-3.pdf

‫مقدمة‪:‬‬ ‫لعبت التكنولوجيا‪ ،‬وتلعب‪ ،‬دو اًر حيوياً ومهماً في حياتنا وهي‬ ‫تعمل على إتاحة األدوات والوسائل الالزمة لتسهيل...

‫مقدمة‪:‬‬ ‫لعبت التكنولوجيا‪ ،‬وتلعب‪ ،‬دو اًر حيوياً ومهماً في حياتنا وهي‬ ‫تعمل على إتاحة األدوات والوسائل الالزمة لتسهيل الحصول‬ ‫على المعلومات وتبادلها وجعلها في متناول طالبيها بسرعة‬ ‫وتفاعلية‪.‬وتعتبر الوسائط المتعددة عجلة التكنولوجيا العصرية‬ ‫والمحرك الرئيس للعمليات التجارية‪ ،‬التصميم‪ ،‬الترفيه والتعليم‪.‬‬ ‫كما تُعتبر أيضاً من األسباب الرئيسة لنمو االقتصاد وازدهاره‬ ‫وذلك عن طريق استخدام الوسائط المتعددة في اإلعالم وتقنية‬ ‫المعلومات‪ ،‬كما يمكن استخدام ذلك في الهواتف النقالة وفي‬ ‫قنوات التلفاز‪.‬يرّكز هذا التخصص على أعمال ووسائل اإلعالم‬ ‫وكيفية دور الوسائط المتعددة في اإلعالم وذلك عن طريق إنتاج وتصميم الرسومات والفيديو‪ ،‬وانشاء‬ ‫اليعتبر تقارب المعلومات والوسائط اإلعالمية بالحدث الذي سيقع في المستقبل‬ ‫النص والمحتوى‪.‬إذاً‪ُ ،‬‬ ‫القريب فقد وقع بالفعل ومنذ زمن‪ ،‬فكومبيوترات اليوم يمكنها تداول الصور والفيديو والصوت – كوسائط‬ ‫إعالمية – بالسهولة نفسها التي تتداول بها األرقام والحروف‪ ،‬وهنا كقدرات جديدة ضخمة لتداول الوسائط‬ ‫اإلعالمية على ما يبدو وكأن الكومبيوتر قد أوتي موهبة القدرة على الرؤية والخيال والتعبير أيضاً‪.‬وقد‬ ‫حدث هذا التقارب نتيجة للتزاوج بين الكومبيوتر ووسائل اإلعالم‪ ،‬ونتج عنهم ولوداً صغي اًر معجزة اسمه‬ ‫الوسائط أو الوسائل المتعددة‪ ،‬فماذا تكون هذه الملتيميديا ‪Multimedia -‬؟‬ ‫‪2‬‬  ‫التطور التاريخي للوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫يرجع بداية الوسائط المتعددة إلى النص المترابط‬ ‫التي بدأها بوش في مقالته الصادرة عام ‪1445‬‬ ‫وتطورت على إثر التجارب التي قام بها فريق في‬ ‫معهد ‪ MIT‬باستخدام شاشة ضخمة تظهر عليها‬ ‫أصغر‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫لعرض‬ ‫الصور من الخلف واستخدام الشاشة‬ ‫حجماً من األولى وتكون قريبة من المستخدمين‬ ‫بوصفها أداة لالسترجاع أثناء التشغيل وتم تزويد‬ ‫العرض بالصوت المجسم‪.‬ففي عام ‪ 1491‬في‬ ‫معامل الوسائط المتعددة بجامعة ‪ MIT‬بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية توقع ِ‬ ‫العالم نيكوالس نيجروبنتي ‪ Negroponte‬أن تتقارب تكنولوجيا اإلعالم‬ ‫(صحافة‪ ،‬إذاعة‪ ،‬تلفزيون) والكمبيوتر وقال إن هذا مستقبل تكنولوجيا االتصال‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1411‬طرح نيلسون أفكا اًر بخصوص اآللة ‪ Xanadu‬وفي عام ‪ 1413‬وضعت مايكا ار‬ ‫وآخرون في قسم علم المعلومات في جامعة طوكيو آلة الوسائط المتعددة وقاموا بتشغيلها كنظام تجريبي‬ ‫إلنتاج وثيقة متعددة ‪.Multimedia Document‬‬ ‫وفي ‪ 1414‬طرحت شركة أبل ‪ Apple‬حاسوباً شخصياً يحتوي على األجهزة التي تنتج الوسائط‬ ‫المتعددة‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬وفي عام ‪ ،1415‬أطلقت شركة رائدة في هذاالمجال هي”‪ “Commodre‬كومبيوتر"أميجا"‬ ‫الذي تعلق به محبي الوسائط المتعددة واأللعاب‪ ،‬حيث أنه كان ثورة تكنولوجية في مجال الكمبيوترات‬ ‫الشخصية‪ ،‬فهو أول كمبيوتر يعتمد على المعالجة المتعددة‪ ،‬حيث احتوى على معالج خاص لألصوات‬ ‫ومعالج خاص للصور والحركة ومعالج للكمبيوتر ككل‪ ،‬ونقطة التفوق الثانية لهذا الجهاز كانت تكمن في‬ ‫القدرات المميزة للجهاز في مجال األلوان واألصوات‪.‬كل هذه الصفات الفائقة جعلت العديد من الشركات‬ ‫تصنع البرامج والتطبيقات خصيصاً لهذا الجهاز‪ ،‬ومن هنا كانت بداية برامج الوسائط المتعددة واأللعاب‬ ‫‪3‬‬  ‫غيرت من مسار السينما هي برامج‬ ‫وصنعت له برامج ّ‬ ‫فائقة الرسوم‪ ،‬وازدهرت صناعة هذا الكمبيوتر ُ‬ ‫صنع به‬ ‫عمل نماذج ثالثية األبعاد وتحريكها وكان اسم أول برنامج لهذا الغرض هو ‪ ،Imagine‬حيث ُ‬ ‫الكثير من أفالم السينما العالمية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪1419‬تطورت البرمجيات نحو تقنية الوسائط المتعددة على مستوى البيت باستخدام‬ ‫برنامج ‪ HyperCard‬لشركة ‪ Apple‬وأصبح هذا التطور ُيحسب لصالح النص المترابط مما ُيحسب‬ ‫للوسائط المتعددة‪.‬كما قدمت ‪ Casabiana‬في عام ‪ 1411‬محاولة لنشر النص المترابط ضمن مجلة الـ‬ ‫‪ Hypermedia‬وقدم تخطيطاً وبهيكل ٍ‬ ‫عمل رمزي أو بشكل خارطة لألوساط المترابطة كما استخدم‬ ‫الدمج بين الحواسيب وشبكات االتصال ومصادر نشر المعلومات بنظام ثالثي األبعاد‪.‬‬ ‫وفي بداية عقد التسعينات من القرن العشرين‪ ،‬حيث إن حقبة التسعينيات كانت وبامتياز حقبة الوسائط‬ ‫المتعددة‪ ،‬ازداد تطور األقراص الليزرية بأنواعها المختلفة من قبل شركات إنتاج الحواسيب مثل‬ ‫‪ SonyIBM ،Apple‬لزيادة السعة التخزينية للمعلومات غير النصية وقد صاحب هذه العملية تطور‬ ‫أجهزة تشغيل األقراص وأجهزة التسجيل فضالً عن ظهور أنواع أخرى من األقراص أكثر تطو اًر في سعتها‬ ‫التخزينية ومميزاتها األخرى وهي األقراص الرقمية المتعددة األغ ارض أو الوظائف (‪.)DVD‬‬ ‫وحالياً تشمل الوسائط المتعددة أحدث ما‬ ‫توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من‬ ‫خالل تكنولوجيا الشبكات وباألخص‬ ‫االنترنت إذ استخدمت تقنية النص‬ ‫المترابط ‪Hyper Text Mark Up‬‬ ‫‪Language‬والتي يشار إليها اختصا اًر ‪ HTML‬التي تُ ُّ‬ ‫عد قوام وجوهر نظام المعلومات المترابط في‬ ‫‪ WWW‬وقد أحدثت ثورة في عالم تبادل المعلومات في شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫تتنافس الشركات العمالقة في الوقت الحاضر في دخولها إلى عامل الوسائط المتعددة بطرح وحدات‬ ‫إدخال الصوت‪ ،‬والصورة‪ ،‬والرسوم المتحركة‪ ،‬وأكثر النظم المطروحة ألجهزة الحاسبات الشخصية‬ ‫الخاصة بالوسائط المتعددة هي ‪ Apple‬وبرامج ‪ MS-DOS‬وبرامج ماكنتوش ‪.Macintosh‬‬ ‫‪4‬‬  ‫واليوم أصبح هذا الحلم حقيقة‪ ،‬ففي جهاز واحد على المكتب أو في غرفة المعيشة يمكنك أن تتصل‬ ‫بالعالم اتصاالً باتجاهين‪ :‬تأخذ وتعطي‪ ،‬تستقبل وترسل‪،‬وكل ذلك بالصوت والصورة الثابتة والمتحركة‬ ‫والموسيقى والمؤثرات الصوتية‪.‬‬ ‫وتتيح لنا تكنولوجيا الكومبيوتر تغيير جميع أجهزة االتصال األخرى‪ ،‬وجرى بالفعل تطبيقها لكي يصبح‬ ‫التلفزيون تفاعلياً ومتجاوباً الحتياجاتنا وجداول توقيتاتنا‪ ،‬وتستخدم الكومبيوترات لكي تحول التلفزيون إلى‬ ‫جهاز ذكي‪ ،‬ويساعدناالكومبيوتر على البحث واإلبحار داخل مستودعات الوسائط اإلعالمية والتي تحوي‬ ‫العروض التلفزيونية وأفالم السينما واألفالم الوثائقية‪ ،‬وحتى الكتب اإللكترونية والموسيقى ودوائر‬ ‫المعارف‪ ،‬وبإمكانناأن نشاهد ما نريده عندما نرغب في ذلك‪.‬‬ ‫وبعدهذا تمكنت شركات عديدة في البرمجيات من التوسع في مشروعات الوسائط المتعددة حتى أصبح‬ ‫العصر الحالي هو عصر الملتيميديا الرقمية الفائقة‪ ،‬إنه عالم جديد‪ ،‬عالم تكنولوجيا الوسائط المتعددة‪،‬‬ ‫عالم يتطور باستمرار وبسرعة مذهلة‪.‬‬ ‫مفهوم الوسائط المتعددة ومفهوم الرقمنة‪:‬‬ ‫تقوم الرقمنة على مفهوم بسيط مفاده‪ :‬إمكانية‬ ‫تحويل جميع أنواع المعلومات إلى مقابل‬ ‫رقمي فحروف األلف باء التي تصاغ بها‬ ‫عبر عنها بـ ‪codes‬‬ ‫الكلمات والنصوص ُي ّ‬ ‫أكواد رقمية تناظر هذه الحروف رقماً بحرف‬ ‫واألشكال والصور يتم مسحها الكترونياً‬ ‫لتتحول إلى مجموعة هائلة من النقاط رقمياً‬ ‫اء بالنسبة إلى موضعها أم لونها أم درجة‬ ‫سو ً‬ ‫عبر عنه‬ ‫هذا اللون‪.‬فبالنسبة إلى الموضع ُي ّ‬ ‫‪5‬‬  ‫بداللة اإلحداثين السيني والصادي (س ‪ -‬ص) كما في الهندسة التحليلية‪ ،‬وبالتالي تمثيله رقمياً بقيمتي‬ ‫عبر عنه بكود رقمي‪.‬وتمثل رقمنة الطيف الموجي لألصوات والكالم‬ ‫في ّ‬ ‫هذين اإلحداثين‪ ،‬أما بالنسبة للون ُ‬ ‫والموسيقى أكثر أمور الرقمنة تعقيداً حيث يتسم هذا الطيف الموجي الحامل لهذه اإلشارات المسموعة‬ ‫بدرجة عالية من عدم االنتظام‪.‬‬ ‫تعريف الوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫تعددت تعريفات الوسائط المتعددة خالل العقد‬ ‫األخير من القرن العشرين‪ ،‬وسنستعرض االن أهم‬ ‫هذه التعريفات ‪:‬‬ ‫عرفها "جونسون" )‪(D.Johnson‬‬ ‫‪ّ ‬‬ ‫‪ 1441‬بأنها‪ :‬تكامل الصورة والصوت‬ ‫والرسوم المتحركة والنصوص بداخل‬ ‫جهاز الكومبيوتر مع وسائط إلكترونية‬ ‫أخرى لتقديم المعلومات مثل توصيل‬ ‫الكومبيوتر مع مشغل ألقراص الليزر لتشغيل وعرض الموسوعات اإللكترونية‪.‬‬ ‫وعرفها هوجز أيضاً )‪ ( M.E Hodges-1993‬بأنها‪ :‬تكوين من الصورة والصوت‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫والنصوص والرسوم وكلها تتضافر لتعطي القدرات الفعالة للوسائط المتعددة‬ ‫كما يوضح فوجان)‪ :(T.Vaughan -1994‬أن الوسائط المتعددة هي أي تكوين من‬ ‫‪‬‬ ‫النصوص والرسوم الفنية والصوت والرسوم المتحركة والفيديو عن طريق الكومبيوتر أو أية‬ ‫وسيلة إلكترونية أخرى‬ ‫‪ ‬تعريف سميدنجهوف )‪ (T.J.Smedinghoff -1994‬بأنها‪ :‬تعني إدخال النصوص‬ ‫والصوت والصور بداخل برنامج متكامل يتعامل معه المستخدم بشكل تفاعلي عن طريق‬ ‫الكومبيوتر أو شاشة التلفزيون‪ ،‬ويستطيع المستخدم عندئذ أن يتجول داخل محتوى البرنامج‬ ‫بالضغط على مفتاح أو النقر بأحد أزرار الفأرة أو لمس الشاشة‪.‬‬ ‫‪6‬‬  ‫عرف ‪ Gal breath -1994‬الوسائط المتعددة بأنها برامج تمزج بين الكتابات والصور‬ ‫وي ّ‬ ‫‪ُ ‬‬ ‫الثابتة والمتحركة والتسجيالت الصوتية والرسومات الخطية لعرض الرسالة‪ ،‬وهي التي‬ ‫يستطيع المستخدم أن يتفاعل معها مستعيناً بالكمبيوتر‪.‬‬ ‫‪ ‬ويرى (عبد الحليم فتح الباب ‪ )1995 -‬أن الوسائط المتعددة تعني التكامل بين وسيلتين أو‬ ‫أكثر من وسائل االتصال والتعليم مثل‪ :‬استخدام النص المكتوب مع الصوت المسموع أو مع‬ ‫الصورة الثابتة أو المتحركة في التعليم أو الدعاية والترفيه‪.‬‬ ‫عرفها(محمد محمد الهادي ‪ )1995 -‬بأنها‪ :‬تكنولوجيا عرض وتخزين واسترجاع وبث‬ ‫‪ ‬بينما ُي ّ‬ ‫عبر عنها في صورة وسائط متعددة تجمع النص والصوت‬ ‫المعلومات المعالجة آلياً‪ ،‬والتي ُي ّ‬ ‫والصورة والشكل الثابت والمتحرك والتي تستخدم قدرات الحاسبات اآللية التفاعلية‪.‬‬ ‫‪ ‬هناك تعريفات أخرى لمفهوم الوسائط المتعددة حيث يرى (إبراهيم الفار ‪ )1441 -‬أن مسمى‬ ‫الوسائط المتعددة يتكون من مقطعين هما‪ ،)Multi Media( :‬المقطع األول كلمة (‪)Multi‬‬ ‫وتعني متعدد‪ ،‬والمقطع الثاني كلمة (‪ )Media‬وتعني وسائط‪ ،‬وأما المفهوم العلمي لمصطلح‬ ‫الوسائط المتعددة فهو يعني‪ :‬استخدام جملة من وسائل االتصال مثل الصوت والصورة أو‬ ‫فيلم فيديو (‪ )Video‬بصورة مندمجة و متكاملة من أجل تحقيق التفاعلية في التدريس‬ ‫والتعليم‪ ،‬أي أنها خليط من عناصر موضوعة في نسق عام‪ ،‬وتتكون من مجموعة من‬ ‫وسائل االتصال المختلفة‪.‬‬ ‫‪ ‬بينما تعرفها نادية حجازي في كتابها الوسائط المتعددة أنها نسيج من النص والجرافيك‬ ‫والصوت والرسوم المتحركة والفيديو وعند إضافة التبادلية إلى المشروع تصبح الوسائط‬ ‫المتعددة التبادلية وعند إضافة طريقة للتجول داخل المشروع يصبح مشروعاً للوسائط‬ ‫المتعددة الفائقة‪.‬‬ ‫ويمكن أن يكون مشروع الوسائط المتعددة غير تبادلي كأن تشاهد فيلماً تعليمياً على‬ ‫التلفزيون‪ ،‬هذا الفيلم هو مشروع غير تبادلي للوسائط المتعددة وفي نفس الوقت هو مشروع‬ ‫خطي‪ ،‬أي إنك تشاهد في تسلسل كل ما يعرض عليك وعندما يكون المشروع على الكمبيوتر‬ ‫ويعطى المستخدم الحق في التدخل في ما يراه ويختار المسار يصبح المشروع تبادلياً وغير‬ ‫خطياً‪.‬‬ ‫‪7‬‬  ‫عبر عن دمج أنظمة مختلفة (كمبيوتر ونصوص‬ ‫ويعرفها عبد الحميد بسيوني‪ :‬بأنها تُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫ومرئيات ساكنة ومتحركة وصوتيات واتصاالت) في نظام واحد يضع في متناول اإلنسان في‬ ‫منزله أو عمله أو في أسفاره مجموعة أدوات وتقنيات تتيح له استعمال إمكانيات متعددة في‬ ‫نظام متكامل ومتسع ومتفاعل يوسع آفاقا الستخدام من بيئة صغيرة محددة إلى بيئة متعددة‬ ‫الخدمات غير مرتبطة بالمكان مستفيدة في ذلك من التطورات الحديثة بأسلوب سهل ونظام‬ ‫عمل ميسر‪.‬‬ ‫‪ ‬ويقول ك ٌل من نائل حرز اهلل وديما الضامن عن الوسائط المتعددة في كتابهماالوسائط‬ ‫المتعددة ‪ 2008 -‬بأن استخدام الوسائط المتعددة ليس بالجديد ولكن الجديد هو االهتمامات‬ ‫التي صبت عليه في اآلونة األخيرة‪.‬وأن نظام الوسائط المتعددة هو كل نظام يحتوي على‬ ‫اثنين أو أكثر من الوسائط مثل الصوت أو الصورة أو النص أو الرسوم المتحركة‪.‬فتطور‬ ‫المجاالت األخرى مثل التعليم أو الصناعة أو التسلية أدى إلى الحاجة إلى نظم الوسائط‬ ‫المتعددة لذلك شرع العلماء والمبرمجين بتطوير هذا العلم ووضع أسس وبرامج وأدوات‬ ‫لتسهيل استخدامه والتعامل معه‪.‬‬ ‫ف الوسائط المتعددة الكثير من الباحثين اآلخرين كل حسب وجهة نظره‪:‬‬ ‫عر َ‬ ‫‪ ‬وقد ّ‬ ‫عرفها‪ :Gibbs‬بأنها المزج بين الصوت والمواد المرئية لتحسين االتصال واثراء العروض‪.‬‬ ‫ُي ّ‬ ‫‪ ‬ويعرفها ‪ Fred T. H ofstetter‬على أنها استخدام الحاسوب الشخصي في تقديم ودمج‬ ‫النص والرسم والصوت ولقطات الفيديو بوصالت وأدوات تجعل المستخدم يبحر ويتفاعل‬ ‫ويبدع ويتواصل‪.‬‬ ‫ومن خالل استعراض جميع التعريفات السابقة لهذا المصطلح يمكن وضع التعريف التالي‪ :‬هي برامج‬ ‫الكومبيوتر التي تتكامل فيها عدة وسائط لالتصال مثل النص والصوت والموسيقى والصور الثابتة‬ ‫والمتحركة والرسوم الثابتة والمتحركة والتي يتعامل معها المستخدم بشكل تفاعلي‪.‬‬ ‫‪8‬‬  ‫مفهوم الوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫يتكون مصطلح الوسائط المتعددة‪ ،‬كما ذكرنا سابقاً‪ ،‬من شقين ‪ multi‬وهي كلمة انكليزية وتعني متعدد‬ ‫أما الشق الثاني فهو الوسائط ‪.media‬‬ ‫معنى مصطلح الوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫قصد به اإلعالم والصحافة وبشكل عام يطلق على كل ما ينطوي على معلومة تُذاع أو تُنشر على‬ ‫ُي ُ‬ ‫الملء كمرحلة أولى ويتناقلها األفراد وتتبادلها األلسنة فتنتشر بصورة أكثر‪ ،‬خاصةً وأن أجهزة الكومبيوتر‬ ‫لم تعد قاصرة على تقديم النصوص أو مجموعة من الرسوم الهندسية البسيطة بل زادت إمكانياتها‬ ‫وتقنياتها‪ ،‬وأصبحت قادرة على تخزين وتصميم وانتاج وعرض ونقل كل من الصور الثابتة والمتحركة‬ ‫والرسوم الثابتة والمتحركة واللقطات الحية ولقطات الفيديو والنصوص واألصوات والموسيقى مما يزيد من‬ ‫قوة العرض وخبرة المتلقي بأقل تكلفة وأقل وقت‪.‬‬ ‫وهذا معناه أن الوسائط المتعددة تعني التعدد من الناحية الشكلية وتعني التكامل بين أكثر من وسيلة‬ ‫كاستخدام نص مكتوب مع الصوت المسموع مع الصورة الثابتة أو المتحركة في توصيل األفكار أو في‬ ‫التعليم أو في الدعاية التجارية أو في التسلية‪.‬‬ ‫وعليه فالوسائط المتعددة هي نسيج من النص والجرافيك والصوت والرسوم المتحركة والـﭭيديو‪ ،‬وعند‬ ‫إضافة التبادلية إلى المشروع تصبح الوسائط المتعددة التبادلية ‪،INTERACTIV MULTIMEDIA‬‬ ‫وعند إضافة طريقة التجول في داخل المشروع يصبح مشروعاً للوسائط المتعددة الفائقة‬ ‫‪ ،HYPERMEDIA‬وعلى الرغم من أن وصف الوسائط المتعددة يبدو بسيطاً إال أن جعلها تعمل بكفاءة‬ ‫ليس بهذه السهولة‪.‬‬ ‫تعد عبارة الوسائط المتعددة ‪ MULTIMEDIA‬من أكثر العبارات جدالً في‬ ‫وبناء على كل ما تقدم‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫تعريفها وايجاد مصطلح لها‪ ،‬فهي تسمى أحياناً الوسائط المتعددة وأحيانا الوسائط الجديدة وأحيانا الوسائط‬ ‫المتكاملة‪.‬‬ ‫‪9‬‬  ‫مفاهيم موسعة للوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫ثمة جدل كبير في تحديد مفهوم الوسائط المتعددة التي هي منتج يقدم خدمة للمستخدمين في شكل قرص‬ ‫مدمج أو قرص مدمج متفاعل بصرف النظر عن تنوع الغرض منه‪ ،‬والذي يمكن أن يكون للتسلية أو‬ ‫االتصال أو الترويح أو التعليم أو لألعمال التجارية‪.‬‬ ‫َّع بعض الباحثين مفهوم الوسائط المتعددة وطوروه إلى الوسائط المتعددة التفاعلية ‪Interactive‬‬ ‫وقد وس َ‬ ‫‪ ،Multimedia IMM‬وعرفه ريفز بأنه يعني قواعد بيانات كومبيوترية تسمح للمتعلم بالتعامل مع‬ ‫المعلومات في عدة صيغ‪ ،‬بما فيها النصوص والرسوم وصور الـﭭيديو والصوت بحيث تصمم هذه البرامج‬ ‫خصيصاً بمجموعة من الوصالت المترابطة من المعلومات والتي تسمح للمستخدمين بالتعامل مع‬ ‫المعلومات بشكل تفاعلي وطبقاً الحتياجاتهم‪.‬‬ ‫سوق الوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫ال يعرف أحد َّ‬ ‫فعلياً حدود سوق الوسائط المتعددة فالجرائد والمجالت لديها أخبار مستمرة عن آخر‬ ‫خيالية لسوق الوسائط المتعددة كل أسبوع‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫اكتشافات خبير الوسائط المتعددة الذي يعلن عن أرقام‬ ‫من المؤكد أن هذا السوق سوق يبلور إلى صناعة وصلت مداخيلها إلى ‪ 656‬مليار دوالر أميركي في‬ ‫عام ‪.2666‬والغريب في هذا األمر هو وجود القليل من الوقائع الفعليَّة التي تبين عدد األشخاص الذين‬ ‫يشترون عتاد وبرامج الوسائط المتعددة‪.‬‬ ‫‪10‬‬  ‫المكونات األساسية للوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫من كل التعريفات والمفاهيم السابقة نستنتج بأن‬ ‫هناك أربع مكونات أساسية للوسائط المتعددة وهي‪:‬‬ ‫المكون األول‪ :‬يتمثل في ضرورة وجود حاسب‬ ‫شخصي لكي يعمل على توحد ما نراه ونسمعه‬ ‫ونتفاعل معه‪.‬‬ ‫المكون الثاني‪ :‬البد من وجود وصالت أو روابط‬ ‫‪ Links‬توصل المعلومات وتتمثل في‪ :‬النصوص‬ ‫والرسوم والصور والصوت ولقطات الفيديو‪.‬‬ ‫المكون الثالث‪ :‬يتمثل في أدوات اإلبحار‬ ‫‪ ،Navigation Tools‬التي تجعل المستخدم‬ ‫يبحر على الشبكة ليصل للمعلومات التي يريدها‪.‬‬ ‫المكون الرابع‪ :‬يتمثل في ضرورة توافر طرق تمكن‬ ‫من جمع ومعالجة وتوصيل المعلومات واألفكار‪.‬‬ ‫واذا لم تتوافر هذه المكونات األربعة مكتملةً فهذا‬ ‫يؤدي إلى عدم وجود وسائط متعددة‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ :‬إذا لم يتوفر (كمبيوتر) يمدك بالتفاعلية‪،‬‬ ‫فأنت لديك وسائل إعالمية مختلفة وليست وسائط‬ ‫متعددة‪ ،‬واذا لم يكن هناك وصالت تمدك‬ ‫بالمعلومات فأنت لديك رفوف كتب وليست وسائط‬ ‫متعددة‪ ،‬واذا لم تتوافر أدوات اإلبحار فليس لديك‬ ‫وسائط متعددة‪ ،‬واذا لم تستطع أن تبدع أو توصل‬ ‫أفكارك الخاصة فإن لديك تلفزيون وليست وسائط‬ ‫متعددة‪.‬‬ ‫‪11‬‬  ‫من خالل جميع التعريفات والمفاهيم اآلنفة الذكر يتضح مدى اتفاقها على أن برامج الوسائط المتعددة‬ ‫تعتمد على مجموعة من العناصر وهي (النصوص المكتوبة‪ ،‬اللغة المنطوقة‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الرسومات‬ ‫الخطية‪ ،‬الصور الثابتة‪ ،‬الصور المتحركة‪ ،‬الرسوم المتحركة‪ ،‬الواقع الوهمي) على أن يتم توظيف ثالثة‬ ‫وسائط منها على األقل من أجل تحقيق أهداف العملية االتصالية أو التعليمية بصورة متكاملة فإذا تم‬ ‫توظيف مجموعة الوسائط ( ثالثة على األقل) في شاشة واحدة يمكن أن نطلق على الشاشة وسائط‬ ‫متعددة وهى تُقَ َدم من خالل جهاز الكمبيوتر أو شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫عوامل صنع وتطور تقنية الوسائط المتعددة‪:‬‬ ‫هناك مجموعة من العوامل التي أسهمت وشاركت في‬ ‫صنع هذه التقنية وانتشارها على نطاق واسع هي‪:‬‬ ‫‪.1‬اتجاه أجهزة الكمبيوتر نحو تصغير الحجم‬ ‫وزيادة السرعة‪ ،‬وتسريع العمليات بفاعلية‬ ‫أكثر في أداء وظائفها وقدرات أكبر في‬ ‫إمكانياتها التخزينية الهائلة‪.‬‬ ‫‪.2‬زيادة جودة تصنيع المعدات واألجهزة ورخص‬ ‫تكلفتها نسبياً واستخدام النظم الرقمية ‪Digital‬‬ ‫بدالً من اإلشارات التناظرية أو التماثلية‬ ‫‪ ،Analog‬وبالتالي يمكن ربط المعدات‬ ‫بالكمبيوترمع جودة أداء وسرعة ودقة في‬ ‫العمل وزهد التكلفة‪.‬‬ ‫‪.3‬دعم التغيير في نمط التعامل مع المعدات والتطلع إلى تسهيل حياة اإلنسان وتحقيق رفاهيته‬ ‫وذلك باستخدام آلة واحدة قادرة على القيام بمهام متعددة وسهلة االستخدام بدالً من التعامل‬ ‫مع مجموعة من اآلالت‪ ،‬ومن ثم جذب وشد المستفيد باستخدام هذه التوليفة التفاعلية من‬ ‫‪12‬‬  ‫التسهيالت والمؤثرات الصوتية واللونية والنصوص والحركة ضمن أجواء العالم االفتراضي‬ ‫وتطبيقاته المتنوعة‪.‬‬ ‫‪.4‬االستفادة من أبحاث الذكاء االصطناعي في مجال اإلنسان اآللي (‪ )Robots‬واإلنجازات‬ ‫التي تحققت في مجاالت تقنية حركة اآلالت المبرمجة‪ ،‬والرؤية في الكمبيوتر‪ ،‬والتعرف على‬ ‫الحروف وأبحاث الكالم‪.‬‬ ‫‪.5‬التجارة وحروب السيطرة االقتصادية وحرب التقنية بين الدول الكبرى‪.‬‬ ‫‪.6‬نمو اإلنترنت وتعدد خدماته‪.‬‬ ‫‪13‬‬  ‫الخالصة‬ ‫في نهاية هذه الوحدة التعليمية نستخلص أن‪:‬‬ ‫مرت الوسائط المتعددة بعدة مراحل من التطور التاريخي _وال زالت تتطور_ حتى وصلت الى ما هي‬ ‫عليه اليوم‪ ،‬والتطور التكنولوجي ساهم في ذلك‪.‬‬ ‫ويعني مفهوم الرقمنة إمكانية تحويل جميع أنواع المعلومات إلى مقابل رقمي‪.‬‬ ‫وللوسائط المتعددة مفهوم واسع وتعريفات عديدة تم عرضها من جوانب وزورايا مختلفة‪.‬‬ ‫ويوجد مكونات أساسية للوسائط المتعددة مثل كومبيوتر ووصالت وغيرها‪ ،‬وقد لعبت العديد من العوامل‬ ‫دو ار في صنع الوسائط المتعددة وتطورها‪.‬‬ ‫‪14‬‬