بيئات الصيد أعظم انتشارا ً‬ ‫واتساعا ً في الماضي عندما كان الصيد هو الحرفة األساسية بعد الجمع وااللتقاط‬ ‫في الحياة البدائية ومع التحول الحضاري وارتقاء اإلنسان سلم الحضارة التطور‬ ‫في أساليب وأدوات الصيد في البر والبحر تقلصت مساحات الصيد واالتجاه إلي‬ ‫الصيد ألنواع معينة بحكم ضوابط قانونية جعلت هناك أصوالً وشروطا ً للصيد‬ ‫لمنع االنقراض أو فناء الحيوان في البر والبحر‪ ،‬لذا فاإلنسان أصبح اآلن يتجه‬ ‫للصيد برا ً وبحرا ً لالنتفاع بالموارد حسب الطلب والحاجة ونوعية االستهالك‬ ‫والتجارة العالمية‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫‪ -1‬صيد البحر‪:‬‬ ‫أتاحت مسطحات المياه منذ وقت بعيد لإلنسان فرصة الحصول على قدر‬ ‫مناسب من الغذاء والمنتجات البحرية المتنوعة‪ ،‬فكان وما يزال الصيد أسلوبا ً‬ ‫ونشاطا ً للحصول على األسماك ومنتجات البحر منذ القدم‪ ،‬وهذا يعني أن هذا‬ ‫المورد ما يزال يمد اإلنسان باحتياجاته من البروتين الحيواني ولن ينصرف‬ ‫اإلنسان عنه باعتباره هبة من هللا وثروة يجب استغاللها أحسن استغالل لذا مع‬ ‫التطور التكنولوجي بدأ اإلنسان يخصص سفن للصيد بأحدث تقنيات للصيد‬ ‫لتوسيع دائرة االنتفاع فأصبح ينطلق من الصيد في المياه اإلقليمية إلى الصيد‬ ‫في أعالي البحار من أجل زيادة اإلنتاج السمكي لما له من خامات تستخدم في‬ ‫التصنيع لمنتجات األسماك على المستوى العالمي‪.‬‬ ‫بجانب أن اإلنسان لم يكتفي بالصيد فقط بل فهم ودراسة طبيعة األسماك‬ ‫ونموها ومواسم تكاثرها وبالتالي لجأ إلى االستزراع السمكي سواء على اليابس‬ ‫(األسماك في المياه العذبة) وبالقرب من المسطحات البحرية واالستزراع‬ ‫لألسماك البحرية) وتربيتها من أجل سد احتياجات السكان من األسماك الطازجة‬ ‫والمملحة والمعلبة والمدخنة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬مصايد األسماك البحرية‪:‬‬ ‫تتركز مصايد األسماك العظمى في العالم في أربعة أقاليم تقع في شمال‬ ‫المحيط الهادي والمحيط األطلسي على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬شمال غرب المحيط الهادي من تايوان حتى بحر برنج‪.‬‬ ‫‪ -2‬شمال شرق المحيط الهادي من شمال كاليفورنيا حتى بحر برنج‪.‬‬ ‫‪ -3‬شمال غرب المحيط األطلسي من نيويورك حتى شمال كندا‪.‬‬ ‫‪ -4‬شمال شرق المحيط األطلسي من جنوب البرتغال حتى البحر األبيض‬ ‫الروسي وبحر بارنتس‪.‬‬ ‫وتنتج هذه المناطق األربعة مجتمعة ‪ ٪73‬من جملة إنتاج األسماك في‬ ‫العالم‪ ،‬وهي أكثر مصايد العالم تقدما ً‪ ،‬ويقدر حجم العمالة نحو ‪ 3.58‬مليون‬ ‫شخص يشتغلون في القطاع األولي للصيد الطبيعي لألسماك وتربية األحياء‬ ‫المائية في ‪ 2012‬منهم‪ ٪ 37 ،‬يشتغلون دواما ً ً كلياً‪.‬وفى ‪ ،2012‬بلغت نسبة‬ ‫جميع المشتغلين في مصايد األسماك وقطاع تربية األحياء المائية ‪ ٪ 84‬في‬ ‫آسيا‪ ،‬تلتها أفريقيا (أكثر من ‪ )٪ 10‬ونحو ‪ 9.18‬مليون شخص كانوا يشتغلون‬ ‫في تربية األسماك وما يزيد على ‪ ٪ 96‬في آسيا‪ ،‬وخالل الفترة ‪– 2010‬‬ ‫‪2012‬م كان ما ال يقل عن ‪ 21‬مليون شخص يعملون كصيادين في الصيد‬ ‫الطبيعي لألسماك ويعملون في المياه الداخلية (أكثر من ‪ ٪ 84‬في آسيا (‪ ،‬وقد‬ ‫ارتفعت العمالة في هذا القطاع بوتيرة أسرع من التزايد السكاني في العالم‪.‬ففي‬ ‫‪ ،2012‬كان هذا القطاع يمثل ‪ ٪ 4.4‬من إجمالي ‪ 3.1‬مليار شخص ناشطين‬ ‫‪28‬‬ ‫المـــوارد الجغـــرافية الطبيعية‬ ‫______________________________‬ ‫اقتصاديا ً في القطاع الزراعي الواسع في جميع أنحاء العالم مقابل ‪ ٪ 7.2‬في‬ ‫‪1990‬م‪.‬‬ ‫وقد استأثرت المرأة‪ ،‬بصورة إجمالية‪ ،‬بنسبة تزيد على ‪ ٪15‬من جميع‬ ‫األشخاص الذين يشتغلون مباشرة في القطاع األولي لمصايد األسماك وتجاوزت‬ ‫نسبة النساء ‪ ٪ 20‬في الصيد من المياه الداخلية ووصلت إلى ‪ 90‬في المائة في‬ ‫األنشطة الثانوية مثل التجهيز‪.‬‬ ‫?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser