تاريخ العمارة العراقية في العشرينات والثلاثينات PDF

Document Details

RenownedWetland8944

Uploaded by RenownedWetland8944

Baghdad College of Medicine

2024

د. فوزية رحيم حسين

Tags

architecture Iraqi architecture 20th-century architecture

Summary

This document discusses the history of Iraqi architecture in the 1920s and 1930s, highlighting the various phases and events that shaped its development, including the British occupation and the establishment of the Iraqi state. It provides an overview of the architectural styles and trends during that period. It covers the development stages of Iraqi architecture from 1917-1940,1946-1958, 1958-1972, 1989-1972 and 1990 -Present.

Full Transcript

‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫العمارة العراقية في العشرينات والثالثينات‬ ‫تؤرخ العمارة العراقية المعاصرة مع بداية القرن العشرين بانتهاء ا...

‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫العمارة العراقية في العشرينات والثالثينات‬ ‫تؤرخ العمارة العراقية المعاصرة مع بداية القرن العشرين بانتهاء الحكم العثماني وبداية االحتالل البريطاني مع تتويج‬ ‫الملك فيصل االول ملكا على العراق عام ‪( 1921‬تاسيس الدولة العراقية)‪.‬‬ ‫فقد مرت العمارة العراقية بمراحل عديدة واحداث ومتغيرات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها "وقد ال توجد‬ ‫في العالم عمارة مرت بالمتغيرات العاصفة التي مرت بها العمارة العراقية على مدى قرن من الزمان‪.‬‬ ‫ويالحظ مع وجود هذه المتغيرات واالحداث دخول طرز معمارية جديدة الى الساحة المحلية رافقتها ظهور توجهات او‬ ‫طرز معمارية واضحة امكن عموما تصنيفها تبعا لها وعلى اساسها سيتم تصنيف العمارة العراقية خالل القرن العشرين‬ ‫والقرن الحادي والعشرين الى مراحل وحسب المسار الزمني لها وهي‪:‬‬ ‫المرحلة االولى‪ :‬وتمثل الفترة المحصورة بين ‪1940 -1917‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬وتمثل الفترة المحصورة بين ‪1958-1946‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬وتمثل الفترة المحصورة بين ‪1972-1958‬‬ ‫أ‪1989-1972 -‬‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬وتمثل الفترة المحصورة بين‬ ‫ب‪ -1990 -‬الى االن ‪2023‬‬ ‫وترتبط هذه المراحل بحصول انتقال واضح في الظواهر المرئية لنتاج العمارة العراقية مع حصول تغير في نوع المؤثرات‬ ‫وفي ما يمكننا ان نسميه المؤسسة التصميمية‪-.‬‬ ‫من التصنيفات االخرى لمسار العمارة العراقية المعاصرة وحسب النتاج المعماري العائد الى فترة الحداثة هو‪:‬‬ ‫تقسيمها الى مرحلتين مهمتين‬ ‫‪-1‬المرحلـة االولـى ;التي تمتد من العشرينات وحتى بدايـة االربعينات‪.‬‬ ‫‪-2‬والمرحلـة الثـانية ;تبدأ من الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الخمسينات ‪.‬‬ ‫التطور الالحق لمسار العمارة في بغداد‬ ‫ٌ‬ ‫ان هاتين المرحلتين هما اساس عمارة الحداثة في بغداد و في العراق‪ ،‬واستند‬ ‫وفي عموم الـبالد على منجزات هاتين المرحلتين‪.‬‬ ‫اما بخصوص تسمية العمارة العراقية المعاصرة‪ -‬فقد اختلفت االراء في تحديد المرحلة المعنية ومن هذه االراء‪:‬‬ ‫الراي االول‪ :‬ويرى في اعالن الجمهورية العراقية سنة ‪ 1958‬بدل النظام الملكي السابق بداية مرحلة العمارة العراقية‬ ‫المعاصرة واستمرارها للمراحل الالحقة‪.‬‬ ‫الراي الثاني‪ :‬ويذهب الى اعتبار مرحلة الستينات بداية مرحلة العمارة العراقية المعاصرة ويحددها بالفترة المحصورة‬ ‫بين ‪.1980-1960‬‬ ‫الراي الثالث‪ :‬ويجد في النصف الثاني من مرحلة السبعينات (‪ )1975‬بداية مرحلة العمارة العراقية المعاصرة واستمرارها‬ ‫الى المراحل الالحقة‪.‬‬ ‫اما اجيال المعماريين العراقيين فيمكن تصنيفهم حسب التسلسل الزمي لعودتهم الى العراقي وبروز نشاطهم المعماري‬ ‫وهم‪:‬‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫الجيل االول‪ :‬ويتمثل بالمعماريين العراقيين العائدين في مرحلة االربعينات من خارج القطر بعد انتهاء دراستهم في‬ ‫الجامعات الغربية من الذين برز نتاجهم في نهاية االربعينات والخمسينات ومنهم (جعفر عالوي‪ ،‬حازم التك‪ ،‬عبد هللا‬ ‫احسان كامل‪ ،‬مدحت علي مظلوم‪ ،‬محمد مكية)‪.‬‬ ‫الجيل الثاني‪ :‬ويتمثل بالمعماريين العراقيين العائدين في مرحلة الخمسينات من جيل الشباب الذين برز نتاجهم في مرحلة‬ ‫الستينات والسبعينات ومنهم (قحطان عوني‪ ،‬قحطان المدفعي‪ ،‬رفعة الجادرجي‪ ،‬هشام منير)‪.‬‬ ‫الجيل الثالث‪ :‬ويتمثل بـ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المعماريين العراقيين المتخرجين من قسم الهندسة المعمارية (الدفعة االولى) من الذين برزت نتاجاتهم مرحلة‬ ‫السبعينات والثمانينات والى حد ما مرحلة التسعينات ومنهم عدنان اسود‪ ،‬مودة العالق‪ ،‬خالد الراوي‪ ،‬فاضل‬ ‫عجينة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ويتمثل بالمعماريين من ذوي الشهادات العليا والدارسين في الجامعات العالمية والذين برزت نتاجاتهم في‬ ‫مرحلة الثمانينات والتسعينات ومنهم مثنى البياتي وساهر القيسي‪.‬‬ ‫الجيل الرابع‪ :‬ويتمثل بالمعماريين من جيل الشباب ممن تخرجوا من االقسام الثالثة للهندسة المعمارية والذين مارسوا‬ ‫المهنة المعمارية في مرحلة التسعينات‪.‬‬ ‫مسار العمارة العراقية خالل القرن العشرين‬ ‫مرت العمارة العراقية خالل القرن العشرين بمراحل متعددة اختلفت خاللها سماتها‪ ،‬كان لوجود أحداث مختلفة عامة‬ ‫(سياسية واقتصادية واجتماعية ‪ ،...‬وخاصة(معمارية)‪ ،‬االثر الواضح في تغير تلك السمات‪.‬إضافة إلى تغير أصحاب‬ ‫الرأي في العملية التصميمية ومصمموا كل مرحلة من تلك المراحل‪.‬مع تغير توجهاتهم والمؤثرات الفكرية في كل مرحلة‪.‬‬ ‫المرحلة االولى (‪ :)1939-1917‬ومن االحداث الهامة في هذه المرحلة ‪-:‬‬ ‫أ– االحتالل البريطاني للعراق (‪ :)1917-1914‬لقد كان لهذا االحتالل دور وتاثير على سير العمارة العراقية‪ -‬واستمر‬ ‫تاثير النفوذ البريطاني في السنوات الالحقة لالحتالل وخالل العشرينات والثالثينات من القرن العشرين حيث يالحظ تاثير‬ ‫هذا الحدث في المرحلة االولى من خالل الحاجة الى االبنية ذات العالقة باالحتالل وما يتطلبه من وظائف تخدمه‬ ‫كالمستشفيات العسكرية والنوادي الخاصة ودوائر البريد والبرق التي تضمن االتصال بمركز االمبراطورية البريطانية‪.‬‬ ‫ورغم انتهاء التاثير البريطاني المباشر بانتهاء االنتداب‪ ،‬اال ان التاثيرات المعمارية المباشرة وغير المباشرة استمرت‬ ‫لسنوات طويلة وهذا ما سنالحظه في المحاضرات الالحقة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تاسيس الدولة العراقية ‪ : 1921‬لقد كان لهذا الحدث التاثير الواضح على العمارة العراقية في هذه المرحلة اضافة الى‬ ‫تاثير االحتالل البريطاني والذي يتمثل بتاسيس الدولة العراقية واعالن النظام الملكي بتسلم الملك فيصل رئاسته ويبرز‬ ‫تاثيره من خالل‪:‬‬ ‫نوعية االبنية المشيدة وظهور الحاجة الى ابنية ذات وظائف جديدة والتي تخدم الدولة الفتية واحتياجاتها‪ -‬كما‬ ‫ ‬ ‫في قصر الزهور والبالط الملكي والمقبرة الملكية وغيرها – خاصة مع النقص الهائل في مرافق الحياة‬ ‫العصرية لتلك الفترة‪.‬‬ ‫الحاجة الى ظهور مؤسسات تعنى بتنظيم العملية البنائية واصدار التشريعات الخاصة بها مما ادى الى استحداث‬ ‫ ‬ ‫مجموعة من هذه المؤسسات ودورها في اصدار بعض القوانين المؤثرة على الساحة المعمارية حيث لم يقتصر‬ ‫عمل هذه المؤسسات على مواكبة الجانب التطبيقي والفعلي لعملية البناء‪ ،‬وانما اهتمت ايضا في ابداء مقترحات‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫وتوصيات افضت في النتيجة الى سن قوانين وتشريعات كان لها دورا اساسيا في تنظيم وترتيب وخلق البيئة‬ ‫المعمارية الجديدة برمتها كقانون البلديات الذي شرع سنة ‪ 1931‬وقانون الطرق واالبنية لسنة ‪ 1935‬والذي‬ ‫يعتبر سيد قوانين البناء لما له من تاثير خطير في جميع مراحل تطور العمارة والبناء في القطر‪.‬‬ ‫اعتمادها على المهندسين البريطانيين في تصميم ابنية تلك المرحلة واقتصارها عليهم خاصة مع فراغ الساحة‬ ‫ ‬ ‫المعمارية من المعماريين العراقيين وقتها‬ ‫ج‪-‬الزيادة الملحوظة في الموارد المالية للبلد‪ :‬ويبرز تاثير هذا الحدث اقتصاديا على عمارة هذه المرحلة‪ ،‬حيث جاءت‬ ‫هذه الزيادة هذه الزيادة في الموارد المالية للعراق في الثالثينات من القرن العشرين مع استخراج النفط وازدياد عمليات‬ ‫تصديره حيث بدا تصديره فعليا خالل الثالثينات وبالتالي امنت هذه الزيادة وتوفر الموارد المالية الى تشييد العديد من‬ ‫المباني فضال عن تاثير هذا المؤثر على المراحل الالحقة‪.‬‬ ‫د‪ -‬تاسيس دائرة االشغال العامة ‪ :‬والذي أخذ على عاتقه بناء البنية التحتية للحكومة‪.‬فقد كان لتاسيس هذه المؤسسة التاثير‬ ‫الملحوظ على نتاج هذه المرحلة من خالل اشتراكها في تصميم وتنفيذ مجموعة من االبنية فضال عن قيامها باالشراف‬ ‫على تنفيذ وتقديم الخدمات االستشارية لمؤسسات مختلفة في الحقل البنائي‪ ،‬مع تنفيذ عدد البأس به من الطرق والشوارع‬ ‫وبالتالي قامت بتصميم وتنفيذ المشروع السكني في العلوية اضافة الى االشراف على تنفيذ بناية الشعبة الدينية في جامعة‬ ‫ال البيت‪.‬‬ ‫العمارة العراقية في المرحلة االولى ‪1939-1917‬‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫‪ -3‬عمارة البريطانيين في الهند‬ ‫ولغرض الوصول الى فهم وادراك عميقين للعمارة التي انتجت في العراق في الفترة المحصورة بين الحربين‪,‬‬ ‫يجب االخذ باالعتبار اهم المؤثرات التي اثرت على اعمال المعماريين واهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬طبيعة وخصوصية العمارة في القطر قبل االحتالل البريطاني والذي بدا عام ‪ 1914‬ويمكن اعتبار مجمل‬ ‫عمارة الفترة التي اعقبت االحتالل وتاسيس الحكم الوطني كامتداد لتلك المعالجات واالستخدامات الشائعة‬ ‫للمواد االنشائية التقليدية السائدة انذاك‪.‬‬ ‫‪ -2‬الترابط الحاصل بين تلك التكوينات المعمارية وعمارة بقية االقطار العربية بسبب وجود وحدة جوهرية‬ ‫واساسية تكمن في المعالجات الفنية والمعمارية لمختلف االبنية الموجودة في الوطن العربي على الرغم من‬ ‫وجود بعض االختالفات الشكلية التي يصادف وجودها في بعض االقطار‪.‬‬ ‫‪ -3‬طبيعة الممارسات والنشاطات المختلفة (وخاصة الثقافية منها) التي اتبعها المعماريون االنكليز في الهند‬ ‫والتي انعكست انعكاسا مباشرا على الممارسات وخاصة ان اكثر المهندسين الذين عملوا في بغداد اثناء فترة‬ ‫االحتالل هم مهندسون حربيون عملوا وصمموا في الهند وابرزهم (ولسون‪ ،‬ميسن‪ ،‬ترنر وكوبر)‪.‬‬ ‫‪ -4‬الغايات الحقيقية للسياسة االستعمارية في القطروالتي وظفت العمارة للوصول الى تلك االهداف‪ ،‬ذلك ان‬ ‫خلق اساليب معمارية معاكسة للقيم الفنية الشائعة في العراق كان يحمل دالالت عميقة ذات اهمية بالنسبة للحكم‬ ‫االستعماري وهي مهمة اظهار قوة وجبروت وهيبة السلطة االنكليزية من خالل تصاميم االبنية فقد تميزت‬ ‫هذه البنية بتفردها نسبة لتلك االبنية ذات الطابع المحلي والتي انشئها االسطوات‪.‬ومن اهم االبنية التي نفذت‬ ‫تلك الفترة هي‪:‬‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫اليسار البالط الملكي‪.‬ويلسون‬ ‫اليمين مبنى الموانيء في البصرة ‪-‬وييلسون‬ ‫وفي عـام ‪ ،1923‬طـلـبـت الـحـكـومـة الـعـراقـيـة مـن ج‪.‬م‪.‬ويـلـسـون أن يـصـمـم بـالطـا ً مـلـكـيـا ً مـتـواضـع‬ ‫مـقـر حـكـم الـمـلـك‪.‬وشـيّـد هـذا “البالط الملكي” في الكسرة‪ ،‬في مـنـطـقـة‬ ‫ّ‬ ‫الـمـسـاحـة والـعـلـو لـيـكـون‬ ‫الـوزيـريـة‪ ،‬قـرب قـصـر شـعـشـوع ونـجـد في هـذا الـتّـصـمـيـم أغـلـب الـخـصـائـص الّـتي تـمـيّـز أسـلـوب‬ ‫ويـلـسـن الـمـعـمـاري ‪ :‬تـمـاثـل الـجـانـبـيـن األيـمـن واأليـسـر‪ ،‬وتـقـدّم الـمـدخـل نـحـو الـنّـهـر بـالـنـسـبـة‬ ‫مـقـوسـة األعـالي‪ ،‬والـقـبّـة الـواسـعـة الـمـنـخـفـضـة‬ ‫ّ‬ ‫لـبـاقي الـبـنـايـة‪ ،‬والـبـوابـة الـواسـعـة بـثـالث فـتـحـات‬ ‫األول الّـتي تـتـقـدّمـهـا‬ ‫الـطـابـق ّ‬‫الـتّـكـويـر الّـتي تـعـلـو الـمـدخـل تـحـيـطـهـا أربـع قـبـاب صـغـيـرة‪ ،‬ونـوافـذ ّ‬ ‫الـرئـيـسـيـة‬ ‫صـيـف‪ ،‬وأجـنـحـة إضـافـيـة خـلـف الـبـنـايـة ّ‬ ‫شـرفـات تـضـفي عـلـيـهـا ظـالّ يـحـمـيـهـا في الـ ّ‬ ‫وعـنـدمـا عـاد ج‪.‬م‪.‬ويـلـسـن إلى لـنـدن وعـرض مـشـروعـه عـلى الـحـكـومـة الـبـريـطـانـيـة‪ ،‬رفـضـه‬ ‫الـمـسـؤولـون بـحـجـة أنّـه بـالـغ الـتّـكـالـيـف‪.‬‬ ‫مستشفى مود في البصرة ‪( 1921‬ويلسون)‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫جـامـعـة آل الـبـيـت ‪:‬‬ ‫األول إنـشـاء “جـامـعـة آل الـبـيـت”‪.‬وصـمـم لـهـا ج‪.‬م‪.‬ويـلـسـن عـام ‪ 1926‬بـنـايـات‬ ‫قـرر الـمـلـك فـيـصـل ّ‬ ‫ـالب‪.‬وكـان مـشـروع تـأسـيـس جـامـعـة آل‬ ‫تـتـوسّـطـهـا حـديـقـة واسـعـة تـوصـل إلى بـنـايـات مـسـاكـن ّ‬ ‫الـط ّ‬ ‫ّ‬ ‫والـطـب والـهـنـدسـة والـحـقـوق‪ ،‬ولـكـن لـم‬ ‫يـنـص عـلى فـتـح كـلـيـات لـعـلـوم الـدّيـن ولـلـعـلـوم‬‫ّ‬ ‫الـبـيـت‬ ‫يـفـتـح مـنـهـا ّإال كـلـيـة لـعـلـوم الـدّيـن‪ ،‬ثـ ّم أغـلـقـت الـجـامـعـة عـام ‪.1930‬‬ ‫وقـد اسـتـعـمـل ويـلـسـن في تـشـيـيـد الـبـنـايـة الـطـابـوق‪ ،‬الّـذي كـان الـمـادة األسـاسـيـة في الـمـعـمـار‬ ‫الـعـراقي مـنـذ الـسّـومـريـيـن‪.‬واسـتـعـمـل تـراكـيـب مـتـشـابـكـة مـن ّ‬ ‫الـطـابـوق يـبـدو أنّـه اسـتـوحـاهـا مـن‬ ‫أسـالـيـب الـمـعـمـار الـعـبّـاسي وخـاصـة مـن الـجـامـعـة الـمـسـتـنـصـريـة‪.‬كـمـا نـجـد فـيـهـا جـزئـيـات‬ ‫اسـتـوحـاهـا مـن “اآلرت ديـكـو” واسـتـطـاع إدخـالـهـا لـتـنـاسـب الـجـزئـيـات الـبـاقـيـة‪.‬وال شـكّ في ّ‬ ‫أن‬ ‫جـمـال تـشـيـيـد بـنـايـات جـامـعـة آل الـبـيـت يـعـود إلى مـهـارة األسـطـوات الّـذيـن اعـتـمـد عـلـيـهـم ولـسـن‬ ‫وقـدراتـهـم الـهـائـلـة عـلى اسـتـعـمـال خـبـراتـهـم ومـعـرفـتـهـم الـعـمـيـقـة بـأسـرار الـمـعـمـار الـتّـراثي في‬ ‫خـلـق إبـداعـات جـمـالـيـة ال مـثـيـل لـهـا‪.‬‬ ‫جـامـعـة آل الـبـيـت ‪:‬‬ ‫مـكـاتـب مـيـنـاء الـبـصـرة ‪:‬‬ ‫عـهـد لـويـلـسـن بـتـشـيـيـد هـذه الـمـكـاتـب في بـنـايـة مـركـزيـة تـتـجـمـع حـولـهـا نـشـاطـات الـمـيـنـاء‪.‬ورسـم‬ ‫ّ‬ ‫الـطـابـوق كـمـادة بـنـاء‪،‬‬ ‫الـرئـيـسـيـة الّـتي اخـتـار لـهـا‬ ‫ج‪.‬م‪.‬ويـلـسـن عـام ‪ 1929‬تـصـمـيـمـا ً لـقـاعـتـهـا ّ‬ ‫ونـجـد فـيـه أيـضـا ً أغـلـب الـخـصـائـص الّـتي تـمـيّـز أسـلـوبـه الـمـعـمـاري المعروف‪ :‬تـمـاثـل الـجـانـبـيـن‬ ‫مـقـوسـة األعـالي‪ ،‬والـقـبّـة الـواسـعـة الـمـنـخـفـضـة‬ ‫ّ‬ ‫األيـمـن واأليـسـر‪ ،‬والـبـوابـة الـواسـعـة بـثـالث فـتـحـات‬ ‫الـتّـكـويـر بـالـقـاشـاني األزرق الّـتي تـعـلـوهـا‪.‬وقـد افـتـتـح الـمـلـك فـيـصـل ّ‬ ‫األول الـبـنـايـة في ‪.1929‬‬ ‫مبنى موانيء البصرة‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫كلف المعمار “ميسون” الذي كان يشغل وظيفة “معمار الحكومة” في مديرية االشغال العمومية باعداد تصاميم لكلية‬ ‫الطبية الملكية العراقية اواخر سنة ‪ 1927‬اعتمد “ميسن” على لغة تصميمية “لمبناه” (باالحرى لمدخله!)‪ ،‬بعيدة كل‬ ‫البعد عن التقاليد البنائية المحلية‪ ،‬موظفا فيها (في تلك اللغة)عناصر تصميمية معروفة جدا ضمن تطبيقات االساليب‬ ‫الكالسيكية المعمارية الغربي‬ ‫فاعمدة الرواق العالية نسبياً‪ ،‬ذات الطراز “الدوري” ‪Doric‬البسيط‪ ،‬تحضر بقوة وبوضوح في الواجهة‪ ،‬وهي‬ ‫تشير إشارة واضحة‪ ،‬من خالل االستخدام المزدوج لها‪ ،‬الى بوابة المدخل الرئيس‪ ،‬المحاط من الجانبين بنافذتين‬ ‫تماثالنه في الشكل واالرتفاع‪ ،‬ومدللتين على اهميتة المركزية‪.‬يرفع المعمار من مستوى ارضية مبناه‪ ،‬زيادة في‬ ‫منح التصميم اعتبارا ً خاصاً‪ ،‬يميزه عن المباني المجاورة اآلخرى‪.‬وتمنح درجات السلم القصير‪ ،‬الذي يوصل الى‬ ‫مستوى المدخل تأكيدا ً اضافيا لقيمة العمارة‪.‬يتعامل “ميسون” مع الطابوق‪ ،‬المادة االنشائية التقليدية‪ ،‬المستخدمة‬ ‫في واجهة مبناه‪ ،‬باسلوب خاص‪ ،‬يُراد به التمويه واالبتعاد عن خصائصه المميزة المعروفة‪.‬فالكتلتان االماميتان‬ ‫المشغولتان بالطابوق‪ ،‬تبدوان‪ ،‬وفقا ً لطريقة االستخدام‪ ،‬وكأنهما معمولتان بالحجر‪ ،‬ليتناسب هذا مع اشتراطات‬ ‫الواجهة الكالسيكية وخصوصية مفرداتها‪.‬‬ ‫سمات نتاج المرحلة االولى على مستوى االبنية المصممة والمنفذة‬ ‫أ‪ -‬على مستوى الشكل‬ ‫كما في االشكال االتية‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫البالط الملكي‪ -‬ويلسون‬ ‫قصر الزهور للمعماري ميسن‬ ‫مدرسة الهندسة ‪ -‬كوبر‬ ‫المقبرة الملكية للمعماري كوبر‬ ‫ب ‪ -‬على مستوى المواد‬ ‫شاع في هذه المرحلة استخدام مادة الطابوق المحلية واقتصار اغلب االبنية عليها كمادة رئيسية في االنهاء مع‬ ‫وجود عدد من االسطوات المحليين منذوي الخبرة في المعالجات والتكوينات الفنية والتنفيذية فضال عن ما‬ ‫تتطلبه هذه المادة من دقة في التنفيذ مما ادى الى انتاج ابنية بتلك الهيئة المميزة التي اضفت جمالية وربطتها‬ ‫مكانيا بالبلد مع افتقار اغلب االبنية الى فكر تصميمي واضح وقوي اال انها الزالت مميزة بفضل المادة المحلية‬ ‫والدقة في التنفيذ‬ ‫ج ‪ -‬على مستوى الوظيفة‬ ‫كان لوجود االحتالل البريطاني دور في تحديد الوظائف لالبنية المشيدة في الفترة المحصورة بين عامي ‪-1917‬‬ ‫‪ 1921‬والتي تمثلت بالمستشفيات العسكرية ودوائر البريد والبرق والمنشات العسكرية فيما كان لتاسيس الدولة‬ ‫العراقية عام ‪ 1921‬الدور االكبر في تحديد وظهور وظائف جديدة لتلبية الوظائف الجديدة للدولة الفتية وحاجة‬ ‫البلد الى مرافق متعددة فظهرت ابنية المطارات (مطار البصرة والميناء الجوي)‪ ،‬واالبنية التعليمية (جامعة ال‬ ‫البيت)‪ ،‬والقصور (البالط الملكي وقصر الزهور)‪ ،‬فضال عن وظائف اخرى كالمقبرة الملكية‪.‬‬ ‫د ‪ -‬على مستوى المقياس‬ ‫على الرغم من أغلب األبنية المنفذة آنذاك لم تتجاوز ارتفاعها الطابقين إال إنها تميزت بالنصبية والتفرد‪ ،‬ولعل‬ ‫تفرد تلك األبنية ضمن الموقع وتميزها عن المباني المجاورة تخطيطا وتصميما زاد من ضخامة المقياس‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن الضخامة الفعلية المتأتية من استخدام القبب واألعمدة مع ضخامة المشاريع المنفذة مما يشخص وجود‬ ‫د‪.‬فوزية رحيم حسين‬ ‫المرحلة الخامسة ‪2024/2023‬‬ ‫عمارة عراقية معاصرة م‪2/‬‬ ‫ظاهرة في هذه المرحلة‪ ،‬هي ظاهر ‪ -‬المبنى المنفرد ويرجع أسباب هذا التفرد‪ -‬أضافه إلى أسباب تتعلق‬ ‫بالوظائف المختارة لهذه األبنية " كون المباني التي أنشئت هي أصال مبان ذات تكوينات مغلقة و أحادية بذاتها‬ ‫هذا بالنسبة لألبنية العامة أما بالنسبة للدور السكنية فال زالت ذات مقياس أنساني ضمن المحلة التقليدية ‪..‬‬ ‫هـ‪ -‬على المستوى التخطيطي‬ ‫أما على مستوى التخطيط فقد امتازت المرحلة بظهور محاوالت جادة للخروج عن التخطيط التقليدي الذي كان‬ ‫سائدا في العراق ولمراحل عديدة (مع إن أول هذه المحاوالت كانت في المرحلة السابقة عند فتح شارع الرشيد‬ ‫"جادة خليل باشا")‪ ،‬إال أن أبرز هذه المحاوالت نجدها في هذه المرحلة وتتمثل في استخدام الساحات المفتوحة‬ ‫والحدائق الكبيرة عند تصميم األبنية وعالقتها بالمجاورات‪ ،‬األمر الذي يخرج عن التخطيط التقليدي السابق‬ ‫وتتمثل في أبنية جامعة آل البيت حيث استخدام الساحات المفتوحة والشوارع العريضة واألبنية ذات المسقط‬ ‫القائم المستقيم تبعتها محاوالت أخرى كما في المقبرة الملكية وغيرها ‪..‬إضافة إلى ما حصل في الثالثينات من‬ ‫انقالب شامل في الفكر التخطيطي على جميع مفاهيم التخطيط التقليدي التي جلبت عليه مدينة بغداد وذلك بقرار‬ ‫الخروج عن المدينة المسورة إضافة إلى " وضع تصاميم اساسية جديدة للمدن وبخبرات بريطانية حيث دخل‬ ‫التخطيط المسبق للشوارع والتقسيم المتقاطع لقطع األراضي للمدن التقليدية‪ ،‬فأثر في نمط الدار التقليدية"‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser