علوم الحديث والتخريج PDF

‫عـلــوم الــحــديـــث والــتـــخـريــــج‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫الفصل الدراسي الثاني‬ ‫الدرس (‪)6‬‬ ‫صالة الصبح باحلديبية يف أثر سامء [أي مطر] كان من الليل‪ ،‬فلام انرصف من‬ ‫صالته أقبل عىل الناس فقال‪ « :‬ره ْل تردْ ر ر‬ ‫ون رما رق رال رر ُّبك ْم؟» رقالوا‪ :‬اهلل رو ررسوله‬ ‫رأ ْع رلم‪ ،‬ر...

‫عـلــوم الــحــديـــث والــتـــخـريــــج‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫الفصل الدراسي الثاني‬ ‫الدرس (‪)6‬‬ ‫صالة الصبح باحلديبية يف أثر سامء [أي مطر] كان من الليل‪ ،‬فلام انرصف من‬ ‫صالته أقبل عىل الناس فقال‪ « :‬ره ْل تردْ ر ر‬ ‫ون رما رق رال رر ُّبك ْم؟» رقالوا‪ :‬اهلل رو ررسوله‬ ‫رأ ْع رلم‪ ،‬رق رال‪ « :‬رق رال‪ :‬رأ ْص رب رح م ْن ع ربادي م ْؤم ٌن روكراف ٌر‪ ،‬رف رأما رم ْن رق رال‪ :‬مط ْرنرا ب رف ْضل‬ ‫ْحته رف رذل رك م ْؤم ٌن ِب روكراف ٌر با ْلك ررواكب‪ ،‬رو رأما رم ْن رق رال‪ :‬مط ْرنرا بن ْروء ك ررذا‬ ‫اهلل روب رر ْ ر‬ ‫روك ررذا رف رذل رك كراف ٌر ِب روم ْؤم ٌن با ْلك ررواكب» (‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬أن احلديث القديس ال يتشدد يف روايته مثل القرآن‪ ،‬فتجوز روايته باملعنى ما‬ ‫دام مل يغي ذلك شيئا من معناه املقصود‪ ،‬أما القرآن الكريم فال يمكن روايته باملعنى‪،‬‬ ‫بل ال بد أن يقرأه اإلنسان بنصه كام أنزله اهلل ‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬يوجد خالف مشهور بني العلامء يف حكم رواية أي حديث باملعنى‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن القرآن الكريم له حرمة فال يمسه إال املطهرون كام قال اهلل تعاىل‪ ،‬فال جيوز‬ ‫مس املصحف وال قراءة القرآن للجنب وال للحائض وال للنفساء‪ ،‬كام ال جيوز مس‬ ‫املصحف ملن ليس عىل طهارة‪ ،‬كام ذكر الرسول ‪ ‬عن اْلنب واحلائض والذين مل‬ ‫آن‪ ،‬رو رال ري رطؤ ر‬ ‫ون ا ْلق ْر ر‬ ‫يكونوا عىل طهارة‪ ،‬فقال‪ « :‬رال ري ْق ررؤ ر‬ ‫ون م ْص رحفا ب رأ ْيدهي ْم رحتى‬ ‫ني» (‪ ،)2‬أما احلديث القديس فحرمته دون حرمة القرآن؛ فال يمنع اْلنب‬ ‫ريكونوا مت ررو ِّضئ ر‬ ‫أو احلائض أو النفساء من قراءته أو ملسه‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن قراءة القرآن الكريم وتالوته فيها أجر كبي وثواب عظيم‪ ،‬كام ورد عن‬ ‫حل رسنرة ب رع ْْش رأ ْم رثاِلرا‪،‬‬ ‫الرسول ‪ ‬أنه قال‪ « :‬رم ْن رق رر رأ رح ْرفا م ْن كتراب اهلل رف رله به رح رسنر ٌة‪ ،‬روا ر‬ ‫)‪ (1‬أخرجه الربيع (‪.)62‬‬ ‫)‪ (2‬أخرجه الربيع (‪.)11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عـلــوم الــحــديـــث والــتـــخـريــــج‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫الفصل الدراسي الثاني‬ ‫الدرس (‪)6‬‬ ‫ف»(‪ ،)1‬أما األحاديث‬ ‫يم رح ْر ٌ‬ ‫ف‪ ،‬رو رال ٌم رح ْر ٌ‬ ‫ف رح ْر ٌ‬ ‫ف‪ ،‬رو رلك ْن رأل ٌ‬ ‫رال رأقول امل رح ْر ٌ‬ ‫ف‪ ،‬روم ٌ‬ ‫القدسية فيثاب عىل قراءهتا‪ ،‬ولكنه أقل من الثواب عىل قراءة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫َّس‬ ‫‪ -6‬أن القرآن الكريم متعبدٌ بتالوته يف الصالة؛ قال اهلل تعاىل‪ ﴿ :‬رفا ْق ررءوا رما رت ري ر‬ ‫م رن الق ْرآن﴾ [املزمل‪ ،]20 :‬أما األحاديث القدسية فال يتعبد بقراءهتا يف الصالة‪.‬‬ ‫من الكتب املؤلفة يف األحاديث القدسية‪:‬‬ ‫اهتم بعض العلامء بجمع األحاديث القدسية‪ ،‬ومن هؤالء‪ :‬الشيخ َجال حممد عيل الشقيي‬ ‫يف كتابه «األحاديث القدسية» حيث َجع ما يقارب أربعمئة حديث قديس‪.‬‬ ‫‪ ‬تنبيه‪:‬‬ ‫ليست كل األحاديث القدسية عىل درجة واحدة‪ ،‬فمنها الصحيح‪ ،‬واحلسن‪ ،‬والضعيف‪،‬‬ ‫واملوضوع أيضا‪.‬‬ ‫الوضاعني أن‬ ‫وقد تكون قلة األحاديث املوضوعة يف األحاديث القدسية لته ُّيب‬ ‫ّ‬ ‫يضعوا أحاديث عىل اهلل ‪ ‬أكثر من هت ُّيبهم من وضع أحاديث عىل رسول اهلل ‪.‬‬ ‫النوع الثاين‪ :‬احلديث املرفوع‪.‬‬ ‫«وهو ما نسب إىل رسول اهلل ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية»‪.‬‬ ‫وهو املراد بكلمة «احلديث» عند اإلطالق‪ ،‬فعندما يطلق لفظ احلديث يقصد به احلديث‬ ‫املرفوع إىل النبي ‪.‬‬ ‫أقسام احلديث املرفوع‪:‬‬ ‫)‪ (1‬أخرجه الرتمذي )‪.)2910‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عـلــوم الــحــديـــث والــتـــخـريــــج‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫الفصل الدراسي الثاني‬ ‫الدرس (‪)6‬‬ ‫من خالل تعريفنا للحديث املرفوع يتبني لنا أن احلديث املرفوع ينقسم إىل ما ييل‪:‬‬ ‫‪ -1‬احلديث القويل‪ ،‬وهو ما ينسب إىل النبي ‪ ‬من أقوال‪ ،‬مثل قول الرسول ‪:‬‬ ‫« رأ رال رو رم ْن رغشنرا رف رل ْي رس منا»(‪ ،)1‬وقوله ‪ « :‬رم ْن رس رل رك رطريقا ري ْطلب فيه ع ْلام رسه رل اهلل رله‬ ‫ات رال‬ ‫ني‪ ،‬رو رب ْينره رام م ْشترب ره ٌ‬ ‫احل ررا رم رب ِّ ٌ‬ ‫احل رال رل رب ِّ ٌ‬ ‫ني‪ ،‬روإن ْ ر‬ ‫اْلنة»(‪ ،)2‬وقوله ‪« :‬إن ْ ر‬ ‫رطريقا إ رىل ْ ر‬ ‫ري ْع رلمهن كرث ٌي م رن الناس‪ ،‬رف رمن ات رقى ُّ‬ ‫رْب رأ لدينه روع ْرضه‪ ،‬رو رم ْن رو رق رع يف‬ ‫است ْ ر‬ ‫الشب رهات ْ‬ ‫احل ررام‪ ،‬كرالراعي ري ْر رعى رح ْو رل ْ‬ ‫ُّ‬ ‫احل رمى‪ ،‬يوشك رأ ْن ري ْرت ررع فيه‪ ،‬رأ رال روإن‬ ‫الشب رهات رو رق رع يف ْ ر‬ ‫اْل رسد م ْض رغة‪ ،‬إ رذا رص رل رح ْت‪ ،‬رص رل رح‬ ‫لك ِّل رمل ٍك ْحى‪ ،‬رأ رال روإن ر‬ ‫ْحى اهلل رحمرارمه‪ ،‬رأ رال روإن يف ْ ر‬ ‫اْل رسد ك ُّله‪ ،‬رأ رال روه ري ا ْل رق ْلب»(‪ ،)3‬واألحاديث القولية‬ ‫اْل رسد ك ُّله‪ ،‬روإ رذا رف رسدر ْت‪ ،‬رف رسدر ْ ر‬ ‫ْر‬ ‫هي أغلب األحاديث الواردة عن الرسول ‪.‬‬ ‫‪ -2‬احلديث الفعيل؛ «وهو ما نسب إىل الرسول ‪ ‬من فعل دون أن ينسب إليه‬ ‫قول»‪ ،‬مثل ما ورد عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة‪« :‬أن الرسول ‪ ‬كان يصبح‬ ‫جنبا وال يفطر» (‪ ،)4‬ومثل األحاديث التي تذكر صفة وضوء النبي ‪ ‬أو صفة صالته أو‬ ‫صفة حجه‪.‬‬ ‫‪ -3‬احلديث التقريري؛ «وهو ال يكون قوال من الرسول ‪ ‬وال فعال منه‪ ،‬وإنام هو‬ ‫أن يقول أحد الصحابة قوال أو يفعل فعال فال ينكره الرسول ‪.»‬‬ ‫واألصل يف احلديث التقريري أن يبني الراوي أن الرسول ‪ ‬اطلع عىل ذلك‬ ‫األمر أو رآه ومل ينكره‪ ،‬ويمثل له العلامء برؤية الرسول ‪ ‬خلالد بن الوليد ‪ ‬وهو‬ ‫)‪ (1‬أخرجه الربيع )‪.)582‬‬ ‫)‪ (2‬أخرجه الربيع (‪.)20‬‬ ‫)‪ (3‬أخرجه مسلم (‪.)1599‬‬ ‫)‪ (4‬أخرجه مالك (‪.)10/18‬‬ ‫‪6‬‬ ‫عـلــوم الــحــديـــث والــتـــخـريــــج‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫الفصل الدراسي الثاني‬ ‫الدرس (‪)6‬‬ ‫يأكل حلم الضب ومل ينكر عليه‪ ،‬ومثل أن يقول الصحاِب‪ :‬كنا نفعل كذا وكذا ويف‬ ‫عهد رسول اهلل ‪ ‬والرسول ‪ ‬ال ينكر علينا‪ ،‬فهذا يسمى حديثا تقريريا‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬األحاديث املرفوعة إىل الرسول ‪ ‬قد تكون متواترة‪ ،‬وقد تكون صحيحة‪،‬‬ ‫وقد تكون حسنة‪ ،‬وقد تكون ضعيفة‪ ،‬وقد تكون موضوعة‪ ،‬وقد ال يكون ِلا أصل‪،‬‬ ‫رو بطريق صحيح وال حسن وال ضعيف وال موضوع‪.‬‬ ‫أي مل ت ر‬ ‫النوع الثالث‪ :‬احلديث املوقوف‪.‬‬ ‫«وهو احلديث الذي يكون من قول الصحاِب أو فعله أو تقريره»‪ ،‬مثل قول عمر بن اخلطاب‬ ‫‪« :‬علموا أوالدكم السباحة والرماية وركوب اخلي»‪ ،‬فهذا حديث مل يرفع إىل الرسول ‪‬‬ ‫وإنام هو من قول عمر بن اخلطاب ‪ ،‬ومثل قوله أيضا‪« :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدهتم‬ ‫أمهاهتم أحرارا»‪ ،‬ويكثر احلديث املوقوف يف تفسي القرآن الكريم‪.‬‬ ‫وقد يكون احلديث املوقوف فعال من أفعال الصحاِب‪ ،‬كأن يفعل بعض الصحابة شيئا ما أو‬ ‫يأمر الصحاِب بفعل يشء؛ كام هو مشهور عن عثامن بن عفان ‪ ‬أنه أمر بإضافة أذان إىل أذان‬ ‫اْلمعة؛ إلشعار الناس ولتنبيههم إىل قرب صالة اْلمعة‪.‬‬ ‫وقد يكون احلديث املوقوف تقريرا‪ ،‬كأن يشاهد بعض الصحابة أحدر الناس يفعل شيئا وال‬ ‫ينكر عليه ذلك‪.‬‬ ‫الفرق بني احلديث املوقوف واحلديث املرفوع‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن احلديث املرفوع هو ما نسب إىل رسول اهلل ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير أو‬ ‫صفة خلقية أو خلقية‪.‬‬ ‫أما احلديث املوقوف فهو ما نسب إىل الصحابة ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫عـلــوم الــحــديـــث والــتـــخـريــــج‬ ‫السنة الدراسية الثانية‬ ‫الفصل الدراسي الثاني‬ ‫الدرس (‪)6‬‬ ‫‪ -2‬أن احلديث املرفوع متفق عىل ح ِّجيته ما دام ثبت عن الرسول ‪ ،‬أما احلديث‬ ‫املوقوف فاختلف العلامء يف حجيته‪ ،‬وقد بحث علامء أصول الفقه هذه املسالة بشكل‬ ‫موسع عند احلديث عن قول الصحاِب‪ ،‬ويقصدون قول الصحاِب وفعله وتقريره‪.‬‬ ‫احلديث املوقوف الذي له حكم املرفوع‪:‬‬ ‫«وهي األحاديث املوقوفة عىل الصحابة ‪ ،‬التي ال جمال للنظر والرأي فيها»‪ :‬كالتفاسي‬ ‫التي تنسب إىل بعض الصحابة يف بعض اآليات ِّما ال يدرك بالرأي من األشياء الغيبية املتعلقة‬ ‫بيوم القيامة أو أخبار األمم السابقة مثال‪ ،‬ويكون ِلا حكم األحاديث املرفوعة للرسول ‪ ‬وإن‬ ‫مل يرصح الصحاِب أنه سمع هذا احلديث من الرسول ‪ ‬مثل‪:‬‬ ‫ قول عبد اهلل بن مسعود ‪« :‬من أتى كاهنا فصد رقه فقد كفر بام أنزل عىل حممد ‪.»‬‬‫ قول عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬عندما رأى أحدا يرتكب بعض املخالفات قال‪« :‬أما هذا‬‫فقد عىص أبا القاسم»‪ ،‬فابن مسعود ‪ ‬مل يرصح بأن هذا احلديث منسوب إىل الرسول‬ ‫‪ ،‬ولكن جزمه بأنه كفر بام أنزل عىل حممد ‪ ‬أو عىص أبا القاسم ‪ ‬اعتْبه بعض العلامء‬ ‫بمثابة الترصيح بأنه حيفظ شيئا عن الرسول ‪ ‬يتعلق بتلك املسألة‪ ،‬وإن مل يرصح بذلك‪.‬‬ ‫ قول عبد اهلل بن عباس ريض اهلل عنهام عندما سئل عن املقصود بالزيادة يف قول اهلل‬‫تعاىل‪ِّ ﴿ :‬للذي رن رأ ْح رسنوا احل ْسنرى روز ريا رد ٌة﴾ [يونس‪ ،]26 :‬فقال‪« :‬غرفة يف اْلنة من لؤلؤة‬ ‫واحدة ِلا أربعة أبواب»‪ ،‬فابن عباس فَّس اآلية بتفسي يتعلق بيوم القيامة‪ِّ ،‬ما ال يدرك‬ ‫بالنظر أو الرأي‪ ،‬فيأخذ هذا حكم املرفوع‪.‬‬ ‫ويستثنى من األحاديث املوقوفة التي ِلا حكم املرفوع‪ ،‬األحاديث املوقوفة فيام ال يعرف‬ ‫بالنظر والرأي التي تروى عن بعض الصحابة الذين عرفوا بالرواية عن الذين أسلموا من أهل‬ ‫الكتاب‪ ،‬كعبد اهلل بن سالم وكعب األحبار‪ ،‬ومن الصحابة املشهورين بالرواية عنهم عبد اهلل‬ ‫بن عمرو بن العاص وأبو هريرة ‪‬؛ ألنه يرتجح أهنم قرؤوها يف كتبهم ومل يرووها عن‬ ‫‪8‬‬