ميدترم (2) الدول المستقلة PDF
Document Details
![SpiritedIntellect4377](https://quizgecko.com/images/avatars/avatar-15.webp)
Uploaded by SpiritedIntellect4377
Tags
Summary
This document is a midterm paper on independent states. It details the history of the Ghaznavid Empire. Key topics include the rise and fall of the empire, including its conquests in India, and its relations with other states.
Full Transcript
الفصل الرابع الدولة الغزنوية " 582 - 351هـ" تأسست الدولة الغزنوية على يد األتراك الذين كانوا جز ًءا من الجيش الساماني وتولوا المناصب العسكرية واإلدارية. البتك...
الفصل الرابع الدولة الغزنوية " 582 - 351هـ" تأسست الدولة الغزنوية على يد األتراك الذين كانوا جز ًءا من الجيش الساماني وتولوا المناصب العسكرية واإلدارية. البتكين ،أحد القادة األتراك ،برز بفضل ذكائه وخبرته وتولى منصب حاجب األمير الساماني عبد الملك بن نوح. بسبب تخوف األمير الساماني من نفوذ البتكين ،عينه حاك ًما لخراسان ،مما أدى إلى توتر العالقات بينهما الحقًا. بعد وفاة عبد الملك بن نوح ،نشب خالف بين البتكين واألمراء السامانيين حول تعيين األمير منصور، مما أدى إلى عداء بين الطرفين. تمرد البتكين ورفض أوامر األمير منصور ،وسيطر على غزنة بعد هزيمته للجيش الساماني وحصار المدينة. بعد وفاة البتكين ،خلفه ابنه أبو إسحاق إبراهيم ،لكنه واجه اضطرابات أدت إلى فقدان السيطرة على غزنة لفترة وجيزة. بعد وفاة إبراهيم دون وريث ،تولى الحكم بلكاتكين ثم بيرى بلكاتكين ،ولكن االضطرابات استمرت. في النهاية ،تولى سبكتكين الحكم في غزنة عام 366هـ وأسس مرحلة جديدة من القوة والنفوذ للدولة صا في الهند ونشر اإلسالم هناك.الغزنوية ،خصو ً سبكتكين "387 366 الرغبة في الجهاد ونشر اإلسالم كانت من أهم دوافع فتوحات الغزنويين. سبكتكين اتجه نحو األقاليم الهندية ،وسعى لتوسيع نفوذه خارج غزنة. سيطر على مناطق مثل قصدار وبست ،وغزا أطراف الهند ،واستولى على معاقل وحصون عديدة. توسعت واليته وزادت ثروات خزانته ،مما أكسبه حب الرعية وأمراء المناطق المجاورة. حصل على اعتراف الخالفة بحكمه الشرعي ،ولقبه الخليفة بـ"ناصر الدولة". حافظ على والئه للسامانيين رغم استقالله الفعلي. ساعد السامانيين في استعادة االستقرار بخراسان. توفي عام 387هـ ويعتبر المؤسس الحقيقي للدولة الغزنوية ،واضعًا األساس إلمبراطورية كبرى بجنوب غرب آسيا. 34 ذاع صيت األمير سبكتكين ،فلجأ إليه األمير طغان أمير بست طلبًا للمساعدة ضد أحد أتباعه الذي ثار عليه واحتل مدينة بست. مقرر وتقديم الطاعة لسبكتكين إذا أعاده إلى ملكه. ٍ تعهد طغان بدفع ما ٍل استجاب سبكتكين ورافق طغان إلى بست ،حيث تمكن من دخولها بعد قتال مع الثائر ،وأعاد طغان إلى الحكم. ماطل طغان في دفع المال لسبكتكين ،وأغلظ القول عليه ،مما أدى إلى اندالع حرب بينهما. انهزم طغان واستولى سبكتكين على مدينة بست. توجه سبكتكين إلى مدينة قصدار بسبب عصيان واليها عليه ،ورغم صعوبة مسالكها ،تمكن من القبض عليه. أعاد سبكتكين الوالي إلى واليته بعد إخضاعه ،وفرض عليه ً ماال يدفعه سنويًا. شا من األفغان والترك بعد ض ّمه لعدة بلدان مجاورة لغزنة. كون جي ًسبكتكين ّ توجه نحو المناطق الهندية الوثنية بسبب تعقيدات الوضع السياسي في العراق وبالد ما وراء النهر. كبيرا إلى بالد الهند ،واستولى على قالع حصينة مثل كابل ،مما ً في عام 366هـ ،قاد سبكتكين جي ً شا أضعف مملكة جيبال ملك الهند. في عام 368هـ ،تمكن سبكتكين من نشر اإلسالم في كابل والمناطق المحيطة بها ،التي كانت ال تزال وثنية. جيبال حاول استرداد كابل واعتبر ذلك تهديدًا لمملكته ،لكنه هُزم أمام جيش سبكتكين. عرض الصلح مقابل دفع فدية ،لكن سبكتكين وابنه محمود رفضا في البداية ،ثم قبال بشروط تضمنت فدية ضخمة مقدارها ألف ألف درهم و 50فيل وعددًا من القالع. جيبال نقض االتفاقية وأسر المسلمين المرافقين له. عا كبيرة وهدم بيوت األصنام ،وأعاد نشر اإلسالم. رد سبكتكين بهجوم شامل ،فتح خالله قال ً شا ضخ ًما قوامه 100ألف جندي لمهاجمة المسلمين ،لكنه مني بهزيمة ساحقة وتم جيبال جمع جي ً تشتيت جيشه. سيطرة سبكتكين على بلدان وقالع في شمال غرب الهند. مهد الطريق للخلفاء لمواصلة الفتوحات الهندية. تعاظمت قوة سبكتكين وهيبته ،مما جعله قائدًا قويًا يحظى بوالء األفغان والخليج. واصل سبكتكين توسيع دولته حتى وفاته عام 387هـ 35 محمود بن سبكتكين "421 387 تولى محمود بن سبكتكين الحكم بعد تغلبه على أخيه إسماعيل عام 387هـ ،وامتاز عهده بالجهاد والغزوات في الهند. ورث محمود مملكة صغيرة عن أبيه ووسعها لتشمل بالد البنجاب ،الغور ،خراسان ،وخوارزم. اعترفت الخالفة العباسية بمحمود كسلطان مستقل ومنحته ألقابًا مثل "يمين الدولة" و"أمين الدولة"، وظهرت ألقابه على العملة. استمرت فترة حكمه 32عا ًما وأسس خاللها إمبراطورية كبيرة وصلت إلى ذروتها في عهده. ركز محمود على تأمين الجبهة الداخلية قبل مواصلة فتوحاته في الهند ،وأخذ البيعة من أخيه إسماعيل وأسس سيطرته في خراسان بعد إنهاء حكم السامانيين فيها. في عام 390هـ ،حاصر محمود خلف بن أحمد والي سجستان بعد أن استولى طاهر بن خلف على أراض تابعة للغزنويين. ٍ قتل طاهر عم محمود ،بغراجق ،مما دفع محمود لجمع جيشه ومهاجمة خلف الذي تحصن بحصن أصبهبذ. انتهى الحصار بإعالن خلف والءه للغزنويين ودفع مبلغ كبير من المال كفدية. محمود بن سبكتكين قرر غزو الهند بعد استقرار خراسان وسجستان ،مستكمالً سياسة والده في السيطرة على الهند ونشر اإلسالم. غزا الهند 12مرة بين عامي 417 - 391هـ ،وفرض سيطرته على شمال شبه القارة الهندية. في عام 392هـ ،هزم جيبال ملك البنجاب في معركة كبيرة ،حيث قتل وأسر العديد من الهنود ،بما في ذلك جيبال نفسه. أطلق محمود سراح جيبال ليراه الهنود في لباس الذل ،ولكن جيبال انتحر بعد ذلك. لقب محمود بـ"الغازي" بعد هذا االنتصار. فتح محمود مناطق عدة في الهند مثل إقليم البنجاب ،منطقة ويهند ،ومدينة بهاطيلة في 395هـ ،حيث نشر اإلسالم وترك جماعة لتعليم الدين. في 396هـ ،هزم أندبال بن جيبال أثناء توجهه إلى إقليم الملتان ،واستولى على المدينة بعد مقاومة أهلها. استمرت انتصارات محمود حتى سيطر بالكامل على إقليم البنجاب. استولى السلطان محمود الغزنوي على قلعة كواكير وأحرق أصنامها ،ثم حاصر قلعة منيعة حتى صالحه صاحبها. عهد السلطان إلى نواسه شاه ،حفيد جيبال الذي أسلم ،بأن ينوب عنه في بالد الهند ،لكن نواسه شاه ارتد عن اإلسالم وانقلب على السلطان. 36 عاد السلطان محمود إلى الهند الستعادة السيطرة بعد خيانة نواسه شاه ،ففر األخير واستعاد السلطان تلك الوالية وأخضعها لإلسالم. هزم السلطان محمود ملوك الهند وتحالفاتهم ،واستولى على غنائم عظيمة من الذهب والجواهر واألموال بعد انتصاراته في البنجاب. استمر ملوك الهند في محاولة التصدي للسلطان محمود ،لكنهم تعرضوا للهزيمة المتكررة ،واستولى السلطان على ناردين بعد تحطيم أصنامها وإقامة شعائر اإلسالم. بلغت فتوحات السلطان محمود الغزنوي في الهند ذروتها بدخول أعداد كبيرة من أهل الهند في اإلسالم ،مع استمرار سياسة نشر اإلسالم والفتح. تصدى السلطان محمود لمحاوالت أمراء الهند النيل من سلطانه وأخضعهم رغم وعورة المناطق. حقق انتصارات عظيمة في الهند ،وجمع غنائم كبيرة ،وانضم إليه متطوعون عززوا جيشه. غزا كشمير ،حيث أسلم أميرها ،واستولى على حصون وواليات عديدة. سيطر على حصون مودب وكلجند ،حيث استسلم أصحابها ،وبعضهم انتحر لتجنب الهزيمة. استولى على ذهب ونفائس بيت األصنام وأحرق الباقي. فرت من المواجهة. فتح قنوج وقالع أخرى ،وهزم القوات الهندية التي ّ ظافرا ،وأنفق الغنائم في بناء مسجد كبير. ً عاد إلى غزنة فتح معبد سومنات عام 416هـ ،حطم الصنم الهندي ،ونقل بعضه إلى غزنة. أثار غضب ملوك الهند وهزمهم وأخضع البالد لنفوذه. أرسل رسالة إلى الخليفة العباسي ليبلغه بالفتوحات واالنتصارات. خلفاء السلطان محمود الغزنوي واصلوا الفتح والجهاد في جبهة الهند. تم فتح مناطق جديدة لم تصل إليها جيوش المسلمين من قبل. السلطان مسعود بن محمود الغزنوي استمر في سياسة والده ،وحافظ على أمالك الدولة الغزنوية في الهند. السلطان مسعود ضم مزيدًا من األراضي الهندية إلى الدولة الغزنوية رغم تهديد السالجقة. فتح مسعود قلعة سرستى الجبلية في 425هـ ،واستولى على قالع هانسي. ابنه مودود فتح عدة حصون أخرى ودانت له بالد الهند. إبراهيم بن مسعود فتح حصون في الهند كانت قد امتنعت عن والده وأخيه. رغم الهجمات من السالجقة والقوات الغورية في خراسان ،حافظت الدولة الغزنوية على ممتلكاتها في الهند. 37 حكمت األسرة المأمونية خوارزم حتى وفاة مأمون بن محمد عام 387هـ بعد وفاة المأمون ،بايع الجنود ابنه حاكما ً ثم أخوه أبو العباس ،الذي كان متزوجا ً من أخت السلطان محمود الغزنوي. السلطان محمود طلب أن تُخطب له على منابر خوارزم ،ولكن أمراء خوارزم رفضوا وقتلوا أبو العباس. السلطان محمود طلب من خوارزم تسليم القتلة وأكد على ضرورة الخضوع له. خوارزم حاولت إرضاء السلطان محمود بتسليم القتلة وإعادة أرملة المأمون. السلطان محمود لم يتنازل ،وأصر على معاقبة القتلة وتقديمهم للقصاص. بعد المواجهات العسكرية ،هزم الغزنويون الخوارزميين في قلعة هزار اسب ،واستولوا على خوارزم. السلطان محمود عين التونتاش حاكما ً على خوارزم بعد خلعه لألمير الصغير. بعد هزيمة أنصار األسرة المأمونية ،عاد الهدوء إلى خوارزم. بعد وفاة السلطان محمود ،بدأت الخالفات بين الغزنويين والقراخانيين ،حيث استولى القراخانيون على أراض غزنوية. ٍ السلطان مسعود الغزنوي استعان بوالة خوارزم لمحاربة القراخانيين بعد توتر العالقات. توفي التونتاش والي خوارزم ،وخلفه ابنه هارون. السلطان مسعود الغزنوي أقر هارون على والية خوارزم. دب الصراع بين هارون ووزيره عبد الجبار ،حيث قام هارون بإلقاء القبض عليه وأعلن العصيان ضد الغزنويين. الوزير عبد الجبار قتل هارون ،ولكن تم قتله الحقًا على يد إسماعيل بن هارون. إسماعيل بن هارون رفع راية العصيان ضد الغزنويين. السلطان مسعود الغزنوي طلب من شاه ملك أمير ثغر جند القضاء على االنقالب وإعادة خوارزم إلى الدولة الغزنوية. تمكن شاه ملك من استعادة السيطرة على خوارزم. 38 سبكتكين كان منفصالً عن السامانيين من الناحية العملية ،وكان أكثر قوة ونفوذًا منهم. رغم استقالله ،كان يعترف بالسامانيين ويفتح البالد باسمهم. استجاب لنداء األمير الساماني نوح بن منصور لتهذيب األمراء المنشقين عنه. كانت عالقة الدولة الغزنوية بالخالفة العباسية جيدة رغم ضعف الخالفة العباسية سياسيًا. الغزنويون اهتموا باألقاليم الهندية ولم يتدخلوا في األراضي التابعة للسلطان العباسي. على الرغم من استقاللهم ،حرص الغزنويون على إقامة الخطبة للخليفة ونقش اسمه على العملة. اعترفت الخالفة العباسية بمحمود الغزنوي سلطا ًنا مستقالً ولقبته بألقاب دينية. كان الغزنويون سنيين محاربين للنفوذ الشيعي ،مما زاد من مكانتهم عند الخالفة. رفض السلطان محمود دعوة الخليفة الفاطمي وأرسل الخلع له إلى الخليفة العباسي. سالطين الغزنويين كانوا حريصين على إرضاء الخليفة العباسي للحصول على الشرعية. السلطان محمود كان يرسل الهدايا إلى الخليفة العباسي بعد كل انتصار في الهند. وفاة األمير سبكتكين وتولية ابنه إسماعيل الحكم رغم أن محمود كان أكبر س ًنا. محمود اعترض على تولي إسماعيل وطلب المشاركة في الحكم ،لكن إسماعيل رفض. محمود قرر استعادة الحكم بالقوة وشن هجو ًما على غزنة ،مما أدى إلى حصار إسماعيل. إسماعيل تنازل عن الحكم بعد سبعة أشهر ،وعاد محمود للحكم. بعد وفاة محمود ،لم يعهد بالحكم البنه مسعود بل البنه محمد ،مما أثار استياء مسعود. مسعود توجه إلى غزنة وأعلن الجند والءهم له ،مما أجبر محمد على النزول عن الحكم. مسعود أصبح سلطا ًنا بعد وصوله إلى غزنة وبيعة الجند له ،مع استالمه خلع الخليفة العباسي. في عام 432هـ ،توجه السلطان مسعود إلى الهند مع أخيه محمد. ثار الجند عليه وعزلوه ،وأعادوا محمد إلى العرش. تم اغتيال مسعود في السجن على يد أحد أبناء أخيه. مودود بن مسعود قرر االنتقام لوالده واستعادة السلطنة من عمه. غادر مودود خراسان إلى غزنة ،وعندما علم عمه بقدومه أرسل له يتبرأ من قتله ألخيه. ثم اشتبك مودود مع عمه في معركة صغيرة ،هزمه وقتله. 39 دخل مودود غزنة وانتقم من المشاركين في اغتيال أبيه. استطاع استعادة السيطرة على البالد والحفاظ على الحكم. االنقسامات والصراعات الداخلية كانت من أسباب ضعف الدولة ،في وقت كان يجب فيه االنتباه للمخاطر الخارجية. كانت القوات السلجوقية تهدد الدولة الغزنوية بعد انتقالها من بالد ما وراء النهر إلى خراسان وشنها لغارات متكررة. السلطان محمود الغزنوي جرد قوة كبيرة لمالقاة السالجقة في معركة عام 419هـ ،ونجح في تمزيقهم وقتل العديد منهم. السالجقة لم ييأسوا ،وظلوا يتحينون الفرص لالنتقام بعد وفاة السلطان محمود. بعد وفاة محمود ،تعرضت خراسان لهجمات متكررة من السالجقة في عامي 422هـ و 425هـ في عام 429هـ ،تمكن السالجقة من هزيمة مسعود الغزنوي وأصبحوا القوة األكبر في خراسان. السالجقة دخلوا نيسابور واعتلى طغرلبك عرش الغزنويين بخراسان. بداية الدولة السلجوقية تعتبر عام 429هـ ،رغم أن الخليفة العباسي اعترف بها في 432هـ انتهت هيمنة الغزنويين على خراسان نهائيًا بعد هذا التحول. بعد سقوط الدولة السامانية ،تم تقسيم أراضيها بين الغزنويين الذين سيطروا على خراسان ،وترك إيلك خان الذين حصلوا على بالد ما وراء النهر. تم االتفاق بين الغزنويين وإيلك خان على أن يكون نهر جيحون هو الحد الفاصل بينهما. بعد خروج السلطان محمود الغزنوي إلى الهند ،استغل ملوك الدولة القراخانية الوضع وهاجموا خراسان ،لكن محمود عاد بسرعة الستردادها بعد معارك كبيرة. بعد وفاة إيلك خان ،تولى أخوه طغان خان الذي كان مهت ًما بنشر اإلسالم ،فدعا محمود الغزنوي للتعاون مع الترك وترك الخالفات. لم يتمكن الترك من اقتطاع أي جزء من خراسان في عهد السلطان محمود. 40 الدولة الغورية سعت لالستيالء على بالد الهند وزوال حكم الغزنويين منها. في عهد السلطان محمود الغزنوي ،اشتبك مع الغوريين في معارك وتمكن من فرض الهدوء والسكينة. مع ضعف الدولة الغزنوية وانشغالها بصراعاتها الداخلية والخارجية ،بدأ الغوريون في إظهار نواياهم لالستيالء على غزنة. في عهد السلطان بهرام شاه ،حاول الغوريون االستيالء على غزنة ،لكن أهل غزنة وقفوا ضدهم. مع ضعف الغزنويين ،تمكن الغوريون من دخول غزنة وتدمير منشآتها واحتالل المدينة. عالء الدين الحسين الغوري قضى على حكم الغزنويين في الهند ،وبقي لهم بعض الممالك البسيطة. محاولة آخر سالطين الغزنويين السترداد حكمهم في الهند فشلت. انتهت الدولة الغزنوية في الهند عام 555هـ على يد الغوريين بعد حوالي قرنين من الزمان. الدولة الغزنوية كانت مستقلة تماما ً عن الخالفة العباسية ،وكان ارتباطها بها شكليًا فقط لكسب الشرعية. كان السالطين الغزنويون يسيطرون على شؤون الدولة الداخلية والخارجية دون شريك. لم تكن هناك قاعدة ثابتة لوراثة الحكم ،حيث تم تعيين خلفاء غير الورثة الشرعيين في بعض الحاالت. ناصر الدولة سبكتكين عين ابنه إسماعيل متخطيا ً ابنه األكبر محمود. السلطان محمود الغزنوي عين ابنه محمد خلفًا له بدالً من أخيه مسعود. هذه السياسات أدت إلى المنازعات والصراعات على الحكم بين أفراد األسرة الحاكمة. السلطان الغزنوي كان الحاكم المطلق ،وبدأ استخدام لقب "سلطان" بدالً من "أمير". السلطان محمود الغزنوي كان بحاجة إلى موظفين أكفاء إلدارة دولته. كان للوزارة في الدولة الغزنوية وزير واحد يتم اختياره وفق شروط معينة. الوزير كان يدير شؤون الدولة الداخلية والخارجية ،وأحيا ًنا يقود الجيوش. من أشهر الوزراء :أحمد بن حسن الميمندى الذي تولى الوزارة في عهد السلطان محمود ،ثم عزله السلطان محمود وأعاده السلطان مسعود. الوزير أحمد بن عبد الصمد كان من أسرة عريقة وتولى وزارة السلطان مسعود بن محمود. تم إطالق ألقاب على الوزراء مثل "األستاذ الرئيس" و"الشيخ العميد المعتمد". 41 كان منصب الحاجب من المناصب المهمة في الدولة الغزنوية. يقوم الحاجب بنقل أوامر السلطان إلى كبار رجال الدولة والعكس. يشرف الحاجب على مقر السلطان ومجلسه. كان السلطان يستشير الحاجب في شؤون الدولة. كان الحاجب يُكلف أحيا ًنا بقيادة الحمالت الحربية. مثال على ذلك حاجب الغزنويين التونتاش الذي فرض األمن وتولى الحكم في خوارزم. الدول المستقلة في شرق الدولة اإلسالمية اهتمت بالحياة الثقافية. الشعراء والكتاب تنافسوا في مجالس األمراء والسالطين. األمراء والسالطين كانوا يحيطون أنفسهم برجال العلوم والفنون واألدب. ً مركزا ثقافيًا في عهد الغزنويين بفضل دعمهم للعلماء. غزنه أصبحت السلطان محمود بن سبكتكين اهتم بالعلماء في دولته ووجه رسالة لوالي خوارزم إلرسال العلماء إليه. من أبرز العلماء في تلك الفترة كان البيروني. في عهد مأمون بن محمد بن علي بن مأمون ،اهتم بالعلماء وأسس مدرسة للعالمة أبو الحسين محمد بن عبد هللا بن الحسن البصري. البيهقي كان من أشهر رجال التاريخ واألدب في تلك الفترة. الدولة الغزنوية كان لها دور كبير في الحضارة بجانب قوتها السياسية والحربية. 42 الفصل الخامس الدولة السلجوقية " 590 - 429هـ" ينتمي السالجقة إلى القبائل التركمانية الغزية التي كانت تقيم في الصحراء الواسعة الممتدة من هضبة منغوليا إلى بحر قزوين ،ومن سيبيريا إلى فارس وشبه القارة الهندية. عرف الغز بالترك أو األتراك ،وتحركوا في هجرات ضخمة تجاه آسيا الصغرى ألسباب متعددة. يعود نسب السالجقة إلى سلجوق بن دقاق ،الذي كان قائدا ً في جيش أمير تركي يدعى بغرا. غادر سلجوق موطنه بعد مؤامرة ضده من قبل زوجة األمير وانتقل مع أتباعه إلى دار اإلسالم. سمح السامانيون لهم باإلقامة في المناطق الواقعة قرب نهر سيحون وغرب أسفيجاب. اعتنق سلجوق اإلسالم بصدق وبدأ بغزو بالد الترك الكافرين ،وحرر المسلمين من دفع الخراج للملك المحلي. توسعت سيطرة سلجوق وازدادت قوته ،وأصبح بالطه مركزا ً للمضطهدين. دعم األمير الساماني أبو إبراهيم إسماعيل في حربه ضد إيلك خان التركي ،مما عزز مكانة السالجقة وأحوال أتباعهم. بعد انهيار قوة السامانيين ،انطلق السالجقة بحرية في أراضي خانية بخارى ،وأصبح لهم قوة عسكرية يخشى جانبها. السالجقة حظوا بمحبة الناس لتمسكهم بالدين وتقربهم من العلماء. بعد وفاة سلجوق بن دقاق ،واصل أبناؤه سياسته ،وقادوا السالجقة نحو تعزيز قوتهم. نشأت صراعات بينهم وبين الدولة الغزنوية بقيادة محمود بن سبكتكين ،الذي قبض على أرسالن بن سلجوق ،ونهب ممتلكاتهم ،وفرقهم في نواحي خراسان. قام السالجقة بشن غارات على إقليم خراسان ،مما دفع السلطان محمود لمواجهتهم.هزمهم في البداية، فتفرقوا والتزموا الصمت خالل فترة حكمه. بعد وفاة السلطان محمود ،استغل السالجقة االنشغال الداخلي للدولة الغزنوية ،وبدأوا نشاطهم التوسعي مجددًا. انتصر السالجقة في معارك ضد الغزنويين واستولوا على إقليم خراسان تدريجيًا. عقد السالجقة صل ًحا مع السلطان مسعود الغزنوي ،تضمن منحهم واليات نسا وقراوه ودهستان، مقابل التزامهم بعدم التوسع خارجها. السالجقة تمكنوا من تثبيت أقدامهم في خراسان بموافقة السلطان الغزنوي. تدفقت القبائل التركية من بالد ما وراء النهر وانضمت إليهم. توسع السالجقة في أراضيهم لتلبية حاجاتهم. السلطان مسعود طلب من واليه في خراسان مواجهة السالجقة ،لكنه أعلمه بعدم القدرة على مقاومتهم. 43 السلطان مسعود أرسل قوات بقيادة سباشي لمحاربة السالجقة. وقعت معركة بين الطرفين عند سرخس سنة 429هـ 1037 /م. الجيش الغزنوي تعرض لهزيمة ساحقة ،وتقدمت قوات السالجقة نحو نيسابور. طغرلبك السلجوقي دخل نيسابور ،جلس على العرش ،ولقب نفسه بالسلطان. طغرلبك وزع عماله على مختلف المناطق. السالجقة توحدوا تحت قيادة طغرلبك وعينوه سلطانا ً عليهم ،ولكنهم احتاجوا اعتراف الخليفة العباسي لدولتهم لكسب الشرعية. السلطان مسعود الغزنوي حاول استعادة ملكه في خراسان وقاد جيشا ً كبيرا ً ضد السالجقة. التقى الجيشان في معركة داندقان 431هـ 1039 /م ،وانتصر السالجقة انتصارا ً كبيراً. السالجقة غنموا غنائم كثيرة من الغزنويين ،وفر السلطان مسعود تاركا ً خزائنه وأمتعته. المعركة كانت فاصلة في تاريخ الصراع بين السالجقة والغزنويين. حكام األقاليم األخرى اعترفوا بسلطة طغرلبك وتوافدوا إلعالن الوالء له. الخليفة العباسي اعترف بالسالجقة ودولتهم ،مما منحهم الشرعية. انحصرت أمالك الدولة الغزنوية في خراسان وما وراء النهر ،وبدأ عهد ازدهار السالجقة. طغرلبك خطط للسيطرة على إيران والعراق وإزالة أي قوى معارضة في المنطقة ،مستغالً غياب القوة الرادعة. بين عامي 446 - 434هـ ،سيطر على جرجان ،طبرستان ،وخوارزم ،بينما أخوه إبراهيم ينال استولى على الري ،قزوين ،أبهر ،زنجان ،همذان ،وأذربيجان. فتح كرمان وإقليم فارس ،وأسقط الدولة البويهية في هذه المناطق. دخل طغرلبك أذربيجان بنفسه لتأكيد سيطرة السالجقة ،ووسع حدودهم إلى بالد الروم. أحكم السالجقة سيطرتهم على إيران والبلدان المجاورة ،وتطلع طغرلبك إلى السيطرة على العراق. العراق كانت تعاني الفوضى ،وبغداد كانت مسرحا ً للفتن والصراعات. ضعف نفوذ الجند البويهيين في دار الخالفة أمام الجند األتراك. سيطر القائد التركي أبو الحارث البساسيري على بغداد ،بينما كان الخليفة العباسي والملك البويهي عاجزين أمامه. البساسيري كان متشيعا ً ،بالتزامن مع اقتراب قوات الفاطميين من مشارف العراق ،مما شكل خطرا ً كبيرا ً على الخالفة العباسية السنية. الخليفة العباسي فقد ثقته بمن حوله واضطر للتعاون مع القوة الناشئة في المشرق "السلجوقيين" لتجديد قوة الخالفة. 44 طغرلبك ،قائد السالجقة ،توجه إلى بغداد عام 447هـ 1055/م بحجة الحج وإصالح الطرق ومحاربة النفوذ الشيعي. دخل طغرلبك بغداد و ُخ ِطب له بعد الخليفة العباسي المتقي ،ومنح لقب السلطان "ركن الدولة". أُسيئت السيرة من قبل جند طغرلبك في بغداد ،مما أثار استياء الخليفة. قبض طغرلبك على الملك الرحيم البويهي ،وأرسله إلى الري حيث توفي عام 450هـ 1058 /م ،مما أنهى النفوذ البويهي في بغداد وإيران. البساسيري أعلن عصيانه على العباسيين وتبعيته للفاطميين ،وأقام الخطبة للفاطميين في الموصل. طغرلبك أرسل قوات لوقف البساسيري لكنها ه ُِزمت ،فتوجه بنفسه إلى الموصل وقضى على الفتنة. طغرلبك بسط نفوذه على ديار بكر وعين أخاه إبراهيم ينال حاكما ً على الموصل والجزيرة عام 449 هـ 1052 /م. الخليفة العباسي فرح بانتصارات طغرلبك واستقبله في بغداد ومنحه لقب "ملك المشرق والمغرب". اضطر طغرلبك لمغادرة بغداد لمواجهة عصيان أخيه إبراهيم ينال الذي أعلن التمرد للمرة الثانية. حاول طغرلبك استعادة والء أخيه ولكنه فشل ،فقرر القضاء عليه لتجنب انقسام السالجقة. تمكن طغرلبك من هزيمة أخيه في معركة قرب الري ،حيث أسره ثم قتله. استغل البساسيري انشغال طغرلبك بتمرد أخيه وضعف الدفاع في العراق ،فدخل بغداد وأسقط الخطبة للعباسيين وأقامها للفاطميين. سيطر البساسيري على البصرة وواسط ولكنه لم يحصل على الدعم الكافي من الفاطميين في مصر. عاد طغرلبك إلى العراق بعد قضاءه على التمرد ،وهزم البساسيري في معركة قرب الكوفة حيث قُتل األخير و ُحملت رأسه إلى الخليفة العباسي. أعاد طغرلبك مركز السالجقة وقوة العباسيين في بغداد بعد عام من سيطرة الفاطميين عليها. توفي طغرلبك عام 455هـ 1063/م بعد توطيد أركان دولة شاسعة امتدت إلى إيران والعراق ،مما مهد الطريق لخلفائه الستكمال الفتوحات. السلطان طغرلبك ترك عميد الملك الكندري وزيره على عرش السلطنة وولّى أخيه سليمان بن داود وولي عهده. السالجقة التفوا حول ألب أرسالن ،فقام الوزير الكندري بإقامة الخطبة له في الري ،ثم استقبله وأحسن معاملته. ألب أرسالن أمر بالقبض على الوزير الكندري وقتله ،وعيّن نظام الملك وزيرا ً. فور توليه الحكم ،واجه ألب أرسالن تمرد أمير ختالن وأمير الصغانيان ،وتمكن من إخضاعهما وإعادة واليتيهما إلى الطاعة. ألب أرسالن حصل على تأييد الخليفة العباسي ،مما أضفى الشرعية على حكمه. تصدى ألب أرسالن لتمرد شهاب الدولة قتلمش ،وهزمه وقتله ،وأعاد وحدة الدولة السلجوقية. 45 ألب أرسالن ونظام الملك خططا لفتح األراضي المسيحية في بالد الروم إلكساب السالجقة عطف العالم اإلسالمي ،مع هدف إسقاط الخالفة الفاطمية في مصر والشام. كانت مناطق األرمن وجورجيا تمثل عائقا ً للمسلمين في أذربيجان ،فتحرك السلطان ألب أرسالن لفتحها ،ونجح في السيطرة على مدينة "آني" عاصمة أرمينيا القديمة. فتح مدينة "آني" أتاح للسالجقة مواصلة الفتوحات في أراضي اإلمبراطورية البيزنطية. اإلمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجينس حاول صرف أنظار السالجقة بمهاجمة بالد الشام ،لكنه فشل بعد هزيمته أمام السالجقة. السلطان ألب أرسالن أرسل ابنه ملكشاه لفتح الشام وتأمين طريق الجيش السلجوقي إلى بالد الروم. أمير حلب دخل في طاعة السالجقة لتجنب خطرهم بعدما تخلى الفاطميون عن نجدته. معركة مالذكرت 463هـ 1071 /م كانت فاصلة ،حيث هُزم البيزنطيون وأُسر اإلمبراطور رومانوس ديوجينس. سمل حتى وفاته. أُبرمت معاهدة بين ألب أرسالن واإلمبراطور ،لكن األخير أُطيح به عند عودته و ُ اعترف جون دوكاس ،اإلمبراطور الجديد ،بنفوذ السالجقة وأقر المعاهدة مع ألب أرسالن. معركة مالذكرت مهدت لتأسيس دولة السالجقة في آسيا الصغرى ،التي أصبحت نواة الدولة العثمانية. انتشار اإلسالم والثقافة اإلسالمية في آسيا الصغرى بعد المعركة ،وازدهرت اللغتان العربية والفارسية. سادت الفرحة بين المسلمين ،وقرأ كتاب الفتح في دار الخالفة ببغداد مع الدعاء للسلطان ألب أرسالن. تمكن السلطان ألب أرسالن من توطيد أركان دولته وتأديب المتمردين وإقرار هيبة السالجقة في منطقة المشرق. عاد إلى خراسان وسعى لتأمين جانبه من القوتين المجاورتين الدولة الغزنوية والدولة الخانية. لجأ إلى سياسة المصاهرة لربط الدولة السلجوقية بالبيت الغزنوي والتركي في ما وراء النهر. بذلك ،أ ّمن ملكه في إيران من جيرانه. توجه إلى بالد ما وراء النهر لردع تمرد يوسف الخوارزمي في عام 465هـ 1072 /م. لقي مصرعه على يد يوسف الخوارزمي بطعنة سكين أدت إلى وفاته بعد عدة أيام. دفن بمدينة مرو بعد حكم استمر تسع سنوات ونصف. 46 قبل مقتل السلطان ألب أرسالن ،عهد بوالية العهد البنه ملكشاه وطلب التفويض الشرعي من الخليفة العباسي. عمه قاورد رفض تولي ملكشاه السلطنة وخرج بجيشه من كرمان إلى الري ،لكن الوزير نظام الملك سبقه واندلعت معركة بالقرب من همذان ،انتهت بمقتل قاورد. ملكشاه أقر ألبناء قاورد بحكم كرمان وفارس ،وظلت هذه األراضي تحت حكم سالجقة كرمان حتى عام 1187م. الوزير نظام الملك أصبح ذو نفوذ كبير ،وفوضه ملكشاه باألمور ومنحه لقب "أتابك". بعد القضاء على فتنة عمه ،بدأ ملكشاه في توسيع نفوذ السالجقة ،فغزا الشام وواصل مهاجمة الفاطميين. ملكشاه فشل في دخول مصر لكنه تمكن من القضاء على الوجود الفاطمي في الشام وأعطى أخاه تاج الدين تتش مهمة حكم الشام. سا دولة سالجقةفي 1078م ،نجح تتش في ضم حلب وفتح دمشق بعد انسحاب الجيش الفاطمي ،مؤس ً الشام. سس دولة سالجقة الروم التي عين السلطان ملكشاه سليمان واليا ً على منطقة أسيا الصغرى ،وأ ّ استمرت حتى عام 1300م. سع نفوذ السالجقة إلى سواحل البحر المتوسط. فتح سليمان مدينة أنطاكية وو ّ حدث نزاع بين سليمان وتتش على السيطرة على المناطق ،أدى إلى مقتل سليمان في معركة بالقرب من حلب. خوفًا من الخالفات داخل الدولة السلجوقية ،تدخل السلطان ملكشاه في النزاع ،وقام بتسوية األمور في الشام وحلب. عزز قوة السالجقة. تزوج ملكشاه من ابنة الخليفة العباسي تركان خاتون ،مما ّ توجه ملكشاه إلى بالد ما وراء النهر لالنتقام من قتلة أبيه ،وهزم األمير أحمد خان. في عهد ملكشاه ،وصلت الدولة إلى أقصى اتساع لها ،من كاشغر في الشرق إلى أنطاكية في الغرب، وشملت مناطق متعددة مثل إيران وآسيا الصغرى والعراق والشام. ضا بالعديد من شؤون فو ً وزيرا مقربًا للسلطان ملكشاه وله مكانة كبيرة ،وكان ُم َّ ً كان نظام الملك الدولة. بدأ نفوذ نظام الملك في التزعزع في أيامه األخيرة بسبب تقدمه في السن " 80عا ًما" وعدم قدرته على متابعة األعمال بنفسه. كان يُسند األعمال إلى أقاربه وأتباعه ،لكن بعضهم أساء التصرف وارتكب ظل ًما بحق الرعية. تدهورت العالقة بين السلطان ونظام الملك بعد حادثة تعرض حفيد نظام الملك "عثمان" لإلهانة من قبل متولي الشحنة. السلطان ملكشاه لم يتمكن من عزل نظام الملك بسبب نفوذه الكبير ،واكتفى بتوبيخه. 47 غضب اإلسماعيلية من نظام الملك بسبب عدائه لهم وتنكيله بهم ،فدبروا الغتياله في عام 1092م. بعد وفاة نظام الملك ،توفي السلطان ملكشاه بعد شهر ،ما أدى إلى دخول الدولة السلجوقية في فترة من النزاع الداخلي بين أفراد العائلة الحاكمة. الدولة أصبحت منقسمة بين عدة سالطين ،وأصبح هدفهم التنافس على العرش بدالً من توسيع أمالك الدولة أو نصر اإلسالم. بدأت الخالفات بين أبناء البيت السلجوقي بعد وفاة السلطان ملكشاه. تركان خاتون حصلت على تأييد الخالفة ألبنها بالسلطة ،واعتقلت بركيارق. أنصار بركيارق من النظاميين أخرجوه من السجن وأعلنوه سلطانا ً بعد قتل الوزير تاج الملك الشيرازي. الوزارة أسندت إلى عز الملك الحسين بن نظام الملك. تتش صاحب حلب ظهر كمنافس جديد على السلطة ووسع سلطانه إلى أذربيجان. بركيارق هزم عمه تتش في معركة قرب الري 488هـ 1095 /م ليحسم الصراع. بعد ذلك ،دانت له البالد بالطاعة. بعد موت عمه تتش ،عانى بركيارق من الفتن الداخلية والخارجية التي لم تهدأ. تصاعد الصراع بين الوزراء وأبناء نظام الملك على السلطة ،باإلضافة لتدخل النساء في السياسة. حاول بركيارق مواجهة تمرد أخيه محمد ،حاكم آران ،لكن محمد انتصر وأصبح معترفًا به من الخالفة. انضم أخوه الثالث ،سنجر ،إلى الصراع ،مما أدى إلى معارك دامت خمس سنوات. الخليفة العباسي كان يتفرج على األحداث ويفضل إضعاف السالجقة. تم االتفاق بين بركيارق وأخيه محمد على تقسيم األراضي محمد يحكم األقاليم الشمالية وبركيارق األقاليم الجنوبية. بركيارق لم يتمكن من الحفاظ على وحدة الدولة السلجوقية بسبب االنقسامات الداخلية. بعد وفاة بركيارق ،أصبحت الدولة بين محمد وسنجر. تهديدات خارجية كالصليبيين ،اإلسماعيلية ،والقراخطاي ،باإلضافة للتناحر الداخلي ،ساهمت في ضعف الدولة السلجوقية. بعد وفاة السلطان محمد ،تولى ابنه محمود السلطنة ،لكن عمه السلطان سنجر لم يعترف به. السلطان سنجر استولى على خراسان وبالد ما وراء النهر بعد أن قضى على حكام الغزنويين وضم غزنة إلى ممتلكاته. السلطان سنجر بسط نفوذه على إيران والعراق وبالد ما وراء النهر ،وكان الملوك في هذه المناطق يطيعونه. 48 السلطان سنجر أعطى سلطنة العراق البن أخيه محمود الذي أصبح سلطا ًنا ولكنه كان ملز ًما بدفع الجزية. ظهور قوتين معاديتين لسلطة السلطان سنجر الدولة القراخطانية التي أضعفت نفوذه في بالد ما وراء النهر ،والدولة الخوارزمية التي هاجمت أمالك السالجقة. الخوارزميون أعلنوا استقاللهم عن السالجقة وهاجموا خراسان حتى سيطروا عليها بعد وفاة السلطان سنجر. الخالفة العباسية في بغداد بدأت في التخلص من السالطين السالجقة بسبب ضعفهم بعد وفاة السلطان سنجر. الدولة الخوارزمية قادت الهجوم على آخر سالطين السالجقة ،طغرل ،وقتلته في 1194م ،مما أدى إلى نهاية الدولة السلجوقية. الدولة السلجوقية استمرت 171عا ًما ،قامت خاللها بفتح العديد من المناطق ونشر اإلسالم. تزامنت الدولة السلجوقية مع دول أخرى مثل الدولة الفاطمية في مصر ،الدولة األيوبية ،ودولة المرابطين في األندلس. 49