محاضرات تاريخ فن 1 PDF 2025-2024

Summary

هذه المحاضرة الخامسة في تاريخ الفن، وتناقش النقش والتصوير في الفن المصري القديم، وتشمل موضوعات مثل الألوان والوحدات الزخرفية في الفن المصري القديم، والفن الأتوني، وموضوعات للتصوير، وأدوات الرسم، وقواعد الرسم.

Full Transcript

‫محاضرات تاريخ فن ‪1‬‬ ‫اعداد \ د‪.‬ايمان الهواري‬ ‫‪2025-2024‬‬ ‫المحاضرة ‪5‬‬ ‫النقش والتصوير‬ ‫ الفن المصرى القديم شيء نسميه (تصويرا) أى...

‫محاضرات تاريخ فن ‪1‬‬ ‫اعداد \ د‪.‬ايمان الهواري‬ ‫‪2025-2024‬‬ ‫المحاضرة ‪5‬‬ ‫النقش والتصوير‬ ‫ الفن المصرى القديم شيء نسميه (تصويرا) أى رسم اشكال على الحوائط وتلوينها ‪ ،‬وهناك (النقش) ونقسمه قسمين ‪:‬‬ ‫‪ -‬نقش بارز يعلو مستوى الحائط ‪.‬‬ ‫‪ -‬و نقش مجوف يحفر في داخل الحائط ‪.‬‬ ‫وفى كثير من األحيان كان يلون هذا النقش فكان المصور ال يأتى بجديد من عنده بل كان يقتصر على اعطاء اللون للشكل المنقوش ‪.‬‬ ‫فالتصوير بمعناه الذى سبق كان مقصورا على المقابر بينما كان النقش بنوعيه شائعا في المعابد وما اليها من المباني ‪.‬‬ ‫ فجدران المعابد الخارجية وصروحها كانت معرضة للشمس طول اليوم ‪ ،‬وكانت األفنية كذلك مكشوفة ‪ ،‬وفوق هذا وذاك فان بعض هذه الجدران كان‬ ‫معرضا للمس أيدى الزائرين ومالبسهم والتصوير بال جدال غير الئق بطبيعته ألمثال هذه المواقف ‪ ،‬إذ ال يلبث ضوء الشمس أن يذهب به ‪ ،‬أو أن يتلفه‬ ‫اللمس فتشوه ألوانه ‪.‬‬ ‫أما االشكال المحفورة في الجدران فانها اذا بهتت او ذهبت الوانها ‪ ،‬أمكن ارجاع بهائها اليها يبضع دفعات من ( الفرشاة ) على أن اضافة األلوان الى‬ ‫ ‬ ‫النقش تزيده قوة ووضوحا ‪.‬‬ ‫ أما الحال فما يختص بالمقابر فيختلف عما سبق اختالفا كثيرا ‪ ،‬فليست هناك تغييرات شديدة فى الجو ‪ ،‬وال أشعة شمس قوية يخاف منها ‪ ،‬وهى‬ ‫غير معرضة للمس فان ابوابها ترتج عليها دائما ‪ ،‬ولم يكن ثمة من يرى ما على جدرانها من مناظر غير الميت وازريس الذي يحميه ‪.‬‬ ‫األلوان والوحدات الزخرفية في الفن المصرى القديم‬ ‫اتخذ المصريون القدماء الوحدات الزخرفية من العناصر‬ ‫النباتية كزهرة البشنين والنخيل والبردى‬ ‫واألكوحان والزنبق والعنب والفاكهة والخضر ‪.‬‬ ‫كما اتخذوا في زخارفهم صور المعبودات وأنواع‬ ‫الحيوانات والطيور التي عبدها المصريون ومنها‬ ‫العجل والثعبان والحية والصقر والقط واألرنب‬ ‫والحصان والبط وقطعان الغنم والحمير ‪،‬‬ ‫كذلك استعملوا مناظر من الحوادث التاريخية ومناظر‬ ‫الحياة اليومية والطقوس الدينية وغيرها كما اتخذا‬ ‫الزخارف من الرموز كقرص الشمس والنجوم والصولجان‬ ‫ومفتاح الحياة وشارات الملك واستعملوا األشكال‬ ‫الهندسية وأضافوا إليها الشرح والبيان باللغة‬ ‫الهيروغليفية التي كان لمظهرها اثر بالغ في الجمال ‪.‬‬ ‫ رتبطت الرموز الثالثه (عنخ (الحياه) و عصا الواس‬ ‫و عامود الجد) بالمبادئ األساسية الثالثه لنشأة‬ ‫الكون و تطوره ‪.‬‬ ‫ العنخ (الحياة) كان مرتبطا بال "سب – تبى" أى‬ ‫البدايات و خصوصا النفخة األولى ‪.‬‬ ‫ و المتأمل للميثولوجيا المصرية يجد أن احدى ربات‬ ‫الوالده كانت تستقبل المولود لحظة والدته و بيدها‬ ‫عالمة (عنخ) الحياه لتهبه النفخة األولى‬ ‫ و هى بداية الحياه الجديده للطفل المولد و التى‬ ‫هى تكرار لنموذج النشأة األولى أو لحظة النفخة‬ ‫األولى التى أودعها االله فى االنسان عند بدأ الخلق‬ ‫‪.‬‬ ‫ و ارتبطت عصا الواس بالمبدأ الثانى من مبادئ نشأة‬ ‫الكون و هو ال "نحح" ( )‪neheh‬أى التكرار و الذى كان‬ ‫يعتمد على االنقسامية ‪.‬‬ ‫ كانت عصا الواس فى األصل هى عصا "ست" و كان ست‬ ‫هو رمز االنقسامية فى الكون ‪..‬فأسطورة ايزيس و‬ ‫أوزيريس تحكى أن "ست" قام بتمزيق جسد أوزير بعد قتله‬ ‫الى أجزاء (‪ 14‬قطعه) ‪.‬‬ ‫ تلك االنقسامية هى التى تضمن للكون االنتشار و التوسع‬ ‫و عدم السقوط مرة أخرى فى هاوية نون ‪.‬‬ ‫ أما عامود الجد )‪Djed‬فكان هو رمز االستمرارية‬ ‫استمرارية الكون التى ترتكز على القانونين السابقين‬ ‫ وكانت الرموز تختلف حسب حالتها التي تظهر عليها في‬ ‫الرسم فمثال إذا وجد شخص يعطى الرمز "عنخ" للملك‬ ‫فإنه يقصده بطول العمر‬ ‫ وإذا أعطاه صولجان فإنه يقصد "السلطة"‬ ‫ أما إذا أعطاه "عنخ" في اآلخرة (أي في المقبرة) فإنه‬ ‫يقصد به يحيا إلى األبد في رخاء الجنة‬ ‫االلوان في الفن المصري القديم‬ ‫وقد استعمل قدماء المصريون في زخارفهم األلوان التي تمتاز‬ ‫بصفائها ووضوحها فاستعملوا اللون األحمر واألصفر الزاهى‬ ‫واألسود واألبيض والبنى واألزرق في عهد الدولة القديمة كما‬ ‫استعملوا اللون األحمر الغامق واألرزق الفيروزى واألخضر‬ ‫النحاسى واألزرق السماوى وتزينها بنجوم بيضاء أو ذهبية ‪.‬‬ ‫واستمر استعماله حتى ادخل البطالسة اللون األخضر بدال من‬ ‫اللون السماوى في تلوينها ثم ادخل الرومان األلوان الوردى‬ ‫والرمادى والبنفسجى وكان للتذهيب أهمية كبرى في صناعة‬ ‫األثاث والتوابيت والعربات الملكية والعروش وفى زخارف المعابد‬ ‫والمقابر وكانت الفنون بصفة عامة تقوى بقوة الملوك وتضعف‬ ‫بضعفهم‬ ‫ وفيما يتعلق بالفن المصرى في عصر‬ ‫المملكة القديمة بلغ من السمو‬ ‫والرقى مال يمكن وصفه تفصيال ‪.‬‬ ‫وتعتبر لوحة نارمر أيضا نقطة البداية‬ ‫التي حددت االتجاهات العامة لألسلوب‬ ‫الفني المصرى القديم وأصبح الفن هو‬ ‫الوسيلة لتسجيل الدور الذى تلعبة‬ ‫شخصية الملك في المجتمع ‪.‬‬ ‫ وإذا كان الفنان المصرى قد اضطر أن يرسم الجزء‬ ‫العلوى من جسم اإلنسان من منظور أمامى‬ ‫كمحاولة إلبراز القوة التي أنجزت الحدث فهو أيضا‬ ‫رسم الجزء األسفل من الجسم بما في ذلك‬ ‫الساقان القدمان من منظورها الجانبى ليدالن‬ ‫على اتجاه الحدث‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن هذا االرتباط بالحقيقة كان العامل‬ ‫األساسى في إرساء قواعد الفن المصرى ليس فقط‬ ‫بالنسبة إلى صور اآلدميين بل أيضا بالنسبة إلى‬ ‫الصورة التي تمثل مختلف األشياء األخرى ‪،‬‬ ‫ إن نهجه في تصوير األشياء كان يحكمه رغبته‬ ‫في أن يجعل األشياء تبدو كما هي في‬ ‫الحقيقة وليس كما يراها الناظر إليها وعندما‬ ‫يرسم الفنان صندوقا يحوى األوانى فهويرسمه‬ ‫كما لو كان شفافا يظهر محتوياته أو يرسمه‬ ‫وفوقة هذه المحتويات في خطوط وأشكال‬ ‫وتكوينات وألوان يشع من خاللها الفن بكل ما‬ ‫يحمل من مشاعر في توافق تام ‪.‬‬ ‫موضوعات للتصوير‬ ‫صيد الطيور‬ ‫ ‬ ‫صيد الحيوانات‬ ‫ ‬ ‫القطعان‬ ‫ ‬ ‫الزرعة‬ ‫ ‬ ‫الملوك والملكات‬ ‫ ‬ ‫االنتصار على االعداء‬ ‫ ‬ ‫طقوس الجنائز‬ ‫ ‬ ‫اعمال الطبخ والبناء والصناعة‬ ‫ ‬ ‫صور للعائلة‬ ‫ ‬ ‫الرقص والموسيقى‬ ‫ ‬ ‫امنحتب الرابع "اخناتون" ‪ 1358 – 1388‬ق‪.‬م‬ ‫ تزوج اخناتون من الملكة الجميلة "نفرتيتى" ومنذ‬ ‫العام الرابع من حكمة شغل نفسة بالتعبد إلله‬ ‫جديد غير "آمون" وهو قرص الشمس‬ ‫"آتون" وبدال من ان يقيم معبدا ألمون في طيبة‬ ‫‪ ،‬بنى معبدا ألتون في الكرنك عكف فيه على‬ ‫عبادته هو وأتباعة ‪.‬‬ ‫ ولكن كهنة أمون كانوا يتمتعون بنفوذ قوى دينى واجتماعى‬ ‫وكانت مفاتيح السماء في أيديهم فاستغلوا ثقة الناس بهم‬ ‫واستخدموا هذا النفوذ في السيطرة على مفاهيمهم ‪.‬‬ ‫ كان كهنة أمون يحصلون على أكبر قسم من غنائم‬ ‫الحروب وترصدها وقفا على معابد آمون وتفرض الضرائب‬ ‫وتقيم االحتفاالت الدينية التي تكلف خزانة الدولة‬ ‫الشئ الكثير يبيعون لهم التعاويذ وكل ما له صلة بالدين‬ ‫تماما مثلما كان رجال الكنيسة في العصور الوسطى‬ ‫يبيعون صكوك الغفران‬ ‫ وحرموا النقد الدينى وقيدوا الفكر الحر‬ ‫ بدأ كهنة امون ينظرون بعين الشك نحوتلك الدالئل التي‬ ‫بدت في عهد أمنحتب الثالث ‪ ،‬حيث سمى البحيرة الكبيرة‬ ‫التي حفرها لزوجتة قرب قصرة غربى طيبة "بهاء آتون"‬ ‫وازدادت مخاوفهم حيث بنى أمنحتب الرابع معبد أتون في‬ ‫الكرنك ‪ ،‬وسماه وما حولة "بهاء آتون العظيم" وسمى‬ ‫طيبة نفسها "مدينة بهاء آتون" ولم تكد نفرتيتى تلد له‬ ‫أولى بناته حتى سماها "مريت آتون" وأعلن في صراحة‬ ‫تامة ثورتة الدينية ضد عبادة "أمون" وغيرة من اآللهة وهنا‬ ‫غير الملك اسمه من امنحتب إلى "إخناتون" بعد أن أيقن‬ ‫أنه ال يستطيع أن يحمل اسم اله يؤمن به ‪.‬لم يكن اإلله‬ ‫الجديد عند اخناتون يمثل كاآللهة األخرى في صورة إنسان‬ ‫أو حيوان أو طير ‪ ،‬بل كان يمثل بقرص الشمس تمتد‬ ‫منه خطوط تنتهى بأيد بشرية تقبض على عالمة الحياة ‪.‬‬ ‫لم يكن اإلله الجديد هو قرص الشمس بل هو القوة الكامنة في قرص‬ ‫ ‬ ‫الشمس هو الحرارة التي تشع منه لم يجد أخناتون بدا أمام العاصفة‬ ‫التي هبت في وجهه من كهنة آمون إال أن يهاجر من طيبة إلى‬ ‫مدينة يستطيع أن يعيش فيها أمنا وأن يبث تعاليمة وينشر ديانته‬ ‫وذهب الى موقع يعرف األن بتل العمارنة شمال طيبة مركز ملوى‬ ‫محافظة أسيوط وبنى مدينتة التي سماها "أخت أتون" أي أفق‬ ‫آتون‬ ‫وكانت هذه المدينة المدينة هي حلم اخناتون فيها أقام المعابد‬ ‫والقصور الملكية وبيت الحياة – المدرسة – الحدائق والمبانى‬ ‫الحكومية ومراسى السفن وثكنات الجيش ‪.‬‬ ‫كان معبد آتون خاليا من التماثيل لإلله ألن آتون ال شكل له كان فناء‬ ‫ ‬ ‫المعبد الداخلى مكشوف كى يتيح العبادة تحت أشعة الشمس وكان‬ ‫قدس األقداس بهيجا يملؤه الضوء والعبادة تخلو من المشاعر‬ ‫الغامضة والطقوس الخفية ‪.‬‬ ‫ألول مرة في التاريخ الفن المتحرر من كل قيد ‪..‬الفن ذو الحركة السريعة ولقد رسم فنانوا تل العمارنة الطبيعة بكل جمالها‬ ‫اخناتون ودعوته الى الوحدانية‬ ‫ كان اخناتون يؤمن بالعبادة البسيطة الخالية من اإلبهام‬ ‫والتكلف فالحياة عنده تجربة جمالية ما فيها من جمال‬ ‫زرع ونبات وزهور على حوائط القصر كما زخرفوا أرضياته‬ ‫برسومات زاهية األلوان تمثل األحراش وبها الماشية‬ ‫تقفز بين سيقان البردى والبط على وشط أن يطير ‪.‬‬ ‫وعلى غير العادة في طيبة نحت اخناتون المقابر الملكية‬ ‫ومقابر الكهنة واألشراف في الجبل الشرقى ‪ ،‬ال الجبل‬ ‫الغربى وزينها برسمات الحياه اليومية والطبيعية وليس‬ ‫برسومات تمكن الموتى من االنتصار على أعداء اآلخرة ‪.‬‬ ‫الفن اآلتونى‪:‬‬ ‫ ثورة اخناتون الدينية تتمثل فيها البساطة والواقعية ‪.‬‬ ‫فمثال نجد منظرا يمثل اخناتون ونفرتيتى وهما يجلسان‬ ‫في استرخاء والملكة تقرب من أنف زوجها زهرة اللوتس‬ ‫ليستنشقها ونالحظ عدم التكلف ونجد فيها فلسفة‬ ‫الفن الواقعى وكانت فلسفة اخناتون كما جاء في‬ ‫تعاليمة "الحياة في الحقيقة" أي تصوير الواقع ألن في‬ ‫هذا اخالصا للعالم الواقعى والحياة اإلنسانية ‪.‬ومن هنا‬ ‫كانت ثورته في الفن تطبيقيا لعقيدتة الدينية في إيمانه‬ ‫بالحقيقة ‪.‬‬ ‫ أن فن تل العمارنة هو تصوير الشئ كما هو – أما قبل ذلك فقد‬ ‫كان الفن مقيدا بتصوير الشئ حسب أهميتة وعالقتة بالتقاليد‬ ‫وتصورة في الذهن ‪.‬ومن آيات هذا الفن الواقعى نجد الملك‬ ‫والملكة يركبان المركبة والملكة تقبل الملك بينما تميل‬ ‫األميرات على مقدمة العربة تحث بالعصا الجواد على السير‬ ‫ونجد في المأدبة التي أقامها اخناتون لوالدته الملكة "تى"‬ ‫الملك يتناول الطعام وتمسك نفرتيتى ببطة في يدها تلتهمها‬ ‫والملكة "تى" تحاول أن تقرر ما إذا كانت تأخذ شيئا من المائدة‬ ‫أم تتناول احدى الكعكات التي تقدمها األميرة الصغيرة الجالسة‬ ‫تحت قدميها ‪.‬وبنات الملك األخريات يجلسن على األرض‬ ‫لتسلية أنفسهن باللعب ‪.‬هذا هو فن تل العمارنة ‪.‬أنها ثورة‬ ‫جديدة في الفن وصرخة بعيدة كل البعد من أي شيء في‬ ‫الفن المصرى القديم من قبل ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫لم يخجل اخناتون أن يعرف الناس عن حبه للملكة‬ ‫نفرتيتى ‪.‬كان يسميها "سيدة سعادتة" ‪ ،‬طسيدة‬ ‫األناقة" ‪" ،‬وزوجة الملك العظيمة المحبوبة منه" وعلى‬ ‫هدى هذه الفلسفه نحت الفنان "تحتمس" رأس الملكة‬ ‫نفرتيتى ‪ ،‬الموجود األن في متحف برلين والذى يعتبر‬ ‫أحد روائع فن النحت في العالم أجمع حتى األن ‪.‬‬ ‫ مات اخناتون في سن الثالثين ‪ ،‬تاركا وراءه الصراع‬ ‫في الداخل واإلضطراب في الخارج بعد أن حكم‬ ‫سبعة عشر عاما ‪.‬وبموته عام ‪ 1358‬ق‪.‬م تولى‬ ‫الملك من بعده‬ ‫"توت غنخ آمون" حيث ترك تل العمارنة إلى طيبة‬ ‫وخضع لسيطرة كهنة آمون بعد أن غير اسمة ‪.‬‬ ‫ من المعروف أن المعبد الكبير الذى بناه "اخناتون"‬ ‫في حرم الكرنك ‪ ،‬قد هدمه الملك "حور محب"‬ ‫أول ملوك األسرة ‪ 19‬ليمحو كل أثر من آثار اآلتونية‬ ‫وعثر على أحجار هذا المعبد ‪.‬‬ ‫المعمارى والفنان وعمله عند القدماء المصريين ‪:‬‬ ‫ الرسم المعمارى‬ ‫ ان كان فيما خلفه لنا قدماء المصريين من األثار والكنوز الثمينة ما‬ ‫أعجز العالم في كافة العصور وأوقفه أمامها مأخوذ بالقوة والقدرة التي‬ ‫تتجلى في آثارهم إلى جانب الدقة والمهارة مع البساطة في التعبير‬ ‫وسالمة الذوق ففي مخلفاتهم العلمية ما يوازى العلم الحديث أو يرده‬ ‫في أسسه ومبادئة إلى ما وضعوه هم من مقاييس وقوانين ‪ ،‬ففي‬ ‫تلك الرسوم العديدة الدقيقة التي خلفوها على حوائط مقابرهم‬ ‫ومعابدهم وأدوات معيشتهم كاألثاث واألوانى واألختام سجل شامل‬ ‫لتاريخهم المندثر مفسر ألحوال معيشتهم ‪ ،‬عاداتهم وعوائدهم ‪،‬‬ ‫علومهم ومعارفهم ‪.‬‬ ‫ وبين تلك الرسومات العديدة كثير من صور مبان دينية معاصرة‬ ‫أو قديمة بطل تشييدها واستمرا في رسمها ألغراض دينية ‪،‬‬ ‫وبعض صور لمساكنهم التي اندثرت معالمها ولم يبق منها إال‬ ‫رسومها التي ال يمكن دراسة المساكن في عهدهم إال عليها ‪.‬‬ ‫ولدينا أالف من هذه الرسومات تمثل مبان دينية أو مدنية أو‬ ‫عسكرية أو تفاصيل إنشائية ترجع إلى أقدم العصور من عهد ما‬ ‫قبل األسرات "سنة ‪ 3200‬ق‪.‬م" ‪.‬‬ ‫ فعرفوا االسقاط األفقى والقطاعات والمقاييس والقليل عن‬ ‫النسبة في التعبير وخرجوا من ذلك إلى طريقتهم الفريدة في‬ ‫توقيع االسقاط األفقى على الرأسى بدون تقيد في مراعاة‬ ‫النسب ‪.‬‬ ‫أدوات الرسم ‪:‬‬ ‫ كانت في غاية البساطة تقتصر على فرشة أسنان من البوص‬ ‫ولوحة خشبية حاملة لأللوان وهذه على شكل أقراص من الحجر‬ ‫المسحوق المضغوط تستعمل مع محلول من الصمغ والماء أو بياض‬ ‫البيض ‪ ،‬لم يعرف المصرى المسطرة لرسم خطوط بل للقياس فكان‬ ‫يلجأ إلى حبل أو خيط يضعة في مسحوق أحمر أو أصفر ثم يشدة‬ ‫حيث يريد رسم خط مستقيم على الطريقة المتبعة األن عند البنائين‬ ‫والنقاشين‬ ‫‪:‬‬ ‫قواعد الرسم‬ ‫من أهم قواعد الرسم المعمارى قاعدة االسقاط المتبعة في كل رسوماتنا‬ ‫ ‬ ‫الهندسية الحديثة عرفها المصرى ولكنة لم يتقيد بها إال نادرا القتصارة على رسم‬ ‫واحد لمبنى يكون أساسة مسقطا رأسيا أو أفقيا ولما كان غرض الفنان المصرى‬ ‫من رسمة اظهار كل ما امكنه من النظام الخارجي أو الداخلى أو التفاصيل أو األثاث‬ ‫سواء كانت ظاهرة للعيان أو غير ظاهرة إلتجأ إلى طريقة خاصة وهى الجمع بين‬ ‫االسقاطين الرأسى واألفقى في رسم واحد ‪.‬‬ ‫كما طبق المصريون القدماء نظرية المساكن الجاهزة والسابقة التجهيز‬ ‫ ‬ ‫في بناء مدن بأكملها ومن أقدم أمثلتها التي ظهرت متطورة علميا مدينة "خنت‬ ‫كاوس" احدى المدن التي بنيت في األسرة الرابعة ‪ 2565‬ق‪.‬م التي بنيت لتأوى‬ ‫عمال بناة األهرامات ومعابدها الجنائزية كانت فكرة اقامتها بنظرية المساكن‬ ‫الجاهزة العمل على سرعة اقامتها وتجهيزها ثم سهولة فكها بعد االنتهاء من‬ ‫القيام بغرضها ثم اهدائها للعمال والفنيين الذين قاموا ببناء األهرامات لينقلوا‬ ‫مساكنهم إلى قراهم ومدنهم التي أتو منها ليعملوا في خدمة اإلله ‪.‬‬ ‫ ويعبتر أيضا حجر رشيد من أهم المراجع التاريخية عثر عليه‬ ‫أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام ‪ 1799‬بالقرب من مصب‬ ‫فرع رشيد وقد نقل إلى بريطانيا عام ‪ 1802‬م في المتحف‬ ‫البريطاني وهو عبارة عن كتلة من البازلت طولها ‪ 113‬سم‬ ‫وعرضها ‪ 75.5‬سم وسمكها ‪ 17.5‬سم ‪ ،‬مكتوب على وجه‬ ‫الحجر نقوش باللغة المصرية القديمة‬ ‫ (خط هيروغليفى أو الخط المقدس) واللغة اليونانية عبارة عن‬ ‫نسخة من مرسوم أقرة المجمع العام للكنهة المصريين بمنف‬ ‫احتفاال بالذكرى األولى لتتويج الملك بطليموس الخامس ملكا‬ ‫على مصر عام ‪ 196‬ق‪.‬م وقد أشاد الكهنة بفضل هذا الملك‬ ‫العظيم على المصريين عامة والكهنة خاصة حيث منحهم الهدايا‬ ‫والعطايا والهبات ووزع عليهم األوقاف ومنحهم اقطاعيات ‪،‬‬ ‫وسجل الكهنة قرارهم على هذا النحو الذى يقضى بإقامة‬ ‫التماثيل للملك بطليموس الخامس في المعابد واالحتفال‬ ‫بميالده وتتويجه ‪.‬‬ ‫كتاب الموتى ‪Book Of The Dead‬‬ ‫ ويعتقد الكثير من المؤرخين والعلماء من رجال‬ ‫الدين أن أول كتاب عرفته البشرية هو "كتاب‬ ‫الموتى" للحكيم انى ‪ "UNI‬والذى يرجع‬ ‫تاريخة إلى ما قبل فجر الحضارة نفسها‬ ‫حوالى ‪ 4100‬ق‪.‬م أي ما قبل عصر األسرات‬ ‫وفى المتحف البريطاني بلندن بردية واحدة‬ ‫من كتاب الموتى طولها ‪35‬م وعرضها ‪ 40‬د‪.‬م‬ ‫مدونة باللغة الهيروغليفية وبالرسومات‬ ‫والنقوش المعبرة الزاهية األلوان ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ يصف كتاب الموتى ‪Book Of The Dead‬للحكيم انى‬ ‫الذى كتبه بخطه قصة الخليقة نفسها ويشرح سر الوجود‬ ‫اإلنسانى أي فلسفة الروح والجسد برسم هرم مكون من‬ ‫ثالث مصاطب ‪-:‬‬ ‫ العليا هي الروح – با ‪ :‬ويعلوها السماء – بت ‪.‬‬ ‫وتتمثل الروح في العقل واإليمان والضمير ‪.‬‬ ‫ والمصطبة الوسطى هي النفس – كا ‪:‬‬ ‫وهى الواسطة بين الروح والجسد وتتمثل النفس في‬ ‫الحواس الظاهرة والباطنة والغرائز واالنفعاالت ‪.‬‬ ‫ والمصطبة السفلى هي المرتبطة باألرض ‪:‬‬ ‫ألنها خرجت منها وهى جهاز التنفيذ وصحة الجسد وطبيعته‬ ‫من طبيعة النفس ‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser