Modern Iraqi Architecture M/8 Alienation in Contemporary Iraqi Architecture PDF

Document Details

RenownedWetland8944

Uploaded by RenownedWetland8944

Baghdad College of Medicine

Dr. Fawzia Raheem Hussein

Tags

Iraqi architecture architectural alienation modern architecture architectural history

Summary

This document discusses the concept of alienation in modern Iraqi architecture, presenting a critical analysis integrating historical and contemporary perspectives. It explores how modernity and tradition intersect in design choices, specifically referencing themes of cultural adaptation and the influence environmental factors on form and expression. The role of historical precedent and the influence of globalization are woven into the examination of contemporary architecture.

Full Transcript

‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫االغتراب‬ ‫االغتراب خاصية مميزة لإلنسان‪ ،‬قديمة ومتأصلة في وجوده وأن اغترابه...

‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫االغتراب‬ ‫االغتراب خاصية مميزة لإلنسان‪ ،‬قديمة ومتأصلة في وجوده وأن اغترابه يعني قدرته على االنفصال عن‬ ‫وجوده اإلنساني‪ ،‬من حيث هو هوية فريدة في نوعها ال تتكرر من حيث هو ثراء إنساني ومن حيث هو إمكانية‬ ‫ابتكارية لها حضورها التعبيري من خالل كل فعل جديد ومن حيث هو وجود يكمن في معنى وجوده باحثا ً دوما ً‬ ‫عما يعطي حياته معنى وهدفا ً وقيمة‪.‬‬ ‫ويفيد مفهوم االغتراب معنى الشعور باالنفصال عن الذات أو المجتمع أو العالم الموضوعي أو هللا‪.‬‬ ‫وقد استخدم ((مفهوم االغتراب)) لوصف الكثير من االضطرابات النفس جسمية‪ ،‬كحاالت القلق واإلحساس‬ ‫بفقدان الهوية واختالل الشخصية والشعور بالعجز والال جدوى والالمباالة واإلحساس بعدم الثقة والشعور‬ ‫بالتشيؤ‪ ،‬وأن الحياة تمضي على نحو الإنساني‪ ،‬وأنها عبث غير معقول يمضي باإلنسان نحو الفراغ الوجودي‬ ‫والملل من الحياة نفسها‪ ،‬أو هو الشعور بالتحلل من القيم ورفض المعايير االجتماعية‪ ،‬أو االنسحاب من المجتمع‬ ‫أو االلتصاق بالذات في كنف عزلة نفسية أو اجتماعية أو هو خبرة يرى فيها اإلنسان نفسه كما لو كانت غريبة‬ ‫ومنفصلة عنه‪.‬‬ ‫ان حضور الزمن الماضي (التراث) في العمارة امر مهم النها تضم االطار المادي الذي يشتمل على القيم‬ ‫والمعايير االجتماعية والحضارية‪ ،‬فالعمارة هي من ابرز االبعاد التي يتبلور فيها ادراك واحساس المجتمع‬ ‫بالتراث وذلك لحجم تاثيره وبسبب ارتباطه بحياة االنسان ‪ ،‬اذ انها تمثل ركنا اساسيا يمكنه الصمود عبر الزمن‬ ‫امام محاوالت التشويه‪ ،‬فهي مصدر استقراء والهام دائمين للمعماريين وابداعهم ينتفعون فيه من تراكم المعارف‬ ‫والخبرات التي تعتبر ثمرة التفاعل بين العوامل البيئية والمناخية وبين خصوصية التجربة االنسانية‪.‬‬ ‫لقد تفشت ظاهرة االغتراب في العمارة العراقية بشكل واضح‪ ،‬ليتسم المنتج بالغرابة من حيث اختالفه عن‬ ‫المنظومة البيئية العراقية مكانا او زمانا أو كالهما‪ ،‬من خالل اقحام أو اضافة الغريب الى المنتج‪.