نظريات التعلم PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document discusses various learning theories. It covers behavioural, Gestalt, constructivist, sociocultural, cognitive, and psychodynamic perspectives. The document also touches upon multiple intelligences and social-emotional development theories.
Full Transcript
نظريات التعلم نقصد بنظريات التعلم تلك التفسيرات والتعليالت والمبادئ والمفاهيم التي يقدمها المختصون في علم النفس التربوي ،وتحاول أن تجيب عن سؤال :كيف يحدث التعلم ؟ أو كيف يتعلم المتعلمون؟ وهذه النظريات تختلف ألسباب منها:...
نظريات التعلم نقصد بنظريات التعلم تلك التفسيرات والتعليالت والمبادئ والمفاهيم التي يقدمها المختصون في علم النفس التربوي ،وتحاول أن تجيب عن سؤال :كيف يحدث التعلم ؟ أو كيف يتعلم المتعلمون؟ وهذه النظريات تختلف ألسباب منها: اختالف الطريقة والمنهج في كل نظرية ؛ - ـ اختالف النظريات في تفسير سؤال :لماذا التعلم ؟ اختالف الهدف من كل نظرية.ـ النظرية السلوكية ❖ تعد السلوكية أول مدرسة في العصر الحديث تحدثت عن كيفية حصول التعلم لدى المتعلم ،وهي تعتمد على التجربة والتطبيق ،حيث ال استجابة وال تعلم دون مثير ،وقد جاءت هذه النظريات لتنقل علم النفس من المنهج االستنباطي إلى المنهج التجريبي ،وترى أن التعلم تغيير في السلوك نتيجة لمثيرات خارجية.وتتمثل في ثالثة نماذج هي: 1ـ نموذج المحاولة والخطأ ينسب هذا النموذج للعالم األمريكي إدوارد ثورندايك ( 1874ـ 1949م) ،والذي اشتغل على الذكاء الحيواني عن طريق التجربة ،حيث وضع قطا في قفص وأغلق عليه ،ثم وضع طعاما خارج القفص ،وبعد محاوالت عديدة استطاع هذا القط أن يفتح باب القفص ويخرج.ثم أعاد ثورندايك هذه التجربة؛ فكان القط ينجح في فتح باب القفص في مدة أقل من المدة التي استغرقها في التجربة األولى.وحينها استخلص أن المحاولة والخطأ وسيلتان للتعلم من خالل ثالثة قوانين هي: أ ـ قانون االستعداد :أي وجود دافع للقيام بالفعل ،بمعنى أخر ال بد من مثير يدفعنا للتعلم . ب ـ قانون التكرار أو قانون المران والممارسة :فالتعلم يقوى بالتدريب والتكرار ،فالقط حاول عدة مرات ،ثم تعلم ،فأصبح يستغرق وقتا أقل من الوقت الذي كان يستغرقه في بداية التجربة ،إذ تعلم من كثرة التكرار؛ ج ـ قانون األثر :ومعناه أن الرابطة بين المثير واالستجابة تقوى إذا كانت متبوعة بحالة الرضى واالطمئنان. 2ـ نموذج اإلشراط الكالسيكي استفاد هذا النموذج من تجارب العالم الروسي إيفان بافلوف ( 1849ـ 1936م) حول ي المثير واالستجابة ،حيث أجرى تجربة على الهضم واإلفرازات.والتعلم هنا يقوم على مبدأ ْ الكلب ،والحظ أن لعاب هذا الكلب يسيل لمجرد رؤيته الطعام وسمعه للجرس ،فالطعام أثار الكلب فاستجاب له بسيالن لعابه ،ألن الطعام هنا مثير ،واالستجابة هنا هي سيالن لعاب الكلب، 1 ويبقى الجرس مثيرا محايدا.ومن ثمة يتحقق التعلم عن طريق المثيرات الخارجية ،سواء كانت مادية أم اجتماعية. وأهم القوانين التي استخرجها بافلوف من هذه التجربة هي: ـ قانون االنطفاء أو مبدأ االنطفاء :هو ظاهرة سلوكية أو مثير يجعلك تتوقف على فعل شيء؛ ـ مبدأ التعميم :هو استعمال مثيرات متشابهة تعطينا االستجابة نفسها؛ ـ مبدأ التمييز :هواستعمال مثيرات متشابهة تعطينا استجابات مختلفة. غيَّب خصائص الذات المتعلمة ،والفروقات الفردية بين المتعلمين، لكن هذا النموذج َ وأغفل السيرورات العليا للدماغ ،ألنها ال تقع تحت الرصد والمالحظة ،بل إن واطسون (1878 ـ 1958م) ذاته كان يسمي العقل بالعلبة السوداء. 3ـ نموذج اإلشراط اإلجرائي صاحب هذا النموذج هو العالم األمريكي بروس فريدريك سكينر ( 1904ـ 1990م)، وهو الذي نقل المدرسة السلوكية من مدرسة تجري تجاربها على الحيوان إلى مدرسة تجري تجاربها على اإلنسان ،واألطفال على وجه الخصوص.وقد ركز في نموذجه على مفهوم التعزيز الذي يقع بعد االستجابة األولى ،وهذا ما أضافه إلى نموذج بافلوف الذي حصر التعلم في المثير واالستجابة ،ويتمثل هذا التعزيز في تدخل المعلم للتحفيز والتشجيع عندما يجيب المتعلم إجابة صحيحة.فإذا تم تحفيزه وتشجيعه بسبب هذه اإلجابة الصحيحة ،فإن ذلك يؤدي به إلى استجابة ثانية غير منتظرة ،وقد يستجيب أكثر من مرة بسبب التحفيز المادي والمعنوي. وكمثال على ذلك :إذا كلف المدرس المتعلمين بعمل ما ،فأنجزه المتعلم ،ثم وجد تشجيعا من أستاذه ،سيكون ذلك حافزا له على مزيد من االجتهاد ،وسيقدم أعماال وإنتاجات لم تطلب منه بسبب التشجيع األول. النظرية الجشطلتية ❖ الجشطلت هو كل مترابط األجزاء على نحو منظم ومتسق ،حيث يكون لكل جزء فيه مكانته الخاصة التي يفرضها عليه هذا الكل ،فهو بهذا االعتبار اهتمام بالكل عوض الجزء.وقد ظهرت هذه النظرية سنة 1924في ألمانيا على يد مؤسسها ماكس فيرتمر( 1880ـ 1943م)، وقد أكدت النظرية الجشطالتية أن الكل ليس مجرد مجموع أجزاء ،وإنما هو مجال منتظم تتسق فيه المكونات في ترابط وانسجام. يقوم التعلم في هذه المدرسة على اإلدراك الكلي لعناصر الجشطلت أو بنية الشيء عن طريق االستبصار ؛ وهو الفهم الدقيق للجشطلت.والبنية قد تكون كلمة أو جملة أو صورة أو أي شيء آخر يتعلمه المتعلم.والتعلم في هذه المدرسة هو تعلم نسقي؛ يدركه المتعلم عن طريق العالقة النسقية بين عناصر البنية ،لذلك نجد أن التعلم في هذه المدرسة ينطلق من الكلمة إلى الحرف وليس العكس ،ألن الحرف في الكلمة يحمل معنى ،وإدراك هذا المعنى يعين على التعلم. كما أن التعلم ال يتحقق بدون فهم ،وال يتم الفهم بدون تأمل وتدبر (الفهم +االستبصار = التعلم). 2 وال يدوم التعلم دون حوافز داخلية تنطلق من الذات؛ ال من خارجها كما كان عند السلوكيين. ذلك أن التعلم القائم على الرغبة الداخلية مستمر وطويل األمد ،بخالف التعلم القائم على التحفيز الخارجي الذي يبقى أثره قصير المدى. من أهم المبادئ التي يقوم عليها التعلم في هذه المدرسة ما يلي: ـ يقوم التعلم على فهم دقيق لبنية الشيء الذي نود فهمه؛ ـ االستبصار قائم على إعادة تنظيم بنية الشيء الذي نود فهمه؛ ـ التعلم مرتبط بالنتائج التي يتوصل إليها المتعلم؛ ـ يتحقق التعلم من خالل قدرة المتعلم على توظيف تعلماته في وضعيات مختلفة. النظرية البنائية ❖ مؤسس هذه النظرية هو جون بياجيه ( 1896ـ 1980م) ،الذي أعاد االعتبار للذات المتعلمة؛ من خالل التركيز على (التمثالت).فالمتعلم عند بياجيه ال يلج المدرسة وهو صفحة بيضاء كما كانت تدعي السلوكية ،بل يلج إليها وهو محمل بمجموعة من التمثالت والتصورات المنبثقة عن محيطه.والمثير في هذه المدرسة ال يؤدي دائما إلى نفس االستجابة ،بل قد يؤدي المثير الواحد إلى استجابات مختلفة باختالف خصائص المستجيب. باختصار هذه ال نظرية تقوم على مبدأ أن التعلم فعل نشيط ،وأن بناء المعارف يتم استنادا إلى المعارف السابقة ،أي أن المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية؛ فهو يبني المعرفة اعتمادا على ذاته فقط ،ينفي ،يالحظ ،ويصوغ فرضيات ،ويحلل ،ويتخذ قرارات ،وينظم، ويستنتج ...وفي هذا إشارة إلى قدرة المتعلم على بناء معارفه انطالقا من مكتسباته السابقة. وقد ربط بياجيه التعلم بالنضج ،حيث تؤدي كل مرحلة من مراحل النمو عند الطفل إلى نوع من التعلمات حسب اآلتي: ـ المرحلة األولى :مرحلة الحس حركية أو النشاط الحس حركي ( من الميالد إلى سنتين) ،ويميز فيها الطفل نفسه عن باقي الموضوعات ،ويصبح تدريجيا على وعي بالعالقة بين أفعاله ونتائجها على البيئة ،إذ يصبح قادرا على التعرف ،حيث يكتسب ثبات الموضوعات، ويتعلم أنها تستمر في بقائها حتى ولو لم ت ُ َر. ـ المرحلة الثانية :مرحلة ما قبل العمليات أو النشاط المحسوس (من السنة الثانية إلى السنة السابعة) ،يتعلم الطفل اللغة ويستخدمها ،ويتمكن من تمثيل الموضوعات عن طريق الخياالت والكلمات.وال يزال متمركزا حول الذات والعالم يدور حوله.كما ال يستطيع تصور وجهة نظر اآلخرين ،ألنه يصنف الموضوعات بناء على بُ ْعد واحد.وفي نهاية هذه الفترة يبدأ في استخدام األعداد وتنمية مفاهيم الحفظ. ـ المرحلة الثالثة :مرحلة العمليات المادية أو المشخصة أو النشاط ما قبل المفاهيم (من السنة السابعة إلى السنة الثانية عشرة) ،حيث يصبح الطفل قادرا على التفكير المنطقي ،وترتيب األشياء كالكتلة والوزن واألعداد من الصغير إلى الكبير ،ويصنف الموضوعات ،ويرتبها في سالسل على أساس أبعاد ،كما يفهم مفردات العالقة بأن (أ) أطول من (ب). 3 ـ المرحلة الرابعة :مرحلة العمليات المجردة أو النشاط الصوري ( 12سنة فما فوق)، حيث يكون الفرد قادرا على التصور والتخيل وممارسة الحقول بالطرق العقلية ،وذلك من خالل التفكير بالمجردات ،وتتبع افتراضات منطقية ،وتعليل بناء فرضيات ،وعزل عناصر المشكلة، ومعالجة كل الحلول الممكنة بانتظام. لكن كيف يحدث التعلم في هذه المدرسة؟ يحدث التعلم في هذه المدرسة من خالل (االستيعاب) ،بمعنى استيعاب معلومات جديدة من المحيط الخارجي؛ عن طريق الفهم والتنظيم والتخزين.ثم يقع (التالؤم) بين الذات المتعلمة بتغيير في استجابات الذات بعد استيعابها لمعطيات الموقف أو الموضوع، ٍ والمعارف الجديدة، باتجاه تحقيق التوازن.ثم يتحقق بعد ذلك هذا (التوازن) ،وهو وضعية التناغم واالنسجام التفاعلي مع المحيط ،ثم (التكيف) ،وهو اندماج الفرد مع محيطه الخارجي. لكن هناك مآخذ على هذه المدرسة تتجلى في كونها نمطت المراحل العمرية في عالقتها بالتعلُّمات المكتسبة ،إذ جعلت األطفال في مرحلة ما يتعلمون التعلم ذاته ،وهذا فيه إقصاء للفروقات الفردية والذكاءات المتعددة.وهذا ما تنبه إليه علماؤنا قديما ،حيث اعتبروا التعلم رهينا بالفهم وليس بالنضج كما قال بياجيه. من أهم المبادئ التي يقوم عليها التعلم في هذه المدرسة ما يلي: ـ التعلم ال ينفصل عن التطور النمائي للعالقة بين الذات والموضوع؛ ـ التعلم يقترن باشتغال الذات على الموضوع؛ ـ المعارف السابقة شرط لبناء المعرفة؛ ـ االستدالل شرط لبناء المفهوم؛ ـ الخطأ شرط للتعلم؛ ـ الفهم شرط للتعلم؛ ـ التعلم يقترن بالتجربة وليس بالتلقين؛ ـ التعلم هو التجاوز ونفي لالضطراب؛ ـ المعرفة عملية لتفسير الواقع وليست نتيجة. ❖ النظرية السوسيوبنائية تُعد هذه النظرية فرعا من فروع النظرية البنائية وتطويرا لها ،ورائدها هو فيجوتسكي ( 1896ـ 1934م) الذي يرى أن النمو المعرفي للطفل ال يحدث تلقائيا ،وإنما يتم من خالل التفاعل مع اآلخرين واألقران خصوصا ،حيث يطور نفسه وكفاياته من خالل مقارنة إنجازاته بإنجازات غيره ،فضال عن المحاكاة والتقليد ،وذلك بمساعدة الراشدين وتشجيعاتهم.وهو بهذا يؤكد أن التطور المعرفي لألطفال ينطلق من الوسط االجتماعي ويعتمد عليه ،وليس باستقالل عنه.ومن ثم فهو يناقض رأي بياجيه في البنائية الذي يقول بأن الطفل يصبح بالتدريج أقل تركيزا على الذات وأكثر اجتماعية.وعلى هذا يحدد فيجوتسكي العوامل المسؤولة عن حدوث التعلم في ثالث نقط هي( :التفاعل االجتماعي ـ النشاط ـ تدخل الراشد).أما إذا كان الفرد منعزال 4 فال يمكنه التعلم ،ألن البنيات المعرفية في أصلها عمليات اجتماعية تتحول إلى عمليات سيكولوجية ذاتية وشخصية ،من خالل الفعل والمشاركة في نشاط الجماعة. ترى هذه النظرية أن المعارف تبنى اجتماعيا؛ من لدن المتعلم ولفائدته؛ فهو يبني معارفه بكيفية نشيطة ومتدرجة ،من خالل سياق قائم على التفاوض والتفاعل وإعطاء المعنى.لذلك ال بد من استناد التعلم إلى مجموعة من القواعد مثل :العمل بالمجموعات ،ومعرفة الفوارق بين المتعلمين ،وتوفير بيئة مناسبة وسليمة للتعلم الذاتي ،وإشراك المتعلمين في بناء التعلمات ،وجعل المتعلم يبني تعلماته بذاته ،ألن التعلم والنمو المعرفي ال يتم إال في إطار التواصل مع الراشدين (المعلمين) والتعاون مع األقران.فهي نظرية نفسية ترى أن المعارف تبنى بشكل تبادلي ،أي ذلك التفاعل مع المحيط السوسيولوجي .حيث تنطلق في تعلماتها من الجزء إلى الكل ،بخالف النظرية الجشطلتية. من أبرز مبادئ هذه النظرية السوسيوبنائية ما يلي: ـ تبنى المعارف اجتماعيا من لدن المتعلم(التعلم الذاتي) ،حيث يكون النمو ذا طبيعة اجتماعية وليست بيولوجية؛ ـ يتم التعلم عبر صراع معرفي بين التمثالت السابقة والمعارف الجديدة داخل الجماعة؛ ـ التعلم االجتماعي أكثر إيجابية من التعلم الفردي ،فالفرد يتعلم أحسن في وسط الجماعة؛ ـ بناء المعارف والمهارات يكون ضعيفا في التعلم الفردي ،عما هو عليه في التعلم المبني على التفاعل االجتماعي؛ ـ يحدث التعلم من خالل التفاعل بين السلوك وظروف الشخص المحيطة به؛ ـ عوامل التعلم هي :االنتباه والدافعية واإلنتاجية والتخزين؛ ـ عندما يواجه المتعلم وضعية مشكلة ،فإنه يقع بين تأثيرين :داخلي (الذات) وخارجي (جماعة القسم) ،الشيء الذي يحتم عليه ضرورة تعبئة قدراته إليجاد الحل. ❖ النظرية المعرفية هذه النظرية من أحدث النظريات السيكولوجية ،وقد استفادت من التطورات الحديثة في علوم البيولوجيا واألعصاب واألنثروبولوجيا ،محاولة بذلك تجاوز التصورات السلوكية والبنائية والجشطلتية والتحليل النفسي في النظر إلى حدوث التعلم عند المتعلمين.ومؤسسها هو األمريكي جيروم برونر ( 1915ـ 2016م) الذي ركز على ما يحدث داخل ذهن المتعلم ،وعلى دراسة المعرفة ،ووصف الطريقة التي يلج بها المتعلم تلك المعرفة ،وهي الفهم ،وكيفية التخزين في الذاكرة ،ومعالجة المعلومات.ويمر التعلم في هذه النظرية بأربع مراحل هي: ـ المرحلة األولى :مرحلة االستقبال ،وتعني استقبال المعلومات وإدخالها؛ ـ المرحلة الثانية :مرحلة استقبال هذه المعلومات وترميزها ومعالجتها؛ ـ المرحلة الثالثة :مرحلة تخزين المعلومات؛ 5 ـ المرحلة الرابعة :مرحلة استرجاع هذه المعلومات؛ ومن أهم مبادئ هذه النظرية المعرفية ما يلي: ـ التعلم نتاج ألنشطة معالجة المعلومات؛ ـ التعلم سيرورة معالجة المعلومة؛ ـ التعلم هو تغيير للمعارف عوض تغير السلوك؛ ـ إحالل المعرفة محل السلوك في عملية التعلم؛ ـ المعرفة ظاهرة سيكولوجية بامتياز؛ ـ المتعلم عنصر أساسي في عملية التعلم ؛ ـ اعتبار الكائن البشري في كليته عدة أو جهازا لمعالجة المعلومات وتخزينها؛ ـ االهتمام بالتمثالت الذهنية الفردية وبدراسات اإلستراتيجية المعرفية والميتا معرفية للمتعلم أثناء التعلم. ❖ نظرية الذكاءات المتعددة تُن َ سب هذه النظرية للعالم األمريكي هاوارد جاردنر ( 1943ـ ،)...والذي قدمها سنة " ،وقد تجاوزت هذه النظرية المفهوم القديم للذكاء1983frames of mind ،م في كتابه" والذي كان يعتقد أن الذكاء مفهوم واحد يُقاس بالعامل العقلي ،إذ كان يقسم الناس ثالثة أصناف :صنف األذكياء ،وصنف المتوسطين ،وصنف األغبياء.والواقع أن الذكاء في هذه النظرية عبارة عن مهارات و قدرات تختلف بحسب المجاالت ،تُمكن الفرد من حل المشكالت التي تصادفه في الحياة ،وتجعله قادرا على التكيف مع الوضعيات وإيجاد حلول مناسبة لها. فالذكي في هذه المدرسة هو القادر على التكيف في أي مجال كان.ومن ثَم فال وجود فيها للمتعلم الغبي ،ألن كل مخلوق وهبه هللا تعالى نوعا أو أكثر من الذكاء ،سواء التي ستُذكر أم التي ما زالت تحت التجربة.ومن أهم أصناف الذكاءات التي تحدث عنها جاردنر ما يلي: 1ـ الذكاء اللغوي :يتجسد في القدرة على توظيف اللغة شفهيا وكتابيا بطريقة واضحة ودقيقة ،ويعد الشعراء وال ُكتاب أكثر موهبة في هذا النوع من الذكاء. 2ـ الذكاء المنطقي الرياضي :يتجلى في توظيف التفكير المنطقي ،والقيام بالعمليات االستقرائية واالستنباطية؛ عن طريق التجريد والتخييل واالحتمال ،فيُستخدم في حل المشكالت المتعلقة بالرياضيات والمنطق والهندسة... 3ـ الذكاء الحس حركي :يتمثل في ضبط حركات الجسم ومالمح الوجه بطريقة دقيقة وفق نظام معين ،ويتميز به كل من الرياضيين والراقصين والفنانين الممثلين...ويلعب دورا بارزا في نمو شخصية المتعلم. 4ـ الذكاء الموسيقي :المقصود به فهم الرموز والمفاهيم الموسيقية.وتوجد بالجهة اليمنى من الدماغ مناطق خاصة بهذا النوع من الذكاء؛ الذي نجده أكثر حدة عند الموسيقيين، وحتى عند بعض األطفال االنطوائيين على أنفسهم. 6 5ـ الذكاء الذاتي :يهتم بفهم مشاعر وأحاسيس الذات ومعرفتها وتحليلها ،والقدرة على تطويرها.ويتميز به الفالسفة والمفكرون... 6ـ الذكاء االجتماعي :ويسمى الذكاء التفاعلي أيضا ،وهو القدرة على االنسجام مع اآلخرين ،بعد فهم مشاعرهم وأحاسيسهم. 7ـ الذكاء الفضائي :ويسمى بالذكاء البصري أيضا ،يعني القدرة على التعامل مع األمكنة والمواقع والمواضع ،وهو يقع في المناطق الجدارية للدماغ ،لذلك يهتم بالتعرف على األلوان واألشكال ،ويتميز بالقدرة على الرسم والنحت والتصوير.ويتميز به النحاتون والفنانون والرسامون... 8ـ الذكاء الطبيعي :يتميز بالقدرة على فهم المحيط البيئي بكل مكوناته ،ومعرفة مختلف خصائص األنواع النباتية والحيوانية واألشياء المعدنية...من خالل مظاهرها وأصواتها ونمط حياتها ونشاطها وسلوكها ،والتمييز بينها. 9ـ الذكاء الوجودي :هو قدرة اإلنسان على وضع أسئلة حول قضايا أساسية في الوجود. ❖ نظرية التحليل النفسي صاحب هذا االتجاه هو سيغموند فرويد ( 1856ـ 1939م) ،الذي شبه شخصية األفراد بالجبل الجليدي ،فسمى الجزء الذي يطفو من الجبل الجليدي (الشعور) ،وهو الجزء الذي يراه الجميع ،أما الجزء الغاطس من الجبل الذي ال يمكن مشاهدته فسماه (الالشعور).فالشعور يتضمن جزءا يسيرا من أفكارنا وأحاسيسنا وذكرياتنا ،بينما يتضمن الالشعور كل رغباتنا وغرائزنا والخبرات المكبوتة التي توجه سلوكنا وتحدده.كما ذكر قسما ثالثا وهو ما قبل الشعور ،و َيقصد به تلك الخبرات التي ال تكون حاضرة في الشعور والخبرات التي تكون في طريقها إلى الكبت ،لكن يمكن استرجاعها بشيء من الجهد. أما مكونات الشخصية عنده ثالثة هي( :الهو ـ األنا ـ األنا األعلى) ،وإليك بيان كل عنصر منها: ـ الهو :يمثل مستودع الطاقة الغريزية ،وهو كل فعل غريزي ال شعوري؛ يسعى إلشباع مباشر دون النظر إلى الواقع أو مراعاته أخالقيا وسلوكيا.وهو يستمر حسب فرويد من الميالد إلى عامين ،حيث ينشأ األنا. ـ األنا :يتمتع بالواقع وقدرة الفرد على إدراك البيئة بطريقة عقالنية وواقعية ،وينشأ هذا المكون عند الطفل من (سنتين إلى أربع سنوات) ،وفيه يبدأ الطفل مثال في تأجيل فعل التبول إلى أن يذهب إلى المرحاض.وهذا المكون شعوري يشبع فيه الطفل حاجاته وفقا للواقع والبيئة المحيطة به. ـ األنا األعلى :يمثل هذا المكون الجانب األخالقي (الضمير) الذي يبدأ في التشكل لدى األطفال في عمر خمس سنوات أو ست ،حيث يبدأ الوالدان في معاقبة الطفل على سلوكاته الخاطئة ،ويثيبونه على سلوكات صحيحة ،وحينها سيميز بين الصواب والخطأ.ويستمر تشكيل الضمير من خالل المدرسة والمجتمع. 7 هذه العناصر الثالثة دائما في صراع مستمر ،ألن الضمير (األنا األعلى) قد يرفض فعال غريزيا ينطلق من (الهو) ،وقد يرى األنا(الواقع) أنه مقبول وفق متطلبات الواقع فيظهر للعيان. وكل السلوكيات التي يقوم بها الناس تنطلق وتمر بهذه المعادلة حسب فرويد. أما عن مراحل النمو النفسي عند فرويد ،فتتمثل في خمس مراحل هي: ـ المرحلة الفمية :تمتد من الوالدة إلى بداية السنة الثانية تقريبا ،وخالل هذه الفترة يكون الفم مصدر اللذة الرئيس ،إذ يحصل الطفل على اللذة عن طريق اللمس والمص والعض والتهام األشياء الغريبة. ـ المرحلة الشرجية :تبدأ هذه المرحلة في السنة الثانية ،وفيها يُطلَب من الطفل التدرب على استخدام المرحاض ،وتزويده بهذه الخبرة مهم في تكوين شخصيته بالشكل الصحيح ،وإذا س َو الوالد َين عليه ،فسيستجيب ألمرين حسب فرويد هما: لم يتم تدريبه بشكل صحيح أو أن يق ُ (شخصية عدوانية تتصف بالقسوة والتخريب والغضب) ،و(شخصية متحفظة تتصف بالعناد والبخل واألناقة إلى درجة الهلوسة). ـ المرحلة القضيبية :وتسمى األوديبية أيضا ،وتمتد من نهاية السنة الثالثة إلى بداية السنة السادسة ،وفيها يواجه الطفل مشكالت تتعلق بأعضائه التناسلية ،ويتركز الصراع هنا حول الحب الشديد لألم ،والرغبة في االلصاق بها ،ويرى االبن أن األب يشكل منافسا له في حب األم ،وبسبب ذلك يصبح الطفل غيورا وعدائيا تجاه والده ،وهذه الحالة سماها فرويد (عقدة أوديب).واألمر ذاته للفتاة التي تتجه نحو والدها ،وتعتقد أن األم تنافسها في حب األب ،وهذه الحالة سماها فرويد (عقدة إلكترا). ـ مرحلة الكمون :تمتد هذه المرحلة من دخول الطفل إلى المدرسة في ست سنوات إلى حدود تخرجه منها في الثانية عشرة سنة ،وتُعد هذه المرحلة فترة سبات للغريزة الجنسية ،إذ ينشغل الطفل باألنشطة المدرسية في كل مكوناتها وتجلياتها. ـ المرحلة التناسلية :تبدأ من الثانية عشرة سنة ،مع بداية البلوغ الجنسي ،والصراع الذي يواجهه المراهق في هذه المرحلة يكون أقل من الصراع الذي واجهه في المرحلة األولى والثانية (الفمية والشرجية) ،ألن المراهق في هذه المرحلة يكون تحت تأثير األنظمة والعادات والتقاليد اإلجتماعية التي تحرم اإلفصاح والتعبير عن الطاقة الجنسية ،ويعمل على تجاوزها بالتسامي عن طريق تحويل التعابير غير المقبولة عن هذه الغريزة إلى صيغ مقبولة اجتماعيا. ❖ نظرية النمو االجتماعي (الوجداني) ع ِرف بنظريته في صاحب هذا النموذج هو إيريك إيركسون ( 1902ـ 1994م) ،الذي ُ التطور االجتماعي لإلنسان ،حيث اهتم بالتفاعل الذي يحصل بين الذات واآلخر في سياق اجتماعي.فهو يرى أن للسياق االجتماعي الذي ينشأ فيه الفرد تأثير جلي في تكوين شخصيته، لذلك نجده يؤكد على دور التنشئة والمشكالت االجتماعية التي يواجهها الفرد خالل عملية نموه، والتي قد تنعكس إيجابا أو سلبا على تطوره النفسي واالجتماعي. كما اقترح إيركسون ثمان مراحل يمر بها الفرد خالل عملية نموه ،وهي التي سماها بالمراحل النفسية االجتماعية ،حيث يواجه الفرد في كل مرحلة أزمة تنطوي على صراع يتطلب 8 الحل والتوافق معه؛ لكي يستطيع الفرد االنتقال بسالم إلى المرحلة الالحقة ،ألنها مراحل متتالية ومترابطة في نظره.وكلها مرتبطة بخبرات التعلم االجتماعي التي يتعرض لها الفرد أثناء حياته.وفيما يلي عرض موجز لهذه المراحل: ـ المرحلة األولى :الثقة مقابل عدم الثقة ،وتمتد خالل السنتين األولى والثانية من عمر الطفل ،وفيها يحتاج إلى الرعاية والعطف والحب والحنان والغذاء المناسب ،حتى ينمي الثقة بالبيئة المحيطة ،ويشعر باألمان واالستقرار.وعدم توفير هذه المطالب قد يؤدي به إلى الشعور بعدم األمان وفقدان الثقة بالبيئة المحيطة. ـ المرحلة الثانية :االستقاللية مقابل الشك ،وتمتد هذه المرحلة من نهاية السنة الثانية إلى بداية السنة الرابعة ،وفيها يحتاج الطفل إلى تأكيد ذاتيته واستقالليته ،من خالل السيطرة على عملية اإلخراج والعناية بنفسه ،فهو بحاجة إلى تدريب وعناية وإشراف من اآلخرين ،ومساعدته للسيطرة على البيئة المحيطة به.وعدم توفير هذا اإلشراف والدعم من لدن الوالدين؛ قد يؤدي إلى شعوره بالخجل والعار والشك. ـ المرحلة الثالثة :المبادرة مقابل الخجل أو اإلحساس بالذنب ،وتمتد هذه المرحلة من السنة الرابعة حتى السنة السادسة تقريبا ،وفيها يطور الطفل إحساسه بالشعور والقدرة على المبادرة والمسؤولية الذاتية ،ويصبح قادرا على تحديد بعض األهداف والتخطيط لمواجهة الصعاب ،ثم التمييز بين الصحيح والخطأ ،واكتشاف أنواع النشاطات الممنوعة أو المحرجة. والمبالغة في التأديب والردع والعقاب من المربين قد يولد الشعور بالذنب لدى هذا الطفل. ـ المرحلة الرابعة :االجتهاد مقابل النقص ،وتمتد من السنة السابعة إلى الثانية عشرة من عمر الطفل ،وفيها يحتاج لتعلم المهارات الالزمة لإلسهام في األنشطة الرسمية للحياة؛ كتعلم قواعد السلوك العامة ،وتنمية الشعور بالعطاء واإلنتاج والتحصيل والنجاح.وفي غياب فرص النجاح وعدم تعلم بعض المهارات الالزمة للتفاعل االجتماعي ،قد يؤدي بالطفل إلى الشعور بالنقص والعجز. ـ المرحلة الخامسة :الهوية مقابل غموض الهوية ،وهي تمتد من السنة الثالثة عشرة حتى سن العشرين ،وهي مرحلة المراهقة التي يسعى فيها األفراد جاهدين إلى تأكيد هويتهم ،وإبراز أدوارهم وطاقاتهم وإمكانياتهم.وهي مرحلة تتميز بتغيرات جسدية وعقلية وانفعالية واجتماعية واضحة ،مما قد يؤدي أحيانا إلى التمرد والعصيان والخجل لتأكيد هوية المراهق.لذلك فهو بحاجة إلى اإلشراف والتوجيه من الوالدين والمعلمين؛ التخاذه األدوار واالتجاهات السليمة، وكذا مساعدته على تنظيم هواياته وقدراته ومعتقداته واختياراته.وفشل المراهق في التوفيق بين اختياراته ،قد يؤدي به إلى الشعور بغموض الهوية. ـ المرحلة السادسة :األُلفة مقابل العزلة ،وتبدأ من العقد الثاني تقريبا ،وتستمر إلى غاية الخامسة والثالثين ،وتتطلب هذه المرحلة تحقيق الشعور باالستقرار العائلي والمهني؛ بعد إيجاد شريك الحياة المناسب ،والحصول على مهنة أو وظيفة مناسبة.كما يسعى األفراد في هذه المرحلة إلى إقامة عالقات اجتماعية ،وتكوين صداقات متوازية ومستديمة.والفشل في تحقيق االستقرار العائلي أو المهني أو تكوين الصداقات ،قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة. 9 ـ المرحلة السابعة :اإلنتاجية مقابل استغراق الذات ،وتمتد من سن الخامسة والثالثين إلى سن التقاعد ،وتتطلب شعور الفرد بالقدرة على اإلنتاج والعطاء ،سواء على مستوى المهنة أم العمل أم إنجاب األطفال.والفشل في أداء األدوار المتعلقة بإنجاب األطفال ،والقيام بدور األبوة، واإلبداع في مجال العمل ،يؤدي إلى انكباب الفرد على ذاته ،واالستغراق في أنانيته ،واالنغماس في اللذات. ـ المرحلة الثامنة :التكامل مقابل اإلحساس باليأس ،وهي مرحلة ما بعد سن التقاعد، حيث يتوقف الشعور بالتكامل والثقة بالنفس واالعتزاز باإلنجازات على مدى نجاح الفرد على اجتياز أزمات المراحل السابقة.فنجاح الفرد في تحقيق مطالب المراحل السابقة؛ ينمي الشعور لدى الفرد بالثقة والتكامل والتحرر من اليأس. ❖ نظرية النمو األخالقي للعامل األخالقي دور بارز في وجود المجتمع وبقائه ،ذلك أن األخالق وما تنطوي عليه من قيم ومبادئ؛ تسهم في تنظيم العالقات بين أفراد المجتمع الواحد.ومن هنا اهتم العلماء بدراسة النمو األخالقي؛ على اعتباره جزءا من عملية النضج ،كما هو شأن النمو العقلي والنمو المعرفي.ومن أهم العلماء في هذا المجال لورنس كولبرج ( 1927ـ 1987م) الذي استفاد من الدراسات والتجارب التي سبقته في الموضوع ،ووصل إلى نتيجة مفادها أن العدل هو المفهوم األساس للنمو الخلقي ،ألنه يسعى إلى تحقيق االتزان االجتماعي بين أفراد البيئة الواحدة.ويقول أيضا بوجود مفاهيم أخالقية في كل الثقافات مثل :الحب والعدل والحرية والسلطة...وأن جميع أفراد البشر مهما تنوعت ثقافاتهم ومجتمعاتهم يمرون بمراحل التعقل حول هذه المفاهيم. ولفهم معنى المرحلة في النمو الخلقي حسب كولبرج؛ ال بد من وضعها في إطار تتابع مراحل النمو داخل الشخصية ،وأن إصدار أي حكم خلقي عن اإلنسان؛ ال بد أن يكون معتمدا على أساس نمو معرفي وعقلي.ويعتقد كولبرج بوجود ثالث مستويات للحكم العقلي تتمثل في اآلتي: 1ـ مستوى ما قبل العرف والقانون :هو مستوى معظم األطفال قبل سن التاسعة ،وكذلك بعض المراهقين وبعض األحداث الجانحين؛ 2ـ مستوى العرف والقانون :هو مستوى معظم المراهقين والراشدين في المجتمع؛ 3ـ مستوى ما بعد العرف والقانون :هو المستوى الذي يصل إليه قلة من الراشدين. والمقصود بالعرف والقانون مسايرة قواعد المجتمع وتوقعاته وتقاليده وقوانينه والتمسك بها.كما يعتقد أن النمو في األحكام األخالقية يسير وفق تسلسل هرمي عبر ثالث مستويات رئيسة ،يتضمن كل منها مرحلتين أخالقيتين ،ومن ثم يسير النمو األخالقي عبر ست مراحل أخالقية تبدأ من مرحلة التوجه نحو العقاب والطاعة ،وتنتهي بمرحلة التوجه المبدئي األخالقي العالمي.ولكن ليس من الضروري أن يصل الناس جميعهم إلى المرحلة األخالقية الخامسة أو السادسة ،ألنه قد يتوقف النمو األخالقي عند المستوى األول عند بعض الناس ،أو ربما المستوى الثاني... 10 وفيما يلي عرض موجز لمراحل النمو األخالقي كما وضعها لورنس كولبرج: 1ـ المستوى ما قبل التقليدي :يمتد هذا المستوى من الوالدة إلى سن التاسعة ،ويعتمد حكم الطفل فيه على النتائج المادية المترتبة على السلوك كالثواب والعقاب ،ويتضمن هذا المستوى مرحلتين أخالقيتين هما: أ ـ مرحلة التوجه نحو العقاب والطاعة :إذ يتأثر حكم الطفل األخالقي في هذه المرحلة بالنتائج المادية المترتبة على السلوك ،حيث يعتبر األفعال التي يتم تعزيزها أفعاال حسنة ،والتي لم يتم تعزيزها أفعاال سيئة.ويحترم األمر األخالقي تجنبا وخوفا من العقاب ،وإذعانا للسلطة التي تدعم هذا األمر. ب ـ مرحلة التوجه النسبي الذرائعي :يعتبر الطفل األفعال حسنة في هذه المرحلة إذا أشبعت حاجاته وحاجات اآلخرين ،وتكون محاكمته للفعل األخالقي بناء على المنفعة الشخصية وليس على القيمة اإلنسانية ذاتها ،ويطيع ويخضع ألوامر والديه أو من يمثل السلطة للحصول على الثواب والمكافأة. 2ـ المستوى التقليدي :ويستمر من تسع سنوات إلى خمسة عشر سنة ،ويحترم الطفل فيه توقعات األسرة والجماعة واألمة؛ كأمور قائمة بحد ذاتها بغض النظر عما قد يترتب عليها من نتائج مباشرة ،ويسلك بطريقة تنسجم مع هذه التوقعات ،ويحترم القوانين ويحافظ عليها من خالل تمثل األشخاص القائمين على تطبيقها.ويتضمن هذا المستوى هو اآلخر مرحلتين أخالقيتين هما: أ ـ مرحلة توافق العالقات الشخصية المتبادلة ،أو الصبي الطيب أو البنت الطيبة :يقوم طفل هذه المرحلة بأفعال يعتقد أنها تسعد اآلخرين وتنال رضاهم ،كما أن حكمه األخالقي ال يتأثر بالنتائج المادية المترتبة عن الفعل ،بل ب ِنية الفاعل ،وينزع طفل هذه المرحلة إلى إقامة عالقات طيبة مع اآلخرين. ب ـ مرحلة التوجه نحو النظام والقانون :يعتبر طفل هذه المرحلة أن السلوك الصحيح هو االلتزام والقيام بالواجب ،لذا فهو ينزع إلى الحفاظ على القوانين واألنظمة ،ويطيعها طاعة عمياء دون التفكير فيما تنطوي عليه ،ويكون التزامه بهذا ذاتيا داخليا. 3ـ المستوى ما بعد التقليدي (المبدئي) :يبدأ من خمسة عشر سنة فما فوق ،حيث تصبح المبادئ والقوانين جزءا من ذات الفرد ،وينزع إلى تحديد المبادئ والقيم األخالقية ذات النزعة التطبيقية ،بغض النظر عن سلطة األفراد أو الجماعة الذين يؤمنون بها.كما ينزع في هذا المستوى إلى تكوين مفاهيم ومبادئ خاصة به.ويتتضمن هو اآلخر مرحلتين أخالقيتين هما: أ ـ مرحلة التوجه نحو العقد والقانوني :االجتماعي حيث يدرك المراهق أن القانون عبارة عن عقد اجتماعي تم االتفاق عليه؛ لتلبية ظروف ومطالب اجتماعية معينة ،وأنه قابل للتغيير والتبديل في ضوء تغير هذه الظروف ،وهو يميل إلى التأكد من روح هذا القانون وليس نصه الحرفي.ويتحدد السلوك األخالقي في هذه المرحلة بالحقوق والمعايير العامة التي وافق عليها أفراد المجتمع جميعهم. 11 ب ـ مرحلة التوجه نحو المبدأ األخالقي العالمي :هذه المرحلة أعلى مراحل النمو األخالقي عند الفرد ،حيث يعتمد الحكم األخالقي على المعايير والمبادئ الداخلية الذاتية للفرد، كما أن الصواب والخطأ في هذه المرحلة ُيبْنى على حكم أخالقي يعتمد على إمالءات الضمير، انطالقا من اختبار مبدئي يحتكم إلى المنطق ،ويدعم بالثبات على المبدأ.وتمتاز هذه المرحلة بالشمولية والثبات والعالمية. انطالقا مما سبق؛ يتضح أن الطفل ينتقل تدريجيا من االهتمامات الشخصية األنانية إلى المسؤوليات االجتماعية ،ومن االعتماد على معايير ومبادئ خارجية إلى االعتماد على معايير ومبادئ داخلية ،ومن التفكير في النتائج المادية إلى التفكير في القيم المجردة والمبادئ اإلنسانية المطلقة. 12