‫تكنولوجيا التعليم لذوي االحتياجات الخاصة PDF‬

Document Details

TenderSard172

Uploaded by TenderSard172

كلية التربية النوعية

2021

محمد وحيد محمد سليمان

Tags

special needs education assistive technology educational technology digital divide

Summary

This document discusses educational technology for individuals with special needs. It explores the historical and societal perspectives on supporting these students, and examines the digital divide and how it affects these students. The author emphasizes the importance of considering the various needs of students with special needs in educational design.

Full Transcript

‫تكنولوجيا التعليم لذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة‬ ‫املستوى الثاني‬ ‫د‪.‬حممد وحيد حممد سليمان‬ ‫قسم تكنولوجيا التعليم‬ ‫‪2022-2021‬‬ ‫تكنولوجيا التعليم املساندة لذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة‬ ‫إعداد‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حممد وحيد حممد سليمان‬ ‫أستاذ ت...

‫تكنولوجيا التعليم لذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة‬ ‫املستوى الثاني‬ ‫د‪.‬حممد وحيد حممد سليمان‬ ‫قسم تكنولوجيا التعليم‬ ‫‪2022-2021‬‬ ‫تكنولوجيا التعليم املساندة لذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة‬ ‫إعداد‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حممد وحيد حممد سليمان‬ ‫أستاذ تكنولوجيا التعليم املساعد‬ ‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫ذوو االحتياجات الخاصة وحق التعليم‬ ‫مقدمة‬ ‫بالنسبة لبعض أفراد المجتمع تحول بعض المشكالت الصحية دون قدرتهم على‬ ‫القيام بشؤون حياتهم اليومية بشكل طبيعي وهو ما يستدعي اعتمادهم على أشخاص‬ ‫آخرين للقيام بتلك األشياء أو استخدام بعض األدوات أو األجهزة التي تساعدهم في‬ ‫ذلك فبالنسبة لبعض ذوي اإلعاقات أو كبار السن‪ ،‬تعتبر عملية ارتداء المالبس‬ ‫اليومية أم ار في غاية الصعوبة وهو ما يستدعي اعتمادهم على اآلخرين للقيام بذلك‪.‬‬ ‫كما أن البعض اآلخر يحتاج إلى استخدام لغة اإلشارة أو المضخمات للتعامل مع‬ ‫البيئة والمجتمع المحيط به‪.‬بينما يحتاج آخرون إلى أدوات معدلة الستخدام أدواتهم‬ ‫وأجهزتهم اليومية‪.‬أما آخرون فيحتاجون إلى كرسي متحرك للتنقل‪.‬‬ ‫في مجال التعليم‪ ،‬قد يحتاج الطلبة من ذوي االحتياجات الخاصة إلى أدوات‬ ‫وأجهزة وخدمات مساندة للقيام بما يقوم به الطلبة اآلخرون ممن ال يعانون مثل تلك‬ ‫اإلعاقات‪.‬فتلك األجهزة والخدمات تعينهم على التعلم واكتساب المهارة والمعرفة مثل‬ ‫البرمجيات التعليمية الخاصة باإلعاقات المختلفة واستخدام لوحة مفاتيح معدلة‬ ‫للحاسوب أو فأرة خاصة بذوي اإلعاقات الجسدية‪.‬‬ ‫تطور النظرة لذوي االحتياجات الخاصة في المجتمع‬ ‫ينص ميثاق منظمة اليونسكو على أن جميع األطفال لديهم الحق في الحصول‬ ‫على التعليم بالمساواة م ع أقرانهم بغض النظر عن حالتهم الجسدية أو العقلية أو‬ ‫العاطفية أو االجتماعية أو اللغوية أو أي ظرف آخر‪.‬غير أن المجتمعات تتعامل‬ ‫مع األشخاص من ذوي اإلعاقة بطرق مختلفة‪.‬فمن اإلنكار والتجاهل والنظر بدونية‬ ‫إلى الدمج واالعتراف بحقوق هذه الفئة من المجتمع‪.‬وتتغير هذه النظرة وتتشكل كلما‬ ‫زادت ثقافة المجتمع‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫فالمجتمعات الغربية اآلن لديها قوانين متقدمة للتعامل مع هذه الفئة وآليات‬ ‫وسياسات لدمجها في المجتمع‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تعتبر ألمانيا من الدول المتقدمة‬ ‫التي تعترف بحقوق ذوي االحتياجات الخاصة وتقدم لهم الخدمات والتسهيالت لکی‬ ‫العمل في المجتمع وفي كافة المجاالت مثل التعليم والصحة والتنقل وغيرها‪.‬إال أن‬ ‫هذه القوانين لم تأت إال بعد تجربة مريرة من اإلنكار والعزل والنظر بدونية إلى هذه‬ ‫الفئة‪.‬فخالل الحرب العالمية األولى وما تبعها من سنوات‪ ،‬توفي سبعون ألفا في‬ ‫مستشفيات الطب النفسي جوعا وهؤالء كانوا عادة ما يرسلون بعيدا عن عائالتهم‬ ‫نتيجة لإلحساس بالخجل من إعاقاتهم ‪.‬فعدد من اإلعاقات بقيت لفترات طويلة‬ ‫قصصا غير محكية وبقي أصحابها غير مرئيين في المجتمع مثل من كانوا يعانون‬ ‫من صعوبات تعلم وبما أن غالبية المعاقين كانوا من الطبقة الفقيرة في المجتمع أو‬ ‫من العمال الذين تعرضوا إلصابات سببت لهم إعاقات فإن الحكومات أيضا لم تكن‬ ‫مهتمة بهذه الفئة من المجتمع وكانت الكنيسة تقوم بتقديم المعونات لهذه الفئة‪.‬إال أن‬ ‫الحرب العالمية األولى غيرت تركيبة هذه الشريحة حيث أن الحرب تسببت في‬ ‫إعاقات بدرجات متباينة ل ‪ 7‬مليون شخص وهؤالء كانوا من كافة طبقات المجتمع‬ ‫مما أدى إلى زيادة الضغوط على الحكومات من أجل العناية بهذه الفئة وإعطائها‬ ‫شيئا من حقوقها‪.‬‬ ‫قامت العديد من الدول وخاصة المتقدمة بسن قوانين خاصة بها تهدف إلى دمج‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة في المجتمع بغض النظر عن إعاقاتهم‪.‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬قام مجلس النواب البريطاني عام ‪ 1995‬بسن قانون خاص يجرم التمييز بين‬ ‫األشخاص على أساس إعاقاتهم في مجاالت التوظيف والخدمات والتعليم‬ ‫والمواصالت فمن الحقوق المدنية لكل شخص أن يحصل على مثل هذه الخدمات‬ ‫بدون تمييز‪.‬وفي عام ‪ 2001‬تم أعتماد قانون خاص باإلعاقات تحت مسمى قانون‬ ‫التعليم الخاص والذي يشترط على المؤسسات التعليمية جميعها أن تكون مهياة‬ ‫الستقبال أشخاص من ذوي الحاجات الخاصة‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وفي الواليات المتحدة األمريكية تم وضع قانون التأهيل عام ‪ 1973‬والذي أكد‬ ‫علي حق المعاقين من الخدمات اإللكترونية وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام‪.‬غير‬ ‫أنه تم تعديل القانون في عام ‪ 1998‬حيث وجد أن القانون األصلي کان تنقصه آلية‬ ‫للتطبيق‪.‬وقد نص التعديل على ضرورة تطوير معايير خاصة لتطوير وإنتاج‬ ‫البرمجيات واألجهزة والمواقع اإللكترونية وغيرها في مجال تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال تم تطوير مشروع خاص يمكن األشخاص من ذوي اإلعاقات‪،‬‬ ‫وبخاصة الكفيفين‪ ،‬من استخدام المواقع اإللكترونية على اإلنترنت‪.‬كما نص تعديل‬ ‫القانون على أنه يجب على الجهات المختلفة أن توفر وصوال للمعلومات بما يساوي‬ ‫ذوي اإلعاقات بغيرهم‬ ‫عندما يتفهم المجتمع اإلعاقات ويعمل على استيعابها ومساعدة ذويها على‬ ‫ت خطيها والتعايش معها فإننا نجد الكثير من العناية بالتفاصيل التي من شأنها أن‬ ‫تساعد ذوي اإلعاقات المختلفة على العيش ما أمكن حياة طبيعية‪.‬فالتنقل بالنسبة‬ ‫لذوي اإلعاقة الجسدية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ال يكون معاناة أو غاية من الصعب‬ ‫تحقيقها فعندها يتم األخذ بعين االعتبار عند تصميم الشوارع والمباني واألرصفة‬ ‫ووسائل النقل بما يسهل من تنقل هذه الفئة‪.‬فباصات النقل العام تكون مجهزة وكذلك‬ ‫سيارات األجرة والقطارات والوصول إلى أماكن التنزه وغيرها‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬فعندما يدرك المصممون للمرافق العامة والخاصة أن هناك فئة من ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة التي تحتاج إلى عناية ورعاية فإن ذلك يحتم عليهم أخذ هذه‬ ‫الفئات بعين االعتبار من خالل تبني مايسمى بالتصميم الشمولي ‪Universal‬‬ ‫‪ Design‬والذي يلبون من خالله حاجات الفئات الخاصة وليس التركيز فقط على‬ ‫فئة األشخاص السليمين‪.‬‬ ‫ذوو االحتياجات الخاصة والفجوة الرقمية‬ ‫لقد واكب ظهور اإلنترنت في تسعينيات القرن العشرين الحديث بكثرة عن ما‬ ‫اصبح يسمى بالفجوة الرقمية (‪ )Digital Divide‬والتي كانت في البداية تشير إلى‬ ‫التباين بين الشعوب والدول المتقدمة والنامية في امتالك التكنولوجيا‪.‬فكان المصطلح‬ ‫يشير إلى االختالف بين أولئك الذين يمتلكون التكنولوجيا واالستفادة مما يمكن أن‬ ‫تقدمه وبين أولئك الذين ال يمتلكونها وبالتالي ال يستفيدن مما يمكن أن تقدمه‪.‬لذا‪،‬‬ ‫من الواضح أن التركيز كان في بداية األمر على امتالك التكنولوجيا (الحاسوب‬ ‫واإلنترنت) على اعتبار أن امتالكها يتبعه بالضرورة إمكانية االستفادة من الكم الهائل‬ ‫من المعلومات والخدمات التي توفرها هذه التكنولوجيا‪.‬إال أن تزايد امتالك‬ ‫األشخاص والمجتمعات للتكنولوجيا مع مرور الوقت أثبت أن امتالك التكنولوجيا ال‬ ‫ينعكس بالضرورة على االستفادة منها وتوظيفها بالقدر الكافي‪.‬فمع مرور الوقت‬ ‫أصبح هناك حديث عن عدة أشكال للفجوة الرقمية وهو ما أثبت أن معالجة هذه‬ ‫الفجوة ومحاولة جسرها في الواقع أصعب مما كان متوقعا وال يتم بمجرد توفير‬ ‫التكنولوجيا لألشخاص والمجتمعات والدول‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫كما لوحظ أن هناك تبايناً في امتالك التكنولوجيا ضمن الدولة الواحدة وذلك إذا‬ ‫أخذنا بعين االعتبار الحالة االجتماعية والمواقع الجغرافية لألشخاص أو المجتمعات‪.‬‬ ‫فقد يعد الوصول إلى اإلنترنت متاحا لألشخاص الذين يقطنون المدينة وبسرعة أعلى‬ ‫وبتكلفة أقل مقارنة مع أقرانهم في القرى أو حتى في المناطق األقل حظا داخل‬ ‫المدينة نفسها‪.‬‬ ‫ثم تبين‪ ،‬بعد انتشار التكنولوجيا‪ ،‬أن الفجوة الرقمية هي أعمق وأعقد مماظن‬ ‫كثيرون في البداية‪.‬فالحصول على التكنولوجيا ال يشكل‪ ،‬على أهميته‪ ،‬إال جزءا من‬ ‫المشكلة‪.‬فالفجوة في الواقع لها العديد من المستويات ومما يجعل التعامل معها أكثر‬ ‫صعوبة أنها ليست ثابتة بل متحركة بمعنى أنه وبعد معالجة أحد مظاهرها قد يبرز‬ ‫مظهر آخر ربما يكون أكثر تعقيدا‪.‬ومما يعمق الفجوة البنية التحتية والسياسات‬ ‫الحكومية والنظم التعليمية والظروف االجتماعية‪.‬‬ ‫ومن أشكال الفجوة الرقمية داخل المجتمع الواحد‪ :‬الفجوة التي تعود للجنس‬ ‫حيث إن هناك فجوة‪ ،‬والتي تظهر بشكل أكبر في بعض المجتمعات المحافظة‪ ،‬بين‬ ‫و استخدام الذكور واإلناث للتكنولوجيا‪.‬وكذلك الفجوة بين صغار السن وكبار‬ ‫السن‪.‬كما أن اإلعاقات المختلفة لدى األفراد تشكل عامال مهما في إيجاد شكل آخر‬ ‫من‬ ‫الفجوة الرقمية بينهم وبين األشخاص السليمين‪.‬ففي مجال تعليم ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬تظهر الفجوة الرقمية على أكثر من مستوى‬ ‫اإلنفاق على التكنولوجيا لذوي الحاجات الخاصة في المجتمع‪.‬فكثي ار‬ ‫‪.1‬‬ ‫ما يكون هنالك تناقض واضح ما بين السياسات المعلنة تجاه دعم ذوي الحاجات‬ ‫الخاصة والمؤسسات التي تستقبلهم من جهة والدعم المادي الفعلي من الجهات‬ ‫الرسمية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫الدعم للتكنولوجيا المساندة لذوي اإلحتياجات الخاصة بما في ذلك‬ ‫‪.2‬‬ ‫زيادة ثقافة المجتمع‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫توافر األجهزة واألدوات والبرمجيات (‪ )Software‬و(‪)Hardware‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫لذوي اإلحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬من الممكن أن تكون الفجوة الرقمية ناتجة عن التباين في الحالة الجسدية‬ ‫أو الذهنية مما يضع شخصا ما على إحدى حافتي الفجوة بناء على إعاقته مما يؤدي‬ ‫إلى استبعاد شريحة من المجتمع وعزلها وعدم توفير فرصة لها لالستفادة من‬ ‫والمشا ركة في ما تقدمه ثورة المعلوماتية‪.‬ومن أجل تقليص الفجوة بين األشخاص‬ ‫من ذوي اإلحتياجات الخاصة واستخدامات التكنولوجيا قامت العديد من الحكومات‬ ‫بسن قوانين تصب في هذه الغاية‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قامت الحكومات األمريكية‬ ‫المتعاقبة باستصدار عدد من القوانين الخاصة بذوي اإلحتياجات الخاصة مثل قانون‬ ‫تعليم األشخاص من ذوي اإلعاقات ( ‪Individuals with Disabilities‬‬ ‫‪ )Education Act‬وقانون األمريكيون من ذوي اإلعاقات ( ‪Americans with‬‬ ‫‪.)Disabilities Act‬وغيرها من القوانين التي تسعى في مجملها إلى دمج هذه الفئة‬ ‫من خالل تمكينها من االستفادة من الثورة المعلوماتية‪.‬‬ ‫وبالرغم من الجهود الحثيثة من أجل تمكين الطلبة من ذوي اإلحتياجات‬ ‫الخاصة رقمية إال أن المشكلة تبدو أعقد من أن تحل ببساطة ويرجع ذلك إلى‬ ‫عاملين أساسيين هما قلة المعرفة بالتكنولوجيا المناسبة لكل إعاقة وقلة الدعم المادي‬ ‫فالمعلمون الذين يتعاملون مع هذه الفئة ينقصهم في كثيرمن األحيان التدريب المالئم‬ ‫الذي يمكنهم من استيعاب هذه الفئة من الطلبة الذين يحتاجون إلى تكنولوجيا‬ ‫مساعدة (‪ )Assistive Technology‬من أجل التعلم‪.‬وهذا مما قد يؤدي بالنهاية‬ ‫إلى العزوف عن استخدام التكنولوجيا المتوفرة أو حتى استخدامها بطريقة غير سليمة‬ ‫أو غير ما هو مخطط له‪.‬يضاف إلى ذلك التردد واإلحجام لدى مؤسسات التعليم‬ ‫عن تمويل وشراء األجهزة والتقنيات التي تمكن هذه الفئة من التعلم‪.‬‬ ‫ذوو االحتياجات الخاصة في عيون اآلخرين‬ ‫‪7‬‬ ‫إن مسألة تصنيف ذوي االحتياجات الخاصة قضية تم تناولها على مدى الزمن‬ ‫وهي متغيرة وتخضع العتبارات كثيرة‪.‬فكان من الطبيعي أن تظهر العديد من‬ ‫النماذج واألطر التي حاولت تفسير اختالف ذوي االحتياجات الخاصة وحاالتهم التي‬ ‫تؤدي إلى جعلهم مختلفين حسب تبعا للمعيار العادي‬ ‫وحسب طريقة النظر إلى اإلعاقات وذوي االحتياجات الخاصة فإن أهم‬ ‫نموذجين يفسران اإلحتياجات الخاصة هما‪:‬‬ ‫‪.1‬النموذج الطبي‪.‬‬ ‫‪.2‬النموذج االجتماعي‪.‬‬ ‫وفيما يلي استعراض لهذين النموذجين‪.‬‬ ‫‪.1‬النموذج الطبي‬ ‫يعد النموذج الطبي األكثر شيوعا وهو الذي يهتم بتأهيل ذوي اإلحتياجات‬ ‫الخاصة جسديا ونفسيا‪.‬ويستند هذا النموذج إلى التصنيفات العالمية لإلعاقة‪:‬‬ ‫الضعف والعجز واإلعاقة (‪.)Impairment , disability , and Handicap‬‬ ‫حسب منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الضعف أو االعتالل (‪ )Impairment‬هو أي فقدان‬ ‫لعضو أو عدم القدرة على أداء وظيفة جسدية أو عقلية أو نفسية‪.‬كما أن العجز‬ ‫(‪ )Disability‬يكون نتيجة لوجود ضعف او اعتالل ما وهو ما يمنع الشخص من‬ ‫القيام بنشاط يعد طبيعيا بمقياس الناس العاديين‪.‬وعليه‪ ،‬تكون اإلعاقة‬ ‫(‪ )Handicap‬هي نتيجة للعجز وعدم قدرة الفرد على القيام بدوره الطبيعي في‬ ‫المجتمع أو في محيطه‪.‬‬ ‫ك ما أن النموذج الطبي يركز على الفرد وضعفه أو إعاقته کسبب في ضرر ما‬ ‫يستلزم التدخل الطبي لحل المشكلة وإعادة تأهيل المعاق للقيام بشؤونه الحياتية‬ ‫المختلفة ‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.2‬النموذج االجتماعي‬ ‫يركز النموذج االجتماعي على المعيقات االجتماعية والحسية التي تعيق‬ ‫األشخاص من ذوي االحتياجات الخاصة بدال من التركيز على إعاقاتهم الذاتية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يرى النموذج االجتماعي أنه عندما تبرز مشكلة في انخراط الشخص المعاق‬ ‫في المجتمع وتحده عن القيام بنشاطاته اليومية االعتيادية فإن المشكلة حينها تكمن‬ ‫في المجتمع وفي البيئة التي يعيش فيها هذا الشخص وليس في الشخص المعاق‬ ‫نفسه‪.‬تبني هذا النموذج اتحاد المعاقين لمناهضة سياسة العزل ‪Union of the‬‬ ‫‪ Physically Impaired) (Against Segregation‬عام ‪ 1976‬وتم تعديله بعد‬ ‫ذلك من قبل شبكة األشخاص المعاقين الدولية ( '‪Disabled Peoples‬‬ ‫‪ International‬عام ‪.1994‬ويشير هيرش وجونسون ‪ Johnson & Hersh‬إلى‬ ‫أن النموذج االجتماعي يرتكز على فكرتين أساسيتين‪:‬‬ ‫أ‪.‬االعتالل (‪ :)Inpairment‬يشير الضعف إلى تقييد وظيفي يعيق الشخص‬ ‫عن القيام بمهام نتيجة لضعف أو اعتالل جسدي أو حركي أو عقلى‪.‬‬ ‫ب‪.‬العجز (‪ :)Disability‬يشير مفهوم العجز إلى تقليص فرص هذا الشخص‬ ‫للقيام بدور في الحياة العادية ضمن المجتمع نتيجة لوجود معيقات جسدية أو بيئية‬ ‫أو اجتماعية ‪.‬‬ ‫لقد ساهم النموذج االجتماعي في تعديل اتجاهات المجتمع نحو األشخاص من‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة وهو ما ساهم في توفير العديد من الخدمات لهم ودمجهم‬ ‫أكثر في المجتمع وبتأثير واضح من النموذج االجتماعي‪ ،‬قامت منظمة الصحة‬ ‫العالمية بتغيير المفاهيم القديمة الخاصة بذوي اإلعاقة بأخرى أكثر تفهماً لإلعاقة من‬ ‫جهة المجتمع‪.‬فقد استبدلت المنظمة مفاهيم‪ :‬الضعف (‪ )Impairment‬والعجز‬ ‫‪9‬‬ ‫(‪ )Disability‬واإلعاقة (‪ )Handicap‬بمصطلحات العجز والنشاط (‪Activity‬‬ ‫)والمشاركة (‪.)Participation‬ويشير ذلك إلى أن اإلعاقة هي نتيجة للتفاعل بين‬ ‫العوامل الصحية للفرد مع العوامل المحيطة به في المجتمع‪.‬‬ ‫كما أن االعتالل (‪ ،)Impairment‬حسب النموذج االجتماعي‪ ،‬هو شكل من‬ ‫أشكال االختالف بين األفراد‪.‬فبشكل عام‪ ،‬ليس هنالك شخصان متماثالن فالفروق‬ ‫الفردية هي شيء أساسي يميزنا ويفرقنا عن اآلخرين‪.‬فنختلف عن اآلخرين في اللون‬ ‫والطول واالهتمامات والميول والطباع كما قد يختلف شخص عن اآلخرين كونه‬ ‫معاقة حركيا أو ضعيف البصر أو ضعيف السمع أو انه ال يحب مادة الرياضيات‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فالعجز (‪ )Disability‬ينشأ نتيجة للبيئة االجتماعية ومحيط الشخص المعاق‬ ‫عندما يتم تصميمها دون األخذ بعين االعتبار حاجات األشخاص من ذوي اإلعاقات‬ ‫المختلفة‪.‬فشخص لديه إعاقة حركية نتيجة لحادث سير أصابه بالشلل مثال‪ ،‬يبقى‬ ‫بإمكانه التنقل واالستمرار في شؤون حياته المختلفة إذا ما كانت البيئة المحيطة به‬ ‫مراعية للتغير الذي حدث على حالته الصحية‪.‬فإذا ما توفر كرسي متحرك لهذا‬ ‫الشخص وكانت الطرق ووسائل المواصالت مهيئة لكي تستخدمها هذه الفئة فإن‬ ‫حالة الشلل ال تعود عقبة أمام هذا الشخص ليتنقل ويقوم بأعماله‪.‬وهنا ال بد من‬ ‫اإلشارة إلى أن التطور التكنولوجي يساهم في مساعدة األشخاص المعاقين في‬ ‫تخطي إعاقاتهم في المجاالت المختلفة مثل التواصل والتنقل والقيام بشؤون الحياة‬ ‫اليومية والتعلم‪.‬ففي التعلم تقوم التكنولوجي بدور كبير في تمكين األشخاص من‬ ‫ذوي اإلعاقات المختلفة سواء في مجال الحصول على المعلومة أو التواصل مع‬ ‫مصدر المعلومة بطرق مختلفة أو حتى ربط الشخص مع أقطاب العملية التعليمية‬ ‫بطرق شتی تناسب ظروف وإمكانيات كل شخص‪.‬وتسمى التكنولوجيا الى تستخدم‬ ‫في تمكين األشخاص المعاقين بالتكنولوجيا المساندة (‪)Assistive Technology‬‬ ‫والتي تعمل على فتح آفاق للمعاقين‪.‬وعندما نتحدث عن التكنولوجيا المساندة فإن‬ ‫االرتباط يبدو وثيقا مع النموذج االجتماعي ذلك أن الغرض من أي تكنولوجيا مساندة‬ ‫‪10‬‬ ‫هو زيادة الفرص أمام ذوي اإلعاقات المختلفة وكسر الحواجز أمامهم ليتمتعوا بحياة‬ ‫طبيعية ما أمكن‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬التعريف القانوني العيادي (اإلكلينيکی) للكفيف هو قياس‬ ‫لدى أهلية الشخص للحصول على حقوق مثل الضمان االجتماعي أو غيره‪ ،‬فهو‬ ‫غير معني بالكيفية التي من الممكن أن يتعلم بها الكفيف أو الطريقة التي يختبر بها‬ ‫العالم من حوله وهو مثال على النموذج الطبي في التعامل مع ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة‪.‬في حين أن الطريقة التي يتعلم بها الشخص ويختبر العالم من حوله هي‬ ‫في صلب تعريف الشخص الذي يعاني من اإلعاقات البصرية بالنسبة لتعريف قانون‬ ‫التعليم لذوي اإلعاقات (‪)Individuals with Disabilities Education Act‬‬ ‫والذي يعرف اإلعاقات البصرية (بما فيها العمى) على أنها اعتالل في الرؤية والتي‬ ‫تؤثر سلبا في األداء التعليمي للفرد بالرغم من استخدام المعينات‪.‬ويشمل التعريف‬ ‫كال من العمی وفقد البصر الجزئي‬ ‫خالصة‬ ‫لقد ساهم التطور التكنولوجي في تمكين األشخاص المعاقين وفي توفير العديد‬ ‫من الفرص التي كانوا يحلمون بها وبخاصة في مجال التعلم‪.‬وقد ساهم ذلك في‬ ‫تغيير النظرة لألشخاص المعاقين وينتقل بالمجتمع في نظرته إلى هذه الفئة من‬ ‫النظرة السلبية‪.‬إلى اإليجابية وعدم التركيز فقط على اإلعاقة وإنما على المجاالت‬ ‫التي من الممكن أن تفتح لهذه الفئات‬ ‫والفصل التالي يتناول فكرة التكنولوجيا المساندة في ضوء مفهوم تكنولوجيا‬ ‫التعليم من أجل ربط العالقة بين المفهومين من أجل الوصول إلى تكنولوجيا مساندة‬ ‫في ضوء الفهم الدقيق لتكنولوجيا التعليم من أجل الوصول إلى تعليم أكثر فعالية لهذه‬ ‫الفئة‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفصل الثانى‬ ‫اإلتصال وذوو اإلحتياجات الخاصة‬ ‫مقدمة‬ ‫يبدو أن االتصال حاجة إنسانية‪.‬فاإلنسان بطبيعته يلجأ إلى التواصل مع‬ ‫االخرين ويحتاج إلى ذلك من أجل التطور وتبادل الخبرات وغيرها من القضايا‬ ‫اإلنسانية‪.‬وهذا الجانب اإلنساني قديم قدم التواجد اإلنساني على األرض‪.‬وقد‬ ‫تعددت أشكال االتصال التي يلجأ إليها اإلنسان ليتفاعل مع محيطه وحتى مع ذاته‪.‬‬ ‫فقد تطورت هذه األشكال من البدائي إلى المتقدم إال أنها وإن تعددت أشكالها تهدف‬ ‫باألساس إلى فتح قنوات للتواصل بين اإلنسان ومحيطه‪.‬‬ ‫ففي العصور البدائية كان اإلنسان يلجأ إلى الرسوم واألشكال واإلشارات‬ ‫للتواصل مع اآلخرين‪.‬فالرسوم البدائية على جدران الكهوف والمسالت شواهد على‬ ‫أشكال االتصال البدائي‪.‬كما أنه كان يلجأ إلى إشارات للتعبير عن ذاته أو لنقل‬ ‫رسالة معينه‪.‬فالنار والدخان كانت من األساليب التي لجأ إليها اإلنسان للتعبير‬ ‫والتحذير من مخاطر معينة ونقل هذا التحذير إلى األشخاص المعنيين‪.‬كما أن‬ ‫العديد من الشعوب لجأت إلى حركات جسدية معينة لتروي قصصها‪.‬فرقصة التنين‬ ‫مثال هي من أشكال التعبير واالتصال التقليدية المعروفة لدى شعوب الصين والتي‬ ‫من خاللها تروی القصص التي يتغلب فيها الخير على الشر‪.‬وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للشعوب البدائية في استراليا الذين يقومون برقصات يحاكون فيها حركات الحيوانات‬ ‫مثل الكنغر والنعامة‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫وهذه وغيرها الكثير هي عبارة عن أشكال يلجأ فيها اإلنسان للتواصل وللتعبير‬ ‫عن الذات‪.‬ويبدو أن لجوء اإلنسان إلى التواصل ال يقتصر فقط على اآلخرين من‬ ‫أبناء جنسه‪.‬فاإلنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي يتوقع من اآلخرين الشعور معه‬ ‫واالستماع إلى معاناته وهذه قد تكون أشهر الطرق للتخفيف عن الذات في حاالت‬ ‫الحزن والبؤس‪.‬فهذا أنطون تشيخوف (‪ )Anton Tcheckhov‬يصور هذه الحاجة‬ ‫اإلنسانية في قصته الرائعة الشقاء (‪ )Misery‬ذلك الرجل الذي اضطر ألن يعمل‬ ‫بعد أقل من أسبوع على وفاة ابنه لنقل الركاب في العربة التي يجرها الحصان‪.‬وقد‬ ‫أراد هذا الرجل العجوز أن يحدث الركاب بقصته ليخفف عن نفسه ولكي يحصل‬ ‫على بعض التعاطف منهم إال أنهم كانوا غير مهتمين باالستماع إليه النشغالهم‬ ‫بموعد الوصول إلى وجهاتهم متجاهلين حاجته للحديث‪.‬وعندها لجأ الرجل العجوز‬ ‫إلى حصانه ليفضفض عن نفسه فصار يحدثه بقصة وفاة ابنه‪.‬‬ ‫وتتأثر أشكال االتصال وأدواته بالعوامل والتطورات المجتمعية األخرى وبخاصه‬ ‫في المجال التكنولوجي‪.‬فمن الواضح للجميع أن أدوات التواصل وأشكاله في‬ ‫السنوات القليلة الماضية شهدت طفرات ونقالت نوعية نتيجة التطور المتسارع في‬ ‫قطاع التكنولوجيا‪.‬فخالل العقد األخير أعادت التكنولوجيا صياغة أشكال االتصال‬ ‫ليظهر التواصل عن طريق الرسائل القصيرة والمحادثة الصوتية والفيديو من خالل‬ ‫االنترنت وكذلك الواتساب )‪ (WhatsUp‬وغيرها‪.‬وقد ساهمت التكنولوجيا في سهولة‬ ‫التواصل متجاوزة بذلك حاجز الزمان‪.‬فمفهوم العالم كقرية صغيرة ‪(Global‬‬ ‫)‪ Vilage‬أصبح واقعا نعيشه من خالل سهولة االتصال والبقاء على تواصل مع‬ ‫اآلخرين بغض النظر عن بعدهم المكاني‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫وتندرج هذه الحقيقة على األشخاص من ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬فقد فتحت‬ ‫التكنولوجيا بأشكالها المتعددة أفاقا واسعة لألشخاص من ذوي اإلعاقات المختلفة لكي‬ ‫يتواصلوا مع محيطهم بالطرق التي تناسب احتياجاتهم‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعتبر‬ ‫اآليباد )‪ (iPAD‬من األدوات التي من الممكن أن يستخدمها التوحديون ليتواصلوا مع‬ ‫اآلخرين من خالل برمجيات خاصة تساعدهم على ذلك وكذلك الحال بالنسبة لذوي‬ ‫اإلعاقات الجسدية والبصرية والسمعية‪.‬‬ ‫ويعرف عبود االتصال على أنه النشاط اإلنساني الذي ينتج عنه تبادل األفكار‬ ‫واألحاسيس والخبرات واالتجاهات والمعلومات والمهارات بين طرفين أو أكثر‪ ،‬بقصد‬ ‫تحقيق التفاهم والتفاعل بين أطراف العملية االتصالية‪ ،‬وصوالً إلى تحقيق ما رسم‬ ‫لهذا النشاط من أهداف‪( ".‬ص ‪ )31‬كما عرفه الطوبجي (‪ )2001‬بأنه العملية أو‬ ‫الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص إلى آخر حتى تصبح مشاعا‬ ‫بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر‪.‬‬ ‫فمن الواضح أن االتصال هو عملية يتم من خاللها تبادل المعلومات بين‬ ‫األشخاص بهدف تحقيق أهداف معينة من هذه العملية‪.‬حتى عندما يلجأ اإلنسان‬ ‫‪14‬‬ ‫إلى الحديث إلى نفسه‪ ،‬كما يشير مصطفى ناصف (ناصف‪ ،)1995 ،‬فإنه يفترض‬ ‫تجربة سابقة من االتصال باآلخرين‬ ‫عناصر االتصال‬ ‫لكي تتم عملية االتصال ال بد من توافر عناصرها الضرورية وإال فسيكون هناك‬ ‫خلل ما‪.‬فتشتمل عناصر االتصال الرئيسية على المرسل والمستقبل والرسالة وينبغي‬ ‫أن تركز عملية االتصال في العملية التعليمية على الدور اإليجابي للمتعلم ليقوم‬ ‫بدور فعال في المشاركة وتقديم التغذية الراجعة عن تعلمه ونجاح عملية االتصال‪.‬‬ ‫ذلك أن عملية االتصال الناجحة ال تكون إال من خالل قيام المتعلم بذلك الدور بأن‬ ‫يسمح له بأن يكون المرسل أحيانا والمستقبل أحيانا أخرى‪.‬فال يقتصر دور المتعلم‬ ‫على استقبال الرسالة من المرسل (المعلم)‪.‬وإنما ينبغي أن نوفر للمتعلم قنوات‬ ‫يستطيع من خاللها أن يكون مرسالً أيضا‪.‬وهنا يكون التفريق بين نوعين من‬ ‫االتصال في العملية التعليمية‪:‬‬ ‫‪.1‬األول ويكون همه إرسال الرسالة دون النظر إلى تبعات ذلك أو متابعة‬ ‫وصولها‪.‬‬ ‫‪.2‬الثاني يكون مهتماً باكتمال عملية االتصال من خالل وصول الرسالة إلى‬ ‫المتعلم والتقاطها واستيعابها‪.‬‬ ‫وكما هو واضح فإن تطبيق كل من هذين النوعين يكون له آثار جوهرية على‬ ‫العملية التعليمية‪.‬ففي النوع األول يكون هم المعلم أن يلقي بالرسالة عن كاهله دون‬ ‫‪15‬‬ ‫أن يتابع وصول الرسالة من عدمه إلى الطلبة كما أنه ال يقوم بمحاولة معرفة ما إذا‬ ‫كان الطلبة قادرين على معالجة المعلومات المقدمة وما إذا كانت الطريقة والوسائل‬ ‫مناسبة أم ال‪.‬في حين أن النوع الثاني يركز على المستقبل للرسالة ويبذل جهدا‬ ‫خاصا لمعرفة ما إذا كان المتعلم يلتقط الرسالة وإن كان ما هو مستخدم من طرق‬ ‫تدريس ووسائل تعليمة قادر على مساعدة الطلبة على استيعاب المعلومات ومعالجتها‬ ‫وربطها بالنماذج الذهنية التي لديهم أصال‪.‬‬ ‫كما أن تبني نوع دون اآلخر يؤثر على تصميم التعليم وتصميم المادة التعليمي‬ ‫والمحتوى التعليمي‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في التعلم اإللكتروني يتم بذل جهد وتصمم‬ ‫المادة بحيث يتم متابعة اكتساب المتعلم لها وليس مجرد عرضها‪.‬فيتم تضمين‬ ‫اختبار بنائية في المادة اإللكترونية اللتقاط إشارات بين الحين واآلخر حول تعلم‬ ‫الطالب والقيام بما هو مناسب تبعا لذلك‪.‬‬ ‫نماذج االتصال‬ ‫هناك العديد من النماذج التي حاولت رسم عملية االتصال‪.‬ولربما كان أرسطو‬ ‫هو أول من تحدث عن االتصال عندما حدد ثالثة عناصر لالتصال‪ :‬الخطيب‬ ‫(المرسل) والخطبة (الرسالة) والمستمع (المرسل إليه)‪.‬ثم تطور الفهم لالتصال‬ ‫‪16‬‬ ‫ليشمل عناصر االتصال األخرى بما يساعد بشكل أكبر على فهم ماهية االتصال‪.‬‬ ‫ومن نماذج االتصال المعروفة‪:‬‬ ‫‪ -1‬نموذج هارولد الزويل والذي حدد عناصر لالتصال بما يلي‪ :‬المرسل‬ ‫والرسالة والواسطة المستخدمة والجمهور والغرض من االتصال‪.‬‬ ‫‪ -2‬نموذج ديفيد بارلو والذي يضيف إلى عناصر االتصال (المرسل والمستقبل‬ ‫والرسالة) المرمز (‪ )Encoder‬أي الطرف الذي يصنع الرموز الناقلة مثل التلفزيون‪،‬‬ ‫وما يقوم بفك الترميز (‪ )Decoder‬سواء أكان األذن أو العين أو جهاز االستقبال‬ ‫(‪..)Receiver‬‬ ‫‪. 3‬نموذج روس والذي يضيف إلى العناصر األربعة السابقة التغذية الراجعة‬ ‫والسياق وهو ما يؤكد على الطبيعة التفاعلية لالتصال‪.‬‬ ‫‪.4‬نموذج شانون‪ ،‬والذي يركز على أن المعلومات تأتي من مصدر االتصال‬ ‫ثم يتم تر ميزها (‪ )Encoded‬إلى لغة معينة ثم تنتقل رموز اللغة عبر قناة‬ ‫(‪ ) Channel‬الهواء مثال‪ ،‬ثم تتم عملية فك الرموز لكي يفهمها المستقبل ويستلم‬ ‫رسالة وهو ما يقوم به الدماغ‪.‬وقد يحدث تشويش على نقل الرسالة والذي من‬ ‫الممكن أن يكون أي شيء بما في ذلك الخط الرديء الذي كتبت به الرسالة‪.‬‬ ‫ذوو االحتياجات الخاصة واالتصال‬ ‫يتواصل اإلنسان العادي مع محيطه بطرق متعددة‪.‬فاللغة المنطوقة والمكتوبة‬ ‫والمسموعة هي من أشهر هذه الطرق التي يعبر اإلنسان من خاللها أو يستقبل‬ ‫الرسائل عن طريقها‪.‬كما يلجأ إلى طرق ووسائل أخرى للتواصل مثل اإلشارات‬ ‫‪17‬‬ ‫والرموز التعبيرات وغيرها‪.‬وبالرغم من أن مثل هذه الطرق في التواصل تبدو طبيعية‬ ‫لدى اإلنسان العادي فإنها تمثل عقبة كبيرة لدى أصحاب اإلعاقات المختلفة‪.‬فاللغة‬ ‫المنطوقة تكون حلما للبعض بينما تكون حاسة السمع معطلة لدى البعض اآلخر‪.‬‬ ‫وقد تكون اإلعاقات المتعلقة باالتصال والتواصل بدرجات فمنها ما هو البسيط‬ ‫ومنها ما هو الشديد أو التام‪.‬فقد يكون الصمم بدرجة كبيرة أو بدرجة معينة يستطيع‬ ‫أن يتعامل معها األصم‪.‬وكذلك الحال بالنسبة لإلعاقات األخرى المتعلقة بقنوات‬ ‫التواصل واالتصال التي يستخدمها الشخص من ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬وقد يلجأ‬ ‫هذا الشخص لطريقة بديلة للتعبير والتواصل لتحل محل الطريقة األصلية‪.‬فاألبكم‬ ‫مثال‪ ،‬يلجأ لإلشارات للتواصل مع اآلخرين وكذلك األصم‪.‬‬ ‫وسيتم الحديث بالتفصيل عن األدوات والطرق المتاحة لألشخاص من ذوي‬ ‫اإلعاقات المختلفة لالتصال والتواصل في الفصول التالية‪.‬‬ ‫العوامل المؤثرة في االتصال‬ ‫و تتم عملية االتصال عند انتقال الرسالة من المرسل واستالمها من قبل‬ ‫المستقبل‪.‬وبالرغم من أن هذه العملية قد تبدو آلية وسهلة إال أنه في الواقع تتدخل‬ ‫الكثير من العوامل لتؤثر فيها ولربما تقطع االتصال ووصول الرسالة أو أن تنحرف‬ ‫العملية برمتها عن مسارها‪.‬وبينما يندرج هذا األمر على عملية االتصال بشكل عام‬ ‫(لدى األشخاص السليمين وذوي اإلعاقات إال أن األمر قد يصبح أكثر تأثي ار لدى‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫يشير الحيلة (‪ )2008‬إلى أن العوامل التي تؤثر في عملية االتصال من‬ ‫الممكن تصنيفها ضمن عوامل فيزيائية وعوامل نفسية‪.‬فبينما تتعلق العوامل الفيزيائية‬ ‫ب البيئة المحيطة تختص العوامل النفسية بالعوامل التي تؤثر في نفسية الطالب‬ ‫وبالتالي على تعلمه‪.‬ومن أشكال العوامل الفيزيائية مناسبة البيئة من ناحية اإلضاءة‬ ‫والح اررة والبرودة وغيرها من العوامل الخارجية‪.‬فقد تكون اإلضاءة رديئة في الغرفة‬ ‫‪18‬‬ ‫الصفية بما يؤثر سلبا على قدرة الطالب وبخاصة من لديه ضعف بصر من التركيز‬ ‫واالستفادة مما هو معروض‪.‬وكذلك قد يكون تأثير اإلضاءة على أجهزة العرض‬ ‫الحديثة مثل اللوح التفاعلي إن لم تتم مراعاة عدم وجود إضاءة تؤثر على وضوح‬ ‫العرض‪.‬‬ ‫من العوامل التي من الممكن أن تؤثر في عملية االتصال بشكل عام وعلى‬ ‫االتصال لدى ذوي االحتياجات الخاصة بشكل خاص‬ ‫‪.1‬عدم اختيار قناة االتصال المناسبة بالنسبة لألشخاص من ذوي اإلعاقات‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫‪.2‬قوة الحاسة المستهدفة لدى ذوي اإلعاقات‪.‬فإن كان هناك ضعف بصر‬ ‫لدى الطالب فإن ذلك يستدعي معرفة درجة الضعف والذي قد يستدعي تغيير مكان‬ ‫الطالب داخل الغرفة الصفية أو استخدام معينات عند تدريس الطالب‪ ،‬وكذلك األمر‬ ‫بالنسبة لمن يعانون من ضعف السمع‪.‬‬ ‫‪.3‬صعوبة المادة التعليمية بالنسبة للمستوى العقلي أو العمري أو عدم امتالك‬ ‫المعلومات السابقة المطلوبة‪.‬‬ ‫‪.4‬تاثير البيئة المحيطة بما يقلل من تركيز الطالب في المادة التعليمية سواء‬ ‫بسبب التشويش الخارجي أو عدم مالءمة البيئة ‪.‬‬ ‫الوسائل التعليمية‬ ‫من أهم العناصر في عملية التدريس هى الوسائل التعلمية المستخدمة‪.‬فقد‬ ‫رافقت الوسائل التعليمية المواقف التعليمية منذ األزل‪.‬فيلجأ اإلنسان بطبيعته إلى‬ ‫أشياء ومعينات تساعده على التعبير عن نفسه وتوصيل ما يريد لآلخرين‪.‬فقد‬ ‫يستعين بما هو متاح لكي يوصل ما يريد بشكل أفضل‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬ال يمكن حصر الوسائل التعليمية لتعددها وتنوعها وتغيرها حسب‬ ‫الموقف والزمن‪.‬إال أنه من الممكن تصنيفها حسب تصنيفات معينة‪.‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬صنف إدجار ديل (‪ )Edgare Dale‬الوسائل التعليمية حسب نوع الخبرة‬ ‫التعليمية التي تقدمها الوسيلة ما أصبح يعرف بمخروط الخبرة ( ‪Cone of‬‬ ‫‪.)Experience‬وحسب المخروط‪( ،‬شکل)‪ ،‬يتم تصنيف الوسيلة التعليمية حسب‬ ‫الخبرات التعليمية التي تقدمها للطالب‬ ‫ومن التصنيفات األخرى للوسائل التعليمية تصنيفها حسب الحواس التى‬ ‫تخاطبها‪.‬ولذلك نجد ان من الوسائل ماهو بصرى وماهو سمعى وماهو سمعى‬ ‫بصرى‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫وبالرغم من انه عند الحديث عن وسائل التعليم يذهب التفكر تلقائياً إلى‬ ‫التقنيات الحديثة مثل الحاسوب‪ ,‬إال أن المصطلح يشمل جميع الوسائل التى توصل‬ ‫رسالة التدريس بما فى ذلك صوت المعلم والكتاب المدرسى والعناصر والمواد‬ ‫الحقيقية‪.‬ويعتبر اختيار الوسائل التعليمية المناسبة من عوامل نجاح العملية‬ ‫التعليمية‪.‬إال أن عملية اختيار الوسيلة ينبغي أن تقودها الظروف العملية التعليمية‬ ‫وحاجاتها بالتحديد وليس كما هي الحال في الكثير من األحيان عندما يتم اختبار‬ ‫الوسيلة ومن ثم التفكير في الطريقة التي من الممكن أن توظف فيها‪.‬فاختيار‬ ‫الوسيلة ينبغي أن يبرز من طبيعة المادة التعليمية وطبيعة المتعلمين والظروف‬ ‫المتوفرة لتطبيقها‪.‬فليس هناك وسيلة معينة تصلح لجميع المواضيع ولكافة أطياف‬ ‫الط لبة ولجميع األماكن‪.‬وعليه‪ ،‬يعتبر اختيار الوسيلة بشكل عشوائي أو غير‬ ‫مدروس فيه تجاهل لطبيعة المتعلمين وخصائصهم باإلضافة إلى تجاهل تفرد كل‬ ‫موقف تعليمي عن غيره‪.‬كما أن كل وسيلة لها طبيعتها وخصائصها التي يجب أن‬ ‫تؤخذ بعين االعتبار عند عملية االختيار لتحديد إذا ما كانت مناسبة أم ال في موقف‬ ‫معين‪.‬ولذلك حددت غريدلر (‪ )Gredler, 2009‬ثالث خطوات الختيار الوسيلة‬ ‫المناسبة‪:‬‬ ‫‪.1‬أخذ طبيعة األهداف التعليمية وخصائص المتعلمين بعين االعتبار‪.‬فما‬ ‫يناسب فئة من الطلبة قد يكون مشتتا لطلبة آخرين‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعتبر‬ ‫استخدام الروابط التشعبية االفتراضية (‪ )Hypertexts‬مناسبا لبعض الطلبة ممن‬ ‫يتصفون باالعتماد على الذات الحتوائه على مسارات متعددة يستطيع الطالب أن‬ ‫يختار فيما بينها‪.‬في حين أن هذا النمط قد يكون مشتتا لطلبة آخرين وقد يضلون‬ ‫طريقهم خالله‪.‬‬ ‫‪.2‬بحث إمكانيات الوسيلة من حيث قدرتها على خدمة الموقف التعليمي‪.‬‬ ‫‪.3‬الناحية العملية من حيث التكلفة واعداد الطلبة والوقت المتاح وكذلك‬ ‫سهولة تطبيقها‬ ‫‪21‬‬ ‫يرتبط اختيار الوسيلة التعليمية أيضا بتصميم التدريس والذي يهتم بتحديد‬ ‫تفصيالت تتعلق بتطوير المواقف والبيئات التي تعمل على تسهيل تعلم الطلبة‪.‬‬ ‫وتصميم التدريس هو ايضا عملية متكاملة تهتم بتحليل حاجات التعلم وأهدافه‬ ‫باإلضافة إلى تطوير أنظمة لالرتقاء بالتعليم‪.‬وفي حقيقته يعتبر تصميم التدريس‬ ‫أشبه ما يكون بهندسة التدريس‪.‬وتنسجم هذه النظرة لتصميم التدريس مع مفهوم‬ ‫تكنولوجيا التعليم‪.‬فتسعى تكنولوجيا التعليم إلى اعتماد العلوم المختلفة ونتائج‬ ‫االَبحاث وكذلك تسخير كل ماهو متاح من أجل تحسين التعلم ورفع فاعليته‪.‬وهذا‬ ‫هو محور اهتمام تصميم التدريس‪.‬‬ ‫الوسائل التعليمية ومعايير اختيارها لذوى االحتياجات الخاصة‬ ‫ولكى تؤدى الوسيلة التعليمية دورها فى خدمة تعلم ذوى االحتياجات الخاصة‬ ‫فالبد من أن يستند اختيارها إلى عدة من المعايير التى تضمن ذلك‪.‬ومن هذه‬ ‫المعايير‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن تعبر الوسيلة بشكل واضح عن الرسالة التى تريد توصيلها وأن تكون‬ ‫وثيقة الصلة بالموضوع‪.‬فالوسيلة يجب أن تخدم موضوع الدرس وأن ال يكون‬ ‫اختيارها عشوائياً أو غير مدروس‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن تكون الوسيلة مرتبطة بشكل واضح بأهداف الدرس‪.‬فال تكون الوسيلة‬ ‫مثال للتسلية أو لتعبئة الفراغ وإنما يكون لها ارتباط وثيق باألهداف المحددة مسبقاً‪.‬‬ ‫وهذا من المبادئ التى يستند إليها توظيف الوسيلة كعنصر من عناصر النظام التى‬ ‫تتضافرجميعها من أجل خدمة أهداف التعلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن تكون الوسيلة مالئمة ألعمار الطلبة وخصائصهم‪.‬فقدرات الطلبة‬ ‫العقلية وخبراتهم ومهاراتهم تكون متباينة والبد من أن يأخذ اختيار الوسيلة ذلك بعين‬ ‫االعتبار‪.‬وهذا أمر اساسى فى اختيار الوسائل لذوى االحتياجات الخاصة وبخاصة‬ ‫‪22‬‬ ‫من يعانون من إعاقات عقلية بسيطة أو متوسطة أو شديدة‪.‬فالعمر الزمنى قد ال‬ ‫يكون مؤش اًر دقيقاً على العمر العقلى للطالب‪.‬‬ ‫‪ -4‬توافق الوسيلة مع طريقة التدريس والنشاطات المطلوبة‪.‬فقد تحد اإلعاقة‬ ‫من إمكانيات الطالب وقدرته على االستفادة من الوسيلة إن لم تكن مناسبة إلعاقته‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن تراعى الوسيلة شروط السالمة واألمان‪.‬فقد يكون بعض األشخاص‬ ‫من ذوى اإلعاقات غير قادرين على التحكم التام بحركاتهم وبدقة فإن كانت الوسيلة‬ ‫غير مناسبة لهم فقد تكون خطيرة ومؤذية‪.‬‬ ‫‪ -6‬اإللتزام بالشروط الجمالية والفنية بما يخدم تعلم الطلبة‪.‬فالبد للوسيلة من‬ ‫ان تكون مشوقة وجذابة حتى تجذب انتباه الطلبة‪.‬‬ ‫‪ -7‬أن تناسب الوسيلة البيئة التعليمية‪.‬فإن كانت جها از مثال يحتاج إلى‬ ‫شحن فالبد من توافر أماكن لشحن الكهرباء وإن كانت تحتاج لالنترنت فال بد من‬ ‫تواجد االنترنت في المكان الذي ستطبق فيه ‪.‬‬ ‫‪. 8‬إن كانت الوسيلة غير جاهزة وتحتاج إلى تصميم وإنتاج‪ ،‬فال بد من أن‬ ‫تتناسب تكلفة اإلنتاج مع الفائدة المرجوة من الوسيلة‪.‬‬ ‫و قابلية الوسيلة لالستخدام في مواقف متعددة‪.‬وهذا من المبادئ التي يرتكز‬ ‫عليها إنتاج القطع التعليمية (‪ )Learning Objects‬بحيث تكون قابلة لالستخدام‬ ‫في أكثر من موقف وفي أكثر من مادة إن أمكن ( ‪.) Re- usability‬‬ ‫دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعلم لذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫بناء على خصائص الوسائل التعليمية وقدرتها على إثراء الخبرات التعليمية فإنه‬ ‫يمكن تحديد عدد من الجوانب التي من الممكن أن تلعب فيها دو ار إيجابيا في تحسين‬ ‫تعلم ذوي االحتياجات الخاصة خاصة مع األخذ بعين االعتبار النقص الذي يکون‬ ‫لدى هذه الفئة في جوانب معينة وتحتاج إلى تعويض‪.‬ومن هذه االيجابيات‬ ‫‪23‬‬ ‫‪.1‬إضافة عنصر التشويق واإلثارة للمواقف التعليمية بحيث تجذب انتباه ذوي‬ ‫اإلعاقات بطرق مختلفة‪.‬‬ ‫‪.2‬توفير فرص التعلم لذوي االحتياجات الخاصة بما يساعدهم على زيادة‬ ‫ثقتهم بأنفسهم وإشباع حاجاتهم للتعلم وإثبات الذات‪.‬‬ ‫‪.3‬توظيف خصائص الوسائط المتعددة إلشراك الحواس المختلفة لدى هذه‬ ‫الفئة بما ينعكس إيجابا على انتباههم وتعلمهم‪.‬‬ ‫‪.4‬جسر الفجوة بين ذوي االحتياجات الخاصة وأقرانهم من الطلبة العاديين‬ ‫فيما يتعلق بفرص التعلم‪.‬‬ ‫خالصة‬ ‫تعتبر العملية التعليمية من أشهر عمليات االتصال والتي تركز على عناصر‬ ‫العملية من مرسل ومستقبل ورسالة‪.‬وكغيرها من عمليات االتصال تهدف من العملية‬ ‫إلى نقل معلومات بهدف إحداث تغيير لدى المستقبل‪ ،‬ولكي تؤدي عملية االتصال‬ ‫دورها في تعليم األشخاص من ذوي االحتياجات الخاصة فال بد من أن تراعي كل‬ ‫الشروط الواجب توافرها من أجل نجاح عملية االتصال بشكل عام‪.‬كما أن استخدام‬ ‫الوسائل التعليمية هي من المعينات التي من الممكن أن يتم اللجوء إليها من أجل‬ ‫الوصول إلى أهداف عملية االتصال بفاعلية عالية ‪.‬‬ ‫‪24‬‬ 25 ‫الفصل الثالث‬ ‫تكنولوجيا التعليم وذوو االحتياجات الخاصة‬ ‫مقدمة‬ ‫التعليم ليس بالعملية السهلة وعندما نحاول التعليم من خالل التكنولوجيا فنحن‬ ‫أشبه بمن يحاول التصويب على هدف متحرك تصعب إصابته بدقة‪.‬فاألدوات تتغير‬ ‫وتتطور والنسخ تتحدث باستمرار‪.‬وفي مهنة التدريس‪ ،‬ال يوجد متسع من الوقت‬ ‫لكثير من العاملين في هذا المجال من أجل تمحيص واختبار فائدة وفاعلية‬ ‫التكنولوجيا الحديثة التي تظهر باستمرار ويتم تقديمها على أنها حلول لمشکالت‬ ‫التعليم‪.‬فالمعلمون ليس لديهم ما يكفي من الوقت الختبار فاعلية تكنولوجيا معينة‬ ‫قبل استخدامها في التعليم وفي أحيان أخرى ال يعطون فرصة للقيام بذلك‪.‬‬ ‫ما هي التكنولوجيا ؟‬ ‫عندما تذكر كلمة تكنولوجيا فإن التفكير يذهب في األغلب إلى األجهزة الحديثة‬ ‫والمتمثلة في الحاسوب واألجهزة واألدوات األخرى المتطورة‪.‬وبالرغم من أن ذلك‬ ‫صحيح جزئيا إال أن التكنولوجيا ال تقتصر فقط على األجهزة واألدوات‪.‬فإذا حاولنا‬ ‫تعريف التكنولوجيا فإنه من الممكن النظر إليها على أنها كل تطبيق للمعرفة العلمية‬ ‫المنظمة في مهام ومواقف عملية‪.‬وهو ما يشتمل على كل ما يمكن أن يستخدمه‬ ‫‪26‬‬ ‫اإلنسان من أجل تحسين أدائه بما يجعله أفضل أو أسرع أو أسهل‪.‬فالحاسوب مثال‬ ‫يستخدمه اإلنسان من أجل أداء أعماله بفاعلية أكبر سواء أكان ذلك في مجال‬ ‫السرعة في المعالجة أو التخزين أو تسهيل االتصال مثال‪.‬كما أن السيارة يستخدمها‬ ‫اإلنسان باألساس من أجل الوصول إلى مراده بشكل أسرع وأسهل وأفضل‪.‬‬ ‫لقد حاول بعض الباحثين تحديد المصدر الذى يرجع إليه هذا المصطلح من‬ ‫الناحية اللغوية‪.‬فقد ناقش الحيلة مصطلح التكنولوجيا مشي اَر إلى أنها مشتقة من‬ ‫الكلمتين اليونانيتين ‪ Techne‬وتعني مهارة أو حرفه و ‪ "Logy‬وتعني العلم أو الفن‬ ‫أو الدراسة‪.‬إال أني أرى بأن هذا الي للكلمة ال يقدم كثي ار من المساعدة في فهم‬ ‫ماهيتها‪.‬‬ ‫تقسم التكنولوجيا إلى نوعين‪:‬‬ ‫‪.1‬تكنولوجيا مادية‪.‬‬ ‫‪.2‬تكنولوجيا معنوية (ناعمة)‬ ‫‪.1‬التكنولوجيا المادية (‪:)Hard Technology‬‬ ‫وتشير إلى األدوات واالختراعات المادية‪.‬وتشمل جميع األشكال المحسوسة‬ ‫للتكنولوجيا‪.‬فالحاسوب يندرج تحت ذلك النوع وكذلك الماسح الضوئي (‪)Scanner‬‬ ‫وجهاز العرض (‪ )Projector‬وجيان الفيديو وغيرها‪.‬كما أن التكنولوجيا المادية ال‬ ‫تشتمل فقط على التكنولوجيا الحديثة المتطورة والتي في الغالب ما تشتمل على‬ ‫األجهزة اإللكتروني‪ ،‬إال أن مفهومها يتسع ليشمل األشياء البدائية التي استخدمها‬ ‫اإلنسان في أداء أعماله بشكل أكثر فاعلية‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬الحجر بطبيعته ال‬ ‫يعتبر تكنولوجيا إال أن اإلنسان عندما استخدمه في الصيد أو القطع حوله إلى‬ ‫تكنولوجيا ساعدته على القيام بأعماله بفاعلية أكبر‪.‬وينطبق ذلك على كافة األشياء‬ ‫الطبيعية األخرى التي تكون موجودة في الطبيعة ومن ثم يستخدمها اإلنسان لخدمته‬ ‫‪27‬‬ ‫في أداء أعماله بشكل مختلف‪ ،‬مثل غصن شجرة يصبح تكنولوجيا مساندة عندما‬ ‫يستخدمه كفيف لمساعدته في المشي‬ ‫‪.2‬التكنولوجيا المعنوية أو الناعمة (‪:)Soft Technology‬‬ ‫وتشير إلى خطوات وإرشادات وتعليمات من الممكن تطبيقها في مواقف‬ ‫وحاالت متعدده ترکيب خزانة أو معادلة لحل لغز تفاعل کيميائی معين يندرج النوع‪.‬‬ ‫فبالرغم من أنها معنوية إال أن اإلنسان يستخدمها فى أداء مهمات عملية‪.‬‬ ‫تكنولوجيا التعليم‬ ‫كثي ار ما يتداول مصطلح تكنولوجيا التعليم مع أنه ليس من السهولة تحديد متی‬ ‫ظهر هذا المصطلح‪.‬إال أن البحث والتطبيقات في مجال تكنولوجيا التعليم تعود في‬ ‫جوهرها إلى رغبة اإلنسان في إيجاد طرق تدريس أكثر فاعلية ‪.‬لذا‪ ،‬تطورت‬ ‫محاوالت البحث في تلك الطرق إلى أن تشكل مصطلح تكنولوجيا التعليم في القرن‬ ‫العشرين وذلك عندما أخذ بعض الباحثين والمؤسسات على عاتقهم محاوالت تشكيل‬ ‫هذا المجال البحثی کمجال بحثي ومعرفي مستقل‪.‬إال أن هذا االستقالل ال ينفي‬ ‫حقيقة امتداد جذوره في العديد من حقول المعرفة وهو ما يجعل مصطلح تكنولوجيا‬ ‫التعليم واسعا ومعقدا‪.‬‬ ‫لقد أشار الكثير من المنظرين في مجال تكنولوجيا التعليم إلى أن التكنولوجيا‬ ‫هي عملية منظمة في العملية التعليمية التعلمية‪.‬فالتكنولوجيا حسب جالبريث‬ ‫(‪ )Galbraith‬هي التطبيق المنظم للمعرفة العلمية أو أي معرفة منظمة ألجل‬ ‫أغراض عملية‪.‬ومن أحدث التعريفات التكنولوجيا التعليم ما أعمدته جمعية االتصال‬ ‫التعليمي والتكنولوجيا‪ :‬تكنولوجيا التعليم في الدراسة والتطبيق األخالقي من أجل‬ ‫تيسير التعلم وتطوير األداء من خالل إيجاد واستخدام وتنظيم عمليات تكنولوجية‬ ‫مناسبة ومصادر‪.‬فالتكنولوجيا هي عبارة عن "عملية واألدوات بجميع أشكالها‬ ‫تستخدم من أجل تطبيق هذه العملية‪.‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في مجال التعلم عن بعد‬ ‫‪28‬‬ ‫نحن نستخدم برامج المحادثة على االنترنت من أجل الربط بين أطراف العملية‬ ‫التعليمية المختلفة بما فيهم المعلم والطالب‪ ،‬فهذه البرامج إذا هي أدوات تستخدم في‬ ‫خدمة العملية التعليمية بما ينعكس في النهاية على نوعية التعليم‪.‬وإن كانت هذه‬ ‫أدوات حديثة تستخدم ضمن تكنولوجيا التعليم فمثل هذه األدوات استخدمت منذ القدم‪.‬‬ ‫فاألدوات‪ ،‬سواء أكانت حديثة أم قديمة‪ ،‬تكون ضمن تكنولوجيا التعليم عندما تستخدم‬ ‫ألغراض تعليمية ومن هنا يجب التأكيد على أن األدوات التكنولوجية يجب‬ ‫استخدامها ضمن تصميم التدريس‪.‬‬ ‫التطور تكنولوجيا التعليم‬ ‫تكنولوجيا التعليم‪ ،‬كما هو الحال في التكنولوجيا بشكل عام‪ ،‬متطورة فالتكنولوجيا‬ ‫المتوفرة اليوم قد ال تكون مستخدمة في المستقبل القريب أو البعيد في أحسن األحوال‬ ‫يتم تطوير النسخة القديمة لتستبدل بجديدة‪ ،‬كما هو الحال فى البرمجيات مثال‪.‬ففي‬ ‫كل عصر وزمن تتوفر تكنولوجيا تعليم قد ال تكون شبيهة بما سبقها أو أنها بميزات‬ ‫وقوة أكبر لتستخدم في مجال التعليم‪.‬وبناء على التكنولوجيا واستخداماتها في التعليم‬ ‫تتشكل العملية التعليمية‪.‬فالتدريس التقليدي هو التدريس المعتمد على المعلم والذي‬ ‫وظف الكثير من أنواع التكنولوجيا المختلفة في الغرفة الصفية في كل عصر‪.‬‬ ‫فالسبورة العادية والطبشورة هي من التكنولوجيا التى استخدمت‪ ،‬وما تزال تستخدم‪،‬‬ ‫كتكنولوجيا تعليم تهدف إلى تحسين العملية التعليمية من أجل تقريب األفكار‬ ‫وتوضيحها بدال من االعتماد فقط على الكالم الشفهي‪.‬والتطور الطبيعي تال ذلك‬ ‫لتحل األقال م والسبورة البيضاء محل القديمة لتحسين العملية التعليمية أيضا من‬ ‫خالل توظيف التكنولوجيا المتوفرة‪.‬ومع التطور المتسارع في تكنولوجيا المعلومات‬ ‫واالتصال داخل الحاسوب إلى الغرفة الصفية ليحدث تغي ار نوعيا في طريقة التدريس‬ ‫وليعيد صياغة العالقة ما بين المعلم والطالب مع وجود الحاسوب‪.‬ففي السياق‬ ‫التقليدي‪ ،‬كانت العالقة مباشرة بين المعلم والطالب داخل الغرفة الصفية فالمعلم‬ ‫يمتلك المعلومة والطالب يتواجد في الغرفة الصفية من أجل الحصول على المعلومة‬ ‫من مصدرها أال وهو المعلم‪.‬ولكن مع التطور الكبير في قدرات الحاسوب على‬ ‫‪29‬‬ ‫معالجة البيانات وتخزينها بأشكال متعددة (مثل الصورة والصوت والنص واألفالم)‬ ‫دخل عنصر قوي في المعادلة التي تجمع بين المعلم والطالب أال وهو الحاسوب‪.‬‬ ‫فالحاسوب أصبح يمتلك المعلومة ويستطيع تقديمها بطرق مختلفة كما أنه من‬ ‫الممكن معالجة المعلومة وإعادة صياغتها واسترجاعها بأشكال مختلفة وكل ذلك عن‬ ‫طريق الحاسوب‪.‬ومع ظهور االنترنت وربط الحاسوب داخل الغرفة الصفية بالشبكة‬ ‫لم يعد الحاسوب فقط مصد ار للمعلومات المخزنة عليه أو على وسائل التخزين‬ ‫المتنقلة ولكن صار باإلمكان الوصول إلى قواعد بيانات في أي مكان في العالم‪,‬‬ ‫والحصول على المعلومات باإلضافة إلى الكم الهائل من المعلومات المتوفرة على‬ ‫االنترنت‪.‬وأكثر من ذلك‪ ،‬لم يعد الحاسوب مصد ار للمعلومة فقط وإنما تعدى ذلك‬ ‫ليصبح وسيلة لالتصال وربط الغرفة الصفية بالعالم خارج جدران الصف والمدرسة‪.‬‬ ‫فأصبح بإمكان الطالب البقاء على اتصال مع زمالئه ومعلمه والمدرسة باإلضافة‬ ‫إلى الوصول إلى مصادر أخرى للمعلومة مثل الخبراء والمتخصصين في مجاالت‬ ‫معينة وهو ما وسع مصادر المعرفة لتشمل مصادر كثيرة عدا المعلم‪.‬‬ ‫استيعاب ذوي االحتياجات الخاصة في النظام التعليمي‬ ‫مع تطور النظرة إلى ذوي االحتياجات الخاصة تطورت األفكار وطرق التعامل‬ ‫معهم‪.‬وقد انعكست النظرة لذوي االحتياجات الخاصة بشكل عام على استيعابهم‬ ‫ضمن النظم التعليمية وفي الطرق التي تتعاطي فيها النظم مع اإلعاقات المختلفة‪.‬‬ ‫وعلى مر الزمن تطور مفهوم استيعاب الطلبة من ذوي اإلعاقات المختلفة ليمر‬ ‫بأربعة مراحل وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬اإلقصاء (‪ :)Exclusion‬وفي هذه المرحلة لم يعط األشخاص من ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة فرصا الستخدام التكنولوجيا وتم استثناؤهم من ذلك‪ ،‬حيث‬ ‫أن النظرة العامة لهم كانت الرفض والتجاهل لحقوقهم في الحصول على الخدمات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪.2‬العزل (‪ :)Seperation‬تطورت النظرة لذوي االحتياجات الخاصة في هذه‬ ‫المرحلة بحيث تم إقرار حقهم في الحصول على الخدمات بما فيها التعليم إال أن‬ ‫الفرص التي كانت تمنح لهم كانت مختلفة عما يستخدمه زمالؤهم األصحاء وليست‬ ‫نفسها أو مساوية لها‪.‬‬ ‫‪.3‬الدمج (‪ :)Integration‬وتم في هذه المرحلة السماح لذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة بالتواجد في الغرف الصفية العادية ولكن دون ضمان مشاركتهم الطلبة‬ ‫اآلخرين بشكل متساوي أو مكافئ لما يحصل عليه زمالؤهم‪.‬فكانت الفرص‬ ‫الممنوحة لهم منقوصة وكانت في األغلب تقتصر على السماح لهم بالتواجد في‬ ‫الغرف الصفية العادية دون ضمان شروط وظروف اندماجهم بشكل تام‪.‬وهذه شكلت‬ ‫في كثير من األحيان مشکالت لذوي االحتياجات الخاصة بشكل خاص‪.‬ذلك أن‬ ‫تواجدهم في البيئة الصفية العادية ال يضمن لهم االستفادة منه وبخاصة عندما‬ ‫تتوقف استفادتهم منه على أدوات أو أجهزة أو استراتيجيات معينة تمكنهم من ذلك‪.‬‬ ‫وهذا لربما ساهم في تكوين نظرة سلبية لفكرة الدمج لدى البعض وبخاصة عندما ال‬ ‫تؤدي هذه التجربة إلى تحسين تعلم الطلبة أو عندما تترك آثا ار نفسية وإحباطا لدى‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة نتيجة لعدم قدرتهم على التماشي مع زمالئهم‪.‬مع أن‬ ‫السبب قد يكون في أساسه هو عدم تمكينهم نتيجة عدم توفير ما يحتاجون من أدوات‬ ‫وأجهزة لالستفادة من الخدمات التعليمية‪.‬‬ ‫‪.4‬الشمول (‪ :)Inclusion‬وهو عندما يعطى الطلبة جميعا فرصة المشاركة‬ ‫في الغرفة الصفية والمواقف التعليمية المتوافرة للطلبة العاديين بغض النظر عن‬ ‫إعاقاتهم‪.‬وتكون هذه الطريقة من خالل توفير بيئة تربوية داعمة توفر الخدمات‬ ‫التربوية المناسبة‪.‬وفي الشمول يشعر جميع الطلبة أنهم ينتمون إلى المجموعة وأنهم‬ ‫غير مستثنيين بشكل من األشكال وأن لهم فرصا متساوية مع اآلخرين في الوصول‬ ‫إلى التكنولوجيا واستخدامها في خدمة تعلمهم‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫وهذا الشكل يوضح تطور توفير التكنولوجيا لذوى االحتياجات الخاصة عبر‬ ‫الزمن‬ ‫يشير مفهوما الدمج والشمول" في تقديم الخدمات التعليمية لذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة إلى ممارسات عملية ترتكز على فلسفة تضع الطلبة من هذه الفئة ضمن‬ ‫نظام التعليم العام بدال من وضعهم في فصول دراسية تشتمل فقط عليهم‪.‬ويعتبر‬ ‫الدمج والشمول حالة ذهنية لدى القائمين على النظام التعليمي وبخاصة المعلمين‬ ‫تتمثل في إيمانهم ورغبتهم في مساعدة هذه الفئة من الطلبة وتوجيههم من أجل تفعيل‬ ‫إمكانياتهم والوصول إلى أهدافهم‪.‬لذلك‪ ،‬فبالرغم من أهمية القوانين والتشريعات التي‬ ‫توضع من أجل دمج فئات ذوي االحتياجات الخاصة في النظم التعليمية‪ ،‬إال أن‬ ‫إيمان المعلمين بحقوق هذه الفئات والرغبة في تقديم خدمات لهم تعتبر أساسية في‬ ‫تطبيق تلك التشريعات والقوانين‪.‬‬ ‫غير أنه ال بد من أن يأخذ نمط الشمول مبدأ تفريد التعليم ليناسب نمط التعلم‬ ‫والخدمات التعليمية والوسائل المستخدمة جميع الطلبة بمن فيهم ذوي اإلعاقات‬ ‫المختلفة‪.‬وهنا من الممكن اعتماد مايسمى بالتصميم الشمولي للتعلم( ‪Universal‬‬ ‫‪)Design for Learning‬‬ ‫التكنولوجيا الحديثة وزيادة فرص التعلم لذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫ما من شك في أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تمكين ذوي االحتياجات‬ ‫المختلفة وأعطتهم الكثير من اإلستقاللية التي لم يكونوا يحلمون بها من قبل‪.‬فكثي ار‬ ‫‪32‬‬ ‫ما كانت اإلعاقة تقف حاج از صلبا بين ذوي اإلعاقات وبين تحقيق أحالمهم وأهدافهم‬ ‫وهو ما كان يؤثر بالضرورة على نفسياتهم ونظراتهم ألنفسهم‪.‬‬ ‫إن استخدام العلوم والتكنولوجيا للتغلب على العقبات في حياة اإلنسان واالقتراب‬ ‫به من الكمال هي مسألة قديمة متجددة‪.‬فاإلنسان في سعي دائم لالقتراب من الكمال‬ ‫والوصول إلى الخلود‪ ،‬واألساطير القديمة شاهدة على ذلك‪.‬فالجهود التي تبذل من‬ ‫أجل التغلب على التقادم في السن وعالجات األمراض واألوبئة وكذلك علم هندسة‬ ‫الوراثة وغيرها جميعها تصب في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫كما أن استخدام التكنولوجيا والعلوم من أجل التغلب على العقبات التي تعترض‬ ‫تقدم اإلنسان مائلة في الحياة االفتراضية التي يسعى فيها األشخاص إلى االقتراب‬ ‫من الكمال ما أمكن من خالل التكنولوجيا التي تتيح لهم المجال إلعادة تشكيل‬ ‫صورهم وأجسامهم بشكل خالي من الشوائب واإلعاقات‪.‬فالشخص الذي يعاني من‬ ‫إعاقة معينة في الواقع‪ ،‬يستطيع أن يلغيها وأن يتصرف متجاهال هذه اإلعاقة‪.‬ومن‬ ‫األمثلة على ذلك التواصل من خالل المحادثات الكتابية والتي يقتصر فيها التواصل‬ ‫على الشكل النصي بعيدا عن أي اعتبارات أخرى قد يعاني منها الشخص في أرض‬ ‫الواقع‪.‬فشخص ما يعاني من إعاقة جسدية يستطيع أن يتواصل مع األخرين دون أن‬ ‫يكون لهذه اإلعاقة تأثير على أدائه أو صورته لدى اآلخر فالتكنولوجيا الحديثة ال‬ ‫تقوم بالتمييز بين األشخاص بناء على إعاقاتهم بل إنها تساعد على تخطي الحواجز‬ ‫واإلعاقات المختلفة للوصول إلى التعلم بغض النظرع اإلعاقات‪.‬وهذا مما يساعد‬ ‫األشخاص المعاقين ومن يتعاملون معهم في التركيز على جوهر التعليم بدال من‬ ‫التركيز على اإلعاقات‪.‬فالشخص المعاق ال يكون منشغال عن تعلمه بإعاقته وهو ما‬ ‫يقلل من اآلثار النفسية والتحصيلية لإلعاقة‪.‬‬ ‫توصف الحياة الثانية (‪ )Second Life‬بأنها عالم افتراضي والتي من خاللها‬ ‫نستطيع أن تخلق" صو ار رمزية (‪ )Avatar‬ال تخضع لمحددات العالم الواقعي‬ ‫الحقيقي فالشخص في العالم االفتراضي يستطيع أن يتحرر من المحددات والعقبات‬ ‫‪33‬‬ ‫التي تقف عائقا أمام تعلمه في العالم الواقعي بما في ذلك اللون والعمر والجنس‬ ‫واإلعاقات المختلفة‪.‬ففي العالم االفتراضي يتالشى تأثير الجسد على األداء إلى حد‬ ‫كبير‪.‬ذلك أن األمور غير المرغوب بها على األقل من ناحية المظهر الخارجي‬ ‫واإلعاقات المختلفة من الممكن التخلص منها‪.‬في حين أن هذه تكون غاية يصعب‬ ‫الوصول إليها في الواقع‪.‬‬ ‫التكنولوجيا المساندة (‪)Assistive Technology‬‬ ‫بالرغم من أن العصا مازالت تستخدم على مدى األزمان إال أن التكنولوجيا‬ ‫المساندة لم تحظ إال مؤخ ار باالعتراف وبالصبغة القانونية لذوي الحاجات فعلى سبيل‬ ‫المثال أقر الكونجرس األمريكي عام ‪ 1988‬التكنولوجيا المساندة لذوى االحتياجات‬ ‫الخاصة‪.‬ومنذ ذلك الحين سنت العديد من التشريعات التي تهدف إلى إعطاء ذوي‬ ‫اإلحتياجا ت الخاصة حقوقهم المدنية من خالل حماية حقوقهم في الوصول إلى‬ ‫نوعية جيدة من المعيشة بما فيها التعليم‪..‬‬ ‫في عام ‪ 1999‬قامت جمعية المكفوفين في الواليات المتحدة األمريكية برفع‬ ‫دعوى قضائية ضد شركة (‪ America Online‬بسبب عدم مراعاة متصفح االنترنت‬ ‫‪ AOL‬لخصوصية المكفوفين وعدم مراعاتها للقانون الخاص بالمكفوفين في أمريكا‬ ‫(‪.)Americans with Disabilities Act‬ذلك أن القارئ الخاص بالمكفوفين لم‬ ‫يکن قاد ار على قراءة بعض األوامر والتعليمات من خالل المتصفح‪.‬وتم تسوية‬ ‫القضية بموافقة الشركة على جعل متصفحها متوافقا مع القارئ الخاص بالمكفوفين ‪.‬‬ ‫وفي استراليا قام رجل مكفوف برفع دعوى قضائية ضد الجهة المنظمة أللعاب‬ ‫سيدني األولمبية التي أقيمت عام ‪ 2000‬ألنه لم يستطع استخدام الكثير من‬ ‫الخدمات المتوفرة على الموقع اإللكتروني الخاص باألولمبياد مما جعل المحكمة تغرم‬ ‫الجهة المنظمة ‪ 20‬ألف دوالر استرالي لعدم مراعاتها حقوق المكفوفين في متابعة‬ ‫األولمبياد‪.‬لذا‪ ،‬فمن الواضح أن الدعوة إلصدار تشريعات تعمل على إتاحة الفرصة‬ ‫لذوي اإلحتياجات الخاصة للعيش بشكل ال يجعلهم أقل من األشخاص العاديين لم‬ ‫‪34‬‬ ‫تقتصر فقط على توفير التكنولوجيا التي تعمل على ذلك‪ ،‬بل اشتملت أيضا على‬ ‫الخدمات التي يحتاجها هؤالء األشخاص من أجل ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي‪.‬‬ ‫بالنسبة لذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬تعتبر التكنولوجيا أساسية لهم في التعلم‬ ‫والتنقل والتواصل والمشاركة‪.‬ففي حال عدم توافر التكنولوجيا المناسبة ألي من ذلك‬ ‫فهو يعني التقليل من فرص الطالب‪.‬وفي قطاع التعليم‪ ،‬تقدم تكنولوجيا التعليم‬ ‫المساندة خدمات عظيمة لألشخاص من ذوي اإلعاقات المختلفة‪.‬فقد أعطت الثورة‬ ‫التكنولوجية فرصة كبيرة لدمج األشخاص المعاقين في المجتمع التعليمي ومكنتهم من‬ ‫الحصول على المعرفة والعلوم المختلفة بشكل كبير‪.‬فالتكنولوجيا الرقمية لها أفضلية‬ ‫كبيرة في مجال التعليم على الطريقة التقليدية والتي تعتمد على المطبوعات فقط في‬ ‫نقل المعلومة‪.‬ذلك أن التكنولوجيا الرقمية تعطي إمكانية نقل المحتوى التعليمي‬ ‫بأشكال‬ ‫متعددة وهو مايتيح المجال الختيار الشكل المناسب لكل إعاقة وبالتالى زيادة‬ ‫إمكانية دمج األشخاص المعاقين في النظام التعليمي العام‪.‬‬ ‫مفهوم التكنولوجيا المساندة‬ ‫أشار ليونارد إلى أن التكنولوجيا المساندة هي أي نوع من التكنولوجيا الحاس أو‬ ‫غيرها والتي تساعد األشخاص من ذوي اإلعاقات الجسدية أو العقلية على التنا على‬ ‫إعاقاتهم ليتمكنوا من إنجاز النشاطات والمهام التعلمية‪.‬كما أنها تشير الخدمات التي‬ ‫تساعد ذوي االحتياجات الخاصة على اختيار التكنولوجيا المناسبة واستخدامها‬ ‫لتحقيق أهداف التعلم‪.‬‬ ‫وحسب تعريف قانون التعليم الخاص بذوي اإلعاقات ‪The Individuals with‬‬ ‫‪ Disabilities Education Act- IDEA‬في الواليات المتحدة األمريكية فإن‬ ‫التكنولوجيا والخدمات المساندة هي األدوات والخدمات واستخدامها من أجل التغلب‬ ‫على القدرات واإلمكانيات المفقودة ولتحسين القدرات الضعيفة فتكنولوجيا التعليم‬ ‫‪35‬‬ ‫المساندة قد تكون أي شيء يمكن الحصول عليه وتوفيره للطلبة من ذوي اإلعاقات‬ ‫من أجل زيادة أو استدامة أو تحسين القدرات الوظيفية للطلبة المعاقين‪.‬‬ ‫فمن الممكن تعريف التكنولوجيا المساندة (‪ )Assistive Technology‬لذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة على أنها أي جهاز أو آلة أو نظام يتم استخدامه من أجل‬ ‫تحسين أداء األشخاص من ذوي االحتياجات الخاصة أو مساعدتهم على القيام‬ ‫بوظائفهم واستم ارريتها بشكل أسرع وأسهل وبصورة أفضل‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى نوعية المساعدة التي من الممكن أن تقدمها التكنولوجيا المساندة‬ ‫لذوي االحتياجات الخاصة من توفر خدمات في‪:‬‬ ‫التحكم بالحاسوب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫الكتابة‪ ،‬بما في ذلك التحرير والطباعة والتهجئة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫التواصل‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫التعلم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫السمع والبصر‪.‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫باستخدام‬ ‫الحل‬ ‫المشكلة‬ ‫النشاط‬ ‫المساندة‬ ‫برمجيات (‪ :)Software‬بعض‬ ‫الطلبة‬ ‫بعض‬ ‫إلى‬ ‫الدخول‬ ‫التحكم اإلعدادات فى أنظمة التشغيل مثل‬ ‫والتحكم اليستطيعون‬ ‫الحاسوب‬ ‫باستخدام الويندوز والتى تمكن المستخدم من‬ ‫بالحاسوب‬ ‫به‬ ‫أدوات اإلدخال العادية استخدام إعدادات خاصة مثل تكبير‬ ‫مثل الفأرة ولوحة المفاتيح حجم الخط وتشغيل قارئ الكلمات‬ ‫قائمة‬ ‫تحت‬ ‫العادية‪.‬ولذلك هم بحاجة وغيرها‬ ‫‪36‬‬ ‫بالقيام (‪.)Accessability‬‬ ‫مايمكنهم‬ ‫إلى‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫واألدوات‬ ‫اإلجهزة‬ ‫(‪ :)Hardware‬وتشمل العديد من‬ ‫األجهزة مثل مسند لليد والتحكم‬ ‫باستخدام (‪ )Joystic‬أو لوحة مفاتيح‬ ‫معدلة أو حتى أجهزة للتحكم من‬ ‫‪Siip-and-Puff‬‬ ‫الفم‪(.‬‬ ‫خالل‬ ‫)‪Switches‬‬ ‫ألعاب‬ ‫بعض‬ ‫البرمجيات‪:‬‬ ‫لبعض‬ ‫بالنسبة‬ ‫التواصل‬ ‫مثل الحاسوب والطباعة باستخدام الرموز‬ ‫األشخاص‬ ‫وذوى والصور وغيرها‪.‬‬ ‫التوحديين‬ ‫صعوبات التعلم يعتبر‬ ‫األجهزة‬ ‫واألدوات‪:‬‬ ‫األجهزة‬ ‫القضايا‬ ‫من‬ ‫التواصل‬ ‫الناطقة أو األجهزة التى تقوم بتحليل‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫بالنسبة‬ ‫الشائكة‬ ‫الكالم وطباعته بدال من لوحة‬ ‫ولذلك هم يحتاجون إلى‬ ‫المفاتيح العادية‪.‬‬ ‫من‬ ‫ليتمكنوا‬ ‫معينات‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫قراءة‬ ‫برامج‬ ‫البرمجيات‪:‬‬ ‫األشخاص‬ ‫بعض‬ ‫القراءة‬ ‫يعانون من مشكالت فى النصوص والكتب اإللكترونية برامج‬ ‫البصر وأخرون لديهم الخرائط الذهنية لذوى صعوبات‬ ‫وقد التعلم وغيرها‪.‬‬ ‫تعلم‬ ‫صعوبات‬ ‫يضيف إلى ذلك عدم‬ ‫األجهزة‬ ‫واألدوات‪:‬‬ ‫األجهزة‬ ‫وضوح المادة على شاشة‬ ‫القارئة الماسحات الضوئية األجهزة‬ ‫الحاسوب‪.‬ولذلك يحتاج‬ ‫المحمولة‪.‬‬ ‫البعض إلى معينات على‬ ‫‪37‬‬ ‫القراءة‬ ‫الجاهزة‬ ‫القوالب‬ ‫البرمجيات‪:‬‬ ‫مشكلتان‬ ‫هناك‬ ‫الكتابة‬ ‫عند للكتابة‪ ,‬وبرامج معالجة النصوص‬ ‫بالكتابة‪,‬‬ ‫تتعلقان‬ ‫والقاموس الناطق‪.‬‬ ‫استخدام الحاسوب‪:‬‬ ‫األجهزة واألدوات‪ :‬أجهزة بديلة‬ ‫‪ -‬مشكالت جسدية‬ ‫عن لوحة المفاتيح العادية‪.‬‬ ‫عند الطباعة‪.‬‬ ‫‪ -‬مشكالت تتعلق‬ ‫التعبير‬ ‫على‬ ‫بالقدرة‬ ‫وترتيب األفكار والتعبير‬ ‫باستخدام الكتابة‪.‬‬ ‫الوسائط‬ ‫برامج‬ ‫البرمجيات‪:‬‬ ‫بعض الطلبة ممن‬ ‫التعلم‬ ‫لديهم صعوبات تعلم قد المتعددة والخرائط الذهنية‪.‬‬ ‫يعانون من القدرة على‬ ‫األجهزة واألدوات‪ :‬الحو

Use Quizgecko on...
Browser
Browser