‬وفي عصر‬ ‫العولمة ومع انطالق وسطوة القدرات التكنولوجية الكاسحة فقد بدأت تتحول إلى ظاهرة واضحة بسبب هيمنة‬ ‫التكنولوجيا والقوى االقتصادية العمالقة‪ ،‬وهي تتسم بالغرابة من حيث المنطق أو المعنى في صياغة وتصميم‬ ‫العمارة وهو ما يشمل كل غريب عن الثوابت الطبيعية أو التقليدية ‪ ،‬بالتالي ربما يتسبب أيضا في شعور االنسان‬ ‫بالغربة أو افتقاده للحميمة مع العمران‪.‬‬ ‫االغتراب في العمارة‬ ‫تمثل العمارة مرآة المجتمع التي تعكس حضارته وثقافته ومن خاللها يمتلك المجتمع خصوصية وهوية متميزة‬ ‫وهي تتالف من المعالم الرمزية والمعاني التي استحدثها المجتمع لنفسه‪ ،‬وفي حال تجاهل تلك المعالم فانها سوف‬ ‫تفقد الكثير من حيويتها االجتماعية وامكانية التواصل الحضاري والثقافي في المجتمع بسبب االنقطاع الزماني‬ ‫والمكاني وبالتالي يحدث االغتراب‪.‬‬ ‫هناك مفهومين يدالن على االغتراب ‪ ،‬وهما ‪:‬‬ ‫األول‪ :‬مفهوم ضمني ‪ -‬يشير إلى بعد فلسفي‪ ،‬فهو االنقطاع عن الذات والتحول إلى اآلخر‪.‬الذات هنا ال تنحصر‬ ‫في الفرد فقط بل إنها تمثل كل المفاهيم واألفكار التي تجعله يشعر باالنتماء واالستقرار في مكان أو مجتمع ما‬ ‫كالمعايير المشتركة واألعراف والتقاليد والموروث الثقافي والحضاري بصيغته الفيزياوية (الملموسة ‪-‬‬ ‫‪ )tangible‬وغير الفيزياوية غير الملموسة ‪)intangible) -‬‬ ‫الثاني‪ :‬مفهوم مباشر ‪ -‬تشير الدالالت الرئيسية فيه إلى االنقطاع عن المجتمع والقيم التي يمتلكها‪ ،‬وهو ما يطلق‬ ‫عليه (االغتراب االجتماعي) وهو بالضد من التواصل الذي يعرف بعملية التفاعل واالشتراك بين األفراد ونشوء‬ ‫عالقات مستمرة بينهم‪.‬‬ ‫واالغتراب يتضمن ثالثة اشكال رئيسة هي‪:‬‬ ‫االغتراب المكاني‪ ،‬االغتراب االجتماعي‪ ،‬االغتراب الذاتي (النفسي)‪.‬فاالغتراب المكاني هو فقدان الصلة بين‬ ‫الفرد والمكان الذي يتواجد فيه‪ ،‬وينشا هذا النوع من االغتراب في البيئة المعمارية التي تعاني من التفكك والتشتت‬ ‫وبعثرة اجزائها وعدم تماسكها مع عدم تلبية للمتطلبات االنسانية والذي يؤدي الى انقطاع الفرد المعنوي ثم‬ ‫المادي‪.‬‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫وقد روج رواد الحداثة خاصة مع بداية ظهور الحركة الى افكار تعلقت بنبذ الماضي والتاريخ الموروث‬ ‫المعماري التقليدي وكبته‪ ،‬فعمدوا على فصل الزمن الى ماضي تم اقصاؤه وحاضر يعكس الحقائق العلمية الجامدة‬ ‫واعتبار الطرز السابقة طرز ميتة فلم يعودوا يؤمنوا باستمرارية الماضي بل بضرورة ان ينسى‪ ،‬وانتاج شيء‬ ‫جديد تماما متفقين بذلك مع دعوات العديد من المنظرين في اعتبار ان لكل عصر قيم جديدة تمثله ‪ ،‬مع ضرورة‬ ‫اقصاء كل ما ال يتفق معه ‪ ،‬فالحركة الحديثة ومنذ بدايتها كان تاريخها يؤشر الى الكبت واالنفصال ‪.‬‬ ‫االغتراب والتلوث البصري المعماري‬ ‫ويقصد به اي تحوير في الصفات األصلية او اضافات تفسد المشهد الحضري او المعماري‪ ،‬االمر الذي يفسد‬ ‫جمال الواجهات للمبنى اذا كانت اصال جميلة‪.‬او ينتج ايضا من استعمال مواد اضافية للمواد االنشائية المستخدمة‬ ‫اصال في المبنى‪ ،‬مما يؤدي الى حصول تشوهات معمارية‪.‬ينتج ايضا بسبب االسراف في الزخرفة فيخرج بذلك‬ ‫المصمم عن االبداع والبساطة‪ ،‬كالمبالغة في استخدام االحجار الطبيعية او الصناعية للواجهات او ادخال عدد‬ ‫كبير من االلوان ال تنسجم مع بعضها وال مع مجاوراتها من االبنية األخرى‪..‬فهذا التلوث يبدأ من تجاور أنماط‬ ‫معمارية متناقضة إلي تشويه الرؤية البصرية بالعديد من الصور واألشكال المختلفة وبالتالي يحدث االغتراب‪.‬‬ ‫التواصل (الزماني‪-‬المكاني) الزمكاني في العمارة‬ ‫ان التواصل الزمكاني هو التواصل الذي يراعي فيه التوازن بين المتطلبات الحديثة والحاجة الى التواصل مع‬ ‫الماضي‪ ،‬فهو عملية خلق االستمرارية التاريخية بين القديم والجديد وهو ما يطلق عليه بمفهوم التواصل‬ ‫الحضاري ‪ ،‬وهذا التواصل ضروري لتحقيق الهوية والخصوصية المتميزة للعمارة اضافة الى ضرورة التواصل‬ ‫الحضاري مع التراث لكونه واسطة يتم بفضله انتقال الحضارة من جيل الى جيل (عبر الزمن)‪ ،‬وان حالة‬ ‫الالتواصل تعني فقدان االتجاه ونقاط الداللة وبالتالي فقدان الهوية المعمارية وحدوث االغتراب في العمارة‪.‬‬ ‫فالمعماري الذي يناشد االنفصال والالتواصل مع البيئة العمرانية والعوامل والمؤثرات الطبيعية والثقافية سوف‬ ‫يؤدي به الى االنفصال عن المجتمع وعن كل توجهاته‪ ،‬فالعالقة بين عاملي الزمن وظاهرة االغتراب في العمارة‬ ‫المعاصرة هو مفهوم االنقطاع الزمني‪.‬فكثرة المكونات والتشكيالت المعمارية التي ال ترتبط بزمان معين مع‬ ‫اهمال المكونات ذات القيمة الزمنية (التراثية) ساهم بشكل كبير في تعزيز ظاهرة االغتراب‪.‬‬ ‫يتم التواصل من خالل فهم عالقات الزمن النها تحقق التواصل بين االحداث ‪،‬وقد حدد العديد من نقاد العمارة‬ ‫لمفهوم الزمان ثالث حاالت تجسد الزمن ‪ ،‬وهي(الماضي والحاضر والمستقبل) ‪،‬فالماضي هو الحالة التي لم تعد‬ ‫موجودة والمستقبل الذي لم ياتي ‪ ،‬وان تحلل الحاضر الدائم بين الماضي (في لحظته االنية التي تمضي االن)‬ ‫والمستقبل (اللحظة االنية بعد قليل) يجعله سريع الزوال لذلك يكون الزمان في صورته هو اقتران بالحاضر في‬ ‫كونه الحقيقة التي نملكها االن فيكون هو(حاضر االشياء الماضية‪،‬حاضر االشياء الحاضرة‪ ،‬حاضر االشياء‬ ‫المستقبلية)‪ ،‬وبهذه الطريقة يوحد االنسان الماضي والمستقبل ضمن لحظة الحاضر ‪،‬فالمفاهيم الجديدة ال تنشا‬ ‫بشكل مستقل من تداعيات الماضي‪ ،‬بل ان االفكار الجديدة تاتي للوجود بفضل رؤية حديثة بلغة القييم ‪.‬ويبين‬ ‫الشكل االتي النظرة الشمولية لعالقة بين حاالت الزمن(الماضي‪،‬الحاضر‪ ،‬المستقبل)‪.‬‬ ‫زمن المستقبل‬ ‫زمن الحاضر‬ ‫زمن الماضي‬ ‫انقطاع عن الحاضر والماضي‬ ‫الحاضر ‪ +‬الماضي‪ +‬المستقبل‬ ‫وحدة متكررة ال يوجد‬ ‫تغيير سلبي‬ ‫تغيير ايجابي‬ ‫فيها تغيير ايجابي‬ ‫شكل يبين العالقة بين حاالت الزمن (الماضي‪ ،‬الحاضر‪ ،‬المستقبل)‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫مستوى التواصل في العمارة‬ ‫ان مستوى التواصل في العمارة يتم من خالل مستويات وهي‪:‬‬ ‫ مستوى استمرارية الطراز‬ ‫ مستوى االستمرارية في النمط‬ ‫فالطراز المعماري‪ :‬هو مجموعة خصائص تجمع مع بعضها ليتم التعبير عنها بشكل مميز تجمع البنية والوحدة‬ ‫التعبيرية التي تدل بشكل واضح على فترة زمنية محددة او اقليم معين‪ ،‬او يعزى الى مصمم معين او مدرسة‬ ‫معمارية محددة‪.‬وتُصنف الطرز من حيث الشكل والتقنيات‪ ،‬والمواد‪ ،‬والفترة الزمنية‪ ،‬المنطقة‪ ،‬الخ ‪ ،‬وعليه فان‬ ‫الخصائص الطرازية يمكن استنباطها من خالل تحليل مجموعة من النماذج المعمارية المتكررة وتتميز بها عمارة‬ ‫ما عن العمائر االخرى كالطراز االموي والعباسي وطراز عصر النهضة‪.‬والشكل االتي يبين مكونات‬ ‫التصور‬ ‫ّ‬ ‫تصور عام لشكل أساسي يتضمن مجموعة من العالقات الشكلية‪ ،‬ويمكن تجسيد هذا‬ ‫ّ‬ ‫النمط المعماري‪:‬‬ ‫العام فيما ال نهاية له من االمثلة المعمارية المتنوعة إعتمادا ً على رؤية المعمار‪ ،‬إال أنها في النهاية تجمعها قوانين‬ ‫شكلية واحدة‪.‬‬ ‫االنموذج في العمارة‪ :‬يمثل المنشأ التام والنهائي الناضج والذي ال يحتاج إلى تطويرأو تعديل؛ وان اي تعديل‬ ‫أوتطوير عليه يجعله إنموذجا ً ثانيا‪.‬والمخططات التية تبين عالقة النمط بالطراز واالنموذج‪:‬‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫التأثير البصري لمكونات الطراز‪ -‬كونها عناصر معمارية‪:‬‬ ‫تؤثّر العناصر المعمارية بصريّا كونها توضّح معالم المباني‪ ،‬إذ تعد وسائل موضوعية مباشرة للتشكيل‬ ‫صها الهندسية أضافة الى ارتباطها بالتعبيرات والمعاني األيحائية التي يمكن ان‬ ‫المعماري من حيث سماتها وخوا ّ‬ ‫تنبثق من األشكال المش ّكلة لها‪.‬هنالك مجموعة من المفردات والتي يمكن ان تمثّل العناصر المعمارية المؤثرة‬ ‫وهي الشكل المعماري والمواد واأللوان‬ ‫الخصائص الشكلية للعمارة العراقية‬ ‫يعرف الشكل‪ :‬بانه الهيئة الحسية الخارجية للمواد والمؤلفة من نظام من العالقات الحـسية للعناصـر‬ ‫والخـصائص الشكلية التي تتصف بها تلك الهيئة ‪.‬‬ ‫ف الشخصية المتميزة للعمارة العراقية تفرض على المعمار اعتماد اسس ومبادئ تختلف تماما عن تلك التي يعمل‬ ‫بها المعمار الغربي ‪ ،‬فالواقع السائد من البيئة والمناخ والحالة االجتماعية واالقتصادية التي يعيشها الفرد‬ ‫العراقي الى جانب احكام التاريخ والتقاليد وشخوص االثار القديمة المعبرة عن حضارتنا السابقة واثار كل هذا‬ ‫في البناء النفسي ‪ ،‬هي التي تكون بال ادنى ريب اساسا للتعبير المعماري ويستند اليها المعمار في صياغته‬ ‫للمعمارة العراقية‪.‬‬ ‫وتعرف الخـصائص الشكلية بانها مجموعة السمات المميزة لالشـكال والتكوينـات والتـي تعـود اليهـا معظـم‬ ‫تقـديراتنا الجمالية؛ وتصنف هــذه الخــصائص الى مستويين‪:‬‬ ‫ المستوى االول‪ :‬على مجموعـة الخـصائص التنظيميـة لالشكال على مستوى الكـل والتـي تتـاثر بطبيعـة‬ ‫الخصائص الشكلية للجـزء ومـن هـذه الخـصائص التنظيمية كالتناسب‪ ،‬واالنسجام ‪ ،‬المقياس‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫ المستوى الثاني‪ :‬يركز على خصائص االشـكال علـى مستوى الجزء(اي تلك الـسمات التـي تتـصف بهـا‬ ‫االشــكال بــصورة منفــردة ومنهــا‪( :‬التفاصيل كاالقواس واالعمدة واالبراج‪ ،‬اللون‪ ،‬الملمس‪ ،‬الزخرفة‪،‬‬ ‫الشناشيل‪ ،‬الفناء الداخلي‪..‬الخ) والتي تتضمن قيما وظيفية او جمالية او انشائية‪.‬إن خـصوصية العمارة‬ ‫العراقية المحلية أتت نتيجة لظروف وتداخالت تشتمل على عوامل ومتغيرات جمة منها الفيزيائي ومنها غير‬ ‫الفيزيائي‪.‬وان ما بقي شاخص لدينا من هذه العمارة هو جزء ضئيل من هـذه التداخالت‬ ‫وعلى اساس ذلك يمكن استخالص ابرز السمات والخصائص التي يمكن من خاللها مقارنة العمارة العراقية‬ ‫التقليدية مع غيرها مـن الحضارات وهي‪-:‬‬ ‫ا‪ -‬خاصية البعد االنساني ‪ :‬ان العمارة باصنافها المختلفة وابعادها المتعددة كانت في الماضي والتزال تعكس‬ ‫استجابة مادية لمتطلبات انسانية افرزتها مراحل التطور البشري‪ ،‬ومن هنا يمكننا الجزم بان احدى جوانب النظرة‬ ‫الموضوعية للعمارة تكمن في مديات مالئمتها لخصائص وممارسات االنسان الفطرية والمكتسبة ويقف في‬ ‫مقدمتها العالقة بين قياس (الحاوي والمحتوى) من حيث عالقة ابعادها االفقية والعمودية‪ ،‬اذ يمثل (الحاوي) في‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫هذه الحالة الفضاءات المعمارية والحضرية‪.‬فيما يمثل االنسان بابعاده الفيزيائي واحاسيسه االنسانية (المحتوى)‪.‬‬ ‫وهذه العالقة قد تبعث مشاعر الضيق ‪،‬االنشارح‪ ،‬الطمانينة‪ ،‬الخوف‪ ،‬التواضع‪...‬الخ‪ ،‬وقد اتصفت العمارة المحلية‬ ‫التقليدية بهذه الصفات وبشكل واضح‪.‬‬ ‫ب‪ -‬االنسجام مع المحتوى‪ :‬ان العمارة العراقية التقليدية تتميز بعضويتها وانسجامها مع الظرف والوقائع البيئية‬ ‫واالصول المكانية من الناحية الجغرافية والطوبغرافية ‪ ،‬باالضافة الى تالحم ابنيتها‪ ،‬سواء كان على مستوى‬ ‫الفكرة التصميمية ام على صعيد االنتقاء الصائب لمواد البناء ام على صعيد التفاصيل الكامنة ضمن البنية الهيكلية‬ ‫االساسية للمبنى ذاتها او في مفردات مضافة اليها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬خصوصية المادة االنشائية‪ :‬ان العمارة العراقية االصيلة هي انعكاس امين ونتاج عدة عوامل اجتماعية‬ ‫واقتصادية ودينية ومناخية ومواد بناء محلية معروفة‪.‬تركت هذه العوامل مجتمعة بصماتها على العمارة في هذه‬ ‫المنطقة وطبعتها بطابع متميز‪.‬وبعض هذه العوامل تتغير مع الزمن وتتغير معها الحلول المعمارية المناسبة‬ ‫كالظروف االجتماعية واالقتصادية وبعضها االخر ال يتغير عادة مع الزمن وضمن هذا السياق تلعب المواد‬ ‫االنشائية المحلية (الطابوق تحديدا) دورا هاما في تحديد السمات المميزة للعمارة العراقية‪.‬وقد ابدع المعماري‬ ‫العراقي في استخدام الطابوق استخداما يدل على دقة العمل ووحدة البناء‪.‬ولم يقتصر استعمال الطابوق على‬ ‫الهياكل االساسية للبناء‪ ،‬بل شمل ايضا الجوانب االنشائية والتزيينية‪ ،‬اذ انه يعطي العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫طابعها المحلي وانتمائها للمكان‪.‬‬ ‫د‪ -‬التأكيد على مبدأ الحيز المطوق (الفناء الداخلي) سواء كان بمفرده أم ضمن مجموعة منه‬ ‫خصوصية المواد االنشائية في العمارة العراقية‬ ‫تلعب المواد االنشائية المحلية دورا هاما في تحديد السمات المميزة للعمارة العراقية ‪.‬فمن المعروف ان‬ ‫أستعمال المواد المأخوذة من البيئة المجاورة في التركيب االنشائي لالبنية سيساعد ‪ ،‬بالتأكيد ‪ ،‬على الربط‬ ‫العضوي بين هذه المنشآت والطبيعة ‪.‬بيد أن طابع خصائص العمارة العراقية يتجلی ‪ :‬ويکمن ‪ ،‬في كمية وطبيعه‬ ‫واساليب وطرق هذه االستعماالت‪.‬‬ ‫ان غالبية المواد االنشائية المستعملة في العمارة العراقية مأخوذة من البيئة المجاورة ‪ ،‬ونعني بها ‪ :‬الطين‬ ‫ومشتقاته ‪.‬فالمباني والمنشآت ‪ ،‬السيما العمارة السكنية ‪ ،‬تعتمد بالدرجة األولى ‪ ،‬في قوامها التركيبي ‪ ،‬على هذه‬ ‫المادة االنشائية ‪.‬‬ ‫فالطين ومشتقاته ( اآلجر ‪ ،‬اللبن ‪ ،‬وغيرهما ) بالنسبة الى المعمار العراقي هو مادة ذات قيمة متكاملة ستجيب ‪،‬‬ ‫بصورة جيدة للمتطلبات االنشائية كما تستجيب أيضا‪ ،‬وبمرونة ‪ ،‬للمتطلبات الفنية والتكوينية المعمارية ‪.‬‬ ‫ان االقتصار على استعمال هذه المادة االنشائية وشيوعها في العمارة العراقية ‪ ،‬لفترة طويلة ‪ ،‬أفضت الى استغالل‬ ‫نفس المادة للحصول على مردود جمالي أو فني للبناية ‪ ،‬فضال عن تحقيقها ‪ ،‬بالطبع‪ ،‬للوظائف التركيبية‬ ‫واالنشائية ‪.‬‬ ‫ان العمارة العراقية االصيلة هي انعكاس امين ونتاج عدة عوامل اجتماعية واقتصادية ودينية ومناخية ومواد بناء‬ ‫محلية معروفة‪.‬تركت هذه العوامل مجتمعة بصماتها على العمارة في هذه المنطقة وطبعتها بطابع متميز‪.‬وبعض‬ ‫هذه العوامل تتغير مع الزمن وتتغير معها الحلول المعمارية المناسبة كالظروف االجتماعية واالقتصادية وبعضها‬ ‫االخر ال يتغير عادة مع الزمن كالمناخ‪.‬ولذلك نجد ان تاثير المناخ من اهم العوامل التي اثرت في العمارة‬ ‫العراقية واعطتها سمتها التي تميزت بها عن سائر العمارات وكان لها اثرها الواضح في شكلها ومكوناتها‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫اهم العوامل التي ساهمت سلبا او ايجابا على نتاج العمارة العراقية المعاصرة باالتي‪:‬‬ ‫ العامل المناخي‪ :‬على سبيل المثال استخدام الفتحات والشاشات لتقليل أشعة الشمس والكسب الحراري‪.‬‬ ‫ العامل التعبيري‪ :‬قد يكون استخدام الشاشات المبنية من الطابوق مثاالً جيدًا على ذلك ‪ ،‬حيث يتم استخدامها‬ ‫لتعزيز القيم الجمالية للمبنى من خالل الزخرفة الطابوقية‪.‬‬ ‫ عامل التجديد‪ :‬صبغ الواجهات بألوان متعددة أو استخدام صفائح األلمنيوم أو إلخفاء عيوبها بسبب التقادم‬ ‫الزمني أو تغيير تصميم الواجهة أو تغطية أسالك المولدات التي انتشرت بعد عام ‪.2003‬‬ ‫ العامل االقتصادي‪:‬‬ ‫وعليه‪ ،‬يمكننا تصنيف تأثير العوامل المذكورة أعاله إلى تأثيرات إيجابية أو سلبية على مباني الحداثة من‬ ‫خالل المخطط االتي‪:‬‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫االغتراب في العمارة العراقية المعاصرة‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪8/‬‬ ‫فقدان الخصائص‬ ‫الشكلية للعمارة المحلية‬ ‫مخطط يبين التأثيرات إاليجابية أو السلبية على مباني الحداثة في العراق‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser