مقرر تاريخ الفن 1 - د. غادة محمد و د. أسماء عصام (2025/2024) PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

2024

غادة محمد فتحي, أسماء عصام جبر

Tags

فنون ما قبل التاريخ تاريخ الفن الفنون المصرية القديمة فنون الشرق القديم

Summary

هذا المقرر الدراسي لعلم تاريخ الفن يتناول فنون ما قبل التاريخ و فنون مصر القديمة، الدولة القديمة، الدولة الوسطى، والدولة الحديثة. يُقدم المقرر نظرة شاملة على فنون الشرق القديم. يُركز على فنون النحت والتصوير في العصور الحجرية.

Full Transcript

‫مقرر مادة‬ ‫تاريخ الفن (‪)1‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬غادة محمد فتحي‬ ‫د‪ /‬أسماء عصام جبر‬ ‫‪2025/2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫‪2‬‬ ‫المحتويات‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫‪4‬‬...

‫مقرر مادة‬ ‫تاريخ الفن (‪)1‬‬ ‫الفرقة الثانية‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬غادة محمد فتحي‬ ‫د‪ /‬أسماء عصام جبر‬ ‫‪2025/2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫‪2‬‬ ‫المحتويات‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫‪4‬‬ ‫الفنون البدائية‬ ‫‪18‬‬ ‫الفنون المصرية القديمة ‪:‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الدولة القديمة‬ ‫‪34‬‬ ‫الدولة الوسطى‬ ‫‪49‬‬ ‫الدولة الحديثة‬ ‫‪88‬‬ ‫الفنون اإلغريقية‬ ‫‪115‬‬ ‫الفنون الرومانية‬ ‫‪126‬‬ ‫الفنون القبطية‬ ‫‪3‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫كان التعبير الفني‪ ،‬على إختالف أنماطه وأشكاله ومضامينه‪ ،‬ملهما ً حقيقيا ً وميدانا ً من ميادين المعرفة‬ ‫شغل أذهان الباحثين في فنون الشرق القديم ‪.‬وكان الفن من أهم وسائل التعبير لدى الفنان الشرقى القديم‬ ‫معطيا ُ ميراثا ً ضخم من األعمال عبرالفنان القديم من خاللها عن ما يدور بمخيلتة من أفكارورغبات‬ ‫ومخاوف ‪,‬كانت بمثابة الرسائل التى يسجل بها إنفعاالتة ومعتقداتة وأفكاره وتاريخه ‪ ,‬فكانت تلك‬ ‫المشاهد التى سجلها هى الوسيلة األكثر شيوعا وقربا منهو هى حلقة الوصل التى تتميز بقدرة إتصالية‬ ‫بث مشاغله و مواقفه إتجاه القضايا التي تهمه و التي‬ ‫عالية جعلتها وسيلة للتعبيرالتى يستغلّها مـن أجل ّ‬ ‫تعكس بدورها البيئة التي تحيط به ‪.‬‬ ‫الفنون البدائية ‪:‬‬ ‫تمثل فنون ما قبل التاريخ أقدم المظاهر الفنية التي عرفتها البشرية ‪ ،‬ومن ثم تعد من أهم األسس في‬ ‫دراسة نشأة الفن وتعريفه ‪ ،‬ومهما اختلفت اآلراء في تعريف الفن فمن الحقائق أن اإلنتاج الفني‬ ‫متوفروغزير ومستمر ‪ ،‬كما أن الفنانين كثيرون لم يخل منهم عصر من العصور أو قطر من األقطار‪.‬‬ ‫وربما كان أقرب تعريفات الفن إلى الصدق هو أن الفن تعبير ممتع معبر عن إحتياج وعاطفة إنسانية ‪،‬‬ ‫ويخضع تشكيل العمل الفني ألسلوب شخص ‪ ،‬وطابع قوم ‪ ،‬وروح عصر ‪ ،‬وإذا جـردنـا اإلنتاج الـفـنـي‬ ‫مـن الـتـأثـيـرات االجتماعية نجده يتألف من عناصر ثالثة يتداخل بعضها في بعض بحيث تكون وحدة‬ ‫في التصميم ال تتجزأ هي الفكرة ‪ ،‬والتعبير ‪ ،‬والزخرفة ‪.‬ويقصد بالفكرة الموضوع الذي يشكله الفنان ‪،‬‬ ‫وبالتعبير تصور الفنان للفكرة وترجمته لها ‪ ،‬وبالزخرفة تزويد التصور بتصوير جميل ‪ ،‬ومن ثم فمن‬ ‫المستحيل الفصل بين هذه العناصر الثالثة ‪ ،‬والبد أن تتحد معا ً في التصميم دون تنافر ‪.‬‬ ‫ومع ذلك ال يمكن أن يستغني الفنان عن المهارة الحرفية لكي يحقق التصميم المناسب أو باألحرى أنسب‬ ‫تصميم ‪.‬‬ ‫وإذا كانت المنتجات الفنية في عصور ما قبل التاريخ تتمثل فيها هذه العناصر الثالثة‪ ،‬فإنها في الوقت‬ ‫نفسه خضعت لتأثير المجتمع والبيئة والمعتقد حيث تتحول إلى طرازا فنية متميزة ‪.‬‬ ‫كانت أوروبا هي موطن هذا الفن ذات الطابع الخاص منذ أواخر العصر الحجري القديم‪ ،‬وكانت في ذلك‬ ‫الوقت تختلف في شكلها العام ومناخها‪ ،‬وبالتالي في إنتاجها االقتصادي عنها فى العصور التاريخية‪.‬‬ ‫فمن ناحية الشكل الجغرافي كانت فرنسا متصلة ببرطانيا فى الشمال وبقبرص في الجنوب‪ ،‬وربما لم‬ ‫تكن القارة نفسها قاد تم إنفصالها عن أفريقيا عند أسبانيا وصقلية وإيطاليا‪.‬ومن ناحية المناخ‪ ،‬كان الجو‬ ‫أشد برودة‪ ،‬وكان الجليد يكسو شمالي أوروبا طول السنة‪ ،‬وجنوبيها في جزء كبير من السنة‪.‬‬ ‫وتركز اإلنسان في المنطقة الواقعة شمالي وجنوبي جبال البرانس‪ ،‬ولو أنه كان منتشرا في باقي أنحاء‬ ‫القارة‪ ،‬وربما تركز في هذه المنطقة لغناها بالكهوف التي كانت تؤويه‪.‬وكان يعتمد في معيشته على صيد‬ ‫الحيوان الذي لم يكن قد استأنسه‪.‬ولما كان الشتاء في ذلك العصر طويال قاسيا‪ ،‬كان اإلنسان يقوم أثناء‬ ‫الصيف برحالت صيد قصيرة نحو الشمال حيث حدود الجليد‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ويقسم العلماء أواخر العصر الحجري القديم إلى عصور حضارية كان لكل منها دوره في تشكيل إنتاجه‬ ‫الفني‪.‬‬ ‫وينقسم هذا العصر إلى أزمنة أربعة يتميز كل منها بحضارة خاصة؛ وقد سميت حسب أماكن معينة في‬ ‫فرنسا وجد بشكل واضح المخلفات األثرية للحضارة المقصودة‪ ،‬وأقدمها العصر ألورجناسي‪ ،‬ويليه‬ ‫السولتري‪ ،‬وبعده المجداليني ثم األزيلي‪.‬‬ ‫ويمكن أن يقسم كل من هذه العصور إلى أزمنة حضارية فرعية وذلك حسب اختالفات أدق في األدوات‬ ‫التي وجدت في الطبقات المتتابعة في نفس الجهة ‪ ,‬فقسم العصر األورجناسي إلى أورجناسي أسفل وهو‬ ‫أقدمها ألن سفلى الطبقات أقدمها‪ ،‬ثم أورجناسي أعلى ويسمى أحيانا ً بالبريجوردي ؛أما المجداليني فيقسم‬ ‫عادة إلى ستة أزمنة ‪ :‬أقدمها المجداليني األول ‪،‬وأحدثها المجداليني السادس ‪.‬‬ ‫واستطاع العلماء دراسة حياة اإلنسان في هذا العصر بفضل ما عثرعليه من مخلفات أثرية في حوالي‬ ‫خمسة آالف موقع‪ ،‬وعثر في نحومائتي موقع منها على مخلفات ذات قيمة فنية‪ ،‬وكان كثير من هذه‬ ‫األماكن غنيا ً بتحفه الفنية حتى إنه عثر في بعضها على أكثر من ثالثمائة تحفة‪.‬وساعدت اآلثار األخرى‬ ‫على دراسة هذه التحف الفنية بخاصة‪،‬وتفسير الغرض من الفن بعامة؛ وكانت هذه التحف الفنية مطمورة‬ ‫في طبقات الحقب الحضارية في المغارات التي كان يقطنها اإلنسان في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫وترجع المنتجات الفنية بصفة عامة إلى فرعين أساسيين في فروع الفن ‪:‬‬ ‫هما النحت والتصوير ‪ ,‬ويشمل اإلنتاج المنحوت تماثيل كاملة وبارزة ومحفورة‪ ،‬وهي أحيانا ً مستقلة‬ ‫بذاتها أو متصلة بأدوات ‪.‬‬ ‫أما اإلنتاج المصور فيشمل صورا ً جدارية في الكهوف والمآوي الصخرية ‪ :‬بعضها محفور‪ ،‬والبعض‬ ‫اآلخر مرسوم باأللوان‪.‬‬ ‫ولم يكن لإلنسان في هذا العصر تحف معمارية ألنه لم يسكن إال في الكهوف والمغارات الطبيعية‪ ،‬ولذا لم‬ ‫يكن هناك ما يحفزه إلى البناء وإن كان قد نسب إليه عمل بعض شرك الصيد ‪.‬‬ ‫ومما يستدعي االنتباه أن هذا اإلنسان أنتج فنا ً قبل أن يكون له لغة مكتوبة‪ ،‬ولم يكن يعرف الزراعة أو‬ ‫استئناس الحيوان‪ ،‬أو صناعة اآلنية الفخارية أو األدوات المعدنية‪ ،‬أو يسكن بيوتا ً مبنية‪ ،‬أو يستر جسدة‬ ‫برداء منسوج‪ ،‬أو يأكل طعاما ً مطهيا‪.‬ومع ذلك ابتدع فنا ً له جماله وتعبيره ويعد في الوقت نفسه صدى‬ ‫لظروفه المعيشية ‪.‬‬ ‫وإذا كانت فنون اإلنسان في العصر الحجري القديم متأثرة بالبيئة التي عاش فيها فهي في الوقت نفسه‬ ‫كان لها أثرها في تطوير مجتمعه وذلك بفضل ما اختصت به من إبداع ‪.‬‬ ‫والحق أن الفن الصادق يتميز بصفة أساسية باالبتكار وربما كان هو أكثر األعمال البشرية ارتباطا ً بهذه‬ ‫الميزة بحيث إذا خال العمل الفني من االبتكار أو الجديد انتفت عنه صفة الفن‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن ازدهار الفن في مجتمع ما يشيع فيه بصفة عامة روح االبتكار مما يمهد السبيل إلى القدرة‬ ‫على االختراع وتقبله‪ ،‬وبالتالي إلى التقدم الحضاري الذي يحدث بفضل إختراع الجديد نظريا ً أو ماديا ً إذ‬ ‫من المالحظ أن النهضات االجتماعية في جميع العصور سبقها مباشرة ازدهار فني كان بمثابة تمهيد لها‬ ‫لما يتميز به الفن من خاصية االبتكار‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ومن أبرز األمثلة على ذلك االزدهار الفني في العصر الحجري القديم الذي كان تمهيدا ً للتطور البشري‬ ‫في العصر الحجري الجديد وعصر البرونز والحديد‪ ،‬كما سوف يتضح في هذه الدراسة عن فنون ما قبل‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫وقسمت العصور الحجرية إلى ثالث أقسام ‪:‬‬ ‫وقسم العلماء المخلفات الحضارية إلي حقبات متتالية تبعا لتطور المواد المختلفة التي إستخدمها األنسان‬ ‫البدائي في عمل أدواتة الخاصة ‪:‬‬ ‫‪-‬الحجري القديم األسفل (الباليو ثيك ) ‪:‬‬ ‫إستخدم فيها االدوات من الحجر المنحوت نحتا بسيطا في عمل أدواتة للصيد‪.‬‬ ‫‪ -‬الحجري الوسيط (الميزوليثيك ) ‪:‬‬ ‫إستخدمت األدوات الحجرية المصقولة واالكثر تهذيبا مع أستخدام االدوات المصنوعة من العظام إلي‬ ‫أستخدام أفرع االشجار ‪.‬‬ ‫‪ -‬العصر الحجري االعلي أو الحديث (النيوليثك ) ‪:‬‬ ‫إستخدم النحاس في عمل األدوات إلي جانب االدوات الحجرية وعرف فيها الزراعة وعرف االستقرار‬ ‫وتحول من الصيد الي الزراعة وعرف الطين وصناعة الفخار ‪.‬‬ ‫النحت في العصور الحجرية ‪:‬‬ ‫كان اإلنتاج المنحوت أوسع انتشارا ً من الصور الحائطية إذ عثر على التحف المنقولة في أماكن منتشرة‬ ‫في أوروبا من أقصاها إلى أقصاها ‪.‬ومن أهم األماكن التي عثر فيها على تحف من هذا النوع لوچري‬ ‫باس ومادلين وكرومانيون وبعض الكهوف والمآوي الصخرية األخرى في دوردوني بفرنسا ‪.‬‬ ‫وقد وجد أن التحف عريقة في القدم ‪ ،‬وأقدمها يرجع إلى العصر األورجناسي األسفل ‪ ،‬وتكثر في العصر‬ ‫المجداليني ال سيما المجداليني الرابع ‪ ،‬وتقل جدا ً في العصر السولتري مما يرجح الظن بأن اإلنسان‬ ‫السولتري لم يكن مياالً إلى الفنون ‪.‬‬ ‫وكان اإلنتاج المنحوت يشمل تماثيل منحوتة من جهة ورسوما ً بارزة أو محفورة من جهة أخرى ‪.‬‬ ‫التماثيل ‪:‬‬ ‫أما التماثيل فكانت صغيرة وتصنع غالبا ً من الحجر والطمي والعاج والعظم والقرون ‪.‬وكانت التماثيل‬ ‫الحجرية تلون أحيانا ً برسومات مصورة أو حليات محزوزة ‪.‬وعنى النحات بتمثيل اإلنسان عامة‬ ‫وبالمرأة خاصة إذ كانت تماثيل النساء التي عثر عليها أكثر وأوسع انتشارا ً من تماثيل الرجال كما اهتم‬ ‫كذلك بصنع تماثيل الحيوانات المختلفة التي كانت تعيش في عصره ‪.‬‬ ‫التماثيل اآلدمية ‪:‬‬ ‫عثر على تماثيل لنساء ورجال من العصر األورجناسي منها « الرأس » ويطلق عليه اسم غادة‬ ‫براسمپوي وويطلق عليه في براسمبوي بمقاطعة الند في جنوب غرب فرنسا وهو من عاج حيوان‬ ‫‪6‬‬ ‫الماموث ويمثل رأس فتاة صفف الشعر فيه على شكل خطوط متقاطعة في إظهار المعالم الرئيسة فيه ‪،‬‬ ‫وتجنب تحديد التفاصيل فلم يعن بإظهار الفم بتاتا ً ‪ ،‬أما األنف والعينان والحاجبان فاكتفى بإظهارها‬ ‫إظهارا ً تخطيطيا ً ‪.‬‬ ‫ومن العصر نفسه عثر على تمثال من العاج يمثل امرأة وقد أطلق عليه أيضا ً اسم غادة براسمپوي وذلك‬ ‫حسب الجهة التي عثر عليه فيها ‪.‬وعثر على تمثال المرأة يرجع إلى العصر األورجناسي الوسيط وهو‬ ‫تمثال صغير من الحجر وجد في سيريل بدوردوني في فرنسا وهو يمثل جذعا ً كامالً ألنثى تقوست فيه‬ ‫الذراعان والرجالن وقل بروز الثديين واشتد بروز أعلى الفخذين إلى الخلف ‪.‬‬ ‫أما رأس التمثال فقد حطم ولم يبق منه إال خصلة قصيرة من الشعر ‪ ،‬والجذع ضيق من األمام والخلف‬ ‫ومتسع من الجانبين ‪ ،‬ويخترق جانبيه العريضين ثقوب مما يرجح كان معلقا ً إما كتميمة وإما على سبيل‬ ‫الزينة وربما للغرضين معا ً ‪.‬‬ ‫ولجأ الفنان إلى تحوير الذراعين والرجلين بحيث بدت قصيرة وملتصقة بالجسم ‪ ،‬ربما ليجمع بين‬ ‫األعضاء والجذع حتى يكون الشكل وحدة متصلة ‪.‬وساعد ذلك على عدم تلفها وبذلك أمكن حفظها‬ ‫عشرات اآلالف من السنين ‪ ،‬وربما يرجع تحطم رأس التمثال إلى عدم ارتباطه بالجذع هذا االرتباط‬ ‫المتين ‪.‬ويالحظ أن الفنان قد نجح في إظهار األجزاء التي تهمه عن طريق الخطوط المنحنية الجميلة كما‬ ‫كان موفقا ً بعض التوفيق في وصل الفخذين بالجذع من األمام والجانبين وذلك على الرغم من التحوير‬ ‫الواضح ‪.‬‬ ‫غير أن كثيرا ً من التماثيل اآلدمية ترجع إلى العصر األورجناسي األعلى أو المتأخر ومن هذه التماثيل‬ ‫غادة لسبيج وعثر عليها في كهوف ريدو في لسپيج بهوت جارون في فرنسا ‪.‬وهذا التمثال أحدث كثيرا ً‬ ‫من تمثال غادة سيريل وصناعته جيدة ‪ ،‬والشكل محور تحويرا ً كبيرا ً ‪.‬وتبدو السيدة مرتدية رداء يستر‬ ‫أسفل ظهرها ‪ ،‬والفخذان بارزتان من الجانبين مما يزيد في تحويرها وربما لجأ المثال إلى ذلك نظرا ً‬ ‫لضيق التمثال من الجانبين ‪.‬‬ ‫والرأس صغير جدا ً ذو وجه بيضاوي محور ال تظهر به مالمح ‪ ،‬ويتدلى الشعر على الظهر ‪ ،‬والثدي‬ ‫شـديـد االنـخـفـاض إلـى أسـفـل ويـتـدلـى الـذراعـان مـن أعـاله أمـا الـرجـالن فهما مجردتان بشكل كبير‬ ‫وشديدتا التحوير وقصيرتان وينقصهما القدمان ‪.‬‬ ‫وعلى العموم فالشكل العام شديد التحوير إذ عني الفنان بإيضاح األجزاء التي تهمه فزاد في حجمها بينما‬ ‫بالغ في تجريد األجزاء األخرى ‪ ،‬ذلك وفق في إظهار الشكل العام وفي مراعاة التناسب بين األحجام‬ ‫والكتل ‪ ،‬كما أعطى التمثال شيئا ً من الحيوية وذلك بفضل استخدامه للتقوسات و المنحنيات ‪.‬‬ ‫ويالحظ أن جميع التماثيل الصغيرة األخرى وجدت إلى الشرق من ذلك ‪.‬ومن أشهرها مجموعة ترجع‬ ‫إلى العصر األورجناسي األعلى عثر عليها في جريمالدي ومنها عدة تماثيل صغيرة كشف عنها في‬ ‫منتون الفرنسية بالقرب من الحدود اإليطالية وأحدها تمثال من الحجر ويمثل أنثى ويمت بصلة كبيرة‬ ‫لغادة لسپيج ‪.‬وفيه تضخمت الثديان والبطن وأعلى الفخذين ‪ ،‬وخال الوجه من المالمح كما ناسب المثال‬ ‫بين األحجام وعني بالخطوط المقوسة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وإلى الشرق من ذلك في وسط أوروبا عثر على كثير من تماثيل نساء ذات شكل مختلف ومن أشهرها‬ ‫تمثال يرجع إلى العصر البريجوردي عثر عليه بالقرب من فلندورف على الدانوب‪.‬وهو من الحجر‬ ‫الجيري وصغير الحجم و فى حالة جيدة جدا ً ‪.‬ويمثل امرأة بدينة قصيرة الرجلين ذات ذراعين‬ ‫صغيرتين منثنيتين ضخمتين وذات شعر مصفف على هيئة حبات ‪ ،‬وتفادي الفنان تصوير الـوجـه بـأن‬ ‫أمـال الـرأس إلى األمام مـثـلـه مـثـل بـاقـي الـفـنـانـيـن فـي الـعـصـر األورجناسي الذين كانوا يهملون‬ ‫تفصيل مالمح الوجه ؛ إال أنه قد بالغ في ذلك بتفادي تمثيل الوجه كله ‪.‬‬ ‫وفي التمثال تناسب موفق بين األحجام والكتل يدل على ذوق ومهارة ‪.‬وهو محور مثل غادة لسبيج إال‬ ‫أنه يختلف عنها في مظهره اختالفا ً كبيرا ً ‪.‬ويعتقد أن هذا التمثال يمثل تصور اإلنسان في العصر‬ ‫الحجري القديم للجمال المثالي عند المرأة ‪.‬‬ ‫ومن العصر المجداليني عثر على تماثيل أخرى نذكر منها على سبيل المثال التمثال المسمى بغادة قبراج‬ ‫الذي اكتشف في قبراج في شمال فرنسا تمثال صغير من العاج مهشم الرأس ‪.‬وهو قليل التحوير بالنسبة‬ ‫إلى تماثيل النساء في العصر األورجناسي ‪.‬كما مثل نساء على جدران الكهوف بالنحت البارز ‪.‬‬ ‫وهذا النوع من التماثيل باإلضافة إلى تماثيل النساء األخرى التي سبقت اإلشارة إليها والتي عثر على‬ ‫بعضها في طبقات العصر األورجناسي األسفل ترجح أنه قد كان هناك قبل بداية العصر األورجناسي‬ ‫تقاليد فنية راسخة يمكن اعتبارها صدى لألفكار المتصلة بالتناسل الذي ال بد وأنه قد استحوذ على ذهن‬ ‫اإلنسان في ذلك العصر كما ظل يشغله بعد ذلك في جميع العصور ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن تماثيل النساء كانت أعم وأوسع انتشارا ً فقد عثر أيضا ً على بعض تماثيل لرجال‬ ‫ومنها تمثال نحت في قمة عصا مثقوبة يمثل رأس رجل وجد في بالكارد بشارنت في غرب فرنسا ‪،‬‬ ‫ويرجع إلى العصر المجداليني الثالث‪.‬‬ ‫تماثيل الحيوانات ‪:‬‬ ‫إلى جانب التماثيل اآلدمية عني الفنان فى العصر الحجري القديم بنحت تماثيل الحيوانات ‪ ,‬وكان الفنان‬ ‫هنا أميل إلى تقليد الطبيعة منه في التماثيل اآلدمية‪.‬ويرجع أقدم هذه التماثيل الحيوانية إلى العصر‬ ‫األورجناسي إال أن العصر المجداليني الرابع كان أغنى العصور القديمة وأهمها من هذه الناحية ‪.‬وأغلب‬ ‫تماثيل هذا العصر مصنوع من قرون الوعل ‪ ،‬وبعضها من العاج أو العظم ‪.‬‬ ‫ويتضح من دراسة هذه التماثيل األسلوب الفني المتميز الذي بلغه فن النحت في مجال تماثيل الحيوان ‪.‬‬ ‫ومن تماثيل الحيوانات التي ترجع إلى هذا العصر المجداليني الرابع من العاج عثر عليه في إسبليج في‬ ‫هوت پرنيز ويمثل حصانا ً جميالً فيه محاكاة للطبيعة ‪ ،‬وصناعته متقنة ‪.‬وفضالً عن توفيق الصانع في‬ ‫إظهار الشكل العام نجح في التعبير عن تفاصيل رأس الـحـيـوان باإلضافة إلى اهتمامه بالتعبير عن‬ ‫سمات الحصان وشعره ‪ ،‬وتمثال لقط وحشي من العظم عثر عليه في اسـتـورنز في باس پرنيز ويرجع‬ ‫إلى العصر المجداليني الرابع‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫واهتم الفنان هنا بالشكل العام الذي يبدو جامدا ً متصلبا ً غير أن حركة الرأس ال بأس بها ‪.‬ويشاهد على‬ ‫جسم الحيوان ثقوب مما يرجح ان التمثال كان يعلق منها ويحمل‪.‬‬ ‫والسهام المحزوزة في جسم الحيوان تلقي بعض الضوء على الغرض الذي كان يرمي إليه اإلنسان في‬ ‫العصر الحجري القديم من تمثيل أو تصوير الحيوانات التي كان يسعى لصيدها ويعتمد عليها في حياته ‪،‬‬ ‫ومن المعتقد أن اإلنسان القديم كان يرى أن رسم السهام على تمثال الحيوان أو صورته نوع من السحر‬ ‫يخضع الحيوان الحي تحت سيطرته ويوقعه في قبضته ‪.‬‬ ‫ومن هذه التماثيل تمثال بيزون أو بقر وحشي نحت في رأس أداة ‪ ،‬من قرن الوعل عثر عليه في مادلين‬ ‫في دوردوني ويرجع إلى نفس العصر وإذا كان القط الوحشي السابق جامد الحركة متصلب الجسم فإن‬ ‫هذا البيزون قد صور في حركة إذ يرى وقد أدار رأسه إلى الخلف وهذه حركة يندر تمثيلها في الفنون‬ ‫القديمة ‪ ،‬والشكل العام محور تحويرا ً جميالً ‪.‬بالحيوية ‪ ،‬ويالحظ هنا البراعة في الوصل بين تمثال‬ ‫الحيوان وباقي األداة ‪.‬‬ ‫هذا وعرف هذا النوع من األدوات في العصر المجداليني الرابع ‪ ،‬وكانت رأس األداة تصنع على شكل‬ ‫حيوان أو طائرأو جزء منه ‪.‬ومنها رأس حصان من قرن الوعل عثر عليه في ماس دازيل في أربيج‬ ‫ويرجع إلى العصر المجداليني الرابع‪.‬‬ ‫ويشهد هذا الرأس للفنان القديم بالبراعة في تمثيل الحيوان تمثيالً طبيعيا ً وفي التعبير عن الحركة ‪.‬وعلى‬ ‫الرغم من التحوير وفق الفنان في إظهار حركة البيزون رأسه إلى الخلف وكان من غير شك أشد توفيقا‬ ‫في التعبير عن أثناء ثني الفعل والحركة في رأس هذا الحصان في حالة الصهيل وذلك على الرغم من‬ ‫تحوير الشكل العام ‪.‬هذا وعثر على جدران بعض الكهوف نحت بارز يمثل بعض الحيوانات ‪.‬‬ ‫الرسوم المحفورة ‪:‬‬ ‫إلى جانب التماثيل الكاملة أو البارزة اكتشفت كتل حجرية أو عظمية أو عاجية ـ عليها صور لحيوان أو‬ ‫إنسان بعضها محفور حفرا ً منخفضا ً أو بارزا ً ‪ ،‬وبعضها محزوز ‪ -‬تتفق مع التماثيل الكاملة من حيث‬ ‫الزمن واالنتشار ‪.‬كما وجدت أدوات كعصي وغيرها حفر عليها صور أو زخارف ‪.‬‬ ‫وصور الحيوانات على األدوات منقوشة في الغالب بمهارة ‪ ،‬وخطوطها تدل على براعة الفنان وثقته‬ ‫بنفسه ‪ ،‬والفراغ مظلل باتقان ودقة ‪ ،‬وخطوط التظليل موزعة توزيعا ً حسنا ً ‪.‬وكان الشكل العام يـدهـن‬ ‫أحيانا ً باللون األسود أو الرمادي وأغلب الحيوانات المرسومة الحصان والبيزون والوعل ‪ ،‬ويوجد أمثلة‬ ‫عديدة لصور السمك التي تكاد تختفي في الصور الحائطية‪.‬أما الصور االدمية فقليلة جدا ً ومحورة ‪.‬‬ ‫ويجدر بنا اإلشارة إلى أن هذه الرسوم المحفورة على األدواتأو القطع العاجية أو الكتل الحجرية كانت‬ ‫ذات صلة وثبقة بالصور الحائطية ‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التصوير فى العصور الحجرية ‪:‬‬ ‫إكتشاف رسوم الكهوف ‪:‬‬ ‫منذ أواخر القرن التاسع عشر ‪ ,‬أكتشفت صور كهفية فى المنطقة الواقعة فى جنوب غرب فرنسا وشمال‬ ‫شرق أسبانيا ‪ ,‬وكان من نتيجة ذلك تعرف االنسان الحديث علي الفنون التصويرية فى العصر الحجرى‬ ‫القديم وقد بدأ هذا اإلكتشاف فى منطقة التاميرا فى مقاطعة سانتاندر فى أسبانيا ‪.‬‬ ‫العصر الحجرى الحديث ‪:‬‬ ‫وهو مرحلة االنتقال من الحياة الفردية القائمة على الصيد إلى حياة الزراعة والوعي والمجتمع المنظم‬ ‫وقد عرفت بالعصر األزيلي‪ ،‬ويتمثل الفن في مرحلة االنتقال هذه في رسوم صخرية عثر عليها في‬ ‫شرق أسبانيا ترجع إلى أواخر العصر الحجري القديم عني فيها الفنان بالتعبير عن العواطف والدوافع‬ ‫النفسية الكامنة أكثر من عنايته بالمظاهر الطبيعية المشاهدة‪ ،‬ولذلك لجأ إلى بعض التحوير ليعبر عن‬ ‫الحركات العضوية ومصادرها الفعلية فرسم األرجل طويلة نسبياً‪ ،‬واألجسام ضامرة‪ ،‬واألذرع مجردة ‪،‬‬ ‫ويمكن اعتبار هذا األسلوب تمهيدا ً للتحول إلى التحوير ‪.‬‬ ‫هذا ويمكن مقارنة هذه الصلة بين الحياة االجتماعية واألسلوب الفني في عصور ما قبل التاريخ بالصلة‬ ‫بالحياة التي كانت تعيشها بعض القبائل األصلية في العصر الحديث إذ أنتج بعضها فنا ً محاكيا ً للطبيعة‬ ‫يشبه الفن في العصر الحجري القديم‪ ،‬والبعض اآلخر أنتج فنا ً محورا ً يشبه فنون العصر الحجري‬ ‫الجديد وعصر البرونز حين انتقل اإلنسان من حياة إلى حياة الزراعة والرعي‪ ،‬كما تمثل فن قبائل‬ ‫أخرى بأسلوب تعبيري يشبه األسلوب األزيلي في االنتقال من المحاكاة إلى التحوير في عصر ما قبل‬ ‫التاريخ‪ ,‬وأخيرا ً لم يلبث اإلنسان أن اكتشف الحديد ومن ثم بزغ فجر الحضارات التاريخية ‪.‬‬ ‫التصوير‪:‬‬ ‫إذا كان الفنان فى العصر الحجرى القديم بذل قصارى جهده فى محاكاه الطبيعة حتى أستطاع ان يترك‬ ‫على جدران كهفه رسوما ً رائعة تدل على قوة مالحظته ‪،‬وحده حواسه ‪ ،‬وقوة ذاكرته‪ ،‬وعنايته بالمنظاهر‬ ‫الطبيعية حوله ودراستها ‪ ،‬فإن رسوم العصر الحجرى الجديد ‪ ،‬وعصر البرونز كانت على العكس من‬ ‫ذلك مجردة ‪ ،‬وغير محاكية للطبيعة فيها تحوير وتجريد ‪ ،‬وميل كبير إلى الزخرفة الهندسية التى لم يهتم‬ ‫بها الفنان فى العصر الحجرى القديم اهتماما ً كبيرا ً ‪.‬‬ ‫ويتمثل االنتاج المصور فى العصر الحجرى الجديد وعصر البرونز فى الرسوم على الصخور إلى جانب‬ ‫النحت وفى الزخارف على الفخار واالدوات البرونزية ‪.‬‬ ‫ويتضح فى هذا العصر العناية بالوحدات الهندسية التى طغت على تمثيل الكائنات الحية والشك أن‬ ‫الظروف االقتصادية كانت من أهم العوامل التى أدت الى ذلك ‪ ،‬كما أن صناعة الفخار أوالً وصناعة‬ ‫البرونز بعد ذلك ادتا إلى ازدهار الزخرفة الهندسية حيث استخدمت بكثرة على االدوات الفخارية‬ ‫والبرونزية ‪ ,‬كما ظهرت الزخارف الهندسية على الصخور ‪ ,‬ومن أمثلة ذلك النقوش الهندسية المنحوتة‬ ‫على أحجار بعض القبور فى سيسكل جرين ‪ –Seeskil Green‬وكروكمانى ‪ korkomany‬فى إيرلندة ‪،‬‬ ‫‪10‬‬ ‫وكذلك الزخارف المحفورة على الكتل الصخرية فى جوفربينيس ‪ Govrinis‬فى موربيهان‬ ‫‪ Morbehan‬بفرنسا‪.‬‬ ‫وإلى جانب الزخارف الهندسية على المآوى الصخرية وجدت أشكال آدمية وحيوانية محورة مرسومة او‬ ‫محفورة على الصخر من العصر الحجرى الجديد ‪ ,‬وبداية عصر البرونز فى مناطق متعددة فى اسبانيا ‪،‬‬ ‫وفى مناطق جبال اآللب على الحدود بين إيطاليا وفرنسا وفى اسكنديناوة ‪ ،‬وشمال روسيا ‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫حول بحيرة أونيجا ‪. Onega‬وتتسم هذه الصور بالبساطة وبكثير من التحوير والتجريد ‪،‬وربما عبر فيها‬ ‫عن االنسان بمجرد خط رأسى رسم عند كل من طرفيه قوسان يمثالالن الذراعين والرجلين ‪.‬‬ ‫ومن الرسومات اآلدمية المحورة التى ترجع الى هذا العصر رسومات صخرية فى الس فيجس رأس‬ ‫‪ Las Figuras‬فى جنوب أسبانيا حيث عثر على اكثر من خمسمائة رسم فى مأوى صخري‪.‬‬ ‫وتنسب هذه الرسوم إلى عصر البرونز نظرا ً لوجود رسم أداة برنزية ‪ ،‬كما أنه من المالحظ أن بعض‬ ‫الرسوم ملون باللون االبيض الذى يندر استخدامه فى عصور ما قبل التاريخ ‪ ،‬وقد وجدت رسوم آدمية‬ ‫محورة ايضا ً على بعض الصخور باسكندنياوة فضال عن بعض صور حيوانية فيها بعض المحاكاة‬ ‫للطبيعة‪.‬‬ ‫الفنون الصغرى ‪:‬‬ ‫امتاز العصر الحجرى الجديد عن العصر الحجرى القديم ببعض الصناعات ‪ ،‬وذلك فضالً عن استخدام‬ ‫بعض االدوات الحجرية المهذبة ‪ ،‬ثم زيد عليها فى عصر البرونز الصناعات المعدنية حيث استخدمت‬ ‫األدوات البرونزية وكانت هذه الصناعات من غير شك فطرية بسيطة فى البداية ثم أخذت تتقدم على مر‬ ‫الزمن من حيث الصناعة والزخرفة‪.‬‬ ‫ومن أبرز الصناعات‪ ،‬صناعة الفخار ‪ ,‬وعثر على أوان من الفخار فى العراق ومصر وإيران وأوروبا‬ ‫وغيرها ‪.‬وكانت هذه االوانى بسيطة ومشكلة بطريقة يدوية ‪ ،‬ومن ذلك سلطانية صنعت على شكل طائر‬ ‫عبر عن رأسه وذيله باليدين ‪.‬كما وجد من هذا العصر قطع من اوان فخارية مزينة بزخارف محزوزة‬ ‫او مطلية أغلبها ذو اسلوب هندسى ‪.‬‬ ‫ومن ذلك رسوم دوامات على قطع من آنية فخارية ترجع إلى العصر الحجرى الجديد وعصر البرونز‬ ‫وجدت فى بتمر ‪ Butmir‬فى البوسنة ‪. Bosnia‬كما عثر فى ايطاليا على أوان فخارية ترجع إلى‬ ‫العصر الحجرى الجديد ذات طالء أصفر داكن على إحداها زخرفة باللون االسود تتكون من وحدتين‬ ‫تشبهان حرفي ‪ Z‬و‪. S‬‬ ‫وكانت بعض الزخارف الفخارية تتكون من حيوان محور او أشكال آدمية ممسوخة ‪ :‬إذ عثر فى جنوب‬ ‫أسبانيا على قطع من أوان فخارية عليها رسوم تشبه صور المأوي الصخرية ‪ ،‬وترجع إلى واخر العصر‬ ‫الحجرى الجديد وأوائل عصر البرونز مثل االنسان على بعضها بمجرد رسم مثلثين متقابلين‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أما من حيث االدوات البرونزية فحظيت ببعض العناية ‪ ،‬وكان من جراء ذلك تطور الزخارف الهندسية ‪.‬‬ ‫وظهرت هذه الزخارف على األسلحة واالساور والزهريات وغيرها ‪.‬‬ ‫وكانت تمثل على أشكال مختلفة أهمها ‪ :‬االسنان ‪ ،‬والمثلثات‪ ،‬والخطوط المتعرجة ‪،‬والمستطيالت‬ ‫والمناطق المدببة ‪،‬والدوائر المتداخلة فضالُ عن وحدات هندسية أخرى معقدة يشهد بعضها على مهارة‬ ‫صانعة الفخار واالدوات البرونزية ومقدرتهم على إنتاج زخارف جميلة ومتطورة‪.‬‬ ‫سمات الفن في العصر الحجرى الحديث ‪:‬‬ ‫أمتاز الفن فى العصر الحجرى الجديد وعصر البرونز بظاهرتين بارزتين ‪ :‬أولهما ‪ :‬ظاهرة التحوير فى‬ ‫رسم الكائنات الحية من حيوان وإنسان ‪ ,‬فبعد أن كان االنسان فى العصر الحجرى القديم يعنى بأن يكون‬ ‫رسمه محاكيا ً للطبيعة ‪ ,‬صار فى العصر الحجرى الجديد يبالغ فى تبسيط الشكل الطبيعى حتى أصبحت‬ ‫رسومه للكائنات الحية عبارة عن اشكال ممسوخة محورة بعيدة كل البعد عن الطبيعى ولقد راينا كيف‬ ‫بالغ فى التجريد واالختصار فى نقش االشكال ‪.‬‬ ‫كما لجأ إلى البساطة والتحرير فى رسوماته الصخرية والفخارية حتى إنه كان يكتفى فى بعض االحيان‬ ‫بأن يعبر عن االنسان بخط مجرد ينتهي طرفاه بنصفى دائرتين مفتوحتين الى الخارج إشارة الى‬ ‫االطراف‪.‬‬ ‫أما الظاهرة الثانية فهى ظهور فن زخرفى هندسى يقصد به الزينة والزخرفة فى المشاهد و التناسب بين‬ ‫الخطوط والمساحات ولم يكن ذلك شائعا ً فى العصر الحجرى القديم‪.‬‬ ‫والشك أن من عوامل هذا التحول فى الطراز الفنى ما طرأ على المجتمع من تطور ‪ ,‬فمن المعروف أن‬ ‫االنسان فى العصر الحجرى الجديد انتقل من حياة الصيد والفردية والخضوع للطبيعة التى كانت سائدة‬ ‫فى العصر الحجرى القديم الى حياة الزراعة واستئناس الحيوان والسيطرة على الطبيعة ‪ ،‬مما أدى الى‬ ‫استقراره فى مجتمع منظم ‪ ،‬من مظاهره التعاون بين االفراد واالستقرار والمحافظة على التقاليد وفضالً‬ ‫عن ذلك فإن الزراعة يلزمها التفكير المنطقى وتدبر العواقب وانتظار النتائج والتأمل فى الظواهر‬ ‫الطبيعية ‪ ،‬والدوافع الموجهة لها مما يدفع الى االعتقاد بما وراء الطبيعة وااليمان بوجود عالم آخر‬ ‫يسيطر على العالم الطبيعى والشعور بتفاصيل العالم الطبيعى المحسوس ‪.‬ومن هنا تقل الرغبة فى‬ ‫محادثة الطبيعة فى حين يزيد االهتمام بما يعرف أو ما يتخيل أكثر مما يرى وبذلك تقل العناية بالمالحظة‬ ‫المحسوسة لحساب التجريد ‪ ،‬وعلى هذا يمكن اعتبار ذلك تفسيرا ً للطراز الفنى الجديد وتوضيحا ً للصلة‬ ‫بين المجتمع ومظاهره المادية والروحية وبين االسلوب الفنى الذى يمتاز بالزخارف الهندسية والتجريد‬ ‫البالغ فى رسوم الكائنات الحية‪.‬‬ ‫كما تجدر االشارة الى أن االعتقاد فى قوى أخرى وراء الطبيعة ‪ ،‬وفى عالم أخر غير محسوس اوجد فنيا ً‬ ‫دينيا ً كان من مظاهره المنهير والدولمن وغيرها ‪.‬‬ ‫وقد أدى ذلك الى عدم تمسك الفنان بمحاكاه الطبيعة ‪ ،‬ومن ثم اقبل على التبسيط والتجريد فصار الرسم‬ ‫عملية سهلة ال تحتاج الى كثير من التفاصيل مما شجع الهواه على ممارسته ‪،‬وكان من نتيجة المبالغة فى‬ ‫التبسيط والتجريد‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى وجد الى جانب الفن الدينى نوع أخر من الفن هو الفن الزخرفى الذى أخذ فى االزدياد‬ ‫والتطور بفضل صناعة االوانى الفخارية) واالدوات البرونزية اذا أعتبر فرعا ً من فروع هذه الصناعات‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ومن المالحظ أن التطور الفنى من االسلوب المحاكى للطبيعة ‪ naturalism‬فى العصر الحجرى القديم‬ ‫الى االسلوب الهندسى المحور ‪ Geometrism‬فى العصر الحجرى الجديد‪ ,‬لم يحدث طفرة بل كانت‬ ‫هناك مرحلة انتقال صاحبت بدورها مرحلة االنتقال من الحياة الفردية القائمة على حياة الزراعية والرعى‬ ‫والمجتمع المنتظم وقد عرفت بالعصر االزيلى ‪،‬ويشتمل الفن فى مرحلة االنتقال هذه فى رسوم صخرية‬ ‫عثر عليها فى شرق اسبانيا ترجع الى اواخر العصر الحجرى القديم عنى فيها الفنان بالتعبير عن‬ ‫العواطف والدوافع النفسية الكاملة أكثر من عنايته بالمظاهر الطبيعية المشاهدة ‪ ،‬ولذلك لجأ الى بعض‬ ‫التحوير ليعبر عن الحركات العضوية ومصادرها الفعلية فرسم االرجل طويلة نسبيا ً ‪ ،‬واالجسام ضامره‬ ‫‪ ،‬واالذرع مجردة يمكن اعتبار هذا االسلوب تمهيدا ً للتحول الى التحرير‪.‬‬ ‫هذا ويمكن مقارنة هذه الصلة بين الحياة االجتماعية واالسلوب فى عصور ما قبل التاريخ بالصلة بالحياة‬ ‫التى كانت تعيشها بعض القبائل االصلية فى العصر الحديث إذ انتج بعضها فنا ً محاكيا ً للطبيعة يشبه الفن‬ ‫فى العصر الحجرى القديم ‪ ،‬والبعض االخر انتج فنا ً محورا ً يشبه فنون العصر الحجرى الجديد وعصر‬ ‫البرونز حين انتقل االنسان من حياة الصيد الى حياة الزراعة والرعي ‪ ،‬كا تمثل فن قبائل اخرى بأسلوب‬ ‫تعبيرى من االسلوب األزيلى فى االنتقال من المحاكاة الى التحوير فى عصر ما قبل التاريخ ‪.‬‬ ‫واخيرا ً لم يلبث االنسان ان اكتشف الحديد ومن ثم بزغ فجر الحضارات التاريخية‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫شكل يوضح رأس تمثال المسمى غادة براسمبوى ‪ ,‬رأس إمراة من العاج ‪ ,‬من براسمبوى بمقاطعة الند‬ ‫فى فرنسا ( العصر االورجناسى االسفل )‬ ‫شكل يوضح تمثال المسمى غادة فلندورف ‪ ,‬تمثال امراة من الحجر الجيرى ‪ ,‬من فلندورف علي‬ ‫الدانوب ( العصر البريجوردى )‬ ‫‪14‬‬ ‫شكل يوضح نحت صخرى بارز ‪ ,‬المسمى فينوس لوسيل يمثل أقدم مشهد والدة في التاريخ ‪ ,‬فى‬ ‫الدوردونى ‪ ,‬من العصر االورجناسي ‪.‬‬ ‫شكل يوضح رأس تمثال لحيوان (حصان ) ‪ ,‬مصنوع من قرن وعل ‪ ,‬من ماس دارزيل فى أرييج (‬ ‫العصر المجدالنيى الرابع )‬ ‫‪15‬‬ ‫شكل يوضح ثمثال بيزون ( البقر الوحشى ) منحوت في قمة أداة مصنوع من قرن وعل ‪ ,‬من مادلين‬ ‫فى دولر دونى بفرنسا ( العصر المجدالينى الرابع ) ‪.‬‬ ‫شكل يوضح تصوير على الكهوف ‪ ,‬رسم حصان مع سهام من كهف السكو فى فرنسا‬ ‫‪16‬‬ ‫شكل يوضح رسم لبيزون من كهف التاميرا فى كنتابريا بشمال أسبانيا ( اواخر العصر المجدالينى )‬ ‫شكل يوضح صيد الغزالن ‪ ,‬مآوى لوس كابلوس فى شرق أسبانيا العصر الحجرى القديم‬ ‫‪17‬‬ ‫الحضارة المصرية القديمة‬ ‫مصر‪:‬‬ ‫مصر القديمة كانت مهدًا لواحدة من أولى حضارات العالم‪.‬وقامت هذه الحضارة المتقدّمة منذ نحو ‪ 5,000‬سنة مضت على ضفاف‬ ‫وادي النيل في شمال شرقي إفريقيا‪.‬وقد عاشت هذه الحضارة ألكثر من ألفي سنة‪ ،‬وبهذا أصبحت أطول حضارة ُمع ِّ ّمرة في التاريخ‪.‬‬ ‫( شكل رقم ‪ ) 1‬يوضح خريطة الموقع الجغرافى للحضارة المصرية القديمة‬ ‫نبذه تاريخية ‪:‬‬ ‫تمتعت الحضارة المصرية بنهر النيل الذى قامت على ضفافه الحياة والحدود الطبيعية كالصحراء الشرقية والغربية والبحر االحمر‬ ‫والمتوسط والشالالت جنوبا ً التى ساعدت فى حماية مصر مما جعل الهجوم عليها صعبا ً وشاقا ً ووسائل الدفع أيسر ‪ ،‬لذلك قيل منذ‬ ‫القدم " إن مصر مقبرة الغزاة"‬ ‫انقسمت مصر فى حوالى االلف الرابع قبل الميالد إلى مملكتين االولى فى الشمال ( مصر السفلى) أو الوجه البحرى والثانية مملكة‬ ‫الجنوب ( مصر العليا ) او الوجه القبلى‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫العصر العتيق ( ‪ 2640 – 3000‬ق‪.‬م)‬ ‫يضم هذا العصر االسرتان االولى والثانية بدأ بنجاح أول حاكم عرفته مصر وهو الملك " حورعحى" لتوحيد شطرى الدولة وأسس‬ ‫عاصمته الجديدة " الجدار االبيض" والتى سميت بعد ذلك باسم منف وهى ارض استصلحت بتحويل مياه الفيضان اليها ‪،‬واستمر لكل‬ ‫من الوجهين القبلى والبحرى وجود مستقل ولكنهما متحدان فى شخص الملك المقدس‪.‬‬ ‫الدولة القديمة ( ‪ 2155 – 2640‬ق‪.‬م )‬ ‫تتضمن االسرات من الثالثة الى السادسة ‪ ،‬تتسم فترة حكم زوسر ( االسرة الثالثة ) بنهضة فنية شاملة فقد اتخذ ايمحتب وزيرا له وهو‬ ‫فنان موهوب ومهندس بارع ورفعه لمنزلة االلهة حيث قدسه المصريون باعتباره اله الحكمة والفلك والهندسة وفوق ذلك الطب ‪،‬‬ ‫وكان كبير كهنة إله الشمس‪ ".‬رع" وقد أبدع للملك زوسر فى منطقة سقارة – و مقبرة العاصمة منف ‪ ,‬اثرا ً جنائزيا ً من الحجر‬ ‫الجيرى المحلى‪.‬‬ ‫أسس الملك سنفرو االسرة الرابعة وقام بحمالت مظفرة الى النوبة وليبيا وقد شيد له هرمين فى دهشور واكمل هرم حونى‪ -‬أخر ملوك‬ ‫االسرة الثالثة – فى ميدوم وتاله خلفاء عظام مثل خوفو وخفرع ومنكاورع وظلت البالد قوية ومتحدة طوال االسرتين الثالثة والرابعة‬ ‫ولكن ملوك االسرة الخامسة تولوا الحكم بفضل كهنة إله الشمس رع فى مدينة عين شمس وقد حكم تسعة ملوك فى االسرة الخامسة‬ ‫أخرهم اوناس الذى شيد له هرم بسقارة تضمن نصوص االهرام المنقوشة على جدران غرفة الدفن ثم جاءت االسرة السادسة وحكمها‬ ‫سبعة ‪.‬ينتهى عصر الدولة القديمة بانتهاء حكم الملك بيبى الثانى الذى اعتلى العرش طفالً فى السادسة من عمره ونزل عنه وهو‬ ‫طاعن فى السن وابن مائة عام ‪،‬وهو أحد ملوك االسرة السادسة ‪،‬وشاهد فى أخر عهده تمرد الوالة وانقسام البالد‪.‬‬ ‫‪-3‬عصر االنتقال االول ( ‪ 2040 – 2155‬ق‪.‬م)‬ ‫من الفترات المظلمة فى تاريخ مصر القديمة واستمرت ما يقرب من قرن ونصف تشمل االسرات من السابعة حتى العاشرة‪.‬‬ ‫رغم أن الفوضى عمت فى البالد اال أنه قامت ثورة اجتماعية حقيقة وازدهر االدب التهذيبى ثم جاء امراء أهناسيا واسسوا االسرة‬ ‫التاسعة التى تميزت بشئ من الهدوء‪.‬‬ ‫اما االسرة العاشرة فقد ظهر فيها النزاع الداخلى بين حكام أهناسيا وحكام طيبة وانتهى هذا العصر بتأسيس اسرة جديدة ودولة جديدة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدولة الوسطى ( ‪ 1785 – 2040‬ق‪.‬م)‬ ‫تشمل االسرتين الحادية عشر بطيبة و الثانية عشر فى اللشت حيث تمكن االمير منتوحتب الثانى من توحيد مصر مرة أخرى تحت‬ ‫احكم الفرعون وتأسيس االسرة الحادية عشر‪.‬‬ ‫تمكن ملوك االسرة الثانية عشر من تحقيق نهضة اقتصادية‪ ،‬فقد انتهج ملوكها امثال امنمحات االول وسنوسرت الثالث سياسة الحزم‬ ‫داخل البالد والمجد وانتشرت عبادة االلة امون فى طيبة‪.‬‬ ‫‪-5‬عصر االنتقال الثانى ( ‪ 1551 -1785‬ق‪.‬م ) ‪:‬‬ ‫شمل االسرات من الثالثة عشر حتى نهاية السابعة عشر ‪ ،‬تعرضت مصر منذ االسرة الثالثة عشر وطوال قرنين حتى الدولة السابعة‬ ‫عشر للضعف واالنحالل واجتازت فترة مظلمة أخرى اشد من التى اجتازتها اعقاب الدولة القديمة‪ ،‬تحكم فيها ملوك ضعاف أسسوا‬ ‫االسرة الثالثة عشر فى طيبة‪.‬‬ ‫تلتها االسرة الرابعة عشر واتخذت من مدينه سخا غرب الدلتا عاصمة لها وتركوا مصر فى حالة يرثى لها فعجزت عن مقاومة قبائل‬ ‫من غرب آسيا تنمى للعصر الهندو أوروبى أطلق عليها اسم الهكسوس حيث كونوا األسرة الخامسة عشر واحتفظوا بألقاب ملكية‬ ‫مصرية وسيطروا على كل البالد بفضل استخدامهم للجياد والمركبات الحربية التى لم تكن معروف للمصريين فى ذلك الوقت‬ ‫‪،‬واستقروا فى شرق الدلتا حيث أقموا عاصمتهم فى افاريس‪.‬‬ ‫ثم أتت مجموعة ضعيفة من حكام الهكسوس وأسسوا األسرة السادسة عشر ولم يستطع هؤالء الملوك السيطرة على جميع البالد فقام‬ ‫فى هذه الفترة حاكم قوى فى الصعيد اتخذ طيبة مقره وأسس األسرة السابعة عشر واتخذ على عاتقه تحرير مصر حيث بدأ الملك‬ ‫سقنرع الثانى فى التحرير وتابع بعده ابنه كامس ثم أحمس األول أخوه الذى طرد الهكسوس من مصر وانتهت األسرة السابعة عشر‬ ‫ومعها عصر االنتقال الثانى‪.‬‬ ‫الدولة الحديثة (‪ ١٠٨٠- ١٥ ٥ ١‬ق‪.)٥‬‬ ‫تشمل األسرات من الثامنة عشر حتى نهاية العشرين‪ ،‬واستمرت حوالى خمسة قرون وهى عصر الغزوات الخارجية ومن أشهر‬ ‫ملوكها العظام تحتمس الثالث وامنحتب الثانى ورمسيس الثانى ‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫زادت فى هذه الفترة نفوذ اإلله أمون رب طيبة وكهنته وأصبح لهم سلطة سياسية بجانب وظيفتهم الدينية حتى جاء إخناتون وأعلن‬ ‫الحرب على اإلله أمون وكهنته وأقر عبادة قرص الشمس أتون وجعله اإلله الوحيد للدولة ونقل العاصمة من طيبة إلى تل العمارنة‪-‬‬ ‫بالقرب من المنياولم تدم ثورته عشرين عاما وانتهت بموته وخلفه توت عنخ أمون الذى أعاد ديانة أمون والعاصمة إلى طيبة‪،‬‬ ‫واستمرت اإلمبراطورية فى األسرة التاسعة عشر فى عهد سيتى األول ورمسيس الثانى واألسرة العشرين فى عهد الملك رمسيس‬ ‫الثالث ثم اضمحلت بعد ذلك على أيدي ملوك ضعاف اتخذوا اسم رمسيس (من الرابع حتى الحادى عشر) وانتهت األسرة العشرون‬ ‫والدولة الحديثة‪.‬‬ ‫‪-7‬عصر االنتقال الثالث (‪ ٧١٢ -١٠٨٠‬ق‪.‬م)‬ ‫شمل األسرات من الواحدة والعشرين حتى نهاية الرابعة والعشرين ‪.‬‬ ‫ازدهرت الفنون فى عهد شيشنق وهو زعيم قبيلة ليبية حكم مصر وكون أسرة جديدة ليبية (األسرة الثانية والعشرين) كما أعد‬ ‫مشاريع للبناء فى طيبة وتانيس وتل بسطة ومنف‪ ،‬وتعد هذه الفترة التى فصلت بين آخر عصر الرعامسة وعصر النهضة األثيوبية‬ ‫فى األسرة الخامسة والعشرين‪.‬وقد استمرت هذه الفترة أربعة قرون‪ ،‬ساد فيها الضعف واالضمحالل والتنازع على السلطة وفقدت‬ ‫مصر نفوذها فى الخارج‪.‬‬ ‫‪ -8‬العصر المتأخر (‪ ٣٣٢ - ٧١٢‬ق‪.‬م)‬ ‫يشمل هذا العصر األسرات من الخامسة والعشرين حتى األسرة الثالثين‪.‬‬ ‫ظهرت نهضة فى عهد األسرة السادسة والعشرين واتخذت من مدينة صا الحجر غرب الدلتا عاصمة لها على يد الملك بسماتيك األول‬ ‫الذى أصلح المعابد وحافظ على كيان مصر القومى وقام بأحياء الفن والدين وتبنى تقاليد الفن القديمة التى سادت فى الدولتين القديمة‬ ‫والوسطى كما اتجه المصريون آن ذاك إلى عبادة المعبودات القديمة كبتاح‪ ،‬بدأت مصر فى عهده صفحة جديدة من الفنون الحربية‬ ‫والعالقات الخارجية حيث استخدم الجنود األجانب من اإلغريق والكريتيين وغيرهم ونتج عن ذلك عالقات تجارية بين مصر وبالد‬ ‫اليونان وبحر ايجه فوفد العلماء اإلغريق لمصر ونقل منها العلوم والرياضة والفلك والقوانين‪.‬‬ ‫جاء الفرس بعد ذلك واستمر حكمهم لمدة قرن ونصف تخللها فترات استقالل قصيرة حكم مصر خاللها األسرات السابعة والعشرون‬ ‫والثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون ثم قام المك نكتانبو من األسرة الثالثين بطرد الغزاة واالستقالل فى ‪ ٣٧٥‬ق‪.‬م ثم عاد الفرس‬ ‫من جديد حتى جاء غزو اإلسكندر المقدوني لمصر فى ‪ ٣٣٢‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫الموقع الجغرافى‪:‬‬ ‫تقع مصر فى الجزء الشمالى الشرقى لقارة أفريقيا‪ ،‬وتطل بسواحلها على البحر األبيض المتوسط من الشمال والبحر األحمر من‬ ‫الشرق‪ ،‬وظهرت فيها أقدم الحضارات نظرا لمقومات وعوامل لعل من أهمها وجود نهر النيل وضفافه الخصبة التى وفرت وسيلة‬ ‫مواصالت تربط بين أجزاء مصر الجنوبية والشمالية والشرق والغرب كما شجع التجارة الداخلية‪.‬‬ ‫الموارد الطبيعية‪:‬‬ ‫تميزت البيئة المصرية بمميزات طبيعية خاصة‪:‬‬ ‫النيل يشق بواديه الخصب أرضا صحراوية تحيط بها التالل مختلفة االرتفاع فى الشرق والغرب‪ ،‬أمدته بعناصر كثيرة أهمها السليكا‬ ‫التى كان لها الفضل األكبر فى ظهور صناعة الزجاج والسيما الفيانس والتزجيج باإلضافة الى التربة الطينية الخصبة التى ساعدت‬ ‫على صناعة الفخار والطوب اللبن والمحروق‪.‬تميزت تربتها بمواردها الجيولوجية وتنوع صخورها كاألحجار الجيرية والرملية‬ ‫القائمة بجوار النيل واألحجار الصلبة النارية والمتحولة والرسوبية فى الصحارى والشالالت والتى استخدمت فى صناعة األواني‬ ‫واألدوات الحجرية أما األحجار الصلبة مثل الجرانيت والبازلت والديوريت والكوارتزيت والشست واأللباستر والحجر الجيرى‪،‬‬ ‫توفرت األخشاب المحلية مثل أشجار السنط والجميز استوردوا الصنوبر واألبنوس‪ ،‬استخدم النخيل فى تسقيف بعض الحجرات‪.‬‬ ‫العوامل المناخية الخاصة أيضا فالطقس فيها يميل للدفء معتدل مما حافظ على المبانى والتحف بها كما أنه تميز بالسماء الصافية‬ ‫الزرقاء الغير ملبدة بالغيوم والذى أضفى بساطة فى التصميم المعمارى واإلضاءة الطبيعية والشمس الساطعة أغلب أيام السنة وهى‬ ‫تدور فى فلكها دورات منتظمة بين الشروق والغروب‪ ،‬وهذا النظام الدورى الذى يحكم البينة المصرية حيث الفيضان السنوى ودورة‬ ‫يومية وسنوية للشمس وارتباط حياة النبات والحيوان واإلنسان بماء النهر وحرارة الشمس‪.‬‬ ‫المعتقد الدينى ‪:‬‬ ‫تأثرت مصر بالسحر وبوجود قوى خفية خارقة "فوق الطبيعة" يجب إرضاؤها إما للحصول على مساعدتها أو لتجنب عداوتها وكان‬ ‫التقديس المستمر لهذه القوى هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الكون فى توازن تأمل المصري القديم مظاهر الطبيعة مثل الفيضان‬ ‫الذى يأتى كل عام ويطغى على شواطئ النيل ويغطى الحقول ويصبح الوادى فى صورته األولى عند بدء الخليقة ثم تتسرب المياه‬ ‫‪20‬‬ ‫ثانية ويترك الفيضان طبقة من الطمى مليئة بالخصوبة فتخضر الحقول وتنمو األرض القاحلة بعد جدب وتعود الحياة مما يدل على أن‬ ‫الحياة فى تجدد دائم‬ ‫ومستمر مما شغل تفكير المصري القديم فكرة عودة وتكرار نفس الشيء من الناحية الدينية فكيف بدأت الحياة وكيف تنتهى وما‬ ‫يحدث بعد الموت؟ والحظ أن حياة اإلنسان وموته حركة موازية لحركة الشمس فهى تشرق وتعلو منتصف السماء ثم تغرب فتولد فى‬ ‫الصباح كالطفل ثم تبلغ قوتها فى منتصف النهار كالشباب ثم تضعف تدريجيا حتى تغرب كالموت ثم تبعث من جديد وهكذا‪.‬‬ ‫تصور المصرى القوى المقدسة التى تكمن فى رؤيته للصفات الحيوانية المختلفة ومدى ارتباطها بتقديس الحيوان وتفرقته عن آخر‪،‬‬ ‫وأهمية عدم تقديسه لنوع الحيوان بأكمله بل محاولة تمييز الحيوان الذى يقدس وإلصاق صفات بعينها به أى أن ذلك كان بعيدا عن‬ ‫فكرة الطوطم الممثل ألحد أنواع الحيوانات وتحريم أكله مثال‪ ،‬فرغم كل اإلحترام الذى أحاط به المصرى تلك الحيوانات فكان يذبح‬ ‫البقرة ويسخر الثور أعماله الزراعية ويقتل التمساح وال يرى فى ذلك غضاضة أو ذنب ‪.‬‬ ‫وجد فى بادئ األمر آلهة محلية وأخرى كونية ولعبت اآللهة المحلية فى بادئ األمر دورا أساسيا فكان لكل قبيلة معبود خاص ثم‬ ‫اتحدت البالد تحت زعامة ملك واحد فظهر ما يسمى بمعبود الدولة( كان معبود الملك) مثل اإلله آمون‪ ،‬أما اآللهة الكونية فنشأت‬ ‫لتأثير مظاهر الطبيعة فصور السماء بقرة وأطلق عليها نوت تقف بأرجلها على األرض (جب) وتخيلها مرة أخرى كامرأة حانية على‬ ‫األرض يرفعها فى الفضاء اله الهواء (شو)‪.‬وظهرت نظريات للخلق أقدمها "التاسوع اإللهي" التى تعتمد على اإلله رع‪.‬‬ ‫أثرت المعتقدات على العمارة فاهتموا بتشييد دور العبادة والعناية بعمارة القبور وبنائها باألحجار والجرانيت وغيرها فى حين بنيت‬ ‫القصور والمنازل بالطوب اللبن والمحروق‪.‬‬ ‫مقومات نشأة الحضارة المصرية القديمة‬ ‫تميزت الحضارة المصرية القديمة بالتجانس والتطور المستمر‪ ،‬وذلك من حوالى ‪ ١٢٠٠٠‬ق‪.‬م‪ ،‬كما تمتعت بحدودها الطبيعية التى‬ ‫قامت بدور الحماية الطبيعية‪ ،‬كما مثل النيل شريان الحياة لها وعلى ضفافه نمت وترعرت‪ ،‬ولم تكن عرضة للغزاة‪ ،‬وذلك بفضل‬ ‫الصحراء الشرقية والغربية والبحر األحمر والمتوسط باإلضافة الى الشالالت فى الجنوب‪.‬‬ ‫تأمل المصرى القديم مظاهر الطبيعة مثل الفيضان الذى يأتى كل عام ويطغى على شواطئ النيل ويغطى الحقول ويصبح الوادى فى‬ ‫صورته األولى عند بدء الخليقة فوضى عارمة ثم تنحسر المياه ويترك الفيضان طبقة من الطمى الخصب فتغذى الحقول وتخضر‬ ‫وتنمو األرض القاحلة بعد جدب وينمو الزرع وتعود الحياة من جديد‪ ،‬وبالتالى فالحياة فى تجدد دائم ومستمر ومنها وفيها تعود الحياة‬ ‫والخلق فاعتقد المصرى القديم فى الحياة بعد الموت والبعث من جديد ‪.‬‬ ‫كذك شغل تفكير المصرى القديم حركة الشمس الدائمة فتصورها تشرق فى الصباح وكأنها تولد فى هيئة طفل وتسير حتى منتصف‬ ‫السماء لتصل لذروة قوتها وهى الشباب ثم تضعف تدريجيا حتى تختفى فى الغروب وكأنها تموت ليراها تبعث من جديد فى اليوم‬ ‫التالى‪ ،‬وبالتالى فقوة الحياة دائمة وخالدة‪ ،‬وهو مبدأ أساسى للكون وأصبح ذلك قانونا لجميع أشكال الفن المصرى القديم ‪.‬‬ ‫نماذج من الحضارة المصرية القديمة ‪:‬‬ ‫‪- ١‬رأس شخص‪ ،‬فخار محروق ملون بلون أصفر طوله ‪ ١٠‬سم وعرض سم‪ ،‬مرمدة بنى سالمة حوالى ‪ ٤٠٠٠‬قم‪.‬‬ ‫يأخذ الرأس شكال بيضاويا قوى التعبير ويعتبر أقدم تمثال عثر عليه حتى األن فى قارة افريقيا‪ ،‬يوجد تحت الذقن ثقب عميق مما يدل‬ ‫على أنه كان مركبا على عصا‪ ،‬كما نجد ثقوب حول الوجه تدل على مكان تركيب شعر الرأس والذقن‪.‬‬ ‫أوانى من الفخار األحمر بحافة سوداء‪ ،‬المتحف المصرى بالقاهرة عرفت هذه األوانى منذ حضارة البدارى وأشتهرت بها نقادة‬ ‫األولى‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫شكل يوضح رأس شخص‪ ،‬فخار محروق ‪.‬‬ ‫‪-‬إناء مصور عليه مشهد صيد‪ ،‬فخار أحمر محروق‪ ،‬إرتفاع ‪ ٣٣‬سم وقطره ‪ 15‬سم ‪،‬‬ ‫‪ -‬نقادة األولى ‪ ٣٦٠٠ -٣٨٠٠‬ق‪.‬م‬ ‫المشهد المصور عبارة عن كلبين بشريط حول الرقبة يصطادان غزاال وأرنبا‪ ،‬وهو مشيد سيصبح مالوفا كموضوع للتصوير‬ ‫الجدارى للمقابر فى العصور الالحقة وهو صيد الصحراء‪ ،‬وقد قام الفنان بحفر جدار اإلناء بعد الحرق‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫إناء فخار فاتح عليه رسوم باللون األحمر الداكن ‪٣٥٠٠- ٣١٠٠‬قم نقادة الثانية‬ ‫المشهد المصور عبارة عن مركب له مجاديف كثيرة تعلوه قمرتين ‪/‬مقصورتين (والسارى الذى يرمز للمعبود أو للمنطقة‪ ،‬كما صور‬ ‫نساء مرفوعات األذرع فى رقصة طقسية باإلضافة الى عدد من الحيوانات كالغزالن وبعض الطيور والنباتات وهى من أهم‬ ‫المواضيع المرسومة بجانب المثلثات بأعلى اإلناء والتى ترمز للجبال والزجزاج للمياه‪.‬‬ ‫عصر األسرات المبكر‬ ‫رأس مقمعة الملك العقرب‪ ،‬حجر رملى‪ ، ،‬األسرة صفر ارتفاع ‪ ٢٥‬سم (‪ ،‬مصر العليا‪ ،‬متحف أشمولين بأكسفورد‪-٣١٥٠..‬‬ ‫‪ ٣٠٥٠‬ق‪.‬م)‬ ‫تتخذ رأس المقمعة شكال بيضاويا ونستدل من حجمها وخامتها والموضوع المصور عليها أنها صنعت لغرض جنائزى وليس‬ ‫إلستخدام‪ ،‬كما أنها تعد من الوثائق التاريخية الهامة التى تشير لعملية توحيد القطرين فى مصر حيث صور الملك العقرب يرتدى التاج‬ ‫األبيض‪ -‬تاج الوجه القبلى ‪ -‬ونقبة قصيرة يتدلى منها من الخلف ذيل ثور اشارة الى القوة البدنية والخصوبة ‪-‬ويمسك فى يده فأس‬ ‫‪23‬‬ ‫ليشق به ترعة ويقف أمامه رجل يبعد الرمل من األرض‪ ،‬ويعد تصوير الملك بهذا التكوين ليعبر عن تأسيس الملك ألحد المبانى‬ ‫كالمعابد مثال او ليعبر عن شق ترعة او بناء سد‪ ،‬ومن خلف الملك يقف رجالن يحمالن مروحتين ضخمتين ليقيان الملك من حرارة‬ ‫الشمس‪ ،‬ومن خلفهما نساء يصفقن ويتمايلن تعبيرا عن اإلحتفال‪ ،‬وفى الصف العلوى نجد مجموعة من الشارات يتدلى منها طيور‬ ‫معلقة من الرقبة اشارة الى األعداء الذى تغلب عليهم الملك وفى نهاية الشارات رموز تشير الى األماكن التى سيطر عليها الملك‪.‬‬ ‫‪- ٢‬صالية الملك نعرمر(‪ ،‬من البازلت‪ ،‬ارتفاع ‪ ٦٤‬سم وعرض ‪ ٤٢‬سم وسمك ‪ ٥ ٢‬سم وهى من كوم األحمر هيراكونوبوليس‪،‬‬ ‫‪ ٣٠٠٠‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫تتخذ البالتة شكل مثلث تقريبا أو الدرع المتوج من أعلى برأسين لبقرة‪ -‬المعبودة "بات" معبودة السماء ‪ -‬وبينهما اإلسم الحورسى‬ ‫للملك حيث تكون من سمكة تنطق" نعر "ومن أسفل أداة تشبه القدوم تنطق "مر" ومن أسفل مصور واجهة القصر "السرخ "بأكتاف‬ ‫داخله و خارجه ‪.‬‬ ‫ظهر (الصالية) مصور عليه الملك بحجم أكبر ممن حوله وهو فى حالة تمكنه من ضرب العدو فى أى وقت لحظة أبدية ‪-‬والعدو‬ ‫راكع أمامه على األرض ‪ ،‬وطريقة تنفيذ صورة الملك ستصبح صالحة آلالف السنين القادمة للفن المصرى‪ ،‬كأنها قواعد ثبتت من‬ ‫هذا الوقت على رأس نعرمر تاج الوجه القبلى‪ ،‬نقبة قصيرة‪ ،‬وعلى ظهره يتدلى ذيل الثور الذى يمثل القوة الجسمانية وقوة الخصوبة‬ ‫ويلبس الملك ذقنا مستعارا للمناسبات للمواكب الرسمية وفى يده اليمنى المقمعة ‪.‬‬ ‫وبهذه الطريقة التى نفذت صورة الملك تأخذ ذراعيه ورجليه بالخطوة القوية فهو يسود ويتحكم فى معظم المساحة الموجودة على هذا‬ ‫الوجه من خط األرض حتى بداية السماء ومن الشرق للغرب تمال جميع أجزاء جسم الفراغ فراغ الدنيا كلها أى مصر كلها‪.‬‬ ‫وفى تصويره رافعا ذراعه بالمقمعة ترمز إلمكانية ضرب العدو فى اى وقت وتثبيت السالم والنظام وتحقيق النظام والعدالة ‪.‬‬ ‫ونالحظ فرق تنفيذ العضالت بتفاصيلها فتعطى اإلحساس بالقوة والحيوية الكامنه فى جسمه وذراعيه فى استرخاء المهزوم الذى‬ ‫اليقدر على أن يدافع عن نفسه وعلى نفس ارتفاع رأس "نعرمر" صور الصقر رمز الملك على األرض ‪ -‬فى صورة المعبود‬ ‫حورس يمسك فى يده حبل مثبت فى أنف رأس العدو المثبت فى خط األرض الذى يخرج منها ‪٦‬أعواد من البردى كل عود بردى‬ ‫يرمز للعدد ‪ ١٠٠٠‬أى ‪ ٦‬آالف أسير فى بالد المستنقعات أى الدلتا‪.‬ووراء الملك بحجم صغير وتحت قدميه خط األرض الخاص به‬ ‫يحمل صندل الملك وسلة‪.‬‬ ‫وفى الصف السفلى من الصالية تحت خط األرض صور أسيران يهربان‪.‬وفى الوجه اآلخر من الصالية صور موكب النصر حيث‬ ‫نجد الملك هنا بتاج مملكة الدلتا األحمر يتبعه خادمه حامل الصندل ويتقدم الملك كبير أعوانه او الكاهن األكبر ثم أربعة من حملة ألوية‬ ‫المقاطعات متجهين صوب معبد حورس تم التعرف عليه بنقش فى أعلى هذا الجزء مكون من شكل لحورس ومن خلفه مركب ومن‬ ‫أمامه تصميم لبناء ‪ -‬حيث نقش قتلى األعداء مغلولة أيديهم ورؤوسهم مقطوعة بين أرجلهم وفى الصف الألوسط من الصالية صور‬ ‫اسدين متعانقان وقد أمسك بهما من كل جانب رجل رمزا لقيادة والسيطرة على القطرين وقبض زمامهما حيث شكلت األعناق‬ ‫الطويلة المتعانقة بؤرة الصالية التى من المفترض سحق األلوان فى هذا الجزء المستدير الغائر‪ ،‬ومن المالحظ أن أحد القابضين على‬ ‫هذه الحيوانات يشد الحبل بينما يقوم اآلخر بإرخاءه وقد يفسر ذلك بدورة الشمس من الشروق الى الغروب‪.‬‬ ‫وفى الصف السفلى صور الملك بهيئة الثور مندفعا بقوة نحو حصن على شكل أكتاف داخلة وخارجة فحطم هذا الحصن وسحق من‬ ‫إعترض طريقه حيث صور يطا رجل طريح األرض‪.‬تعد هذه الصالية وثيقة تاريخية تخلد ذكرى إنتصار الملك نعرمر ونجاحه فى‬ ‫توحيد القطرين‪.‬وهى لم تستخدم فعليا فى سحق األلوان ألنها صنعت لتكون أحد األغراض الجنائزية المرافقة للملك فى القبر ‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫شاهد قبر الملك دجد‪ ،‬حجر جيرى‪ ،‬األسرة األولى‪ ,‬أبيدوس‪ ،‬اإلسم الحورسى للملك ‪.‬‬ ‫إتخذ شاهد القبر شكل مستطيل ذو قمة مقببة غير متماثلة حيث يرتفع جزء ها األيمن( اشارة لشروق الشمس) ليهبط قليال لليسار‬ ‫(اشارة للغروب) وبالتالىفإن هذا الشكل المنحنى يشيرالى القبة السماوية ويحد اللوحة من الخارج إطار عريض بارز‪ ،‬وقد نحت اسم‬ ‫الملك" دجد "الحورسى وهو أحد أقدم األلقاب التى يحظى بها الملك من ضمن خمسة القاب ‪.‬‬ ‫ويعرف من خالل تصوير الصقر حورس فى وضع جانبى يعلو شكل مستطيل يصور فى قاعدته واجهة القصر ‪ ,‬وفى أعالهما يكتب‬ ‫اسم الملك وهو هنا حرف هيروغليفى واحد يتخذ شكل ثعبان وينطق" دجد‪ ".‬ومن المالحظ ان الصقر والثعبان يتجهان بنظريهما‬ ‫نحو الغرب حيث مصير الملك فى العالم اآلخر كما نجد ان التكوين ككل ال يتوسط اللوحة بل يميل أيضا الى اليسار استعدادا‬ ‫إلستناف رحلته نحو العالم اآلخر الخالد ليبعث من جديد‪.‬التكوين ككل يمثل الكون فنجد في األعلى القبة السماوية ومن أسفل قام‬ ‫الفنان بزيادة عرض اإلطار الخارجى ليشير الى خط األرض وعلى الجانبين األعمدة الحاملة للسماء‪ ،‬وبالتالى فالشاهد يرمز لمكانة‬ ‫الملك فهو الوسيط بين السماء‪ -‬بساكنيها من معبودات ‪-‬وبين األرض وساكنيها من البشر‪.‬‬ ‫أوال العمارة ‪:‬‬ ‫عادات الدفن فى عصر ما قبل األسرات‬ ‫تم تشييد المقابر على الضفة الغربية للنيل حيث اعتقد المصري القديم أنها ارض الموتى حيث تقع بالغرب ورغم هذا فقد تم الكشف‬ ‫عن بعض المقابر التي تؤرخ بعصر كال من ما قبل األسرات والدولة الوسطي والعصر المتاخر بتجمعات والمدن السكنية وبعض‬ ‫المعابد اإللهية والجنائزية‪.‬‬ ‫وفى البداية كان المتوفى يدفن فى حفرة بيضاوية الشكل محفورة فى األرض وأحيانا كانت تبطن بقوالب من الطوب النئ وتغطى من‬ ‫أعلى بكومة من الحصى والرمل‪ ،‬ويرفق مع المتوفى كل مايلزمه لرحلته فى العالم اآلخر من أوانى تحتوى على طعام وشراب وهو‬ ‫المتمثل فى البيرة والخبز وهما الشائعان فى مصر القديمة من البداية‪.‬‬ ‫اتخذ المتوفى وضع الجنين أى فى وضع القرفصاء على جانبه متجها بنظره نحو الشرق ويضع اصبعه بالقرب من فمه أو يرقد علي‬ ‫جانبه األيسر حيث يتجه وجهة نحو الغرب في اغلب األحوال وكان المتوفى يلف في حصيرا أحيانا‬ ‫‪25‬‬ ‫أو يوضع في تابوت من المواد النبات او أغصان األشجار وبعد ان يهال عليه التراب بعد الدفن كان سطح المقبرة يحدد ببعض‬ ‫األحجار كعالمة مميزة ‪.‬‬ ‫اتخذ المصرى القديم هذا الوضع لدفن المتوفي لفلسفة البعث فالمتوفي يأخذ وضع الجنين فى رحم امه منتظرا لوالدته من جديد فى‬ ‫العالم االخر‪.‬‬ ‫نموذج ألحد المقابر البيضاوية الشكل وما بداخلها ‪ ,‬المتحف البريطانى‬ ‫المصطبة ‪:‬‬ ‫اتخذت مقبره الملك شكل المصطبه وهو بناء مرتفع عن األرض يبنى من الطوب النئ ويحيط بها سور خارجى و كانت حجرة الدفن‬ ‫تحت األرض ومبطنة بالطوب النئ وقد استمر شكل المقبرة الملكية‪ -‬المصطبة حتى نهاية ألسرة الثانية فقط ولكنها اصبحت منذ‬ ‫األسرة الثالثة شكال لمقابر األفراد‪.‬‬ ‫وقد عثر على أقدم مصطبة فى الجيزة فى منطقة يطلق عليها تارخان وهى ما تعرف حاليا بكفر عمار باألضافة الى منطقة سقارة‬ ‫كذلك بنى فى أبيدوس فى الجنوب حيث كان الملك المتوفى يحظى بمقبرتين أحدهما فى الشمال واالخرى فى الجنوب وغالبا ما كان‬ ‫يدفن فى الشمال وذلك للتأكيد على فرض سيطرته على البالد حتى بعد وفاته كذلك تمثل مقبرة أبيدوس تقليدا للملك المتوفى الذى يأخذ‬ ‫مكانة "أوزوريس "كملك على عالم الموتى بالعالم االخر‪ ،‬وقد زخرفت هذه المصاطب فى البداية بما يشبه واجهة القصر ‪-‬من أكتاف‬ ‫داخلة وخارجة والتي يعتقد أن الهدف منها كان إحداث التوازن الضروري للجدران الطويلة وكأنها بمثابة أعمدة ساندة وربما قصد‬ ‫منها إحداث التوازن بين الظل والضوء‪ ،‬ولكن منذ األسرة الثانية تم تبسيطها واصبح السور الخارجى مسطح وكان لها بابان وهميان‬ ‫ليسمحا بتقديم القرابين وهو ما تطور بعد ذلك واصبح المتوفى يصور كتمثال أو نحت بارز على أ األبواب وأمامه مائدة القرابين‪.‬‬ ‫أما الجزء الواقع تحت سطح األرض فيصل إليه المرء عبر فتحة في أرضية المصطبة تؤدي لبئر والذي يؤدي بدروه لمجموعة من‬ ‫الحجرات خصصت إحداها للدفن واالخري للقرابين واألثاث الجنزي‪.‬‬ ‫وقد كان الغرض من بناه المصطبة فوق سطح األرض لتحديد موقع المقبرة وإبراز مظاهر العظمة والثراء والضخامة والحيلولة دون‬ ‫أن تقوم الحيوانات المفترسة بسحب الجثة من حفرتها أو سلبها ونهبها من قبل اللصوص واستخدامه كمزار تؤدي فيه الشعائر وتقدم‬ ‫القرابين فضال عن ارتباطه بالعقائد الدينية فهى تشبه التل األزلى حيث بدأت الخليقة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫شكل يوضح نموذج لمقبره ملكية من أبيدوس‬ ‫(‪ )1‬الدولة القديمة‪:‬‬ ‫العمارة فى الدولة القديمة‬ ‫مجموعة زوسر ‪:‬‬ ‫تعتبر مجموعة زوسر في سقارة دليال على تزايد حق وقوة السلطة للملك‪.‬فمجموعه زوسر بالقرب من ممفيس مركز القوة الروحية‬ ‫واالقتصادية للدولة المصرية ‪ ،‬ولذا تظهر المجموعة فخامتها وعظمتها تعد نقطة تحول في تطور عمارة المقابر ‪.‬فهذه المجموعة أول‬ ‫منشأة أو أثر أستعمل في بنائها الحجر المهيئ والمنحوت بمقاييس متساويه قائم الزوايا‪ ،‬وهى تجمع بين وحدات بناء منفصلة ‪ ،‬وألول‬ ‫مرة يظهر الشكل الهرمي بشكلة المتكامل كمقبرة ملكية والمجموعة تعد صورة مصغرة للكون ‪ ،‬حيث يظهر اتحاد طرز البناء للوجه‬ ‫القبلي والوجه البحري‪ ،‬وتعطينا فكرة القصر الملكى ‪ :‬الشمالى و الجنوبى ‪ ،‬والمقبرة الجنوبية و الشمالية ‪ ،‬السور المحيط بالمجموعة‬ ‫مقسم إلى أركان داخلة وخارجة‪ ،‬به ‪ 14‬بابا وهميا موزعة على مدارة والباب الحقيقى يوجد في الركن الجنوبي للناحية الشرقية ‪.‬‬ ‫شكل يوضح تخطيط لمجموعة زوسر‬ ‫‪27‬‬ ‫وفي المجموعه يوجد وحدات وطرز بنائية تمثل طرز البناء للفترات الزمنية السابقة و التى أعتمد عليها المصمم المصرى على مر‬ ‫العصور ( العناصر المستوحاة من النباتات ) حيث تقليد العمارة النباتية فى الحجر وهذا يظهر بشكل مميز في ممر الدخول وصالة‬ ‫األعمدة‪ ،‬فباب المدخل المفتوح الخشبي منفذ في الحجر بكل التفاصيل ويعطي إيحاء األصل من الخشب ‪ ،‬وسقف الممر مغطى بعروق‬ ‫تحاكى العروق الخشبية واألعمدة التى تصور أربطة أو حزم النباتات تحيط بممر الصالة ‪ ،‬وهذه األعمدة متصلة ببعضها بحوائط (‬ ‫أول أعمدة ملتصقة بالجدار فى تاريخ العمارة) وبالتالي بالحائط المحيط بالصالة الموصلة إلى فناء مفتوح والذي يصل بنا إلى الركن‬ ‫جنوب غرب الذى نجد فية المقبرة الجنوبية وهي مبنى وهمي مسمط مقابله للناحية الشمالية لفناء الهرم المدرج‪ ،‬وهو المقبرة الحقيقية‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser