Study of Islamic Call - PDF
Document Details
Uploaded by WellBacklitRococo
null
Tags
Summary
This document provides an in-depth study of the Islamic call (da'wa). It explores the linguistic meaning, definitions and important characteristics from Arabic language perspective. It examines Islamic teachings and practices. It references other texts, and emphasizes the necessity of the call.
Full Transcript
تمهيد التعريف بالدعوة والدعاة معنى الدعوة في اللغة: الدعوة في اللغة معناه الحث والطلب.يقال دعا بالشيء – أي طلب إ...
تمهيد التعريف بالدعوة والدعاة معنى الدعوة في اللغة: الدعوة في اللغة معناه الحث والطلب.يقال دعا بالشيء – أي طلب إحضاره ـــ ودعاه إلى الشسء أي حثه على قصده ـــ ودعاه إلى الدين والمذهب ـــ أي حثه على اعتقاده وساقه إليه، ويقال دعا الله أي رجا منه الخير ،ودعا لفالن أي طلب له الخير.1 ﰊ ﰋ )2 والدعوة هنا مأخوذة من قوله تعالى ( ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ قال في اللسان :دار السالم هي الجنة.والسالم هو الله ،3والمراد دعوته عباده إلى ما يكون سببا ً في دخولهم الجنة ،وهو االلتزام بدينه الذي بعث به رسله وأنزل به كتابه . 4 المعنى االصطالحي للدعوة: تعددت أوجه النظر في المعنى االصطالحي للدعوة اإلسالمية ،فهناك من نظر إليها بأنها تبليغ وبيان لما جاء به اإلسالم ومنهم من نظر إليها بأنها علم وتعليم وجردوها عن الجانب التطبيقي. يمكننا استخالص المعنى االصطالحي للدعوة من معناها اللغوي وهو ( الطلب والحث على الشيء والسوق إليه) فيتضمن معنى الدعوة إلى اإلسالم طلب الناس وسوقهم إليه وحثهم على األخذ به ،ولكي يشمل تعريف الدعوة اإلسالمية مراحل الدعوة الثالث التبليغية والتكوينية والتنفيذية من جهة ولكي يحوي على عناصر عمل األنبياء عليهم الصالة والسالم عامةً وعمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصةً. .1المعدم الوسيط – مجمع اللغة العربية -القاهرة -مادة دعا -مطابع قطر الوطنية1332 -هـ 1392 -م /الجزء األول ص .282 .2سورة يونس اآلية(.)22 .3لسان العرب – محمد بن مكرم بن منظور األفريقي المصري – مطابع قطر الوطنية133 -هـ 1392 -م /الطبعة األولى /الجزء األول ص .282 .4معالم الدعوة في قصص القرآن /عبد الوهاب بن لطف الديلمي -مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة األولى 1413هـ /الجزء األول ص .23 1 أرى أن تُعرف الدعوة اإلسالمية اصطالحاً: (بأنها تبليغ اإلسالم للناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة).1وعرفها العرابي في كتابه (حركة علمية عملية لنشر اإلسالم وتعليمه للناس وتعريفهم به على الوجه الصحيح وفق منهج علمي مدروس بوسائل وأساليب راقية متجددة بواسطة دعاة مسلمين ى وبصيرة) ،2هذا وقد اختار الباحث هذا المعنى (حث الناس يقدمونه للناس على هد ً على األخذ بالخير ليفوزوا بسعادة الدارين). تعريف الدعاة: والدعاة في اللغة( قوم يدعون إلى بيعة هداية أو ضاللة وأحدهم داعي ،رجل داعية إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين ،وأدخلت الهاء فيه للمبالغة والنبي صلى الله عليه وسلم داعي إلى الله تعالى ،وكذلك المؤذن ،وفي التهذيب المؤذن داعي إلى الله والنبي صلى الله عليه وسلم داعي األمة إلى توحيد الله وطاعته) ،3وفي الحديث(من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ،ومن دعا إلى ضاللة كان عليه من اإلثم مثل آثام من تبعه ال ينقص ذلك من آثامهم شيئا ً).4 وفي االصطالح :فيمكننا استنتاج المعنى االصطالحي للداعي فنقول هو( :المبلغ لإلسالم والمعلم له والساعي في تطبيقه).فيشمل مصطلح الداعي من قام بأعمال الدعوة كلها أو بأي عمل من أعمالها.2وقيل الداعي هوالذي يقوم بأمر الدعوة ويتحمل أعبائها ومسؤوليتها.2 .1المدخل إلى علم الدعوة – محمد أبو الفتوح البيانوني – إدارة الشؤون اإلسالمية قطر – الطبعة الرابعة 1418هـ 1339 -م /ص .19-14 .2الدعوة اإلسالمية الشمول واالستيعاب – بيرفيسر محمد زين الهادي العمربي – الطبعة األولى – 2002مطابع السودان للعملة – الخرطوم /ص .10 .3لسان العرب البن منظور – الجزء -14ص .223 .4صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج – باب العلم -دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبطبعة الثالثة -1384 /الجزء الرابع ص .20 .2المدخل إلى علم الدعوة – محمد أبو الفتوح البيانوني – ص – 40مرجع سابق. .2خصائص الدعوة اإلسالمية – رسالة ماجستير – محمد أمين حسن – مكتبة المنار األردن – الزرقاء – الطبعة األولى 1403هـ -ص .12 2 مشروعية الدعوة: أمر الله تعالى رسوله أن يبلغ ما أنزل إليه بقوله تعالى(ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ) 1وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الواجب خير قيام كما قام أصحابه به على أكمل وجه ثم بقي هذا التكليف على األمة. اتفق العلماء على وجوب الدعوة على األمة المسلمة ولكن اختلفوما في نوعيته هل هو واجب على التعيين أو على الكفاية؟ واستدل كل طرف بأدلة من الشرع والعقل.استدل القائلون بالوجوب العيني بأدلة منها: أوالً :بأن لفظة (من) في قوله تعالى (ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ) 2إنما هي للبيان والتبيين وليست للتبعيض. ثانياً :بعموم قوله تعالى (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) 3فجعلت اآلية الدعوة سمة من سمات األمة المسلمة فتكون واجبة عليها جميعاً. ثالثاً :وبقوله صلى الله وعليه وسلم (من رأى منكم منكرا ً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإليمان).4وإن ( َمن) من ألفاظ العموم فيعم الحكم. .1سورة المائدة اآلية (.)29 .2سورة آل عمران اآلية(.)104 .3سورة آل عمران(.)110 .4سنن النسائي بشرح الحافظ جالل الدين السيوطي – دار الكتاب العربي – بيروت – الجزء الثامن – ص( .)112-111 3 واستدل العلماء القائلون الوجوب الكفائي باألدلة التالية-: (من) في قوله تعالى (ﮖ ﮗ ﮘ ) هي للتبعيض.1 .1بأن لفظة ِ .2وبقوله تعالى(ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ) .2 .3ثم قالوا إن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمل يحتاج إلى علم وبصيرة بالشروط واألحوال ،وهذا ال يتوفر في جميع المسلمين فيكون الواجب على من توفر فيه الشرط ،فإذا قام بواجب الدعوة من توفرت فيهم الشروط سقط اإلثم عن الباقين ،إلى غر ذلك من األدلة. وقد اختلف العلماء في ترجيح أحد القولين على اآلخر إال أن-: -1الطرفين متفقين على أصل الوجوب. -2وأن الذين قالوا بالوجوب الكفائي يتفقون مع الطرف اآلخر بأنه إن لم تحصل الكفاية لم يسقط الحكم عن الباقين ويبقى الخطاب موجها ً للجميع حتى تتحقق الكفاية ،وإذا لم تحصل الكفاية أثم الجميع. -3وكذلك الذين قالوا بالوجوب العيني قيدوا الوجوب باالستطاعة ،فمن لم يكن عالما ً بحكم المنكر سقط عنه الوجوب.ولكن تصور تحقق الكفاية في جانب الدعوة اإلسالمية أمرا ً أصبح شبه مستحيل ألنها تقوم على مجالين-: دعوة غير المسلمين لإلسالم ،وهذا المجال يتجدد يوما ً بعد يوم ،وال يتصور (أ) تحقق الكفاية فيه. (ب) دعوة المسلمين أنفسهم إلى اإلسالم – 3كما أن تعداد سكان العالم حسب (ب ) إحصائية عام 2003م.ستة مليار وثمانمائة وسبعة وأربعين مليون وخمسمائة ألف نسمة تقريباً ،والمسلمون منهم فقط واحد مليار وخمسمائة وسبعين مليون نسمة تقريباً ،لذا يصبح تصور تحقق الكفاية غير معقول.4ويرى الباحث أنه بسبب ترك الدعوة تعطلت أحكام القرآن الكريم وتركت السنة وغلبت األهواء وتملكت الدنيا من القلوب وتربص األعداء بالمسلمين وجاثوا خالل ديارهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .1المدخل إلى علم الدعوة – البيانوني – ص – 32مرجع سابق. .2سورة التوبة اآلية (.)122 .3المدخل إلى علم الدعوة – البيانوني – ص( -)34- 33مرجع سابق. .4حالة سكان العالم – عام 2003م – منتدى بيو للدين والحياة العامة اإلمريكي. 4 يبغونهم الفتنة ،وبذلك تصبح الدعوة الوم واجبا ً شرعيا ً ومسؤولية كل مسلم حتى ترجع األمة إلى ما كانت عليه في الصدر األول. منزلة الدعاة وحاجة الناس إليهم: منزلة الدعاة: بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ،وخاتم األنبياء والمرسلين ،قال تعالى ( :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ) 1فبعثته إلى يوم القيامة فال نبي بعده.من هنا تأتي منزلة الدعاة وحاجة الناس إليهم منها: أوالً :بسبب القيام بالدعوة يدخل الداعي في عموم قوله تعالى(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) ،2أمرهم سبحانه بتكميل الغير إثر أمرهم بتكميل النفس ليكونوا هاديين مهديين.3 ثانياً :كما يدخل القائمون بها في عموم قوله تعالى(ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ) .4 ثالثاً :يتحقق بالقيام بالدعوة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى (ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ).2 يقول ابن القيم( فإنه ال يكون من أتباعه حقا ً إال من دعا إلى الله على بصيرة كما كان متبوعه يفعل صلى الله عليه وسلم ،فهؤالء خلفاء الرسل حقاً).2 .1سورة األنبياء اآلية .109 .2سورة آل عمران اآلية .110 .3تفسير روح المعاني لآللوسي شهاب الدين السيد محمود البغدادي – دار الفكر للطباعة والنشر – بيروت – 1384م – الجزء الثالث ص .33 .4سورة آل عمران اآلية .104 .2سورة يوسف .108 .2مفتاح دار السعادة – أبي عبد الله شمس الدين محمد أبي بكر المشهور بابن القيم الجوزية – دار النشر للطباعة – القاهرة – الجزء األول -ص .114 5 رابعاً :يتحقق للداعي بها استجابة الدعاء فجميع األنبياء كانوا مستجابي الدعاء ألنهم قائمون بالدعوة ،قال تعالى(ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ).1قال تعالى (ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ).2وقال تعالى بشأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ).3 خامساً :كما أن القيام بالدعوة إل الله تعالى يدخل الداعي في عموم قوله تعالى(ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ).4قال الزمخشري عن عائشة رضي الله عنها( ما كنا نشك أن هذه اآلية نزلت في المؤذنين وهي عامة في كل من جمع بين هذه الثالث أن يكون موحدا ً معتقدا ً لدين – عامالً بالخير – وماهم إال طبقة العالمين العاملين من أهل العدل والتوحيد -الدعاة إلى دين الله.2)- سادسا ً :الدعوة إلى الله هي أحد أركان النجاة يوم القيامة ،قال تعالى( والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).2أقسم الله بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر إال من اتصف بأربع صفات :اإليمان بالله ،والعمل الصالح ،والتواصي بالحق – وهو اإليمان والعمل الصالح أتى يحث بعضهم بعضا ً بذلك ، -والتواصي بالصبر على طاعة الله عن معصية الله – وعلى أقدار الله ،ويكون بذلك قد سلم من الخسارة في الدنيا واآلخرة . 9 .1سورة األنبياء (.)84-83 .2سورة األنبياء اآلية .92 .3األنفال اآلية .3 .4سورة فصلت اآلية .33 .2تفسير الكشاف – أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري – دار الفكر للطباعة والنشر – بيروت – الجزء الثالث – ص .423 .2سورة العصر اآلية (.)3-1 .9تيسير الكريم الرحمن – الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – مركز صالح بن صالح الثقافي في عنيزة – السعودية1409 -هـ -الجزء السابع – ص (.)290 -223 6 سابعاً :وبالدعوة يكون الداعي مكرما ً عند الله.كما في قصة الرجاللذي جلء من أقصى المدينة يسعى ،قال تعالى(ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ) .1 ثامناً :وبسبب الدعوة يأتي عند الداعي التوفيق للطاعة ،فالمؤذن عندما يدعو الناس للصالة ،فهو أول من يلبي هذا النداء. تاسعاً :جعلها الله تعالى من مستلزمات التمكين في األرض قال تعالى(ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ).2 عاشراً :جعل الله األمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص أوصاف المؤمنين كما جعلها فرقانا ً بين المؤمنين والمنافقين.وهم المستحقين لرحمة الله ،قال تعالى(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ).3 أحد عشر: قال تعالى (ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ).4فقد أمر الله المؤمنين بتقواه بالقول السديد.وهو إشارة للقيام بالدعوة وستكون النتيجة :صالح أعمالكم ،وغفران ذنوبكم. ثاني عشر: أعظم شهادة من الله تعالى لهم بالهداية ،قال تعالى(ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ).2كما قال عليه الصالة والسالم(من تعلم العلم ليحي به نور اإلسالم فبينه وبين النبيين درجة في الجنة).2 .1سورة يس اآلية (.)29-22 .2سورة الحج اآلية .41 .3سورة التوبة اآلية .91 .4سورة األحزاب اآلية(.)91-90 .2سورة يس اآلية(.)21-20 .2مشكاة المصابيح – ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي – إدارة البحوث اإلسالمية – الهند – 1382م – باب العلم – ص .82 7 حاجة الناس إلى الدعاة-: إن أول عمل انتقل إللى هذه األمة من رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم هو أمر تبليغ الدعوة ،وهو بالقياس إلى باقي األعمال يعتبر األساس ومن أهم الفرائض التي وضعت على عاتق األمة. فتأتي حاجة الناس إلى الدعاة من خالل: أوالً /إن الله تعالى أمر باستمرار الدعوة فقال تعالى(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) 1أي ال تدع التذكير والموعظة فإن القلوب المؤمنة تنتفع وتتأثر بالموعظة الحسنة ،2قال تعالى( فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها األشقى) ،3وهذا ما يؤكد حاجة األمة للدعاة في كل زمان وفي كل مكان حتى يستقيم الناس على أوامر الله ألن الله خلق جميع الناس لعبادته وحده(وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون).4 ثانياً /كثير من الناس قد أصيبت قلوبهم بمحاربة الفضيلة والدعوة إلى الرذائل إلشباع رغباتهم وشهواتهم ،قال تعالى(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا واآلخرة والله يعلم وأنتم ال تعلمون).2 ثالثاً /إن الله سبحانه وتعالى ما ترك أمة إال أرسل لها من يدعوها إليه وينذرها عقابه ،قال تعالى(إنا أرسلناك بالحق بشيرا ً ونذيرا ً وإن من أمة إال خال فيها نذير).2 رابعاً /تأتي حاجة األمة للدعاة وذلك لتأسيس مجتمع مسلم قائم على األخالق الفاضلة والمعاملة الطيبة التي تكون سببا ً لدخول غير المسلمين في اإلسالم.قال تعالى(واجعلنا للمتقين إماماً) ،9وتأتي الرغبة كذلك في أن يحس المؤمن أنه قدوة للخير يأتم به الراغبون في الله وليس في هذا أثرة وال استعالء الركب كله في الطريق إلى الله.8 .1سورة الذاريات اآلية .22 .2صفوة التفاسير – محمد علي الصابوني – دار القرآن الكريم – بيروت – 1381م – الجزء الثالث – .1143 .3سورة األعلى اآلية(.)11-3 .4سورة الذاريات اآلية .22 .2سورة النور اآلية .13 .2سورة فاطر اآلية .24 .9سورة الفرقان اآلية .94 .8في ظالل القرآن – سيد قطب – دار الشروق – بيروت – الطبعة 1402 -11هـ -الجزء الخامس ص .221 8 خامساً /وبعثته صلى الله عليه وسلم رحمة للناس إلى يوم القيامة وكتابه رحمة ،ولكن ال بد من إيصال هذه الرحمة للناس من بعده وإخراجهم من الظلمات إلى النور.قال تعالى(آلر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد).1قال صلى الله عليه وسلم (فطوبى لمن جعله الله مفتاحا ً للخير مغالقا ً للشر).2 سادساً /تبرز حاجة األمة للدعاة ،مالزمة حاجة األمة للهداية: -1هداية توفيق وهذه من الله تعالى(والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).3 -2هداية إرشاد إلى الطريق وهذه تحتاج إلى دليل لقوله تعالى(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) ،4والناس متجددون جيالً بعد جيل لذا تصبح حاجة األمة للدعاة متجددة. .1سورة إبراهيم اآلية .1 .2سنن ابن ماجه – ابن ماجه – الجزء األول – ص – 89حديث رقم – 238دار الحديث -القاهرة – 1414هـ 1334 -م – مرجع سابق. .3سورة النور اآلية .42 .4سورة الشورى اآلية .22 9 أركان الدعوة: )1الداعية )2.المدعو )3.موضوع الدعوة. الداعي: هو المبلغ لإلسالم والمعلم له والساعي في تطبيقه ،قال تعالى(ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ).1وقال عليه الصالة والسالم(من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص من أجورهم شيئاً). وله صفات وآداب نختصرها في اآلتي: -1أن يكون الداعية قوي اإليمان بالله تعالى شديد الخوف منه دائم المراقبة له صادق التوكل عليه سابقا ً للخيرات ،قال تعالى(ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ) .2 -2اإلقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى(ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ) ،3وقال تعالى (ﭡ ﭢ ﭣ) ،4وقال تعالى (ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) ،2وقال عليه الصالة والسالم(كل أمتي يدخلون الجنة إال من أبى ،قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال :من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى). -3إخالص النية لله تعالى في جميع األحوال فالرياء يحبط العمل لقوله تعالى(ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ) ،2وقال عليه الصالة والسالم(إنما األعمال بالنيات). .1سورة األحزاب اآلية .42 .2سورة األنفال اآلية .3سورة األحزاب اآلية .21 .4سورة النور اآلية .2سورة آل عمران اآلية .31 .2سورة البينة اآلية.2 10 -4أن يكون صابرا ً محتسبا ً أجره عند الله ،قال تعالى (ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ )،1 وقال تعالى(ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ) ،2وقال عليه الصالة والسالم(والصبر ضياء). -2أن يتصف بحسن الخلق ،فقد مدح الله تعالى نبيه عليه الصالة والسالم به،فقال تتعالى( ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ) ،3وقال عليه الصالة والسالم(إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق). -2أن يتسم بالحكمة وحسن اختيار األسلوب والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ).4 -9أن يكون لين الجانب رحيما ً رفيقا ً حليما ً محتسبا ً عند الله ما قد يناله من أذى أثناء قيامه بالدعوة إلى الله ،قال تعالى(ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ).2 -8أن يتصف بالسهولة واليسر ،قال عليه الصالة والسالم(إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين). -3أن يحفظ ما استطاع من القرآن لإلستشهاد به في دعوته واالستفادة من أسلوب القصص القرآني الذي له أثر كبير في النفوس. -10أن يدرس السيرة النبوية والسيرة العطرة والتاريخ اإلسالمي دراسة عميقة ليأخذ منها الزاد وسيجد فيها العون على معالجة المشكالت التي تعترضه. -11عليه أن يتفقه في الدين ويتعلم ليكون ذا عطاء وافر ،قال عليه الصالة والسالم(من يرد الله به خيرا ً يفقهه في الدين). -12أن يكون ذا خبرة بالمجتمع الذي يدعو الناس فيه وما في هذا المجتمع من تيارات واتجاهات وقضايا ويحاول أن يعرف الكثيرعمن يدعوه. -13أن يقدر عظم المهمة التي يتصدى لها فيعطيها االهتمام الالئق بها مستشعرا ً الثواب العظيم ،قال عليه الصالة والسالم(من تعلم العلم ليحي به نور اإلسالم فبينه وبين النبيين درجة في الجنة) ،وقال (بلغوا عني ولو آية). .1سورة األحقاف اآلية .32 .2سورة الزمر اآلية .10 .3سورة القلم اآلية .4 .4سورة النحل اآلية 122 .2سورة آل عمران اآلية .123 11 -14أن يكون عامالً بما علم ،قال تعالى(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ).2 -12تعليم الناس أمر دينهم ،وإعدادهم لتحمل مسؤولية الدعوة ،قال عليه الصالة والسالم(أال فليبغ الشاهد منكم الغائب(. المدعو-: هو كل من توجه إليه الدعوة وهو اإلنسان مطلقا ً مسلما ً كان أم كافراً ،ذكرا ً أو أنثى ،قال تعالى(ﭿ ﮀ ﮁ ) ،2وقال تعالى(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ) ،3وقال تعالى(ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) ،4وقال تعالى(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ )، وقال تعالى(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ) ،2وقال تعالى(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ).2 حق المدعو: أن يقصد بالدعوة ،وأن يحرص الداعية عليهم جميعا ً وال يستهين بواحد منهم ،قال تعالى(ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ) .9 واجب المدعو: أن يستجيب لدعوة الحق وال يمنعه مانع ،قال تعالى(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ).8 .1سورة البقرة اآلية .44 .2سورة الشعراء اآلية .214 .3سورة التحريم اآلية .2 .4سورة طه اآلية .132 .2سورة الشمس اآلية .3 .2سورة سبأ اآلية .28 .9سورة اإلسراء اآلية .12 .8سورة األنفال اآلية .24 12 أصناف المدعويين: ُعرض،ينقسم الناس حينما توجه إليهم الدعوة إلى أصناف منهم من يستجيب ومنهم من ي ِ وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة منهم ثالثة أصناف فإما مؤمن أو كافر أو منافق ،كما أن أهل الكتاب لهم أسلوب خاص ،قال عليه الصة والسالم ل معاذ رضي الله عنه(إنك ستأتي قوما ً أهل كتاب)والمؤمنون أنفسهم أصناف منهم السابق بالخيرات ومنهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ،قال تعالى(ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) .1 كما ينقسمون إلى أصناف حسب قوة إيمانهم وضعفه أو جهلهم باألحكام ،فكل له أسلوبه الذي يناسبه ،فاألعرابي الذي بال في المسجد عامله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسهولة واليسر والرفق ،والذي لبس خاتم من ذهب كانت المعامة معه بالشدة. وعامل الشاب الذي استأذن في الزنى كذلك بالحكمة والرحمة ،ولكنه عامل الثالثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بأسلوب شديد ،فكل استفاد من هذه المعاملة ،وهكذا الناس في هذه الحياة أصناف كل له أسلوبه الخاص به ،فعلينا االستفادة من هذه التجارب. .1سورة فاطر اآلية 32 13 موضوع الدعوة: هو اإلسالم مشتق من االستسالم وهو الخضوع واالنقياد وسمي المسلم مسلما ً لخضوعه وانقياده لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشتمل على جانب اإليمانيات والعبادات والمعامالت والمعاشرات واألخالق. أما اإليمانيات كما جاء في حديث جبريل عليه السالم قال(أن تؤمن بالله ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر خيره وشره). والعبادات كما جاء أيضا ً في حديث جبريل عليه السالم(أن تشهد أن ال إله إال الله وأن محمدا ً رسول الله وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيالً).والمعامالت والمعاشرات واألخالق كما جاء في حديثه عليه السالم(إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق). ولعل أبرز الخصائص العامة لإلسالم ما يلي: )1الربانية :أي أنه من عند الله تعالى. )2الكمال :قوله تعالى(ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ).1 )3الوضوح :قوله تعالى(ﮛ ﮜ ) 2والشمول بكل نواحي الحياة في الدنيا واآلخرة، والتوازن والوسطية ،والتدرج في التشريع والتيسير ،ورفع الحرج. كما يشمل المبادئ األساسية اآلتية: -1جانب الصلة بالله تعالى(أن تعبد الله كأنك تراه). -2جانب تزكية النفس قال تعالى (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ).3 -3جانب حقوق العباد كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم(اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). .1سورة المائدة اآلية .3 .2سورة اإلسراء اآلية .12 .3سورة الشمس اآلية .3 14 مصادر الدعوة-: نعني به المصدر الذي تستمد منه الدعوة أصلها ومبادئها وقيمها وهي: .1القرآن الكريم: وهو أساس الدين ومصدر التشريع ،وهو وحي الله تعالى المنزل على خاتم الرسل إلخراج الناس من الظلمات إلى النور ،قال تعالى(ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) .1 وهو التنزيل المحكم قال تعالى(ﮖ ﮗ ﮘ ) ،2وله أثر كبير في نفوس سامعيه ،قال تعالى(ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ).3وشامل لكل نواحي الحياة اإلنسانية في الدنيا واآلخرة؛ قال تعالى(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ).4وال يمل سامعه على كثرة تكراره وهو كالم الله المجيد والهادي إلى الصراط المستقيم الذي ال يأتيه الباطل من بين يده وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهو المعين العذب لكل داعية. .2السنة النبوية-: فهي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير فقد أتي عليه الصالة والسالم جوامع الكالم وكالمه أبلغ وأقوى تأثيرا ً بعد كالم الله تعالى ،فهو كما قال الله عنه(ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ) ،2فهديه خير للعباد ورحمة لهم قال تعالى(ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ) .2 .1سورة إبراهيم اآلية .1 .2سورة هود اآلية .1 .3سورة الحشر اآلية .21 .4سورة األنعام اآلية .33 .2سورة النجم اآلية(.)4-3 .2سورة األنبياء اآلية .109 15 فهي بيان للقرآن الكريم المجمل منه كالصلوات الخمس وماقيتها ،قال تعالى(ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ )( ،1ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ) (،2ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ). 3 وقوله تعالى(ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ) .4 وجعل الله اتباعه شرطا ً لحصول الهداية قال تعالى(ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ) ،2وجعل اتباعه سببا ً لحصول محبة الله قال تعالى(ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ) ، 2فهي المصدر الثاني بعد كتاب الله. . 3السيرة النبوية-: و هي تاريخ حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و تشمل شمائله و غزواته و جميع تحركاته الدعوية.فهي المورد العذب في مجال الدعوة فهي الدليل العلمي للدعاة قال تعالى (:ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ).9 .1سورة النحل اآلية .44 .2سورة الحشر اآلية .3سورة األحزاب اآلية .21 .4سورة النساء اآلية .23 .2سورة النور اآلية .24 .2سورة آل عمران .31 .9سورة األحزاب اآلية .21 16 .4سيرة الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام رضي الله عنهم : فهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ثم كل من نال شرف الصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلهم عدول يجب االقتداء بهم ألنهم أصحاب محمدصلى الله عليه وسلم فقد كانوا على الهدى المستقيم.وألن سيرتهم هي التطبيق العلمي لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال عليه الصالة والسالم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،عضوا عليها بالنواجذ).قال ابن مسعود رضي الله عنه:من كان مستنا ً بمن قد مات ،أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أبر هذه األمة، وأعمقها علما ً وأقلها تكلفاً ،قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ونشر دينه ،فتشبهوا بأخالقهم وطرائقهم ،فقد كانوا على الهدى والله رب الكعبة. .5وقائع العلماء: هي ما كتبه العلماء المسلمين في مجال الدعوة كأصول الدعوة لعبد الكريم زيدان ،والمدخل لعلم الدعوة ألبو الفتح البيانوني ،ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة في المرحلة المكية لعلي جابر الحلبي ،والدعوة اإلسالمية الشمولية واالستيعاب لمحمد زين العرابي، وغيرهم. 17 أساليب الدعوة: األسلوب في اللغة -:الطريقة. األسلوب في االصطالح -:الطريقة التي يسلكها الداعي لتحقيق أهدافه ،وهي كثيرة منها: -1أسلوب الحكمة: الحكمة في اللغة :تطلق ويراد بها العلم والفقه والعل والقرآن والسنة ،ويراد بها أيضاً: وضع الشيء في محله.والحكيم هو الذي يضع األمور في محلها. وفي االصطالح :اإلصابة في القول والعمل. والحكمة نوعان: *1قد تكون هبة من الله تعالى ،قال تعالى(ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ).1 *2وقد تكون مكتسبة ،قال تعالى(ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ).2 طرق اكتساب الحكمة: /1اإلكثار من قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية ،قال تعالى(ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ) ،3وقال تعالى(ﭬ ﭮ ﭯ ) ،4وقال تعالى(ﭩ ﭪ ﭫ ). /2مجالسة أو صحبة أهل الحكمة ،واألخذ منهم فقد قال عليه الصالة والسالم(ال تصاحب إال مؤمن) ،وقال(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخاله). .1سورة البقرة اآلية .223 .2سورة الجمعة اآلية .2 .3سورة هود اآلية .1 .4سورة يس اآلية(.)2-1 18 /3مجاهدة النفس والتقليل من شهوات الدنيا ،قال عليه الصالة والسالم(إذا رأيت المرء يعطى زهدا ً في الدنيا فاقترب منه فإنه يلقن الحكمة). /4ممارسة الدعوة عمليا ً وممارسة التجارب العملية للدعوة تُكسب الداعي الحكمة ويرزقه الله إياها. أهميته في الدعوة: -1أمر الله سبحانه وتعالى باستخدامه في الدعوة ،قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ).1 -2إمكانية تقريب القلوب والوصول إلى األهداف في أقرب طريق. ِ -3ع َ ظم اثره في الدعوة. -4استخدمه جميع األنبياء ،كما استخدمه صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء يستأذن في الزنى. قام شاب في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال يا رسول الله :أذن لي في الزنا قالها ثالثاً ،فقال عليه الصالة والسالم :أدن فدنا ،اجلس فجلس ،فقال عليه الصالة والسالم: أترضاه ألمك؟ فقال الشاب :ال والذي بعثك بالحق ،فقال عليه الصالة والسالم :كذلك الناس ال يرضونه ألمهاتهم ،فقال :أترضاه لبنتك؟ فقال :ال والذي بعثك بالحق ،قال :وكذلك الناس ال يرضونه لبناتهم ،فقال :أترضاه ألختك؟ قال :ال والذي بعثك بالحق ،فقال :وكذلك الناس ال يرضونه ألخواتهم ،ثم مسح النبي صلى الله عليه وسلم عللى صدره ودعا له فقال :اللهم طهر قلبه حصن فرجه ،فقال الراوي :فكان أبغض شيء إليه الزنا. .1سورة النحل اآلية .122 19 -2أسلوب الموعظة الحسنة-: الموعظة في اللغة :مشتقة من وعظه يعظه وعظا ً أي نصحه وذكره بالعواقب والحسنة مقابل السيئة. وفي االصطالح :الموعظة ترادف النصيحة وهي إرادة الخير للناس ولها أشكال منها القول الصريح ،والترغيب أو الترهيب ،والعد أو الوعيد.قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ). 1 أهميته: .1أمر الله سبحانه وتعالى به ،قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ). -2جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم النصيحة أساس الدين حيث قال عليه الصالة والسالم(الدين النصيحة)أي أن قوام الدين النصيحة. -3استخدمها جميع األنبياء عليهم السالم(ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ).2 -4مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ألصحابه عليها :بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصالة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. -2عظيم أثره في نفوس المدعويين.استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث العرباض بن سارية وقال(وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون). .1سورة النحل اآلية (.)122 .2سورة األعراف اآلية ()28 20 -3أسلوب المجادلة بالتي هي أحسن: الجدال في اللغة :مقابلة الحجة بالحجة. وفي االصطالح :دفع المرء خصمه عن فساد قوله بالحجة. قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)( ،1ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ). 2 قسمه العلماء إلى جدال محمود وجدال مذموم ،فالجدال المحمود هو :الذي يهدف إلى إحقاق الحق ونصرته ،والجدال المذموم :هو الذي ال يهدف إلى إحقاق الحق وال يأتي بخير. أهميته: 1ـ أمر الله سبحانه و تعالى به : حيث قال تعالى (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) 2ـ أمرفطري في اإلنسان قال تعالى (ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ).3 3ـ استخدمه األنبيان السابقين قال تعالى (ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ) 4ومن امثلته قصة ابراهيم عليه السالم مع النمرود قال تعالى (ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ) .2 .1سورة النحل اآلية .122 .2سورة العنكبوت اآلية (.)42 .3سورة الكهف اآلية(.)24 .4سورة هود اآلية (.)32 .2سورة البقرة اآلية (.)228 21 -4أسلوب التدرج : التدرج في اللغة :من درج تدرج و استدرج. تقول درج الصبي في المشي إذا سار شيئا فشيئا والتدرج في االصطالح هو التدرج بالمدعو شيئا فشيئا. أهميته التدرج وأشكاله: .1التدرج في اآليات الكونية ،فالله سبحانه وتعالى خلق السماوات واألرض في ستة أيام وهو قادر على خلقها بقول كن. .2التدرج في خلق اإلنسان ،فقد بدأ الله خلق اإلنسان من طين ثم جعل نسله من ساللة من ماء مهين ثم خلق النطفة علقة ،فخلق العلقة مضغة فخلق المضغة عظاما ً فكسى العظام لحماً ،قال تعالى(ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮤ ﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ) .1 .3التدرج في نزول القرآن ،حيث نزل مفرقا ً على ثالث وعشرين سنة بحسب الوقائع واألحداث ولتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم. .4التدرج في التشريع ،حتى يستوعب الناس ويفهموا أمور دينهم ،والتدرج من خالل: أ /التدرج في األوامر :أوالً بدأ بكملة شهادة أن ال إله إال الله وأن محمد رسول الله ،ثم بعد عشر سنوات من البعثة فُ ِرضت الصالة ثم الزكاة ثم الصوم ثم أخيرا ً الحج. ب /التدرج في النواهي :حيث ُح ِرمت الخمر على ثالث مرات ،بدأ بذمها قوله(ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ) ، 2ثم قوله (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ) ،3ثم قوله(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ). 4 سورة المؤمنون اآلية (.)14-12 .1 سورة البقرة األية .213 .2 سورة النساء اآلية .43 .3 سورة المائدة اآلية .30 .4 22 أسلوب القدوة الحسنة: القدوة في اللغة :هي األسوة. وقُ ِيدت بالحسنة لتخرج القدوة السيئة ،قال عليه الصالة والسالم " من سن في اإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ،ومن سن في اإلسالم سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ". في االصطالح :اقتداء الناس بكل من عمل عمالً صالحا ً حسنا ً سوا ًء كان نبيا ً أو كان تابعا ً لهم. والقدوة الحسنة قسمان: أ /قدوة حسنة مطلقة :أي معصومة من الخطأ ،وهم األنبياء والمرسلين ،قال تعالى ( ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ) ، 1وقال تعالى (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ). 2 ب /قدوة حسنة مقيدة :أي بموافقة أحكام الشرع ألنهم غير معصومين وهم بشر فيهم الخطأ والصواب. أهمية هذا األسلوب: -1جعل الله سبحانه وتعالى لعباده أسوة عملية في الرسل واألنبياء والصالحين وأمر باالقتداء بهم (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ). -2من طبيعة البشر التأثر بالقدوة أكثر من التأثر بالسماع أو القراءة ،لذلك قيل : دعوة الحال أبلغ من دعوة المقال.و من هنا كان فضل الصحبة للصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم. -3سهولة هذا االسلوب وسرعة انتقال الخير للمقتدي. -4عمق التأثير في النفس. -2سالمة األخذ وضمان الصحة. كما في شأن النبي صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقوله في شأن الحج " خذوا عني مناسككم". .1سورة األحزاب اآلية .21 .2سورة األنعام اآلية .30 23 وسائل الدعوة: الوسيلة في اللغة :ما يتوصل به إلى الشيء. وفي االصطالح :ما يتوصل به الداعي إلى تحقيق أهدافه من أمور مادية أو معنوية. أنواع وسائل الدعوة: .1الوسائل معنوية :وهي جميع ما يعين الداعي في دعوته من أمور قلبية أو فكرية ،مثل الصفات الحميدة قال تعالى(ﭩ ﭪ ﭫ ) ، 1والتخطيط ،فعن عروة بن مسعود الثقفي في صلح الحديبية حين قال لقومه أن هذا – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم – قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. .2الوسائل المادية :وهي كل ما يعين الداعي من أمور محسوسة مثل القول والحركة واألدوات.قال تعالى (ﯦ ﯧ ﯨ ) ، 2ودليل القول قوله تعالى (ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ) ، 3قال تعالى (ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ). 4 والوسائل المادية قسمها العلماء إلى ثالثة أنواع: /1وسائل فطرية :وهي الموجودة في فطرة اإلنسان مثل القول والحركة. /2وسائل علمية :وهي التي يكتسبها اإلنسان ويتعلمها مثل القنوات الفضائية واإلذاعة والتلفزيون واإلنترنت ،ويمكن للداعية أن يستعملها حسب الضوابط الشرعية. /3الوسائل العملية :مثل إعمار المساجد والمؤسسات الدعوية ودور تحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف. والحمد لله والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. pks سورة آل عمران اآلية .134 .1 سورة البقرة اآلية .83 .2 سورة النمل اآلية .23 .3 سورة القلم اآلية .1 .4 24