مطبوعة الوظيفة العامة - دكتور محيد (PDF)

Summary

هذه الوثيقة ملخص لمحاضرات حول الوظيفة العامة، وتتناول مفهومها وأهميتها، بالإضافة إلى نظم الوظيفة العامة في العالم، مع التركيز على النظام الجزائري، وتشمل دراسة حول تطوير دور الدولة وأهمية الوظيفة العامة في الجزائر في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

Full Transcript

‫جامعـــة زيــان عاشــــور الجلفـــة‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫قسم الحقوق‬ ‫مطبوعة علمية مقدمة لطلبة السنة الثالثة‬ ‫تخصص جذع مشترك بعنوان‪:‬‬ ‫محاضرات في الوظيفة العامة‬ ‫من إعداد الدكتور‪ :‬محديد حميد‬ ‫أستاذ محاضر أ‬...

‫جامعـــة زيــان عاشــــور الجلفـــة‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫قسم الحقوق‬ ‫مطبوعة علمية مقدمة لطلبة السنة الثالثة‬ ‫تخصص جذع مشترك بعنوان‪:‬‬ ‫محاضرات في الوظيفة العامة‬ ‫من إعداد الدكتور‪ :‬محديد حميد‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫السنة الدراسية‪0202/0202 :‬‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬ ‫اﻛﺗﺳﺑت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ طﺎﺑﻌﺎ ﺟدﯾدا ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺗطور دور اﻟدوﻟﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻷﺧذ‬ ‫ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗدﺧل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹﻗرار اﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻠم ﺗﻌد وظﯾﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻌﻣل واﻟﻔﺻل‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ ،‬ﺑل اﻣﺗد ﻟﻠﺗﻐﻠﻐل ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وﻗﺎﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء ٕوادارة‬ ‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة‪.‬‬ ‫وﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ازدادت أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ‬ ‫أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎﻟﻲ‪ ،‬أﯾن ﺗزاﯾدت ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬ ‫ﯾﻌﺗﺑر ﻗرن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم وذﻟك ﻟﯾس ﻷﻧﻬﺎ أداة ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺧططﺎت اﻟدوﻟﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻌﻣران واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺧدﻣﺔ ﻓﺣﺳب‪ ،‬ﺑل وأﻧﻬﺎ ﺑﺎب ﯾﺗﺳﻊ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻌﻣل أﻣﺎم‬ ‫آﻻف اﻟﻣواطﻧﯾن ﻣﻊ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﺿرورة ﻗﯾﺎم ﺗﻧظﯾﻣﺎت إدارﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﻧﻘﺎﺑﯾﺔ ﺗﻛون إطﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﻣﻬﺎﻣﻬم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟدور اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ‬ ‫اﻟﻣوظف ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻣﺣور أي ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﻧﺟﺎح ﺟﻬﺎز اﻹدارة ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﺗﺻﺑوا إﻟﯾﻪ أو ﻓﺳﺎدﻩ إﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ أو ﺗﻠك‪.‬‬ ‫وﻟﻘد أدى ﺗطور اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ أن أﺻﺑﺢ اﻟﻌﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻫو ﻋﺻ ار ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹدارﯾﺔ أو‬ ‫ﻋﺻر اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ إﻻ ﻋن طرﯾق‬ ‫أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ ﯾﻌﺑرون ﻋن إرادﺗﻬم وﯾﻔﺻﺣون ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻫم‬ ‫اﻟﻣوظﻔون اﻟﻌﺎﻣون‪.‬‬ ‫واﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫو اﻷداة اﻟﻣﻧﻔذة ﻟﻺرادة اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن ﯾﺿﻌﻬﺎ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗطﺑﯾق‬ ‫وﯾﻌطﯾﻬﺎ وﺟودﻫﺎ اﻟﻣﺎدي واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،1‬وﻗد أﻓرد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧﺻوﺻﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻌﻠق‬ ‫‪-1‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑد ارن ‪ ،‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻟﻠﻣﻔﺎﻫﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻋﻠﻣﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري و اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ج‪01‬‬ ‫دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 1990‬ص ‪.04‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺑﺄﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻫﻣﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧظ ار ﻟﺗﻌﻠق ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬ ‫وأوﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣوظف ﻣن واﺟﺑﺎت ﻛﺑﯾرة‬ ‫ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟوطن ‪ ،‬واﻟﺗﻌرض ﻟﻠﺗﺄدﯾب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺣﻘوق ﻣﻛﻔوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻪ‪،‬‬ ‫ﺑﻌد إﺑراز أﻫﻣﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪.‬‬ ‫وﻟﻘد ﻣرت اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺧﯾر‬ ‫واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻣر ‪ 03/06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪/15‬ﯾوﻟﯾو‪ 2006/‬ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت‬ ‫اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗدﻋﯾم ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم‬ ‫اﻷداة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑذﻟك ﺗﺣﻘﯾق ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫ذات ﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ أﺧذت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر‬ ‫‪2‬‬ ‫أﻧظﻣﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻷﺧﯾرة‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺗﻌود إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺻوص‬ ‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﻣوظﻔﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻷﺳس‬ ‫واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﺳﺎس ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن‬ ‫اﻟﻘواﻧﯾن أﻫﻣﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻟدور اﻟذي ﯾﺳﺎﻫم ﻓﯾﻪ ﻗطﺎع‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطور اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫و اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ :‬ﻣﺎ ﻫو ﻣﺿﻣون اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؟‬ ‫‪-2‬ﺑوزﯾﺎن ﻣﻛﻠﻛل ‪ ،‬اﻟﻣوظﻔون و اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 05‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫ﺟﯾﻼﻟﻲ اﻟﯾﺎﺑس ‪ ،‬ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ‪ 2009 ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪-3‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 01‬دار اﻟﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪2015 ،‬‬ ‫ص‪.31‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﻘﺳم اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن‪ ،‬وﯾﺳﺑﻘﻬﻣﺎ ﻓﺻل ﺗﻣﻬﯾدي ﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ‬ ‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﺗﻧظﯾم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﺛم ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ﺳﯾر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻧﺧﺻص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم وﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻼﻗﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫إن ظﻬور ﻓﻛرة اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣرﺗﺑط ﺑﺧدﻣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ، service public‬ﺣﯾث أﻧﻬﺎ‬ ‫اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣطﻠب ﺿروري ﺗﺗﻛﯾف ﻣﻊ‬ ‫‪la‬‬ ‫ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬و ﻟﻘد ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻔﻛرة اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪puissance‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ publique‬ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬ ‫و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﺑﻧﻲ ﻧﻌظم اﻟدول ﻣﺻطﻠﺢ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ أن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن‬ ‫دوﻟﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ أﺧرى‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ و اﻟدول ﺗﺗﻣﯾز اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻧظﺎم ﺧﺎص ﺑﻬﺎ‬ ‫وﻣﻬﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ و ﯾﺷﻛل اﻟﻌﻣﺎل ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻠﻛﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﻬن اﻷﺧرى‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻻ ﺗﺗﻣﯾز‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑوﺿوح ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ ودول أﺧرى ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم‬ ‫ﺗرﺟﻣﺗﻬﺎ ﻛﺎﺻطﻼح ﻓرﻧﺳﻲ أو إﻧﺟﻠﯾزي ﺑﺷﻛل اﺻطﻧﺎﻋﻲ ﻧظ ار ﻟﻌدم وﺟود ﺗﻌﺑﻲ ﯾﻘﺎﺑل ﻫﺎﺗﻪ‬ ‫اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت‪.‬‬ ‫و ﺑذﻟك ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺻرف ﻣﺻطﻠﺢ اﻟوظﯾﻔﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﻧﯾﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ‪:‬‬ ‫اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺎدي اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ‪ :‬و ﯾﻘﺗرن ﺑﻧﺷﺎط اﻹدارة اﻟﻣؤدى ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ أي ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬ ‫اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت و اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ‪،‬‬ ‫و اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺿوي اﻟﺷﻛﻠﻲ اﻟذي ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﺣﻛم ﻛﺎﻓﺔ أﻋوان اﻟدوﻟﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-4‬راﺟﻊ‬ ‫‪Frédéric Coliin, L’ aptitude dans le droit de la fonction publique L.G.D.J,Paris 2000 p05‬‬ ‫‪3‬‬ ‫و أﻣﺎم ﻗﺻور اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﺑﺳﺑب ﺷﻣوﻟﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ )ﻛل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ(‪ ،‬و‬ ‫إﻏﻔﺎﻟﻪ ﻟﻣرﻛز اﻟﻌﺎﻣل ودورﻩ و اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ اﻹدارة ‪ ،‬و أﯾﺿﺎ أﻣﺎم ﻗﺻور اﻟﻣﻌﻧﻰ‬ ‫اﻟﺷﻛﻠﻲ اﻟذي ﯾﻐﻔل اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري و ﯾدﺧل أﺻﻧﺎف اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻋن ﻧظراﺋﻬم اﻟذﯾن‬ ‫ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻓﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪:‬‬ ‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻌﻬد اﻟﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و‬ ‫اﻹداري اﻟذي ﯾﺣﻛم ﺗﻠك اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‪.‬‬ ‫و ﺑذﻟك ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣدد ﻣﻔﻬوم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻹﺣدى اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﻲ أو اﻟﺷﻛﻠﻲ‬ ‫ﺣﺳب ﻧظﺎم وﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺳﺎﺋدﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﺗﺟﺳد اﻟﻧظم‬ ‫اﻟوظﯾﻔﯾﺔ و ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻷﻣرﯾﻛﻲ )ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ(‪ ،‬و اﻟﻧظﺎم اﻷوروﺑﻲ ) ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك‬ ‫اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم(‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬أﻧظﻣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫إن ﻓﻛرة اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻘواﻋدﻫﺎ‬ ‫ﯾﻌود ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻠطوي اﻟﻣﻧﺗﺷر آﻧذاك ﻟﺗﻌرف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺗطو ار ﻣﻊ اﻷﻧظﻣﺔ‬ ‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ظﻬر ﻣﻔﻬوم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن ‪ ، 20‬وﻗد‬ ‫ﻛﺎن ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺧدﻣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور وﺟود وظﯾﻔﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب‬ ‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻣﺻطﻠﺢ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ أﺧﻼﻗﯾﺎت‬ ‫اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻗد اﺧﺗﻠﻔت اﻟدول ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻬذا ﺗﻌددت‬ ‫اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ وﺗﻧوﻋت وﻓق ﻣذاﻫب و اﻟﻧظم اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟدول‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬ ‫ﻋرﻓت اﻟوظﯾﻔﺔ ﻧظﺎﻣﯾن ﻣﻬﻣﯾن ﻫﻣﺎ‪ :‬ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ أو اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ و‬ ‫ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻐﻠق‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ) اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ(‬ ‫ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ أو اﻟﻣﻧﺎﺻب )اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ( اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻬن اﻷﺧرى ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺑﺎﻗﻲ‬ ‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗوظف ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ و ﺗﺳﯾرﻫم وﺿﻌﯾﺎﺗﻬم وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط و اﻹﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم‬ ‫اﻟﺷﻐل ‪ ،‬و ﺑذﻟك ﯾرﺗﺑط ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻛﺑﯾر ﻻ ﯾﺷﺗرط أن‬ ‫ﯾﺳﯾر ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬إذ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ وﺧﺎﺻﺎ ﯾوظف ﻋﻣﺎﻻ‬ ‫ﯾﻣﺗﺎزون ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة و اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻣل‬ ‫ﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻣواﺻﻔﺎت ﯾﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري‪.‬‬ ‫و ﯾﻘﺻد ﺑﺗﻌﺑﯾر اﻟوظﯾﻔﺔ ذات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗدﻓق اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﯾن ﺑﺎﻗﻲ‬ ‫ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺷﻐل‪ ،5‬ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن و ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎء أﻓﺿل‬ ‫اﻟﻛﻔﺎءات‪ ،6‬وﻟﻣزﯾد اﻟﺷرح ﺣول ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن‪:‬‬ ‫اﻟﻔرع ‪ :01‬ﻧﺷﺄة وﺗطور ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‬ ‫ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻹﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻔﺗوح وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬ ‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟوظﯾﻔﺔ ﻏﯾر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺧدﻣﺔ ‪Un‬‬ ‫‪ service‬أو ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻷن اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺗم ﺑﻛل ﺳﻬوﻟﺔ ﺗﺳرﯾﺣﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗرﻗﯾﺔ وﻻ ﯾوﺟد‬ ‫اﻋﺗﻣﺎد اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم‬ ‫ﻫﻧﺎك ﺳﻠم ﻟﻠرﺗب واﻟوظﺎﺋف‪ ،7‬و ﯾرﺟﻊ‬ ‫اﻟﻣﻔﺗوح ﻟﻌدة ﻋواﻣل‪:‬‬ ‫‪-5‬ﻣﻘدم اﻟﺳﻌﯾد‪ ،‬أﻧظﻣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و أﻓﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراة ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫اﻟﺟزاﺋر ‪ 2006 ،1‬ص ‪28‬‬ ‫‪-6‬ﻣﻬدي رﺿﺎ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻷﻣر ‪ 03/06‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،01‬اﻟﻣوﺳم‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ 2009/2008‬ص ‪ 15‬و ‪.16‬‬ ‫‪-7‬راﺟﻊ‬ ‫‪François Gazier, La fonction publique dans le monde , B.I.I.A.P , Paris 1972 p123.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬ﻧظرة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻧﺣو اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺧط ار ﯾﻬدد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﻧﺎﺿﻠوا‬ ‫ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌداﻟﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗﻌﻠق اﻷﻣرﯾﻛﺎن ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ و ﺧﺷﯾﺗﻬم ﻣن إﺳﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠطﺔ ﺟﻌﻠﻬم ﯾرﻓﺿون‬ ‫اﻻﻋﺗراف ﻟﻺدارة ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات ﻻ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋدم ﺗﻘرﯾر‬ ‫ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗزﯾد ﻋن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋﻣﺎل اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺑدﺋﻬم اﻟﻣﺗوارث ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ‬ ‫ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻠﺣﯾﻠوﻟﺔ دون اﻻﺳﺗﺑداد ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺧﺷﯾﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن ﺳﯾطرة ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ارﺗﺑﺎط ﻣﺻﯾر‬ ‫اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﻣوظف ﺣق‬ ‫‪8‬‬ ‫ﻣﻛﺗﺳب ﺿد إرادة اﻟﺷﻌب‪.‬‬ ‫و ﻟﻘد ﺳﺎﻫﻣت ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ ﺗﺑﻠور اﻟﻔﻛرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺻورﺗﻬﺎ‬ ‫اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑدأ " ﺗوﻗﯾت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" اﻟذي أﻋﻠن ﻋﻧﻪ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺟﯾرﻓﺳون‬ ‫‪ Jefferson‬ﻣؤﻛدا ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻷﻛﺑر ﻋدد ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن ﻟﻼﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟوظﺎﺋف‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺻدر ﺳﻧﺔ ‪ 1820‬ﻗﺎﻧون اﻟﺳﻧوات اﻷرﺑﻊ ﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣل‬ ‫‪ The four years tenures act‬اﻟذي ﯾرﻓض ﺑﻘﺎء ﺑﻌض طواﺋف اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‬ ‫ﻷﻛﺛر ﻣن ‪ 04‬ﺳﻧوات ) ﻓﺗرة اﻟﻌﻬدة اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ( ‪ ،‬و اﻟذﯾن ﯾﻠﺗزﻣون ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣدة ﺑﺗﻘدﯾم‬ ‫‪9‬‬ ‫ﺗﻘﺎرﯾرﻫم ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬم ﺧﻼل ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻔﺗرة ﻗﺻد ﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻟﻔﺗرة أﺧرى‪.‬‬ ‫و ﻟﻘد ﺗوﺳﻊ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺟﺎﻛﺳون ‪ Jackson‬ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻋﻼﻧﻪ ﻟﻣﺑدأ‬ ‫اﻟدورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم ﺑﻘﺎء اﻟﻣوظف ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة و‬ ‫ﺿرورة ﻋودﺗﻪ اﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌد ﻣدة ﻣﺣدودة ﻣزودا ﺑﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻪ‬ ‫اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪ ،‬و إن ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾرﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ اﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن طرف‬ ‫‪-8‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طﻠﺑﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾدة اﻟﻣوﺳم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‬ ‫‪ ،2015/2014‬ص ‪06‬‬ ‫‪ -9‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪07‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺣزﺑﯾن رﺋﯾﺳﯾﺳن ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟذي أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد " ﻣﺑدأ اﻟﻐﻧﺎﺋم‬ ‫ﻟﻠﻣﻧﺗﺻر" ‪ Spoil System‬اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻟﻠوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻐﻧﺎﺋم ﻣن ﺣق اﻟﺣزب اﻟﻣﻧﺗﺻر‪.‬‬ ‫وﻟﻘد اﻋﺗﺑرت اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻐﻧﺎﺋم ﻟﻠﻣﻧﺗﺻر وظﺎﺋف ﺣزﺑﯾﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﺗﺧﺿﻊ‬ ‫ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣزب اﻟﻔﺎﺋز ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻐﯾر اﻟﻣوظﻔون طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺣزب اﻟﻔﺎﺋز ‪ ،‬وﻗد داﻓﻊ‬ ‫ﺑﻌض رﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾؤﯾد اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺿﻣن ﺑﻘﺎء‬ ‫اﻷﺣزاب اﻟﺗﻲ ﻧﻌد ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻛد أﻧﺻﺎر ﻧظرﯾﺔ اﻟرﺋﯾس‬ ‫ﺟﺎﻛﺳون ‪ Jackson‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ‬ ‫ﻓﻲ‪:‬‬ ‫‪-‬أن اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﺗﻔوق اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺧﺑرة‬ ‫اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن اﺳﺗﻣرار ﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬إن اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﯾﺣول دون اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻓرص ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻟﺷﻐل‬ ‫ﻫﺎﺗﻪ اﻟوظﺎﺋف‪.‬‬ ‫‪-‬اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺣزاب ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻧﺢ‬ ‫اﻟﺣزب اﻟﻔﺎﺋز ﻓرﺻﺔ إرﺿﺎء أﻧﺻﺎرﻩ ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺻب‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫و اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻬذا اﻟﻣﺑﺎدئ ﻟم ﺗﻛن ﻫﻧﺎك ﺿرورة ﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﺔ او ﺳﻠك وظﯾﻔﻲ‪.‬‬ ‫و ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ أﺛﺎر ﺳﯾﺋﺔ ﺣﯾث ﻓﺳد اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري ﻓﺳﺎدا ﺗﺎﻣﺎ ‪ ،‬إذ ﺗﺑﯾن ﺑﻌد اﺗﺳﺎع‬ ‫ﻧطﺎق ﻧﺷﺎط اﻟدوﻟﺔ ﺿرورة اﺳﺗﻘرار اﻟﻣوظﻔﯾن ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺳﺎءت اﻷﺣزاب اﺳﺗﺧدام ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن‬ ‫أﻧﺻﺎرﻫﺎ و اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻷﻗﻠﯾﺔ ﻣن ﻣﺣﺗرﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻧﺗﺷﺎر اﻟرﺷوة و اﻟﻣﺣﺎﺑﺎة وﺗدﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣواطن اﻷﻣرﯾﻛﻲ‬ ‫ﯾﺣﺗﻘر اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﺿرورة ﻣﻬﻣﺔ ﻹﺻﻼح ﻫﺎﺗﻪ اﻷوﺿﺎع ﺣﯾث ظﻬرت‬ ‫ﻋدة ﻣﺷﺎرﯾﻊ إﺻﻼﺣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻟﻘﯾت ﺑﻌض اﻟﻌﻘﺑﺎت ﺑﻌض اﻟوﻗت اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺣﺎدث ﻣﻘﺗل‬ ‫اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺟﺎرﻓﯾد" ‪ ،Gar field‬ﺳﻧﺔ ‪ 1881‬ﻣن طرف أﺣد اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟذي ﻓﺿت‬ ‫اﻟرﺋﺎﺳﺔ طﻠب ﺗوظﯾﻔﻪ‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﻋﺟل ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺈﺻدار ﻗﺎﻧون اﻹﺻﻼح ﺳﻧﺔ ‪ 1833‬اﻟذي‬ ‫ﻋرف ﺑﺎﺳم ﺑﺎﻧدﻟﺗون ‪ ،The Pendleton act‬و اﻟذي اﺳﺗﻠﻬﻣت ﻣﺑﺎدﺋﻪ ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ‬ ‫‪ -10‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪08‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث أﻟﻐﻰ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﯾدراﻟﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻐﻧﺎﺋم‬ ‫ﻟﻠﻣﻧﺗﺻر ) ﻣﻌﯾﺎر ﺳﯾﺎﺳﻲ( و اﺳﺗﺑدﻟﻪ ﺑﻣﺑدأ اﻟﺟدارة و اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ) اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻘﻧﻲ( ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺗوظﯾف ‪ ،‬و أﻧﺷﺎ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻛﻬﯾﺋﺔ ﻣﺣﺎﯾدة و ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻘوم‬ ‫ﺑﻔﺣص ﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻟﺷﻐل ﺑﻌض اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗوظﯾف ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻌض اﻟوظﺎﺋف وﻓﻘﺎ ﻟطرﻗﺔ اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬ ‫وﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪-‬ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم ﻟﻠوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن ﺗدﺧل اﻟﻧﻔوذ اﻟﺣزﺑﻲ ‪ ،‬ﻓﻘد‬ ‫اﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺎن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻻ ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻬم اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗوظﯾف ﻣوﻓ ار ﺑذﻟك‬ ‫اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟرﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن طﻣﻊ أﻧﺻﺎر ﻏﯾر اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن‪.‬‬ ‫‪-‬ﻟم ﯾطﺑق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﻠﻎ ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬ ‫ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌﻣم ﻧظﺎم اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾزال ﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺧﺿﻊ‬ ‫ﻟﻧظﺎم اﻟﺗداول ‪ ،‬و ﺑذﻟك ﯾﻼﺣظ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣوظﻔون ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌﯾﯾن‬ ‫إﻟﻰ ﺻﻧﻔﯾن‪ :‬ﺻﻧف ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﺟدارة و ﺻﻧف ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪،‬وﻻ‬ ‫ﯾرى اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻷﻣرﯾﻛﺎن اي ﺗﻌﺎرض ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ﻣدام أن ﻫﻧﺎك ﺗﺣدﯾدا ﻟﻧطﺎق ﻛل‬ ‫ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻧظ ار ﻟوﺟود وظﺎﺋف ﻻ ﯾﻧﺎﺳﺑﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﺟدارة و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أي‬ ‫اﻟوظﺎﺋف اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ان ﺗﺷﻐل ﺑﺄﺷﺧﺎص ﯾﺛق اﻟرﺋﯾس ﻓﯾﻬم وﻓﻲ ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع‬ ‫‪11‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ‪.‬‬ ‫وﻟﻘد ظﻠت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ و ﻋدم اﻟﺗﻧظﯾم ﻧظ ار ﻻن ﻛل و ازرة أو‬ ‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺿﻊ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟوظﺎﺋف وﺗﺣدﯾد اﻷﺟور ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬ ‫دﻓﻊ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1923‬اﻟﻣﻌدل ﺑﻘﺎﻧون ﺳﻧﺔ‬ ‫‪1949‬اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗرﺗﯾب و ﺗﺻﻧﯾف اﻟوظﺎﺋف ) اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟوظﺎﺋف‬ ‫اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وظﺎﺋف اﻟﺣراﺳﺔ ووظﺎﺋف ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ( و ﯾﺷﻐل ﻫﺎﺗﻪ اﻟوظﺎﺋف ﻋن طرﯾق‬ ‫اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗم اﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﺑدون‬ ‫ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوظﺎﺋف اﻟﻐﯾر ﻣﺻﻧﻔﺔ‪.‬‬ ‫‪ -11‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ 09‬و ‪.10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫و أﺻﺑﺣت ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ أي اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ‬ ‫ﻣﺛل اﻟﺳﻠك اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ‪ ، 12‬ﻛﻣﺎ أﺿﺣت ﻓﻛرة وﺿﻊ ﻧظﺎم ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻋد ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ‪ ،‬وﻗد‬ ‫ﻋرﻓت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﺄﻫﯾل و اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻬﻧﻲ‬ ‫وﻫذا ﻣﺎ ﺷﻛل اﻧﻌطﺎﻓﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن ‪.19‬‬ ‫وﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗم ﺗﻧﺻﯾب ﻟﺟﻧﺔ ﻣن اﻟﺧﺑراء ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟرﺋﯾس ھﻮوﻓﺮ ‪hoover‬‬ ‫ﻟﻠﺑﺣت ﻓﻲ أﻧﺟﻊ اﻟﺳﺑل ﻟﺗﺣدﯾث و ﺗﻛﯾﯾف اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﺗﻘرﯾ ار ﺑﻣﻘﺗرﺣﺎت‬ ‫أﻫﻣﻬﺎ‪ :‬إﻧﺷﺎء ﻣدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل إدارة ‪ ،‬ﺗﺻﻧﯾف ﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻣل وﺗﺣدﯾد‬ ‫ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻟﻣوظﻔﯾن ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗم إﻧﺷﺎء ﻣرﻛز ﻟﻠﺗﻛوﯾن اﻹداري ﺧﺎص ﺑﺎﻹدارات اﻟﻔدراﻟﯾﺔ‪ ،‬و‬ ‫ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1978‬ﺻدر ﻗﺎﻧون ﯾﺗﺿﻣن اﻹﺻﻼح ﯾﻬدف اﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬ ‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺗﻛرﯾس ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻹدارة ﺑﺗﻛوﯾن ﻣﻼﺋم ﻟﻠﻣوظﻔﯾن‪.‬‬ ‫و ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑروح اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ﻓﻛرة‬ ‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻋدة أﺛﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ‪ ،‬ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬ ‫رﺋﯾس اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻟﺿﻐوط ﺣزﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم‬ ‫اﻟﺗداول ﻟﻠﺣزب اﻟﻔﺎﺋز ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﺟذري ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻔد ارﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺟﺳﯾدا ﻟروح اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪ ،‬و‬ ‫ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻛرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﻧﺻب اﻟﻌﻣل أﻛﺛر ﻣن ﺷﺎﻏﻠﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾرﻓض اﻟﻣوظف‬ ‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻛرة اﻟدوام ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻟﻣﺳﺎﺳﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺗﻪ اﻟﻔردﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرﻛز اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺣول اﻟﻧﺷﺎط‬ ‫اﻟذي ﯾﺟﻧﻲ ﻣﻧﻪ أﻛﺛر رﺑﺣﺎ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﺳر ﻋدم وﺟود طﺑﻘﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة داﺧل‬ ‫‪13‬‬ ‫اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-12‬راﺟﻊ‬ ‫‪Martine Lamarque, La fonction publique fédérale aux Etats-Unis, P.U.F, Paris 1971 p 42‬‬ ‫‪-13‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫و ﻧﺷﯾر إﻟﻰ اﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻗد ﻋرﻓت ﺗطو ار‬ ‫ﻣﻠﻣوﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺑداﺋﻲ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻزاﻟت ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺄﻫم اﻟﻌﻧﺎﺻر و اﻷﺳس‬ ‫اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ او اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع ‪ :02‬ﺧﺻﺎﺋص ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‬ ‫ﯾﻘوم ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻟﻧظرة اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل‬ ‫اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣوظف‪ ،‬و ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻧﺔ و‬ ‫إﻧﻣﺎ ﻋﻣﻼ ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﻌﻣل ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬و ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺗﻣﺛل أﻫم ﺳﻣﺎت أو ﺧﺻﺎﺋص ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﯾﻠﻲ‪:14‬‬ ‫‪-‬ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﯾﻠﺗﺣق ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف و ﯾﺗﻔرغ ﻟﻬﺎ و ﯾﻛرس وﻗﺗﻪ وﺟﻬدﻩ ﻟﻬﺎ‬ ‫طﯾﻠﺔ ﻣﺳﺎر ﻣﻬﻧﻲ أي ﻣﻧذ ﺗوظﯾﻔﻪ اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن اﻟﺗﻘﺎﻋد ‪ ،‬و إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣل‬ ‫ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﺣﺎﺟﺗﻪ وﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﻣل ﺛم ﯾﺗرﻛﻪ و ﻗد ﯾﻌود إﻟﯾﻪ ﻓﻲ أي وﻗت‬ ‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟظروﻓﻪ و ظروف اﻟﻌﻣل دون ان ﺗﻧﺷﺎ ﻋﻼﻗﺔ داﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻘﯾﺎم‬ ‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌرﺿﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﻧﺻب اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺷﻐوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن واﺟﺑﺎت و ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﺑﺻرف‬ ‫اﻟﻧظر ﻋن ﺷﺎﻏﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣؤﻫﻼت و اﻗدﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻧﺎﺻب و‬ ‫اﻟوظﺎﺋف طﺑﻘﺎ ﻟﻬﯾﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺗم ﺗﺣدد اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻟﻬﺎ وﻛذا‬ ‫‪15‬‬ ‫ﺗﺣدﯾد طرق اﻻﻧﺗﻘﺎء‪.‬‬ ‫‪-14‬اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف اﻟﻣﻌداوي‪ ،‬دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ و ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 1984‬ص ‪ 20‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻓوزي ﺣﺑﯾش‪ ،‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و إدارة ﺷؤون اﻟﻣوظﻔﯾن‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 1982‬ص ‪ 15‬وﻣﺎ‬ ‫ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ -15‬ﻣﻬدي رﺿﺎ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص ‪18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-‬ﯾراﻋﻰ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوظف اﻟﺗﺧﺻص اﻟﺷدﯾد او اﻟدﻗﯾق اﻟذي ﯾرﺟﻊ اﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﺧﺑراء وﻫذا ﻣﺎ أدى اﻟﻰ ﺗﺷﻌب ﻓروع اﻟدراﺳﺔ و ﺷدة اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ‬ ‫ﻗطﺎع اﻟﺗﻌﻠﯾم ) اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص( ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﯾن اﻟﻣوظف‬ ‫اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ درﺟﺔ ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ و إﻧﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺑرﺗﻪ وﻣدى ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣوﻛل إﻟﯾﻪ‬ ‫ﻷﻧﻪ ﯾﻌﯾن ﺑوﺻﻔﻪ ﺧﺑﯾ ار ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣﺣدد ﺑذاﺗﻪ‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎع اﻟﻣﺗرﺷﺢ اﻟﻣوظف ﻟﻔﺗرة ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 06‬أﺷﻬر و ﺳﻧﺔ ﻗﺑل ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ‬ ‫ﺑﺷﻛل ﻧﻬﺎﺋﻲ دون أن ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻧﺗﺳﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺳﻠك وظﯾﻔﻲ داﺋم ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻗد وظف ﻟﻠﻘﯾﺎم‬ ‫‪16‬‬ ‫ﺑﺄﻋﺑﺎء وظﯾﻔﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﺻﺎﺣب ﺣق ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﺗﻌﻠق اﺳﺗﻣرار اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑدرﺟﺔ اﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟﻣﺗﺣﻘق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻹدارة‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ‪ ،‬إذ ﯾﺣق ﻟﻬﺎﺗﻪ اﻷﺧﯾرة ﻋزﻟﻪ إذا ﻣﺎ ﻗدرت ﻋدم ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺟﯾد ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ‬ ‫اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﯾﻪ أو اﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد ﻛﻔؤا ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻌﯾن ﻓﯾﻬﺎ أو ﻋدم اﻧﺳﺟﺎم ﺳﻠوﻛﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣﻌﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ ﺑﺳﺑب‬ ‫ﺗﻐﯾﯾر ﻫﯾﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻧظ ار ﻻرﺗﺑﺎط ﻣﺻﯾرﻩ ﺑﻬﺎ‪ ،‬و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣوظف ﺗرك وظﯾﻔﺗﻪ‬ ‫إرادﯾﺎ ﺑﺳﺑب اﻷﺟر اﻟﻣﺗدﻧﻲ ﻣﺛﻼ أو اﻟروﺗﯾن و اﻟﻣﻠل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﻔس اﻟﻌﻣل ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ‬ ‫أو ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﻪ ﺧﺑرة ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻣل أﺧر ﺑﺎﺟرة ﻣﻐرﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن‬ ‫اﻟطرف اﻟذي اﻧﻬﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب اﺣﺗرام ﺷرط ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻣﺑدأ‬ ‫اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ و ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣوظف ا ﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻧظ ار ﻻرﺗﺑﺎط ﻣﺻﯾر اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ وﻋدم اﻧﺗﺳﺎﺑﻪ اﻟﻰ ﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ داﺋم‬ ‫ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗرف ﺑﻔﻛرة اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻣن وظﺎﺋف اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﺗﻠﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ‬ ‫‪-16‬ﺣول اﻟﻣزاﯾﺎ و اﻟﻌﯾوب ﻫذا اﻟﻧظﺎم أﻧظر أﯾﺿﺎ‪:‬‬ ‫ﻓوزي ﺣﺑﯾش ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 17‬و ‪.19‬‬ ‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﻠﯾم ﺑطﺎرﺳﻪ‪ ،‬ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ ، 01‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻛﻧﻌﺎن‪ ،‬أرﺑد ) اﻷردن(‪،‬‬ ‫‪ 1997‬ص ‪.31- 29‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﻣﺎ أراد اﻟﻣوظف اﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻣﻐﺎﯾرة ﻓﯾﺟب أن‬ ‫ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ ﺷروط اﻟﺗﻌﯾﯾن و اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻬﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ و ﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﺗﺣﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ‬ ‫ﻛﻣﺑدأ وﻟﯾس اﻟﺗرﻗﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻻ ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟرﺗﺑﺔ و اﻟﻣﻧﺻب ﻧظ ار ﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف دون أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟرﺗب‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻔﻘد اﻟﻣوظف اﻻﺳﺗﻔﺎدة‬ ‫ﻣن اﻟﻣرﺗب اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣﻧﺻب اﻟﻣﺷﻐول ﺑﻣﺟرد ﺗرﻛﻪ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻐﻠق اﻟذي ﯾﺄﺧذ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟرﺗﺑﺔ و اﻟﻣﻧﺻب و اﻟذي ﯾظل ﻓﯾﻪ اﻟﻣوظف‬ ‫ﻣﺣﺗﻔظﺎ ﺑرﺗﺑﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻘداﻧﻪ ﻟﻣﻧﺻﺑﻪ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻻ ﺗﺑذل اﻹدارة ﺟﻬدا ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗواﻫم ﻷﻧﻬم ﻣطﺎﻟﺑﯾن ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم‬ ‫ﺑذﻟك ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻧظ ار ﻟﺷﻐﻠﻬم اﻟوظﺎﺋف ﺑﺻﻔﺔ ﻋرﺿﯾﺔ ﻣﺗل اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻧظ ار ﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌرﺿﻲ ﺑﻣﻧﺎﺻب ﻋﻣل ﻣﺣددة ﺑذاﺗﻬﺎ وﻋدم وﺟود ﺳﻠك وظﯾﻔﻲ داﺋم‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬم ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺿرورة ﻟوﺿﻊ ﻧظﺎم ﺧﺎص ﺑﻬم )ﻗﺎﻧون ﻋﺎم( ﯾﺿﻣن ﻟﻬم اﻟﺣﻘوق و‬ ‫اﻣﺗﯾﺎزات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم‪ ،‬و ﺑذﻟك ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻹدارة ﻧظﺎﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ وﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﺻﯾﺻﻬم‬ ‫ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ و ﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻟﺗﻧﺎﻓﻲ ذﻟك ﻣﻊ ﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌب‪ ،‬وﺧﺿوع اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻧﻔس اﻟﻘواﻧﯾن ‪ ،‬وﺑﻧﺎء‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﺷﻛل اﻟﻣوظﻔون ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ ﺣﻘوﻗﻬﺎ وواﺟﺑﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬم ﯾﻌﺗﺑرون أﻓراد‬ ‫‪17‬‬ ‫ﻋﺎدﯾون ﯾﺳﺗﻣدون اﻟﺣﻘوق و اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع‪ :03‬ﺗﻘﯾﯾم ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‬ ‫إن دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻔﺗوح ﻛﺄﺣد أﻧظﻣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺳﺗﻠزم ﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ﻣن ﺣﯾث اﺑراز ﻣﺣﺎﺳﻧﻪ‬ ‫وﻣﺳﺎوﺋﻪ‪ ،‬و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ -17‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أ‪ -‬ﻣﺣﺎﺳن اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻔﺗوح‪:‬‬ ‫ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻧظﺎﻣﺎ ﺑﺳﯾطﺎ )ﻣﺑﺳطﺎ( ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺑذل اﻹدارة اﻟﺟﻬد اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف‬ ‫وﺗرﺗﯾب اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻺدارة ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺟور‬ ‫ﯾﺗﻧﺎﺳب و اﻟﻌﻣل وﻋروض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ أي ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺳوق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗﺻد ﺗﺄﻣﯾن‬ ‫ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﺟور ﺑﺷﻛل ﺗﻌﺳﻔﻲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن‬ ‫ﻷي ﺷﺧص اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗدﻓﻊ أﺟو ار أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺗدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﻬﺎم ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺗﺣﻣل اﻹدارة ﻧﻔﻘﺎت ﺑﺎﻫظﺔ ﺑﺳﺑب‬ ‫ﺗواﻓد ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗدﻓﻊ أﺟو ار ﻛﺑﯾرة ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﺗﺗﺣﻣل‬ ‫‪18‬‬ ‫اﻹدارة ﻣﻬﻣﺔ وﺿﻊ أﻧظﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗرﻗﯾﺔ واﻟﺗﻘﺎﻋد و اﻹﺟﺎزات وﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻧظﺎﻣﺎ ﻣرﻧﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وﺣﺎﺟﯾﺎت اﻹدارة ‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة‬ ‫ﺑﺎﻟﺗوظﯾف ﻣن أﺟل اﻟﺗوظﯾف و إﻧﻣﺎ ﻟﺳد ﺣﺎﺟﯾﺎت ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﻠﺗزم ﺑﺗﺄﻣﯾن وظﺎﺋف‬ ‫أﺧرى ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﺗﻔﺻﻠﻬم ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﺻﺑﺢ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬم وﺗﻘوم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻠق‬ ‫وظﺎﺋف ﺟدﯾدة ﺑﺗﺣدﯾد ﻣواﺻﻔﺎﺗﻬﺎ و اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺷﻐﻠﻬﺎ ﻗﺻد اﺧﺗﯾﺎر اﻷﺷﺧﺎص‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﯾن ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻺدارة دﺧﻼ ﺟﯾدا ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛوﻧوا‬ ‫ﻗد ﺗﻧﻘﻠوا ﺑﯾن وظﺎﺋف اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص ‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﻧﻘل طرق ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﺧل و‬ ‫‪19‬‬ ‫اﻹﯾراد اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ﺑل ﻫﻲ ﻣﻔﺗوﺣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺷﻛل‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬﺎ طﺑﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻌزﻟﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﻛرﺳون ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻟﺧدﻣﺔ‬ ‫اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺗرﻛﻬﺎ و اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬و ﺑذﻟك ﯾﺳﺎﻫم ﻫذا‬ ‫اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻧﺧراط اﻹدارة داﺧل اﻷﻣﺔ ﻣﺎدام ﻻ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻣﺗﯾﺎزات ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن‬ ‫‪ -18‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪ -19‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣوظف ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻧﺻب اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻪ ﺑﻐض‬ ‫اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ﻣﺳﺎوئ ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻔﺗوح‬ ‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻣﺗﻊ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻌدة ﻣﺣﺎﺳن إﻻ أﻧﻪ ﺗﻌﺗرﯾﻪ ﻣﺳﺎوئ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪-‬ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول ﻧظ ار ﻟﻘﯾﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ وﺟود إدارة ﻏﻧﯾﺔ ﺑﺎﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن‬ ‫ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻫﻧﺎك أﻋﻣﺎﻻ ﻻ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺣددة ﺑذاﺗﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺗطﻠب ﻧوع ﻣن‬ ‫اﻟﺗدرﯾب و اﻟﺗدرج ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺧﺑرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ إﻻ ﺑﻌد‬ ‫اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ داﺧل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﻔﺗرض ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﺟود ﺟﻬﺎز ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻣزود ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ودﻗﯾﻘﺔ ﯾﻌﻔﻲ اﻹدارة ﻣن‬ ‫ﺗﻛوﯾن و ﺗﺄﻫﯾل ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﻟوظﺎﺋف ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻋﺟزﻫﺎ ﻋن اﯾﺟﺎد ﻣن‬ ‫ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم اﻟﻣواﺻﻔﺎت و اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺷﻐل ﺗﻠك اﻟوظﺎﺋف ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻔﺗرض أﯾﺿﺎ وﺟود‬ ‫ﻗطﺎع ﺧﺎص ﺣﯾوي ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻛﺑﯾرة ﻣزودة ﺑﺄﺧﺻﺎﺋﯾﯾن ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﯾﺗﻧﻘﻠون ﺑﯾن‬ ‫ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ و اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ دون اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺻور وﺟود ﻣوظﻔﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻋﻣل ﻣﻌﯾن طﯾﻠﺔ‬ ‫ﺣﺑﺎﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻧظ ار ﻷن ذﻟك ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ و اﻹﺑداع‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﻌطﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎﺟﯾﺔ دون اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷﻫداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ‬ ‫اﻹدارة ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ‬ ‫ﻣﺷروع ﻛﺎﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﺧل و اﻟﻔﺎﺋدة ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ‬ ‫‪20‬‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد‪.‬‬ ‫‪-‬وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻧﺎﺳب دوﻟﺔ ﻛﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬ ‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻠدا ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ و ﺑﺷرﯾﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن‬ ‫ﺗﺧﺻﺻﺎت دﻗﯾﻘﺔ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن‬ ‫‪ -20‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻘل اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﯾن ﻫﺎذﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻧﺎﺳب ﻫذا اﻟﻧظﺎم دول أﺧرى‬ ‫ﻛﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم )اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻐﻠق(‬ ‫ﺗﻌﺗﺑر اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم )اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ( ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻛﯾﺎن ﻗﺎﺋم‬ ‫ﺑذاﺗﻪ ﻣﺳﺗﻘل ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻣﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص وﻣزود ﺑﻣوظﻔﯾن ﯾﻛرﺳون ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‬ ‫ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ‪ ،‬و ﺑذﻟك ﺗﻌد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬﻧﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﺧﺎص ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟدوام و اﻻﺳﺗﻘرار أو‬ ‫ﺳﻠﻛﺎ ﯾﻠﺗﺣق ﺑﻪ اﻟﻣوظف ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺑﻘﺎء ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻛرس ﻟﻪ ﻛل ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﻧذ ﺗوظﯾﻔﻪ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺑﻠوﻏﻪ‬ ‫‪21‬‬ ‫ﺳن اﻟﻣﺣددة ﻻﻧﺗﻬﺎء اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬ ‫و ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺻطﻠﺢ ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻐﻠق ﺗﻔرغ اﻟﻣوظف‬ ‫ﻟﺧدﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺎﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻷﺧرى إﻻ ﻓﻲ ﻧطﺎق‬ ‫ﺿﯾق ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،22‬و ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم أﯾﺿﺎ ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﻬﻧﺔ‪ ،‬ﻧظﺎم اﺣﺗراﻓﯾﺔ‬ ‫‪23‬‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬و ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ‪.‬‬ ‫ﻓﺗﺧﺗﻠف اﻟوظﯾﻔﺔ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣﻬن ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻛرس ﻟﻬﺎ اﻟﻣوظف‬ ‫ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺧدﻣﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟذي ﯾﻌﻣل‬ ‫اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣوظف ﯾﺗﻔرغ ﺑﺷﻛل و ﻣﺳﺗﻣر ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫‪-21‬أﻧظر ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻐﻠق‪:‬‬ ‫‪-‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ طﺑﻌﺔ ‪ ،01‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2006 ،‬ص ‪.212‬‬ ‫‪-‬ﺑوﻋﻼم ﺳﻧوﺳﻲ ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﻧﺷر اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ ،2010‬ص‪.05‬‬ ‫‪Jean-Marie Auby, Jean-Bernard Auby, Droit de la fonction publique , Dalloz paris 3 ed 1997‬‬ ‫‪p 17 et 18‬‬ ‫‪-22‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر‪ ، ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 1990‬ص‬ ‫‪.63‬‬ ‫‪-23‬ﻣﻬدي رﺿﺎ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص ‪ 22‬و ‪.23‬‬ ‫‪15‬‬ ‫طﯾﻠﺔ ﻣﺳﺎرﻩ اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣن اﻟواﺟب وﺿﻊ ﻧظﺎم ﺧﺎص و ﻣﺣﻛم ﻟﺿﺑط وﺗﻧظﯾم ﺣﯾﺎﺗﻪ‬ ‫‪24‬‬ ‫اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‪ ،‬و ﻷﻛﺛر ﺗوﺿﯾﺢ ﺣول ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻧﻘﺗرح اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﻔرع ‪ :01‬ﻧﺷﺄة وﺗطور ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻣﻐﻠق‬ ‫ﺗﻌرف ﻣﻌظم دول أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﺎ ﻋدا ﺳوﯾﺳ ار وﻓﻠﻧدا إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن‬ ‫اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻌﺗﺑر ﺑروﺳﯾﺎ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ أول دوﻟﺔ ظﻬرت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟم ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﺷﻬد‬ ‫ﺗطو ار ﻣﻠﺣوظﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار وﻓرﻧﺳﺎ ‪.‬‬ ‫ﻓﻘد ﺣدث أﻫم ﺗطور ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار ﻣن ﺧﻼل ﺣرﻛﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري‬ ‫ﻋﺎم ‪ ، 1853‬ﺣﯾث ﺷﻛﻠت ﻟﺟﻧﺔ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟو ازرات ﻟﻔﺣص وﺗﻧظﯾم ﺷؤون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﺗﻠﺗﻬﺎ ﻟﺟﺎن أﺧرى أﻧﺷﺄت ﻟﻧﻔس اﻟﻐرض واﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﺗﻘﺎرﯾر ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ اﻟﻣزﯾد ﻣن‬ ‫اﻹﺻﻼﺣﺎت ﺗﻣﺛﻠت أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار وأﺻﺑﺢ اﻟﺗوظﯾف‬ ‫ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذي ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺳﺎﺋد و اﻟذي ﯾرﺟﺢ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻص اﻟدﻗﯾق ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾواﺻل اﻟدورات اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗواﻩ ﺑﻌد ﺗوظﯾﻔﻪ‪.‬‬ ‫وﻗد ﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻹﻧﺟﻠﯾزي ﺑﺧﺎﺻﯾﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﺑﻌد اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ إﻧﺟﻠﺗرا‪ ،‬ﺣﯾث‬ ‫ﺗﺗﻌﻠق اﻷوﻟﻰ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗوظﯾف اﻟذي ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬ ‫ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬إذ ﯾﺟري اﺧﺗﺑﺎر ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﺳﺗﺟواب ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬ ‫ﺣرة ﻣﻊ ﻟﺟﻧﺔ اﻣﺗﺣﺎن ﺣول ﻣواﺿﯾﻊ ﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻗﺻد اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻫﻼت‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ و ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن وﻛﻔﺎءﺗﻬم‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺗﺑدال إﺟراء اﺳﺗﺟواب ﺑﻌد‬ ‫اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﺑﺎرﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻷول ﺑﻣﺳﺗوى اﻟذﻛﺎء اﻟﻣﺗرﺷﺢ و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺷﺧﺻﯾﺗﻪ‪،‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻛوﯾن اﻟذي ﯾﺗوﺟﻪ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و اﻟﻣواد اﻷدﺑﯾﺔ‪،‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ﺣﯾث ﺗﻠﻌب ﺟﺎﻣﻌﺗﺎ أﻛﺳﻔورد و ﻛﺎﻣﺑرﯾدج دو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗزوﯾد اﻹدارة ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬ ‫‪-24‬أﻧظر ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ 122‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ -25‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫و ﻗد ﺗطور ﻫذا اﻟﻧظﺎم و أﺻﺑﺣت ﺗﻌطﻰ اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻣﻠﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﺷﺄ ﻣﻌﻬد اﻟﺧدﻣﺔ‬ ‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1969‬و اﻟذي رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾس ﻗﺻد اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن‬ ‫اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوظف وﺣﺎﺟﯾﺎت اﻹدارة‪.‬‬ ‫و ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻗﺗﺻرت وظﯾﻔﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﻣن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ وﻛﺎن‬ ‫اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻠﻛﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ‪ 03‬أﻧواع ﻣن‬ ‫اﻷﻋوان اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن‪:‬‬ ‫‪-‬ﻓﺋﺔ اﻟﺿﺑﺎط و اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺗوارﺛﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘرن ‪.17‬‬ ‫‪-‬ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻌزل ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻓﺋﺔ اﻟﻣؤﺗﻣﻧﯾن اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻣﻧذ اﻟﻘرن ‪ ،18‬وﻫﻲ ﻓﺋﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻛﺎﻟﻣرﺗب و‬ ‫اﻟﺗﻘﺎﻋد وﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗرﺗﯾب ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻟﻣﻬﻧﻲ و ﺑذﻟك ﻗد ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻛﺛرة اﻟوظﺎﺋف اﻟوراﺛﯾﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬ﺣﯾث ﺗم اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم‬ ‫اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟوظﺎﺋف و إﻟﻐﺎء اﻻﻣﺗﯾﺎزات و اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗﻣﺗﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺣق ﺗوﻟﻲ‬ ‫اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻬرﻣﯾﺔ و ﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎﻟوﻓﺎء و‬ ‫اﻻﻧﺿﺑﺎط وﻫدﻓﻬﺎ ﺧدﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬ ‫إذ ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻘرن ‪ 19‬ﻓﻛرة اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻬرﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أراد‬ ‫ﻧﺎﺑﻠﯾون زرﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﯾﻣﺎرس ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﺷﺑﻪ‬ ‫ﻣطﻠﻘﺔ دون ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗوظﯾف و اﻟﺗرﻗﯾﺔ و اﻟﺗﺄدﯾب ﻓﻲ ﻗ اررات إدارﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ‬ ‫ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ‪ ، 1883‬ﺣﯾث أﺟﺎز‬ ‫‪26‬‬ ‫اﻟﺗظﻠم ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻌﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص أو اﻟﺷﻛل‪.‬‬ ‫و ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ‪ 1900‬أﻗر ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣﺑدأ ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﻌزل ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟذي‬ ‫ﯾﺟب أن ﺗﺳﺗدﻋﯾﻪ ﺿرورة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻊ ﺣق اﻟﻣوظف اﻟﻣﻌزول ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‪.‬‬ ‫‪ -26‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫و ﻗد ﺳﺎﻫم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻠورة اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ ‪،‬‬ ‫إذ ﯾﻌد ﻣﺻد ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺣدد ﻣﻔﻬوم اﻟﻣوظف وﺑﯾن ﻛﺎﻓﺔ‬ ‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﻧﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬ ‫‪ ،1946/10/19‬و اﻟذي ﺗطورت ﻣﻧذ ﺻدورﻩ اﻟﻔﻛرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث أﻗر‬ ‫ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﺟود ﻣﺻﺎﻟﺢ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﻋﺗرف ﺑﺣﻘﻬم‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻧﻘﺎﺑﺎت ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗداﻓﻊ ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺣق اﺷﺗراك ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن أو‬ ‫ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ﺑرأي اﺳﺗﺷﺎري ﻣﻊ اﻟوزﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن ) اﻟﺗﻌﯾﯾن ‪ ،‬اﻟﺗرﻗﯾﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﺗﺄدﯾب(‪ ،‬وﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﺿوﯾﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟس أﻧﺷﺄت ﻟﻬذا اﻟﻐرض‪.‬‬ ‫وﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك إﺿﻌﺎف ﻗوة ﻣﺑدأ اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻛﻣﺑدأ أﺳﺎﺳﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻛرة‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أﺿﻌﻔت ﻋﻣﻠﯾﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﺳﺑب ﻗوة وﻧﻔﺎذ‬ ‫اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟوزﯾر ﯾراﻓق ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻠﻧﻘﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ﻗﺻد ﺗﻔﺎدي اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد رأى ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻓﻲ‬ ‫ﻓرﻧﺳﺎ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗطور اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻹدارة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ظﻠت ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ‬ ‫‪27‬‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻧﺎﺑﻠﯾون‪ ،‬ﻛﻣﺎ ظﻠت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻟﻬﺎ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬ ‫وﻟﻘد ﺗﻣﯾز ﻗﺎﻧون‪ 1946 /10/19‬ﺑﺎﻟدﻗﺔ و اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺷؤون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻧص‬ ‫ﻣﺛﻼ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗوظﯾف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻛﻔﺎءة و اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬اﻟﻧص‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣوظف وﺗﺑﯾﺎن واﺟﺑﺎﺗﻪ وﺣﻘوﻗﻪ ﻛﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣرﺗب اﻟﻣﻧﺎﺳب‪ ،‬اﻟﺣق‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن و اﻟﺗرﻗﯾﺔ واﻟﺣق اﻟﻧﻘﺎﺑﻲ ‪ ،‬وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪1959/02/04‬‬ ‫اﻟذي اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ دون أن ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻌدﯾﻼت ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق‪،‬‬ ‫ﺗﺎرﻛﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻟﻠواﺋﺢ ﺛم ﺻدرت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻗواﻧﯾن ‪ 1983/07/13‬و ‪ 1984/01/11‬و‬ ‫‪ ، 1984/01/26‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬وﻗد أﻛد ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب‬ ‫اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ) اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ‪ ،‬اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‪ ،(..‬وﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن‬ ‫‪ -27‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ 15‬و‪.16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اﻟرﺟل و اﻟﻣرأة ﻋﻧد اﻟﺗوظﯾف وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﺎم‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﻌوﻗﯾن‬ ‫ٕواﻟزاﻣﯾﺔ إدﻣﺎﺟﻬم‪.‬‬ ‫وﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻣن طرف‬ ‫اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﻣن اﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟوظﯾﻔﻲ ‪ ،‬وﻟﻛن أدﺧﻠت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم‬ ‫ﺣﯾث أﻧﺷﺄت اﻟﻣﻌﺎﻫد اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و ﻣدارس اﻹدارة ﻛﻣدارس اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻣﻬﻧدﺳﯾن و‬ ‫اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﺳﯾﺎﺳﺗﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎء و اﻟﺗﺄﻫﯾل‪،‬‬ ‫و ﺑذﻟك ﻟم ﺗﻠزم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺗﻛوﯾن اﻹطﺎرات واﻧﻣﺎ اﻟزﻣت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﺗﻛوﯾن‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻋدة ﻣدارس وﻓﻘﺎ ﻟﺗﺧﺻص اﻟﻣوظﻔﯾن و ﺣﺳب اﻟﻣﺳﺗوى‬ ‫‪28‬‬ ‫اﻟﻣطﻠوب‪.‬‬ ‫وﻟﻘد أﺛر ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋﻣل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ إدﻣﺎج‬ ‫ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻓﻘد‬ ‫طﺑق ﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻣﺳﺗﻣد ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﯾﻣﻧﻊ ﺑﻣوﺟﺑﻪ رب اﻟﻌﻣل ﻣن ﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣﺎﻣل‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻋون ﻋﻣوﻣﻲ‪.‬‬ ‫وﻣﺑدأ ﯾﻠزم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ و اﻷﺟﯾر ﻓﻲ ﻛل ﺗﻌدﯾل ﻷﺣﻛﺎم ﻋﻘد‬ ‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻣدة ﻣﺣددة ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻋن ﺧﺳﺎرة اﻟوظﯾﻔﺔ‬ ‫ﺑﻌد اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻪ‪.‬‬ ‫وﻧظ ار ﻟﻬذا اﻟﺗطور اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬ﻧﺎد ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺑﺎﺷر‬ ‫ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺧوﺻﺻﺔ‬ ‫‪29‬‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ -28‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪ -29‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫وﻧﺷﯾر إﻟﻰ اﻧﻪ ﻻ زال اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﻧﺎﺿل ﻣن أﺟل ﻋدم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم‬ ‫اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺛﻼث أﻫداف رﺋﯾﺳﯾﺔ وﻫﻲ‪):‬ﺣﯾﺎد اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻻﺣﺗراف ‪ ،‬اﻟﺣرﻛﯾﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﻣوظﻔﯾن(‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﺗﻛﯾﯾﻔﻪ ﻣﻊ ﻣﯾﻛﺎﻧزﻣﺎت‬ ‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻣرﺳﻣﯾن ﻛﺗرك اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ واﻋﺗﻣﺎد ﺻﯾﻐﺔ‬ ‫اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع ‪ :02‬ﺧﺻﺎﺋص ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻣﻐﻠق‬ ‫ﯾﺗﺿﻣن ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻐﻠق ﻋﻧﺻرﯾن أو ﻓﻛرﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻟﻧظﺎم ) اﻟﻘﺎﻧون‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن( و اﻟﻣﻬﻧﺔ) اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ أو اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ(‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:30‬‬ ‫‪-‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﻬن اﻷﺧرى ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟدوام واﻻﺳﺗﻘرار‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم‬ ‫اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺻ ﯾر اﻟﻣوظف ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ﺑذاﺗﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻔﺎدة‬ ‫ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﺑﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻌﻪ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻧظ ار ﻷن‬ ‫اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ ‪ :‬اﻧﺗﻣﺎء اﻟﻣوظف إﻟﻰ ﺳﻠك ﻣﻌﯾن وﺷﻐﻠﻪ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻧظﻣﺔ‬ ‫و اﻟﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺳﺧﯾر ﻛل ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬ ‫إذن ﻻ ﯾﻘﺗﺻر اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم وظﯾﻔﯾﺔ ﻣﺣددة ﺑذاﺗﻬﺎ ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬ ‫ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ و اﻟﻣﺗدرﺟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺑدأ اﻟﺣﯾﺎة اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻟﺷﺧص اﻟراﻏب ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺗوظﯾف ﻟدراﺳﺗﻪ وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺑﻠوﻏﻪ اﻟﺳن ‪ 60‬أو ‪ 65‬ﺑﻌدﻣﺎ ﯾﻛون ﻗد ﺷﻐل ﻋدة ﻣﻧﺎﺻب‬ ‫ﻣﺗﻧوﻋﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻧظ ار ﻟﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣوظﻔون ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم‬ ‫ﻻ ﯾﻌﺗﺑرون أﺟراء ﯾﺣﻛﻣﻬم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻌﺎدﯾﯾن‪ ،‬و إﻧﻣﺎ ﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻬم‬ ‫ﻧظﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺷﻣل ﻗواﻋد ﻻ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻷﺟراء دون أن ﯾﻣﻧﻊ ذﻟك ﺗﺧﺻﯾص‬ ‫ﻓﺋﺎت ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺄﻧظﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ -30‬أﻧظر ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ 122‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‬ ‫‪20‬‬ ‫إذن ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻣوظﻔون ﻟﻘﺎﻧون أﺳﺎﺳﻲ ﺧﺎص ﺑﻬم ‪ ،‬و اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧوﻋﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف أﻋوان اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧذ‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﺗﺣﺎﻗﻬم إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة‪.‬‬ ‫‪-‬ﺑﻣﺎ أن ﻣﺻﯾر اﻟﻣوظف ﻏﯾر ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﺣﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗدر ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻧﺳﺑﺔ ﯾﺳﯾرة ﻣن اﻟﺗﺧﺻص ‪ ،‬ﻣﻊ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻼزﻣﺔ و‬ ‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ﺧﻼل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺟدﯾد وﺗﺣﺳﯾن‬ ‫ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ ﺑﺈﺗﺑﺎع دو ارت ﺗﻛوﯾن ﺗﻧظﻣﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺻد ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣوظف ﯾﻠﺗﺣق ﺑﺣﯾﺎة ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ دون أن ﯾرﺗﺑط ﻣﺻﯾرﻩ ﺑوظﯾﻔﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء اﻟوظﯾﻔﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﻓﺻﻠﻪ و إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ‬ ‫وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺛﻧﺎءا وﻧﺎد ار ﻓﺻﻠﻪ دون أن ﯾرﺗﻛب أي ﺧطﺄ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﺿﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر‪،‬‬ ‫إذن ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟرﺗﺑﺔ و اﻟﻣﻧﺻب ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾظل اﻟﻣوظف ﻣﺣﺗﻔظﺎ‬ ‫ﺑرﺗﺑﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ و ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻘداﻧﻪ ﻟﻠﻣﻧﺻب اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻪ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻣوظف ﺳواء ﻛﺎن أﺳﺎس اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻻﻗدﻣﯾﺔ أو اﻻﺧﺗﯾﺎر أو ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻣﻌﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﺎ دام اﻧﻪ ﯾﻛرس ﻛل ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻺدارة ﻛﺎن ﻣن اﻟواﺟب ﻣﻧﺣﻪ ﺣق ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺑﺻﻌود درﺟﺎت‬ ‫‪32‬‬ ‫اﻟﺳﻠم اﻹداري‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻣوظف ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرى اﻟﻔﻘﯾﻪ‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﯾﻔﯾو ‪ Revero‬أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻘﺎﺑل ﻣﺑدأ اﻟﺳﻠطﺔ‬ ‫اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﻣﺑدأ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﻣوظف ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧظﺎم‬ ‫ﻧﺎﺑﻠﯾون ‪ ،‬ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﻧﺷﺄ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠﺛورة‪ ،‬و ﺑﻌد أن ﺳﺎد ﻣﺑدأ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ‬ ‫‪ -31‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪ --32‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن ‪ 19‬ﺗﺣوﻟت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻣطﻠﻘﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدة ﺗﻣﺎرس ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‬ ‫ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻷﻫواء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗﻛﺎد ﺗﺧﺗﻠط ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ‬ ‫اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ وﻧﻔوذ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻧﻔرد ﺑﻣزاﯾﺎ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي‬ ‫ﯾﺿﻣن اﺳﺗﻘرار اﻟﻣوظف ‪ ،‬و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣن ﻧوع ﺧﺎص وأﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ‬ ‫ﻣن ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﺗﻛرﯾس اﻟﻣوظف وﻗﺗﻪ ﻟﺧدﻣﺔ اﻹدارة ‪ ،‬وﻋدم ﺗرك اﻟوظﯾﻔﺔ‬ ‫دون إﺧطﺎر ﻣﺳﺑق و اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺑدأ اﻟﺣﯾﺎد‪ ،‬وﻋدم اﻟﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻣؤﺛرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻣﻧﻊ‬ ‫ﻣن إﻋﻼن أراﺋﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻬﯾﺋﺔ ﻧﻘﺎﺑﯾﺔ أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺿراب وذﻟك ﺣﺳب اﻟوظﯾﻔﺔ‬ ‫و أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻣﻐﻠق‬ ‫إن ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم ﻛﻧظﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ﻟﻪ ﻣﺣﺎﺳن وﻣﺳﺎوئ‪ ،‬و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ﻣﺣﺎﺳن ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻣﻐﻠق‬ ‫‪-‬ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ أﻏﻠﺑﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم ﻻﺳﯾﻣﺎ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺗﻲ‬ ‫ﯾﺗﻼءم ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺿﻣن اﻻﺳﺗﻘرار داﺧل اﻹدارة وﯾزﯾد ﻣن ﻛﻔﺎءة وﺧﺑرة اﻟﻣوظﻔﯾن ﺗدرﯾﺟﯾﺎ‬ ‫ﺑﺳﺑب اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ‪ ،‬و ﻫو ﺑذﻟك ﯾﻌطﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣوظف أﻛﺛر ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌطﺎة ﻟﻠوظﺎﺋف و اﻟﻣﻧﺎﺻب‪.‬‬ ‫‪-‬ﯾﻛﺗﻔﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻘدر ﻛﺎف ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻧﺳﺑﺔ ﯾﺳﯾرة ﻣن اﻟﺗﺧﺻص ﻋﻧد اﻟﺗوظﯾف‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ان ﺗﻧﻣو ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻌﻣل وﺗﺗﺟدد وﺗﺗﺣﺳن ﺑﺈﺗﺑﺎع دورات ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ‪،‬‬ ‫وﺑذﻟك ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن أﺷﺧﺎص ذوي اﻟﻛﻔﺎءات واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‪.‬‬ ‫‪-33‬ﺣول ﺗﻘﯾﯾم و ﻣزاﯾﺎ وﻋﯾوب اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﻐﻠق أﻧظر‪:‬‬ ‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﻠﯾم ﺑطﺎرﺳﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 32‬و ‪.33‬‬ ‫ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران‪ ،‬اﻟﺟزء‪ 01‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ 124 ،‬و ‪.125‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪-‬ﯾﺳﺎﻫم ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺎدة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﺷﺧﺎص أﻛﺛر ﺗﻛﯾﻔﺎ و إﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻷﻋﺑﺎء‬ ‫اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﻛرﺳون ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﺧدﻣﺗﻬﺎ و ﺑذﻟك ﯾﻛﺗﺳﺑون اﻟﺧﺑرة اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻣﻲ‬ ‫اﻟﺷﻌور ﻟدﯾﻬم ﺑﺿرورات اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ أو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺑﻌد اﻟرﺑﺢ‪ ،‬وﺑذﻟك ﺗﺿﻣن‬ ‫اﻹدارة وﺟود أﺷﺧﺎص ﻣﺗﺷﺑﻌﯾن ﺑروح اﻟﻧزاﻫﺔ و اﻹﺧﻼص واﻟﺗﻔﺎﻧﻲ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ﻣﺳﺎوئ ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم أو اﻟﻣﻐﻠق‬ ‫‪-‬ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧظﺎم أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻓﻘط ﺗﺻﻧﯾف‬ ‫اﻟوظﺎﺋف وﺿﻣﺎن اﺧﺗﯾﺎر اﻷﺷﺧﺎص ذوي اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻧظﺎم اﻟﺳﻠك‬ ‫اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟداﺋم ﺑﺗطﻠب وﺿﻊ ﻧظﺎم ﺣﻘوﻗﻲ ﻣﻌﻘد ودﻗﯾق ﯾﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق و‬ ‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﻊ إﻟزاﻣﯾﺔ إﻋطﺎء‬ ‫اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗﺗﺣﻣل اﻹدارة ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻛوﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة‪ ،‬وﻣﺎ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﻣن ﺻرف‬ ‫ﻟﻸﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻣن ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﻬﻧﺔ أو ﺳﻠك ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟدوام و اﻻﺳﺗﻘرار ﯾﻠﺗﺣق ﺑﻪ‬ ‫اﻟﻣوظف ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺑﻘﺎء و ﯾﺗﻔرغ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ طﯾﻠﺔ ﻣﺳﺎرﻩ اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﯾﺗوﻟد ﻟدﯾﻪ ﺷﻌور‬ ‫ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﺣﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌد إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋزﻟﻪ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم اﻻﻫﺗﻣﺎم‬ ‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺿﺣﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺳﺗﻐﻼ وظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟطول اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣردودﯾﺔ اﻟﻌﻣل‬ ‫‪34‬‬ ‫‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ و اﻟروﺗﯾن ‪.‬‬ ‫‪ -34‬ﺑدري ﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﯾﺎﻧﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻷﺧرى‪ ،‬وﻫذا‬ ‫ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون اﻧﺧراط اﻹدارة داﺧل اﻷﻣﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوظﻔون ﺑﻬﺎ طﺑﻘﺔ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻌزﻟﺔ وﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌل أﻓراد اﻟﻣوظف ﻓﻲ‬ ‫ﻣوﻗﻊ ﯾﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬم وﺿﻣﺎن اﻟﺧدﻣﺔ‬ ‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﺑﻌد دراﺳﺔ أﻧظﻣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬو?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser