تاريخ الدولة األموية PDF

Document Details

FairLearning8403

Uploaded by FairLearning8403

جامعة الفيوم

عبدالحميد حسين محمود حمودة

Tags

Islamic history Umayyad Caliphate Caliphate history Arab history

Summary

This book, titled "تاريخ الدولة األموية", delves into the history of the Umayyad Caliphate. It provides details on its establishment, key figures, and significant events. The author, Dr. Abdul Hamid Hussein Mahmoud Hamuda, is a professor of Islamic history and former dean of the Faculty of Arts.

Full Transcript

‫تاريخ الدولة األموية‬ ‫األستاذ الدكتور‬ ‫عبدالحميد حسين محمود حمودة‬ ‫أستاذ التاريخ اإلسالمى‬ ‫وعميد كليةاآلداب‬ ‫جامعة الفيوم(سابقًا)‬ ‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫يتناول هذا الكتاب صفحة هامة من اتريخ اإلسالم حي...

‫تاريخ الدولة األموية‬ ‫األستاذ الدكتور‬ ‫عبدالحميد حسين محمود حمودة‬ ‫أستاذ التاريخ اإلسالمى‬ ‫وعميد كليةاآلداب‬ ‫جامعة الفيوم(سابقًا)‬ ‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫يتناول هذا الكتاب صفحة هامة من اتريخ اإلسالم حيث يؤرخ للدولة األموية‬ ‫الىت رفعت لواء اإلسالم يف كافة أرجاء العامل حيث امتدت حدود الدولة األموية من‬ ‫الصني شرقًا حىت جنوب فرنسا غرًًب ‪.‬ومتيزت الدولة األموية بتمسكها ًبلعروبة واعتربت‬ ‫هذا األمر هو القاسم املشرتك الذى جيتمع عليه العرب ىف كل دايرهم وىف كل‬ ‫األوقات‪،‬فحرصوا على التدقيق ىف أنساب اخللفاء وأنساب الوالة الذين يتقلدون حكم‬ ‫الوالايت ىف كل ربوع الدولة‪.‬‬ ‫واهتمتتت التتدولتتة األمويتتة بعمليتتة الىنتتاء ا ات ت ت ت ت ت ت تتارى ىف كتتافتتة امليتتادين الفكريتتة‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫واملعمارية واإلدارية‪،‬فىنوا املساجد والقصور‪،‬وشجعوا حركة العلوم ىف شىت اجملاالت‪.‬‬ ‫ولقد تعرضت الدولة األموية إىل ظلم فادح من قىل بعض املؤرخني الذين نقلوا‬ ‫أخىارهم دون حتقيق أو متحيص‪.‬مما فتح الطريق أمام املغرضني من الىاحثني الذين‬ ‫وجدوا ىف تلك الرواايت املغلوطة واخلرافات الساذجة ؛ فرصة لىث السموم حول خلفاء‬ ‫الدولة األموية‪ ،‬فعمدوا إىل طمس فاائلهم وحسناهتم‪،‬وسلطوا الاوء على ذكر‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫سلىياهتم وسيئاهتم‪.‬‬ ‫ومن املعروف أن الدولة األموية سقطت قىل عهد التدوين ‪ ،‬وقامت على إثرها‬ ‫الدولة العىاسية ؛وقد مسحت كل ما ميكن أن يكون قد بقى حيًا من مفاخر بىن أمية‪،‬‬ ‫وبدآل من ذلك أضفت على اتريخ األمويني ألو ًاًن من الظلم وكل صنوف التشويه‪.‬‬ ‫ومما يثري الدهشة أن أغلب املؤرخني احملدثني من مسلمني ومستشرقني تلقوا ماكتىه‬ ‫املؤرخون األوائل على أنه حقائق ‪ ،‬فجاءت أكثر الدراسات ا ديثة بعيدة عن‬ ‫اإلنصاف‪.‬ونسوا أن األمويني تركوا حاارة راقية ال تزال تنطق هبا دمشق وغريها من‬ ‫العواصم اإلسالمية‪.‬ومن صنوف التفكري الىت انتجها العقل األموى كالربيد والسكة‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫وتعريب الدواوين وتنظيم اجليوش وغريها ‪.‬‬ ‫ولدينا مالحظة جديرة ًبالهتمام ملاذا يتوق الناس إىل اتريخ األمويني وجمدهم‬ ‫املشرف ىف األندلس ويعدوه من الصفحات املشرقة واملشرفة ىف اتريخ اإلسالم بصفة‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم زعرور وأخرون اتريخ العصر األموى السياسى وا اارى ‪،‬منشورات جامعة دمشق ‪1996 ،‬م‪،‬ص‪.3‬‬ ‫(‪ )2‬أمحد عوض اتريخ اخلالفة األموية بني ا قائق واألوهام ‪،‬الطىعة األوىل ‪ ،‬مؤسسة الراين ‪،‬بريوت‪2008‬م‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫(‪ )3‬أمحد شلىب التاريخ اإلسالمى وا اارة اإلسالمية ‪ ،‬اجلزء الثاىن ‪،‬الطىعة الثالثة ‪،‬مكتىة النهاة املصرية ‪،‬‬ ‫القاهرة‪1969‬م‪،‬ص‪.19-18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫خاصة واتريخ اإلنسانية بصفة عامة ‪.‬وتناسوا أن الذين اسسوا هذه ا اارة هم أحفاد‬ ‫خللفاء األمويني ىف الشام‪.‬‬ ‫ولقد قسمت هذا الكتاب إىل اثنا عشر فصآل ‪.‬تناولت يف الفصل األول قيام‬ ‫الدولة األموية والظروف الىت مرت هبا هذه الدولة يف مرحلة قيامها‪.‬وعرضت يف الفصل‬ ‫الثاىن خلالفة معاوية بن أىب سفيان(‪60-41‬هت‪680-661/‬م) فعرفت به مث حتدثت‬ ‫عن صفاته ‪ ،‬وتوليه إمارة بالد الشام ودوره يف نقل العاصمة إىل دمشق وبناء‬ ‫فيالىحريةاإلسالمية ‪.‬مث انتقلت للحديث عن والة األقاليم كالعراق ومصر وا جاز‬ ‫‪.‬واحملت إىل التحدايت الىت واجهت معاوية ممثلة يف ثورات اخلوارج والشيعة‪.‬‬ ‫وأبرزت دور معاوية يف التغلب عليهما‪.‬ودوره يف الفتوحات اإلسالمية ىف املشرق‬ ‫اإلسالمى واملغرب مث عالقته ًبلىيزنطيني وحصاره مرتني للقسطنطينية ‪.‬وأشرت إىل‬ ‫منوذجا لقراءة املستقىل‬ ‫حرص معاوية على تعيني يزيد واليًا للعهد ووصيته له الىت تعد ً‬ ‫من خالل جتاربه العميقة ومعرفته بصفة الرجال‪.‬‬ ‫وذكرت يف الفصل الثالث خالفة يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد وبدأت‬ ‫ًب ديث عن خالفة يزيد بن معاوية (‪63-60‬هت‪ 683-680/‬م) وأهم الوقائع الىت‬ ‫حدثت إًبن خالفته وهى ثورة ا سني بن على وثورة أهل املدينة وثورة عىدهللا بن‬ ‫الزبري ‪.‬ولقد أساء قادة األمويني التعامل مع تلك الثورات ‪.‬وترتب على هذه الثورات‬ ‫نتائج خطرية مل ينساها التاريخ ‪.‬وكانت بداية النهاية كم األمويني‪ ،‬وتطرقت للحديث‬ ‫عن الفتوحات اإلسالمية يف عهد يزيد بن معاوية ‪.‬مث انتقلت إىل خالفة معاوية بن‬ ‫يزيد(‪64‬هت‪681/‬م) فعرفت مبدة حكم معاوية الثاىن ‪،‬وأسىاب تنازله عن السلطة ‪.‬‬ ‫أما الفصل الرابع يتناول خالفة مروان بن ا كم (‪65-64‬هت‪685-683/‬م)‬ ‫حيث شهدت الىالد اضطراب األوضاع يف ا جاز والعراق والشام ‪.‬وبرغم ذلك جنح‬ ‫أفراد الىيت األموى يف توحيد صفوفهم وعقدوا مؤمتر اجلابية ‪.‬مث جتدد الصراع بني‬ ‫اليمنية والقيسية يف متوقعة مرج راهتتط الىت انتهت بتغلب اليمنية ومل مشل الىيت األموى‬ ‫‪.‬واستعادة بعض الىالد من سيطرة عىدهللا بن الزبري ‪.‬واهنيت هذا الفصل بوالية العهد‬ ‫يف عهد مروان بن ا كم حيث أسندها لولديه عىدامللك وعىدالعزيز ومل يلتزم بقرارات‬ ‫مؤمتر اجلابية ‪ ،‬وبفعله هذا فتح ًبب الصراع بني أفراد الىيت األموى يف التنافس على‬ ‫السلطة ‪ ،‬وترتب على ذلك نتائج وخيمة العواقب على األمويني ككل‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وخصصت الفصل اخلامس خلالفة عىد امللك بن مروان (‪86-65‬هت‪-685/‬‬ ‫‪ 705‬م) املؤسس الثاىن للدولة األموية حيث تغلب على الثورات الىت كادت تقوض‬ ‫دعائم الىيت األموى ‪ ،‬وجنح يف إعادة االستقرار ونشر األمن والسكينة ‪ ،‬مما هيأ له‬ ‫احدث نقلة إدارية هامة حيث اهتم بتداوين الدواوين وتعريىها فاآل عن ضرب‬ ‫الدراهم والدًننري اإلسالمية سنة ‪76‬هت‪.‬كما واصلت الفتوحات اإلسالمية مسريهتا‬ ‫وتقدمها يف بالد ما وراء النهر وبالد املغرب ‪.‬‬ ‫وعاجلت يف الفصل السادس دور الوليد بن عىدامللك (‪96-86‬هت‪-705/‬‬ ‫‪ 715‬م) يف اإلصالحات الداخلية كىناء العمائر ‪ ،‬والىيمارستاًنت ‪.‬والوالة على‬ ‫الىلدان‪.‬والدعوة العىاسية واتساع حركة الفتوحات اإلسالمية شرقًا فقد مت فتح بالد‬ ‫ماوراء النهر‪.‬وبالد السند ‪،‬وواصلت الفتوحات مسريهتا غرًًب حيث استكمل فتح‬ ‫املغرب وعربت اجليوش اإلسالمية مايق الزقاق إىل الشاطىء اجلنوىب الغرىب للقارة‬ ‫األوربية لفتح األندلس‪.‬واختتمت عصر الوليد بن عىدامللك مبوقفه من الىيزنطيني ‪.‬‬ ‫وتناولت يف الفصل السابع خالفة سليمان بن عىدامللك (‪99-96‬هت‪-714/‬‬ ‫‪ 717‬م) فقد أشرت إىل تولية سليمان اخلالفة وإقامته ىف مدينة الرملة‪.‬وأهم أعمال‬ ‫سليمان ‪.‬واختياره عمر بن عىدالعزيز لوالية العهد ‪ ،‬والفتوحات اإلسالمية يف املشرق‬ ‫وبالد السند والوضع ىف بالد املغرب واألندلس وا صتار الثالث للقسطنطينية ‪.‬‬ ‫وذكرت يف الفصل الثامن خالفة عمر بن عىدالعزيز(‪101-99‬هت‪-717/‬‬ ‫‪ 719‬م) فعرفت به ودوره يف إعادة األمن والسكينة ونشر العدل وحرصه على رد املظامل‬ ‫وسياسته املالية الناجحة يف رفع ظلم وجور بعض الوالة عن الرعية ‪.‬األمر الذى ساعد‬ ‫وشجع على انتشار اإلسالم واعتناق السكان احملليني اإلسالم يف الىالد‬ ‫املفتوحة‪.‬وسياسته الناجحة يف التعامل مع اخلوارج حيث قارعهم ًب جة والربهان‬ ‫فهدأت ثوراهتم يف عهده‪.‬وعرضت يف الفصل التاسع‪ :‬خلالفة يزيد بن عىدامللك‬ ‫(‪105-101‬هت‪ 724-720/‬م) فىدأت ًبلتعريف به ‪ ،‬وسياسته الداخلية وعالقته‬ ‫أبخيه هشام وموقف يزيد بن املهلب واخلوارج ‪.‬والفتوحات اإلسالمية ىف بالد الغال‬ ‫وبالد ماوراء النهر‪ ،‬وعالقته مع الىيزنطيني وأرمينية واخلزر‪.‬‬ ‫وحتدثت يف الفصل العاشر عن خالفة هشام بن عىد امللك (‪-105‬‬ ‫‪125‬هت‪ 743-724/‬م)فعرفت به وأهم أعماله ‪ ،‬وسياسته املالية ومنشئاته العمرانية‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وسياسته مع القىائل العربية ‪ ،‬ودوره يف التصدى لثورات اخلوارج والشيعة والرببر وموقفه‬ ‫من الدعوة العىاسية‪.‬وأبرزت الفتوحات اإلسالمية يف عهده يف بالد ما وراء النهر‪،‬‬ ‫وبالد السند ‪ ،‬ومواصلة فتح األندلس مث عالقته ًبلىيزنطيني ‪.‬‬ ‫وتناولت يف الفصل ا ادى عشر اخللفاء الاعاف حيث شهد الىيت األموى‬ ‫حادا من نزاعات وخالفات بني أفرده على مقعد اخلالفة فىدأت ًبلوليد بن‬ ‫انقساما ً‬ ‫ً‬ ‫يزيد بن عىد امللك (‪126-125‬هت‪744-743/‬م) مث انتقلت إىل يزيد بن الوليد‬ ‫بن عىد امللكجمادى األخرة ت ذى القعدة سنة ‪126‬هت واهنيت هذا الفصل خبالفة‬ ‫إبتراهيم بن التوليد‪.‬وعاجلت يف الفصل الثاىن عشر خالفة م ت تتروان بن‬ ‫حمم ت تتد(‪132-127‬هت‪749-744/‬م) وهو من الشخصيات القديرة‪.‬وىف‬ ‫عهده طويت صفحة األمويني من بالد الشام‪.‬ومل يكن هو املسئول عن هذا‬ ‫كىريا قىل توليه اخلالفة وحاول‬ ‫اهنيارا ً‬ ‫السقوط؛ ألن الىيت األموى قد شهد ً‬ ‫جاهدا اصالح ماميكن اصالحه غري أن تراكم املشاكل كان أقوى من‬ ‫ً‬ ‫العالج‪.‬وبرغم ذلك متكن مروان من التغلب على الثورات يف عهده كاثورات‬ ‫القىائل العربية يف الشام‪.‬وثورات اخلوارج والشيعة ‪.‬ولكن اشتداد قوة الثورة‬ ‫العىاسية وزحفها من خراسان إىل العراق غري موازين القوى ‪،‬وحاول مروان‬ ‫التصدى بكل قوته‪.‬ولكن فلت منه زمام األمر‪،‬وطاردته جيوش العىاسيني حىت‬ ‫لقى حتفه يف قرية بوصري مبصر ‪.‬‬ ‫وهللا وىل التوفيق‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عىدا ميد حسني محودة‬ ‫أستاذ التاريخ وا اارة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬ ‫قيام الدولة األموية‬ ‫‪5‬‬ ‫سيدا‬ ‫تنسب الدولة األموية إىل أمية بن عىد مشس بن عىد مناف‪ ،‬وكان أمية هذا ً‬ ‫من سادات قريش ىف اجلاهلية(‪.)1‬وذكر بعض املؤرخني أن العالقة بني بىن هاشم وبىن‬ ‫أمية مل تكن على مايرام قىل ظهور اإلسالم وملا صارت النىوة ىف بىن هاشم أعلت‬ ‫رسالة النىب‪ ‬من مكانتهم فرجحت بذلك كفتهم على كافة أبناء عمهم بىن أمية‪،‬‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫واستمر العداء بني الفريقني ىف اإلسالم‪.‬‬ ‫وكان بنو عىد مناف بن قصى عصىة موحدة يف حماولتهم اقتسام السلطة يف مكة‬ ‫مع بىن عمهم عىدالدار بن قصى الذى فاله والده على سائر أبنائه رغم شرفهم عليه‪،‬‬ ‫وجعل له ا جابة واللواء والسقاية والرفادة وكان زعيم هذه احملاولة هو عىدمشس أبو‬ ‫أمية إذ كان رأس بىن عىد مناف ‪ ،‬وتفرقت قريش على ذلك فرقتني عىد مناف‬ ‫وعىدالدار مث تدعوا إىل الصلح على أن يعطوا بىن عىد مناف السقاية والرفادة وأن‬ ‫تكون ا جابة واللواء والندوة لىىن عىدالدار ‪ ،‬فوىل الرفادة والسقاية هاشم (‪)3‬بن عىد‬ ‫سفارا فلم يقم مبكة وكان مقال ذا ولد وكان‬ ‫مناف‪ ،‬وذلك أن عىدمشس كان رجال ً‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫موسرا‪.‬‬ ‫هاشم ً‬ ‫وذكرت بعض الرواايت التارخيية منافرة وقعت بني أمية وهاشم ؛ ألن أمية كما قيل‬ ‫حسد هامشًا عمه على ماًنله من شرف وسؤدد ‪ ،‬فحاول أن يصنع مثله فعجز ‪،‬‬ ‫ومشت به نفر من قريش فغاب‪،‬وًنفر هامشًا على مخسني ًنقة واجلالء عن مكة عشر‬ ‫سنوات‪ ،‬فحكم بينهما كاهن خزاعى جاء حكمه لصاحل هاشم ‪ ،‬فكانت هذه املنافرة‬ ‫(‪)5‬‬ ‫كما قيل أول عداوة وقعت يف بىن هاشم وبىن أمية ‪.‬‬ ‫وقد استى عد بعض املؤرخني وقوع منافرة بني أمية وهاشم‪ ،‬لقساوة ا كم ‪،‬وصغر‬ ‫( ‪)6‬‬ ‫سن أمية ‪ ،‬وأن هذه املنافرة الميكن أن تتم لتفاوت السن بينهما ‪.‬‬ ‫أمحدشلىب ‪.29/2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫حممد مجال الدين سرور ا ياة السياسية ىف الدولة العربية اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر العرىب‪،‬القاهرة د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫على حممد الصالىب الدولة األموية عوامل االزدهار وتداعيات االهنيار ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬الطىعة الثانية ‪ ،‬دار املعرفة ‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫بريوت ‪2008‬م ‪ ،‬ص ‪ً. 21‬نصر بن حممد بن عىدهللا األمحد حركة اجلهاد والفتح اإلسالمى ىف عهد الدولة األموية‬ ‫وأثرمها ىف الدعوة إىل هللا تعاىل وانتشار اإلسالم ‪ ،‬رسالة دكتواره ‪ ،‬معهد الدعوة اجلامعى للد راسات اإلسالمية ‪ ،‬لىنان‬ ‫‪ ،‬بريوت ‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪20‬‬ ‫على حممد الصالىب الدولة األموية عوامل االزدهار وتداعيات االهنيار ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬ص‪ً.21‬نصر بن حممد بن‬ ‫(‪)4‬‬ ‫عىدهللا األمحد حركة اجلهاد والفتح ‪ ،‬ص‪. 21‬‬ ‫املقريزى كتاب النزاع والتخاصم فيما بني بىن أمية وبىن هاشم‪ ،‬حققه ‪ /‬حسني مؤنس‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(د‪-‬ت) ‪ ،‬ص‪.41-40‬احسان صدقى العمد اجلذور التارخيية لألسرة األموية ‪،‬حولية كلية اآلداب ‪،‬ا ولية السابعة‬ ‫عشرة ‪ ،‬الرسالة ‪،113‬لسنة ‪1997‬م‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫احسان صدقى العمد اجلذور التارخيية لألسرة األموية ‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وذكرت الرواايت التارخيية أن أصل املنافرة بني بىن هاشم وبىن أمية بدأت منذ ولدا‬ ‫توءمني ‪،‬فقد خرج عىدمشس يف الوالدة قىل هاشم ‪ ،‬وقد لصقت إصىع أحدامها جبىهة‬ ‫اآلخر ‪ ،‬فلما نزعت دمى املكان فقيل ملتصقني ففصل بينهما ًبلسيف‪ ،‬فكان بينهما‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫أو بني أبنائهما دم ألجل ذلك‪.‬‬ ‫وهذا اخلرب كما هو واضح خرب مزور بىن على ماحدث فيما بعد من نزاع بني‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫األسرتني على اخلالفة‪.‬‬ ‫وعلق أحد الىاحثني على هذه الرواية فقال هذه رواية يغلب عليها الطابع‬ ‫األسطوري ‪ ،‬ويقلل منها ما رواه ابن اسحاق من أن عىد مشس كان أسن بين عىد‬ ‫مناف والرواايت اليت تروي أن منافرات حدثت بني هاشم وأمية بن عىد مشس‪ ،‬وبني‬ ‫عىد املطلب بن هاشم وحرب بن أمية‪ ،‬وكلتا الروايتني ترواين عن هشام الكليب وهو‬ ‫رواية شيعي يرويهما كلتهما عن رجال جمهولني ال يعرف أمساءهم‪ ،‬إذ إن هذه الرواايت‬ ‫كما يىدو واضحاً من سندها املعتل ومتنها املصطنع كانت صدى ملا حدث فيما بعد‬ ‫من صراع بني بين أمية وبين هاشم حاول الرواة أن جيعلوا له سنداً اترخيياً اثبتاً‪ ،‬وتظل‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫حقيقة‪.‬‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫العالقة الطيىة بني الفريقني ال شك فيها ولذلك يقول ابن خلدون " كان لىين‬ ‫عىد مناف يف قريش مجل من العدة والشرف ال يناهاهم فيها أحد من سائر بطون‬ ‫قريش وكان فخذاهم بنو أمية وبنو هاشم مها مجيعاً ينتمون لعىد مناف‪ ،‬وينتسىون‬ ‫إليه‪ ،‬وقريش تعرف ذلك وتسأل هلم الرايسة عليهم‪ ،‬إال أن بين أمية كانوا أكثر عدداً‬ ‫من بين هاشم وأوفر رجاالً والعزة إمنا هي ًبلكثرة‪ ،‬قال الشاعر وإمنا العزة للكاثر"(‪.)5‬‬ ‫ولعل ما يشري إليه ابن خلدون من تفوق بين أمية قد اتاح قىيل مىعث الرسول ‪ ‬ملا‬ ‫مات عىد املطلب بن هاشم الذي ورث شرف أبيه‪ ،‬وبرز جنم أيب سفيان بن حرب‬ ‫فذلك ما يىدو من هذا الوصف الدقيق لطىيعة العالقة بني بين أمية وبين هاشم على‬ ‫لسان معاوية بن أيب سفيان رضي هللا عنه ملا سئل أيكم كان أشرف أنتم أو بنو‬ ‫(‪ )2‬املقريزى النزاع والتخاصم ‪،‬ص‪.38-37‬‬ ‫(‪ )3‬احسان صدقى العمد اجلذور التارخيية لألسرة األموية ‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )4‬محدى شاهني الدولة األموية املفرتى عليها دراسة الشىهات ورد املفرتايت ‪ ،‬الطىعة الثانية ‪ ،‬دار القاهرة ‪2005 ،‬م‬ ‫‪،‬ص‪.122‬على حممد الصالىب ‪.22-21/1‬‬ ‫(‪ )5‬محدى شاهني ‪،‬ص‪.123‬على حممد الصالىب ‪.22-21/1‬‬ ‫(‪ ) 1‬اتريخ ابن خلدون ‪ ،‬اجلزء الثالث ‪،‬دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪1979‬م‪،‬ص‪.2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هاشم؟ قال كنا أكثر أشرافًا وكانوا هم أشرف‪ ،‬فيهم واحد مل يكن يف بين عىد مناف‬ ‫عددا وأكثر أشرافًا‪ ،‬وكان فيهم عىد املطلب ومل يكن‬ ‫مثل هاشم‪ ،‬فلما هلك كنا أكثر ً‬ ‫عددا وأكثر أشرافًا‪ ،‬ومل يكن فيهم واحد كواحدًن‪ ،‬فلم‬‫فينا مثله‪ ،‬فلما مات صرًن أكثر ً‬ ‫يكن إال كقرار العني حىت قالوا منا نيب‪ ،‬فجاء نيب مل يسمع األولون واآلخرون مبثله‪،‬‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫حممد ‪ ،‬فمن يدرك هذه الفايلة وهذا الشرف؟‬ ‫إن كل ذلك ال ينفي احتمال وجود نوع من التنافس بني اجلانىني قىل اإلسالم‪،‬‬ ‫يف ضوء ما نعرف من طىيعة ا ياة العربية يف مكة قىل اإلسالم‪ ،‬ولكنه تنافس حيدث‬ ‫بصا وعداء‬‫أحياًن‪ ،‬وبني أبناء األب الواحد‪ ،‬غري أنه مل يتطور ليصىح تر ً‬‫بني اإلخوة ً‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫كما يزعم املتزيدون‪.‬‬ ‫وىف حقيقة األمر فإن العداوة بني بىن هاشم وبىن عىد مشس مل تكن قدمية وال‬ ‫دموية منذ ميالدمها بل هى نشأت بعد ذلك ألسىاب قىلية وأخرى سياسية‪.‬بل إننا‬ ‫جند رجال بىن عىدمشس يف مجلة املعتدلني يف عداوة النىب‪ ‬واإلسالم ‪ ،‬وكان رأي عتىة‬ ‫بن ربيعة بن عىدمشس وأخيه شيىة أن ختلى قريش بني حممد والعرب ‪ ،‬فإذا انتصر‬ ‫عليهم كان عزه عزهم ‪ ،‬وعندما كانت قريش تستعد للخروج ملعركة بدر‪.‬كان من‬ ‫أبطئهم ىف ذلك ا ارث بن عامر‪ ،‬وأمية بن خلف‪ ،‬وعتىة وشيىة أبناء ربيعة‪.‬‬ ‫ومل يكن أبو سفيان بن حرب أل ّد أعداء اإلسالم من قريش وكان ىف أمره معتدالً‬ ‫مع النىب ‪ ‬وأمة اإلسالم بعد اهلجرة وخاصة بعد هزمية األحزاب أايم اخلندق فإن‬ ‫الرجل أقتنع أبن القىل لقريش مبحمد ‪ ‬واإلسالم‪.‬‬ ‫ومل يكن ألىب سفيان أثر ىف مفاوضات ا ديىية‪ ،‬ولكنهُ يعود إىل الظهور قىيل فتح‬ ‫مكة حيث خرج إىل النىب‪ ‬بتجديد صلح ا ديىية بعد انقطاعه ومل يكن ألىب سفيان‬ ‫يد ىف ذلك االنقطاع ‪.‬وعندما مل يوفق يف جتديد العهد ورأى عزم النىب ‪‬على دخول‬ ‫مكة ‪ ،‬قام بناء على نصيحة على بن أىب طالب ًبإلجارة لنفسه بني الناس‪.‬ورسول هللا‬ ‫يشا ومكة‪.‬‬‫مل يرفض هذه اإلجارة وإن مل يقرها فأصىحت سارية تشمله وتشمل قر ً‬ ‫إذا وقف القرشيون من جيش اإلسالم موقف املستجري املسامل ‪.‬وعندما عاد أبو‬ ‫سفيان إىل مكة خائب املسعى – يف ظن القرشيني‪ -‬كان قد كسب لقريش أفال مما‬ ‫كانت تطلب املدة ‪ ،‬أى جتديد العهد ‪.‬وهو أن مكة يف ا قيقة والواقع أصىحت يف‬ ‫(‪ )2‬ابن كثري الىداية والنهاية‪ ،‬اجلزء الثامن ‪،‬حتقيق وتعليق ‪ /‬مكتب حتقيق الرتاث دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬بريوت ( د‬ ‫‪.‬ت ) ‪.‬ص‪.147‬محدى شاهني ‪ ،‬ص‪.123‬على حممد الصالىب ‪.22/1‬‬ ‫(‪ ) 3‬محدى شاهني ‪ ،‬ص‪.1232‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سلما بغري قتال ‪.‬كافأ أًب سفيان‬ ‫جوار أمة اإلسالم‪ ،‬ومتهد الطريق ليدخلها املسلمون ً‬ ‫على صنيعه أبن جعل له كرامة ظاهرية ‪ ،‬وهى قوله " ومن دخل دار أىب سفيان‬ ‫وتقديرا من رسول هللا صلى‬ ‫ً‬ ‫فهو آمن " وكان يف هذا إرضاء كافيًا لكرامة أىب سفيان‬ ‫هللا عليه وسلم جلهده‪.‬‬ ‫إذن مل تكن هذه العداوة بني بىن هاشم وبىن عىدمشس قائمة قىل اإلسالم ًبلشكل‬ ‫عدوا ألخيه عىدمشس ‪،‬‬ ‫ا اد الذى يصوره لنا املؤرخون ‪ ،‬فلم يكن هاشم منذ امليالد ً‬ ‫مجيعا ألد أعداء اإلسالم طوال حياة رسول هللا ‪ ‬بل كان‬ ‫وال كان بنو عىد مشس ً‬ ‫العىاس بن عىداملطلب صاحىًا وندميًا الىب سفيان ضخر بن حرب‪.‬‬ ‫وعلى بن أىب طالب أثناء موقعة بدر ومابعدها‬‫وكانت بداية الكراهية بني بىن أمية ّ‬ ‫بسىب ماقتل وجرح ىف ذلك اليوم فقد قتل وحده أربعا من بىن عىد مشس‪.‬ونستطيع‬ ‫أن نلمس حقدهم عليه ملا حل بعمه محزة بن عىداملطلب‪)1(.‬مثل املنافسة على الشرف‬ ‫والسيادة على وظائف الكعىة وأمر مكة بني أبناء عىدمناف بن قصى ‪ ،‬وعىدالدار بن‬ ‫قصى ومل يصل أمر املنافسة هذا إىل خصومة أو حرب بني اهلامشيني واألمويني‪.‬‬ ‫وتوجد قرائن من التاريخ تدل على قوة العالقة بني بىن هاشم وبىن أمية‪.‬فقد كان‬ ‫عىداملطلب بن هاشم زعيم اهلامشيني يف عصره صدي ًقا رب بن أمية زعيم األمويني ‪.‬‬ ‫كما كان العىاس بن عىداملطلب بن هاشم صدي ًقا محيما ألىب سفيان بن حرب بن‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫أمية ‪.‬ونستدل على ذلك من توسط العىاس لدى الرسول ‪ ‬عندما قدم لفتح مكة‪.‬‬ ‫لكى يشفع له عند رسول هللا ‪ ‬وملا التقى برسول هللا أعلن إسالمه‪.‬وطلب العىاس‬ ‫من الرسول ‪ ‬أن يكرم أًب سفيان ألنه حيب الفخر فاجعل له شيئا‪.‬ووافق الرسول ‪‬‬ ‫وأعلن "من دخل دار أىب سفيان فهو آمن‪ ،‬ومن أغلق ًببه فهو آمن‪ ،‬ومن دخل‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫املسجد فهو آمن"‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املقريزى كتاب النزاع والتخاصم ( مقدمة احملقق ص‪.) 9 – 5‬‬ ‫(‪ )2‬عىدالشاىف حممد عىداللطيف العامل اإلسالمى ىف العصر األموى ‪ ،‬الطىعة األوىل ‪( ،‬دون ذكر لدار النشر) ‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫(‪ )1‬ابن هشام السرية النىوية‪،‬اجلزء الرابع ‪ ،‬الطىعة األوىل‪ ،‬دار التقوى‪ ،‬القاهرة‪ 1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫ابن سعد الطىقات الكربى‪ ،‬اجلزء الثاىن ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪1957 ،‬م‪ ،‬ص‪.135‬‬ ‫الطربى اتريخ الطربى ‪،‬اجلزء الثاىن ‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1991 ،‬م‪،‬ص‪ ،158‬ابن عىد الرب الدرر ىف‬ ‫اختصار املغازى والسري ‪ ،‬حتقيق‪/‬شوقى ضيف‪ ،‬الطىعة الثانية ‪ ،‬دار املعارف ‪،‬القا هرة ‪1983‬م‪ ،‬ص ‪-216‬‬ ‫‪.217‬ابن االثري الكامل ىف التا ريخ‪،‬اجلزء الثاىن ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ (،‬د ‪.‬ت ) ‪،‬ص‪.166‬‬ ‫‪9‬‬ ‫وأراد الرسول‪ ‬أن يشعر أًب سفيان بقوة املسلمني‪ ،‬فأمر العىاس أن يوقفه خبطم‬ ‫الوادى لريى اجليش اإلسالمى وسالحه‪.‬فرعب أبو سفيان‪.‬قال " وهللا ما الحد‬ ‫هبؤالء قيل‪ ،‬وهللا اي أًب الفال‪-‬العىاس‪ -‬لقد أصحب ملك ابن أخيك عظيما‪ ،‬فقال‬ ‫العىاس اي أًب سفيان إهنا النىوة‪ ،‬قال نعم"‪)1(.‬وعاد أبو سفيان مسرعا إىل مكة ينادى‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫أبعلى صوته "اي معشر قريش هذا حممد ‪ ‬قد جاءكم فيما ال قىل لكم به"‪.‬‬ ‫كانت اخلالفة ىف عهد أىب بكر الصديق وعمر والسنوات األوىل من حكم عثمان‬ ‫إمامة ورايسة شورية‪ ،‬ولكنهُ منذ منتصف خالفة عثمان وعلى األخص ىف بالد الشام‬ ‫عندما سخطت األمة على عثمان وأرادت عزله استمسك هبا وتشعر ىف أثناء النزاع‬ ‫بني عثمان وخمالفيه أبن قومه بىن أمية كانوا من خلفه ظاهرًايت وعندما قتل وقام ًبألمر‬ ‫على بن أىب طالب مل يكونوا مستعدين للتخلى عمابلغوه من القوة واجلاه واملال منذ‬ ‫ّ‬ ‫على بن أىب طالب على عزهلم بدأت املعركة واخلصومة ا قيقية‬ ‫أصر ّ‬ ‫أايم عمر‪.‬وعندما ّ‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫اعا على سلطان ومال وجاه‪.‬‬ ‫الىت حتولت نتيجة لذلك إىل خصومة سياسية ونز ً‬ ‫الفصل الثانى‬ ‫خالفة معاوية بن أبى سفيان‬ ‫(‪60-41‬هـ‪680-661/‬م)‬ ‫‪-1‬التعريف بمعاوية‬ ‫هو ُمعاوية بن أىب ستفيان صتخر بن حرب بن أمية بن عىد مشس بن عىد مناف‬ ‫بن قصت ت تتي بن كالب أبو عىدالرمحن القرشت ت تتى األموى‪ ،‬مؤست ت تتس الدولة األموية‪ ،‬وأحد‬ ‫(‪ )2‬ابن هشام ‪ ،26/4‬ابن سعد ‪ ،135/2‬الطربى‪ ،158/2‬ابن عىد الرب‪ ،‬ص‪ ،217‬ابن األثري ‪.166/2‬‬ ‫(‪ )3‬ابن هشام ‪ ،26/4‬الطربى ‪ ، 158/2‬ابن األثري ‪.166/2‬‬ ‫(‪ )4‬املقريزى كتاب النزاع والتخاصم‪ ( ،‬مقدمة احملقق‪ ،‬ص ‪.) 10 - 8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫دهاة العرب املتميزين الكىار‪)1(.‬ولد مبكة قىل هجرة النىب‪ ‬إىل املدينة خبمس ت ت تتة عش ت ت تتر‬ ‫عاما‪ )2(.‬وأمه هند بنت عتىة بن ربيعة بن حىيب بن عىد مشس(‪)3‬وكان أبو ست ت ت ت ت تتفيان‬‫ً‬ ‫من ست ت تتادات قريش ىف اجلاهلية ‪،‬وآلت إليه رايست ت تتة قريش بعد يوم بدر‪،‬فكان هو أمري‬ ‫مطاعا ذا مال جزيل"‪)4(.‬وأس ت ت تتلم معاوية مع أبيه وأخيه يزيد وأمه‬ ‫ا رب"وكان رئي ًست ت ت تا ً‬ ‫هند يوم فتح مكة ست تتنة‪8‬ه ت ت ت ت ت ت ت تت‪629/‬م(‪)5‬وقد أكرم النىب ‪‬أبو ست تتفيان عقب إست تتالمه‬ ‫وأعلن " من دختل دار أىب ست ت ت ت ت ت تتفيتان فهو آمن‪،‬ومن أغلق ًببته فهو آمن‪،‬ومن دختل‬ ‫املس تتجد فهو آمن"‪ )6(.‬وروى عن معاوية أنه قال " أس تتلمت يوم عمرة القا تتاء س تتنة‬ ‫‪7‬ه ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ‪628/‬م ولكىن كتمت إس ت ت تتالمى من أىب إىل يوم الفتح‪.‬وتعلم معاوية الكتابة‬ ‫وا ست تتاب فجعله الرست تتول ‪‬من كتاب الوحى‪ )7(.‬وشت تتهد معاوية غزوة حنني مع النىب‬ ‫الطربى‪.263/3‬ابن األثري‪.261/3‬النويرى هناية األرب ىف فنون األدب ‪ ،‬اجلزء العشرون ‪،‬حتقيق‪/‬عماد‬ ‫(‪)1‬‬ ‫على محزة ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬بريوت( د‪-‬ت) ‪ ،‬ص‪.147‬‬ ‫الفداء الترباملسىوك ىف اتريخ امللوك‪ ،‬تقدمي وحتقيق‪ /‬حممد زينهم حممد عزب‪ ،‬الطىعة األوىل‪ ،‬مكتىة الثقافة‬ ‫الدينية‪ ،‬القاهرة ‪1995،‬م‪،‬ص ‪.33‬املسعودى التنىيه واإلشراف‪ ،‬دار الرتاث‪،‬بريوت‪ 1968 ،‬م‪،‬‬ ‫ص ‪. 261‬القلقشندى مأثر األًنقة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬الطىعة األوىل‪ ،‬حتقيق ‪ /‬عىد الستار فرج‪،‬عامل الكتب‪،‬‬ ‫بريوت‪ 1964 ،‬م‪ ،‬ص ‪.110‬الذهىب سري أعالم النىالء ‪ ،‬اجلزء الثالث ‪،‬حتقيق‪/‬حممد نعيم العرقسوسى‬ ‫ومأمون صاغرجى ‪،‬الطىعة ا ادية عشرة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪1996،‬م‪،‬ص‪.120-119‬‬ ‫إبراهيم زعرور وأخرون ‪،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الطربى ‪.263/3‬ابن األثري‪.261/3‬ابن أىب الدم التاريخ اإلسالمى املعروف ًبلتاريخ املظفرى‪ ،‬اجلزء‬ ‫(‪)3‬‬ ‫األول‪ ،‬حتقيق ‪/‬حامد زاين‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاهرة ‪1985‬م‪ ،‬ص ‪.194‬الذهىب سري أعالم النىالء ‪،‬‬ ‫ج‪،3‬ص‪.120‬‬ ‫ابن كثري ‪.23/8‬الذهىب سري أعالم النىالء ‪ ،‬ج‪،3‬ص‪.122،123 ،120‬حممود شاكر الدولة‬ ‫(‪)4‬‬ ‫األموية ‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫وقفت هند بنت عتىة مع زوجها أبو سفيان وذويها موقف العداء من الدعوة اإلسالمية ‪ ،‬أول األمر وقتل‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ىف معركة بدر أبوها عتىة ‪ ،‬وعمها شيىة ‪ ،‬وأخوها الوليد ‪،‬وابنها حنظلة ‪ ،‬مما زاد من حقدها ‪ ،‬فأرادت أن‬ ‫تثأر لنفسها ‪ ،‬فطلىت من وحشى غالم جىري بن مطعم قتل محزة بن عىداملطلب عم النىب ‪ ‬مقابل عتقه ‪،‬‬ ‫فوافق ‪ ،‬مث أهنا مثلت به رضى هللا عنه ‪.‬ومل يلىث أن أسلمت هند يوم فتح مكة ‪ ،‬وأكرمها رسول هللا ‪.‬‬ ‫وخرجت مع زوجها أبو سفيان للجهاد ىف سىيل هللا فشهدت معركة الريموك ‪ ،‬وكان هلا دور كىري ىف إاثرة‬ ‫محاسة املسلمني‪.‬أنظر أمحد عوض‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫ابن هشام ‪.26/4‬ابن سعد ‪.135/2‬ابن عىدالرب ‪،‬ص ‪.217-216‬ابن األثري ‪.166/2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ابن كثري ‪.23/8‬الذهىب سري أعالم النىالء ‪ ،‬ج‪،3‬ص‪.122،123 ،120‬حممود شاكر الدولة‬ ‫(‪)2‬‬ ‫األموية ‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ ، ‬وكان من املؤلفة قلوهبم ‪ ،‬مث حست ت ت ت ت تتن إست ت ت ت ت تتالمه‪ )1(.‬وأعطاه النىب مائة من األبل ‪،‬‬ ‫وأربعني أوقيتة من ذهتب ‪.‬وزهنتا بالل بن رًبح ‪ ،‬وشت ت ت ت ت ت تهتد اليمتامتة ‪.‬وكتان لته مواقف‬ ‫شت ت ت ت ت تريفة ‪ ،‬وآاثر حممودة ىف يوم الريموك ‪ ،‬وما قىله ومابعده‪.‬وروى عن رست ت ت ت ت تتول هللا‬ ‫‪ ‬أحاديث كثرية ىف الصت ت ت تتححني وغريمها من الست ت ت تتنن واملست ت ت تتانيد‪،‬وروى عنه مجاعة من‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫الصحابة والتابعني‪.‬‬ ‫‪ -2‬تولى معاوية إمارة بالد الشام‬ ‫ك ت ت تتان أول ل ت ت تواء عق ت ت تتده اخلليف ت ت تتة أب ت ت تتو بك ت ت تتر الص ت ت تتديق ‪13-11‬ه ت ت تت‪-632/‬‬ ‫‪ 634‬م ىف ح ت تتروب ب ت تتالد الش ت تتام خلال ت تتد ب ت تتن س ت تتعيد ب ت تتن الع ت تتاص األم ت تتوى‪.‬ومل يلى ت تتث‬ ‫أن عزلت تته ووىل مكان ت تته يزيت تتد ب ت تتن أىب ست تتفيان مث أتىع ت تته بثالثت تتة جي ت تتوش أخت تترى يقوده ت تتا‬ ‫عمت تترو ب ت تتن الع ت تتاص وش ت تترحىيل ب ت تتن حس ت تتنة وأب ت تتو عىي ت تتدة ب ت تتن اجل ت تراح(‪)3‬ووىل يزي ت تتد ب ت تتن‬ ‫أىب ست تتفيان أخت تتاه معاويت تتة قيت تتادة أحت تتد اجليت تتوش حتت تتت أمرآتت تته ‪.‬فكت تتان علت تتى مقدمتت تته‬ ‫ىف فت ت تتتح صت ت تتيدا‪ ،‬وعرقت ت تتة‪ ،‬وجىيت ت تتل‪ ،‬وبت ت تتريوت‪ ،‬وصت ت تتيدا‪ ،‬وصت ت تتور‪ ،‬وعكت ت تتا‪ )4(.‬وكانت ت تتت‬ ‫( ‪)5‬‬ ‫هذه أول مهمة قيادية يتوالها معاوية يف الفتوح ‪.‬‬ ‫وىف خالفة عمر بن اخلطاب‪23-13‬هت‪644-634/‬م وىل يزيد بن أىب سفيان‬ ‫فلسطني مع ماواله من أجناد الشام‪ ،‬وملا اشتد املرض بيزيد أثناء حصاره لقيسارية ىف‬ ‫سنة ‪18‬هت‪639 /‬م ‪ ،‬كلف معاوية مبتابعة فتحها ففتحها ‪.‬وملا توىف يزيد بن أىب سفيان‬ ‫ىف طاعون عموس سنة ‪ 18‬هت‪639/‬م ‪.‬وكان يزيد قد أقام أخاه معاوية مكانه يف‬ ‫دمشق ‪ ،‬فلما هلك يزيد أمر عمر بن اخلطاب معاوية على دمشق مث أضاف له األردن‬ ‫وفلسطني ومحص‪.‬وكتب عمر إىل معاوية بتوليته ما كان يتواله‪ )6(.‬ومجع عمر ملعاوية‬ ‫بالد الشام كلها حتت حكمه ؛ وذلك سن سريته‪ ،‬وحرصه على الذود عن ثغور‬ ‫(‪ )3‬السيوطى اتريخ اخللفاء ‪ ،‬حتقيق‪ /‬حممد أبو الفال إبراهيم‪،‬دار الفكر العرىب ‪ ،‬القاهرة ‪1975،‬م‪،‬‬ ‫ص‪.221‬الذهىب سري أعالم النىالء ‪ ،‬ج‪،3‬ص‪.122‬حممود شاكر الدولة األموية ‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫(‪ )4‬ابن كثري ‪.126-125/8‬‬ ‫(‪ )1‬الطربى‪.335/2‬‬ ‫(‪ )2‬الىالذرى فتوح الىلدان ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬حتقيق ‪ /‬صالح الدين املنجد النهاة املصرية‪ ،‬القاهرة ( د ‪.‬ت ) ‪،.‬‬ ‫ص‪.166‬السيد عىد العزيز سامل اتريخ الدولة العربية‪ ،‬مؤسسة شىاب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬ص ‪.212‬عصام‬ ‫حممد شىارو الدولة العربية اإلسالمية األوىل‪ ،‬الطىعة الثالثة‪ ،‬دار النهاة العربية‪ ،‬بريوت‪ 1995 ،‬م ‪.‬‬ ‫ص ‪.314‬‬ ‫(‪ )3‬حممود شاكر الدولة األموية ‪،‬ص‪.69‬‬ ‫(‪ )4‬الىالذرى فتوح الىلدان‪،‬القسم األول ‪ ،‬ص‪.167-166‬حممود شاكر الدولة األموية ‪،‬ص‪.69‬‬ ‫‪12‬‬ ‫املسلمني من خطر الىيزنطني‪ )1(.‬ودامت والية معاوية لىالد الشام مدة أربع سنوات ىف‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫خالفة عمر بن اخلطاب‪.‬‬ ‫وىف عهد عثمان مجع ملعاوية الشام كلها فكان والة أمصارها حتت أمره ‪ ،‬ومازال‬ ‫واليًا حىت استشهد عثمان بن عفان وبويع على ًبملدينة ‪ ،‬فرأى أن اليىايعه ألنه اهتمه‬ ‫ًبهلوادة يف أمر عثمان وإيواء قتلته يف جيشه وًبيعه أهل الشام على املطالىة بدم‬ ‫عثمان‪.‬وانتهى األمر بني الطرفني ًبلقتال يف صفني على ا دود العراقية الشامية مث‬ ‫اتفقا على التحكيم بينهما ‪.‬فلما اجتمع ا كمان واتفقا على خلع على ومعاوية من‬ ‫اخلالفة‪.‬وأن يكون أمر املسلمني شورى ينتخىون هلم من يصلح إلمامتهم ًبيع أهل‬ ‫الشام معاوية ًبخلالفة‪ ،‬فصار معاوية إمام أهل الشام وعلى إمام أهل العراق ومازال‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫حمتدما بينهما حىت قتل على بن أىب طالب‪.‬‬ ‫اخلالف ً‬ ‫على جتهز للقتال وقدم على جيشه عىدهللا بن عامر بن كريز‬ ‫وملا بُلغ معاوية قتل ّ‬ ‫وسار إىل عني التمر ونزل األنىار يريد املدائن‪ ،‬وبلغ ذلك ا سن وهو ًبلكوفة فسار‬ ‫حنو املدائن حملاربة عىدهللا بن عامر‪ ،‬فلما انتهى إىل ساًبط رأى أن أهل العراق قد‬ ‫يئسوا من ا رب فقال هلم " أيها الناس إىن قد أصىحت غري حمتمل على مسلم ضغينة‬ ‫وإىن أرى ًنظر لكم كنظرى لنفسى‪ ،‬وإىن أرى رأايً فال تردوا على رأىي أن الذى تكرهون‬ ‫من اجلماعة أفال مما حتىون من الفرقة‪ ،‬وأرى أكثركم قد نكل عن ا رب وفشل عن‬ ‫القتال "‪.‬‬ ‫وملا مسع الناس مقالة ا سن اثرواعليه وانتزعوا مصاله من حتته وهنىوا ثيابه فرحل‬ ‫ا سن إىل املدائن فكمن له أحد اخلوارج ويدعى اجلراح بن قىيصة وطعن ا سن ىف‬ ‫فخذه وماى مثخنا حىت دخل املدائن ومت عالجه حىت برئ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ابن العرىب العواصم من القواصم‪ ،‬حققه ‪ /‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬املكتىة العلمية‪،‬بريوت‪ 1986،‬م‪،‬‬ ‫ص ‪.204 – 203‬الذهىب سري أعالم النىالء ‪ ،‬ج‪،3‬ص‪.132‬حممود شاكر الدولة األموية‬ ‫‪،‬ص‪.69‬‬ ‫(‪ )6‬أبو الفداء املختصر ىف أخىار الىشر ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬تقدمي ‪/‬حسني مؤنس ‪ ،‬حتقيق‪ /‬حممد زينهم‬ ‫وآخرون ‪ ،‬سلسلة ذخائر العرب رقم (‪ )69‬الطىعة األوىل ‪،‬دار املعارف ‪ ،‬القاهرة(د‪-‬ت)‪،‬‬ ‫ص‪.233‬‬ ‫(‪ )1‬حممد اخلارى حماضرات اتريخ األمم اإلسالمية الدولة األموية ‪،‬حتقيق ‪ /‬الشيخ حممد العثماىن ‪ ،‬الطىعة‬ ‫األوىل ‪ ،‬بريوت ‪1986 ،‬م‪،‬ص‪.425-424‬‬ ‫‪13‬‬ ‫وأقىل معاوية ونزل األنىار وهبا قيس بن سعد بن عىادة األنصارى من قىل ا سن‬ ‫فحاصره معاوية‪ ،‬وملا رأى ا سن ختاذل أصحابه أرسل إىل عىدهللا بن عامر بشروطه‬ ‫ىف الصلح ليسلم األمر إىل معاوية وهى ‪-‬‬ ‫‪ -1‬أن جيعل للحسن خراج األهواز‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يؤمن األسود واألمحر وحيتمل ما يكون من هفواهتم‪.‬‬ ‫‪-3‬أالّ أيخذ أحداً من أهل العراق إبحنة‪.‬‬ ‫‪ -4‬حيمل إىل ا سن بن على ىف كل عام ألفى ألف درهم‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫‪ -5‬أن يفال بىن هاشم ىف العطاء والصالت على بىن عىد مشس‬ ‫وملا وافق معاوية على هذه الشروط سلم إليه ا سن بن على مقاليد أمور املسلمني‬ ‫على العمل بكتاب هللا وسنة الرسول ‪ ‬وسرية اخللفاء الراشدون‪.‬وليس ملعاوية أن‬ ‫يعهد الحد من بعده عهدا‪ ،‬ويكون األمر من بعده شورى بني املسلمني(‪)2‬وكتب‬ ‫ا سن إىل قيس بن سعد ًبلصلح وأمرهُ بتسليم األمر ملعاوية والعودة إىل املدائن فلما‬ ‫وصل كتاب ا سن إىل قيس قتال للجند " أيها الناس اختاروا أحد األمرين القتال بال‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫إمام أو الدخول ىف طاعة معتاوية فاختت تتاروا الدخول ىف طاعة معاوية‪."...‬‬ ‫سار ا سن من املدائن إىل الكوفة والتقى مع معاوية وًبيعهُ وخطب ىف أهل الكوفة‬ ‫بقوله " أيها الناس إن هللا هداكم أبولنا وحقن دمائكم آبخرًن وقد ساملت معاوية وأن‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫إدرى لعلة فتنة لكم ومتاع إىل حني "‬ ‫وملا سلم ا سن األمر إىل معاوية سنة ‪41‬هت‪661/‬م عرف هذا العام بعام اجلماعة‬ ‫إلجتماع األمة بعد الفرقة على إمام واحد ودخل معاوية الكوفة وًبيعهُ أهلها ًبخلالفة‬ ‫وعاد ا سن وا سني إىل املدينة(‪.)5‬وا ق أن موقف ا سن كان عظيما‪ ،‬حيث أرتفع‬ ‫فوق كل اآلالم واجلراح وآثر مصلحة املسلمني على نفسه‪ ،‬وجاء فعله هذا مصدقا‬ ‫الدينورى األخىار الطوال‪ ،‬حتقيق ‪ /‬عىد املنعم عامر‪،‬مراجعة ‪/‬مجال الدين الشيال‪،‬الطىعة األوىل‪ ،‬القاهرة‪1960،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ ،‬ص ‪. 216‬ابن أعتثم الكوفتى كتاب الفتوح‪ ،‬اجلزء الرابع‪ ،‬الطىعة األوىل‪ ،‬دار الندوة‪ ،‬بريوت (د‪.‬ت)‬ ‫ص ‪158 – 154‬‬ ‫ابن أعثم الكوىف ‪.160 – 159 / 4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الدينورى ‪،‬ص‪.216،217‬ابن أغثم الكوىف ‪.160 / 4‬ابن األثري ‪.204/3‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اليعقوىب ‪. 215 – 214 / 2‬خليفة اخلياط اتريخ خليفة بن خياط‪ ،‬حتقيق ‪ /‬أكرم ضياء العمرى‪ ،‬الطىعة الثانية‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫بريوت‪ 1977 ،‬م‪ ،‬ص ‪.203‬الطربى ‪.167/3‬ابن األثري ‪.204/3‬ابن كثري ‪.20/8‬‬ ‫الطربى ‪.165 ،162 / 5‬الذهىب ‪.35 / 1‬ابن األثري ‪.204/3‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫لنىوة جده عليه الصالة والسالم حيث روى عنه أنه نظر إىل ا سن وهو على املنرب مث‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫قال " ابىن هذا سيد ولعل هللا يصلح به بني فئتني عظيمتني من املسلمني"‪.‬‬ ‫ولقد تنازل ا سن عن اخلالفة رغم اعرتاض أخيه ا سني على ذلك لألسىاب‬ ‫التالية وهى‬ ‫‪ -1‬كان ا سن ينفر من ا رب ويشفق على املسلمني من الفنت الدامية ‪ ،‬فقد‬ ‫عاصر الفتنة الكربى ‪ ،‬وماانتهت إليه من ماسى ونكىات وراح ضحيتها اخلليفة عثمان‬ ‫ووالده اإلمام على ‪ ،‬وأدت إىل جتدد النزاع بني بىن أمية وبىن هاشم‪.‬‬ ‫‪ -2‬أراد ا سن بنظرته الىعيدة أن خيمد ًنر الفتنة الكربى الىت اطاحت بعثمان‬ ‫وعلى على يديه‪ ،‬إما لرغىة يف حقن دماء العرب املسلمني وتسكني الفتنة ‪ ،‬وإشفاقًا‬ ‫عليهم من اإلقىال على مزيد من املعارك ومزيد من التاحيات ‪ ،‬أو القتناعه بصعوبة‬ ‫التغلب على أهل الشام الذين رجحت كفتهم بسىب تالمحهم وتاامنهم أمام أهل‬ ‫العراق املنقسمني على أنفسهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬فقد ا سن ثقته أبهل الكوفة بعد الذى فعلوه أببيه يف موقعة صفني وبعد أن‬ ‫اخنذلوا عن ا سن وتفرقوا عنه دون تىصر مما سينتج عن ذلك من عواقب وخيمة‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫ونتائج سلىية‪.‬‬ ‫وترتب على هذا الصراع الذى دام حنو ست سنوات انتقال اخلالفة من الكوفة إىل‬ ‫دمشق‪ ،‬وكان هلذا االنتقال وقع أليم ىف نفوس أهل العراق‪ ،‬فقد نزل شأن بالدهم بعد‬ ‫مصرا من األمصار‪.‬ولذلك كانت أعنف الثورات على‬ ‫أن كانت هلم الدولة فصارت ً‬ ‫األمويني أتتى من جانب أهل العراق وانتخب معاوية والةً كم العراق من أمهر رجاله‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫كاملغرية بن شعىة وزايد بن أبيه‪.‬‬ ‫‪ -3‬نقل العاصمة إلى دمشق‬ ‫(‪ )4‬ابن العرىب ‪ ،‬ص ‪.200 – 199‬ابن كثري ‪.19/8‬‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم زعرور وأخرون ‪،‬ص‪.12‬‬ ‫(‪ )2‬أمحد إبراهيم الشريف دور ا جاز ىف ا ياة السياسية العامة‪ ،‬دار الفكر العرىب‪ ،‬القاهرة‪ ،.‬ص‪.403‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اختذ معاوية من مدينة دمشق عاصمة وحاضرة لدولته‪ ،‬وأحاط نفسه أبهبة امللوك‬ ‫وجالهلم ‪ ،‬فأقام يف قصر الاراء جبوار املسجد األموى ‪ ،‬وجعل لنفسه سر ًيرا على حنو‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫ما كان ألًبطرة الروم‪.‬‬ ‫أول عمتل قتام بته معتاويتة بعتد بيعتته ًبخلالفتة قتام بنقتل مقر اخلالفتة من الكوفتة إىل‬ ‫دمشتتق يف بالد الشتتام ‪ ،‬وجعلها عاصتتمة للخالفة األموية(‪ )2‬وكان اختيارها يتوافق مع‬ ‫العقليتة العربيتة يف ست ت ت ت ت ت تتكىن املتدن فهى تقع على حتافتة ًبديتة الىلقتاء يف واحتة الغوطتة‬ ‫اخلصت ت ت ت تتيىة يغذيها هنر بردى املعروف ‪ ،‬وحتيط هبا من مجيع جهاهتا ست ت ت ت تتلست ت ت ت تتلة جىال‬ ‫ش تتاهقة مثل جىل قاس تتيس تتون ‪ )3(.‬وفا تتل معاوية اختيار دمش تتق عن العراق وا جاز ؛‬ ‫ألن العراق مهما تىاينت مواقفهم من اخلليفة على بن أىب طالب وابنه ا ست ت ت تتن ‪ ،‬فهم‬ ‫وخاصت ت تتة أهل الكوفة شت ت تتيعة العلويني (‪ ،)4‬وميكن أن نات ت تتيف أن أختيار معاوية لىالد‬ ‫الش تتام من أهم عوامل جناحه ‪.‬فقد كانت بالد الش تتام ختا تتع للحكم الىيزنطى ووجد‬ ‫معاوية تقاليد عريقة ىف ا كم واإلدارة ‪.‬است ت ت ت تتتفاد منها معاوية ىف فرتة التأست ت ت ت تتيس من‬ ‫خربة الرجال الذين كانوا يعملون ىف ظل اإلدارة الىيزنطية ىف امليدانني اإلدارى واملاىل‪.‬‬ ‫ولتذا القىتائتل العربيتة الىت هتاجرت إىل بالد الشت ت ت ت ت ت تتام واست ت ت ت ت ت تتتقرت فيته قتد اعتتادت فكرة‬ ‫ا كم املركزى‪،‬وفكرة ال تتدول تتة عموًم تا‪.‬على عكس عرب العراق ال تتذين مل يتقىلوا ه تتذه‬ ‫الفكرة بسهولة ‪.‬وينطىق هذا على من سكن العراق قىل الفتح وبعده‪.‬فالذين سكنوا‬ ‫العراق قىل الفتح كانوا ىف خصت ت ت ت تتومة وصت ت ت ت تراع دائمني مع ا كم الفارست ت ت ت تتى ‪ ،‬وكذلك‬ ‫كتانتت حتال التذين هتاجروا بعتد الفتح‪ ،‬فهم ىف غتالىيتهم من أعراب الردة التذين اثروا‬ ‫أص تتال على فكرة ا كم املركزى وزادت ثوراهتم ىف العص تتر األموى (‪.)5‬كما أن القىائل‬ ‫العربية ىف العراق ظلت حمافظة على تقاليدها الىدوية‪،‬لذلك صت ت تتعب عليها أن ختات ت تتع‬ ‫وتنقاد ألمري ليس منها وليس له من رابطة تربطه هبا ست ت ت ت تتوى أنه ممثل اخلليفة املقيم ىف‬ ‫اتا ال ميت بصتلة نستب إىل القىائل الىت حيكمها(‪.)6‬بينما ستكان‬ ‫دمشتق والذى هو أي ً‬ ‫إبراهيم زعرور وأخرون ‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫عمر فاروق فوزى اخلالفة األموية دراسة ألول أسرة حاكمة ىف اإلسالم ‪ ،‬الطىعة األوىل ‪ ،‬دار الشروق ‪،‬عمان األردن‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪2009 ،‬م ‪،‬ص‪.86‬‬ ‫عىداملنعم ماجد عىد املنعم ماجد التاريخ السياسى للدولة العربية‪.،‬اجلزء الثاىن‪ ،‬الطىعة السابعة‪ ،‬األجنلو املصرية‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫القاهرة ‪1976 ،‬م‪ ،‬ص‪.24-23‬‬ ‫عمر فاروق فوزى ‪،‬ص‪.86‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫نىيه عاقل دراسات ىف اتريخ العصر األموى ‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪(،‬د‪-‬ت)‪،.‬ص‪.15-14‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫نىيه عاقل ‪،‬ص‪.30‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫بالد الشتتام قد اعتادوا التعايش مع من خالفهم ىف الدين‪.‬فكانت مدينة دمشتتق على‬ ‫ست ت ت ت تتىيل املثال يعيش فيها النص ت ت ت ت تراىن إىل جانب غريه من اتىاع الدايًنت األخرى زمن‬ ‫ا كم الىيزنطى واست ت ت ت تتتمر ا ال كذلك بعد الفتح العرىب هلا‪ )1(.‬أما بالد ا جاز فقد‬ ‫انتهى دورها كقوة فاعلة يف ا راك السياسى يف اجملتمع العرىب اإلسالمى بسىب هجرة‬ ‫أبناء القىائل العربية منه إىل األقاليم املفتوحة ‪ ،‬ولا ت ت تتعف موارده االقتص ت ت تتادية رغم أهنا‬ ‫بقيت كالعراق قاعدة للمعارضتة ضتد األمويني ‪ ،‬بينما أصتىح عرب الشتام عماد الدولة‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫األموية وسندها‪.‬‬ ‫‪ -4‬مستحداثات معاوية بن أبى سفيان‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫أمورا مل تكن موجودة من قىل وهو أول خليفة ًبيع‬ ‫استحدث معاوية للخالفة ً‬ ‫لولده ىف اإلسالم‪،‬وأول من مسى الغالية الىت تتخذ من الطيب غالية‪ ،‬وأول من عمل‬ ‫املقصورة ىف املساجد(‪ ،)4‬وكان يدخلها عن طريق سرداب يصل بني قصر اخلاراء‬ ‫واملقصورة اإل حراسه الثقاة‪ )5(.‬وأول من اختذ ا رس‪،‬وأول من خطب جالسا ىف قول‬ ‫بعاهم‪ )6(.‬وأول من كانت له الصواىف يف مجيع أحناء أقاليم الدولة العربية ‪ ،‬وهى‬ ‫األموال الىت كان يستصفيها لنفسه من مجيع الوالايت بعد استقطاع العطااي ‪ ،‬ومن‬ ‫هذه األموال كانت صالته وجوائزه وهداايه‪.‬‬ ‫واحدث معاوية بعض املستجدات على نظام ا كم واإلدارة ‪.‬وهو أول من‬ ‫اصطنع املواىل والنصارى يف املناصب‪ ،‬فكان كاتىه وصاحب سره سرجون بن منصور‬ ‫الرومى‪ ،‬وعلى حرسه رجل من املواىل يقال له املختار ‪ ،‬وقيل إنه أبو املخارق مالك‪،‬‬ ‫وكان طىيىه ابن أاثل نصرانيًا واله على خراج محص ‪.‬واقتدى عماله على األمصار به‬ ‫‪ ،‬فكان زايد بن أبيه أول من دون الدواوين ووضع النسخ للكتب ‪ ،‬وأفرد كتاب الرسائل‬ ‫( ‪)7‬‬ ‫من العرب واملواىل املتفصحني‪.‬‬ ‫وكان معاوية بن أىب ستفيان أول من اختذ ديوان اخلامت ‪ ،‬لتحقيق السترية واألمان‬ ‫ملراست ت ت ت ت ت تتالت ال تتدول تتة‪.‬وك تتان من أغراض ه تتذا ال تتديوان حت تتاشت ت ت ت ت ت تتي التزوير‪،‬ومنع ح تتدوث‬ ‫(‪ )3‬نىيه عاقل ‪،‬ص‪.15-14‬‬ ‫(‪ )4‬عمر فاروق فوزى ‪،‬ص‪.86‬‬ ‫ابن طىاطىا ‪ ،‬ص‪.106‬عىداملنعم ماجد‪.22/2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أياا ابن طىاطىا ‪،‬ص‪.106‬‬ ‫ابن األثري ‪.263-262/3‬وأنظر ً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫إبراهيم زعرور وأخرون‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أياا ابن طىاطىا ‪،‬ص‪.106‬‬ ‫ً‬ ‫أنظر‬ ‫ابن األثري ‪.263-262/3‬و‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم زعرور وأخرون ‪ ،‬ص‪.18‬قارن الذهىب سري أعالم النىالء ‪،‬ج‪،3‬ص‪.157‬‬ ‫‪17‬‬ ‫التالعب‪،‬يف الكتب اليت يصت ت ت ت ت تتدرها اخلليفة‪،‬مث أصت ت ت ت ت تتىح الديوان مبثابةست ت ت ت ت تتجل للكتب‬ ‫الص تتادرة‪،‬وص تتارت الدولةتعتمدعليه يف تدقيق األوامر‪،‬واملراس تتالت اليت تتعلق ًبلص تترف‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫وا ساًبت بني مقر اخلالفة واألقاليم اإلسالمية األخرى ‪.‬‬ ‫وس ت ت ت تتىب اختاذ معاوية لديوان اخلامت أنه كتب لعمرو بن الزبري ىف معونته وقا ت ت ت تتاء‬ ‫دينته مبئتة ألف درهم لزايد عتاملته على العراق‪ ،‬فقات ت ت ت ت ت تتى عمرو الكتتاب وجعلهتا مئىت‬ ‫ألف درهم‪ ،‬فلما رفع زايد حس تتابه إىل معاوية " أنكر ذلك ‪.‬وقال ما أحلته إال مبائة‬ ‫‪.‬مث اس تتتعادها منه ووض تتع ديوان اخلامت ‪.‬فص تتارت التوقيع تص تتدر منه خمتومة ال يدرى‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫أحد ما فيها ‪ ،‬وال يتمكن أحد من تغريها"‪.‬‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫وتوىل مقاليد ديوان اخلامت عىدهللا بن حمصن ا مريى ‪ ،‬وىف رواية أخرى عىيد‬ ‫هللا بن أوس الغساىن(‪ ،)4‬وسلم إليه اخلامت املصنوع من الفاة منقوش عليه "ولكل‬ ‫عمل ثواب"‪ )5(.‬وكان ديوان اخلامت من أكرب دواوين الدولة ويقوم موظفوه بنسخ أوامر‬ ‫اخلليفة وإيداعها ىف هذا الديوان بعد أن خترم خبيط وختتم ًبلشمع مث ختتم خبامت صاحب‬ ‫( ‪)6‬‬ ‫هذا الديوان كما هو ا ال اليوم ىف قلم األرشيف أو السجالت‪.‬‬ ‫وكان ديوان اخلامت يعد من الدواوين الكربى منذ خالفة معاوية إىل أواسط العصر‬ ‫( ‪)7‬‬ ‫العىاسى‪ ،‬مث ألغى وحولت أعماله إىل األمراء والوزراء والسالطني وغريهم‪.‬‬ ‫وىف العصر األموى أسس ديوان منظم للرسائل‪ ،‬وصدرت عنه نشرات ورسائل‬ ‫حتتوى على تعليمات لعمال األقاليم‪)8(.‬وكان زايد بن أبيه عامل معاوية بن أىب سفيان‬ ‫( ‪)9‬‬ ‫على العراق أول من افرد كتاب الرسائل من العرب املواىل‪.‬‬ ‫على حممد الصالىب الدولة األموية ‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.221‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ابن طىاطىا‪،‬ص‪.107‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الصوىل أدب الكتاب‪ ،‬املطىعة السلفية‪ ،‬القاهرة ( د ‪.‬ت )‪ ،‬ص ‪ ،143‬اجلهيشارى الوزراء والكتاب ‪،‬حققه‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪/‬مصطفى السقاوأخرون ‪ ،‬سلسلة ذخائر رقم (‪)126‬اهليئة العامة لقصور الثقافة ‪ ،‬القاهرة ‪2004‬م ‪ ،‬ص ‪-24‬‬ ‫‪.25‬ابن األثري‪. 262 /3‬ابن خلدون العرب وديوان املىتداء واخلرب‪ ،‬اجلزء األول والثاىن ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪1979 ،‬‬ ‫م‪. 122‬ابن اجلوزى املنتظم ىف اتريخ األمم وامللوك‪ ،‬اجلزء اخلامس ‪ ،‬حتقيق ‪ /‬حممد عىد القادر عطا وآخرين‪ ،‬دار‬ ‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1992 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 185‬‬ ‫قلد معاوية بن أىب سفيان ديوان اخلامت إىل عىدهللا بن حممد ا مريى ‪ ،‬وكان قاضيًا‪.‬اجلهيشارى ‪،‬ص‪.25‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الصوىل ‪ ،‬ص ‪.143‬السيوطى ‪ ،‬ص ‪.228‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫ابن طىاطىا ‪ ،‬ص‪.107‬حسن إبراهيم حسن ‪ ، 459 -458 /1‬وقارن ابن خلدون ‪ ،222-221 /1‬أمحد رماان‬ ‫(‪)7‬‬ ‫أمحد‪،،‬حاارة الدولة العربية‪،‬اجلهاز املركزى للكتب اجلامعية القاهرة(د‪-‬ت)ص ‪.136‬صىحى الصاحل ‪:‬النظم‬ ‫اإلسالمية‪،‬الطىعة السادسة‪،‬بريوت‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪.315‬‬ ‫حسن إبراهيم حسن ‪.459 /1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫فتحية النرباوى ‪ ،‬ات ريخ النظم وا اارة اإلسالمية‪ ،‬الطىعةالثانية‪،‬داراملعارف‪،‬القاهرة‪1981،‬م‪ ،‬ص‪.91‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫اليعقوىب‪.234 /2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ويعد معاوية بن أىب سفيان هو أول من وضع الربيد(‪ )1‬ىف اإلسالم عندما استقرت‬ ‫له أمور اخلالفة ليقف على مجيع أخىار الدولة اإلسالمية من مجيع أطرافها‪.‬ولقد أدخل‬ ‫عىد امللك بن مروان على بعض التحسينات وبلغ من اهتمامه به أنه أوصى حاجىه‬ ‫أال مينع عامل الربيد من الدخول عليه ليال أو هنار "فرمبا أفسد على القوم سنة حىسهم‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫الربيد ساعة"‪.‬‬ ‫وطد معاوية دعائم خالفته ًبصطناع عدة رجال من دهاة العرب مثله ‪ ،‬واختياره‬ ‫املوفق هلم يدل على عىقريته وفهمه لعقلية الرجال‪)3(.‬وهؤالء الرجال هم زايد بن‬ ‫أبيه‪،‬واملغرية بن شعىة‪،‬وعمرو بن العاص‪.‬‬ ‫‪ -5‬ثورات الخوارج‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫اخلوارج هو األسم الذى أطلق على الطائفة الىت انسحىت من جيش اخلليفةعلى‬ ‫بن إىب طالب ‪ ،‬ملا قَىِل التحكيم ىف صفني واهتموه أبنهُ حيكم ىف دين هللا الرجال‪،‬‬ ‫( ‪)5‬‬ ‫ولذلك أختذوا مىدأ " ال حكم إال ًبهلل "‪.‬‬ ‫وكانوا قىلها من أشد أنصار علي بن أيب طالب رضي هللا عنه وحاروا معه موقعة‬ ‫اجلمل وصفني‪ ،‬ولكنهم أنشقوا عليه بعدها‪ ،‬ورفاوا التحكيم‪،‬وحاول علي إقناعهم‬ ‫وردهم إىل اجلماعة ولكنهم تشىثوا مبوقفهم‪ ،‬وًبلغوا يف شقاقهم وتطرفوا‪ ،‬حىت عاثوا يف‬ ‫فسادا‪ ،‬مما جعل عليًا يقاتلهم ويقاى على معظمهم يف معركة النهروان‪ ،‬وهم‬ ‫األرض ً‬ ‫ال يرضون عن تسميتهم خوارج‪ ،‬ألن هذه التسمية أطلقها عليهم خصومهم خلروجهم‬ ‫( ‪)6‬‬ ‫على اإلمام‪ ،‬وعلى مجاعة املسلمني‪.‬‬ ‫وأطلق اخلوارج على أنفسهم الشراة مبعىن أهنم ًبعوا أنفسهم هلل تعاىل على أن هلم‬ ‫اجلنة (‪ )7‬يشريون بذلك إىل قوله تعاىل " أن هللا أشرتى من املؤمنني أنفسهم وأمواهلم‬ ‫معىن كلمة الربيد ىف اللغة مسافة معلومة تقدر حبواىل اثىن عشر ميال‪ ،‬أما املعىن االصطالحى للربيد فأن جيعل خيل‬ ‫(‪)4‬‬ ‫مامرات ىف عدة أماكن‪ ،‬فإذا وصل صاحب اخلرب املسرع إىل مكان منها وقد تعب فرسه ركب غريه فرسا مسرتحيا‪،‬‬ ‫وكذلك يفعل ىف املكان اآلخر حىت يصل بسرعة‪.‬ابن طىاطىا ‪ ،‬ص ‪.106‬نظري حسان سعداوى الربيد ىف الدولة‬ ‫اإلسالمية‪،‬مكتىة مصر‪ ،‬القاهرة ‪1953‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫القلقشندى صىح األعشى ىف صناعة االنشاء‪ ،‬اجلزء الرابع عشر ‪،‬دارالكتب املصرية‪،‬القاهرة‪1919‬م‪،‬ص ‪-367‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪.368‬‬ ‫عىداملنعم ماجد ‪،‬ص‪.26‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪ )1‬أمحد شلىب ‪. 227 / 2‬‬ ‫(‪ )2‬أمحد إبراهيم الشريف ‪ ،‬ص‪. 408‬‬ ‫عىدالشاىف حممد عىداللطيف ‪ ،‬ص‪.454‬على حممد الصالىب ‪.241/1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عىد الشاىف حممد عىداللطيف ‪ ،‬ص‪454‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أبن هلم اجلنة " ‪ )1(.‬وأختلف ىف أول من تشرى منهم فقيل عروة بن جدير ‪ ،‬وقيل‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫يزيد بن عاصم‪.‬‬ ‫على بن أىب طالب إىل الكوفة فر اخلوارج إىل حروراء ولذلك عرفوا ًبخلوارج‬ ‫وملا عاد ّ‬ ‫ا رورية ‪ ،‬وكانوا يومئذ حواىل اثنا عشر ألفا بزعامة عىدهللا بن الكواء ‪ ،‬وشىث بن‬ ‫على بن أىب طالب ليناظرهم فوضحت حجته عليهم ‪ ،‬فاستأمن إليه‬ ‫ربعى وخرج إليهم ّ‬ ‫عىدهللا بن الكواء مع بعض أعوانه ‪.‬‬ ‫وفر ًبقى اخلوارج إىل النهروان ووىل عليهم عىدهللا بن وهب الراسىب ‪ ،‬وحرقوص بن‬ ‫زهري اجلىلى‪.‬وقتلوا ىف طريقهم الصحاىب اجلليل عىدهللا بن خىاب بن األرت فنقم عليهم‬ ‫على بن أىب طالب وعزم على القصاص من قاتل عىدهللا بن خىاب وسار إليهم‬ ‫اخلليفة ّ‬ ‫على‬ ‫وطالىهم بتسليم القاتل فأصروا على العناد وقىل أن يىدأ القتال ًنقشهم اخلليفة ّ‬ ‫بن أىب طالب ىف حوار هادئ ‪ ،‬وكان يقارع حججهم ًبلدليل والربهان ‪ ،‬حىت صمتوا‬ ‫عن ا ديث (‪ ، )3‬وستأل اخلليفتة على بن اىب طالب اخلوارج قائتال " فما أخرجكم‬ ‫علينا ؟ قالوا حكومتك يوم صفني ‪ ،‬قال أنشدكم هللا ‪ ،‬أتعلمون أهنم حيث رفعوا‬ ‫املصاحف فقلتم جنيىهم إىل كتاب هللا قلت لكم إىن أعلم ًبلقوم منكم دين وال قران‬ ‫(‪ "... )4‬وقال أكثرهم صدق وهللا ‪ ،‬واستأمن إليه منهم مثانية آالف‪.‬‬ ‫على معهم ىف موقعة‬ ‫ويىقى من اخلوارج أربعة آالف أصروا على العناد وأشتىك ّ‬ ‫النهروان‪،‬وأنزل هبم هزمية ساحقة وقتل قادهتم ‪ ،‬ومل يفلت منهم سوى تسعة أشخاص‬ ‫( ‪)5‬‬ ‫فروا إىل سجستان واليمن وعمان واجلزيرة وتل موزن‪.‬‬ ‫ولقد صاغ اخلوارج ألنفسهم نظرية يف اخلالفة تقوم على مىدأين عامني جيمعان‬ ‫بني فرقهم املتىاينة املىدأ األول أن اخلالفة ليست قاصرة على قريش‪.‬كما يذهب أهل‬ ‫عىدا حىشيًا‪ ،‬وجيب أن يكون‬ ‫السنة بل جتوز لكل مسلم يكون أهالً هلا حىت ولو كان ً‬ ‫اخلليفة ًبختيار حر من املسلمني‪ ،‬وأنه إذا مت اختياره ال يصح له أن يتنازل عنها‪ ،‬أو‬ ‫يقىل التحكيم‪ ،‬ويف ضوء هذا املىدأ اعرتفوا خبالفة أيب بكر وعمر‪ ،‬أما عثمان فقد‬ ‫اعرتفوا خبالفته يف شطرها األول‪ ،‬مث تربؤوا منه وكفروه يف بقية عهده‪ ،‬وأما علي فقد‬ ‫اعرتفوا خبالفته من بدايتها إىل أن قىل التحكيم‪ ،‬وبعد قىوله التحكيم مل يعرتفوا خبالفته‬ ‫سورة التوبة اآلية ‪. 111‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الىغدادى ال َفرق بني الفرق‪ ،‬حتقيق حممد حمىالدين عىدا ميد ‪ ،‬دار الرتاث القاهرة( د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪74‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫الىغدادى ‪ ،‬ص‪. 78 ، 77‬ابن اجلوزى ‪. 135 – 134 / 5‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ابن اجلوزى ‪. 126 / 5‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫الىغدادى ‪،‬ص ‪. 78‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫بل كفروه‪ ،‬وكذلك مل يعرتفوا خبالفة معاوية وبين أميةوكفروهم‪ ،‬كما كفروا عائشة وطلحة‬ ‫والزبري وعمرو بن العاص وأًب موسى األشعري‪.‬‬ ‫وصفوة القول أن اخلوارج كفروا كل من مل ير رأيهم ويذهب مذهىهم من املسلمني‪،‬‬ ‫واعتربوا دارهم دار كفر‪ ،‬وأًبحوا أمواهلم ودماءهم‪ ،‬حىت قتل أطفاهلم‪.‬املىدأ الثاين الذي‬ ‫قامت عليه نظرية اخلوارج‪ ،‬هو وجوب اخلروج على اإلمام اجلائر‪ ،‬وهنا وجوه اخلطورة‬ ‫يف حركتهم كلها‪ ،‬فلو اقتصروا على اخلالف النظري يف الرأي‪ ،‬أو اجلدال ًب جة‬ ‫والربهان‪ ،‬لكان األمر هينًا‪ ،‬ولكنهم شهروا السالح يف وجه خمالفيهم‪ ،‬بدءًا من علي‬ ‫بن أيب طالب رضي هللا عنه‪ ،‬وحاولوا فرض آرائهم ومذهىهم ًبلقوة‪ ،‬وكما تطرفوا إىل‬ ‫أبعد حد يف الرأي واملذهب‪ ،‬فقد تطرفوا يف اللجوء إىل القوة والعنف‪ ،‬وكىدوا األمة‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫وأنفسهم خسائر فادحة‪ ،‬وعكروا صفو الدولة األموية‪ ،‬وكانوا من أشد مناوئيها ‪.‬‬ ‫ولذا جلأ اخلوارج إىل القوة يف تدبري مؤامرة للتخلص من قادة األمة اإلسالمية‬ ‫على بن أىب طالب وعمرو بن العاص ‪ ،‬ومعاوية بن أىب سفيان ‪ ،‬ومل تفلح‬ ‫يؤمذاك ّ‬ ‫على ‪ ،‬حيث نف ّذ تلك اجلرمية عىدالرمحن بن ملجم ‪،‬‬ ‫هذه املؤامرة إال ىف القااء على ّ‬ ‫وقد ع ّد اخلوراج ابن ملجم بطالً جماهداً واعتربوا عمله هذا وسيلة تقربه إىل هللا وتامن‬ ‫له اجلنة ‪ ،‬وىف ذلك يقول عمران بن حطان أحد شعراء اخلوارج‬ ‫ايضربة من منيب ماأراد هبا إال يىلغ عند العرش رضواًن‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫أوىف الربية عند هللا ميزاًن‬ ‫يوما فأحسىهُ‬ ‫إىن ألذكرهُ ً‬ ‫مستعدا لقتال‬ ‫ً‬ ‫وكان ا سن بن على مستهدفًا من اخلوارج ففى الوقت الذى كان‬ ‫معاوية الذى زحف على العراق ‪ ،‬هامجهُ اخلوارج وجرحوه‪ ،‬مما كان سىىًا ىف تنازله عن‬ ‫اخلالفة ملعاوية‪ )3(.‬وملا بويع ملعاوية بن أىب سفيان سنة ‪41‬هت‪661/‬م ىف الكوفة ‪ ،‬كره‬ ‫اخلوارج تلك الىيعة واستعدوا لقتاله ‪.‬وسىب خروجهم متاعب كثرية ملعاوية ؛ ألهنم‬ ‫كثريا‬ ‫عظيما وفهموا ً‬ ‫غلوا ً‬‫غلوا يف الدين ً‬ ‫مجاعة الينفع معهم حسن السياسة ألهنم قد ً‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫منه على غري وجهه ‪ ،‬ففرقوا كلمة األمة ورأوا من واجىهم استعراض األنفس واألموال‪.‬‬ ‫أ‪ -‬ثورات الخوارج‬ ‫‪ -1‬حركة فروة بن نوفل األشجعى‬ ‫عىدالشاىف حممد عىداللطيف ‪ ،‬ص‪.455-454‬على حممد الصالىب ‪.242-241/1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أمحد شلىب‪. 234/2‬وأنظر كذلك الىغدادى‪ ،‬ص‪. 93‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عىداملنعم ماجد ‪. 137 / 2‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫حممد اخلارى ‪ ،‬ص‪.426-425‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫على ىف مخسمائة من اخلوارج‬ ‫كان فروة بن نوفل األشجعى قد اعتزل اخلليفة ّ‬ ‫‪ ،‬وقال وهللا ما ندرى على أى شىء نقاتل عليا ‪ ،‬وماى حىت نزل بناحية الىندنيجني‬ ‫والدسكرة مث أتى شهروزر ‪ ،‬فلما بلغه صلح ا سن ووالية معاوية ‪ ،‬وقدومه الكوفة‬ ‫قال ألصحابه " قد جاء من ال نشك ىف أمره والنراتب أبن ا ق ىف قتاله ‪.‬فقالوا‬ ‫صدقت "‪.‬فأقىلوا وعليهم فروة بن نوفل حىت دخلوا الكوفة‪ ،‬فأرسل إليهم معاوية خيال‬ ‫من خيل أهل الشأم‪ ،‬فكشفوا أهل الشأم "‪.‬وملا هزم أهل الشام قال معاوية ألهل‬ ‫الكوفة " وهللا ال أمان لكم عندى حىت تكفوا بوائقكم فخرج أهل الكوفة لقتاهلم‬ ‫فقالت هلم اخلوارج " أليس معاوية عدوًن وعدوكم ؟ دعوًن حىت نقاتله فأن أصىناه كنا‬ ‫قد كفيناكم عدوكم وأن أصابنا كنتم قد كفيتموًن " وأصر أهل الكوفة على قتال اخلوارج‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫ومتكنوا من قتل فروة ‪ ،‬وعىدهللا بن أىب ا وساء الذى توىل أمر اخلوارج بعده‪.‬‬ ‫وهبذا تكون القىائل العربية يف الكوفة قد سامهت بطريقة أو أبخرى يف التصدى‬ ‫للحركة اخلارجية وإلضعافها ‪ ،‬ومحل املغرية بن شعىة واىل الكوفة رؤساء القىائل مسؤولية‬ ‫التفتيش عن اخلوارج من أبناء قىيلتهم يعد إجراء غري مسىوق يستخدمه الواىل األموى‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫حملاصرة اخلوارج‪.‬‬ ‫‪ -2‬حركة حوثرة بن وداع بن مسعود‬ ‫بعد قتل ابن أىب ا وساء اجتمع اخلوارج وولوا عليهم حوثرة بن وداع بن مسعود‬ ‫األسدى ‪ ،‬وسار من براز الروز من إقليم السواد إىل النخيلة ومعه مائة ومخسني وانام‬ ‫جيشا بقيادة عىدهللا بن عوف األمحر‪.‬متكن من‬ ‫إليه فل ابن أىب ا وساء وأرسل معاوية ً‬ ‫قتل حوثرة وقتل معظم من معه إال مخسني رجال دخلوا الكوفة ىف مجادى اآلخرة سنة‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫‪41‬هت‪661/‬م ‪.‬‬ ‫‪ -3‬حيان بن ظبيان السلمى‬ ‫كان حيان من اخلوارج الذين قاتلوا عليًا يوم النهروان ‪ ،‬وقد عفا عنه على عندما‬ ‫أصابه جرح يف هذه املوقعة ‪.‬فلما برى خرج هو ومجاعته من اخلوارج إىل الرى وأقاموا‬ ‫هبا حىت قتل على ‪.‬فحث حيان من معه من اخلوارج على املسري إىل الكوفة (‪ ،)4‬وتوىل‬ ‫الىالذرى أنساب األشراف ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.367-366‬الطربى ‪.169/3‬ابن األثري‪.205 / 3‬ابن كثري‪.24/8‬قارن‬ ‫(‪)4‬‬ ‫اليعقوىب ‪. 217/2‬حسن إبراهيم حسن ات ريخ اإلسالم السياسى والديىن والثقاىف واالجتماعى ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬مكتىة‬ ‫النهاة املصرية ‪ ،‬القاهرة‪1996‬م‪،‬ص‪.310-309‬‬ ‫الىالذرى أنساب األشراف ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.368-367‬فاروق عمر فوزى‪،‬ص‪..265‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الطربى ‪.169/3‬ابن األثري ‪.206 / 3‬ابن كثري‪.24/8‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الطربى ‪.174/3‬حسن إبراهيم حسن‪.310/1‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫زعامة اخلوارج ىف سنة ‪42‬هت‪662 /‬م ىف عهد واليها املغرية بن شعىة ‪ ،‬وكان حيب‬ ‫العافية ويؤثر السالمة واتفقوا على اخلروج ىف غرة شعىان سنة ‪43‬هت‪663/‬م ‪.‬وملا علم‬ ‫املغرية أبمرهم أرسل قىيصة بن الدمون صاحب الشرطة فقىض على مجاعة منهم ومن‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫بينهم حيتان وأودعهتم السجتن ‪ ،‬وضيتق على الىاقني اخلنتاق حىت غتادروا الكوفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬المستورد بن علقمة‬ ‫اجتمع ىف سنة ‪43‬هت ‪663 /‬م حنو ثالمثائة من اخلوارج بقيادة املستورد بن علقمة‬ ‫جيشا بقيادة معقل بن قيس بلغت عدته ثالثة آالف ‪ ،‬وزحف‬ ‫وجهز املغرية بن شعىة ً‬ ‫للقاء اخلوارج وقدم بني يديه أبو الرواغ الشاكرى بقوة مكونة من ثالمثائة جندى على‬ ‫عدة اخلوارج والتقى هبم ًبملذار فهزمهم اخلوارج‪.‬وانتظر قدوم أمري اجليش معقل بن‬ ‫قيس عليهم ‪ ،‬فلما وصل اشتىك مع اخلوارج وحدثت املفاجأة أثناء القتال فقد انصرف‬ ‫عنه أصحابه ‪ ،‬وصمد معقل بن قيس مبن معه حىت عاد أصحابة للقتال مرة أخرى‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫ونظم صفوفه ومتكن من هزمية اخلوارج وهربوا إىل هبرسري‪.‬‬ ‫ومتكن املغرية بن شعىة مبا عرف عنه من دهاء القااء على

Use Quizgecko on...
Browser
Browser